You are on page 1of 19

‫المملكة العربية السعودية‬

‫وزارة التعليم‬
‫كليات الخليج للعلوم والدراسات اإلنسانية‬
‫قسم القانون ‪-‬‬

‫بحث بعنوان‬
‫ماهية التأمينات اإلجتماعية فى النظام السعودى‬

‫إعداد الطالب‬

‫فهد سعد المطيرى‬

‫الرقم الجامعي‬
‫‪4431143‬‬

‫تحت إشراف الدكتور‬

‫نواف اللغيصم‬

‫العام الجامعي‬
‫‪2024‬م‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫صد ِّْري * َويَس ِّْر ِّلي أَ ْم ِّري * َواحْ لُ ْل ُ‬


‫ع ْق َدةً ِّمن‬ ‫ب اش َْرحْ ِّلي َ‬
‫قال تعالي‪َ :‬ر ِّ‬

‫سانِّي * َي ْفقَ ُهوا قَ ْو ِّلي)‪.‬‬


‫ِّل َ‬

‫المقدمة‬

‫التأمينات االجتماعية تعتبر أداة هامة لحماية المجتمع وتوفير الرعاية االجتماعية لألفراد‬
‫واألسر‪ ،‬فالتأمينات اإلجتماعية كوجه من وجوه التكافل والتضامن االجتماعيين‪ ،‬تؤدى دورا‬
‫هاما وحيويا فى تحقيق السالم االجتماعي‪ ،‬واستقرار النظام السياسى فى كل دولة‪.‬‬

‫يهتم نظام التأمينات االجتماعية السعودي بتنظيم الحقوق التأمينية وااللتزامات والتعويضات‪.‬‬
‫ويطبَّق على جميع العاملين في القطاع الخاص أو الجهات الحكومية المشمولة بنظام العمل‬
‫السعودي‪ ،‬وينقسم إلى فرعين‪ :‬فرع للمعاشات (يطبق على العاملين السعوديين)‪ ،‬وفرع‬
‫األخطار المهنية (يطبق على كل المشمولين بنظام العمل السعودي من السعوديين وغير‬
‫السعوديين)‪.‬‬

‫أسباب اختيار الموضوع‬

‫الشك أن العديد من األفراد والعاملين يجهلون ماهية التأمينات االجتماعية ونظامه الذى سنه‬
‫المنظم السعودى من أجل شمول العاملين فى المملكة مواطنين أو مغتربين بالحماية والتكفل‬
‫بهم من الناحية المادية واالجتماعية‪ ،‬لذا كان من األهمية بمكان بيان ماهية التأمينات‬
‫االجتماعية ونظامها وبيان أهمية وأهداف ذلك النظام ونطاقه‪.‬‬
‫أهمية البحث‬

‫يعد التأمين اإلجتماعى أو كما يسمى في العديد من الدول بالضمان اإلجتماعى من بين أهم‬
‫األنظمة اإلجتماعية المعتمدة التى تهدف إلى حماية أفراد المجتمع وضمان عيشهم والتكفل‬
‫بهم من الناحية المادية واإلجتماعية‪ ،‬حيث يهدف بذلك إلى بعث الراحة واإلطمئنان في نفس‬
‫الفرد والجماعة ككل‪ ،‬وهذا اإلهتمام بالعنصر البشري سوف ينعكس بشكل كبير على األفراد‬
‫بل وانعكاسات إيجابية على الحياة اإلجتماعية ككل‪.‬‬

‫أهداف البحث‬

‫تهدف هذه الدراسة إلى بيان ماهية التأمينات اإلجتماعية فى النظام السعودى‪ ،‬والتعرف على‬
‫أهدافها وبيان مراحل تطور نظام التأمينات اإلجتماعية فى المملكة‪.‬‬

‫مشكلة البحث‬

‫تكمن مشكلة الدراسة فى ان الكثير من العمال واألفراد يجهلون ماتكفله لهم المملكة العربية‬
‫السعودية من تأمينات اجتماعية تكفل لهم الحماية والحياة الكريمة‪.‬‬

‫أسئلة البحث‬

‫يثير البحث العديد من التساؤالت كاآلتى‪:‬‬

‫‪ -1‬ماهية التأمينات اإلجتماعية فى النظام السعودى؟‬


‫‪ -2‬كيف نشأ نظام التأمينات االجتماعية السعودى؟ وماهى مراحل تطوره؟‬
‫‪ -3‬ماهى أهمية وأهداف نظام التأمينات اإلجتماعية؟‬
‫‪ -4‬ماهو نطاق تطبيق ذلك النظام‪ ،‬وماهى االستثناءات الواردة عليه؟‬

‫منهج البحث‬

‫اعتمدت الدراسة على المنهج التحليلى والتاريخى لبيان مفهوم التأمينات اإلجتماعية فى‬

‫النظام السعودى وبيان نشأته وكذلك بيان ماهية نظام التأمينات السعودى وبيان أهمية النظام‬

‫وأهدافه وكذلك بيان نطاقه واالستثناءات الواردة عليه‪.‬‬


‫خطة البحث‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية التأمينات اإلجتماعية فى النظام السعودى ونشأتها وتطورها‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية التأمينات اإلجتماعية وأهميتها‬

‫المطلب الثانى‪ :‬نشأة التأمينات االجتماعية فى النظام السعودى وتطورها‬

‫المبحث الثانى‪ :‬أهداف ونطاق نظام التأمينات االجتماعية واالستثناءات الواردة عليه‬

‫المطلب األول‪ :‬أهداف نظام التأمينات اإلجتماعية‬

‫المطلب الثانى‪ :‬نطاق تطبيق نظام التأمينات االجتماعية واالستثناءات الواردة عليه‪.‬‬
‫المبحث األول‬

‫ماهية التأمينات اإلجتماعية فى النظام السعودى ونشأتها وتطورها‬

‫سوف نتناول فى هذا المبحث ماهية التأمينات االجتماعية فى النظام السعودى ثم نتطرق لبيان نشأتها‬

‫ومراحل تطورها‪ ،‬وذلك على الوجه اآلتى‪:‬‬

‫المطلب األول‬

‫ماهية التأمينات اإلجتماعية وأهميتها‬

‫أوال‪ :‬تعريف التأمين اإلجتماعى‪:‬‬

‫تعتبر التأمينات االجتماعية من األنظمة األساسية التي تهدف إلى توفير الحماية االجتماعية للفرد‬
‫واألسرة في مختلف الظروف والمراحل الحياتية‪ ،‬وت ُ َع ُّد هذه األنظمة جز ًءا أساسيًا من تحقيق العدالة‬
‫االجتماعية وتقديم الرعاية للفئات الضعيفة وتقليل الفجوات االقتصادية في المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫دورا حيويًا في دعم المواطنين والمقيمين وتوفير األمان المالي لهم في‬
‫ً‬ ‫تمتلك التأمينات االجتماعية‬
‫مواجهة التحديات المختلفة‪.‬‬

