You are on page 1of 70

‫[‪]Tapez ici‬‬

‫القانون اإلداري لألموال‬


‫الكتاب األول‬
‫أمالك الذوات العمومية‬
‫األستاذة نهى الشواشي‬

‫فهرس املواد‬
‫تقديم‬
‫محتوى الكتاب‬
‫قائمة الرموز‬
‫مراجع‬
‫قدمة ّ‬
‫عامة ‪:‬‬ ‫م ّ‬
‫تمهيد ‪ :‬القانون اإلداري لألموال و عالقته بمواضيع القانون اإلداري‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬مفهوم المال‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬عالقة الذوات العمومية بالمال‪ :‬ملكية الذوات العمومية للمال‬
‫الفقرة الثالثة ‪:‬الذوات العمومية التي يرجع لها المال‬
‫◄ مفهوم الذوات العمومية‬
‫♣ الدولة‬
‫♣ الجماعات املحلية‬
‫♣ املؤسسات العمومية اإلدارية واملؤسسات العمومية غير اإلدارية التي لها صفة املنشأة العمومية والتي‬
‫ليست لها صفة املنشأة العمومية)‬
‫♣ الهيئات العمومية املستقلة‬
‫◄ إقصاء ممتلكات الذوات العمومية من مجال تطبيق مجلة الحقوق العينية‬
‫الفقرة الرابعة ‪ :‬مصادر القانون اإلداري لألموال‬

‫الجزء األول‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫امللك العام للذوات العمومية‬


‫تمهيد ‪ :‬مكونات األموال الراجعة للذوات العمومية ‪ :‬امللك العام و امللك الخاص‬
‫◄ أوجه التشابه والتقارب بين امللك العمومي وامللك الخاص‬
‫◄ التمييز بين امللك العام وامللك الخاص ّ‬
‫يمر عبر تعريف امللك العام‬
‫◄ آثار التمييز بين امللك العام وامللك الخاص‬

‫الفصل األول ‪ :‬تعريف الملك العام‬

‫املبحث األول ‪ :‬تمييزامللك العام عن امللك الخاص (معاييرالتمييز)‬


‫فقرة ‪ -1‬نشأة فكرة الملك العام‬
‫فقرة ‪ -2‬مفهوم الملك العمومي في النظريات الفقهية‬
‫فقرة ‪ -3‬مفهوم الملك العام في القانون الوضعي التونسي‬
‫أ‪ -‬تمييز الملك العام عن الملك الخاص في التشريع‬
‫الملك العام بطبيعته ‪ :‬مدى القابلية للتملك من قبل الخواص؟‬
‫‪ -1‬مكونات الملك العام المندرجة ضمن أمر ‪1885‬‬
‫♣ الملك العمومي البحري و ملحقاته‬
‫♣ الملك العمومي للمياه و ملحقاته‬
‫♣ الملك العمومي للمواصالت و ملحقاته‬
‫♣ الملك العمومي العسكري‬
‫‪ -2‬مكونات الملك العام الخارجة عن أمر ‪1885‬‬
‫♣ التراث األثري و الثقافي و الطبيعي‬
‫♣ المساجد‬
‫♣ األرشيف‬
‫♣ فضاءات األنشطة االقتصادية (المناطق االقتصادية الحرة سابقا)‬
‫♣ الترددات الرادوية؟‬
‫♣ الطرقات و المساحات الخضراء (‪)catu‬‬
‫♣ مجلة الجماعات المحلية‬
‫ب‪ -‬معايير تمييز الملك العام عن الملك الخاص في فقه القضاء‬
‫‪ -‬التخصيص لالستعمال المباشر من قبل العموم‬
‫‪ -‬التخصيص لمرفق عام‬
‫‪ -‬معيار التهيئة الخاصة‬

‫فقرة ‪ -4‬مكونات الملك العام‬


‫[‪]Tapez ici‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬آثارالتمييزبين امللك العام وامللك الخاص للذوات العمومية ‪:‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬النظام القانوني للملك العام‬


‫املبحث األول ‪ :‬تحديد امللك العام و نظام العالقات مع األجوار‬
‫الفقرة األولى‪ :‬إجراءات تحديد الملك العمومي‬
‫أ‪ -‬تحديد امللك العمومي الطبيعي‬
‫فتح أعمال التحديد‬ ‫‪-1‬‬
‫لجنة تحديد امللك العمومي‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -3‬إجراءات تحديد امللك العمومي‬
‫♣ إشهارأعمال التحديد‬
‫♣ معاينة الحدود‬
‫♣ رسم املثال التشخيص ي و صياغة التقرير الوقتي‬
‫♣ مرحلة تقديم االعتراضات‬
‫♣ دراسة اللجنة العتراضات املواطنين‬
‫♣ تقريراللجنة و اقتراح أمرالتحديد ‪:‬‬
‫♣ تجميد الوضعية املادية للعقارات املجاورة للملك العمومي‬
‫♣ صدورأمر التحديد‪:‬‬
‫‪-‬أمرالتحديد و حق امللكية‬
‫‪ -‬إمكانية الطعن فيه بتجاوزالسلطة‬
‫‪-‬فتح إمكانية التعويض ‪:‬‬
‫‪ -4‬إمكانية تغييرالتحديد؟‬
‫ب‪ : -‬تحديد امللك العمومي االصطناعي‬
‫‪ -1‬األعمال القانونية املتخذة لتحديد امللك العام االصطناعي‬
‫‪ -2‬أمثلة التصفيف و أمثلة التهيئة العمرانية‬
‫‪ -3‬القرارات الفردية للتصفيف‬
‫ت‪ -‬إجراءات تحديد امللك العام االصطناعي‬
‫ج‪ -‬آثارتحديد امللك العام االصطناعي‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬نظام عالقات الجوار مع الملك العمومي‬
‫أ‪ -‬تسهيالت الطرق‬
‫ب‪ -‬الرتفاقات اإلدارية‬
‫تعريف االرتفاقات اإلدارية‬ ‫‪-1‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫أصناف االرتفاقات اإلدارية‬ ‫‪-2‬‬


‫♣ االرتفاقات التي ينتج عنها التزام بعدم فعل ش يء معين (أمثلة) ‪:‬‬
‫♣ االرتفاقات التي ينتج عنها التزام بعدم عرقلة فعل معين (أمثلة)‪:‬‬
‫♣ االرتفاقات التي ينتج عنها التزام بفعل ش يء معين (أمثلة)‪:‬‬
‫‪ -3‬آثار االرتفاق‬
‫♣ هل يمكن رفع دعوى لطلب إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه؟‬
‫♣ االرتفاق وحق امللكية‬
‫♣ التعويض عن االرتفاقات اإلدارية‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬حماية امللك العام‬
‫الفقرة األولى المبادئ الحمائية ‪:‬‬

‫أ‪ -‬عدم قابلية الملك العام للتفويت‬


‫ب‪ -‬عدم قابلية الملك العام للتقادم المكسب‬
‫ج عدم قابلية الملك العام للعقلة‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬شرطة المحافظة على الملك العمومي‬


‫املبحث الثالث ‪ :‬استعمال واستغالل امللك العام‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬االستعمال الجماعي للملك العام‬

‫أ‪ -‬مبادئ االستعمال الجماعي للملك العام‬

‫الفقرة الثانية االستعمال الفردي للملك العام‬


‫أ‪ -‬نظام الترخيص في اإلشغال الوقتي للملك العمومي‬
‫ب‪ -‬نظام التعاقد في الملك العام‬
‫‪ -1‬عقد اإلشغال الوقتي على الملك العمومي‬
‫‪ -2‬عقد اللزمة على الملك العمومي‬

‫المقدمة‬
‫يُعتبر القانون اإلداري لألموال امتدادا لمادة القانون اإلداري العام باعتبار ان موضوع هذه المادة يتمثل في‬
‫الوسائل او الموارد المادية التي تمتلكها الدولة; والتي تمكنها من االضطالع بمهامها خدمة للمصلحة العامة‪.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫إذ من الضروري أن تتمتّع الذوات العمومية بموارد مادية حتى تتمكن من تحقيق وإنجاز المهام الموكولة‬
‫إليها في إطار عملها من اجل تحقيق المصلحة العامة‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار تتمتع الدولة بالموارد البشرية (الموظفون العموميون) والتي يُعنى قانون الوظيفة العمومية‬
‫بدراستها و بموارد مادية تتمظهر في مجموع األموال والمكتسبات )‪ les biens‬وخاصة األموال العقارية‬
‫والتي تُس ّمى أمالك الذوات العمومية ‪ .le domaine des personnes publiques‬إال ان موارد‬
‫الدولة المادية ال تقتصر على األمالك العمومية بنوعيها العام والخاص بل نجدها تقوم بتثمين أموالها من‬
‫خالل القيام باالشغال العمومية العقارية من أجل المصلحة العامة‪ ،‬كما نُضيف إلى ذلك قدرة الدولة على‬
‫تدعيم رصيدها من األموال إما بالطرق ا لرضائية أو بالطرق الجبرية وذلك من خالل االنتزاع من أجل‬
‫المصلحة العمومية والذي يعتبر صالحية هامة من صالحيات السلطة العامة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة الى ان مجموع األموال التي هي على ملك الدولة هي موضوع اعتبارات سياسية واقتصادية‬
‫هامة‪ ،‬فثراء األشخاص العموميون باعتبارهم مالكين وقادرين على القيام بأشغال عقارية بمبالغ مالية‬
‫ضخمة سيكون دليال على الصحة الجيدة لإلقتصاد ومجال األعمال في القطاع العمومي أو العكس‪,‬‬
‫عند دراسة مادة القانون اإلداري لالموال البد أن ال تغيب عن فكر الدارس ثالث أفكار رئيسية وهي‪:‬‬
‫‪ -‬فكرة تعريف الملك العام من خالل معيار التخصيص لفائدة المصلحة العامة‬
‫‪ -‬فكرة المصلحة العامة المرتبطة باالنتزاع‬
‫‪ -‬فكرة المنفعة العامة في تعريف األشغال العمومية‬
‫ننطلق في إطار دراسة مادة القانون اإلداري لألموال بتعريف موضوع هذه المادة والمتمثّل في مجموع‬
‫القواعد القانونية التي تحكم األموال الراجعة للذوات العمومية والتي تستعملها لتحقيق مهامها وتتمثل في‬
‫جملة قواعد القانون اإلداري المنطبقة على اكتساب هذه األمالك والتصرف فيها والمحافظة عليها وحمايتها‬
‫واستعمالها‪.‬‬
‫لكن وقبل التعرض الى مختلف القواعد القانونية التي تحكم األموال الراجعة للذوات العمومية البد من‬
‫التعرف على المقصود بالمال‪.‬‬
‫ّ‬

‫فقرة أولى ‪ :‬تعريف المال‬


‫ورد تعريف المال في العنوان األول "المال بوجه عام" و صلب الفصل األول من الكتاب األول من مجلة‬
‫الحقوق العينية وقد جاء فيه ‪ ":‬المال هو كل شيء غير خارج عن التعامل بطبيعته أو بحكم القانون ومن‬
‫‪1‬‬
‫شأنه أن يكون موضوع حق ذي قيمة نقدية "‬

‫‪ 1‬و يمثل هذا الفصل تضمينا لما ورد بالفصل ‪ 1598‬من المجلة المدنية الفرنسية‪.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫وينقسم المال حسب الفصل الثاني من مجلة الحقوق العينية إلى عقار ومنقول‪.‬‬
‫أما العقار فهو كل شيء ثابت في مكانه ال يمكن نقله منه دون تلف‪ .‬وأما المنقول فينقسم إلى‪:‬‬
‫‪ -‬منقوالت بطبيعتها‪ " :‬تعد منقوالت بطبيعتها األجسام التي يمكن انتقالها من مكان آلخر سواء انتقلت‬
‫بنفسها أو بمفعول قوة أجنبية عنها‪( ".‬لفصل ‪ 14‬م‪ .‬ح‪ .‬ع(‬
‫‪ -‬منقوالت بحكم القانون‪ :‬الفصل ‪ 15‬م‪ .‬ح‪ .‬ع ‪ " :‬تعد منقوالت بحكم القانون االلتزامات والحقوق‬
‫العينية والدعاوى المتعلقة بالمنقول و الحصص و األسهم والرقاع في مختلف الشركات و إن كانت‬
‫هذه الشركات مالكة عقارات‪".‬‬
‫و تتناول مجلة الحقوق العينية باستفاضة الحقوق العينية أي الحقوق التي يكون موضوعها المال عقارا أو‬
‫منقوال ونذكر منها‪ 2‬حق الملكية و هي حسب الفصل ‪ 17‬م‪ .‬ح‪ .‬ع‪ ... " : .‬الحق الذي يخول صاحب الشيء‬
‫وحده استعماله واستغالله و التفويت فيه‪ ".‬وحق االنتفاع‪ :‬و هو حسب ال فصل ‪ 142‬م‪ .‬ح‪ .‬ع‪... " : .‬‬
‫الحق في استعمال شيء على ملك الغير واستغالله مثل مالكه لكن بشرط حفظ عينه‪".‬‬
‫فقرة ثانية‪ :‬عالقة الذوات العمومية بالمال ‪ :‬ملكية الذوات العمومية للمال‬
‫تطرح مسألة الملكية العمومية مشكل العالقة القانونية التي تربط بين الذات العمومية و المال ‪ :‬فهل هي‬
‫عالقة ملكية؟ وهل للذات العمومية صفة المالك على المعنى المدني الوارد في مجلة الحقوق العينية‪ ،‬وبعبارة‬
‫أخرى هل للذوات العمومية حق الملكية على أموالها؟ أي " الحق الذي يخول صاحب الشيء وحده استعماله‬
‫واستغالله والتفويت فيه"؟‬
‫لقد نفى بعض الفقهاء خالل القرن التاسع عشر وحتى بداية القرن العشرين إمكانية تمتع الذوات العمومية‬
‫بحق الملكية على الملك العام على اعتبار أن مبدأ عدم قابلية الملك العمومي للتفوي ت يخالف احد المكونات‬
‫األساسية لحق الملكية أال وهو الحق في التصرف‪ l’abusus‬وهو ما يعني بالنسبة لهم ان الذوات العمومية‬
‫ليس لها إال تمارس حق الحراسة او الحفظ على هذا الملك‪ ،‬كما ان تخصيصه للمصلحة العامة يتعارض‬
‫مع التفويت فيه‪ .‬لكن الفقيه ‪ Hauriou‬انتقد هذا الحل معتبرا ان عدم قابلية الملك العام للتفويت يتعلق ال‬

‫‪ 2‬حق االستعمال أو حق السكنى‪ :‬و تنظمه الفصول من ‪ 161‬إلى ‪ 164‬من م‪ .‬ح‪ .‬ع‪.‬‬
‫‪ -‬حقوق االرتفاق و حق االرتفاق حسب الفصل ‪ 165‬من م‪ .‬ح‪ .‬ع‪ .‬هو ‪ " :‬حق مرتب على عقار لفائدة عقار آخر يملكه شخص‬
‫غير مالك العقار األول"‬
‫‪ -‬التأمينات العينية‪ :‬وتمثل أسبابا قانونية في تفضيل بعض الدائنين على بعض و هي‪ :‬االمتياز و الرهن و حق الحبس (الفصل‬
‫‪ 193‬من م‪.‬ح‪ .‬ع‪).‬‬
‫االمتياز و " االمتياز حق عيني يعطيه القانون في تفضيل بعض الدائنين على بعض للخالص من مكاسب المدين نظرا لصفة‬
‫ديونهم‪( ".‬الفصل ‪ 194‬من م‪ .‬ح‪ .‬ع‪).‬‬
‫الرهن وهو " ‪ ...‬عقد يخصص بموجبه المدين أو من يقوم مقامه شيئا منقوال أو عقارا أو حقا مجردا لضمان الوفاء بالتزام‬
‫و يخول للدائن الحق في استيفاء دينه من ذلك الشيء قبل غيره من الدائنين إذا لم يوف له المدين بما عليه‪( ".‬الفصل ‪201‬‬
‫من م‪ .‬ح‪ .‬ع‪).‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫بوجود هذا الحق بل بممارسته وطريقة استعماله‪ ،‬فهذا الحق موجود وتتمتع به الذوات العمومية على الملك‬
‫العام ولكنه يخضع لنظام قانوني مختلف تماما عن نظام الملكية في القانون المدني‪.‬‬
‫ويرى ‪ Hauriou‬أن حق الملكية يمكن أن يوجد دون أن يرتبط بالمعنى المدني‪ ،‬فيمكن تخيل وجود ملكية‬
‫إدارية لها نظام خاص استثنائي يختلف عن نظام الملكية في القانون المدني‪.‬‬
‫كما اعتبر البعض أن مبدأ عدم القابلية للتفويت ال يمنع في الواقع التفويت في األمالك العمومية‪ ،‬فالذوات‬
‫العمومية يمكنها أن تقوم بإخراج الملك من دائرة الملك العام إلى دائرة الملك الخاص‪ ،‬وعندها يصبح من‬
‫تفوت كما هو الشأن بالنسبة ألمالك الخواص‪.‬‬
‫الممكن التفويت فيه ّ‬
‫و ما يمكن االنتهاء إليه اليوم هو استقرار الرأي سواء في فقه القضاء أو في القانون الوضعي على تمتع‬
‫الذوات العمومية بحق الملكية على الملك العمومي‪.‬‬
‫أ‪ -‬تدعيم فكرة ملكية الذوات العمومية على الملك العام في القانون التونسي‬
‫تدّعمت فكرة ملكية الذوات العمومية وبالتحديد ملكية الدولة والجماعات المحلية صلب الفصل ‪ 16‬من‬
‫مجلة الحقوق العينية والذي جاء فيه‪" :‬تخضع األموال العامة أو الخاصة الراجعة للدولة وللجماعات‬
‫المحلية إلى القوانين الواردة في شأنها"‪.‬‬

‫كما جاء بالفصل ‪ 121‬من قانون البلديات عدد ‪ 33‬لسنة ‪ 1975‬بتاريخ ‪ 14‬ماي ‪ 1975‬والذي ت ّم إلغاؤه‬
‫ضمنيا بمجلة الجماعات المحلية الصادرة بتاريخ ‪ 9‬ماي ‪": 2018‬تدخل في الملك العمومي البلدي ‪:‬‬

‫‪ -‬قطع األرض التي هي على ملك البلدية والتي وقع استعمالها قانونا أو فعال كشوارع أو ساحات أو حدائق‬
‫عمومية او طرقات باستثناء طرقات المسافات الطويلة والمتوسطة التي تتولى الدولة إحداثها وتعهدها‪"...‬‬

‫اما الفصل ‪ 69‬من مجلة الجماعات المحلية الصادرة بتاريخ ‪ 9‬ماي ‪ 2018‬فقد جاء معبّرا بوضوح عن‬
‫فكرة ملكية الجماعات المحلية بالقول‪" :‬ت ُعد ملكا عموميا محليا كل العقارات والمنقوالت التي يعتبرها‬
‫صصة الستعمال العموم مباشرة أو لمرفق‬
‫القانون ملكا عموميا الراجعة ملكيتها للجماعات المحلية والمخ ّ‬
‫عام والتي ت ّمت تهيئتها تهيئة خاصة للغرض‪".‬‬
‫ب‪ -‬تدعيم فكرة ملكية الذوات العمومية على الملك العام في فقه القضاء التونسي‬
‫بالرجوع الى فقه قضاء المحكمة اإلدارية نتبيّن أن هذه األخيرة قد دعّمت فكرة ملكية الذوات العمومية من‬
‫خالل جملة من القرارات و األحكام نذكر من بينها ‪:‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫قرار المحكمة اإلدارية‪ ،‬عدد ‪ ،183‬بتاريخ ‪ 10‬جويلية ‪ ،1980‬عبد العزيز التومي و من معه ضد وزير‬
‫التجهيز واإلسكان‪ ،‬ورئيس بلدية أريانة والرئيس المدير العام للوكالة العقارية للسكنى‪( 3،‬المجموعة‪،‬‬
‫ص‪ .)298-290‬و قد عبّرت المحكمة عن موقفها فيما يتعلق بملكية األرض موضوع النزاع وأجابت عن‬
‫عن طلبات المدعين الرامية إلى إلغاء مقررات التفويت في الساحة موضوع التداعي الصادرة عن وزير‬
‫التجهيز والرئيس المدير العام للوكالة العقارية للسكنى بدعوى أنها ملك عام بالنظر إلى استعمالها من‬
‫طرف البلدية كساحة عمومية و بذلك يحجر التفويت فيها تطبيقا للفصل ‪ 3‬من األمر المؤرخ في ‪ 24‬سبتمبر‬
‫‪ 1885‬والفصل ‪ 122‬من القانون عدد ‪ 33‬المؤرخ في ‪ 14‬ماي ‪ُ ...1975‬مؤ ّكدة أنّه ‪:‬‬

‫"حيث يدعي العارضون أن أرض النزاع ملك عمومي على معنى األمر المؤرخ في ‪ 24‬سبتمبر ‪1885‬‬
‫و القانون عدد ‪ 33‬المؤرخ في ‪ 14‬ماي ‪( 1975‬الفصل ‪ 121‬منه)‪،‬‬
‫لكن حيث يتبين من أوراق الملف أن هذه األرض كانت على ملك الدولة الخاص مرسمة تحت عدد ‪520‬‬
‫من الرسم العقاري عدد ‪ 4958‬وقد وقع التفويت فيها لفائدة الوكالة العقارية للسكنى ثم اشترتها الشركة‬
‫العقارية "البيت العصري‪،‬‬
‫" وحيث ولئن نازع محامي المدعين بكون القطعة المذكورة هي ملك عام بدعوى أنه وقع تخصيصها من‬
‫طرف بلدية أريانة كساحة عمومية واستعملت لهذا الغرض حسب ما يتبين من محضر المعاينة المحرر‬
‫من طرف عدل التنفيذ في ‪ 13‬أفريل ‪ 1977‬إال أن الفصل ‪ 121‬من القانون عدد ‪ 33‬المؤرخ في ‪14‬‬
‫ماي ‪ 1975‬يشير إلى األراضي التي هي على ملك البلدية و المستعملة كساحات عمومية لذا فال يمكن‬
‫اعتبار أرض النزاع ملكا عموميا راجعا إما للدولة بمقتضى األمر المؤرخ في ‪ 24‬سبتمبر ‪ 1885‬و إما‬
‫للبلدية عمال بالفصل ‪ 121‬من القانون المذكور‪.‬‬
‫ويتعين تأسيسا على ما تقدم رفض هذه الطلبات‪"...‬‬

‫وفي حكم ابتدائي صادر عن المحكمة اإلدارية تحت عدد ‪ 1/13320‬بتاريخ ‪ 7‬جويلية ‪ ،2010‬محمود‬
‫وعبد العزيز وعلي أبناء أحمد محلة ضد رئيس بلدية قصور الساف‪ ،‬عبّر القاضي اإلداري عن نفس‬
‫الموقف‪ .‬تعلّقت الدعوى في هذه القضية بالطعن باإللغاء في قرار الرفض الضمني المتولد عن عدم اتخاذ‬
‫رئيس بلدية قصور الساف اإلجراءات والتدابير الكفيلة باسترجاع الممر المستولى عليه من قبل المدعو‬

‫ت ّم تقديم عريضة الدعوى من طرف األستاذ م م نيابة عن المدعين المسجلة بكتابة المحكمة في ‪ 15‬جوان ‪ 1977‬والمتضمنة أن‬ ‫‪3‬‬

‫منوبيه يملكون محالت سكنى بحي المنزه الخامس المعروف سابقا بكرنوا متاخمة لساحة عمومية تعرف بساحة الموحدين و هي القطعة‬
‫عدد ‪ 520‬من المقسم‪ .‬و قد وقع التفويت فيها إلى الوكالة العقارية للسكنى التي باعتها بدورها إلى الشركة العقارية "البيت العصري"‬
‫بعد تقسيمها قصد إقامة محالت للسكنى بها و قد تم لها الترخيص لها في ذلك من طرف البلدية‪.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫فتحي النيفر وتمكين األجوار من استعماله من جديد للوصول إلى شاطئ البحر‪ ،‬باالستناد إلى مخالفة ذلك‬
‫القرار ألحكام الفصل ‪ 121‬من القانون األساسي للبلديات التي اقتضت أن القطع المستعملة كطرقات قانونا‬
‫أو فعال تدمج حاال بالملك العمومي البلدي وتصبح غير قابلة للتداول أو اإلحالة للغير بأي وجه كان‪.‬‬

‫أجابت المحكمة عن هذا الطعن معتبرة أنّه "وحيث ّ‬


‫نص الفصل ‪( 121‬قديم) من القانون األساسي للبلديات‪،‬‬
‫المنطبق على النزاع الراهن ‪ ،...‬على أنه تدخل في الملك العمومي البلدي ‪ - :‬قطع األرض التي هي على‬
‫ملك البلدية و التي وقع استعمالها قانونا أو فعال كشوارع أو ساحات أو حدائق عمومية او طرقات باستثناء‬
‫طرقات المسافات الطويلة و المتوسطة التي تتولى الدولة إحداثها وتعهدها‪"...‬‬

‫"وحيث ال يكفي لتطبيق مقتضيات الفصل ‪( 121‬قديم) و اعتبار الممر المتنازع بشأنه ملكا عموميا بلديا‬
‫مجرد استعماله قانونا أو فعال كشارع أو مسلك بل يجب أيضا أن يكون ذلك الممر ملكا للبلدية و هو ما‬
‫لم يثبت في قضية الحال‪.‬‬

‫وحيث طالما لم تثبت ملكية البلدية للممر موضوع النزاع عبر إداراجه كطريق عمومية بمثال التهيئة‬
‫المنطبق على المنطقة‪ ،‬فإنه ال تثريب على رئيس البلدية المدعى عليها حينما لم يبادر باتخاذ التدابير الكفيلة‬
‫بردع عملية االعتداء عليه ‪ ،...‬األمر الذي تغدو معه دعوى الحال غير قائمة على دعامة قانونية سليمة‬
‫وتكون بالتالي حرية بالرفض"‪.‬‬

‫أقر مجلس الدولة الفرنسي كذلك ملكية الذوات العمومية على ملكها العام بمناسبة قراره‬
‫وفي فرنسا‪ّ ،‬‬
‫الصادر في ‪ 23‬جويلية ‪.Commune de Saint Gaudens 4 1974‬‬
‫وبناء على ما سبق بيانه تكون الذوات العمومية التي نص عليها القانون متمتّعة بالحق في أن تكون مالكة‬
‫للمال‪ .‬لكن هل تعترف النصوص القانونية لكل الذوات العمومية بحقها في الملكية؟‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬الذوات العمومية التي يرجع لها المال‬

‫تُعتبر الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية اإلدارية وغير اإلدارية والهيئات العمومية المستقلة‬
‫والهيئات المهنية أشخاص القانون العام وهو ما يُؤ ّهلها ألن تكون لها ذ ّمة مالية وأن تتمتع بحق الملكية‪.‬‬
‫نص على عبارة "األموال الراجعة للدولة‬ ‫ويتدّعم هذا القول بما ورد صلب الفصل ‪ 16‬من م‪.‬ح‪.‬ع‪ .‬والذي ّ‬
‫والجماعات العمومية المحلية"‪ .‬لكن ما نالحظه هو أن هذا الفصل اقتصر على ذكر الدولة والجماعات‬
‫المحلية دون بقية الذوات العمومية األخرى‪ ،‬وهو ما يدفعنا لإلجابة عن سبب هذا الحصر‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪C. E., 23.07.1974, Commune de Saint Gaudens :« (la commune) en sa qualité de propriétaire (de‬‬
‫‪son) domaine public », publié au recueil LEBON‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫يبدو هذا التضييق غير متوافق تماما مع القانون الوضعي التونسي وخاصة مع الدستور القديم دستور‬
‫(‪1‬جوان ‪ )1959‬والذي كان يكرس وجود ذوات عمومية أخرى هي المؤسسات العمومية صلب فصله‬
‫‪ ،34‬والتي تُعتبر قادرة على امتالك أجزاء من األموال العمومية‪ .‬كما ال يتوافق هذا الفصل مع دستور‬
‫‪ 27‬جانفي ‪ 2014‬الذي ذكر المؤسسات العمومية صلب فصله ‪.65‬‬
‫إن ما يُفسّر هذا التضييق في ذكر الذوات العمومية التي يرجع لها المال هو‪:‬‬

‫ّأوال ‪ :‬أن الدولة هي الذات العمومية االصلية وهي التي تقوم بإحداث الذوات العمومية المتفرعة عنها أو‬
‫الثانوية تستمد هذه األخيرة كيانها من إرادة الدولة ال سيما في إطار الدولة الموحدة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إن المبدأ هو أن كل األموال غير الراجعة للخواص هي في األصل أموال الدولة أي الذات العمومية‬
‫األصلية‪ ،‬أما الذوات العمومية الثانوية فتصبح مالكة بإرادة من الدولة ذاتها وتأخذ هذه اإلرادة أشكاال‬
‫مختلفة‪ .‬إذ يمكن أن تأخذ هذه اإلرادة الشكل التشريعي‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للجماعات المحلية التي‬
‫أسندت لها النصوص المتعلقة بها رصيدا من األموال وخاصة العقارات‪ .‬كما يمكن أن تأخذ هذه اإلرادة‬
‫شكل القرار اإلداري‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للمؤسسات العمومية‪ ،‬وذلك من خالل التخصيص‬
‫‪ l’affectation‬أو التفويت ‪ la cession‬أو االنتزاع لفائدتها ‪l’expropriation pour cause‬‬
‫‪ .d’utilité publique‬ولعل انفراد الدولة بصالحية االنتزاع من اجل المصلحة العمومية يوضح الصبغة‬
‫المبدئية لتملك الدولة‪ ،‬إال أن هذا ال ينفي تمتّع مختلف الذوات العمومية األخرى بأهلية التملك بحكم تمتّعها‬
‫بالشخصية المعنوية التي تفترض وجود ذمة مالية مستقلة‪.‬‬
‫على أننا ال يجب أن نغفل هنا عن أن الذوات العمومية الثانوية خاضعة قانونا إلشراف الدولة في كل‬
‫تصرفاتها بما في ذلك المالية منها‪ ،‬من ذك مثال أنها ال تستطيع قبول الهبات إال بعد مصادقة الدولة‪.‬‬
‫لكن هل يمكن للمؤسسات العمومية غير اإلدارية ان تكون مالكة للمال؟‬
‫طرح هذا االشكال بالنسبة لملكية المؤسسات العمومية غير اإلدارية في فرنسا ‪ :‬وفي مرحلة أولى ‪ :‬لم‬
‫يكن فقه القضاء الفرنسي يقبل فكرة امتالك المؤسسات العمومية لملك عام ونذكر في هذا اإلطار قرار‬
‫مجلس الدولة *‪C.E. Société Lyonnaise, 19 mars 1956‬‬
‫وقد حاول بعض الفقهاء تفسير اقتصار المؤسسات العمومية على ملك خاص فقط بالربط بين الملك العام‬
‫وسلطة الضبط المتعلقة بحمايته على اعتبار أن المؤسسات العمومية غير معترف لها بسلطة ممارسة‬
‫الضبط اإلداري‪.‬‬
‫لكن هذا التبرير لم يكن مقنعا‪ ،‬و تم العدول عن الموقف الذي يميز بين المؤسسات العمومية والجماعات‬
‫العمومية بمقتضى حكم ابتدائي صادر سنة ‪ 1979‬عن المحكمة اإلدارية االبتدائية بباريس‪*.‬‬
‫كما تم تأكيد هذا الموقف في قرار مبدئي صادر عن مجلس الدولة ‪:‬‬
‫*‪C. E. 23 octobre 1998, Électricité de France‬‬
‫حيث اعتبر مجلس الدولة أن أموال المؤسسات العمومية يمكن أن تندرج ضمن الملك العام‪ ،‬سواء كانت‬
‫مؤسسات عمومية إدارية أو ذات صبغة صناعية وتجارية‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة أن االعتراف للمؤسسات العمومية الصناعية والتجارية بإمكانية اكتساب ملك عام يبدو‬
‫غريبا بحكم أنه يصعب التوفيق بين متطلبات التصرف التجاري ونظام الملك العام بما يشمله مثال من عدم‬
‫القابلية للتفويت‪ .‬لكن حسب مجلس الدولة في هذا القرار‪ ،‬فإن األمر يتوقف على إرادة المشرع‪ ،‬فإذا نص‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫هذا األخير على قواعد ال تتالءم مع نظام الملك العام‪ ،‬فإن األموال المعنية تعتبر داخلة في الملك الخاص‬
‫للمؤسسة العمومية و إن توفرت به شروط الملك العام‪*.‬‬

