Professional Documents
Culture Documents
قراءة في بردة الإمام البوصيري دراسة وتحليل
قراءة في بردة الإمام البوصيري دراسة وتحليل
إعداد
حليمة بنت عبد هللا صبيحة بنت عبد الغني
إبراهيم أحمد الفارسي
إشراف
األستاذ الدكتور /أحمد محّم د حسين حسوبة
األستاذ بكلية التربية
الجامعة اإلسالمية العالمية ماليزيا
1425ﻫ 2004 /م
المقدمة
بسم هللا الرحمن الرحيم
1
(البردة) للبوصيري
2
(البردة) للبوصيري
3
(البردة) للبوصيري
القسم األول
عن الشاعر وحياته
من إعداد:
حليمة بنت عبد هللا
4
(البردة) للبوصيري
-لق ;;د نش ;;أ يف أس ;;رة فق ;;رية ،ل ;;ذلك اض ;;طر إىل الس ;;عي لطلب
الرزق منذ صغره.
-وك ;;ان البوص ;;ريي جيي ;;د فن اخلط ،ف ;;زاول كتاب ;;ة األل ;;واح ال ;;يت
توض; ;;ع على ش; ;;واهد القب; ;;ور ،وملوهبت; ;;ه الش; ;;عرية م; ;;دح ال; ;;وزراء
واألمراء بأش;;عاره وذل;ك يف مرحل;ة متقدم;;ة من حيات;ه ون;ال من
عطاياهم.
1
-ب ;;دأ حيات ;;ه كم ;;ا ك ;;ان يب ;;دؤها معاص ;;روه حبف ;;ظ الق ;;رآن ،فق ;;د
افتتح كّتاب ; ;;ا لتعليم الص ; ;;بيان الق ; ;;رآن ،مث درس العل ; ;;وم الديني ; ;;ة
عندما رح;ل إىل الق;;اهرة ،وك;ان تعلم;;ه يف مس;جد الش;يخ عب;د
الظاهر.
-وقد عرضت عليه وظيفة احلسبة ،وهذه الوظيفة ال تس;;ند إال
ملن أمل مببادئ الفقه.
-واش ;;تعل كاتب; ;ًا ببل ;;بيس (حمافظ ;;ة الش ;;رقية /مص ;;ر) فينبغي أن
يكون قد أمل باألعمال احلسابية.
-م;;دح الن;;يب ص;;لى اهلل علي;;ه وس;;لم بقص;;ائد كث;;رية من أش;;هرها
قصيدة (الربدة) ،اليت عارض فيها قصيدة كعب بن زهري:
بانْت ُس عاُد فقلبي اليوَم متبوُل *** ُمتيٌم إثرهاْ ،لم ُيفَد
مكُبوُل
. 1البردة ،د أحمد عبد التواب عوض ،دار الفضيلة ،القاهرة1996 ،م ،ص10
5
(البردة) للبوصيري
ثالثًا :وفاته
-قال المقري88زي في ترجمت88ه للبوص88يري في المقفى:
وم88ات في س88نة خمس وتس88عين وس88تمائة بالمارس88تان "
المستشفى" المنصوري من القاهرة.
-وذك;ر ال;زركلي في األعالم :أن;ه ت;وفي باإلس;كندرية .وك;ذلك
كان الخالف في سنة الوفاة.
696ه، -فق;;ال املقري;;زي س;;نة 695ه ،وذك;;ر ال;;زركلي أهنا س;;نة
وقيل :سنة 694ه.
6
(البردة) للبوصيري
ِمن جهِلَه ا بنذير الَّش ْي ِب 13فَِإَّن أَّماَر ِتي بالسُّوِء ما اَّت َع َظ ت
والهَر ِم
ِ
ُمحتِش َر غي برأسي َّم َلَض يٍف َأ 14وال أَع َّد ْت ِم َن الِفعِل الجميِل ِقَر ى
ِم
كتمُت ِس َّر ا َب َد ا لي منه بالَكَت ِم 15لو كنُت أعلُم أِّن ي ما ُأَو ِّقُرُه
ُّلُل
كما ُيَر ُّد ِج َم َاُح الخيِل با ُج ِم َ 16م ن لي ِبَر ِّد ِج َم اح ِمن َغ َو ايِتَه ا
إَِّن الطعاَم ُيقِّو ي شهوَة الَّن ِه ِم 17فال َت ُر ْم بالمعاصي َك ْس َر شهَو تَه
ُحِّب الّر َض اع َو ْن َت ْف ِط ْم ُه 18والَّن فُس َك الّط فِل ِإْن ُتهِم ْلهُ َش َّب
ِِِإ
َي نَفِط ِم َع َلى
إَِّن الهوى ما َت َو َّلى ُيْص ِم أو 19فاْص ِر ف هواها وحاِذر َأن ُتَو ِّلَي ُه
َي ِص ِم
وِإْن ِه َي اسَت ْح َلِت الَم رعى فال 20وراِع َه ا وْه َي في األعمال ساِئَم ٌة
ُتِس ِم
ِمن حيُث لم َي ْد ِر َأَّن الُّس َّم في َ 21ك م حَّس َنْت َلَّذ ًة للمرِء قاِتَلًة
الَّد َس ِم
َفُرَّب مخَمَص ٍة َش ٌّر ِم َن الُّت َخ ِم 22واْخ َش الَّد َس اِئَس ِمن جوٍع وِمن
ِش َب ٍع
7
(البردة) للبوصيري
َ )16مِجاح اخليل :عدم خضوعه .اللجم :مجع جلام وهو م;;ا يق;;اد
به الفرس.
