Professional Documents
Culture Documents
درس القانون الإداري للأموال-مارس022
درس القانون الإداري للأموال-مارس022
فهرس املواد
تقديم
محتوى الكتاب
قائمة الرموز
مراجع
قدمة ّ
عامة : م ّ
تمهيد :القانون اإلداري لألموال و عالقته بمواضيع القانون اإلداري
الفقرة األولى :مفهوم المال
الفقرة الثانية :عالقة الذوات العمومية بالمال :ملكية الذوات العمومية للمال
الفقرة الثالثة :الذوات العمومية التي يرجع لها المال
◄ مفهوم الذوات العمومية
♣ الدولة
♣ الجماعات املحلية
♣ املؤسسات العمومية اإلدارية واملؤسسات العمومية غير اإلدارية التي لها صفة املنشأة العمومية والتي
ليست لها صفة املنشأة العمومية)
♣ الهيئات العمومية املستقلة
◄ إقصاء ممتلكات الذوات العمومية من مجال تطبيق مجلة الحقوق العينية
الفقرة الرابعة :مصادر القانون اإلداري لألموال
الجزء األول
[]Tapez ici
املبحث الثاني :آثارالتمييزبين امللك العام وامللك الخاص للذوات العمومية :
المقدمة
يُعتبر القانون اإلداري لألموال امتدادا لمادة القانون اإلداري العام باعتبار ان موضوع هذه المادة يتمثل في
الوسائل او الموارد المادية التي تمتلكها الدولة; والتي تمكنها من االضطالع بمهامها خدمة للمصلحة العامة.
[]Tapez ici
إذ من الضروري أن تتمتّع الذوات العمومية بموارد مادية حتى تتمكن من تحقيق وإنجاز المهام الموكولة
إليها في إطار عملها من اجل تحقيق المصلحة العامة.
وفي هذا اإلطار تتمتع الدولة بالموارد البشرية (الموظفون العموميون) والتي يُعنى قانون الوظيفة العمومية
بدراستها و بموارد مادية تتمظهر في مجموع األموال والمكتسبات ) les biensوخاصة األموال العقارية
والتي تُس ّمى أمالك الذوات العمومية .le domaine des personnes publiquesإال ان موارد
الدولة المادية ال تقتصر على األمالك العمومية بنوعيها العام والخاص بل نجدها تقوم بتثمين أموالها من
خالل القيام باالشغال العمومية العقارية من أجل المصلحة العامة ،كما نُضيف إلى ذلك قدرة الدولة على
تدعيم رصيدها من األموال إما بالطرق ا لرضائية أو بالطرق الجبرية وذلك من خالل االنتزاع من أجل
المصلحة العمومية والذي يعتبر صالحية هامة من صالحيات السلطة العامة.
وتجدر اإلشارة الى ان مجموع األموال التي هي على ملك الدولة هي موضوع اعتبارات سياسية واقتصادية
هامة ،فثراء األشخاص العموميون باعتبارهم مالكين وقادرين على القيام بأشغال عقارية بمبالغ مالية
ضخمة سيكون دليال على الصحة الجيدة لإلقتصاد ومجال األعمال في القطاع العمومي أو العكس,
عند دراسة مادة القانون اإلداري لالموال البد أن ال تغيب عن فكر الدارس ثالث أفكار رئيسية وهي:
-فكرة تعريف الملك العام من خالل معيار التخصيص لفائدة المصلحة العامة
-فكرة المصلحة العامة المرتبطة باالنتزاع
-فكرة المنفعة العامة في تعريف األشغال العمومية
ننطلق في إطار دراسة مادة القانون اإلداري لألموال بتعريف موضوع هذه المادة والمتمثّل في مجموع
القواعد القانونية التي تحكم األموال الراجعة للذوات العمومية والتي تستعملها لتحقيق مهامها وتتمثل في
جملة قواعد القانون اإلداري المنطبقة على اكتساب هذه األمالك والتصرف فيها والمحافظة عليها وحمايتها
واستعمالها.
لكن وقبل التعرض الى مختلف القواعد القانونية التي تحكم األموال الراجعة للذوات العمومية البد من
التعرف على المقصود بالمال.
ّ
1و يمثل هذا الفصل تضمينا لما ورد بالفصل 1598من المجلة المدنية الفرنسية.
[]Tapez ici
وينقسم المال حسب الفصل الثاني من مجلة الحقوق العينية إلى عقار ومنقول.
أما العقار فهو كل شيء ثابت في مكانه ال يمكن نقله منه دون تلف .وأما المنقول فينقسم إلى:
-منقوالت بطبيعتها " :تعد منقوالت بطبيعتها األجسام التي يمكن انتقالها من مكان آلخر سواء انتقلت
بنفسها أو بمفعول قوة أجنبية عنها( ".لفصل 14م .ح .ع(
-منقوالت بحكم القانون :الفصل 15م .ح .ع " :تعد منقوالت بحكم القانون االلتزامات والحقوق
العينية والدعاوى المتعلقة بالمنقول و الحصص و األسهم والرقاع في مختلف الشركات و إن كانت
هذه الشركات مالكة عقارات".
و تتناول مجلة الحقوق العينية باستفاضة الحقوق العينية أي الحقوق التي يكون موضوعها المال عقارا أو
منقوال ونذكر منها 2حق الملكية و هي حسب الفصل 17م .ح .ع ... " : .الحق الذي يخول صاحب الشيء
وحده استعماله واستغالله و التفويت فيه ".وحق االنتفاع :و هو حسب ال فصل 142م .ح .ع... " : .
الحق في استعمال شيء على ملك الغير واستغالله مثل مالكه لكن بشرط حفظ عينه".
فقرة ثانية :عالقة الذوات العمومية بالمال :ملكية الذوات العمومية للمال
تطرح مسألة الملكية العمومية مشكل العالقة القانونية التي تربط بين الذات العمومية و المال :فهل هي
عالقة ملكية؟ وهل للذات العمومية صفة المالك على المعنى المدني الوارد في مجلة الحقوق العينية ،وبعبارة
أخرى هل للذوات العمومية حق الملكية على أموالها؟ أي " الحق الذي يخول صاحب الشيء وحده استعماله
واستغالله والتفويت فيه"؟
لقد نفى بعض الفقهاء خالل القرن التاسع عشر وحتى بداية القرن العشرين إمكانية تمتع الذوات العمومية
بحق الملكية على الملك العام على اعتبار أن مبدأ عدم قابلية الملك العمومي للتفوي ت يخالف احد المكونات
األساسية لحق الملكية أال وهو الحق في التصرف l’abususوهو ما يعني بالنسبة لهم ان الذوات العمومية
ليس لها إال تمارس حق الحراسة او الحفظ على هذا الملك ،كما ان تخصيصه للمصلحة العامة يتعارض
مع التفويت فيه .لكن الفقيه Hauriouانتقد هذا الحل معتبرا ان عدم قابلية الملك العام للتفويت يتعلق ال
2حق االستعمال أو حق السكنى :و تنظمه الفصول من 161إلى 164من م .ح .ع.
-حقوق االرتفاق و حق االرتفاق حسب الفصل 165من م .ح .ع .هو " :حق مرتب على عقار لفائدة عقار آخر يملكه شخص
غير مالك العقار األول"
-التأمينات العينية :وتمثل أسبابا قانونية في تفضيل بعض الدائنين على بعض و هي :االمتياز و الرهن و حق الحبس (الفصل
193من م.ح .ع).
االمتياز و " االمتياز حق عيني يعطيه القانون في تفضيل بعض الدائنين على بعض للخالص من مكاسب المدين نظرا لصفة
ديونهم( ".الفصل 194من م .ح .ع).
الرهن وهو " ...عقد يخصص بموجبه المدين أو من يقوم مقامه شيئا منقوال أو عقارا أو حقا مجردا لضمان الوفاء بالتزام
و يخول للدائن الحق في استيفاء دينه من ذلك الشيء قبل غيره من الدائنين إذا لم يوف له المدين بما عليه( ".الفصل 201
من م .ح .ع).
[]Tapez ici
بوجود هذا الحق بل بممارسته وطريقة استعماله ،فهذا الحق موجود وتتمتع به الذوات العمومية على الملك
العام ولكنه يخضع لنظام قانوني مختلف تماما عن نظام الملكية في القانون المدني.
ويرى Hauriouأن حق الملكية يمكن أن يوجد دون أن يرتبط بالمعنى المدني ،فيمكن تخيل وجود ملكية
إدارية لها نظام خاص استثنائي يختلف عن نظام الملكية في القانون المدني.
كما اعتبر البعض أن مبدأ عدم القابلية للتفويت ال يمنع في الواقع التفويت في األمالك العمومية ،فالذوات
العمومية يمكنها أن تقوم بإخراج الملك من دائرة الملك العام إلى دائرة الملك الخاص ،وعندها يصبح من
تفوت كما هو الشأن بالنسبة ألمالك الخواص.
الممكن التفويت فيه ّ
و ما يمكن االنتهاء إليه اليوم هو استقرار الرأي سواء في فقه القضاء أو في القانون الوضعي على تمتع
الذوات العمومية بحق الملكية على الملك العمومي.
أ -تدعيم فكرة ملكية الذوات العمومية على الملك العام في القانون التونسي
تدّعمت فكرة ملكية الذوات العمومية وبالتحديد ملكية الدولة والجماعات المحلية صلب الفصل 16من
مجلة الحقوق العينية والذي جاء فيه" :تخضع األموال العامة أو الخاصة الراجعة للدولة وللجماعات
المحلية إلى القوانين الواردة في شأنها".
كما جاء بالفصل 121من قانون البلديات عدد 33لسنة 1975بتاريخ 14ماي 1975والذي ت ّم إلغاؤه
ضمنيا بمجلة الجماعات المحلية الصادرة بتاريخ 9ماي ": 2018تدخل في الملك العمومي البلدي :
-قطع األرض التي هي على ملك البلدية والتي وقع استعمالها قانونا أو فعال كشوارع أو ساحات أو حدائق
عمومية او طرقات باستثناء طرقات المسافات الطويلة والمتوسطة التي تتولى الدولة إحداثها وتعهدها"...
اما الفصل 69من مجلة الجماعات المحلية الصادرة بتاريخ 9ماي 2018فقد جاء معبّرا بوضوح عن
فكرة ملكية الجماعات المحلية بالقول" :ت ُعد ملكا عموميا محليا كل العقارات والمنقوالت التي يعتبرها
صصة الستعمال العموم مباشرة أو لمرفق
القانون ملكا عموميا الراجعة ملكيتها للجماعات المحلية والمخ ّ
عام والتي ت ّمت تهيئتها تهيئة خاصة للغرض".
ب -تدعيم فكرة ملكية الذوات العمومية على الملك العام في فقه القضاء التونسي
بالرجوع الى فقه قضاء المحكمة اإلدارية نتبيّن أن هذه األخيرة قد دعّمت فكرة ملكية الذوات العمومية من
خالل جملة من القرارات و األحكام نذكر من بينها :
[]Tapez ici
قرار المحكمة اإلدارية ،عدد ،183بتاريخ 10جويلية ،1980عبد العزيز التومي و من معه ضد وزير
التجهيز واإلسكان ،ورئيس بلدية أريانة والرئيس المدير العام للوكالة العقارية للسكنى( 3،المجموعة،
ص .)298-290و قد عبّرت المحكمة عن موقفها فيما يتعلق بملكية األرض موضوع النزاع وأجابت عن
عن طلبات المدعين الرامية إلى إلغاء مقررات التفويت في الساحة موضوع التداعي الصادرة عن وزير
التجهيز والرئيس المدير العام للوكالة العقارية للسكنى بدعوى أنها ملك عام بالنظر إلى استعمالها من
طرف البلدية كساحة عمومية و بذلك يحجر التفويت فيها تطبيقا للفصل 3من األمر المؤرخ في 24سبتمبر
1885والفصل 122من القانون عدد 33المؤرخ في 14ماي ُ ...1975مؤ ّكدة أنّه :
"حيث يدعي العارضون أن أرض النزاع ملك عمومي على معنى األمر المؤرخ في 24سبتمبر 1885
و القانون عدد 33المؤرخ في 14ماي ( 1975الفصل 121منه)،
لكن حيث يتبين من أوراق الملف أن هذه األرض كانت على ملك الدولة الخاص مرسمة تحت عدد 520
من الرسم العقاري عدد 4958وقد وقع التفويت فيها لفائدة الوكالة العقارية للسكنى ثم اشترتها الشركة
العقارية "البيت العصري،
" وحيث ولئن نازع محامي المدعين بكون القطعة المذكورة هي ملك عام بدعوى أنه وقع تخصيصها من
طرف بلدية أريانة كساحة عمومية واستعملت لهذا الغرض حسب ما يتبين من محضر المعاينة المحرر
من طرف عدل التنفيذ في 13أفريل 1977إال أن الفصل 121من القانون عدد 33المؤرخ في 14
ماي 1975يشير إلى األراضي التي هي على ملك البلدية و المستعملة كساحات عمومية لذا فال يمكن
اعتبار أرض النزاع ملكا عموميا راجعا إما للدولة بمقتضى األمر المؤرخ في 24سبتمبر 1885و إما
للبلدية عمال بالفصل 121من القانون المذكور.
ويتعين تأسيسا على ما تقدم رفض هذه الطلبات"...
وفي حكم ابتدائي صادر عن المحكمة اإلدارية تحت عدد 1/13320بتاريخ 7جويلية ،2010محمود
وعبد العزيز وعلي أبناء أحمد محلة ضد رئيس بلدية قصور الساف ،عبّر القاضي اإلداري عن نفس
الموقف .تعلّقت الدعوى في هذه القضية بالطعن باإللغاء في قرار الرفض الضمني المتولد عن عدم اتخاذ
رئيس بلدية قصور الساف اإلجراءات والتدابير الكفيلة باسترجاع الممر المستولى عليه من قبل المدعو
ت ّم تقديم عريضة الدعوى من طرف األستاذ م م نيابة عن المدعين المسجلة بكتابة المحكمة في 15جوان 1977والمتضمنة أن 3
منوبيه يملكون محالت سكنى بحي المنزه الخامس المعروف سابقا بكرنوا متاخمة لساحة عمومية تعرف بساحة الموحدين و هي القطعة
عدد 520من المقسم .و قد وقع التفويت فيها إلى الوكالة العقارية للسكنى التي باعتها بدورها إلى الشركة العقارية "البيت العصري"
بعد تقسيمها قصد إقامة محالت للسكنى بها و قد تم لها الترخيص لها في ذلك من طرف البلدية.
[]Tapez ici
فتحي النيفر وتمكين األجوار من استعماله من جديد للوصول إلى شاطئ البحر ،باالستناد إلى مخالفة ذلك
القرار ألحكام الفصل 121من القانون األساسي للبلديات التي اقتضت أن القطع المستعملة كطرقات قانونا
أو فعال تدمج حاال بالملك العمومي البلدي وتصبح غير قابلة للتداول أو اإلحالة للغير بأي وجه كان.
"وحيث ال يكفي لتطبيق مقتضيات الفصل ( 121قديم) و اعتبار الممر المتنازع بشأنه ملكا عموميا بلديا
مجرد استعماله قانونا أو فعال كشارع أو مسلك بل يجب أيضا أن يكون ذلك الممر ملكا للبلدية و هو ما
لم يثبت في قضية الحال.
وحيث طالما لم تثبت ملكية البلدية للممر موضوع النزاع عبر إداراجه كطريق عمومية بمثال التهيئة
المنطبق على المنطقة ،فإنه ال تثريب على رئيس البلدية المدعى عليها حينما لم يبادر باتخاذ التدابير الكفيلة
بردع عملية االعتداء عليه ،...األمر الذي تغدو معه دعوى الحال غير قائمة على دعامة قانونية سليمة
وتكون بالتالي حرية بالرفض".
أقر مجلس الدولة الفرنسي كذلك ملكية الذوات العمومية على ملكها العام بمناسبة قراره
وفي فرنساّ ،
الصادر في 23جويلية .Commune de Saint Gaudens 4 1974
وبناء على ما سبق بيانه تكون الذوات العمومية التي نص عليها القانون متمتّعة بالحق في أن تكون مالكة
للمال .لكن هل تعترف النصوص القانونية لكل الذوات العمومية بحقها في الملكية؟
الفقرة الثالثة :الذوات العمومية التي يرجع لها المال
تُعتبر الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية اإلدارية وغير اإلدارية والهيئات العمومية المستقلة
والهيئات المهنية أشخاص القانون العام وهو ما يُؤ ّهلها ألن تكون لها ذ ّمة مالية وأن تتمتع بحق الملكية.
نص على عبارة "األموال الراجعة للدولة ويتدّعم هذا القول بما ورد صلب الفصل 16من م.ح.ع .والذي ّ
والجماعات العمومية المحلية" .لكن ما نالحظه هو أن هذا الفصل اقتصر على ذكر الدولة والجماعات
المحلية دون بقية الذوات العمومية األخرى ،وهو ما يدفعنا لإلجابة عن سبب هذا الحصر.
4 C. E., 23.07.1974, Commune de Saint Gaudens :« (la commune) en sa qualité de propriétaire (de
son) domaine public », publié au recueil LEBON
[]Tapez ici
يبدو هذا التضييق غير متوافق تماما مع القانون الوضعي التونسي وخاصة مع الدستور القديم دستور
(1جوان )1959والذي كان يكرس وجود ذوات عمومية أخرى هي المؤسسات العمومية صلب فصله
،34والتي تُعتبر قادرة على امتالك أجزاء من األموال العمومية .كما ال يتوافق هذا الفصل مع دستور
27جانفي 2014الذي ذكر المؤسسات العمومية صلب فصله .65
إن ما يُفسّر هذا التضييق في ذكر الذوات العمومية التي يرجع لها المال هو:
ّأوال :أن الدولة هي الذات العمومية االصلية وهي التي تقوم بإحداث الذوات العمومية المتفرعة عنها أو
الثانوية تستمد هذه األخيرة كيانها من إرادة الدولة ال سيما في إطار الدولة الموحدة.
ثانيا :إن المبدأ هو أن كل األموال غير الراجعة للخواص هي في األصل أموال الدولة أي الذات العمومية
األصلية ،أما الذوات العمومية الثانوية فتصبح مالكة بإرادة من الدولة ذاتها وتأخذ هذه اإلرادة أشكاال
مختلفة .إذ يمكن أن تأخذ هذه اإلرادة الشكل التشريعي ،كما هو الشأن بالنسبة للجماعات المحلية التي
أسندت لها النصوص المتعلقة بها رصيدا من األموال وخاصة العقارات .كما يمكن أن تأخذ هذه اإلرادة
شكل القرار اإلداري ،كما هو الشأن بالنسبة للمؤسسات العمومية ،وذلك من خالل التخصيص
l’affectationأو التفويت la cessionأو االنتزاع لفائدتها l’expropriation pour cause
.d’utilité publiqueولعل انفراد الدولة بصالحية االنتزاع من اجل المصلحة العمومية يوضح الصبغة
المبدئية لتملك الدولة ،إال أن هذا ال ينفي تمتّع مختلف الذوات العمومية األخرى بأهلية التملك بحكم تمتّعها
بالشخصية المعنوية التي تفترض وجود ذمة مالية مستقلة.
على أننا ال يجب أن نغفل هنا عن أن الذوات العمومية الثانوية خاضعة قانونا إلشراف الدولة في كل
تصرفاتها بما في ذلك المالية منها ،من ذك مثال أنها ال تستطيع قبول الهبات إال بعد مصادقة الدولة.