‫وقد قامت المملكة العربية السعودية بإصدار قانون التأمينات االجتماعية السعودي هو نظام صدر بأمر‬
‫ملكي عام ‪ ،1969‬وقد تم التعديل على النظام عام ‪ ،2000‬وبدأ العمل به عام ‪ ،2001‬وقد قامت‬
‫المملكة العربية السعودية بإنشاء المؤسسة العامة للتأمينات االجتماعية‪ ،‬حتى تشرف وتراقب على سير‬
‫تنفيذ القانون بما يتعلق في التأمينات‪ ،‬وتحصيل االشتراكات من أصحاب المؤسسات واألعمال‪.1‬‬

‫وقد تعددت مفاهيم التأمينات اإلجتماعية بحسب وجهات النظر التى وجهت إليه‪ ،‬فهناك من يراه نظاما‬
‫إجتماعيا وهناك من يراه نظام إقتصادي‪ ،‬وهناك من يجمع بين وجهتي النظري من حيث أنه نظام‬
‫إجتماعي له أبعاد إقتصادية‪.‬‬

‫‪ 1‬نظام التأمينات االجتماعية السعودى الصادر بمرسوم ملكى رقم (م‪ )33/‬بتاريخ ‪1421/9/3‬ه‪ ،‬وتاريخ النشر‬
‫‪1421/10/17‬ه‪.‬‬
‫حيث تعرف التأمينات اإلجتماعية بأنها‪ :‬خدمات يقدمها جهاز حكومي بقصد تغطية خطر أو طارئ معين‬
‫يكون ضمن صالحياته المحددة قانونا‪ ،‬وهي أداءات مالية تتمثل في المنح العائلية‪ ،‬ومخاطر ذات صفة‬
‫إنسانية تتمثل في التأمين على المرض‪ ،‬الوفاة‪ ،‬العجز‪ ،‬األمومة‪ ،‬التقاعد‪ ،‬ومخاطر متعلقة بممارسة‬
‫المهنة وهي حوادث العمل واألمراض المهنية‪.2‬‬

‫كما تعرف بأنها‪" :‬نظام تقوم به الدولة لتأمين حد معين من العيش لبعض أو لجميع األفراد‪ ،‬مقابل‬
‫اإلشتراكات الفردية التي تدفع لحساب المستفيدين من قبلهم ومن قبل أصحاب العمل والدولة أيضا في‬
‫بعض األحيان‪ ،‬وذلك في حاالت العوز والحاجة كالمرض‪ ،‬والعجز والشيخوخة‪ ،‬وإصا‪ʪ‬ت العمل‪،‬‬
‫والوالدة والوفاة‪ ،‬وغيرها من الطوارئ التي تعرض اإلنسان إلى الحاجة‪.3‬‬

‫ثانيا‪ :‬ماهية التأمينات االجتماعية فى الفقه االسالمى‬

‫خلق هللا سبحانه وتعالى اإلنسان وهو أعلم بما يصلحه‪ ،‬لذلك اقتضت حكمته عز وجل واستقر تقديره‬
‫﴿و َل ْو‬
‫على رزقهم بما ينفعهم وفي حدود قدرته سبحانه بحكمته العالية‪ ،‬وفى ذلك يقول هللا عز وجل‪َ :‬‬
‫الر ْزقَ ِّل ِّع َبا ِّد ِّه لَ َبغ َْوا فِّي األَ ْر ِّ‬
‫ض َولَك ِّْن يُن َِّز ُل ِّبقَ َد ٍر َما َيشَا ُء﴾ (الشورى‪ )27 :‬وفضل بعضهم على‬ ‫َّللا ِّ‬
‫ط هُ‬ ‫س َ‬
‫َب َ‬
‫ق﴾ (النحل‪ )71 :‬وبالتالي وجد‬ ‫الر ْز ِّ‬
‫ض فِّي ِّ‬ ‫ع َلى َب ْع ٍ‬ ‫ضكُ ْم َ‬ ‫َّللا فَ ه‬
‫ض َل َب ْع َ‬ ‫﴿و ه ُ‬‫بعض في الرزق فيقول سبحانه َ‬
‫مِّن ِّع َبا ِّد ِّه َو َي ْقد ُِّر‬ ‫سطُ ِّ‬
‫الر ْزقَ ِّل َم ْن َيشَا ُء ْ‬ ‫األغنياء والفقراء لكى تستقيم الحياة يقول سبحانه ﴿قُلْ ِّإ هن َر ِّبي َي ْب ُ‬
‫لَهُ﴾ (سبأ‪ ) 29 :‬ولم يترك الفقراء هكذا يعانون ولكنه سبحانه شرع من النظم واألساليب ما يوفر لهم‬
‫الحياة الكريمة وجعل ذلك حقا لهم وواجبا على األغنياء والقادرين في إطار من التكافل والتعاون يقول‬
‫ع َلى ا ْل ِّب ِّر َوالت ه ْق َوى﴾ (المائدة‪ ) 2 :‬ومن البر اإلنفاق في سبيل هللا على الفقراء‬ ‫﴿وتَ َع َاونُوا َ‬
‫سبحانه َ‬
‫والمحتاجين لقوله تعالى ﴿لَ ْن تَنَالُوا ا ْلبِّ هر َحتهى ت ُ ْن ِّفقُوا مِّ هما تُحِّ بُّونَ ﴾ (آل عمران‪ )92 :‬وجاءت التقوى في‬
‫القرآن بمعان عدة من بينها القيام بشئون المحرومين والمحتاجين فيقول عز وجل ﴿ ِّإ هن ا ْل ُمتهقِّينَ فِّي َجنها ٍ‬
‫ت‬
‫ُون َءاخِّ ذِّينَ َما َءاتَاهُ ْم َربُّ ُه ْم إِّنه ُه ْم كَانُوا قَ ْب َل ذَلِّكَ ُمحْ ِّسنِّين كَانُوا قَلِّيال مِّنَ الله ْي ِّل َما يَ ْه َجعُونَ َوبِّاألَ ْس َح ِّ‬
‫ار‬ ‫َوعُي ٍ‬
‫هُ ْم يَ ْستَ ْغف ُِّرونَ َوفِّي أَ ْم َوا ِّل ِّه ْم َح ٌّق لِّلسهائِّ ِّل َوا ْل َمحْ ُر ِّ‬
‫وم﴾ (الذاريات‪.)19-15 :‬‬

