You are on page 1of 12

‫مقدمة‬

‫لمد ظهرت عدة اتجاهات حاولت تعرٌف الحك من عدة جوانب مختلفة‪ ،‬والحك هو مزٌة ٌمرها المانون وٌحمٌها لشخص معٌن على‬
‫شخص آخر‪ ،‬أو على شًء معٌن(مادي أو أدبً)‪ 1.‬أو هو لدرة إرادٌة ٌعترف بها المانون لشخص معٌن من أجل تحمٌك مصلحة‬
‫اجتماعٌة مشروعة‪ 2.‬غٌر أن معظم هذه التعارٌف و غٌرها لم تسلم من النمد‪ .‬والحموق أٌا كانت أشخاصها‪،‬أو أطرافها و محلها ووسابل‬
‫حماٌتها‪ ،‬وأٌا كانت تمسٌماتها وطوابفها و أنواعها‪ .‬ال بد أن ٌكون لها مصدر و أسباب تنشأ بموجبها وتتأسس على سند من المانون أو‬
‫الوالع أو كالهما معا‪.‬‬

‫وٌمصد بمصدر الحك‪ ،‬الولابع المانونٌة المنشبة له‪ ،‬و ٌمصد بالوالعة المانونٌة كل حدث ٌترتب علٌه المانون أثر‪ .3‬فالمانون و إن كان‬
‫هو المصدر الغٌر مباشر لجمٌع الحموق و االلتزامات انما ٌتدخل بعد حدوث والعة معٌنة تكون سببا مباشرا للحقك و االلتقزام‪ ،‬و الولقابع‬
‫على هذا النحو اما ٌترتب علٌها نشوء حقك أو التقزام جدٌقد‪ ،‬أو انم قاء حقك أو التقزام‪ ،‬أو انتهقاء حقك أو التقزام‪ .‬وعلٌقه نطقر التسقالل‬
‫التالً‪ :‬ما هً الوقائع المنشئة للحق؟‬

‫‪ -1‬اسحاق إبراهٌم منصور‪،‬نظرٌتا المانون والحك وتطبٌماتها فً الموانٌن الجزابرٌة‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزابر‪ ،0221 ،‬ص ‪.012‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬حجازي عبد الحً‪ ،‬المدخل للعلوم المانونٌة وفما للمانون الكوٌتً‪ ،‬مطبوعات جامعة الكوٌت‪ ،‬الكوٌت ‪ ،1792‬ص ‪.27‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عبد المنعم البدراوي‪ ،‬مبادئ المانون‪ ،‬دار الكتاب العربً‪ ،‬مصر‪ ،1791 ،‬ص ‪.181‬‬

‫‪1‬‬
‫المبحث األول‪ :‬الواقعة القانونٌة كمصدر للحق‬
‫الولابع المانونٌة هً كل حدث مادي ٌترتقب علقى وجقوده أثقر لقانونً معقٌن‪ ،‬وهقو اكتسقاب شقخص لحقك‪ ،...‬والولقابع المانونٌقة لقد‬
‫‪4‬‬
‫تكون من عمل الطبٌعة أو من عمل اإلنسان "األعمال المادٌة"‪.‬‬

‫و فً هذا المبحث سقوف نتنقاول أوال المقانون والولقابع الطبٌعٌقة كمصقدر للحقك‪ ،‬ثقم نسقتعرا ثانٌقا الولقابع التقً مقن فعقل االنسقان‬
‫"الولابع المادٌة" أٌ ا كمصدر للحك‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬القانون و الوقائع الطبٌعٌة كمصدر للحق‬


‫سنتطرق فً هذا المطلب إلى دراسة المانون وحده كمصدر للحك‪ ،‬ثم فً الفرع الثانً نتناول الولابع الطبٌعٌة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القانون وحده مصدر للحق‬


‫ٌستند الحك فً وجوده إلى المقانون‪ ،‬وكقل الحمقوق مردهقا إلقى المقانون ألنقه ٌنظمهقا و ٌحمٌهقا‪ 5.‬و لقد جقاء فقً نقص المقادة ‪ 59‬مقن‬
‫الدستور‪" 6:‬ت من الدولة الحموق األساسٌة و الحرٌات‪."...‬‬

‫ولد ٌكون المانون وحده مصدر لبعا الحموق الخاصة و العامة‪ ،‬و من أمثلة ذلن النصوص الواردة فقً لقانون األحقوال الشخصقٌة‬
‫أو لانون األسرة التً تحدد أنصبة الورثة او التً تت من حك الزوجة فً النفمة‪ ،‬أو حك الزوج فً طاعة زوجته لقه‪ ،‬و ٌمكقن أن ٌقدخل‬
‫‪7‬‬
‫فٌها كذلن حك اإلبن فً حمل اسم العابلة‪ .‬فهذه الحموق تترتقب بمقوة المقانون بمجقرد والدة الطفقل دون التولقف علقى ارادة أي شقخص‪.‬‬
‫هذا و لد نص المانون المدنً الجزابري فً المادة ‪ 95‬منقه علقى أن المقانون وحقده ٌعتبقر مصقدرا للحمقوق و االلتزامقات‪ 8.‬لابال‪":‬تسقري‬
‫على االلتزامات الناجمة مباشرة عن المانون دون غٌرها النصوص المانونٌة التً ألرتها"‪.9‬‬

‫فحمل اسم العابلة و ثبوت الجنسٌة األصلٌة بحك الدم كلها مصدرها المانون دون إرادة األشخاص‪ ،‬و الحموق الزوجٌة مصقدرها المقانون‬
‫‪10‬‬
‫ال عمد الزواج‪.‬‬

‫الفرع الثانً‪ :‬الوقائع الطبٌعٌة مصدر للحق‬


‫أحٌانا تكون الولابع الطبٌعٌة فً ذاتها مصادر مباشرة إلنشاء و لٌام الحموق‪ ،‬بحٌقث ال تكقون إلرادة األشقخاص أي أثقر لقانونً فقً‬
‫وجودها بل ٌنشأ الحك مباشرة بولوع حدث من األحداث الطبٌعٌة ال غٌر‪ .‬و من أمثلة ذلن والعة المٌالد ووالعة الوفاة‪ ،‬و هما من صقنع‬
‫‪11‬‬
‫الطبٌعة وحدها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬واقعة المٌالد‬