لكن هل يمكن للمؤسسات العمومية غير اإلدارية ان تكون مالكة للمال؟
طرح هذا االشكال بالنسبة لملكية المؤسسات العمومية غير اإلدارية في فرنسا :وفي مرحلة أولى :لم
يكن فقه القضاء الفرنسي يقبل فكرة امتالك المؤسسات العمومية لملك عام ونذكر في هذا اإلطار قرار
مجلس الدولة *C.E. Société Lyonnaise, 19 mars 1956
وقد حاول بعض الفقهاء تفسير اقتصار المؤسسات العمومية على ملك خاص فقط بالربط بين الملك العام
وسلطة الضبط المتعلقة بحمايته على اعتبار أن المؤسسات العمومية غير معترف لها بسلطة ممارسة
الضبط اإلداري.
لكن هذا التبرير لم يكن مقنعا ،و تم العدول عن الموقف الذي يميز بين المؤسسات العمومية والجماعات
العمومية بمقتضى حكم ابتدائي صادر سنة 1979عن المحكمة اإلدارية االبتدائية بباريس*.
كما تم تأكيد هذا الموقف في قرار مبدئي صادر عن مجلس الدولة :
*C. E. 23 octobre 1998, Électricité de France
حيث اعتبر مجلس الدولة أن أموال المؤسسات العمومية يمكن أن تندرج ضمن الملك العام ،سواء كانت
مؤسسات عمومية إدارية أو ذات صبغة صناعية وتجارية.
وتجدر اإلشارة أن االعتراف للمؤسسات العمومية الصناعية والتجارية بإمكانية اكتساب ملك عام يبدو
غريبا بحكم أنه يصعب التوفيق بين متطلبات التصرف التجاري ونظام الملك العام بما يشمله مثال من عدم
القابلية للتفويت .لكن حسب مجلس الدولة في هذا القرار ،فإن األمر يتوقف على إرادة المشرع ،فإذا نص
[]Tapez ici
هذا األخير على قواعد ال تتالءم مع نظام الملك العام ،فإن األموال المعنية تعتبر داخلة في الملك الخاص
للمؤسسة العمومية و إن توفرت به شروط الملك العام*.
أما على المستوى العملي ،فيقع إما le déclassementاالخراج أو وضع الملك العام الراجع للدولة
على ذمة المؤسسات العمومية دون إحالة ملكيته إليها :
ف ي تونس تبقى هذه المسألة متوقفة على إرادة المشرع ومثال ذلك السكك الحديدية :
إذ جاء بالفصل األول من القانون عدد 90لسنة 1998المؤرخ في 2نوفمبر 1998المتعلق بالشركة
الوطنية للسكك الحديدية التونسية:
"تتولى الشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية استغالل شبكة السكك الحديدية و بصفة عامة التصرف
في مختلف الممتلكات التي وضعتها الدولة على ذمتها بمقتضى لزمة و ذلك بهدف تامين نقل المسافرين
و البضائع بواسطة السكة الحديدية"...
الفصل : 2
"تمنح الدولة للشركة الوطنية للسكك الحديدية التونسية بموجب اتفاقية لزمة ،المنشآت الثابتة والسكك
وتوابعها ومرفقاتها وخاصة المحطات والورشات والمستودعات وكذلك مجموع األراضي التابعة للملك
العمومي للسكة الحديدية المخصصة أو التي سيقع تخصيصها الستغالل الشبكة الحديدية"...
❖ وهنا من الضروري االنتباه إلى تغير الشكل القانوني للمؤسسات العمومية خاصة ،حيث ان تحول
مؤسسة عمومية إلى شركة خاصة من شأنه أن يحول كل أموالها إلى امالك خاصة.
(مثال الديوان الوطني لالتصاالت التي تحولت إلى اتصاالت تونس)
كما يجدر التدقيق في خصوص الوضعية القانونية لألموال المستعملة لتلبية حاجيات المرفق العام في إطار
لزمة المرفق العام مع استغالل الملك العام.
واللزمة حسب الفصل 2من قانون اللزمات هي "العقد الذي يفوض بمقتضاه شخص عمومي يسمى "مانح
اللزمة" ،لمدة محددة ،إلى شخص عمومي أو خاص يسمى "صاحب اللزمة" ،التصرف في مرفق عمومي
أو استعمال واستغالل أمالك أو معدات عمومية وذلك بمقابل يستخلصه لفا ئدته من المستعملين حسب
الشروط التي يضبطها العقد.
يمكن أن يكلف صاحب اللزمة أيضا بإنجاز أو تغيير أو توسيع بـنايات ومنــشآت وتجهيزات أو اقتناء
ممتلكات الزمة إلنجاز موضوع العقد.
يمكن أن يرخص العقد لصاحب اللزمة في إشغال أجزاء من الملك الراجع لمانح اللزمة بهدف إنجاز أو
تغيير أو توسيع البنايات والمنـشآت والتجهيزات المشار إليها .
ال يعتبر لزمة على معنى هذا القانون اإلشغال الوقتي للملك العمومي".
وفي إطار تدعيم فكرة ملكية الذوات العمومية للملك العمومي ،يميز قانون اللزمات في بين أنواع ثالثة
من الممتلكات :حيث "تنقسم ممتلكات اللزمة إلى ممتلكات رجوع وممتلكات استـرداد وممتلكات خـاصة.
(الفصل )35
[]Tapez ici
و تعتبر ممتلكات رجوع "األراضي والبنايات والمنشـآت والتجهـيزات الثابتة والمنقوالت الموضوعة مجانا
من قبل مانح اللزمة على ذمة صاحب اللزمة أو التي أنجزها أو اقتناها هذا األخير وفق الشروط المحددة
في العقد والضرورية لمواصلة التصرف في المرفق العمومي موضوع العقد".
كما تعتبر ممتلكات رجوع "األراضي التابعة للملك العمومي والتي قد يكون العقد رخص في إشغالها من
قبل صاحب اللزمة .وتكون هذه الممتلكات موضوع جرد في وثيقة تلحق بالعقد.
وال يمكن أن تكون هذه الممتلكات محل تفويت أو ضمان إال في الصور وحسب الشروط المنصوص عليها
في هذا القانون ،ويجب أن تعاد مجانا إلى مانح اللزمة عند نهاية العقد خالية من أي تحمالت أو رهون"
(الفصل )36
هذه الممتلكات ترجع إلى مانح اللزمة ،فهي على ملكه قبل إبرام عقد اللزمة وتبقى كذلك على ملكه طوال
تنفيذ عقد اللزمة.
و بما أن مانح اللزمة هو في كل الحاالت شخص عمومي ،فإن هذه ا لممتلكات تعتبر جزءا من الملك العام
كلما توفر فيها شرط التخصيص ،و هو شرط يفترض توفره بالرجوع إلى موضوع عقد اللزمة الذي هو
تنفيذ المرفق العام.
أما ممتلكات االسترداد فهي "الممتلكات المنقولة التي تساهم في حسن سير المرفق موضوع العقد والتي
يمكن أن تصير ملكا لمانح اللزمة بعد نهاية العقد إذا لجأ هذا األخير إلى إمكانية االسترداد مقابل منح
صاحب اللزمة تعويضا يحدد العقد طريقة تقديره" (الفصل .) 37
فهذه الممتلكات (وهي هنا الممتلكات المنقولة فقط) ليست على ملك الذات العمومية مانحة اللزمة ،بل هي
ملكية خاصة لصاحب اللزمة ،مع إمكانية استردادها من قبل مانح اللزمة.
في حين تعتبر ممتلكات خاصة "الممتلكات المنقولة التي تبقى بعد نهاية العقد ملكا لصاحب اللزمة"( .الفصل
)38وال يمكن بالتالي بأي حال من األحوال أن ترجع إلى الملك العام.
و قد تم إحداث هذه الوزارة في إطار تصور جديد للتصرف في األموال العمومية ،فإحداث وزارة تختص
بالتصرف فيها يكرس النظرة التوحيدية لهذه األمالك،
و تتمثل مهام هذه الوزارة في :
تصور وتنفيذ سياسة الدولة المتعلقة بأمالك الدولة العامة والخاصة والمتمثلة في كل المكاسب والحقوق •
المنقولة وغير المنقولة الراجعة بالملكية للدولة
دراسة جميع المسائل المتعلقة بحفظ امالك الدولة في مختلف القطاعات بالتعاون مع الهياكل المعنية •
ضبط امالك الدولة العامة والخاصة المنقولة وغير المنقولة واقامة جرد تام لها •
مسك سجالت ودفاتر كشف مكاسب الدولة •
مسك قائمة في مساهمات الدولة ومتابعة جميع العمليات المتعلقة بها •
تجميع المعلومات المتعلقة بسجالت ودفاتر كشف مكاسب الجماعات العمومية الجهوية والمحلية •
والمؤسسات والمنشآت العمومية
مراقبة التصرف في الممتلكات المنقولة وغير المنقولة الراجعة للدولة •
متابعة التصرف في الممتلكات المنقولة وغير المنقولة الراجعة للجماعات العمومية الجهوية والمحلية •
والمؤسسات والمنشآت العمومية
تخصيص العقارات التابعة لملك الدولة الخاص والتفويت فيها •
شراء وانتزاع العقارات لفائدة الدولة ،والمؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية بطلب منها وبالتعاون •
مع الوزارات المعنية
قبول الوصايا والهبات لفائدة الدولة وفقا للتشريع الجاري به العمل •
متابعة قبول الوصايا والهبات لفائدة المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية •
بيع األثاث والمعدات التي لم تعد صالحة لإلستعمال والراجعة للدولة وللمؤسسات العمومية ذات الصبغة •
اإلدارية
كراء العقارات الدولية لفائدة الغير •
مراقبة كراء العقارات لفائدة الدولة ،والمؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية بالتعاون مع الوزارات •
المعنية
المصادقة باإلشتراك مع وزارة الفالحة على اسناد حق استغالل األراضي الفالحية التابعة للدولة •
اجراء اإلختبارات وتحديد القيم الشرائية والكرائية قبل كل عملية شراء أو بيع أو معاوضة أو تسويغ •
عقارات لفائدة الدولة وبطلب منها لفائدة المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية والجماعات العمومية
الجهوية والمحلية والمنشآت العمومية
السهر على حماية امالك الدولة العامة والخاصة من كل اعتداء ومن كل اهمال بالتعاون مع الهياكل •
المعنية
القيام باجراءات تحديد ملك الدولة العام والخاص بالتعاون مع الوزارات المعنية •
مسك وحفظ ارشيف ووثائق امالك الدولة طبقا للتشريع الجاري به العمل •
متابعة عمليات التسجيل العقاري واإلنتزاع لفائدة الملك العام والخاص للدولة وللمؤسسات العمومية ذات •
الصبغة اإلدارية
[]Tapez ici
متابعة تنفيذ األحكام الصادرة في القضايا التي تتعلق بملك الدولة والمؤسسات العمومية ذات الصبغة •
اإلدارية
و قد شرعت الوزارة من الوهلة األولى في إخضاع كل عمليات التفويت في أموال الذوات العمومية إلى
ترخيص مسبق باستثناء الحاالت التي يكون فيها التفويت داخال في مهام الذوات العمومية كالشركة القومية
العقارية التونسية التي تتمثل مهمتها في بيع المساكن.
و يمكن استشفاف التوحيد و الشمولية من ضم وزارة أمالك الدولة كل المصالح اإلدارية التي كانت تابعة
لوزارات أخرى (الفصل 3من األمر) ،و من تحويل المكلف العام بنزاعات الدولة تحت إشرافها.
كما تم بمقتضى القانون عدد 44لسنة 1992المؤرخ في 4ماي 1992نقل بعض صالحيات وزيري
المالية والفالحة إلى الوزير المكلف بأمالك الدولة والشؤون العقارية والمتعلقة بالتصرف والتفويت وغيرها
من العمليات التي لها ارتباط بملك الدولة الخاص واألراضي االشتراكية واألحباس.
وتم بمقتضى القانون عدد 20لسنة 1992المؤرخ في 3فيفري 1992إحالة بعض صالحيات وزير
التجهيز واإلسكان المنصوص عليها بالتشريع الخاص بأمالك األجانب إلى وزير أمالك الدولة والشؤون
العقارية.
وبعد تركيز هذه الوزارة التي استقطبت كل المصالح اإلدارية التي كانت متفرقة بين الوزارات المختلفة،
أصبحت بمثابة وزارة لها وظيفة أفقية ترجع لها الكلمة األخيرة في كل ما يتعلق بالتصرف في أموال
الذوات العمومية.
وقد قامت هذه الوزارة بصياغة مشروع في خصوص تصور وتنفيذ سياسة الدولة المتعلقة بأمالك الدولة
العامة والخاصة والمتمثلة في كل المكاسب المنقولة وغير المنقولة الراجعة بالملكية للدولة ،كما قامت
بصياغة مشروع مجلة األمالك الوطنية الذي كرس نظرة جديدة وموسعة لألموال العمومية من خالل
عبارة الملك الوطني التي تعبر عن مفهوم لم يعرفه القانون الوضعي التونسي إلى حد اآلن.
لكن هذا المشروع لم ير النور إلى حد اآلن بالرغم من محاوالت إحيائه في السنة الماضية
من ناحية أخرى قامت وزارة أمالك الدولة بصياغة مشروع في خصوص تصور و تنفيذ سياسة الدولة
المتعلقة بأمالك الدولة العامة و الخاصة و المتمثلة في كل المكاسب المنقولة و غير المنقولة الراجعة
بالملكية للدولة ،كما قامت بصياغة مشروع مجلة األمالك الوطنية الذي كرس نظرة جديدة وموسعة لألموال
العمومية من خالل عبارة الملك الوطني التي تعبر عن مفهوم لم يعرفه القانون الوضعي التونسي إلى حد
اآلن فقد قصد بالملك الوطني أموال كل الذوات العمومية.
و قد أخضع المشروع جميع األمالك الوطنية إلى المبادئ الثالث المتمثلة في عدم القابلية لالكتساب بالتقادم
و عدم القابلية للتفويت و عدم القابلية للعقلة.
غير أن مشروع المجلة أبقى في ذات الوقت على التمييز بين الملك العام و الملك الخاص في حين أن
النتيجة األساسية للتمييز تتمثل في عدم تطبيق نفس المبادئ على الصنفين.
لكن هذا المشروع لم يرالنور مما دفه بنفس الوزارة الى إعداد مشروع جديد انطلق إعداده سنة 2016
وتم االنتهاء من صياغته سنة 2020لكن ما يزال في طور االستشارة.
و كل ما نملكه هو مجموعة كبيرة من النصوص منها ما له صبغة عامة و منها ما له صبغة خاصة:
◄ أهم النصوص التي لها صبغة عامة هي :
• األمر العلي المؤرخ في 15ذي الحجة سنة 24( 1302سبتمبر )1885في جعل قانون لألمالك
العمومية.
• األمر العلي المؤرخ في 26سبتمبر 1887يتعلق بتحديد األمالك العمومية.
• أمر مؤرخ في 1905/03/20يتعلق بتحديد أجل سقوط دعوى التعويض عن األضرار الناتجة
عن عملية تحديد الملك العمومي.
• األمر العلي المؤرخ في 18جوان 1918المتعلق بالتصرف والتفويت في ملك الدولة العقاري
الخاص
• األمر العلي المؤرخ في 25جويلية 1897يتعلق بحفظ الملك العمومي*.
باإلضافة إلى بعض الفصول المضمنة بالقوانين المتعلقة بالجماعات المحلية ثم بمجلة الجماعات المحلية
و هي:
• الفصول 25و 26و 27من القانون األساسي عدد 11لسنة 1989المؤرخ في 4فيفري 1989
والمتعلق بالمجالس الجهوية.
• الفصول 121و 122و ( 125جديد) و 126من القانون األساسي عدد 33لسنة 1975المؤرخ
في 14ماي 1975و المتعلق بالبلديات.
• بعد صدور مجلة الجماعات المحلية بتاريخ 9ماي 2018ألغي قانون 14ماي 1975وجاء
الفصول التالية 69و 70و 71و 72و 73و 74من المجلة الصادرة بتاريخ 9ماي 2018
لتُعرف الملك العام المحلي
مجلة المياه الصادرة بمقتضى القانون عدد 16لسنة 1975المؤرخ في 31مارس .1975 •
األمر عدد 1202لسنة 1987مؤرخ في 04سبتمبر 1987يتعلق بضبط اجراءات تحديد مجاري •
المياه والبحيرات والسباخ التابعة للملك العمومي للمياه
القانون عدد 73المؤرخ في 24جويلة 1995المتعلق بالملك العمومي اليحري كما تم تنقيحه •
بمقتضى القانون عدد 33المؤرخ في 4أفريل .2005
القانون عدد 21لسنة 1989مؤرخ في 22فيفري 1989يتعلق بالحطام البحري. •
قانون عدد 72لسنة 1995مؤرخ في 24جويلية 1995يتعلق بإحداث وكالة حماية وتهيئة •
الشريط الساحلي.
مجلة الموانئ البحرية الصادرة بمقتضى القانون عدد 48لسنة 2009المؤرخ في 8جويلية •
.2009
مجلة المناجم الصادرة بمقتضى القانون عدد 30لسنة 2003المؤرخ في 28أفريل .2003 •
قانون عدد 20لسنة 1989مؤرخ في 1989/02/22يتعلق بتنظيم استغالل المقاطع. •
القانون عدد 17المؤرخ في 7مارس 1986المتعلق بتحوير التشريع المتعلق بملك الدولة العمومي •
للطرقات كما وقع تنقيحه بمقتضى القانون عدد 20لسنة 2017بتاريخ 12افريل .2017
القانون عدد 74لسنة 1998المؤرخ في 19أوت 1998يتعلق بالسكك الحديدية. •
القانون عدد 35المؤرخ في 9ماي 1986لحماية اآلثار و المعالم التاريخية و المواقع الطبيعية •
و العمرانية.
قانون عدد 11لسنة 1988مؤرخ في 1988/02/25يتعلق باحداث وكالة قومية الحياء •
واستغالل التراث االثري والتاريخي.
قانون عدد 35لسنة 1994مؤرخ في 1994/02/24يتعلق باصدار مجلة حماية التراث األثري •
والتاريخي والفنون التقليدية.
قانون عدد 44لسنة 1988مؤرخ في 1988/05/ 19يتعلق بالممتلكات الثقافية. •
باإلضافة إلى القانون عدد 57المؤرخ في 22ماي 1985المتعلق بمراقبة النشاطات الخاصة •
بعلم المغارات و بحماية المغارات الطبيعية.
و المساجد المدرجة في الملك العام للدولة و ينظمها قانون عدد 34بتاريخ 3ماي .1988 •
و الطرقات و المساحات الخضراء و الساحات العمومية و المساحات المخصصة للتجهيزات •
الجماعية التي تطرقت إليها مجلة التهيئة الترابية و التعمير الصادرة بمقتضى القانون عدد 122
بتاريخ 28نوفمبر 1994كما تم تنقيحها بمقتضى القوانين عدد 78لسنة 2003و عدد 71لسنة
2005و عدد 29لسنة .2009
(و التي يمكن أن تدمج في الملك العمومي أو في الملك الخاص)
و فضاءات األنشطة االقتصادية (المناطق االقتصادية الحرة سابقا) المناطق االقتصادية الحرة les •
( zones franchesالقانون عدد 81لسنة 1992المؤرخ في 3أوت 1993المتعلق بالمناطق
االقتصادية الحرة كما تم تنقيحه وإتمامه بالقانون عدد 14لسنة 1994المؤرخ في 31جانفي
1994والقانون عدد 76لسنة 2001المؤرخ في 17جويلية .)2001
و األرشيف المنظم بمقتضى القانون عدد 95المؤرخ في 2أوت .1988 •
أمر مؤرخ في 1898/04/25في جعل النيابة عن جانب البايليك لمدير الفالحة والتجارة وذلك فيما
يخص المرافعات العدلية والنوازل المتعلقة باالمالك العسكرية.