‫ولم يكتف اإلسالم بمجرد الحث على رعاية المحتاجين وإنما أوجد األساليب التى تحقق ذلك عمليا مثل‬
‫الزكاة والوقف والصدقات التطوعية وفقات األقارب وحقوق الجار والضيف إلى غير ذلك من األساليب‬
‫التى تكون نظام الحماية االجتماعية اإلسالمي الذى لم يصل إليه أى نظام الحق في شموله وتكامله‪.‬‬

‫‪ 2‬عبدالرحمن شداد‪ ،‬التأمينات االجتماعية كنظام اجتماعى فى التنظيمات من خالل نظرية األنساق االجتماعية‪ ،‬مجلة‬
‫سوسيولوجيا‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫‪ 3‬صادق مهدى السعيد‪ ،‬اصول التامين االجتماعي وتطبيقاته االولى‪ ،‬مطبعة المعارف‪ ،‬بغداد‪ ،1975 ،‬ص ‪.2‬‬
‫ف التأمينات االجتماعية طبقا لما تم توضيحه وبما تقوم عليه من فكرة التكافل والتعاون وما تنطوى عليه‬
‫من فكرة تفريج الكربات والتيسير على الناس إنما تسير في إطار نظام الحماية االجتماعية اإلسالمي‬
‫وتعمل على تحقيق أهدافه‪ ،‬بل إن األمر يزيد بأن بذور هذا النظام وجدت في اإلسالم وتحديدا في مدى‬
‫مسئولية الدولة عن رعاية من توفى وترك عياال بدون دخل‪ ،‬أو من بلغ سن الشيخوخة وعجز عن‬
‫العمل‪ ،‬ويظهر ذلك جليا في عدد من الوثائق والممارسات نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫‪-‬حديث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم الذى بين فيه مسئولية الدولة عن رعاية عيال من يتوفى ولم‬
‫يترك لهم ماال كما جاء في الحديث الشريف "من ترك ماال فألهله وفي رواية أخرى فلورثته‪ ،‬ومن ترك‬
‫ضياعا فإلى وعلى " وضياعا‪ :‬بمعنى ليس لـه شئ فأنا أعوله وأنفق عليه‪ ،‬وفي معنى آخر‪ :‬ترك عياال‬
‫ولم يترك لهم مال‪.4‬‬

‫‪-‬قصة الفاروق عمر بن الخطاب رضى هللا عنه مع اليهودى الذى رآه يتسول في طرقات المدينة فقال‬
‫الفاروق‪ :‬ما أنصفناك أن أكلنا شبابك ثم تركناك تسأل الناس في شيبتك‪ ،‬ثم أخذه وتوجه به إلى بيت‬
‫المال‪ ،‬وقال لخازنه‪ :‬انظر هذا وضربائه‪– ،‬أى من هم في مثل حالته فأسقط عنه الجزية‪ ،‬واقرض له‬
‫من بيت المال ما يقيم حياته" ‪ ،‬وكل هذا جعل الفقهاء المعاصرين يقولون بجواز التأمينات االجتماعية‪.5‬‬

‫هذا مع مراعاة أن نظم الحياة االجتماعية في اإلسالم تزيد عن نظام التأمينات االجتماعية في كونها حقا‬
‫بدون التزام فهى حق على المجتمع والدولة دون أن يلتزم المحتاج بدفع أقساط مسبقة وهذا مثل الضمان‬
‫االجتماعي الذي يستفيد منه الفقراء حاليا‪ ،‬أما التأمينات االجتماعية فيمكن القول إنها وسط فهى حق مع‬
‫التزام بسيط حيث أن المؤمن عليه يلتزم بدفع جزء من قسط التأمينات يصل إلى ‪ %10‬من الراتب‪،‬‬
‫وصاحب العمل يدفع جز ًءا آخر يصل إلى ‪ ،% 15‬كما أن الدولة تشارك بدفع جزء لمواجهة الزيادة في‬
‫المعاشات عن الحد المقرر لها طبقا للحساب االكتواري‪ ،‬وكذا لتمويل المعاشات للعمال غير المنتظمة‬
‫التي يدفع فيها العامل جنيها واحدا فقط شهريا ويحصل على معاش قدره ‪ 80‬جنيها شهريا ‪.6‬‬

