Professional Documents
Culture Documents
لغةً + بعض المفاهيم
لغةً + بعض المفاهيم
مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في علم االجتماع – تخصص تنظيم وعمل
إن احلمد و الشكر هلل الذي أعانين على إجناز هذا العمل و يسريل أموري وأمدين
بالصرب و العزمية.
يف البداية أتقدم بعظيم االمتنان و الشكر اجلزيل إىل األستاذة املشرفة الدكتورة سليماني
الكاملة على إرشاداهتا القيمة و توجيهاهتا طيلة فرتة البحث و على اهتمامها الكبري
واملتابعة املستمرة يف كل مراحل الدراسة وحرصها الشديد على امتام هذا العمل يف أحسن
صورة .
كما اليفوتين أن أشكرجلنة املناقشة اليت تكرمت و وافقت على مناقشة هذا العمل فكل
الشكر و االمتنان إىل كل من :األستاذ الدكتور بوقرة بلقاسم ،الدكتور بوقرة كمال،
الدكتور حروش رابح .
وألن الشكر هو أقل ما ميكن أن يقدم عرفانا باجلميل ال يسعين اال أن أشكر جامعة باتنة
وكل القائمني عليها ملا هلا من فضل يف امتام مشواري الدراسي و لبلوغي هذا املستوى
العلمي فشكرا جزيال و جزاهم اهلل عين كل خري .
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص فهرس المحتويات
فــهرس المحتــويـات
الصفحة المحتـــويات
فهرس المحتويات
ملخص الدراسة
فهرس األشكال
فهرس الجداول
أ_ت مقدمة
القسم األول :الجانب النظري للدراسة
عنوان الدراسة :االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص ،دراسة
ميدانية بمؤسسة صرموك للمشروبات الشرقية بوالية سطيف .
هدفت هذه الدراسة إلى كشف العالقة بين االستقرار الوظيفي و األداء الوظيفي في مؤسسات
القطاع الخاص و تقصي العوامل التنظيمية المادية ،االقتصادية و االجتماعية التي تؤثر
في هاذين المتغيرين ،ومحاولة التأكيد على أهمية الموارد البشرية بالنسبة للتنظيمات ،و
خاصة ذات الكفاءة العالية و الخبرة في منصب العمل و ضرورة المحافظة عليها بوضع
نظام للتحفيز بجميع أنواعه الن فقدان العمالة ذات الخبرات العالية يكلف التنظيم أعباء كبيرة
.حيث تم بلورة مشكلة الدراسة في التساؤل الذي مفاده :ما طبيعة العالقة بين االستقرار
الوظيفي و أداء العاملين في مؤسسات القطاع الخاص ؟
فرضية عامة هي _:إن لالستقرار الوظيفي دور فعال في تفعيل أداء العاملين في القطاع
الخاص .
_2اإلشراف المرن يساهم في تفعيل سلوك االنضباط الذاتي لدى العمال .
_4تعمل طبيعة الخدمات االجتماعية المقدمة من طرف المؤسسة على الحد من ظاهرة
التغيب العمالي .
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص ملخص الدراسة
أجريت الدراسة الميدانية بالمؤسسة الخاصة صرموك للمشروبات الشرقية بمدينة سطيف.
على عينة تكونت من 53عامل من المجتمع الكلي البالغ عدده 265عامل ،حيث شملت
العينة كل الفئات الفاعلة في المؤسسة (عمال اإلدارة و عمال اإلنتاج ) .
اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي القائم على وصف و تحليل البيانات التي تم
جمعها بواسطة المالحظة المباشرة ،المقابلة الحرة و استمارة االستبيان وبعد ما تم ترجمة
هذه البيانات الكيفية إلى بيانات كمية في شكل نسب مئوية وبعد تحليلها و تفسيرها توصلنا
إلى نتائج أهمها :
_أن االستقرار الوظيفي في المؤسسة هو ظاهري ألن العمال لديهم سلوك سلبي نحو العمل
و المؤسسة ،نظ ار لعدم حصولهم على االشباعات الكافية التي تزرع فيهم الرغبة في العمل
و تدفعهم إلى تفعيل أدائهم وحب االنتماء للمؤسسة .
_أداء العمال خالي من الفاعلية والتميز بسبب سياسة اإلكراه و أسلوب الجزاء و العقاب
الذي تضعه المؤسسة كإستراتجية للعمل .
الكلمات المفتاحية :االستقرار الوظيفي ،األداء الوظيفي ،القطاع الخاص ،العامل .
فـهرس األشكال
فـهرس الجداول
مقدمة :
شهد العالم مؤخ ار توسعا عميقا في االستثمارات االقتصادية نظ ار لتخلي معظم الدول
على االقتصاد الموجه واتجاهها نحو اقتصاد السوق ،وكون الجزائر قطعة من هذا العالم
هي أيضا تأثرت بهذا الوضع و أحدثت سلسلة من التحوالت و اإلصالحات االقتصادية
لمواكبة التطورات الدولية حيث تخلت عن النهج االشتراكي و تحولت إلى النهج الليبيرالي
واقتصاد السوق لكن إعادة هيكلة القطاع الصناعي أحدث نوعا من الخلل في سوق العمل
و خلّف تفاقما في نسبة البطالة و الستعاب هذه المشكلة فتحت الدولة المجال واسعا أمام
االستثمار الخاص كونه يعمل بآليات كفيلة على استحداث مناصب شغل المتصاص البطالة
نظ ار لحيويته و فعالية استراتجيته في العمل و توسعه في كافة المجاالت .
وفي ظل السياسة التسييرية للمالك الخاص و تنافس المؤسسات الخاصة على الفرد األكثر
كفاءة فهناك عوامل عديدة تجعل من هذا األخير يجري عملية مفاضلة للحصول على
الوظيفة التي تلبي كل متطلباته و اشباعاته النفسية ،االجتماعية و خاصة االقتصادية في
ظل المعيشية الصعبة ومستلزمات الحياة اليومية ،لذلك هو يفتش على المنظمة التي توفر
الظروف التنظيمية المالئمة من حيث عدالة األجور و الحوافز والترقية لتثير دوافعه وتمنحه
الراحة النفسية و تشعره بالرضا واألمان في محيط عمله و تنمي مهاراته وقدراته و خبراته و
توفر له المسار الوظيفي الذي يخطط لتطويره و تقدمه الوظيفي كي يتسنى له ترجمة هذه
االشباعات بأداء متميز يسهم في رفع إنتاجية المؤسسة ،ولهذا تأتي ضرورة بحث أهم
العوامل و العناصر في مؤسسات القطاع الخاص التي تحول دون شعور العامل باالستقرار
الوظيفي و تؤثر على أدائه في العمل ،و من ثم طرحنا التساؤل الذي يبحث في حقيقة هذه
المشكلة التنظيمية و الذي هو :ما طبيعة العالقة بين االستقرار الوظيفي و أداء العاملين
في مؤسسات القطاع الخاص ؟
وللبحث في هذا الموضوع عمدنا إلى خطة بحث شملت جانبين ،الجانب األول يتعلق
باإلطار النظري و التصوري للدراسة يشمل مناقشة و تحليل التراث السوسيولوجي الذي
تضمن أبعاد الظاهرة البحثية حيث قسمناه إلى أربعة فصول جاءت على الترتيب :
أ
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص المقدمة
احتوى هذا الفصل محاولة الفصل األول :و يتناول " اإلطار المفاهيمي للدراسة "
سوسيولوجية لصياغة المشكلة البحثية التي تضمنت سؤال االنطالق و تلته فرضيات الدراسة
و مؤشراتها كما تطرقنا إلى أهم المبررات العلمية و العملية الختيار هذا الموضوع و
األهداف المبتغاة من البحث فيه ،كما تم استعراض ما توفر لدينا من تراث نظري ميداني
عالج هذا الموضوع .
الفصل الثاني " :مفاهمات الفكر السوسيوتنظيمي لالستقرار الوظيفي " و تم فيه تناول
التراث السوسيوتنظيمي المتعلق بظاهرة االستقرار الوظيفي و مساهمات الفكر اإلداري فيها ،
و البعض من مظاهر االستقرار و الالاستقرار في العمل ،و أهم المصطلحات المرتبطة
باالستقرار الوظيفي كذلك تضمن مجموعة من محددات ،عوامل و أهمية االستقرار الوظيفي
و آخر عنصر جاء فيه االستقرار الوظيفي للمؤسسة .
الفصل الثالث :عنوانه " دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي " تمت فيه معالجة متغير
األداء الوظيفي حيث تطرقنا إلى أهم المفاهيم المرتبطة به وسلسلة النظريات التي ساهمت
في دراسته ،باإلضافة إلى العناصر المكونة له و أهم العوامل المؤثرة في أداء العاملين و
كيفية تقييم هذا األداء و مختلف األساليب المستعملة في هذه العملية كما تضمن آخر
عنصر العالقة بين متغيري الدراسة االستقرار الوظيفي و األداء الوظيفي ,وانتهى هذا
الفصل كسابقيه بخالصة .
بينما الفصل الرابع :كان بعنوان " مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر"
تطرقنا في هذا الفصل إلى كرونولوجيا تطور القطاع الخاص الجزائري ،
ظروف نشأته و أهم المراحل التي مر بها إلى أن وصل للمرتبة االقتصادية التي هو عليها
اآلن في االقتصاد الوطني ،باإلضافة إلى موقعه من اإلطار التشريعي الج ازئري ،كما تمت
اإلشارة إلى خصائص و مميزات هذا القطاع و مساهمته الفعالة في التنمية الوطنية و دوره
في التشغيل و في األخير عرضنا مجموعة من المعوقات التي تحول دون تطور هذا القطاع
.
ب
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص المقدمة
" حيث انصب الفصل الخامس:على توضيح المنهجية البحثية و كان تحت عنوان
و الوصف التام " و فيه عملنا على التعريف اإلجراءات المنهجية للدراسة الميدانية
لمجاالت الدراسة و المنهج المستخدم في جمع و تحليل البيانات سواء النظرية أواالمبريقية و
مجموعة األدوات التي تم من خاللها جمع هذه البيانات وأهم التقنيات واآلليات التي تم
توظيفها فضال عن تحديد مجتمع ممثل للمجتمع الكلي الكيفية التي تم من خاللها اختيار
هذه العينة .
بينما تناول الفصل السادس و األخير :قراءة سوسيو تنظيمية لنتائج الدراسة فمن خالله
تمت ترجمة البيانات الكمية إلى بيانات كيفية في صورة نسب مئوية ألجل تحليلها وتفسيرها
والخروج بالنتائج العامة للدراسة ،بحيث تم مناقشاتها في ضوء فرضيات الدراسة ،التراث
النظري و الدراسات السابقة و األهداف المرجوة من البحث ،و أخي ار عرضنا النتيجة العامة
التي هي بمثابة اإلجابة على التساؤل الرئيسي إلشكالية الدراسة واستوفينا البحث بخاتمة
عامة .
ت
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
الجانب النظري
للدراسة
1
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
تمهيد
_ 1إشكالية الدراسة
_2فرضيات الدراسة
_4أهداف الدراسة
خالصة
2
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
تمهيد
من المعلوم أن علم االجتماع ال يهتم بوصف الظواهر السوسيولوجية بقدر ما يحاول اكتشاف و
شرح أسباب وجودها و تفسير العالقة القائمة بين العوامل المؤثرة فيها و معاينة التغيرات التي
تط أر عليها وتفسيرها تفسي ار علميا ،و لهذا تقتضي عملية البحث العلمي السير وفق قواعد علمية
و عملية عقلية من أجل الوصول إلى البيانات الموضوعية المترابطة ضمن تسلسل منطقي في
خطوات منهجية و لهذا تضمن الفصل األول موضوع الدراسة و فيه تم تحديد اإلشكالية ،
صياغة الفرضيات ،أسباب و مبررات اختيار الموضوع و أهميته العلمية والعملية و األهداف
المبتغاة من البحث كما ضم تحديد المفاهيم األساسية للدراسة وفي األخير أدرجنا مجموعة
الدراسات السابقة التي عالجت هذه الظاهرة كي يتسنى لنا تكوين خلفية نظرية عن الموضوع .
3
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
في ظل التوجهات العالمية المتزايدة نحو تفعيل نظام السوق بدأ العديد من دول العالم -
سواء المتقدمة منها أو النامية -في تقسيم األدوار بين السلطة و آليات السوق .و الجزائر على
غرار هذه الدول فتحت المجال واسعا أمام االقتصاد الحر ،فالمعروف أن االقتصاد الجزائري
وجد نفسه حبيس عدة اضطرابات مثل :انخفاض معدل النمو االقتصادي وانخفاض معدالت
االستثمار و تقلص مناصب العمل و التصاعد المستمر لمعدل التضخم و الركود في جميع
االتجاهات ...إلى غير ذلك من المؤشرات السلبية .ونتيجة هذه المعطيات أدركت الدولة
الجزائرية أن االقتصاد الموجه ليس هو السبيل في إحداث التنمية مقارنة بما أثبته الواقع من عدم
نجاعة األساليب التنظيمية التي يعتمد عليها القطاع العام و اآلثار السلبية على المردودية و
الفعالية اإلنتاجية رغم ما تنفقه الدولة دون الوصول إلى تحقيق األهداف االقتصادية و
االجتماعية التي تتناسب مع حجم االستثمارات .
و لهذا وجدت الجزائر نفسها في حاجة إلى فتح المجال أمام القطاع الخاص بشكل أوسع ودمجه
ضمن مخططات التنمية من أجل النهوض بالبالد بعد ما كانت تستبعده من العملية االقتصادية
و تضع له الحواجز .إن فتح مساحة أوسع أمام القطاع الخاص لم يكن عبثا و إنما نتيجة
ضغوط مالية و اقتصادية و اجتماعية شهدتها الدولة الجزائرية على المستويين الداخلي و
الخارجي مما أثقل كاهلها خاصة في الفترة التي أعقبت األزمة النفطية في عام 6891و ما
تبعها من مشاكل اقتصادية و اجتماعية و حتى سياسية .
ولهذا رفعت الجزائر شعار التحدي لضرورة النهوض بالتنمية الشاملة في كافة المجالت ،وكان
عليها إيجاد آليات تسمح لها بتضافر جهود كال القطاعين ألن مهمة التنمية صعبة كما أنها
أصبحت مرهونة و مرتبطة بالمحيط الدولي ويجب أن تكون فعالة بالشكل الذي يسمح بمواكبة
االقتصاد العالمي و مسايرة التغيرات و المستجدات التي أفرزتها البيئة الدولية.
وما يجب عمله في هذه الحالة هو تغيير استراتجية التسيير و إيجاد الصيغة التي تسمح بهذا
التحدي و ضرورة عمل القطاعين جنبا إلى جنب لتكون عالقة تكامل بينهما .فلقد أثبتت التجربة
أن الطريق نحو التنمية يمر حتما عبر المؤسسات االقتصادية الفعالة و التعامل بالميكانيزمات
الحقيقية القتصاد السوق و ذلك من خالل التحكم في أساليب التسيير و اإلنتاج واالستعمال
العقالني للموارد المتاحة و هذه الميزة نجدها في مؤسسات القطاع الخاص ،عكس مؤسسات
4
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
القطاع العام التي تعاني من ضعف في فعالية األداء نتيجة التخطيط السيئ ونقص المهارات
اإلدارية و غياب الرقابة و التجاهل الكلي الحتياجات السوق و المستهلكين رغم االمتيازات و
الصالحيات التي تقدم له .وال يتم هذا التسيير الفعال إال في وجود كفاءات عالية يتم البحث
عنها بكل دقة الستقطابها و تشغيلها لالستفادة من خبراتها و إمكانياتها مهما ارتفعت تكلفتها إذن
فالقطاع الخاص هو دائم البحث عن الموارد البشرية ذات المميزات الخاصة ليستطيع بها مواكبة
التطورات الحاصلة في السوق العالمية .
وهذه الحركية و الدينامية التي يتميز بها هذا القطاع تستدعي التغيير الدائم سواء على مستوى
وسائل اإلنتاج أو على مستوى الموارد البشرية وهذا طبعا حسب ما يتطلبه نوع التحديث ،لكن
هذه الحركية الدائمة على مستوى المؤسسات المنتمية للقطاع الخاص يترتب عنها أثار جانبية
سلبية ،فالعامل تحت هذه الظروف يصبح يعاني من ضغط دائم جراء سوء التكيف مع محيط
العمل وسرعة وتيرة الدوران الداخلي للعمل و تغير الدور فالعامل كلما تأقلم مع نمط معين في
العمل يتم تغييره و بالتالي يولد لديه الكثير من مظاهر االستياء ألن التغيير المتكرر في محيط
العمل يعمل على عدم تركيز العامل في أداء دوره بفاعلية ،خاصة إذا لم يكن هذا التغيير
مصحوبا بتكوين مرافق لهذا النمط الحديث في محيط العمل .ألن كفاءة أداء العاملين في أي
منظمة تمثل مطلبا أساسيا ألنها تعد الناتج النهائي الذي تسعى إلى تحقيقه جميع المنظمات وهو
مؤشر يدل على نجاح المنظمة أو فشلها ،كما أن الرقي بمستوى األداء الوظيفي للعاملين يتوقف
على عدة عوامل منها :عوامل شخصية و عوامل تنظيمية ،و عدم اهتمام المنظمة بهذه
العوامل يؤدي إلى بروز عدة سلوكات سلبية لدى العاملين و لعل من أبرزها ظاهرة ترك العمل و
االنسحاب من المنظمة ،فهذا التسرب في العاملين يكلف المنظمة خسائر جمة تتمثل في فقدان
الخبرات التي صنعتها و أهلتها و التي تتميز بالمرونة و المعرفة الكاملة لكافة جوانب العمل و
تشبع بثقافة هذه المؤسسة .و من جهة أخرى ربما يشكل هذا خطر على هذه المنظمة ألن هذه
الفئة من العمال المنسحبين يصبحون مطلوبين لدى منظمات أخرى منافسة تعمل على
استقطابهم بتقديم حوافز مغرية تلبي متطلباتهم و احتياجاتهم و تكون بذلك هذه المنظمة التي
تهاونت في المحافظة على مواردها البشرية ألحقت الضرر بنفسها.
5
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
و لذلك فإن المنظمة الفعالة هي التي تأخذ بعين االعتبار حاجات أفرادها تماما كما تعتني
بالحاجات المادية للتنظيم بوضع قواعد و أسس تنظيمية واضحة و موضوعية للسلوك و األداء و
المسار الوظيفي كما يتوجب عليها وضع نماذج لقياس األداء و اإلنجازات و التعرف على نواحي
القوة و الضعف لدى العاملين لتحديد قيمة العائد لقاء العمل المنجز ،ألن العامل دوما يجري
عملية مقارنة بين ما كان يتوقعه من العمل و المنفعة التي حصل عليها فعليا فهذه المفاضلة بين
البدائل المختلفة و المطروحة في سوق العمل و التي تحقق له العائد المتوقع والمطابق لمتطلباته
و الذي يشبع طموحه و يعمق شعوره بقدراته و أهميته تؤدي إلى رفع مستوى رضاه عن العمل و
قناعته به و بالتالي يزيد من كفاءته و التزامه نحو عمله بما يحقق له االستقرار و األمان
الوظيفي و التمتع بأكبر قدر من التركيز في العمل و عدم التفكير في تركه نتيجة عدم إشباع
الحاجات المادية و المعنوية و االجتماعية و النفسية لديه و يرى البعض من الباحثين أن
االستقرار الوظيفي هو محصلة عناصر يتصور الفرد أن يحصل عليها من عمله تتمثل في
المعادلة التالية :االستقرار الوظيفي يساوي الرضا الوظيفي هذا األخير الذي يتمثل في الرضا
عن األجر ،الرضا عن محتوى العمل ،الرضا عن فرص الترقية ،الرضا عن اإلشراف ،
الرضا عن جماعة العمل ،الرضا عن ساعات العمل باإلضافة إلى الرضا عن ظروف العمل .
إذن االستقرار الوظيفي مرتبط باالشباعات التي يحصل عليها الفرد من الوظيفة التي يشغلها
وبالتالي فبقدر ما تمثل هذه الوظيفة مصدر إشباع أو منافع كبيرة له بقدر ما يزيد رضاه عن هذه
الوظيفة و يزداد بالتالي تمسكه بها وارتباطه بها ما يرفع من مستوى أدائه و يشجعه على
المبادأة و االبتكار و هذا النوع من التسيير نجده في مؤسسات القطاع الخاص فهي تشجع
التعامل بنظام الحوافز عكس مؤسسات القطاع العمومي الذي يعيبه غياب المحفزات فهو ال يفرق
بين عامل منتج أو غير منتج في حين قد تمنح مؤسسات القطاع الخاص مكفئات للعامل في
حال استطاع أن يرفع من دخل المؤسسة .و من هذا المنطلق تتبلور إشكالية بحثنا و تتلخص
في السؤال الرئيسي الذي مفاده :ما طبيعة العالقة بين االستقرار الوظيفي و أداء العاملين في
مؤسسات القطاع الخاص ؟
الفرضية هي إجابة مؤقتة على أسئلة االنطالق و التي تقوم على أساس افتراضي -استنتاجي
تؤكدها فيما بعد مرحلة التجربة الميدانية ( )F , DEPELTEAU , 2007,162و لهذا فهي
خطوة لها دور جوهري في البحث العلمي إذ يتم االنتقال بفضلها من الجانب التجريدي إلى
الجانب الملموس للطريقة العلمية كما تساعد على ترتيب الحقائق و تصنيفها بشكل منطقي
وتكشف عن العالقة بين المتغيرات المراد دراستها سببا و نتيجة فضال عن أنها تساعد الباحث
على جمع الوسائل النظرية و الميدانية التي يحتاجها بحثه و بالتالي هندسته و وضع تصميم
أولي ،و لذلك من الضروري أن نبني مجموعة من الفرضيات كتفسيرات مسبقة لحل إشكالية
موضوعنا الذي يبحث في طبيعة العالقة بين االستقرار الوظيفي و األداء الوظيفي لدى العاملين
في القطاع الخاص و لإلجابة عن هذه اإلشكالية نقترح جملة من الفرضيات هي:
_ إن لالستقرار الوظيفي دور فعال في تفعيل أداء العاملين في القطاع الخاص .
انطالقا من الفرضية العامة و استنادا إلى حيثيات الدراسة عمدنا إلى استنباط أربعة
فرضيات فرعية نهدف من خاللها تغطية جميع جوانب الموضوع و التوصل إلى فحص متغيرات
الدراسة فجاءت الفرضيات الفرعية كاآلتي :
_2اإلشراف المرن يساهم في تفعيل سلوك االنضباط الذاتي لدى العمال .
_4تعمل طبيعة الخدمات االجتماعية المقدمة من طرف المؤسسة على الحد من ظاهرة التغيب
العمالي .
مؤشرات الدراسة:
7
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
-نظام التدرج المهني – عملية اإلشراف – الظروف الفيزيقية – نظام الخدمات االجتماعية
المقدمة من طرف المؤسسة .
و للحكم على فعالية األداء في القطاع الخاص اخترنا المؤشرات التي تدل على فعالية
األداء من عدمه وهي كمايلي :
تستمد هذه الدراسة أهميتها من أهمية االستقرار الوظيفي في مؤسسات القطاع الخاص و
لما له من تأثير على األداء الوظيفي للعاملين في هذا القطاع و الدور الذي يلعبه في تحقيق
التنمية االقتصادية و االجتماعية لكونه الشريك الفعال في دعم عملية التنمية و باعتباره ركيزة
أساسية للمؤسسات و موظفا رئيسيا للعمالة الوطنية .كذلك للدور الكبير الذي يلعبه االستقرار
الوظيفي داخل مؤسسات هذا القطاع و تأثيره على الدافعية للعمل لسير العملية اإلنتاجية حيث
تكمن أهمية االستقرار الوظيفي داخل المؤسسة في كونه يحقق الوالء و االنتماء للمؤسسة وهو
عادة يقلل من دوران العمل و يزيد من إنتاجية العامل ويشعره بالعدالة و المساواة و يحقق له
قيمة اجتماعية داخل المؤسسة و خارجها .
أ_ األهمية العلمية :حسب ما توفر لدينا من كتابات في هذا الموضوع تعتبر هذه الدراسة من
الدراسات القليلة التي جمعت بين هذه المتغيرات ،فمجموعة الدراسات التي اطلعنا عليها موجهة
إلى العامل مباشرة للتعرف من خالله على األسباب التي تجعله غير مستقر في عمله و ذلك من
جانب واحد فقط كالجانب النفسي أو المادي أو االقتصادي ولم تحدد أي قطاع اقتصادي ينتمي
8
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
إليه هذا العامل ،عكس هذه الدراسة فهي ركزت على العامل في مؤسسات القطاع الخاص لما
لهذه المؤسسات من ميزات خاصة في تعيين و استقطاب العمالة ،مما سيعطي هذه الدراسة
طابعها الخاص و أهميتها العلمية و خاصة و نحن في مرحلة االقتصاد الحر و سيطرة القطاع
الخاص على معظم المجاالت و المكانة التي تعطيها الدولة الجزائرية لهذا األخير في حل مشكلة
البطالة .
ب_ األهمية العملية :من المتوقع أن تخرج هذه الدراسة بنتائج و توصيات مفيدة تساعد الجهات
المعنية على و ضع خطط سليمة إلدارة و تخطيط الموارد البشرية و إيجاد الحلول المناسبة للحد
من هدر هذا المورد و الحفاظ عليه و الرفع من رضاه الوظيفي ألجل فعالية أدائه و زيادة انتمائه
ووالئه للمؤسسة التي ينتمي إليها .فعدم االستقرار الوظيفي تترتب عنه مشاكل جمة من بينها
النفقات الباهظة من اجل إحالل العاملين الذين تركوا مناصب عملهم وما يتطلبه ذلك من إعادة
تأهيل و تدريب للعاملين الجدد باإلضافة إلى اإلرباك الذي تقع فيه المؤسسة جراء هذا االختالل
في مخططاتها مما يضعف من نموها و تطورها .
لذا ستسعى هذه الدراسة بإذن اهلل تعالى إلى مساعدة أصحاب القرار في التعرف على أهم
العوامل التي تعيق استقرار العاملين و تحد من أدائهم الوظيفي و ذلك بمعالجتها و أخذ
االحتياطات الالزمة للمحافظة على أهم مورد في المؤسسة.
أ_ سبب ذاتي :يتمثل في الرغبة الشخصية لدراسة الموضوع وتعميق معارفنا حوله بمحاولة
الكشف عن هذه الظاهرة عن قرب و في الواقع المعيش و التطرق لمختلف عوامل االستقرار و
الالاستق ارر الوظيفي ومدى تأثيرها على أداء العامل في القطاع الخاص و كذا الكشف عن
9
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
المسببات المختلفة لرضا العمال من عدمه و مجموع العوامل التي ترفع من معنوياتهم و تزيد من
والئهم التنظيمي .
ب_ سبب موضوعي :يعتبر االستقرار الوظيفي ذو أهمية بالغة للعامل و المنظمة معا ،بحيث
تتمحور معظم سياسات إدارة الموارد البشرية في المؤسسات المختلفة حول الوسائل المتنوعة التي
يمكن من خاللها اختيار أفضل األفراد للقيام بالعمل ،لكن غياب الشعور بالرضا و األمان لدى
الفرد العا مل تجاه نفسه و وظيفته و المنظمة التي يعمل بها حالة يعاني منها الغالبية الساحقة
من العاملين في القطاع الخاص ،ألن جلب المال و تعظيم األرباح يعد من أهم أولويات
أصحاب و مديري هذه المؤسسات ،أما قوانين العمل و األنظمة ذات العالقة بالعامل فهي آخر
اهتماماتهم ،و في ظل تنافس الشركات على الفرد األكثر كفاءة فان هناك فرص متعددة تصبح
أمام هذا األخير لالنتقال إلى منظمة أخرى تشبع رغباته و تلبي متطلباته وربما يكلفه هذا أداء
منخفض عن المنظمة التي غادر منها أو العكس تماما .
فمن أجل دعم عملية االستقرار الوظيفي للعاملين تأتي ضرورة بحث أهم عوامل و عناصر عدم
االستقرار الوظيفي لألفراد في مؤسسات القطاع الخاص .
تسعى هذه الدراسة إلى اإلجابة عن التساؤالت األنفة الذكر لكشف العالقة بين االستقرار الوظيفي
و األداء الوظيفي لدى العاملين بمؤسسات القطاع الخاص و ذلك من خالل :
-6التعرف على اإلستراتجية التي من خاللها تقوم المنظمات و خاصة منظمات القطاع
الخاص للمحافظة على االستقرار الوظيفي لرأسمالها البشري لالستفادة منه بشكل أفضل ،
والتعرف على أهم العوامل التنظيمية المادية ،االقتصادية و االجتماعية التي تؤثر بشكل مباشر
على استقرار العاملين فيها.
10
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
-2محاولة التأكيد على أهمية الموارد البشرية بالنسبة للتنظيمات ،و خاصة ذات الكفاءة
العالية و الخبرة في منصب العمل و ضرورة المحافظة عليها عن طريق و ضع نظام للتحفيز
بجميع أنواعه الن فقدان العمالة ذات الخبرات العالية يكلف التنظيم أعباء كبيرة .
-4تشخيص أهم الصعوبات و العراقيل التي تقف حائال أمام العمال من جهة و أرباب العمل
من جهة أخرى في تحقيق األهداف المرجوة من العملية اإلنتاجية دون أن يتنازل كل طرف على
متطلباته .
إن لتحديد المفاهيم و المصطلحات أهمية كبيرة في البحوث العلمية ،إذ انه ال ينبغي
تجاوز تحديدها و من األهمية أن نشير إلى أن الكثير من المفاهيم تتحدد معانيها و تتشعب
دالالتها و هي التي تتطلب التحديد ( ف ،دليو و آخرون ) 84 ،6888 ،ليسهل على القارئ
إدراك المعاني و األفكار التي يريد الباحث التعبير عنها و لهذا وجب تحديد مجموعة المفاهيم
األساسية في هذه الدراسة و هي كمايلي :
التعريف اللــغوي :االستقرار جاء بمعنى متانة ،رسخ ،صالبة ،ثبات ،دوام ( س ،إدريس ،
ر ،البعلبكي . ) 89، 6881 ،و استقر بالمكان أي أقام به و االستقرار هو الثبوت و اإلقامة
و الهدوء و السكون ( األداء .) 39 ، 6889،
التعريف االطصطالحي :يقصد باالستقرار الوظيفي " إشعار العامل على الدوام باألمن والحماية
في عمله و العمل على تحرره المعقول من الخوف مادامت اإلجراءات التي اتخذت لتقديمه
سليمة الخطوات و كان إنتاجه ال يدعو للقلق ،لذلك يجب أن ينتهز المسؤولون الفرص في كل
مناسبة إلشعار العامل باألمن و الراحة و ضمان استق ارره عن طريق تحفيزه و حريته النقابية و
أمنه الصناعي و ترقيته " ( أ ،عبد الواسع . ) 96 ، 6893 ،
11
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
أما حبيب الصحاف فيعرف االستقرار الوظيفي أنه " :استقرار الموظف في الوظيفة و يتبين
من معدالت البقاء في العمل ،و تحسب المنظمات متوسط العمر الوظيفي للعاملين لديها لتحديد
معدالت االستقرار الوظيفي و تعمل على تكريسه " ( ح ،الصحاف .) 18، 6889 ،
أما السيد شتا فيرى " االستقرار يرتبط بمستوى الرضا المهني للعامل فالعامل الذي ال يشعر
بالرضا و الراحة في عمله يحاول دائما تغييره و يعتبر الغياب عن العمل مظهر من مظاهر عدم
االستقرار المهني" ( ا ،شتا . ) 344 ، 6889 ،و بالنسبة لمحمد علي محمد فاالستقرار في
العمل " هو درجة ارتباط األعضاء بالتنظيم و توحدهم به و تمثلهم ألهدافه وادراكهم لفرص التقدم
المتاحة أمامهم " ( م ،محمد . ) 224 ، 6891 ،
ويعتبر استقرار الموظف أحد األصول العامة لإلدارة عند هنري فايول و يقصد عنده " بقاء
الموظف في عمله و عدم نقله من عمله آلخر وينتج عن تقليل نقل الموظفين من وظيفة ألخرى
فعالية أكثر و نفقات أقل" ( س ،الشوبكي . ) 46 ، 2001 ،
و تعريف آخر يرى أن االستقرار الوظيفي يعني " قد ار جيدا من توافر الكفاية الالزمة لسير العمل
و الثبات و األمان للمؤسسة و للعاملين بها بما يضمن سير العمل بالمؤسسة و عدم تعرضه
للتقلبات أو الهزات المختلفة " ( ر ،الديب . ) 94 ، 2001 ،
ويشير االستقرار الوظيفي إلى استم اررية الوظيفة كهمزة وصل بين األجير و المؤسسة وانقطاع
الصلة يكون لسببين :
* أو من طرف المؤسسة عند انتهاء مدة العقد ( . )J, DOLORS , 2005 , 8
التعريف اإلجرائي :وبدورنا نضع تعريفا إجرائيا لالستقرار الوظيفي بما يتناسب مع هذه
الدراسة وهو كمايلي :االستقرار الوظيفي " :هو تمتع العامل بأكبر قدر ممكن من التركيز في
العمل و عدم تركه لتوفر مجموعة من الضمانات مقدمة من طرف المؤسسة ،متمثلة في
اإلشباع المادي و المعنوي و االجتماعي و النفسي للعامل " .
12
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
التعريف اللــغوي :أدى ،تأدى ،األداء إيصال الشيء إلى المرسل إليه و األداء بمعنى القضاء
أي أدى ما عليه من دين ( المنجد في اللغة و اإلعالم . )36 ،6891 ،
و أدى الشيء أي أوصله و االسم األداء و هو أدى األمانة منه ،فالن أحسن أداء ،أدى دينه
أي قضاه ،أدى فالن األمانة ،أدى ما عليه تأدية و أداء ( ابن منظور ،دس . ) 39،
و في قاموس الشامل يقابل لفظ أداء ،انجاز ،فعالية و له معنيين :الطريقة التي يتم بها الفعل
أو المهمة .مقدرة الشخص العامة التي تؤثر في مجموعة من المراقبين المتواجدين بصورة
مستمرة مناسبة معينة (م ،الصالح . ) 382 ، 6888 ،
و األداء هو انجاز لمهمة أو دور و هو في المجال اإلداري تنفيذ مبرمج لخطة عمل تستلزم
القيام بعدة وظائف متكاملة و تتحدد بموجبها شروط األداء – الواجبات والمسؤوليات ( -خ،
خليل . ) 28-29 ، 6881 ،
التعريف االطصطالحي :يرى أحمد صقر عاشور األداء هو " قيام الفرد باألنشطة و المهام
المختلفة التي يتكون منها عمله " ( أ ،عاشور . ) 10 ، 6893 ،
و تعريف آخر يرى أن عنصر األداء يمثل المقياس األساسي للحكم على فعالية األفراد
والجماعات و المنظمات ...و يستخدم إلبراز نقاط القوة و الضعف في األفراد والجماعات و
المنظمات زيادة على ذلك يمكن أن تصلح تقييمات األداء كأساس للحوافز و العقاب والتغيير
و التطوير ،و إلجراء تغيرات في تركيبة المنظمة و لتصميم الوظائف "
ويعنى باألداء قيام الفرد باألنشطة و المهام المختلفة التي يتكون منها عمله
ويعرفه مصطفى عشوي على أنه هو" أي نشاط أو سلوك يؤدي إلى نتيجة ،و خاصة السلوك
الذي يغير المحيط بأي شكل من األشكال " ( م ،عشوي . ) 244 ، 6882 ،
13
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
و ناصر محمد العديلي يعرف األداء أنه هو " فعالية سلوك الموظف ،و األداء يتأثر بعدة
عوامل و من خالل فرص عديدة ،فالسلوك الواحد نفسه قد يصدر عنه أداء و انجازات مختلفة
لذلك فمراقبة هذا األداء أو االنجاز و التحكم به تكون صعبة " ( ن ،العديلي ) 68 ،6883 ،
.
أما علي غربي فاألداء عنده" يرتبط بالمجهود الذي يبذله كل فرد في المؤسسة ،و في نفس
الوقت يعبر على المستوى الذي يحققه هذا الفرد من ناحية كمية و جودة العمل المطلوب أوالوقت
المحدد للقيام به " ( ع ،غربي . ) 630 ، 2009 ،
و تعريف آخر يرى األداء انه األساس الذي من خالله يتم الحكم على فعالية األفراد والجماعات
و المؤسسات و يقصد به من زاوية أخرى انجاز هدف أو أهداف المؤسسة " ( ك ،بربر ،
) 692 ، 2009و صالح بن نوار يحدد مفهوم األداء على أنه " األثر الصافي لجهود الفرد
التي تبدأ بالقدرات و إدراك الدور أو المهام و يعني هذا أن األداء في موقف معين يمكن أن
ينظر إليه على أنه ناتج للعالقة المتداخلة بين كل من الجهد ،القدرات ،إدراك الدور أو المهام "
( ص ،بن نوار . ) 86 ،2060 ،
التعريف اإلجرائي :و من مجموعة التعريفات السابقة يمكن صياغة تعريفا إجرائيا لألداء :
األداء هو " :تنفيذ العامل ألعماله و مسؤولياته التي تكلفه بها جهة عمله ،و يتكون األداء من
عدة عناصر هي المعرفة بمتطلبات الوظيفة ،نوعية العمل و كمية العمل .و يتحدد بتفاعل
وامتزاج دافعية العامل قدراته و إدراكه لدوره " .
التعريف اللــغوي :الوظيفة هي ج وظائف بمعنى المنصب ،العمل في شركة أو دائرة أومؤسسة
مقابل أجر (األداء . )139، 6889،أما في المنهل فالوظيفة هي وحدة عمل تحتوي على
أنشطة متشابهة في التعقيد تم تجميعها مع بعضها في المضمون و الشكل و يمكن أن يؤديها
موظف واحد أو أكثر ( س ،ادريس .) 20 ، 2001،
14
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
وفي معجم المصطلحات االجتماعية فلفظ الوظيفة متعدد االستعماالت و الدالالت ففي
الرياضيات تعني دالة و في علم األحياء استعملها برنارد بمعنى توليد" وظيفة توليدية سكرية " و
في علم السياسة و علم التنظيم استعملت بمعنى منصب ،قيادة ؛ أما في علم االجتماع فلها
نفس المعنى (خ ،خليل . ) 400-388 ، 6881 ،و في معجم اللغات وظيفة ،عمل ،مهنة
كلها بمعنى واحد ،أي قام بوظيفة ( ج ،السابق . ) 431، 6891 ،
أما المهنة ج مهن و هي العمل الحذق في العمل و الخدمة ( األداء .) 192، 6889 ،
التعريف االطصطالحي :يعد مفهوم الوظيفة من المفاهيم التي يجدر بنا توضيحه في دراستنا هذه
،فكثي ار ما نالحظ خلطا كبي ار بين مفهوم الوظيفة ،المهنة ،المركز و المنصب .
يحتل مفهوم الوظيفة مكانا كبي ار في علم االجتماع المعاصر حيث استخدم أوال من طرف
االنثروبولوجي ين اثر مالينوفيسكي من أجل تحليل المجتمعات ثم عمم فيما بعد بواسطة ميرتون
( م ،دوفرجيه . ) 689 ،2006 ،حيث يقول ميرتون MERTONأن كلمة وظيفة
استخدمت بخمسة معاني مختلفة على األقل ،مما أدى إلى إساءة استعمالها في علم االجتماع
.
فهناك أوال " الوظيفة " كما تستخدم في الحياة اليومية لإلشارة إلى النشاط االجتماعي و هناك
ثانيا "الوظيفة " بمعنى المهنة أو العمل و تستخدم "الوظيفة " ثالثا في العلوم السياسية و يقصد
بها النشاط المتعلق بمركز اجتماعي معين و هناك رابعا "الوظيفة" كما تستخدم في الرياضيات
لكي تشير إلى أحد المتغيرات في عالقته بمتغير آخر أو أكثر ،و االستخدام الخامس لكلمة
"وظيفة" فهو الذي يحتل مكانا مركزيا في التحليل الوظيفي في علم االجتماع و االنثروبولوجيا و
هو مستعار بشكل صريح من العلوم البيولوجية حيث يشير إلى العمليات العضوية أوالحيوية و
تم تطبيق مفهوم الوظيفة على علم االجتماع أساسا عبر اعتماده المعنى الذي أعطاه إياه علماء
األحياء .كما نسجل في هذا الصدد مناداة هربرت سبنسر بمبدأ المماثلة العضوية وتشبيهه
للمجتمع بالكائن الحي ( ع ،غربي . ) 98، 2009 ،
15
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
EMILE DURKHIEMهو أول من قام ويذهب راد كليف براون إلى أن إميل دوركايم
بصياغة منهجية لهذه المماثلة بين المجتمع و الحياة العضوية و أنه أقام نظريته على أساس
الوظيفة ( أ ،زايد . ) 96 ، 2066 ،
أما في التنظيمات فيعتمد مصطلح وظيفة على كيف ومتى ومن يستخدم هذا التعريف ؟ فهي
عادة تستخدم كمرادف لكلمة المهنة و المركز ،و الوظيفة يقوم بها أكثر من فرد أما المركز ال
يشغل إال بفرد واحد فقط ،فالمنظمة قد يكون لديها شخصان يقومان بنفس الوظيفة و لكن
يشغالن مركزين منفصلين ،فراوية حسن ترى في الوظيفة أنها مجموعة من المراكز المتطابقة
فيما يتعلق بمهامها الرئيسية أو مهامها ذات الداللة و التشابه بدرجة كافية تبرر تغطيتها بتحليل
واحد ،و المجموعة المكونة من وظائف متشابهة مهنة أو عمل ،و يحدد تصميم الوظيفة المهام
المعينة لعمل الفرد أو المجموعة من األفراد ( ر ،حسن . ) 29 ، 6898 ،و الجوهري يؤكد
على أن الوظيفة هي " أصغر وحدة في التصنيف المهني و هي تعني مجموعة من المهام التي
يؤديها الفرد ويكون لها مسمى معترف به عموما " .
أما المهنة فهي " مرادف للوظيفة في أغلب األحوال ولكنها يمكن أن تشير إلى مجموعة من
الوظائف المتشابهة التي يكون لها مسمى معروف " ( م ،الجوهري . ) 299 ، 2008 ،
و حسب صالح الدين عبد الباقي " الوظيفة يقوم بها أكثر من فرد ،المركز ال يشغل إال بفرد
واحد فقط ،فالمنظمة قد يكون لديها شخصين يقومان بنفس الوظيفة و لكن يشغالن مركزين
منفصلين ،أما المجموعة المتشابهة من الوظائف تكون المهنة " ( ص ،عبد الباقي ،
. )624- 623، 2001و بالنسبة لناصر دادي عدون في كتابه اقتصاد المؤسسة يرى في
الوظيفة أنها تتخذ أهمية و أدوار متعددة و تعريفات تختلف من شخص آلخر و تجتمع كلها فيما
تقوم به المؤسسة من أعمال و أنشطة ووظيفة الفرد فيها هي " مجموع ما يكلف به من مهام
وأعمال في إطار مسؤولياته و السلطات المعطاة له في منصبه و هذا المفهوم يتم تحديده من
خالل تحليل و دراسة المناصب ووظائفها بمختلف المسؤوليات في المؤسسة " (ن ،دادي عدون
. ) 241 ، 6889 ،
16
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
وتعرف الوظيفة أيضا بأنها " :مجموعة من المهام و الواجبات التي يكلف بأدائها شخص واحد
وبناء على ذلك فان أية مؤسسة عمل تضم عددا من الوظائف بقدر عدد العاملين فيها ،و
مجموعة األعمال المتماثلة في كثير من المؤسسات هي المهنة " ( ش ،فرج و آخرون ،
. ) 42-40
و تعريف آخر يجد في الوظيفة أنها مجموعة من العمليات أو الواجبات التي يكلف بأدائها فرد
واحد ،أما المهنة هي مجموعة من األعمال المتماثلة و المترابطة التي تهدف إلى هدف موحد
(ع ،دويدار . ) 649 ، 6881 ،
و أيضا تعني الوظيفة لعامر عوض أدوار العمل ،أما المهنة فهي الدور االجتماعي الذي يؤديه
الراشد في المجتمع و الذي يحصل على طريقه بشكل مباشر أو غير مباشر على نتائج
اجتماعية و مالية و الذي يشكل بؤرة االهتمام الرئيسية في حياته ( ع ،عوض 69 ، 2009 ،
).
التعريف اإلجرائي :فمن مجموعة هذه التعريفات يتوضح الفرق بين كل من الوظيفة ،المهنة،
المركز والمنصب ونحن في دراستنا هذه نركز على مفهوم الوظيفة دون غيره أي وظيفة العامل
في التنظيم و التي هي " :مجموع ما يكلف به العامل من مهام و أعمال في إطار مسؤولياته
داخل التنظيم " .