مجلة الغابات الصادرة بمقتضى القانون عدد 20لسنة 1988المؤرخ في 13أفريل .1988 •
أمر عدد 1656مؤرخ في 1991/11/06يتعلق بضبط كيفية منح رخص البيع بالمراكنة للمنتوجات المتأتية من ملك الدولة للغابات وكذلك •
الحد االدنى لصالحيات السلط المؤهلة قانونيا لمنح تلك الرخص
القانون عدد 78لسنة 1991المؤرخ في 2أوت 1991يتعلق بضبط شروط التفويت في العقارات المكتسبة من طرف الدولة و الخاضعة •
لالتفاقيات المبرمة بين الحكومة التونسية والحكومة الفرنسية بتاريخ 23فيفري 1984و 4ماي 1989المصادق عليها على التوالي بمقتضى
القانون عدد 2لسنة 1985المؤرخ في 19فيفري 1985و القانون عدد 76لسنة 1989المؤرخ في سبتمبر .1989
القانون عدد 79لسنة 1991المؤرخ في 2أوت 1991يتعلق بحق األولوية للدولة في العمليات العقارية التي ينجر عنها نقل الملكية و التي •
تتوقف على ترخيص إداري.
أمر مؤرخ في 1875/12/18يتعلق ببيع األراضي الموات الكائنة بصفاقس •
أمر مؤرخ في 1892/02/08يتعلق باالشغاالت بأراضي الدولة. •
أمر مؤرخ في 1918/06/18يتعلق بالتصرف والتفويت في أمالك الدولة العقارية الخاصة. •
أمر مؤرخ في 1920/01/20يتعلق بتحديد القطع المخصص التمتع بها عدة فرق معينة والتابعة ألرض السيالين. •
أمر مؤرخ في 1935/09/10يتعلق بتنقيح األمر المؤرخ في 18جوان 1918المتعلق بالتصرف في أمالك الدولة الخاصة وتفويتها •
أمر مؤرخ في 1947/03/27يتعلق بتنقيح األمر المؤرخ في 18جوان 1918المتعلق بالتصرف في أمالك الدولة الخاصة وتفويتها •
أمر مؤرخ في 1948/09/09يتعلق بتنقيح بعض الفصول من أمر 1918/06/18 •
أمر مؤرخ في 1955/03/31يتعلق بتنقيح األمر المؤرخ في 1918/06/18المتعلق بالتصرف والتفويت في أمالك الدولة العقارية الخاصة •
.
قانون عدد 48لسنة 1959المؤرخ في 1959/05/07يتعلق بحجز العقارات الفالحية المهملة أو الناقصة استغالال. •
قانون عدد 5لسنة 1964المؤرخ في 1964/05/12يتعلق بملكية األراضي الفالحية. •
أمر عدد 199مؤرخ في 1970/06/09يتعلق بضبط تركيب وكيفية سير اللجنة القومية االستشارية واللجان االستشاريــة الخاصة بإسناد •
األراضي الدولية ذات الصبغة الفالحية وشروط التفويت فيها.
قانون عدد 24لسنة 1974مؤرخ في 1974/03/18يتعلق بتصفية حقوق اإلنزال والكردار الموظفة على العقارات ذات الصبغة الفالحية. •
قانون عدد 57لسنة 1974مؤرخ في 20/06/1974يتعلق بإتمام القانون عدد 39لسنة 1972المؤرخ في 27أفريل 1972والمتعلق ببيع •
األراضي المكتسبة من طرف الدولة وذلك لبناء العقارات وتهيئة المدن أو توسيعها.
أمر عدد 811مؤرخ في 1975/11/08يتعلق بتنقيح و إتمام األمر عدد 199المؤرخ في 1970/06/09المتعلق بضبط تركيب وكيفية •
سير اللجنة القومية االستشارية واللجان الجهويّة الخاصة بإسناد األراضي الدولية ذات الصبغة الفالحية وشروط التفويت فيها
قانون عدد 29لسنة 1979مؤرخ في 1979/05/11يتعلق بإتمام القانون عدد 24لسنة 1974المؤرخ في 1974/03/18المتعلق بتصفية •
حقوق اإلنزال والكردار الموظفة على العقارات ذات الصبغة الفالحية
أمر عدد 1172مؤرخ في 1988/06/18المتعلق بضبط شروط إحياء األراضي الدولية الفالحية من طرف شركات اإلحياء والتنمية الفالحية •
وبكيفية إنجاز برنامجها التنموي.
قانون عدد 112لسنة 1988مؤرخ في 1988/08/18يتعلق بتنقيح القانون عدد 25لسنة 1970المؤرخ في 19ماي 1970المتعلق •
بضبط كيفية التفويت في األراضي الدولية ذات الصبغة الفالحية.
أمر عدد 1431مؤرخ في 1990/09/08يتعلق بكيفية التفويت في العقارات التابعة لملك الدولة الخاص. •
قانون عدد 44لسنة 1992المؤرخ في 1992/05/04المتعلق بنقل بعض صالحيات وزيري المالية والفالحة إلى الوزير المكلف بأمالك •
الدولة والشؤون العقارية
قانون عدد 21لسنة 1995المؤرخ في 1995/02/13المتعلق بالعقارات الدولية الفالحية. •
قانون عدد 48لسنة 1996المؤرخ في 1996/06/10المتعلق بتنقيح و إتماما لقانون عدد 21لسنة 1995المؤرخ في 1995/02/13 •
المتعلق بالعقارات الدولية الفالحية.
قانون عدد 11لسنة 1998المؤرخ في 1998/02/10المتعلق بتنقيح القانون عدد 21لسنة 1995المؤرخ في 1995/02/13المتعلق •
بالعقارات الدولية الفالحية المنقح والمتمم بالقانون عدد 48لسنة 1996المؤرخ في .1996/06/10
قانون عدد 34لسنة 2001المؤرخ في 2001/04/10يتعلق بتحيين الرسوم العقارية. •
قرار 1952 /09/ 18يتعلق بالتصرف والتفويت في األثاث الذي على ملك الدولة. •
قرار 1954/05/04يتعلق بالتصرف والتفويت في الملك المنقول الخاص بالدولة. •
أمرمؤرخ في 1932/02/ 15يتعلق باللقطة البرية والمخلفات الشاغرة •
أمرمؤرخ في 1932/05/28المتعلق بتنقيح االمر المؤرخ في 1932/02/15 •
أمر علي مؤرخ في 1935/12/24يتعلق بإجراءات التحوز بالعقارات التي ال وارث لها. •
أمر مؤرخ في 1936/04/07المتعلق بتنقيح االمر المؤرخ في 1932/02/15 •
أمر مؤرخ في 1937/11/05المتعلق بتنقيح االمر المؤرخ في 1932/02/15 •
أمر مؤرخ في 1940/12/19المتعلق بيتنقيح األمر المؤرخ في 1932/02/15 •
قرار مؤرخ في 1932/05/28يتعلق بإدارة المخلفات الشاغرة والتي ال وارث لها •
قرار مؤرخ في 1935/02/18يتعلق بإدارة المخلفات الشاغرة والتي ال وارث لها •
قرار مؤرخ في 1941/02/15يتعلق بإحالة المبالغ التي شملها التقادم الى الدولة •
األوقاف و األحباس
[]Tapez ici
31/05/1956يتعلق بتحمل الدولة بمصاريف جمعية االوقاف التي لها صبغة دينية أو اجتماعية وتحويل مكاسب االحباس العامة لملك الجانب •
وتصفية جمعية األوقاف.
أمر مؤرخ في 1957/07/18يتعلق بإالغاء نظام االحباس الخاصة والمشتركة •
قانون عدد 53لسنة 1957المؤرخ في 1957/11/02يتعلق بالغاء نظام االحباس الخاصة والمشتركة. •
قانون عدد 83لسنة 1957المؤرخ في 1957/12/31يتعلق بتنقيح االمر المؤرخ في 18جويلية 1957الصادر في الغاء نظام االحباس •
الخاصة والمشتركة.
قانون عدد 49لسنة 1958المؤرخ في 1958/04/11يتعلق بتنقيح األمر المؤرخ في 12أفريل 1913المتعلق بنظام منح حق اإلنزال •
بدون إشهار للنزالء بأراضي األوقاف.
قانون عدد 55لسنة 1958المؤرخ في 1958/05/12يتعلق بتحوير بعض الفصول من االمر المؤرخ في 1957/07/18الصادر في •
الغاء نظام االحباس الخاصة والمشتركة
قانون عدد 25لسنة 1960المؤرخ في 1960/11/30المتعلق بتنقيح األمر المؤرخ في 18جويلية 1957الصادر في إلغاء نظام االحباس •
الخاصة والمشتركة.
أمالك األجانب
قانون عدد 39لسنة 1978مؤرخ في 1978/06/07يتعلق بمنح حق األولوية للمتسوغين في الشراء. •
مرسوم عدد 13لسنة 1981مؤرخ في 1981/09/01يتعلق بمنح البقاء للمتسوغين لمحالت معدة للسكن على ملك األجانب. •
قانون عدد 89لسنة 1981مؤرخ في 1981/12/04يتعلق بالمصادقة على المرسوم عدد 13لسنة 1981المؤرخ في أول سبتمبر 1981 •
المتعلق بمنح حق البقاء للمتسوغين لمحالت معدة للسكن على ملك األجانب.
قانون عدد 61لسنة 1983مؤرخ في 1983/06/27يتعلق بالعقارات التي هي على ملك األجانب والمبنية أو المكتسبة قبل سنة .1956 •
مرسوم عدد 6لسنة 1984مؤرخ في 1984/09/18يتعلق بالمصادقة على االتفاق المتعلق باألمالك العقارية الفرنسية المبنية أو المقتناة •
بالبالد التونسية قبل سنة 1956واالتفاق الخاص بالمساكن الموجودة بوالية بنزرت المبرمين بباريس في 23فيفري 1984وعلى البروتوكولين
الماليين المتعلقين ببرنامج اإلعانة الفرنسية المبرمين بباريس في 24فيفري 1984بين حكومة الجمهورية التونسية وحكومة الجمهورية
الفرنسية.
قانون عدد 2لسنة 1985مؤرخ في 1985/02/13يتعلق بالمصادقة على المرسوم عدد 6لسنة 1984المؤرخ في 18سبتمبر 1984 •
المتعلق بالمصادقة على االتفاق المتعلق باألمالك العقارية الفرنسية المبنية و المقتناة بالبالد التونسية قبل سنة 1956واالتفاق الخاص بالمساكن
الموجودة بوالية بنزرت المبرمين باريس في 23فيفري 1984وعلى البروتوكولين الماليين المتعلقين ببرنامج اإلعانة الفرنسية المبرمين
بباريس في 24فيفري 1984بين حكومة الجمهورية التونسية وحكومة الجمهورية الفرنسية.
قانون عدد 76لسنة 1989مؤرخ في 1989/09/02يتعلق بالمصادقة على التفاقية الخاصة الثانية المتعلقة باألمالك العقارية ذات الصبغة •
االجتماعية المبرمة بين حكومة الجمهورية التونسية وحكومة الجمهورية الفرنسية.
قانون عدد 77لسنة 1991مؤرخ في 1991/08/02المتعلق بالعقارات التي هي على ملك األجانب والمبنية أو المكتسبة قبل سنة .1956 •
قانون عدد 78لسنة 1991مؤرخ في 1991/08/02يتعلّق بضبط شروط التفويت في العقارات المكتسبة من طرف الدولة والخاضعة •
لالتفاقيات المبرمة بين الحكومة التونسية والحكومة الفرنسية بتاريخ 23فيفري 1984و 4ماي 1989المصادق عليها على التوالي بمقتضى
القانون عدد 2لسنة 1985المؤرخ في 19فيفري 1985والقانون عدد 76لسنة 1989المؤرخ في 2سبتمبر .1989
قانون عدد 20لسنة 1992مؤرخ في 1992/02/03يتعلق بإحالة بعض صالحيات وزير التجهيز واإلسكان المنصوص عليها بالتشريع •
الخاص بأمالك األجانب الى وزير أمالك الدولة والشؤون العقارية.
أمر عدد 1522لسنة 1992مؤرخ في 1992/08/15يتعلق بإحداث لجنة تكلف بالنظر في مطالب التفويت في العقارات المكتسبة من •
طرف الدولة والخاضعة لالتفاقيات المبرمة بين الحكومة التونسية والحكومة الفرنسية في 23فيفري 1984و 4ماي 1989والمصادق
عليها بالقانون عدد 2لسنة 1985المؤرخ في 19فيفري 1985والقانون عدد 76لسنة 1989المؤرخ في 2سبتمبر 1989وبضبط طرق
دفع أثمانها
قرار من وزير أمالك الدولة والشؤون العقارية مؤرخ في 7مارس 1992يتعلق بضبط الوثائق المكونة للملف المتعلق بمطلب التفويت في •
العقارات المكتسبة من طرف الدولة والخاضعة االتفاقيات المبرمة بين الحكومة التونسية والحكومة الفرنسية بتاريخ 23فيفري 1984و 4
ماي 1989والمصادق عليها على التوالي بمقتضى القانون عدد 2لسنة 1985والقانون عدد 67لسنة المؤرخ في 2سبتمبر .1989
DEBBASCH (Ch.) et PINET (M.), Les grands textes administratifs, Paris,, Sirey, 1970,
p. p. 242-248.
« Le gouvernement n’exerce qu’un possessoire de protection, pour assurer à tous la
jouissance du fonds, et non un possessoire de propriété, pour s’attribuer
exclusivement les prérogatives ou les avantages attachés au titre de propriétaire
» exclusif
[]Tapez ici
يرى الفقيه Proudhonوجوب حصر مجال الملك العمومي ومكونات الملك العمومي في ما هو
ضروري ،ويرى أن الملك العمومي يترتب عنه إقصاء كل اآلخرين عن هذا الملك الذي ينفرد به مالكه
في حين أن الملك العمومي ال تنفرد به الذات العمومية بل هو بالعكس موضوع مباشرة على ذمة الجمهور
و تتفق مع ذلك الفقرة األخيرة من الفصل األول من أمر 1885الذي نص :
وبالجملة على جميع األراضي و األبنية التي ال يصح أن تكون ملكا خصوصيا
ونتيجة لما تقدم فإن الملك العمومي ليس بملك الدولة وال أي ذات أخرى ،فهو مخصص الستعمال الجميع
أي الجمهور .والحيازة التي يمكن أن تتمتع بها الدولة هي مجرد حق يمكنها من االضطالع بمهمة
المحافظة على هذه األمالك و ضمان تخصيصها لالستعمال من قبل العموم.
وتم نقد هذا التوجه على أساس أنه ليست هناك أموال تكون بطبيعتها غير قابلة للملكية الخاصة
مثال :شراقي قرقنة و صفاقس :هنا أناس يملكون أجزاء من البحر للصيد.
وأما معيار عدم قابلية الذوات العمومية لالمتالك بالمعنى الذي يمكن أن يطبق على الخواص ،فإن ذلك ال
يعني بالضرورة أن الدولة ليس لها حق ملكية وإنما لها ملكية من نوع خاص اعتبارا لوظيفتها وهي ما
يسميه Hauriouالملكية اإلدارية.
DEBBASCH (Ch.) et PINET (M.), Les grands textes administratifs, Paris,, Sirey, 1970,
p. p. 242-248.
« Il en est ainsi de tout bien qui, soit à raison de sa configuration naturelle, soit à raison
d’un aménagement spécial, est particulièrement adapté à un service public ou à la
» satisfaction d’un besoin public
المعيار الذي يستخدمه هو معيار المصلحة العامة أو المرفق العام و فكرة تلبية حاجيات العموم
فالملك العمومي هو كل االموال التي حسب طبيعتها أو بعد تهيئتها ()notion d’aménagement
مخصصة و موظفة لغرض المصلحة العامة أو لتلبية حاجيات العموم و التي ال يمكن تعويضها لهذا
الغرض بأي شيء آخر.
و فكرة األموال المخصصة حسب طبيعتها تحيلنا على فكرة :الملك العمومي بطبيعته
و هي فكرة يمكن أن نعتبر أنها ال تستقيم خاصة بالنظر إلى األمثلة المذكورة مثل البحر و الغابة التي يمكن
تصور امتالكها من قبل الخواص في النهاية.
و تقوم هذه النظرية على التمييز بين الملك العام و الملك الخاص انطالقا من النظام القانوني الذي يخضع
إليه كل منهما.
ويعتبر أن كل أموال الذوات العمومية تخضع إلى نظام يمتزج فيه القانون العام والقانون الخاص بنسب
متفاوتة.
فمنها ما يخضع إلى نسبة عالية من أحكام القانون العام ،وهو ما يسمى بالملك العام ،ومنها ما يخضع إلى
نسبة عالية من أحكام القانون الخاص و هي ما يسمى بالملك الخاص.
و يعني هذا أنه ،على عكس ما يتبادر إلى الذهن ،فإن الملك الخاص الراجع للذوات العمومية يخضع بدوره
إلى أحكام استثنائية تنتمي إلى القانون العام ،لكن بنسبة أقل بالمقارنة مع األحكام المطبقة على الملك العام.
و يدخل هذا الفقيه بذلك فكرة نسبية التمييز بين الملك العام و الملك الخاص ،و يؤكد على أن الملكية
العمومية في مجملها تختلف عن الملكية الخاصة الراجعة لألفراد
DEBBASCH (Ch.) et PINET (M.), Les grands textes administratifs, Paris,, Sirey, 1970,
p. p. 242-248.
« Par contre, il est permis de s’interroger sur la valeur de cette distinction… la
différence semble devoir se résoudre logiquement en une différence de degré, plutôt
…que de nature, à l’intérieur de la catégorie plus vaste des biens publics
Chaque catégorie de biens publics est soumise à un régime exorbitant, dans la mesure
…où ce régime est nécessaire pour assurer sa protection ou son affectation
…Le régime de domanialité publique
Ne constitue en aucune manière un ensemble applicable en bloc à une catégorie de
biens, mais à une série de règles qui peuvent jouer indépendamment les unes des
autres, chaque catégorie étant soumise à un nombre variable de ces règles… ».
و حيث استقر الفقه و القضاء على أن النزاعات المتعلقة بالملك العمومي نزاعات إدارية أصيلة
ترجع بالنظر إلى المحكمة اإلدارية األمر الذي يغدو معه اختصاص النظر في النزاع الراهن من
أنظار قضاة هذه المحكمة".
ب-فكرة المنفعة العامة ؟
نالحظ أن التعداد الوارد بأمر 1885يحتوي إشارتين ذاتي داللة إلى مفهوم المنفعة العامة ،و يتعلق األمر
بالبطاحات المعدة للخدمة العامة و الترع التي تحفر لتنشيف األراضي بقصد منفعة عامة.
وتدفعنا إضافة هذين اللفظين إلى التساؤل عما إذا كان ذلك يعني أن الترع والبطاحات ال تكون منتمية
للملك العام إال إذا كانت مرتبطة بالمنفعة العامة أو الخدمة العامة.
وإلى التساؤل عما إذا كانت المكونات األخرى ال تحتاج إلى عنصر المنفعة العامة أو الخدمة العامة حتى
تكون منتمية إلى الملك العام.
وعلى أي حال ،فإن أمر 1885الذي اكتفى بتعداد مكونات الملك العام لم يمنحنا تعريفا مقنعا لهذا الملك،
ونحن في كل األحوال محتاجون للرجوع إلى التشاريع الالحقة التي تضيف مكونات جديدة أو توضح
المكونات الواردة في هذا األمر.
♣ القانون عدد 73المؤرخ في 24جويلة 1995المتعلق بالملك العمومي اليحري كما تم تنقيحه
بمقتضى القانون عدد 33المؤرخ في 4أفريل 2005
و نالحظ أن هذا القانون قد وسع بصفة ملحوظة مكونات الملك في اتجاه البحر ،إذ صار يشمل كل المناطق
الخاضعة لوالية الدولة إلى حدود الجرف القاري و المنطقة االقتصادية الخالصة ومنطقة الصيد الخاصة
مرورا بأديم و باطن المياه البحرية الداخلية و المياه اإلقليمية.