‫أما على المستوى العملي‪ ،‬فيقع إما ‪ le déclassement‬االخراج أو وضع الملك العام الراجع للدولة‬
‫على ذمة المؤسسات العمومية دون إحالة ملكيته إليها ‪:‬‬
‫ف ي تونس تبقى هذه المسألة متوقفة على إرادة المشرع ومثال ذلك السكك الحديدية ‪:‬‬
‫إذ جاء بالفصل األول من القانون عدد ‪ 90‬لسنة ‪ 1998‬المؤرخ في ‪ 2‬نوفمبر ‪ 1998‬المتعلق بالشركة‬
‫الوطنية للسكك الحديدية التونسية‪:‬‬
‫"تتولى الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية استغالل شبكة السكك الحديدية و بصفة عامة التصرف‬
‫في مختلف الممتلكات التي وضعتها الدولة على ذمتها بمقتضى لزمة و ذلك بهدف تامين نقل المسافرين‬
‫و البضائع بواسطة السكة الحديدية‪"...‬‬
‫الفصل ‪: 2‬‬
‫"تمنح الدولة للشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية بموجب اتفاقية لزمة‪ ،‬المنشآت الثابتة والسكك‬
‫وتوابعها ومرفقاتها وخاصة المحطات والورشات والمستودعات وكذلك مجموع األراضي التابعة للملك‬
‫العمومي للسكة الحديدية المخصصة أو التي سيقع تخصيصها الستغالل الشبكة الحديدية‪"...‬‬

‫♣ نفس التمشي بالنسبة لشبكة التطهيروالشبكة الكهربائية‬


‫◄ الذوات العمومية فقط يمكنها امتالك أموال عمومية‬

‫❖ وهنا من الضروري االنتباه إلى تغير الشكل القانوني للمؤسسات العمومية خاصة‪ ،‬حيث ان تحول‬
‫مؤسسة عمومية إلى شركة خاصة من شأنه أن يحول كل أموالها إلى امالك خاصة‪.‬‬
‫(مثال الديوان الوطني لالتصاالت التي تحولت إلى اتصاالت تونس)‬
‫كما يجدر التدقيق في خصوص الوضعية القانونية لألموال المستعملة لتلبية حاجيات المرفق العام في إطار‬
‫لزمة المرفق العام مع استغالل الملك العام‪.‬‬
‫واللزمة حسب الفصل ‪ 2‬من قانون اللزمات هي "العقد الذي يفوض بمقتضاه شخص عمومي يسمى "مانح‬
‫اللزمة"‪ ،‬لمدة محددة‪ ،‬إلى شخص عمومي أو خاص يسمى "صاحب اللزمة"‪ ،‬التصرف في مرفق عمومي‬
‫أو استعمال واستغالل أمالك أو معدات عمومية وذلك بمقابل يستخلصه لفا ئدته من المستعملين حسب‬
‫الشروط التي يضبطها العقد‪.‬‬
‫يمكن أن يكلف صاحب اللزمة أيضا بإنجاز أو تغيير أو توسيع بـنايات ومنــشآت وتجهيزات أو اقتناء‬
‫ممتلكات الزمة إلنجاز موضوع العقد‪.‬‬
‫يمكن أن يرخص العقد لصاحب اللزمة في إشغال أجزاء من الملك الراجع لمانح اللزمة بهدف إنجاز أو‬
‫تغيير أو توسيع البنايات والمنـشآت والتجهيزات المشار إليها ‪.‬‬
‫ال يعتبر لزمة على معنى هذا القانون اإلشغال الوقتي للملك العمومي‪".‬‬
‫وفي إطار تدعيم فكرة ملكية الذوات العمومية للملك العمومي‪ ،‬يميز قانون اللزمات في بين أنواع ثالثة‬
‫من الممتلكات ‪ :‬حيث "تنقسم ممتلكات اللزمة إلى ممتلكات رجوع وممتلكات استـرداد وممتلكات خـاصة‪.‬‬
‫(الفصل ‪)35‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫و تعتبر ممتلكات رجوع "األراضي والبنايات والمنشـآت والتجهـيزات الثابتة والمنقوالت الموضوعة مجانا‬
‫من قبل مانح اللزمة على ذمة صاحب اللزمة أو التي أنجزها أو اقتناها هذا األخير وفق الشروط المحددة‬
‫في العقد والضرورية لمواصلة التصرف في المرفق العمومي موضوع العقد‪".‬‬
‫كما تعتبر ممتلكات رجوع "األراضي التابعة للملك العمومي والتي قد يكون العقد رخص في إشغالها من‬
‫قبل صاحب اللزمة‪ .‬وتكون هذه الممتلكات موضوع جرد في وثيقة تلحق بالعقد‪.‬‬
‫وال يمكن أن تكون هذه الممتلكات محل تفويت أو ضمان إال في الصور وحسب الشروط المنصوص عليها‬
‫في هذا القانون‪ ،‬ويجب أن تعاد مجانا إلى مانح اللزمة عند نهاية العقد خالية من أي تحمالت أو رهون"‬
‫(الفصل ‪)36‬‬
‫هذه الممتلكات ترجع إلى مانح اللزمة‪ ،‬فهي على ملكه قبل إبرام عقد اللزمة وتبقى كذلك على ملكه طوال‬
‫تنفيذ عقد اللزمة‪.‬‬
‫و بما أن مانح اللزمة هو في كل الحاالت شخص عمومي‪ ،‬فإن هذه ا لممتلكات تعتبر جزءا من الملك العام‬
‫كلما توفر فيها شرط التخصيص‪ ،‬و هو شرط يفترض توفره بالرجوع إلى موضوع عقد اللزمة الذي هو‬
‫تنفيذ المرفق العام‪.‬‬
‫أما ممتلكات االسترداد فهي "الممتلكات المنقولة التي تساهم في حسن سير المرفق موضوع العقد والتي‬
‫يمكن أن تصير ملكا لمانح اللزمة بعد نهاية العقد إذا لجأ هذا األخير إلى إمكانية االسترداد مقابل منح‬
‫صاحب اللزمة تعويضا يحدد العقد طريقة تقديره" (الفصل ‪.) 37‬‬
‫فهذه الممتلكات (وهي هنا الممتلكات المنقولة فقط) ليست على ملك الذات العمومية مانحة اللزمة‪ ،‬بل هي‬
‫ملكية خاصة لصاحب اللزمة‪ ،‬مع إمكانية استردادها من قبل مانح اللزمة‪.‬‬

‫في حين تعتبر ممتلكات خاصة "الممتلكات المنقولة التي تبقى بعد نهاية العقد ملكا لصاحب اللزمة"‪( .‬الفصل‬
‫‪ )38‬وال يمكن بالتالي بأي حال من األحوال أن ترجع إلى الملك العام‪.‬‬

‫◄ الهياكل اإلدارية المختصة في التصرف في األمالك التابعة للذوات العمومية‬


‫تقليديا‪ ،‬كانت وزارة المالية هي الهيكل اإلداري المتعهد بالتصرف في الملكية العمومية‪ ،‬لكن منذ ‪،1990‬‬
‫تم إحداث وزارة أمالك الدولة والشؤون العقارية‪،‬‬
‫و قد حددت مشموالتها بمقتضى أمر ‪ 11‬جوان ‪،*1990‬‬
‫كما تم تنظيمها بمقتضى األمر عدد ‪ 1235‬لسنة ‪ 1999‬مؤرخ في ‪ 1999/05/31‬يتعلق بتنظيم وزارة‬
‫أمالك الدولة والشؤون العقارية المنقح والمتمم باألمر عدد ‪ 1477‬لسنة ‪ 2001‬المؤرخ في ‪ 15‬جوان‬
‫‪2001‬وباألمر عدد ‪ 2457‬لسنة ‪ 2003‬المؤرخ في ‪ 09‬ديسمبر ‪ 2003‬وباألمر عدد ‪ 3653‬لسنة‬
‫‪ 2009‬المؤرخ في ‪ 02‬ديسمبر ‪.2009‬‬
‫كما تم تنظيم اإلدارات الجهوية للوزارة بمقتضى نصوص عدة آخرها ‪:‬‬
‫األمر عدد ‪ 1107‬مؤرخ في ‪21‬جويلية ‪ 2011‬يتعلق بضبط مشموالت وتنظيم اإلدارات الجهويّة ألمالك‬
‫الدولة والشؤون العقاريّة‪.‬‬
‫وترجع إلشراف وزارة أمالك الدولة والشؤون العقارية مؤسسة عمومية واحدة هي إدارة الملكية العقارية‬
‫وهي مؤسسة عمومية ذات صبغة إدارية وهي تشتمل على إدارة مركزية بتونس العاصمة وإدارات جهوية‬
‫وهي مكلفة أساسا بإقامة الرسوم العقارية تنفيذا لألحكام الصادرة بالتسجيل باإلضافة إلى بقية الوظائف‬
‫اإلشهارية األخرى ووظيفة تحرير العقود‪.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫و قد تم إحداث هذه الوزارة في إطار تصور جديد للتصرف في األموال العمومية‪ ،‬فإحداث وزارة تختص‬
‫بالتصرف فيها يكرس النظرة التوحيدية لهذه األمالك‪،‬‬
‫و تتمثل مهام هذه الوزارة في ‪:‬‬

‫تصور وتنفيذ سياسة الدولة المتعلقة بأمالك الدولة العامة والخاصة والمتمثلة في كل المكاسب والحقوق‬ ‫•‬
‫المنقولة وغير المنقولة الراجعة بالملكية للدولة‬
‫دراسة جميع المسائل المتعلقة بحفظ امالك الدولة في مختلف القطاعات بالتعاون مع الهياكل المعنية‬ ‫•‬
‫ضبط امالك الدولة العامة والخاصة المنقولة وغير المنقولة واقامة جرد تام لها‬ ‫•‬
‫مسك سجالت ودفاتر كشف مكاسب الدولة‬ ‫•‬
‫مسك قائمة في مساهمات الدولة ومتابعة جميع العمليات المتعلقة بها‬ ‫•‬
‫تجميع المعلومات المتعلقة بسجالت ودفاتر كشف مكاسب الجماعات العمومية الجهوية والمحلية‬ ‫•‬
‫والمؤسسات والمنشآت العمومية‬
‫مراقبة التصرف في الممتلكات المنقولة وغير المنقولة الراجعة للدولة‬ ‫•‬
‫متابعة التصرف في الممتلكات المنقولة وغير المنقولة الراجعة للجماعات العمومية الجهوية والمحلية‬ ‫•‬
‫والمؤسسات والمنشآت العمومية‬
‫تخصيص العقارات التابعة لملك الدولة الخاص والتفويت فيها‬ ‫•‬
‫شراء وانتزاع العقارات لفائدة الدولة‪ ،‬والمؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية بطلب منها وبالتعاون‬ ‫•‬
‫مع الوزارات المعنية‬
‫قبول الوصايا والهبات لفائدة الدولة وفقا للتشريع الجاري به العمل‬ ‫•‬
‫متابعة قبول الوصايا والهبات لفائدة المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية‬ ‫•‬
‫بيع األثاث والمعدات التي لم تعد صالحة لإلستعمال والراجعة للدولة وللمؤسسات العمومية ذات الصبغة‬ ‫•‬
‫اإلدارية‬
‫كراء العقارات الدولية لفائدة الغير‬ ‫•‬
‫مراقبة كراء العقارات لفائدة الدولة‪ ،‬والمؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية بالتعاون مع الوزارات‬ ‫•‬
‫المعنية‬
‫المصادقة باإلشتراك مع وزارة الفالحة على اسناد حق استغالل األراضي الفالحية التابعة للدولة‬ ‫•‬
‫اجراء اإلختبارات وتحديد القيم الشرائية والكرائية قبل كل عملية شراء أو بيع أو معاوضة أو تسويغ‬ ‫•‬
‫عقارات لفائدة الدولة وبطلب منها لفائدة المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية والجماعات العمومية‬
‫الجهوية والمحلية والمنشآت العمومية‬
‫السهر على حماية امالك الدولة العامة والخاصة من كل اعتداء ومن كل اهمال بالتعاون مع الهياكل‬ ‫•‬
‫المعنية‬
‫القيام باجراءات تحديد ملك الدولة العام والخاص بالتعاون مع الوزارات المعنية‬ ‫•‬
‫مسك وحفظ ارشيف ووثائق امالك الدولة طبقا للتشريع الجاري به العمل‬ ‫•‬
‫متابعة عمليات التسجيل العقاري واإلنتزاع لفائدة الملك العام والخاص للدولة وللمؤسسات العمومية ذات‬ ‫•‬
‫الصبغة اإلدارية‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫متابعة تنفيذ األحكام الصادرة في القضايا التي تتعلق بملك الدولة والمؤسسات العمومية ذات الصبغة‬ ‫•‬
‫اإلدارية‬
‫و قد شرعت الوزارة من الوهلة األولى في إخضاع كل عمليات التفويت في أموال الذوات العمومية إلى‬
‫ترخيص مسبق باستثناء الحاالت التي يكون فيها التفويت داخال في مهام الذوات العمومية كالشركة القومية‬
‫العقارية التونسية التي تتمثل مهمتها في بيع المساكن‪.‬‬
‫و يمكن استشفاف التوحيد و الشمولية من ضم وزارة أمالك الدولة كل المصالح اإلدارية التي كانت تابعة‬
‫لوزارات أخرى (الفصل ‪ 3‬من األمر)‪ ،‬و من تحويل المكلف العام بنزاعات الدولة تحت إشرافها‪.‬‬
‫كما تم بمقتضى القانون عدد ‪ 44‬لسنة ‪ 1992‬المؤرخ في ‪ 4‬ماي ‪ 1992‬نقل بعض صالحيات وزيري‬
‫المالية والفالحة إلى الوزير المكلف بأمالك الدولة والشؤون العقارية والمتعلقة بالتصرف والتفويت وغيرها‬
‫من العمليات التي لها ارتباط بملك الدولة الخاص واألراضي االشتراكية واألحباس‪.‬‬
‫وتم بمقتضى القانون عدد ‪ 20‬لسنة ‪ 1992‬المؤرخ في ‪ 3‬فيفري ‪ 1992‬إحالة بعض صالحيات وزير‬
‫التجهيز واإلسكان المنصوص عليها بالتشريع الخاص بأمالك األجانب إلى وزير أمالك الدولة والشؤون‬
‫العقارية‪.‬‬
‫وبعد تركيز هذه الوزارة التي استقطبت كل المصالح اإلدارية التي كانت متفرقة بين الوزارات المختلفة‪،‬‬
‫أصبحت بمثابة وزارة لها وظيفة أفقية ترجع لها الكلمة األخيرة في كل ما يتعلق بالتصرف في أموال‬
‫الذوات العمومية‪.‬‬
‫وقد قامت هذه الوزارة بصياغة مشروع في خصوص تصور وتنفيذ سياسة الدولة المتعلقة بأمالك الدولة‬
‫العامة والخاصة والمتمثلة في كل المكاسب المنقولة وغير المنقولة الراجعة بالملكية للدولة‪ ،‬كما قامت‬
‫بصياغة مشروع مجلة األمالك الوطنية الذي كرس نظرة جديدة وموسعة لألموال العمومية من خالل‬
‫عبارة الملك الوطني التي تعبر عن مفهوم لم يعرفه القانون الوضعي التونسي إلى حد اآلن‪.‬‬
‫لكن هذا المشروع لم ير النور إلى حد اآلن بالرغم من محاوالت إحيائه في السنة الماضية‬

‫الفقرة الرابعة ‪ :‬مصادر القانون اإلداري لألموال‬


‫يمكن أن نعتبر أن مجلة الحقوق العينية هي مجلة القانون العام ‪le droit commun des biens‬‬
‫فيما يخص األموال‪ ،‬و هي بذلك المجلة األم التي تجدر العودة إليها حين نريد تعريف المال أو حق الملكية‪.‬‬
‫لكننا نعرف أن هذه المجلة قد استثنت في فصلها ‪ 16‬األموال الراجعة للذوات العمومية‪.‬‬
‫◄ إقصاء ممتلكات الذوات العمومية من مجال تطبيق مجلة الحقوق العينية‬
‫غير أن مجلة الحقوق العينية‪ ،‬و إن وضعت تعريفا عاما للمال استثنت من تطبيقها األموال الراجعة للدولة‬
‫والجماعات المحلية‪ ،‬وأحالت تلك األموال على القوانين الواردة في شأنها‪:‬‬
‫الفصل ‪ 16‬من مجلة الحقوق العينية‪" :‬تخضع األموال العامة أو الخاصة الراجعة للدولة وللجماعات المحلية‬
‫إلى القوانين الواردة في شأنها"‬
‫و هكذا تكون دراستنا مركزة على األموال الراجعة للذوات العمومية وعلى النظام المتميز واالستثنائي‬
‫الخاضعة له‪.‬‬
‫ويكرس القانون الوضعي بهذه الطريقة فكرة أن أصل األشياء ومبدأها هو خضوع األموال للقانون الخاص‪،‬‬
‫وأن نظام أموال الذوات العمومية هو نظام استثنائي‪.‬‬
‫◄ مشروع مجلة األمالك الوطنية‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫من ناحية أخرى قامت وزارة أمالك الدولة بصياغة مشروع في خصوص تصور و تنفيذ سياسة الدولة‬
‫المتعلقة بأمالك الدولة العامة و الخاصة و المتمثلة في كل المكاسب المنقولة و غير المنقولة الراجعة‬
‫بالملكية للدولة‪ ،‬كما قامت بصياغة مشروع مجلة األمالك الوطنية الذي كرس نظرة جديدة وموسعة لألموال‬
‫العمومية من خالل عبارة الملك الوطني التي تعبر عن مفهوم لم يعرفه القانون الوضعي التونسي إلى حد‬
‫اآلن فقد قصد بالملك الوطني أموال كل الذوات العمومية‪.‬‬
‫و قد أخضع المشروع جميع األمالك الوطنية إلى المبادئ الثالث المتمثلة في عدم القابلية لالكتساب بالتقادم‬
‫و عدم القابلية للتفويت و عدم القابلية للعقلة‪.‬‬
‫غير أن مشروع المجلة أبقى في ذات الوقت على التمييز بين الملك العام و الملك الخاص في حين أن‬
‫النتيجة األساسية للتمييز تتمثل في عدم تطبيق نفس المبادئ على الصنفين‪.‬‬
‫لكن هذا المشروع لم يرالنور مما دفه بنفس الوزارة الى إعداد مشروع جديد انطلق إعداده سنة ‪2016‬‬
‫وتم االنتهاء من صياغته سنة ‪ 2020‬لكن ما يزال في طور االستشارة‪.‬‬
‫و كل ما نملكه هو مجموعة كبيرة من النصوص منها ما له صبغة عامة و منها ما له صبغة خاصة‪:‬‬
‫◄ أهم النصوص التي لها صبغة عامة هي ‪:‬‬
‫• األمر العلي المؤرخ في ‪ 15‬ذي الحجة سنة ‪ 24( 1302‬سبتمبر ‪ )1885‬في جعل قانون لألمالك‬
‫العمومية‪.‬‬
‫• األمر العلي المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر‪ 1887‬يتعلق بتحديد األمالك العمومية‪.‬‬
‫• أمر مؤرخ في ‪ 1905/03/20‬يتعلق بتحديد أجل سقوط دعوى التعويض عن األضرار الناتجة‬
‫عن عملية تحديد الملك العمومي‪.‬‬
‫• األمر العلي المؤرخ في ‪ 18‬جوان ‪ 1918‬المتعلق بالتصرف والتفويت في ملك الدولة العقاري‬
‫الخاص‬
‫• األمر العلي المؤرخ في ‪ 25‬جويلية ‪ 1897‬يتعلق بحفظ الملك العمومي*‪.‬‬

‫باإلضافة إلى بعض الفصول المضمنة بالقوانين المتعلقة بالجماعات المحلية ثم بمجلة الجماعات المحلية‬
‫و هي‪:‬‬

‫• الفصول ‪25‬و ‪ 26‬و ‪ 27‬من القانون األساسي عدد ‪ 11‬لسنة ‪ 1989‬المؤرخ في ‪ 4‬فيفري ‪1989‬‬
‫والمتعلق بالمجالس الجهوية‪.‬‬
‫• الفصول ‪ 121‬و ‪ 122‬و ‪( 125‬جديد) و ‪ 126‬من القانون األساسي عدد ‪ 33‬لسنة ‪ 1975‬المؤرخ‬
‫في ‪ 14‬ماي ‪ 1975‬و المتعلق بالبلديات‪.‬‬
‫• بعد صدور مجلة الجماعات المحلية بتاريخ ‪ 9‬ماي ‪ 2018‬ألغي قانون ‪ 14‬ماي ‪ 1975‬وجاء‬
‫الفصول التالية ‪ 69‬و ‪ 70‬و ‪ 71‬و ‪ 72‬و ‪ 73‬و‪ 74‬من المجلة الصادرة بتاريخ ‪ 9‬ماي ‪2018‬‬
‫لتُعرف الملك العام المحلي‬

‫أما النصوص التي لها صبغة خاصة والمتعلقة بالملك العام‬


‫[‪]Tapez ici‬‬

‫مجلة المياه الصادرة بمقتضى القانون عدد ‪ 16‬لسنة ‪ 1975‬المؤرخ في ‪ 31‬مارس ‪.1975‬‬ ‫•‬
‫األمر عدد ‪ 1202‬لسنة ‪ 1987‬مؤرخ في ‪04‬سبتمبر‪ 1987‬يتعلق بضبط اجراءات تحديد مجاري‬ ‫•‬
‫المياه والبحيرات والسباخ التابعة للملك العمومي للمياه‬
‫القانون عدد ‪ 73‬المؤرخ في ‪ 24‬جويلة ‪ 1995‬المتعلق بالملك العمومي اليحري كما تم تنقيحه‬ ‫•‬
‫بمقتضى القانون عدد ‪ 33‬المؤرخ في ‪ 4‬أفريل ‪.2005‬‬
‫القانون عدد ‪ 21‬لسنة ‪ 1989‬مؤرخ في ‪ 22‬فيفري ‪ 1989‬يتعلق بالحطام البحري‪.‬‬ ‫•‬
‫قانون عدد ‪ 72‬لسنة ‪ 1995‬مؤرخ في ‪ 24‬جويلية ‪ 1995‬يتعلق بإحداث وكالة حماية وتهيئة‬ ‫•‬
‫الشريط الساحلي‪.‬‬
‫مجلة الموانئ البحرية الصادرة بمقتضى القانون عدد ‪ 48‬لسنة ‪ 2009‬المؤرخ في ‪ 8‬جويلية‬ ‫•‬
‫‪.2009‬‬
‫مجلة المناجم الصادرة بمقتضى القانون عدد ‪ 30‬لسنة ‪ 2003‬المؤرخ في ‪ 28‬أفريل ‪.2003‬‬ ‫•‬
‫قانون عدد ‪ 20‬لسنة ‪ 1989‬مؤرخ في ‪ 1989/02/22‬يتعلق بتنظيم استغالل المقاطع‪.‬‬ ‫•‬
‫القانون عدد ‪ 17‬المؤرخ في ‪ 7‬مارس ‪ 1986‬المتعلق بتحوير التشريع المتعلق بملك الدولة العمومي‬ ‫•‬
‫للطرقات كما وقع تنقيحه بمقتضى القانون عدد ‪ 20‬لسنة ‪ 2017‬بتاريخ ‪ 12‬افريل ‪.2017‬‬
‫القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1998‬المؤرخ في ‪ 19‬أوت ‪ 1998‬يتعلق بالسكك الحديدية‪.‬‬ ‫•‬
‫القانون عدد ‪ 35‬المؤرخ في ‪ 9‬ماي ‪ 1986‬لحماية اآلثار و المعالم التاريخية و المواقع الطبيعية‬ ‫•‬
‫و العمرانية‪.‬‬
‫قانون عدد ‪ 11‬لسنة ‪ 1988‬مؤرخ في ‪ 1988/02/25‬يتعلق باحداث وكالة قومية الحياء‬ ‫•‬
‫واستغالل التراث االثري والتاريخي‪.‬‬
‫قانون عدد ‪ 35‬لسنة ‪ 1994‬مؤرخ في ‪ 1994/02/24‬يتعلق باصدار مجلة حماية التراث األثري‬ ‫•‬
‫والتاريخي والفنون التقليدية‪.‬‬
‫قانون عدد‪ 44‬لسنة ‪ 1988‬مؤرخ في ‪ 1988/05/ 19‬يتعلق بالممتلكات الثقافية‪.‬‬ ‫•‬
‫باإلضافة إلى القانون عدد ‪ 57‬المؤرخ في ‪ 22‬ماي ‪ 1985‬المتعلق بمراقبة النشاطات الخاصة‬ ‫•‬
‫بعلم المغارات و بحماية المغارات الطبيعية‪.‬‬
‫و المساجد المدرجة في الملك العام للدولة و ينظمها قانون عدد ‪ 34‬بتاريخ ‪ 3‬ماي ‪.1988‬‬ ‫•‬
‫و الطرقات و المساحات الخضراء و الساحات العمومية و المساحات المخصصة للتجهيزات‬ ‫•‬
‫الجماعية التي تطرقت إليها مجلة التهيئة الترابية و التعمير الصادرة بمقتضى القانون عدد ‪122‬‬
‫بتاريخ ‪ 28‬نوفمبر ‪ 1994‬كما تم تنقيحها بمقتضى القوانين عدد‪ 78‬لسنة ‪ 2003‬و عدد ‪ 71‬لسنة‬
‫‪ 2005‬و عدد ‪ 29‬لسنة ‪.2009‬‬
‫(و التي يمكن أن تدمج في الملك العمومي أو في الملك الخاص)‬
‫و فضاءات األنشطة االقتصادية (المناطق االقتصادية الحرة سابقا) المناطق االقتصادية الحرة ‪les‬‬ ‫•‬
‫‪( zones franches‬القانون عدد ‪ 81‬لسنة ‪ 1992‬المؤرخ في ‪ 3‬أوت ‪ 1993‬المتعلق بالمناطق‬
‫االقتصادية الحرة كما تم تنقيحه وإتمامه بالقانون عدد ‪ 14‬لسنة ‪ 1994‬المؤرخ في ‪ 31‬جانفي‬
‫‪ 1994‬والقانون عدد ‪ 76‬لسنة ‪ 2001‬المؤرخ في ‪ 17‬جويلية ‪.)2001‬‬
‫و األرشيف المنظم بمقتضى القانون عدد ‪ 95‬المؤرخ في ‪ 2‬أوت ‪.1988‬‬ ‫•‬

‫و في خصوص األمالك العسكرية ‪:‬‬


‫[‪]Tapez ici‬‬

‫أمر علي مؤرخ في ‪ 1882/12/10‬يتعلق باإلرتفاقات العسكرية‬

‫أمر علي مؤرخ في ‪ 1886/09/02‬يتعلق بالملك العسكري واألشغال المختلطة واالرتفاقات‬


‫الدفاعية‬

‫أمر مؤرخ في ‪ 1898/04/25‬في جعل النيابة عن جانب البايليك لمدير الفالحة والتجارة وذلك فيما‬
‫يخص المرافعات العدلية والنوازل المتعلقة باالمالك العسكرية‪.‬‬

‫أمر مؤرخ في ‪ 1906/10/18‬يتعلق باالمالك العسكرية واالشغال المختلطة وحقوق االرتفاق‬


‫العسكرية‪.‬‬

‫أمر مؤرخ في ‪ 1907/08/21‬يتعلق باالمالك العامة العسكرية‪.‬‬

‫أمر مؤرخ في ‪ 1908/01/23‬يتعلق باالمالك العسكرية‪.‬‬

‫أمر مؤرخ في ‪ 1909/11/13‬يتعلق بميادين الرمي البحرية‬

‫أمر مؤرخ في ‪ 1934/07/05‬يتعلق بتنقيح االمر المؤرخ في ‪ 1906/06/18‬المتعلق باالمالك‬


‫العسكرية‪.‬‬

‫أمر مؤرخ في ‪ 1938/07/21‬يتعلق بتنقيح األمر المؤرخ في ‪1906/10/18‬‬

‫أمر علي مؤرخ في ‪ 1953/03/30‬يتعلق بتنقيح األمر المؤرخ في ‪ 1906/10/18‬المتعلق‬


‫باألمالك العسكرية واألشغال المختلطة وحقوق االرتفاق العسكري‬
‫‪5‬‬
‫اما بالنسبة للملك الخاص فقد تم تصنيفه في عدة نصوص‬

‫‪ 5‬بالنسبة للملك الخاص للدولة‬

‫مجلة الغابات الصادرة بمقتضى القانون عدد ‪ 20‬لسنة ‪ 1988‬المؤرخ في ‪ 13‬أفريل ‪.1988‬‬ ‫•‬
‫أمر عدد ‪ 1656‬مؤرخ في ‪ 1991/11/06‬يتعلق بضبط كيفية منح رخص البيع بالمراكنة للمنتوجات المتأتية من ملك الدولة للغابات وكذلك‬ ‫•‬
‫الحد االدنى لصالحيات السلط المؤهلة قانونيا لمنح تلك الرخص‬

‫كما يمكن ذكر بعض القوانين األخرى مثل‪:‬‬

‫القانون عدد ‪ 78‬لسنة ‪ 1991‬المؤرخ في ‪ 2‬أوت ‪ 1991‬يتعلق بضبط شروط التفويت في العقارات المكتسبة من طرف الدولة و الخاضعة‬ ‫•‬
‫لالتفاقيات المبرمة بين الحكومة التونسية والحكومة الفرنسية بتاريخ ‪ 23‬فيفري ‪ 1984‬و ‪ 4‬ماي ‪ 1989‬المصادق عليها على التوالي بمقتضى‬
‫القانون عدد ‪ 2‬لسنة ‪ 1985‬المؤرخ في ‪ 19‬فيفري ‪ 1985‬و القانون عدد ‪ 76‬لسنة ‪ 1989‬المؤرخ في سبتمبر ‪.1989‬‬
‫القانون عدد ‪ 79‬لسنة ‪ 1991‬المؤرخ في ‪ 2‬أوت ‪ 1991‬يتعلق بحق األولوية للدولة في العمليات العقارية التي ينجر عنها نقل الملكية و التي‬ ‫•‬
‫تتوقف على ترخيص إداري‪.‬‬