‫ثالثا‪ :‬أهمية التأمينات اإلجتماعية‬

‫‪ 4‬المحدث ‪ :‬األلباني | المصدر ‪ :‬غاية المرام | الصفحة أو الرقم ‪ | 358 :‬خالصة حكم المحدث ‪ :‬صحيح‬
‫أخرجه الترمذي في أول كتاب الفرائض من طريق محمد بن عمرو بن علقمة ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪ ،‬عن أبي هريرة بهذا اللفظ‬
‫‪ ،‬وبعده ومن ترك ضياعا فإلي ‪ ،‬وقال بعده ‪ :‬رواه الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة‪.‬‬
‫‪ 5‬أبو عبيد القاسم بن سالم‪ ،‬كتاب األموال‪ ،‬المحقق خليل محمد هراس‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون سنة‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫قصة عمر مع اليهوى المتسول‪ ،‬اسالم ويب‪ ،‬على الرابط اآلتى‪:‬‬
‫‪https://www.islamweb.net/ar/fatwa/130845/%D9%82%D8%B5%.‬‬
‫‪ 6‬عبداللطيف محمود آل محمود‪ ،‬التأمين اإلجتماعى فى ضوء الشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار النفائس‪ ،2017 ،‬ص ‪.50‬‬
‫يُعتبر نظام التأمين االجتماعي في المملكة العربية السعودية مكونًا أساسيًا للتنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ .‬وتبرز أهميته في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ -1‬توفير الحماية االجتماعية‪ :‬يساهم نظام التأمين االجتماعي في توفير الحماية لألفراد واألسرة في‬
‫حاالت العجز والشيخوخة والوفاة والحوادث‪ ،‬مما يعزز االستقرار االجتماعي واالقتصادي‪.‬‬
‫‪ -2‬حفيز االستثمار والعمل‪ :‬بفضل وجود نظام تأمين اجتماعي يوفر األمان المالي للمواطنين‪ ،‬يتم‬
‫تشجيع األفراد على االستثمار والعمل بمزي ٍد من الثقة‪ ،‬مما يعزز النشاط االقتصادي ويدعم‬
‫التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ -3‬تقليل الفجوات االقتصادية يُسهم النظام في تقليل الفجوات االقتصادية بين الطبقات االجتماعية‬
‫المختلفة‪ ،‬حيث يتم توفير الدعم للفئات األكثر احتيا ًجا وتوفير فرص متساوية للجميع‪.‬‬
‫‪ -4‬الحماية االقتصادية‪ :‬توفر التأمينات االجتماعية حماية اقتصادية لألفراد واألسر في حاالت‬
‫الحوادث والمرض واإلعاقة والبطالة والتقاعد‪ .‬تساعد على تقليل المخاطر المالية والحفاظ على‬
‫االستقرار المالي لألفراد في الظروف الصعبة‪.‬‬
‫‪ -5‬التأمين الصحي‪ :‬يوفر التأمين الصحي المساعدة في تغطية تكاليف الرعاية الصحية واألدوية‬
‫والعالجات الضرورية‪ .‬يساهم في تحسين صحة األفراد والوقاية من األمراض وتوفير العناية‬
‫الالزمة للمرضى‪.‬‬
‫‪ -6‬التقاعد والتأمين التقاعدي‪ :‬يوفر التأمين االجتماعي النظام الضماني للتقاعد‪ ،‬حيث يتم دفع‬
‫ً‬
‫دخال‬ ‫اشتراكات من قبل العاملين خالل فترة عملهم‪ ،‬وفيما بعد يتم توفير مدخرات تؤمن لهم‬
‫ماديًا مستدا ًما بعد التقاعد‪ .‬هذا يعزز االستقرار المالي لألفراد في سن التقاعد‪.‬‬
‫‪ -7‬حماية األسرة‪ :‬تقدم التأمينات االجتماعية حماية لألسر في حاالت الوفاة والعجز والمرض‪ ،‬من‬
‫خالل تقديم مساعدات مالية ورعاية اجتماعية لألسر المتضررة‪ .‬تساعد في تقليل األعباء المالية‬
‫واالجتماعية على األسر وتعزز استقرارها‪.‬‬
‫‪ -8‬تحقيق العدالة االجتماعية‪ :‬تهدف التأمينات االجتماعية إلى تحقيق العدالة االجتماعية وتقليل‬
‫الفوارق االقتصادية بين األفراد من خالل توفير الرعاية االجتماعية للجميع‪ ،‬تضمن الفرص‬
‫المتساوية والحماية للجميع‪ ،‬بغض النظر عن الدخل أو الوضع االجتماعي‪.7‬‬

‫المطلب الثانى‬
‫‪ 7‬أهمية التأمينات اإلجتماعية‪ ،‬مقال على االنترنت بتاريخ ‪ ،2023/6/10‬على الرابط اآلتى‪:‬‬
‫‪https://www.ammonnews.net/article/737315‬‬
‫نشأة التأمينات االجتماعية فى النظام السعودى وتطورها‬

‫نذكر فى تطور التأمينات اإلجتماعية فى المملكة العربية السعودية مرحلتين متمايزتين‪ :‬أولهما قبل نظام‬
‫‪1389‬هـ‪ ،‬والثانية بعد صدور هذا النظام‪ ،‬وهما كاآلتى‪:8‬‬

‫أوالً‪ :‬مرحلة واقع التأمينات االجتماعية قبل صدور نظام ‪1389‬هـ‪:‬‬

‫فى النصف الثانى من القرن الرابع عشر الهجري‪ ،‬صدر أول نظام يتعلق بالتعويض عن مخاطر‬
‫إصابات العمل‪ ،‬وذلك بسبب ظهور البترول فى المملكة والتطور السريع فى صناعات استخراجه‬
‫وتكريره‪ ،‬وما يتعرض له عمال هذه الصناعات من مخاطر مهنية تقتضى تعويضهم‪ ،‬وهو األمر الذى‬
‫استدعى وضع أول نظام للتعويض عن إصابات العمل‪.‬‬

‫حيث صدر المرسوم الملكى رقم ‪ 44‬وتاريخ ‪1356/7/18‬هـ بإقرار نظام تعويض عمال المشاريع‬
‫الصناعية والفنية عن إصابات وأمراض العمل المهنية‪ ،‬ويالحظ أن هذا المرسوم قد أوجب على صاحب‬
‫العمل وحده تعويض العامل عن اإلصابات التى تحدث له أثناء العمل ال بسببه‪ ،‬ودون إلزامه بالتعويض‬
‫عن األمراض المهنية‪.‬‬

‫تاله صدور أول نظام للعمل فى المملكة بمقتضى المرسوم الملكى رقم (‪ )5323‬وتاريخ ‪/4/13‬‬
‫‪ 1360‬هـ‪ ،‬ولم يتعرض هذا النظام بالتعديل لنظام التعويض الصادر بالمرسوم الملكى رقم (‪ )44‬فى‬
‫تاريخ ‪1356/7/18‬هـ‪ ،‬بل أقره على حالته قاصرا ً تطبيقه فقط على طائفة عمال المشاريع الصناعية‬
‫والفنية دون غيرها من طوائف العمال‪ ،‬وقد استمر العمل بالنظامين المشار إليهما إلى أن حل محلهما‬
‫نظام العمل والعمال الصادر فى ‪ 1366/11/25‬الذى استحدث وألول مرة قواعد جديدة تتعلق‬
‫بالتعويض عن إصابات العمل إلى جانب القواعد المنظمة لعالقات العمل‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬مرحلة التنظيم الجديد للتأمينات االجتماعية‪:‬‬

‫وبعد أن تطورت مجاالت الحياة فى شتى نواحيها فى المملكة على أثر الطفرة البترولية‪ ،‬كان لزاما ً أن‬
‫يواكب هذا التطور تطور مماثل فى شتى النظم فى المملكة‪ ،‬وعلى األخص منها األنظمة العمالية‪،‬‬
‫باعتبار أن المملكة تسعى إلى سعودة الوظائف من جهة‪ ،‬وباعتبارها من الدول الجاذبة للعمالة األجنبية‬
‫من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ 8‬محمد بن أحمد بن صالح الصالح‪ ،‬التأمينات االجتماعية بين المفهوم والمخاطر والتطور واآلثار‪ ،‬دراسة تطبيقية على‬
‫المملكة العربية السعودية‪ ،‬مؤتمر التأمينات االجتماعية بين الواقع والمأمول‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬فى الفترة من ‪15-13‬‬
‫أكتوبر ‪2002‬م‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫ومن هذا المنطلق صدر نظام خاص بالعمل والعمال بمقتضى المرسوم الملكى رقم م‪ 21/‬بتاريخ‬
‫‪ 1389/9/6‬هـ‪ ،‬كما صدر وألول مرة فى المملكة نظام التأمينات االجتماعية بمقتضى المرسوم الملكى‬
‫ذى الرقم م‪ 22/‬بتاريخ ‪1389/9/6‬هـ‪.‬‬