كما وضح هذا القانون و وسع مكونات الملك العام البحري االصطناعي ،الذي يشمل المراسي والموانئ
البحرية و توابعها ،و المنشآت المقامة لفائدة المالحة البحرية حتى و لو كانت موجودة خارج حدود الموانئ،
و الجزر االصطناعية و التجهيزات و منشآت الحماية الكائنة بالمناطق البحرية ،و األراضي االصطناعية
المعزولة عن تأثير األمواج ،و الحصون و منشآت الدفاع األخرى المخصصة للحماية البحرية.
♣ المتعلق بتحوير التشريع المتعلق بملك الدولة العمومي للطرقات
الذي دقق مكونات الملك العام للطرقات مضيفا توابع الطرقات مثل المحالت التي تأوي مصالح صيانة
الطرقات و الفنادق و الجدران الساندة و المالجئ و مآوي السيارات و كل قطعة ارض الزمة الستغالل
الطريق و كذلك كل منقول تبعي مرتبط بها باستمرار.
♣ مجلة المياه
الذي يعتبر المآوي و الكهوف و المغارات أثارا طبيعية و جزءا من التراث الوطني و يرتبها ضمن ملك
الدولة العام.
القانون عدد 35المؤرخ في 9ماي 1986لحماية اآلثار و المعالم التاريخية و المواقع الطبيعية و
العمرانية:
الذي ينص على انقسام اآلثار إلى منقولة و غير منقولة ،و يدرجها جميعا ضمن ملك الدولة العام
♣ المساجد
♣ األرشيف
المنظم بمقتضى القانون عدد 95المؤرخ في 2أوت ،1988و يعرف الفصل 3من هذا القانون األرشيف
العام بأنه :
" ...مجموع الوثائق التي أنشأها أو تحصل عليها أثناء ممارسة نشاطه كل من الدولة والجماعات العمومية
المحلية و المؤسسات العمومية بجميع أصنافها ،و كذلك الهيآت الخاصة المكلفة بتسيير مرفق عمومي و
المأمورين العمومين".
و يتبع األرشيف العام ملك الدولة العام و هو غير قابل للتفويت و ال لسقوط الحق فيه بمرور الزمن.
♣ و فضاءات األنشطة االقتصادية (المناطق االقتصادية الحرة سابقا) المناطق االقتصادية الحرة
les zones franchesالتي ينظمها القانون عدد 81المؤرخ في 3أوت 1993
و يتجلى من خالل مختلف هذه النصوص توسع رقعة األموال العمومية التي كانت محدودة واستثنائية من
خالل النظريات الفقهية المعرفة للملك العام.
[]Tapez ici
فبينما كانت الصفة العمومية ال تسند إال لألموال التي ال يمكن بأي حال تعويضها في االضطالع بوظيفة
تلبية حاجيات العموم بصفة مباشرة أو في تحقيق مقتضيات المرفق العام ،أصبحت اليوم لألموال العمومية
وظائف عديدة.
م .إ .اس ،.عدد 15 ،1431جويلية ،1995بلدية سوسة ضد الصادق حرز هللا ،فقه قضاء المحكمة
اإلدارية لسنة ،1995مركز البحوث و الدراسات اإلدارية ،تونس ،2000ص 342 ,و ما يليها.
"وحيث يتضح من خالل أوراق الملف أن األرض الراجعة بالملكية إلى البلدية غير مصنفة ضمن األمالك
و األراضي التي تدخل في الملك العمومي بموجب أحكام الفصل 121من قانون البلديات ،كما أنها ليست
مخصصة لمرفق عمومي وليست مستعملة من قبل العموم و بالتالي فال يمكن تصنيفها إال ضمن الملك
البلدي الخاص.
وحيث أن المسؤولية المترتبة عن تسرب مياه األمطار من تلك األرض إلى مستودع المستأنف ضده تكون
والحالة تلك من أنظار المحاكم العدلية مما يجعل المحكمة اإلدارية غير مؤهلة للنظر في النزاع الراهن
لعدم االختصاص"
و يتفق ما أعلنه القاضي اإلداري التونسي مع ما استقر عليه فقه القضاء الفرنسي بعد فترة من التذبذب و
ذلك من خالل قرار :
C. E., 19.10.1956, Sté Le Béton
و قد كرس مجلس الدولة التعريف المقترح من قبل مندوب الحكومة ،و في الواقع ،كان ذاك هو أيضا
التعريف الوارد في مشروع لجنة تعديل المجلة المدنية الفرنسية لسنتي 1946و ،1947وهو التعريف
الذي تم اعتماده من قبل محكمة التعقيب الفرنسية فس قرار صادر بتاريخ 7نوفمبر : 1950
C. E., 19.10.1956, Sté Le Béton
« Cons., d’autre part, qu’il résulte des dispositions du décret du 04 février
1932 et du cahier des charges y annexé, notamment de celles précitées,
que, sous le régime de ce décret, la partie des terrains que groupe le
« port industriel » constitue l’un des éléments de l’organisation
d’ensemble qui forme le port de Bonneuil-sur-Marne ; qu’elle est, dès
]Tapez ici[
lors, au même titre que les autres parties de ce port, affectée à l’objet
d’utilité générale qui a déterminé la concession à l’Office national de
la navigation de la totalité de ces terrains et en raison duquel ceux-
ci se sont trouvés incorporés, du fait de cette concession, dans le
domaine public de l’État ;
وبناء على موقف فقه القضاء نتبين ان تعريف الملك العمومي يقوم على معيارين متالزمين :معيار
عضوي ومعيار مادي
-1المعيار العضوي :ضرورة رجوع المال إلى ذات عمومية،
المحكمة اإلدارية ،عدد 10 ،183جويلية ،1980عبد العزيز التومي و من معه ضد وزير التجهيز،
المجموعة ،ص .ص298-290 .
بعد االطالع على عريضة الدعوى المقدمة من طرف األستاذ محمد محفوظ نيابة عن المدعين المسجلة
بكتابة المحكمة في 15جوان 1977و المتضمنة أن منوبيه يملكون محالت سكنى بحي المنزه الخامس
المعروف سابقا بكرنوا متاخمة لساحة عمومية تعرف بساحة الموحدين و هي القطعة عدد 520من المقسم.
و قد وقع التفويت فيها إلى الوكالة العقارية للسكنى التي باعتها بدورها إلى الشركة العقارية "البيت
العصري" بعد تقسيمها قصد إقامة محالت للسكنى بها ،و قد تم لها الترخيص في ذلك و بمقتضى هذه
العريضة يطلب المدعون إلغاء :
أوال :مقررات التفويت في تلك الساحة الصادرة عن وزير التجهيز و الرئيس المدير العام للوكالة العقارية
للسكنى بدعوى أنها ملك عام بالنظر إلى استعمالها من طرف البلدية كساحة عمومية و بذلك يحجر التفويت
فيها تطبيقا للفصل 3من األمر المؤرخ في 24سبتمبر 1885و الفصل 122من القانون عدد 33
المؤرخ في 14ماي ...1975
عن طلبات المدعين الرامية إلى إلغاء قرار التفويت في قطعة األرض محل النزاع،
حيث يدعي العارضون أن أرض النزاع ملك عمومي على معنى األمر المؤرخ في 24سبتمبر 1885و
القانون عدد 33المؤرخ في 14ماي ( 1975الفصل 121منه)
لكن حيث يتبين من أوراق الملف أن هذه األرض كانت على ملك الدولة الخاص مرسمة تحت عدد 520
من الرسم العقاري عدد 4958و قد وقع التفويت فيها لفائدة الوكالة العقارية للسكنى ثم اشترتها الشركة
العقارية "البيت العصري".
و حيث و لئن نازع محامي المدعين بكون القطعة المذكورة هي ملك عام بدعوى أنه وقع تخصيصها من
طرف بلدية أريانة كساحة عمومية و استعملت لهذا الغرض حسبما يتبين من محضر المعاينة المحرر من
طرف عدل التنفيذ في 13أفريل 1977إال أن الفصل 121من القانون عدد 33المؤرخ في 14ماي
1975يشير إلى األراضي التي هي على ملك البلدية و المستعملة كساحات عمومية لذا فال يمكن اعتبار
أرض النزاع ملكا عموميا راجعا إما للدولة بمقتضى األمر المؤرخ في 24سبتمبر 1885و إما للبلدية
عمال بالفصل 121من القانون المذكور.
و يتعين تأسيسا على ما تقدم رفض هذه الطلبات...
فأموال الذوات الخاصة ،حتى لو خصصت الستعمال العموم أو لمرفق عام ،ال يمكن أن تعتبرا ملكا عاما.
المحكمة اإلدارية ،عدد 7 ،1/13320جويلية ،2010محمود و عبد العزيز و علي أبناء أحمد محلة
ضد رئيس بلدية قصور الساف :
[]Tapez ici
"وحيث ال يكفي لتطبيق مقتضيات الفصل 121قديم واعتبار الممر المتنازع بشأنه ملكا عموميا بلديا مجرد
استعماله قانونا أو فعال كشارع أو مسلك بل يجب أيضا أن يكون ذلك الممر ملكا للبلدية و هو ما لم يثبت
في قضية الحال".
و هنا من الضروري االنتباه إلى تغير الشكل القانوني للمؤسسات العمومية خاصة ،حيث ان تحول مؤسسة
عمومية إلى شركة خاصة من شأنه أن يحول كل أموالها إلى ملكية خاصة( .مثال الديوان الوطني
لالتصاالت التي تحولت إلى اتصاالت تونس)
كما يجدر التدقيق في خصوص الوضعية القانونية لألموال المستعملة لتلبية حاجيات المرفق العام في إطار
لزمة المرفق العام.
-2المعايير المادية
توصل فقه القضاء الى
أ -األموال المخصصة لالستعمال المباشر من قبل العموم
ب -األموال المخصصة لمرفق عمومي سواء كان ذلك حسب طبيعتها أو تبعا إلدخال تهيئة خاصة
عليها والمرصودة بصفة أساسية أو جوهرية للوظيفة المحددة لهذا المرفق.
وفي خصوص التخصيص لمرفق عام ،ال حاجة للتمييز بين المرافق العمومية اإلدارية و المرافق العامة
الصناعية والتجارية ،بالرغم من أن المبادئ التي تحكم الملك العام قد ال تكون متالئمة مع مقتضيات
المرافق العمومية ذات الصبغة الصناعية و التجارية.
أما التمييز بين التخصيص االستعمال المباشر من قبل العموم و التخصيص لحاجيات المرفق العام ،فليس
األمر سهال.
أمثله :المالعب الرياضية ،المعالم األثرية...
لكن هذا التمييز ليست له أي أهمية على مستوى تحديد رجوع المال إلى الملك العام.
و تتمتع اإلدارة مبدئيا بحرية تامة في اختيار التخصيص :
م .إ .تس ،عدد 11 ،1680جويلية ،1989محمد بن سدرين ضد رئيس بلدية نابل ،ص.202-201.
م .إ .عدد 7 ،1/13233جوان ،2010محمود الجمال ضد والي نابل ،غير منشور.
عن المطعن المأخوذ من عدم ثبوت المصلحة العامة في الطريق المبرمجة بمثال التهيئة العمرانية لبلي
المحطة :
حيث تمسك المدعون أن فتح نهج بعقارهم المندرج ضمن المقسم عدد )5(90بمثال التهيئة الجديد ،ال
يستند إلى أي مصلحة عامة تبرر برمجته خاصة أنه تمت فيه في المقابل برمجة سدم للنهج القديم المقام
في عقار مجاور طبق مثال التهيئة السابق للمنطقة رغم أن وجوده كان ضروريا لتأمين وصول تالميذ
القرية إلى المدرسة من خطر المرور بالطريق الرئيسية عدد ...1
[]Tapez ici
و حيث درج فقه قضاء هذه المحكمة على اعتبار ان تقدير المصلحة العامة هي من المالءمات المتروكة
لإلدارة و ال رقابة عليها في ذلك إال بقدر ما يشوب أعمالها المبنية على تلك الغاية من خطإ فادح في
التقدير أو انحراف بالسلطة.
و حيث نص الفصل 2من مجلة التهيئة الترابية و التعمير أنه " :يقصد بالتهيئة الترابية ،جملة االختيارات
والتوجهات واإلجراءات التي يتم ضبطها على المستوى الوطني أو الجهوي لتنظيم استعمال المجال الترابي
والتي من شأنها ان تضمن خاصة التناسق في تركيز المشاريع الكبرى للبنى األساسية والتجهيزات العمومية
والتجمعات السكنية"
و حي ث ترتيبا عليه ،فإن مجرد المعاينة الطوبوغرافية للمنطقة من خالل المقارنة بين المثال الهندسي و
مثال التهيئة العمرانية كافية لوحدها لبيان الجدوى من برمجة الطريق المذكورة مما يكون معه نفي المدعين
أي مصلحة عامة في برمجتها في غير طريقه ،كما أن دفعهم بحصول مضرة من خالل سدم النهج
اآلخرغير مؤكد ،مما تعين معه رفض المطعن الراهن"...
عدد 18 ،994فيفري ،1985محمد رضا األخوة ضد رئيس بلدية أريانة (المجموعة ،ص)32 .
" حيث ولئن كان تخصيص الملك العمومي االصطناعي ال يتطلب إصدار قرار صريح إلدخال عقار في
الملك العمومي ،فإن هذا القرار الصريح ضروري كلما تعلق األمر بإخراج ذلك العقار.
و حيث من الثابت أنه ال يمكن التفويت في جزء من الملك العمومي ما لم يقع إبطال تخصيصه الستعمال
العموم أو إسقاطه من هذا الملك.
و حيث يتبين من مراجعة األوراق المظروفة في ملف القضية أن رئيس بلدية أريانة قد أسند قرار الترخيص
المطعون فيه لتشييد بناية فوق أرض ثبت أنها مخصصة الستعمال العموم كساحة عمومية و منصوص
عليها بتلك الصفة بمثال التهيئة دون أن يكون بهذا الملف ما يفيد إخراجها من الملك العمومي البلدي".
لكن في هذه الحالة يجب على األقل أن يكون هناك عمل تهيئة إلثبات نية التخصيص ،و بهذا يمكن أن
يصبغ على هذا المال الطبيعة العمومية.
و الواقع أن معيار التخصيص يرتبط بمعيار آخر هو معيار التهيئة الخاصة :
و تتمثل التهيئة الخاصة في القيام بعمل مادي أو مجموعة أعمال مادية (أشغال) إلقامة بناءات أو تجهيزات
أو منشآت معدة لغرض االستعمال المباشر من قبل العموم (طرقات ،حدائق عمومية ،ساحات)
[]Tapez ici
و قد أقر فقه القضاء الفرنسي أن شرط التهيئة الخاصة متوفر بالنسبة لمالعب رياضية عن طريق إحداث
مدارج و حجرات مالبس :
*…C.A.A. 13 juillet 1951, Ville de Toulouse
وشرط التهيئة الخاصة غير متوفر في حالة أراضي تم انتزاعها لمد قنوات مياه لكن هذه األراضي بقيت
على حالها مخصصة لالستعمال كأراضي فالحية.
* C. A. A. 30 mai 1951,
و قد يتبادر إلى الذهن أن التهيئة الخاصة ليست إال شرطا مطلوبا في ما يخص الملك المخصص للمرفق
العام ،ألن الفرضية المتعلقة باستعمال العموم تفترض وجود التهيئة الخاصة بشكل مبدئي و مسبق.
فالتهيئة الخاصة مطلوبة سواء تعلق األمر بمرفق عام أو باستعمال العموم ،و هذا ما يبدو من قرار
C. E., 22.04.1960, Berthier, R. D. P., 1960, p. 1238.
Considérant, d’autre part, qu’il résulte de l’instruction que la place de
l’Aéromoteur constitue une promenade publique, affectée en ladite
qualité à l’usage du public et aménagée à cette fin ; que, par suite, et
bien qu’elle n’ait pas le caractère d’une voie publique, ainsi qu’il a
été ci-dessus indiqué, elle fait, cependant, partie du domaine public
; de la commune
و يبدو بذلك أن األثر الناتج عن شرط التهيئة الخاصة هو إعطاء أهمية أكبر للملك العام االصطناعي الذي
يتدخل اإلنسان عبر التهيئة الخاصة إلنشائه .كما يبدو أن من آثاره تضييق مجال الملك العام باشتراط
التهيئة الخاصة بالنسبة لجزء كبير منه.
الفقرة -4مكونات الملك العام :
إضافة إلى التقسيم التقليدي لألموال إلى عقارات و منقوالت ،درج الفقه على تصنيف األموال العمومية
إلى ملك عام طبيعي domaine naturelوملك عام اصطناعي .domaine artificiel
ويشمل الملك العام الطبيعي األشياء الطبيعية كالشواطئ البحرية و األنهار و الغابات والثروات الطبيعية،
أما الملك العام االصطناعي فيشمل كل ما أنتجته يد اإلنسان مثل الطرقات و الجسور والسدود و شبكات
المياه و الكهرباء و التطهير...
تعتبر ملكا عاما منقوال المنقوالت الهامة وهو ما يؤدي إلى إقصاء األدوات المكتبية البسيطة من دائرة
الملك العام المنقول
المبحث الثاني :آثار التمييز بين الملك العام والملك الخاص
إخضاع الملك العام إلى قواعد متميزة كليا عن قواعد الملك الخاص
-على مستوى الحماية :حماية مشددة :من خالل المبادئ التحجيرية الثالث :تحجير التفويت ،التقادم،
العقلة ومن خالل منظومة الحماية اإلدارية المتجسدة في سلطات شرطة الملك العمومي
-على مستوى التحديد :خصوصية إجراءات التحديد /اللجنة التي تقوم بعملية التحديد /السجل الذي يتم
فيه التسجيل.
-على مستوى االستعمال :مبدئيا :يخضع لمبادئ الحرية والمجانية والمساواة في االستعمال من قبل
العموم
-امكانية استثناء هذه المبادئ من خالل وضع آليات لالستعمال الفردي والحصري لبعض أجزائه و
تمثل هذه اآلليات (اللزمات ،تراخيص اإلشغال الوقتي)
-على مستوى االختصاص القضائي ،يتمثل األثر األول للتمييز بين الملك العام و الملك الخاص في
اختالف الجهة القضائية المختصة ،فالملك العام يخضع لوالية القاضي اإلداري ،و يعتبر النزاع
المتعلق به نزاعا إداريا أصيال.
استقرار فقه القضاء على اعتبار النزاعات المتعلقة بالملك العمومي نزاعات إدارية صرفة:
استقرار فقه القضاء على هذا المبدإ :م.إ .اس ،.عدد 15 ،1431جويلية ،1995بلدية سوسة ضد
الصادق حرز للا
الخاضعة لنظام الغابات والتي يمكن أن ال تكون على ملك الدولة من جهة أخرى (الباب الثاني من العنوان
األول من مجلة الغابات المتعلق باإلخضاع لنظام الغابات)
وأخضعها المشرع إلى إجراء التسجيل العقاري إذ ينص الفصل 13من مجلة الغابات على ضرورة
تسجيلها،
بينما ينص الفصل 14من مجلة الغابات على أن أمالك الدولة للغابات غير قابلة للتفويت و ال ينالها مفعول
الحيازة بمرور الزمن بعد تسجيلها و ال يمكن تغيير وصفها ،و ال يمكن إخراجها من حضيرة أمالك الغابات
إال في الحاالت المنصوص عليها في المجلة.
• اإلدماج و اإلخراج
من مظاهر مرونة الحد الفاصل بين الملك العام و الملك الخاص إمكانية إعادة تصنيف الملك بإدماجه في
أحد الصنفين بقرار إداري تملك اإلدارة في اتخاذه سلطة تقديرية كاملة.