‫و أيضا فيما يخص الملك العقاري الخاص للدولة ‪:‬‬

‫أمر مؤرخ في ‪ 1871/07/24‬يتعلق بعدم سقوط الحق لبيت المال‪.‬‬ ‫•‬


‫أمر مؤرخ في‪ 1871 /03/ 23‬يتعلق ببيع أراضي الموات الكائنة بصفاقس‬ ‫•‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫أمر مؤرخ في‪ 1875/12/18‬يتعلق ببيع األراضي الموات الكائنة بصفاقس‬ ‫•‬
‫أمر مؤرخ في ‪ 1892/02/08‬يتعلق باالشغاالت بأراضي الدولة‪.‬‬ ‫•‬
‫أمر مؤرخ في ‪ 1918/06/18‬يتعلق بالتصرف والتفويت في أمالك الدولة العقارية الخاصة‪.‬‬ ‫•‬
‫أمر مؤرخ في ‪ 1920/01/20‬يتعلق بتحديد القطع المخصص التمتع بها عدة فرق معينة والتابعة ألرض السيالين‪.‬‬ ‫•‬
‫أمر مؤرخ في ‪ 1935/09/10‬يتعلق بتنقيح األمر المؤرخ في ‪ 18‬جوان ‪ 1918‬المتعلق بالتصرف في أمالك الدولة الخاصة وتفويتها‬ ‫•‬
‫أمر مؤرخ في ‪ 1947/03/27‬يتعلق بتنقيح األمر المؤرخ في ‪ 18‬جوان ‪ 1918‬المتعلق بالتصرف في أمالك الدولة الخاصة وتفويتها‬ ‫•‬
‫أمر مؤرخ في ‪ 1948/09/09‬يتعلق بتنقيح بعض الفصول من أمر ‪1918/06/18‬‬ ‫•‬
‫أمر مؤرخ في‪ 1955/03/31‬يتعلق بتنقيح األمر المؤرخ في ‪ 1918/06/18‬المتعلق بالتصرف والتفويت في أمالك الدولة العقارية الخاصة‬ ‫•‬
‫‪.‬‬
‫قانون عدد ‪ 48‬لسنة ‪ 1959‬المؤرخ في ‪ 1959/05/07‬يتعلق بحجز العقارات الفالحية المهملة أو الناقصة استغالال‪.‬‬ ‫•‬
‫قانون عدد ‪ 5‬لسنة ‪ 1964‬المؤرخ في ‪ 1964/05/12‬يتعلق بملكية األراضي الفالحية‪.‬‬ ‫•‬
‫أمر عدد ‪ 199‬مؤرخ في ‪ 1970/06/09‬يتعلق بضبط تركيب وكيفية سير اللجنة القومية االستشارية واللجان االستشاريــة الخاصة بإسناد‬ ‫•‬
‫األراضي الدولية ذات الصبغة الفالحية وشروط التفويت فيها‪.‬‬
‫قانون عدد ‪ 24‬لسنة ‪ 1974‬مؤرخ في ‪ 1974/03/18‬يتعلق بتصفية حقوق اإلنزال والكردار الموظفة على العقارات ذات الصبغة الفالحية‪.‬‬ ‫•‬
‫قانون عدد ‪ 57‬لسنة ‪ 1974‬مؤرخ في ‪ 20/06/1974‬يتعلق بإتمام القانون عدد ‪ 39‬لسنة ‪ 1972‬المؤرخ في ‪ 27‬أفريل ‪ 1972‬والمتعلق ببيع‬ ‫•‬
‫األراضي المكتسبة من طرف الدولة وذلك لبناء العقارات وتهيئة المدن أو توسيعها‪.‬‬
‫أمر عدد ‪ 811‬مؤرخ في ‪ 1975/11/08‬يتعلق بتنقيح و إتمام األمر عدد ‪ 199‬المؤرخ في ‪ 1970/06/09‬المتعلق بضبط تركيب وكيفية‬ ‫•‬
‫سير اللجنة القومية االستشارية واللجان الجهويّة الخاصة بإسناد األراضي الدولية ذات الصبغة الفالحية وشروط التفويت فيها‬
‫قانون عدد ‪ 29‬لسنة ‪ 1979‬مؤرخ في ‪ 1979/05/11‬يتعلق بإتمام القانون عدد ‪ 24‬لسنة ‪ 1974‬المؤرخ في ‪ 1974/03/18‬المتعلق بتصفية‬ ‫•‬
‫حقوق اإلنزال والكردار الموظفة على العقارات ذات الصبغة الفالحية‬
‫أمر عدد ‪ 1172‬مؤرخ في ‪ 1988/06/18‬المتعلق بضبط شروط إحياء األراضي الدولية الفالحية من طرف شركات اإلحياء والتنمية الفالحية‬ ‫•‬
‫وبكيفية إنجاز برنامجها التنموي‪.‬‬
‫قانون عدد ‪ 112‬لسنة ‪ 1988‬مؤرخ في ‪ 1988/08/18‬يتعلق بتنقيح القانون عدد ‪ 25‬لسنة ‪ 1970‬المؤرخ في ‪ 19‬ماي ‪ 1970‬المتعلق‬ ‫•‬
‫بضبط كيفية التفويت في األراضي الدولية ذات الصبغة الفالحية‪.‬‬
‫أمر عدد ‪ 1431‬مؤرخ في‪ 1990/09/08‬يتعلق بكيفية التفويت في العقارات التابعة لملك الدولة الخاص‪.‬‬ ‫•‬
‫قانون عدد ‪ 44‬لسنة ‪ 1992‬المؤرخ في ‪ 1992/05/04‬المتعلق بنقل بعض صالحيات وزيري المالية والفالحة إلى الوزير المكلف بأمالك‬ ‫•‬
‫الدولة والشؤون العقارية‬
‫قانون عدد ‪ 21‬لسنة‪ 1995‬المؤرخ في ‪ 1995/02/13‬المتعلق بالعقارات الدولية الفالحية‪.‬‬ ‫•‬
‫قانون عدد ‪ 48‬لسنة ‪ 1996‬المؤرخ في ‪ 1996/06/10‬المتعلق بتنقيح و إتماما لقانون عدد ‪ 21‬لسنة ‪ 1995‬المؤرخ في ‪1995/02/13‬‬ ‫•‬
‫المتعلق بالعقارات الدولية الفالحية‪.‬‬
‫قانون عدد ‪ 11‬لسنة ‪ 1998‬المؤرخ في ‪ 1998/02/10‬المتعلق بتنقيح القانون عدد ‪ 21‬لسنة ‪ 1995‬المؤرخ في ‪ 1995/02/13‬المتعلق‬ ‫•‬
‫بالعقارات الدولية الفالحية المنقح والمتمم بالقانون عدد ‪ 48‬لسنة ‪ 1996‬المؤرخ في ‪.1996/06/10‬‬
‫قانون عدد ‪ 34‬لسنة ‪ 2001‬المؤرخ في ‪ 2001/04/10‬يتعلق بتحيين الرسوم العقارية‪.‬‬ ‫•‬

‫و في خصوص األمالك المنقولة للدولة ‪:‬‬

‫قرار ‪ 1952 /09/ 18‬يتعلق بالتصرف والتفويت في األثاث الذي على ملك الدولة‪.‬‬ ‫•‬
‫قرار ‪ 1954/05/04‬يتعلق بالتصرف والتفويت في الملك المنقول الخاص بالدولة‪.‬‬ ‫•‬
‫أمرمؤرخ في ‪ 1932/02/ 15‬يتعلق باللقطة البرية والمخلفات الشاغرة‬ ‫•‬
‫أمرمؤرخ في ‪ 1932/05/28‬المتعلق بتنقيح االمر المؤرخ في ‪1932/02/15‬‬ ‫•‬
‫أمر علي مؤرخ في ‪ 1935/12/24‬يتعلق بإجراءات التحوز بالعقارات التي ال وارث لها‪.‬‬ ‫•‬
‫أمر مؤرخ في ‪ 1936/04/07‬المتعلق بتنقيح االمر المؤرخ في ‪1932/02/15‬‬ ‫•‬
‫أمر مؤرخ في ‪ 1937/11/05‬المتعلق بتنقيح االمر المؤرخ في ‪1932/02/15‬‬ ‫•‬
‫أمر مؤرخ في ‪ 1940/12/19‬المتعلق بيتنقيح األمر المؤرخ في ‪1932/02/15‬‬ ‫•‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 1932/05/28‬يتعلق بإدارة المخلفات الشاغرة والتي ال وارث لها‬ ‫•‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 1935/02/18‬يتعلق بإدارة المخلفات الشاغرة والتي ال وارث لها‬ ‫•‬
‫قرار مؤرخ في ‪ 1941/02/15‬يتعلق بإحالة المبالغ التي شملها التقادم الى الدولة‬ ‫•‬

‫األوقاف و األحباس‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫‪31/05/1956‬يتعلق بتحمل الدولة بمصاريف جمعية االوقاف التي لها صبغة دينية أو اجتماعية وتحويل مكاسب االحباس العامة لملك الجانب‬ ‫•‬
‫وتصفية جمعية األوقاف‪.‬‬
‫أمر مؤرخ في ‪ 1957/07/18‬يتعلق بإالغاء نظام االحباس الخاصة والمشتركة‬ ‫•‬
‫قانون عدد ‪ 53‬لسنة‪ 1957‬المؤرخ في ‪ 1957/11/02‬يتعلق بالغاء نظام االحباس الخاصة والمشتركة‪.‬‬ ‫•‬
‫قانون عدد ‪ 83‬لسنة ‪ 1957‬المؤرخ في ‪ 1957/12/31‬يتعلق بتنقيح االمر المؤرخ في ‪ 18‬جويلية ‪ 1957‬الصادر في الغاء نظام االحباس‬ ‫•‬
‫الخاصة والمشتركة‪.‬‬
‫قانون عدد ‪ 49‬لسنة ‪ 1958‬المؤرخ في ‪ 1958/04/11‬يتعلق بتنقيح األمر المؤرخ في ‪ 12‬أفريل ‪ 1913‬المتعلق بنظام منح حق اإلنزال‬ ‫•‬
‫بدون إشهار للنزالء بأراضي األوقاف‪.‬‬
‫قانون عدد ‪ 55‬لسنة ‪ 1958‬المؤرخ في ‪ 1958/05/12‬يتعلق بتحوير بعض الفصول من االمر المؤرخ في ‪ 1957/07/18‬الصادر في‬ ‫•‬
‫الغاء نظام االحباس الخاصة والمشتركة‬
‫قانون عدد ‪ 25‬لسنة ‪ 1960‬المؤرخ في ‪ 1960/11/30‬المتعلق بتنقيح األمر المؤرخ في ‪ 18‬جويلية ‪ 1957‬الصادر في إلغاء نظام االحباس‬ ‫•‬
‫الخاصة والمشتركة‪.‬‬

‫أمالك األجانب‬

‫قانون عدد ‪ 39‬لسنة ‪ 1978‬مؤرخ في ‪ 1978/06/07‬يتعلق بمنح حق األولوية للمتسوغين في الشراء‪.‬‬ ‫•‬
‫مرسوم عدد ‪ 13‬لسنة ‪ 1981‬مؤرخ في ‪ 1981/09/01‬يتعلق بمنح البقاء للمتسوغين لمحالت معدة للسكن على ملك األجانب‪.‬‬ ‫•‬
‫قانون عدد ‪ 89‬لسنة ‪ 1981‬مؤرخ في ‪ 1981/12/04‬يتعلق بالمصادقة على المرسوم عدد ‪ 13‬لسنة‪ 1981‬المؤرخ في أول سبتمبر ‪1981‬‬ ‫•‬
‫المتعلق بمنح حق البقاء للمتسوغين لمحالت معدة للسكن على ملك األجانب‪.‬‬
‫قانون عدد ‪ 61‬لسنة ‪ 1983‬مؤرخ في ‪ 1983/06/27‬يتعلق بالعقارات التي هي على ملك األجانب والمبنية أو المكتسبة قبل سنة ‪.1956‬‬ ‫•‬
‫مرسوم عدد ‪ 6‬لسنة ‪ 1984‬مؤرخ في ‪ 1984/09/18‬يتعلق بالمصادقة على االتفاق المتعلق باألمالك العقارية الفرنسية المبنية أو المقتناة‬ ‫•‬
‫بالبالد التونسية قبل سنة ‪ 1956‬واالتفاق الخاص بالمساكن الموجودة بوالية بنزرت المبرمين بباريس في ‪ 23‬فيفري ‪ 1984‬وعلى البروتوكولين‬
‫الماليين المتعلقين ببرنامج اإلعانة الفرنسية المبرمين بباريس في ‪ 24‬فيفري ‪ 1984‬بين حكومة الجمهورية التونسية وحكومة الجمهورية‬
‫الفرنسية‪.‬‬
‫قانون عدد ‪ 2‬لسنة ‪ 1985‬مؤرخ في ‪ 1985/02/13‬يتعلق بالمصادقة على المرسوم عدد ‪ 6‬لسنة ‪ 1984‬المؤرخ في ‪ 18‬سبتمبر ‪1984‬‬ ‫•‬
‫المتعلق بالمصادقة على االتفاق المتعلق باألمالك العقارية الفرنسية المبنية و المقتناة بالبالد التونسية قبل سنة ‪ 1956‬واالتفاق الخاص بالمساكن‬
‫الموجودة بوالية بنزرت المبرمين باريس في ‪ 23‬فيفري ‪ 1984‬وعلى البروتوكولين الماليين المتعلقين ببرنامج اإلعانة الفرنسية المبرمين‬
‫بباريس في ‪ 24‬فيفري ‪ 1984‬بين حكومة الجمهورية التونسية وحكومة الجمهورية الفرنسية‪.‬‬
‫قانون عدد ‪ 76‬لسنة ‪ 1989‬مؤرخ في ‪ 1989/09/02‬يتعلق بالمصادقة على التفاقية الخاصة الثانية المتعلقة باألمالك العقارية ذات الصبغة‬ ‫•‬
‫االجتماعية المبرمة بين حكومة الجمهورية التونسية وحكومة الجمهورية الفرنسية‪.‬‬
‫قانون عدد ‪ 77‬لسنة ‪ 1991‬مؤرخ في ‪ 1991/08/02‬المتعلق بالعقارات التي هي على ملك األجانب والمبنية أو المكتسبة قبل سنة ‪.1956‬‬ ‫•‬
‫قانون عدد ‪ 78‬لسنة ‪ 1991‬مؤرخ في ‪ 1991/08/02‬يتعلّق بضبط شروط التفويت في العقارات المكتسبة من طرف الدولة والخاضعة‬ ‫•‬
‫لالتفاقيات المبرمة بين الحكومة التونسية والحكومة الفرنسية بتاريخ ‪ 23‬فيفري ‪ 1984‬و ‪ 4‬ماي ‪ 1989‬المصادق عليها على التوالي بمقتضى‬
‫القانون عدد ‪ 2‬لسنة ‪ 1985‬المؤرخ في ‪ 19‬فيفري ‪ 1985‬والقانون عدد ‪ 76‬لسنة ‪ 1989‬المؤرخ في ‪ 2‬سبتمبر ‪.1989‬‬
‫قانون عدد ‪ 20‬لسنة ‪ 1992‬مؤرخ في ‪ 1992/02/03‬يتعلق بإحالة بعض صالحيات وزير التجهيز واإلسكان المنصوص عليها بالتشريع‬ ‫•‬
‫الخاص بأمالك األجانب الى وزير أمالك الدولة والشؤون العقارية‪.‬‬
‫أمر عدد ‪ 1522‬لسنة ‪ 1992‬مؤرخ في ‪ 1992/08/15‬يتعلق بإحداث لجنة تكلف بالنظر في مطالب التفويت في العقارات المكتسبة من‬ ‫•‬
‫طرف الدولة والخاضعة لالتفاقيات المبرمة بين الحكومة التونسية والحكومة الفرنسية في ‪ 23‬فيفري ‪ 1984‬و ‪ 4‬ماي ‪ 1989‬والمصادق‬
‫عليها بالقانون عدد ‪ 2‬لسنة ‪ 1985‬المؤرخ في ‪ 19‬فيفري ‪ 1985‬والقانون عدد ‪ 76‬لسنة ‪ 1989‬المؤرخ في ‪ 2‬سبتمبر ‪ 1989‬وبضبط طرق‬
‫دفع أثمانها‬
‫قرار من وزير أمالك الدولة والشؤون العقارية مؤرخ في ‪ 7‬مارس ‪ 1992‬يتعلق بضبط الوثائق المكونة للملف المتعلق بمطلب التفويت في‬ ‫•‬
‫العقارات المكتسبة من طرف الدولة والخاضعة االتفاقيات المبرمة بين الحكومة التونسية والحكومة الفرنسية بتاريخ ‪ 23‬فيفري ‪ 1984‬و ‪4‬‬
‫ماي ‪ 1989‬والمصادق عليها على التوالي بمقتضى القانون عدد ‪ 2‬لسنة ‪ 1985‬والقانون عدد ‪ 67‬لسنة المؤرخ في ‪ 2‬سبتمبر ‪.1989‬‬

‫و يمكن أيضا ذكر بعض الوثائق الداخلية مثل‪:‬‬


‫دليل اإلجراءات الخاص بضبط المكاسب المنقولة للدولة‬
‫دليل اإلجراءات الخاص باستقصاء و تحديد ملك الدولة العقاري الخاص‬
‫دليل إجراءات مراقبة التصرف غي العقارات الدولية‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫الجزء األول ‪:‬‬

‫امللك العام وامللك الخاص للذوات العمومية‬

‫أهداف هذا الجزء ‪:‬‬


‫♣ التمييزبين الملك العام والملك الخاص للذوات العمومية من خالل التمكن من معايير‬
‫التمييز‬
‫♣ التمكن من آثار هذا التمييزوأهميته‬
‫♣ إدراك االتجاه الحديث نحو تقليص صرامة التمييز بين الملك العام والملك الخاص‬

‫الفصل األول ‪ :‬الملك العام‬

‫املبحث األول ‪ :‬تعريف امللك العام وتمييزه عن امللك الخاص‬


‫فقرة ‪ -1‬نشأة فكرة الملك العام‬
‫فقرة ‪ -2‬مفهوم الملك العمومي في النظريات الفقهية‬
‫فقرة ‪ -3‬الملك العام في القانون الوضعي التونسي‬
‫صلب التشريع‬
‫الملك العام بطبيعته ‪ :‬مدى القابلية للتملك من قبل الخواص؟‬
‫♣ مكونات الملك العام المندرجة ضمن أمر ‪1885‬‬
‫♣ الملك العمومي البحري و ملحقاته‬
‫♣ الملك العمومي للمياه و ملحقاته‬
‫♣ الملك العمومي للمواصالت و ملحقاته‬
‫♣ الملك العمومي العسكري‬
‫ت‪ -‬مكونات الملك العام الخارجة عن أمر ‪1885‬‬
‫♣ التراث األثري و الثقافي و الطبيعي‬
‫♣ المساجد‬
‫♣ األرشيف‬
‫♣ فضاءات األنشطة االقتصادية (المناطق االقتصادية الحرة سابقا)‬
‫♣ الترددات الرادوية؟‬
‫♣ الطرقات و المساحات الخضراء (‪)catu‬‬
‫فقرة ‪ - 4‬الملك العام في فقه القضاء‬
‫‪ -‬التخصيص لالستعمال المباشر من قبل العموم‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫‪ -‬التخصيص لمرفق عام‬


‫‪ -‬معيار التهيئة الخاصة‬
‫• القانون المكتوب و فقه القضاء‬
‫• األشغال العمومية و المنشاة العمومية و الملك العام‬
‫◄ محدودية التميي‬

‫المبحث األول‪:‬تعريف الملك العام وتمييزه عن الملك الخاص ‪:‬‬

‫فقرة ‪ -1‬نشأة فكرة الملك العام ‪:‬‬


‫في السياق الحضاري والقانوني التونسي فإن فكرة الملك العام تذكرنا أيضا بمؤسسة الوقف أو الحبس‬
‫ومن المعروف أن أموال الوقف أو الحبس غير قابلة للتفويت فيها‪ .‬و يمتد هذا المنع الى األحباس العامة و‬
‫كذلك األحباس الخاصة‪ ،‬حيث يرتبط ذلك بإرادة المورث حماية المال من تفريط أحد الورثة فيه‪.‬‬
‫حيث تنقسم األحباس إلى أحباس عامة وأحباس خاصة وأحباس مختلطة‪.‬‬
‫األحباس الخاصة ‪ :‬أموال تحبس على ورثة المحبس‬
‫األحباس المختلطة ‪ :‬حيث يسند للورثة جزء من المال و يسند جزء آخر إلى مؤسسة خيرية لتتعهد به‬
‫وتحافظ عليها‪.‬‬
‫األحباس العامة ‪ :‬أموال تحبس لفائدة مشاريع ذات مصلحة عامة‪ ،‬و هذا الصنف هو في الفقه اإلسالمي‬
‫األقرب إلى األموال العمومية بالنظر إلى أنه ال يمكن ألي جهة أو سلطة مهما كانت التصرف فيها و هذا‬
‫ما وفر لها الحماية خالل االستعمار األجنبي حيث بقي الوقف "قلعة اإلسالم في البالد المستعمرة"‬
‫و قد أنشئت لحماية األحباس "جمعية األوقاف في تونس" بموجب األمر العلي المؤرخ في ‪ 19‬مارس‬
‫‪ ،1874‬و قد عهد لها بمهمة اإلشراف على شؤون هذه األحباس‪.‬‬
‫إال أنه بمقتضى أمر ‪ 21‬مارس ‪ 1956‬تم حل األحباس العامة و إحالتها إلى ملك الدولة الخاص أصبحت‬
‫قابلة للتداول في إطار سعي الدولة الحديثة إلى تثمين كل الموارد المتاحة و إدماجها في الدورة االقتصادية‬
‫بعد الجمود الذي كانت تعيشه‪.‬‬
‫وبحل األحباس العامة‪ ،‬انتهت االزدواجية الذي كانت تعيشها الدولة التونسية على مستوى األمالك العامة‬
‫أو األمالك المخصصة للمنفعة العمومية‪ ،‬وقد برزت االزدواجية المتجسد في خضوع بعض األمالك إلى‬
‫نظام األحباس و خضوع البعض اآلخر إلى القانون الوضعي المتمثل في أمر ‪ 24‬سبتمبر ‪.1885‬‬
‫في فرنسا‪ ،‬كانت النظرة لألموال الراجعة للدولة في البداية نظرة شمولية و موحدة‪.‬‬
‫فكل هذه األموال تخضع إلى نفس المبدإ وهو عدم قابليتها للتفويت‪.‬‬
‫ويرجع ذلك إلى المرسوم المعروف بـ ‪l’Edit de Moulin de 1566‬‬
‫فكل أموال الدولة خاضعة لهذا النظام‪ ،‬و قد كانت في ذلك الوقت معروفة بأموال العرش أو التاج‪:‬‬
‫‪Le domaine de la couronne‬‬
‫و الغاية من ذلك هي المحافظة على هذه األموال و ضمان عدم التفريط فيها‪.‬‬
‫و بعد الثورة‪ ،‬طرحت مسألة التقسيم القانوني لألموال العمومية إلى ملك عام و ملك خاص‪.‬‬

‫فقرة ‪ -2‬مفهوم الملك العام في النظريات الفقهية‬


‫[‪]Tapez ici‬‬

‫‪ -‬الفقيه ‪ Proudhon‬في كتابه ‪Traité du domaine public‬‬


‫يعتبر هذا الفقيه أنه يجب حصر مجال و مكونات الملك العام فيما هو ضروري‪ ،‬ويرى كذلك أن الملك‬
‫العام هو المال غير القابل للتملك على معنى القانون المدني‪،‬‬
‫إذ أن التملك في القانون المدني يترتب عنه إقصاء اآلخرين عن هذا الملك الذي ينفرد به مالكه‪ ،‬في حين‬
‫أن الملك العمومي ال تنفرد به الذات العمومية بل هو على العكس موضوع مخصص مباشرة للعموم‪.‬‬
‫وبحكم خروج الملك عن التعامل‪ ،‬فهو غير قابل للتفويت وال يسري عليه التقادم‪ ،‬باعتبار أن التفويت و‬
‫التقادم ال يجوزان بالنسبة لألموال الخارجة عن التعامل‪.‬‬
‫و يجد المدافعون عن هذه النظرية حجة في الفصل ‪ 538‬من المجلة المدنية الفرنسية الذي يقابل الفصل ‪1‬‬
‫من أمر ‪ 24‬سبتمبر ‪ 1885‬في فقرته األخيرة الذي‪-‬بعد التعرض إلى مشموالت الملك العمومي‪ -‬يضيف‪:‬‬
‫" و بالجملة‪ ،‬على جميع األراضي و األبنية التي ال يصح أن تكون ملكا خصوصيا"‬
‫‪« et en général, toutes les parties du territoire et tous les ouvrages qui ne‬‬
‫» ‪sont pas susceptibles de propriété privée‬‬
‫و نتيجة لما تقدم‪ ،‬فإن الملك العام في نظر ‪ Proudhon‬ليس بملك الدولة و ال ألي ذات أخرى‪،‬فهو‬
‫مخصص الستعمال الجميع أي العموم‪،‬‬
‫أما الحيازة التي يمكن أن تتمتع بها الدولة هي مجرد حق يمكنها من االضطالع بمهمة المحافظة على هذه‬
‫األمالك و ضمان تخصيصها لالستعمال من طرف العموم‪.‬‬
‫و قد وقع نقد هذا الرأي على أساس أنه ليست هناك أموال يمكن أن تكون بطبيعتها غير قابلة للملكية‪ ،‬فكل‬
‫األشياء هي في النهاية قابلة للملكية الخاصة و التجارب التي تفيد ذلك عديدة‪:‬‬
‫من ذلك مصائد الشرافي قرقنة وصفاقس حيث جرت العادة على أن يملك أشخاص أجزاء من البحر يقومون‬
‫فيها بممارسة نشاط الصيد البحري‪.‬‬
‫و من ذلك الملك العمومي للمياه في واحات الجنوب‪ ،‬حيث كان موضوع حق ملكية استمر حتى صدور‬
‫مجلة المياه حيث تحول إلى حق في االنتفاع‪.‬‬
‫لكن المشرع فضل تنسيب األمور من خالل الفصل ‪ 21‬من مجلة المياه والذي جاء فيه ‪" :‬يقع تحويل حقوق‬
‫ملكية الماء خاصة بواحات الجنوب الموجودة في تاريخ إصدار هاته المجلة والمضبوطة من طرف لجنة‬
‫تصفية حقوق الماء حسب الشروط المحددة فيما يلي إلى حقوق انتفاع بالماء يساوي حجمها حجم حقوق‬
‫الملكية"‪.‬‬
‫و هكذا نتبين أن معيار عدم قابلية الملك العام للتملك من قبل الخواص ال يمكن اعتماده مقياسا لتعريف‬
‫الملك العمومي‪.‬‬
‫أما مشاركة العموم في استعمال الملك‪ ،‬فليس من شأنها أن تنفي حق الملكية الراجع إلى الدولة‪ ،‬فحق الملكية‬
‫هذا هو من نوع خاص اعتبارا لوظيفتها‪.‬‬

‫‪DEBBASCH (Ch.) et PINET (M.), Les grands textes administratifs, Paris,, Sirey, 1970,‬‬
‫‪p. p. 242-248.‬‬
‫‪« Le gouvernement n’exerce qu’un possessoire de protection, pour assurer à tous la‬‬
‫‪jouissance du fonds, et non un possessoire de propriété, pour s’attribuer‬‬
‫‪exclusivement les prérogatives ou les avantages attachés au titre de propriétaire‬‬
‫» ‪exclusif‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫يرى الفقيه ‪ Proudhon‬وجوب حصر مجال الملك العمومي ومكونات الملك العمومي في ما هو‬
‫ضروري‪ ،‬ويرى أن الملك العمومي يترتب عنه إقصاء كل اآلخرين عن هذا الملك الذي ينفرد به مالكه‬
‫في حين أن الملك العمومي ال تنفرد به الذات العمومية بل هو بالعكس موضوع مباشرة على ذمة الجمهور‬
‫و تتفق مع ذلك الفقرة األخيرة من الفصل األول من أمر ‪ 1885‬الذي نص ‪:‬‬
‫وبالجملة على جميع األراضي و األبنية التي ال يصح أن تكون ملكا خصوصيا‬
‫ونتيجة لما تقدم فإن الملك العمومي ليس بملك الدولة وال أي ذات أخرى‪ ،‬فهو مخصص الستعمال الجميع‬
‫أي الجمهور‪ .‬والحيازة التي يمكن أن تتمتع بها الدولة هي مجرد حق يمكنها من االضطالع بمهمة‬
‫المحافظة على هذه األمالك و ضمان تخصيصها لالستعمال من قبل العموم‪.‬‬
‫وتم نقد هذا التوجه على أساس أنه ليست هناك أموال تكون بطبيعتها غير قابلة للملكية الخاصة‬
‫مثال ‪ :‬شراقي قرقنة و صفاقس ‪ :‬هنا أناس يملكون أجزاء من البحر للصيد‪.‬‬
‫وأما معيار عدم قابلية الذوات العمومية لالمتالك بالمعنى الذي يمكن أن يطبق على الخواص‪ ،‬فإن ذلك ال‬
‫يعني بالضرورة أن الدولة ليس لها حق ملكية وإنما لها ملكية من نوع خاص اعتبارا لوظيفتها وهي ما‬
‫يسميه ‪ Hauriou‬الملكية اإلدارية‪.‬‬

‫‪ -‬نظرية مارسال فالين ‪:Marcel Waline‬‬


‫يعتمد هذا الفقيه معيار المصلحة العامة أو المرفق العام و فكرة تلبية حاجيات العموم‪.‬‬
‫و يكون الملك العام بالنسبة إليه هو كل األموال التي هي حسب طبيعتها أو بعد تهيئتها مخصصة أو موظفة‬
‫لغرض المصلحة العامة أو لتلبية حاجيات العموم‪ ،‬والتي ال يمكن تعويضها لهذا الغرض بأي شيء آخر‪:‬‬
‫‪Tout ce qui est affecté à l’intérêt général ou aux besoins du public, que l’affectation‬‬
‫‪soit naturelle ou après aménagement, relève du domaine public‬‬
‫لكن هذه النظرية أيضا تلتجئ لفكرة طبيعة األمور‪ ،‬و الحال أن مكونات عديدة يعتقد أنها مخصصة للعموم‬
‫بطبيعتها بينما هي يمكن أن تكون موضوع تملك من قبل الخواص‪ ،‬و مثال ذلك البحر كما أسلفنا أو الغابات‪.‬‬

‫‪DEBBASCH (Ch.) et PINET (M.), Les grands textes administratifs, Paris,, Sirey, 1970,‬‬
‫‪p. p. 242-248.‬‬
‫‪« Il en est ainsi de tout bien qui, soit à raison de sa configuration naturelle, soit à raison‬‬
‫‪d’un aménagement spécial, est particulièrement adapté à un service public ou à la‬‬
‫» ‪satisfaction d’un besoin public‬‬

‫المعيار الذي يستخدمه هو معيار المصلحة العامة أو المرفق العام و فكرة تلبية حاجيات العموم‬
‫فالملك العمومي هو كل االموال التي حسب طبيعتها أو بعد تهيئتها (‪)notion d’aménagement‬‬
‫مخصصة و موظفة لغرض المصلحة العامة أو لتلبية حاجيات العموم و التي ال يمكن تعويضها لهذا‬
‫الغرض بأي شيء آخر‪.‬‬
‫و فكرة األموال المخصصة حسب طبيعتها تحيلنا على فكرة ‪ :‬الملك العمومي بطبيعته‬
‫و هي فكرة يمكن أن نعتبر أنها ال تستقيم خاصة بالنظر إلى األمثلة المذكورة مثل البحر و الغابة التي يمكن‬
‫تصور امتالكها من قبل الخواص في النهاية‪.‬‬