و يقصد بالعامل كل ذكر و أنثى يعمل لقاء أجر مهما كان نوعه في خدمة صاحب العمل
وتحت سلطته و إشرافه ( س ،الشوبكي . ) 264 ، 2001 ،
17
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
التعريف االطصطالحي :أطلقت عدة تسميات على العامل حسب نظرة المشرع لهذه الفئة فقد
، salarié ، employéأو أجير يطلق عليه لفظ :عامل ، ouvrierأو مستخدم
contractantأو إطار domestiqueأو متقاعد أوشغيل ، travailleurأو خادم
cadre
وحسب قانون العمل الجزائري 80/66المتضمن لعالقات العمل الفردية فقد ُعرف
العامل في المادة 2كما يلي " :يعتبر عمال أجراء في مفهوم هذا القانون كل األشخاص الذين
يؤدون عمال يدويا أو فكريا مقابل مرتب ،في إطار التنظيم و لحساب شخص أخر طبيعي
أومعنوي عمومي أو خاص يدعى المستخدم"
والعامل يعني الشخص الذي يقوم بنشاط عقلي أو بدني يقصد من خالله تقديم خدمات أو إنتاج
سلع بموجبه يدخل في عالقات اجتماعية في محيط العمل ( ع ،حسن . ) 11 ، 6881 ،
ويعرفه الجوهري على أنه " :موظف عمومي خاضع لقانون أساسي معين في عمل دائم ومرسوم
في رتبة من السلم التدريجي إلدارة المؤسسة " ( ع ،الجوهري . ) 9، 6889 ،
أما هشام هاشم رفعت فيعرف العا مل أنه " :كل ذكر أو أنثى يعمل لقاء أجر مهما كان نوعه
في خدمة صاحب العمل و تحت سلطته و إشرافه " ( ه ،رفعت . ) 319، 6881،
وتعريف آخر يرى العا مل هو ذلك الشخص الذي ينفذ مهمة في مكان عمل بموجب عقد عمل
(. ( R,GAGNON&AUTRES , 1991,196 لصالح صاحب العمل "
التعريف اإلجرائي :و نحن بدورنا نعتمد تعريف العامل كما ورد في التشريع الجزائري وهو " :
العامل هو كل شخص يؤدي عمل يدوي أو فكري مقابل مرتب في إطار التنظيم ولحساب
ِ
المستخدم " . شخص آخر طبيعي أو معنوي عمومي أو خاص يدعى
18
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
و المؤسسة هي كل تنظيم يرمي إلى اإلنتاج و المبادلة للحصول على الربح ( م ،اللحام
وآخرون . ) 68 ، 2001 ،
التعريف االطصطالحي :المؤسسة ،المنظمة ،المنشأة ،النسق عادة تستعمل هذه المصطلحات
ألداء نفس المعنى ( ن ،دادي عدون . ) 66 ، 6889 ،
المؤسسة هي " :وحدة إنتاج تجتمع فيها عوامل اإلنتاج من مواد أولية ،رأسمال ،عمال لخلق
منتجات أو تقديم خدمات لتلبية حاجيات المستهلكين " ( )G, BLARDONE, SA , 100
و يعرفها العدلوني أنها " منظمة تجمع بين أشخاص ذوي كفاءات متنوعة تستعمل رؤوس أموال
و قدرات من أجل إنتاج سلعة ما ،و التي يمكن أن تباع بسعر أعلى مما تكلفته "
* أنها ملموسة أي أنها تتكون من عناصر ملموسة مثل اآلالت و المعدات و البناية وغيرها .
* أنها مفتوحة أي أنها على اتصال بمحيطها الصناعي و الثقافي وما يمليه ذلك من مداخل
ومخارج .
19
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
ارت
* أنها تخضع لعملية ضبط أي أن العمل على تحقيق األهداف يتم بواسطة اتخاذ القر ا
و شبكة الوظائف التي تشكل المنظمة تستمر حين يتركها أولئك الذين يشغلونها و يذهبون ليحل
محلهم آخرون ( ج ،فريدمان ،ب ،نافيل . ) 34، 6891 ،
و المؤسسة االقتصادية هي " :نظام تقني اقتصادي فهي تتكون من مجموعة من الوسائل التقنية
المادية من تجهيزات و أدوات بهدف استعمالها إلنتاج و تحقيق منتوجات و خدمات بالجمع و
التنسيق بين هذه الوسائل و المواد و كذا العديد من المعلومات التقنية " (ن ،دادي عدون ،
. ) 64 ، 6889
التعريف اإلجرائي :من خالل سرد التعريفات السابقة للمؤسسة يمكن استخالص تعريفا إجرائيا
لها " :فهي تتمثل في ذلك التنظيم الذي يجمع بين العوامل المادية و البشرية و المالية بغية
الوصول إلى األهداف المسطرة " .
التعريف اللغوي :القطاع هو الجزء المقتطع من أي شيء و يقال هذا خاص بالقطاع الصناعي
( المعجم الوسيط . ) 941 ، 2001 ،
التعريف االطصطالحي :القطاع الخاص هو " :جميع الشركات و المؤسسات الهادفة إلى الربح
المادي ،و التي تعود ملكيتها إلى أرباب العمل من المواطنين " .و يتمثل في الجزء من
االقتصاد الوطني تديره أو تملكه شركات األشخاص و شركات األموال و األفراد
20
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
كما يعرف بأنه " :القطاع الذي يدار بمعرفة األفراد و وحدات األعمال و تتولى آليات السوق
توجيه دفة األمور بالنسبة لألنشطة االقتصادية الخاصة و هي تسعى بالتالي إلى تحقيق أقصى
ربح ممكن و ينقسم القطاع الخاص إلى قسمين :
أ -قطاع خاص منظم :و هو القطاع الذي يعمل في إطار منظم حيث يمسك في عمله
وتعامله حسابات نظامية .
ب -قطاع خاص غير منظم :و هو القطاع الذي ال يمسك في عمله و تعامله حسابات
نظامية و هو قطاع حرفي ( خ ،خليل . ) 202 ، 2066 ،
يتكون القطاع الخاص من أفراد من المواطنين و قد يشمل في بعض الحاالت مستثمرون من
دول أخرى ،و تتغلب فيه قواعد الربح على االعتبارات االجتماعية التي يتحملها عادة القطاع
العام (س ،الشوبكي .) 211 ، 2001 ،
تعريف آخر لموسى سعداوي حيث يرى أن القطاع الخاص هو مفهوم يطلق على االقتصاد
الحر الذي يشترط عدم تدخل الدولة أو غيرها في النشاط االقتصادي و المرتكز على آليات
السوق الحرة و المنافسة الحادة نتيجة لعدم تدخل الدولة و ذلك لتحقيق أقصى ربح ممكن ( م
،سعداوي . ) 243 ، 2009 ،
أما الهاشمي مقراني و آخرون يرون أن القطاع الخاص هو " :مجموعة من المؤسسات مهما
كان نوعها ( إنتاجية أو خدماتية ) و حجمها ( كبيرة ،متوسطة ،صغيرة ) تعود ملكيتها
ألشخاص( شخص واحد أو عدة أشخاص كالشركات المساهمة) يكون مؤشر النجاح فيها
تحقيق أقصى ربح ممكن ( ه ،مقراني و آخرون . ) 61 ، 2060 ،
و بالنسبة لحسين عمر هو " ذلك الجزء من االقتصاد القومي يملكه و يديره األفراد أوشركات
األشخاص أو الشركات المساهمة ( ح ،عمر . ) 319 ، 6882 ،
التعريف اإلجرائي :في دراستنا هذه نريد القطاع الخاص الذي هو " مجموعة المؤسسات
اإلنتاجية التي تعود ملكيتها ألشخاص ،هم أصحاب رأس المال و السلطة و اتخاذ القرار و
تتحكم في ذلك آليات السوق بهدف تحقيق أقصى ربح بأقل تكلفة "
21
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
في مايلي مجموعة من الدراسات التي عالجت متغيرات الدراسة و قد تم ترتيبها حسب البعد
الزماني الذي تمت فيه .
الـدراسـة األولــى:
دراسة محمد علي محمد وعالجت موضوع التكامل واالستقرار في العمل بين العمال في
التنظيم الطصناعي ( م،محمد ، ) 242-222، 5891،وهي دراسة أجريت بشركة النصر
لألصواف والمنسوجات بمصر وهي عبارة عن دراسة مقارنة بين فترتين تنظيميتين مختلفتين مر
بهما المصنع .
_ الفترة األولى وتبدأ منذ نشأة المصنع إلى غاية سنة 0661كان يدار فيها المصنع برأس مال
خاص وبواسطة عدد محدود من الموظفين اإلداريين والعالقة عمال-أطصحاب األعمال كان
يحكمها لوائح وقواعد داخلية وقوانين تصدرها الدولة لتنظيم هذه العالقة .
_ الفترة الثانية تبدأ من سنة 0660إلى غاية الثمانينات وهي فترة صدرت فيها قوانين التأميم و
ازداد فيها حجم التنظيم و أخذ يتحول نحو البيروقراطية فتعددت فيها المستويات الرئاسية للسلطة
وتأكدت القواعد الموضوعية إلدارة التنظيمات .
والستكشاف هذه الظاهرة انطلق الباحث من ثالث إجراءات أساسية :
*اإلجراء األول :يوضح تصور العمال لفرص التقدم الوظيفي أو التنقل المهني الصاعد في
التسلسل التنظيمي والمعوقات التي تنشأ أمامهم في هذا المجال .
*اإلجراء الثاني :التعرف على مدى اقتناع العمال بأن عملهم في التنظيم يشكل مستقبال مهنيا
لهم ،أم أنهم يفضلون تغيير عملهم الحالي باالنتقال إلى تنظيم آخر؟ .
*اإلجراء الثالث :يستهدف الكشف عن ارتباط العمال بالتنظيم في ضوء موقف ملموس حين
طلب منهم أن يقارنوا استمرار عضويتهم في التنظيم أو تفضيلهم االنتقال إلى تنظيم جديد مع
افتراض تساوي األجر وبعض الظروف األخرى في كل من التنظيمين .
ولم تكتف الدراسة بهذه اإلجراءات بل ربطتها ببعض الظروف الداخلية والخارجية الخاصة
بالعمال مثل الخبرة المهنية السابقة ،األصول الريفية والحضرية ،االستقرار في المجتمع المحلي،
22
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
مدة العضوية في التنظيم ،العمر ،التعليم ،األجر واإلنتاجية ،عضوية المنظمة الداخلية
والمشاركة في البرامج الثقافية التي تستهدف زيادة الوعي السياسي بين العمال .
وكانت نتائج الدراسة بالنسبة لإلجراء األول كما يلي :
% 35.7من العمال صرحوا أن عضويتهم في التنظيم ال تتيح لهم فرصة التنقل المهني
الصاعد مقابل % 29.3من العمال قرروا أن أمامهم فرصة تحقيق وتقدم وظيفي في التنظيم
والمالحظة من هذه النتيجة أن تدعيم البيروقراطية أضاع كل فرصة لتحقيق التنقل المهني
الصاعد والعمال الذين حصلوا على ترقية كانت بصورة غير موضوعية في المرحلة السابقة ألن
اإلدارة كانت ترى فيهم أشخاصا قادرين على إدارة العمل بصورة تحقق لهم أقصى ربح ممكن
.وفي بحث العالقة بين هذا الموقف وعالقته بالخبرة المهنية كشفت البيانات على أنه:
_ال توجد عالقة جوهرية بين هذين المتغيرين حيث بلغت نسبة % 19.1في مقابل
% 45.1من الذين التحقوا بالعمل ألول مرة في هذا التنظيم ،وهذا يعود إلى تشابه أوضاع
العمال بين المصانع المختلفة في ظل التحول نحو البيروقراطية فممكن أن يرجع السبب حسب
رأي بعض العمال في ظاهرة االنتقال من مصنع إلى آخر إلى العالقة بين الرئيس المباشر .
وفيما يخص عامل األصول الريفية والحضرية للعمال و إدراك العمال لفرص التنقل المهني
الصاعد في التنظيم فكانت اإلحصائيات %77.7في مقابل % 2..7من العمال ذوي
األصل الحضري يعتقدون أن فرص التنقل المهني الصاعد أمامهم ممكنة أكثر من العمال ذوي
األصول الريفية الذين ال يزالوا مرتبطين بأصولهم الريفية ومحافظين على وحدتهم اإلقليمية ولهذا
فتكون درجة توافقهم وتكاملهم مع التنظيم أقل إذا ما قورنت بدرجة تكامل العمال ذوي األصل
الحضري فهم أقرب إلى االندماج مع التكنولوجيا الحديثة .
أما بالنسبة حول العالقة بين بعض المتغيرات الداخلية وبين إدراك العمال لفرص التنقل
المهني الصاعد في التنظيم ،توضح البيانات أن هناك ارتباط عكسي بين مدة العضوية في
التنظيم وبين تصور األعضاء لمستقبلهم المهني ،فكلما قلت مدة الخدمة زاد اعتقاد العمال في
توافر فرص التنقل الصاعد وهذا عكس التوقع ،ويعود إلى فكرة ربط األجر باإلنتاج فالعامل
المجد يحقق إنتاجا معينا فتكون المكافأة حسب إنتاجه وهذا يكون له حاف از على زيادة دخله
23
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
وينعكس سلبا على صحة العمال ،والمنافسة بينهم تؤثر سلبا على مناخ العمل مما يوثر على
العالقة بينهم وال يصبح هناك فرق بين العامل الذي أمضى فترة طويلة في العمل واستهلكت
صحته وقوته ،والعامل الجديد األصغر سنا الذي يستطيع بذل جهد أكبر وينافس العامل القديم
وربما يفوقه ،فإذن كلما تقدم سن العامل قل إنتاجه وبالتالي قل أجره .
وحول العالقة بين مستويات األعمال وفرص التنقل المهني الصاعد فكانت النتيجة عكسية بين
العمر وادراك العمال لفرص التقدم المهني فكلما ارتفع مستوى العمر تأكد للعمال أن فرص الترقية
محدودة ،وهناك متغير آخر وهو عضوية المنظمات الداخلية وعالقتها بإمكانية التنقل المهني
الصاعد فالبيانات أوضحت ارتباط ضعيف % 4.مقابل % 22من الذين ال ينضمون إلى
عضويتها .
* نتائج الدراسة بالنسبة لإلجراء الثاني :ويتعلق هذا اإلجراء بالرغبة في االستمرار أو تغيير
العمل الحالي إذا أتيحت فرصة االنتقال إلى مصنع آخر .فجاءت النتيجة % 13.5في مقابل
ممن يرغبون في التغيير ،فالفارق غير كبير مما يؤكد ضعف الروابط والتكامل % 42.8
بين العمال والتنظيم فلنتيجة تشابه العوامل في كل المصانع واعتمادها على نفس القواعد واللوائح
التنظيمية فتغيير العضوية ال يصاحبه تغيير في المكانة وال األجر باإلضافة إلى صعوبة التكيف
واالنضمام إلى جماعات عمل جديدة غير معروفة.
أما االرتباط بين الرغبة في االعتماد على العمل الحالي أو تغييره والمتغيرات األخرى فكانت
النسبة المسجلة بالنسبة لمدة العضوية في التنظيم واالتجاه نحو التغيير هي % 14.3فقط
ممن لديهم رغبة في االعتماد على العمل الحالي مقابل % 14.7يرغبون في تغيره ،ويعود
السبب إلى نظام األجور فهو يعتبر من عوامل تنشيط اإلنتاج وأصبح هو نفسه يهدد التوازن
الداخلي للتنظيم فطالما يحتفظ العامل بمدة خدمته في أي مصنع فسيكون له من األفضل تغيير
مكان عمله وهذا لبذل مجهود أقل مقابل نفس األجر الذي يعتبر قد بلغ مستوى ال يتوقع بعده أية
زيادة في تنظيم آخر .
أما العالقة بين عامل السن والرغبة في التغيير فكان هناك ارتباط بين البناء العمري والرغبة في
التغيير فكلما قلت األعمار كانت هناك رغبة في التغيير .
24
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
وبالنسبة لعامل المستوى الثقافي والتعليمي فسجلت النسبة %97.7من العمال الذين
يعتمدون على أعمالهم الحالية كمستقبل مهني لهم من فئة العمال األميين أو ذوي المستوى
التعليمي المنخفض والمؤهالت المتوسطة ،أما عامل المشاركة في المنظمات الداخلية فكانت
النسبتان متساويتان ،فالعضوية في كثير من المنظمات الداخلية مثل النقابة والنادي االجتماعي
ما هي إال عضوية شكلية.
* نتائج الدراسة بالنسبة لإلجراء الثالث :عندما طلب من العمال الكشف عن رغبتهم في
االستمرار أو تفضيلهم االنتقال إلى تنظيم آخر مع افتراض تساوي األجر في كال التنظيمين،
أشارت البيانات إلى ارتفاع ملحوظ للعمال الذين يفضلون البقاء في أعمالهم الحالية حيث بلغت
نسبتهم % 38.1حيث تكشف الحقائق أن عامل األجر من بين العوامل الرئيسية في تحديد
العالقة بين األعضاء والتنظيمات خاصة في المجتمع االشتراكي فاألجور هي مصدر كسب
غالبية المواطنين بخالف الحال في االقتصاد الرأسمالي الذي يعتبر األجور تكاليف على اإلنتاج
.
دراسة ناجي سفير عالجت ظاهر التغيبية وحركية العمال في الطصناعة الجزائــرية
( ن ،سفير )5898 ،أجريت هذه الدراسة بمؤسسة سونا كوم سنة 0691وتناولت فرع صناعي
واحد وذلك من أجل تجانس مجتمع البحث .
يرى الباحث أن الصلة بين التغيبية وحركية العمال تربطها أربع سمات مشتركة :
-5ناجمتان عن إرادة واعية .
-2تتمثل في جميع المستويات .
-7يتم فيهما االنسحاب ورفض العالم الصناعي .
-4تتمان خارج وحدة اإلنتاج وتحدثان اضطراب في التسيير العادي لمسارات العمل .
ولذا أصبح من الضروري دراستها والبحث في العوامل المؤثرة فيهما خاصة في هذه المرحلة أين
الصناعات الميكانيكية تعرف حركية مهنية كبيرة ،فتوصلت الدراسة إلى أن هناك ال استقرار في
اليد العاملة في هذه المؤسسة والتي بلغت 8983مغادرة سنة 0691موزعة كما يلي :
5431 -استقالة ما يعادل %38.49
25
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
وتعود معظم المغادرات حسب اإلحصاءات إلى العمال في حد ذاتهم حيث وصل المعدل حد
%92نسبة المغادرة اإل اردية أماالباقي %59فتعود للمؤسسة نتيجة حاالت فسخ العقد المبرم
بين العامل والمؤسسة أو التجريب غير المجدي إضافة إلى هذه النتائج ،توصلت الدراسة أن
مغادرة العمال تختلف باختالف وظيفة العامل ،فنجدها مرتفعة لدى عمال التعدين ،المعالجة
الح اررية والصيانة الميكانيكية ،كذلك السلم التأهيلي يلعب دو ار مهما في ال استقرار العمالة ؛
فالعمال ذوي التأهيل الضعيف تعود أسباب مغادرتهم للمؤسسة أنهم عمال شباب وتعتبر هذه
أولى الوظائف التي تحصلوا عليها وبذلك فهم يعتقدون أن هذه الوظيفة ال تتماشى مع قدراتهم وال
يعود السبب إلى األجر وحده .
أما العم ال الذين تحصلوا على شهادة الكفاءة المهنية من المؤسسة ،يرى الباحث أنه نتيجة
تلقي العمال تكوينا رفيع المستوى لدى المؤسسة هذا سهل لهم الطريق إلى مغادرة المؤسسة
واالنضمام إلى مؤسسة أخرى كعامل رفيع المستوى أو كشريك في شركة خاصة.
-وبالنسبة لإلطارات فهناك نوعين من اإلطارات في المؤسسة :
-5اإلطارات الشابة :سبب مغادرتهم نتيجة الحتياجات السوق وتعد هذه المرحلة انتقالية فقط
إلى أن يجدوا الوظيفة التي تشبع طموحاتهم .
-2اإلطارات األكبر سنا وتجربة :فأسباب دوران العمل في هذه الفئة يرجع إلى بحثهم الدائم
على المناصب ذات المسؤولية وال يهمهم انتسابهم إلى القطاع الخاص أو القطاع العام فهم
أصبحوا قادرين على التفاوض وامكانيات التشغيل متوفرة بالنسبة لما يحملونه من قدرات وكفاءة
في العمل .
26
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
أجريت هذه الدراسة خالل السنة الجامعية 0666-0661من طرف الباحث بن نوار
صالح في إطار اإلعداد لنيل شهادة الماجستير في علم االجتماع الصناعي من جامعة منتوري
– قسنطينة هذه الدراسة بعنوان :أسباب االستقرار في العمل الطصناعي بالجزائر
( ص ،بن نوار )5811 ،وهي دراسة ميدانية
بالديوان الوطني للحليب و مشتقاته بالشرق ORLAIT CONSTANTINE
طرحت هذه الدراسة إشكالية أسباب االستقرار في العمل الصناعي بالجزائر حيث انطلقت من
فرضية عامة مؤداها:
_ إن توفر الظروف والشروط المالئمة للعمل والمحفزة عليه داخل المؤسسة الصناعية تؤدي إلى
استقرار العامل في عمله أما الفرضيات الجزئية فكانت على النحو التالي :
-5الظروف الفيزيقية المالئمة داخل المؤسسة تؤدي إلى استقرار العامل في عمله .
-2التنظيم الجيد للعمل يؤدي إلى استقرار العامل في عمله .
-7كلما كان األجر مناسبا كلما استقر العامل في عمله .
-4اإلشراف الجيد يؤدي إلى استقرار العامل داخل المؤسسة .
-1إذا أتيحت فرصة الترقية أمام العامل استقر في عمله .
و بما أن هذه الدراسة كان غرضها وصف مدى استقرار العامل أو عدم استق ارره في المصنع
فطبيعة الموضوع فرضت استخدام المنهج الوصفي لوصف المؤشرات الموجودة والمتعلقة باألجور
وملحقاتها وهذا حسب ما صرح به الباحث ونظ ار النعدام التجانس في مجتمع البحث حيث تضم
المؤسسة المدروسة فئات مختلفة من حيث المستوى التعليمي والمهني من اإلداريين والتقنين
والعمال البسطاء فقد رأى الباحث في العينة العشوائية الوسيلة المثلى لجمع البيانات فكان عدد
28عامل من أصل 131عامل هو عدد العمال التي طبقت عليهم استمارة البحث ،حيث أخذ
الباحث 2.فردا من اإلداريين من مجموع 512عامل و 48فرد من العمال التقنيين من أصل
427عامل تضمهم أقسام اإلنتاج المختلفة فكانت النسبة إذا %52من مجموع العمال .
أما األدوات المستعملة في جمع البيانات فكانت المالحظة ،المقابلة السجالت والوثائق
واالستمارة .
وجاءت نتائج الدراسة كما يأتي :
27
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
بما أن هذه الدراسة هدفت إلى تحديد بعض العوامل أو الحوافز التي تساهم بشكل مباشر
وفعال في عملية استقرار العامل في عمله وعدم التفكير في مغادرة المؤسسة المستخدمة والبحث
عن عمل آخر في مؤسسات أخرى وأنه من الصعب اإللمام بجوانب الموضوع بسبب تشعبه
وتداخله مع مصطلحات أخرى كثيرة يصعب حصرها فمن النتائج المحصل عليها نالحظ أن
نسبة % 95.57من أفراد العينة يقع سنهم ما بين 2.و 21سنة فهم يتمتعون بطموحات
وتطلعات كبيرة فعدم توفر الشروط التي تدفعهم للعمل فسوف يكون هذا مؤشر لترك العمل
خاصة أن % 42.22هم متزوجون فهم يطمحون إلى تحسين أوضاعهم داخل المؤسسة فهم
يشكون ضعف األجور مقارنة مع يرون في األجر المرتفع غاية لهم ،فنسبة % 39.22
مستوى المعيشة ويؤكدون على أن األجر والمكافئات التشجيعية من أهم العوامل التي تساعد على
استقرار العامل في عمله واطمئنانه على مستقبله المهني في المؤسسة ،وبعده تأتي الترقية فهي
تولد لديهم إحساس بآمال مستقبلية وأنهم سوف ينالون نصيبهم بعد طول الخدمة في هذه
المؤسسة لكن نسبة % 22.23من العمال لم يسبق لهم و أن تحصلوا على ترقية رغم كفاءاتهم
وأقدميتهم داخل المؤسسة هذا ما يجعلهم يتذمرون ويبتعدون على هذا العمل الذي ال يحقق لهم
شروط البقاء ،أما فيما يخص الظروف الفيزيقية للعمل فيرى العمال أنها ال تؤثر على معنوياتهم
وما الحظه الباحث أن المؤسسة ال تعاني من سوء هذه الظروف أما بالنسبة لتوزيع المهام داخل
المؤسسة فأغلب المبحوثين غير راضين وما نسبة
% 96.61أكبر دليل على ذلك فهم يرون أنه كثي ار ما تتدخل االعتبارات الشخصية للمسؤولين
باإلضافة إلى التدخالت العشوائية وعدم النزاهة في ذلك ما يحد من معنوياتهم وقدراتهم على
التآلف والتكيف .
أما بالنسبة لإلشراف فهناك تجاوب كبير بين العمال والمشرفين واعتمادا على النتائج فنؤكد على
أن اإلشراف الجيد من العوامل األساسية التي تؤدي إلى االستقرار المهني.
28
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
وهي عبارة عن مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في علم االجتماع تخصص تنمية
وتسيير موارد بشرية قام بها الباحث جبلي فاتح خالل السنة الجامعية 3116-3111بجامعة
منتوري – قسنطينة وهي دراسة حالة للمؤسسة الوطنية للتبغ والكبريت وحدة الخروب بقسنطينة
تحت عنوان الترقية الوظيفية واالستقرار المهني ( ف ،جبلي ) 2..2_2..1 ،هذه الدراسة
عالجت وضعية ومكانة العامل في المؤسسة ومدى شعوره باالرتياح واالطمئنان على مستقبله
المهني وما للترقية من مساهمة في ذلك ،وهذا بإسنادها إلى أسس ومعايير سليمة خاصة من
حيث تحقيقها للرضا الوظيفي للعمال وبالتالي االستقرار المهني وعلى هذا األساس حاول الباحث
تشخيص الواقع الفعلي لمتغير الترقية في عالقته بمتغير االستقرار المهني من حيث جملة من
المؤشرات هي :
التدرج المهني ،األجر ،المكافئات والعالوات ،شعور العامل بمكانته المهنية والتنظيمية ومن
هذه النقطة أثار الباحث إشكالية بحثه المتمثلة في السؤال التالي :
هل هناك عالقة بين الترقية الوظيفية واالستقرار المهني ؟
وأسئلة جزئية جاءت كالتالي :
-5هل هناك عالقة بين التدرج المهني والشعور بالرضا لدى الموظف ؟
-2هل تساهم العالوات والمكافئات التي تمنح للموظف المرقى في رفع روحه المعنوية ؟
-7هل هناك عالقة بين زيادة شعوره بالوالء واالنتماء للمؤسسة ؟
-4هل هناك عالقة بين زيادة المسؤوليات وااللتزامات المهنية وبين الحضور الفعلي للعمال
وعدم تغيبهم عن العمل ؟
وكانت فرضيات الباحث كما يلي :
فرضية عامة :وهي هناك عالقة ذات داللة إحصائية بين الترقية الوظيفية واالستقرار المهني
وفرضيتين جزئيين هما على التوالي :
-5يرتبط التدرج الوظيفي بشعور العامل بالرضا واالرتياح في عمله .
-2هناك عالقة ارتباطيه بين الحوافز المادية واستقرار العامل في عمله .
استخدم الباحث منهج المسح االجتماعي بالعينة وهذا حسب ما أدرجه وهو إحدى أساليب المنهج
الوصفي مستخدما األدوات والوسائل البحثية في جمع البيانات التي تمثلت في
29
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
المالحظة ،المقابلة ،االستمارة ،والوثائق والسجالت وقد استعمل الباحث األسلوب اإلحصائي
في تحليل وتفسير البيانات المحصل عليها .
مجال الدراسة الزمني كان خالل السنة الجامعية 3116-3111طبقت هذه الدراسة في الشركة
على عينة من العمال عددها 8. الوطنية لتبغ والكبريت وحدة الخروب بوالية -قسنطينة
عامل من مجموع 8.7عامل موزعة على ثالثة أصناف:إطارات ،أعوان تحكم ،أعوان التنفيذ
تم األخذ منها بنسبة مختارة قدرها %5.من كل فئة .
جاءت نتائج الدراسة كمايلي :
-الفرضية العامة محققة إلى درجة كبيرة حيث يرتبط االستقرار المهني في العمل بالترقية بنسبة
% 94.9من إجمالي العينة ويرتبط أيضا بالحوافز المادية بنسبة %97.7كما يرتبط بعدة
متغيرات كالظروف الفيزيقية واالرتياح في العمل من عدمه كذلك طريقة العمل .
أما بالنسبة إلى الفرضية األولى :فيرى العمال أنه كلما كانت الترقية أكثر حيوية وموضوعية
وعادلة كلما زادت ثقة العمال في مؤسستهم ورفعت معنوياتهم ألنها مطلب أغلبية العمال بغض
النظر على مراكزهم وأدوارهم فنسبة %87.7تقر بأن التطبيق غير الموضوعي وغير الفعال
وغير العادل للترقية سيؤثر سلبا على استقرار العامل بالمؤسسة ونسبة %85.9ترى أن
معياري الكفاءة و األقدمية هما األكثر اعتمادا في الترقية و %2.منهم تفضل الحوافز المعنوية
والمادية معا ألنها تؤثر على استقرار ورضا العامل .
أما الفرضية الثانية :فنسبة %92.2ترى أنه بقدر ما كان العامل راض عن األجر زاد ارتباطه
بالمؤسسة وهذا ما يؤدى إلى استقراره في العمل كما تؤكد نسبة %94.8من العاملين على أن
االستقرار يرتبط بالترقية ونسبة %97.7تجده مرتبطا أيضا بالحوافز المادية في العمل والمتمثلة
من العاملين تؤكد على أن األجور التي في األجر والعالوات والمكافآت .وأن نسبة %28.2
تمنحها المؤسسة غير كافية مقارنة مع تكاليف المعيشية وهذا ما يؤدي إلى عالقة عكسية بين
الرضا واألجر وبين البقاء والمغادرة فضعف السياسية التحفيزية المتبعة من طرف المؤسسة وعدم
االهتمام بالحوافز المادية والمعنوية ما تؤكده نسبة %2.من العاملين تؤثر على رضا واستقرار
العمال في المؤسسة .
وكخالصة لهذه الدراسة توصل الباحث أن الترقية مطلب وظيفي من أجل تحقيق الوالء
واالستقرار في العمل واالنتماء الفعلي للمؤسسة ،ويبقى ضعف السياسيات التحفيزية المتبعة من
30
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
طرف اإلدارة وعدم مالئمة ظروف العمل في كثير من المصالح عامل يخلق نوع من التذمر
والشكاوى وما يؤكد ذلك تراجع نسبة اإلنتاجية في السنوات األخيرة خاصة أنه ال يوجد تجديد في
الطاقة العاملة فأغلبية العمال كبار السن ،باإلضافة إلى عدم التجديد في اآلالت منذ أن فتحت
المؤسسة أبوابها.
ويبقى المعيار الوحيد المطبق في الترقية هو األقدمية والكفاءة المهنية .أما الحوافز فمقترنة
باألجر وحده وهذا ال يكفي لشعور العامل بالرضا واالرتياح وتحقيق الذات في العمل وبالتالي
تحقيق االستقرار واالنتماء الفعلي للمؤسسة .
وهي دراسة بعنوان التغيير التكنولوجي واالستقرار المهني في المؤسسة الطصناعية (س،
حليس : )2..8_2..9،قام بها سمير حليس وهي دراسة ميدانية بالشركة اإلفريقية للزجاج
AFRICVERبالطاهير والية جيجل وهي عبارة عن بحث مقدم لنيل شهادة الماجستير في
علم االجتماع تخصص تنمية وتسير الموارد البشرية بجامعة منتوري _قسنطينة خالل السنة
الجامعية 2..8-2..9
تم الخوض في الدراسة بطرح مجموعة من األسئلة كانت كما يلي :
-5ما هي أهم اإلجراءات العملية التي تتخذها المؤسسة من أجل إنجاح عملية التغير
التكنولوجي ؟
-2هل نجاح المؤسسة يرتبط بعدد من المتغيرات ذات العالقة بالعنصر البشري أم تخطيطها
وتنفيذها يكون مستقال تماما عن هذا العنصر ؟
-7ما هي األسباب التي تزيد من مقاومة العمال لعملية التغيير التكنولوجي ؟
-4كيف يمكن إلدارة المؤسسة أن تقلل من حدة هذه المقاومة وتدفع إلى تعاون العمال من أجل
المشاركة في إنجاح هذه العملية ؟
-1هل انخفاض الروح المعنوية للعمال نتيجة افتقارهم التكوين الجيد يسمح لهم بالعمل على
اآلالت والوسائل التكنولوجية التي قد تستخدم وظائف جديدة ؟
-2هل انخفاض الروح المعنوية للعمال نتيجة تخوفهم من أن يكونوا ضمن المعنيين بالطرد ،
فكيف يمكن للمؤسسة أن تتجاوز هذه المشاكل ؟
31
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
-3هل اعتماد المؤسسة إستراتيجية واضحة للتكوين والتدريب كفيلة إلنجاح عملية التغير
التكنولوجي وذلك خالل محاولتها تضييق أو القضاء على الفجوات التي تحدثها هذه العملية بين
الهيكل التنظيمي القديم والهيكل الجديد ؟
و لالنطالق في البحث تم وضع مجموعة الفرضيات التالية :
الفرضية األساسية :يتوقف نجاح عملية التغيير التكنولوجي على مدى االستقرار المهني للعمال
في المؤسسة الصناعية وتدعيمها لهذه العملية .
وفرضيات فرعية هي:
الفرضية األولى :تؤدي مشاركة العمال في عملية التغيير التكنولوجي إلى إضعاف مقاومتهم
لها .
الفرضية الثانية :تتطلب عملية التغيير التكنولوجي نشاطا مكثفا لالتصاالت قبل ،أثناء وبعد
العملية .
الفرضية الثالثة :تحتاج عملية التغيير التكنولوجي إلى تنمية المهارات العمالية عن طريق
التكوين الضروري لكل فرد له عالقة بهذه العملية .
إذن هدفت الدراسة إلى معرفة التأثير الذي تحدثه عملية التغيير التكنولوجي على االستقرار
المهني للعمال في المؤسسة الصناعية وكيف أن استقرار الموارد البشرية ورضاهم عن أوضاعهم
و أعمالهم يمكن أن يتسبب في إنجاح عملية التغيير وتحقيقها لألهداف المخطط لها من قبل
اإلدارة العليا للمؤسسة وهي دراسة ميدانية وصفية متعمقة تهدف إلى كشف االرتباطات والعالقات
الخفية بين متغيري التكنولوجيا وتغيرها من جهة والموارد البشرية واستمرارها في المؤسسة من
جهة أخرى.
فا قتضى البحث في هذا الموضوع استخدام المنهج الوصفي واعتمد في تطبيقه طريقة المسح
بالعينة واستخدم الباحث لجمع البيانات مجموعة من األدوات كالمالحظة ،المقابلة ،واالستمارة
باإلضافة إلى الوثائق والسجالت .طبقت االستمارة على 28عامل من أصل 239عامل
اختيروا بطريقة عشوائية منتظمة بنسبة %25من مجتمع البحث استغرقت الدراسة الميدانية حوالي
خمسة أشهر وقد أسفرت على النتائج التالية :
نتيجة الفرضية األولى :العمال يقبلون بالتغيير التكنولوجي في المؤسسة بين الفترة واألخرى
من أفراد العينة هذا إذا كان هذا التغيير يتم وفق مجموعة من الخطط بنسبة%76.81
32
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
منهم يرون أن التغيير المدروسة ويشارك فيه كل العمال المعنيين باألمر ،كما أن %18.42
ال يمثل لهم تهديدا كما أن هذا التغيير يؤثر بشكل واضح على البناء التنظيمي للمؤسسة حيث
أشار %79.7من العدد اإلجم الي ألفراد العينة أن أماكن عملهم تغيرت مع التغيير التكنولوجي
الحاصل مما يؤدي إلى تغيير النشاطات والوظائف والمراكز التي يحتلونها .ونتيجة لهذا فهناك
تأثير سلبي لهذا التغيير فهناك تغيير على مستوى العالقات االجتماعية بين زمالء العمل القدامى
%75.36من أفراد العينة ،ألن هذا التغيير الذي يتم ال يشارك العمال فيه وأشار إلى هذا
فحسب رأيهم هم األدرى من األولى بالنقل وهم األدرى بما %70.01 ما تؤكده النسبة
يحدث على مستوى الورش اإلنتاجية .فالتغيير التكنولوجي يحدث دون مشاركة العمال الذين
يحتكون باآلالت يوميا و بالتالي هذا يعرضهم لالضطرابات ويزيد من مقاومتهم لهذه العملية .إذن
يمكن القول أن المشاركة العمالية في اتخاذ الق اررات المتعلقة بالتغيير التكنولوجي هي إحدى
االستراتجيات الواجب على المؤسسة الحديثة تتبعها .
من أفراد العينة أنهم ال يشاركون في %44.92 أقرت نسبة نتائج الفرضية الثانية :
االجتماعات الداخلية وأنهم في معظم األحيان ال يعلمون بالتغيير التكنولوجي لذا ال يتم االستعداد
والتحضير المسبق له وبالتالي يوضعون تحت ضغوطات تحول دون استقرارهم في المناصب
التي يشغلونها .كما صرح %52.17من أفراد العينة أن المشرف المباشر هو الذي يساعدهم
على التأقلم مع الظروف الجديدة وعلى تجاوز االضطرابات وتحدي التغيير ألن الكثير منهم
يرغب في ترك العمل بعد إجراء عملية التغيير نظ ار للصعوبات و الضغوطات التي يتعرضون
لها جراء قلة توفر المعلومات الكافية بسبب عدم اهتمام المسؤولين .
نتائج الفرضية الثالثة :أكدت نسبة %85.8من العمال أنهم استفادوا من التغيير ألنهم اكتسبوا
مهارات وخبرات جديدة في العمل و %94.20منهم يقرون أن االستفادة تختلف وتتنوع من فرد
إلى آخر كل حسب طموحاته ،فمنهم من يرى ضرورة لزيادة أجره بالموازاة مع التغيير في
المنصب ومنهم من يبحث على الترقية ومنهم من يطمح إلى تكوين إضافي ليزيد من مهارته
وخبراته .وتوصلت الدراسة إلى نتيجة عامة مفادها أن التدريب والتكوين المهنيين يسهمان بدرجة
كبيرة في إنجاح عملية التغيير التكنولوجي من خالل زيادة مهارات العمال واالرتقاء بمستوياتهم
مما يزيد من تمسكهم بالعمل في مؤسستهم فمن خالل تفسير النتائج في ضوء الفرضيات يمكن
أن نقول أن الفرضيات تحققت ويمكن تلخيصها في النقاط التالية :
33
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
_ تعتمد الشركة اإلفريقية للزجاج في عمليات التغيير التكنولوجي على إستراتجية القوة القسرية
فهي تقسي العمال وتعتمد على األوامر الصارمة التي تصدر من اإلدارة العليا ولهذا نجد مقاومة
من العمال للطريقة التي تتم بها هذه العملية ،ألنهم ال يشاركون في اتخاذ الق اررات في ما يخص
التعديالت والتجديد الذي يحدث على مستوى البناء التنظيمي في المؤسسة فهم متجاهلون رغم
أنهم عصب العملية اإلنتاجية و بالتالي هذا يخفض من معنوياتهم ويقلل من رضاهم عن
مؤسستهم و يخلق جوا من االضطرابات وعدم االستقرار في العمل .
محددات بعنوان : وهي دراسة زياد محمد علي الصمادي وفراس محمد الرواشدة
الرضا واالستقرار الوظيفي في مؤسسة الموانئ في األردن ( ز ،الصمادي ،ف ،الرواشدة ،
. ) 2..8
نشرت هذه الدراسة في المجلة األردنية إلدارة األعمال في المجلد الخامس ،العدد الثالث
سنة 3116هدفت هذه الدراسة إلى معرفة مستوى الرضا واالستقرار الوظيفي لعينة بلغت 391
عامل من أصل 0961عامل من عمال مؤسسة الموانئ تم اختيار هذه العينة بطريقة عشوائية
قصدية طبقية .
اعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي بأسلوبه النظري والميداني وتأتي أهمية
الدراسة لمؤسسة الموانئ لما لها من دور كبير في تطوير االقتصاد األردني ،وقد تبين أن هناك
عالقة ارتباطيه ايجابية وذات داللة إحصائية قوية بين بيئة العمل والرئيس المباشر واستخدام
الموظف لمهاراته ومستوى الرضا واالستقرار الوظيفي أما بالنسبة للعالقة بين اإلدارة العليا
والحوافز المقدمة ومستوى الرضا واالستقرار الوظيفي فقد كانت سلبية لذا أوصت الدراسة بضرورة
توفير الحوافز للموظفين وتحسين بيئة العمل وعالقة العمال مع اإلدارة العليا.
جاء هذا الطرح عن طريق مجموعة من األسئلة كانت كمايلي :
-5ما مستوى توافر أبعاد الرضا واالستقرار وكما يراه العاملون في مؤسسة الموانئ ؟
34
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
-2هل توجد فروق ذات داللة إحصائية لعينة الدراسة المتعلقة بالمتغيرات الديموغرافية ومستوى
الرضا واالستقرار الوظيفي من خالل ( بيئ ة العمل ،العالقة مع الرئيس المباشر ،العالقة مع
اإلدارة العليا المهارات المستخدمة والحوافز ) ؟
أما الفرضيات فهي ثالث فرضيات:
الفرضية األولى :يتمتع موظفوا مؤسسة الموانئ باالستقرار والرضا الوظيفي في عملهم .
الفرضية الثانية :هناك عالقة ذات داللة إحصائية بين عوامل الرضا واالستقرار الوظيفي
( بيئة العمل ،العالقة مع الرئيس المباشر ،العالقة مع اإلدارة العليا ،بيئة العمل والحوافز
المقدمة ) .
الفرضية الثالثة :يوجد عالقة ذات داللة إحصائية بين المتغيرات الديموغرافية ( الجنس ،العمر
،سنوات الخدمة ،المركز الوظيفي والراتب الشهري ) والرضا واالستقرار الوظيفي .
استعملت في هذه الدراسة األدوات الالزمة لجمع البيانات وتمثلت في التراث النظري واالستمارة
والتي صممت بعد البحث المطول في المراجع وقراءة كل ما كتب حول هذا الموضوع إلخراجها
في الشكل الذي وزعت به ،وبعد تفريغ البيانات وتحليلها وتفسيرها أسفرت الدراسة على النتائج
التالية :
-يتمتع موظفو مؤسسة الموانئ باالستقرار والرضا الوظيفي في عملهم .
-هناك عالقة قوية بين بيئة العمل والرضا واالستقرار الوظيفي .
-هناك عالقة قوية بين الرئيس المباشر والرضا واالستقرار الوظيفي .
لكن الفرضية التي تفترض بأن هناك عالقة بين اإلدارة العليا ومستوى الرضا واالستقرار جاءت
سلبية عكس الفرضية المتعلقة باستخدام الموظف لمهارته ومستوى الرضا واالستقرار الوظيفي
ألن العمال مؤمنون بأن استخدام الحاسوب والدورات التدريبية الستخدامه ضرورية لزيادة
اإلنتاجية والكفاءة المهنية .
وهي دراسة بعنوان :العوامل المؤثرة على االستقرار الوظيفي لدى العاملين في الشركات
الطصناعية في األردن ( ع ،الضالعين ،ن ،العزاوي ، )2..8،وهي دراسة ميدانية قام بها
35
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
بقسم إدارة األعمال بجامعة الشرق الدكتور علي الضالعين و األستاذ الدكتور نجم الغزاوي
األوسط للدارسات العليا .
نشرت هذه الدراسة سنة 3101في مجلة كلية بغداد للعلوم االقتصادية الجامعة عدد . 24
هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على العوامل المختلفة التي تؤثر على عملية عدم االستقرار
الوظيفي لدى العاملين في الشركات الصناعية األردنية وقد صيغت عدة فرضيات ذات عالقة
بعوامل عدم االستقرار الوظيفي وتم تصميم استمارة وزعت في الشركات على عينة من العاملين
في الشركة الصناعية وتوصلت إلى نتائج أهمها :أنه هناك عالقة واضحة على عدم االستقرار
الوظيفي لدى العاملين وتدني األجور وعدم تناسب ساعات العمل وعدم توفر التأمين الصحي
على اإلطالق وعدم ايجابية عالقات اإلدارة مع الموظفين من حيث التعامل وصعوبات متعلقة
بطبيعة العمل يواجهها العاملين فكانت تساؤالت الباحثين كما يلي :
-هل معدل أجر العاملين المتدني ،عدد ساعات العمل ،وسائل السالمة العامة ،التأمين
الصحي ،الموصالت ،طبيعة العمل الصعبة وأخي ار عالقة الموظفين فيها بينهم ومع اإلدارة هي
المؤثر الحقيقي في االستقرار الوظيفي لدى العاملين في الشركات الصناعية في األردن ؟
وبالنسبة للفرضيات التي وضعها الباحثين فكانت فرضيات إحصائية بمعنى كل فرضية تقابلها
فرضيتها الصفرية وهي سبعة فرضيات جاءت كما يلي :
الـفـرضـيـات:
الفرضية األولى :
H0مع دل أجر العامل المنخفض ال يؤثر تأثير يتمتع بأهمية إحصائية على ارتفاع معدل
دوران العمل في الشركات الصناعية في األردن .
تأثير يتمتع بأهمية إحصائية على ارتفاع معدل دوران
ا H1معدل أجر العامل المنخفض يؤثر
العمل في الشركات الصناعية في األردن .
الفرضية الثانية :
عدد ساعات العمل ال يؤثر تأثير يتمتع بأهمية إحصائية على ارتفاع معدل دوران العمل H0
في الشركات الصناعية في األردن .
H1عدد ساعات العمل يؤثر تأثير يتمتع بأهمية إحصائية على ارتفاع معدل دوران العمل في
الشركات الصناعية في األردن .
36
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
37
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
وقد استندت هذه الدراسة إلى أسلوب الدراسة الميدانية وأسلوب التحليل اإلحصائي الختيار
الفرضيات ومعرفة مدى وجود عالقة ذات داللة إحصائية بين العدالة التنظيمية واالنتماء
الوظيفي وهذا تم باستخدام المنهج الوصفي التحليلي على مجتمع البحث الذي اختيرت منه عينة
310عامل في الشركات الصناعية بمدينة الكرك الصناعية من أصل 8111عامل .كان هذا
االختيار بطريقة عشوائية وتمت هذه الدراسة في الفترة الواقعة مابين 3116/19/10
و 3116/16/80وتم االعتماد في جمع البيانات على مصدرين ،المصدر األول هو الكتب
والمقاالت التي ناقشت هذا الموضوع والمصدر الثاني هو االستمارة التي وزعت على العمال في
هذه الشركات .
بالنسبة للفرضية األولى :حيث رفضت الفرضية الصفرية وتم قبول الفرضية البديلة أي أنه يوجد
تأثير ذو داللة إحصائية لمعدل أجر العامل المنخفض على استقرار العمالة في الشركات
الصناعية في األردن .