َ )17تُر م :تطلب .الَّنِه م :شديد اجلوع ،حريص على األكل.
َ )18ش َّب :نشأ وكرب.
ُ )19تَو ِّلَيُه :يكون وليًا عليكُ .يْص م :يقتلَ .يصمُ :يصيب
)20س; ;;ائمة :ت; ;;رعى الكأل وه; ;;و نب; ;;ات ص; ;;حراوي .ال ُتس; ;;م :ال
تدعها ترعى
)21الدس; ; ;;ائس :الفنت واملكائ; ; ;;د .ا ْخ َم َص ة :ش; ; ;;دة اجلوع .الُّتَخ م:
َمل
فساد الطعام يف املعدة.
بردة المديح المباركة ،د .أحمد عمر هاشم ،دار المقطم ،القاهرة 1995م ،ص 65 2
8
(البردة) للبوصيري
مث يلفت نظ;;ر ك;;ل إنس;;ان إىل حقيق;;ة مهم;;ة وهي أن كس;;ر 17
-18مث يش; ;;به النفس بالطف; ;;ل ،فكم; ;;ا أن الطف; ;;ل إذا تركت; ;;ه أم; ;;ه
ويك ;;رب ويش ;;يب على حب الرض ;;اع ،أم ;;ا إذا فطمت ;;ه ومنعت ;;ه من
الرضاع فإنه ينفطم وميتنع ،فكذلك النفس من تركه;;ا ُتعُّب من
الش; ; ; ;;هوات ت; ; ; ;;زداد يف تغياهنا .ومن كبح مجاحه; ; ; ;;ا ومنعه; ; ; ;;ا عن
4
املعاصي امتنعت وأنابت إىل رهبا سبحانه وتعاىل.
3بردة المديح المباركة ،د .أحمد عمر هاشم ،دار المقطم ،القاهرة 1995م ،ص 66
4بردة المديح المباركة ،د .أحمد عمر هاشم ،دار المقطم ،القاهرة 1995م ،ص66
9
(البردة) للبوصيري
وحيّذ ر من فنت اجلوع والش; ;;بع ،فال يك; ;;ون اجلوع س; ;;ببًا يف -22
القن ;;وط ،وال يك ;;ون الش ;;بع س ;;ببًا يف البط ;;ر ،ف ;ُر َّب ج ;;وع ش ;;ديد
ي ;;ورث القن ;;وط ،يك ;;ون ش ;;رًا من ش ;;بع مف ;;رط .وكال األم ;;رين:
ش; ; ;;دة اجلوع ،وك; ; ;;ثرة الش; ; ;;بع تص; ; ;;رف اإلنس; ; ;;ان عن العب; ; ;;ادة
والطاعة.
القسم الثاني
ظروف إنشاد وإنشاء هذه القصيدة
ومناسبتها
إعداد :صبيحة بنت عبد الغني
تمهيد
م; ;;ا املقص; ;;ود باملدح والرث; ;;اء؟ املدح ه; ;;و :م; ;;ا يق; ;;ال أثن; ;;اء حي; ;;اة
الشخص ،والرثاء :ما يقال بعد الوفاة.
ملاذا تعد هذه القصيدة ((الربدة)) مدًح ا وليس رثاًء؟
ألن الرث ;;اء يظه ;;ر التح ;;زن والتفج ;;ع (البك ;;اء على امليت) .وألن
املدح يظه; ; ; ;;ر حماس; ; ; ;;ن ال; ; ; ;;دين ،والثن; ; ; ;;اء على مشائل الرس; ; ; ;;ول،
ويقصد به التقّر ب إىل اهلل تعاىل .والّش اعر قد مدح الّر س;;ول،
وهو ي;;رى أّن الرس;;ول موص;;ول احلي;;اة وأن;;ه خياطب;;ه كأن;;ه حي
يرزق .وهذا فيه تقدير عظيم واحرتام للّر سول.
5
البردة ،د أحمد عبد التواب عوض ،دار الفضيلة ،القاهرة1996 ،م ،ص16 5
10
(البردة) للبوصيري
بانْت ُس عاُد فقلبي اليوَم متبوُل *** ُمتيٌم إثرهاْ ،لم ُيفَد
مكُبوُل
حيث أراد البوص ;;ريي أن تك ;;ون ل ;;ه قص ;;يدة حتم ;;ل اس ;;م قص ;;يدة
كعب وذلك من باب التربك هبا.
11
(البردة) للبوصيري
-رأى أحس ;;ن طريق ;;ة أن ميدح الرس ;;ول بقص ;;يدة ي ;;ذكر فيه ;;ا
حماسن الرسول.
-فأنشأ هذه القصيدة،
-ن ;;ام ،مث رأى يف املن ;;ام أن رس ;;ول اهلل ميس ;;ح بي ;;ده املبارك ;;ة
على وجهه.
-ألقى عليه الرسول الربدة يف املنام،
-فقام سليمًا ومعاىًف وُش في من مرضه.
-مل يعرف أحد هذه القصيدة.
-مش ; ; ;;ى يف الش ; ; ;;ارع ،فقاب ; ; ;;ل رجاًل مس ; ; ;;كينًا ،مث س ; ; ;;أله :أين
القصيدة اليت مدحت هبا رسول اهلل ؟
-فق ;;ال :أيته ;;ا؟ مث ق ;;ال :ال ;;يت أنش ;;أهتا يف مرض ;;ك ،وذك ;;ر أوهلا،
وقال :واهلل لقد مسعتها البارحة وهي تنشد بني يدي رسول اهلل
7
.