‫‪ -‬نطرية أوبي ‪Auby‬‬


‫[‪]Tapez ici‬‬

‫و تقوم هذه النظرية على التمييز بين الملك العام و الملك الخاص انطالقا من النظام القانوني الذي يخضع‬
‫إليه كل منهما‪.‬‬
‫ويعتبر أن كل أموال الذوات العمومية تخضع إلى نظام يمتزج فيه القانون العام والقانون الخاص بنسب‬
‫متفاوتة‪.‬‬
‫فمنها ما يخضع إلى نسبة عالية من أحكام القانون العام‪ ،‬وهو ما يسمى بالملك العام‪ ،‬ومنها ما يخضع إلى‬
‫نسبة عالية من أحكام القانون الخاص و هي ما يسمى بالملك الخاص‪.‬‬
‫و يعني هذا أنه‪ ،‬على عكس ما يتبادر إلى الذهن‪ ،‬فإن الملك الخاص الراجع للذوات العمومية يخضع بدوره‬
‫إلى أحكام استثنائية تنتمي إلى القانون العام‪ ،‬لكن بنسبة أقل بالمقارنة مع األحكام المطبقة على الملك العام‪.‬‬
‫و يدخل هذا الفقيه بذلك فكرة نسبية التمييز بين الملك العام و الملك الخاص‪ ،‬و يؤكد على أن الملكية‬
‫العمومية في مجملها تختلف عن الملكية الخاصة الراجعة لألفراد‬

‫‪DEBBASCH (Ch.) et PINET (M.), Les grands textes administratifs, Paris,, Sirey, 1970,‬‬
‫‪p. p. 242-248.‬‬
‫‪« Par contre, il est permis de s’interroger sur la valeur de cette distinction… la‬‬
‫‪différence semble devoir se résoudre logiquement en une différence de degré, plutôt‬‬
‫…‪que de nature, à l’intérieur de la catégorie plus vaste des biens publics‬‬
‫‪Chaque catégorie de biens publics est soumise à un régime exorbitant, dans la mesure‬‬
‫…‪où ce régime est nécessaire pour assurer sa protection ou son affectation‬‬
‫…‪Le régime de domanialité publique‬‬
‫‪Ne constitue en aucune manière un ensemble applicable en bloc à une catégorie de‬‬
‫‪biens, mais à une série de règles qui peuvent jouer indépendamment les unes des‬‬
‫‪autres, chaque catégorie étant soumise à un nombre variable de ces règles… ».‬‬

‫فقرة ‪ - 3‬تعريف الملك العام في القانون الوضعي التونسي ‪:‬‬


‫أ‪ -‬في النصوص التشريعية‬
‫إن القانون المكتوب هو المرجع األول لتعريف المفاهيم القانونية‪ ،‬وهو المرجع الذي يعود إليه القاضي قبل‬
‫أي محاولة لتعريف هذه المفاهيم‪ ،‬لذلك يجدر الرجوع إلى المشرع لتعريف الملك العمومي وضبط مكوناته‬
‫في بالدنا‪.‬‬
‫و تتلخص ال مصادر المكتوبة بالنسبة للملك العام في‪:‬‬
‫‪ -‬نص عام و مبدئي هو أمر ‪ 24‬سبتمبر‪ 1885‬ونص عام محلي وهو مجلة الجماعات المحلية‬
‫‪ -‬و نصوص مختلفة الحقة له يتناول كل منها مكونا من مكونات الملك العام‪ ،‬سواء ورد هذا المكون داخل‬
‫أمر ‪ 1885‬أو لم يرد‪.‬‬
‫ذلك أن أمر ‪ 1885‬الذي أورد قائمة في مكونات الملك العام‪ ،‬ختم هذه القائمة بعبارة تدل على انفتاحها‬
‫على‪:‬‬
‫" جميع األراضي واألبنية التي ال يمكن أن تكون ملكا خصوصيا‪".‬‬
‫ففي نهاية األمر‪ ،‬يمثل إدماج الممتلكات في الملك العام أو إخراجها منه نتاجا إلرادة سياسية‪.‬‬
‫وفيما عدا ذلك‪ ،‬فإنه يجدر العودة مبدئيا إلى القائمة الواردة ضمن أمر ‪ 1885‬و التي تعدد مكونات الملك‬
‫العام‪ ،‬كما يمكن العودة إلى مختلف النصوص الالحقة لهذا النص‪.‬‬
‫‪ -1‬مكونات الملك العام المندرجة ضمن أمر ‪1885‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫♣ الملك العمومي البحري و ملحقاته ‪:‬‬

‫♣ الملك العمومي للمياه و ملحقاته‬

‫♣ الملك العمومي للمواصالت و ملحقاته‬

‫♣ الملك العمومي العسكري‬

‫أ‪ -‬العقارات أم المنقوالت في أمر ‪1885‬؟‬


‫و نالحظ أن أمر ‪ 1885‬هنا لم يتعرض سوى للعقارات‪ ،‬و لم يقم بإخضاع المنقوالت إلى نظام الملك العام‬
‫باستثناء البطاحات التي هي في الواقع عقارات بالتبعية‪.‬‬
‫كما يتأكد حصر الملك العام في العقارات من خالل الفقرة األخيرة من الفصل األول من أمر ‪ 1885‬الذي‬
‫ال يتناول سوى األراضي واألبنية التي ال يصح أن تكون ملكا خصوصيا‪.‬‬
‫لكن بالنظر إلى إدماج األرشيف في الملك العام‪ ،‬فإنه أصبح يشتمل على منقوالت (القانون عدد ‪ 95‬المؤرخ‬
‫في ‪ 2‬أوت ‪)1988‬‬

‫المحكمة اإلدارية‪ ،‬ابتدائي‪ ،‬عدد ‪ 22 ،11238‬أفريل ‪ ،2006‬ليليا ضد المكلف العام بنزاعات‬


‫الدولة في حق وزارة التجهيز واإلسكان والتهيئة الترابية‪.‬‬
‫"‪ ...‬من جهة االختصاص ‪:‬‬
‫وحيث أن تحديد الجهاز القضائي المختص بالنظر في النزاع الماثل يمر ضرورة عبر تحديد‬
‫الطبيعة القانونية لبطاح حلق الوادي مصدر الضرر المشتكى منه‪.‬‬
‫وحيث ينص الفصل األول من األمر العلي المؤرخ في ‪ 24‬سبتمبر ‪ 1885‬والمتعلق بالملك‬
‫العمومي على أن البطاحات المعدة لالستغالل العمومي تعد جزءا من الملك العمومي‪.‬‬
‫وحيث ينص الفصل الثاني من القانون عدد ‪ 17‬المؤرخ في‪ 7‬مارس ‪ 1986‬المتعلق بتحوير‬
‫التشريع الخاص بملك الدولة العمومي للطرقات على أن الملك العمومي للطرقات يشتمل على‬
‫الطرقات المخصصة لمرور العموم و كذلك على توابعها مثل المحالت التي تأوي مصالح صيانة‬
‫الطرقات و التالع و الخنادق و الجدران الساندة و المالجي ومآوي السيارات و كل قطعة أرض‬
‫الزمة الستغالل الطريق و كذلك كل منقول تبعي مرتبط بها باستمرار‪.‬‬
‫وحيث طبقا لمقتضيات قرار مدير األشغال العمومية المؤرخ في ‪ 30‬أكتوبر ‪ 1950‬المتعلق بسير‬
‫بطاح حلق الوادي يربط هذا األخير بين قطعتي الطريق العمومي الممتد بين حمام األنف و سيدي‬
‫بوسعيد و تتمثل وظيفته األساسية في نقل األشخاص والعربات والبضائع من ضفة ميناء حلق‬
‫الوادي إلى ضفة ميناء رادس مجانا‪ ،‬و دون إمكانية تغيير وجهته إلى أي منحى آخر‪.‬‬
‫وحيث بناء على ذلك يكون بطاح حلق الوادي جزءا من الملك العمومي للطرقات ويخضع تبعا‬
‫لذلك لنفس النظام القانوني الذي ينطبق عليه‪ ،‬وترجع النزاعات المتعلقة به بالنظر إلى المحكمة‬
‫المختصة بالفصل في الدعاوى المتعلقة بالملك العمومي‪.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫و حيث استقر الفقه و القضاء على أن النزاعات المتعلقة بالملك العمومي نزاعات إدارية أصيلة‬
‫ترجع بالنظر إلى المحكمة اإلدارية األمر الذي يغدو معه اختصاص النظر في النزاع الراهن من‬
‫أنظار قضاة هذه المحكمة‪".‬‬
‫ب‪-‬فكرة المنفعة العامة ؟‬
‫نالحظ أن التعداد الوارد بأمر ‪ 1885‬يحتوي إشارتين ذاتي داللة إلى مفهوم المنفعة العامة‪ ،‬و يتعلق األمر‬
‫بالبطاحات المعدة للخدمة العامة و الترع التي تحفر لتنشيف األراضي بقصد منفعة عامة‪.‬‬
‫وتدفعنا إضافة هذين اللفظين إلى التساؤل عما إذا كان ذلك يعني أن الترع والبطاحات ال تكون منتمية‬
‫للملك العام إال إذا كانت مرتبطة بالمنفعة العامة أو الخدمة العامة‪.‬‬
‫وإلى التساؤل عما إذا كانت المكونات األخرى ال تحتاج إلى عنصر المنفعة العامة أو الخدمة العامة حتى‬
‫تكون منتمية إلى الملك العام‪.‬‬
‫وعلى أي حال‪ ،‬فإن أمر ‪ 1885‬الذي اكتفى بتعداد مكونات الملك العام لم يمنحنا تعريفا مقنعا لهذا الملك‪،‬‬
‫ونحن في كل األحوال محتاجون للرجوع إلى التشاريع الالحقة التي تضيف مكونات جديدة أو توضح‬
‫المكونات الواردة في هذا األمر‪.‬‬

‫ج‪-‬القوانين المتعلقة بمكونات الملك العام الواردة في أمر ‪1885‬‬

‫♣ القانون عدد ‪ 73‬المؤرخ في ‪ 24‬جويلة ‪ 1995‬المتعلق بالملك العمومي اليحري كما تم تنقيحه‬
‫بمقتضى القانون عدد ‪ 33‬المؤرخ في ‪ 4‬أفريل ‪2005‬‬
‫و نالحظ أن هذا القانون قد وسع بصفة ملحوظة مكونات الملك في اتجاه البحر‪ ،‬إذ صار يشمل كل المناطق‬
‫الخاضعة لوالية الدولة إلى حدود الجرف القاري و المنطقة االقتصادية الخالصة ومنطقة الصيد الخاصة‬
‫مرورا بأديم و باطن المياه البحرية الداخلية و المياه اإلقليمية‪.‬‬
‫كما وضح هذا القانون و وسع مكونات الملك العام البحري االصطناعي‪ ،‬الذي يشمل المراسي والموانئ‬
‫البحرية و توابعها‪ ،‬و المنشآت المقامة لفائدة المالحة البحرية حتى و لو كانت موجودة خارج حدود الموانئ‪،‬‬
‫و الجزر االصطناعية و التجهيزات و منشآت الحماية الكائنة بالمناطق البحرية‪ ،‬و األراضي االصطناعية‬
‫المعزولة عن تأثير األمواج‪ ،‬و الحصون و منشآت الدفاع األخرى المخصصة للحماية البحرية‪.‬‬
‫♣ المتعلق بتحوير التشريع المتعلق بملك الدولة العمومي للطرقات‬
‫الذي دقق مكونات الملك العام للطرقات مضيفا توابع الطرقات مثل المحالت التي تأوي مصالح صيانة‬
‫الطرقات و الفنادق و الجدران الساندة و المالجئ و مآوي السيارات و كل قطعة ارض الزمة الستغالل‬
‫الطريق و كذلك كل منقول تبعي مرتبط بها باستمرار‪.‬‬
‫♣ مجلة المياه‬

‫‪ -2‬مكونات الملك العام الخارجة عن أمر ‪1885‬‬


‫♣ التراث األثري و الثقافي و الطبيعي‬

‫و في خصوص هذا المكون الجديد صدرت نصوص عديدة منها ‪:‬‬


‫القانون عدد ‪ 57‬المؤرخ في ‪ 22‬ماي ‪ 1985‬المتعلق بمراقبة النشاطات الخاصة بعلم المغارات و بحماية‬
‫المغارات الطبيعية‪:‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫الذي يعتبر المآوي و الكهوف و المغارات أثارا طبيعية و جزءا من التراث الوطني و يرتبها ضمن ملك‬
‫الدولة العام‪.‬‬
‫القانون عدد ‪ 35‬المؤرخ في ‪ 9‬ماي ‪ 1986‬لحماية اآلثار و المعالم التاريخية و المواقع الطبيعية و‬
‫العمرانية‪:‬‬
‫الذي ينص على انقسام اآلثار إلى منقولة و غير منقولة‪ ،‬و يدرجها جميعا ضمن ملك الدولة العام‬

‫♣ المساجد‬

‫و ينظمها القانون عدد ‪ 34‬بتاريخ ‪ 3‬ماي ‪.1988‬‬

‫♣ األرشيف‬

‫المنظم بمقتضى القانون عدد ‪ 95‬المؤرخ في ‪ 2‬أوت ‪ ،1988‬و يعرف الفصل ‪ 3‬من هذا القانون األرشيف‬
‫العام بأنه ‪:‬‬
‫" ‪ ...‬مجموع الوثائق التي أنشأها أو تحصل عليها أثناء ممارسة نشاطه كل من الدولة والجماعات العمومية‬
‫المحلية و المؤسسات العمومية بجميع أصنافها‪ ،‬و كذلك الهيآت الخاصة المكلفة بتسيير مرفق عمومي و‬
‫المأمورين العمومين‪".‬‬

‫و يتبع األرشيف العام ملك الدولة العام و هو غير قابل للتفويت و ال لسقوط الحق فيه بمرور الزمن‪.‬‬

‫♣ و فضاءات األنشطة االقتصادية (المناطق االقتصادية الحرة سابقا) المناطق االقتصادية الحرة‬
‫‪ les zones franches‬التي ينظمها القانون عدد ‪ 81‬المؤرخ في ‪ 3‬أوت ‪1993‬‬

‫♣ الترددات الرادوية ‪fréquences‬‬

‫♣ الطرقات و المساحات الخضراء (‪)catu‬‬

‫إذ ينص الفصل ‪ 67‬من مجلة التهيئة الترابية و التعمير ‪:‬‬


‫تدمج الطرقات و المساحات الخضراء و الساحات العمومية و المساحات المخصصة للتجهيزات الجماعية‬
‫بمجرد المصادقة على التقسيم في الملك العمومي أو في الملك الخاص التابع للدولة أو للجماعة العمومية‬
‫المحلية‪ ،‬و ال يترتب عن ذلك مقابل أو غرامة إال بالنسبة للمساحة التي تزيد عن ربع مساحة التقسيم ‪ ،‬و‬
‫على أساس معدل أثمان األراضي المدمجة‪.‬‬

‫و يتجلى من خالل مختلف هذه النصوص توسع رقعة األموال العمومية التي كانت محدودة واستثنائية من‬
‫خالل النظريات الفقهية المعرفة للملك العام‪.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫فبينما كانت الصفة العمومية ال تسند إال لألموال التي ال يمكن بأي حال تعويضها في االضطالع بوظيفة‬
‫تلبية حاجيات العموم بصفة مباشرة أو في تحقيق مقتضيات المرفق العام‪ ،‬أصبحت اليوم لألموال العمومية‬
‫وظائف عديدة‪.‬‬

‫الملك العمومي المحلي في مجلة الجماعات المحلية ‪:‬‬

‫ب‪ -‬تعريف الملك العام من خالل فقه القضاء‬


‫تقلص دور فقه القضاء نسبيا في مادة تعريف الملك العام اعتبارا إلى تعدد األحكام القانونية الضابطة‬
‫لمشموالت األمالك العمومية بالنسبة للدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية‪.‬‬
‫صة بملك لم يدرج في أي قانون وتحتج‬ ‫لكن دور فقه القضاء لم ينعدم تماما‪ ،‬و ذلك عندما يتعلق األمر خا ّ‬
‫اإلدارة بأنه مشمول في األموال العمومية التابعة لها‪ ،‬ففي هذه الحالة يستخدم القاضي اإلداري المعايير فقه‬
‫القضائية ليحدد إن كان الملك المعني يندرج ضمن الملك العام‪.‬‬
‫كذلك للقضاء دور هام في الحاالت التي تخص ملحقات الملك العام‬

‫م‪ .‬إ‪ .‬اس‪ ،.‬عدد ‪ 15 ،1431‬جويلية ‪ ،1995‬بلدية سوسة ضد الصادق حرز هللا‪ ،‬فقه قضاء المحكمة‬
‫اإلدارية لسنة ‪ ،1995‬مركز البحوث و الدراسات اإلدارية‪ ،‬تونس ‪ ،2000‬ص‪ 342 ,‬و ما يليها‪.‬‬

‫"وحيث يتضح من خالل أوراق الملف أن األرض الراجعة بالملكية إلى البلدية غير مصنفة ضمن األمالك‬
‫و األراضي التي تدخل في الملك العمومي بموجب أحكام الفصل ‪ 121‬من قانون البلديات‪ ،‬كما أنها ليست‬
‫مخصصة لمرفق عمومي وليست مستعملة من قبل العموم و بالتالي فال يمكن تصنيفها إال ضمن الملك‬
‫البلدي الخاص‪.‬‬
‫وحيث أن المسؤولية المترتبة عن تسرب مياه األمطار من تلك األرض إلى مستودع المستأنف ضده تكون‬
‫والحالة تلك من أنظار المحاكم العدلية مما يجعل المحكمة اإلدارية غير مؤهلة للنظر في النزاع الراهن‬
‫لعدم االختصاص"‬

‫و يتفق ما أعلنه القاضي اإلداري التونسي مع ما استقر عليه فقه القضاء الفرنسي بعد فترة من التذبذب و‬
‫ذلك من خالل قرار ‪:‬‬
‫‪C. E., 19.10.1956, Sté Le Béton‬‬
‫و قد كرس مجلس الدولة التعريف المقترح من قبل مندوب الحكومة‪ ،‬و في الواقع‪ ،‬كان ذاك هو أيضا‬
‫التعريف الوارد في مشروع لجنة تعديل المجلة المدنية الفرنسية لسنتي ‪ 1946‬و‪ ،1947‬وهو التعريف‬
‫الذي تم اعتماده من قبل محكمة التعقيب الفرنسية فس قرار صادر بتاريخ ‪ 7‬نوفمبر ‪: 1950‬‬
‫‪C. E., 19.10.1956, Sté Le Béton‬‬
‫‪« Cons., d’autre part, qu’il résulte des dispositions du décret du 04 février‬‬
‫‪1932 et du cahier des charges y annexé, notamment de celles précitées,‬‬
‫‪que, sous le régime de ce décret, la partie des terrains que groupe le‬‬
‫‪« port industriel » constitue l’un des éléments de l’organisation‬‬
‫‪d’ensemble qui forme le port de Bonneuil-sur-Marne ; qu’elle est, dès‬‬
]Tapez ici[

lors, au même titre que les autres parties de ce port, affectée à l’objet
d’utilité générale qui a déterminé la concession à l’Office national de
la navigation de la totalité de ces terrains et en raison duquel ceux-
ci se sont trouvés incorporés, du fait de cette concession, dans le
domaine public de l’État ;

‫و قد أكد مجلس الدولة هذا التعريف في قرار‬


C. E., 22.04.1960, Berthier, R. D. P., 1960, p. 1238.
Vu la requête sommaire et le mémoire ampliatif présenté par le sieur
Berthier François, demeurant à Maison-Blanche (Alger), ladite requête et
ledit mémoire enregistrés au Secrétariat du contentieux du Conseil d’État
les 12 janvier et 13 avril 1949 et tendant à ce qu’il plaise au Conseil
d’annuler pour excès de pouvoir un arrêté en date du 22 avril 1948 par
lequel le maire de Maison-Blanche lui a prescrit de clôturer le débouché
du chemin d’accès de sa propriété donnant sur la place de l’Aéromoteur
et a interdit la circulation aux véhicules sur ladite place…
Sur les conclusions dirigées contre le paragraphe 3 de l’article 1er et
l’article 2 de l’arrêté attaqué :
Considérant, d’une part, qu’il ressort des pièces versées au dossier que
la place dite de l’Aéromoteur, à Maison-Blanche, à la différence des autres
places voisines de la commune, n’est pas affectée à la circulation générale
et n’a pas, ainsi, le caractère d’une voie publique ; que, dès lors, le sieur
Berthier ne pouvait tenir de sa qualité de riverain de cette place aucun
droit à l’utiliser pour accéder à sa propriété en voiture automobile et que
le maire de Maison-Blanche à pu légalement, par les dispositions
susmentionnées de son arrêté du 22 avril 1948, y interdire la circulation
de tous véhicules ; que, si le juge de simple police de Maison-Carré a, le
25 janvier 1949, estimé que la place de l’aéromoteur faisait partie des
voies publiques de la commune et a, pour ce motif, relaxé le requérant
des poursuites dont il faisait l’objet pour infraction à l’arrêté contesté,
l’appréciation à laquelle s’est ainsi livré ledit juge ne saurait s’imposer au
juge de l’excès de pouvoir ;
Considérant, d’autre part, qu’il résulte de l’instruction que la place de
l’Aéromoteur constitue une promenade publique, affectée en ladite
qualité à l’usage du public et aménagée à cette fin ; que, par suite, et
bien qu’elle n’ait pas le caractère d’une voie publique, ainsi qu’il a
]Tapez ici[

été ci-dessus indiqué, elle fait, cependant, partie du domaine public


de la commune ;
Que, dès lors, à supposer que le sieur Berthier ait bénéficié d’une
servitude de passage antérieurement à l’incorporation de la place au
domaine public, il ne saurait, à l’appui de ses conclusions tendant à
l’annulation pour excès de pouvoir des prescriptions susrappelées de
l’arrêté attaqué, se prévaloir utilement de l’existence, au profit de la
circulation de ses véhicules, d’une telle servitude, qui est devenue
incompatible avec la destination de la place dont s’agit et son
aménagement en promenade publique…
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫وبناء على موقف فقه القضاء نتبين ان تعريف الملك العمومي يقوم على معيارين متالزمين ‪ :‬معيار‬
‫عضوي ومعيار مادي‬
‫‪ -1‬المعيار العضوي ‪ :‬ضرورة رجوع المال إلى ذات عمومية‪،‬‬

‫و يعبر قرار عبد العزيز التومي عن هذه الفكرة ‪:‬‬

‫المحكمة اإلدارية‪ ،‬عدد ‪ 10 ،183‬جويلية ‪ ،1980‬عبد العزيز التومي و من معه ضد وزير التجهيز‪،‬‬
‫المجموعة‪ ،‬ص‪ .‬ص‪298-290 .‬‬
‫بعد االطالع على عريضة الدعوى المقدمة من طرف األستاذ محمد محفوظ نيابة عن المدعين المسجلة‬
‫بكتابة المحكمة في ‪ 15‬جوان ‪ 1977‬و المتضمنة أن منوبيه يملكون محالت سكنى بحي المنزه الخامس‬
‫المعروف سابقا بكرنوا متاخمة لساحة عمومية تعرف بساحة الموحدين و هي القطعة عدد ‪ 520‬من المقسم‪.‬‬
‫و قد وقع التفويت فيها إلى الوكالة العقارية للسكنى التي باعتها بدورها إلى الشركة العقارية "البيت‬
‫العصري" بعد تقسيمها قصد إقامة محالت للسكنى بها ‪ ،‬و قد تم لها الترخيص في ذلك و بمقتضى هذه‬
‫العريضة يطلب المدعون إلغاء ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬مقررات التفويت في تلك الساحة الصادرة عن وزير التجهيز و الرئيس المدير العام للوكالة العقارية‬
‫للسكنى بدعوى أنها ملك عام بالنظر إلى استعمالها من طرف البلدية كساحة عمومية و بذلك يحجر التفويت‬
‫فيها تطبيقا للفصل ‪ 3‬من األمر المؤرخ في ‪ 24‬سبتمبر ‪ 1885‬و الفصل ‪ 122‬من القانون عدد ‪33‬‬
‫المؤرخ في ‪ 14‬ماي ‪...1975‬‬
‫عن طلبات المدعين الرامية إلى إلغاء قرار التفويت في قطعة األرض محل النزاع‪،‬‬
‫حيث يدعي العارضون أن أرض النزاع ملك عمومي على معنى األمر المؤرخ في ‪ 24‬سبتمبر ‪ 1885‬و‬
‫القانون عدد ‪ 33‬المؤرخ في ‪ 14‬ماي ‪( 1975‬الفصل ‪ 121‬منه)‬
‫لكن حيث يتبين من أوراق الملف أن هذه األرض كانت على ملك الدولة الخاص مرسمة تحت عدد ‪520‬‬
‫من الرسم العقاري عدد ‪ 4958‬و قد وقع التفويت فيها لفائدة الوكالة العقارية للسكنى ثم اشترتها الشركة‬
‫العقارية "البيت العصري"‪.‬‬
‫و حيث و لئن نازع محامي المدعين بكون القطعة المذكورة هي ملك عام بدعوى أنه وقع تخصيصها من‬
‫طرف بلدية أريانة كساحة عمومية و استعملت لهذا الغرض حسبما يتبين من محضر المعاينة المحرر من‬
‫طرف عدل التنفيذ في ‪ 13‬أفريل ‪ 1977‬إال أن الفصل ‪ 121‬من القانون عدد ‪ 33‬المؤرخ في ‪ 14‬ماي‬
‫‪ 1975‬يشير إلى األراضي التي هي على ملك البلدية و المستعملة كساحات عمومية لذا فال يمكن اعتبار‬
‫أرض النزاع ملكا عموميا راجعا إما للدولة بمقتضى األمر المؤرخ في ‪ 24‬سبتمبر ‪ 1885‬و إما للبلدية‬
‫عمال بالفصل ‪ 121‬من القانون المذكور‪.‬‬
‫و يتعين تأسيسا على ما تقدم رفض هذه الطلبات‪...‬‬
‫فأموال الذوات الخاصة‪ ،‬حتى لو خصصت الستعمال العموم أو لمرفق عام‪ ،‬ال يمكن أن تعتبرا ملكا عاما‪.‬‬

‫و تؤكد المحكمة اإلدارية هذا التوجه بصورة متواترة ‪:‬‬

‫المحكمة اإلدارية‪ ،‬عدد ‪ 7 ،1/13320‬جويلية ‪ ،2010‬محمود و عبد العزيز و علي أبناء أحمد محلة‬
‫ضد رئيس بلدية قصور الساف ‪:‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫"وحيث ال يكفي لتطبيق مقتضيات الفصل ‪ 121‬قديم واعتبار الممر المتنازع بشأنه ملكا عموميا بلديا مجرد‬
‫استعماله قانونا أو فعال كشارع أو مسلك بل يجب أيضا أن يكون ذلك الممر ملكا للبلدية و هو ما لم يثبت‬
‫في قضية الحال"‪.‬‬

‫و هنا من الضروري االنتباه إلى تغير الشكل القانوني للمؤسسات العمومية خاصة‪ ،‬حيث ان تحول مؤسسة‬
‫عمومية إلى شركة خاصة من شأنه أن يحول كل أموالها إلى ملكية خاصة‪( .‬مثال الديوان الوطني‬
‫لالتصاالت التي تحولت إلى اتصاالت تونس)‬

‫كما يجدر التدقيق في خصوص الوضعية القانونية لألموال المستعملة لتلبية حاجيات المرفق العام في إطار‬
‫لزمة المرفق العام‪.‬‬

‫‪ -2‬المعايير المادية‬
‫توصل فقه القضاء الى‬
‫أ‪ -‬األموال المخصصة لالستعمال المباشر من قبل العموم‬

‫ب‪ -‬األموال المخصصة لمرفق عمومي سواء كان ذلك حسب طبيعتها أو تبعا إلدخال تهيئة خاصة‬
‫عليها والمرصودة بصفة أساسية أو جوهرية للوظيفة المحددة لهذا المرفق‪.‬‬
‫وفي خصوص التخصيص لمرفق عام‪ ،‬ال حاجة للتمييز بين المرافق العمومية اإلدارية و المرافق العامة‬
‫الصناعية والتجارية‪ ،‬بالرغم من أن المبادئ التي تحكم الملك العام قد ال تكون متالئمة مع مقتضيات‬
‫المرافق العمومية ذات الصبغة الصناعية و التجارية‪.‬‬
‫أما التمييز بين التخصيص االستعمال المباشر من قبل العموم و التخصيص لحاجيات المرفق العام‪ ،‬فليس‬
‫األمر سهال‪.‬‬
‫أمثله ‪ :‬المالعب الرياضية‪ ،‬المعالم األثرية‪...‬‬
‫لكن هذا التمييز ليست له أي أهمية على مستوى تحديد رجوع المال إلى الملك العام‪.‬‬
‫و تتمتع اإلدارة مبدئيا بحرية تامة في اختيار التخصيص ‪:‬‬

‫م‪ .‬إ‪ .‬تس‪ ،‬عدد ‪ 11 ،1680‬جويلية ‪ ،1989‬محمد بن سدرين ضد رئيس بلدية نابل‪ ،‬ص‪.202-201.‬‬

‫السلطة التقديرية لإلدارة في التخصيص ‪:‬‬

‫م‪ .‬إ‪ .‬عدد ‪ 7 ،1/13233‬جوان ‪ ،2010‬محمود الجمال ضد والي نابل‪ ،‬غير منشور‪.‬‬

‫عن المطعن المأخوذ من عدم ثبوت المصلحة العامة في الطريق المبرمجة بمثال التهيئة العمرانية لبلي‬
‫المحطة ‪:‬‬
‫حيث تمسك المدعون أن فتح نهج بعقارهم المندرج ضمن المقسم عدد ‪ )5(90‬بمثال التهيئة الجديد‪ ،‬ال‬
‫يستند إلى أي مصلحة عامة تبرر برمجته خاصة أنه تمت فيه في المقابل برمجة سدم للنهج القديم المقام‬
‫في عقار مجاور طبق مثال التهيئة السابق للمنطقة رغم أن وجوده كان ضروريا لتأمين وصول تالميذ‬
‫القرية إلى المدرسة من خطر المرور بالطريق الرئيسية عدد ‪...1‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫و حيث درج فقه قضاء هذه المحكمة على اعتبار ان تقدير المصلحة العامة هي من المالءمات المتروكة‬
‫لإلدارة و ال رقابة عليها في ذلك إال بقدر ما يشوب أعمالها المبنية على تلك الغاية من خطإ فادح في‬
‫التقدير أو انحراف بالسلطة‪.‬‬
‫و حيث نص الفصل ‪ 2‬من مجلة التهيئة الترابية و التعمير أنه ‪ " :‬يقصد بالتهيئة الترابية ‪ ،‬جملة االختيارات‬
‫والتوجهات واإلجراءات التي يتم ضبطها على المستوى الوطني أو الجهوي لتنظيم استعمال المجال الترابي‬
‫والتي من شأنها ان تضمن خاصة التناسق في تركيز المشاريع الكبرى للبنى األساسية والتجهيزات العمومية‬
‫والتجمعات السكنية"‬
‫و حي ث ترتيبا عليه‪ ،‬فإن مجرد المعاينة الطوبوغرافية للمنطقة من خالل المقارنة بين المثال الهندسي و‬
‫مثال التهيئة العمرانية كافية لوحدها لبيان الجدوى من برمجة الطريق المذكورة مما يكون معه نفي المدعين‬
‫أي مصلحة عامة في برمجتها في غير طريقه‪ ،‬كما أن دفعهم بحصول مضرة من خالل سدم النهج‬
‫اآلخرغير مؤكد‪ ،‬مما تعين معه رفض المطعن الراهن‪"...‬‬