الفرضية الثانية :رفضت الفرضية الصفرية وقبول الفرضية البديلة أي أنه يوجد تأثير ذو داللة
إحصائية لعدد ساعات العمل على استقرار العمالة في الشركات الصناعية في األردن .
الفرضية الثالثة :قبول الفرضية الصفرية ورفض الفرضية البديلة أي أنه ال يوجد تأثير ذو داللة
إحصائية لوسائل السالمة العامة على استقرار العمالة في الشركات الصناعية في األردن
الفرضية الرابعة :رفضت الفرضية الصفرية وقبلت الفرضية البديلة أي أنه يوجد تأثير ذو داللة
إحصائية للتأمين الصحي على استقرار العمالة في الشركات الصناعية في األردن .
الفرضية الخامسة :قبول الفرضية الصفرية ورفض الفرضية البديلة أي أنه يوجد تأثير ذو داللة
إحصائية للمواصالت على استقرار العمالة في الشركات الصناعية في األردن .
الفرضية السادسة :رفضت الفرضية الصفرية وقبلت الفرضية البديلة أي أنه يوجد تأثير ذو
داللة إحصائية للتأمين لطبيعة العمل الصعبة على استقرار العمالة في الشركات الصناعية في
األردن .
38
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
الفرضية السابعة :تم رفض الفرضية الصفرية وقبول الفرضية البديلة أي أنه يوجد تأثير ذو
داللة إحصائية لعالقات الموظفين فيما بينهم ومع اإلدارة الستقرار العمالة في الشركات الصناعية
في األردن .
الـدراســة الــثامــنة:
وهي عبارة عن د ارسة ميدانية أجرتها وهي رسالة ماجستير للباحثة بلوم اسمهان
خالل السنة الجامعية 3118_ 3113بعنوان :المستويات التنظيمية وأداء العامل ( ا ،بلوم ،
) 2..7_2..2وهي دراسة مقارنة بين مؤسستين عامة وخاصة .
وكان ميدان الدراسة كل من المؤسسة العمومية االقتصادية ألشغال الطباعة ومؤسسة دار
الشهاب للطباعة والنشر بمدينة " باتنة " مشكلة الدراسة تمثلت في إجراء مقارنة بين مؤسسات
القطاع العام والخاص في نضم المستويات التنظيمية للمؤسسة الصناعية التي لها عالقة
بمؤشرات أداء العامل والمتمثلة في التغيب العمالي ،دوران العمل داخل المؤسسة والتحكم
التكنولوجي للعامل ،فكان السؤال الرئيسي كما يلي :
الدراسة انطلقت من افتراض أساسي يعتبرالتنظيم وحدة اجتماعية تقام بطريقة مقصودة لتحقيق
أهداف محددة ،تتخذ طابعا بنائيا يحوي أبعاد بنائية رسمية لها دورها في تحريك أداء العامل
وجعله أكثر فعالية ،فنسق السلطة التنظيمية ،نسق العملية اإلشرافية ونسق تسير الموارد
البشرية تعتبر أهم األبعاد الرسمية التي حددتها الدراسة لمالها من عالقة بأداء العامل إذ تمارس
تأثيرها بصفة غير مباشرة من خالل عالقتها بمؤشرات أداء العامل الكفيلة بتحديد فعاليته أو الحد
منها .
_ معرفة طبيعة المستويات التنظيمية في القطاعين العام والخاص من خالل تحديد التشخيص
الفعلي لواقع العملية اإلشرافية ونسق السلطة التنظيمية وكذا العمليات التنفيذية لنسق الموارد
البشرية .
39
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
_ محاولة الوقوف على مختلف الظواهر االجتماعية السلبية والتي حددتها الباحثة في دوران
العمل والتغيب العمالي في كال القطاعين .
_ وأخي ار الوقوف على أهم المستويات التنظيمية المحددة للتحكم التكنولوجي للعامل في القطاعين
العام والخاص .
_ إن لطبيعة المؤسسة التنظيمية دور فعال في تكريس مستويات تنظيمية بموصفات خاصة لها
عالقة بأداء العامل .
_ لنسق اإلشراف التنظيمي الديمقراطي عالقة بتحقيق فعالية أداء العامل .
_ لنسق السلطة التنظيمية الالمركزية عالقة بتحقيق أداء فعال للعامل .
_ لعقالنية نسق تسير الموارد البشرية عالقة باألداء الفعال للعامل .
ولقد استخدمت الباحثة في دراستها وتماشيا لما فرضته طبيعة الموضوع منهجين علميين
يغطي كل واحد منهما جانبا من الدراسة .المنهج الوصفي لقدرته على وصف الواقع التنظيمي
وتحليل معطياته بطريقة تحدد واقع األداء على مستوى التنظيمين ،والمنهج المقارن ألنها بصدد
عقد مقارنة بين تنظيمين يختلفان في األطر القانونية التي تحدد طبيعة الملكية فهي تريد إبراز
أوجه الشبه و االختالف بينهما لتحديد فعالية األداء على مستواهما .
واستعملت الباحثة مجموعة من األدوات المنهجية لجمع البيانات ذات الصلة الوثيقة بالظاهرة
محل الدراسة وتمثلت هذه األدوات في المالحظة المباشرة ،المقابلة ،االستمارة والوثائق
والمستندات وبعد تحليل هذه البيانات وتفسيرها توصلت إلى مجموعة النتائج التالية :
40
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
_ إن العالقة بين المستويات التنظيمية ومؤشرات أداء العامل ال تظهر بطريقة مباشرة في السياق
التنظيمي العام إذ تكرس هذه العالقة مؤشرات سلبية :التهاون ،الالمباالة ،
التسيب ،التي تحد من فاعلية األداء باستمرار في خضم الذهنية التسييرية البالية التي ال
تسترشد بالعقالنية وال بآليات اقتصاد السوق رغم أن المؤسسة مكبلة بمبادئ االستقاللية .
فالممارسات اإلشرافية التسلطية وآليات الضبط التنظيمية مركزية ونسق تسير الموارد البشرية
مهمش في الواقع التنظيمي إذ يسير وفق منطق بيروقراطي سلبي .
_ ال توجد عالقة بين المستويات التنظيمية وأداء العامل في الواقع التنظيمي الخاص ،ففعاليات
األداء تتحدد في خضم القهر واإلكراه الذي باتا مسيطران على العملية التنظيمية فاالهتمام بزيادة
اإلنتاج واألرباح فقط دون االهتمام بصانع هذا اإلنتاج هو الهاجس الرئيسي لهذا القطاع .
هي دراسة بعنوان :فعالية التنظيم الطصناعي وأثرها على أداء العامل داخل المؤسسة (
ر ،قجة ) 2..9 ،قام بها الباحث رضا قجة وهي عبارة عن أطروحة مقدمة لنيل شهادة
دكتوراه العلوم في علم االجتماع تنظيم وعمل هذه الدراسة أجريت خالل سنة 3119وهي دراسة
ميدانية مقارنة بين أداء العمال الدائمين والعمال المؤقتين .
حاول الباحث أن يركز على دراسة فعالية التنظيم الصناعي في المؤسسة المستقلة الجزائرية
ومدى مساهمة ذلك في رفع أو خفض :نسق الخدمات االجتماعية ،نسق القيادة التنظيمية ،
ونسق الموارد البشرية وعالقتها بأداء العامل وذلك بالوقوف على واقع التنظيم في المؤسسة مجال
الدراسة وابراز أهم العوامل التنظيمية التي لها عالقة بأداء العاملين وهذا في ظل ما صاحب
تطبيق استقاللية المؤسسات من تسريح العمال وظهور نظام العمل بالتعاقد المؤقت والتغيير في
تنظيم المؤسسة وما ترتب عنه من إف ارزات داخل التنظيم الصناعي .
فكانت مشكلة الدراسة ملخصة في السؤال الرئيسي الذي مفاده :
_ ما مدى فعالية التنظيم في المؤسسة الصناعية الجزائرية ؟
41
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
_ ما مدى تأثير العوامل التنظيمية على أداء القوى العاملة الدائمة مقارنة بأداء القوى العاملة
المؤقتة ؟
وجاءت الفرضية الرئيسية التي انطلق منها الباحث بالصيغة التالية :
_ إن لفاعلية التنظيم داخل المؤسسة من خالل تكريس عوامل تنظيمية عقالنية رشيدة دور فعال
في تفعيل أداء العامل .
وثالث فرضيات جزئية :
الفرضية الجزئية األولى :
_ فعالية نسق القيادة التنظيمية داخل المؤسسة مجال الدراسة تعمل على تحقيق فعالية أداء
العامل .
الفرضية الجزئية الثانية :
_ لعقالنية نظام الخدمات االجتماعية عالقة بالرفع من مستوى أداء العامل .
الفرضية الجزئية الثالثة :
_ إن لفعالية نسق تسير الموارد البشرية من خالل التكريس لوظائفها بطريقة عقالنية رشيدة في
تفعيل أداء العامل .
أجريت هذه الدراسة بمؤسسة صنع قارورات الغاز بوالية " باتنة " وتم النزول إلى الميدان في
وذلك للقيام بالجولة مابين 21أوت 2..9إلى غاية 27سبتمبر 2..9 المرحلة
االستطالعية والمقابالت الحرة مع المسؤولين وبعض العمال واالطالع على الوثائق والسجالت
لجمع البيانات وبالتالي ضبط االستمارة في صيغتها النهائية .
_ المؤسسة تضم 272عامل من بينهم 52امرأة مقسمين بين عمال دائمين يقدر عددهم بـ529
عامل وعمال مؤقتين 52.عامل باإلضافة إلى المدير وطبيب المؤسسة والسكرتارية.
تم أخذ مجتمع تمثيلي متجانس ومشترك في نفس الخصائص للمجتمع األصلي عن طريق العينة
المقصودة حيث تم التركيز على عمال قسم اإلنتاج وقد تم تطبيق االستمارة على عدد 522
عامل منهم 92عامل مؤقت و 32عامل دائم .
أما بالنسبة للمنهج المستخدم :فالباحث استعمل نوعين من المناهج ألن طبيعة الموضوع فرضت
ذلك و هما :
42
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
المنهج األول :هو المنهج الوصفي ،لوصف الواقع التنظيمي وتحليل معطياته بطريقة تحدد
واقع األداء لدى كل العمال الدائمين والمؤقتين .
المنهج الثاني :هو المنهج المقارن وذلك إلبراز أوجه االختالف والتشابه في األداء بين الفئتين
محل الدراسة ،ألنهما تختلفان في األطر القانونية التي تحدد طبيعة عالقة العمل التي تربطهما
بالمؤسسة .
نتائج الدراسة :
على رغم من أن المؤسسة تخضع إلى مبادئ االستقاللية إال أن الواقع االمبريقي كشف عكس
هذا ،فالعوامل التنظيمية في هذه المؤسسة موروثة عن النظام المركزي والبيروقراطي البالي وغير
الفعال .
فالعالقة بين العوامل التنظيمية ومؤشرات األداء غير فعالة ،فعدم فعالية العوامل التنظيمية في
المؤسسة مجال الدراسة ترتبت عنها مؤشرات سلبية ألداء العمال الدائمين في خضم ارتفاع
معدالت التغيب ودوران العم ل وضعف التحكم التكنولوجي ،ضف إلى المظاهر السلبية التي
تعبر عن عدم االنضباط الذاتي بالنسبة لهذه الفئة والتي برزت في شكل تصرفات وسلوكيات
تضر بالمؤسسة كالالمباالة والتهاون وتحجج العمال الدائمين بحجج مختلفة للتهرب من انجاز
أعمالهم كالتمارض وتأدية الصالة ...وغيرها من المظاهر السلبية التي تحد من فعالية األداء.
عكس هذا بالنسبة لفئة العمال المؤقتين فهم يمارسون نشاطهم في ظل اإلكراه والقهر في
خضم العالقة التعاقدية التي تربطهم بالمؤسسة ،والتي تجبرهم على العمل تخوفا من فقدان
الوظيفة ألنهم يرتبطون بالمؤسسة بعقد فقط .مما يحول دون شعورهم باالستقرار الوظيفي في
المؤسسة خاصة في ظل الظروف االقتصادية واالجتماعية التي تمنعهم من الحصول على
وظيفة أخرى .
قام بهذه الدراسة كل من يوسف عبد بحر و أيمن سليمان أبو سويح وهي بعنوان :أثر
المناخ التنظيمي على األداء الوظيفي للعاملين اإلداريين في الجامعة اإلسالمية بغزة
43
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
( ي ،بحر ،أ ،سويح ،د س ) هدف هذه الدراسة التعرف إلى أثر المناخ التنظيمي على األداء
الوظيفي للعاملين اإلداريين في الجامعة اإلسالمية بغزة ،حيث حددت عناصر المناخ التنظيمي
في :نمط القيادة ،مدى مشاركة العاملين ،نمط االتصال ،طبيعة العمل ،التكنولوجيا
المستخدمة ،كما هدفت إلى معرفة مدى وجود تأثير عناصر المناخ التنظيمي على األداء
الوظيفي بتغير العناصر الديمغرافية المتمثلة في السن ،المؤهل العلمي ،الخدمة ،مكان العمل
،المستوى الوظيفي .
-4توجد عالقة ذات داللة إحصائية عند مستوى معنوية ...1بين نمط االتصال المتبع في
الجامعة واألداء الوظيفي للعاملين اإلداريين فيها .
-1توجد عالقة ذات داللة إحصائية عند مستوى معنوية ...1بين طبيعة العمل واألداء
الوظيفي للعاملين اإلداريين فيها .
44
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
-2توجد عالقة ذات داللة إحصائية عند مستوى معنوية ...1بين التكنولوجيا المستخدمة
واألداء الوظيفي للعاملين اإلداريين فيها .
الفرضية الرئيسية الثانية :
_ توجد فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى معنوية ...1في آراء أفراد العينة حول درجة
تأثير عناصر المناخ التنظيمي على األداء الوظيفي للعاملين اإلداريين تعزى للمتغيرات
الديمغرافية والشخصية ( الجنس ،العمر ،المؤهل العلمي ،الخدمة ،المستوى الوظيفي ،مكان
العمل ) .
تم إجراء هذه الدراسة على مستوى الجامعة اإلسالمية بفرعيها :غزة وخان يـونـس حيث بلغ عدد
موظفيها 081موظف وموظفة في سنة 3116سنة إجراء الدراسة ونظ ار لوجود عدد كبير من
العمادات والكليات والمختبرات ولطبيعة البيانات المراد جمعها تم اختيار االستمارة كأداة أساسية
لجمع البيانات الالزمة للدراسة أما بالنسبة للمنهج العلمي المتبع في هذه الدراسة هو المنهج
الوصفي التحليلي.
من مجتمع الدراسة ومن مختلف وعينة الدراسة تم اختيارها بطريقة عشوائية بنسبة %1.
المستويات اإلدارية وبلغ حجم العينة 251موظف وموظفة وزعت عليهم االستمارات لكن سوى
59.استمارة منها فقط تحققت فيها الشروط المطلوبة لإلجابة ،وبعد تفريغ وتحليل البيانات من
SPSSاإلحصائي واستخدام االختبارات اإلحصائية توصلت الدراسة إلى النتائج خالل برنامج
التالية :
_5أظهرت الدراسة أن هناك موافقة بنسبة %31على توفر مناخ تنظيمي جيد بالجامعة
اإلسالمية حيث الجا معة تولي التكنولوجيا أهمية كبرى باإلضافة إلى أسلوب القيادة المستخدم
الذي يساعد على التقدم والرقى ،وطبيعة العمل جيدة فاالحترام والتقدير سائد في الجامعة .
_ 2بينت النتائج ايجابية الفرضيات التي تبنتها الدراسة والعالقة بين المؤشرات طردية بمعنى أنه
كلما توفرت العوامل التنظيمية داخل الجامعة كلما رفع ذلك من مستوى األداء الوظيفي للعاملين
.
_7أظهرت النتائج ترتيب عناصر المناخ التنظيمي من حيث تأثيرها على األداء كمايلي :
التكنولوجيا ،نمط االتصال ،طبيعة العمل ،القيادة وفي األخير مدى مشاركة العاملين في
اتخاذ القرار .
45
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
46
اإلطار المفاهيمي للـــدراسة الفــصل األول
خالطصة
استوفى هذا الفصل تحديد المشكلة و ضبط أبعاد الموضوع كي نتمكن من حصر الظاهرة
وتحديد الجوانب المراد دراستها ،فالباحث االجتماعي ال يستطيع االستغناء على عناصر هذا
الفصل كونه العصب الرئيسي للدراسة فهو يلجأ إلى التعامل معه في جوانب كثيرة متفرقة من
البحث باإلضافة إلى مجموعة األطر الفكرية و النظرية التي عالجت متغيرات و مؤشرات
موضوع الدراسة التي ستدرج في الفصول الالحقة بطريقة مستفيضة لتكون بمثابة شواهد كيفية
لتدعيم خطواتنا من أجل تحديد معالم الدراسة .
47
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
49
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
تـمهيد :
يعد االستقرار الوظيفي من المواضيع األساسية في مجال علم اجتماع العمل حاليا ،
و نحن في هذا الفصل بصدد محاولة التعرف على العوامل التي تساعد على تحقيقه ،و قد
ازدادت أهمية هذا الموضوع بعد التأكد من الدور المحوري الذي يلعبه العنصر البشري في
العملية اإلنت اجية بعد ما ساد االعتقاد و لفترة طويلة من الزمن أن الوسائل و اآلالت
والمعدات و المواد األولية كافية من أجل الوصول إلى األهداف المخططة و تحقيق الفعالية
الالزمة ،إال أن هذا االعتقاد قد زال تدريجيا بعد سلسلة الدراسات و البحوث التي أجريت
على الدور و المكانة التي يحتلها العنصر البشري في العملية اإلنتاجية .
و انطالقا من أهمية استقرار المورد البشري في المؤسسة مكان العمل وتحقيق أهداف
التنظيم و ضمان استم اررية العملية اإلنتاجية ،هذا الفصل يهتم بتبيان عوامل االستقرار في
العمل و أهم مظاهره في المؤسسة و المفاهيم المرتبطة به ،فهذا األخير ال يتحقق إال
باجتماع مجموعة من العوامل فهو يتأثر بكل الظروف المحيطة بالعمل سواء الظروف
التنظيمية الداخلية أو البيئة الخارجية .
50
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
51
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
اإلنسان للمستوى التالي من الهرم أو من الحاجة األساسية إلى المركبة فقط عندما تكون
الحاجة الدنيا قد تم إشباعها على األقل بدرجة ضعيفة ( ص ،عبد الباقي ) 99 ، 2113 ،
.
فالفرد العامل يركز أوال على إشباع الحاجات المتعلقة باألمان في الوظيفة قبل أن يدفع
به سلوكه نحو إشباع حاجات أخرى مثل :انجاز العمل الموكل إليه بنجاح .
فهذه النظرية تعد موجها فعاال للمنظمات في فهم حاجات العمال لتحقيق استغالل أمثل لهذه
الموارد ،فمحاولة الكشف المستمر و الدائم عن الحاجات غير المشبعة للعمال يمكن من
كسبهم إلى جانبها و يولد لديهم إحساس باألمان الوظيفي ما يدفعهم للعمل أكثر بفاعلية
واستخدام أفضل إلمكانياتهم و مواهبهم و قدراتهم طالما المنظمة تعمل على إشباع متطلباتهم
.
قدم ألدرفر هذه النظرية على أساس دراسته و تحليله للنظريات السابقة و من خاللها قام
بوضع نظريته الجديدة التي عرفت بنظرية الوجود أو الترابط أو التواصل و النمو ،حيث قدم
ألدرفر تصنيفا للحاجات في شكل هرم يشبه بدرجة عالية هرم ماسلو للحاجات يحتوي على
ثالث أنواع من الحاجات :
_ 3حاجات البقاء :و هي تمثل الحاجات الفزيولوجية عند ماسلو .
_ 2حاجات االرتباط :و تعبر عن درجة ارتباط الفرد بالبيئة المحيطة و تمثل حاجات
االنتماء و الحاجات االجتماعية و جزء من الحاجة إلى التقدير .
_ 1حاجات النمو :و تعبر عن سعي الفرد إلى تطوير قدراته و مؤهالته و تمثل جزء
من الحاجة إلى التقدير و االحترام و حاجة تحقيق الذات عند ماسلو
( .) J,PETROF, 1993,74
وتعتبر هذه النظرية مكملة لنظرية ماسلو حيث يتفقان في المبدأ في كون الرضا لدى
العاملين و استقرارهم في العمل يتحقق بدرجة إشباع االحتياجات لديهم .و في أن الفرد
52
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
يتحرك على السلم من أسفل إلى أعلى و أن الحاجات غير المشبعة هي التي تحفز الفرد
والحاجات المشبعة تصبح أقل أهمية إال أن نظرية ألدرفر تختلف عن نظرية ماسلو في كيفية
تحرك الفرد و انتقاله من فئة ألخرى ،إذ يرى ألدرفر أن الفرد يتحرك إلى أعلى والى أسفل
سلم الحاجات أي أنه في حالة إخفاق الفرد في محاولة إلشباع حاجات النمو تبرز حاجات
االرتباط قوة دافعية تجعل الفرد يعيد توجيه جهوده إلشباع حاجات المرتبة الدنيا و قد نوه
ألدرفر بأن هناك متغيرات عدة يمكن أن تؤثر على األهمية النسبية لهذه الحاجات و أولوية
إشباعها من بيئة ألخرى .
فالفرد الذي يفشل في الوصول إلى مركز وظيفي مرموق قد يقوم بتقوية عالقاته االجتماعية
مع اآلخرين ،كذلك إذا لم تسمح سياسات المنظمة و أنظمتها للفرد بإشباع حاجات النمو و
التطور قد يوجه الفرد جهوده نحو إشباع حاجات الوجود و االرتباط .
53
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
_3الحاجة إلى القوة :أن األفراد الذين تكون لديهم هذه الحاجات قوية يسعون وراء
الحصول على المركز و السلطة و بالتالي هم يقبلون في المنظمة على األعمال التي تمكنهم
من تحقيق أهدافهم .
_2الحاجة إلى االنتماء :األفراد الذين يتسمون بحاجات انتماء قوية يسعون إلى إقامة
عالقات اجتماعية في المنظمة مما يعمل على إقامة جماعات رسمية في المنظمة األمر
الذي يدفعهم إلى اإلقبال على المهام الموكلة إليهم ما يزيد من انجازهم و فعاليتهم .
_1الحاجة إلى االنجاز :الدافع إلى االنجاز هو رغبة في تقديم نتائج جيدة و متميزة عن
ما يقدمه اآلخرون .
و األف ارد يختلفون طبعا في قوة هذا الدافع ،فالذين يمتلكون دافع انجاز قوي لديهم اتجاه
ايجابي نحو حاالت الفشل التي يمكن أن تصادفهم أكثر من غيرهم من األفراد ذوي دافع
االنجاز الضعيف .
فاألفراد الذين لديهم دافع انجاز قوي يتميزون بالخصائص التالية :
* يقبلون على أداء المهام التي يشعرون عند أدائها بالقدر الكافي من االستقاللية
والمسؤولية .
* يفضلون دوما األهداف الصعبة ألن لديهم دافع قوي على المثابرة و التصدي لحاالت
الفشل عكس األفراد الذين يتميزون بدافع انجاز ضعيف .
* تسيطر عليهم مشاعر الرضا عند تحقيقهم نتائج جيدة حتى و لم تكن متبوعة بعوائد
مادية .
إذن فأبحاث ماكليالند أكدت أن األفراد الذين يتميزون بالطموح و الرغبة القوية و هدفهم
الوصول إلى مناصب المسؤولية يندفعون في عملهم بقوة وينجزونه بكفاءة عالية حتى يثبتوا
أن هم ناجحين و متميزين و يتمتعون دوما بقدر من الحماس ألنهم ال يريدون أن يخيبوا أمال
ذوي االنجاز رؤسائهم الذين يتوقعون منهم باستمرار كفاءة عالية تفوق كفاءة األفراد
الضعيف.
54
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
فان الفهم الكام ل للمفاهيم الخاصة بدافع االنجاز و المعرفة الدقيقة للخصائص التي يبحث
عنها األفراد ذوي دوافع االنجاز القوي في أعمالهم يمكن أن يساعد المديرين على تفسير
سلوك العاملين و التنبؤ به ( م ،سلطان .) 371 ، 2111 ،
_7تفترض النظرية أن الفرد قبل قيامه بسلوك معين سيقوم بالبحث في نفسه و ذاته عن
العناصر الثالثة الموجودة في النقطة رقم ( ( )2م ،سلطان .) 313-311 ، 2111 ،
إذن يبني فروم نظريته على مفاهيم ثالثة هي :القيمة ،التوقع و القوة ومن مميزات
نظريته أن سلوك الفرد ال يتحدد بحافز واحد و لكن بالعديد من الحوافز و الفرد يختار األكثر
إشباعا لحاجاته و رغباته ( م ،زعيمي و آخرون . ) 329 ،2119 ،وتعتبر مساهمة فروم
بنظريته هذه أث ار ملموسا في تحسين الدوافع و األداء بما يعود بالنفع على الفرد و التنظيم
خاصة و أنه وضع نظم مكافئات لألداء المتميز بحيث يكون الفرد على علم مسبق
بالمكافآت التي سيحققها مقابل ما يؤديه من عمل بما يضمن كسب عضوية العامل في
التنظيم و والئه له.
56
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
أما المخرجات فهي النتائج و المكافئات التي يحصل عليها الفرد مثل :األجر ،العالوات
،األمن الوظيفي والشعور النفسي باالرتياح و االستقرار في العمل .
إذن فهذه النظرية تؤكد على عدالة التوزيع في الموارد و الفرص فهذا يدفع األفراد العاملين و
يحفزهم على محاولة اإلبقاء على الوضع القائم بمعنى أن الفرد سيستمر في الفاعلية و تقديم
نفس مستوى المدخالت إلى المؤسسة طالما أن النواتج لم تتغير بالمقابل لم تتغير المدخالت
،أما إذا كانت هناك العدالة في التوزيع _ المدخالت و المخرجات _
و هذا بالمقارنة بين األفراد العاملين في نفس المستوى سواء في نفس المنظمة أو في
منظمة أخرى مشابهة من حيث المدخالت .إال أننا نجد بعض المزايا في هاته األخيرة من
حيث المخرجات ،فهذا ما يولد الشعور باإلحباط لدى العاملين ويقلل من أدائهم وربما يخل
باستقرارهم الوظيفي لكونهم يشعرون بالالعدالة في العائد .
57
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
58
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
_ 1_3تماسك جماعة العمل :تعتبر المجموعات العمالية متعددة وشديدة التعقيد حيث
يمكن تصنيفها إلى جماعات ثالث تتمثل في :جماعة الزمالء ،جماعة الرؤساء وجماعة
59
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
اإلدارة ( أ ،شتا ) 333 ، 7221 ،والتي يمثلها المديرون ويمكن أن توصف المنظمة بأنها
جماعات متفاعلة مع بعضها البعض ،ولكل جماعة أهدافها ونشاطاتها لكن من جهة أخرى
ال بد من تحقيق التعاون والتنسيق بين كافة هذه الجماعات للوصول إلى فعالية التنظيم
وتحقيق االستقرار الوظيفي .ويعتمد هذا على العالقات الممتازة بين الجماعات ومدى
التفاعل الكفء فيما بينها والتنسيق والتكامل والتقليل من حدة التنافس والصراعات عن طريق
توزيع األدوار وتوفير فرص التقدم والترقية وفتح قنوات االتصال والتفاعل بين أعضاء
الجماعة للمحافظة على تماسكها واستمرارها في تحقيق أهدافها المشتركة ،فنجاح الجماعة
في الوصول إلى األهداف المحددة لها يزيد من ثقة األعضاء بأنفسهم ويدفعهم إلى بذل جهد
أكبر والى زيادة درجة الوالء واالنتماء للجماعة ( ص ،عبد الباقي) 730 ، 9007 ،
وبالتالي تحقيق درجة عالية من الرضا الوظيفي مما يدفع جماعة العمل التمسك ببيئة العمل
التي تحوي هذه الجماعة .
_2_3الراحة النفسية والشعور باألمان الوظيفي :يعد اإلحساس باألمان من العوامل
المهمة التي تؤدي إلي الصحة النفسية للفرد فهو يشعر باألهمية واالنتماء لبيئته واالطمئنان
واالستقرار بكافة أنواعه وتظهر أهمية الحاجة إلى األمان عند ماسلو بعد إشباع الحاجات
الفزيولوجية فشعور العامل باالطمئنان على استمراريته في العمل وعلى مستقبله المهني
وعلى صحته وعلى عائلته وتأمين العيش الكريم لهم يعتبر هاجسا يالحقه طوال مدة حياته،
فالعامل يبقى محاطا بشعور الخوف وعليه أن يلبي حاجة األمان لكي يتولد لديه شعور
بالراحة النفسية فهو محاط بضروب مختلفة من التأمينات االجتماعية مثل :التأمين ضد
العجز وحوادث العمل وأمراض المهنة والشيخوخة والبطالة والوفاة وعند تحقيقه هذا المتطلب
ينعكس باإليجاب على أدائه ،ألن اإلحساس باألمن شرط من شروط الصحة النفسية واذا
كان أمن الفرد أساس توازنه النفسي فأمن الجماعة أساس اإلصالح االجتماعي (خ ،
الصرايرة . )3 ، 9002 ،
وي عد الشعور باألمان من الحاجات التي تقف وراء استمرار السلوك البشري واستق ارره وتساهم
برفع الروح المعنوية لألفراد ،وتؤدي إلى تحسين األداء وزيادة اإلنتاجية والنوعية ولو أخذنا
60
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
على سبيل المثال العمل في المنظمات اليابانية فهو يقوم على أساس التوظيف مدى الحياة ،
حيث نجد أن العامل الياباني يبدأ حياته في منظمة واحدة وال يخرج منها إال عند سن التقاعد
والبالغ لديهم 55سنة عادة
(خ ،حمود ) 731، 9009 ،هذا ما يجعل العامل الياباني يشعر بالوالء واالنتماء للمنظمة
التي يعمل بها ويتفانى في بذل أقصي مجهود بكل ثقة ومصداقية لتحقيق أهداف المنظمة
وتحقيق رغباته واشباع حاجاته .
_3_3المشاركة العمالية في اتخاذ الق اررات :إن االتجاه الحديث في إدارة األعمال يرمي
إلى قيام رئيس العمال بإشراك العاملين في وضع أهداف الجماعة وتحديد ها وفي رسم
الخطط وتنفيذها مع فسح المجال لكل فرد في التنظيم بإبداء الرأي والنقد والمشاركة الفعلية
والتعاون في النشاطات ،وتشير الدراسات والبحوث المختلفة إلى أن عدم وجود المشاركة
العمالية يؤدي إلى وجود اغتراب عمالي باإلضافة إلى أنه يؤدي إلى الصراع وانخفاض
مستوى اإلنتاجية وظهور مشكالت العمل المختلفة ما يشكل حالة من الالاستقرار في
إلى أن الصناعة P-ACKERS & J-BLACK المنظمة .وقد أشار بالك و أكرز
األمريكية كانت معزولة عن المنافسة العالمية لمدة طويلة ومنذ الثمانينات بدأ االهتمام
بتحسين نوعية حياة العمال عن طريق تدعيم عملية مشاركة العاملين في اتخاذ الق اررات ،
األمر الذي أدى إلى ارتفاع اإلنتاجية وحل كثير من مشكالت العمل
( ط ،لطفي . ) 933 ، 9001 ،وحتى تتحقق هذه األهداف يجب إشراك العمال واإلطارات
في المنظمة في إعداد الخطط عن طريق إيجاد جو من الحوار المستمر والفعال ،و على
المنظمة أن تعتبر العامل كنوع من الشريك أو المتعاون ،له الحق في إبداء رأيه في سير
العملية اإلنتاجية حتى ال يشعر أنه مجرد آلة تحرك من طرف اإلدارة كما شاءت ،بل هو
العضو الفعال في المنظمة فهذا يزيد من انتمائه ووالئه لهذه المنظمة ويقوي روابط التضامن
والتعاون بين جماعات العمل .
61
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
أن تخطيط الموارد WALKER _4_3تخطيط وتنمية الموارد البشرية :يرى والكر
البشرية هي عملية إدارية متكاملة وليس جزء من وظيفة التوظيف ،حيث أنها تتعلق بتحليل
احتياجات المنظمة من الموارد البشرية في ظل الظروف المتغيرة وتطوير األنشطة الضرورية
إلشباع هذه الحاجات( م ،القحطافي ) 13 ، 9001 ،ويسهم تخطيط القوى العاملة في رسم
وترشيد سياسات وبرامج االستقطاب واالختيار والتعيين وتخطيط وتطوير المسار الوظيفي
والتدريب والنقل والترقية على مستوى المنظمة .فمن خالل االستخدام األمثل للموارد البشرية
تضمن المنظمة درجة عالية من الرضا الوظيفي من جانب العاملين ،ألن بعملية التخطيط
المسبقة يتم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب فال يكون هناك حالة من االستياء
والتذمر وغموض لدى العاملين .فإذا كان هناك لبس أواختالط في األدوار فهذا يؤثر سلبيا
على سير العملية اإلنتاجية وعلى استقرار العمالة في المنظمة .فعلى المنظمة تخطيط
الموارد البشرية وتهيئة مناخ تنظيمي تسود فيه عالقات منسجمة لتقضي تماما على
الصراعات والخالفات التي تنشأ بين العمال جراء التنافس و عدم التوازن في األدوار خاصة
إذا كان هناك اختالف في المؤهالت والكفاءات بين العمال فال بد من تحديد المهام كل
حسب مؤهالته وكفاءاته وخبرته في المجال الذي ينتمي إليه حتى يستطيع أن يحقق قدر
كاف من التحكم في الدور الذي سلم له من طرف اإلدارة وبالتالي يؤدي ما عليه من مهام
في أحسن صورة وبفعالية كبيرة .عكس العامل الذي يوضع في منصب ال يتناسب مع
مؤهالته وامكانياته فال يحقق المستوى المطلوب من اإلنتاجية بل يعرض المنظمة إلى
مشاكل عديدة ويصبح عرضة إلى تهديدات اإلدارة بالتوقف أو النقل من جهة ومن جهة
أخرى يصبح يعاني من صراعات نفسية داخلية بعدم الثقة في النفس ما يدفعه إلى عدم
االستقرار في العمل .
62
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
إن مظاهر عدم االستقرار في المؤسسة كثيرة ومتعددة ،فشعور العمال بعدم الرضا
واالستياء يعبرون عنه بسخطهم ورفضهم للعمل ومقاومتهم للقوانين التنظيمية في المؤسسة
وعدة أساليب أخرى ،فمن مظاهر عدم االستقرار في العمل مجموعة المؤشرات التالية :
_1_4التـغيب :في البداية يجب التفريق بين الغياب والتغيب حيث األول يعني انقطاع
العامل عن العمل لسبب خارج إرادته ،أما الثاني فيعني عدم حضور العامل للعمل بإرادة
منه .ويعرف ناجي سفير التغيب "على أنه الظاهرة التي يشكلها غياب العامل من مكان
العمل في وقت الذي يفترض فيه وجوده بصفة طبيعية لتأدية المهام الموكلة إليه"
(ن ،سفير ) 757 ، 7212 ،ويعتبر التغيب ظاهرة مرضية وهو نوع من المقاومة يلجأ
إليها العمال هروبا من ضغوط العمل والجو المشحون في المنظمة وهو تعبير لرفض ظروف
العمل .إن تغيب العمال يؤثر على جداول اإلنتاج حيث تتحمل المؤسسة تكاليف باهظة
بسبب هذا السلوك غير المتوقع من طرف العمال ،حيث تقدر تكلفة غياب العامل الواحد
في أحد مصانع السيارات بحوالي 55.33دوالر في اليوم الواحد ،وتكلفة غياب أحد
المديرين في أحد البنوك بحوالي 9 7175دوالر في اليوم الواحد ( ع ،حنفي وآخرون ،
. ) 973 ، 9009وأسباب التغيب كثيرة قد تكون داخل التنظيم كسوء العالقة بين العامل
وجماعة العمل واإلدارة أو الالعدالة في المعامالت أو من خارج التنظيم كعدم توفر
المواصالت لبعد المسكن من مكان العمل أو ظروف العامل الصحية أو األسرية ...الخ
.ولهذا يجب على اإلدارة أن تعالج هذه الظاهرة بتحسين الظروف المادية والمعنوية المحيطة
بالعامل مع مراعاة ظروفه االجتماعية كي يرفع من مستوى التزامه ووالئه للمؤسسة .
_2_4الشكاوي والتظلمات :تظهر حالة الشكاوي والتظلمات في التنظيمات لدى العمال
في عدة مناسبات حيث يعود بعضها إلى الشعور الصادق بظلم وقع على العامل بالفعل
وأحيانا أخرى تظهر نتيجة الضطراب نفسي يهدف به العامل الدفاع عن نفسه مثال
(ص ،بن نوار ) 55 ، 7225 ،وذلك نتيجة ظروف العمل غير المواتية كالعالقات السيئة
بين العمال أنفسهم أو بين المسؤول المباشر عليهم .
63
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
والشكاوي هي نوع من المقاومة يلجأ إليها العامل كتعبير لعدم رضاه وارتياحه لمحيط العمل ,
والشكاوي والتظلمات تعتبر وسيلة يجذب بها العامل نظر اإلدارة إلى ظروفه محاوال بذلك حل
المشاكل قبل انفجارها وتحولها إلى أزمات فإذا تفاقم الوضع يدفعه ذلك للبحث عن مؤسسة
أخرى توفر له الراحة النفسية والعدالة في المعامالت والعالقات الجيدة بين زمالء العمل وبين
اإلدارة .
_3_4اإلضراب واالحتجاج :يعد اإلضراب نوع من أشكال الصراع التنظيمي وهو خرق
للعادات واألعراف وكسر للنظام وهو مؤشر على الوعي الكامل للعمال اتجاه ظروف العمل
ومظهر من مظاهر عدم الرضا واالستقرار يلجأ إليه العمال متى استعصت عليهم التسويات
السلمية للنزعات مع اإلدارة ،واإلضراب تسبقه حركة احتجاجية علنية .
نجاح أو تحقيق مطالب العمال دون اللجوء إلى اإلضراب يتوقف على تماسك جماعة العمل
ومهاراتهم فالعمال ذوي المهارات العالية أكثر جماعات العمل تماسكا وهم يملكون مساومة
كبيرة ويناضلون من أجل متابعة وحل مشاكلهم سواء عن طريق إجراءات التفاوض الرسمية
أو القيام بإضرابات ...والجماعات ذات المهارات المنخفضة تملك أعلى مستوى من حيث
تطورها في أشكال الصراعات غير المنظمة
( ط ،بلعيور . ) 93 ، 7225 ،ويعتبر اإلضراب أكثر مظاهر عدم االستقرار في
التنظيمات وقد تكون أسبابه راجعة إلى ظروف تنظيمية مرضية ولفترة طويلة من االضطهاد
النفسي أدى الفهم والوعي العمالي بالمصلحة المشتركة بين العمال إلى االحتجاج عليها
للمحافظة على ا ألمن وتماسك الجماعة وتحسين الظروف المادية والمعنوية للعمل ليكنوا
أكثر استقرار ورضا في مكان عملهم .
_4_4ترك العمل إراديا :ويعتبر من سلوكيات االنسحاب المترتبة على ضغوط العمل (ع،
حنفي و آخرون ) 973 ، 9009 ،وفي المقابل وجود بيئة عمل أفضل نجحت في
استقطاب هذه الفئة من العمال ألنها توفر هيكل متكامل من ظروف العمل المادية والمعنوية
بدرجة عالية تسمح باالرتياح واالطمئنان في الوظيفة دون التعرض للضغوطات والتوترات
64
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
أثناء ممارسة العمل .ويمكن في هذا الصدد اإلشارة إلى المنافسة بين التنظيمات التي
تمارس نفس النشاط ولهذا على المنظمات بذل مجهودات جبارة في تحسين تخطيط مواردها
البشرية ألجل المحافظة على رأسمالها البشري من التسرب واالنسحاب من البيئة التنظيمية
جراء مناخ العمل غير السامح لالستقرار والثبات في المنظمة الواحدة.
وقد أسفرت البحوث التي أجريت على العمال في مصنع أمريكي للطائرات أن األسباب التي
يمكن اعتبارها مثاال ألسباب الترك اإلرادي %50منها تتعلق بالعمل وظروفه وأن النصف
اآلخر أسباب شخصية .أما األسباب المهنية بعد تحليلها رتبت حسب تكرارها بالشكل
التالي :عدم رضا العامل عن مركزه في عمله ،الرغبة في عمل آخر ،عدم الرضا عن
العمل بوجه عام ،قلة األجور ،صعوبة العمل ،اإلشراف غير الموفق ،سوء ظروف
العمل الفيزيقية .
أما األسباب الشخصية فهي على حسب أهميتها :أسباب صحية ،رعاية األطفال ،أسباب
تتعلق بالمواصالت وتبعات المنزل ( ف ،موسى ) 17 ، 9002 ،ولهذا فقد يترتب على
مثل هذه الدراسات إعادة النظر في السياسات الموضوعة واألساليب المتبعة بخصوص
تسيير العمل .
_5_4التغير التكنولوجي :إن التغير التكنولوجي يدخل ضمن الرهانات الكبرى التي
تواجهها المنظمات خاصة في ظل التغيرات التي يعرفها العالم جراء العولمة ولهذا
فالمنظمات م جبرة على تغيير أنساقها الفنية باستمرار لتتكيف مع البيئة الخارجية ولتضمن
لنفسها شروط البقاء واالستمرار .ومن جهة أخرى تؤثر التكنولوجيا تأثي ار كبي ار في االستقرار
الوظيفي وذلك من خالل العالقة بين العنصر البشري واآلالت والمعدات المستخدمة في
العملية اإلنتاجية ،حيث نجد أن العامل الذي أتعب نفسه في كسب مهارة مهنية معينة ثم
يفاجأ باختراع جديد في نفس المجال يجعل هذه المهارة المكتسبة عديمة الجدوى ،وربما يجد
العامل نفسه معرضا لالستغناء عنه أو مضط ار إلى كسب مهارة جديدة أخرى أو طراز من
العمل ال يعلم إن كان مهيئا أو غير مهيأ للقيام به
65
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
(ن ،موسى )977 ، 9002 ،فيصبح هذا العامل عرضة لضغط نفسي يثيره ويهدد شعوره
بقيمته وكفاءته ويخفض إحساسه باألمان واالستقرار في عمله .
وعليه فإن تغيير التكنولوجيا القديمة بتكنولوجيا جديدة سيؤدي بدوره إلى اختفاء الظروف
القديمة المحيطة بالعمال وظهور ظروف أخرى جديدة ،الشيء الذي يؤثر على استقرارهم
الوظيفي مما يتطلب من المنظمة بذل مجهودات إضافية إلنجاح عملية التغير التكنولوجي
(س ،حليس )703 ، 9002_ 9001 ،وفي نفس الوقت المحافظة على عمالها ألن هذان
العنصران هما عصب العملية اإلنتاجية .
66
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
تحقيقه من وظيفته ودرجة إشباع تلك الحاجات فهو إذن رد فعل تقويمي وانفعالي يقيس مدى
حب أو كراهية الشخص لوظيفته ( أ،سيزالقي ،م،والس . ) 15 ، 7227 ،
ويعبر عن الرضا الوظيفي بالمعادلة التالية :
الرضا عن العمل = الرضا عن األجر +الرضا عن محتوى العمل +الرضا عن فرص
الترقي +الرضا عن اإلشراف +الرضا عن جماعة العمل +الرضا عن ساعات العمل +
الرضا عن ظروف العمل (ص ،عبد الباقي . ) 719 ، 9003 ،
_1_1_5العوامل المؤثرة على الرضا الوظيفي :لقد تعددت وجهات النظر المحددة لعوامل
الرضا الوظيفي فهناك من الباحثين من صنف هذه العوامل إلى األجر ومحتوى العمل ،نمط
اإلشراف جماعة العمل الرسمية وغير الرسمية ،نظام الترقية ،وظروف العمل المادية في
حين البعض اآلخر حددها في نوع تنظيم العالقات بين فريق العمل وفرص الترقية وطبيعة
العمل والمركز االجتماعي للمهنة لكن رغم االختالفات في تحديد هذه العوامل فهم يتفقون
على أن الرضا النفسي للعامل يتأثر بالبيئة التنظيمية المحيطة بالعامل :
67
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
68
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
حيث يصف اصطالح الروح المعنوية شعو ار متصال ومتعلقا بالروح والحماس واذا استخدم
االصطالح بالنسبة لمجموعة من العمال فإنه يشير إلى الجو العام المحيط به .
يرى كيرت ليفين أن أهداف الجماعة تشبع بدرجة عالية لتعكس النماذج الخاصة بالجماعة
وهي في نفس الوقت تساعد على تحقيق األهداف المباشرة ( م ،بيومي ،م ،لطفي ،
. ) 750 ، 9002
والروح المعنوية هي نتاج جماعي لتفاعل جماعة من األفراد يعملون في نفس المجال بقصد
تحقيق نفس الهدف (م ،ربيع .) 957 ، 9070 ،وترتبط الروح المعنوية العالية بالرضا
الوظيفي وهي مفهوم عام يصف حال الجماعة ويتأثر بها شعور كل فرد من أفراد هذه
الجماعة ،ومن وجهة نظر أخرى هي مسألة فردية تصف مشاعر الفرد اتجاه عمله ومدى
رضاه عن هذا العمل وتكيفه معه وعالقات العمل المحيطة به فقد أدت هذه النظرة إلى القيام
بدراسات حول حاجات األفراد مثل االستقرار االقتصادي والرغبة والمشاركة واالنتماء والتنمية
الذاتية واثبات الذات .وفيما يخص مظاهر الروح المعنوية فسبق وأشرنا أن الروح المعنوية
سواء كانت للفرد أو للمجموعة فهي تشير إلى المشاعر والروح وبما أن المشاعر مسألة
تقديرية فإن الروح المعنوية تعتمد على بعض المظاهر مثل :األفعال والتعبيرات والسلوكات
.ويحدد محمد عويضة مظاهر الروح المعنوية في النقاط التالية :
-ميل أعضاء الجماعة إلى التعاون والتماسك من تلقاء أنفسهم ال نتيجة سلطة خارجية .