12
(البردة) للبوصيري
59-72 -4مولده
73-88 -5معجزاته
105-89 -6القرآن الكرمي
118-105 -7اإلسراء واملعراج
140-119 -8جهاد الرسول وغزواته
152-141 -9التوسل والتشفع
161-153 -10املناجاة والتضرع
وعدد أبيات ال88بردة مائ88ة واثن88ان وس88تون بيت ً8ا ,قد زاد
بعضهم بعض األبيات في المقدمة وفي الخاتمة.
******
13
(البردة)للبوصيري
[ أ ] معاني المفردات:
(البردة)للبوصيري
-1ذو س; ;;لم :موض; ;;ع بني مك; ;;ة واملدين; ;;ة – املقل; ;;ة :العني س; ;;وادها
وبياضها.
-2كاظمة :اسم طريق إىل مكة _ إضم :واد أسفل املدينة.
-3مهت ; ; ; ;;ا :مهت العني احندر دمعه ; ; ; ;;ا على اخلد _ يهم :ه ; ; ; ;;ام على
وجهه مل يدِر أين هو.
-5البان :نوع من الشجر واملراد به موضع باحلجاز.
-6العلم :اسم جبل واملراد موضع باحلجاز.
-7الوجد :احلزن _ البهار ورد أص;;فر طيب الرائح;;ة _ العنم :ورد
أمحر.
-8أرقين :أسهرين .مل ميكنه من النوم والراحة.
-9اهلوى الع;;ذري :احلب العفي;;ف ،نس;;بة إىل ب;;ين ع;;ذرة وهي قبيل;;ة
عرفت بالعفاف.
[ ب ] المعنى العام
1-2اس ;;تهل اإلم ;;ام البوص ;;ريي (بردت ;;ه) على ع ;;ادة الّش عراء ب ;;الغزل
وشكوى الغرام ،فيق;;ول :أبس;بب ت;ذكر ج;ريان ب;ذي س;;لم انس;كَب
دم ;;ع العي ;;ون جاري; ;ًا من مقل ;;ة ب ;;دم ،أم بس ;;بب هب ;;وب ال ;;ريح من
طري; ;;ق مك; ;;ة ،أو ملع; ;;ان ال; ;;ربق من واٍد أس; ;;فل املدين; ;;ة املن; ;;ورة على
8
ساكنها أفضل الصالة وأمت السالم؟
بردة المديح المباركة ،د .أحمد عمر هاشم ،دار المقطم ،القاهرة 1995م ،ص64 8
(البردة)للبوصيري
وه ;;ا مها عين ;;اه هتمي ;;ان بال ;;دموع والقلب يهيم يف احملب ;;وب، 3-6
فليس احلب منكتم ; ;ًا وال خفي ; ;ًا ،فل; ;;واله م ;;ا أراق ال ;;دموع على
اآلثار ،وال أرق لذكر املعامل من األشجار واجلبال ،ومل يع;;د ممكن;ًا
إنك ;;ار ه ;;ذا احلب ،أو إخف ;;اؤه بع ;;د أن ش ;;هدْت ب ;;ه ه ;;ذه ال ;;دموع
وهذا اهلزال والضعف.
7-9وأثبت احلزن والوجد الدليل على ذلك بالبكاء واهلزال ،يتبدى
هذا ك;الورد األص;فر على خدي;ه وال;ورد األمحر ،مث يعلن أن خي;ال
من حيب سرى وجاءه ليال فأّر َقه ،وللحب اعرتاضه للذات ب;;األمل.
مث خياطب الئمه يف اهلوى العفيف قائال :ل;و أنص;فت م;ا ملت;ين ،أي
لو كنت عادال ملا ألقيت اللوم علّي حليب للرسول
10-12مث ي ; ;;دعو لص ; ;;احبه :ال أراك اهلل م ; ;;ا أن ; ;;ا في ; ;;ه ،فليس س ; ;ّر ي
مسترتا عن الوشاة املفسدين ولق;;د أخلص;َت يف نص;;حِك يل ولك;;ىن
ال استجيب له ،ألن احملب ال يسمع كالم الالئمني .وحىت الشيب
ال ;;ذي ه ;;و أبع ;;د م ;;ا يك ;;ون عن التهم ،ف ;;إين أهتم نص ;;حه يل وأظن ;;ه
غ;ري خملص فيم;ا وجه;ه إّيل من ل;وم ،ولع;ل املع;امل واآلث;ار ال;يت ن;ّو ه
هبا يف ه;;ذا االس;;تهالل من حنو "ذي س;;لٍم " وهي مك;;ان بني مك;;ة
واملدين; ;;ة املن; ;;ورة و"كاظم; ;;ة" طري; ;;ق إىل مك; ;;ة و"إض; ;;م" واٍد أس; ;;فل
(البردة)للبوصيري
املدين ;;ة املن ;;ورة ،وهي تش ;;ري إىل أن رائ ;;د احملبني "البوص ;;ريي" طريق ;;ه
9
هي :حمبة الرسول
القسم الثالث:
شخصية مبدعها ،وظروف عصره ومالمح األدب فيه،
وما دار حول البردة وشعر المديح.