‫و قد أثار معيار التخصيص بعض المشاكل في التطبيق‪،‬‬


‫من ذلك مثال موضوع صبغة التخصيص ‪ :‬هل يخضع التخصيص لصبغة معينة؟ هل يجب أن يأخذ‬
‫التخصيص صبغة القرار اإلداري؟‬
‫األجابة التي قدمها فقه القضاء لم يقر صيغة معينة للتخصيص‪ ،‬إذ يمكن أن ينتج التخصيص بصفة مباشرة‬
‫عن قرار صريح أو بصفة غير مباشرة‪ ،‬و يمكن في هذا المقام الرجوع إلى قرار للمحكمة اإلدارية في هذا‬
‫المعنى ‪:‬‬

‫عدد ‪ 18 ،994‬فيفري ‪ ،1985‬محمد رضا األخوة ضد رئيس بلدية أريانة (المجموعة‪ ،‬ص‪)32 .‬‬

‫" حيث ولئن كان تخصيص الملك العمومي االصطناعي ال يتطلب إصدار قرار صريح إلدخال عقار في‬
‫الملك العمومي‪ ،‬فإن هذا القرار الصريح ضروري كلما تعلق األمر بإخراج ذلك العقار‪.‬‬
‫و حيث من الثابت أنه ال يمكن التفويت في جزء من الملك العمومي ما لم يقع إبطال تخصيصه الستعمال‬
‫العموم أو إسقاطه من هذا الملك‪.‬‬
‫و حيث يتبين من مراجعة األوراق المظروفة في ملف القضية أن رئيس بلدية أريانة قد أسند قرار الترخيص‬
‫المطعون فيه لتشييد بناية فوق أرض ثبت أنها مخصصة الستعمال العموم كساحة عمومية و منصوص‬
‫عليها بتلك الصفة بمثال التهيئة دون أن يكون بهذا الملف ما يفيد إخراجها من الملك العمومي البلدي‪".‬‬

‫لكن في هذه الحالة يجب على األقل أن يكون هناك عمل تهيئة إلثبات نية التخصيص‪ ،‬و بهذا يمكن أن‬
‫يصبغ على هذا المال الطبيعة العمومية‪.‬‬

‫و الواقع أن معيار التخصيص يرتبط بمعيار آخر هو معيار التهيئة الخاصة ‪:‬‬
‫و تتمثل التهيئة الخاصة في القيام بعمل مادي أو مجموعة أعمال مادية (أشغال) إلقامة بناءات أو تجهيزات‬
‫أو منشآت معدة لغرض االستعمال المباشر من قبل العموم (طرقات‪ ،‬حدائق عمومية‪ ،‬ساحات)‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫و قد أقر فقه القضاء الفرنسي أن شرط التهيئة الخاصة متوفر بالنسبة لمالعب رياضية عن طريق إحداث‬
‫مدارج و حجرات مالبس ‪:‬‬
‫*…‪C.A.A. 13 juillet 1951, Ville de Toulouse‬‬
‫وشرط التهيئة الخاصة غير متوفر في حالة أراضي تم انتزاعها لمد قنوات مياه لكن هذه األراضي بقيت‬
‫على حالها مخصصة لالستعمال كأراضي فالحية‪.‬‬
‫* ‪C. A. A. 30 mai 1951,‬‬
‫و قد يتبادر إلى الذهن أن التهيئة الخاصة ليست إال شرطا مطلوبا في ما يخص الملك المخصص للمرفق‬
‫العام‪ ،‬ألن الفرضية المتعلقة باستعمال العموم تفترض وجود التهيئة الخاصة بشكل مبدئي و مسبق‪.‬‬
‫فالتهيئة الخاصة مطلوبة سواء تعلق األمر بمرفق عام أو باستعمال العموم‪ ،‬و هذا ما يبدو من قرار‬
‫‪C. E., 22.04.1960, Berthier, R. D. P., 1960, p. 1238.‬‬
‫‪Considérant, d’autre part, qu’il résulte de l’instruction que la place de‬‬
‫‪l’Aéromoteur constitue une promenade publique, affectée en ladite‬‬
‫‪qualité à l’usage du public et aménagée à cette fin ; que, par suite, et‬‬
‫‪bien qu’elle n’ait pas le caractère d’une voie publique, ainsi qu’il a‬‬
‫‪été ci-dessus indiqué, elle fait, cependant, partie du domaine public‬‬
‫; ‪de la commune‬‬
‫و يبدو بذلك أن األثر الناتج عن شرط التهيئة الخاصة هو إعطاء أهمية أكبر للملك العام االصطناعي الذي‬
‫يتدخل اإلنسان عبر التهيئة الخاصة إلنشائه‪ .‬كما يبدو أن من آثاره تضييق مجال الملك العام باشتراط‬
‫التهيئة الخاصة بالنسبة لجزء كبير منه‪.‬‬
‫الفقرة ‪ -4‬مكونات الملك العام ‪:‬‬

‫◄ تصنيف الملك العام إلى ملك طبيعي و ملك اصطناعي‬

‫إضافة إلى التقسيم التقليدي لألموال إلى عقارات و منقوالت‪ ،‬درج الفقه على تصنيف األموال العمومية‬
‫إلى ملك عام طبيعي ‪ domaine naturel‬وملك عام اصطناعي ‪.domaine artificiel‬‬

‫ويشمل الملك العام الطبيعي األشياء الطبيعية كالشواطئ البحرية و األنهار و الغابات والثروات الطبيعية‪،‬‬

‫أما الملك العام االصطناعي فيشمل كل ما أنتجته يد اإلنسان مثل الطرقات و الجسور والسدود و شبكات‬
‫المياه و الكهرباء و التطهير‪...‬‬

‫◄ ينقسم الملك العام الى عقار ومنقول‬

‫تعتبر ملكا عاما منقوال المنقوالت الهامة وهو ما يؤدي إلى إقصاء األدوات المكتبية البسيطة من دائرة‬
‫الملك العام المنقول‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬آثار التمييز بين الملك العام والملك الخاص‬

‫فقرة ‪ . 1‬اختالف االثار ‪:‬‬


‫[‪]Tapez ici‬‬

‫إخضاع الملك العام إلى قواعد متميزة كليا عن قواعد الملك الخاص‬

‫‪ -‬على مستوى الحماية‪ :‬حماية مشددة‪ :‬من خالل المبادئ التحجيرية الثالث‪ :‬تحجير التفويت‪ ،‬التقادم‪،‬‬
‫العقلة ومن خالل منظومة الحماية اإلدارية المتجسدة في سلطات شرطة الملك العمومي‬
‫‪ -‬على مستوى التحديد‪ :‬خصوصية إجراءات التحديد‪ /‬اللجنة التي تقوم بعملية التحديد‪ /‬السجل الذي يتم‬
‫فيه التسجيل‪.‬‬
‫‪ -‬على مستوى االستعمال‪ :‬مبدئيا‪ :‬يخضع لمبادئ الحرية والمجانية والمساواة في االستعمال من قبل‬
‫العموم‬

‫‪ -‬امكانية استثناء هذه المبادئ من خالل وضع آليات لالستعمال الفردي والحصري لبعض أجزائه و‬
‫تمثل هذه اآلليات (اللزمات‪ ،‬تراخيص اإلشغال الوقتي)‬

‫‪ -‬على مستوى االختصاص القضائي‪ ،‬يتمثل األثر األول للتمييز بين الملك العام و الملك الخاص في‬
‫اختالف الجهة القضائية المختصة‪ ،‬فالملك العام يخضع لوالية القاضي اإلداري‪ ،‬و يعتبر النزاع‬
‫المتعلق به نزاعا إداريا أصيال‪.‬‬

‫‪ -‬اختصاص كلي للقاضي اإلداري في نزاعات الملك العام‬

‫استقرار فقه القضاء على اعتبار النزاعات المتعلقة بالملك العمومي نزاعات إدارية صرفة‪:‬‬

‫‪ ‬المحكمة اإلدارية‪ :‬اب‪ .‬عدد ‪ 22 ،11238‬أفريل ‪ ،2006‬ليليا ضد م‪.‬ع‪.‬ن‪.‬د‪ .‬في حق وزارة‬


‫التجهيز‬
‫‪ ‬المح اإلدارية‪ ،‬اب‪ .‬عدد ‪ 31 ،13050‬ماي ‪ ،2008‬خديحة ونقابة المالكين بالحي التجاري‬
‫جميل ضد رئيس بلدية أريانة‬
‫‪ ‬مجلس تنازع االختصاص‪ :‬عدد ‪ 19 ،13‬أفريل ‪ ،2000‬بوزيدي ضد م‪.‬ع‪.‬ن‪.‬د‪ .‬في حق‬
‫وزارتي الثقافة والمالية‬

‫على عكس الملك الخاص يخضع مبدئيا لوالية القضاء العدلي‪.‬‬

‫استقرار فقه القضاء على هذا المبدإ ‪ :‬م‪.‬إ‪ .‬اس‪ ،.‬عدد ‪ 15 ،1431‬جويلية ‪ ،1995‬بلدية سوسة ضد‬
‫الصادق حرز للا‬

‫فقرة ثانية ‪ :‬محدودية التمييز ‪:‬‬


‫• صعوبة تصنيف بعض الممتلكات‬
‫من ذلك الغابات التي ‪:‬‬
‫يصنفها أمر ‪ 18‬جوان ‪ 1918‬في الملك الخاص للدولة‪ ،‬وهي من األمالك التي يمكن اكتسابها من قبل‬
‫الخواص‬
‫والواقع أن مجلة الغابات تميز بين ملك الدولة للغابات من جهة (القسم األول من الباب الرابع من العنوان‬
‫األول من مجلة الغابات المتعلق بمشموالت ملك الدولة للغابات و خاصة الفصل ‪ )12‬و بين األراضي‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫الخاضعة لنظام الغابات والتي يمكن أن ال تكون على ملك الدولة من جهة أخرى (الباب الثاني من العنوان‬
‫األول من مجلة الغابات المتعلق باإلخضاع لنظام الغابات)‬

‫وأخضعها المشرع إلى إجراء التسجيل العقاري إذ ينص الفصل ‪ 13‬من مجلة الغابات على ضرورة‬
‫تسجيلها‪،‬‬
‫بينما ينص الفصل ‪ 14‬من مجلة الغابات على أن أمالك الدولة للغابات غير قابلة للتفويت و ال ينالها مفعول‬
‫الحيازة بمرور الزمن بعد تسجيلها و ال يمكن تغيير وصفها‪ ،‬و ال يمكن إخراجها من حضيرة أمالك الغابات‬
‫إال في الحاالت المنصوص عليها في المجلة‪.‬‬

‫• اإلدماج و اإلخراج‬

‫من مظاهر مرونة الحد الفاصل بين الملك العام و الملك الخاص إمكانية إعادة تصنيف الملك بإدماجه في‬
‫أحد الصنفين بقرار إداري تملك اإلدارة في اتخاذه سلطة تقديرية كاملة‪.‬‬
‫عدد ‪ 18 ،994‬فيفري ‪ ،1985‬محمد رضا األخوة ضد رئيس بلدية أريانة (المجموعة‪ ،‬ص‪:)32 .‬‬
‫" حيث و لئن كان تخصيص الملك العمومي االصطناعي ال يتطلب إصدار قرار صريح إلدخال عقار‬
‫في الملك العمومي‪ ،‬فإن هذا القرار الصريح ضروري كلما تعلق األمر بإخراج ذللك العقار‪.‬‬
‫و حيث من الثابت أنه ال يمكن التفويت في جزء من الملك العمومي ما لم يقع إبطال تخصيصه الستعمال‬
‫العموم أو إسقاطه من هذا الملك‪.‬‬
‫و حيث يتبين من مراجعة األوراق المظروفة في ملف القضية أن رئيس بلدية أريانة قد أسند قرار الترخيص‬
‫المطعون فيه لتشييد بناية فوق أرض ثبت أنها مخصصة الستعمال العموم كساحة عمومية و منصوص‬
‫عليها بتلك الصفة بمثال التهيئة دون أن يكون بهذا الملف ما يفيد إخراجها من الملك العمومي البلدي‪".‬‬

‫• التثمين‪:‬‬

‫يمثل النفع العام وتحقيق مقتضيات المرفق العمومي أول وظائف الملك العام مما يبعده عن وظيفة توفير‬
‫موارد لميزانية الدولة‬
‫غير أن التطور الذي عرفته الدولة و التوجه نحو الليبرالية و ضرورة تحقيق التوازن المالي لميزانيتها‬
‫حت ّم مراجعة مبدإ االستعمال المجاني للملك العمومي‬
‫عبر آليات تمكن اإلدارة من استغالل مالي للملك العمومي (تثمين الملك العام) (عبر لزمة الملك العمومي‬
‫مثال)‬
‫يمكن للملك العام والملك الخاص أن يمثال مصدرا لتحقيق مداخيل نقدية‪:‬‬
‫فيمكن مثال تسويغ األراضي الفالحية‪ ،‬كما يمكن التفويت في العقارات بالبيع حسب الصيغ القانونية الخاصة‬
‫(بالنسبة للملك الخاص)‪.‬‬
‫وتدر هذه العقود‬
‫ّ‬ ‫كما يمكن أيضا إبرام عقود لزمة في خصوص أجزاء من الملك البحري أو ملك الطرقات‪،‬‬
‫مداخيل لفائدة الذوات العمومية‪.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫إال أن تحقيق الصالح العام و مقتضيات المرفق العمومي التي تمثل أساس وجود و كيان الذوات العمومية‬
‫يجعل وظيفة توفير موارد لميزانيات الذوات العمومية وظيفة ثانوية‪ ،‬إذ أن النفع العام وتحقيق المصلحة‬
‫العامة ال يقدران بالمردود المادي بل بالنجاعة في توفير حاجيات و متطلبات المجموعة‪.‬‬
‫غير أن التطور الحديث الذي عرفته الدولة و التوجهات نحو الليبرالية باإلضافة إلى ضرورة تحقيق التوازن‬
‫المالي للميزانية العمومية حتم مراجعة مجانية المرافق العمومية و بالتالي مجانية استعمال األمالك‬
‫الضرورية لتنفيذها‪.‬‬
‫لذلك بدأت المراجعة التدريجية لنظام استغالل أموال الذوات العمومية في اتجاه تحسين مردوديتها و‬
‫استغاللها المحكم سواء كان ذلك لتحقيق مداخيل إضافية أو لصيانة و حسن استغالل هذه األمالك بفضل‬
‫العائدات‪.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫حوصلة للمبحث األول‬


‫◄ تصنيف ملك الذوات العمومية إلى ملك خاص و ملك عام‬
‫◄ تصنيف الملك العام إلى ملك طبيعي و ملك اصطناعي‬
‫إضافة إلى التقسيم التقليدي لألموال إلى عقارات و منقوالت‪ ،‬درج الفقه على تصنيف األموال‬
‫العمومية إلى ملك طبيعي ‪ domaine naturel‬وملك اصطناعي ‪.domaine artificiel‬‬

‫ويشمل الملك الطبيعي األشياء الطبيعية كالشواطئ البحرية و األنهار و الغابات و‬


‫األراضي الفالحية‪ ،‬أما الملك االصطناعي فيشمل كل ما أنتجته يد اإلنسان مثل الطرقات‬
‫و الجسور والسدود و شبكات المياه و الكهرباء و التطهير‪...‬‬
‫◄ أوجه التشابه و التقارب بين الملك العام و الملك الخاص‬
‫• رجوع كل منهما إلى ذات عمومية‬
‫• كل منهما تستعمله السلطة العامة لتحقيق المصلحة العامة في نهاية المطاف‬
‫• اإلدارة تستعمل الوسائل السلطوية الكتساب الملك الخاص (االنتزاع) و التصرف فيه‬
‫(األراضي الفالحية)‬
‫• كل من الملك العام والملك الخاص يخضعان لمبدإ مشترك يهدف إلى حماية كل األموال‬
‫الراجعة للذوات العمومية‪ ،‬وهو مبدأ عدم قابلية األمالك العمومية للعقلة‬
‫‪.l’insaisissabilité‬‬

‫و نستمد هذا المبدأ من الفصل ‪ 37‬من مجلة المحاسبة العمومية ‪:‬‬

‫" اليجوز إجراء أية عقلة ولو كانت بمقتضى أحكام أو بطاقات تنفيذية على األموال وال على الديون‬
‫المنجرة عن ضرائب أو غيرها وال على السندات والقيم والمكاسب المنقولة وغير المنقولة بدون أي‬
‫إستثناء التي تملكها الدولة أو المؤسسات العمومية أو الجماعات العمومية المحلية‪ .‬وكل ما يقع من عقل‬
‫وأعمال تنفيذية وغيرها خالفا لألحكام المقررة أعاله يعتبر باطال بطالنا مطلقا"‪.‬‬
‫◄ فرع ثالث ‪ :‬معايير التمييز بين الملك العام و الملك الخاص‪:‬‬

‫تمييز يمر عبر تعريف الملك العام‬

‫‪ -‬الملك العام هو األصل ‪ :‬التعريف السلبي للملك الخاص‬

‫اكتفى أمر ‪ 1918‬المتعلق بملك الدولة الخاص بتعداد مكونات هذا الملك على سبيل الذكر ال الحصر‪،‬‬
‫معتمدا تعريفا سلبيا للملك الخاص للدولة بأن أدرج فيه "األمالك التي تكتسبها الدولة ما لم تكن من‬
‫األمالك العمومية"‪.‬‬
‫و يعني ذلك أن تحديد و تعريف الملك الخاص يجب أن يمر عبر تعريف الملك العام الذي لم يقدم له‬
‫أمر‪ 1885‬المتعلق بالملك العام أي تعريف‪.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫‪ -‬غياب التعريف التشريعي العام‬

‫و يؤدي غياب تعريف واضح لكل من الملك العام و الملك الخاص إلى ‪:‬‬
‫‪ o‬تمتع اإلدارة بسلطة تقديرية هامة في تصنيف الممتلكات التي لم تذكر بصورة واضحة في‬
‫القائمات التشريعية‬
‫‪ o‬تدخل القضاء ليحدد باجتهاده مفهوم الملك العمومي عبر استنباط معايير تمكن من تمييزه‬
‫عن الملك الخاص‪.‬‬
‫◄ المعايير المعتمدة في التمييز هي ‪- :‬المعيار العضوي (ملكية الذات العمومية للملك) و‪-‬‬
‫المعيارالمادي ‪( :‬التخصيص من اجل االستعمال المباشر من طرف العموم او التخصيص من‬
‫أجل المرفق العم مع التهيئة الخاصة) يعني شرط التخصيص للمصلحة العامة‬
‫◄ فرع ثاني ‪ :‬آثار التمييز بين الملك العام و الملك الخاص‬

‫إخضاع الملك العمومي إلى قواعد متميزة كليا عن القانون الخاص‬


‫‪ -‬على مستوى التحديد‪ :‬خصوصية إجراءات التحديد‪ /‬اللجنة التي تقوم بعملية التحديد‪ /‬السجل الذي‬
‫يتم فيه التسجيل‪.‬‬
‫‪ -‬على مستوى الحماية‪ :‬حماية مشددة‪ :‬من خالل المبادئ التحجيرية الثالث‪ :‬تحجير التفويت‪ ،‬التقادم‪،‬‬
‫العقلة‬
‫من خالل منظومة الحماية اإلدارية المتجسدة في سلطات شرطة‬
‫الملك العمومي‬
‫‪ -‬على مستوى االستعمال‪ :‬مبدئيا‪ :‬يخضع لمبادئ الحرية و المجانية و المساواة في االستعمال من‬
‫قبل العموم‬

‫امكانية استثناء هذه المبادئ من خالل وضع آليات لالستعمال الفردي و‬


‫الحصري لبعض أجزائه‬

‫و تمثل هذه اآلليات (اللزمات‪ ،‬تراخيص اإلشغال الوقتي)‬

‫مظاهر تقارب بين الملكين في إطار سياسة التثمين االقتصادي للملك العمومي‬

‫إخضاع الملك الخاص إلى قواعد قانونية متميزة نسبيا عن القانون الخاص‬
‫‪ -‬على مستوى التحديد‪...‬‬
‫‪ -‬على مستوى الحماية‪ :‬وجود حماية نسبية من خالل مبدإ تحجير العقلة الذي يمثل مبدأ مشتركا‬
‫يفسره رجوع الملكين‬

‫إلى الذوات العمومية التي يمثل تحقيق المصلحة العامة هدفها األساسي‬

‫لكنها ال ترتقي إلى مستوى حماية الملك العمومي‪ ،‬إذ هو كملك الخواص‪:‬‬

‫قابل للتفويت‪ ،‬قابل للتقادم (وجوبية التسجيل العقاري لتحقيق الحماية)‬


‫‪ -‬على مستوى االستعمال‪ :‬ليس مفتوحا لالستعمال للعموم‪ ،‬و ال يخضع لمبادئ الحرية و المجانية و‬
‫المساواة‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫اإلدارة تستغله بشكل مشابه لألساليب التي يستعملها الخواص‪ ،‬خاصة لتحقيق مداخيل‬

‫على مستوى النظام القضائي‪ ،‬يتمثل األثر األول للتمييز بين الملك العام و الملك الخاص في اختالف‬
‫الجهة القضائية المختصة‪،‬‬

‫فالملك العام يخضع لوالية القاضي اإلداري‪ ،‬و يعتبر النزاع المتعلق به نزاعا إداريا أصيال‪.‬‬

‫‪ :‬اختصاص كلي للقاضي اإلداري في نزاعات الملك العام‬

‫استقرار فقه القضاء على اعتبار النزاعات المتعلقة بالملك العمومي نزاعات إدارية صرفة‪:‬‬

‫المحكمة اإلدارية‪ :‬اب‪ .‬عدد ‪ 22 ،11238‬أفريل ‪ ،2006‬ليليا ضد م‪.‬ع‪.‬ن‪.‬د‪ .‬في حق وزارة التجهيز‬

‫اب‪ .‬عدد ‪ 31 ،13050‬ماي ‪ ،2008‬خديحة و نقابة المالكين بالحي التجاري جميل ضد‬
‫رئيس بلدية أريانة‬

‫مجلس تنازع االختصاص‪ :‬عدد ‪ 19 ،13‬أفريل ‪ ،2000‬بوزيدي ضد م‪.‬ع‪.‬ن‪.‬د‪ .‬في حق وزارتي‬


‫الثقافة و المالية‬

‫على عكس الملك الخاص الذي يخضع مبدئية لوالية القضاء العدلي‪.‬‬

‫استقرار فقه القضاء على هذا المبدإ ‪ :‬م‪.‬إ‪ .‬اس‪ ،.‬عدد ‪ 15 ،1431‬جويلية ‪ ،1995‬بلدية سوسة ضد‬
‫الصادق حرز للا‬

‫غير أن عديد االستثناءات تتعلق باختصاص القاضي العدلي‪،‬‬


‫‪ -1‬مجلس تنازع االختصاص‪ ،‬عدد ‪ 11 ،169‬جويلية ‪ ،2006‬ورثة خوجة ضد بلدية قليبية‬
‫(مقتطفات)‬

‫"و حيث أن تصرف اإلدارة في ملكها الخاص دون أن يقترن عملها هذا باستعمال امتيازات السلطة‬
‫العامة أو بغرض تحقيق المصلحة العامة بتشريك معاقدها في تسيير مرفق عام يجعلها في وضعية ال‬
‫تختلف عن وضعية الخواص عند تصرفهم في ملكهم الخاص مما يجعل النزاعات الناشئة في هذا‬
‫الصدد معقودة لجهاز القضاء العدلي‪"...‬‬
‫‪ -2‬األشغال العمومية و المنشآت العمومية‬

‫من ذلك االستثناء المتعلق باألشغال العمومية المنجزة فوق العقارات الخاصة الراجعة للذوات‬
‫العمومية‪،‬‬

‫و قد أقر فقه القضاء ترجيح االختصاص اإلداري اعتمادا على أرجحية معيار األشغال العمومية أو‬
‫المنشأة العمومية ‪ :‬معايير مستقطبة لالختصاص اإلداري‪.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫‪Le critère alternatif des travaux publics et de l’ouvrage public‬‬

‫و لتعريف األشغال العمومية‪ ،‬يمكن الرجوع إلى قرارات فرنسية مثل ‪:‬‬

‫)‪C. E., 10.06.1921, Commune de Monségur (Grands Arrêts n° 41‬‬

‫)‪T.C., 28.03.1955, Effimief (Grands Arrêts p. 531‬‬

‫أما في القرار األول‪ ،‬فقد أكد مجلس الدولة ضرورة توفر ‪ 3‬شروط حتى تكون األشغال أشغاال‬
‫عمومية ‪:‬‬
‫‪ -‬أن تكون األشغال عقارية‬
‫‪ -‬أن تكون األشغال منجزة لفائدة ذات عمومية‬
‫‪ -‬أن تهدف األشغال إلى المصلحة العامة‬

‫و أضاف القرار الثاني أنه‪:‬‬

‫يمكن لهذه األشغال أن تكون منجزة لفائدة الخواص لغاية المرفق العام ‪:‬‬

‫‪C.E. 20.04.1956, ministre de l’agriculture contre Consorts Grimouard‬‬


‫)‪(G. A. n° 92‬‬

‫و لهذا التوجه في تعريف األشغال العمومية نظير في فقه قضاء المحكمة اإلدارية ‪.12 .19 :‬‬
‫‪ ،1988‬المكلف العام بنزاعات الدولة ضد عثمان الشامخ‬

‫كما لنا قرار ثان يثبت استقطاب األشغال العمومية لالختصاص اإلداري ‪:‬‬

‫إبراهيم العرفاوي ضد بلدية عين دراهم‪ ،‬عدد ‪ 26 ،293‬جوان ‪ ،1986‬المجموعة‪ ،‬ص‪.257 .‬‬

‫و تفيد الوقائع أن بلدية عين دراهم أقامت حائطا واقيا خلف المخبزة التي كان يشغلها المستأنف على‬
‫وجه التسويغ و ذلك قصد مقاومة انجراف التربة‪.‬‬

‫و قد حصل أن انهار الحائط المذكور فوق المخبزة فأدى ذلك إلى سقوطها و إتالف المعدات الموجودة‬
‫بها‪.‬‬

‫فقضت محكمة البداية لفائدة المتضرر بغرامات و تم استئناف الحكم أمام المحكمة اإلدارية‪ ،‬ودفع نائب‬
‫البلدية المستأنف ضدها بعدم اختصاص المحكمة للنظر في الدعوى بحجة أن موضوعها ال يتعلق‬
‫بطلب تعويض ضرر حاصل من تنفيذ قرار إداري أم من عمل مادي صدر عن البلدية بموجب أحكام‬
‫السلطة العامة‪ ،‬مضيفا أن الجدار المحدث للمضرة ليس على الجملة عائدا بالملكية للبلدية ‪ ,‬إنما هو‬
‫مقام فوق أرض أجنبي قصد حماية عقاره من انجراف التربة‪.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫و حيث أنه بصرف النظر عن موقع األشغال التي أذنت بها البلدية فهي تشكل على أي حال وبعد‬
‫ثبوت نسبتها إلى مصالحها أشغاال عمومية على معنى مقتضيات الفصل ‪ 1‬من أمر ‪ 28‬نوفمبر‬
‫‪ ،1888‬و يكون النظر في تعويض األضرار المتعلقة بها معقودا لهذه المحكمة طبقا ألحكام قانون‬
‫‪.1972‬‬

‫كما تعرضت محكمة التنازع الفرنسية إلى موضوع العالقة بين األشغال العامة و طبيعة الملك الواقعة‬
‫فوقه‪.‬‬
‫‪ -3‬اختصاص القاضي اإلداري بالنظر في دعاوى تجاوز السلطة المرفوعة للطعن في شرعية‬
‫القرارات اإلدارية الصادرة في إطار تصرف اإلدارة في ملكها الخاص‪.‬‬

‫م‪ .‬إ‪ .‬تس‪ .‬عدد ‪ 9 ،3109‬مارس ‪ ،1993‬توفيق الدعداع ضد رئيس بلية حمام األنف‪ ،‬المجموعة‪،‬‬
‫ص‪.491-490 .‬‬

‫◄ محدودية التمييز‬

‫• صعوبة تصنيف بعض الممتلكات‬


‫من ذلك الغابات التي ‪:‬‬
‫يصنفها أمر ‪ 18‬جوان ‪ 1918‬في الملك الخاص للدولة‪ ،‬وهي من األمالك التي يمكن اكتسابها من قبل‬
‫الخواص‬
‫والواقع أن مجلة الغابات تميز بين ملك الدولة للغابات من جهة (القسم األول من الباب الرابع من العنوان‬
‫األول من مجلة الغابات المتعلق بمشموالت ملك الدولة للغابات و خاصة الفصل ‪ )12‬و بين األراضي‬
‫الخاضعة لنظام الغابات والتي يمكن أن ال تكون على ملك الدولة من جهة أخرى (الباب الثاني من العنوان‬
‫األول من مجلة الغابات المتعلق باإلخضاع لنظام الغابات)‬

‫و أخضعها المشرع إلى إجراء التسجيل العقاري إذ ينص الفصل ‪ 13‬من مجلة الغابات على ضرورة‬
‫تسجيلها‪،‬‬
‫بينما ينص الفصل ‪ 14‬من مجلة الغابات على أن أمالك الدولة للغابات غير قابلة للتفويت وال ينالها مفعول‬
‫الحيازة بمرور الزمن بعد تسجيلها وال يمكن تغيير وصفها‪ ،‬وال يمكن إخراجها من حضيرة أمالك الغابات‬
‫إال في الحاالت المنصوص عليها في المجلة‪.‬‬

‫• اإلدماج واإلخراج‬

‫من مظاهر مرونة الحد الفاصل بين الملك العام و الملك الخاص إمكانية إعادة تصنيف الملك بإدماجه في‬
‫أحد الصنفين بقرار إداري تملك اإلدارة في اتخاذه سلطة تقديرية كاملة‪.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫عدد ‪ 18 ،994‬فيفري ‪ ،1985‬محمد رضا األخوة ضد رئيس بلدية أريانة (المجموعة‪ ،‬ص‪:)32 .‬‬
‫" حيث و لئن كان تخصيص الملك العمومي االصطناعي ال يتطلب إصدار قرار صريح إلدخال عقار‬
‫في الملك العمومي‪ ،‬فإن هذا القرار الصريح ضروري كلما تعلق األمر بإخراج ذللك العقار‪.‬‬
‫و حيث من الثابت أنه ال يمكن التفويت في جزء من الملك العمومي ما لم يقع إبطال تخصيصه الستعمال‬
‫العموم أو إسقاطه من هذا الملك‪.‬‬
‫و حيث يتبين من مراجعة األوراق المظروفة في ملف القضية أن رئيس بلدية أريانة قد أسند قرار الترخيص‬
‫المطعون فيه لتشييد بناية فوق أرض ثبت أنها مخصصة الستعمال العموم كساحة عمومية و منصوص‬
‫عليها بتلك الصفة بمثال التهيئة دون أن يكون بهذا الملف ما يفيد إخراجها من الملك العمومي البلدي‪".‬‬