عدد 18 ،994فيفري ،1985محمد رضا األخوة ضد رئيس بلدية أريانة (المجموعة ،ص:)32 .
" حيث و لئن كان تخصيص الملك العمومي االصطناعي ال يتطلب إصدار قرار صريح إلدخال عقار
في الملك العمومي ،فإن هذا القرار الصريح ضروري كلما تعلق األمر بإخراج ذللك العقار.
و حيث من الثابت أنه ال يمكن التفويت في جزء من الملك العمومي ما لم يقع إبطال تخصيصه الستعمال
العموم أو إسقاطه من هذا الملك.
و حيث يتبين من مراجعة األوراق المظروفة في ملف القضية أن رئيس بلدية أريانة قد أسند قرار الترخيص
المطعون فيه لتشييد بناية فوق أرض ثبت أنها مخصصة الستعمال العموم كساحة عمومية و منصوص
عليها بتلك الصفة بمثال التهيئة دون أن يكون بهذا الملف ما يفيد إخراجها من الملك العمومي البلدي".
• التثمين:
يمثل النفع العام وتحقيق مقتضيات المرفق العمومي أول وظائف الملك العام مما يبعده عن وظيفة توفير
موارد لميزانية الدولة
غير أن التطور الذي عرفته الدولة و التوجه نحو الليبرالية و ضرورة تحقيق التوازن المالي لميزانيتها
حت ّم مراجعة مبدإ االستعمال المجاني للملك العمومي
عبر آليات تمكن اإلدارة من استغالل مالي للملك العمومي (تثمين الملك العام) (عبر لزمة الملك العمومي
مثال)
يمكن للملك العام والملك الخاص أن يمثال مصدرا لتحقيق مداخيل نقدية:
فيمكن مثال تسويغ األراضي الفالحية ،كما يمكن التفويت في العقارات بالبيع حسب الصيغ القانونية الخاصة
(بالنسبة للملك الخاص).
وتدر هذه العقود
ّ كما يمكن أيضا إبرام عقود لزمة في خصوص أجزاء من الملك البحري أو ملك الطرقات،
مداخيل لفائدة الذوات العمومية.
[]Tapez ici
إال أن تحقيق الصالح العام و مقتضيات المرفق العمومي التي تمثل أساس وجود و كيان الذوات العمومية
يجعل وظيفة توفير موارد لميزانيات الذوات العمومية وظيفة ثانوية ،إذ أن النفع العام وتحقيق المصلحة
العامة ال يقدران بالمردود المادي بل بالنجاعة في توفير حاجيات و متطلبات المجموعة.
غير أن التطور الحديث الذي عرفته الدولة و التوجهات نحو الليبرالية باإلضافة إلى ضرورة تحقيق التوازن
المالي للميزانية العمومية حتم مراجعة مجانية المرافق العمومية و بالتالي مجانية استعمال األمالك
الضرورية لتنفيذها.
لذلك بدأت المراجعة التدريجية لنظام استغالل أموال الذوات العمومية في اتجاه تحسين مردوديتها و
استغاللها المحكم سواء كان ذلك لتحقيق مداخيل إضافية أو لصيانة و حسن استغالل هذه األمالك بفضل
العائدات.
[]Tapez ici
" اليجوز إجراء أية عقلة ولو كانت بمقتضى أحكام أو بطاقات تنفيذية على األموال وال على الديون
المنجرة عن ضرائب أو غيرها وال على السندات والقيم والمكاسب المنقولة وغير المنقولة بدون أي
إستثناء التي تملكها الدولة أو المؤسسات العمومية أو الجماعات العمومية المحلية .وكل ما يقع من عقل
وأعمال تنفيذية وغيرها خالفا لألحكام المقررة أعاله يعتبر باطال بطالنا مطلقا".
◄ فرع ثالث :معايير التمييز بين الملك العام و الملك الخاص:
اكتفى أمر 1918المتعلق بملك الدولة الخاص بتعداد مكونات هذا الملك على سبيل الذكر ال الحصر،
معتمدا تعريفا سلبيا للملك الخاص للدولة بأن أدرج فيه "األمالك التي تكتسبها الدولة ما لم تكن من
األمالك العمومية".
و يعني ذلك أن تحديد و تعريف الملك الخاص يجب أن يمر عبر تعريف الملك العام الذي لم يقدم له
أمر 1885المتعلق بالملك العام أي تعريف.
[]Tapez ici
و يؤدي غياب تعريف واضح لكل من الملك العام و الملك الخاص إلى :
oتمتع اإلدارة بسلطة تقديرية هامة في تصنيف الممتلكات التي لم تذكر بصورة واضحة في
القائمات التشريعية
oتدخل القضاء ليحدد باجتهاده مفهوم الملك العمومي عبر استنباط معايير تمكن من تمييزه
عن الملك الخاص.
◄ المعايير المعتمدة في التمييز هي - :المعيار العضوي (ملكية الذات العمومية للملك) و-
المعيارالمادي ( :التخصيص من اجل االستعمال المباشر من طرف العموم او التخصيص من
أجل المرفق العم مع التهيئة الخاصة) يعني شرط التخصيص للمصلحة العامة
◄ فرع ثاني :آثار التمييز بين الملك العام و الملك الخاص
مظاهر تقارب بين الملكين في إطار سياسة التثمين االقتصادي للملك العمومي
إخضاع الملك الخاص إلى قواعد قانونية متميزة نسبيا عن القانون الخاص
-على مستوى التحديد...
-على مستوى الحماية :وجود حماية نسبية من خالل مبدإ تحجير العقلة الذي يمثل مبدأ مشتركا
يفسره رجوع الملكين
إلى الذوات العمومية التي يمثل تحقيق المصلحة العامة هدفها األساسي
لكنها ال ترتقي إلى مستوى حماية الملك العمومي ،إذ هو كملك الخواص:
اإلدارة تستغله بشكل مشابه لألساليب التي يستعملها الخواص ،خاصة لتحقيق مداخيل
على مستوى النظام القضائي ،يتمثل األثر األول للتمييز بين الملك العام و الملك الخاص في اختالف
الجهة القضائية المختصة،
فالملك العام يخضع لوالية القاضي اإلداري ،و يعتبر النزاع المتعلق به نزاعا إداريا أصيال.
استقرار فقه القضاء على اعتبار النزاعات المتعلقة بالملك العمومي نزاعات إدارية صرفة:
المحكمة اإلدارية :اب .عدد 22 ،11238أفريل ،2006ليليا ضد م.ع.ن.د .في حق وزارة التجهيز
اب .عدد 31 ،13050ماي ،2008خديحة و نقابة المالكين بالحي التجاري جميل ضد
رئيس بلدية أريانة
على عكس الملك الخاص الذي يخضع مبدئية لوالية القضاء العدلي.
استقرار فقه القضاء على هذا المبدإ :م.إ .اس ،.عدد 15 ،1431جويلية ،1995بلدية سوسة ضد
الصادق حرز للا
"و حيث أن تصرف اإلدارة في ملكها الخاص دون أن يقترن عملها هذا باستعمال امتيازات السلطة
العامة أو بغرض تحقيق المصلحة العامة بتشريك معاقدها في تسيير مرفق عام يجعلها في وضعية ال
تختلف عن وضعية الخواص عند تصرفهم في ملكهم الخاص مما يجعل النزاعات الناشئة في هذا
الصدد معقودة لجهاز القضاء العدلي"...
-2األشغال العمومية و المنشآت العمومية
من ذلك االستثناء المتعلق باألشغال العمومية المنجزة فوق العقارات الخاصة الراجعة للذوات
العمومية،
و قد أقر فقه القضاء ترجيح االختصاص اإلداري اعتمادا على أرجحية معيار األشغال العمومية أو
المنشأة العمومية :معايير مستقطبة لالختصاص اإلداري.
[]Tapez ici
و لتعريف األشغال العمومية ،يمكن الرجوع إلى قرارات فرنسية مثل :
أما في القرار األول ،فقد أكد مجلس الدولة ضرورة توفر 3شروط حتى تكون األشغال أشغاال
عمومية :
-أن تكون األشغال عقارية
-أن تكون األشغال منجزة لفائدة ذات عمومية
-أن تهدف األشغال إلى المصلحة العامة
يمكن لهذه األشغال أن تكون منجزة لفائدة الخواص لغاية المرفق العام :
و لهذا التوجه في تعريف األشغال العمومية نظير في فقه قضاء المحكمة اإلدارية .12 .19 :
،1988المكلف العام بنزاعات الدولة ضد عثمان الشامخ
كما لنا قرار ثان يثبت استقطاب األشغال العمومية لالختصاص اإلداري :
إبراهيم العرفاوي ضد بلدية عين دراهم ،عدد 26 ،293جوان ،1986المجموعة ،ص.257 .
و تفيد الوقائع أن بلدية عين دراهم أقامت حائطا واقيا خلف المخبزة التي كان يشغلها المستأنف على
وجه التسويغ و ذلك قصد مقاومة انجراف التربة.
و قد حصل أن انهار الحائط المذكور فوق المخبزة فأدى ذلك إلى سقوطها و إتالف المعدات الموجودة
بها.
فقضت محكمة البداية لفائدة المتضرر بغرامات و تم استئناف الحكم أمام المحكمة اإلدارية ،ودفع نائب
البلدية المستأنف ضدها بعدم اختصاص المحكمة للنظر في الدعوى بحجة أن موضوعها ال يتعلق
بطلب تعويض ضرر حاصل من تنفيذ قرار إداري أم من عمل مادي صدر عن البلدية بموجب أحكام
السلطة العامة ،مضيفا أن الجدار المحدث للمضرة ليس على الجملة عائدا بالملكية للبلدية ,إنما هو
مقام فوق أرض أجنبي قصد حماية عقاره من انجراف التربة.
[]Tapez ici
و حيث أنه بصرف النظر عن موقع األشغال التي أذنت بها البلدية فهي تشكل على أي حال وبعد
ثبوت نسبتها إلى مصالحها أشغاال عمومية على معنى مقتضيات الفصل 1من أمر 28نوفمبر
،1888و يكون النظر في تعويض األضرار المتعلقة بها معقودا لهذه المحكمة طبقا ألحكام قانون
.1972
كما تعرضت محكمة التنازع الفرنسية إلى موضوع العالقة بين األشغال العامة و طبيعة الملك الواقعة
فوقه.
-3اختصاص القاضي اإلداري بالنظر في دعاوى تجاوز السلطة المرفوعة للطعن في شرعية
القرارات اإلدارية الصادرة في إطار تصرف اإلدارة في ملكها الخاص.
م .إ .تس .عدد 9 ،3109مارس ،1993توفيق الدعداع ضد رئيس بلية حمام األنف ،المجموعة،
ص.491-490 .
◄ محدودية التمييز
و أخضعها المشرع إلى إجراء التسجيل العقاري إذ ينص الفصل 13من مجلة الغابات على ضرورة
تسجيلها،
بينما ينص الفصل 14من مجلة الغابات على أن أمالك الدولة للغابات غير قابلة للتفويت وال ينالها مفعول
الحيازة بمرور الزمن بعد تسجيلها وال يمكن تغيير وصفها ،وال يمكن إخراجها من حضيرة أمالك الغابات
إال في الحاالت المنصوص عليها في المجلة.
• اإلدماج واإلخراج
من مظاهر مرونة الحد الفاصل بين الملك العام و الملك الخاص إمكانية إعادة تصنيف الملك بإدماجه في
أحد الصنفين بقرار إداري تملك اإلدارة في اتخاذه سلطة تقديرية كاملة.
[]Tapez ici
عدد 18 ،994فيفري ،1985محمد رضا األخوة ضد رئيس بلدية أريانة (المجموعة ،ص:)32 .
" حيث و لئن كان تخصيص الملك العمومي االصطناعي ال يتطلب إصدار قرار صريح إلدخال عقار
في الملك العمومي ،فإن هذا القرار الصريح ضروري كلما تعلق األمر بإخراج ذللك العقار.
و حيث من الثابت أنه ال يمكن التفويت في جزء من الملك العمومي ما لم يقع إبطال تخصيصه الستعمال
العموم أو إسقاطه من هذا الملك.
و حيث يتبين من مراجعة األوراق المظروفة في ملف القضية أن رئيس بلدية أريانة قد أسند قرار الترخيص
المطعون فيه لتشييد بناية فوق أرض ثبت أنها مخصصة الستعمال العموم كساحة عمومية و منصوص
عليها بتلك الصفة بمثال التهيئة دون أن يكون بهذا الملف ما يفيد إخراجها من الملك العمومي البلدي".
• التثمين:
يمثل النفع العام وتحقيق مقتضيات المرفق العمومي أول وظائف الملك العام مما يبعده عن وظيفة توفير
موارد لميزانية الدولة
غير أن التطور الذي عرفته الدولة والتوجه نحو الليبرالية وضرورة تحقيق التوازن المالي لميزانيتها حت ّم
مراجعة مبدإ االستعمال المجاني للملك العمومي عبر آليات تمكن اإلدارة من استغالل مالي للملك العمومي
(تثمين الملك العام) (عبر لزمة الملك العمومي مثال)
يمكن للملك العام والملك الخاص أن يمثال مصدرا لتحقيق مداخيل نقدية:
فيمكن مثال تسويغ األراضي الفالحية ،كما يمكن التفويت في العقارات بالبيع حسب الصيغ القانونية الخاصة
(بالنسبة للملك الخاص).
كما يمكن أيضا إبرام عقود لزمة في خصوص أجزاء من الملك البحري أو ملك الطرقات ،وتدر هذه العقود
مداخيل لفائدة الذوات العمومية.
إال أن تحقيق الصالح العام و مقتضيات المرفق العمومي التي تمثل أساس وجود و كيان الذوات العمومية
يجعل وظيفة توفير موارد لميزانيات الذوات العمومية وظيفة ثانوية ،إذ أن النفع العام وتحقيق المصلحة
العامة ال يقدران بالمردود المادي بل بالنجاعة في توفير حاجيات و متطلبات المجموعة.
غير أن التطور الحديث الذي عرفته الدولة و التوجهات نحو الليبرالية باإلضافة إلى ضرورة تحقيق التوازن
المالي للميزانية العمومية حتم مراجعة مجانية المرافق العمومية و بالتالي مجانية استعمال األمالك
الضرورية لتنفيذها.
لذلك بدأت المراجعة التدريجية لنظام استغالل أموال الذوات العمومية في اتجاه تحسين مردوديتها و
استغاللها المحكم سواء كان ذلك لتحقيق مداخيل إضافية أو لصيانة و حسن استغالل هذه األمالك بفضل
العائدات.
[]Tapez ici
و قد تم منح اإلدارة هذه الصالحية بمقتضى الفصل الخامس من األمر العلي المؤرخ في 24سبتمبر
1885والمتعلق بالملك العمومي الذي ينص على أنه :
" عندما تدعو الحاجة إلى تحديد األمالك العمومية ،تصدر أوامر بتعيين حدودها بمطلب من مدير األشغال
العامة وذلك بعد عمل توجه علني ،و حقوق الغير ال تسقط ،و لكن من يلحقه ضرر من جرى (جراء) ذلك
ال يستحق شيئا سوى التعويض".
ونميز في هذا اإلطار بين تحديد الملك العام الطبيعي وتحديد الملك العام االصطناعي
فقرة أولى :تحديد الملك العام الطبيعي
لقد تم تأطير تحديد الملك العام الطبيعي في البداية بمقتضى األمر العلي المؤرخ في 26سبتمبر 1887و
المتعلق بتحديد الملك العمومي.
لكن النصوص الخاصة سرعان ما حملت قواعد جديدة في خصوص مختلف مكونات الملك العمومي ،على
أنها قواعد تحترم المبادئ العامة المكرسة منذ .1887
و تمكننا مراجعة هذه النصوص استنتاجا بأن بوجود بعض االختالفات في تحديد الملك العام تختلف حسب
ما إذا كان األمر متعلقا بملك عام طبيعي أو بملك عام اصطناعي ،و سنركز دراستنا على العقارات دون
المنقوالت نظرا ألهميتها البالغة فضال عن كثافة القواعد التي تتعرض إلى مسألة تحديدها.
أما في خصوص المنقوالت أو الملك العمومي المنقول ،Domaine Public Mobilierفإن هناك
صعوبة جدية في وصف المنقوالت التي هي على ملك الذوات العمومية بأنها ملك عام.
[]Tapez ici
فإذا اعتبرنا معيار التخصيص للمنفعة العامة أو للمرفق العمومي أو الستعمال العموم ،كان علينا أن نعتبر
أبسط األدوات المكتبية مدرجة في الملك العام.
لذلك وجب حصر المنقوالت التي يمكن إدراجها ضمن الملك العام في األموال غير العادية إما ألنها تخضع
لتهيئة خاصة (معدات األشغال العمومية و المعدات العسكرية) أو لعدم إمكانية تعويضها أو لصعوبته مثل
القطع األثرية والفنية و المخطوطات النادرة و الكتب النادرة واألرشيف.
والملك العام الطبيعي هو باألساس ملك عقاري أي أنه يتكون من عقارات نتج وجودها عن ظواهر طبيعية.
لكن المشرع يتدخل إلعالن انتمائها إلى الملك العام.
وتتمثل مكونات الملك العام الطبيعي باألساس في الملك العمومي البحري و الملك العمومي للمياه بما في
ذلك األنهار و البحيرات ،و يمكن أن يضاف إليهما الفضاء الجوي الذي يعلو اإلقليم الوطني .كما تعتبر
الترددات الراديوية جزءا من الملك العام للدولة.
و غالبا ما تحاول النصوص تحديد عناصر كل من هذه المكونات بدقة:
من ذلك أن الفصل 2من القانون عدد 73لسنة 1995المؤرخ في 24جويلية 1995و المتعلق بالملك
العمومي البحري ينص في فقرته األولى على أن الملك العمومي البحري الطبيعي يشمل :
أ) ضفاف البحر المتكونة من الشريط الساحلي المغطى أو المكشوف بالتداول بمياه البحر عندما
ترتفع هذه المياه إلى أعلى أو تنخفض إلى أدنى مستوى ،و من األراضي الناتجة عن ظاهرة
انحسار و امتداد البحر بما في ذلك الكثبان الرملية المحاذية مباشرة لهذه األراضي مع مراعاة
مقتضيات مجلة الغابات.
ب) البحيرات و المستنقعات و السباخ المتصلة طبيعيا و سطحيا بالبحر.
ج) أديم و باطن الجرف القاري بغاية استكشاف و استغالل موارده الطبيعية
د) منطقة الصيد الخاصة
ه) المنطقة االقتصادية الخالصة
أما الفصل األول من مجلة المياه الصادرة بمقتضى القانون عدد 16لسنة 1975المؤرخ في 18مارس
1975فيحدد مكونات الملك العمومي للمياه على النحو التالي:
-مجاري المياه على اختالف أنواعها و األراضي الداخلة في ضفافها الحرة
-المياه المحصورة باألودية
-العيون عن اختالف أنواعها
-طبقات الماء بباطن األرض على اختالف أنواعها
-البحيرات و السباخ
-قنوات المياه و اآلبار و األحواض المستعملة من قبل العموم و كذلك توابعها.
-قنوات المالحة و الري أو التطهير الواقع إنجازها من طرف الدولة أو على حسابها لفائدة المصلحة
العامة و كذلك األراضي التي توجد ضمن ضفافها الحرة و توابعها
تبدأ هذه العملية بإصدار قرار إداري يأذن بفتح أعمال التحديد يتم إشهاره قبل بدء هذه األعمال:
الفصل األول من األمر العلي المؤرخ في 26سبتمبر 1887المتعلق بتحديد الملك العمومي :
ال يباشر تحديد األمالك العمومية إال بعد صدور قرار من المدير العام لألشغال العامة (الوزير المكلف
بالتجهيز) في اإلذن بذلك.
