‫الفئة املستهدفة‪( :‬السنة األوىل‪ .‬الشعب العلمية)‪.‬‬ ‫ذ‪ .

‬اخشينة عبد الواحد‬

‫مدة اإلجناز‪ :‬ساعتان‪.‬‬ ‫اجلديدة‬

‫أثر التواصل الثقايف يف تعارف األمم والشعوب‬ ‫نص االنطالق‪:‬‬

‫التواصل الثقايف ظاهرة إنسانية تنبين على عمليات التفاعل والتبادل والتثاقف والتالقح يف فضاءات العلوم واخلربات‬
‫والتجارب بني األمم والشعوب‪ ،‬مما يسهم يف تشكيل ذهنية التعايش والتعارف‪.‬‬
‫وإذا كان التعدد والتنوع واقعا بشراي حمتوما ال ميكن أن يزول‪ ،‬واحلاجة اإلنسانية تتجه إىل تبادل املنافع وحتقيق "العمران‬
‫البشري"(‪ ،)1‬فما التواصل إال وسيلة اكتشاف الغري يف ما ميلكه من معارف ويعيشه من أوضاع وما حيققه من طموحات وإجنازات‪،‬‬
‫مما يغذي سعي اجملتمعات إىل االطالع على ما حتقق للشعوب األخرى على أساس القضااي املشرتكة رغم عدم االتفاق على كل‬
‫القضااي‪ .‬األلوان‪ ،‬إذن‪ ،‬وكذا اللغات واملواقف واآلراء والدايانت والثقافات جزء من متطلبات االجتماع البشري‪ .‬ولو أن الناس‬
‫كانوا نسخة واحدة ملا حدث تفاعل وال حصل تواصل‪.‬‬
‫ليس يف التواصل فضل لعرق على عرق أو لون على لون أو نسب على نسب أو ح ِْنلَة(‪ )2‬على ِنلة أو مجاعة على مجاعة‬
‫‪ ،‬بل هو اختالف غايته التهييء للتفاعل والتبادل والتداخل‪ .‬وهذه هي مرتكزات التعايش القائمة على االعرتاف أبن لآلخرين‬
‫حقوقا وعليهم واجبات‪ ،‬وأبن هلم خصوصيات ينبغي احرتامها‪ .‬إن التواصل بني املختلفني هو وسيلة اجلنس البشري لتحقيق‬
‫احلوار والتعاون واألمن والسالم ال الصراع واالقتتال‪ ،‬فهو يتيح النظر إىل الغري ال على أنه عدو ينبغي قهره وإمنا ابعتباره إنساان‬
‫ُم َك َّرما يستحق احلرية والتقدير‪.‬‬
‫ولكن التواصل الثقايف يف اعرتافه ابلغري ال يلغي احلفاظ على املقومات الذاتية‪ ،‬إذ لكل شعب وجمتمع ثقافةٌ ومنظومة‬
‫معرفية(‪ )3‬ذاتية جتعل اجملتمع ملتحما التحاما عضواي مع منظومته القيمية(‪ )4‬واحلضارية‪ .‬وهذه الثقافة بعناصرها العقدية واحلضارية‬
‫تعد مبثابة القدرة اخلالقة املستمرة اليت متد الكيان االجتماعي أبسباب وعوامل حتقيق التوازن بني احلاجات املعنوية واملادية‪.‬‬
‫ولذلك فعملية التواصل تتطلب الوعي ابلذات(‪ )5‬عرب الكشف عن أكثر الثروات الثقافية قيمة يف ذاتنا احلضارية‪ .‬وكل إمهال يف‬
‫هذا اجملال يؤدي إىل االنبهار ابآلخر والتلقي األعمى لكل ما ينتجه‪.‬‬
‫وألجل االستفادة من اجملهود اإلنساين مل يرفض الفالسفة واملفكرون املسلمون القدماء معطيات الغري‪ ،‬ولكنهم‪ ،‬أيضا‪ ،‬مل يتقبلوها‬
‫َّمنا من األمم السالفة نَظَراً‬ ‫ح‬
‫كليا‪ .‬فلنتأمل حكمة الفيلسوف ابن رشد ‪ ،‬ولنأخذ منها العربة الالزمة‪":‬جيب علينا إذا أَلْ َق ْينا ل َمن تقد َ‬
‫(‪)6‬‬

‫وس حر ْران به وشكرانهم عليه‪ ،‬وما كان ‪ ..‬غري موافق للحق نَبَّ ْهنا‬ ‫‪...‬أَ ْن ننظر يف الذي قالوه‪...‬فما كان ‪ ..‬موافقا للحق قبلناه منهم ُ‬
‫وع َذ ْرانهم"‬ ‫عليه َّ‬
‫وحذ ْران منه َ‬
‫ذة‪ .‬فاطمة انفع‪ ،‬التواصل الثقايف (أتمالت يف املفهوم والتداول)‪ ،‬منشورات كلية اآلداب والعلوم إنسانية ابحملمدية‪،‬سلسلة الندوات رقم ‪،19‬‬
‫تنسيق‪ -:‬د‪ .‬مصطفى الشليح ‪ -‬دة‪ .‬آمنة الدهري‪ ،‬مطبعة فضالة‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،2006‬ص ص‪( ، 79-77‬بتصرف)‬
‫ش ُّكل اجملتمعات اإلنسانية‪ 2( .‬ح)ِنلة‪ :‬مذهب أو عقيدة‪)3( .‬منظومة معرفية‪ :‬نظام من األفكار‬ ‫إضاءات معجمية‪)1( :‬العمران البشري‪ :‬بناء وتَ َ‬
‫والتصورات‪)4( .‬منظومة قيمية‪ :‬جمموع األخالق واملُثل اليت يؤمن هبا اجملتمع‪)5(.‬الوعي ابلذات‪ :‬معرفة َمن أكون أان‪)6(.‬ابن رشد‪520(:‬ه ‪--‬‬
‫‪ 595‬ه ) فيلسوف وطبيب وفقيه وقاض وفلكي وفيزايئي ‪ .‬رجل موسوعي من أهم فالسفة اإلسالم ‪.‬دافع عن الفلسفة وصحح لعلماء وفالسفة‬
‫سبقوه واستوعب الفلسفة اليواننية‪ .‬تعرض أواخر حياته لكثري من احملن واملكائد على يد خصومه‪.‬‬