أعده إبراهيم الفارسي
9بردة المديح المباركة ،د .أحمد عمر هاشم ،دار المقطم ،القاهرة 1995م ،ص65
(البردة)للبوصيري
القصيدة المضرية:
يا رب صّل على المختار من مضر *** واألنبياء وجميع
الرسل ما ذكروا
والقصيدة المحمدية:
محمد أشرف األعراب والعجم *** محمد خير من يمشي
على قدم
والهمزية:
كيف ترقى ُر قيك األنبيـاُء *** يا سماًء ما طاولتها
سمـاُء
لم يساوك في عالك وقد حا *** ل سنا فيك دونهم
وسناُء
تعليق إجمالي:
(البردة)للبوصيري
وقوله:
طوبى لُم نَت ِش ٍق منه وملَت ِثِم ال طيَب َي عِد ُل ُتْر َب ا َض َّم
أعُظ َم ُه
(البردة)للبوصيري
وقوله:
أحيا اسُم ُه حين ُيدَع ى داِر َس لو ناَس َب ْت َقْد َر ُه آياُتُه ِع َظ َم ًا
الِّر َم ِم
وال ;;ذي يب ;;دو لمن يتّم عن في ه ;;ذه األبي ;;ات أنه ;;ا ال ت ;;دّل على أي
غل ;ٍو ؛ فهي من ب;;اب ش;;دة محب;;ة الرس;;ول وتوق;;يره ،والش;;عراء لهم
أن يبالغوا إظهارًا للحب والوالء ،وال يعقل أْن يمدح ش;;اعر مس;;لم
الن ;;بي وه ;;و م ;;ؤمن موح ;;د يحف ;;ظ الق ;;رآن ويتخل ;;ق بخل ;;ق الن ;;بي
وفي ذهن;ه وفك;ره أن يؤله;ه ،وه;و ال;ذي يق;ول في القص;يدة نفس;ها
منكرًا على النصارى إطراء سيدنا عيسى عليه السالم:
واحُك م بما شئَت َم دَح ًا فيه َد ع ما اَّد َع تُه النصارى في
واحَت ِك ِم َن ِبِّي ِه ِم
11البوصيري ،شاعر المدائح النبوية وعلمها ،د .على نجيب العطوي ،دار الكتب العلمية ،بيروت،
1995م،ص186
(البردة)للبوصيري
12الخطاب الشعري ،مجلة التراث العربي ،دمشق،العدد ، 89س ،33مارس 2003م موقع
المجلة على اإلنترنيت.
(البردة)للبوصيري
طـــوبى لُم نَت ِش ٍق منـــه ال طيَب َي عِد ُل ُتْر َب ا َض َّم أعُظ َم ُه
وملَت ِثِم
)7تفّوق النيب على غريه من اَخللق والّرسل َخ ْلقًا ،وُخ ُلقًا ،وِعِلمًا،
وكرمًا:
ولم ُي َد اُنوُه في ِع لٍم وال فاَق الَّن بييَن في َخ ْلٍق وفي ُخ ُلٍق
َك َر ِم
ويف ه ;;ذا ي ;;ذكر د .حمم ;;د زغل ;;ول س ;;الم :وظه ;;رت الّص وفّية ظه ;;ورًا
قويًا يف اجلزء األخري من الرّب دة حيث يتوسل بالّرسول
13
ِس َو اَك ِع نَد ُح لوِل الحاِدِث الَع ِم ِم يا أكَر َم الخلِق ما لي َم ن ألوُذ به
إذا الكريُم َت َج َّلى باسِم ُم نَت ِقِم وَلن َي ِض يَق رسوَل ِهللا جاُه َك بي
إَِّن الَك َب اِئَر في الُغ فَر اِن كاَّللَم ِم يا َن ْف ُس ال َت قَن ِط ي ِمن َز َّلٍة
َع ُظ َم ْت
َت أِتي على َح َس ِب الِعصَي اِن في لَع َّل َر حَم َة َر ِّب ي حيَن َي قِس ُمَه ا
الِقَس ِم
َلَد ْي َك واجعْل ِحَس اِبي غيَر يا َر ِّب واجَع ْل رجاِئي غيَر
ُم نَخ ِر ِم ُم نَع ِك ٍس
انظر :محمد زغلول سالم ،األدب في العصر المملوكي ،ج ،1ص .273 13
(البردة)للبوصيري
"وك; ;;انت أعظم قص; ;;ائده ،وأروع فرائ; ;;ده ،درة الّش عر الفص; ;;يح ُب ردة
املديح ،اليت مل يش;بهها س;ابق ،ومل يق;رتب منه;ا الح;ق ،وكم قص;ائد
ُأِّلفْت على غراره ;;ا وهنجت طريقه ;;ا ،ونس ;;جت على منواهلا ،ولكنه ;;ا
مل تصل إىل رتب;;ة ب;;ردة البوص;;ريي" وِم ن اجلدير بال;ّذكر اإلش;;ارة إىل
14
معارض;;ات الّش عراء لل;;ربدة؛ فلق;;د ع;;ارَض الرُب دة ،وّمخس;;ها ،وش ;ّطرها،
وش;;رحها ،ونس;;ج على منواهلا الكث;;ري من الّش عراء ال;;ذين ج;;اءوا بع;;د
البوص;;ريّي يف العص;;ور املختلف;;ة ح;;ىت العص;;ر احلديث اقت;;داًء ب;;ه نظ ;رًا
لس;;مو عاطفته;;ا ،وروع;;ة معانيه;;ا؛ فهي مبثاب;;ة نغم عل;;وي يش;;دو ب;;ه
احملب ;;ون األتقي ;;اء تعب ;ريًا عن ش ;;دة احلّب للّرس ;;ول العظيم حيث بلغْت
ختميس ;;ات الرُب دة ح ;وايل 92ختميس ;ًاَ ،و ُش ِرَح ْت أك ;;ثر من 20ش ;;رحًا
وهلا عدة معارضات أشهرها معارضة أمري الّش عراء أمحد ش;وقي يف "
هنج الرُب دة" حيُث قال:
َأَح َّل سْف ك دمي في األشهِر ريٌم على القاع بين البان
الُح رِم والعَلِم
واحد الركاب إلى حي بذي يا رائد البرق يمم دارة العَلِم
َس َلِم
بردة المديح المباركة ،د .أحمد عمر هاشم ،دار المقطم ،القاهرة 1995م ،ص7 14
(البردة)للبوصيري
ومن ختميس الربدة للشيخ مشس الدين حممد الفيومي حيث قال:
ُم ْذ باَن أهل الِحَم ى والباَن ما باُل قلبَك ال ينفُّك ذا
والعلِم ألِم
أِمْن َت َذ ِّك ِر جيراٍن بذي َس َلِم وانهَّل مدمعك القاني
بُم نسجِم
وه ;;ذا االهتم ;;ام ب ;;الربدة ي ;;دلنا على أن البوص ;;ريّي ك ;;ان متفوق ;ًا على
غ ;;ريه من الّش عراء من حيث الّش اعرّية واالس ;;تعداد الط ;;بيعّي لق ;;ول
الّش عر فه ; ;;و لدي ; ;;ه طب ; ;;ع مت ; ;;دفق لإلب ; ;;داع الّش عرّي يتقن الص ; ;;نعة
والص; ;;ناعة الش; ;;عرّية ليص; ;;ل إىل أعلى درج; ;;ات اإلتق; ;;ان والكم; ;;ال مما
حدا باآلخرين اتباعه وتقليده. .