‫ولقد شهد نظام التأمينات االجتماعية السالف الذكر تعديالً له بمقتضى المرسوم الملكى رقم م‪ 24/‬فى‬
‫‪ 1402/6/28‬هـ وبموجب ذلك التعديل اقتصر الحق فى المعاش التأمينى على السعوديين فقط‪ ،‬دون‬
‫األجانب‪ ،‬وقد تمت تصفية حقوق هؤالء برد اشتراكاتهم إليهم وفقا ً للنصوص النظامية‪.‬‬

‫وقد استمر العمل بنظام التأمينات االجتماعية سالف البيان حتى صدر نظام التأمينات االجتماعية الحالى‬
‫بمقتضى المرسوم الملكى ذى الرقم م‪ 33/‬بتاريخ ‪1421/9/3‬هـ‪ ،‬والئحته التنفيذيـة الصـادرة بقـرار‬
‫وزيـر العمل والشؤون االجتماعية رقم ‪ 128‬تأمينات وتاريخ ‪1421/10/25‬هـ‪ ،‬والمنشورة بجريدة أم‬
‫القرى بالعدد رقم ‪ 3833‬وتاريخ ‪ 1421/12/7‬هـ‪ ،‬وقد نصت المادة التاسعة والستون على أن يحل هذا‬
‫النظام محل نظام التأمينات االجتماعية الصادر بالمرسوم الملكى ذى الرقم م‪ 22/‬والتاريخ‬
‫‪ 1389/9/6‬هـ‪ ،‬ويلغى كل ما يتعارض معه من أحكام ويعمل به ابتداء من أول الشهر التالى النقضاء‬
‫ستين يوما ً من تاريخ نشره‪.‬‬

‫المبحث الثانى‬

‫أهداف ونطاق نظام التأمينات االجتماعية واالستثناءات الواردة عليه‬

‫سوف نتطرق فى هذا المبحث إلى بيان أهداف وأهمية نظام التأمينات اإلجتماعية ثم نتطرق إلى بيان‬
‫نطاقه واالستثناءات الوارده عليه وذلك فى المطالب اآلتية‪:‬‬

‫المطلب األول‬

‫أهداف نظام التأمينات اإلجتماعية‬

‫أوال‪ :‬أهداف نظام التأمينات اإلجتماعية السعودى‬

‫حيث تهدف التأمينات اإلجتماعية فى النظام السعودى إلى‪:‬‬


‫‪ -1‬بالنسبة لألسرة‪ :‬حيث تهدف إلى استقرار األسرة وتماسكها‪ ،‬من خالل زيادة دخل األسرة‪،‬‬
‫والعمل على تقليل النفقات واألعباء المالية‪.‬‬
‫‪ -2‬وبالنسبة للمجتمع‪ :‬حيث تهدف إلى الحفاظ على إنسانية الفرد العامل‪ ،‬وإرساء مبدأ التكافل‬
‫والتضامن اإلجتماعي بين الفرد والجماعة وبين أجهزة الدولة من خالل السياسات اإلجتماعية‪.‬‬
‫‪ -3‬كما تقوم التأمينات االجتماعية بدور هام فى تطوير وتنمية االقتصاد القومى‪ ،‬نظرا لما توفره‬
‫التأمينات االجتماعية من مدخرات هامة تشارك فى دفع عجلة التنمية عن طريق االستثمار فى‬
‫العديد من المشروعات‪ ،‬واتاحة الفرصة لتشغيل عدد كبير من العمال‪ ،‬األمر الذى ينعكس بدوره‬
‫على اإلنتاج والتنمية االقتصادية‪.9‬‬

‫المطلب الثانى‬

‫نطاق تطبيق نظام التأمينات االجتماعية واالستثناءات الواردة عليه‬

‫نطاق تطبيق نظام التأمينات اإلجتماعية السعودى‪:10‬‬

‫ينظم الحقوق التأمينية وااللتزامات والتعويضات ويسري على جميع العاملين في القطاع الخاص أو في‬
‫الجهات الحكومية المشمولين بنظام العمل‪ ،‬بهدف توفير مورد مالي لهم عند انتهاء خدماتهم‪ ،‬مما يساهم‬
‫في تحقيق الحماية التأمينية لهم وفق مبدأ التكافل االجتماعي‪ ،‬ويتضمن هذا النظام فرعين‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬فرع المعاشات‪ :‬يطبق هذا الفرع من النظام على العاملين السعوديين في القطاع الخاص أو‬
‫الجهات الحكومية المشمولين بنظام العمل‪ ،‬وكذلك أصحاب المهن الحرة السعوديين‪ ،‬ويستحق‬
‫في حال توافر الشروط النظامية عند ترك العمل بسبب التقاعد أو العجز أو غيرها من الحاالت‬
‫صرف معاش تقاعدي‪ ،‬أما في حالة الوفاة فيستمر الصرف للمستحقين عنه‪.‬‬
‫‪ -2‬فرع األخطار المهنية‪ :‬يطبق هذا الفرع من النظام على العاملين في القطاع الخاص أو الجهات‬
‫الحكومية المشمولين بنظام العمل‪ ،‬ويقدم التعويضات المنصوص عليها بالنظام ولوائحه التنفيذية‬
‫في حاالت اإلصابات الناتجة عن العمل‪.‬‬

‫وهو ما نصت عليه المادة الرابعة من النظام ‪ ،‬بذكرها اآلتى‪:‬‬

‫‪ 9‬السيد محمود السيد غانم‪ ،‬اإلطار النظرى للتأمين اإلجتماعى‪ ،‬ورقة مقدمة لمؤتمر التأمينات االجتماعية بين الواقع‬
‫والمأمول‪ ،‬جامعة األزهر ‪ 15-13‬أكتوبر ‪2022‬م‪ 15-13 ،‬أكتوبر ‪2022‬م‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 10‬نظام التأمينات اإلجتماعية‪ ،‬المؤسسة العامة للتأمينات اإلجتماعية‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪ ،‬على الرابط اآلتى‪:‬‬
‫‪https://www.gosi.gov.sa/ar/SystemsAndRegulations/SocialInsurance‬‬
‫"مع مراعاة أحكام المادتين الخامسة والسادسة ‪ ،‬يطبق فرع األخطار المهنية وفرع المعاشات حسب‬
‫التفصيل اآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬يطبق فرع األخطار المهنية بصورة إلزامية على جميع العمال دون أي تمييز في الجنس أو الجنسية‬
‫أو السن‪.‬‬