‫األسئلة‬

‫‪1‬‬
 ‫مكون النصوص(‪10‬ن)‬ ‫‪.I‬‬
‫‪ .1‬أتمل عنوان النص وتوثيقه‪ ،‬وحدد املفهوم املتناول وأمهيته‪0.5( .‬ن)‬
‫‪ .2‬أبرز من خالل النص تعريف التواصل الثقايف ودواعيه وإسهامه يف تدبري االختالف‪ ،‬معتمدا اجلدول الواصف‬
‫التال‪2.25( :‬ن)‬
‫دوره يف تدبري االختالف(‪0.75‬ن)‬ ‫دواعيه(‪0.75‬ن)‬ ‫تعريف التواصل الثقايف(‪0.75‬ن)‬
‫‪.........‬‬ ‫‪..........‬‬ ‫‪..........‬‬
‫‪ .3‬ما هي‪ ،‬حسب الكاتبة‪ ،‬متطلبات التعامل مع املقومات الذاتية يف إطار التواصل الثقايف؟(‪1‬ن)‬

‫استدلَّ ْ‬
‫ت به الكاتبة‪ ،‬قوله‪ ":‬وما كان ‪ ..‬غري موافق للحق نَبَّ ْهنا عليه‬ ‫‪ .4‬اشرح من نص ابن رشد‪ ،‬الذي َ‬
‫وع َذ ْرانهم"(‪1‬ن)‬ ‫َّ‬
‫وحذ ْران منه َ‬
‫‪ .5‬استخرج من الفقرات الثالثة األوىل وحدات معجمية (مفردات) دالة على آاثر التواصل الثقايف‪ ،‬وأخرى دالة‬
‫على مظاهر التنوع اإلنساين‪ ،‬ونظمها يف جدول‪ ،‬مث أبرز العالقة بني احلقلني‪1.75(.‬ن)‬
‫‪ .6‬استخرج من النص منوذجا لكل من حاالت الربط التالية‪ :‬الشرط‪ ،‬االستنتاج‪ ،‬الغاية (اهلدف)‪ ،‬االستدراك‪ ،‬مث‬
‫بني وظيفتها مستعينا ابجلدول التال(‪1.5‬ن)‬
‫الرابط‬ ‫اجلملة‬ ‫النوع‬
‫‪....‬‬ ‫‪....‬‬ ‫‪....‬‬
‫‪ .7‬صغ تركيبا لنتائج حتليلك وأبرز موقفك من قضية النص‪2(.‬ن)‬
‫مكون علوم اللغة‪4(:‬ن)‬ ‫‪.II‬‬
‫‪ .1‬استخرج من النص‪ :‬أ‪ /‬عددا وبني عالقته مبعدوده‪ .‬ب‪ ./‬متييزا وبني نوعه ج‪ /‬أمرا وبني صيغته (‪1.5‬ن)‬
‫‪ .2‬صغ النسبة مما يلي‪" :‬األلوان"(‪0.5‬ن)‬

‫امأل اجلدول وفق املطلوب(مع ضرورة الشكل)( ‪1‬ن)‬ ‫‪.3‬‬

‫مساعي‬ ‫قياسي‬ ‫وزن املصدر‬ ‫وزن الفعل‬ ‫فعله‬ ‫املصدر‬
‫التعايش‬
‫ن وع ه‬

‫االختالف‬
‫‪ .4‬حلل االستعارة الواردة يف املثال التال وفق معطيات اجلدول‪":‬وكل إمهال يف هذا اجملال يؤدي إىل االنبهار‬
‫ابآلخر والتَّ لَ ّقي األعمى لكل ما ينتجه"(‪1‬ن)‬
‫نوع االستعارة‬ ‫القرينة‬ ‫املستعار منه‬ ‫املستعار له‬ ‫املثال‬
‫مكون التعبري واإلنشاء‪6(:‬ن)‬ ‫‪.III‬‬
‫" الشبكة العنكبوتية عند البعض هي الوسيلة املثلى ملن يريد االنتشار على نطاق عاملي‪ .‬ولكنها عند آخرين هي قمة‬
‫الصحافة التافهة‪ ،‬إذ تتيح للماليني املقدرة على النشر الشخصي دون ضوابط"‬
‫عبد الرمحن سعيد الشامي‪ ،‬معضلة التفاعلية يف وسائل االتصال اجلديدة‪ ،‬عامل الفكر‪ ،‬اجمللد‪ ،2008 ،37‬ص‪(137‬بتصرف)‬
‫أجنز مقارنة بني املوقفني تنتهي من خالهلا إىل استنتاج حكم‪(.‬يف حدود ‪ 20‬سطرا)‬

‫‪2‬‬