-وجود أقل قدر من الصراع مع قدرة الجماعة العالية على التكيف مع الظروف المتغيرة
وميل أعضائها إلى تسوية الخالفات الداخلية بما يعيد للجماعة وحدتها وتماسكها .
-شيوع الشعور باالنتماء بين أعضاء الجماعة وهو شعور ينجم عن توحد الفرد مع
الجماعة واستغراقه فيها ألنها ترضي دوافعه وحاجاته وألنها تزيد من شعوره باألمن وثقته
بنفسه وذلك لوجود أهداف مشتركة يعمل الجميع من أجل الوصول إليها وتحقيقها
( ك ،عويضة . ) 755 ،7223 ،
_1_2_5عالقة الروح المعنوية باالستقرار في العمل :إن الروح المعنوية في الحقيقة هي
الصورة الكلية لنوعية العالقات اإلنسانية السائدة في جو العمل لذلك فإنه ال يمكن خلقها عن
69
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
طريق األوامر أو التعليمات أو العقوبات رغما عن إرادة العمال وهي ال تتأتي بالحوافز
المادية أو عن طريق السلطة الرسمية بل عن طريق احتواء محيط العمل وتحسين الظروف
المالئمة التي تمكن العاملين من أداء العمل وبخلق الثقة واالحترام والتعاون الفعال بين القائد
والمرؤوسين وبين المرؤوسين فيما بينهم ومن ثم يتم إشباع حاجاتهم فماسلو قد أوضح أهمية
الحاجات لدى الفرد وموقعها في سلم األولويات لديه والحظ عالقة تداخل حاجة االستقرار
واألمان بالحاجات األساسية لدى الفرد وتأتي الحاجة إلى االستقرار في العمل بعد حاجة
إقامة عالقات إنسانية في مكان العمل ( ب ،الحريسي . ) 91 ، 9070 ،فيصبح بذلك
سعي العامل إلى عمله ال حبا في العمل بل للروح المعنوية السائدة في بيئة العمل .
_3_5االلتزام الوظيفي والشعور باالنتماء للمنظمة :يرتبط مفهوم االلتزام بمفهوم الوالء
حيث عبر كانتر KANTERعن االلتزام " بأنه االستعداد والرغبة في زيادة العمل والوالء "
،وااللتزام الوظيفي يعكس مدى توحد األفراد مع مؤسساتهم وتعلقهم بها .
حيث يعرفه صالنيك " SALANICKأنه الحال التي يصبح الفرد فيها محدد بأفعاله النابعة
من تفكيره ومعتقداته التي قد تؤيد وتحدد نشاطه وارتباطاته ".
MOWDAY & ALأن االلتزام يقوم على ثالث عناصر هي : ويرى موداي وآل
-7االعتقاد القوي في قيم التنظيم وأهدافه ومدى تقبلها .
-9االستعداد والميل لبذل جهد وافر للتنظيم .
-3الرغبة الجامحة للبقاء عضو في التنظيم (ع ،الطجم . ) 703 ، 7223 ،
أما صالح عبد الباقي يعرف االلتزام الوظيفي بأنه" درجة تطابق الفرد مع منظمته وارتباطه
بها" (ص ،عبد الباقي. ) 717 ،9005 ،
والتعريف هذا نفسه يعطيه بورترو وآخرون لمفهوم الوالء التنظيمي ويضيف أن الفرد الذي
يظهر مستوى عالي من الوالء التنظيمي تجاه منظمة ما لديه اعتقاد قوي بالعناصر الثالثة
التي أدرجها موداي وآل للتأكد من درجة التزام الفرد نحو مؤسسته ( آ ،العتيبي ، 7223 ،
. ) 770فااللتزام والوالء حاجات يحققها الفرد من أجل استم ارره في التنظيم ورغبته في
70
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
الحفاظ على عضويته فيه لتسهيل تحقيق أهدافه ويمكن التأكد من الوالء التام للعضو في
المنظمة عندما يصبح يتكلم باسم الجماعة والدفاع عنها حين التعرض لها أمامه للنقد .
وتتجسد هذه السمة في اإلدارة اليابانية فالعامل الياباني يقضي في المنظمة وقتا أكبر من
الوقت الذي يقضيه في بيته وهذه من ضمن فلسفة اإلدارة اليابانية التي تتميز بالطابع األبوي
ويطلق على هذا النوع من اإلدارة اإلدارة بالحب وهي تعتمد على جزء كبير من رفع درجة
االنتماء والحب للمنظمة والقائمين عليها وذلك بتهيئة أجواء العمل الدافعة لذلك بما تقدمه
من إشباع لالحتياجات ،وكما تشير معظم الدراسات أن الوالء التنظيمي يؤثر في حياة
العاملين خارج العمل فهم يشعرون بدرجة عالية من الرضا والسعادة وبمستوى عال من
االرتباط بعائالتهم .
_1_3_5عالقة االلتزام الوظيفي والشعور باال نتماء للمنظمة باالستقرار في العمل :
إن هناك من األسباب ما يجعل موضوع االلتزام والوالء للمنظمة من طرف األفراد العاملين
بها ذا أهمية كبيرة للمنظمة ولألفراد على حد سواء.
إن االلتزام الوظيفي يمثل أحد المؤشرات األساسية للتنبؤ بعديد من النواحي السلوكية وخاصة
معدل دوران العمل فمن المفترض أن األفراد الملتزمين سيكونون أطول بقاء في المنظمة
وأكثر عمال نحو تحقيق أهدافها ،وااللتزام ينقسم إلى ثالث أنواع :
-7االلتزام االستم ارري :هو قوة الفرد ورغبته الجامحة في البقاء واالستمرار في المنظمة
التي يعمل بها .
-2االلتزام المعياري :وهو شعور الفرد بأنه ملزم بالبقاء بسبب ضغوط اآلخرين مثل :
الزمالء والرؤساء .
-3االلتزام العاطفي :وهو توافق أهداف الفرد مع أهداف وقيم المنظمة ويريد الفرد المشاركة
في تحقيق األهداف وتدعيم هذه القيمة ( ن ،حاروش .)957 -950 ،9070 ،
فالمالحظ لهذه األنواع من االلتزام يجد أن كلها تعمل على بقاء الفرد في المنظمة وتعزر
استق ارره الوظيفي ووالءه التنظيمي .
71
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
_4_5دوران العمل :ورد مفهوم دوران العمل في بعض البحوث العلمية تحت مصطلح
التسرب الوظيفي وفي أخرى تحت مصطلح ترك العمل أو الخدمة .
ويقصد به " خروج بعض العاملين من المنظمة خالل فترة معينة بسبب انتهاء أو إنهاء
خدمتهم أو العجز أو الوفاة أو اإلجازة أو النقل ( أ ،مصطفى .) 993 ، 9000 ،وهي
حالة تنطوي على تعيين أفراد تم فقدهم ثم إحاللهم بآخرين ،وهي ظاهرة سيئة بالنسبة
للتنظيمات ألنها نوع من اإلسراف في المال والوقت والجهد الذي بذلته في اختيار األفراد
وتعينهم لكنهم بعد مدة معينة يفضلون االنسحاب من التنظيم لهذا تتجه الكثير من السياسات
الخاصة بالقوة العاملة تحاشي حاالت االنفصال عن العمل .وتعود أسباب الدوران في
العمل ربما إلى عدم الدقة في عمليات االختيار والتعين من جانب المنظمة أو مغريات
تمنحها التنظيمات المماثلة الستقطاب العاملين لتولد لديهم الرغبة لالنتقال إليها إلشباع
حاجتهم .فالتفكير المنطقي يقودنا إل افتراض أنه كلما زاد رضا الفرد عن عمله زاد الدافع
لديه على البقاء في العمل ( م ،سلطان . ) 905 ، 9003 ،
ولقد أظهرت الدراسات بدرجات متفاوتة أن هناك عالقة سلبية بين الرضا عن العمل ومعدل
دوران العمل بمعنى أنه كلما ارتفع الرضا عن العمل يميل معدل دوران العمل إلى االنخفاض
.وتتسم بعض الوظائف بمعدالت دوران عالية مثل الوظائف الفنية المعقدة وذلك لشدة
الطلب على العاملين في هذا المجال ،ويعد معدل دوران العمل بمثابة المؤشر على حالة
االستقرار من عدمه التي تسود العاملين ( ع ،بوخمخم . )733 ،9077 ،وزيادة مؤشر
معدل دوران العمل يعد أم ار مقلقا إذ يمكن أن يكون مؤش ار على ضعف الفعالية التنظيمية
ي ستدعي من العامل الخروج من بيئة عمل طاردة وغير جاذبة وهذا يكون بمثابة نوع من
الخسارة للمنظمة .
أثر نفسيا لخروج أحد العاملين من المجموعة
كما يؤثر هذا في جماعة العمل ويحدث لديهم ا
فعليا ،في هذه الحالة على المجموعة أن تعد نفسها إعدادا نفسيا الستقبال عضو جديد
يتوجب عليه أن يكون مستعدا هو بدوره للتأقلم مع جماعة العمل الجديدة .
72
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
وحسب أحمد ماهر فأسباب ترك العمل ترتفع بين المعينين حديثا وصغار السن وتكون
نسبيا عند النساء أكثر من الرجال وترتفع معدالت ترك الخدمة في بعض المجاالت حيث
يكون الطلب عليها مرتفعا مثل حاالت التخصص العلمي والمهني ودرجة التعليم
( أ ،ماهر ) 725 ، 9000 ،وتتعدد العوامل المؤثرة في ترك العمل مثل عدم التناسب
بين خصائص األفراد وخصائص الوظيفة ،والعمل في ظروف غير مواتيه فهذه العوامل
تؤدي إلى درجة من التوتر واإلجهاد مما يتسبب في ضغوط نفسية تؤثر سلبا على صحة
العامل مما يدفعه إلى االنسحاب الفوري من هذه البيئة التي تسبب له التوتر والقلق .
_1_4_5عالقة دوران العمل باالستقرار في العمل :إن اآلثار السلبية المترتبة عن دوران
العمل من الممكن تفاديها من طرف اإلدارة وذلك للحفاظ على العاملين بتهيئة بيئة عمل
مواتية ،وقد ركزت بعض الدراسات التي أجريت على دوران العمل على أهمية إعادة النظر
في تخطيط الموارد البشرية واألنظمة والقوانين المعمول بها ،وأن تعزز سبل التحفيز المادي
والمعنوي بما يعوض ظروف العمل غير العادية التي قد يواجهها العمال والتي قد تميزهم
عن العاملين بمواقع عمل أخرى .
وأهم التوجيهات الجديدة التي تسلكها إدارة الموارد البشرية هي إجراء مقابلة نهاية الخدمة
للتعرف على األسباب الحقيقية التي دفعت العامل إلى ترك العمل ،ويتعين أن تتم هذه
المقابلة في ظروف معنوية طبية دون أي ضغوط للحصول على إجابات صريحة تساهم في
التقليل من هذه الظاهرة ال القضاء عليها .
فحد معين لدوران العمل ينبغي أن يكون مسموحا به في أي مشروع وقد يكون هذا الحد
ضروريا وايجابيا للعاملين وللمنظمة باعتباره يجدد الحياة في أجواء المنظمة
( م ،القريشي ) 59 ، 9070 ،لتكون أكثر قدرة على التطوير واإلبداع وأكثر استقرار.
73
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
العدالة التنظيمية SAAL & MOOR _5_5العدالة التنظيمية :عرف سال ومور
بأنها " القيمة المتحصلة من جراء إدراك الموظف لنزاهة اإلجراءات وموضوعية المخرجات
الحاصلة في المنظمات ".
فقد عرفا العدالة التنظيمية بأنها " محصلة االتفاق أما بايرز و رو BAYRS & RUE
بين الجهود المبذولة والعوائد المتحققة منها بشكل يسهم في تحقيق األهداف المطلوبة
للمنظمة " .وفي السياق ذاته عرفها
)1887(CROPANZANO & GREENBERG كروبانزانو وجرينبرغ
بأنها إدراك األفراد لحالة اإلنصاف في المعاملة التي يعاملون بها من قبل منظمتهم
( ر ،السعود ،س ،سلطان , )725 ، 9002 ،وبالتالي فالعدالة التنظيمية تتمحور حول
إدراك العامل لناتج المقارنة بين ما يقدمه للمنظمة وما يحصل عليه من امتيازات كما
تتمحور حول نزاهة القوانين واإلجراءات التي تتبع في تحديد هذه اإلمتيازات .
وتعود فكرة العدالة في المنظمة إلى سنة 7233حيث ظهرت نظرية المساواة التي نادى بها
آدم ) 7233( ADAMSإذ يعتقد آدم بأن سلوك األفراد في المنظمة يتأثر بدرجة كبيرة بمدى
إحساسهم بالمساواة في التوزيع بين الفوائد التي يحصلون عليها والتكاليف التي يقدمونها
ضمن المجموعة التي ينتمي إليها هؤالء األفراد (ب ،أبوتاية )757 ، 9079 ،
وعليه فإن النظرية تقوم على أساس مقارنة العامل لمعدل مخرجاته المرتبطة بوظيفته
والمتمثلة في الراتب والمكافآت إلى مدخالته فيه ،والمتمثلة في عبء العمل والجهد المبذول
مع معدل مخرجات زمالئه في المنظمة إلى مدخالتهم وفقا لنظرية عدالة العائد ،فالعمل
يشعر بالرضا عندما يتساوي المعدالن ،ولكن يسوده شعور بالغبن وعدم الرضا واإلجحاف
عندما ال يتساوى المعدالن .
وتجدر اإلشارة أنه في هذه الحالة يحاول العامل أن ينهي تلك العالقة التي ال تحقق له
الشعور بعدالة العائد وذلك باالستقالة من العمل ( أ ،عاشور . ) 753 ، 7213 ،
أوانتهاجه سلوكا سلبيا اتجاه العمل مما يؤثر على أدائه وينقص من عزيمته ودافعيته وبالتالي
74
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
ينخفض مستوى والئه للمنظمة واخالصه لها وتنخفض لديه الرغبة الجامحة لالستمرار في
العمل وتحقيق أهداف المنظمة .
والعدالة التنظيمية حسب العديد من الباحثين تتضمن ثالث أبعاد :
عدالة التوزيع وهي المخرجات التي يحصل عليها العامل وتتضمن :األجر ،التقدير،
المكانة االجتماعية ،الميزات المعطاة لألقدمية ،والمدخالت تتضمن :المستوى التعليمي
للعامل ،سنه ،الجهد الذي يبذله في العمل وساعات العمل ...الخ .
أما البعد الثاني هو عدالة اإلجراءات وتعني العدالة التي تستخدم في تحديد المخرجات
التنظيمية والسياسات المستخدمة في اتجاه الق اررات مع شرحها للعاملين .
والبعد الثالث يضم عدالة التعامالت وهي درجة إحساس العاملين بعدالة المعاملة اإلنسانية
والتنظيمية عندما يطبق عليهم نظام المدخالت والمخرجات .
_1_5_5عالقة العدالة التنظيمية باالستقرار في العمل :إن الحكم على نجاح المنظمة
يتجلى من خالل قدرة اإلدارة فيها على تحقيق متطلبات العدالة التنظيمية و مدى قدرتها على
حث العاملين على إظهار السلوكيات المرغوبة وما يجسد التزامهم التنظيمي ووالئهم اتجاه
منظمتهم التي ينتمون إليها .وال يتحقق هذا إال بتحقق العدالة في األسلوب الذي يستخدمه
المدير في التعامل مع العمال على المستويين النفسي والوظيفي وما يحققه من نزاهة
وموضوعية المخرجات والمدخالت داخل المنظمة وتوفير العدالة بجميع أنواعها وأبعادها فأي
خلل في عدم تحقق أي بعد من أبعاد العدالة يمكن أن يمثل خطورة على المنظمة ويفقدها
توازنها ويظهر ذلك على النحو التالي :
-7بالنسبة لبعد العدالة التوزيعية :إن انخفاض مدركات العاملين لهذا البعد قد يسبب العديد
من النتائج السلبية مثل انخفاض كمية األداء الوظيفي وانخفاض جودة األداء ونقص التعاون
والتكامل مع زمالء العمل .
75
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
-9أما بالنسبة لبعد العدالة اإلجرائية :إن عملية صناعة الق اررات غير العادلة ترتبط بالعديد
من التتابعات التنظيمية السلبية مثل انخفاض التقييم الكلي للمنظمة ونقص الرضا الوظيفي
وانخفاض االنتماء التنظيمي ( ص ،أبوجاسر. ) 71 ،9000 ،
-3أما بالنسبة لعدالة التعامالت :فاألفراد العاملين يفقدون الثقة في المنظمة عندما ال
تتحقق كال من العدالة التوزيعية وعدالة اإلجراءات وفي العديد من الحاالت فإن الطريقة التي
يعامل بها العامل في أثناء تطبيق بعض اإلجراءات الرسمية تتطلب نوعا من االتصال بين
صاحب القرار ومتلقي القرار – العامل – فهذا التفاعل يمكن أن يعتبر إجراء متحيز وغبر
موضوعي في نظر آخرين .لذا فإن العدالة التنظيمية هي مفهوم نسبي نوعا ما وهي تتحدد
في ضوء ما يدركه الفرد من نزاهة وموضوعية اإلجراءات والتعامالت وذلك من خالل
االختالف في التفضيالت ،فاألفراد يختلفون فيما بينهم في درجة إحساسهم بالعدالة ويرتبط
هذا بما قدمه الفرد من جهد في مجال عمله والمقابل الذي تحصل عليه ومدى إشباع هذا
العائد لطموحاته ودرجة تقديره للمنفعة التي يحصل عليها مما يؤثر بالسلب أو اإليجاب على
استمرار دافعيته للعمل .
_6بعض من عوامل االستقرار الوظيفي :
وهي نقل الموظف إلى وظيفة ذات مستوى أعلى تختلف في _1_6الـتـرقـية :
المسؤوليات والواجبات ويصطحبها في العادة زيادة في المرتب والدرجة وهي تعبر عن نمو
وتقدم الفرد في عمله ( س ،ادريس . ) 93 ، 9003 ،وتؤثر في الغالب على رضائه
الوظيفي وتنطوي الترقية على تغير في التكليف من عمل في مستوى أدنى إلى آخر في
مستوى أعلى داخل التنظيم وتصاحب الترقية عادة زيادة في األجر
(ص ،الشنواني . ) 39 ، 7222 ،والغرض من إجراء الترقيات هو استغالل مهارات
وقدرات األفراد و الترقية تفيد معنى الصعود واالرتقاء.
تتم الترقية على أسس علمية تنظيمية ،حيث يراعي فيها أقدمية الشخص أو عدد السنوات
التي قضاها في وظيفته الحالية أو التي قضاها في خدمة المنظمة ،باإلضافة إلى كفاءته
أو نجاحه في الفترة الماضية وقدرته على القيام بأعباء ومسؤوليات الوظيفة الجديدة .
76
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
وتساهم الترقية في تحقيق الرضا الوظيفي فهي تزيد من حماس العمال ومثابرتهم وتولد لديهم
شعور بأنهم ذوي أهمية بالنسبة للمشروع بدرجة أكبر من توقعاتهم ،وبالتالي تزرع لديهم روح
تنافسية تؤثر عل اإلنتاجية حيث تجعل من اإلنتاج يتحسن كما وكيفا وكذلك مضاعفة
الجهود في العملية اإلنتاجية ما يرفع لديهم مستوى تمسكهم بالعمل و استبعاد فكرة تركه ،
فالترقية تعطي األفراد المزيد من االستقرار في المؤسسة التي يعملون بها وهي تساهم في
تحسين وضعية العمال داخلها وخارجها أي في المجتمع بصفة عامة .
_2_6الــنـقـل :يستخدم النقل كوسيلة إلعادة توزيع العمالة وتحقيق توازن هيكل العمالة
ويكون عادة في نفس المستوى التنظيمي ،وقد يتم بمبادرة من اإلدارة أو بطلب من الموظف
ويترتب عليه تغيير الفرد المجموعة التي كان يعمل معها أو الوحدة التي كان تابعا لها.
والغرض من النقل هو وضع الفرد في المكان الذي تكون هناك حاجة أكبر إليه فيه وقد
يساعده هذا أن يكون مع مجموعة من األفراد يستطيع أن يندمج معهم فيعملون معا بتعاون
أكبر خاصة إذا كان النقل برغبة منه .
ويعطي النقل فرصة للفرد أن يتدرب على عمل جديد (ص ،الشنواني )10 ، 7222 ،
فيزيد من خبراته وينمي قدراته .وقد يسهم في دعم القدرة التنافسية للمنظمة إذا كان محققا
لرغبة األفراد ومنسجما مع طموحاتهم في أداء عمل مرغوب أو شغل مركز معين فيمكن أن
يشبع لديهم حاجات األمن والحاجات االجتماعية وحاجات التقدير وتحقيق الذات .
77
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
المصنع ألنه المسؤول عن اإلنتاج وفي نفس الوقت يتفاعل مع كل من العمال واإلدارة ،
فسلوك المشرف له تأثير جوهري على معنويات المرؤوسين لذلك فإن أهم مقومات المشرف
تكمن في قدرته على تهيئة أنسب مقومات األداء المثمر لمرؤوسيه ،وسبيله لذلك تفهم
حاجاتهم كأساس لتوجيههم وتحفيزهم ليتوافقوا ويتكيفوا مع محيط العمل وذلك يتم ببعض
الطرق والوسائل ال تي من بينها مكافأة العمال النشطين والملتزمين بأهداف التنظيم ،األخذ
بإق تراحاتهم ،حسن معاملتهم إذا بدر منهم سلوك خاطئ مع الطلب منهم عدم تك ارره وذلك
بطريقة مهذبة كي ال يهينهم أمام زمالئهم.
واعتبا ار لما تقدم يمكن القول بأن عملية اإلشراف هي تنظيم عمل المرؤوسين وتوجيههم
بالقدر الذي يحدث تكامال وتحقيقا للهدف وذلك بتنمية دافع اإلنجاز وبث الثقة في النفس
وغرس روح االنتماء والوالء للمنظمة التي يعملون بها .
78
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
االتصال بأنواعه وخاصة من أسفل إلى أعلى حتى يمكن القائمين على التنظيم من التعرف
على ميول ومشاعر المستويات الدنيا وبالتالي ضمان استقرارها واستمرارها في العمل .
_5_6الحـوافـز :يعرف الحافز على أنه " مجموعة العوامل والمؤثرات التي تدفع العاملين
نحو بذل جهد أكبر لإلقبال على تنفيذ المهام بجد وكفاءة مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق
أهداف المنظمة وأهداف العاملين بها معا" .ويمكن استخدام األداء لتتبع أثر الحوافز
فبمقدار ما يكون نظام الحوافز المطبق محركا للدافعية بمقدار ما سيظهر أثاره على األداء .
وتتداخل الحوافز فيما بينها حيث تتعدد وتختلف أنواعها ،حيث قسمت نظم الحوافز إلى
أربع مجموعات ( م ،السيد ) 335 ، 9070 ،بحيث المجموعة األولى تحدد المستوى
وتضم الحوافز الفردية والجماعية والمجموعة الثانية تضم الحوافز من حيث طبيعتها وتضم
الحوافز المادية والحوافز المعنوية ،أما المجموعة الثالثة تصنف من حيث الجاذبية فهي
تتفرق بين حوافز سلبية وأخرى ايجابية وتبقى المجموعة الرابعة وهي حسب األثر الذي تتركه
وتضم الحوافز المباشرة وغير المباشرة .
أوال :نظم الحوافز من حيث المستوى و هي نوعان :
حوافز فردية وهي التي تمنحها المؤسسة لتكافئ األداء الفردي لدرجة تميزه عن أقرانه في
العمل ،وحوافز جماعية تستعمل حين يصعب فيها قياس األداء الفردي وتحديد الكفاءة
اإلنتاجية ،فعلى المنظمة في هذه الحالة معاملة أعضاء الجماعة بشكل متساوي لتدعيم روح
التعاون والتماسك بين أفراد فريق العمل .
ثانيا :نظم الحوافز من حيث طبيعتها و هي :
أ_الحوافز المادية :تتضمن بدورها نوعين حوافز مباشرة وحوافز غير مباشرة .
وتتمثل الحوافز المادية المباشرة في األجر األساسي الذي يتقاضاه العامل باإلضافة إلى
ملحقاته مثل العالوات الدورية واالشتراك في أرباح الشركة .
79
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
للفرد التي تمكنه من إشباع حاجاته الفردية وتشكل الحوافز بشكل عام القدرة الشرائية
واألسرية من السلع والخدمات سواء كانت أساسية أو كمالية ( أ ،مصطفي ، 9000 ،
. ) 310ويمكن عرض أهم الحوافز المادية المباشرة كما يلي :
*األجر :يعتبر األجر حقا للعامل وثمنا له لما يبذله من جهد في العمل وهو عنصر إشباع
للفرد حيث يعرفه سهيل ادريس أنه " المقابل المادي الذي يتقاضاه الموظفون الذين تتصف
أعمالهم بالوقتية ،سواء كانت لبعض الوقت أو طواله ،إما أن يكون هذا األجر بالساعة أو
اليوم أو بالشهر أو بالقطعة وكما يستخدم مصطلح أجير بدال من موظف لفترة طويلة من
الزمن للداللة على استخدام الفرد مقابل أجر" ( س ،ادريس ) 31 ، 9003 ،
شركة بين
تعتبر األجور حوافز تدفع لكال من العمال والمديرين على العمل وهو بمثابة عقد ا
صاحب العمل والعمال .
فمفهوم األجر في النظام االشتراكي " :هو نصيب العامل في إنتاج المجتمع معب ار عنه
ومقسما حسب مقدار ونوعية العمل الذي يقوم به الفرد ( م ،عبادة 9070 ، تعبير نقديا
. ) 12،
أما النظام الرأسمالي يعتبر األجر أنه " :الثمن أو البدل الذي يتقاضاه العامل مقابل الجهود
التي يبذلها واألعمال التي يؤديها في خدمة رب العمل " ( ن ،حاروش .) 703، 9077 ،
*المكفآت التشجيعية :وتمنح للعامل إذا زاد إنتاجه عن قدر معين أو استم ارره في العمل
بعد الوقت الرسمي إلنجاز مهام معطلة مثال ،وتعتبر المكافآت وسيلة إغراء للحصول على
أقصى إنتاج وأكبر مجهود .أيضا تمنح هذه المكافآت التشجيعية للعامل الذي يقدم اقتراحات
أو أفكار مبتكرة لتحسين طرق العمل أو رفع كفاءة األداء أو تخفيض تكاليف العملية
اإلنتاجية وهذا بهدف رفع معنوياته وتشجيعه على تقديم األفكار الخالقة والمفيدة لزيادة
فاعلية المنظمة .
*العال وات الدورية :هي حافز سنوي تقدمه اإلدارة للموظف الذي يتضح أن أداءه الفني في
العمل وتعامله مع الزمالء والرؤساء على مستوى جيد أو ممتاز ( أ ،مصطفى ، 9000 ،
. ) 317وتحدد اإلدارة مستويات هذا األداء وفق معايير موضوعة مسبقا وليس بالضرورة
80
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
أن تصرف هذه العالوة إذا اتضح أن أداء العامل لم يرق للمستوى المطلوب سواء في انجازه
المهام الموكلة إليه أو نمط تعامله مع زمالء العمل .
أما الحوافز المادية غير المباشرة هي حوافز تقدم للعاملين لتحسين ظروفهم االجتماعية
العامة ،وتعد الخدمات االجتماعية من الحوافز المادية غير المباشرة ألداء العاملين فهي
تقربهم من إدارة المنظمة التي يعملون بها وتزيد من والئهم لها ،وترفع من درجة رضاهم عن
ظروف العمل .
فهناك خدمات إجبارية تقدمها المنظمة تنفيذا للتشريعات كالخدمات الخاصة بالعالج وتوفير
مراكز اإلسعاف والتمريض وتخصيص مكان مناسب لتناول الطعام وتوفير خزانات يضع
العمال فيها مالبسهم ،كما تلزم التشريعات بتوفير المواصالت والسكن واإلنفاق على تعليم
األميين منهم ( ر ،زرواتي ) 51 ، 9000 ،وهناك خدمات تطوعية كدور الحضانة.
وتختلف الخدمات االجتماعية من منظمة إلى أخرى ومن أهم هذه الخدمات االجتماعية :
اإلطعام ،اإلسكان ،النقل ،الرعاية الصحية ،دور الحضانة...الخ.
ب_الحوافز المعنوية :وهي التي تساعد الفرد في تحقيق إشباع حاجاته النفسية واالجتماعية
فهي تزيد من شعوره بالرقي في عمله ووالئه والتزامه الوظيفي ،وتحقيق التعاون والتكامل بين
جماعة العمل وتتمثل في حوافز متعلقة بالعمل وأخرى ببيئة العمل .
ثالثا :نظام الحوافز من حيث الجاذبية وتقسم إلى حوافز ايجابية وأخرى سلبية .
رابعا :نظم الحوافز حسب األثر و هي نوعان :
حوافز مباشرة من حيث تأثيرها المباشر على الفرد فهي تحقق له الرضا والسعادة إذا كانت
ايجابية أو تسبب له اإلحباط والتوتر من قوة تأثيرها السلبي عليه جراء ما يقع عليه من لوم
أو عقاب .
حوافز غير مباشرة وهي ما تولد شعور بالطمأنينة والعالقات الحسنة بين اإلدارة واألفراد نظ ار
للتواصل الفعال فيما بينهما جراء الديمقراطية في التعامل وعدم توفر أجهزة للرقابة واإلشراف
واللوائح الداخلية ال تعرقل سير العمل وتمنح الديناميكية المرغوبة النجاز األعمال مع
استخدام الوسائل العلمية في اإلنجاز.
81
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
إذن فإن الحوافز تتنوع وتتعدد بناءا على طبيعتها ونطاقها كما أنها قد تكون فردية أوجماعية
أو تنظيمية .
_6_6الظـروف الفـيزيقـية :ويقصد بها الظروف الطبيعية للعمل وما تتضمنه من إضاءة ،
تهوية ،درجة الح اررة والرطوبة وكذا الضوضاء واألتربة وغيرها .
فكما للظروف النفسية واالجتماعية والتنظيمية تأثير على استمرار العامل في العمل ،
الظروف الفيزيقية تلعب دو ار هاما في استق ارره وثباته في المنظمة حيث أصبح من الضروري
االهتمام بتوفر ظروف عمل مواتية ألن هذا من شأنه أن يساعد على رفع الروح المعنوية
للعمال ويساهم في التقليل من حوادث العمل ومن أهم الظروف الفيزيقية التي تؤثر بشكل
واضح على العمال نذكر أهمها فيما يلي :
-1اإلضاءة :إن اإلضاءة الموزعة توزيعا منتظما شرط أساسي لضمان األعمال بأنواعها
سواء الجسمية أو الفكرية وهي تختلف من حيث احتياجها لشدة اإلضاءة فاألعمال الدقيقة
تتطلب إضاءة أشد من األعمال التي ال تتطلب الدقة في التنفيذ ،واإلضاءة غير المضبوطة
تؤثر على بصر العامل مما يسبب له التعب في بصره وبالتالي ترتفع نسبة الحوادث .وفي
هذا الصدد أوضح فيرنون VERNONأن معدل الحوادث يزيد بمقدار %95في ظروف
اإلضاءة الصناعية غير الكافية عنه في الضوء الطبيعي للنهار
( ف ،طه . ) 925 ، 7211 ،فإذن على المنظمات االنتباه إلى ضبط اإلضاءة خاصة
إذا كانت تعمل بأسلوب المناوبة الليلية ألجل أن يكون العمل بالصورة المطلوبة من العمال
دون إجهاد لبصرهم ودون تعرضهم للحوادث .
-9درجة الحرارة والرطوبة :تختلف درجة الح اررة والرطوبة باختالف فصول السنة ومن
المعروف أن اإلنسان عندما يكون في حالة حركة ترتفع درجة جسمه ولذا وجب التحكم في
درجة الح اررة والرطوبة في بيئة العمل وذلك بوضع المكيفات والمراوح ألجل ضبطها كي
82
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
يتوفر للعمال الجو المالئم للعمل ومساعدتهم على أن يكونوا في صحة بدنية جيدة وليس
عليهم سوى التفكير في أداء مهامهم دون تعطيل سير العملية اإلنتاجية .
-3الضوضاء :معظم المصانع والمكاتب يوجد بها قدر ما من الضوضاء وقد أكدت
الدراسات أن الضوضاء عامل يعوق إنتاج العامل ألنها تؤثر على نفسيته وتشعره
باالضطراب والتوتر ولذلك ففي الحاالت التي يصعب فيها خفض حدة الضوضاء يمكن
استعمال أبواب ونوافذ مضادة لألصوات كذلك استعمال واقي لألذن خاصة إذا كانت بيئة
العمل صعبة ألن بعض األعمال تتطلب درجة عالية من التركيز وعلى العامل أن يتمتع
بقدرة عالية على التكيف مع مكان العمل .
83
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
العمل وتذبذب محتمل في األداء وبالتالي يكون التفكير في مغادرة المنظمة وترك العمل
محتمل في هذه الحالة .
واذا كان االستقرار الوظيفي له أهمية بالنسبة للعامل وجماعة العمل فهو بالنسبة للمنظمة له
أهمية مضاعفة فباإلضافة إلى أنه يمكنها من بلوغ أهدافها التي تسعى إلى تحقيقها فإنه
يساعدها على االحتفاظ باليد العاملة المدربة والمكتسبة للخبرة ويعفيها من تكاليف اإلحالل
والبحث عن الكفاءات البديلة عن التي تسربت وتركت مناصب عملها شاغرة بعد أن كلفت
المنظمة مبالغ مالية كبيرة طوال عملية التعيين ،التكوين والتدريب .
إذن فإ ستقرار األفراد في المنظمة يعمل على تماسك جماعة العمل ما يجعل المنظمة مجتمع
مصغر تجمعه ثقافة تنظيمية وهدف مشترك وهوية واحدة وهي المنظمة ،فهم يجتمعون فيها
كل يوم من أجل االستمرار والبقاء ولتحقيق هذه المتطلبات على المنظمة أن توفر لهم
عوامل الشعور باألمان النفسي والجسدي والمادي لتكون لهم مصدر سعادة ومستقبال مهنيا
لهم .
84
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
بتوافر الكفاية الالزمة لتحقيق االستقرار و التوازن الالزمين ألجل تحدي المنافسين والبقاء في
السوق فاستقرار المؤسسة من استقرار العمال والعكس صحيح ،ولكي تضمن المؤسسة
وجودها ضمن السوق االقتصادية وثباتها عليها التخطيط واإلعداد الجيد لتوفير االحتياجات
من موارد بشرية ومادية لتضمن استقرارها ،وفيما يلي مجموعة من النقاط على المؤسسة أن
تأخذها بعين االعتبار ألجل ثباتها واستقرارها :
-7قدرة إدارة الموارد البشرية على االتصال والتواصل والتفاعل المستمر في سوق العمل ( إ
،الديب . ) 15 ، 9003 ،
-9التخطيط واإلعداد المستقبلي لتوفير االحتياجات المستقبلية للمؤسسة .
-3توافر القدر الكافي من العناصر البشرية في الوقت المطلوب مع عدم وجود عمالة زائدة
عن حاجة العمل .
-5قدرة هذه العمالة على استيعاب المتغيرات والتحديثات الفنية المستمرة في الوظائف
الجديدة مع ضمان تدريبها المستمر الكتساب المرونة في العمل .
-5ضمان بيئة سليمة للعمل لسيادة روح الحب والتعاون والتكامل بين العاملين وضمان قدر
كاف من االتصال بأنواعه بين العمال فيما بينهم وبين العمال واإلدارة لضمان والئهم التام
للمؤسسة مما يسمح لهم بالعطاء المستمر ( إ ،الديب . ) 15 ، 9003 ،
فتوفر القدرة المستمرة إلدارة المؤسسة على إدارة مواردها البشرية وتوافر كفاية الزمة لسير
العمل ومواكبة التحديثات في مجال نشاطها يضمن بقائها واستمرارها في السوق االقتصادية
.
خالصة :
85
مساهمات الفكر السوسيوتنظيمي في االستقرار الوظيفي الفصل الثاني
و مما تقدم يستخلص أن االستقرار الوظيفي هو بقاء العامل في عمله الذي يشغله في
المنظمة دون التفكير في التغيير من منظمة ألخرى ما دامت المنظمة األولى توفر له
مختلف احتياجاته المادية و االجتماعية و النفسية و تجعله مطمئنا على مستقبله المهني
و راض عنه .
و يمثل االستقرار أهمية كبيرة بالنسبة للعمال ،إذ يعتبر من أهم الحوافز التي يجب توفرها
و االهتمام بها في بيئة العمل لما له من تأثير مباشر على معدالت أداء العاملين ،فإذن
على المنظمة أن تتطلع إلى المحافظة على مواردها البشرية و تنظر إليهم على أساس أنهم
اللبنات التي يقوم عليها التنظيم و هي المكون األساسي و الرئيسي الذي يتطلب من إدارة
الموارد البشرية توجيهه و استثماره بشكل يستطيع به التنظيم تحقيق أهدافه ،فعلى اإلدارة أن
تتفهم االحتياجات و المتطلبات المعنوية و المادية لتوفير نوع من الرضا الوظيفي لعمالها
بشكل يولد لديهم شعو ار باالستقرار و األمان الوظيفي .
86
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
83
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
تمــهـيد
إن المنظمات وجدت لتحقيق أهداف و إذا غابت هذه األهداف تصبح المنظمات بال
غاية ،و بالتالي فان مقياس فعالية المنظمة يجب أن يرتبط بين أدائها الفعلي
والمعايير أو المستويات التي حددتها كأهداف .و بالمثل بالنسبة للفرد فالمقياس الحقيقي
الوحيد لفعالية الفرد في الوظيفة و المحدد لقيمته بالنسبة للمنظمة هو مستوى أدائه ،
مكون من مكونات
ولتحقيق مستوى أداء مرضي ال بد من وجود حد أدنى من اإلتقان في كل ّ
األداء ،فقد أثبتت التجارب وجود فروق و اختالفات بين األفراد في جميع نواحي حياتهم ،
ولهذه الفروق تأثيرها على قدرات الفرد في حياته المهنية و على حجم المسؤولية الملقاة على
عاتقه و جودة أدائه و استم ارره في العمل أو التخلي عنه و تركه ،و نظ ار لوجود هاته
الفروق كان البد من التعرف على أداء العاملين و سلوكهم
و يجدر بنا في البداية التعرض إلى مفهوم األداء هذا المفهوم الذي يشغل مكانة واسعة في
م يكانيزمات الرقابة التنظيمية خاصة تلك المتعلقة بتنمية الموارد البشرية من حيث انجاز
المهام و تحسين النتائج الفردية و الجماعية لألفراد العاملين من ناحية و من حيث استقرار
المنظمة و فعليتها من جهة أخرى .
و نظ ار لتعدد تعريفات هذا المفهوم و تداخله مع عدد من المفاهيم األخرى سنحاول رسم
حدوده حتى يتسنى لنا معالجته نظريا و إمبريقيا .
84
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
يرى علي غربي أن أهم المفاهيم المرتبطة بمفهوم األداء و تقييمه في مجموعة
العناصر التالية:
النتيجة المحققة
الفعالية = ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ )1
النتيجة المتوقعة أو األهداف
الفعالية ترتبط بتحقيق األهداف المحددة من قبل المؤسسة بغض النظر عن التكاليف
المترتبة عن هذه األهداف .
المخرجات أو النتيجة المحققة
)2الكفاءة ( الكفاية ) = ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المدخالت
تشير الكفاءة إلى نسبة المدخالت المستهلكة إلى المخرجات المتحصّلة أي كلما
كانت المخرجات أكثر من المدخالت فان الكفاءة تكون أعلى
الهدف
)3المالءمة = ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مستوى الرضا المتوقع
حيث يتضمن مفهوم اإلنتاجية كال من الفعالية و الكفاءة ( ع ،غربي و آخرون ،
)971، 7002و كلها مفاهيم ترتبط بمفهوم األداء الوظيفي .
85
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
برزت هذه النظرية في أوائل القرن العشرين و هي نظرية في سلوك العمل تذهب إلى
أن التنظيمات عبارة عن أنساق رشيدة ذات أهداف محددة ( ط ،لطفي . )19 ، 7002 ،و
هي قائمة على فكرة تنظيم العمل بطريقة علمية تؤدي إلى رفع مستوى األداء
و اإلنتاجية و هذا من خالل تحليل عملية العمل و تجزئته إلى مهام بسيطة و دراسة كل
من الحركة و الزمن في انجاز المهام من أجل الوصول إلى مستوى من الفعالية في األداء،
و ذلك بتعليم و تدريب العامل حتى يتسنى له رفع مستواه و يتمكن من أداء عمله بطريقة
علمية تساعده في نهاية األمر على تحقيق أمانيه و رفاهيته ( ع ،بوحوش 99 ، 7002 ،
) .في مقابل ذلك يتم تطبيق مبدأ الحوافز ،أي تشجيع العمال الذين يتم اختيارهم لتنفيذ مهام
اإلنتاج عن طريق منحهم مبالغ مالية مقابل زيادة اإلنتاج .
لقد أولى تايلور أهمية كبيرة لالختيار العلمي ،التدريب ،التعليم ،تنمية مواهب الرجل القادر
على العمل .لذا أوصت النظرية بضرورة االختيار العلمي للعاملين و ضرورة تدريبهم على
أنسب طريقة ألداء العمل و قد قدمت وسائل لتخطيط و جدولة اإلنتاج حيث اعتبرت
العنصر البشري مثله مثل أي موارد متاحة في المنظمة من آالت و أموال
و مواد خام و أكدت على ضرورة التحكم في هذا المورد من أجل رفع اإلنتاجية .
86
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
HENRY FAYOL () 1925 -1841 _2_2نظرية التكوين اإلداري :هنري فايول
ظهرت جذور هذه النظرية في كتابات ادم سميث ADAM SMITHفي كتابه " ثورة األمم
" وركزت على العملية الداخلية للتنظيم و أهمية تقسيم العمل باإلضافة إلى االهتمام
باإلشراف و التحكم و السلطة داخل التنظيمات الحديثة و االهتمام بمظاهر األداء المادي
وما يالحظ على هذه النظرية أنها تتشابه مع اتجاه اإلدارة العلمية في خصائص وظيفية
داخل بناء التنظيم مثل :التخصص ،تقسيم العمل ،الفاعلية ،االنجاز ،اإلشراف .
من أبرز رواد هذه النظرية هنري فايول ، H.Fayolوتركز هذه النظرية على إبراز
الهيكل التنظيمي الرسمي ككل مقسم إلى إدارات وأقسام تنهض بأنشطة متخصصة بما يحقق
أيضا هيكل التسلسل اإلداري حيث تتدفق
زيادة الكفاءة اإلنتاجية وخفض التكاليف .وتبرز ً
السلطة من أعلى إلى أسفل نتيجة عملية التفويض ،لقد وجد فايول أن النشاط في إدارة
األعمال يمكن أن يقسم إلى ستة مجموعات رئيسية هي :نشاطات فنية – نشاطات تجارية
– نشاطات مالية – نشاطات أمنية – نشاطات محاسبية – نشاطات إدارية .وقد ركز فايول
في دراسته على األنشطة اإلدارية باعتبارها أهم هذه األنشطة ،وقسمها إلى خمسة عناصر
هي :التخطيط – التنظيم -التوجيه -التنسيق -الرقابة .كما وضع أربعة عشر مبدأ من
مؤكدا أنها تضمن حسن أداء المدير لدوره إذا
ً مبادئ اإلدارة التي توصل إليها نتيجة خبرته
ما التزم بها وسار عليها وهذه المبادئ هي:
وقد حددت نظرية التقسيم اإلداري أسس توزيع األعمال على أقسام التنظيم المختلفة كاآلتي:
87
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
يتضح مما سبق أن نماذج نظرية التقسيم اإلداري قد ركزت على تقسيم التنظيم إلى إدارات ،
وبالتالي فقد اهتمت بتكوين الهيكل التنظيمي وقد كان هدفها هو تحقيق الكفاءة في انجاز
المهام و الرفع من مستوى األداء من خالل تركيزها على المستوى اإلداري للتنظيم.
تركزت أبحاث التون مايو على دراسة العالقة بين اإلنتاجية و الروح المعنوية للعمال و
االهتمام بالجوانب المادية والجوانب اإلنسانية واالجتماعية في المنظمة على حد سواء ،وهي
بذلك تستهدف الوصول بالعاملين إلى أفضل إنتاج في ظل أفضل ما يمكن أن يؤثر على
الفرد من عوامل نفسية ومعنوية باعتباره إنساناً وجدانياً وانفعالياً أكثر منه رشيداً ومنطقياً.
وقد أثبتت نتائج التجارب االمبريقية التي قام بها إلتون مايو وزمالؤه بشركة جنرال
إليكتريك على أثر ظروف بيئة العمل على اإلنتاجية و التي من بينها شدة اإلضاءة و
توزيعها في موقع العمل على إنتاجية العامل و أدائه في العمل ،فكشفت هذه التجارب عن
عدم وجود عالقة مباشرة بين ظروف العمل المادية و بين معدالت اإلنتاج
( ح ،رشوان . )66 ،2004،وخلصت هذه الدراسة إلى أن كمية العمل التي يقوم بها
العامل ال تتحدد من خالل قدرته الفيزيقية فقط بل من األوضاع االجتماعية التي تحيط
بمجال العمل فنقص اإلنتاج يعزى إلى عدم االهتمام بحل هذه المشكالت والتحرر من وطأة
الضغوط الرئاسية ،فبتخفيف قيود العمل زالت مشكلة نقص اإلنتاج وارتفعت معدالت الكفاءة
أيضا أن الحافز االقتصادي ال يمثل القوة الدافعة
ً اإلنتاجية،كما كشفت نتائج التجارب
88
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
الوحيدة التي يستجيب إليها المرؤوس ،وانما تتأثر إنتاجيته بالحوافز المعنوية و بعالقاته
بزمالئه في العمل التي تحقق له اإلشباع النفسي و تمكنه من الشعور بمدى أهميته في
المنظمة ،ومن األفكار األخرى التي قدمها أنصار نظرية العالقات اإلنسانية تلك الدراسات
والتي توصل من خاللها إلى أن أسلوب القيادة التي قام بها كيرت ليون Kurt Lewin
الديمقراطي هو األسلوب األفضل .كما كشفت دراسته عن أهمية المشاركة في اإلدارة وأثرها
في حفز المرؤوسين على األداء الجيد و تدعيم روح الود
والتفاهم بين العاملين مما يؤدي إلى رفع الروح المعنوية لألفراد و توفير الفرص المناسبة
لتنمية التعاون بما يحقق التقدم و االستقرار في العمل .