‫‪ -2‬يطبق فرع المعاشات بصورة إلزامية على جميع العمال السعوديين دون أي تمييز في الجنس‪،‬‬
‫بشرط أن يكون سن العامل عند بدء تطبيق النظام عليه دون سن الستين‪ ،‬وإن كان العامل ممن سبقت‬
‫معاملته بنظام التأمينات ثم عاد إلى عمل خاضع لهذا النظام في سن الستين أو أكثر فإنه يعامل وفق‬
‫األحكام اآلتية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬إذا كان قد سبق أن استحق معاشًا عن مدة اشتراكه السابقة فإنه يخير بين أن يعفى من االشتراك‬
‫عن مدة عمله الجديدة‪ ،‬أو أن يستأنف اشتراكه في النظام بشرط أن يكون عمره دون سن‬
‫الخامسة والستين‪ ،‬أما إذا بلغ هذه السن في تاريخ العودة إلى العمل فإنه ال يخضع للنظام عن‬
‫مدة عمله الالحقة‪.‬‬
‫ب‪ -‬إذا كان غير ذي معاش فإنه يطبق عليه النظام مهما كان عمره في تاريخ عودته ‪.‬‬

‫‪ -3‬وفقًا لحكمي الفقرتين األولى والثانية يشترط لتطبيق النظام‪ ،‬أن يكون العامل يعمل بموجب عقد عمل‬
‫لمصلحة صاحب عمل أو أكثر مهما كانت مدة العقد أو طبيعته أو شكله‪ ،‬ومهما كان مبلغ األجر المدفوع‬
‫أو نوعه‪ ،‬وأن يكون أداء العمل بصورة رئيسة داخل المملكة‪ ،‬أو أن يكون العامل سعوديا ً ويعمل خارج‬
‫المملكة لحساب صاحب عمل مقره الرئيس داخل المملكة‪ ،‬ووفق ما تحدده الالئحة ‪.‬‬

‫‪ -4‬يطبق فرع المعاشات بصورة اختيارية على المواطنين السعوديين المشتغلين بالمهن الحرة‪ ،‬أو الذين‬
‫يزاولون لحساب أنفسهم‪ ،‬أو بالمشاركة مع غيرهم نشا ً‬
‫طا تجاريًّا أو صناعيًّا أو زراعيًّا أو في مجال‬
‫الخدمات‪ ،‬وعلى الحرفيين‪ ،‬وعلى السعوديين الذين يعملون خارج المملكة دون أن يكونوا مرتبطين‬
‫بعالقة عمل مع صاحب عمل مقره الرئيس داخل المملكة‪ ،‬وذلك وفقًا لما تحدده الالئحة من أحكام‪،‬‬
‫ويجوز بقرار من الوزير ‪ -‬بنا ًء على موافقة مجلس اإلدارة ‪ -‬تطبيق فرع األخطار المهنية على هذه‬
‫الفئات وفقًا لألحكام التي يحددها القرار "‪.‬‬

‫اإلستثناءات الواردة على نظام التأمينات اإلجتماعية السعودى‬


‫حيث ينص المنظم السعودى على اسثتثناء لبعض الفئات من تطبيق نظام التأمينات اإلجتماعية السعودى‬
‫أى الفئات التى تخرج عن نطاق تطبيق أحكام هذا النظام فهى التسرى على هذه الفئات كاآلتى‪:11‬‬

‫‪" -1‬يستثنى من التأمينات المنصوص عليها في هذا النظام ‪:‬‬

‫أ ‪ -‬موظفو الدولة المدنيون وأفراد القوات المسلحة والشرطة الذين يتمتعون بأنظمة معاشات التقاعد‬
‫الخاصة بموظفي الدولة المدنيين والعسكريين ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الموظفون األجانب الذين يعملون في البعثات الدولية أو السياسية أو العسكرية األجنبية ‪.‬‬

‫ج‪ -‬العمال الذين يعملون باألعمال الزراعية أو الحراجية أو الرعي‪ ،‬وال يشمل هذا االستثناء الخاضعين‬
‫منهم لنظام العمل والعمال والعاملين في الجهات الحكومية والمؤسسات العامة‪ ،‬وكذلك العاملين منهم في‬
‫المؤسسات الخاصة والشركات التي تتوافر لديها المعايير والضوابط التي تحددها الالئحة ‪.‬‬

‫د ‪ -‬البحارة بمن فيهم الصيادون البحريون‪ ،‬وال يشمل هذا االستثناء الخاضعين منهم لنظام العمل‬
‫والعمال‪ ،‬وكذلك العاملون منهم في المؤسسات والشركات البحرية وشركات الصيد التي تتوافر فيها‬
‫المعايير والضوابط التي تحددها الالئحة ‪.‬‬

‫هـ‪ -‬خدم المنازل ‪.‬‬

‫و‪ -‬العمال األجانب الذين يقدمون إلى المملكة ألعمال ال يستغرق إنجازها في المعتاد أكثر من ثالثة‬
‫أشهر وتحدد الالئحة األعمال المقصودة في تطبيق هذا النص ‪.‬‬

‫ز‪ -‬عمال االستصناع (العمال الذين يعملون في منازلهم) ‪.‬‬

‫ح‪ -‬أفراد أسرة صاحب العمل الذين يعملون في المنشآت العائلية التي ال يعمل بها سواهم من العمال‪.‬‬

‫ومع ذلك يحق ألي من هؤالء المذكورين في (ز) و (ح) طلب االنتفاع بأحكام هذا النظام وفق أحكام‬
‫الفقرة الرابعة من المادة الرابعة"‪.‬‬

‫‪ -2‬يجوز بقرار من الوزير بنا ًء على موافقة مجلس اإلدارة‪ ،‬ووفق أحكام المادة السادسة‪ ،‬أن يخضع‬
‫للنظام كل أو بعض الفئات المذكورة في البنود (جـ ‪ ،‬د ‪ ،‬هـ) من الفقرة السابقة‪.‬‬

‫تمارس التأمينات االجتماعية في الواقع المعاصر من خالل جهة حكومية وتطبق على عدد من فئات‬
‫صل منهم اشتراكات دورية‪ ،‬ويتم استثمار المال المتجمع من هذه االشتراكات‪ ،‬وتدفع‬
‫المجتمع‪ ،‬تح ه‬
‫للمؤمن عليهم معاشات ومزايا مختلفة‪ ،‬وبالتالي فإن عنصر الممارسة التأمينية تتمثل في كل من‪ :‬الجهة‬