الفصل 1من األمر عدد 1202لسنة 1987المؤرخ في 4سبتمبر 1987المتعلق بضبط إجراءات
تحديد مجاري المياه و البحيرات و السباخ التابعة للملك العمومي للمياه :
" تقرر عمليات تحديد مجاري المياه و البحيرات و السباخ بقرار من وزير الفالحة يعين تاريخ افتتاح هذه
العمليات حالة حالة".
و هذا يعني أن اإلدارة هي التي تملك الحق في المبادرة بالقيام بعملية تحديد الملك العمومي.
غير أن السؤال يطرح عما إذا كان من الممكن للمواطنين وخاصة أصحاب العقارات المجاورة للملك
العمومي الطبيعي أن يطالبوا اإلدارة بالقيام بعملية التحديد.
أما في تونس ،فإن النصوص هي في الغالب صامته عن هذه اإلمكانية ،يمكن الرجوع اللى الفصل 5من
االمر العلي المؤرخ في 24سبتمبر 1885
المحكمة اإلدارية ،عدد ،1983محمد البحري بن رجب ضد وزير التجهيز واإلسكان ،المجموعة*.
حيث أن المدعي يطعن باإللغاء في القرار الصادر عن وزير التجهيز تحت عدد 85/53م .د .بتاريخ 12
أكتوبر 1985بتصفيف الملك العام البحري بالنسبة للعقار الرسم العقاري رقم 3121صفاقس المعروف
باسم "عزيز "2و منع صاحبه من إقامة أي بناء أو تهيئة في مساحة من عقاره تمسح 22880م 2محاذية
لشاطئ البحر .معيبا على هذا القرار مخالفته للفصل 5من األمر المؤرخ في 24سبتمبر 1885و
الفصول 4و 5و 6و 7من األمر المؤرخ في 26سبتمبر 1887و االنحراف باإلجراءات بغاية نزع
جانب من ملكه بدون سلوك اإلجراءات القانونية.
و حيث أن وزير التجهيز و اإلسكان يدفع برد الدعوى موضوعا بتعلة أن قرار التصفيف ال يحرم المدعي
من التمتع بكامل عقاره و غاية ما في األمر أنه حضر عليه البناء فوق جزء من العقار محاذ لشاطئ البحر،
و ذلك حرصا من اإلدارة على رقابة البنايات من زحف البحر البالغ مده في الموقع المقصود 2,45م ،و
يبرر قراره كذلك بأن االنجراف بالسواحل البحرية يكلف المواطنين و الدولة نفقات باهضة لحماية البنايات.
و حيث أن الفصل 5من األمر المؤرخ في 24سبتمبر 1885المتعلق بقانون األمالك العمومية يقتضي
ما يلي " :عندما تدعو الحاجة إلى تحديد األمالك العمومية ،تصدر أوامر بتعيين حدودها بمطلب من مدير
األشغال العامة ،وذلك بعد عمل توجه علني ،و حقوق الغير ال تسقط ،و لكن من يلحقه ضرر من جراء
ذلك ال يستحق شيئا سوى التعويض".
و حيث أن األمر المؤرخ في 26سبتمبر 1887المتعلق بتنظيم إجراءات تحديد الملك العام اقتضى في
فصله الثاني أن تتولى لجنة إعداد العمليات التحضيرية للتحديد ،و طبقا للفصل 3من هذا النص ،تتوجه
اللجنة على عين المكان و تتلقى مالحظات األجوار و غيرهم .و في خصوص الملك العام البحري ،اقتضى
الفصل 3أنه على اللجنة تحديد الحد األقصى للمد البحري شتاء دون الخلط بينه و بين األقصى بسبب
الزوابع...
وحيث أن قرار التصفيف المطعون فيه قد صدر على عجل دون سبقه بتحديد الملك العام البحري على
نحو ما يقتضيه الفصل 5من األمر المؤرخ في 24سبمبر ،1885ودون إتمام اإلجراءات الخاصة
بتحديد هذا الملك على النحو المتقدم بما يكفل حقوق المالكين .وهذا ما يؤكده صمت اإلدارة التي لم تتخذ
موقفا صريحا لمجابهة الدعوى بهذا الخصوص.
و حيث أن القرار المشكو منه وقد صدر مخالفا للقواعد واإلجراءات القانونية يكون حقيقا باإللغاء.
لهذه األسباب
قضت المحكمة ابتدائيا و نهائيا :
أوال :بقبول الدعوى شكال و في الموضوع بإلغاء قرار وزير التجهيز ...
[]Tapez ici
الفصل 18من القانون المتعلق بالملك العمومي البحري :ال يمكن إقامة بنايات أو منشآت جديدة حذو
الملك العمومي البحري سواء كان محددا أو ال إال بعد الحصول على قرار تصفيف من المصالح التابعة
للوزارة المكلفة بالتجهيز.
ال يقوم هذا القرار ،في أي حال من األحوال مقام رخصة البناء ،وال يعفي من طلبها ،وال يمس بحقوق
الغير.
ب) لجنة تحديد الملك العمومي:
و يحدد الفصل الثاني من األمر العلي المؤرخ في 26سبتمبر 1887المتعلق بتحديد الملك العمومي
تركيبة هذه اللجنة:
" األعمال االبتدائية للتحديد المذكور تكلف بها لجنه خصوصية مؤلفة ممن يأتي ذكرهم:
أوال :مهندس الجسور و الطرق المكلف بالجه ة الواقع فيها التحديد.
ثانيا :رئيس خدمة أحد األرسام
ثالثا :عضو من المجلس البلدي الراجع لنظره المكان الواقع به التحديد أو نائب عن اإلدارة المحلية يعينه
وزيرنا األكبر.
رابعا :أحد مالزمي حراسة المراسي المتجرية إذا كان التحديد ألمالك عمومية على البحر
أما الفصل 6من القانون المتعلق بالملك العمومي البحري ،فيحيل على السلطة الترتيبية العامة :
تتولى القيام بعمليات تحديد الملك العمومي البحري أو مراجعة تحديده لجنة خاصة تضبط تركيبتها وسير
عملها بمقتضى أمر.
الفصل األول من اآلمر عدد 745لسنة 1997المؤرخ في 28أفريل 1997يتعلق بضبط تركيبة و
كيفية سير لجنة تحديد الملك العمومي البحري:
" تتركب لجنة تحديد الملك العمومي البحري التي يرأسها المدير الجهوي للتجهيز و اإلسكان بكل والية
معنية من األعضاء اآلتي ذكرهم:
-ممثل عن وزارة الفالحة :عضو
-ممثل عن وزارة أمالك الدولة و الشؤون العقارية
-ممثل عن وزارة البيئة و التهيئة الترابية
-ممثل عن وزارة النقل
-ممثل عن الجماعة المحلية المعنية
-ممثل عن ديوان قيس األراضي و رسم الخرائط
[]Tapez ici
الفصل 3من األمر عدد 1202لسنة 1987المؤرخ في 4سبتمبر 1987المتعلق بضبط إجراءات
تحديد مجاري المياه و البحيرات و السباخ التابعة للملك العمومي للمياه :
من أهم الضمانات التي يقدمها أمر 1887للمواطنين نجد الصبغة العلنية لعملية التحديد التي يؤكد عليها
الفصل الخامس من أمر 1885الذي ينص على أن أوامر تعيين حدود األمالك العمومية تصدر " :بعد
عمل توجه علني"
و تتجسد الصبغة العلنية من خالل ما نص عليه الفصل الرابع من أمر :1887
"رئيس اللجنة يرسل للعمال (الوالة) و لقضاة الصلح (قضاة الناحية) الواقع بعملهم أو بترابهم الملك المراد
تحديده مكتوبا يعين به اليوم الذي تتوجه فيه اللجنة للشروع في التحديد الوقتي ،فقضاة الصلح يعلنون
المكتوب المشار إليه في مجالسهم ،و العمال يعلنونه في جميع األسواق الكائنة بعملهم ،و رئيس اللجنة
ينشر المكتوب المذكور بالصحيفة الرسمية قبل الشروع في التحديد بعشرة أيام في األقل"
يوجه رئيس اللجنة إلى والي الجهة و إلى حاكم الناحية إعالما يضبط التاريخ الذي تتحول فيه اللجنة على
عين المكان للشروع في عمليات التحديد الوقتي.
و يأذن الوالي بتعليق هذا اإلعالم بمقر الوالية و المعتمدية و البلدية التي يهمها األمر ،كما يأذن حاكم
الناحية بتعليق اإلعالم المذكور ببهو المحكمة.
[]Tapez ici
و ينشر رئيس اللجنة نفس البالغ بالرائد الرسمي للجمهورية التونسية و بعدد من الصحف اليومية قبل
شهرين على األقل من تاريخ بدء العمليات.
و الفصل 2من األمر عدد 1202لسنة 1987المؤرخ في 4سبتمبر 1987المتعلق بضبط إجراءات
تحديد مجاري المياه و البحيرات و السباخ التابعة للملك العمومي للمياه :
" تعلق نسخة من القرار المشار إليه بالفصل األول بمراكز الوالية و المعتمديات و البلديات و المندوبية
الجهوية للتنمية الفالحية المعنية باألمر"
.2معاينة الحدود
تتولى اللجنة المنصوص عليها بالفصل 6أعاله إجراء التحديد الوقتي للملك العمومي البحري.
و للغرض تتحول اللجنة وجوبا على عين المكان ،لتلقي مالحظات األجوار و سماع األشخاص الذين ترى
أنه بإمكانهم مدها باإلرشادات التي من شأنها أن تنير السبيل في خصوص ما تتواله من معاينات ميدانية.
تعاين اللجنة حدود المنطقة التي تغمرها أعلى مياه البحر و المغطاة بأعلى األمواج دون اعتبار ما هو ناتج
عن عواصف استثنائية ،مع إضافة األراضي الناجمة عن امتداد البحر بما في ذلك الكثبان الرملية المحاذية
مباشرة لها.
الفصل 4من األمر عدد 1202لسنة 1987المؤرخ في 4سبتمبر 1987المتعلق بضبط إجراءات
تحديد مجاري المياه و البحيرات و السباخ التابعة للملك العمومي للمياه :
يتعين على اللجنة الفنية التوجه إلى عين المكان قصد التعرف على الحدود المقترحة من المصالح الفنية و
تلقي مالحظات األجوار و السماع إلى األشخاص الذين تعتبرهم مؤهلين لمدها بالتوضيحات التي من شأنها
أن تنير أعمالها في خصوص المعاينة المادية التي عليها القيام بها.
و ينتج عن عملية المعاينة القيام بعملية تحديد مادية و رسم صورة الحدود و صياغة تقرير من قبل اللجنة:
و بعد االطالع على حدود الملك الطبيعية ،تأذن اللجنة أن يجعل بمحضرها عالمات أو أوتاد على محيط
الحد ،و تذكر ذلك في تقريرها مع حصر مواقع العالمات أو األوتاد حصرا مدققا بقدر اإلمكان و يصحح
في التقرير جميع أعضاء اللجنة و تجعل رسم صورة األماكن في نسختين تبقى مع التقرير و الحدود
المعروضة تبين في الرسم بعالمات أو أوتاد أو غيرها مما يفيد الحصر و تصحح اللجنة في الحصر كما
صححت في التقرير.
يقع وضع عالمات تحديد الملك العمومي البحري على طول الحدود التي تم إقرارها و ذلك بحضور أعضاء
لجنة التحديد التي تدون ذلك في محضر يمضيه كل أعضائها.
يرفق المحضر بمثال تشخيصي في نظيرين ،تبين به الحدود المقترحة و العالمات واإلحداثيات المعرفة
لها.
الفصل 5من األمر عدد 1202لسنة 1987المؤرخ في 4سبتمبر 1987المتعلق بضبط إجراءات
تحديد مجاري المياه و البحيرات و السباخ التابعة للملك العمومي للمياه :
بعد التعرف على حدود مجاري المياه و البحيرات و السباخ ،تضع اللجنة الفنية مثاال للحدود الوقتية للملك
العمومي للمياه و تسجل هذه العملية بمحضر جلسة يقع إمضاؤها من طف كل أعضاء اللجنة الحاضرين.
يكون مثال المكان المحدد مرفوقا بمحضر الجلسة و تدرج به الحدود المقترحة مع األرقام والتوضيحات
المعرفة بها.
يتعين على كل األعضاء الحاضرين إمضاء المثال
ثم تأتي مرحلة تقديم االعتراضات من قبل األجوار و مدعي الحقوق ،و تضمن االعتراضات بدفتر خاص
لالستقصاء ويسهر على التحقيق فيها مفوض باحث :
تعين اللجنة مأمورا مكلفا بالبحث و إطالع العموم مدة عشرة أيام على إحدى نسختي رسم الصورة و
التقرير المتعلقين بالتحديد ،و المكلف المذكور يتلقى المالحظات و الشكايات التي يقدمها المجاورون
وغيرهم و يقيدها بدفتر يجعل رئيس اللجنة أعدادا على صفحاته مع عالمة تصحيحه ،وتلحق به المالحظات
[]Tapez ici
والشكايات التي تقدم كتابة ،والشروع في البحث و مكانه يعرفان للعموم على الصورة المقررة بالفصل
الرابع من أمرنا هذا ،وعند حلول أجل العشرة أيام ،يغلق المأمور المكلف بالبحث دفاتره و يسلمه لرئيس
اللجنة.
تكلف اللجنة مفوضا باحثا محلفا بوضع نظير من المثال و محضر التحديد على ذمة العموم ،و ذلك لمدة
شهر .كما تعين محل مخابرته بمقر البلدية ،إن وجدت ،و إال بمقر المعتمدية ،حيث يقبل المالحظات
والطلبات التي يتلقاها من األجوار و الغير.
يقع إعالم العموم بمكان البحث و موعد انطالقه حسب الشروط المنصوص عليها بالفصل 7من هذا
القانون.
و يدون المعترض الذي يمكنه الحضور على عين المكان مالحظاته و طلباته بسجل مرقم وموقع من طرف
رئيس اللجنة.
و تلحق بهذا السجل المالحظات و الطلبات المقدمة كتابيا و التي توجه إلى المفوض الباحث بواسطة رسائل
مضمونة الوصول مع اإلعالم بالبلوغ في األجل المحدد بالفقرة األولى من هذا الفصل.
يختم سجل االستقصاء عند انتهاء األجل من قبل المفوض الباحث و يرجع فورا لرئيس اللجنة.
الفصل 6من األمر عدد 1202لسنة 1987المؤرخ في 4سبتمبر 1987المتعلق بضبط إجراءات
تحديد مجاري المياه و البحيرات و السباخ التابعة للملك العمومي للمياه :
و يتعلق الثاني بحاالت ال ينازع فيها المواطن في وصف القطعة بكونها تنتمي إلى الملك العمومي البحري
لكنه يستظهر بسند ملكية لها ،و هو في هذه الحالة مستحق للتعويض عن إدخال القطعة موضوع ملكيته
إلى الملك العمومي البحري.
و تفتح في خصوص اعتراضات المواطنين دراسة ميدانية إذا لزم األمر :
اللجنة تطلع على المالحظات و الشكايات المقيدة بالدفتر و تتوجه ثانيا للمكان إذا ظهر لها مناسبة ذلك
لمطابقة الرسم و إمعان النظر في المالحظات المقدمة و تغيير الحدود الوقتية إن لزم ذلك والتعديالت
المذكورة ترسم في الحين برسوم الصورة و تعتبر هذه السرعة بقدر اإلمكان ،أما إذا وافق المجاورون
على هذا التحديد ،فإن اللجنة تطلب منهم أن يعترفوا كتابة بان الحد المزمع عليه غير داخل في أمالكهم و
تلحق الكتب المذكور بتقريرها.
تنظر اللجنة في الطلبات واالعتراضات المدونة بالسجل أو الملحقة به ،و تستمع إلى أصحاب تلك الطلبات
واالعتراضات .و يتم استدعاء هؤالء بواسطة رسالة مضمونة الوصول مع اإلعالم بالبلوغ توجه إليهم
عشرين يوما قبل تاريخ اجتماع اللجنة.
و تتحول اللجنة من جديد على عين المكان ،إن دعت الضرورة إلى ذلك ،لتطبيق المثال ودرس تلك الطلبات
وتغيير التحديد الوقتي عند االقتضاء.
تدون التحويرات في اإلبان ،و إن أمكن ذلك ،على المثال.
في صورة موافقة األجوار أو من يمثلهم بصفة قانونية على التحديد كما تم إجراؤه و الذين سبق لهم
االعتراض عليه ،تضيف اللجنة إلى محضرها تصريح المعنيين بأن الحد المقترح ال يثير اعتراضا من
طرفهم مع تدوين ذلك بالسجل.
و في الحالة المغايرة ،تدون بمحضر اللجنة االعتراضات المرفوضة مع التعليل
الفصل 7من األمر عدد 1202لسنة 1987المؤرخ في 4سبتمبر 1987المتعلق بضبط إجراءات
تحديد مجاري المياه و البحيرات و السباخ التابعة للملك العمومي للمياه :
بعد انقضاء أجل الثالثين يوما المشار إليه بالفصل السادس من هذا األمر يطلع الوالي على المالحظات
والطلبات المسجلة في دفتر البحث ،و يدعو اللجنة الفنية لالجتماع للبت في هذه التشكيات,
و خالل أجل ال يتجاوز خمسة عشر يوما يمكن للجنة الفنية أن تتوجه من جديد إلى عين المكان إذا رأت
صلوحية في ذلك للتعرف على المثال و النظر في المالحظات المسجلة و تغيير التحديد الوقتي عند
االقتضاء.
[]Tapez ici
و ترسم هذه التغييرات على األمثلة أثناء الجلسة نفسها بقدر المستطاع.
تؤخذ قرارات اللجنة الفنية التي تبت في طلبات و مالحظات المعنيين باألمر حسب نفس الشروط
المنصوص عليها بالفصل الثالث من هذا األمر.
يختم االستقصاء بإعداد تقرير من قبل اللجنة ،و يمكن أن يعرض تقريرها أو اقتراحها على لجان إدارية
أخرى إلبداء النظر ،ثم تتم صياغة مقترح أمر التحديد ،و في األخير تنتهي العملية بصدور أمر في التحديد.
الفصل : 12يمضي أعضاء اللجنة نظيري المثال و محضر االجتماعات و يؤشرون على سجل
االستقصاء.
تحال الوثائق المذكورة مع تقرير اللجنة و مقترحاتها إلى الوزير المكلف بالتجهيز إلتمام إجراءات استصدار
أمر التحديد.
الفصل : 13يحدد الملك العمومي البحري بمقتضى أمر باقتراح من الوزير المكلف بالتجهيز بعد أخذ رأي
الوزير المكلف بأمالك الدولة ،و الوزير المكلف بالبيئة و التهيئة الترابية.
الفصل 9من األمر عدد 1202لسنة 1987المؤرخ في 4سبتمبر 1987المتعلق بضبط إجراءات
تحديد مجاري المياه و البحيرات و السباخ التابعة للملك العمومي للمياه :
يوجة الوالي كل الملف بما في ذلك طلبات و مالحظات المعنيين باألمر و كذلك قرار اللجنة الفنية المعلل
إلى وزير الفالحة الذي يدعو لجنة الملك العمومي للمياه لالجتماع قصد إبداء رأيها في اقتراح تحديد الملك
العمومي للمياه.
و يمكن لهذه اللجنة إما أن تصادق على قرارات اللجنة الفنية أو أن تقترح تعديل هذه القرارات أخذا بعين
االعتبار التشكيات الوجيهة المقدمة من المعنيين باألمر.
و على ضوء اقتراحات لجنة الملك العمومي للمياه يقترح وزير الفالحة األمر المتعلق بالتحديد.