صيغت هذه النظرية أوال من قبل ماكس فيبر وهي نظرية خاصة بالتنظيم تتصف
بالعقالنية و الرشد ،حيث يعرف فيبر التنظيم البيروقراطي بأنه " :ذلك التنظيم العقالني
للجهاز اإلداري في المنظمة و تأثيره على سلوك و أداء العاملين و هي عبارة عن سلطة
المكتب التي تستمد من مجموع القوانين و التعليمات التي يحتوي عليها التنظيم الرسمي القائم
على مجموعة من المبادئ كتقسيم العمل و التخصص الوظيفي و ذلك بعيدا عن كل ما هو
ذاتي " ( ا ،بوالفلفل . )9 ،2009 ،
تعد هذه النظرية خاصة بهياكل السلطة ،فقد قام فيبر بتحليل كثير من التنظيمات وأساليب
انسياب خطوط السلطة داخل تلك التنظيمات ،وكانت دراسته تدور في نطاق اهتماماته
األساسية التي توضح لماذا يطيع األفراد األوامر التي تصدر إليهم ؟ ولماذا يقوم األفراد
العاملين بأداء األعمال وفقًا للتعليمات التي تنساب إليهم .وقام فيبر بإيضاح الفرق بين القوة
والمواصفات التي تمكن القائد من أن يدفع األفراد العاملين الذين يعملون معه إلى طاعته
فيما يصدره من تعليمات بغض النظر عن رغبتهم في مقاومتها ،واهتم كذلك بتوضيح مفهوم
السلطة التي تنساب من خالل المراكز التي توجد داخل تلك التنظيمات بحيث يقبل األفراد
العاملين طواعية واختيار على تنفيذها ،وأوضح كذلك أسلوب إكساب الشرعية لممارسة
89
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
السلطة داخل تلك التنظيمات وقسمها على ثالثة أقسام هي :السلطة البطولية – السلطة
التقليدية – السلطة القانونية الرشيدة .
هذا ونجد أن النموذج البيروقراطي ال يهتم بزيادة اإلنتاجية بقدر اهتمامه بالنواحي
الشكلية التي تحكم عالقات األفراد دون اعتبار للنواحي السلوكية مع إهمال الجانب اإلنساني
الذي أثبتت النظريات الحديثة أهميته بالنسبة لمفهوم اإلنتاجية وتحسين األداء
و االستقرار الوظيفي حيث يضع فيبر مجموعة من النقاط الالزمة ألجل ضمان االستقرار
الوظيفي وهي حسب أنس شكشك كمايلي :
_1يتم التعين على أساس الكفاءة و في ظل المنافسة و يجب أن تتوفر صفات فنية
معينة في الفرد.
_2يحتفظ العامل بعمله طوال خدمته الوظيفية طالما أن سلوكه سليم .
_3وجود هيكل واضح للرواتب و األجور يتسم بطابع االستقرار و يتضمن العالوات
.
_5توافر صفة التحديد و الوضوح بالنسبة لتقاعد العاملين على أساس راتب ثابت
تقاعدي أو مكافأة نهاية الخدمة بعد أن يكون الموظف تجاوز سن معينة
يمكن أن نميز بين ثالث أبعاد جزئية تمكننا من قياس أداء الفرد و هذه األبعاد هي :
90
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
-1كمية الجهد المبذول :فكمية الجهد تعبر عن مقدار الطاقة الجسمانية أو العقلية
التي يبذلها الفرد في العمل خالل فترة زمنية معينة .
-2نوعية الجهد المبذول :و تعني مستوى الدقة و الجودة ودرجة مطابقة الجهد المبذول
لمواصفات نوعية معينة .
-3نمط األداء :و المقصود به األسلوب أو الطريقة التي يبذل بها الجهد في العمل أي
الطريقة التي تؤدى بها أنشطة العمل ( أ ،عاشور . ) 00، 9121 ،
إن تقييم األداء يجب أن يركز على أبعاد ذات صلة مباشرة باألهداف التي تسعى
المنظمة لتحقيقها أو ذات صلة مباشرة بما يؤديه الفرد فعال في وظيفته و يجب أن يتم
اختيار األبعاد التي تتوافر فيها عدة خصائص و التي أهمها :
فأيا كان البعد الذي يمارسه سلوك األداء يمكن أن يكون سلوكا ظاهريا محسوسا أو يكون
سلوكا مستتر ضمنيا ،فالسلوك الظاهر يأخذ صورة تصرفات يمكن مالحظتها خارجيا ،مثل
الحركات البدنية التي يمارسها العامل و المجهود الجسماني الذي يبذله ،أما السلوك المستتر
فهو سلوك طابعه ذهني غير محسوس خارجيا .فأنشطة تحليل المعلومات
و دراسة مؤشرات األداء التي قد يقوم بها من يمارس عمال إدراكيا لكي يتخذ ق ار ار أويصل
إلى حكم تعتبر سلوكا ضمنيا مستت ار ،ألن الطابع الغالب عليه طابع عقلي شواهده الخارجية
محدودة وتتفاوت األعمال من حيث مزيج األنشطة و السلوك الذي تتطلبه ،فبعض األعمال
تكون عناصر السلوك الظاهر فيها غالبة مثل :األعمال الجسمانية و اليدوية و هناك
أعمال أخرى تكون عناصر السلوك المستتر فيها غالبة مثل :أعمال اإلدارة و البحوث
91
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
وينبغي اإلشارة هنا أن كل األعمال تحتوي على جانبي السلوك الظاهر و المستتر( م ،
سلطان . ) 779، 7001،
لألداء عناصر و مكونات أساسية بدونها ال يمكن التحدث عن وجود فعالية في األداء ،
و ذلك يعود ألهمي تها في قياس مستوى أداء العاملين في المنظمات و قد اتجه الباحثين
لحصر مكونات األداء للخروج بمزيد من المساهمات في هذا الموضوع و من بينهم سيلي
حيث يحصرها فيمايلي : SELY
أما أحمد صقر عاشور فيلخص عناصر األداء بالشكل التالي :أنشطة العمل و الجوانب
الثابتة و المتغيرة :أي تحديد أنشطة العمل و األهداف التي تخدمها و أهميتها النسبية من
حيث الوقت الذي تستغرقه و اآلثار المترتبة عليها هي البداية في تحليل مكونات العمل .
-9العالقة بين أنشطة و مهام العمل و التصميم المناسب :فمعرفة األنشطة يكون عن
طريق تجميع هذه األنشطة إلى مهام و المهام إلى أعمال و يقوم هذا على أساس
تحديد عالقة التجانس و التكامل بين هذه األنشطة مما يترتب عليه إعادة تصميم
العمل أو تنظيمه .
-7المواصفات المطلوبة في الفرد الذي يؤدي العمل :هذا العنصر يعد همزة الوصل التي
تربط بحوث تحليل األداء و مكوناته و بحوث االختيار ،فعلى ضوء أنشطة األداء
92
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
الثابتة و المتغيرة يمكن تحديد المواصفات المطلوب توفرها في الفرد الذي يقوم بأداء هذه
األنشطة ( أ ،عاشور . ) 20-91 ، 9121 ،
-9كفاية الموظف :و تعني ما لدى الموظف من معلومات و مهارات و اتجاهات و قيم ،
و هي تمثل الخصال األساسية التي تنتج أداء فعاال يقوم به الموظف .
-7متطلبات العمل :تشمل المهام و المسؤوليات و األدوار التي يتطلبها القيام بأداء واجبات
هذا العمل .
-1بيئة التنظيم :و هي تتضمن العوامل الداخلية و الخارجية و يقصد بالعوامل الداخلية
التي تؤثر في األداء ال فعال للتنظيم و هيكله ،أهدافه و موارده و مركزه االستراتيجي و
اإلجراءات المستخدمة ،أما العوامل الخارجية فيقصد بها العوامل المؤثرة في األداء سواء
أكانت عوامل اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو ثقافية أو قانونية
يتحدد مستوى األداء الوظيفي للفرد بتفاعل العوامل المؤثرة فيه ،فمنها ما يتعلق بذات
الفرد و دافعيته للعمل و ثانيها ما يتعلق بمناخ العمل و بيئته سواء أكانت البيئة الداخلية
للعمل أم الخارجية و أما الثالثة فتتعلق بمقدرة الفرد على أداء العمل الموكل إليه و هذه
العوامل ال تؤثر في األداء كال على حدى و إنما من خالل تفاعلها فيما بينها وبالتالي فان
مستوى األداء سيكون نتيجة لهذا التفاعل فان كانت هذه العوامل الثالثة ايجابية :دافعية
مرتفعة لألداء لدى األفراد ،مقدرة عالية على األداء و االنجاز و بيئة عمل مناسبة فالنتيجة
ستكون حتما أداء مرتفع ،أما إذا كانت العوامل الثالث السابقة ذات مستوى متدني فان
النتيجة سوف تكون أداء منخفض و في حالة أن يكون الفرد متدني الدافعية و متمتع بدرجة
مرتفعة من القدرة على أداء العمل و توافر بيئة عمل و مناخ تنظيمي مناسب للعمل فان
األداء بالضرورة سيكون متوسط .و لكوننا نبحث في العوامل التي تؤثر في استقرار و ثبات
93
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
العاملين في مكا ن عملهم و عالقة ذلك بأدائهم الوظيفي فال بد من تناول أهم العوامل التي
تؤثر في مستوى أدائهم بشكل عام و أكدت الدراسات في هذا الصدد أن هناك مجموعة من
العوامل ذكر الباحثون عدة جوانب منها ،فمنها ما يؤثر على أداء الفرد بشكل مباشر و منها
ما يؤثر فيه بشكل غير مباشر و لكون موضوع دراستنا يبحث في المتغيرات التي تؤثر في
مستوى أداء العاملين و تمنع استقرارهم الوظيفي ففي هذا الصدد معظم الدراسات تؤكد على
أن من بين أهم العوامل التي تؤثر في مستوى أداء العاملين ما يلي :
* الحوافز .
إن سلوك األداء الذي يقوم به الفرد تحدده ثالث عوامل رئيسية هي :
- 1الجهد المبذول :و يعكس في الواقع درجة حماس الفرد و تحفيزه ألداء عمله و ذلك
لوجود عالقة بين الجهد المبذول و تحفيز الفرد ألداء عمله .
- 2القدرات و الخصائص الفردية :وتمثل خبرات الفرد وخبراته السابقة و التي تحدد
درجة فعالية الجهد المبذول .
-3إدراك الفرد لدوره الوظيفي :و هي تصوراته و انطباعاته من السلوك و األنشطة التي
يتكون منها عمله و كيفية أدائها و تفاعل هذه العوامل مع بعضها البعض لتحديد أدائه و
94
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
بالتالي يكون مضمون أداء الفرد هو تفاعل دافعيته لألداء مع قدراته المتمثلة في خصائص
الفرد و قدراته و إدراك مكونات عمله و هذا يجعلنا نضع المعادلة التالية :
و منههه نسههتخلص أن سههلوك األداء الههذي يمارسههه الفههرد يتحههدد بتفاعههل و امت هزاج دافعيتههه مههع
قدرته وادراكه ،و كفاءة محددات األداء تتحدد من خهالل صهفات الفهرد و خصهائص العمهل و
المنظمة ،و تتمثل صفات الفرد في القدرة علهى العمهل و التهي تتضهمن المههارات والمعلومهات
و الخبرة التي يتطلبها أداء العمل و كهذلك الرغبهة التهي تتمثهل فهي الهدوافع واالقتنهاع و الحهوافز
نحو العمل .
أداء العاملين
يتحدد
صفات الفرد
خصائص العمل و المنظمة
القدرة على األداء :تتحكم في القدرة على األداء ثالث مجموعات من الصفات و هي :
95
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
- 9الصفات الطبيعية :السن ،الجنس ( ذكر /أنثى ) ،الموطن البيئي الجغرافي للنشأة
– 7صفات المقدرة و تشمل :المعرفة و الخبرات السابقة _ القدرة على التعلم _ صفات
وراثية مثل :الذكاء و القدرة على تحمل اإلجهاد _ مستوى المهارة .
الرغبة في األداء :و يقصد بها القوة الدافعة التي تتحكم في مستوى األداء و مقدرة ودرجة
استم ارره و الرغبة بين الجهد المبذول و بين جودة العمل المنفذ ،و يتوقف مقدار الجهد
المبذول في العمل على :
_ الحاجات غير المشبعة للعامل و مدى توقعه للعالقة بين الجهد المبذول و تحقيق اإلشباع
لهذه الحاجات .
تعتبر عملية تقييم األداء من أهم مهام إدارة الموارد البشرية و ذلك لتعدد اآلثار المترتبة
عنها و عالقتها بالمهام األخرى ،حيث ثبت منذ القدم أن هناك فروق و اختالفات بين
األفراد في المنظمة و لهذه الفروق تأثير فعال على الفرد وحجم عمله و أدائه و كذلك
استم ارره بالمنظمة لذا تلجأ هذه األخيرة إلى تقييم أداء عمالها .فبعد أن تتم عملية اختيار
الفرد و توظيفه يتطلب األمر التأكد من أن قدراته تستخدم بشكل جيد و هذه المرحلة من
مراحل تسيير الموارد البشرية تعنى بتقييم األداء .
حيث اختلفت التسميات بشأن تقييم أداء العاملين لكن من الناحية الموضوعية ال تخرج عن
كونها وسيلة قياس األداء الفردي أو الجماعي للعاملين و مدى جدارتهم في تحقيق األهداف
96
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
المراد بلوغها ( م ،السيد . )100 ، 7090 ،حيث تستخدم عدة مصطلحات للداللة على
تقييم األداء منها نظام تقييم الكفاءة ،نظام تقارير الكفاءة و نظام تقييم العاملين
( ع ،بوخمخم ) 927 ، 7099 ،و نفضل بدورنا استخدام مصطلح تقييم األداء .
أعطيت تعريفات عديدة لهذا المصطلح حيث يقصد به " تحليل و تقييم أداء العاملين
لعملهم و مسلكهم فيه و قياس مدى صالحيتهم و كفاءتهم في النهوض بأعباء الوظائف
الحالية التي يشغلونها و تحملهم لمسؤولياتهم و إمكانية تقلدهم لمناصب و وظائف ذات
مستوى أعلى " ( م ،القحطاني ) 997 ، 7002،
وتعريف آخر يرى تقييم األداء " نظام رسمي تصممه إدارة الموارد البشرية في المنظمة يتم
على كل العاملين فيها ،من خالل المالحظة و متابعة أداء و سلوك يقيمون بشكل مستمر
خالل فترات زمنية محددة و أثناء أداء عملهم و مقارنة ذلك بما هو مطلوب منهم انجازه
حيث يتم في نهاية الفترة و ضع التقرير النهائي على أساس موضوعي عادل متعرضين
لجوانب القوة و الضعف في األداء مع ذكر محددات كل جانب و أسبابه "
عرف تقييم األداء " بأنه الطريقة أو العملية التي يستخدمها أرباب
أما عبد الغفار حنفي ّ
العمل لمعرفة أي من األفراد أنجز العمل وفقا لما ينبغي له أن يؤدى ،و يترتب على هذا
جدا ،مقبول،
التقييم وصف الفرد بمستوى كفاية أو جدارة و استحقاق معين ( ممتاز ،جيد ّ
جدا ) ( ع ،حنفي . ) 199 ، 7007 ،ضعيف ،ضعيف ّ
فتقييم األداء عملية شاملة تعني كل أفراد المنظمة مهما كان موقعهم في الهيكل
التنظيمي و مهما كانت اختصاصاتهم و هذا مرهون بكمية الجهد المبذول من طرف كل فرد
منهم حتى ينال التقدم الذي يرجوه و الدرجة التي يصبو إليها في المنظمة .
يتطلب تقييم األداء وجود معايير و هي المقياس الذي تتم على أساسه عملية المقارنة بين
األداء الفعلي للفرد باألداء المحدد من طرف الهيئة التي يعمل لصالحها .فبدون وجود
97
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
معايير لألداء تكون هذه العملية غير مجدية حيث يختلف أداء العاملين حسب الوظائف
التي يقومون بها سواء كانت إدارية أو في أعمال إنتاجية ،ففي هاته الحالة تكون كمية
اإلنتاج و درجة الجودة و نقص التكاليف هي المعايير األساسية التي يقيم عليها العامل
خاصة في المؤسسة الخاصة ألن هذا النوع من التنظيمات يهدف دوما إلى تحقيق أكبر قدر
ممكن من المردودية و الربح بأقل تكلفة .
يلخص علي غربي و آخرون أهمية تقييم األداء في النقاط التالية :
-10الحكم على دقة السياسات و البرامج المتعلقة باالستقطاب و االختيار و التعيين .
-11يمكن التقييم الموضوعي أن يكون وسيلة جذب للموارد البشرية ذات المؤهالت النوعية
.
98
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
-13توفير األساس الموضوعي ألنشطة إدارة الموارد البشرية من توظيف و تدريب .
هناك عدة أساليب لقياس أداء األفراد في المنظمات و هذا طبعا يختلف باختالف
نشاط المنظمة سواء كانت خدماتية أو إنتاجية ،و اختالف المهام التي يقوم بأدائها العاملين
كل حسب منصبه كما أن هذه الطرق التقيمية تختلف من منظمة إلى أخرى حتى و لو كانت
تمارس نفس النشاط .
لكن يجمع المفكرين على أن هذه األساليب المتعددة في التقييم لها بعض المزايا و عليها
بعض االعتراضات ،إال أن مختلف الدراسات تصنف هذه األساليب وفقا لمعيارين :
المعيار األول :ما إذا كان األسلوب يحقق قياسا نسبيا أم مطلقا لألداء .
المعيار الثاني :ما إذا كان األسلوب يقيس صفات أم سلوك نواتج العمل
و رغم هذا التعدد والتباين فجل الدارسين يجمعون على أن هناك طريقتين أساسيتين لتقييم
األداء طريقة تقليدية و طريقة حديثة وسوف نعرض فيما سيأتي الطرق األكثر شيوعا في
التقييم في كلتا الطريقتين .
أوال :الطريقة التقليدية :وتكون بشكل الحكم أو التقدير الشخصي فهي تسعى إلى جمع
بيانات و معلومات عن مستوى أداء الفرد من أجل اتخاذ ق اررات إدارية و ترتيب األفراد
بالتسلسل من األحسن أداء إلى األسوأ أداء مقارنة مع االنجاز العام و أبرزها :
-1طريقة الميزان و الدرجات أو قائمة التقدير :و تعد من أقدم الطرق و أسهلها حيث
يستعمل المشرف نموذج يتضمن صفات معينة و يتم وضع أمام كل صفة ميزان يبدأ من
الصفر و ينتهي بعشرين درجة كأقصى حد ثم يضع عالمة عند الدرجة التي تناسب
99
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
100
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
-1طريقة اإلدارة باألهداف و التقييم بالنتائج :تعتبر هذه الطريقة من أبرز الطرق التي
تتبع من جانب معظم المنظمات لتقييم أداء العاملين و تمر هذه الطريقة بعدة خطوات
هي :
أ -قيام كل مرؤوس بكتابة توصيف لوظيفته محدد لمسؤولياته .
قيام المرؤوسون بتحديد األهداف األدائية للفترة القادمة . ب-
ه -القيام بإعداد التقييم المشترك للنتائج في ضوء األهداف التي اتفق عليها من قبل
من مزايا هذه الطريقة أنها تولي اهتمام الرئيس لألداء المستقبلي للموظف و تركز على
انجازاته و سلوكه و في نفس الوقت تهدف إلى تنمية قدراته كما تساهم في تحسين االتصال
بين الرئيس و المرؤوس ،أما ما يعاب على هذه الطريقة أنها تفترض أن كل من طرفي
العملية هاته يفهم واجباته و يلم بوظيفته و يتحكم بها دون مراعاة للظروف الخارجية من
إرادة العاملين و تمنعهم من تحقيق األهداف المحددة مسبقا كإضرابات العمال مثال .
-2طريقة تقييم األحداث الحرجة :و تتطلب هذه الوسيلة من المقيم االحتفاظ بسجل يتم
تدوين األحداث عليه وفقا لحدوثها أثناء أداء العاملين ،حيث يتم تدوين السلوك المرضي
و السلوك غير المرضي له ،و يكون هذا السجل بطبيعة الحال يعبر عن أقدميه العامل
في المنظمة و أساسا لتقييم اإلدارة له وفقا للوقائع و األحداث أثناء تأدية المهام في عمله
إال أن ما يعاب على هذه الطريقة أنها تتطلب من القائم بالتقييم أن يقوم بتسجيل
األحداث أو الوقائع و أحيانا قد يشكل هذا األسلوب حاج از نفسيا بين العامل و المقيم
خصوصا إذا شعر العامل بأن المدير أو المقيم يحتفظ بكل ما يتعلق به من أحداث و
وقائع بصورة مستمرة ( خ ،كاظم . ) 992 ، 7002،و غالبا ما يجتمع الرئيس
101
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
بالمرؤوس في نهاية كل فترة لمناقشة نتائج هذا التقييم و اقتراح الكمية التي يمكن من
خاللها وضع حد للتجاوزات و تحسين األداء في الفترات القادمة .
-1طريقة التقدير الجماعي :يتم من خالل هذه الطريقة قياس أداء العامل من قبل لجنة
مكونة من عدد من األعضاء و يراعى في هذا النوع من التقييم عامل معرفة أعضاء
لجنة التقييم للفرد المقيم و طبيعة عمله و حقيقة عمل اللجنة هو مناقشة ما تم تقييمه من
طرف الرئيس المباشر و أعضاء من إدارة الموارد البشرية ،وهذا بعد ما قامت اللجنة
بمناقشة المرؤوس بخصوص متطلبات وظيفته .تستخدم هذه الطريقة شركة االتصاالت
الهاتفية BTSفي الواليات المتحدة األمريكية في تقييم األعمال اإلدارية حيث تسميها
طريقة النقاش الجماعي المنسق THE COORDINATED GROUP DISCUSSION
(APPOACHم ،السيد . ) 119 ، 7090 ،
و تعد هذه الطريقة في تقييم األداء األكثر دقة و حرصا أثناء التقييم من طرف اللجنة
المسؤولة و هي طريقة ترتكز على الموضوعية و األخذ برأي جميع المشتركين في العملية
اإلنتاجية .
مما ال شك فيه أن عملية تقييم األداء لها العديد من المنافع و الفوائد لكل من المنظم
و الفرد العامل ،و سوف نوجز هذه الفوائد فيما يأتي :
يساعد تقييم األداء و خاصة تقييم أداء المنظمة في التعرف و اكتشاف الفرق بين
األفراد فيما يتعلق بجودة أدائهم و مدى مساهمتهم في تحقيق أهداف المنظمة .
يوفر تقييم األداء للمنظمة أساس عادل لتوزيع الحوافز و المكافآت و اتخاذ ق اررات
الترقية و التدريب و غيرها ،أي تحقيق العدالة بين الموظفين على انتهاج األسلوب
العلمي للتقييم ( ن ،العديلي . ) 279، 9111 ،
102
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
يمكن أن يستخدم تقييم األداء كوسيلة لتشجيع العمل الجماعي إذ احتوى على معايير
لقياس أداء الفريق ككل باإلضافة إلى معايير قياس األداء الفردي .
يحتاج الفرد باستمرار إلى معلومات مرتدة على جودة أدائه السابق حتى يعرف
مجاالت القوة و مجاالت الضعف فيما قام بانجازه .
إن تحسين األداء المستقبلي للفرد ال يمكن أن يتم إال من خالل قياس األداء الحالي
أو السابق .
إن تقييم أداء الفرد و االعتراف بجودته و اإلشادة به في حالة تمايزه يزيد من دافعية
الفرد و كذلك اآلخرين للوصول إلى مستويات أعلى لألداء .
أيضا عملية التقييم هذه تساعد في رفع معنويات العاملين و خلق مناخ صالح لبناء
العالقات اإلنسانية (م ،القحطاني .) 992 ، 7002 ،
مساعدة العاملين مبك ار و قبل فوات األوان و ذلك عن طريق التشخيص المبكر
أهداف تدريبية تطويرية :و هي األهداف المرتبطة بتدريب و تطوير األداء والكشف
عن العمال األكفاء أو غير األكفاء و من ثم إعداد البرامج المتعلقة بذلك.
أهداف وظيفية استرجاعية :و هي كل األهداف التي لها صلة بنواحي وظيفة العامل
والتي تحدد مساره المهني مثل الترقية ،النقل ...الخ .
أهداف إدارية و قانونية :نعلم اآلن أن اإلدارة الحديثة تقوم على الدوافع و الحوافز
الجماعية و التي تحددها ثقافة المؤسسة و هذه الثقافة تتوقع من العمال االتفاق حول
األداء الجماعي ،و االلتزام الدقيق بشروط العمل (م ،السيد . ) 102 ، 7090 ،
103
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
غالبا ما تقوم المنظمات بتقييم األداء بغرض تحقيق هدفين األول إداري والثاني تطويري ،
فالمنظمات تقوم بهذه العملية اتجاه األفراد العاملين في كافة المستويات ألجل اتخاذ العديد
من الق اررات اإلدارية المتعلقة بظروف العمل ،الترقية ،النقل ،نظام المكافآت و الحوافز
...الخ .أما األهداف التطويرية فتتعلق بتحسين األداء و القضاء على نقاط الضعف فيه
وتدعيم نقاط القوة و ذلك من خالل التدريب بغرض تطوير و رفع مستوى الكفاءة والمهارة
لألفراد العاملين .
و في ما يلي سوف نحاول تلخيص أهم االستخدامات من وراء عملية التقييم حسب ما
عددها معين أمين السيد و تتمثل في النقاط التالية :
قياس األداء يعتبر مؤشر لعمليات االختيار و التعيين في المنظمة كما تجدر اإلشارة أن
العديد من الباحثين الذين تعرضوا ألهداف و أهمية استخدامات و فوائد نتائج تقييم األداء
اختلفوا في التسمية و التصنيف ،لكنها تنصب كلها لخدمة و صالح تطوير األداء
وترقيته في المنظمات .
104
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
بعد استعراض مفهوم األداء و محدداته و عناصره و أساليب تقييمه نتناول مفهوم
تحسين األداء كهدف نهائي لتقييمه ...
تحسين األداء " :هو عالج القصور أو االنحراف في األداء الفعلي عن األداء
المستهدف ( ع ،هروم ) 917، 7002_7002 ،و هو في الغالب يعتمد على
اإلمكانيات الذاتية للقائمين باألداء و ال يستغرق وقتا طويال كما ال يكلف نفقات باهظة،
و هناك نوعان من إجراءات التحسين ،النوع األول سريع و مباشر إذ بموجب هذه
الخطوة يتم اتخاذ اإلجراء المناسب لتعديل األداء ليتطابق مع المعايير الموضوعة دون
األخذ باألسباب المؤدية إلى االنحراف ،أما النوع الثاني من اإلجراءات التصحيحية فهو
اإلجراءات األساسية المعتمدة على البحث عن األسباب و العوامل المسببة لالنحراف
بهدف إجراء تحسينات متواصلة في األداء ،و حتى يتسنى إلدارة الموارد البشرية في
المنظمة تحسين أداء موظفيها هناك مجموعة من الخطوات يجب مراعاتها و االهتمام
بها في هذه العملية و هي :
_ تطوير قدرات و مهارات الموظف :وتعد هذه من المهام الصعبة في تحسين األداء
الوظيفي و يتم ذلك من خالل تحديد جوانب القوة والضعف في الموظف و بالتالي تحسينها
بتقديم المعلومات و المهارات و تحفيزه على العمل .
_ تحسين الوظيفة :و يتم ذلك من خالل تحليل العمل أو الوظيفة لتحديد المهام
والمسؤوليا ت و األدوار التي يتطلبها القيام بأداء واجبات هذا العمل و بالتالي إحداث تغيير
في بيئة تلك الوظيفة و مهامها لتكون محفزة أكثر على األداء .
_ تحسين الموقف :يقصد به البيئة التنظيمية من حيث مناخ العمل و اإلشراف ووفرة
الموارد و األنظمة اإلدارية ،و من سبل التحسين تغيير بعض من تلك المعايير المعوقة
للعمل كمقدار تفويض السلطة و إلى أي مدى يسمح المشرف أو يشجع موظفيه على تحمل
المخاطرة و حرية مناسبة التخاذ القرار ( م ،السهلي . )02 ، 7002 ،
105
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
_1 _8المراحل األساسية لتحسين األداء :يمكن أن يمر تحسين األداء بأربعة مراحل
أساسية هي :مرحلة تشخيص األداء ،مرحلة تطوير خطة إجراءات معالجة أسباب الفجوة ،
مرحلة تنفيذ هذه الخطة و تقييم ما إذا كانت المشكلة قد انتهت .
أ -مرحلة تشخيص األداء :و هي خطوة تتم على مدار طول السنة و فيها يتم البحث عن
فجوة األداء و هي تعبر عن " التباين بين المستهدف و المحقق فعال " ويتم رصد هذه
الفجوة عبر وسائل المتابعة كاالجتماعات العادية بين الرؤساء و المرؤوسين كما يمكن
للعاملين باإلخبار عنها و يتم بذلك تحديد األسباب التي أدت إلى تطوير خطة إجراءات
لمعالجة المسألة .
تطوير خطة إجراءات لمعالجة المسألة :متى شعر المشرف أو المسؤول على ب-
العملية اإلنتاجية أنه قد تعرف على األسباب التي أدت إلى ثغرة في األداء يكون بحاجة
إلى تطوير خطة لمعالجة هذه الثغرة و تكون دوما مع العامل صاحب العالقة و هذه
العملية تكون مباشرة إلى حد ما .
جه -مرحلة تنفيذ خطة اإلجراءات :بعد االنتهاء من وضع الخطة و تحديد معالمها والتي
يمكن توثيقها في السجالت ستكون هناك حاجة لتنفيذها .
د -مرحلة تنفيذ هذه الخطة و تقييمها :بعد أن توضع هذه الخطة في موضع التنفيذ يكون
على المشرف أن يحدد ما إذا كانت الثغرة ما تزال موجودة أم ال ،فإذا كانت ال تزال موجودة
فيرجع ذلك إلى خلل في تنفيذ الخطة و يستدعي هذا تفحص الطريقة التي نفذت بها الخطة
أو قد يكون احتمال آخر و هو وجود خطأ في التشخيص و بالتالي الخلل يكون في تحديد
السبب الرئيسي للثغرة و من ثمة يكون البدء بتشخيص المشكلة من جديد
( ع ،السلمي . )990 ، 7009 ،لذا وجب التعامل مع استنتاجات التشخيص على أنها
فرضيات و يترك المجال دوما إلى تجريب و تقييم ما إذا كانت المشكلة قد انتهت .
106
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
و في بحث العالقة بين المتغيرين االستقرار الوظيفي و األداء الوظيفي لمسنا عدة آراء في
حقيقة هذه العالقة .
فالتفسير األول يقدمها على أنها عالقة سببية بين االستقرار الوظيفي كمتغير سببي واألداء
كمتغير األثر و النتيجة و تبرير هذه العالقة السببية يقوم على فكرة أنه كلما كانت مشاعر
العامل ايجابية كان راضيا عن عمله و بالتالي يزداد حماسه للعمل و يقبل عليه و يزداد
أيضا امتنانه و والئه لوظيفته و للمنظمة ،فترتفع بذلك إنتاجيته و أداؤه
( أ ،عاشور ) 00 ، 9121 ،و بالعكس فكلما كانت مشاعر االستياء من العمل قوية كلما
زاد احتمال ظهور هذا االستياء على سلوك العامل بمحاولته البحث عن عمل آخر أو طلبه
النقل إلى قسم آخر أو برفع معدل تغيبه ...الخ .
أما التفسير الثاني فيرى أن األداء يسبب الرضا حيث يحصل العامل ذو األداء المتفوق على
الرضا من أدائه الجيد في الوظيفة .فحسب دراسة أجريت حول التوافق الوظيفي للعمال و
استقرارهم في التنظيمات الصناعية كانت النتائج فيما يخص ميل العمال لتغيير عملهم
كالتالي :
بينما العمال الذين ال يميلون %72 بلغت نسبة العمال الذين يميلون لتغيير عملهم
. %27و إذا ما ناقشنا توزيع نسبة العمال الذين يميلون لتغيير عملهم لتغيير عملهم
نجد أن النسبة عالية بين العمال متوسطي المهارة تليها نسبة العمال المهرة ثم فئة العمال
غير المهرة وبذلك تكون درجة استقرار العاملين عالية بين العمال غير المهرة عنها بين
العمال متوسطي المهارة و العمال المهرة ( ا ،شتا . ) 129، 9112 ،و الحقيقة أن ميل
العمال لتغيير مكان عملهم يرجع إلى مستوى راحتهم في العمل ،فالعمال المهرة يبدون دائما
107
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
رغبة في الترقي إلى درجات أعلى ما يدفعهم للبحث الدائم على المنظمة التي توفر لهم
متطلباتهم .
و التفسير الثالث يضع المناخ التنظيمي كعامل وسيط بين االستقرار الوظيفي و األداء
الوظيفي ،بني هذا الرأي على اعتبار أن المناخ التنظيمي العاكس لالنطباع الذي يكون لدى
العاملين في المنظمة عن جميع العناصر الموضوعية فيها على أساس أن العاملين يعتبروا
هم الوسيلة األساسية ألداء األعمال و تحقيق األهداف و بالتالي فانه كلما كانت صورة
المنظمة ايجابية لديهم كلما أدى ذلك إلى رفع الروح المعنوية لديهم و هذا ينعكس ايجابيا
على أدائهم و من ثم أمكن القول أن المناخ التنظيمي عامل وسيط بين االستقرار الوظيفي
واألداء الوظيفي .
خــالصـة :
يتّضح لنا مما سبق أن األداء الوظيفي هو عنصر من عناصر اإلنتاجية و هو
يعبر عن مدى كف اءة العامل و بلوغه مستوى االنجاز المطلوب منه في عمله ،وهو
يختص بالجانب اإلنساني ،فالبعض يراه محصلة السلوك اإلنساني في ضوء
108
دراسة سوسيوتنظيمية لألداء الوظيفي الفصل الثالث
اإلجراءات و التقنيات التي توجه العامل نحو تحقيق األهداف المرغوبة ،و األداء
يرتبط بالمخرجات التي تسعى المنظمات تحقيقها ولذا فان التميز في األداء يحتل
مكانة خاصة سواء في المنظمات العامة أو الخاصة باعتباره الناتج النهائي لمحصلة
ار وثباتا حين يكون أداء العاملين
جميع األنشطة بها ،و تكون المنظمة أكثر استقر ا
بها متمي از ،و لكي يتحقق هذا يجب أن يراعي العامل العناصر التالية في أدائه:
فعليه أن يعي متطلبات الوظيفة التي أوكلت إليه مع امتالك القدرة الكافية في تنفيذ
ا لعمل دون الوقوع في األخطاء كما تلعب الرغبة في تنفيذ العمل شرطا مهما
باإلضافة إلى السرعة في االنجاز .
و لهذا وجب على المنظمات محاولة إشراك العاملين في وضع سياسات تسمح
بابتكار حوافز جديدة للجهود الفردية و الجماعية و تحديد اإلمكانيات التي يمتلكها كل
فرد و مدى إشباعها لمتطلباته ،و من جانب آخر تحديد مدى احتياج هؤالء األفراد
إلى التطوير و يتم هذا عن طريق عملية تقييم األداء و التي على أساسها يتم ترتيب
العاملين حسب كفاءة كل واحد منهم و من ثم تتم عملية الترقية و النقل وتحديد نظام
الحوافز و المكافآت لتكون هناك عدالة تنظيمية بين جميع العاملين .
109
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
_2_1مرحلة الثمانينات
خالصة
114
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
تمهيد:
إن هذا الفصل هو مقاربة سوسيو اقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر ،وتجدر االشارة
قبال إلى أن المقصود بالقطاع الخاص هو القطاع غير المملوك من طرف الدولة حيث
يعتبر ركيزة االقتصاد الحر ألنه يستند إلى آليات السوق الحرة والمنافسة التامة وبالتالي فهو
يسعى الى تحقيق أقصى ربح ممكن .حاولنا التطرق الى هذا القطاع عبر دراسة أهم المراحل
التي مر بها بداية من الحقبة االستعمارية الى غاية يومنا هذا ،مع اإلشارة إلى أهم القوانين
التشريعية التي عرفتها كل مرحلة ،ولعل التحوالت التي مرت بها الجزائر وسلسلة
االصالحات االقتصادية لها اثر كبير في تطور مكانة هذا القطاع حيث لم ينته دوره في
التخصص في مجاالت انتاجية بعينها وانما توجه لتأكيد دوره الفعال في مجال التشغيل فهو
دور مهما في التنمية الوطنية ،لكن يبقى قطاع تعيبه بعض النقائص التي
بذلك يلعب ا
سنحددها بعد هذا الطرح .
115
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
سنتطرق في هذا العنصر إلى المراحل والتحوالت العميقة التي قطعها القطاع الخاص
للوصول إلى المكانة الحالية التي يحتلها ضمن االقتصاد الوطني وذلك قصد معرفة أهم
التطورات التي لحقت به والتي كانت تعبر عن ايديولوجية الدولة الجزائرية وسياستها
االقتصادية واالجتماعية في التنمية بعد االستقالل.
_1_1مرحلة الستينيات والسبعينيات :إن الجزائر تبنت مباشرة بعد االستقالل النهج
االشتراكي كأسلوب للتنمية ،حيث أصدر المجلس الوطني ميثاق طرابلس 2691أوضح فيه
أن بناء الثورة الديموقراطية الشعبية يجب أن تقوم على المبادئ األساسية التي ينبغي أن تقوم
عليها السياسة االقتصادية في عهد االستقالل (م .السويدي )236 ،2699 ،وجملة أخرى
من التصورات حول المستقبل السياسي واالجتماعي للمجتمع الجزائري.
فميثاق طرابلس 2691عبارة عن مخطط شمولي إلعادة البناء في إطار إيديولوجي يستنكر
الرأسمالية في إحداث التنمية ،وعليه وجه خطابا قاسيا إلى الملكية الخاصة والقطاع الخاص
وعداءا واضحا للبرجوازية معتب ار إياها حاملة أليديولوجية إنتهازية
(أ .مقراني )322 ،1222_1222 ،إال أن هذا لم يمنع القادة الجزائريين من الحديث عن
القطاع الخاص والدور الذي يمكن أن يلعبه في ظل اختيار اقتصاد اشتراكي تلعب فيه الدولة
دور المهيمن.
لكن في المقابل أكدت التشريعات من جديد على الدور االحتكاري للدولة داخل القطاعات
الحيوية و االستراتيجية للقطاع الوطني ،وهذا ما أكد عليه أيضا من قبل ميثاق الجزائر
2691حيث لم ينف مساهمة الرأسمال الخاص األجنبي في التنمية وقرار إدماجه في
116
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
شركات ذات اقتصاد مشترك ينحصر ميدانها في القطاعات غير الحيوية لالقتصاد الوطني
حيث تتصرف الدولة في هذه الحال كممثل لصالح الشعب الذي تتكفل به ،وهذا يعكس طبعا
تخوف الدولة من توسع هذا القطاع وهذا ما أوجب إعادة النظر في اإلطار التشريعي
والقانوني المرتبط بالقطاع الخاص فكان قانون 2699لالستثمارات يعكس تغير موقف
السلطة من الرأسمال الخاص ويظهر ذلك من خالل االطار التنظيمي والقانوني الجديد حيث
وضعت الدولة عدة أجهزة وهياكل لفائدته وهي:
إنشاء اللجان المرخصة والمانحة لقروض المشاريع ذات األولوية واللجنة الوطنية
لالستثمار واللجنة الو ازرية.
انشاء هياكل مختصة ألجل مساعدة وتوجيه واستشارة المستثمرين حيث تتعهد الدولة
بعدم تأميم المؤسسات الخاصة إال في بعض الحاالت الملحة (مقراني،
.)322 ،1222_1222ومن جهة أخرى ألزم هذا القانون االستثمار الوطني بجملة
من الشروط نذكر منها:
-حضر االستثمار في القطاعات االستراتيجية والحيوية.
-إلزامه بعدم منافسة القطاعات االقتصادية للدولة.
فإصدار قانون 2699لالستثمارات يعكس تخوف الدولة من توسع القطاع الخاص رغم
إدراجها إياه ضمن استراتيجية التنمية ،واستمر هذا التخوف مالزما السلطة الجزائرية لذا جاء
الميثاق الوطني 2629ليؤكد على ضرورة الحفاظ على التوجه االشتراكي وتحديد نشاطات
القطاع الخاص بطريقة ال تسمح له أن يتوسع بحصره في أنشطة ثانوية ،
وجاء في الميثاق أن الملكية في الجزائر ال يجوز أن تكون مصدر ألية سلطة اجتماعية
وأن تندمج الملكية الخاصة في مسار التنمية وأن تستهدف خدمة الفرد دون أن تنال من
أركان المجتمع بحيث يحدد مفهومي الملكية االستغاللية وغير االستغاللية ويعرفها على
النحو التالي:
117
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
الملكية االستغاللية :هي تلك الملكية التي تلحق ض ار ار بالمصالح العامة للجماهير الكادحة
وتجعل عالقات المالك والعامل قائمة على أساس االستغالل.
إن ما ورد في هذا الخطاب هو اعتراف بعدم صالحية األساليب التنظيمية واإلدارية التي
اعتمدتها الجزائر وخاصة ربطها االقتصاد الوطني بالمحروقات ،فما حدث حين تدنت أسعار
البترول تجسد في أحداث أكتوبر ،2699لهذا أظهرت الرغبة في تنظيم وتأطير القطاع
الخاص مع بداية الثما نينات ،حيث أوصى المؤتمر بضرورة دمجه ضمن إطار التخطيط
العام لالقتصاد الوطني مع احترام قواعد االقتصاد االشتراكي ونشاطات القطاع العام ،وما
القانون الصادر في 12أوت 2691والقوانين التي تلته 23/91 ، 22/91مدلوالت ضمنية
تعبر عن والدة النظام الجديد الذي سيتكفل بإعادة تنظيم االقتصاد الوطني والمجتمع ككل
وفق منطق تنمية يرتكز اإلنتاج الليبيرالي.
فقانون 22/91يحمل رغبة صريحة للسلطة إلدماج القطاع الخاص في التنمية االقتصادية
لكن رغم االمتيازات التي جاء بها هذا القانون إال أن بعض النقائص ظهرت في تطبيقه
كتحديد سقف االستثمار الخاص وتحديد مجاالت تدخله إضافة إلى شرط اعتماد رخصة
االستثمار والحد األقصى لالستثمار وتحديد المهام المخصصة لهذا القطاع،
وقد استثنى القانون من حقل تطبيقه الرأسمال األجنبي وقد ذكر القانون 22/91المهام
الجديدة التي أوكلت لالستثمار الخاص وما كان ينتظر من مشاركة القطاع الخاص والتي
تمثلت فيما يلي:
118
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
وعلى الرغم من االمتيازات التي حملها هذا القانون إال أن السلطات أدخلت جملة من
االجراءات القانونية والتنظيمية تضمنها قانون االستثمار وهي بذلك تعطل التطور الحتمي
لمجتمعنا نحو االشتراكية.
أما الملك ية غير االستغاللية :هي االستغالل الفردي أو العائلي للوسائل الصغيرة لإلنتاج
بأيدي عاملة محدودة والتي تمكن الفرد من القيام بشؤونه وشؤون أسرته في العمل والسكن
والثقافة والصحة...إلخ
فالمحاولة التي تضمنها ميثاق 2629إلعطاء القطاع الخاص مكانة ضمن المجال
االقتصادي تعود أساسا الختالف األوضاع االقتصادية مما كانت عليه سنة 2699فهذه
الفترة تميزت بالتخلي عن التسيير الذاتي وتبني سياسة الصناعات المصنعة ،واعتماد الدولة
على جملة مخططات تنموية ألجل التحكم وتركيز النشاطات االقتصادية واحتكار
التجارة الخارجية ،ولهذا أصبح من الطبيعي محاولة الدولة ادماج القطاع الخاص في عجلة
التنمية ،فهو أصبح واقع ال يمكن تجاهله وهذا ما استدعى إعادة النظر في اإلطار التشريعي
والقانوني المرتبط بالقطاع الخاص.
_2_1مرحلة الثمانينات :في هذه المرحلة أدركت الدولة الجزائرية أن االختيار االشتراكي
بدأ يأفل في الكثير من الدول التي تشاركها في هذا التوجه نتيجة ظهور االقتصاديات
الرأسمالية بتجمعاتها االقتصادية الكبرى.
وقبل أن نوضح التطورات التي شهدها القطاع الخاص في هذه المرحلة سنحاول استدراك
أهم المظاهر االجتماعية واالقتصادية التي تميزت بها هذه الفترة كونها منعرجا مهما في
المسيرة التنموية الجزائرية ،ويظهر ذلك جليا في خطاب الرئيس شادلي بن جديد خالل
المؤتمر االستثنائي لحزب جبهة التحرير الوطني المنعقد من 21إلى 26جوان 2692
حيث يؤكد أنه " ...من الالزم إعادة النظر في المناهج التنظيمية واإلدارية التي عادت
119
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
بالسلب على اإلنتاج ...وأن الثورة التي ال تقوم بتقييم انجازاتها وتصحح األخطاء التي
ظهرت خالل مسيرتها تعد ثورة ممارسة للهروب إلى األمام مما يقودها حتما إلى
االنحراف( "...م .عوارم .)212 ،1222 ،و هو ما يؤكد عليه قانون االستثمار لسنة 2699
والذي تعلق بتحرير سقف االستثمار الخاص والسماح للمستثمرين الخواص باالستثمار في
قطاعات متعددة ماعدا تلك التي تعتبرها الدولة قطاعات استراتيجية وهي النظام المصرفي،
التأمينات ،المناجم ،المحروقات ،الصناعات الحديدية القاعدية ،النقل الجوي السككي
والبحري .كما تم إلغاء رخصة االعتماد المسبقة التي كانت تشترط إلقامة مؤسسة صناعية
خاصة حيث لم يشر قانون 11-99إليها كما ألغي مكتب متابعة االستثمار الخاص
( OSCIPم.عوارم.)299 ،1222 ،
فهذا القانون أراد أن يكون أكثر مرونة وأقل تعقيدا من سابقه وأعطى تسهيالت وضمانات
أكثر للقطاع الخاص لالستثمار عكس ما كان عليه ضمن سلسلة القوانين السابقة.