‫تترتب على والعة مٌالد الطفل اثار لانونٌ ة متعددة مثل حمه فً الحٌاة و حمه فً سالمة جسمه و حمه فً حمل اسم العابلة‪ ،‬و ثبوت‬
‫نسبه لوالده و أهلٌة الوجوب له و حمه فً جنسٌة أبٌه‪ ،‬و غٌرها من الحموق‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬واقعة الوفاة‬

‫ونفققس الشققًء بالنسققبة لوالعققة الوفققاة اذ ٌترتققب علٌهققا انتهققاء الشخصققٌة المانونٌققة للمتققوفً و تصققفٌة ذمتققه المالٌققة‪ ،‬و تنشققأ عققن وفققاة‬
‫الشخص حموق الورثة والموصى لهم‪ ،‬و استحماق دٌونه ألصحابها و غٌر ذلن‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬اسحاق إبراهٌم منصور‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.028‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬نبٌل إبراهٌم سعد‪ ،‬المدخل إلى المان ون (نظرٌة الحك)‪ ،‬منشورات الحلبً الحمولٌة‪ ،‬لبنان‪ ،0212 ،‬ص ‪.095‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬مرسوم رباسً رلم ‪ ،110-02‬الملرخ فً ‪ 52‬دٌسمبر ‪ٌ ،0202‬تعلك بتعدٌل الدستور‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،80‬صادرة فً ‪ 52‬دٌسمبر ‪ ،0202‬معدل و متمم‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ -‬اسحاق إبراهٌم منصور‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.528‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬أمر رلم ‪ ،98-99‬المورخ فً ‪ 02‬رم ان عام ‪ ،1579‬الموافك ل ‪ 12‬جوٌلٌة ‪ ،1799‬المت من المانون المدنً‪ ،‬معدل و متمم‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -‬اسحاق إبراهٌم منصور‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.528‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.527‬‬

‫‪2‬‬
‫كما ٌمول الدكتور فرج دمحم بأن الولابع الطبٌعٌة‪ ،‬كل حدث ٌعود إلى فعل الطبٌعقة وحقدها بعٌقدا عقن نشقاط اإلنسقان‪ ،‬كوالعقة‬
‫الوالدة ومرور الزمن والظرف الطارئ و الموة الماهرة‪ 12،‬حٌث تنص المادة ‪ 029‬من المقانون المقدنً األردنقً بشقأن الظقرف الطقارئ‬
‫أنققه‪" :‬إذا حققدثت ظققروف اسققتثنابٌة عامققة لققم ٌكققن فققً الوسققع تولعهققا و ترتققب علققى حققدوثها أن تنفٌققذ االلتققزام التعالققدي و إن لققم ٌصققب‬
‫مستحٌال ‪ ،‬صار مرهما للمدٌن بحٌث ٌهدده بخسارة فادحة‪ ،‬جاز للمحكمقة تبعقا للظقروف و بعقد الموازنقة بقٌن مصقلحة الطقرفٌن‪ ،‬أن تقرد‬
‫االلتزام المرهك إلى الحد المعمول ان الت ت العدالة ذلن‪ ،‬وٌمع باطال كل اتفاق على خالف ذلن"‪.13‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬الوقائع التً من فعل اإلنسان "الوقائع المادٌة"‬


‫و هً األعمال المادٌة التً تصدر من اإلنسان فٌترتب علٌها اثار لانونٌة بصرف النظر عن نٌة من صدرت منه‪ ،‬أي سواء لصقدت‬
‫‪14‬‬
‫نتابجها أم لم تمصد‪ ،‬فالعبرة بالفعل المادي‪ ،‬و هذه الولابع هً األخرى لد تكون مصدرا للحموق العٌنٌة أو الحموق الشخصٌة‪.‬‬

‫و لد حدد المشرع من بٌن مصادر الحك الشخصً‪ ،‬أو حك الدابنٌة أي االلتزام والعتٌن مادٌتٌن همقا‪ :‬الفعقل النقافع و الفعقل ال قار‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫ولكن إلى جانب هاتٌن الوالعتٌن توجد ولابع أخرى ٌرتب المانون علٌها نشوء الحك أو االلتزام‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الفعل النافع "اإلثراء بال سبب"‬


‫الفعل النافع أو ما ٌعرف فً الفمه العربً باإلثراء على حساب الغٌر أو الكسب دون سبب أو اإلثراء بال سبب‪ 16.‬و هو فعل ٌصقدر‬
‫من الشخص الذي لد ٌلدي إلى اثراء ذمة‪ ،‬و ٌرتب علٌه المانون اثار‪ ،‬و هذا الفعل الذي ٌلدي إلى اثراء ذمة الغٌر ٌسمى‪" :‬االثقراء بقال‬
‫سبب"‪ ،‬و الممصود به اثراء الشخص على حساب الشخص اخر دون أن ٌكون هنان سبب الثراء المثقري‪ ،‬أي هقو العمقل علقى االعتنقاء‬
‫‪17‬‬
‫بذمة الغٌر بدون سبب لانونً‪.‬‬

‫و لمد أورد المشرع الجزابري االثراء بال سبب "الفعل النافع" فً المادة ‪ 111‬من المانون المدنً على أنه‪" :‬كل من نال علقى حسقن‬
‫نٌة من عمل الغٌر أو من شًء له منفعة لٌس لها ما ٌبررها ٌلقزم بتعقوٌا مقن ولقع االثقراء علقى حسقابه بمقدر مقا اسقتفاد مقن العمقل أو‬
‫‪18‬‬
‫الشًء‪".‬‬

‫و هنان صورتان للفعل النافع‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الدفع غٌر المستحق‬