د) صدور أمر التحديد:
الواقع أن أمر التحديد ليس عمال قانونيا منشئا constitutifللملك العمومي ،بل هو مصرح بوجوده
déclaratif
« L’entrée d’un bien dans le domaine public ne se décrète pas, elle se
constate, ce qui est particulièrement net pour l’incorporation au domaine
[]Tapez ici
فالملك العمومي لم ينشأ بمقتضى أمر التحديد بل األصل افتراض وجوده قبل ذلك و األمر لم يقم سوى
باإلعالن عن ذلك الوجود ،و يبدو ذلك بديهيا بالنسبة للملك العام الطبيعي سواء تعلق األمر بالملك العام
البحري أو النهري الذي تحدد الظواهر الطبيعية وجوده و حدوده.
و يفسر هذا عدم إمكانية االحتجاج بحق الملكية إزاء الملك العمومي ،و عدم انطباق المفعول التطهيري
للترسيم عليه.
و المشكل هو أن تحديد الملك العمومي قد يمثل في هذه الحالة انتزاعا مقنعا ،تتخلص فيه اإلدارة من
اإلجراءات المطولة و المعقدة لالنتزاع ،و تكتفي بمنح تعويض للمالك.
لكن السؤال األهم في خصوص أمر التحديد هو في خصوص إمكانية الطعن فيه بتجاوز السلطة على
أساس مخالفته لألحكام القانونية التي تعدد مكونات الملك العمومي وتعطي اإلدارة معايير القيام بعملية
تحديده.
فالفصل 5من أمر 1885ينص أن من يلحقه ضرر من جراء عملية التحديد ال يستحق شيئا سوى
التعويض .لكن القاضي اإلداري طالما اعتبر أن دعوى تجاوز السلطة ال يمكن إزاحتها إال بنص صريح
يسميها و يمنع القيام بها:
م .إ .تس ،.عدد* 20 ،نوفمبر ،1991مصطفى الشريف ضد رئيس المجلس األعلى للقضاء
حيث ينص القانون األساسي للقضاء 1967على أن قرار المجلس األعلى للقضاء في المادة التأديبية غير
قابل ألي طعن ،لكن المحكمة كانت حريصة على بقاء دعوى تجاوز السلطة.
" دعوى اإللغاء وسيلة دائمة لتحقيق المشروعية تمتد إلى كل القرارات اإلدارية و لو أفصحت النصوص
النافذة في شأنها أنها غير قابلة ألي طعن ضرورة أن هذه العبارة ال يفهم منها تحصين هذه القرارات
من رقابة قاضي اإللغاء الذي ال تستبعد رقابته إال بنص صريح العبارة".
و هنا يأتي الفصل 3قديم من قانون المحكمة اإلدارية في فقرته األخيرة الذي كان يحصن األوامر الترتيبية
من الطعن بتجاوز السلطة،
و هذا يعني أن قابلية أوامر التحديد للطعن بتجاوز السلطة من عدمها ترتبط بتحديد ما إذا كانت هذه األوامر
من صنف األوامر الترتيبية أو من صنف األوامرغير الترتيبية.
وقد اعتبرت المحكمة اإلدارية في مرحلة أولى (موقف أول) أن أوامر تحديد الملك العام تندرج ضمن
صنف األوامر الترتيبية.
المحكمة اإلدارية ،قرار عدد 8 ،956أفريل ،1985محمود مالك حسين ضد الوزير األول.
[]Tapez ici
" و حيث باالطالع على مقتضيات هذا األمر يتبين أنه جاء سانا ألحكام عامة و موضوعية ليست لها صلة
مباشرة بشخص أو أشخاص معينين ،و على هذا األساس فهو يشكل أمرا ترتيبيا غير قابل للطعن باإللغاء
أمام هذه المحكمة"
" و حيث ثبت بالرجوع إلى أوراق القضية أنه صدر في الموضوع أمر تحت عدد 333بتاريخ 10مارس
1981يقضي بتحديد الملك العمومي البحري يمعتمدية المنستير ...و حيث باالطالع على مقتضيات هذا
األمر ،يتبين أنه جاء سنا ألحكام عامة و موضوعية ليست لها صلة مباشرة بشخص أو أشخاص معينين،
و على هذا األساس ،فهو يشكل أمرا ترتيبيا غير قابل للطعن مباشرة باإللغاء أمام هذه المحكمة عمال
بأحكام الفصل 3من القانون عدد 40لسنة ".1972
n° 775 du 11 juillet 1989, Housni Attia C./Municipalité de Rafraf
و إن كان هذا الموقف قد حمى أوامر التحديد من الطعن بتجاوز السلطة ،فإن هذه الحماية لم ترتكز على
منع هذا الطعن في خصوص أوامر التحديد بالذات ،بل ارتكزت على التحصين التشريعي الذي كان يحمي
كل األوامر الترتيبية و الذي انتهى منذ سنة .2002
تطور موقف المحكمة اإلدارية في اتجاه اعتبار هذه األوامر غير ترتيبية وكان ذلك في قرار العالني
المحكمة اإلدارية ،حكم استئنافي ،عدد 29 ،24829جانفي ،2010وزير التجهيز واإلسكان والتهيئة
الترابية ضد فريد بن مصطفى العالني ،المجموعة ،ص.508 .
"وحيث تعتبر أوامر تحديد الملك العمومي البحري من فئة القرارات غير الترتيبية ،اعتبارا إلى أنها ال
تتضمن قواعد قانونية أو أحكام عامة ،فهي تتعلق بعقارات معينة وبأشخاص محددين أو قابلين للتحديد
بذاتهم".
" وحيث يكون والحالة ما ذكر من الجائز مراقبة شرعية أمر تحديد الملك العمومي البحري بمناسبة البت
في دعوى المستأنف ضده الموجهة إلى القرار المتفرع عنه وهو قرار تصفيف الملك العمومي البحري
لعقاره ،واتجه لذلك رفض هذا المستند األول".
ال ينجر عن المساس بحقوق الغير بمفعول التحديد إال جبر الضرر ،و في حدود ما أنجزه المتضرر أو من
سبقه من المالكين من بنايات و منشآت ومغروسات مطابقة لمقتضيات القوانين و التراتيب الجاري بها
العمل .و في صورة رفض المتضرر للقيمة المعروضة عليه من طرف اإلدارة لجبر الضرر الحاصل له،
تقدم القضايا في جبر الضرر إلى المحكمة المختصة في ظرف سنتين ابتداء من تاريخ دخول أمر التحديد
حيز التنفيذ.
• حق في التعويض و حق في االنتفاع؟
[]Tapez ici
تضبط حدود األودية حسب علو المياه الجارية بملء ضفافها و قبل فيضانها.
و يقع ضبط هته الحدود و كذلك حدود البحيرات و السباخ بمقتضى أمر بعد إجراء بحث إداري مع
االحتفاظ بجميع حقوق الغير المحتملة
بيد أنه يعترف و يحتفظ بالحقوق الخاصة المكتسبة بصفة قانونية و المتعلقة باستعمال األودية و العيون
والمناهل حسبما يقع ضبطها من طرف لجنة تصفية حقوق الماء طبقا للشروط المنصوص عليها بالباب
الثالث من هذه المجلة (حقوق االنتفاع بالماء)
إن تغيير تحديد الملك العام الطبيعي وارد جراء تغيرات طبيعية كارتفاع مستوى مياه البحار أو تغير
مجاري الوديان.
و يمكن أن يؤدي هذا التغير إلى توسيع مجال الملك العام الطبيعي أو إلى تضييقه مما ينجر عنه نتائج تهم
مالكي العقارات المجاورة،
و قد تعرض المشرع إلى هذه الحالة في خصوص بعض مكونات الملك العام الطبيعي،
من ذلك الفصل 7من مجلة المياه الذي ينص على أنه:
" في صورة تحول مجرى الوادي سواء ألسباب طبيعية أو غير طبيعية،
فإن المجرى الجديد للوادي مع الضفاف الحرة التي يشتمل عليها تدمج في الملك العمومي للمياه.
و إذا لم تترك المياه مجراها القديم تماما و في صورة تكون المجرى الجديد ألسباب طبيعية ،فإن مالكي
األراضي التي يجتازها المجرى الجديد ال يمكن لهم أن يطالبوا بأي غرامة".
فيشمل العقارات الناتجة عن تدخل اإلنسان ،و هي ال تعتبر أمالكا عامة إال إذا كانت مهيأة تهيئة خاصة
تستجيب للحاجيات التي خصصت لها.
و بذلك فإن شرط التهيئة الخاصة ضروري بالنسبة للملك العام االصطناعي.
[]Tapez ici
و من مكونات الملك العام االصطناعي يمكن أن نذكر الملك العام للطرقات و الملك العام للسكك الحديدية
والملك العام البحري االصطناعي ،كما تمثل المنتزهات الحضرية و المناطق الخضراء و المساحات
المخصصة للتجهيزات الجماعية داخل التجمعات الحضرية ملكا عاما اصطناعيا :
و يشتمل ملك الدولة العمومي للطرقات حسب الفصل 2من القانون عدد 17لسنة 1986المؤرخ في 7
مارس 1986و المتعلق بتحوير التشريع الخاص بملك الدولة العمومي للطرقات على:
" ...الطرقات المخصصة لمرور العموم و المرتبة بأحد أصناف الطرقات المعرفة بالفصل الرابع من هذا
القانون.
(الطرقات القومية ،الطرقات الجهوية ،الطرقات المحلية)
كما يشتمل أيضا هذا الملك على توابع الطرقات مثل المحالت التي تؤوي مصالح صيانة الطرقات و التالع
والخنادق و الجدران الساندة و المالجئ و مآوي السيارات و كل قطعة أرض الزمة الستغالل الطريق و
كذلك كل منقول تبعي مرتبط بها باستمرار.
و يشتمل الملك العمومي للسكك الحديدية حسب الفصل 2من القانون عدد 74لسنة 1998المؤرخ في
19أوت 1998و المتعلق بالسكك الحديدية على :
-السكة و ملحقاتها و توابعها و خاصة المحطات و المستودعات و الورشات بما في ذلك األراضي
المقامة عليها.
-العقارات المكتسبة بطريقة االنتزاع من أجل المصحة العمومية أو التفوت االختياري لفائدة السكك
الحديدية
-العقارات المسجلة أو غير المسجلة المدمجة أو المرتبة بالملك العمومي للسكك الحديدية.
و يحتوى الملك العمومي البحري االصطناعي حسب الفقرة الثانية من الفصل 2من القانون عدد 73لسنة
1995المؤرخ في 24جويلية 1995و المتعلق بالملك العمومي البحري على :
أ) المراسي و الموانئ البحرية و توابعها
ب) المنشآت المقامة لفائدة المالحة البحرية حتى و لو كانت موجودة خارج حدود الموانئ
ج) الجزر االصطناعية و التجهيزات و منشآت الحماية الكائنة بالمناطق البحرية
د) األراضي االصطناعية المعزولة عن تأثير األمواج
ه) الحصون و منشآت الدفاع األخرى المخصصة للحماية البحرية
[]Tapez ici
و على خالف ما هو األمر بالنسبة للملك العمومي الطبيعي ،فإن تحديد الملك العمومي االصطناعي ليس
في كل الحاالت مجرد إعالن عن وجوده ،و تتداخل في عديد األحيان عملية التحديد و عملية اإلدماج أو
التخصيص.
و تتمتع اإلدارة في تحديد الملك العام االصطناعي بحرية أكبر في التحديد إذ أنها من يرسم حدود الملك
حسب الحاجيات التي تقدرها ال حسب معايير تشريعية كما هو الشأن بالنسبة للملك العام الطبيعي.
و إذا أرادت الذات العمومية إدماج مال ما في الملك العام ،فعليها التعبير عن إرادتها الصريحة في ذلك
بقرار يعلن تخصيصه الستعمال العموم و يحدد بصورة واضحة الهدف من استعماله:
Un acte juridique d’affectation fixant la destination du bien
و تتمثل السلطة المؤهلة التخاذ قرار التخصيص في الذات المالكة ،و ال يمكن لسلطة اإلشراف مثال أن
تفرض تخصيصا معينا على الجماعة العمومية.
و بالنسبة للملك العام االصطناعي ،يقترن التخصيص بحصول أعمال مادية تهدف إلى تهيئة الملك
للتخصيص.
و قد يحدث أن تغير اإلدارة تخصيص الملك العمومي حسب متطلبات المصلحة العمومية ،من ذلك مثال
تحويل مسبح قديم إلى متحف نظرا لما صار يمثله من قيمة تاريخية.
من أبرز األمثلة التي يمكن التعرض إليها في خصوص تحديد الملك العمومي االصطناعي تحديد الملك
العمومي للطرقات و تحديد الملك العمومي للسكك الحديدية ،كما يمكن التعرض إلى أمثلة التهيئة العمرانية
التي تمثل شكال هاما من أشكال التحديد.
مثال التصفيف مخطط يتمثل موضوعه في إبراز حدود الملك العمومي بصورة شاملة ،حيث تتوضح من
خالله بصورة إجمالية الحدود الفاصلة بين الطرقات أو السكك الحديدية و بين العقارات المالصقة لها.
و يتم إعداد مثال التصفيف من قبل فنيين مختصين من اإلدارة و تتم المصادقة عليه بأمر ترتيبي.
بالنسبة للملك العمومي للسكك الحديدية ،يتم إعداد مثال تصفيف يحتفظ به مستغل شبكة السكك الحديدية أي
الشركة التونسية للسكك الحديدية :
باستثناء أعمال الصيانة ،ال يجوز إدخال أيه تحويرات على البنايات المشيدة على حافة الملك العمومي
للسكك الحديدية.
و يجب على كل من يريد إقامة بناية أو تحوير بناية موجودة على طول الملك العمومي للسكك الحديدية أن
يطلب مثال التصفيف من المستغل.
و بالنسبة للملك العمومي للطرقات فإن أمثلة التصفيف صنفان :خاصة و عامة
والملفت للنظر هو أن اإلدارة غير مجبرة على وضع أمثلة التصفيف الخاصة ،فالقانون يطرح إمكانية
غيابها و يضع قواعد عامة للتصفيف تمثل مثال التصفيف العام مضمنه بالفصل 12من التشريع المتعلق
بالطرقات:
" في صورة عدم توفر مثال تصفيف خاص ،يحدد تصفيف البنايات المحاذية للطرقات القومية و الجهوية
بعشرين مترا ابتداء من محورها.
يحدد هذا التصفيف بالنسبة للطرقات المحلية بخمسة عشر مترا ابتداء من محورها.
في صورة عدم توفر مثال تصفيف خاص،
يحدد تصفيف البنايات المجاذية للطرقات السيارة بأربعين مترا ابتداء من محورها.
يحدد هذا التصفيف بالنسبة للطرقات السريعة بخمسة و عشرين مترا ابتداء من محورها".
و ال يمنح المشرع لإلدارة إبان إعدادها ألمثلة التصفيف الخاصة سوى إمكانية رفع مسافات تراجع البنايات
ال تخفيضها ،و هذا ما نص عليه الفصل 13من التشريع المتعلق بالطرقات:
" يمكن ألمثلة التصفيف الخاص المصادق عليها بأمر أن تحدد تصفيفات على مسافات تفوق تلك التي
ضبطها الفصل 12من هذا القانون".
La même situation est applicable pour le domaine public ferroviaire qui
reste encore mal délimité. Quiconque longera les voies ferroviaires
remarquera l’implantation de constructions diverses à proximité des
voies.
La délimitation censée protéger le domaine public reste insuffisante.
Prévue par la législation, mais rarement appliquée. Elle n’est valable en
outre que pour le domaine immobilier de l’État et des autres collectivités
publiques. Un domaine public mal délimité rend difficile l’exercice des
servitudes administratives instituées à son profit.
فينص الفصل 12من مجلة التهيئة الترابية و التعمير على تعريف محتوياتها :
تضبط أمثلة التهيئة العمرانية على وجه الخصوص قواعد واتفاقات استعمال األراضي وتحدّد:
-1المناطق الترابية حسـب اإلسـتعمال الرئيسـي المحدد لها أو طبيعة األنشـطة السـائدة الممكن مباشـرتها
واألنشطة الواجب تحجيرها بهذه المناطق.
-2كثافة البناء المســـموح بها في كل منطقة ترابية مخصـــصـــة أو في كل جزء منها وذلك اعتبارا لطاقة
اسـتيعاب البنية األسـاسـية والتجهيزات الجماعية سـواء منها المتوفرة أو المتوقع إنجازها ولنوعية تربة تلك
المناطق وللمخاطر الطبيعية المحتملة وللعوامل البيئية...
-3رسم طرقات الجوالن المزمع المحافظة عليها أو تغييرها أو إحداثها وضبط خاصياتها.
-4مناطق حماية المعالم التاريخية والمناطق المصاااااانة والمواقع الثقافية واألثرية والفالحية والطبيعية
التي تشاااااملهاا تراتياب حمااياة أو صااا ايااناة أو إحيااء وكاذلاك المنااطق الواجاب المحاافظاة عليهاا اعتباارا
لخصوصياتها كالشريط الساحلي.
-5المواقع المخصاصاة للمنشاآت والتجهيزات الجماعية والتجهيزات ذات المصالحة العامة والمسااحات
الخضراء والساحات العمومية ،وذلك حسب جدول مرافق يتم إصداره بأمر.
-6قواعد التعمير المتعلقة بحق تركيز البنايات و بطبيعتها و بتخصـيصـها على ان تراعى فيها اإلجراءات
التي من شـانها تدعيم االندماج االجتماعي وسـط التجمعات السـكنية و االسـتعمال األفضـل لألراضـي وان
تراعى كذلك فيها الحاجيات التي تمليها الوضعية الخاصة بالمعاقين .
و يوضح الفصل 19من نفس المجلة أن المصادقة على أمثلة التهيئة العمرانية تتم بمقتضى أمر باقتراح
من الوزير المكلف بالتعمير.
يتمثل موضوع هذه القرارات في ضبط حدود عقار على ملك أحد الخواص مع الطريق العمومي.
و تكتسي هذه القرارات صبغة تصريحية ،فهي تكتفي بتطبيق مثال التصفيف الخاص أو مثال التصفيف
العام للتصريح بحدود الملك العمومي للطرقات.
و ينظم الفصل 15من التشريع المتعلق بالطرقات هذه القرارات إذ ينص على انه:
" يتعين على كل مالك يريد تشييد بناية محاذية للطريق العمومي أن يضبط مسبقا عن طريق اإلدارة
المختصة ،وطبقا لمقتضيات الفصلين 12و 13من هذا القانون التصفيف الذي يجب عليه احترامه.
تحديد هذا التصفيف ال يقوم في أي حال من األحوال مقام رخصة البناء و ال يعفي من طلبها.
هذا التحديد الذي ال يمكن رفضه ،ال يمس بحقوق الغير".
تحدد المناطق التي تقتضي إعداد مثال تهيئة عمرانية و المناطق التي تقتضي مراجعة كامل مثال التهيئة
العمرانية الذي يغطيها أو جزء منه بقرار من الوزير المكلف بالتعمير و يكون ذلك إما بمبادرة منه أو
باقتراح من الجماعة المحلية المعنية و بعد أخذ رأي المصالح الجهوية و رأي كل من الوزارة المكلفة
بالفالحة و الوزارة المكلفة بالبيئة.
و يكون اقتراح الجماعة المحلية المتعلق بطلب تحديد المناطق المعنية مصحوبا بتقرير في مبررات اإلعداد
أو المراجعة يتم ضبط عناصره و محتواه بقرار من الوزير المكلف بالتعمير
"تتولى الجماعة العمومية المحلية المعنية ،باإلشتراك مع المصالح المختصة ترابيا التابعة للوزارة المكلفة
بالتعمير ،إعداد مشاريع أمثلة التهيئة العمرانية ومراجعتها"...
• االستشارات اإلدارية
" ...ويحال مشـروع المثال بعد ذلك على المؤسـسـات والمنشـآت العمومية المعنية وعلى المصـالح اإلدارية
الجهوية ،إلبداء الرأي فيه كتابيا مع التعليل .وذلك في مدة أقصـــاها شـــهر واحد من تاريخ اتصـــالها به .