وتعود هذه الحرية التي منحت للقطاع الخاص إلى التحوالت العالمية وانعكاساتها على
المجتمع الجزائري ،ففي نهاية الثمانينات بدأت االشتراكية كنظام اقتصادي واجتماعي في
االضمحالل وطغى النظام الرأسمالي على االقتصاد العالمي األمر الذي انعكس على
الساحة االقتصادية في الجزائر .ولكي تكون مخططات التنمية أكثر مرونة حمل الميثاق
الوطني 2699في طياته تغيي ار جذريا عن المواقف العدائية السابقة المتعلقة باالستثمار
الخاص حيث حدد دور القطاع الخاص ودمجه ضمن مخططات التنمية وشجع كل مبادراته
في سبيل توفير االحتياجات المتزايدة للسكان مع بداية دالالت األزمة االقتصادية وتوقف
انجاز المشاريع المنتجة السيما خلق مناصب شغل الحتواء الطلبات المتزايدة.
ومع صدور دستور 2696تعززت مكانة االستثمار الخاص وتجسد اهتمام الدولة بجلب
االستثمارات الخاصة وتحفيز المستثمرين من خالل التحرير االقتصادي.
_3_1مرحلة التسعينيات إلى يومنا هذا :إن ما يميز هذه المرحلة هي التحوالت االقتصادية
العالمية والتحوالت االجتماعية واألوضاع األمنية التي عاشتها الجزائر ،ففي ما يتعلق
120
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
بالصعيد الخارجي فالموجة الليبرالية اجتاحت االقتصاد العالمي والنظام االشتراكي بدأ في
االضمحالل مما انعكس على اقتصاديات الدول النامية.
أما على الصعيد الداخلي فبعد أحداث أكتوبر 2699بدأت بوادر األزمة االقتصادية
واالجتماعية ،باإلضافة إلى بداية تخلي الدولة عن االقتصاد الموجه وسياسة دعم األسعار.
كما بدأ الترويج لمفهوم اقتصاد السوق واصدار قوانين تنظيمية لالستثمارات الخاصة الوطنية
واألجنبية وهذا طبعا تحت تأثير المنظمات المالية الدولية التي فرضت تغيير نمط تسيير
االقتصاد الوطني ،مما انعكس على نشاط القطاع الخاص الذي لم يبادر كثي ار في المجازفة
أمام هذه األوضاع (م.عوارم .)211 ،1222 ،ففي ظل هذه الظروف اعتمد القطاع الخاص
على وسائله الخاصة في التموين والتجهيز ،ولقد اتضح فيما بعد بصورة قطعية النهج
االقتصادي المتمثل في التوجه نحو اقتصاد السوق وكل ما يعنيه من حرية وضمانات
للمبادرة الفردية .و في هذه المرحلة تم تفعيل عملية الخوصصة التي تسمح عمليا بتحويل
الملكية من القطاع العام إلى القطاع الخاص و هذه اآللية هي فرصة توسيع القطاع الخاص
حيث تم اتخاذ مجموعة من اإلجراءات تمثلت في الجانب الزراعي بإعادة بعض األراضي
لمالكيها بهدف تنمية فعالية القطاع و كذلك إنشاء صندوق المشاركة الفالحية تحرير
األسعار الفالحية الوسيطة و إلغاء هوامش الربح المؤقتة لجميع األسعار (س ،سعداوي ،
. )99 ،1112
أما في الجوانب الصناعي فقد تم تدعيم هذا القطاع بإنشاء العديد من الهيئات منها الو ازرة
المنتدبة للصناعات الصغيرة و المتوسطة و كذا الوكالة الوطنية لترقية الصناعات الصغيرة و
المتوسطة و قد عمدت السلطة العمومية إلى إنشاء مثل هذه الهيئات حتى تفعل االتجاه
الجديد الذي تريد إعطائه للسياسة الصناعية و التي يكون فيها القطاع الخاص دو ار كبير
تحقيقا لألهداف العامة التي رسمتها اإلستراتجية الجديدة المدعمة من قبل الهيئات
والمنظمات الدولية .إن هذا التوجه االقتصادي الجديد كان يتوقع منه أن يعمل على تحسين
االختالل الذي كان يعاني منه الواقع الج ازئري اقتصاديا و اجتماعيا من خالل
121
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
تنشيط و تفعيل إمكانيات القطاع الخاص و ذلك بإنشاء مؤسسات صغيرة و متوسطة يمكن
أن تساعد في التنمية الوطنية .
إن قانون العمل في الجزائر يعتبر حديث النشأة ،إذ رغم أهميته القصوى فهو يمتد
بجذوره التاريخية إلى الفترة االستعمارية ،التي يطبق فيها قانون العمل الفرنسي على العمال
الجزائريين حتى إلى فترة متأخرة من االستقالل ،إال أن ذلك لم يمنعه من التطور السريع
ويلحق بركب القوانين العمالية في الدول األخرى .فلم تشهد فترة ما بعد االستقالل أي نص
شامل خاص بتنظيم عالقات العمل في كافة القطاعات العامة والخاصة التي بقيت
خاضعة لنفس القوانين الفرنسية ،حيث امتد العمل بها بمقتضى القانون 75/26الصادر
في 13ديسمبر 3626المتضمن مواصلة العمل بالتشريع الساري إال ما يتعارض منه
بالسيادة الوطنية .
اقترن تطور قانون العمل الجزائري بتغير الخيرات السياسية واالقتصادية التي اعتمدتها البالد
منذ االستقالل تبعا لتغيير الوضع العام فيها ،وعلى العموم فاألحكام التشريعية المتضمنة
عالقات العمل يمكن حصرها في ثالث مراحل:
للتشريع الفرنسي الذي يغلب عليه العمل بالطابع التعاقدي بتفعيل دور االرادة فيه ،وفق مبدأ
سلطان االراد ة على حساب التدخل التشريعي من قبل االدارة ،غير أنه خالل هذه المرحلة
122
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
بدأت تظهر بوادر استقالل الدولة الجزائرية الفتية بتقنين بعض مجاالت الشغل كما هو
الشأن بالنسبة لقانون الوظيفة العمومية الصادر في 21جوان 2699وكذا األمر 22/21
المتعلق بالتسيير االشتراكي للمؤسسات.
_ مرحلة مابين 1691إلى :1661وهي المرحلة الممتدة من تاريخ سريان األمر 23/16
إلى تاريخ اصدار قوانين 2662السيما قانون 62/22المتعلق بعالقات العمل الفردية
وتتميز هذه المرحلة بإصدار نصوص قانونية تتالءم واالتجاه االشتراكي للجزائر في تلك
المرحلة والتي تتجلى من خالل تدعيم عالقات العمل بأحكام تشريعية آمرة واستبعاد لدور
االرادة فيها في محاولة من المشرع المحافظة قدر اإلمكان على مناصب العمل.
شهدت هذه المرحلة إصدار العديد من النصوص القانونية االجتماعية بدءا من األمر
21/32المتضمن الشروط العامة للعمل في القطاع الخاص ،واألمر 21/31المتضمن
العدالة في العمل ،واألمر 21/32المتضمن المدة القانونية للعمل وكذلك األمر 21/33
المتضمن تحديد اختصاصات مفتشية العمل وخالل هذه المرحلة سن القانون 29/21
المتضمن القانون األساسي للعامل والذي يعتبر بمثابة الدستور الذي يحكم كافة جوانب
عالقات العمل وفي كافة المجاالت.
_ المرحلة ما بعد :1661البد من اإلشارة أن هذه المرحلة تميزت خاصة بتغيرات سياسية
هامة تمثلت في التعددية الحزبية ،باإلضافة إلى ما حدث على المستوى العالمي في
المعسكر الشرقي والتخلي عن النهج االشتراكي ،وبالتالي التأثير على الدول السائرة في
طريق التنمية الرأسمالية ،كما أن المكانة التي وصل إليها القطاع الخاص الجزائري قد جعلت
من قوانين االستثمار السابقة غير مسايرة للنهج الجديد فلقد عرفت هذه المرحلة عدة قوانين
وتشريعات تمثلت خاصة بالمرسوم التشريعي رقم 21-63المؤرخ في 2663/22/21
والمتعلق بترقية االستثمار ولتحقيق الدولة ما جاء في مضمون هذا المرسوم أصدرت المرسوم
التنفيذي رقم 326-61المؤرخ في 2661/22/21إلنشاء وكالة ترقية ودعم ومتابعة
االستثمار .APSIكما أصدرت في نفس اليوم عدة مراسيم تنفيذية تتعلق كلها بتوضيح
123
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
اإلطار الجديد الستثمار الخاص في الجزائر سواء بالنسبة للجزائريين أو األجانب (ع.مرازقة،
.)196 ،1222_1229
في هذه المرحلة اتضح بصورة قطعية النهج االقتصادي الجديد والمتمثل في التوجه نحو
اقتصاد السوق وكل ما يعنيه من حرية وضمانات للمبادرة الفردية.
إن الخاصية المميزة للقطاع الخاص هي السرعة في االنجاز واالبداع ،ويمتاز أيضا بخاصية
الديناميكية والحيوية وسرعة المبادرة قبل فوات الفرصة أي عدم وجود بيروقراطية معرقلة
للتسيير الفعال بعكس القطاع العام الذي يخضع للتخطيط المركزي وتحكمه اساليب سياسية
وبيروقراطية ،وأبرز ما يميز القطاع الخاص الجزائري أنه تقريبا عبارة عن مؤسسات صغيرة
الحجم ذات طابع عائلي تعود الملكية فيها لرب العائلة ثم األبناء ثم األقارب وبالتالي تبقى
الملكية محدودة في اإلطار العائلي وغالبا ما يكون المحاسب هو الشخص الوحيد األجنبي
عن العائلة (إ .مياسي .)222 ،1222 ،وحسب الدراسات وجد أن صاحب المؤسسة يعمل
على توظيف أعضاء العائلة الممتدة كما يلجأ إلى توظيف عمال ينحدرون من نفس منطقته
األصلية أو ينحدرون من الريف الذي ينتمي
إليه ،ويكون عقد العمل غير واضح المعالم ،وغالبا ما يكون مكتوب أما األجر فأقل بكثير
من الحد األدنى لألجور(. )A.Benamrouche, 2000, 37
كما تتميز المشروعات الصناعية الخاصة بقربها من شكل المشاغل التي توظف عددا
قليال من اليد العاملة ،وهذه النزعة تمثل هكذا شكل انتاجي تعود باألساس إلى نوعية
المشروعات التي تتخصص في منتوجات محددة يرجع أمر اختيارها إلى السيرورة التاريخية
للرأسمال الخاص منذ الفترة االستعمارية والتي أبقت على نفس الفئات البرجوازية التاريخية
التي اعتمدت األعمال الحرفية الحياكة ،النسيج ،النحاس...إلخ.
124
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
كما ان أرباب العمل الخواص الذين ولدوا بعد فترة االستقالل خضعوا لتوجيه اقتصادي
وسياسي نحو أنشطة اقتصادية بعينها اعتبا ار للحدود التي وضعتها قوانين االستثمار المختلفة
التي صدرت ألجل تنظيم قطاعات النشاط اإلنتاجية في الجزائر
أما ما يميز القطاع الخاص من حيث عالقات العمل هو محاولة أرباب العمل الحفاظ على
أسرار العمل وفي هذا اإلطار يحلل جيالني اليابس محتوى العالقات االجتماعية التي تسود
المؤسسة الصناعية فهي تعتمد على نموذج السلطة التقليدية والتي تعني خضوع العامل
الصناعي الفردي لعملية العمل ولرب العمل الذي يدين له بالوالء واالحترام ألنه صاحب
الفضل في توظيفه (أ .مقراني )311 ،1222_1222 ،وبما أن هذه المؤسسات صغيرة
الحجم وعدد العمالة فيها محدود فيكون نظام االتصال جد مركز ومراقبة العمل أكثر صرامة
ويرجع وايس Weisseأن هذا العامل يؤثر على العمل النقابي باإلضافة إلى انعدام السلوك
النزاعي ألن العالقات مع العمال ومع رب العمل تكون معظمها في إطار القرابة وهذا بالطبع
مع يضعف العمل النقابي في القطاع الصناعي الخاص الجزائري،
حيث أن أغلبية المؤسسات الجزائرية الخاصة صغيرة الحجم ،ومعظمها يوظف أقل من 12
عامال (.)F.Weiss, 1970, 150
ما يميز القطاع الخاص الجزائري أيضا هو لجوء العديد من المؤسسات الخاصة إلى
النشاطات غير الرسمية وهذا تفاديا لجملة الصعوبات والمشاكل التي تعترضهم عند ممارسة
نشاطهم رسميا ،وفي هذا اإلطار شهدت النشاطات الموازية تطو ار ملحوظا في السوق
الوطنية وتخص العمال المؤقتين الحرفيين ،الصناعيين الصغار ...وقد تم تعداد أكثر من
122سوق موازي تغطي مساحة قدرها 2.3مليون م 1ينشط بداخلها 91.222متدخال من
بينهم أكثر من %12ال يملكون سجال تجاريا ،أما المواد التي يتم تداولها داخل هذه األسواق
فهي متعددة وتشمل كال من المنتجات الغذائية ،مواد التنظيف ،مستحضرات التجميل وقطع
الغيار (إ .مياسي.)226 ،1222 ،
125
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
يلعب القطاع الخاص دو ار هاما في التنمية الوطنية ،رغم القيود والصالحيات الضعيفة
التي عرفها هذا القطاع ،ألن الدولة اعتمدت في البداية على القطاع العمومي كأساس للتنمية
حيث كانت تحتكر التجارة الخارجية وجميع القطاعات الكبرى ،بينما كان للقطاع الخاص
الحق فقط في مزاولة بعض الصناعات الخفيفة و التقليدية والتي تنحصر نشاطاتها على
المستوى المحلي أو الوطني ،كما عانى في المراحل األولى من عدة عراقيل كالقروض
والبيروقراطي ة...ويمكن القول أنه لم يكن حتى مطلع الستينات ثم مراحل التخطيط والبرمجة
يتمتع بقدرات مالية وخبرات كافية في مجال االستثمار ،فلم تكن هناك إال مجموعة من
األفراد والمنشآت ذات الحجم الصغير والمورد الضعيف واآلفاق
االقتصادية المحدودة وهي في معظمها تنتج السلع الغذائية ،المشروبات وبعض الصناعات
النسيجية واألدوات المنزلية .ولم يرد له االعتبار إال بعد أن بدأت الدولة تحس بتعثر خططها
االنمائية وزيادة حدة المشكالت وأصبح من الصعب التغلب عليها .وفي إطار البحث عن
الحلول أصبح من الضروري فتح المجال أمام القطاع الخاص ألن له القدرة على توفير إدارة
أكفأ ،فهناك مجموعة من األهداف تسعى الدولة الجزائرية إلى تحقيقها بفضله ،فبعد صدور
األمر 11-61المؤرخ في 11أوت 2661المتعلق بالخوصصة ومجاالتها والشروع
بميادينها ورفع الحواجز لخلق القدرة لبناء نظام أعمال موجه بهدف تحقيق دفعة قوية ومتميزة
في جميع المجاالت التي تخلت عنها الدولة وتحقيق التوازن بين الجهات والمناطق عبر
كامل التراب الوطني عن طريق مبادرات القطاع الخاص ومحاولة توظيف أكبر مستوى
معقول من العمالة وفقا لعدة امتيازات كانت تنعدم في القطاع العام لبلوغ مجموعة من
األهداف كالقضاء على البطالة والحد من حالة الفقر المتفشية ورفع المستوى المعيشي
لألفراد ،فالقطاع الخاص يعمل على تحديث االقتصاد الوطني وتحسين الجودة ورفع مردودية
المؤسسات عن طريق التنافس ألن القطاع العام لم يستطع بلوغ هذه األهداف -فرغم كل
العوائق اإليديولوجية والبيروقراطية التي كانت تقف حاج از أمام تطور القطاع الخاص لكن
سجلت سنة 2691أكثر من 1222مؤسسة خاصة صناعية و 2222مؤسسة البناء و
126
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
األشغال العمومية وكان معدل المؤسسات الخاصة 922وحدة ما بين 2691و 2691
N-Sadi, وهذا في السنة الواحدة ،بقوة عاملة تراوحت بـ 12611في سنة (2691
. )2005,30
في هذه المرحلة كان القطاع الخاص تقريبا عبارة عن مؤسسات صغيرة الحجم فحسب
الديوان الوطني لإلحصاء لسنة 2691كان نشاطه في ثالثة فروع الصناعات الغذائية،
لكن كان عدد المؤسسات المتناهية النسيج وموارد البناء ()Y. boudjnah,2002,186
الصغر MICRO ENTREPRISEالتي تشغل أقل من 12عامل في تزايد حيث تضاعف
عددها ثالت مرات من 1222مؤسسة إلى 21222مؤسسة وسجل في التسعينات حوالي
13222مؤسسة صناعية متناهية الصغر هذا في سنة 2663منها 2122مؤسسة تشغل
22عمال .ألن في الحقيقة أن القطاع يبحث عن المكسب أكثر من اإلنتاجية ففي سنة
2691حقق %12من الناتج المحلي اإلجمالي مقسمة على النحو التالي :
حيث ارتفعت الحصة النسبية للقطاع الخاص في القيمة المضافة و التي هي الفرق بين قيمة
اإلنتاج وقيمة االستهالك الوسيط ( )T.Burnet,2005,29من %11.2إلى %19بين سنة
2699و .2661
وسجلت %11.1من مجموعة الزيادة في االقتصاد بين قطاع التجارة و الخدمات أين بلغت
الحصة النسبية للقطاع الخاص %92من مجموعة النشاطات الرئيسية سنة 2661
127
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
كان للتجارة وحدها حوالي )M.Baba ahmed, 1999, 171(%91لكن يبقى القطاع الخاص
يعاني من عدم االستقرار ولم يحاول االستفادة من زوال وحدات القطاع العام وهذا راجع إلى
التمويل والضرائب رغم أن معظم المؤسسات ال تصرح برقم أعمالها الحقيقي وبالمعدات
وبالمواد المستوردة ،لكن يبقى القطاع الخاص يتميز بالكفاءة العالية مقارنة بالقطاع العام
ألنه يتبع أساليب إدارية وتنظيمية حديثة كما تساهم التكنولوجيا التي يستخدمها في قطع
شوط كبير من ناحية الجودة والكفاءة في االنتاج وسرعة التنفيذ ،فحسب مؤتمر األمم المتحدة
للتجارة والتنمية لعب القطاع الخاص دو ار مهما في االقتصاد الوطني ،ففي سنة 1222قدم
%11من القيمة المضافة و 21مليار رقم أعمال وسجل ارتفاع من %9إلى %9في
قطاع المنتجات الفالحية %22و %12في مجال االلكترونيك ،في حين كان القطاع العام
مستحوذ على كل القطاعات إلى غاية 2696حيث أكثر من 13222مشروع استثمار
خاص سجل منذ سنة 2663منهم %32في القطاع الصناعي بحوالي 2222مشروع
بتوسع قيمته 2ماليير حسب تقرير منظمة األمم المتحدة لسنة 2693ويعد القطاع الخاص
في السنوات األخيرة أكثر نشاطا حيث خلق 2.1مليون منصب شغل لكن %22فقط مسرح
بهم.
وسجل عدد المؤسسات الصغيرة والمتوسطة سنة 92222 ،1222مؤسسة تشغل 231222
أجير وفي الحقيقة %63منها ال تتجاوز تشغيل 6عمال وترتكز معظم هذه المؤسسات في
مجال الصيدلة حيث أحصيت مجموعة كبيرة من المشاريع في هذا المجال بتكلفة إجمالية
تصل 222مليون دوالر ،وحسب ما نشر في جريدة السالم اإلخبارية اإللكترونية بتاريخ
1223-29-29على الساعة " 26:22القطاع الخاص يهيمن على النسيج االقتصادي
الجزائري بـ 621.329مؤسسة أي %69من المجموع الكلي فيما يتقاسم الباقي القطاع
العمومي والمؤسسات المختلطة واألجنبية بـ 1.129مؤسسة أي
128
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
تأتي الخدمات في المرتبة الثانية بـ 329.632مؤسسة بعد نشاط اإليواء الذي يحتل الصدارة
بنسبة %12متبوعة بالصناعات المصنعة 62.216مؤسسة أي %22من المجموع.
وتهيمن على الصناعات المصنعة الصناعات الغذائية التي تعد 13.111مؤسسة أي
%11.1متبوعة بصناعة المالبس بـ %22.9ومن جهة أخرى أظهرت نتيجة االحصاء
االقتصادي بخصوص تطور انشاء المؤسسات االقتصادية حسب كل فترة ارتفاع في الوتيرة
خالل سنوات 1222و 1222بإنشاء 229.219مؤسسة أي %29.9من مجموع
631.112مؤسسة تم احصائها.
و 631مؤسسة اقتصادية تشغل 112عامل وأكثر وحسب التوزيع الجغرافي حوالي %61
من المؤسسات االقتصادية تشغل أقل من 22أجزاء في القطاع الحضري.
129
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
حيث كشفت هذه اإلحصاءات أن النسيج االقتصادي الوطني يغلب عليه األشخاص
الماديون بنسبة %61أي 999261أم األشخاص المعنيون أي المؤسسات فتمثل أقل من
%1أي 11119مؤسسة حسب الديوان الوطني لإلحصاء فهذه النتائج تشير إلى أن
االقتصاد قائم أساسا على المؤسسات المصغرة.
و من أجل التعرف على حجم تطور م ص م في الجزائر ندرج الجدول التالي :
1119 1119 1111 1112 1111 1112 1111 2666 2662 السنوات
تطور
162619 196219 111116 119616 226111 222191 296262 212119 11221 عدد
مصم
من الجدول نالحظ أن عدد المؤسسات الصغيرة و المتوسطة في تزايد و %69منها هي
مؤسسات خاصة حيث تميزت سنة 1119لوحدها إنشاء 11211مؤسسة ،و هذا يرجع
إلى سياسة الدولة في بداية تنفيذها لبرامج اإلصالح االقتصادي و تحرير االستثمار الخاص
و ذلك نظ ار للدور الكبير الذي أصبح يقوم به من خالل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في
التنمية المحلية و خاصة في عملية التشغيل و خلق فرص عمل جديدة ولهذا فالدولة تضع
آليات كدعم للمبادرين الصغار في المراحل األولى لبداية نشاطهم حيث
و PME ارتفعت وتيرة إنشاء هذه المؤسسات منذ إنشاء و ازرة خاصة بترقية م ص م
الصناعات التقليدية في سنة . 2661
130
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
يعتبر القطاع الخاص العنصر األساسي في عملية التنمية و المحرك الرئيسي لالقتصاد
ويمثل الهرم األساسي االقتصادي في جميع الدول وبالتالي يعتبر أهم قطاع منشئ لمناصب
الشغل حيث كشف تقرير أصدره الديوان الوطني لإلحصائيات أن القطاع الخاص يهيمن
على النسيج االقتصادي الجزائري بنسبة %69بواقع 621329مؤسسة اقتصادية من
إجمالي المؤسسات الموجودة .
بينما يتقاسم القطاع العام والمؤسسات المختلطة واألجنبية باقي النسب ففي سنة 1221شغل
القطاع الخاص أكثر من 1ماليين عامل أي ما نسبته %93من حجم التشغيل مقارنة بـ
%32كانت من نصيب القطاع العام.
فالقطاع الخاص بدأ يتهيكل ويتطور في إطار اقتصاد السوق حيث سيكون أهم قطاع يوفر
مناصب شغل .فقد ازداد عدد المستخدمين في القطاع الخاص من 1219سنة 1223إلى
1212سنة 1221ثم إلى 1292سنة 1221بالمقابل بقي حجم التشغيل في القطاع العام
ثابت خالل نفس الفترة .أما في سنة 1229بلغ عدد العمال 1.292.222عامل حسب
صندوق الضمان االجتماعي وهم يتوزعون حسب النشاطات االقتصادية كما يلي:
كما يعتبر قطاع الخدمات في الجزائر أبرز منشئ لمناصب الشغل مقارنة بالقطاعات
األخرى ثم يليه القطاع الصناعي.
131
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
-قصور في الوعي بأهمية القطاع الخاص في دفع عجلة التقدم واالزدهار ومدى
تأثير اسهاماته في التنمية والتشغيل.
-أنه قطاع خاص ضعيف ال يحب المخاطرة.
-غياب الحوافز الداعية للعمل خارج القطاع العام المهيمن.
-المهارات والكفاءات غير قابلة للتسويق.
-الرأسمال البشري غير متطور.
-نوعية التعليم المتدنية.
-عدم المواءمة بين العرض والطلب على التشغيل (م .عبد الرزاق ،ش .بونوة،
.)29 ،1222_1226
كما أظهرت الدراسات التي أشرف عليها الديوان الوطني لإلحصائيات من مارس إلى
ديسمبر 1222أن النسيج الوطني االقتصادي تهيمن عليه صفة الشخص الطبيعي بنسبة
%62.9مقابل %6.1عادت للشخص االعتباري أي المؤسسة و هذا حسب ما جاء في
جريدة الشروق االلكترونية 2مما يجعل الصفة المطلقة للمؤسسة الخاصة الجزائرية والتي هي
في معظمها مجرد مؤسسات مصغرة عائلية بالتالي حجم العمالة التي تستطيع استيعابه
محدود .إضافة إلى العوامل التي ذكرت ضعف مناخ االستثمار وكثرة المعوقات التي تواجه
نمو القطاع الخاص لعدم وجود تنسيق وتكامل بين األطراف الفاعلة في هذا المجال وهي
الحكومة و المجتمع المدني.
132
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
باإلضافة إلى سيطرة القطاع العام على النشاط االقتصادي وصعوبة الحصول على العقارات
الصناعية .و القصور في اللوائح التنظيمية الخاصة بسوق العمل لعدم كفاية اإلطار القانوني
والقضائي المنظم لهذا القطاع ،زيادة على ذلك الحواجز االدارية الكبيرة ومزاحمة القطاع
العام للقطاع الخاص خاصة في عملية التمويل.
فحسب ما أكدته نتائج تحقيق قام بها الديوان الوطني لإلحصائيات خالل الثالثي األول من
سنة 1223حول نوع النشاط الصناعي نشرته جريدة البالد االلكترونية بتاريخ
3
1223/21/21
أن ما يقارب %19من المؤسسات العمومية %92من القطاع الخاص ،أكدت بأنها لم
يستجا ب لجميع طلباتها من المواد المصنعة خالل الثالثي األول من السنة الجارية ونسبة
التموين بهذه المواد تبقى دون االحتياجات المعبرة عنها.
أما التحقيق في النشاط الصناعي فيتوقع رؤساء مؤسسات كال القطاعين ارتفاعا في النشاط
وفي الطلب وفي األسعار ،وكذا آفاق أحسن بالنسبة لخزينتهم ،إال أن القطاع العمومي يتوقع
على عكس القطاع الخاص انخفاضا في عدد العمال.
ومن جهة أخرى فإن أغلب رؤساء القطاعين اعترفوا بأن مستوى تأهيل العامل يبقى غير
كاف ،كما أكدوا أنهم واجهوا صعوبات في توظيف العمال خاصة في مجال التأطير
والتحكم ،ولإلشارة فقد شمل تحقيق الديوان الوطني لإلحصائيات 212مؤسسة ،من بينها
312مؤسسة عمومية و 122مؤسسة خاصة حسب نفس جريدة.
133
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
مازال القطاع الخاص في الجزائر غير فاعل و نشط في االقتصاد الوطني رغم أنه ينتج
ما بين %91إلى %11من إجمالي الناتج المحلي في معظم دول العالم إال أن مساهمته
في تكوين القيمة المضافة لم تتجاوز %11فتباطؤ نمو القطاع الخاص في الجزائر يرجع
متأخر بالنسبة لبعض
ا إلى عدم فاعلية مناخ االستثمار هذا ما جعل الجزائر تنال ترتيبا
المؤشرات الدولية لتقييم االستثمار ،و هذا يرجع للكثير من المعوقات التي تحول دون نمو
االستثمار بالرغم من أن الدولة استعادت تحقيق التوازنات االقتصادية والتي تعتبر شرطا
أساسيا ل تنمية القطاع الخاص إضافة إلى ذلك المجهودات التي تقوم بها الهيئات المكلفة
بدعم وترقية االستثمار في الجزائر من أجل تحسين و تفعيل هذا األخير و ذلك من خالل
سن القوانين و التنظيمات ،غير أنها ال تكفي وحدها لخلق المناخ المالئم على النمو و
ذلك ألن هناك مجموعة من المسائل تطرح في كل مرة في قائمة المعيقات التي تقف حاج از
في نمو هذا القطاع و هي متعلقة بالعقار ،التمويل ،البيروقراطية والمنافسة غير الشرعية
...و يمكن إجماال تصنيف هذه المعوقات في ما يلي :
أ_ مشكل التمويل و مزاحمة القطاع العام للقطاع الخاص :يعتبر مؤشر نصيب القروض
الموجهة للقطاع الخاص مقارنة بالقطاع العام أحد الدالالت على مدى مزاحمة القطاع العام
للقطاع الخاص في الحصول على التمويل الكافي .حيث يعد التمويل من أساسيات إنشاء و
تشغيل و توسيع الشركات و من أبز العقبات التي تعترض أصحاب المشاريع مرحلة
االنطالقة إذ بسبب نقص الموارد المالية يلجأ أصحاب المؤسسات اللجوء إلى البنوك هاته
األخيرة التي تفرض شروط على المقترضين في ظل نقص الضمانات الناتجة عن قلة الموارد
الخاصة و االفتقار للكفاءة و الخبرة في التعامل مع النظام المصرفي .
ب_ المعوقات اإلدارية و التنظيمية :يواجه االستثمار الخاص في الجزائر عدة مشاكل
إدارية و تنظيمية أهمها :تعقد اإلجراءات و الوثائق المطلوبة إلنشاء المشروع حيث أن
عملية تأسيس مؤسسة تتطلب المرور بـ 21إجراء يستغرق 11يوما و تكلف %1211
134
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
من دخل الفرد مقارنة بتونس و التي ال تتعدى 21إجراءات تستغرق 22يوما و ال تكلف
سوى %612من دخل الفرد ( ل ،موالي ،ش ،بونوة . )219، 1121-1116 ،و في ما
يخص قيد المؤسسة في السجل التجاري فان الوثائق و اإلجراءات هي نفسها سواء تعلق
األمر بمستثمر وطني أو أجنبي و تبقى مختلف الملفات التي يطلبها مختلف المتدخلون
لتشكي ل المؤسسة على غرار السجل التجاري ،مكتب التوثيق ،المصالح الجبائية للحصول
على رقم التسجيل الجبائي ملفات مرهقة مع ظاهرة البيروقراطية فهي كلها عوامل منفرة و
معيقات أمام أصحاب المشاريع .
ج_ مشكل العقار :تعد صعوبة الحصول على عقار النجاز المشروع االستثماري أحد
المعيقات التي تواجه المستثمرين الخواص باإلضافة إلى االرتفاع الفاحش في األسعار في
غياب سوق عقاري حر شفاف و ديناميكي يسهر على توفير العقارات القابلة لالستغالل
والتي تحترم المقاييس من حيث احترام البيئة و توفر كافة الشروط المادية لممارسة
النشاطات الصناعية مما يضطر أغلب المستثمرين تهيئة هذه الخدمات بأنفسهم و على
حسابهم الخاص مما يظهر فيما بعد و في أغلب الحاالت ضعفا في التهيئة و بالتالي يسبب
مشاكل و انحرافات .
د_ مشكل السوق الموازية :تتجلى مظاهر السوق الموازية من خالل عدم التصريح بالموارد
البشرية و المالية حتى التقنية و التكنولوجية أيضا عدم استعمال الفواتير باإلضافة إلى
المنافسة غير الشرعية في ظل تفادي بعض المستوردين للحواجز الجمركية حيث أكدت
اإلحصائيات الرسمية أن القطاع الموازي في الجزائر يسيطر لوحده على %11من الكتلة
النقدية المتداولة في السوق الوطنية حيث يبلغ حجم االقتصاد غير الرسمي % 2112من
الناتج المحلي الخام خالل الفترة ( 1111_2666ل ،موالي ،ش ،بونوة 1121-1116 ،
. )219،و هي نسبة مرتفعة تؤكد على عدم تحكم السلطات االقتصادية على هذه الظاهرة .
فهذه العوامل و غيرها من المعيقات ما يحول دون نمو القطاع الخاص في الجزائر واخفاقه
في النشاط االقتصادي ومن أهم ما يعاب على نشاط القطاع الخاص و يؤثر سلبا على أدائه
في النشاط االقتصادي تميزه في الغالب بتعارض مصلحته والمصلحة العامة ،إذ أنها ترتبط
135
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
بشكل رئيسي بطبيعة نشاط القطاع الخاص الذي يهدف إلى تحقيق الربح ومن ثم تعظيم
المصلحة الخاصة ،وبالتالي فإنه من المنطقي أن يبرز هناك نوع من التعارض بين نشاط
القطاع الخاص والمصلحة العامة لالقتصاد والمجتمع أيضا غياب المعلومة الحقيقية
االقتصادية و التجارية مع غياب ثقافة التسيير و ذلك بسبب اإلحجام عن التعامل و تبادل
المعلومات بين أهل االختصاص و مراكز البحث و بين المؤسسات فيما بينها األمر الذي
يضيع فرصة تحقيق أعلى قدر ممكن من االستفادة من التجارب السابقة ،إضافة إلى عدم
اهتمام أصحاب المؤسسات بدراسة السوق لتصريف المنتجات و ذلك لنقص الكفاءة و
القدرات التسويقية جراء نقص الخبرات و المؤهالت لعدم توفر المعرفة والخبرة للمفهوم
الحقيقي الحتياجات العمالء و ذلك لنقص المعلومات لديهم حيال الكثير من القوانين و
الق اررات الحكومية كقوانين تسجيل المشروعات ،التحفيزات الجبائية ،التأمينات االجتماعية ،
قوانين العمل و غيرها من القوانين .
خالصة:
136
مقاربة سوسيواقتصادية للقطاع الخاص في الجزائر الفصل الرابع
وكنتيجة لما عرض فيما تقدم نلخص إلى أن القطاع الخاص هو الجزء من االقتصاد
الوطني الذي يقوم على الملكية الخاصة لوسائل االنتاج وادارتها ،ويتميز القطاع الخاص عن
القطاع العام بالديناميكية والسرعة في اإلنجاز ،وتعتبر أهم عوامل نجاح القطاع الخاص
وضوح األهداف ،توظيف العدد الضروري من العمال.
والقطاع الخاص في الجزائر مطالب بأن يساهم بإيجابية في التنمية االجتماعية واالقتصادية
كزيادة االنتاج كما وكيفا وتحسين صورة تقديم الخدمات وتشغيل اليد العاملة وترسيخ قيم
ايجابية اتجاه العمل من حب العمل و اتقانه لمحو صورة الفشل التي شهدها القطاع العام
والتأسيس لصورة ناجحة تشجع المنافسة على كل المستويات لضمان التكيف مع البيئة
الداخلية والخارجية الدائمة التغيير.
137
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
الرجانب الميداني
للدااسة
136
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
تمهيد
_1مرجاال الدااسة
_1_1المجال المكاني
_2_1المجال الزماني
_3_1المجال البشري
_2المنهج المستخدم
_3أدوا رجمع البيانا
_4أسلوب اختياا مرجتمع البحث و خصائصه
خالصة
137
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
تمهيد:
للوقوف على مدى تحقق فرضيات الدراسة و اإلجابة على السؤال الرئيسي المطروح في
إشكالية البحث لم تعتمد هذه الدراسة على التراث النظري فقط ،فتدعيما للشق النظري
ولتعزيز الواقعية كان البد من الدراسة االمبريقية فهي تعد المعيار الحقيقي لتقصي الظاهرة
موضوع الدراسة كما هي في الواقع بطريقة علمية وموضوعية.
وسوف نحاول قدر اإلمكان تحقيق هذين الشرطين لترجمة البيانات والمعطيات الكمية التي
تحصلنا عليها إلى معطيات وحقائق ملموسة.وهذا طبعا يتم بتتبع منهجية البحث العلمي
للوصول إلى األهداف المرجوة وفي هذا الفصل تم وصف المجال الزماني والمكاني والبشري
للدراسة والمنهج العلمي الذي اتبعناه وتحديد عينة البحث والطريقة التي اختيرت بها
واألسباب الداعية لذلك ،وكذا األدوات المستعملة في جمع البيانات كما تضمن الفصل وصفا
لإلجراءات والخطوات التي اتبعناها لمعالجة البيانات إلى غاية الوصول إلى النتائج.
138
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
تهتم هذه الدراسة بإيضاح أثر االستقرار الوظيفي على أداء العاملين في القطاع الخاص
وبالتالي يستدعي هذا تحديد نطاق تطبق فيه هذه الدراسة يحمل خصائص ومميزات خاصة
تنطبق مع طبيعة هذا الموضوع وبالتالي فإن حدود الدراسة تحددت في ثالث مجاالت
أساسية هي:
_1_1المرجال المكاني :ويقصد به المجال الذي تمت في نطاقه الدراسة التطبيقية ،وقد وقع
اختيارنا على مؤسسة صرموك للمشروبات الشرقية ألنها استوفت جميع الشروط المطلوبة
فهي مؤسسة تقع بوالية سطيف مكان إقامة الباحثة وهذا تفاديا لصعوبة التنقل إلى مكان
آخر أيضا هي مؤسسة اقتصادية ذات ملكية خاصة وتحوي عددا كبي ار من العمال من جميع
الفئات واألعمار والمؤهالت ،وفيما يلي لمحة تاريخية عن نشأة المؤسسة و إمكانياتها
االقتصادية.
المؤسسة التي أجريت بها الدراسة الميدانية هي مؤسسة صرموك للمشروبات الشرقية.
أسس مصنع المشروبات الشرقية صرموك وأبناءه من طرف المرحوم السيد صرموك
مصطفى في بداية الستينات ،بعدما تم تحويل مقهى تتواجد بشارع قسنطينة وهو الشارع
الرئيسي بمدينة سطيف إلى مصنع للمشروبات ،وتعود تسمية هذه المؤسسة بالشرقية إلى
مؤسسها الذي استعار هذا االسم من اسم المقهى الذي كان يعرف بإسم مقهى الشرق
صرموك الذي يعتبر إحدى منارات مدينة سطيف.
بعد أن توفي السيد صرموك مصطفى سنة 8811تولى أبناءه مهمة تسيير المصنع
وتطويره.
139
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
نقل المصنع إلى المنطقة الصناعية لوالية سطيف وبدء في التوسع من سنة إلى أخرى إلى
أن أصبح اآلن مؤسسة متوسطة حسب القانون الجزائري للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة،
حيث يبلغ رأسمالها 00..802.222.22دج وطاقتها البشرية عددها 06.عامل منهم 80
عاملة.
أما عن نشاط المؤسسة فيتمثل في صنع المشروبات الغازية والعصير بأنواعه في عدة
أحجام :حجم 0ل8،ل8.. ،ل2.0. ،ل وتتنوع القارورات بين الزجاج والبالستيك أما من
ناحية األذواق ففي كل مرة يستحدث ذوق إلى أن وصلت المؤسسة إلى حوالي 81ذوق بين
العصير Jusوالمشروب الغازي .Soda
تستورد مؤسسة صرموك المواد األولية من فرنسا ،إيطاليا ،ألمانيا ،بلجيكا وهولندا ومنتجاتها
توزع في معظم واليات الوطن كقسنطينة ،عنابة ،مسيلة ،جيجل ،الجزائر ،غرداية ،ورقلة ،واد
سوف ،حاسي مسعود ،تمنراست ،تبسة ،تيارت ،وهران ،معسكر ،أدرار.
أما في ما يخص الهيكل التنظيمي لمؤسسة صرموك فهو يوضح في الهيكل التالي:
141
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
إن التنظيم على مستوى هذه المؤسسة يتمثل في محاولة الحصول على بنية واضحة بين
المستويات والفروع وتحديد الوظائف وعليه تقسم المؤسسة إلى ثالث فروع هي :خلية اإلعالم
اآللي ،مسؤول تسيير الجودة ودوائر مصالح المؤسسة ،كل هذه الفروع تحت تصرف
ومسؤولية إدارة المدير العام للمؤسسة الذي يسطر االستراتيجية العامة للمؤسسة من خالل
األوامر والتوجيهات ومن مهامه أيضا:
_2_1المرجال الزماني :يتحدد هذا المجال بطبيعة الموضوع المدروس ،وبما أنه في
مؤسسة ذات ملكية خاصة ولطبيعة حساسية ظاهرة االستقرار في العمل فقد واجهتنا صعوبة
في استقبالنا من طرف مسؤولي المؤسسة ،فكان علينا دائما أن نأخذ موعد قبال حتى نتمكن
من مقابلتهم ،وكانوا دائما يتحججون بأسباب أهمها :أنهم مرتبطون بتسليم الطلبيات في
مواعيدها ألن لديهم نقص في عدد العمال ،ألن معظمهم كانوا في عطلة ألن هذه هي الفترة
من السنة التي تتاح لهم فيها الفرصة لحصولهم على العطلة السنوية وهذا يعود لطبيعة نشاط
المؤسسة طبعا.
أيضا صادف تواجدنا في المؤسسة الترتيب الستقبال وفد لمراقبة الجودة آت من العاصمة
فكانت التحضيرات في المؤسسة والترتيبات على قدم وساق من طرف المسؤولين المباشرين ،
فكانت إذن حركة غير عادية في المؤسسة ولهذا كانت الدراسة الميدانية على سلسلة من
الفترات حيث دامت من يوم السبت 00فيفري 0280إلى غاية 6أفريل ، 0280وللعلم أن
يوم الجمعة ويوم السبت هو يوم عطلة في المؤسسة لكن حسب ما ورد سابقا فالمؤسسة
كانت في حالة تأهب قصوى الستقبال الوفد المنتظر ولهذا فهم كانوا يداومون يوم السبت
وكان هذا لمدة أربع أسابيع متتالية.
142
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
لكن الدراسة االستطالعية كانت في شهر نوفمبر 0280في إطار طلب الموافقة على
تطبيق الدراسة الميدانية بالمؤسسة .و هذا بعد ما تم جمع المعلومات والبيانات على
المؤسسة والتأكد من استوفائها كل الشروط المطلوبة والتي تتالءم مع طبيعة الموضوع.
_3_1المرجال البشاي :يبلغ العدد اإلجمالي للفئات الفاعلة في هذا التنظيم حسب مصلحة
الموارد البشرية واحصائيات سنة 06. ،0280عامل والجدول التالي يوضح ذلك:
143
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
_2المنهج المستخدم:
في ضوء طبيعة الدراسة واألهداف التي تسعى إلى تحقيقها اعتمدت الباحثة على المنهج
الوصفي حيث يرتكز هذا المنهج على وصف دقيق وتفصيلي لظاهرة أو موضوع محدد على
صورة نوعية أو كمية رقمية وقد يقتصر هذا المنهج على وضع قائم في فترات زمنية محددة
أو تطوير يشمل فترات زمنية عدة (م ،عبيدات وآخرون .)06 ،8888 ،وبالتالي فهو
األنسب لتقصي الظاهرة التنظيمية موضوع الدراسة باإلضافة أنه ال يتوقف عند حد جمع
المعلومات لوصف الظاهرة بل إلى كشف العالقة بين أبعادها المختلفة وتفسيرها ومحاولة
الوصول إلى استنتاجات تسهم في تحسين الواقع وتطويره.
وكان هذا في مرحلتين أساسيتين ،األولى هي المرحلة االستطالعية ،تم فيها تكوين األطر
النظرية وتحديد مشكلة الدراسة وصياغة الفرضيات األساسية والمرحلة الثانية وهي مرتبطة
بالتشخيص والوصف الموضوعي للظاهرة موضوع الدراسة وهي ظاهرة االستقرار في العمل
حيث تم تشخيصها في الواقع الفعلي لها وتفسير كل ما يحيط بها من عوامل تتسبب في
حدوثها.
بعد ما تم اختصار مجتمع البحث وتحديد العينة التي تمثله تمثيال جيدا نمر إلى
الخطوة الموالية من خطوات البحث العلمي وهي اختيار الوسائل واألدوات التي تساعدنا على
جمع المعلومات والبيانات ،وكما هو معروف لألكاديميين فالوسائل متعددة ومتنوعة في
الدراسات الميدانية لكنها تتحدد تبعا لطبيعة العينة وطبيعة موضوع البحث والمنهج المستخدم
وأيضا لطبيعة فرضيات الدراسة .واستنادا على ما سبق وتماشيا مع هذا التوجه تم االستعانة
في بحثنا هذا بالمالحظة المباشرة ،استمارة االستبيان ،المقابلة المقننة ،والوثائق والسجالت
وهذا بغية اإللمام بجوانب موضوع البحث.
144
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
باالضافة إلى المادة العلمية النظرية حيث تم االعتماد على الكتب والمجالت والرسائل
واألطروحات األكاديمية إضافة إلى القواميس والبحوث والمحاضرات والملتقيات والمواقع
اإللكترونية العلمية.