‫‪ 11‬المادة الخامسة من النظام‪.‬‬


‫التنظيمية الحكومية –اإلجبار‪ -‬الشمولية بالتأمينات‪ -‬االشتراكات‪ -‬االستثمار‪ -‬التعويضات أو المزايا‪،‬‬
‫وسوف نبين كل منها في ضوء األحكام والتوجيهات اإلسالمية‪ ،‬على الوجه اآلتى‪:12‬‬

‫‪ -1‬اإلدارة الحكومية للتأمينات االجتماعية‪:‬‬


‫كما سبق ذكره فإن أسلوب ممارسة التأمين بشكل عام إما أن يتم من خالل صناديق التكافل (التأمين‬
‫التعاونى البسيط) أو شركات مساهمة عادية (التأمين التجارى) أو شركات مساهمة إسالمية (التأمين‬
‫التكافلى المركب) أو من خالل الدولة (التأمينات االجتماعية) وإشراف الدولة على التأمينات‬
‫االجتماعية باعتبارها إحدى أساليب أو نظم الحماية االجتماعية مطلب إسالمي كما سبق ذكره في‬
‫حديث رسول هللا وفي قصة الفاروق عمر بن الخطاب مع اليهود‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلجبار في االشتراك في التأمينات االجتماعية‪:‬‬
‫ممثال في إجبار الموظفين وأصحاب األعمال على دفع اشتراك تأمينات اجتماعية دورية وهذه‬
‫سياسة مقبولة إسالميا وال تمثل اعتداء على حق الملكية ألن المال المتجمع من هذه االشتراكات يظل‬
‫مملوكا لدافعيه من المؤمن عليهم‪ ،‬وإجبار أصحاب األعمال على دفع جزء من القسط إنما ذلك يكون‬
‫باعتبار المدفوع أجرا للعامل عن عمله ولكن يجنب وال يدفعه له حاال‪ ،‬ومن جانب آخر فإن صاحب‬
‫العمل يدفع أمواال لصيانة اآلالت والمعدات ويجنب جزءا من الدخل في صورة قسط إهالك إلمكان‬
‫إحالل آلة جديدة‪ ،‬محل القديمة‪ ،‬واإلنسان ليس أقال من اآللة فيلزم على صاحب العمل أن يدفع ما‬
‫يوفر للعامل االطمئنان على مستقبله‪.‬‬
‫‪ -3‬الشمول بالتأمينات االجتماعية‪:‬‬
‫وهم‪ :‬العاملون في الحكومة‪ -‬العاملون في قطاع األعمال العام‪ -‬العاملون في قطاع األعمال الخاص‪-‬‬
‫أصحاب األعمال‪ -‬العاملون في الخارج‪ -‬العمالة غير المنتظمة‪ -‬العاطلون عن العمل في فترات‬
‫إقتطاع عن العمل السابق وانتظار العمل الالحق‪ ،‬وهنا نرى أن غالبية المشمولين بالتأمينات‬
‫االجتماعية من ذوى الدخول‪ ،‬أما من ال يعمل أصال أو غير القادرين على العمل والفقراء‬
‫والمحتاجين فإن النظام ال يشملهم بل توجد وسيلة أخرى إلعانتهم حكوميا من خالل الضمان‬
‫قصورا في النظام بل هو نظام محدود‬
‫ً‬ ‫االجتماعى‪ ،‬وهذا التحديد للمشمولين بالتأمينات ال يمثل‬
‫بضوابط معينة وتكمله أنظمة أخرى‪.‬‬
‫‪ -4‬االشتراكات‪:‬‬
‫ف تحديد االشتراكات يختلف بحسب الفئة المشمولة بالتأمينات االجتماعية فهى للعاملين غير أصحاب‬
‫األعمال‪ ،‬أما العمالة غير المنتظمة فيظهر في تحديد اشتراكاتها معنى التكافل‪.‬‬

‫محمد عبدالحليم عمر‪ ،‬اإلسالم والتأمينات اإلجتماعية‪ 15-13 ،‬أكتوبر ‪ ،2022‬على الرابط اآلتى‪:‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪https://www.mohamah.net/law/%D9%85%D9%88%.‬‬
‫‪ -5‬استثمار أموال التأمينات‪:‬‬
‫حيث يتم استثمار أموال التأمينات التى يتم إيداعها فى الصناديق بحكم القانون في بنوك االستثمار‬
‫القومية بفائدة الذى يعيد إقراضها لوزارة المالية وللهيئات العامة االقتصادية لتمويل عجز الموازنة‬
‫بفائدة‪.‬‬
‫‪ -6‬التعويضات والمزايا التأمينية‪:‬‬
‫التى تتمثل أساسا في المعاشات التى تصرف للمؤمن عليهم عند بلوغهم سن التقاعد أو في حالة‬
‫العجز عن العمل أو لذويهم عند وفاته‪ ،‬إلى جانب توفير نفقات العالج‪ ،‬وتقدر هذه التعويضات بمبالغ‬
‫ونسب محددة في القوانين تعمل على التوازن بين المتحصالت والمدفوعات وبما يوفر احتياطى‬
‫الستثماره‪ ،‬ومن المعروف أن االشتراكات المحصلة وعائد االستثمارات ال يكفى أحيانا التعويضات‬
‫السنوية المنصرفة فتدفع الدولة إعانة الستكمال ذلك خاصة لمواجهة القرارات الحكومية بزيادة‬
‫المعاشات لمواجهة التضضخم وزيادة أعباء المعيشة‪ ،‬وفي هذا تظهر قيمة التكافل االجتماعى حيث‬
‫ال يتم الربط بصورة شاملة بين ما يدفعه المؤمن عليه وبين ما يحصل عليه من معاشات‪ ،‬وال بين ما‬
‫يدفعه بعضهم وبين ما يأخذونه‪.‬‬
‫الخاتمة‬

‫توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج والتوصيات نبرزها كاآلتى‪:‬‬