‫هً ذاتها االثراء بال سبب والتً ت من كل من أثري على حساب الغٌر دون أي سبب لقانونً ٌلتقزم بقالرد لهقذا الغٌقر بالمقدر القذي‬
‫أثري به من نطاق الحدود للخسارة التً لحمت بالغٌر‪ 19.‬و لد أورد المشرع ذلن فً المادة ‪ 115‬من المانون المدنً لابال‪ " 20:‬كل من‬
‫تسلم على سبٌل الوفاء ما لٌس مستحما له وجب علٌه رده‪."...‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ -‬توفٌك حسن فرج‪ ،‬المدخل للعلوم المانونٌة (النظرٌة العامة للمانون)‪ ،‬الدار الجامعٌة‪ ،‬مصر‪ ،1772 ،‬ص ‪.869‬‬
‫‪13‬‬
‫‪ -‬الفً دمحم دراركة‪ ،‬مدخل العلوم المانونٌة (نظرٌة المانون‪ ،‬نظرٌة الحك)‪ ،‬دار الثمافة للنشر والتوزٌع‪ ،‬األردن‪ ،0201 ،‬ص ‪.008‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬نبٌل إبراهٌم سعد‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.099‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ -‬عباس الصراف‪،‬المدخل إلى علم المانون (نظرٌة المانون‪ ،‬نظرٌة الحك)‪ ،‬دار الثمافة للنشر و التوزٌع‪ ،‬األردن‪ ،0211 ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ -‬اسحاق إبراهٌم منصور‪،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.518‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 111‬من األمر رلم ‪ ،98-99‬مرجع سابك‬
‫‪ -19‬لٌن ٌحٌى لادري‪ ،‬مصادر الحك‪ ،‬جوان ‪ ،0201‬تم اإلطالع علٌه بتارٌخ ‪ 16‬مارس ‪ ،0205‬على الساعة ‪ 00:52‬سا‪ ،‬فً المولع‪:‬‬

‫‪https://Wadaq.info/.com.‬‬
‫‪20‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 115‬من األمر ‪ ،98-99‬مرجع سابك‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ثانٌا‪ :‬الفضالة‬

‫و لد عرفها المشرع الجزابري فً نص المادة ‪ 192‬من المانون المقدنً‪ " :‬الف قالة هقً أن ٌتقولى شقخص عقن لصقد المٌقام بالشقأن‬
‫لحساب شخص اخر‪ ،‬دون أن ٌكون ملتزما بذلن"‪ ،21‬لهذا فإن الشخص الرذي استفاد من من أعمال الف ولً ٌنشأ فقً ذمتقه التقزام ٌقرد‬
‫النفمات ال رورٌة التً بذله الف ولً واستفاد منهقا رب العمقل وفقك شقروط حقددها المشقرع فقً نقص المقادة ‪ 199‬مقن المقانون المقدنً‬
‫‪22‬‬
‫األردنً‪ .‬مع مالحظة أن الصورتٌن اللتٌن أوردهما المشرع ما هً إال على سبٌل المثال و لٌس على سبٌل الحصر‪.‬‬

‫الفرع الثانً‪ :‬الفعل الضار "العمل المستحق للتعوٌض"‬

‫وٌمصد به كل عمل مادي ٌموم ٌموم به شخص وٌنتج عنقه قرر ٌلحقك بشقخص آخقر‪ ،‬وهقو لقوام المسقلولٌة التمصقٌرٌة‪ 23.‬أي انقه‬
‫مصقدر حققك لهقلالء األشققخاص المت ققررٌن‪ .‬ولقد نصققت المقادة ‪ 101‬مققن المققانون المقدنً علققى أن "كقل فعققل أٌققا كقان ٌرتكبققه الشققخص‬
‫‪24‬‬
‫بخطبه‪ ،‬وٌسبب رر للغٌر‪ٌ ،‬لزم من كان سببا فً حدوثه بالتعوٌا"‪.‬‬

‫ومن المعروف أن هذه المسلولٌة التمصٌرٌة تموم على ثالثة أركان من حٌث المبدأ هً الخطأ‪ ،‬وال رر و عاللة السببٌة بٌن الخطأ‬
‫و ال رر‪ ،‬كما أن الفمه ٌشر حاالت المسلولٌة التمصقٌرٌة بقٌن الحالقة التقً تمقوم علقى الخطقأ الشخصقً و حالقة المسقلولٌة علقى فعقل‬
‫‪25‬‬
‫الغٌر وحالة المسلولٌة على ال رر الذي سببه انهدام بناء أو سببه االالت المٌكانٌكٌة‪.‬‬

‫و ٌشترط فً الفعل ال ار كمصدر للحك توافر ثالثة شروط و‬


‫‪26‬‬
‫هً‪:‬‬

‫‪ .1‬أن ٌكون هناك خطأ (إضرار)‪ :‬و هو كل فعل أو امتناع عن فعل‪ ،‬ولد ٌكون بالمباشرة أو بالسبب‪.‬‬

‫‪ .2‬الضرر‪ :‬و هذا ال رر لد ٌكون مالٌا أو جسمٌا أو معنوٌا‪.‬‬

‫‪ .3‬عالقة السببٌة بٌن الخطأ و الضرر‪ :‬أي أن ٌكون المسلول ملزما بتعوٌا المت رر عن ال رر الذي لحك به‪.‬‬

‫فإذا ما توافرت هذه الشروط ٌكون المسلول ملزمقا بتعقوٌا الم قرور عقن ال قرر القذي لحقك بقه‪ ،‬أي ٌكقون للم قرور حمقا فقً‬
‫التعوٌا‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 19‬من األمر ‪ ،98-99‬مرجع سابك‪.‬‬
‫‪ -00‬وهاب حمزة‪<،‬ملخض لمحاضراث المدخل للعلىم القانىنيت (نظريت الحق) >‪( ،‬مطبىعت غير منشىرة)‪ ،‬كليت الحقىق و العلىم السياسيت‪ ،‬جامعت العربي‬
‫بن مهيدي‪ ،‬أم البىاقي‪ ،0202،‬ص ‪.20‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ -‬عوا أحمد الزعبً‪ ،‬مدخل إلى علم المانون‪ ،‬ط ‪ ،0‬إثراء للنشر و التوزٌع‪ ،‬األردن‪ ،0211 ،‬ص ‪.502‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 101‬من األمر ‪ ،98-99‬مرجع سابك‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ -‬عباس الصراف‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص‪.191‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ -‬الفً دمحم دراركة‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص‪.006‬‬