إن الطعاَم ُيقِّو ي شهوَة الَّن ِه ِم فال َت ُر ْم بالمعاصي َك ْس َر شهَو تَه
ُحِّب الّر َض اع َو ْن َت ْف ِط ْم ُه والَّن فُس َك الّط ف ـِل ِإْن ُتهِم ْل هُ َش َّب
ِِِإ
َي نَفِط ِم َع َلى
لق ;;د فطن اإلم ;;ام البوص ;;ريي إىل مالمح وأص ;;ول تربوي ;;ة تتمّّث ل
يف ض ;;رورة ت ;;رويض وهتذيب النفس وتربيته ;;ا على الفض ;;ائل من ;;ذ
الصغر وكسر شهوهتا حيُث يف تش;;بيه رائ;;ع ص;ّو ر لن;;ا أن النفس
كالطفل متامّا حتتاج إىل ترويض تربوّي وعناية كاملة من;;ذ الص;;غر
ف;;النفس مث;;ل الطف;;ل ،إن ترتك;ه ب;;دون رعاي;;ة وتوجي;;ه ص;;حيح ينش;;أ
فاسدًا فالبّد من الرعاية والتوجيه واإلرشاد وهذه حقيق;;ة تربوي;;ة
.
(البردة)للبوصيري
القسم الرابع
نص البردة للبوصيري كامًال
كة كاملًة
ردة المبار ِ قصيدِة ُ
الب ِ
لإلمام شرف الدين أيب عبد اهلل حممد بن سعيد البوصريي
َم َز ْج َت َد معا جرى ِمن ُم قَلٍة ِبَد ِم أِمْن َت َذ ِّك ِر جيراٍن بذي َس َلِم
وأوَمَض البرُق في الَّظ لماِء ِمن َأم َه َّب ِت الريُح ِمن تلقاِء كاِظ َم ٍة
ِاَض ِم
وما لقلِبَك إن قلَت اسَت ِفْق َي ِه ِم فما ِلَع ينيك إن ُقلَت اْك ُفَفا َه َم َت ا
ما بيَن منَس ِجٍم منه وُمْض َط ِر ِم أيَح سب الَصُّب أَّن الحَّب ُم نَك ِتٌم
َأ
وال ِر ْق َت ِلِذ ْك ِر الباِن والَع َلِم لوال الهوى لم ُتِر ْق دمعا على
َط ِلِل
به عليك ُع دوُل الدمِع والَّس َقِم فكيَف ُتْن ِك ُر حبا بعدما َش ِه َد ت
مثَل الَبَه اِر على َخ َّد يك والَع َن ِم وأثَب َت الَو ْج ُد َخ َّط ي َع ْبَر ٍة وَض َن ى
َأل
والُحُّب يعَت ِر ُض اللذاِت با َلِم َن َع م سرى طيُف َم ن أهوى
فَأَّر َقِني
ِم ِّن ي إليك وَلو أْن َص ْف َت َلم َت ُلِم يا الِئمي في الهوى الُع ْذ ِر ِّي
َم عذَر ًة
عن الُو شاِة وال دائي بُم نَح ِس ِم َع َد ْت َك حالي ال ِس ِّر ي بُمْس َت ِتٍر
إن الُم ِح َّب َع ِن الُع َّذ اِل في َصَم ِم َمَّح ْض َت ِني الُّن ْص َح لِكْن َلسُت
أسَمُع ُه
(البردة)للبوصيري
والَّش ْيُب أبَع ُد في ُنْص ٍح َع ِن الُّت َه ِم إني اَّت َهْم ُت نصيَح الَّش ْي ِب ِفي
َع َذ ِلي
ِمن جهِلَه ا بنذير الَّش ْي ِب والَهَر ِم فاَّن أَّم اَر ِتي بالسوِء ما اَّت َع َظ ت
َأ
َض يٍف َلَّم برأسي غيَر ُم حتِش ِم وال أَع َّد ْت ِمَن الِفعِل الجميِل
ِقَر ى
كتمُت ِس َّر ا َب َد ا لي منه بالَكَت ِم لو كنُت أعلُم أِّن ي ما ُأَو ِّقُرُه
كما ُيَر ُّد ِجَم َاُح الخيِل باُّلُلُج ِم َم ن لي ِبَر ِّد ِجَم اح ِمن َغ َو ايِتَه ا
إن الطعاَم ُيقِّو ي شهوَة الَّن ِه ِم فال َت ُر ْم بالمعاصي َك ْس َر شهَو تَه ا
ُحِّب الّر َض اع َو ِِِإْن َت ْف ِط ْم ُه َي نَفِط ِم والَّن فُس َك الّط فِل ِإْن ُتهِم ْلهُ َش َّب
َع َلى
إن الهوى ما َت َو َّلى ُيْص ِم أو َي ِص ِم فاْص ِر ف هواها وحاِذر َأن ُتَو ِّلَي ُه
وِاْن ِه َي اسَت ْح َلِت الَم رعى فال ُتِس ِم وراِع َه ا وْه َي في األعمال
ساِئَم ٌة
َأ َك م حَّس َن ْت َلَّذ ًة للمرِء قاِتَلًة
ِمن حيُث لم َي ْد ِر َّن الُّس َّم في الَّد َس ِم