حيث يرى الكثير من المهتمين بالبحوث العلمية ضرورة االستعانة بمختلف األدوات
المستخدمة للحصول على البيانا ت كالمقابلة والمالحظة واستمارة البحث وتحليل الوثائق
والسجالت سواء بصورة منفردة تستخدم خاللها كل أداة على حدى أو بصورة مجمعة يمكن
من خاللها الجمع بين استخدام أكثر من أداة (ع .بوحوش ،م ،الذنيبات.)802 ،0222 ،
_1_3المالحظة المنتظمة " :تكون المالحظة منتظمة عندما يتعلق األمر بوصف صادق
للسلوكات والتنبؤ بها " (م ،أنجرس. )810 ، 0226 ،
تعتبر المالحظة من أدوات البحث اإلجتماعي التي ال تقل أهمية عن باقي األدوات األخرى
الشائع استعمالها في البحوث العلمية ،لذا ال تخلو أية دراسة سوسيولوجية من استخدام هذه
األداة مهما كان نوع الظاهرة المدروسة ،فهي المصدر األساسي للحصول على البيانات
والمعلومات الالزمة لموضوع الدراسة ألنها تجنيد واعي لطاقة الباحث العلمية والحسية وقد
اعتمدنا في دراستنا هذه على المالحظة المباشرة المنتظمة كدليل حي يضاف لما يدلي به
المبحوثون من معلومات لفهم وتفسير متغيرات الدراسة.
والمالحظة ليست حك ار على مرحلة بذاتها فهي تصاحب الباحث في مختلف مراحل بحثه،
فهي تعتمد أساسا على حواس الباحث وقدرته الفائقة على ترجمة ما الحظه وفي خضم هذه
1
كآلية منهجية تكشف النقاب عن واقع المعطيات عمدت الباحثة إلى إعداد دليل مالحظة
متغيرات الدراسة ومؤشراتها وهذا عن طريق مقاربتها بالواقع االمبريقي بحيث صمم دليل
المالحظة المدرج في المالحق .
1
_ أنظر دليل المالحظة المدرج ضمن المالحق
145
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
_2_3المقابلة :تعد أداة المقابلة من أكثر التقنيات التي ال يمكن ألي باحث في مجال علم
االجتماع أن يستغني عنها والتغاضي عن إمكانياتها لما تتيحه من فرصة جمع كم هائل من
المعلومات بصفة رسمية وخاصة إن كانت هذه المقابلة مع المسؤولين الرئيسيين عن
الموضوع المدروس ،فهي آلية منهجية فعالة لسبر نمو الواقع اإلمبريقي فهي نوع من التفاعل
الفظي يتم بين الباحث والمبحوث يركز على معلومات وبيانات خاصة ويستبعد ما عداها من
ال معلومات غير الجوهرية في موضوع الدراسة تستخدم فيما بعد " للتأكد من بيانات
ومعلومات حصل عليها الباحث من مصادر أخرى مستقلة "(ف ،صابر ،م ،خفاجة800 ،
.) 0220،
وتبقى المقابلة هي عبارة عن عملية استطالعية تمتاز بغ ازرة المعلومات .ونحن بدورنا
اعتمدنا على نوعين من المقابلة حيث حاولنا المزج بينهما ،المقابلة المقننة ألننا حضرنا
2
والمقابلة الحرة مجموعة من األسئلة في صلب الموضوع كما هو موضح في دليل المقابلة
ألننا تعمقنا بشكل مسترسل في تسليط الضوء على مجموعة من القضايا والممارسات في
المؤسسة ألن الحوار مع المبحوثين اتسم بالمرونة والعفوية ونوع من الحماسة للتعبير عن
رأيهم في سياسة المؤسسة .لكن نظ ار لسياسة المؤسسة الصارمة والصعوبات التي واجهتنا
لمقابلة المسؤولين واالحتكاك بمجتمع البحث كان كم المقابالت محدود وهذا دائما تحججا
بكثرة المسؤوليات وضيق الوقت .استطعنا مقابلة مجموعة من اإلطارات في المؤسسة وعدد
خمسة إطارات.
-المقابلة األولى :مع رئيسة مصلحة الموارد البشرية بتاريخ 00فيفري .0280
-المقابلة الثانية :كانت مع المكلفة بالعالقات العامة بتاريخ 0مارس .0280
-المقابلة الثالثة :أجريت مع المهندسة في الميكانيك بتاريخ .مارس .0280
-المقابلة الرابعة :أجريت مع رئيسة المخبر بتاريخ .مارس .0280
-المقابلة الخامسة :أجريت مع رئيس المبيعات بتاريخ .مارس .0280
2
_ أنظر دليل المقابلة المدرج ضمن المالحق
146
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
كل هذه المقابالت كانت صباحا بين الساعة 8:22إلى غاية الساعة 88:22فترة تواجدنا
في المؤسسة.
حاولنا من خالل هذه المقابالت االطالع بعمق عن واقع متغيرات الدراسة وأهم العوامل
المساعدة على رضا العمال بما يمكنهم من االستقرار في عمهم ويجعلهم أكثر أداء بالشكل
الذي يعزز انتماءهم للمؤسسة مكان عملهم.
أجريت هذه المقابالت بشكل فردي حتى ال يكون هناك تردد من طرف المحاورين وارتباك
لإلدالء بآرائهم ألن هناك أسئلة كانت حساسة بعدما استرسلنا في الحوار.
حيث تمكنا من الكشف عن بعض القضايا والخفايا المتصلة بموضوع الدراسة ما مكننا
باإللمام بنواحي كثيرة عن موضوع الدراسة خاصة فيما يخص جانب ضغوط العمل
والممارسات التي ال تساعد على استقرار العامل في المؤسسة.
وقد راعينا في طرح األسئلة الوضوح والدقة وكانت بعض األسئلة مباشرة لتجاوب المحاورين
معنا وهذا ما ساعدنا فيما بعد في صياغة أسئلة استمارة االستبيان.
استعنا بالهاتف في عدة مرات أي كانت هناك مقابلة عبر الهاتف ففي كل مرة تتبادر في
ذهننا بعض االستفسارات نتصل برئيسة مصلحة الموارد البشرية لتجنب التردد المستمر على
المؤسسة والذي كان يشعرنا ببعض االرتباك فالهاتف لعب دو ار في استقاء بعض المعلومات.
_3_3االستمااة :بعد مراجعة مستفيضة لألدبيات والدراسات ذات العالقة بموضوع البحث،
وبعد القيام بالمقابالت مع اإلطارات في المؤسسة وما الحظناه أثناء تواجدنا بالمؤسسة
استطعنا تكوين جملة من المعلومات من خاللها حاولنا تصميم استمارة االستبيان ،وتماشيا
مع المتطلبات المنهجية والشروط العلمية فيما يتعلق ببناء االستمارة وهندسة أسئلتها تم
عرضها على مجموعة من األساتذة في االختصاص من أجل تحكيمها ،وقد أبدوا عليها
مجموعة من المالحظات واالقتراحات حيث تم تعديلها وصياغتها وفقا
147
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
للمالحظات و االقتراحات المقدمة من طرفهم إلى أن خرجت في شكلها النهائي الذي وزعت
به وكان هذا طبعا تماشيا مع طبيعة المبحوثين وطبيعة الواقع البحثي.
كانت الفكرة في البداية هي إجراء مقابلة مقننة ،لكن فوجئنا بعدم السماح لنا بمحاورة العمال
وطلب منا توزيع االستمارات على العمال والرجوع في يوم آخر الستالمها ألن سياسة
المؤسسة ال تسمح للعمال بمغادرة مكان عملهم ،ألن هذا يعطل سير العملية اإلنتاجية ،لكن
رغم ذلك حاولنا محاورة العمال في الوقت المخصص لهم لتناول وجبة الغداء لكن وجدنا أن
الفترة المخصصة لذلك غير كافية فهي حوالي 0.دقيقة فقط فلم نرد إحراجهم ورضخنا
لألمر الواقع وألوامر المسئول األول في المؤسسة.
احتوت استمارة االستبيان على ثالثة محاور رئيسية قسمت حسب متغيرات الدراسة كل
حسب مؤشراته فكانت كما يلي:
المحور األول :احتوى البيانات الشخصية والبيانات الخاصة بالعمل ضم تسعة أسئلة تبين
الخصائص الديمغرافية للعينة وهي :الجنس ،السن ،الحالة االجتماعية ،المستوى التعليمي،
والخصائص المهنية وهي :مؤهالت العامل المهنية ،خبرته في العمل ومدى كفاية األجر
الذي يتقاضاه.
المحور الثاني :وهو محور خاص بالبيانات التي تبحث حول المتغير المستقل والذي هو
االستقرار الوظيفي ويظم هذا المحور واحد و عشرون سؤال تعالج مؤشرات االستقرار
الوظيفي والتي حددت فيه :الترقية الوظيفية ،عملية اإلشراف ،الخدمات االجتماعية المقدمة
في المؤسسة والظروف الفيزيقية المحيطة بالعامل.
أما المحور الثالث واألخير فهو خاص بالبيانات التي تبحث في المتغير التابع والذي هو
األداء الوظيفي وتفرعت أسئلة هذا المحور حسب مؤشرات هذا المتغير والتي هي :الدوران
الداخلي للعمل ،االنضباط الذاتي والتغيب العمالي ،وتحددت كلها في ثالثة عشر سؤال ،
أما باقي األسئلة فهي أسئلة ذات طابع مفتوح وهي أسئلة عامة حول المؤسسة.
148
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
تنوعت أسئلة استمارة االستبيان بين األسئلة المغلقة واألسئلة المفتوحة ،وتم انتقاء مفرداتها
وعباراتها بشكل دقيق وواضح تماشيا مع جميع المستويات العلمية للعمال في المؤسسة ،كما
تم أخذ الحيطة من األسئلة المحرجة حول بعض القضايا كاألجر وطريقة المعاملة فلم نحاول
االسترسال في هذه القضايا تفاديا إلحراج العمال وكان هذا طبعا لطابع المؤسسة الجد
صارم.
_4_3الوثائق والسرجال :وهي الدليل الرسمي للباحث فهي مصدر استقاء المعلومات
والبيانات المتعلقة بمجتمع الدراسة ،فهي بمثابة سند مكمل لألدوات المستخدمة في البحث
لغرض تجميع البيانات ،استفدنا بها نحن بدورنا وذلك في التعريف بمجالي الدراسة المكاني
والبشري وذلك باالطالع على تاريخ ونشأة المؤسسة مجال الدراسة وأهم التحوالت الهيكلية
التي عرفتها وأيضا ط بيعة النشاط والمنتج بجميع أذواقه وأحجامه ،بما في ذلك العدد
اإلجمالي للعمال وكيفية توزيعهم على مختلف المصالح هذا ما ساعدنا على حصر مجتمع
البحث مما سهل علينا استخراج العينة المتجانسة الممثلة لمجتمع البحث الكلي.
بالنظر إلى مجتمع البحث غير المتجانس فقد تم االستعانة بالعينة الطبقية العشوائية،
وتنحصر خطوات اختيار هذا النوع من العينات في عدة مراحل تتمثل في تقسيم مجتمع
الدراسة األصلي إلى طبقات ،ثم تحديد نسبة أفراد العينة من كل طبقة بما يتناسب مع عددها
الكلي ،وتليها طريقة االختيار العشوائي ألفراد العينة من كل طبقة.
كما هو معلوم أن مجتمع البحث الذي نحن بصدد دراسته يتكون من 06.فرد من مختلف
المستويات المهنية.
ومن خالل الدراسة الميدانية للمؤسسة التي أجريت بها الدراسة فقد تبين وجود فئتين
مهنيتين للعمال وهذا على حسب طبيعة المؤسسة وكما أفادتنا به مصلحة الموارد البشرية
هم:
149
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
فئة عمال اإلدارة :وتضم اإلطارات و السكرتارية و رؤساء المصالح وتضم 0.فردا
فئة عمال اإلنتاج :وتضم العمال على اآلالت و السائقين ورؤساء خطوط االنتاج وعمال
الصيانة وعمال النقل والتفريغ وتضم 002فردا .
صحي ح أنه كلما زاد عدد المفردات المختارة التي يشملها البحث نحصل على نتائج مستندة
على أساس أقوى ،لكن لصعوبة الحصر الشامل تم أخذ نسبة سبر %02من المجموع الكلي
06.عامل وحسب شروط العينة الطبقية أخذنا بنفس السبر %02من الطبقتين المتحصل
عليها فكانت النتائج كالتالي:
150
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
من خالل الجدول أعاله كشفت المعطيات اإلمبريقية المتحصل عليها أن نسبة %18..1
من مفردات البحث هم ذكور و نسبة %82.08فقط إناث ،وهذا يرجع لطبيعة نشاط
المؤسسة و صعوبة العمل فيها .فكل اإلناث هم من عمال اإلدارة و المخابر وهذا ما يتناسب
مع قدراتهن الجسدية و مؤهالتهن العلمية.
فالعمل داخل المصنع يحتاج إلى قوة جسدية ومجهود كبير لهذا كان توظيف الفئة النسوية
حك ار على العمل في اإلدارة وعلى مستوى المخابر فقط مقارنة بالعمل داخل المصنع الذي
يمكن أن نقول عنه أنه مجتمع رجالي محض وهذا يعكس الذهنية التسييرية لصاحب
المؤسسة و طبيعة نشاط المؤسسة وهذا ما سجلناه خالل مالحظتنا المباشرة و مقابلتنا مع
مسؤولة مصلحة الموارد البشرية حيث تأكد لنا أن متطلبات العملية اإلنتاجية وظروف العمل
تستدعي قوة جسدية لذا اقتضت الضرورة توظيف الذكور أكثر من اإلناث.
اذا اعتبرنا أن السن يتحكم في العملية اإلنتاجية وهو إحدى العوامل الرئيسية للتوظيف ،فلقد
أقرت الشواهد الكمية أن أعلى نسبة هي %0..01بالنسبة للفئة العمرية التي تتراوح بين
( )0.-06سنة تليها نسبة %00.86للفئة العمرية التي تقع بين ( )0.-06سنة ،وبعدها
الفئة العمرية أقل من 0.سنة بنسبة %86.81وفي األخير الفئة العمرية الواقعة
بين ( )..-06سنة بنسبة %0.22فالواضح ارتفاع فئة الشباب في التنظيم وهذا مرده إلى
النمط التنظيمي المتبع في القطاع الخاص الذي يجعل من الفئات الفتية دعامة يستند عليها
لتعزيز الربح ألقصى درجة.
152
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
تعتبر الحالة االجتماعية للعامل عامال أساسيا يبين حاجته لالستقرار في العمل ويتضح من
الجدول أعاله أن 0.مفردة من مجموع المبحوثين هم متزوجون ويمثلون نسبة %66.20
بحيث تتوزع هذه النسبة على عمال اإلدارة وعمال اإلنتاج على التوالي %12و%60..1
أما بالنسبة للعمال غير المتزوجين فسجلت النسبة %00.86من المجموع الكلي في حين
أخذت فئة عمال اإلدارة النسبة %02مقارنة بعمال اإلنتاج الذين كانت نسبة %0..08أما
خانة مطلق (ة) وأرمل (ة) لم تسجل أية نسبة.
إذن الحالة االجتماعية لمجتمع البحث هي حالة اجتماعية مستقرة ألن معظم المبحوثين هم
متزوجون ف هم عمال يسعون إلى تحقيق االستقرار االجتماعي على اعتبار أن الفرد المتزوج
يسعى إلى ضمان منصب عمل من أجل تحمل أعباء المعيشة والتكفل باحتياجات أسرته
الضرورية والحفاظ عليها ما يجعله يسعى جاهدا إلى االستقرار الوظيفي الذي يعتبر هو
مطلبه من المؤسسة التي يعمل بها.
يعتبر المستوى التعليمي من أهم المحكات الكفيلة بتقديم الدور الكافي لبلوغ نتائج إيجابية
تضمن للواقع التنظيمي الفاعلية المنشودة ففي إطار تحديد المستوى التعليمي لمفردات العينة
تحصلنا على النتائج المبينة في الجدول أعاله.
فالمالحظ أن خانة أمي وخانة يق أر و يكتب لم تسجل أية نسبة في حين توزعت أفراد العينة
على المستويات التعليمية األخرى كما يلي:
154
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
أخذت خانت المستوى الثانوي أعلى نسبة بالنسبة للخانات األخرى حيث سجلت النسبة
%02.86وبعدها النسبة %06.08كانت لذوي المستوى التعليمي المتوسط وتلتها النسبة
%81.16لفئة الجامعيين أما الفئة التي سجلت أقل قيمة هي %2..0كانت لفئة ذوي
المستوى اإلبتدائي .هذه البيانات الكمية تؤكد على ان المستوى التعليمي ال يعد عائقا أمام
تحقيق متطلبات العملية اإلنتاجية في المؤسسة ،فلقد أقرت رئيسة مصلحة الموارد البشرية
أن من سياسة المؤسسة أن تطلب في موظفيها مستوى غير عالي حتى ال تجد صعوبة
معهم في تحديد األجر الذي تمنحهم إياه وهذا يتماشى مع حجم المهام التي يمارسونها ،فهي
ال تتطلب مؤهل علمي عالي ،ألن العمل يغلب عليه الطابع الروتيني والسهولة في التطبيق
فهو ال يتطلب مجهود فكري قدر ما يتطلب من مجهود عضلي لذلك نجد أن عدد اإلطارات
في المؤسسة محدود وهذا ما لمسناه بدورنا و حسب ما توفر لدينا من معلومات على لسان
رئيسة مصلحة الموارد البشرية حيث أن مدير المؤسسة ال يحبذ ذوي المستوى العلمي العالي
فيرى في ذلك إسراف في الموارد المالية ،فهو يوظف عدد محدود جدا حسب متطلبات كل
مصلحة وما تأكد لدينا أن األدوار في المؤسسة تتغير حسب حاجة العمل فممكن للفرد
الواحد أن يقوم بعدة مهام لعدم وجود العدد الكافي من الموارد البشرية خاصة أيام الذروة التي
تسجلها المؤسسة من ناحية الطلبات على المنتج فيصبح العامل في هذه الحالة يقوم بعدة
أدوار ألجل التحكم في سير العملية اإلنتاجية وبالتالي تصبح الخبرة و األقدمية في العمل
والديناميكية هي المطلب األول ثم يأتي دور المستوى التعليمي.
155
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
%.0.10
01 %.0.86 06 %02 20 .سنوات فأكثر
%822
.0 %822 01 %822 2. المجموع
%822
إن الفترة التي يقضيها الفرد داخل التنظيم الواحد تبلور رغبته وشعوره القوي للبقاء عضوا في
هذا التنظيم ،فلتحديد مدى استقرار العاملين في هذه المؤسسة ودرجة انتمائهم لها حاولنا
طرح السؤال الذي يحدد مدة عضويتهم فيها فكانت النتائج المتحصل عليها بالشكل التالي:
سجلت أعلى نسبة وهي %.0.10لمدة العضوية التي فاقت خمسة سنوات وذلك بنسبة
%.0.86لفئة عمال اإلنتاج ونسبة %02بالنسبة لعمال اإلدارة ،ثم كانت النسبة
%01.02لذوي األقدمية ما بين 0-0سنوات وذلك بنسبة %02لعمال اإلدارة و%02.21
لعمال اإلنتاج أما ذوي مدة العضوية أقل من سنتين فسجلت %81.16وكانت مقسمة على
التوالي بين عمال اإلدارة وعمال اإلنتاج بنسبة %02و%81.2.
المالحظ من هذه الشواهد الكمية أن مدة العضوية والتي هي تمثل الخبرة والكفاءة المعنية
التي يتميز بها العمال باختالف مستوياتهم هذا من جانب ومن جانب آخر استم ارريتهم في
تنظيم واحد دون التفكير في مغادرته مما يؤكد على تمسك العامل بمنصب العمل وحسب
المعطيات الكمية فالنسبة األعلى كانت لذوي األقدمية التي فاقت الخمسة سنوات مما تدل
على تمسك نسبة ال بأس بها بالمؤسسة وخاصة فئة العمال التي سجلت %.0.86وهذا
مرده لقلة فرص العمل في ظل الظروف االقتصادية المزرية وكذا الظروف التنظيمية
المناسبة خاصة لذوي المستويات العلمية البسيطة .في حين فئة المبحوثين الذين تقل مدة
عضويتهم عن الخمسة سنوات فهي تسعى إلى كسب الخبرة خاصة أن معظم العمال هم من
156
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
فئة الشباب فهم بصدد رسم مستقبلهم المهني وذلك باستمرارهم في العمل في ذات التنظيم
قصد الحصول على فرص إلثبات ذاتهم وطلبا للتدرج المهني و تقلد أعلى المناصب.
يعتبر األجر من أهم العناصر التي ترفع من دافعية العامل فهو المقابل المادي الذي يحصل
عليه العامل من صاحب العمل مقابل تنفيذ ما يكلف به من أعمال ويشمل جميع أنواع
المكافآت والعالوات ،حيث يتحصل العامل على أجر نظير مساهمته في العملية اإلنتاجية
وهذا األخير يساعده على إشباع حاجاته وبذلك يحقق مطلب من مطالب الحياة .لم ندرج
في استمارة االستبيان سؤال يتعلق بقيمة األجر المتقاضى في المؤسسة وهذا لحساسية هذا
السؤال وتفاديا إلحراج العمال وتحسبا ألي معيقات في مجرى البحث من طرف المسؤولين،
ارتأينا طرح هذا السؤال في مقابالتنا الحرة واستطعنا أن نعلم أن قيمة األجر المدفوع لمختلف
المستويات في المؤسسة ينحصر بين الحد األدنى لألجور وبين مبلغ 02222دج
أي[81222دج02222 ،دج] أما فيما يخص األجر المتعارف عليه والذي يمنح لمعظم
العاملين هو مبلغ 00222دج وبالنسبة لسؤالنا المطروح عن مدى كفاية هذا األجر وكما هو
موضح في الجدول أعاله فاألغلبية الساحقة وهي مجموع 01مفردة من أصل .0مفردة
بنسبة قدرها %82..6أكدت أن األجر المتقاضى غير كاف لتلبية حاجياتهم.
157
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
الرجدول اقم ( : )1-9يبين في حالة عدم كفاية األرجا إلى ماذا يارجع السبب ؟
حسب ما سرح به معظم المبحوثين األجر المدفوع في المؤسسة غير كافي مقارنة مع سوق
األجور الذي يعرف تزايد مستمر مواكبة الرتفاع تكاليف المعيشة.
حازت خانت ارتفاع تكاليف المعيشة النسبة األعلى وهي %60..1وتليها خانت كبر حجم
األسرة بنسبة %81.2.أما خانت االدخار نسبة %80..1وفي األخير أسباب أخرى غير
هذه االحتماالت النسبة %0.21فحسب هذه الشواهد الكمية يرجع سبب عدم كفاية األجر
158
اإلرجاااا المنهرجية للدااسة الميدانية الفصل الخامس
إلى ارتفاع تكاليف المعيشة في المرتبة األولى لدى العاملين وتليها كبر حجم األسرة وهذا
يرجع لألعباء والمسؤوليات العائلية والمتطلبات اليومية في ظل التطورات والعصرنة وما لها
من تكاليف متعددة مقارنة مع حجم األجر المدفوع خاصة وأن %66.20من المبحوثين كما
علمنا أنهم متزوجون ولهم أعباء أسرية هذا ما يثقل كاهلهم بسبب قلة األجر مقارنة مع حجم
المصاريف .أما بالنسبة لباقي المبحوثين الذين يرون أن االدخار يحول بهم إلى عدم كفاية
األجر فهذا يرجع لفئة الشباب الذين يرغبون في تكوين أسرة ألن عليهم االدخار من أجل
مستلزمات الزواج وهذا ما تبين معنا من خالل المقابالت الحرة وخاصة مع فئة اإلناث التي
أقرت أنها بصدد االدخار من أجل الجهاز وكافة مستلزمات العروس التي هي في ارتفاع
مستمر وأن األجر المتقاضى ال يفي مقارنة مع الغالء الفاحش وهذا ما أكد عليه فئة الذكور
أيضا فهذا األجر ال يكفي من أجل تكوين أسرة في ظل الظروف المعيشية والمتطلبات
المتزايدة لعصرنا.
خالصة
استكماال لميتودولوجية البحث العلمي ال يكاد هذا الفصل ينفصل على الفصل الذي يليه
،فبعد ما تم جمع البيانات فرزها ثم ترتيبها لرصد عالقة السببية المتبادلة بين المتغيرات
وامتحان الفرضيات لفهم واقع الظاهرة ،تأتي مرحلة الحقة هي عرض النتائج تحليلها ثم
تفسيرها الستخالص التعميمات .
159
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
تمهيد
_1تحليل و تفسير البيانات الخاصة بمتغير االستقرار الوظيفي
_1 _1تحليل و تفسير البيانات الخاصة بمؤشر التدرج الوظيفي الصاعد
_3_1تحليل و تفسير البيانات الخاصة بمؤشر طبيعة الخدمات االجتماعية المقدمة في المؤسسة
خاتمة
161
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
تمهيد
بعد ما تم شرح الخطوات المنهجية التي تبعناها من أجل الدراسة الميدانية نحاول في
هذا الفصل تحليل و تفسير البيانات الكمية التي تحصلنا عيها بعد ما تم تحويلها إلى
صيغتها الرقمية و ذلك عن طريق معالجتها إحصائيا لنتمكن من إخراجها في نتائج تحمل
اإلجابة على مشكلة البحث ،و سنسعى في خطوة بعدية لمناقشة هذه النتائج في ظل
فرضيات الدراسة ،الطرح النظري وأهداف الدراسة التي سطرت كمبتغى من هذه الدراسة
لنصل في األخير إلى النتيجة العامة لهذا البحث .
162
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
التدرج الوظيفي هو عملية تنظيمية تتلخص في تدرج األفراد والفئات الفاعلة في
التنظيم في األوضاع والمراكز واألدوار مع الزيادة في األجر ،ويلعب التدرج الوظيفي دو ار
كبي ار في مجال االستقرار النفسي واالجتماعي لدى العامل داخل المؤسسة ألنه بواسطته
يحقق جملة من طموحاته ،الشيء الذي يجعله يبذل مجهودات أكبر في ميدان عمله من
أجل رفع وتحسين مستوى أداءه ،فكلما تحقق مستوى طموح الفرد العامل بسبب سياسة التدرج
والترقية في المؤسسة التي يعمل بها كلما تحقق الرضا لديه وبالتالي تحقق االستقرار
الوظيفي.
فمن خالل طرحنا للقضايا المتعلقة بالترقية والمسار الوظيفي وبالنظر إلى إشكالية وفرضيات
الدراسة نحاول فيما يلي تكميم البيانات المتعلقة بمؤشرات التدرج الوظيفي في المؤسسة ميدان
الدراسة .
هذه البيانات تتعلق بما إذا كان العامل تحصل على ترقية أم ال طوال مدة خدمته في
المؤسسة وما نوع هذه الترقية؟ وما سبب حصوله عليها؟ وهل المسار الوظيفي من ناحية
التدرج الوظيفي في المؤسسة واضح أم ال ؟ واذا كان غير واضح هل يرجع هذا إلى تقصير
من المؤسسة أو من العامل في عدم اطالعه على قوانين الشرقية في المؤسسة وأيضا كيف
يتم تطبيق الترقية هل تتدخل عوامل غير تنظيمية في ذلك؟ أو تتم بصورة موضوعية
وعقالنية ...كل هذه النقاط حاولنا رصدها لنقف على مدى فعالية الحوافز في المؤسسة
ميدان الدراسة.
163
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
توضح الشواهد الكمية في الجدول رقم ( )03أن أعلى نسبة من المبحوثين الذين
تحصلوا على ترقية مع ذكر السبب من خالل اإلحصائيات يتضح أن نسبة %03.02من
النسبة اإلجمالية قد تحصلوا على ترقية خالل مسارهم الوظيفي في المؤسسة .وقد سجلنا
نسبة مقاربة لها وهي %20.30لم يستفيدوا من أي ترقية فالمالحظ أن فرص الترقية وزعت
في الجدول بين فئة عمال االنتاج بالتساوي نسبة %03ما يدل أن كل العاملين لهم
حضوض وافرة في الحصول على الترقية أيضا عمال اإلدارة سجلوا تقارب في النسبة
164
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
( )%23 ،%03فالترقية في المؤسسة تمس جميع الفئات الفاعلة في كل المستويات فهذا
مؤشر إيجابي ينم على حالة من العدالة التنظيمية وهذا طبعا يؤدي إلى الرضا عن العمل
ويزيد من اإلنضباط ومعدل اإلنتاجية وعدم التفكير في مغادرة المؤسسة ما دام العامل يشعر
أنه محل اهتمام من قبل مسؤوليه ومطمئن على مستقبله الوظيفي ،وأما من ناحية سبب
الحصول على هذه الترقية أفادت الشواهد الكمية أن الترقية بسبب الكفاءة حازت على النسبة
األكبر وهي النسبة %24.02بعدد 00فرد من أصل 00فرد موزعة على النحو التالي
%43لصالح عمال اإلدارة ونسبة %20.40بالنسبة لعمال اإلنتاج ،ونجد الترقية بسبب
األقدمية سجلت نسبة %23.22توزعت بين فئة العمال في اإلدارة وعمال اإلنتاج بنسبة
%20.00 ،%43على التوالي ،أما الترقية ألسباب أخرى فحازت على النسبة %00.00
وهي نسبة ضعيفة مقارنة بالنسب األخرى.
ما هو مالحظ فالترقية بسبب الكفاءة هي التي حازت على النسبة األعلى فإذن الكفاءة
المهنية ه ي المعيار المحدد للترقية في المؤسسة ميدان الدراسة وهذا ربما يتماشى مع طبيعة
هذه المؤسسة كونها قطاع خاص فهي تسعى إلى الربحية ،ألن القطاع الخاص يعزز مبدأ
الفعالية والكفاءة في اإلنجاز والمستوى العالي في األداء وكمقاربة مع مبدأ فايول في ضرورة
توزيع المكافآت عل ى جميع األفراد الفاعلين في المنظمة حتى يمكن ضمان أكبر قدر ممكن
من الفعالية والكفاءة في األداء كما يؤكد على ضرورة ربط هذه المكافآت بالجهد المبذول.
وبالنسبة لمعيار األقدمية في العمل يبقى المتطلب األمثل في الحصول على الترقية فمدة
العمل تكسب العامل الخبرة والمهارة والمعرفة الكاملة بكل تفاصيل ومستلزمات العملية
اإلنتاجية .أما األسباب األخرى التي تتم عن طريقها ترقية العمال في المؤسسة تعود إلى
عنصر القرابة فهي إذن أسباب غير تنظيمية تتدخل فيها الذاتية ،ويمكن أن تسبب مثل هذه
الممارسات شيء من اإلحباط لدى العمال وعدم الرضا ألنها تخفض من عزيمتهم ودافعيتهم
على األداء ألنهم يجدون في اندفاعهم للعمل ال جدوى منه مادام أن مكافأتهم مستبعدة
والترقية تذهب إلى أشخاص غير كفوئين بها وبالتالي يتولد لديهم شعور بعدم الرضا عن
العمل ما يجعلهم يفكرون بمغادرة المؤسسة وترك العمل للبحث عن مؤسسة أخرى تضمن
لهم األمان الوظيفي الذي يفتقدونه في هذه المؤسسة.
165
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
توضح المعطيات في الجدول رقم ( )00مدى علم المبحوثين بالمسار الوظيفي في
المؤسسة والقوانين التي تحكم نظام الترقية وما هي األسباب التي حالت دون معرفة العمال
بهذه القوانين إن كانت غير معروفة لديهم أيعود هذا إلى تقصير ذاتي أو تقصير من اإلدارة
؟
166
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
فلكشف النقاب عن حقيقة هذا الموضوع أكدت الشواهد الكمية أن ما نسبته %20.04من
أفراد العينة ليس لهم علم بالقوانين والقواعد التي تحكم نظام الترقية والمسار الوظيفي في
المؤسسة غير معروف ل ديهم وجاءت النسب الفرعية موزعة على الفئتين الفاعلتين في
التنظيم بالشكل التالي %43لصالح عمال اإلدارة و %24.00لصالح عمال اإلنتاج .أما
أفراد العينة الذين لهم دراية بالقوانين التي تحكم نظام الترقية والقواعد األساسية للنظام
الوظيفي في المؤسسة قدرت نسبتهم بـ %40.20منهم %42من عمال اإلنتاج و%43
من عمال اإلدارة.
فما هو مالحظ من هذه النتائج أن المسار الوظيفي في المؤسسة غير واضح المعالم وهذا ما
أكده 00مبعوث من أصل ،00وهذا مؤشر سلبي ألن العمال غير واعين للقواعد والقوانين
التي تتحكم بمسارهم الوظيفي.
ولرصد ما إن كان هذا التقصير في اإلطالع على القوانين الخاصة بهذه العملية التنظيمية
هو ذاتي من العمال أو يرجع إلى اإلدارة ،أكدت األرقام المسجلة في الجدول أعاله أن
التقصير سببه اإلدارة بنسبة قدرت بـ %44.30وزعت هذه النسبة على التوالي بـ%40.20
على عمال اإلنتاج و %03على عمال اإلدارة ،أما االحتمال الثاني الذي يرجع فيه التقصير
في اإلطالع على القوانين التي تحكم المسار الوظيفي للعمال فلم يسجل أية نسبة ،بينما
احتمال أن جهل هذه القوانين مرده إلى أسباب أخرى فقدرت نسبته بـ %02.02توزعت
%03لعمال اإلدارة و %02.44لعمال اإلنتاج.
فحسب هذه المعطيات فإن التقصير يعود لإلدارة وهذا مؤشر عن عدم اهتمام المؤسسة
بتوعية العمال باختالف مستوياتهم العلمية والمهنية بالقوانين التي يسري عليها العمل كي ال
يدركوا حقوقهم مما يسبب إرباك للمخطط الذي تضعه المؤسسة إلدارة مواردها البشرية وما
يؤكد هذا أن صرامة السياسة التسييرية للمؤسسة تقف عائقا أمام اإلطالع على القوانين هذا
ما أكدته النسبة %02.02من المبحوثين فحسب هؤالء أن عدم اهتمامهم بمعرفة قوانين
المؤسسة وخاصة القوانين التي تحكم نظام الترقية يرجع إلى أن هاته األخيرة تتم بطريقة غير
167
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
موضوعية وغير عقالنية لذلك هم غير مهتمين ما دامت ال تطبق على من ال يستحقها
فعليا.
وحسب مالحظتنا للوح اإلعالنات لم نجد الئحة بها النصوص و القوانين التنظيمية التي
تحكم المؤسسة وعندما سألنا رئيسة مصلحة الموارد البشرية عن هذا األمر أكدت لنا أن هذا
األمر غير مطروح ولم يشتكي منه أحد وهي ربما الحقا تقوم بدراسة عن هذا الموضوع
وتقوم باإلعالم عن هذه القوانين .
168
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
يحمل الجدول رقم ( )04شواهد كمية عن الطريقة التي تطبق بها الترقية في المؤسسة
ما اذا هي موضوعية أم ال ؟ واذا كانت غير موضوعية ما هي االعتبارات التي تتدخل في
تطبيقها؟ فكانت النتائج المسجلة في هذا الصدد كالتالي :أعلى نسبة في الجدول هي
%20.00من المبحوثين يرون أن الترقية في المؤسسة تتم بطريقة غير موضوعية وغير
فعالة وال تتسم بالرشادة أما %44.03النسبة من المبحوثين ترى أن الترقية في المؤسسة تتم
بموضوعية وبعقالنية تامة .ربما ألن هذه الفئة استفادت من الترقية مما جعلها تشعر بالرضا
واألمان الوظيفي وبالتالي هي مطمئنة على مسارها الوظيفي.
في حين الفئة التي ترى أن الترقية تتم بطريقة غير موضوعية وغير عادلة يرجعون ذلك إلى
عوامل شخصية في االستفادة من الترقية كالمحسوبية ،القرابة و الجهوية وعوامل أخرى غير
تنظيمية ال تتصف بالرشادة حيث سجلت أعلى نسبة في الجدول فيما يخص السؤال الذي
مفاده إلى ماذا يرجع السبب إلى عدم استفادة العمال من الترقية؟ %22.20إلى عامل
الجهوية وتليها المحسوبية بـ %00.20والقرابة %40.04حيث يرى هؤالء المبحوثين أن
عوامل غير تنظيمية تتدخل في المسار الوظيفي للعامل وهذا مايؤثر على ثقتهم بالمؤسسة
ويثبط من دافعيتهم على العمل بفاعلية كونهم يرون أن الترقية تذهب إلى العمال غير
الجديرين بها مما يضعف من روح المبادرة و إتقان العمل ألن جهودهم ال تكلل بأية مكافآت
وال محفزات وهذا ما يؤثر على استقرارهم واستمرارهم في المؤسسة وبالتالي تولدت لديهم رغبة
في مغادرة المؤسسة للبحث عن أخرى تمنح لهم فرصة النمو والتقدم الوظيفي.
169
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
جدول رقم( : )03يبين أثر التطبيق غير الموضوعي للترقية على رضا العامل
نالحظ من خالل الجدول رقم ( )00فحسب ما أكدته األرقام أن النسبة الكبيرة من
العمال أكدت أن التطبيق غير الموضوعي للترقية له أثر على رضا العمال وهذا بنسبة
170
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
%00.20في حين النسبة %00.43أكدت أن هذه الممارسات ال تهمها وال تؤثر على
رضاها في العمل المهم أنها تتقاضى أجر مقابل عمل وهم يتقبلون سياسة المؤسسة.
بينما الفئة التي تجد التطبيق غير الموضوعي للترقية له أثر كبير على رضا العمال ألن له
آثار سلبية فيما بعد ألن االستحقاق غير العقالني للترقية يولد شعو ار بعدم الثقة في المؤسسة
وهذا ما أكدت عليه النسبة %00.00من هذه الفئة بينما يرى اآلخرون أن مستقبلهم
الوظيفي غير واضح فكانت نسبتهم %02.24في حين الذين يجدون أن هذه الممارسات
تؤثر على شعورهم باألمان الوظيفي فنسبتهم %40.34أما الذين يرون أن هناك آثار
أخرى فقدرت نسبتهم %4.02وكانت معظمها ترك العمل.
وكمقاربة لبيانات هذا الجدول والفرضية األولى لدراسة الترقية الوظيفية و االستقرار المهني
الذي مفادها أن التدرج الوظيفي يرتبط بشعور العامل بالرضا واالرتياح في عمله فنجد هذه
الفرضية المحققة تتطابق مع ما هو مبين في هذه المعطيات التي تحصلنا عليها فالترقية من
االمتيازات التي تلعب دو ار مهما في تحقيق الرضا الوظيفي وكلما كانت أكثر حيوية
وموضوعية وعادلة كلما زادت ثقة العمال في مؤسستهم ألنهم يرون جهودهم ثمنت مما يرفع
من رضاهم الوظيفي.
تلعب عملية اإلشراف دو ار فعاال في العملية التنظيمية فنجاح هذه العملية مرتبط
بالسياسة التي يتبعها المشرف على عملية العمل والعمال فهو يحاول خلق مناخ سيكولوجي
يتفق مع شخصيته وأساليبه الخاصة إما طاعة مطلقة بما تحمله من معاني الديكتاتورية واما
تعاون وتفاهم وتشاور وديمقراطية.
فكلما كان أسلوب المشرف يتصف بالمرونة مع مرؤوسيه يشجعهم ذلك على حب العمل
واالنضباط الذاتي وبالتالي يرتفع رضاهم عن العمل والعكس إذا كان أسلوبه متعسف
ومتسلط فيثير فيهم شعو ار باإللزام والقهر ما يضعف من رضاهم عن العمل وبالتالي يؤثر
على أدائهم ما ينعكس على اإلنتاجية والمشرف يلعب دور الوسيط وهمزة الوصل بين
171
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
السلطة التنظيمية المصدرة للق اررات واألوامر والعمال كمجموعة منفذة لهذه الق اررات ،وكمنفذ
لق اررات السلطة العليا من جهة فالمشرف مزدوج األدوار.
حاولنا بدورنا سبر الواقع في المؤسسة ميدان الدراسة من الناحية اإلشرافية المتبعة ما إذا
كانت صعبة متعسفة أو تشجع الحوار وتقبل االقتراحات من العمال خاصة ذوي الخبرة في
مجال العمل أو هي عملية تشكل عامال من عوامل الضغط على العمال و لها األثر على
رضاهم عن العمل بما يخل من استقرارهم الوظيفي.
172
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
مبين في الجدول أن %03منهم عمال اإلدارة بالمقارنة بنسبة %40.00من عمال اإلنتاج
وربما يعود هذا ألنهم ذوي مستوى علمي عالي ما يجعل المشرفين يتعاملون معهم بأسلوب
مرن عكس عمال اإلنتاج الذين معظمهم من ذوي المستوى العلمي البسيط وأيضا لما لهم من
مسؤوليات ال تسمح للمشرفين بالتهاون معهم نظ ار ألنهم عصب العملية اإلنتاجية.
أما النسبة الباقية والتي مثلت %40.20من المبحوثين ترى أن نمط اإلشراف في المؤسسة
يشجع الحوار وحسب المعطيات في الجدول فهم عمال اإلنتاج وتؤكد لنا البيانات المجمعة
من المقابالت الحرة أن هذه الفئة هي فئة العمال القدامى في المؤسسة أصحاب الخبرة
والكفاءة فهم لهم وضعهم الخاص في المؤسسة فالمشرف يسمح لهم بالتحاور معه ويقبل
اقتراحاتهم حول العمل ألن لديهم من القدرات ما يخولهم اإلدالء بآرائهم ألنها رشيدة تساهم
في تفعيل العملية اإلنتاجية.
تعد الخدمات االجتماعية نوع من المحفزات على العمل وعامل من عوامل رفع الروح
المعنوية للعمال وبالتالي تفعيل أدائهم داخل المؤسسة ،ولها تسعى المؤسسات إلى تقديم
أشكال عديدة من الخدمات للعمال إلشباع حاجاتهم ومساعدتهم على التكيف في محيط
العمل وتحسين عالقاتهم مع المؤسسة بالشكل الذي ينمي روح الوالء واالمتنان لها.
فبالنسبة لمؤشر الخدمات االجتماعية المقدمة في المؤسسة وحسب المعطيات االمبريقية التي
استطعنا تجميعها من خالل المالحظة المباشرة والمقابالت الحرة توفرت لدينا مجموعة من
البيانات حيث تأكد لدينا أن المؤسسة توفر مجموعة من الخدمات االجتماعية كخدمة النقل،
خدمة التأمين الصحي حيث بمجرد توقيع عقد العمل من طرف العامل يستفيد من خدمة
التأمين الصحي وبخصوص الفحص الدوري للعمال فو ازرة الصحة تضمن ذلك عن طريق
عقد مبرم بينها وبين المؤسسات ،كذلك توفر المؤسسة مبلغ مالي كعالوة في األجر خاصة
باإلطعام لكن هذا المبلغ يسحب من المرتب في شهر رمضان هذا ما أكدت عليه رئيسة
مصلحة الموارد البشرية كونها القائمة على مرتبات العمال وفي نفس الصدد توفر المؤسسة
173
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
فضاء خاصا بتناول الطعام مجهز بمعدات ألجل تسخين الوجبات الغذائية المحمولة التي
ً
يجلبها العمال معهم.
وبالنسبة للخدمات الترفيهية والتثقيفية والتدريب والتكوين فالمؤسسة ال تقدم هذا النوع من
الخدمات فالعمال ال يستفيدون من فترات تربص وال تدريب وفي حال تطلب التغيير
والتحديث في سير العملية اإلنتاجية يستعين صاحب المؤسسة بإطارات من الخارج ويتم نقل
هذه المعلومات للعمال عن طريق المشرف الذي بدوره يقوم بشرحها للعمال أثناء سير العملية
اإلنتاجية.
فإذن من خالل هذه المعطيات الكمية سنحاول سبر ما إذا كانت هذه الخدمات المقدمة
في المؤسسة تشبع متطلبات العمال وتجعلهم يرفعون من روحهم المعنوية بالشكل الذي
يحسن من أدائهم ويدفعهم إلى التمسك بمناصبهم واالستمرار في العمل بالمؤسسة.
174
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
من خالل الجدول أعاله الذي حاولنا فيه سبر رأي العمال في الخدمات االجتماعية
المقدمة في المؤسسة تبين لنا أن 40مفردة من مجموع 00مفردة ترى أن الخدمات المقدمة
في المؤسسة تعد حسنة مقارنة مع المؤسسات األخرى وهذا بنسبة قدرت بـ ،%02102أما
44مفردة من مجموع 00تجد في هذه الخدمات أنها سيئة ال ترقى للمستوى المطلوب
مقارنة مع حجمها في السوق وال تتماشى مع قيمة األرباح التي تحصل عليها وتصرح
مجموعة من المبحوثين في هذا الشأن أن صاحب المؤسسة مجبر على تقديم بعض
الخدمات تماشيا مع ما تتطلبه المنافسة فقط ليضمن بقاء واستمرار العمال في العمل.
أ ما النسبة التي ترى في هذه الخدمات أنها جيدة وتفي بمتطلباتهم و إشباعاتهم فهي ضئيلة
جدا فهي قدرت بنسبة %0122بمجموع مفردتين فقط .فحسب هذه المعطيات والشواهد
الكمية الخدمات المقدمة في المؤسسة تعد في مجملها غير كافية لرفع الروح المعنوية ودفع
العمال للعمل بفاعلية.
وفي دراستنا هذه حاولنا معرفة ما إذا كان لهذا المؤشر التأثير الكافي على أداء العمال وذلك
من خالل مجموعة من العناصر أهمها :استخدام الوسائل الوقائية ،الظروف الطبيعية وما
لها من تأثير على مؤشرات األداء.
175
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
تكشف المعطيات الكمية أن العمال يستخدمون الوسائل الوقائية أثناء العمل وهو
موضح في الجدول أعاله وذلك بنسبة %02104وهذا تماشيا مع متطلبات سير العملية
اإلنتاجية .هذه المعطيات تتوافق مع الشواهد الكيفية المجمعة من خالل استخدام أداة
المالحظة أين شاهدنا معظم العمال يرتدون المآزر حتى عمال اإلدارة.
وفي المقابل سجلت النسبة %04132بعدد 02مفردة من أصل 00مفردة عدم استخدامهم
للوسائل الوقائية وفي سؤالنا لهم لما يرجع هذا التقصير أكدت 00مفردة منهم أن السبب
176
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
يعود للمؤسسة التي لم توفر لهم الوسائل الوقائية الالزمة ،في حين 0مفردات من أصل 02
مفردة أرجعت السبب إليها فهي التي ال تلتزم باستخدام الوسائل الوقائية.