‫• التثمين‪:‬‬

‫يمثل النفع العام وتحقيق مقتضيات المرفق العمومي أول وظائف الملك العام مما يبعده عن وظيفة توفير‬
‫موارد لميزانية الدولة‬
‫غير أن التطور الذي عرفته الدولة والتوجه نحو الليبرالية وضرورة تحقيق التوازن المالي لميزانيتها حت ّم‬
‫مراجعة مبدإ االستعمال المجاني للملك العمومي عبر آليات تمكن اإلدارة من استغالل مالي للملك العمومي‬
‫(تثمين الملك العام) (عبر لزمة الملك العمومي مثال)‬
‫يمكن للملك العام والملك الخاص أن يمثال مصدرا لتحقيق مداخيل نقدية‪:‬‬
‫فيمكن مثال تسويغ األراضي الفالحية‪ ،‬كما يمكن التفويت في العقارات بالبيع حسب الصيغ القانونية الخاصة‬
‫(بالنسبة للملك الخاص)‪.‬‬
‫كما يمكن أيضا إبرام عقود لزمة في خصوص أجزاء من الملك البحري أو ملك الطرقات‪ ،‬وتدر هذه العقود‬
‫مداخيل لفائدة الذوات العمومية‪.‬‬
‫إال أن تحقيق الصالح العام و مقتضيات المرفق العمومي التي تمثل أساس وجود و كيان الذوات العمومية‬
‫يجعل وظيفة توفير موارد لميزانيات الذوات العمومية وظيفة ثانوية‪ ،‬إذ أن النفع العام وتحقيق المصلحة‬
‫العامة ال يقدران بالمردود المادي بل بالنجاعة في توفير حاجيات و متطلبات المجموعة‪.‬‬
‫غير أن التطور الحديث الذي عرفته الدولة و التوجهات نحو الليبرالية باإلضافة إلى ضرورة تحقيق التوازن‬
‫المالي للميزانية العمومية حتم مراجعة مجانية المرافق العمومية و بالتالي مجانية استعمال األمالك‬
‫الضرورية لتنفيذها‪.‬‬
‫لذلك بدأت المراجعة التدريجية لنظام استغالل أموال الذوات العمومية في اتجاه تحسين مردوديتها و‬
‫استغاللها المحكم سواء كان ذلك لتحقيق مداخيل إضافية أو لصيانة و حسن استغالل هذه األمالك بفضل‬
‫العائدات‪.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬النظام القانوني للملك العام‬


‫المبحث األول تحديد الملك العام و نظام عالقات الجوار‬

‫التحديد هو عملية رسم حدود العقارات المجاورة بعضها لبعض‪،‬‬


‫ونجد تعريفا تشريعيا لهذه العملية ضمن القانون المتعلق بالملك العمومي البحري ضمن فصله الرابع الذي‬
‫ينص‪:‬‬
‫" يهدف تحديد الملك العمومي البحري إلى وضع عالمات هذا الملك بالنسبة للعقارات المجاورة‪".‬‬
‫نميّز في هذا االطار بين تحديد عقارات الخواص يتم رسم حدود عقارين متجاورين بطريقتين ‪:‬‬
‫• إما باتفاق األطراف‬
‫• أو إثر تدقيق قضائي في الرسوم العقارية لألطراف في إطار دعوى للمطالبة برسم الحدود‬
‫يكون االختصاص فيها للقاضي العدلي‪.‬‬
‫غير أن تحديد األمالك العمومية ال يتم باالتفاق أو بحكم قضائي وإنما يتم بقرار إداري أحادي‪ ،‬فاإلدارة‬
‫ليست ملزمة باالتفاق مع األجوار لتحديد الملك العمومي‪ ،‬ما دامت تملك صالحية إصدار قرار أحادي‬
‫الجانب يمثل أحد أساليب السلطة العامة ومظهرا من مظاهر تميز عملية تحديد الملك العام‬

‫و قد تم منح اإلدارة هذه الصالحية بمقتضى الفصل الخامس من األمر العلي المؤرخ في ‪ 24‬سبتمبر‬
‫‪ 1885‬والمتعلق بالملك العمومي الذي ينص على أنه ‪:‬‬
‫" عندما تدعو الحاجة إلى تحديد األمالك العمومية‪ ،‬تصدر أوامر بتعيين حدودها بمطلب من مدير األشغال‬
‫العامة وذلك بعد عمل توجه علني‪ ،‬و حقوق الغير ال تسقط‪ ،‬و لكن من يلحقه ضرر من جرى (جراء) ذلك‬
‫ال يستحق شيئا سوى التعويض‪".‬‬

‫و يمثل تحديد الملك العمومي أول وسائل حمايته‬

‫ونميز في هذا اإلطار بين تحديد الملك العام الطبيعي وتحديد الملك العام االصطناعي‬
‫فقرة أولى ‪ :‬تحديد الملك العام الطبيعي‬

‫لقد تم تأطير تحديد الملك العام الطبيعي في البداية بمقتضى األمر العلي المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1887‬و‬
‫المتعلق بتحديد الملك العمومي‪.‬‬
‫لكن النصوص الخاصة سرعان ما حملت قواعد جديدة في خصوص مختلف مكونات الملك العمومي‪ ،‬على‬
‫أنها قواعد تحترم المبادئ العامة المكرسة منذ ‪.1887‬‬

‫و تمكننا مراجعة هذه النصوص استنتاجا بأن بوجود بعض االختالفات في تحديد الملك العام تختلف حسب‬
‫ما إذا كان األمر متعلقا بملك عام طبيعي أو بملك عام اصطناعي‪ ،‬و سنركز دراستنا على العقارات دون‬
‫المنقوالت نظرا ألهميتها البالغة فضال عن كثافة القواعد التي تتعرض إلى مسألة تحديدها‪.‬‬

‫أما في خصوص المنقوالت أو الملك العمومي المنقول ‪ ،Domaine Public Mobilier‬فإن هناك‬
‫صعوبة جدية في وصف المنقوالت التي هي على ملك الذوات العمومية بأنها ملك عام‪.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫فإذا اعتبرنا معيار التخصيص للمنفعة العامة أو للمرفق العمومي أو الستعمال العموم‪ ،‬كان علينا أن نعتبر‬
‫أبسط األدوات المكتبية مدرجة في الملك العام‪.‬‬

‫لذلك وجب حصر المنقوالت التي يمكن إدراجها ضمن الملك العام في األموال غير العادية إما ألنها تخضع‬
‫لتهيئة خاصة (معدات األشغال العمومية و المعدات العسكرية) أو لعدم إمكانية تعويضها أو لصعوبته مثل‬
‫القطع األثرية والفنية و المخطوطات النادرة و الكتب النادرة واألرشيف‪.‬‬

‫والملك العام الطبيعي هو باألساس ملك عقاري أي أنه يتكون من عقارات نتج وجودها عن ظواهر طبيعية‪.‬‬
‫لكن المشرع يتدخل إلعالن انتمائها إلى الملك العام‪.‬‬
‫وتتمثل مكونات الملك العام الطبيعي باألساس في الملك العمومي البحري و الملك العمومي للمياه بما في‬
‫ذلك األنهار و البحيرات‪ ،‬و يمكن أن يضاف إليهما الفضاء الجوي الذي يعلو اإلقليم الوطني‪ .‬كما تعتبر‬
‫الترددات الراديوية جزءا من الملك العام للدولة‪.‬‬
‫و غالبا ما تحاول النصوص تحديد عناصر كل من هذه المكونات بدقة‪:‬‬

‫من ذلك أن الفصل ‪ 2‬من القانون عدد ‪ 73‬لسنة ‪ 1995‬المؤرخ في ‪ 24‬جويلية ‪ 1995‬و المتعلق بالملك‬
‫العمومي البحري ينص في فقرته األولى على أن الملك العمومي البحري الطبيعي يشمل ‪:‬‬
‫أ) ضفاف البحر المتكونة من الشريط الساحلي المغطى أو المكشوف بالتداول بمياه البحر عندما‬
‫ترتفع هذه المياه إلى أعلى أو تنخفض إلى أدنى مستوى‪ ،‬و من األراضي الناتجة عن ظاهرة‬
‫انحسار و امتداد البحر بما في ذلك الكثبان الرملية المحاذية مباشرة لهذه األراضي مع مراعاة‬
‫مقتضيات مجلة الغابات‪.‬‬
‫ب) البحيرات و المستنقعات و السباخ المتصلة طبيعيا و سطحيا بالبحر‪.‬‬
‫ج) أديم و باطن الجرف القاري بغاية استكشاف و استغالل موارده الطبيعية‬
‫د) منطقة الصيد الخاصة‬
‫ه) المنطقة االقتصادية الخالصة‬

‫أما الفصل األول من مجلة المياه الصادرة بمقتضى القانون عدد ‪ 16‬لسنة ‪ 1975‬المؤرخ في ‪ 18‬مارس‬
‫‪ 1975‬فيحدد مكونات الملك العمومي للمياه على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬مجاري المياه على اختالف أنواعها و األراضي الداخلة في ضفافها الحرة‬
‫‪ -‬المياه المحصورة باألودية‬
‫‪ -‬العيون عن اختالف أنواعها‬
‫‪ -‬طبقات الماء بباطن األرض على اختالف أنواعها‬
‫‪ -‬البحيرات و السباخ‬
‫‪ -‬قنوات المياه و اآلبار و األحواض المستعملة من قبل العموم و كذلك توابعها‪.‬‬
‫‪ -‬قنوات المالحة و الري أو التطهير الواقع إنجازها من طرف الدولة أو على حسابها لفائدة المصلحة‬
‫العامة و كذلك األراضي التي توجد ضمن ضفافها الحرة و توابعها‬

‫أ) فتح أعمال التحديد‪:‬‬


‫[‪]Tapez ici‬‬

‫تبدأ هذه العملية بإصدار قرار إداري يأذن بفتح أعمال التحديد يتم إشهاره قبل بدء هذه األعمال‪:‬‬

‫الفصل األول من األمر العلي المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1887‬المتعلق بتحديد الملك العمومي ‪:‬‬
‫ال يباشر تحديد األمالك العمومية إال بعد صدور قرار من المدير العام لألشغال العامة (الوزير المكلف‬
‫بالتجهيز) في اإلذن بذلك‪.‬‬

‫الفصل ‪ 5‬من القانون المتعلق بالملك العمومي البحري ‪:‬‬


‫" يتم اإلعالن عن بدء عمليات التحديد وعن المنطقة التي سيشملها هذا التحديد بقرار مشترك من الوزراء‬
‫المكلفين بأمالك الدولة و بالتجهيز و بالبيئة و بالتهيئة الترابية‪".‬‬

‫الفصل ‪ 1‬من األمر عدد ‪ 1202‬لسنة ‪ 1987‬المؤرخ في ‪ 4‬سبتمبر ‪ 1987‬المتعلق بضبط إجراءات‬
‫تحديد مجاري المياه و البحيرات و السباخ التابعة للملك العمومي للمياه ‪:‬‬
‫" تقرر عمليات تحديد مجاري المياه و البحيرات و السباخ بقرار من وزير الفالحة يعين تاريخ افتتاح هذه‬
‫العمليات حالة حالة‪".‬‬

‫و هذا يعني أن اإلدارة هي التي تملك الحق في المبادرة بالقيام بعملية تحديد الملك العمومي‪.‬‬

‫غير أن السؤال يطرح عما إذا كان من الممكن للمواطنين وخاصة أصحاب العقارات المجاورة للملك‬
‫العمومي الطبيعي أن يطالبوا اإلدارة بالقيام بعملية التحديد‪.‬‬

‫أما في تونس‪ ،‬فإن النصوص هي في الغالب صامته عن هذه اإلمكانية‪ ،‬يمكن الرجوع اللى الفصل ‪ 5‬من‬
‫االمر العلي المؤرخ في ‪ 24‬سبتمبر ‪1885‬‬

‫و أما في فرنسا‪ ،‬فال يبدو أن النصوص أكثر وضوحا*‬


‫لكن فقه القضاء الفرنسي درج منذ قرار ‪ *Décloître‬الصادر عن مجلس الدولة الفرنسي بتاريخ ‪ 5‬جانفي‬
‫‪ 1955‬على اعتبار أنه من حق أصحاب العقارات المحاذية للملك العمومي الطبيعي مطالبة اإلدارة بتحديد‬
‫ملكها‪.‬‬
‫و قد تأكد هذا الموقف في قرار الحق‪ ،‬إذ اعتبر أنه ال وجود لنص تشريعي أو ترتيبي يخول لإلدارة الحق‬
‫في رفض مطلب التحديد ألسباب تتعلق بالمالءمة‪:‬‬

‫‪C. E., 25.11.1988, Secrétaire d’État auprès du ministre des transports,‬‬


‫‪Revue Droit Adminisratif 1988, n° 25.‬‬
‫‪« Considérant que, s’il n’appartient qu’à l’autorité administrative d’opérer, sous le‬‬
‫‪contrôle du juge, la délimitation du domaine public naturel, les riverains sont en droit‬‬
‫‪d’obtenir que cette autorité use de cette prérogative ; qu’aucune disposition législative‬‬
‫‪ou réglementaire ne confère à l’administration le pouvoir de refuser de procéder à cette‬‬
‫» ‪délimitation pour des motifs d’opportunité‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫المحكمة اإلدارية‪ ،‬عدد ‪ ،1983‬محمد البحري بن رجب ضد وزير التجهيز واإلسكان‪ ،‬المجموعة*‪.‬‬

‫حيث أن المدعي يطعن باإللغاء في القرار الصادر عن وزير التجهيز تحت عدد ‪ 85/53‬م‪ .‬د‪ .‬بتاريخ ‪12‬‬
‫أكتوبر ‪ 1985‬بتصفيف الملك العام البحري بالنسبة للعقار الرسم العقاري رقم ‪ 3121‬صفاقس المعروف‬
‫باسم "عزيز‪ "2‬و منع صاحبه من إقامة أي بناء أو تهيئة في مساحة من عقاره تمسح ‪ 22880‬م‪ 2‬محاذية‬
‫لشاطئ البحر‪ .‬معيبا على هذا القرار مخالفته للفصل ‪ 5‬من األمر المؤرخ في ‪ 24‬سبتمبر ‪ 1885‬و‬
‫الفصول ‪ 4‬و ‪ 5‬و ‪ 6‬و ‪ 7‬من األمر المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1887‬و االنحراف باإلجراءات بغاية نزع‬
‫جانب من ملكه بدون سلوك اإلجراءات القانونية‪.‬‬

‫و حيث أن وزير التجهيز و اإلسكان يدفع برد الدعوى موضوعا بتعلة أن قرار التصفيف ال يحرم المدعي‬
‫من التمتع بكامل عقاره و غاية ما في األمر أنه حضر عليه البناء فوق جزء من العقار محاذ لشاطئ البحر‪،‬‬
‫و ذلك حرصا من اإلدارة على رقابة البنايات من زحف البحر البالغ مده في الموقع المقصود ‪ 2,45‬م‪ ،‬و‬
‫يبرر قراره كذلك بأن االنجراف بالسواحل البحرية يكلف المواطنين و الدولة نفقات باهضة لحماية البنايات‪.‬‬
‫و حيث أن الفصل ‪ 5‬من األمر المؤرخ في ‪ 24‬سبتمبر ‪ 1885‬المتعلق بقانون األمالك العمومية يقتضي‬
‫ما يلي ‪ " :‬عندما تدعو الحاجة إلى تحديد األمالك العمومية‪ ،‬تصدر أوامر بتعيين حدودها بمطلب من مدير‬
‫األشغال العامة‪ ،‬وذلك بعد عمل توجه علني‪ ،‬و حقوق الغير ال تسقط‪ ،‬و لكن من يلحقه ضرر من جراء‬
‫ذلك ال يستحق شيئا سوى التعويض‪".‬‬

‫و حيث أن األمر المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1887‬المتعلق بتنظيم إجراءات تحديد الملك العام اقتضى في‬
‫فصله الثاني أن تتولى لجنة إعداد العمليات التحضيرية للتحديد‪ ،‬و طبقا للفصل ‪ 3‬من هذا النص‪ ،‬تتوجه‬
‫اللجنة على عين المكان و تتلقى مالحظات األجوار و غيرهم‪ .‬و في خصوص الملك العام البحري‪ ،‬اقتضى‬
‫الفصل ‪ 3‬أنه على اللجنة تحديد الحد األقصى للمد البحري شتاء دون الخلط بينه و بين األقصى بسبب‬
‫الزوابع‪...‬‬

‫وحيث أن قرار التصفيف المطعون فيه قد صدر على عجل دون سبقه بتحديد الملك العام البحري على‬
‫نحو ما يقتضيه الفصل ‪ 5‬من األمر المؤرخ في ‪ 24‬سبمبر ‪ ،1885‬ودون إتمام اإلجراءات الخاصة‬
‫بتحديد هذا الملك على النحو المتقدم بما يكفل حقوق المالكين‪ .‬وهذا ما يؤكده صمت اإلدارة التي لم تتخذ‬
‫موقفا صريحا لمجابهة الدعوى بهذا الخصوص‪.‬‬
‫و حيث أن القرار المشكو منه وقد صدر مخالفا للقواعد واإلجراءات القانونية يكون حقيقا باإللغاء‪.‬‬

‫لهذه األسباب‬
‫قضت المحكمة ابتدائيا و نهائيا ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬بقبول الدعوى شكال و في الموضوع بإلغاء قرار وزير التجهيز ‪...‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫الفصل ‪ 18‬من القانون المتعلق بالملك العمومي البحري‪ :‬ال يمكن إقامة بنايات أو منشآت جديدة حذو‬
‫الملك العمومي البحري سواء كان محددا أو ال إال بعد الحصول على قرار تصفيف من المصالح التابعة‬
‫للوزارة المكلفة بالتجهيز‪.‬‬
‫ال يقوم هذا القرار‪ ،‬في أي حال من األحوال مقام رخصة البناء‪ ،‬وال يعفي من طلبها‪ ،‬وال يمس بحقوق‬
‫الغير‪.‬‬
‫ب) لجنة تحديد الملك العمومي‪:‬‬

‫تتولى لجنة إدارية القيام بعملية معاينة تلك الحدود‪،‬‬

‫و يحدد الفصل الثاني من األمر العلي المؤرخ في ‪ 26‬سبتمبر ‪ 1887‬المتعلق بتحديد الملك العمومي‬
‫تركيبة هذه اللجنة‪:‬‬

‫" األعمال االبتدائية للتحديد المذكور تكلف بها لجنه خصوصية مؤلفة ممن يأتي ذكرهم‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬مهندس الجسور و الطرق المكلف بالجه ة الواقع فيها التحديد‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬رئيس خدمة أحد األرسام‬
‫ثالثا ‪ :‬عضو من المجلس البلدي الراجع لنظره المكان الواقع به التحديد أو نائب عن اإلدارة المحلية يعينه‬
‫وزيرنا األكبر‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬أحد مالزمي حراسة المراسي المتجرية إذا كان التحديد ألمالك عمومية على البحر‬

‫و ٍيرأس اللجنة المذكورة و يكلف بجمعها مهندس الجسور و الطرقات بالمكان‪".‬‬

‫أما الفصل ‪ 6‬من القانون المتعلق بالملك العمومي البحري‪ ،‬فيحيل على السلطة الترتيبية العامة ‪:‬‬

‫تتولى القيام بعمليات تحديد الملك العمومي البحري أو مراجعة تحديده لجنة خاصة تضبط تركيبتها وسير‬
‫عملها بمقتضى أمر‪.‬‬

‫الفصل األول من اآلمر عدد ‪ 745‬لسنة ‪ 1997‬المؤرخ في ‪ 28‬أفريل ‪ 1997‬يتعلق بضبط تركيبة و‬
‫كيفية سير لجنة تحديد الملك العمومي البحري‪:‬‬

‫" تتركب لجنة تحديد الملك العمومي البحري التي يرأسها المدير الجهوي للتجهيز و اإلسكان بكل والية‬
‫معنية من األعضاء اآلتي ذكرهم‪:‬‬
‫‪ -‬ممثل عن وزارة الفالحة‪ :‬عضو‬
‫‪ -‬ممثل عن وزارة أمالك الدولة و الشؤون العقارية‬
‫‪ -‬ممثل عن وزارة البيئة و التهيئة الترابية‬
‫‪ -‬ممثل عن وزارة النقل‬
‫‪ -‬ممثل عن الجماعة المحلية المعنية‬
‫‪ -‬ممثل عن ديوان قيس األراضي و رسم الخرائط‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫‪ -‬ممثل عن وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي‬


‫و يمكن لرئيس اللجنة دعوة كل شخص يرى فائدة في حضوره للمشاركة في أعمال اللجنة بصوت‬
‫استشاري‪.‬‬
‫و يتم تعيين أعضاء اللجنة بمقرر من وزير التجهيز و اإلسكان باقتراح من الهياكل العمومية المعنية عند‬
‫فتح كل عملية تحديد‪".‬‬

‫الفصل ‪ 3‬من األمر عدد ‪ 1202‬لسنة ‪ 1987‬المؤرخ في ‪ 4‬سبتمبر ‪ 1987‬المتعلق بضبط إجراءات‬
‫تحديد مجاري المياه و البحيرات و السباخ التابعة للملك العمومي للمياه ‪:‬‬

‫"يعهد القيام بعمليات التحديد إلى لجنة فنية تتركب من‪:‬‬


‫‪ -‬المعتمد المعني باألمر ترابيا‪ :‬رئيس‬
‫‪ -‬المندوب الجهوي للتنمية الفالحية أو من يمثله ‪ :‬عضو‬
‫‪ -‬رئيس دائرة الموارد المائية المعني باألمر‪ :‬عضو‬
‫‪ -‬ممثل عن وزارة التخطيط و المالية‪ :‬عضو‬
‫‪ -‬ممثل عن وزارة التجهيز و اإلسكان و النقل‪ :‬عضو‬
‫‪ -‬ممثل عن البلدية المعنية باألمر‪ :‬عضو‬
‫‪ -‬عون قيس مصادق عليه من قبل اإلدارة‪ :‬عضو‪"...‬‬
‫ج) إجراءات تحديد الملك العمومي‬

‫‪ .1‬إشهار أعمال التحديد‪:‬‬

‫من أهم الضمانات التي يقدمها أمر ‪ 1887‬للمواطنين نجد الصبغة العلنية لعملية التحديد التي يؤكد عليها‬
‫الفصل الخامس من أمر ‪ 1885‬الذي ينص على أن أوامر تعيين حدود األمالك العمومية تصدر ‪" :‬بعد‬
‫عمل توجه علني"‬
‫و تتجسد الصبغة العلنية من خالل ما نص عليه الفصل الرابع من أمر ‪:1887‬‬

‫"رئيس اللجنة يرسل للعمال (الوالة) و لقضاة الصلح (قضاة الناحية) الواقع بعملهم أو بترابهم الملك المراد‬
‫تحديده مكتوبا يعين به اليوم الذي تتوجه فيه اللجنة للشروع في التحديد الوقتي‪ ،‬فقضاة الصلح يعلنون‬
‫المكتوب المشار إليه في مجالسهم‪ ،‬و العمال يعلنونه في جميع األسواق الكائنة بعملهم‪ ،‬و رئيس اللجنة‬
‫ينشر المكتوب المذكور بالصحيفة الرسمية قبل الشروع في التحديد بعشرة أيام في األقل"‬

‫و كذلك الفصل ‪ 7‬من القانون المتعلق بالملك العمومي البحري‪:‬‬

‫يوجه رئيس اللجنة إلى والي الجهة و إلى حاكم الناحية إعالما يضبط التاريخ الذي تتحول فيه اللجنة على‬
‫عين المكان للشروع في عمليات التحديد الوقتي‪.‬‬
‫و يأذن الوالي بتعليق هذا اإلعالم بمقر الوالية و المعتمدية و البلدية التي يهمها األمر‪ ،‬كما يأذن حاكم‬
‫الناحية بتعليق اإلعالم المذكور ببهو المحكمة‪.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫و ينشر رئيس اللجنة نفس البالغ بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية و بعدد من الصحف اليومية قبل‬
‫شهرين على األقل من تاريخ بدء العمليات‪.‬‬

‫و الفصل ‪ 2‬من األمر عدد ‪ 1202‬لسنة ‪ 1987‬المؤرخ في ‪ 4‬سبتمبر ‪ 1987‬المتعلق بضبط إجراءات‬
‫تحديد مجاري المياه و البحيرات و السباخ التابعة للملك العمومي للمياه ‪:‬‬

‫" تعلق نسخة من القرار المشار إليه بالفصل األول بمراكز الوالية و المعتمديات و البلديات و المندوبية‬
‫الجهوية للتنمية الفالحية المعنية باألمر"‬

‫‪ .2‬معاينة الحدود‬

‫و هي معاينة للحدود كما رسمتها العوامل الطبيعية ‪:‬‬

‫الفصل الثالث من أمر ‪:1887‬‬

‫"تكلف اللجنة بمباشرة التحديد الوقتي‪،‬‬


‫و عليها أن تتوجه للمكان‪،‬‬
‫و تتلقى مالحظات المجاورين وتسمع مقال من تراه أهال إلفادتها و تمهيد سبيل نتيجة ما يلزمها مباشرته‪،‬‬
‫و إذا كان التحديد لشاطئ البحر‪ ،‬فإن اللجنة تثبت حد الحريم الذي تبلغ إليه أكبر األمواج حال األنواء‪".‬‬

‫الفصل ‪ 8‬من القانون المتعلق بالملك العمومي البحري‪:‬‬

‫تتولى اللجنة المنصوص عليها بالفصل ‪ 6‬أعاله إجراء التحديد الوقتي للملك العمومي البحري‪.‬‬
‫و للغرض تتحول اللجنة وجوبا على عين المكان‪ ،‬لتلقي مالحظات األجوار و سماع األشخاص الذين ترى‬
‫أنه بإمكانهم مدها باإلرشادات التي من شأنها أن تنير السبيل في خصوص ما تتواله من معاينات ميدانية‪.‬‬
‫تعاين اللجنة حدود المنطقة التي تغمرها أعلى مياه البحر و المغطاة بأعلى األمواج دون اعتبار ما هو ناتج‬
‫عن عواصف استثنائية‪ ،‬مع إضافة األراضي الناجمة عن امتداد البحر بما في ذلك الكثبان الرملية المحاذية‬
‫مباشرة لها‪.‬‬

‫الفصل ‪ 4‬من األمر عدد ‪ 1202‬لسنة ‪ 1987‬المؤرخ في ‪ 4‬سبتمبر ‪ 1987‬المتعلق بضبط إجراءات‬
‫تحديد مجاري المياه و البحيرات و السباخ التابعة للملك العمومي للمياه ‪:‬‬

‫يتعين على اللجنة الفنية التوجه إلى عين المكان قصد التعرف على الحدود المقترحة من المصالح الفنية و‬
‫تلقي مالحظات األجوار و السماع إلى األشخاص الذين تعتبرهم مؤهلين لمدها بالتوضيحات التي من شأنها‬
‫أن تنير أعمالها في خصوص المعاينة المادية التي عليها القيام بها‪.‬‬

‫‪ .3‬رسم المثال التشخيصي و صياغة التقرير الوقتي‬


‫[‪]Tapez ici‬‬

‫و ينتج عن عملية المعاينة القيام بعملية تحديد مادية و رسم صورة الحدود و صياغة تقرير من قبل اللجنة‪:‬‬

‫الفصل الخامس من أمر ‪:1887‬‬

‫و بعد االطالع على حدود الملك الطبيعية‪ ،‬تأذن اللجنة أن يجعل بمحضرها عالمات أو أوتاد على محيط‬
‫الحد‪ ،‬و تذكر ذلك في تقريرها مع حصر مواقع العالمات أو األوتاد حصرا مدققا بقدر اإلمكان و يصحح‬
‫في التقرير جميع أعضاء اللجنة و تجعل رسم صورة األماكن في نسختين تبقى مع التقرير و الحدود‬
‫المعروضة تبين في الرسم بعالمات أو أوتاد أو غيرها مما يفيد الحصر و تصحح اللجنة في الحصر كما‬
‫صححت في التقرير‪.‬‬

‫الفصل ‪ 9‬من القانون المتعلق بالملك العمومي البحري‪:‬‬

‫يقع وضع عالمات تحديد الملك العمومي البحري على طول الحدود التي تم إقرارها و ذلك بحضور أعضاء‬
‫لجنة التحديد التي تدون ذلك في محضر يمضيه كل أعضائها‪.‬‬
‫يرفق المحضر بمثال تشخيصي في نظيرين‪ ،‬تبين به الحدود المقترحة و العالمات واإلحداثيات المعرفة‬
‫لها‪.‬‬

‫الفصل ‪ 5‬من األمر عدد ‪ 1202‬لسنة ‪ 1987‬المؤرخ في ‪ 4‬سبتمبر ‪ 1987‬المتعلق بضبط إجراءات‬
‫تحديد مجاري المياه و البحيرات و السباخ التابعة للملك العمومي للمياه ‪:‬‬

‫بعد التعرف على حدود مجاري المياه و البحيرات و السباخ‪ ،‬تضع اللجنة الفنية مثاال للحدود الوقتية للملك‬
‫العمومي للمياه و تسجل هذه العملية بمحضر جلسة يقع إمضاؤها من طف كل أعضاء اللجنة الحاضرين‪.‬‬
‫يكون مثال المكان المحدد مرفوقا بمحضر الجلسة و تدرج به الحدود المقترحة مع األرقام والتوضيحات‬
‫المعرفة بها‪.‬‬
‫يتعين على كل األعضاء الحاضرين إمضاء المثال‬

‫‪ .4‬مرحلة تقديم االعتراضات‬

‫ثم تأتي مرحلة تقديم االعتراضات من قبل األجوار و مدعي الحقوق‪ ،‬و تضمن االعتراضات بدفتر خاص‬
‫لالستقصاء ويسهر على التحقيق فيها مفوض باحث ‪:‬‬

‫الفصل السادس من أمر ‪: 1887‬‬

‫تعين اللجنة مأمورا مكلفا بالبحث و إطالع العموم مدة عشرة أيام على إحدى نسختي رسم الصورة و‬
‫التقرير المتعلقين بالتحديد‪ ،‬و المكلف المذكور يتلقى المالحظات و الشكايات التي يقدمها المجاورون‬
‫وغيرهم و يقيدها بدفتر يجعل رئيس اللجنة أعدادا على صفحاته مع عالمة تصحيحه‪ ،‬وتلحق به المالحظات‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫والشكايات التي تقدم كتابة‪ ،‬والشروع في البحث و مكانه يعرفان للعموم على الصورة المقررة بالفصل‬
‫الرابع من أمرنا هذا‪ ،‬وعند حلول أجل العشرة أيام‪ ،‬يغلق المأمور المكلف بالبحث دفاتره و يسلمه لرئيس‬
‫اللجنة‪.‬‬

‫الفصل ‪ 10‬من القانون المتعلق بالملك العمومي البحري‪:‬‬

‫تكلف اللجنة مفوضا باحثا محلفا بوضع نظير من المثال و محضر التحديد على ذمة العموم‪ ،‬و ذلك لمدة‬
‫شهر ‪ .‬كما تعين محل مخابرته بمقر البلدية‪ ،‬إن وجدت‪ ،‬و إال بمقر المعتمدية‪ ،‬حيث يقبل المالحظات‬
‫والطلبات التي يتلقاها من األجوار و الغير‪.‬‬
‫يقع إعالم العموم بمكان البحث و موعد انطالقه حسب الشروط المنصوص عليها بالفصل ‪ 7‬من هذا‬
‫القانون‪.‬‬
‫و يدون المعترض الذي يمكنه الحضور على عين المكان مالحظاته و طلباته بسجل مرقم وموقع من طرف‬
‫رئيس اللجنة‪.‬‬
‫و تلحق بهذا السجل المالحظات و الطلبات المقدمة كتابيا و التي توجه إلى المفوض الباحث بواسطة رسائل‬
‫مضمونة الوصول مع اإلعالم بالبلوغ في األجل المحدد بالفقرة األولى من هذا الفصل‪.‬‬
‫يختم سجل االستقصاء عند انتهاء األجل من قبل المفوض الباحث و يرجع فورا لرئيس اللجنة‪.‬‬