َفُرَّب مخَمَص ٍة َش ٌّر ِمَن الُّتَخ ِم واْخ َش الَّد َس اِئَس ِمن جوٍع وِمن
ِش َب ٍع
َة واسَت فِر ِغ الدمَع ِمن عيٍن َقِد
ِمن الَمَح اِر ِم واْلَز ْم ِحمَي َالَّن َد ِم
اْم َت ألْت
وِاْن هما َمَّح َض اَك الُّن صَح فاَّت ِه ِم وخاِلِف النفَس والشيطاَن
واعِص ِه َم ا
فأنت تعرُف كيَد الَخ صِم والَح َك ِم وال ُتِط ْع منهما خصَم ا وال حَك َم ا
أِن اشَتَك ْت قدَم اُه الُّضَّر ِمن َو َر ِم َظ لمُت ُس َّن َة َم ن أحيا الظالَم إلى
َأل وَش َّد ِمن َس َغ ٍب أحشاَءُه وَط َو ى
تحَت الحجارِة َكْش َح َاً ُم ْت َر َف ا َد ِم
عن نفِس ه فأراها أَّيَم ا َش َم ِم وراَو َد ْت ُه الجباُل الُّش ُّم ِمن َذ َهٍب
إن الضرورَة ال تعُدو على الِع َص ِم وأَّك َد ت ُز هَد ُه فيها ضروَر ُتُه
(البردة)للبوصيري
والفريقين ِمن ُع رٍب وِمن َعَج ِم محمٌّد سيُد الكونيِن والثَقَلْي ِن
أَبُّر في َقوِل ال منه وال َن َع ِم َن ِبُّي َن ا اآلِم ُر الَّن اِهي فال َأَح ٌد
لُك ِّل َه ْو ٍل ِمن األهواِل ُم قَت َح ِم ُهو الحبيُب الذي ُترَج ى شفاَع ُتُه
ُم سَت مِس ُك وَن ِبحبٍل غيِر ُم نَف ِص ِم َد َع ا إلى ِهللا فالُم سَت مِس ُك ون ِبِه
ولم ُيَد اُنوُه في ِع لٍم وال َك َر ِم فاَق الَّن بييَن في َخ ْلٍق وفي ُخ ُلٍق
َغ ْر َفا ِمَن البحِر أو َر شَف ًا ِمَن الِّد َي ِم وُك ُّلُهم ِمن رسوِل ِهللا ُم لَت ِم ٌس
ِمن ُنقَط ِة العلِم أو ِمن َشْك َلِة الِحَك ِم وواِقُفوَن َلَد يِه عنَد َح ِّد ِه ِم
ثم اصطفاُه حبيبًا باِر يُء الَّن َس ِم َفْهَو الذي َت َّم معناُه وصوَر ُتُه
فَج وَه ُر الُح سِن فيه غيُر منَق ِس ِم ُم َنَّز ٌه عن شريٍك في محاِس ِنِه
واحُك م بما شئَت َم دَح ًا فيه واحَت ِك ِم َد ع ما اَّد َع تُه النصارى في َن ِبِّي ِه ِم
وانُس ب إلى َقْد ِر ِه ما شئَت ِمن ِع َظ ِم وانُسْب إلى ذاِتِه ما شئَت ِمن
َش َر ٍف
َح ٌّد َفُيعِر َب عنُه ناِط ٌق ِبَفِم َفِاَّن َفضَل رسوِل ِهللا ليس له
أحيا اسُم ُه حين ُيدَع ى داِر َس الِّر َم ِم لو ناَس َب ْت َقْد َر ُه آياُتُه ِع َظ َم ًا
ِحرَص ًا علينا فلم نرَت ْب ولم َن ِه ِم لم يمَت ِحَّن ا بما َت عَي ا العقوُل به
في الُقْر ِب والُبعِد فيه غيُر ُم نَفِحِم أعيا الورى َفْه ُم معناُه فليَس
ُيَر ى
َأ
صغيرًة وُتِك ُّل الَّط ْر َف ِمن َم ِم كالشمِس تظَهُر للعيَن ْي ِن ِمن ُبُع ٍد
َقْو ٌم ِنَي اٌم َت َس َّلوا عنه بالُح ُلِم وكيَف ُيدِر ُك في الدنيا حقيَق َت ُه
َأ
و َّن ُه خيُر خْلِق هللا ُك ِّلِه ِم فَمْب َلُغ الِعلِم فيه أنه َب َش ٌر
فإنما اتَص َلْت ِمن نوِر ِه ِبِه ِم وُك ُّل آٍي أَت ى الُّر ْس ُل الِك َر اُم ِبَه ا
ُيظِه ْر َن أنواَر َها للناِس في الُّظ َلِم فِاَّن ُه شمُس َفْض ٍل ُهم كواِك ُبَه ا
بالُح سِن مشَت ِم ٌل بالِبْش ِر ُم َّت ِس ِم أكِر ْم بَخ ْلِق نبٍّي زاَن ُه ُخ ُلٌق
والبحِر في َك َر ٍم والدهِر في ِه َم ِم كالَّز هِر في َت َر ٍف والبدِر في
َش َر ٍف
(البردة)للبوصيري
في عسَك ٍر حيَن تلقاُه وفي َح َش ِم كأَّن ُه وْه َو َفْر ٌد ِمن جالَلِتِه