‫‪4‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬التصرف القانونً كمصدر للحق‬
‫فً الحٌاة العملٌة فً عصرنا الحالً تعتبر التصرفات المانونٌة من المصادر الهامة و االنسانٌة للحمقوق و االلتزامقات‪ 27.‬ولدراسقة‬
‫التصرف المانونً كمصدر للحموق‪ ،‬لسمنا مبحثنا هذا إلى مطلبٌن‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ .‬المطلقققب األول‪ :‬مفهقققوم التصقققرف المقققانونً‪.‬‬


‫المطلب الثانً‪ :‬شروط التصرف المانونً و اثاره‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التصرف القانونً‬


‫ٌعد التصرف المانونً من الصور المانونٌة التقً تعتبقر مقن الصقور المانونٌقة التقً تعتبقر سقببا لنشقأة الحمقوق و االلتزامقات‪ .‬و علٌقه‬
‫ماهو تعرٌفه و مختلف أنواعه؟‬

‫الفرع األول‪ :‬تعرٌف التصرف القانونً‬


‫التصرف المانونً كمصدر للحك هو توجٌه إرادة الشخص إلى احداث أثر لانونً معٌن‪ ،‬فهو إذا إرادة الحقداث أثقر لقانونً‪ ،‬وحتقى‬
‫‪28‬‬
‫ٌعتد المانون بهذا التصرف ٌجب أن ٌصدر عن إرادة سلٌمة خالٌة من أي عٌب‪.‬‬

‫وٌالحظ أن جوهر التصرف المانونً هو اإلرادة التً ٌستند علٌها‪ ،‬لذلن ٌشترط المانون شقروط معٌنقة فقً هقذه اإلرادة حتقى ٌمكنهقا‬
‫أن تنتج االثار المانونٌ ة التً ٌعتد بها‪ ...‬فٌجب أن توجد اإلرادة أصال‪ ،‬فإن وجدت وجب أن تخلقو مقن عٌقوب الغلقط و اإلكقراه والتقدلٌس‬
‫‪29‬‬
‫واالستغالل‪ ،‬وأن ٌكون صاحبها متمتعا بأهلٌة إثبات التصرف المانونً‪.‬‬

‫الفرع الثانً‪ :‬أنواع التصرف القانونً‬


‫تتمٌز التصرفات المانونٌة بعدم لابلٌتها للحصر نظرا لتأثرها بالتطورات االلتصادٌة للمجتمع و التً تجعقل منهقا كقابن لقانونً ٌتمقدد‬
‫إلى حدود غٌقر معلومقة‪ .‬لكقن ٌمكقن التقرا معقاٌٌر ٌسقتند إلٌهقا لكقل نقوع مقن األنقواع منهقا‪ :‬المعٌقار المقادي‪ ،‬المعٌقار الغقابً و المعٌقار‬
‫‪30‬‬
‫الو عً‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المعٌار المادي‬


‫‪31‬‬
‫وٌمصد به الكٌفٌة و الطرٌمة التً ٌظهر بها التصرف المانونً‪ ،‬و هنا نمٌز بٌن نوعٌن؛ التصرفات الكاشفة و التصرفات المنشبة‪:‬‬

‫‪ -1‬التصرفات القانونٌة الكاشفة‬

‫وٌمصد بالتصرفات المانونٌة الكاشفة تلن التً تمتصر على الكشف عن حك لابم من لبل‪ ،‬و انطاللا مقن ذلقن فالتصقرف التصقرٌحً‬
‫كما ٌسمى أٌ ا ال ٌنشىء حما و إنما ٌمرره‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 165‬من المانون المدنً على أنه‪" :‬للصل أثقر كاشقف بالنسقبة لمقا اشقتمل علٌقه مقن حمقوق و ٌمتصقر هقذا األثقر علقى‬
‫‪32‬‬
‫الحموق المتنازع فٌها دون غٌرها"‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ -‬اسحاق إبراهٌم منصور‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.502‬‬
‫‪28‬‬
‫‪ -‬بعلً دمحم الصغٌر‪ ،‬المدخل للعلوم المانونٌة (نظرٌة المانون‪ ،‬نظرٌة الحك)‪ ،‬دار العلوم‪ ،‬الجزابر‪ ،0226،‬ص ‪.108‬‬
‫‪29‬‬
‫‪ -‬حسن حرب اللصاصمة‪ ،‬مدخل العلوم المانونٌة (نظرٌة الحك)‪ ،‬ج ‪ ،0‬دار الخلٌج للنشر والتوزٌع‪ ،‬األردن‪ ،0202 ،‬ص ‪.155‬‬
‫‪30‬‬
‫‪ -‬عجة الجٌاللً‪ ،‬مدخل العلوم المانونٌة (نظرٌة الحك)‪ ،‬ج ‪ ،0‬برتً للنشر‪ ،‬الجزابر‪ ،0211 ،‬ص‪.188‬‬
‫‪ٌ -51‬احً مرٌم‪ ،‬محا رات فً نظرٌة الحك‪ ،‬ملماة على طلبة السنة أولى حموق‪ ،‬كلٌة الحموق والعلوم السٌاسٌة‪ ،‬جامعة دمحم بو ٌاف‪ ،‬المسٌلة‪،‬‬
‫‪.0217/0218‬‬
‫‪32‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 165‬من األمر ‪ ،98-99‬مرجع سابك‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -2‬التصرفات المنشئة‬