‫الفصل ‪ 6‬من األمر عدد ‪ 1202‬لسنة ‪ 1987‬المؤرخ في ‪ 4‬سبتمبر ‪ 1987‬المتعلق بضبط إجراءات‬
‫تحديد مجاري المياه و البحيرات و السباخ التابعة للملك العمومي للمياه ‪:‬‬

‫تحال أعمال اللجنة الفنية على الوالي المعني باألمر‬


‫و يعلق إعالم للمعنيين باألمر لمدة ثالثين يوما في مراكز الوالية و المعتمدية و البلدية و المندوبية الجهوية‬
‫للتنمية الفالحية و بمكتب العمدة و ينشر كذلك في صحيفتين يوميتين على األقل‪.‬‬
‫و خالل األجل المشار إليه‪ ،‬الذي يبتدئ من تاريخ نشر اإلعالم في الصحف‪ ،‬يمكن لكل من يهمه األمر أن‬
‫يسجل مالحظاته في دفتر يفتح للغرض في مركز الوالية أو يقوم بتوجيهها برسالة مضمونة الوصول إلى‬
‫الوالي المعني باألمر‪ ،‬و يؤخذ بعين االعتبار تاريخ طابع البريد في ضبط تاريخ وصول المالحظات‬
‫للوالية‪.‬‬
‫يتلقى الوالي مالحظات و طلبات المعنيين باألمر و يودها في دفتر بحيث يكون مرقما و ممضى من طرفه‬
‫و تضم إليه المالحظات و الطلبات المحررة كتابيا‪.‬‬
‫و عند انقضاء أجل الثالثين يوما يختم دفتر البحث من طرف الوالي و يبتدئ هذا األجل من تاريخ نشر‬
‫اإلعالم المشار إليه أعاله في صحيفتين يوميتين على األقل‪.‬‬

‫و تنقسم االعتراضات إلى صنفين رئيسيين ‪:‬‬


‫يتعلق األول بمعارضة اعتبار قطعة ارض جزءا من الملك العمومي باعتبار أنها ال تستجيب للتحديد‬
‫التشريعي‪.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫و يتعلق الثاني بحاالت ال ينازع فيها المواطن في وصف القطعة بكونها تنتمي إلى الملك العمومي البحري‬
‫لكنه يستظهر بسند ملكية لها‪ ،‬و هو في هذه الحالة مستحق للتعويض عن إدخال القطعة موضوع ملكيته‬
‫إلى الملك العمومي البحري‪.‬‬

‫‪ .5‬دراسة اللجنة العتراضات المواطنين‬

‫و تفتح في خصوص اعتراضات المواطنين دراسة ميدانية إذا لزم األمر ‪:‬‬

‫الفصل السابع من أمر ‪:1887‬‬

‫اللجنة تطلع على المالحظات و الشكايات المقيدة بالدفتر و تتوجه ثانيا للمكان إذا ظهر لها مناسبة ذلك‬
‫لمطابقة الرسم و إمعان النظر في المالحظات المقدمة و تغيير الحدود الوقتية إن لزم ذلك والتعديالت‬
‫المذكورة ترسم في الحين برسوم الصورة و تعتبر هذه السرعة بقدر اإلمكان‪ ،‬أما إذا وافق المجاورون‬
‫على هذا التحديد‪ ،‬فإن اللجنة تطلب منهم أن يعترفوا كتابة بان الحد المزمع عليه غير داخل في أمالكهم و‬
‫تلحق الكتب المذكور بتقريرها‪.‬‬

‫الفصل ‪ 11‬من القانون المتعلق بالملك العمومي البحري‪:‬‬

‫تنظر اللجنة في الطلبات واالعتراضات المدونة بالسجل أو الملحقة به‪ ،‬و تستمع إلى أصحاب تلك الطلبات‬
‫واالعتراضات‪ .‬و يتم استدعاء هؤالء بواسطة رسالة مضمونة الوصول مع اإلعالم بالبلوغ توجه إليهم‬
‫عشرين يوما قبل تاريخ اجتماع اللجنة‪.‬‬
‫و تتحول اللجنة من جديد على عين المكان‪ ،‬إن دعت الضرورة إلى ذلك‪ ،‬لتطبيق المثال ودرس تلك الطلبات‬
‫وتغيير التحديد الوقتي عند االقتضاء‪.‬‬
‫تدون التحويرات في اإلبان‪ ،‬و إن أمكن ذلك‪ ،‬على المثال‪.‬‬
‫في صورة موافقة األجوار أو من يمثلهم بصفة قانونية على التحديد كما تم إجراؤه و الذين سبق لهم‬
‫االعتراض عليه‪ ،‬تضيف اللجنة إلى محضرها تصريح المعنيين بأن الحد المقترح ال يثير اعتراضا من‬
‫طرفهم مع تدوين ذلك بالسجل‪.‬‬
‫و في الحالة المغايرة‪ ،‬تدون بمحضر اللجنة االعتراضات المرفوضة مع التعليل‬

‫الفصل ‪ 7‬من األمر عدد ‪ 1202‬لسنة ‪ 1987‬المؤرخ في ‪ 4‬سبتمبر ‪ 1987‬المتعلق بضبط إجراءات‬
‫تحديد مجاري المياه و البحيرات و السباخ التابعة للملك العمومي للمياه ‪:‬‬

‫بعد انقضاء أجل الثالثين يوما المشار إليه بالفصل السادس من هذا األمر يطلع الوالي على المالحظات‬
‫والطلبات المسجلة في دفتر البحث‪ ،‬و يدعو اللجنة الفنية لالجتماع للبت في هذه التشكيات‪,‬‬
‫و خالل أجل ال يتجاوز خمسة عشر يوما يمكن للجنة الفنية أن تتوجه من جديد إلى عين المكان إذا رأت‬
‫صلوحية في ذلك للتعرف على المثال و النظر في المالحظات المسجلة و تغيير التحديد الوقتي عند‬
‫االقتضاء‪.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫و ترسم هذه التغييرات على األمثلة أثناء الجلسة نفسها بقدر المستطاع‪.‬‬
‫تؤخذ قرارات اللجنة الفنية التي تبت في طلبات و مالحظات المعنيين باألمر حسب نفس الشروط‬
‫المنصوص عليها بالفصل الثالث من هذا األمر‪.‬‬

‫‪ .6‬تقرير اللجنة و اقتراح أمر التحديد ‪:‬‬

‫يختم االستقصاء بإعداد تقرير من قبل اللجنة‪ ،‬و يمكن أن يعرض تقريرها أو اقتراحها على لجان إدارية‬
‫أخرى إلبداء النظر‪ ،‬ثم تتم صياغة مقترح أمر التحديد‪ ،‬و في األخير تنتهي العملية بصدور أمر في التحديد‪.‬‬

‫الفصالن ‪ 12‬و ‪ 13‬من القانون المتعلق بالملك العمومي البحري‪:‬‬

‫الفصل ‪ : 12‬يمضي أعضاء اللجنة نظيري المثال و محضر االجتماعات و يؤشرون على سجل‬
‫االستقصاء‪.‬‬
‫تحال الوثائق المذكورة مع تقرير اللجنة و مقترحاتها إلى الوزير المكلف بالتجهيز إلتمام إجراءات استصدار‬
‫أمر التحديد‪.‬‬
‫الفصل ‪ : 13‬يحدد الملك العمومي البحري بمقتضى أمر باقتراح من الوزير المكلف بالتجهيز بعد أخذ رأي‬
‫الوزير المكلف بأمالك الدولة‪ ،‬و الوزير المكلف بالبيئة و التهيئة الترابية‪.‬‬

‫الفصل ‪ 9‬من األمر عدد ‪ 1202‬لسنة ‪ 1987‬المؤرخ في ‪ 4‬سبتمبر ‪ 1987‬المتعلق بضبط إجراءات‬
‫تحديد مجاري المياه و البحيرات و السباخ التابعة للملك العمومي للمياه ‪:‬‬

‫يوجة الوالي كل الملف بما في ذلك طلبات و مالحظات المعنيين باألمر و كذلك قرار اللجنة الفنية المعلل‬
‫إلى وزير الفالحة الذي يدعو لجنة الملك العمومي للمياه لالجتماع قصد إبداء رأيها في اقتراح تحديد الملك‬
‫العمومي للمياه‪.‬‬
‫و يمكن لهذه اللجنة إما أن تصادق على قرارات اللجنة الفنية أو أن تقترح تعديل هذه القرارات أخذا بعين‬
‫االعتبار التشكيات الوجيهة المقدمة من المعنيين باألمر‪.‬‬
‫و على ضوء اقتراحات لجنة الملك العمومي للمياه يقترح وزير الفالحة األمر المتعلق بالتحديد‪.‬‬
‫د) صدور أمر التحديد‪:‬‬

‫‪ .1‬أمر التحديد و حق الملكية‬

‫الواقع أن أمر التحديد ليس عمال قانونيا منشئا ‪ constitutif‬للملك العمومي‪ ،‬بل هو مصرح بوجوده‬
‫‪déclaratif‬‬

‫‪« L’entrée d’un bien dans le domaine public ne se décrète pas, elle se‬‬
‫‪constate, ce qui est particulièrement net pour l’incorporation au domaine‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫‪maritime et fluvial qui résulte de phénomènes naturels souvent pris en‬‬


‫» … ‪compte ensuite par des textes‬‬

‫‪MORAND-DEVILLER (J.), pp. 101-102.‬‬

‫فالملك العمومي لم ينشأ بمقتضى أمر التحديد بل األصل افتراض وجوده قبل ذلك و األمر لم يقم سوى‬
‫باإلعالن عن ذلك الوجود‪ ،‬و يبدو ذلك بديهيا بالنسبة للملك العام الطبيعي سواء تعلق األمر بالملك العام‬
‫البحري أو النهري الذي تحدد الظواهر الطبيعية وجوده و حدوده‪.‬‬
‫و يفسر هذا عدم إمكانية االحتجاج بحق الملكية إزاء الملك العمومي‪ ،‬و عدم انطباق المفعول التطهيري‬
‫للترسيم عليه‪.‬‬
‫و المشكل هو أن تحديد الملك العمومي قد يمثل في هذه الحالة انتزاعا مقنعا‪ ،‬تتخلص فيه اإلدارة من‬
‫اإلجراءات المطولة و المعقدة لالنتزاع‪ ،‬و تكتفي بمنح تعويض للمالك‪.‬‬

‫لكن السؤال األهم في خصوص أمر التحديد هو في خصوص إمكانية الطعن فيه بتجاوز السلطة على‬
‫أساس مخالفته لألحكام القانونية التي تعدد مكونات الملك العمومي وتعطي اإلدارة معايير القيام بعملية‬
‫تحديده‪.‬‬

‫فالفصل ‪ 5‬من أمر ‪ 1885‬ينص أن من يلحقه ضرر من جراء عملية التحديد ال يستحق شيئا سوى‬
‫التعويض‪ .‬لكن القاضي اإلداري طالما اعتبر أن دعوى تجاوز السلطة ال يمكن إزاحتها إال بنص صريح‬
‫يسميها و يمنع القيام بها‪:‬‬

‫م‪ .‬إ‪ .‬تس‪ ،.‬عدد* ‪ 20 ،‬نوفمبر ‪ ،1991‬مصطفى الشريف ضد رئيس المجلس األعلى للقضاء‬

‫حيث ينص القانون األساسي للقضاء ‪ 1967‬على أن قرار المجلس األعلى للقضاء في المادة التأديبية غير‬
‫قابل ألي طعن‪ ،‬لكن المحكمة كانت حريصة على بقاء دعوى تجاوز السلطة‪.‬‬
‫" دعوى اإللغاء وسيلة دائمة لتحقيق المشروعية تمتد إلى كل القرارات اإلدارية و لو أفصحت النصوص‬
‫النافذة في شأنها أنها غير قابلة ألي طعن ضرورة أن هذه العبارة ال يفهم منها تحصين هذه القرارات‬
‫من رقابة قاضي اإللغاء الذي ال تستبعد رقابته إال بنص صريح العبارة‪".‬‬
‫و هنا يأتي الفصل ‪ 3‬قديم من قانون المحكمة اإلدارية في فقرته األخيرة الذي كان يحصن األوامر الترتيبية‬
‫من الطعن بتجاوز السلطة‪،‬‬
‫و هذا يعني أن قابلية أوامر التحديد للطعن بتجاوز السلطة من عدمها ترتبط بتحديد ما إذا كانت هذه األوامر‬
‫من صنف األوامر الترتيبية أو من صنف األوامرغير الترتيبية‪.‬‬
‫وقد اعتبرت المحكمة اإلدارية في مرحلة أولى (موقف أول) أن أوامر تحديد الملك العام تندرج ضمن‬
‫صنف األوامر الترتيبية‪.‬‬

‫المحكمة اإلدارية‪ ،‬قرار عدد ‪ 8 ،956‬أفريل ‪ ،1985‬محمود مالك حسين ضد الوزير األول‪.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫" و حيث باالطالع على مقتضيات هذا األمر يتبين أنه جاء سانا ألحكام عامة و موضوعية ليست لها صلة‬
‫مباشرة بشخص أو أشخاص معينين‪ ،‬و على هذا األساس فهو يشكل أمرا ترتيبيا غير قابل للطعن باإللغاء‬
‫أمام هذه المحكمة"‬

‫" و حيث ثبت بالرجوع إلى أوراق القضية أنه صدر في الموضوع أمر تحت عدد ‪ 333‬بتاريخ ‪ 10‬مارس‬
‫‪ 1981‬يقضي بتحديد الملك العمومي البحري يمعتمدية المنستير‪ ...‬و حيث باالطالع على مقتضيات هذا‬
‫األمر‪ ،‬يتبين أنه جاء سنا ألحكام عامة و موضوعية ليست لها صلة مباشرة بشخص أو أشخاص معينين‪،‬‬
‫و على هذا األساس‪ ،‬فهو يشكل أمرا ترتيبيا غير قابل للطعن مباشرة باإللغاء أمام هذه المحكمة عمال‬
‫بأحكام الفصل ‪ 3‬من القانون عدد ‪ 40‬لسنة ‪".1972‬‬
‫‪n° 775 du 11 juillet 1989, Housni Attia C./Municipalité de Rafraf‬‬

‫و إن كان هذا الموقف قد حمى أوامر التحديد من الطعن بتجاوز السلطة‪ ،‬فإن هذه الحماية لم ترتكز على‬
‫منع هذا الطعن في خصوص أوامر التحديد بالذات‪ ،‬بل ارتكزت على التحصين التشريعي الذي كان يحمي‬
‫كل األوامر الترتيبية و الذي انتهى منذ سنة ‪.2002‬‬
‫تطور موقف المحكمة اإلدارية في اتجاه اعتبار هذه األوامر غير ترتيبية وكان ذلك في قرار العالني‬

‫المحكمة اإلدارية‪ ،‬حكم استئنافي‪ ،‬عدد ‪ 29 ،24829‬جانفي ‪ ،2010‬وزير التجهيز واإلسكان والتهيئة‬
‫الترابية ضد فريد بن مصطفى العالني‪ ،‬المجموعة‪ ،‬ص‪.508 .‬‬
‫"وحيث تعتبر أوامر تحديد الملك العمومي البحري من فئة القرارات غير الترتيبية‪ ،‬اعتبارا إلى أنها ال‬
‫تتضمن قواعد قانونية أو أحكام عامة‪ ،‬فهي تتعلق بعقارات معينة وبأشخاص محددين أو قابلين للتحديد‬
‫بذاتهم‪".‬‬
‫" وحيث يكون والحالة ما ذكر من الجائز مراقبة شرعية أمر تحديد الملك العمومي البحري بمناسبة البت‬
‫في دعوى المستأنف ضده الموجهة إلى القرار المتفرع عنه وهو قرار تصفيف الملك العمومي البحري‬
‫لعقاره‪ ،‬واتجه لذلك رفض هذا المستند األول‪".‬‬

‫‪ .2‬فتح إمكانية التعويض ‪:‬‬

‫الفصل ‪ 15‬من القانون المتعلق بالملك العمومي البحري ‪:‬‬

‫ال ينجر عن المساس بحقوق الغير بمفعول التحديد إال جبر الضرر‪ ،‬و في حدود ما أنجزه المتضرر أو من‬
‫سبقه من المالكين من بنايات و منشآت ومغروسات مطابقة لمقتضيات القوانين و التراتيب الجاري بها‬
‫العمل‪ .‬و في صورة رفض المتضرر للقيمة المعروضة عليه من طرف اإلدارة لجبر الضرر الحاصل له‪،‬‬
‫تقدم القضايا في جبر الضرر إلى المحكمة المختصة في ظرف سنتين ابتداء من تاريخ دخول أمر التحديد‬
‫حيز التنفيذ‪.‬‬

‫• حق في التعويض و حق في االنتفاع؟‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫الفصل ‪ 5‬من مجلة المياه ‪:‬‬

‫تضبط حدود األودية حسب علو المياه الجارية بملء ضفافها و قبل فيضانها‪.‬‬
‫و يقع ضبط هته الحدود و كذلك حدود البحيرات و السباخ بمقتضى أمر بعد إجراء بحث إداري مع‬
‫االحتفاظ بجميع حقوق الغير المحتملة‬

‫الفصل ‪ 2‬من مجلة المياه ‪:‬‬

‫بيد أنه يعترف و يحتفظ بالحقوق الخاصة المكتسبة بصفة قانونية و المتعلقة باستعمال األودية و العيون‬
‫والمناهل حسبما يقع ضبطها من طرف لجنة تصفية حقوق الماء طبقا للشروط المنصوص عليها بالباب‬
‫الثالث من هذه المجلة (حقوق االنتفاع بالماء)‬

‫ه) إمكانية تغيير التحديد‬

‫إن تغيير تحديد الملك العام الطبيعي وارد جراء تغيرات طبيعية كارتفاع مستوى مياه البحار أو تغير‬
‫مجاري الوديان‪.‬‬
‫و يمكن أن يؤدي هذا التغير إلى توسيع مجال الملك العام الطبيعي أو إلى تضييقه مما ينجر عنه نتائج تهم‬
‫مالكي العقارات المجاورة‪،‬‬
‫و قد تعرض المشرع إلى هذه الحالة في خصوص بعض مكونات الملك العام الطبيعي‪،‬‬

‫من ذلك الفصل ‪ 7‬من مجلة المياه الذي ينص على أنه‪:‬‬

‫" في صورة تحول مجرى الوادي سواء ألسباب طبيعية أو غير طبيعية‪،‬‬
‫فإن المجرى الجديد للوادي مع الضفاف الحرة التي يشتمل عليها تدمج في الملك العمومي للمياه‪.‬‬
‫و إذا لم تترك المياه مجراها القديم تماما و في صورة تكون المجرى الجديد ألسباب طبيعية‪ ،‬فإن مالكي‬
‫األراضي التي يجتازها المجرى الجديد ال يمكن لهم أن يطالبوا بأي غرامة‪".‬‬

‫فقرة ثانية ‪ :‬تحديد الملك العام االصطناعي‬

‫أما الملك العام االصطناعي‬

‫فيشمل العقارات الناتجة عن تدخل اإلنسان‪ ،‬و هي ال تعتبر أمالكا عامة إال إذا كانت مهيأة تهيئة خاصة‬
‫تستجيب للحاجيات التي خصصت لها‪.‬‬
‫و بذلك فإن شرط التهيئة الخاصة ضروري بالنسبة للملك العام االصطناعي‪.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫و من مكونات الملك العام االصطناعي يمكن أن نذكر الملك العام للطرقات و الملك العام للسكك الحديدية‬
‫والملك العام البحري االصطناعي‪ ،‬كما تمثل المنتزهات الحضرية و المناطق الخضراء و المساحات‬
‫المخصصة للتجهيزات الجماعية داخل التجمعات الحضرية ملكا عاما اصطناعيا ‪:‬‬

‫و يشتمل ملك الدولة العمومي للطرقات حسب الفصل ‪ 2‬من القانون عدد ‪ 17‬لسنة ‪ 1986‬المؤرخ في ‪7‬‬
‫مارس ‪ 1986‬و المتعلق بتحوير التشريع الخاص بملك الدولة العمومي للطرقات على‪:‬‬

‫" ‪ ...‬الطرقات المخصصة لمرور العموم و المرتبة بأحد أصناف الطرقات المعرفة بالفصل الرابع من هذا‬
‫القانون‪.‬‬
‫(الطرقات القومية‪ ،‬الطرقات الجهوية‪ ،‬الطرقات المحلية)‬
‫كما يشتمل أيضا هذا الملك على توابع الطرقات مثل المحالت التي تؤوي مصالح صيانة الطرقات و التالع‬
‫والخنادق و الجدران الساندة و المالجئ و مآوي السيارات و كل قطعة أرض الزمة الستغالل الطريق و‬
‫كذلك كل منقول تبعي مرتبط بها باستمرار‪.‬‬

‫و يشتمل الملك العمومي للسكك الحديدية حسب الفصل ‪ 2‬من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1998‬المؤرخ في‬
‫‪ 19‬أوت ‪ 1998‬و المتعلق بالسكك الحديدية على ‪:‬‬

‫‪ -‬السكة و ملحقاتها و توابعها و خاصة المحطات و المستودعات و الورشات بما في ذلك األراضي‬
‫المقامة عليها‪.‬‬
‫‪ -‬العقارات المكتسبة بطريقة االنتزاع من أجل المصحة العمومية أو التفوت االختياري لفائدة السكك‬
‫الحديدية‬
‫‪ -‬العقارات المسجلة أو غير المسجلة المدمجة أو المرتبة بالملك العمومي للسكك الحديدية‪.‬‬

‫و يحتوى الملك العمومي البحري االصطناعي حسب الفقرة الثانية من الفصل ‪ 2‬من القانون عدد ‪ 73‬لسنة‬
‫‪ 1995‬المؤرخ في ‪ 24‬جويلية ‪ 1995‬و المتعلق بالملك العمومي البحري على ‪:‬‬
‫أ) المراسي و الموانئ البحرية و توابعها‬
‫ب) المنشآت المقامة لفائدة المالحة البحرية حتى و لو كانت موجودة خارج حدود الموانئ‬
‫ج) الجزر االصطناعية و التجهيزات و منشآت الحماية الكائنة بالمناطق البحرية‬
‫د) األراضي االصطناعية المعزولة عن تأثير األمواج‬
‫ه) الحصون و منشآت الدفاع األخرى المخصصة للحماية البحرية‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫و على خالف ما هو األمر بالنسبة للملك العمومي الطبيعي‪ ،‬فإن تحديد الملك العمومي االصطناعي ليس‬
‫في كل الحاالت مجرد إعالن عن وجوده‪ ،‬و تتداخل في عديد األحيان عملية التحديد و عملية اإلدماج أو‬
‫التخصيص‪.‬‬

‫و تتمتع اإلدارة في تحديد الملك العام االصطناعي بحرية أكبر في التحديد إذ أنها من يرسم حدود الملك‬
‫حسب الحاجيات التي تقدرها ال حسب معايير تشريعية كما هو الشأن بالنسبة للملك العام الطبيعي‪.‬‬

‫و إذا أرادت الذات العمومية إدماج مال ما في الملك العام‪ ،‬فعليها التعبير عن إرادتها الصريحة في ذلك‬
‫بقرار يعلن تخصيصه الستعمال العموم و يحدد بصورة واضحة الهدف من استعماله‪:‬‬
‫‪Un acte juridique d’affectation fixant la destination du bien‬‬

‫و تتمثل السلطة المؤهلة التخاذ قرار التخصيص في الذات المالكة‪ ،‬و ال يمكن لسلطة اإلشراف مثال أن‬
‫تفرض تخصيصا معينا على الجماعة العمومية‪.‬‬

‫و بالنسبة للملك العام االصطناعي‪ ،‬يقترن التخصيص بحصول أعمال مادية تهدف إلى تهيئة الملك‬
‫للتخصيص‪.‬‬

‫و قد يحدث أن تغير اإلدارة تخصيص الملك العمومي حسب متطلبات المصلحة العمومية‪ ،‬من ذلك مثال‬
‫تحويل مسبح قديم إلى متحف نظرا لما صار يمثله من قيمة تاريخية‪.‬‬

‫من أبرز األمثلة التي يمكن التعرض إليها في خصوص تحديد الملك العمومي االصطناعي تحديد الملك‬
‫العمومي للطرقات و تحديد الملك العمومي للسكك الحديدية‪ ،‬كما يمكن التعرض إلى أمثلة التهيئة العمرانية‬
‫التي تمثل شكال هاما من أشكال التحديد‪.‬‬

‫أ) األعمال القانونية المتخذة لتحديد الملك العام االصطناعي ‪:‬‬

‫‪ .1‬أمثلة التصفيف و أمثلة التهيئة العمرانية‬

‫مثال التصفيف مخطط يتمثل موضوعه في إبراز حدود الملك العمومي بصورة شاملة‪ ،‬حيث تتوضح من‬
‫خالله بصورة إجمالية الحدود الفاصلة بين الطرقات أو السكك الحديدية و بين العقارات المالصقة لها‪.‬‬
‫و يتم إعداد مثال التصفيف من قبل فنيين مختصين من اإلدارة و تتم المصادقة عليه بأمر ترتيبي‪.‬‬

‫بالنسبة للملك العمومي للسكك الحديدية‪ ،‬يتم إعداد مثال تصفيف يحتفظ به مستغل شبكة السكك الحديدية أي‬
‫الشركة التونسية للسكك الحديدية ‪:‬‬

‫الفصل ‪ 5‬من القانون المتعلق بالسكك الحديدية ‪:‬‬


‫[‪]Tapez ici‬‬

‫باستثناء أعمال الصيانة‪ ،‬ال يجوز إدخال أيه تحويرات على البنايات المشيدة على حافة الملك العمومي‬
‫للسكك الحديدية‪.‬‬
‫و يجب على كل من يريد إقامة بناية أو تحوير بناية موجودة على طول الملك العمومي للسكك الحديدية أن‬
‫يطلب مثال التصفيف من المستغل‪.‬‬

‫و بالنسبة للملك العمومي للطرقات فإن أمثلة التصفيف صنفان ‪ :‬خاصة و عامة‬

‫والملفت للنظر هو أن اإلدارة غير مجبرة على وضع أمثلة التصفيف الخاصة‪ ،‬فالقانون يطرح إمكانية‬
‫غيابها و يضع قواعد عامة للتصفيف تمثل مثال التصفيف العام مضمنه بالفصل ‪ 12‬من التشريع المتعلق‬
‫بالطرقات‪:‬‬

‫" في صورة عدم توفر مثال تصفيف خاص‪ ،‬يحدد تصفيف البنايات المحاذية للطرقات القومية و الجهوية‬
‫بعشرين مترا ابتداء من محورها‪.‬‬
‫يحدد هذا التصفيف بالنسبة للطرقات المحلية بخمسة عشر مترا ابتداء من محورها‪.‬‬
‫في صورة عدم توفر مثال تصفيف خاص‪،‬‬
‫يحدد تصفيف البنايات المجاذية للطرقات السيارة بأربعين مترا ابتداء من محورها‪.‬‬
‫يحدد هذا التصفيف بالنسبة للطرقات السريعة بخمسة و عشرين مترا ابتداء من محورها‪".‬‬

‫و ال يمنح المشرع لإلدارة إبان إعدادها ألمثلة التصفيف الخاصة سوى إمكانية رفع مسافات تراجع البنايات‬
‫ال تخفيضها‪ ،‬و هذا ما نص عليه الفصل ‪ 13‬من التشريع المتعلق بالطرقات‪:‬‬

‫" يمكن ألمثلة التصفيف الخاص المصادق عليها بأمر أن تحدد تصفيفات على مسافات تفوق تلك التي‬
‫ضبطها الفصل ‪ 12‬من هذا القانون‪".‬‬

‫‪En Tunisie, il n’existe pas de plans d’alignement permettant à‬‬


‫‪l’administration de protéger son domaine public contre les emprises et les‬‬
‫‪empiètements des propriétaires riverains. Cette situation s’explique par‬‬
‫‪l’amalgame qui existe en droit tunisien entre le plan d’alignement et le‬‬
‫‪plan d’aménagement. Dans certaines communes, les voiries urbaines et‬‬
‫‪les voiries vicinales prévues par les plans d’aménagement sont encore‬‬
‫‪inexistantes, des constructions anarchiques risquent même de les faire‬‬
‫‪disparaître. L’absence d’un plan national d’alignement et de plans‬‬
‫‪régionaux s’explique peut-être par le manque de moyens financiers de‬‬
‫‪l’administration et le recours à un remède palliatif à savoir les arrêtés‬‬
‫‪individuels d’alignement pour les demandeurs d’autorisation à batir, prévu‬‬
‫‪par l’article 15 de la loi sur le domaine public routier.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫‪La même situation est applicable pour le domaine public ferroviaire qui‬‬
‫‪reste encore mal délimité. Quiconque longera les voies ferroviaires‬‬
‫‪remarquera l’implantation de constructions diverses à proximité des‬‬
‫‪voies.‬‬
‫‪La délimitation censée protéger le domaine public reste insuffisante.‬‬
‫‪Prévue par la législation, mais rarement appliquée. Elle n’est valable en‬‬
‫‪outre que pour le domaine immobilier de l’État et des autres collectivités‬‬
‫‪publiques. Un domaine public mal délimité rend difficile l’exercice des‬‬
‫‪servitudes administratives instituées à son profit.‬‬

‫‪-2‬أمثلة التهيئة العمرانية‪،‬‬

‫فينص الفصل ‪ 12‬من مجلة التهيئة الترابية و التعمير على تعريف محتوياتها ‪:‬‬

‫تضبط أمثلة التهيئة العمرانية على وجه الخصوص قواعد واتفاقات استعمال األراضي وتحدّد‪:‬‬

‫‪ -1‬المناطق الترابية حسـب اإلسـتعمال الرئيسـي المحدد لها أو طبيعة األنشـطة السـائدة الممكن مباشـرتها‬
‫واألنشطة الواجب تحجيرها بهذه المناطق‪.‬‬

‫‪ -2‬كثافة البناء المســـموح بها في كل منطقة ترابية مخصـــصـــة أو في كل جزء منها وذلك اعتبارا لطاقة‬
‫اسـتيعاب البنية األسـاسـية والتجهيزات الجماعية سـواء منها المتوفرة أو المتوقع إنجازها ولنوعية تربة تلك‬
‫المناطق وللمخاطر الطبيعية المحتملة وللعوامل البيئية‪...‬‬

‫‪ -3‬رسم طرقات الجوالن المزمع المحافظة عليها أو تغييرها أو إحداثها وضبط خاصياتها‪.‬‬

‫‪-4‬مناطق حماية المعالم التاريخية والمناطق المصاااااانة والمواقع الثقافية واألثرية والفالحية والطبيعية‬
‫التي تشاااااملهاا تراتياب حمااياة أو صااا ايااناة أو إحيااء وكاذلاك المنااطق الواجاب المحاافظاة عليهاا اعتباارا‬
‫لخصوصياتها كالشريط الساحلي‪.‬‬

‫‪ -5‬المواقع المخصاصاة للمنشاآت والتجهيزات الجماعية والتجهيزات ذات المصالحة العامة والمسااحات‬
‫الخضراء والساحات العمومية‪ ،‬وذلك حسب جدول مرافق يتم إصداره بأمر‪.‬‬