ِمن َمْع ِد َن ْي َم ْن ِط ٍق منه ومبَت َس ِم كأَّن َم ا اللؤُلُؤ الَم كُنوُن في َص َد ٍف
طوبى لُم نَت ِش ٍق منه وملَت ِثِم ال طيَب َي عِد ُل ُتْر َب ا َض َّم أعُظ َم ُه
يا ِط يَب ُم بَت َد ٍا منه وُم خَتَت ِم أباَن موِلُد ُه عن ِط يِب عنُص ِر ِه
ُأ
َقد نِذ ُر وا ِبُح ُلوِل الُبؤِس والِّن َقِم َي وٌم َت َفَّر َس فيه الُفرُس أَّن ُهُم
َكَش مِل أصحاِب ِكسَر ى غيَر ُم لَت ِئِم وباَت إيواُن ِكسَر ى َو ْه َو
ُم ْن َص ِد ٌع
عليه والنهُر ساهي الَع ْي ِن ِمن َس َد ِم والناُر خاِمَد ُة األنفاِس ِمن َأَس ٍف
َو ُر َّد واِر ُدَها بالَغ ْي ِظ حيَن َظ ِمي وساَء ساَو َة أْن غاَض ْت ُبَح يَر ُتَه ا
ُح ْز َنًا وبالماِء ما بالنار ِمن َضَر ِم كَأَّن بالناِر ما بالماِء ِمن َب َلٍل
والِجُّن َت هِتُف واألنواُر ساِط َع ٌة
والحُّق يظَهُر ِمن معنًى وِمن َك ِلِم
ُة
ُتسَمْع وباِر َق اإلنذار لم ُتَش ِم َعُم وا وَصُّم وا فِاعالُن البشاِئِر لم
بأَّن ديَن ُهُم الُم عَو َّج لم َي ُقِم ِمن بعِد ما أخَبَر األقواَم كاِه ُنُهم
ُم نَق َّض ٍة َو فَق ما في األرِض ِمن وبعد ما عايُنوا في اُألفِِق ِمن
َص َن ِم ُشُهٍب
ِمن الشياطيِن يقُفو ِاْث َر ُم نَه ِز ِم حتى َغ دا عن طريِق الَو حِي
ُم نَه ِز ٌم
أو َع سَك ٌر بالَح َص ى ِمن راَح َت ْي ِه كأَّن ُهم َه َر َب ا أبطاُل أْبَر َهٍة
ُر ِمي
َن ْب َذ الُمَس ِّب ِح ِمن أحشاِء ملَت ِقِم َن ْب َذ ا به َب عَد تسبيٍح ِبَب طِنِه َم ا
تمِش ي إليه على ساٍق بال َقَد ِم جاءت ِلَد عَو ِتِه األشجاُر ساِجَد ًة
ُفُر وُعَه ا ِمن بديِع الَخ ِّط في اَّللَقِم كأَّن َم ا َس َط َر ْت سطرا ِلَم ا َكَت َب ْت
َت ِقيِه َح َّر َو ِط يٍس للَه ِج يِر َح ِمي مثَل الغماَم ِة َأَّن ى ساَر ساِئَر ًة
وُك ُّل َط ْر ٍف ِمَن الكفاِر عنه َع ِمي وما حوى الغاُر ِمن خيٍر وِمن
َك َر ِم
(البردة)للبوصيري
بُك ِّل َقْر ٍم إلى َلحِم الِعَد ا َقِر ِم كأَّن َم ا الِّد يُن َض ْيٌف َح َّل ساَح َت ُهم
يرمي بَم وٍج من األبطاِل ملَت ِط ِم َيُجُّر بحَر خميٍس َفوَق ساِبَح ٍة
َي سُط و بُم سَت أِص ٍل للُك فِر ُم صَط ِلِم ِمن ُك ِّل منَت ِدٍب هلل ُم حَت ِس ٍب
َة حتى َغ َد ْت ِم َّلُة اإلسالم َو ْه َي
ِمن َب عِد ُغ رَب ِتَه ا موصوَل الَّر ِحِم
بهم
وخيِر َب عٍل فلم َت ْي َت ْم ولم َت ِئِم َم كفوَلًة أبَد ًا منهم ِبَخ يِر َأٍب
ماذا َلِقي منهم في ُك ِّل ُم صَط َد ِم ُه ُم الجباُل َفَس ْل عنُهم ُمَص اِد َمُهم
ُفصوُل َح ْت ٍف َلهم أدهى ِمَن الَو َخ ِم َو َس ْل ُح َن ْي َنًا َو َس ْل َب ْد َر ًا َو َس ْل ُأُح َد ا
ِمَن الِعَد ا ُك َّل ُمْس َو ٍّد ِمن اِّللَم ِم الُم صِد ِر ي الِبيِض ُح مَر ًا بعد ما
َو َر َد ْت
أقالُمُهْم َح ْر َف ِج سٍم غيَر ُم نَع ِجِم والكاِتبيَن ِبُس مِر الَخ ِّط ما َت َر َك ْت
والَو ْر ُد يمتاُز بالسيما َع ِن الَّس َلِم شاِكي السالِح لهم سيما ُتَمِّي ُز ُهم
فَت حِس ُب الَّز هَر في األكماِم ُك َّل َك ِمي ُتهِدي إليك رياُح الَّن صِر َنْش َر ُه ُم