‫و ٌمصد بها تلقن التصقرفات التقً مقن شقأنها انشقاء حقك لشقخص مقن األشقخاص‪ ،‬مثقل الحمقوق الناشقبة عقن عمقد القزواج‪،‬أو حمقوق‬
‫االرتفاق‪ ،‬و فً هذا الشأن تكمن أهمٌة التفرٌك بٌن النوعٌن فٌما ٌلً‪:‬‬

‫‪ -‬التصرف المنشا ٌكون سببا الكتساب حك عٌنً بالتمادم لصٌر المدى‪ ،‬بٌنما ال ٌصل لذلن التصرف الكاشف‪.‬‬

‫‪ -‬أٌ ا التصرف المنشا ٌترتب علٌه حموق جدٌدة‪ ،‬بٌنما التصرف الكاشف ٌمر حمولا موجودة سابما‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬المعٌار الغائً‬


‫‪33‬‬
‫وٌمصد به االهتمام بغاٌة التصرف المانونً‪ ،‬و حسب هذا المعٌار نمٌز األنواع التالٌة‪:‬‬

‫‪ -1‬التصرف بعوض و التصرف على سبٌل التبرع‬

‫وهً التً ٌتلمى فٌها الطرفان عو ا عما أداه من خدمة كعمود االٌجار و البٌع و المماٌ ة‪..‬الخ‪ ،‬فعمد البٌع مقثال ٌتلمقى البقابع القثمن‬
‫والمشتري المبٌع‪ .‬أما التصرفات على سبٌل التبرع فٌمصد بهقا التصقرفات التقً ٌمقوم بهقا الشقخص مجانقا دون ممابقل كالهبقة مقثال‪ ،‬فهقً‬
‫تملّن دون ممابل‪.‬‬

‫‪ 2‬التصرفات النافعة و التصرفات الضارة و التصرفات الواقعة بٌن النفع و الضرر‬

‫ررا مح ا‬ ‫ٌمص بالتصرفات النافعة هً التً ٌترتب علٌها اثراء لشخص دون ممابل ٌعطٌه كمبول الهبة‪ .‬أما التصرفات ال ارة‬
‫فهً التً ٌترتب علٌها افمار الشخص كالهبة بالنسبة للواهب‪ ،‬واالثراء بالنسبة للدابن‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المعٌار الوضعً‬

‫و ٌمصد بالمعٌقار الو قعً لتصقنٌف التصقرفات المانونٌقة تمسقٌمها بحسقب أطقراف التصقرف‪ ،‬وفقً هقذا اإلطقار ٌمكقن التمٌٌقز بقٌن‬
‫‪34‬‬
‫التصرفات التالٌة‪ :‬التصرفات الجماعٌة ‪ ،‬التصرفات الصادرة باالرادة الجماعٌة‪.‬‬

‫‪ 1‬التصرفات الجماعٌة‬

‫تعتبر التصرفات الجماعٌة بمثابقة عمقود جماعٌقة أي أنهقا تتخقذ شقكل اتفالٌقات جماعٌقة و الم لوفقة فقً لقانون العمقل‪ ،‬وٌشقترط فقً‬
‫العمود الجماعٌقة شقروط مو قوعٌة خاصقة و عامقة منهقا‪ :‬الترا قً و السقبب‪ ،‬أمقا الخاصقة فتتمثقل فقً قرورة احتقرام نسقبة التمثٌقل‬
‫النمابً البرام اتفالٌة‪ ،‬أما بشأن الشروط الشكلٌة نجد أن المشرع ألزم األطراف ب قرورة تقدوٌن أو كتابقة اإلتفالٌقة‪ ،‬وهقذا الشقرط ٌعتبقر‬
‫‪35‬‬
‫شرط النعماد و شرط لإلثبات‪ ،‬وتخ ع االتفالٌة أٌ ا الجراء الشهر و إٌداع نسخة منها لدى كتابة ال بط المحكمة ومفتشٌة العمل‪.‬‬

‫‪ 2‬التصرفات المنفردة‬

‫تقققنص المقققادة ‪ 105‬مكقققرر مقققن المقققانون المقققدنً علقققى أنقققه‪ٌ" :‬جقققوز أن ٌقققتم التصقققرف بقققاإلرادة المنفقققردة مقققا لقققم ٌلقققزم الغٌقققر‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫وٌسري على اإلرادة المنفردة ما ٌسري على العمد من األحكام باستثناء أحكام المبول"‪.‬‬

‫وٌمكن تعرٌف التصرف الصادر عن اإلرادة المنفردة على أنه‪" :‬عمل لانونً ٌتم و ٌنتج أثره ٌإرادة واحدة‪ ،‬و هقذه اإلرادة المنفقردة‬
‫لها المدرة على انشاء اثار لانونٌة متع ددة‪ ،‬فمد تكون سببا فً انشقاء حقك عٌنقً كالوصقٌة‪ ،‬كمقا لقد تكقون وسقٌلة النم قاء بعقا الحمقوق‬
‫‪37‬‬
‫العٌنٌة كالتنازل عن حك االرتفاق أو عن حك االنتفاع‪"...‬‬

‫‪33‬‬
‫‪ -‬عجة الجٌاللً‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫‪34‬‬
‫‪ -‬تمٌة دمحم بن أحمد‪ ،‬اإلرادة المنفردة كمصدر لإللتزام‪ ،‬الملسسة الوطنٌة للكتاب‪ ،‬الجزابر‪ ،1781 ،‬ص ‪.05‬‬
‫‪35‬‬
‫‪ٌ -‬احً مرٌم‪ ،‬مرجع سابك‪،‬ص ‪.16‬‬
‫‪36‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 105‬مكرر من األمر‪ ،98-99‬مرجع سابك‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ٌ -‬احً مرٌم‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص‪.16‬‬