ويعتبر عدم الرد في هذا األجل موافقة ضـمنية من قبلها على مشـروع المثال الذي يحال بعد انقضـاء ذلك
األجل على الوزارة المكلفة بالتعمير للنظر فيه و إرجاعه خالل شهر من تاريخ اتصالها به"...
"...ويعرض المشروع فيما بعد على المجلس البلدي أو الجهوي ،حسب الحال ،الذي يأذن بتعليقه بمقر
البلدية او بمقر المعتمدية أو الوالية ،ليطلع عليه العموم وينشر إعالن إستقصاء في شأنه بوسائل اإلعالم
المسموعة والمكتوبة وبالرائد الرسمي للجمهورية التونسية"...
المحكمة اإلدارية ،ابتدائي ،عدد 07 ،13233/1جوان ،2010محمود الجمال و شقيقيه ضد والي نابل،
غير منشور
"حيث تمسك المدعون بعدم شرعية قرار نابل المؤرخ في 12جويلية 2003والمتعلق بالمصادقة على
مثال التهيئة العمرانية لمنطقة بلي المحطة باالستناد الى ان المصادقة تمت دون مراعاة االجراءات
المنصوص عليها بمجلة التهيئة الترابية والتعمير والتي تقتضي اعالمهم بمشروع مثال التهيئة وتمكينهم
من االعتراض عليه ،خاصة وانه لم يثبت قيام الجهة االدارية بتعليق اعالن االستقصاء حول مشروع
التهيئة بمكتب المنطقة.
وحيث يستروح من احكام الفصل 16المشار اليه من جهة اولى ،ان المشرع حدد شكل االعالم بمشروع
مثال التهيئة وصوره من خالل اذن الجماعة المحلية المعنية حسب الحال بتعليقه مقر البلدية او بمقر
المعتدية او الوالية ثم بنشر اعالن استقصاء في شانه بوسائل االعالم المسموعة والمكتوبة وبالرائد الرسمي
للجمهورية التونسية .ومن جهة ثانية فان مراعاة اجراءات االعالم بمشروع مثال التهيئة ال ينبغي ان يخرج
عن الصور المددة قانونا بموجب احكام الفصل 16المشار اليه"
" ...وخالل الشــهرين المواليين لهذا اإلجراء ،يمكن لكل من يعنيه األمر تدوين مالحظاته أو اعتراضــاته
بدفتر اإلسـتقصـاء المفتوح للغرض بمقر البلدية أو المعتمدية أو الوالية المعنية ،أو توجيه مذكرة إعتراض
بواسطة مكتوب مضمون الوصول إلى السلطة اإلدارية المعنية"...
و تعتبر المحكمـة اإلداريـة أنـه ال يمكن لإلدارة إدراج قطعـة أرض في الملـك العمومي بصـــــورة الحقـة
للمصادقة على مثال التصفيف و ذلك للمحافظة على حق المعنيين في االعتراض :
المحكمة اإلدارية ،ابتدائي ،عدد 28 ،16586أفريل ،2010نورة البحيري ضــــد بلدية القيروان ،غير
منشور.
حيـث تمســـــك نـائـب المـدعين بطلـب إلغـاء قرار رئيس بلـديـة القيروان المؤرخ في 25جـانفي 2007و
القاضــي برفض مطلبهم الرامي إلى تســييج القطعة عدد 2من أرضــهم موضــوع الرســم العقاري عدد
28543القيروان...
و حيث دفعت جهة البلدية مالحظة أن رفضـها لمطلب التسـييج مرده تبعية العقار للملك العمومي باعتباره
منصـــوصـــا عليه بمثال التهيئة العمرانية للبلدية و بخريطة المدينة و ال يناله تبعا لدلك ســـقوط الحق و ال
التقادم المكسب.
و حيـث ثبـت من خالل شــــهـادة الملكيـة المظروفـة بـأوراق الملف و تقرير االختبـار المـأذون بـه من هـذه
المحكمة أن قطعة األرض موضـوع مطلب التسـييج تشـكل جزءا من العقار موضـوع الرسـم العقاري عدد
28543القيروان الراجع بالملكية للمدعين...،
و حيـث لئن ثبـت ســـــواء من إقرار طرفي المنـازعـة أو من خالل تقرير االختبـار المـأذون بـه من قبـل
المحكمة أن محل النزاع مخصـص واقعيا كمأوى للسـيارات ،فإنه لم يثبت في المقابل أن ملكيته انتقلت إلى
الملكية المدعى عليها بأي وجه شـرعي وفق ما يقتضـيه القانون و ال أنه مخصـص بمثال التهيئة العمرانية
كمأوى للسيارات وفقا للمثال الهندسي الخاص بذلك المثال المدلى به من قبل البلدية نفسها.
و حيث أنه ال يمكن مجاراة الجهة المطلوبة بخصـوص إعادة إجراء االختبار و اعتماد مثال هندسـي بسـلم
آخر يســمح ببيان إن كان عقار التداعي مخصــصــا كمأوى من عدمه ضــرورة أن الفصــل 12من مجلة
التهيئة الترابية و التعمير ينص على أنه " :تضـــبط أمثلة التهيئة العمرانية على وجه الخصـــوص قواعد
واتفاقات استعمال األراضي وتحدّد ... :
-المواقع المخصــصــة للمنشــآت والتجهيزات الجماعية والتجهيزات ذات المصــلحة العامة والمســاحات
الخضراء والساحات العمومية"...
و هو ما يســتوجب أن يحتوي المثال الهندســي الخاص بمثال التهيئة العمرانية المصــادق عليه على جميع
المسـاحات المخصـصـة لفائدة المصـلحة العامة بما في ذلك مرابض السـيارات ،و عليه فإنه متى لم يتضامن
ذلك المثال التنصاايص على مثل تلك المساااحات ،فإنه ال يمكن إدراجها فيه إثر المصااادقة عليه باعتماد
سالم أدق و ذلك حفاظا على حقوق المعنيين به في االعتراض على مقتضاياته قبل إكساائه صايغة النفاذ
وفق ماا تخولاه لهم أحكاام الفصااااال 16من نفس المجلـة ،و قـد كـان على جهـة البلـديـة المطلوبـة إن كـانـت
تنوي برمجة مأوى بالمكان أن تعد بمناسـبة إجراءات إعداد مثال التهيئة مثاال هندسـيا بسـلم يسـمح بذلك و
قد خول لها الفصــــل األول من قرار وزير التجهيز و اإلســــكان و التهيئة الترابية المؤرخ في 3أكتوبر
1995المتعلق بضـبط الوثائق المكونة لمثال التهيئة العمرانية أن تعد خرائط بسـلم يتراوح بين 1/5000
و 1/1000و عند االقتضاء خريطة بسلم .1/10000
[]Tapez ici
• مرحلة التشاور و التعديل عبر إجراءات اإلحالة على المصالح الجهوية و المركزية
"إثر انقضــاء أجل اإلســتقصــاء ،يتولى رئيس المجلس البلدي أو رئيس المجلس الجهوي ،حســب الحال،
إحالة مشــروع المثال على المصــالح الجهوية المعنية بصــفة مباشــرة مرفقا بالمعارضــات أو المالحظات
التي يســفر عنها اإلســتقصــاء إلبداء الرأي فيها ،كما يتولى إحالة المشــروع آليا على المصــالح الجهوية
التابعة للوزارة المكلفة بالتعمير ،وإن إقتضـى الحال على المصـالح المركزية ،لتدخل عليه ،عند اإلقتضـاء،
التعديالت الضرورية لجعله متناسقا مع بقية أمثلة تهيئة المناطق المجاورة ومتالئما مع التراتيب العمرانية
الجاري بها العمل.
تبدي هذه المصــالح رأيها أو تدخل التعديالت التي تراها ،حســب الحال ،في ظرف شــهر واحد من تاريخ
إتصالها بمشروع المثال"...
يمكن أن يؤدي التصفيف إلى التأثير على المراكز القانونية ألصحاب العقارات المجاورة للملك العمومي
للطرقات ،و ذلك بشكل سلبي أو بشكل إيجابي ،إذ يمكن أن يتم التقليص من حدود الطريق العمومي أو
التوسيع في هذه الحدود.
في هذه الحالة يطرح السؤال عما إذا كانت أجزاء العقارات المجاورة للملك العمومي التي شملها التصفيف
تنتقل ملكيتها بصورة تلقائية إلى اإلدارة؟ أم أن مجرد ارتفاق تراجع يفرض عليها تمهيدا الكتسابها الحقا
من قبل اإلدارة؟
يمكننا تتبع عناصر اإلجابة عن هذا السؤال بقراءة الفصول التي تنظم هذه الحالة و المتمثلة في الفصول
16و 17و 18من التشريع المتعلق بالطرقات:
الفصل : 16يحجر تشييد البنايات الج ديدة في الجزء من األمالك التي شملها التصفيف إال أنه يمكن
الترخيص في إقامة بنايات خفيفة ال ينجر عن رفعها في حالة توسيع الطريق حق في التعويض.
الفصل : 17يرخص كذلك القيام بتحويرات في البنايات البارزة عن التصفيف أو القيام بترميمها.
إذا ما رفض مطلب الترخيص ،و باستثناء الحالة التي يقع فيها التصريح من قبل السلطة المختصة بتداعي
البناية المعنية للسقوط ،يمكن للمالك ،و في ظرف ثالثة أشهر ابتداء من تاريخ رفض مطلب الترخيص،
أن يطالب بانتزاع عقاره.
الفصل : 18تضبط الغرامة المنجرة إما بالتراضي او بحسب ما هو معمول به في مادة االنتزاع من أجل
المصلحة العمومية.
في حالة عدم االنتزاع ،يتعين على اإلدارة تسليم الرخصة المطلوبة".
االستنتاج
وتفيدنا قراءة هذه الفصول أن هناك تحجيرا واضحا يقع على صاحب العقار المجاور للملك العمومي
للطرقات-على الجزء من األمالك التي شملها التصفيف -و هو:
-تحجير تشييد بنايات جديدة.
و تنحصر حقوقه في :
-إقامة بنايات خفيفة ال ينجر عن رفعها في حالة توسيع الطريق حق في التعويض.
-و تحوير و ترميم البنايات البارزة عن التصفيف شرط الحصول على ترخيص من اإلدارة.
فهل يعبر هذا التحجير وهذه الحقوق عن أن ملكية العقار انتقلت إلى اإلدارة وبقي مالكها السابق يتمتع بحق
إشغالها مادام توسيع الطريق لم يتم بعد؟ أم أن الملكية لم تنتقل و بقي صاحب العقار مالكا له ،لكنها ملكية
مقيدة بحق ارتفاق تراجع لفائدة الملك العمومي للطرقات؟
تأتي اإلجابة انطالقا من الفصل 17الذي يعطي للمالك الحق في أن يقدم مطلبا لجهة اإلدارة النتزاع عقاره
في حال رفضت منحه الترخيص في القيام بتحوير أو ترميم البنايات البارزة عن التصفيف.
و تؤدي قراءة هذا الفصل إلى اعتبار أن صاحب العقار يبقى مالكا له حتى تلك اللحظة.
و بالتالي فإن التصفيف ليس انتزاعا و ال يؤدي إلى االنتزاع :
[]Tapez ici
و هذا ما أكدته المحكمة اإلدارية في قرار صادر عنها بتاريخ 22جانفي : 1996م .ع .ن .د .ضد
الشركة التونسية للدباغة :
" صدور قرار التصفيف ال يترتب عنه مباشرة حق المطالبة بقيمة المساحة المزمع إدماجها بملك الدولة
العمومي وإنما فقط المطالبة بغرامة الحرمان من التصرف في المساحة آنفة الذكر".
"ال يجوز المطالبة بغرامات نتيجة قرار التصفيف طالما لم يقع تحوز اإلدارة بالعقار"
وإذا فالتصفيف ال يؤدي إلى إدماج المساحات المعنية في الملك العمومي للطرقات ،بل كل ما في األمر أنه
يعبر عن أن هذه المساحات أصبحت ضرورية للمصلحة العامة و أن الدولة ستسعى في أول فرصة ممكنة
إلى اكتسابها ،و يمكننا تبني نفس التمشي في خصوص المساحات المدمجة بموجب أمثلة التهيئة العمرانية:
"بعد المصادقة على مثال التهيئة ،تتولى الجماعة العمومية المحلية المعنية او الوزارة المكلفة بالتعمير،
القيام على الميدان ،بكل اإلجراءات العملية لتحديد المناطق المخصصة للطرقات والساحات العمومية
والمساحات الخضراء والمساحات المخصصة للتجهيزات الجماعية وذلك بوضع عالمات تحديد بارزة
للعيان مع الحرص على أن ال تعرقل هذه العالمات االستغالل العادي للعقارات المعنية بعملية التحديد ،من
طرف مالكيها"...
" ...وحيث يتبين من االحكام سالف االشارة اليها (الفصل )20ان ملكية العقار ال تحول دون مباشرة
عملية تحديد الطريق المبرمج بمثال التهيئة العمرانية اال انها ال تخول في نفس الوقت ،وباي حال من
االحوال للجهة االدارية المعنية بتجاوز تثبيت حدود الطريق على نحو ما سلف بيانه الى فتحه وتهيئته
لجوالن العموم ما لم تنتقل ملكية العقار المشمول بمثال التهيئة الى االدارة ،اقتضاء بالحماية الدستورية
لحق الملكية"...
و يعني ذلك أن العقارات المصنفة ضمن الملك العام ،هي مصنفة على اعتبار ما سيكون ،فهي ستصير
ملكا عموميا إثر استيفاء إجراءات اكتسابها ،أما صدور أمر المصادقة على مثال التهيئة فيترتب عنه
"التصريح بالمصلحة العمومية لألشغال المقررة" و هذا ما نص عليه الفصل 19من مجلة التهيئة الترابية
والتعمير.
" العقارت المصنفة ضمن المناطق المخصصة للطرقات (وفق مثال التهيئة العمرانية) أصبحت مناطق
ذات مصلحة عامة ،وعليه يمكن للسلطة المعنية نقل ملكيتها لفائدتها بالتراضي أو عن طريق االنتزاع"
م.إ.اب ،.عدد 19 ،18810جوان ،2004ورثة محمد الشريف ضد رئيس بلدية قفصة*.
فإذا ما قامت اإلدارة باالستيالء على هذه المناطق دون الحصول على ملكيتها ،كان تصرفها غير شرعي
و معمرا لذمتها :
المحكمة اإلدارية ،ابتدائي ،عدد 11 ،1/19474جانفي ،2011الحبيب إدريس ضد بلدية منزل شاكر،
غير منشور.
"و حيث يقتضي الفصل ( 17جديد) من قانون المحكمة اإلدارية أن اإلدارة تكون مسؤولة عن أعمالها
اإلدارية غير الشرعية ،كما يستشف من أحكام الفصل األول من القانون عدد 38لسنة 1996المذكور
أعاله أن اإلدارة تسأل من أجل استيالئها على عقارات الخواص.
و حيث لم تنكر الجهة اإلداربة المدعى عليها وضع يدها على عقار التداعي ،كما ثبت من تقرير االختبار
المجرى في هذه القضية أنه تم استغالل مساحة 1010مترا مربعا من أرض المدعي في إطار توسيع
الطريق المبرمجة بمثال التهيئة العمرانية لمدينة منزل شاكر.
و حيث أن برمجة طريق أو مساحات مخصصة الستعمال العموم ال يكفي وحده لتخويل اإلدارة وضع يدها
على عقارات الخواص بل ال بد لها قبل ذلك من اقتناء المساحة الالزمة لذلك الغرض من أصحاب العقار
إما بالتراضي أو عن طريق استصدار أمر في االنتزاع لفائدة المصلحة العامة طبق ما يقتضيه القانون...
تحوز المدعى عليها بجزء من عقار العارض و تصرفها فيه بإحداث طريق عمومية تعبره دون أن تدلي
بما يفيد إحالته إليها بالمراضاة أو استصدار أمر انتزاع األمر الذي يصير تصرفها ذاك من قبيل االستيالء
الذي ينشئ مسؤوليتها"
و نجد في الفصلين 21و 22من مجلة التهيئة الترابية مقتضيات موازية لتلك التي نجدها في الفصول
16و 17و 18من التشريع المتعلق بالطرقات ،تمنع على المالكين القيام بإحداثات جديدة داخل أراضيهم
و ال تسمح لهم سوى بترميم البنايات الموجودة :
الفصال :21ال يجوز البناء على العقارات الكائنة داخل المناطق المحددة وفق مقتضـيات الفصـل 20من
هذه المجلة إن كانت بيضـــاء وال تحويرها لغاية تحســـين مرافقها إذا كانت مبنية ،غير انه يجوز تشـــجير
األراضـي البيضـاء الكائنة داخل هذه المناطق وكذلك ترميم البنايات الموجودة بها وتعهدها وذلك برخصـة
خاصة من السلطة اإلدارية ذات النظر.
وال يمكن بأي حال اعتبار البنايات وأشـغال الترميم أو التحوير المنجزة خرقا ألحكام الفقرة األولى أعاله،
عند تقدير غرامة انتزاع األراضـــي التي أقيمت عليها هذه البنايات أو انتزاع البنايات موضـــوع أشـــغال
الترميم او التحوير .
الفصاال :22في حالة رفض الترخيص بإجراء الترميم المشــار إليه بالفصــل 21من هذه المجلة بالنســبة
لعقار وقع التصـريح من طرف السـلطة المختصـة بأنه ينذر باالنهيار ،تصـبح اإلدارة ملزمة أما باقتنائه أو
[]Tapez ici
بانتزاعه إذا رفض مالكـه التفويت فيـه بالمراضـــــاة وأما بالترخيص في ترميمـه ،وفي الحـالة األولى يتعين
على اإلدارة اتخاذ ما يلزم من إجراءات لدفع خطر األضرار التي يمكن أن تنجر عن حالة العقار.
الحق في التعويض؟
ال ينتج الحق في التعويض عن مجرد صدور أمر المصادقة على مثال التصفيف أو مثال التهيئة العمرانية،
إذ ال تطرح مسأل التعويض إال في حال قررت اإلدارة اكتساب ملكية العقارات المعنية بالتراضي أو
بالتقاضي :
و قد أقر ت المحكمة اإلدارية حق الخواص "في التعويض عن جميع ما يمكن أن يترتب عن (مثال
التهيئة)"
المحكمة اإلدارية ،ابتدائي ،عدد 11 ،1/19474جانفي ،2011الحبيب إدريس ضد بلدية منزل شاكر،
غير منشور.
كما اعتبرت أن إحجام الخواص عن تقديم اعتراضاتهم خالل مرحلة إعداد مثال التهيئة العمرانية ال يؤدي
إلى حرمانهم من هذا الحق :
"و حيث و خالفا لما دفعت به نائبة الجهة المدعى عليها ،فإن إجراء االعتراض على مثال التهيئة العمرانية
المنصوص عليه بالفصل 16من مجلة التهيئة الترابية و التعمير إنما يتعلق بإعداد مشاريع أمثلة التهيئة
العمرانية و مراجعتها و ال يؤدي عدم اللجوء إليه من قبل المعنيين باألمر إلى حرمانهم من حقهم في
التعويض عن جميع ما يمكن أن يترتب عن ذلك المثال".
و في الفصل 17من التشريع المتعلق بالطرقات ،اعتبر المشرع أن من حق المالك مطالبة اإلدارة بانتزاع
عقاره في حال رفضت الترخيص له في القيام بأشغال الترميم الضرورية ،و أردف ذلك بتوضيح أن المالك
مستحق لغرامة تحتسب حسب القواعد المعمول بها في مادة االنتزاع ،و ذلك ما يستشف من الفصل 22
من مجلة التهيئة الترابية.