ِمن َش َّدِة الَح ْز ِم ال ِمن شَّد ِة الُح ُز ِم كأَّن ُهم في ُظ هوِر الَخ ْي ِل َن ْب ُت ُرَب ًا
فما ُتَفِّر ُق بين الَبْه ِم والُبَه ِم طاَر ْت قلوُب الِعَد ا ِمن بأِس ِه م
َفَر َقًا
ُأل
إن َت ْلَقُه ا ْس ُد في آجاِم َه ا َت ِجِم وَم ن َتُك ن برسوِل ِهللا ُنصَر ُتُه
ِبِه وال ِمن َع ُد ٍّو غيَر ُم نَع ِجِم وَلن َت رى ِمن َو ِلٍّي غيَر منَت ِص ٍر
َأ َأَح َّل ُأَّم َت ُه في ِحْر ِز ِم َّلِتِه
كاللْي ِث َح َّل َمَع األشباِل ِفي َج ِم
فيه وكم َخ َص َم الُبرهاُن ِمن َخ ِص ِم َك م َج َّد َلْت َك ِلَم اُت هللا ِمن َج َد ٍل
في الجاهليِة والتأديَب في الُيُتِم كفاَك بالعلِم في اُألِّمِّي ُم عَج َز ًة
ُذ نوَب ُعْم ر َمَض ى في الِّش عِر َخ َد ْم ُتُه بمديٍح أسَت ِقيِل ِبِه
والِخَد ِم
كأنني ِبِه َم ا َهْد ٌي ِمَن الَّن َع ِم إذ َقَّلَد اِنَي ما ُتخَش ى عواِقُبُه
َح َص لُت إال على اآلثاِم والَّن َد ِم َأَط عُت َغ َّي الِّص َب ا في الحاَلَت ْي ِن
(البردة)للبوصيري
وما
َلم َت شَت ِر الِّد يَن بالدنيا ولم َت ُس ِم فيا َخ َس اَر َة َن ْف ٍس في ِتَج اَر ِتَه ا
ِبيَن له الَغ ْب ُن في َبْي ٍع وفي َس َلِم وَم ن َي ِبْع آِجال منه بعاِج ِلِه
ِمَن الَّن ِبِّي وال َح بِلي بُم نَص ِر ِم إن آِت َذ ْن َب ًا فما َع هِدي بُم نَت ِقٍض
ُم حَّم َد ًا وُه َو أوَفى الخلِق بالِّذ َم ِم فِاَّن لي ِذ َّم ًة منه بَت سِم َي ِتي
َة
َفْض ال وإال َفُقْل يا َز َّل الَقَد ِم إن لم يُك ن في َمَع اِدي آِخَذ ًا ِبَي ِدي
أو َي رِجَع الجاُر منه غيَر ُم حَت َر ِم حاشاُه أْن َيْح ِر َم الَّر اِجي َم َك اِر َم ُه
وَج ْد ُتُه لَخ الِص ي خيَر ُم لَت ِز ِم وُم نُذ َألَز ْم ُت أفَك اِر ي َم َد اِئَح ُه
َأل وَلن َي ُفوَت الِغ َن ى منه َي َد ًا َت ِر َب ْت
إن الَح َي ا ُيْن ِبُت األزهاَر في ا َك ِم
َي َد ا ُز َه ْي ٍر بما أثَن ى على َه ِر ِم وَلم ُأِر ْد َز هَر َة الدنيا التي
اقَت َطَف ْت
ِس َو اَك ِع نَد ُح لوِل الحاِدِث الَع ِم ِم يا أكَر َم الخلِق ما لي َم ن ألوُذ به
إذا الكريُم َت َج َّلى باسِم ُم نَت ِقِم وَلن َي ِض يَق رسوَل ِهللا جاُه َك بي
إن الَك َب اِئَر في الُغ فَر اِن كاَّللَم ِم يا َن ْف ُس ال َت قَن ِط ي ِمن َز َّلٍة
َع ُظ َم ْت
َت أِتي على َح َس ِب الِعصَي اِن في لَع َّل َر حَم َة َر ِّب ي حيَن َي قِس ُمَه ا
الِقَس ِم
َلَد ْي َك واجعْل ِحَس اِبي غيَر ُم نَخ ِر ِم يا َر ِّب واجَع ْل رجاِئي غيَر
ُم نَع ِك ٍس
َص بَر ًا َم َت ى َت دُع ُه األهواُل ينَه ِز ِم والُط ْف بَع بِد َك في الَّد اَر يِن إن َلُه
على النِبِّي ِبُم ْن َه ٍّل وُم نَس ِجم وائَذ ْن ِلُسْح ِب صالٍة منك داِئَم ٍة
َأ ما َر َّن َح ْت َع َذ َب اِت الَب اِن َر يُح َص َب ا
و طَر َب الِعيَس حاِدي الِعيِس بالَّن َغ ِم
وَع ن َع ِلٍّي وَع ن عثماَن ِذي الَك َر ِم ُثَّم الِّر َض ا َع ن أبي َب كٍر وَع ن
ُعَمَر
أهُل الُّت َق ى والَّن َق ى والِح ْلِم والَك َر ِم واآلِل والَّص حِب ُثَّم الَّت اِبِعيَن َفُهْم
(البردة)للبوصيري
(البردة)للبوصيري