‫‪6‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬شروط التصرف القانونً وآثاره‬
‫لكً ٌوجقد التصقرف المقانونً و ٌنقتج آثقار‪ٌ ،‬جقب أن تتقوفر فٌقه شقروط معٌنقة‪ 38.‬و فٌمقا ٌلقً سقنتعرا للشقروط أوال ثقم نتنقاول‬
‫اآلثار‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬شروط التصرف القانونً‬


‫التصرف المانونً هو اتجاه اإلرادة إلحداث أثر لانونً معٌن‪ ،‬سواء كان هذا األثر هو انشاء الحك أو نمله أو تعدٌلقه أو انم قابه‪ ،‬و‬
‫على ذلن فإن اإلرادة تلعب دورا جوهرٌا فً التصرف المانونً‪.‬‬

‫وعلى خالف الوالعة المانونٌة‪ ،‬فإن التصرفات المانونٌة نظرٌة عامة تبٌن الشروط الالزم توافرهقا فقً اإلرادة و األثرالمقانونً القذي‬
‫ٌترتب على ذلن‪ ،‬ولما كانت اإلرادة هً لوام التصقرف المقانونً إذ هقً تنشقبه‪ ،‬كمقا تحقدد اآلثقار التقً ٌرتبهقا فإنقه ٌلقزم أن تتقوافر فٌهقا‬
‫‪39‬‬
‫الشرط اآلتٌة‪:‬‬

‫‪ٌ .1‬جب أن توجد إرادة ٌعتد بها المانون‪ ،‬بمعنى أن ٌصدر التعبٌر عن شخص ذي أهلٌة‪ ،‬والممصقود باألهلٌقة فقً هقذه الحالقة هقً أهلٌقة‬
‫اآلداء‪.‬‬

‫‪ .2‬و ٌجققب أن ٌققتم التعبٌققر عققن اإلرادة فققً العققالم الخققارجً‪ ،‬بحٌققث ال تظققل حبٌسققة فققً نفققس صققاحبها‪ .‬والتعبٌققر عققن اإلرادة لققد ٌكققون‬
‫صرٌحا‪ ،‬أي ٌتم بألوال و عبارات صرٌحة مباشرة تفص عن من صقدرت عنقه‪ ،‬وإمقا أن ٌكقون قمنبا أي ال ٌقدل علقى الممصقود منقه‬
‫داللة مباشرة و إنما ٌدل علٌه بطرٌك غٌر مباشر‪.‬‬

‫‪ٌ .3‬جب أن ٌكون لكل تصرف لانونً سبب‪ ،‬كما ٌجب أن ٌكون الباعث الدافع لإلرادة مشروعا‪ ،‬وأن ترد على محل مشروع‪.‬‬

‫‪ٌ .4‬جب أن تكون اإلرادة خالٌة من العٌوب‪ ،‬وعٌوب اإلرادة هً الغلط والتدلٌس واإلكراه واالستغالل‪.‬‬

‫وكما سبك وأن للنا ان اإلرادة هً لوام التصرف الم انونً‪ ،‬على ذلن فهً تتمتع فً هقذا الصقدد بسقلطان فقً انشقاء الحمقوق ونملهقا‬
‫وتغٌٌرها وانم ابها متى توافرت فٌها الشروط السقابك بٌانهقا‪ .‬ولقذلن فمقد سقادت نظرٌقة التصقرف المقانونً مبقدأ سقلطان اإلرادة وحقدها‬
‫تكفً إلنشاء التصرف المانونً‪ ،‬و أنها حرة فً تعٌٌن اآلثار التً تترتب علٌه‪ .‬وهذا المبدأ لم ٌكن معترف بقه فقً المقوانٌن المدٌمقة‪ ،‬ولقد‬
‫كان سابدا بل وٌعتبر مركز الثمل القذي تقدور حولقه نظرٌقة التصقرف المقانونً فقً المقرن التاسقع عشقر‪ ،‬و مقع التطقورات االلتصقادٌة و‬
‫‪40‬‬
‫االجتماعٌة و السٌاسٌة التً حدثت فً المرن العشرٌن‪ ،‬جعلت هذا المبدأ ٌتراجع و ٌنحسر بعا الشًء‪.‬‬

‫الفرع الثانً‪ :‬آثار التصرف القانونً‬


‫ٌحكم آثار التصرف المانونً مبدآن و هما‪ :‬مبدأ أن العمد شرٌعة المتعالدٌن‪ ،‬و مبدأ نسبٌة العمد‪ 41.‬وفً ما ٌلً نتعرا لهما باٌجاز‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مبدأ أن العقد شرٌعة المتعاقدٌن‬

‫تنص المادة ‪ 126‬من المانون المدنً على ان‪" 42:‬العمد شرٌعة المتعالدٌن فال ٌجوز نم ه وال تعدٌلو إال باتفاق الطرفٌن‪ ،‬أو‬
‫ل سباب التً ٌمررها المانون"‪ .‬فاألصل أن إرادة المتعالدٌن هً التً تحدد آثار التصرف المانونً‪ ،‬فمتى تم االتفاق و توافرت الشروط‬
‫الشكلٌة و الشروط المو وعٌة المطلوبة فً التصرف‪ ،‬فإنه ال ٌجوز ألي من الطرفٌن العدول عنه إال بموافمة الطرف اآلخر‪ 43.‬وهذا‬
‫ما بٌنته المادة المذكورة سالفا‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫وٌرجع فً تفسٌر العمد وتحدٌد اآلثار الناشبة عنه إلى إرادة المتعالدٌن فهً التً تحدد نطاق التصرف المانونً عموما‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -‬دمحمي فرٌدة‪ ،‬المدخل للعوم المانونٌة (نظرٌة الحك)‪ ،‬المطبعات العالمٌة‪ ،‬الجزابر‪ ،0222 ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪39‬‬
‫‪ -‬نبٌل إبراهٌم سعد‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.065‬‬
‫‪40‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.061‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ -‬دمحمي فرٌدة‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪42‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 126‬من األمر ‪ ،98-99‬مرجع سابك‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫‪ -‬دمحمي فرٌدة‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪44‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وٌالحظ أن هنان استثناء ٌمرره المانون‪ ،‬إذ ٌمن للما ً سلطة تعدٌل العمد‪ ،‬كما هو الحال فً الشرط الجزابً و نظرة المٌسرة‪ ،‬أو‬
‫‪45‬‬
‫عمود اإلذعان ونظرٌة الظروف الطاربة وتهدف هذه االستثناءات إلى تحمٌك نوع من العدالة‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬مبدا نسبٌة العقد‬