‫‪ -6‬قواعد التعمير المتعلقة بحق تركيز البنايات و بطبيعتها و بتخصـيصـها على ان تراعى فيها اإلجراءات‬
‫التي من شـانها تدعيم االندماج االجتماعي وسـط التجمعات السـكنية و االسـتعمال األفضـل لألراضـي وان‬
‫تراعى كذلك فيها الحاجيات التي تمليها الوضعية الخاصة بالمعاقين ‪.‬‬

‫و يوضح الفصل ‪ 19‬من نفس المجلة أن المصادقة على أمثلة التهيئة العمرانية تتم بمقتضى أمر باقتراح‬
‫من الوزير المكلف بالتعمير‪.‬‬

‫‪ .2‬القرارات الفردية للتصفيف‬


‫[‪]Tapez ici‬‬

‫يتمثل موضوع هذه القرارات في ضبط حدود عقار على ملك أحد الخواص مع الطريق العمومي‪.‬‬
‫و تكتسي هذه القرارات صبغة تصريحية‪ ،‬فهي تكتفي بتطبيق مثال التصفيف الخاص أو مثال التصفيف‬
‫العام للتصريح بحدود الملك العمومي للطرقات‪.‬‬

‫و ينظم الفصل ‪ 15‬من التشريع المتعلق بالطرقات هذه القرارات إذ ينص على انه‪:‬‬

‫" يتعين على كل مالك يريد تشييد بناية محاذية للطريق العمومي أن يضبط مسبقا عن طريق اإلدارة‬
‫المختصة‪ ،‬وطبقا لمقتضيات الفصلين ‪ 12‬و ‪ 13‬من هذا القانون التصفيف الذي يجب عليه احترامه‪.‬‬
‫تحديد هذا التصفيف ال يقوم في أي حال من األحوال مقام رخصة البناء و ال يعفي من طلبها‪.‬‬
‫هذا التحديد الذي ال يمكن رفضه‪ ،‬ال يمس بحقوق الغير‪".‬‬

‫و نستخلص من هذا الفصل وجود واجبين‪:‬‬


‫‪ -‬واجب يقع على كاهل صاحب العقار المحاذي للطريق العمومي‪ :‬و يتمثل في طلب قرار تصفيف‬
‫قبل تشييد أي بناية على عقاره‪ ،‬و هو واجب ال سبيل للتفصي منه‪.‬‬
‫‪ -‬واجب يقع على كاهل اإلدارة التي ال يمكنها رفض إصدار قرار التصفيف‪ ،‬بحيث يكون رفضا‬
‫غير شرعي يمكن الطعن فيه بتجاوز السلطة‪.‬‬

‫ب) إجراءات تحديد الملك العام االصطناعي ‪:‬‬

‫اإلجراءات المحددة في مجلة التهيئة الترابية و التعمير مثاال ‪:‬‬

‫• تحديد المناطق التي تقتضي إعداد أو مراجعة تهيئة عمرانية‬

‫الفصل ‪ 14‬من مجلة التهيئة الترابية و التعمير ‪:‬‬

‫تحدد المناطق التي تقتضي إعداد مثال تهيئة عمرانية و المناطق التي تقتضي مراجعة كامل مثال التهيئة‬
‫العمرانية الذي يغطيها أو جزء منه بقرار من الوزير المكلف بالتعمير و يكون ذلك إما بمبادرة منه أو‬
‫باقتراح من الجماعة المحلية المعنية و بعد أخذ رأي المصالح الجهوية و رأي كل من الوزارة المكلفة‬
‫بالفالحة و الوزارة المكلفة بالبيئة‪.‬‬
‫و يكون اقتراح الجماعة المحلية المتعلق بطلب تحديد المناطق المعنية مصحوبا بتقرير في مبررات اإلعداد‬
‫أو المراجعة يتم ضبط عناصره و محتواه بقرار من الوزير المكلف بالتعمير‬

‫• إعداد مشروع مثال التهيئة العمرانية‬

‫الفصل ‪ 16‬من مجلة التهيئة الترابية والتعمير‪:‬‬


‫[‪]Tapez ici‬‬

‫"تتولى الجماعة العمومية المحلية المعنية‪ ،‬باإلشتراك مع المصالح المختصة ترابيا التابعة للوزارة المكلفة‬
‫بالتعمير‪ ،‬إعداد مشاريع أمثلة التهيئة العمرانية ومراجعتها‪"...‬‬

‫• االستشارات اإلدارية‬

‫الفصل ‪ 16‬من مجلة التهيئة الترابية والتعمير‪:‬‬

‫"‪ ...‬ويحال مشـروع المثال بعد ذلك على المؤسـسـات والمنشـآت العمومية المعنية وعلى المصـالح اإلدارية‬
‫الجهوية‪ ،‬إلبداء الرأي فيه كتابيا مع التعليل‪ .‬وذلك في مدة أقصـــاها شـــهر واحد من تاريخ اتصـــالها به ‪.‬‬
‫ويعتبر عدم الرد في هذا األجل موافقة ضـمنية من قبلها على مشـروع المثال الذي يحال بعد انقضـاء ذلك‬
‫األجل على الوزارة المكلفة بالتعمير للنظر فيه و إرجاعه خالل شهر من تاريخ اتصالها به‪"...‬‬

‫• اإلعالم و االستقصاء العلني‪:‬‬

‫الفصل ‪ 16‬من مجلة التهيئة الترابية والتعمير‪:‬‬

‫"‪...‬ويعرض المشروع فيما بعد على المجلس البلدي أو الجهوي‪ ،‬حسب الحال ‪ ،‬الذي يأذن بتعليقه بمقر‬
‫البلدية او بمقر المعتمدية أو الوالية‪ ،‬ليطلع عليه العموم وينشر إعالن إستقصاء في شأنه بوسائل اإلعالم‬
‫المسموعة والمكتوبة وبالرائد الرسمي للجمهورية التونسية‪"...‬‬

‫المحكمة اإلدارية‪ ،‬ابتدائي‪ ،‬عدد ‪ 07 ،13233/1‬جوان ‪ ،2010‬محمود الجمال و شقيقيه ضد والي نابل‪،‬‬
‫غير منشور‬
‫"حيث تمسك المدعون بعدم شرعية قرار نابل المؤرخ في ‪ 12‬جويلية ‪ 2003‬والمتعلق بالمصادقة على‬
‫مثال التهيئة العمرانية لمنطقة بلي المحطة باالستناد الى ان المصادقة تمت دون مراعاة االجراءات‬
‫المنصوص عليها بمجلة التهيئة الترابية والتعمير والتي تقتضي اعالمهم بمشروع مثال التهيئة وتمكينهم‬
‫من االعتراض عليه‪ ،‬خاصة وانه لم يثبت قيام الجهة االدارية بتعليق اعالن االستقصاء حول مشروع‬
‫التهيئة بمكتب المنطقة‪.‬‬
‫وحيث يستروح من احكام الفصل ‪ 16‬المشار اليه من جهة اولى‪ ،‬ان المشرع حدد شكل االعالم بمشروع‬
‫مثال التهيئة وصوره من خالل اذن الجماعة المحلية المعنية حسب الحال بتعليقه مقر البلدية او بمقر‬
‫المعتدية او الوالية ثم بنشر اعالن استقصاء في شانه بوسائل االعالم المسموعة والمكتوبة وبالرائد الرسمي‬
‫للجمهورية التونسية‪ .‬ومن جهة ثانية فان مراعاة اجراءات االعالم بمشروع مثال التهيئة ال ينبغي ان يخرج‬
‫عن الصور المددة قانونا بموجب احكام الفصل ‪ 16‬المشار اليه"‬

‫• مرحلة تقديم االعتراضات ‪:‬‬

‫الفصل ‪ 16‬من مجلة التهيئة الترابية والتعمير‪:‬‬


‫[‪]Tapez ici‬‬

‫"‪ ...‬وخالل الشــهرين المواليين لهذا اإلجراء‪ ،‬يمكن لكل من يعنيه األمر تدوين مالحظاته أو اعتراضــاته‬
‫بدفتر اإلسـتقصـاء المفتوح للغرض بمقر البلدية أو المعتمدية أو الوالية المعنية‪ ،‬أو توجيه مذكرة إعتراض‬
‫بواسطة مكتوب مضمون الوصول إلى السلطة اإلدارية المعنية‪"...‬‬

‫و تعتبر المحكمـة اإلداريـة أنـه ال يمكن لإلدارة إدراج قطعـة أرض في الملـك العمومي بصـــــورة الحقـة‬
‫للمصادقة على مثال التصفيف و ذلك للمحافظة على حق المعنيين في االعتراض ‪:‬‬

‫المحكمة اإلدارية‪ ،‬ابتدائي‪ ،‬عدد ‪ 28 ،16586‬أفريل ‪ ،2010‬نورة البحيري ضــــد بلدية القيروان‪ ،‬غير‬
‫منشور‪.‬‬

‫حيـث تمســـــك نـائـب المـدعين بطلـب إلغـاء قرار رئيس بلـديـة القيروان المؤرخ في ‪ 25‬جـانفي ‪ 2007‬و‬
‫القاضــي برفض مطلبهم الرامي إلى تســييج القطعة عدد ‪ 2‬من أرضــهم موضــوع الرســم العقاري عدد‬
‫‪ 28543‬القيروان‪...‬‬

‫و حيث دفعت جهة البلدية مالحظة أن رفضـها لمطلب التسـييج مرده تبعية العقار للملك العمومي باعتباره‬
‫منصـــوصـــا عليه بمثال التهيئة العمرانية للبلدية و بخريطة المدينة و ال يناله تبعا لدلك ســـقوط الحق و ال‬
‫التقادم المكسب‪.‬‬

‫و حيـث ثبـت من خالل شــــهـادة الملكيـة المظروفـة بـأوراق الملف و تقرير االختبـار المـأذون بـه من هـذه‬
‫المحكمة أن قطعة األرض موضـوع مطلب التسـييج تشـكل جزءا من العقار موضـوع الرسـم العقاري عدد‬
‫‪ 28543‬القيروان الراجع بالملكية للمدعين‪...،‬‬
‫و حيـث لئن ثبـت ســـــواء من إقرار طرفي المنـازعـة أو من خالل تقرير االختبـار المـأذون بـه من قبـل‬
‫المحكمة أن محل النزاع مخصـص واقعيا كمأوى للسـيارات‪ ،‬فإنه لم يثبت في المقابل أن ملكيته انتقلت إلى‬
‫الملكية المدعى عليها بأي وجه شـرعي وفق ما يقتضـيه القانون و ال أنه مخصـص بمثال التهيئة العمرانية‬
‫كمأوى للسيارات وفقا للمثال الهندسي الخاص بذلك المثال المدلى به من قبل البلدية نفسها‪.‬‬

‫و حيث أنه ال يمكن مجاراة الجهة المطلوبة بخصـوص إعادة إجراء االختبار و اعتماد مثال هندسـي بسـلم‬
‫آخر يســمح ببيان إن كان عقار التداعي مخصــصــا كمأوى من عدمه ضــرورة أن الفصــل ‪ 12‬من مجلة‬
‫التهيئة الترابية و التعمير ينص على أنه ‪ " :‬تضـــبط أمثلة التهيئة العمرانية على وجه الخصـــوص قواعد‬
‫واتفاقات استعمال األراضي وتحدّد ‪... :‬‬
‫‪ -‬المواقع المخصــصــة للمنشــآت والتجهيزات الجماعية والتجهيزات ذات المصــلحة العامة والمســاحات‬
‫الخضراء والساحات العمومية‪"...‬‬
‫و هو ما يســتوجب أن يحتوي المثال الهندســي الخاص بمثال التهيئة العمرانية المصــادق عليه على جميع‬
‫المسـاحات المخصـصـة لفائدة المصـلحة العامة بما في ذلك مرابض السـيارات‪ ،‬و عليه فإنه متى لم يتضامن‬
‫ذلك المثال التنصاايص على مثل تلك المساااحات‪ ،‬فإنه ال يمكن إدراجها فيه إثر المصااادقة عليه باعتماد‬
‫سالم أدق و ذلك حفاظا على حقوق المعنيين به في االعتراض على مقتضاياته قبل إكساائه صايغة النفاذ‬
‫وفق ماا تخولاه لهم أحكاام الفصااااال ‪ 16‬من نفس المجلـة‪ ،‬و قـد كـان على جهـة البلـديـة المطلوبـة إن كـانـت‬
‫تنوي برمجة مأوى بالمكان أن تعد بمناسـبة إجراءات إعداد مثال التهيئة مثاال هندسـيا بسـلم يسـمح بذلك و‬
‫قد خول لها الفصــــل األول من قرار وزير التجهيز و اإلســــكان و التهيئة الترابية المؤرخ في ‪ 3‬أكتوبر‬
‫‪ 1995‬المتعلق بضـبط الوثائق المكونة لمثال التهيئة العمرانية أن تعد خرائط بسـلم يتراوح بين ‪1/5000‬‬
‫و ‪ 1/1000‬و عند االقتضاء خريطة بسلم ‪.1/10000‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫• مرحلة التشاور و التعديل عبر إجراءات اإلحالة على المصالح الجهوية و المركزية‬

‫الفصل ‪ 17‬من مجلة التهيئة الترابية و التعمير‪:‬‬

‫"إثر انقضــاء أجل اإلســتقصــاء‪ ،‬يتولى رئيس المجلس البلدي أو رئيس المجلس الجهوي‪ ،‬حســب الحال‪،‬‬
‫إحالة مشــروع المثال على المصــالح الجهوية المعنية بصــفة مباشــرة مرفقا بالمعارضــات أو المالحظات‬
‫التي يســفر عنها اإلســتقصــاء إلبداء الرأي فيها‪ ،‬كما يتولى إحالة المشــروع آليا على المصــالح الجهوية‬
‫التابعة للوزارة المكلفة بالتعمير‪ ،‬وإن إقتضـى الحال على المصـالح المركزية‪ ،‬لتدخل عليه‪ ،‬عند اإلقتضـاء‪،‬‬
‫التعديالت الضرورية لجعله متناسقا مع بقية أمثلة تهيئة المناطق المجاورة ومتالئما مع التراتيب العمرانية‬
‫الجاري بها العمل‪.‬‬

‫تبدي هذه المصــالح رأيها أو تدخل التعديالت التي تراها‪ ،‬حســب الحال‪ ،‬في ظرف شــهر واحد من تاريخ‬
‫إتصالها بمشروع المثال‪"...‬‬

‫• مرحلة عرض المثال على مداوالت المجلس البلدي أو الجهوية المعني‬

‫الفصل ‪ 17‬من مجلة التهيئة الترابية و التعمير‪:‬‬


‫"‪ ...‬وبمجرد إســــتكمال اإلجراءات المنصــ ـوص عليها بالفقرات الســــابقة‪ ،‬يقع عرض مشــــروع المثال‬
‫مصــحوبا برأي ومقترحات المصــالح اإلدارية والمؤســســات والمنشــآت العمومية التي وقعت إســتشــارتها‬
‫وكذلك بالمالحظات واالعتراضــات التي أســفر عنها اإلســتقصــاء المشــار إليه بالفصــل ‪ 16‬أعاله وبرأي‬
‫المصـــالح الجهوية المعنية في شـــأنها‪ ،‬على المجلس البلدي أو الجهوي المعني للمداولة وذلك في أجل ال‬
‫يتعدى شهرا واحدا‪".‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫ج) آثار تحديد الملك العام االصطناعي ‪:‬‬

‫‪ -1‬هل يؤدي تصفيف الملك العام االصطناعي إلى نقل الملكية؟‬

‫اإلجابة من خالل النصوص و فقه القضاء المتعلقة بأمثلة تصفيف الطرقات‬

‫يمكن أن يؤدي التصفيف إلى التأثير على المراكز القانونية ألصحاب العقارات المجاورة للملك العمومي‬
‫للطرقات‪ ،‬و ذلك بشكل سلبي أو بشكل إيجابي‪ ،‬إذ يمكن أن يتم التقليص من حدود الطريق العمومي أو‬
‫التوسيع في هذه الحدود‪.‬‬

‫• التقليص من حدود الطريق ‪:‬‬

‫ينص الفصل ‪ 14‬من التشريع المتعلق بالطرقات في هذا الصدد ‪:‬‬


‫" في حالة تحوير في التصفيف و إذا ما اقتضى األمر ضم جزء مستخرج من الطريق العام إلى العقار‬
‫المجاور‪ ،‬تسعى اإلدارة باتفاق مع المالك إلى تقدير قيمة ذلك الجزء من العقار‪.‬‬
‫و في حالة عدم الوصول إلى اتفاق يقع ضبط هذه القيمة وفقا لما هو معمول به في مادة االنتزاع‪".‬‬
‫ففي هذه الحالة يؤدي تراجع التصفيف إلى إخراج أي تنزيل أجزاء من الملك العمومي للطرقات لتتحول‬
‫إلى ملك خاص يتم التفويت فيه لفائدة مالكي العقارات المجاورة بمقابل يدفعونه‪ .‬و يتم االتفاق على هذا‬
‫المقابل إما بالتراضي أو بالتقاضي وفقا لما هو معمول به في مادة االنتزاع‪.‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫• التوسيع في حدود الطريق ‪:‬‬

‫في هذه الحالة يطرح السؤال عما إذا كانت أجزاء العقارات المجاورة للملك العمومي التي شملها التصفيف‬
‫تنتقل ملكيتها بصورة تلقائية إلى اإلدارة؟ أم أن مجرد ارتفاق تراجع يفرض عليها تمهيدا الكتسابها الحقا‬
‫من قبل اإلدارة؟‬
‫يمكننا تتبع عناصر اإلجابة عن هذا السؤال بقراءة الفصول التي تنظم هذه الحالة و المتمثلة في الفصول‬
‫‪ 16‬و ‪ 17‬و ‪ 18‬من التشريع المتعلق بالطرقات‪:‬‬

‫الفصل ‪ : 16‬يحجر تشييد البنايات الج ديدة في الجزء من األمالك التي شملها التصفيف إال أنه يمكن‬
‫الترخيص في إقامة بنايات خفيفة ال ينجر عن رفعها في حالة توسيع الطريق حق في التعويض‪.‬‬

‫الفصل ‪ : 17‬يرخص كذلك القيام بتحويرات في البنايات البارزة عن التصفيف أو القيام بترميمها‪.‬‬
‫إذا ما رفض مطلب الترخيص‪ ،‬و باستثناء الحالة التي يقع فيها التصريح من قبل السلطة المختصة بتداعي‬
‫البناية المعنية للسقوط‪ ،‬يمكن للمالك‪ ،‬و في ظرف ثالثة أشهر ابتداء من تاريخ رفض مطلب الترخيص‪،‬‬
‫أن يطالب بانتزاع عقاره‪.‬‬

‫الفصل ‪ : 18‬تضبط الغرامة المنجرة إما بالتراضي او بحسب ما هو معمول به في مادة االنتزاع من أجل‬
‫المصلحة العمومية‪.‬‬
‫في حالة عدم االنتزاع‪ ،‬يتعين على اإلدارة تسليم الرخصة المطلوبة"‪.‬‬
‫االستنتاج‬
‫وتفيدنا قراءة هذه الفصول أن هناك تحجيرا واضحا يقع على صاحب العقار المجاور للملك العمومي‬
‫للطرقات‪-‬على الجزء من األمالك التي شملها التصفيف‪ -‬و هو‪:‬‬
‫‪ -‬تحجير تشييد بنايات جديدة‪.‬‬
‫و تنحصر حقوقه في ‪:‬‬
‫‪ -‬إقامة بنايات خفيفة ال ينجر عن رفعها في حالة توسيع الطريق حق في التعويض‪.‬‬
‫‪ -‬و تحوير و ترميم البنايات البارزة عن التصفيف شرط الحصول على ترخيص من اإلدارة‪.‬‬

‫فهل يعبر هذا التحجير وهذه الحقوق عن أن ملكية العقار انتقلت إلى اإلدارة وبقي مالكها السابق يتمتع بحق‬
‫إشغالها مادام توسيع الطريق لم يتم بعد؟ أم أن الملكية لم تنتقل و بقي صاحب العقار مالكا له‪ ،‬لكنها ملكية‬
‫مقيدة بحق ارتفاق تراجع لفائدة الملك العمومي للطرقات؟‬
‫تأتي اإلجابة انطالقا من الفصل ‪ 17‬الذي يعطي للمالك الحق في أن يقدم مطلبا لجهة اإلدارة النتزاع عقاره‬
‫في حال رفضت منحه الترخيص في القيام بتحوير أو ترميم البنايات البارزة عن التصفيف‪.‬‬
‫و تؤدي قراءة هذا الفصل إلى اعتبار أن صاحب العقار يبقى مالكا له حتى تلك اللحظة‪.‬‬
‫و بالتالي فإن التصفيف ليس انتزاعا و ال يؤدي إلى االنتزاع ‪:‬‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫و هذا ما أكدته المحكمة اإلدارية في قرار صادر عنها بتاريخ ‪ 22‬جانفي ‪ : 1996‬م‪ .‬ع‪ .‬ن‪ .‬د‪ .‬ضد‬
‫الشركة التونسية للدباغة ‪:‬‬

‫" صدور قرار التصفيف ال يترتب عنه مباشرة حق المطالبة بقيمة المساحة المزمع إدماجها بملك الدولة‬
‫العمومي وإنما فقط المطالبة بغرامة الحرمان من التصرف في المساحة آنفة الذكر‪".‬‬
‫"ال يجوز المطالبة بغرامات نتيجة قرار التصفيف طالما لم يقع تحوز اإلدارة بالعقار"‬

‫وإذا فالتصفيف ال يؤدي إلى إدماج المساحات المعنية في الملك العمومي للطرقات‪ ،‬بل كل ما في األمر أنه‬
‫يعبر عن أن هذه المساحات أصبحت ضرورية للمصلحة العامة و أن الدولة ستسعى في أول فرصة ممكنة‬
‫إلى اكتسابها‪ ،‬و يمكننا تبني نفس التمشي في خصوص المساحات المدمجة بموجب أمثلة التهيئة العمرانية‪:‬‬

‫‪ )1‬اإلجابة من خالل النصوص و فقه القضاء المتعلقة بأمثلة التهيئة العمرانية‬

‫الفصل ‪ 20‬من مجلة التهيئة الترابية و التعمير ‪:‬‬

‫"بعد المصادقة على مثال التهيئة‪ ،‬تتولى الجماعة العمومية المحلية المعنية او الوزارة المكلفة بالتعمير‪،‬‬
‫القيام على الميدان‪ ،‬بكل اإلجراءات العملية لتحديد المناطق المخصصة للطرقات والساحات العمومية‬
‫والمساحات الخضراء والمساحات المخصصة للتجهيزات الجماعية وذلك بوضع عالمات تحديد بارزة‬
‫للعيان مع الحرص على أن ال تعرقل هذه العالمات االستغالل العادي للعقارات المعنية بعملية التحديد‪ ،‬من‬
‫طرف مالكيها‪"...‬‬

‫وتقول المحكمة اإلدارية في هذا السياق ‪:‬‬


‫المحكمة اإلدارية‪ ،‬ابتدائي‪ ،‬عدد ‪ 22 ،16469/1‬فيفري ‪ ،2010‬البشير بن محمد عزيز ضد رئيس‬
‫بلدية بو عرقوب‪ ،‬غير منشور‬

‫"‪ ...‬وحيث يتبين من االحكام سالف االشارة اليها (الفصل ‪ )20‬ان ملكية العقار ال تحول دون مباشرة‬
‫عملية تحديد الطريق المبرمج بمثال التهيئة العمرانية اال انها ال تخول في نفس الوقت‪ ،‬وباي حال من‬
‫االحوال للجهة االدارية المعنية بتجاوز تثبيت حدود الطريق على نحو ما سلف بيانه الى فتحه وتهيئته‬
‫لجوالن العموم ما لم تنتقل ملكية العقار المشمول بمثال التهيئة الى االدارة ‪،‬اقتضاء بالحماية الدستورية‬
‫لحق الملكية‪"...‬‬

‫و يعني ذلك أن العقارات المصنفة ضمن الملك العام‪ ،‬هي مصنفة على اعتبار ما سيكون‪ ،‬فهي ستصير‬
‫ملكا عموميا إثر استيفاء إجراءات اكتسابها‪ ،‬أما صدور أمر المصادقة على مثال التهيئة فيترتب عنه‬
‫"التصريح بالمصلحة العمومية لألشغال المقررة" و هذا ما نص عليه الفصل ‪ 19‬من مجلة التهيئة الترابية‬
‫والتعمير‪.‬‬

‫و قد كرست المحكمة اإلدارية هذا التمشي ‪:‬‬


‫[‪]Tapez ici‬‬

‫" العقارت المصنفة ضمن المناطق المخصصة للطرقات (وفق مثال التهيئة العمرانية) أصبحت مناطق‬
‫ذات مصلحة عامة‪ ،‬وعليه يمكن للسلطة المعنية نقل ملكيتها لفائدتها بالتراضي أو عن طريق االنتزاع"‬
‫م‪.‬إ‪.‬اب‪ ،.‬عدد ‪ 19 ،18810‬جوان ‪ ،2004‬ورثة محمد الشريف ضد رئيس بلدية قفصة‪*.‬‬

‫فإذا ما قامت اإلدارة باالستيالء على هذه المناطق دون الحصول على ملكيتها‪ ،‬كان تصرفها غير شرعي‬
‫و معمرا لذمتها ‪:‬‬
‫المحكمة اإلدارية‪ ،‬ابتدائي‪ ،‬عدد ‪ 11 ،1/19474‬جانفي ‪ ،2011‬الحبيب إدريس ضد بلدية منزل شاكر‪،‬‬
‫غير منشور‪.‬‬
‫"و حيث يقتضي الفصل ‪( 17‬جديد) من قانون المحكمة اإلدارية أن اإلدارة تكون مسؤولة عن أعمالها‬
‫اإلدارية غير الشرعية‪ ،‬كما يستشف من أحكام الفصل األول من القانون عدد ‪ 38‬لسنة ‪ 1996‬المذكور‬
‫أعاله أن اإلدارة تسأل من أجل استيالئها على عقارات الخواص‪.‬‬
‫و حيث لم تنكر الجهة اإلداربة المدعى عليها وضع يدها على عقار التداعي‪ ،‬كما ثبت من تقرير االختبار‬
‫المجرى في هذه القضية أنه تم استغالل مساحة ‪ 1010‬مترا مربعا من أرض المدعي في إطار توسيع‬
‫الطريق المبرمجة بمثال التهيئة العمرانية لمدينة منزل شاكر‪.‬‬
‫و حيث أن برمجة طريق أو مساحات مخصصة الستعمال العموم ال يكفي وحده لتخويل اإلدارة وضع يدها‬
‫على عقارات الخواص بل ال بد لها قبل ذلك من اقتناء المساحة الالزمة لذلك الغرض من أصحاب العقار‬
‫إما بالتراضي أو عن طريق استصدار أمر في االنتزاع لفائدة المصلحة العامة طبق ما يقتضيه القانون‪...‬‬
‫تحوز المدعى عليها بجزء من عقار العارض و تصرفها فيه بإحداث طريق عمومية تعبره دون أن تدلي‬
‫بما يفيد إحالته إليها بالمراضاة أو استصدار أمر انتزاع األمر الذي يصير تصرفها ذاك من قبيل االستيالء‬
‫الذي ينشئ مسؤوليتها"‬

‫و نجد في الفصلين ‪ 21‬و ‪ 22‬من مجلة التهيئة الترابية مقتضيات موازية لتلك التي نجدها في الفصول‬
‫‪ 16‬و ‪ 17‬و‪ 18‬من التشريع المتعلق بالطرقات‪ ،‬تمنع على المالكين القيام بإحداثات جديدة داخل أراضيهم‬
‫و ال تسمح لهم سوى بترميم البنايات الموجودة ‪:‬‬

‫الفصال ‪ :21‬ال يجوز البناء على العقارات الكائنة داخل المناطق المحددة وفق مقتضـيات الفصـل ‪ 20‬من‬
‫هذه المجلة إن كانت بيضـــاء وال تحويرها لغاية تحســـين مرافقها إذا كانت مبنية‪ ،‬غير انه يجوز تشـــجير‬
‫األراضـي البيضـاء الكائنة داخل هذه المناطق وكذلك ترميم البنايات الموجودة بها وتعهدها وذلك برخصـة‬
‫خاصة من السلطة اإلدارية ذات النظر‪.‬‬

‫وال يمكن بأي حال اعتبار البنايات وأشـغال الترميم أو التحوير المنجزة خرقا ألحكام الفقرة األولى أعاله‪،‬‬
‫عند تقدير غرامة انتزاع األراضـــي التي أقيمت عليها هذه البنايات أو انتزاع البنايات موضـــوع أشـــغال‬
‫الترميم او التحوير ‪.‬‬

‫الفصاال ‪ :22‬في حالة رفض الترخيص بإجراء الترميم المشــار إليه بالفصــل ‪ 21‬من هذه المجلة بالنســبة‬
‫لعقار وقع التصـريح من طرف السـلطة المختصـة بأنه ينذر باالنهيار‪ ،‬تصـبح اإلدارة ملزمة أما باقتنائه أو‬
‫[‪]Tapez ici‬‬

‫بانتزاعه إذا رفض مالكـه التفويت فيـه بالمراضـــــاة وأما بالترخيص في ترميمـه‪ ،‬وفي الحـالة األولى يتعين‬
‫على اإلدارة اتخاذ ما يلزم من إجراءات لدفع خطر األضرار التي يمكن أن تنجر عن حالة العقار‪.‬‬

‫الحق في التعويض؟‬

‫ال ينتج الحق في التعويض عن مجرد صدور أمر المصادقة على مثال التصفيف أو مثال التهيئة العمرانية‪،‬‬
‫إذ ال تطرح مسأل التعويض إال في حال قررت اإلدارة اكتساب ملكية العقارات المعنية بالتراضي أو‬
‫بالتقاضي ‪:‬‬

‫و قد أقر ت المحكمة اإلدارية حق الخواص "في التعويض عن جميع ما يمكن أن يترتب عن (مثال‬
‫التهيئة)"‬
‫المحكمة اإلدارية‪ ،‬ابتدائي‪ ،‬عدد ‪ 11 ،1/19474‬جانفي ‪ ،2011‬الحبيب إدريس ضد بلدية منزل شاكر‪،‬‬
‫غير منشور‪.‬‬

‫كما اعتبرت أن إحجام الخواص عن تقديم اعتراضاتهم خالل مرحلة إعداد مثال التهيئة العمرانية ال يؤدي‬
‫إلى حرمانهم من هذا الحق ‪:‬‬

‫"و حيث و خالفا لما دفعت به نائبة الجهة المدعى عليها‪ ،‬فإن إجراء االعتراض على مثال التهيئة العمرانية‬
‫المنصوص عليه بالفصل ‪ 16‬من مجلة التهيئة الترابية و التعمير إنما يتعلق بإعداد مشاريع أمثلة التهيئة‬
‫العمرانية و مراجعتها و ال يؤدي عدم اللجوء إليه من قبل المعنيين باألمر إلى حرمانهم من حقهم في‬
‫التعويض عن جميع ما يمكن أن يترتب عن ذلك المثال‪".‬‬

‫و في الفصل ‪ 17‬من التشريع المتعلق بالطرقات‪ ،‬اعتبر المشرع أن من حق المالك مطالبة اإلدارة بانتزاع‬
‫عقاره في حال رفضت الترخيص له في القيام بأشغال الترميم الضرورية‪ ،‬و أردف ذلك بتوضيح أن المالك‬
‫مستحق لغرامة تحتسب حسب القواعد المعمول بها في مادة االنتزاع‪ ،‬و ذلك ما يستشف من الفصل ‪22‬‬
‫من مجلة التهيئة الترابية‪.‬‬

You might also like