‫النتائج‬

‫التأمينات االجتماعية‪ ،‬كوجه من وجوه التكافل والتضامن االجتماعيين‪ ،‬تؤدى دورا ً‬ ‫•‬
‫هاما ً وحيويا ً فى تحقيق السالم االجتماعي‪ ،‬واستقرار النظام السياسى فى كل دولة‪،‬‬
‫ويجب العمل على تطوير خدماتها‪.‬‬
‫إن فكرة نظام التأمينات االجتماعية تسير مع أحكام وتوجيهات اإلسالم التى ترى أن‬ ‫•‬
‫األمن حاجة إنسانية وأن التأمين مطلب إسالمي‪.‬‬
‫أن األساس الذى تقوم عليه التأمينات االجتماعية هو التكافل االجتماعى وهو مطلب‬ ‫•‬
‫إسالمي‪.‬‬
‫إن إجراءات ممارسة التأمينات االجتماعية تسير في كل عناصرها وفق أحكام‬ ‫•‬
‫اإلسالم وتوجيهاته ماعدا عملية استثمار أموال التأمينات عن طريق اإلقراض‬
‫وااليداع بفائدة ربوية‪.‬‬

‫التوصيات‬

‫• يجب العمل على تطوير خدمات التأمينات اإلجتماعية وذلك من خالل العمل من‬
‫أجل تكامل هذه المنظومة‪.‬‬
‫• يجب توعية العاملين بنظام التأمينات االجتماعية بإقامة العديد من الندوات التثقفية‬
‫حول هذا النظام لتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم‪.‬‬
‫المراجع‬

‫• نظام التأمينات االجتماعية السعودى الصادر بمرسوم ملكى رقم (م‪ )33/‬بتاريخ ‪1421/9/3‬ه‪،‬‬
‫وتاريخ النشر ‪1421/10/17‬ه‪.‬‬
‫• عبدالرحمن شداد‪ ،‬التأمينات االجتماعية كنظام اجتماعى فى التنظيمات من خالل نظرية األنساق‬
‫االجتماعية‪ ،‬مجلة سوسيولوجيا‪ ،‬الجزائر‪ ،‬بدون سنة نشر‪ ،‬ص ‪.113‬‬
‫• صادق مهدى السعيد‪ ،‬اصول التامين االجتماعي وتطبيقاته االولى‪ ،‬مطبعة المعارف‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫‪ ،1975‬ص ‪.2‬‬
‫• المحدث ‪ :‬األلباني | المصدر ‪ :‬غاية المرام | الصفحة أو الرقم ‪ | 358 :‬خالصة حكم المحدث ‪:‬‬
‫صحيح‬
‫• أخرجه الترمذي في أول كتاب الفرائض من طريق محمد بن عمرو بن علقمة ‪ ،‬عن أبي سلمة ‪،‬‬
‫عن أبي هريرة بهذا اللفظ ‪ ،‬وبعده ومن ترك ضياعا فإلي ‪ ،‬وقال بعده ‪ :‬رواه الزهري عن أبي‬
‫سلمة عن أبي هريرة‪.‬‬
‫• أبو عبيد القاسم بن سالم‪ ،‬كتاب األموال‪ ،‬المحقق خليل محمد هراس‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬بدون‬
‫سنة‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫• قصة عمر مع اليهوى المتسول‪ ،‬اسالم ويب‪ ،‬على الرابط اآلتى‪:‬‬
‫‪• https://www.islamweb.net/ar/fatwa/130845/%D9%82%D8%B5%.‬‬
‫• عبداللطيف محمود آل محمود‪ ،‬التأمين اإلجتماعى فى ضوء الشريعة اإلسالمية‪ ،‬دار النفائس‪،‬‬
‫‪ ،2017‬ص ‪.50‬‬
‫• أهمية التأمينات اإلجتماعية‪ ،‬مقال على االنترنت بتاريخ ‪ ،2023/6/10‬على الرابط اآلتى‪:‬‬
‫‪• https://www.ammonnews.net/article/737315‬‬
‫• محمد بن أحمد بن صالح الصالح‪ ،‬التأمينات االجتماعية بين المفهوم والمخاطر والتطور‬
‫واآلثار‪ ،‬دراسة تطبيقية على المملكة العربية السعودية‪ ،‬مؤتمر التأمينات االجتماعية بين الواقع‬
‫والمأمول‪ ،‬جامعة األزهر‪ ،‬فى الفترة من ‪ 15-13‬أكتوبر ‪2002‬م‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫• السيد محمود السيد غانم‪ ،‬اإلطار النظرى للتأمين اإلجتماعى‪ ،‬ورقة مقدمة لمؤتمر التأمينات‬
‫االجتماعية بين الواقع والمأمول‪ ،‬جامعة األزهر ‪ 15-13‬أكتوبر ‪2022‬م‪ 15-13 ،‬أكتوبر‬
‫‪2022‬م‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫• نظام التأمينات اإلجتماعية‪ ،‬المؤسسة العامة للتأمينات اإلجتماعية‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪،‬‬
‫على الرابط اآلتى‪:‬‬
‫‪• https://www.gosi.gov.sa/ar/SystemsAndRegulations/SocialInsuranc‬‬
‫‪e‬‬
‫• المادة الخامسة من النظام‪.‬‬
‫• محمد عبدالحليم عمر‪ ،‬اإلسالم والتأمينات اإلجتماعية‪ 15-13 ،‬أكتوبر ‪ ،2022‬على الرابط‬
‫اآلتى‪:‬‬
‫‪• https://www.mohamah.net/law/%D9%85%D9%88%.‬‬
‫فهرس البحث‬

‫اســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم‬ ‫م‬
‫رقم الصفحة‬
‫الموضــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوع‬
‫‪2‬‬ ‫مقدمة البحث‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫أسباب اختيار الموضوع‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬ ‫أهمية البحث‬ ‫‪3‬‬
‫‪3‬‬ ‫أهداف البحث‬ ‫‪4‬‬
‫‪3‬‬ ‫مشكلة البحث‬ ‫‪5‬‬
‫‪3‬‬ ‫أسئلة البحث‬ ‫‪6‬‬
‫‪4‬‬ ‫منهج البحث‬ ‫‪7‬‬
‫‪4‬‬ ‫خطة البحث‬ ‫‪8‬‬
‫‪5‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬ماهية التأمينات اإلجتماعية فى النظام السعودى‬
‫ونشأتها وتطورها‬
‫المطلب األول ‪ :‬ماهية التأمينات االجتماعية وأهميتها‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة التأمينات االجتماعية فى النظام السعودى‬
‫وتطورها‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أهداف ونطاق نظام التأمينات االجتماعية‬
‫واالستثناءات الواردة عليه‬
‫المطلب األول ‪ :‬أهداف نظام التأمينات االجتماعية‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬نطاق تطبيق نظام التأمينات االجتماعية‬
‫واالستثناءات الواردة عليه‬
‫‪17‬‬ ‫خاتمة البحث‬
‫‪18‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪19‬‬ ‫فهرس البحث‬

You might also like