‫ٌم ً هذا المبدأ بأنه ال ٌمكن للغٌر أن ٌكتسب حما أو أن ٌحتمل بااللتزام من عمقد لقم ٌبرمقه‪ ،‬فمقن البقدٌهً أن آثقار العمقد تنصقرف‬
‫إلى أطرافه سواء أبرموا العمد بأنفسهم أو تم بالنٌابة عنهم‪ ،‬وتنتمل أطراف هذا العمد إلى خلفهم العقام إن لقم ٌمنقع ذلقن االتفقاق أو المقانون‬
‫أو تحول طبٌعة العمد دون ذلن‪.‬‬

‫والخلف العام هو الوارث أو الموصى له بجزء شابع من التركة وتنتمل للخلقف العقام الحمقوق دون االلتزامقات التقً تتحملهقا التركقة‬
‫‪46‬‬
‫دون الورثة تطبٌما لمبدأ (ال تركة إال بعد سداد الدٌن)‪.‬‬

‫أما الخلف الخاص هو كل من ٌخلف الشخص فً مال معٌن كالمشتري أو الموصى لقه بعقٌن معٌنقة‪ ،‬فتنتمقل إلٌقه الحمقوق الشخصقٌة‬
‫الناتجة عن عمد أبرمه سقلفه متقى كانقت مقن مسقتلزمات الحقك القذي انتمقل إلٌقه أي مكملقة لقه‪ ،‬أمقا االلتزامقات الشخصقٌة التقً التقزم بهقا‬
‫السلف‪ ،‬فال تلزم الخلف إال إذا كانت متصلة بالحك الذي انتمل إلٌه و كانت من مستلزماته و ٌشترط أن ٌكون الخلف الخاص عالما بها‪.‬‬

‫وٌبمى مبدأ نسبٌة العمد ٌحمً الغٌر األجنبً عن العمد‪ ،‬فال ٌمكن العمد أن ٌلزم الغٌر وإن كقان مقن الممكقن أن ٌكسقبه حمقا كمقا حالقة‬
‫‪47‬‬
‫االشتراط بمصلحة الغٌر‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫‪ -‬دمحمي فرٌدة‪ ،‬مرجع سابك‪ ،‬ص ‪.116‬‬
‫‪46‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪47‬‬
‫‪ -‬نفس المرجع‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫خاتمة‬
‫و فً االخٌر نستنتج أن للحك مصادر تتمثل فً الولابع المانونٌة و هً لسمان ولابع طبٌعٌة والمانون أو ولابع مادٌة بفعل‬
‫االنسان لد تكون أفعال ارة مما ٌكسب الغٌر حمولا أو لد تكون أشباه عمود أو اعمال نافعة و لكنها خالٌة من االرادة أما‬
‫التصرفات المانونٌة فٌعبر عنها بالمصادر االرادٌة للحموق و االلتزامات حٌث تتجه االرادة الحرة الى إنشابها و هً بدورها‬
‫لسمان تصرفات تبادلٌة و تصرفات لانونٌة بإرادة منفردة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫أوال‪ :‬الكتب‬
‫‪ -1‬اسحاق إبراهٌم منصور‪،‬نظرٌتا المانون والحك وتطبٌماتها فً الموانٌن الجزابرٌة‪ ،‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،‬الجزابر‪.0221 ،‬‬

‫‪ -2‬بعلً دمحم الصغٌر‪ ،‬المدخل للعلوم المانونٌة (نظرٌة المانون‪ ،‬نظرٌة الحك)‪ ،‬دار العلوم‪ ،‬الجزابر‪.0226،‬‬

‫‪ -3‬تمٌة دمحم بن أحمد‪ ،‬اإلرادة المنفردة كمصدر لإللتزام‪ ،‬الملسسة الوطنٌة للكتاب‪ ،‬الجزابر‪.1781 ،‬‬

‫‪ -4‬توفٌك حسن فرج‪ ،‬المدخل للعلوم المانونٌة (النظرٌة العامة للمانون)‪ ،‬الدار الجامعٌة‪ ،‬مصر‪.1772 ،‬‬

‫‪ - -5‬حجازي عبد الحً‪ ،‬المدخل للعلوم المانونٌة وفما للمانون الكوٌتً‪ ،‬مطبوعات جامعة الكوٌت‪ ،‬الكوٌت‪.1792 ،‬‬

‫‪ -6‬حسن حرب اللصاصمة‪ ،‬مدخل العلوم المانونٌة (نظرٌة الحك)‪ ،‬ج ‪ ،0‬دار الخلٌج للنشر والتوزٌع‪،‬األردن‪.0202،‬‬

‫‪ -7‬عباس الصراف‪،‬المدخل إلى علم المانون (نظرٌة المانون‪ ،‬نظرٌة الحك)‪ ،‬دار الثمافة للنشر و التوزٌع‪ ،‬األردن‪ ،0211 ،‬ص ‪.191‬‬

‫‪ -8‬عبد المنعم البدراوي‪ ،‬مبادئ المانون‪ ،‬دار الكتاب العربً‪ ،‬مصر‪.1791 ،‬‬

‫‪ -9‬عجة الجٌاللً‪ ،‬مدخل العلوم المانونٌة (نظرٌة الحك)‪ ،‬ج ‪ ،0‬برتً للنشر‪ ،‬الجزابر‪ ،0211 ،‬ص‪.188‬‬

‫‪ -11‬عوا أحمد الزعبً‪ ،‬مدخل إلى علم المانون‪ ،‬ط ‪ ،0‬إثراء للنشر و التوزٌع‪ ،‬األردن‪ ،0211 ،‬ص ‪.502‬‬

