Professional Documents
Culture Documents
حفظ الأطفال للقرآن ينمي لديهم حب القراءة والعلم ـ ابتسام سعد
حفظ الأطفال للقرآن ينمي لديهم حب القراءة والعلم ـ ابتسام سعد
هل حفظ القرآن وتعليم الطفل العلوم الدينية من توحيد و فقه وسرية وغريها يؤثر
على مستوى منوه اللغوي وحبه للقراءة؟ لإلجابة على هذا التساؤل كانت هناك دراستان
مهمتان قامت بإحدامها الدكتورة ثناء الضبع مدرس تربية الطفل ،وهي دراسة ميدانية
مقارنة بني املستوى الثقايف وامليل للقراءة ألطفال مدارس حتفيظ القرآن الكرمي وأطفال
التعليم العام.
وأكدت النتائج اليت مت التوصل إليها من خالل لقاء املعلمات واملشرفات ومديرات
املدارس وأولياء األمور ،عالوة على مالحظة سلوك األطفال خالل فصول دراسية كاملة،
أن حتفيظ القرآن الكرمي لألطفال والسعي لاللتزام بأحكامه وتعاليمه جيذهبم للقراءة منذ
الصغر ،وجيعل التعليم يرضي نزعاهتم ،ويستجيب ملشاعرهم ،وحيقق ميوهلم ،ويشبع
اجتاهاهتم الدينية املتأصلة يف فطرهتم ،ومن خالل الرتبية الدينية ننفذ إىل قلوب األطفال
ونستثري محاسهم للسلوك املرغوب فيه وهو القراءة ،وذلك يتم من خالل استثارة
عاطفتهم الدينية وتوسيع مداركهم.
وأكدت الدراسة أيًض ا أن القرآن الكرمي يساعد على تعزيز املكونات الثالث
لالجتاه حنو القراءة ،وهي املكونات الوجدانية ،واملكونات املعرفية مبا حيويه القرآن الكرمي
من اإلشارات والتنبيهات اليت حتث على القراءة والبحث والتفكري ،مث املكونات السلوكية
من خالل اآلثار اللغوية اليت تبدو يف قدرة الطفل على نطق الكلمات العربية نطًق ا صحيًح ا
مما يعزز مهارة القراءة لديه.
وتوصي الباحثة بأمهية تعميم مدارس حتفيظ القرآن الكرمي على مستوى البالد
اإلسالمية ملا يف ذلك من أثر عظيم على مستوى الطفل علمًيا وتربوًيا وأخالقًيا.
أما الدراسة الثانية فكانت للدكتور عبد الباسط متويل خضر مدرس الصحة
النفسية وكانت حول أثر تعليم العلوم الدينية على مستوى النمو اللغوي للطفل ،من
خالل دراسات ميدانية على عينات خمتلفة من التالميذ يف كل من مصر والسعودية.
وأكد الباحث أن الطفل يستطيع احلفظ بدرجة عالية ألن خرباته اللغوية يف هذا
السن تكون حمدودة إىل الدرجة اليت قد ينعدم فيها التداخل بني هذه اخلربات وبني
النصوص اللغوية يف القرآن الكرمي ،مما يساعد على سرعة احلفظ وحسن االحتفاظ ،وألن
القرآن الكرمي هو قمة البيان اللغوي العريب فإن مستوى النمو اللغوي للطفل يرتقي بالقدر
الذي حيفظه من القرآن الكرمي.
و وجد الباحث أن هناك فروًقا إحصائية بني املستوى اللغوي لألطفال الذين
يتلقون علوًم ا دينية وأقراهنم ممن ال يتلقون هذه العلوم لصاحل دارس املواد الدينية ،ذلك أن
املمارسة الفعلية جلوانب النمو اللغوي من خالل املواد الدينية وهي الفهم اللغوي ،وطالقة
الكلمات ،وقواعد اهلجاء ،وإدراك العالقات اللفظية ،والذاكرة اللغوية حيدث التأثري
اإلجيايب للتنمية اللغوية والقدرة على اإلدراك }ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من
مذكر{.
وخيلص الباحث أيًض ا إىل أمهية حفظ األطفال املبكر للقرآن ملا له من أمهية كبرية،
ليس فقط على النمو اللغوي ولكن يتعدى تأثري ذلك إىل النمو العقلي والنمو الشخصي.
وحيذر الباحث يف دراسته من خطورة املدارس االبتدائية ورياض األطفال اليت تعلم
اللغات األجنبية يف سن احلضانة يف العديد من الدول العربية ،وأن أفضل أسلوب تربوي
وعلمي وثقايف وسلوكي وأخالقي هو التماس دراسة العلوم الدينية وحفظ القرآن الكرمي
يف سن مبكرة.
أما دراسة الباحثة هامن حامد فقد أكدت على العالقة بني حفظ القرآن الكرمي
ومهارة اإلمالء لطالبات الصف الرابع االبتدائي ،وأثبتت أن طالبات مدارس التحفيظ
اكتسنب مهارة اإلمالء بصورة أفضل من طالبات املدارس العادية بالرغم من أن حصص
اإلمالء يف املدارس العادية أكثر من حصص القراءة يف مدارس حتفيظ القرآن الكرمي (-2
. )1كما أن من األسس السليمة يف تدريس اإلمالء االهتمام بالنطق الصحيح ،وإظهار
خمارج احلروف واالعتماد على أسس التهجي السليم .
ابتسام سعد
2008 - 12 - 18