‫‪ -11‬الفً دمحم دراركة‪ ،‬مدخل العلوم المانونٌة (نظرٌة المانون‪ ،‬نظرٌة الحك)‪ ،‬دار الثمافة للنشر والتوزٌع‪ ،‬األردن‪ ،0201 ،‬ص ‪.008‬‬

‫‪ -12‬دمحمي فرٌدة‪ ،‬المدخل للعوم المانونٌة (نظرٌة الحك)‪ ،‬المطبعات العالمٌة‪ ،‬الجزابر‪.0222 ،‬‬

‫‪ -13‬نبٌل إبراهٌم سعد‪ ،‬المدخل إلى المانون (نظرٌة الحك)‪ ،‬منشورات الحلبً الحمولٌة‪ ،‬لبنان‪.0212 ،‬‬

‫ثانٌا‪ :‬المحاضرات‬

‫وهاب حمزة‪<،‬ملخض لمحاضراث المدخل للعلىم القانىنيت (نظريت الحق) >‪( ،‬مطبىعت غير منشىرة)‪ ،‬كليت الحقىق و العلىم السياسيت‪،‬‬ ‫‪.1‬‬
‫جامعت العربي بن مهيدي‪ ،‬أم البىاقي‪.0202 ،‬‬
‫ٌاحً مرٌم‪ ،‬محا رات فً نظرٌة الحك‪ ،‬ملماة على طلبة السنة أولى حموق‪ ،‬كلٌة الحموق والعلوم السٌاسٌة‪ ،‬جامعة دمحم بو ٌاف‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫المسٌلة‪.0217/0218 ،‬‬

‫ثالثا‪ :‬النصوص القانونٌة‬


‫‪ -2‬الدساتٌر‬
‫مرسوم رباسً رلم ‪ ،110-02‬الملرخ فً ‪ 52‬دٌسمبر ‪ٌ ،0202‬تعلك بتعدٌل الدستور‪ ،‬ج ر عدد ‪ ،80‬صادرة فً ‪ 52‬دٌسمبر‬ ‫‪‬‬
‫‪ ،0202‬معدل و متمم‪.‬‬

‫‪ -2‬األوامر والمراسٌم‬

‫أمر رلم ‪ ،98-99‬المورخ فً ‪ 02‬رم ان عام ‪ ،1579‬الموافك لـ ‪ 12‬جوٌلٌة ‪ ،1799‬المت من المانون المدنً‪ ،‬معدل و متمم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫رابعا‪ :‬المراجع اإللكترونٌة‬


‫لٌن ٌحٌى لادري‪ ،‬مصادر الحك‪ ،‬جوان ‪ ،0201‬تم اإلطالع علٌه بتارٌخ ‪ 16‬مارس ‪ ،0205‬على الساعة ‪ 00:52‬سا‪ ،‬فً المولع‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪https://Wadaq.info/.com‬‬

‫‪10‬‬
‫الفهرس‬

‫‪01‬‬ ‫ملدمة‬

‫‪20‬‬ ‫املبحث الأول‪ :‬الواكعة اللانونية مكصدر للحق‬

‫‪20‬‬ ‫املطلب الأول‪ :‬اللانون و الوكائع الطبيعية مكصدر للحق‬

‫‪20‬‬ ‫الفرع الأول‪ :‬اللانون وحده مصدر للحق‬

‫‪20‬‬ ‫لفرع الثاين‪ :‬الوكائع الطبيعية مصدر للحق‬

‫‪20‬‬ ‫أأوال‪ :‬واكعة امليالد‬

‫‪20‬‬ ‫اثنيا‪ :‬واكعة الوفاة‬

‫‪20‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬الوكائع اليت من فعل االإنسان "الوكائع املادية"‬

‫‪20‬‬ ‫الفرع الأول‪ :‬الفعل النافع "االإثراء بال سبب"‬

‫‪20‬‬ ‫أأوال‪ :‬ادلفع غري املس تحق‬

‫‪20‬‬ ‫اثنيا‪ :‬الفضاةل‬

‫‪25‬‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬الترصف اللانوين مكصدر للحق‬

‫‪25‬‬ ‫املطلب الأول‪ :‬مفهوم الترصف اللانوين‬

‫‪25‬‬ ‫الفرع الأول‪ :‬تعريف الترصف اللانوين‬

‫‪25‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬أأنواع الترصف اللانوين‬

‫‪25‬‬ ‫أأوال‪ :‬املعيار املادي‬

‫‪20‬‬ ‫‪ -1‬الترصفات املنش ئة‬

‫‪20‬‬ ‫‪ -0‬الترصفات اللانونية الاكشفة‬

‫‪20‬‬ ‫اثنيا‪ :‬املعيار الغايئ‬

‫‪20‬‬ ‫‪ 1‬الترصف بعوض و الترصف عىل سبيل التربع‬

‫‪20‬‬ ‫‪ 0‬الترصفات النافعة و الترصفات الضارة و الترصفات الواكعة بني النفع و الرضر‬

‫‪20‬‬ ‫اثلثا‪ :‬املعيار الوضعي‬

‫‪20‬‬ ‫‪ 1‬الترصفات امجلاعية‬

‫‪20‬‬ ‫‪ 0‬الترصفات املنفردة‬

‫‪11‬‬
‫‪27‬‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬رشوط الترصف اللانوين وأاثره‬

‫‪27‬‬ ‫الفرع الأول‪ :‬رشوط الترصف اللانوين‬

‫‪27‬‬ ‫الفرع الثاين‪ :‬أاثر الترصف اللانوين‬

‫‪27‬‬ ‫أأوال‪ :‬مبد أأ أأن العلد رشيعة املتعاكدين‬

‫‪20‬‬ ‫اثنيا‪ :‬مبدا نسبية العلد‬

‫‪20‬‬ ‫خامتة‬

‫‪12‬‬ ‫كامئة املراجع‬

‫‪11‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪12‬‬

You might also like