177
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
في حين النسبة %02120من المبحوثين ال تشعر بالملل أثناء أدائها لعملها.
يؤكد العمال الذين يشعرون بالملل أن الظروف الطبيعية وخاصة الضوضاء بنسبة
%02102لها أثر كب ير عن الملل الذي يصيبهم وتأتي شدة البرودة في المرتبة الثانية بنسبة
%42.42أما اإلضاءة فكانت في المرتبة الثالثة وذلك بنسبة قدرت بـ %0130أما قلة
التهوية فسجلت نسبة %0130من المبحوثين الذين أرجعوا أن الملل يصيبهم من جراء قلة
التهوية .ما سجلناه أثناء مالحظتنا للظروف المادية المحيطة ببيئة العمل يتوافق تماما مع
هذه الشواهد الكيفية ففي داخل المصنع ظروف طبيعية صعبة بالنسبة لجسم اإلنسان فهناك
برودة شديدة وضوضاء ال تسمح بالراحة والوقاية الصحية.
وهذا من متطلبات العمل فالمنتج وهو المشروبات و العصائر يجب أن تبقى في درجة ح اررة
منخفضة والبد لها من التهوية وهذا ال يتالءم مع النفس البشرية باإلضافة إلى الضوضاء
الصادرة من اآلالت ومن المروحات فكلها ظروف غير مواتية لصحة العامل.
فدوران العمل هو الحالة الناتجة عن ترك بعض العمال لعملهم في المؤسسة واحاللهم
بآخرين محلهم ،كما يستخدمه البعض من الباحثين لإلشارة إلى تحركات وتنقالت العمال
المهنية داخل المؤسسة وخارجها .وفي هذا اإلطار أردنا أن نستشف ما لهذا المؤشر من أثر
في استقرار العاملين في المؤسسة كونه مؤشر خاص باألداء ،فاألسباب المؤدية بالعمال
لالنتقال من مؤسسة إلى أخرى كثيرة ونحن بدورنا حصرناها في :الترقية ،عملية اإلشراف،
الظروف الفيزيقية والخدمات االجتماعية المقدمة في المؤسسة .فكل هذه العوامل وغيرها
جديرة من جعل العامل يستقر في عمله ويحاول تغييره عن طريق االنتقال إلى مكان آخر
على مستوى نفس المؤسسة أو بترك المؤسسة مكان عمله كليا.
178
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
من الجدول أعاله يتضح أن نسبة %00140من المبحوثين يعملون وفق مؤهالتهم
وتخصصهم وذلك بعدد 02مفردة من مجموع 00مفردة وانقسمت على الفئتين المهنيتين
بنسبة %24100لعمال اإلنتاج وبنسبة %23من عمال اإلدارة ،بينما العمال الذين ال
يتوافق عملهم مع مؤهالتهم سجلت نسبتهم %03104أغلبهم من عمال اإلدارة بنسبة %03
و %42134عمال اإلنتاج.
ما يؤكد أن األعمال في المؤسسة ال تحتاج إلى تأهيل وتخصص خاصة في جناح اإلنتاج
فالعملية اإلنتاجية بسيطة ال تستدعي مؤهالت علمية عالية من أجل فهم عملية العمل وما
تؤكده النسبة %03من عمال اإلدارة أنهم ال يعملون وفق تخصصهم وهم فئة التعليم
الجامعي وأصحاب المؤهالت العليا وفي خضم نقص فرص العمل المقدمة في سوق العمل
هم مجبرون على العمل في المؤسسة فهم غير راضين على هذه الوضعية المهنية.
179
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
180
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
من خالل الجدول أعاله الذي يوضح مدى رضا العامل عن عمله استطاعت الدراسة
أن تحصل على شواهد كمية ممثلة في مجموعة من المؤشرات الرقمية وهي كمايلي:
%03102من المبحوثين هم راضين عن عملهم في المؤسسة وهم 04مفردة من بين 00
مفردة مقسمة حسب النسب إلى %03120لصالح عمال اإلنتاج و %03لصالح عمال
اإلدارة .
أما 40مفردة من بين 00هي غير راضية عن عملها في المؤسسة وذلك %00104
ويرجع هذا ألسباب عدة أهمها ما صرحت به النسبة % 00100أن األجر المقدم في
المؤسسة غير كافي ،والنسبة %40143ألنهم لم يستفيدوا من الترقية أما السبب اآلخر في
عدم الرضا عن العمل يعود إلى عدم التأقلم مع ظروف العمل وهي النسبة .%0104
حسب المعطيات الكمية فالرضا عن العمل في المؤسسة شعور يمس فئة ال بأس بها في
المؤسسة وهذا مؤشر عن االرتياح واالطمئنان ما يعزز استقرارهم في العمل في هذه
المؤسسة.
181
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
الجدول رقم ( :)11يبين مدى قيام المؤسسة بالتغيير الدوري في مناصب العمل
لكشف ما إذا كانت المؤسسة تقوم بتغيير دوري في مناصب العمل توضح األرقام في
الجدول أعاله أن المؤسسة تقوم بهذه العملية وهو ما تؤكده نسبة %00103من المبحوثين
بعدد 03مفردة من بين 00مفردة وهذا يرجع إلى النقص الكبير في الموارد البشرية
بالمقارنة مع المهام المتعددة في المؤسسة ولهذا فهناك تغيير في مناصب العمل وهذا كل ما
استدعت الحاجة إلى ذلك دون القيام بالتوظيف لسد هذا النقص في العمالة.
182
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
بينما تقر النسبة %20100بعدد 40مفردة من أصل 00مفردة أنه ليس هناك تغيير في
المناصب لكن حسب الشواهد الكيفية وتوافقا مع ما أدلت به مهندسة في الميكانيك أنه تم
تغيير منصبها عدة مرات تماشيا مع الوضع الذي تتطلبه العملية اإلنتاجية فهي اآلن تشغل
منصب إداري وذلك خالل الفترة التي تخضع لها المؤسسة إلى حملة تفتيشية لمراقبة الجودة
.فالنتائج في الجدول تكشف عن تغيير المناصب والعمال الذين تم تغيير مناصبهم بصفة
فعلية قدرت نسبتهم %03بعدد 04مفردة من مجموع المفردات 03الذين اقروا أن هناك
تغيير دوري في مناصب العمل في حين تشير النسبة %23بعدد 04مفردة من بين 03
مفردة تؤكد على أنه هناك تغيير في المناصب لكنها لم تتعرض لهذا اإلجراء.
المؤسسة تتخذ هذا اإلج ارء كميكانيزم ضبط تنظيمي في المؤسسة وكآلية للتخفيض من
العملية التوظيفية وهذا ما تأكد لدينا من المعطيات الكمية االمبريقية حيث تتم هذه العملية
بشكل حاد في الموسم الشتوي أين تستفيد مجموعة من العمال البأس بها من عطلتهم
السنوية وهذا تماشيا مع طبيعة نشاط المؤسسة وهو إنتاج المشروبات والعصائر فما هو
معلوم أن هذه المنتجات يرتفع مستوى استهالكها في موسم الحر وبالتالي يزيد حجم الطلب
على المؤسسة ،فيكون من الصعب جدا أن يستفيد العمال من عطلتهم السنوية في هذه الفترة
ألن العملية اإلنتاجية تعرف أوجها في هذا الموسم و المؤسسة في هذه الحالة تقوم بعملية
توظيف واسعة لكن بعقد محدد المدة لكن في فترة الشتاء وعند استفادة العمال من عطلتهم
ينتج شغور في المناصب وبالتالي يتم تغيير في المناصب بالشكل الذي يضمن سير العملية
اإلنتاجية.
183
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
يوضح الجدول رقم ( )40طلب العمال تغيير عملهم والى ما يرجع سبب طلب التغيير
هل ألسباب ذاتية أم أسباب تنظيمية ،فكانت النتائج على الشكل التالي:
النسبة %40.00تؤكد على أن العمال ال يطالبون من اإلدارة تغيير أماكن عملهم ويرجع
هذا ربما إلى صرامة القوانين ،في حين النسبة %04.40صادف وأن طلبت تغيير مكان
عملها وهي نسبة ضعيفة مقارنة مع النسبة اإلجمالية وسبب طلب تغيير مكان العمل تباين
184
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
بين السبب الذاتي والسبب التنظيمي حيث سجل طلب التغيير ألسباب ذاتية النسبة %03
في حين طلب التغيير ألسباب تنظيمية حاز على النسبة %23ويعود هذا حسب المعطيات
الكمية المسجلة في استمارة االستبيان إلى ضغوطات المشرف الرئيسي فتغيير مكان العمل
يجعل من المشرف يتغير هو بدوره أما األسباب الذاتية لم يصرح بها العمال.
فتغيير مكان العمل يضمن للعامل الراحة النفسية خاصة إذا كان المكان الذي يعمل فيه
يسبب له الضغوطات فهي تؤثر على تركيزه في العمل وبالتالي تخفض من أدائه أو تجعله
يتعرض لحوادث العمل خاصة عندما ال يستطيع السيطرة على سلوكاته وانفعاالته جراء
الضغوطات المتتالية في مكان العمل وبالتالي على المؤسسة أن تسمح للعمال بتغيير مكان
عملهم إن كان لديهم سبب وجيه للتغيير.
نتناول التغيب في دراستنا هذه كمؤشر لضعف األداء الوظيفي وكمشكلة صناعية لها
أثرها الواضح على ضعف نظام العمل ،فالتغيب ظاهرة مرضية ذات أبعاد نفسية واجتماعية
فهي مؤشر للروح المعنوية المنخفضة خاصة إذا كان التغيب رد فعل للضغوطات وظروف
العمل الصعبة وعدم الرضا اتجاه العمل.
ويعد نمط اإلشراف ،الظرف الفيزيقية ،الخدمات االجتماعية أكثر العوامل ذات الصلة بظاهرة
التغيب ،وحسب األبحاث والدراسات في هذا المجال وكما جاء في الدراسة السابقة لناجي
سفير فإن التغيب ناجم عن رفض ظروف العمل الصناعي فالعامل يتولد لديه شعور دائم
بفكرة مغادرة التنظيم.
ونحن بدورنا حلولنا سبر ما إذا كانت ظاهرة التغيب العمالي موجودة في المؤسسة ميدان
الدراسة وما هي األسباب التي تدفع بالعمال إلى التغيب عن العمل؟
185
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
04
%00.40 00 %03 30 نعم
%00.00
00
%04.20 00 %23 34 ال
%00.30
00
%033 24 %033 30 المجموع
%033
04
%033 00 %033 30 المجموع
%033
186
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
تعتبر ظاهرة التغيب العمالي من أبرز مظاهر الالاستقرار الوظيفي فهي تجسد
سلوكات سلبية تنعكس على الواقع التنظيمي وفعاليته من الجانب اإلنتاجي ،لهذا اتجهت
معطيات الدراسة إلى رصد هذه الظاهرة في المؤسسة ميدان الدراسة وفي هذا الصدد كشفت
لنا المعطيات الكمية وذلك بإقرار النسبة %00.30من المبحوثين عن عدم تغيبهم وذلك
بسبب سياسة المؤسسة الصارمة وخوفهم من فقدان مناصب عملهم أو االقتطاع من الراتب
فهو أصال ال يلبي حاجاتهم وكيف إن تم االقتطاع منه .في المقابل صرحت النسبة
%00.00أنها تتغيب عن العمل وال تبالي من توبيخ المشرف أو االقتطاع من الراتب ألنها
مجبرة على التغيب.
وذلك لعدة أسباب ويأتي المرض في المرتبة األولى بنسبة %00.00وتلية األسباب العائلية
بنسبة %00.00ويأخذ سبب عدم تماسك جماعة العمل النسبة %00.00في قائمة
األسباب .فحسب هذه المعطيات يبقى تغيب العمال ألسباب فعال تستدعي التغيب وليس
إهماال والمباالة من طرف العمال.
يشير انضباط العاملين في التنظيم إلى سيطرة العاملين على سلوكاتهم الذاتية بتنفيذ
التعليمات واألوامر الصادرة من السلطة العليا في التنظيم ،إلى جانب التمسك الشديد بالقيم
والمبادئ االجتماعية واألخالقية من اإلتقان إلى الصدق واألمانة واحترام قيمة العمل ووقت
العمل ،وفي سبيل كشف هذا السلوك االيجابي في المؤسسة ميدان الدراسة وعلى أساس أنه
مؤشر لفعالية األداء الوظيفي ومقياس النجاز العمل على أكمل وجه والتزام بكل المعايير
الموضوعية لمخطط العمل فيما يلي رصد لهذا المؤشر.
187
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
كما هو واضح في الجدول رقم ( )25أن جميع المبحوثين أقروا بالتزامهم التام بقوانين
المؤسسة بنسبة ،%055وهذه النسبة شملت كافة المبحوثين عمال اإلدارة وعمال اإلنتاج،
وهذا دليل واضح على االنضباط الذاتي للعمال ويرجع هذا حسب المعطيات الكمية المجمعة
من استمارة االستبيان إلى الضمير المهني وقوة الوازع الديني لديهم ،فحسب ما صرح به
معظم العمال على العامل أن يتحلى بروح المسؤولية اتجاه عمله لكي يرضى عنه المسؤولين
وكي ال يتعرض للتوبيخ من طرفهم.
جدول رقم ( :)24يبين عالقة نمط اإلشراف بإنجاز العمل في الوقت المحدد
نمط اإلشراف
المجموع صعب يشجع الحوار مرن
إنجاز العمل
00 25 08 01
%02,20 %05,05 %055 %055
نعم
52 52
%55,11 %50,50
%5 5 ال
05 22 08 01
%055 %055 %055 %055
المجموع
يبين الجدول أعاله العالقة بين نمط اإلشراف وانجاز العامل لعمله في الوقت المحدد
له ،فحسب النتائج في الجدول أن العمال ينجزون العمل في وقته رغم كل أنماط اإلشراف،
وهذا ما تأكده األرقام.
188
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
وتبقى نسبة ضئيلة جدا هي %50,50من المجموع الكلي ال تنجز عملها في الوقت
المحدد ،وترى أن نمط اإلشراف صعب وربما هي فئة العمال التي تعاني من ضغوطات
مستمرة من طرف المشرف ،وبالتالي هذا يجعلها في توتر وقلق دائم مما يخفض من نسبة
تركيزها في العمل ،فيحول هذا دون إنجاز عملها في الوقت المحدد.
تهدف عملية تقييم األداء داخل التنظيم معرفة جوانب القوة والضعف في أداء
العاملين ومستوى االنجاز المقدم ،وذلك بمعالجة جوانب الضعف وتعزيز جوانب القوة ،فإذا
هي عملية فحص ألداء العمال ومقارنة النتائج المحققة بالنتائج المطلوب تحقيقها أوالمرجوة،
وبناء على هذا التقدير المنتظم ألداء
ً وذلك لمعرفة مدى نجاح التنظيم في تحقيق أهدافه،
العاملين والتشخيص يمكن أن تتخذ إدارة الموارد البشرية ق ار ار يتعلق سواء بإعادة تدريب
الفرد ،زيادة راتبه أو خفضه ،ترقيته ،أو نقله أو فصله تماما عن العمل ،ولكي نقف على
واقع هذه العملية في المؤسسة ميدان الدراسة وحسب الشواهد الكمية المسجلة في الجدول رقم
( )20يتضح أن األغلبية الساحقة من المبحوثين تقر أن المؤسسة ال تطبق أي نظام لتقييم
األداء وهذا ما أدلت به 84مفردة من بين 05مفردة وهذا بنسبة قدرها %05,02في حين
النسبة الباقية من المبحوثين والتي قدرت بـ %50,85أفادت بأن المؤسسة تضع نظام لتقييم
األداء ،فالعامل فور توظيفه يعلمه المشرف المسؤول عن كل المهام الموكلة إليه والقوانين
والقواعد التي يسري عليها العمل في المؤسسة ونظام العقوبات الذي يتعرض له عند ارتكابه
لخطأ ما ،وتبقى العالقة بين العامل والمشرف في حدود عملية العمل دون أي نظام
189
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
موضوعي ل لتقييم ،فالمؤسسة ال تستعمل طرق علمية في التقييم بل تغلب الذاتية في طريقة
التعامل مع العمال ،حيث تستخدم معايير ومقاييس سلوكية في التقييم يقوم بها المسؤول
المباشر عن العامل أثناء أدائه لعمله والتقييم يشمل تصرفات و سلوكات العامل ومدى
انضباطه في العمل والتزامه بقوانين المؤسسة ،ولكن ال يوثق هذا بل توثق سوى اإلنذارات
التي تعرض لها العامل لتكون مقياسا لتقييم أدائه ويعاقب العامل على هذه اإلنذارات عندما
تصل إلى الحد الذي يراه صاحب المؤسسة أنه فاق القدر وان وصلت حد معين يفصل
العامل تماما عن عمله.
في سبر آلراء العمال في المؤسسة سجلت نسبة %25,51من المبحوثين منهم
%25,80عمال اإلنتاج %25منهم عمال اإلدارة أن هذه المؤسسة متوسطة مقارنة مع
المؤسسات األخرى.
أما النسبة %28,02من المبحوثين وكلهم من عمال اإلنتاج ،تجد أن هذه المؤسسة سيئة
ال ترقى إلى مستوى المؤسسات األخرى ،وهي ال توفر لهم أدنى االشباعات فهم ال يشعرون
باألمان الوظيفي فيها.
190
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
جدول رقم ( :)27يبين مفاضلة العمال بين القطاع العام والقطاع الخاص
عمال اإلنتاج عمال اإلدارة الفئة المهنية
المجموع
% تكرار % تكرار اإلجابة
80
%48,05
%45,55 85 %055 50 القطاع العام
54
%00,50
%02,22 54 %5 5 القطاع الخاص
05
%055
%055 84 %055 50 المجموع
فيما يخص رأي العمال من حيث مفاضلتهم بين العمل في القطاع العام والقطاع
الخاص ،كانت النتائج حسب الجدول أعاله ،في معظمها ترجح كفة العمل في القطاع العام
وذلك بنسبة %48,05من المجموع الكلي من المبحوثين مقسمين بنسبة %055من عمال
اإلدارة ونسبة %45,55من عمال اإلنتاج فهم يجدون العمل في القطاع العام يوفر لهم
األمان واالستقرار الوظيفي ويكسر حاجز الخوف لديهم من المسار الوظيفي المجهول الذي
يعيشونه وهم يؤكدون بمجرد تتوفر لهم الفرصة للعمل في القطاع العام ال يضيعونها ،فهم
مجبرين على العمل في القطاع الخاص لعدم توفر فرص العمل وهم يعملون فقط من أجل
الحصول على الخبرة.
في المقابل سجلت النسبة %00,50من مجموع المبحوثين أن األمر ال يهمهم،
فالقطاع الذي يعملون فيه ال يشكل لديهم أي عائق وهذا يعود ربما لمستواهم العلمي البسيط،
ألن هذه الفئة هي التي تعمل داخل المصنع فهم يحمدون اهلل على أنهم يعملون في ظل هذه
الظروف الصعبة وقلة فرص العمل ،وحسب المعلومات المجمعة امبريقيا هذه الفئة تعمل في
الدوام المسائي وهذا يسمح لها بممارسة نشاطات أخرى تجمع منها المال بالموازاة مع عملها
191
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
في المؤسسة ،لهذا فهم يجدون العمل في القطاع الخاص يمنحهم امتيازات لذلك هم ال
يجدون إشكالية في العمل في القطاع الخاص.
إذن حسب الشواهد االمبريقية العمال يحبذون العمل في القطاع العام ألن العمل في
القطاع الخاص يتطلب بذل جهد كبير فأحيانا وخاصة في المؤسسة ميدان الدراسة وحسب
المعطيات الكمية المجمعة العمل في الموسم الحار مضني جدا ،وساعات العمل غير
محددة ،فالطلبيات المتزايدة على المنتج تحتم على العمال المداومة حتى في نهاية عطلة
األسبوع وما شاهدناه المؤسسة كانت لمدة أربع أسابيع متتالية تشتغل في أيام السبت وهو يوم
عطلة بسبب الزيارة التفتيشية لمراقبة الجودة ،في المقابل المستحقات التي يحصل عليها
العمال عادة تكون ثابتة.
أيضا العمل في القطاع الخاص ال يسمح للعمال بالشعور باالستقرار الوظيفي بسبب
التهديد المستمر بالفصل في أي لحظة ،واالقتطاعات من الراتب بسبب األخطاء أو التأخر
في الحضور .وفي المقابل نجد العمال في القطاع العام يحصلون على مستحقاتهم في آخر
كل شهر بصرف النظر عن كمية ونوعية العمل المقدم مع ضمان معاش التقاعد ،فالعامل
يشعر باألمان الوظيفي لضمانه الوظيفة الدائمة إال ألسباب نادرة قد يتعرض لها تحول دون
استم ارره في العمل .كما يضمن العامل الحصول على الترقية في أوقاتها المحددة ألنها
تسري بطرق موضوعية ،وهو بذلك آمن على مساره الوظيفي عكس القطاع الخاص الذي
تغلب عليه الذاتية في معامالته مع العمال فيجعلهم هذا يصابون بنوع من اإلحباط وعدم
الرضا الوظيفي ما يؤثر على أدائهم و دافعيتهم إلى العمل.
192
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
تكمن في النفس البشرية حاجة غريزية تتمثل في حبها للعيش في أمان وطمأنينة
وتحقيقا لهذا المطلب يعمل كل فرد على ضمان المستقبل واالستعداد المستمر لمواجهة
ظروف الحياة المتقلبة ،وال شك أن إشباع حاجات الفرد وتوقعاته وطموحاته وأهدافه يتم عن
طريق دخله الذي يحصل عليه مقابل عمله وفي دراستنا هذه أردنا أن نعرف محددات
االستقرار الوظيفي وكشف اتجاهات العمال نحو مستقبلهم الوظيفي في المؤسسة وكما تبين
لنا من المعطيات الكمية في الجدول أعاله أن النسبة %10,20مقسمة بين عمال اإلدارة
وعمال اإلنتاج على التوالي على نسبة %45و %15,45أن مستقبلهم الوظيفي في هذه
المؤسسة غامض ومجهول ألنهم يشعرون بعدم األمان والطمأنينة على مستقبلهم الوظيفي
ألن صاحب العمل يمكن أن يفسخ عقد العمل في أي لحظة لسبب ذاتي أو تنظيمي
اقتصادي وخاصة أن العمل عن طريق عقد محدد المدة متجدد ويمكن أن يفصل العامل
بمجرد قضاء المدة وهذا بخالف ما جاء به في النظرية اليابانية التي تضمن الوظيفة مدى
الحياة بما يحقق األمان الوظيفي للعامل وبالتالي يحقق نصيبا من الوالء واالنتماء الوظيفي
ويضمن االستقرار الوظيفي للعامل ،فالخوف المستمر من فقدان الوظيفة يضيع على الفرد
الشعور بالراحة النف سية والجسدية ويؤدي إلى انشغال طاقته الفكرية عن أعمال الوظيفة التي
يشغلها وهذا ما يشكل ضعفا في األداء الوظيفي وانخفاض في درجة اإلخالص في العمل
والتفاني في أداء واجباته على أحسن وجه ،ويبقى دائما في حالة البحث عن المؤسسة البديلة
التي تضمن له المستقبل الوظيفي المشع في حين سجلت النسبة %24,55من المبحوثين
الذين يرون أن مستقبلهم الوظيفي حسن ،لكن ال يضمن لهم التقدم الوظيفي وذلك بإكسابهم
مهارات جديدة تحقق لهم التطور والنمو في الخبرات ،فهو جامد ال يحقق لهم مهارات
المستقبل الوظيفي فالمؤسسة ال توفر فرصا للتكوين والتدريب فهم يطمحون إلى حاجات أكثر
مما تحققها لهم المؤسسة في الوقت الحالي.
193
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
جدول رقم ( :)29يوضح العالقة بين أقدمية العامل في المؤسسة ورضاه عن العمل
أقل من 0 األقدمية
المجموع 25-02 00-00 05-50
سنوات الرضا
52 58 05 52 02
%25,85 %055 %45,55 %25 %88,85
نعم
20 5 52 58 00
%50,25 %5 %02,15 %85 %00,52
ال
05 58 02 05 21
%055 %055 %055 %055 %055
المجموع
تؤكد الشواهد الكمية في الجدول أعاله الذي يرصد أقدمية العامل في المؤسسة
وعالقتها برضاه الوظيفي ،أن مجموع المبحوثين بنسبة %25,85لديهم رضا وظيفي مهما
كانت أقدميتهم في المؤسسة وتتباين النسب بين مدة أقدمية العمال ومستوى رضاهم عن
العمل في المقابل تؤكد النسبة %50,25من المبحوثين أنها غير راضية عن العمل مهما
كانت مدة أقدميتها في المؤسسة.
وهناك عدة عوامل دفعت بالعمال إلى عدم الرضا وأهمها االستفادة من الترقية وسياسة
المؤسسة غير الواضحة من ناحية المسار الوظيفي فالعمال يشعرون بعدم األمان الوظيفي
وبالتالي يفتقدون إلى اإلحساس بالرضا عن العمل.
في حين ما هو مجسد في األرقام المبينة في الجدول يؤكد أنه كلما امتدت مدة العمل
في المؤسسة ارتفع منسوب الرضا الوظيفي لدى العامل ويعود هذا إلى توحد العمال
بالظروف التنظيمية في المؤسسة وتأقلمهم مع سياستها.
194
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
كشفت النتائج في الجدول أعاله عن عالقة استفادة العمال من الترقية وتفكيرهم في
مغادرة المؤسسة أن ما نسبته %20,45من المبحوثين يفكرون في المغادرة ،ونسبة %44,82
منهم من لم يستفيدوا من الترقية طوال مدة خدمتهم في المؤسسة ،ألن الترقية تتم في
المؤسسة بصورة غير موضوعية ،وهذا ما تبين لنا سابقا فمعظم العمال مستاءون من هذه
الممارسة من طرف المؤسسة ألنها لم تقدر كفاءتهم وال قدراتهم المهنية ،وبالتالي ال توجد
لديهم رغبة للبقاء واالستمرار في العمل لغياب المحف ازت.
في حين تشير النسبة %00,40من المبحوثين استفادوا من الترقية لكن لديهم نية مغادرة
المؤسسة مما يؤكد على أن العمال يشعرون بعدم الرضا في العمل ومن المناخ التنظيمي
لهذه المؤسسة لذا هم يفكرون في المغادرة رغم استفادتهم من الترقية ،فهناك عوامل أخرى
سلبية تحول دون بقائهم واستمرارهم للعمل في هذه المؤسسة.
195
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
استنادا إلى الشواهد اإلمبريقية ،سنحاول معرفة مدى تحقق الفرضية األولى ،فبالنظر
إلى المعطيات الكمية في الجداول التي عالجت مؤشر الترقية كمؤشر لالستقرار الوظيفي
ومؤشر دوران العمل الذي يعتبر كمؤشر لضعف األداء العمالي ،أكدت نسبة %05,08من
المبحوثين عدم استفادتهم من أي نوع من الترقية طوال مدة خدمتهم ألن الترقية في المؤسسة
تتم بصورة غير موضوعية وغير رشيدة ،هذا ما أدلت به النسبة %10,20فعدم االستفادة من
الترقية يسبب عدم الرضا عن العمل ونسبة ساحقة من العمال قدرت بـ %42,10أكدت على
أنها تشعر بعدم الرضا من طريقة االستفادة من الترقية حيث هذه الممارسة تسبب شعو ار بفقد
الثقة في المؤسسة ،هذا ما أكدته النسبة %52,00ونظ ار لهذه الوضعية يتولد لدى العمال
شعور بعدم األمان والثقة بسبب عدم وضوح المسار الوظيفي وهذا ما عبرت عليه النسبة
، %15,04باإلضافة إلى ما تؤكده النسبة في الجدول رقم ( % 44,28)20من المبحوثين
يفكرون في مغادرة المؤسسة ألنهم لم يستفيدوا من الترقية ،باإلضافة إلى الترقية تؤثر عوامل
أخرى في ترك العمل وهي ظاهرة التغيير الدوري في مناصب العمل التي تمارسها المؤسسة
كلما تطلبت العملية اإلنتاجية دون مراعاة لرغبة العامل في الموافقة على هذا التغيير ،حيث
أكدت النسبة %02,25على أن هناك دوران داخلي للعمل في حين النسبة %40,05لم تطلب
تغيير مكان عملها بسبب السياسة الصارمة للمؤسسة لمثل هذه الطلبات .فمن هذه النتائج
الكمية يتأكد صدق هذه الفرضية.
جدول رقم ( :)31يوضح العالقة بين نمط اإلشراف وانجاز العمل في الوقت المحدد
196
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
نمط اإلشراف
المجموع صعب يشجع الحوار مرن
إنجاز العمل
00 25 08 01
%02,20 %05,05 %055 %055
نعم
52 52
%55,11 %50,50
%5 5 ال
05 22 08 01
%055 %055 %055 %055
المجموع
تشير األرقام في الجدول رقم ( )50الذي يبين عالقة نمط اإلشراف المتبع في المؤسسة
ميدان الدراسة وانجاز العمال لمهامهم في الوقت المحدد ،إلى أن معظم المبحوثين وبنسبة
تكاد تكون إجمالية %02,20ينجزون مهامهم في الوقت المحدد مهما كان نمط اإلشراف،
وهذا يعود إلى روح ا لمسؤولية التي يتحلى بها العمال وهذا ما تؤكده المعطيات الكمية في
استمارة االستبيان ،فمعظم العمال يرجعون هذا إلى الضمير المهني الحي والى الوازع الديني
في حين نسبة %55,11من المبحوثين ال ينجزون أعمالهم في الوقت المحدد ويرجعون إلى
نمط اإلشراف الصعب والضغط الشديد الممارس عليهم ،فهذا يسبب لهم عدم التركيز في
العمل جراء شدة التوتر والقلق أحيانا من المشرف.
إذن نلخص من مجموعة هذه الشواهد إلى أن إنجاز العمل في الوقت المحدد يدل على
االنضباط الذاتي للعمال ،وأن نمط اإلشراف ال يؤثر عليهم مهما كان أسلوبه ،فاألخالق
المهنية والضمير الحي هو الدافع لديهم إلتقان العمل وليست سياسة التوجيه المتبعة من
طرف المؤسسة والشاهد على هذا االستنتاج األرقام في الجدول ،فالنسب المبينة في الجدول
وهي على التوالي %05,05 ،%055 ،%055ألنواع اإلشراف على التوالي :المرن ،يشجع
الحوار والصعب ت ؤكد على أنه مهما كان األسلوب اإلشرافي المطبق في المؤسسة العمال ،
يتحلون بسلوك االنضباط الذاتي وينجزون األعمال الموجهة إليهم في أوقاتها المحددة.
197
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
لرصد العالقة بين نمط اإلشراف وتفكير العمال بمغادرة المؤسسة نتائج الجدول أعاله
تؤكد أن النسبة اإلجمالية %20,40من العمال تفكر في مغادرة المؤسسة بسبب نمط
اإلشراف مهما كان نوعه وأسلوبه ،حيث تؤكد النسبة وهي أعلى نسبة في الجدول %00,80
أنه بسبب العملية التوجيهية الصعبة العمال يفكرون في المغادرة ،في حين النسبة اإلجمالية
من المبحوثين وهي %55,04ال تفكر في مغادرة المؤسسة بسبب نمط اإلشراف.
فحسب هذه الشواهد الكمية فتفكير العمال في المغادرة بسبب األسلوب اإلشرافي يجمع
عليه فئة كبيرة من العمال ،وما يؤكد هذا القول النسبة %04,42التي تقر أن نمط اإلشراف
مرن ،لكن بالرغم من ذلك فهي تفكر في المغادرة فمن هذه المعطيات يتأكد أن اإلشراف
عامل من عوامل االستقرار في العمل.
يعد اإلشراف مؤشر عن االستقرار الوظيفي وسلوك االنضباط الذاتي مؤشر إيجابي
ألداء العمال ولمعرفة مدى تحقق الفرضية الثانية نقيس ذلك بحجم النسب المسجلة في هذا
الترابط بين المؤشرين حيث أكدت كل الشواهد على أن سياسة المؤسسة التسييرية صارمة
واألسلوب اإلشرافي عموما صعب هذا ما أكدته النسبة %80,05من مجموع المبحوثين
ونسبة %04.32فقط من أفراد العينة تجد في األسلوب اإلشرافي المتبع في المؤسسة مرن
198
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
هذا ما جاء في الجدول رقم( ، )08وفي رصد ما إذا كان العمال يتمتعون باالستقرار الوظيفي
من ناحية العملية اإلشرافية أكدت النسبة اإلجمالية للمبحوثين بـ %20,40ترغب في ترك
العمل و مغادرة المؤسسة ألن الضغط الممارس من طرف المسئولين عليها يحول دون
استقرارها في العمل ونتيجة لهذا لديها شعور دائم بعدم الرضا و االرتياح في العمل بما
يجعلها تفكر في مغادرة المؤسسة إذا ما توفرت فرصة مناسبة للعمل في مؤسسة أخرى.
أما بالنسبة لسلوك االنضباط الذاتي هو مجسد في المؤسسة بقوة حيث يتم انجاز العمل
في الوقت المحدد له مهما كان نوع اإلشراف وهذا ما أكدت عليه النسبة%02,20
والنسبة %055ممن لديهم إشراف مرن ونفس النسبة %055من المبحوثين تلتزم بقوانين
المؤسسة.
إذن فحسب المعطيات الكمية الفرضية الثانية هي أيضا محققة.
جدول رقم ( :)33يوضح العالقة بين شعور العامل بالملل والتغيب العمالي
الشعور بالملل
المجموع ال نعم
التغيب
04 50 05
%55,02 %20 %50,50
نعم
50 00 25
%22,55 %10 %25,25
ال
05 25 55
%055 %055 %055
المجموع
بالنظر إلى الجدول رقم( )55الذي يوضح العالقة بين الشعور بالملل جراء الظروف
الطبيعية المحيطة بالعمل والتغيب العمالي نجد أن األرقام تؤكد على أن النسبة األعلى في
الجدول و هي النسبة %10من مجموع المبحوثين ال تشعر بالملل أثناء العمل وال تتغيب
فالظروف الطبيعية المحيطة بالعمل ال تؤثر عليها أما النسبة %25,25من المبحوثين تشعر
بالملل لكنها ال تتغيب في حين النسبة %50,50من المبحوثين تقر أنها تشعر بالملل من
الظروف الطبيعية و الفيزيقية للعمل لذلك تتغيب ،وباقي النسبة وهي %20من المبحوثين ال
تشعر بالملل لكنها تتغيب.
199
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
من النتائج المحصل عليها يتضح أن ظاهرة التغيب العمالي ال تتجسد بحدة بسبب
الظروف الطبيعية والفيزيقية فليس هذا عامال يجعل العمال يتغيبون بل عوامل أخرى
فالشعور بالملل عامل نسبي فقط وهذا ما تؤكده النسبة %50,50من المبحوثين التي تتغيب
بسبب الشعور بالملل.
النتائج العامة المتعلقة بالفرضية الثالثة:
_ العمل في ظروف فيزيقية مالئمة يساهم في الحد من تغيب العمال .
200
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
يوضح الجدول رقم( )58العالقة بين الخدمات االجتماعية المقدمة في المؤسسة وتفكير
العمال في المغادرة إلى مؤسسة أخرى.
إذن حسب هذه المعطيات الكمية نخلص إلى أن طبيعة الخدمات االجتماعية المقدمة
من طرف المؤسسة تؤثر بشكل كبير على رضا العمال فهم لديهم شعور بعدم الراحة وسلوكا
سلبيا اتجاه المؤسسة وذلك بإضمار نية النقل في أية لحظة إلى مؤسسة أخرى متى سمحت
الفرصة لهم ألنهم يجدون في نظام الخدمات المقدم من طرف المؤسسة ليست الحافز
201
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
المشجع لهم على البقاء و االستمرار في العمل مقارنة مع مؤسسات أخرى أقل حجما و
ربحية من هذه المؤسسة.
في رصد العالقة بين الخدمات المقدمة في المؤسسة و ظاهرة تغيب العمال كشفت
النتائج في الجدول أعاله أن نسبة % 22,52من مجموع المبحوثين الكلي ال يتغيبون مهما
كانت تصنيفهم لطبيعة الخدمات المقدمة في المؤسسة ،في المقابل نجد نسبة %55,02من
المبحوثين يتغيبون عن العمل بسبب الخدمات المقدمة في المؤسسة فمنهم النسبة % 85.05
تصنف الخدمات بالمستوى السيئ وال ترقى إلى المستوى الذي يشبع متطلباتهم فهي تدفعهم
إلى التغيب ،في حين النسبة %50,55يجدون هذه الخدمات حسنة وهي ذات مستوى
متوسط مقارنة مع المؤسسات األخرى بالرغم من ذلك فهي تؤثر على رضاهم في العمل و
بالتالي تدفعهم إلى التغيب .
فإذن حسب الشواهد الكمية نخلص أن مهما كانت طبيعة الخدمات المقدمة من طرف
المؤسسة هي ال تؤثر في ظاهرة التغيب العمالي ،فحسب المعطيات الكمية ( )22ظاهرة
التغيب في المؤسسة تظهر ألسباب قهرية كالمرض و األسباب العائلية فاألبعاد االجتماعية
هي التي تدفع بالعمال في هذه المؤسسة إلى التغيب وليست األبعاد التنظيمية ،فسياسة
202
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
المؤسسة الصارمة ال تسمح للعمال بعدم االنضباط و الالمباالة فهي تستعمل نظاما كفيل
بعدم تجسيد هذه الظاهرة بحدة في المؤسسة.
203
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
204
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
وبالتالي يضعف أداءهم .ادن نتيجة الظروف التنظيمية غير المساعدة التي تحيط ببيئة
العمل يظهر العمال استقرار وظيفي ظاهري في ظل انعدام المفاضالت في سوق التشغيل
مما يجعلهم يقدمون أداء غير فعال نظ ار النعدام آليات التحفيز المادية و المعنوية فحسب
هذه الشواهد يتأكد صدق الفرضية الرئيسية .
انطالقا من مقولة أنه ليس هناك صفر في المعرفة العلمية و أن العلم تراكمي ،
إذ كل بحث أو نظرية تقدم للتي تليها على أن تكون الثانية تنطلق من ما انتهت إليه األولى
ونحن في بحثنا هذا لم ننطلق من فراغ بغية تحديد أبعاد الدراسة و رسم هيكلها فحاولنا جرد
التراث النظري و الدراسات السباقة لهذا الموضوع للتمكن من االستفادة منها من الناحية
المعرفية و المنهجية و تثمين جهود الباحثين الذين كانوا سباقين لمعالجة الظاهرة موضوع
البحث ،و فيما يلي سنقوم بمقاربة النتائج المستقاة من دراستنا الراهنة بالنتائج المتوصل
إليها في مجموعة الدراسات السابقة و التراث النظري بهدف الوصول إلى نقاط التالقي و
االختالف فيما بينها و مدى مقاربتها للواقع االمبريقي و في ما يلي سرد لمجموعة الدراسات
السابقة و مختلف االتجاهات النظرية التي لها صلة بموضوع البحث:
دراسة التكامل و االستقرار في العمل بين العمال في التنظيم الصناعي( م،محمد 0040،
: ) 420-440،تتفق هذه الدراسة مع الدراسة الحالية في عناصر كثيرة وعلى رأسها
مؤشر التدرج الوظيفي الصاعد حيث تبين من نتائج هذه الدراسة أن الترقية تتم بصورة
غير موضوعية ما أكدته النسبة %3.17من أفراد العينة و ال تعود الترقية إلى عامل
الخبرة بل لعدة اعتبارات أخرى و هذا ما يتفق تماما مع ما توصلت إليه الدراسة الراهنة ،
و في ما يتع لق برغبة العمال بتغيير مكان العمل في التنظيم إذا أتيحت الفرصة لالنتقال
إلى تنظيم آخر أكدت النسبة %131.من أفراد العينة أنها مستعدة لتغيير مكان العمل
لعدة أسباب و يعد عامل األجر و عبء العمل على رأسها و هذا ما يتفق تماما مع
توصلنا إليه من نتائج فنسبة المبحوثين التي أظهرت نية مغادرة المؤسسة حوالي
205
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
%1819.في حال ما توفرت فرصة لالنتقال إلى مؤسسة أخرى تمنح محفزات تفوق
التي تمنحها المؤسسة الحالية ،أيضا فيه اتفاق مع هذه الدراسة بالنسبة لمؤشر الترقية
حيث ثبت أنه عامل قوي الستقرار العمال واستمرارهم في العمل وهذا ما ينطبق مع
نظرية سلم الحاجات لماسلو فعدم إشباع مجموعة الحاجات الذاتية للعامل ينعكس على
إنتاجيته ورغبته في العمل .
دراسة التغيبية و حركية العمال في الصناعة الجزائرية ( ن ،سفير ، )0040 ،توصلت
هذه الدراسة إلى نتيجة مفادها أن االستقرار في العمل يعود إلى سبب رئيس هو عدم
توافق الوظيفة مع مؤهالت العامل و أن نسبة االنسحاب من المؤسسة مرتفعة لدى
العمال رفيعي المستوى العلمي و المهني الن أسباب دوران العمل بالنسبة لهذه الفئة
يرجع إلى بحثهم الدائم على المناصب ذات المسؤولية و ال يهمهم انتسابهم إلى القطاع
العام أو الخاص فهم قادرين على التفاوض لما لديهم من خبرة وكفاءة في العمل و هذا
ما يتفق نسبيا مع ما توصلت إليه الدراسة الحالية فالعمال ذوي الخبرة و األقدمية لديهم
تسهيالت و معاملة خاصة مقارنة مع باقي العمال فهم لهم إمكانية التحاور و إبداء
الرأي مع المشرفين .و حسب المعطيات الكيفية المجمعة عدد العمال المتسربين من
المؤسسة في سنة 31.7لوحدها بلغ 37عامل من بينهم 8إطارات وكان هذا بسبب
عدم توافق الوظيفة مع مؤهالت العامل و ضغوط العمل ،و هذا ما أكده ألدرفر في
تصنيفه للحاجات اإلنسانية فالعمال في هذه الحالة يطمحون إلى تحقيق حاجة النمو
والتي هي تعبر عن سعي الفرد إلى تطوير قدرته و مؤهالته ألن هذه الفئة من العمال
تحاول تحقيق الحاجات غير المشبعة فالحاجات المشبعة أصبحت أقل أهمية لديها.
دراسة أسباب االستقرار في العمل الصناعي في الجزائر ( ص ،بن نوار ، )0000 ،
هدفت هذه الدراسة إلى تحديد أهم العوامل المحفزة على االستمرار في العمل فتوصلت
إلى أن األجر المرتفع له دور فعال في رضا العمال و الحافز القوي على عدم تفكيرهم
مغادرة التنظيم حيث صرحت النسبة %39131من أفراد العينة أنها غير راضية وتشكو
ضعف األجر ،و يبقى المستوى التعليمي البسيط عائق أمامهم لالنتقال إلى مؤسسة
أخرى ألن أغلب المؤسسات تشترط مستويات مهنية و علمية عالية في التوظيف و أن
النسبة %3919من المبحوثين ذات مستوى بسيط ترغب في مغادرة المؤسسة بسبب
206
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
ضعف األجر مقارنة مع مستوى المعيشة لكن لضعف المستوى العلمي هم مجبرين على
البقاء في مكان عملهم وهذا يتفق تماما مع النتائج التي تحصلنا عليها بالنسبة لعامل
األجر حيث أكدت النسبة %81111من أفراد العينة أن األجر الذي تمنحه المؤسسة
غير كافي وال يلبي متطلباتها و هي تشعر بعدم الرضا خاصة فئة العمال ذات المستوى
العالي .كما كشفت الدراسة أن نسبة عالية من العمال لم يسبق لها و أن استفادت من
الترقية رغم إمكانياتهم المهنية و أقدميتهم في العمل و يرجع أغلب العمال السبب إلى
عدم النزاهة في تقييم إمكانيات كل عامل إذ كثي ار ما تتدخل العوامل الذاتية كالمحاباة و
المحسوبية في هذه العملية مما يؤدي بالكثير منهم إلى االنتقام من المؤسسة بطريقتهم
الخاصة كالتهاون و الالمباالة في العمل و عدم االنضباط و كثرة الغياب هذه النتيجة
ترجع لمجموع الممارسات التعسفية من قبل اإلدارة على العمال .لم يتجسد مثل رد الفعل
هذا في المؤسسة ميدان الدراسة الحالية رغم تشابه كل الظروف فظاهرة التغيب و
الالمباالة و عدم االنضباط لم تكرس في المؤسسة و هذا يعود لطابع القطاع الخاص
الذي ال يسمح لمثل رد الفعل هذا بسبب السياسة التسيرية الصارمة التي تقوم على
منطق العقاب و الجزاء عكس مؤسسات القطاع العام التي يسود فيها التجرد من روح
المسؤولية و االنضباط الذاتي .أيضا توصلت الدراسة إلى أن الظروف الفيزيقية المحيطة
بالعمل ليست بالعامل الكفيل الذي يؤثر على معنويات العمال و هذا يتماشى مع نتائج
الدراسة الراهنة و فيما يتعلق بالعملية اإلشرافية فهي تلعب دو ار فعاال في تجاوب العمال
نحو العمل و بعث الرغبة في انجاز المهام بكل ثقة نظ ار لروح التعاون و االحترام و
الجو العائلي بين الطرفين و يعتبر هذا حاف از على رفع الروح المعنوية و خلق جو من
التآلف و التكيف مع العمل مما يرفع من رضا العمال الذي يؤثر بشكل ايجابي على
االستقرار الوظيفي وهذا عكس نتائج الدراسة الحالية فالسياسة الصارمة للمؤسسة وضعت
حدا لبناء عالقات غير رسمية األمر الذي ولد نفو ار من الوسط التنظيمي و أدى إلى
الالاست قرار في العمل ،فهذا المناخ التنظيمي يجسد مظاهر التايلورية فهي تعامل العامل
بشكل آلي بعيدا عن ما نادت به مدرسة العالقات اإلنسانية في ضرورة مراعاة الجانب
اإلنساني و االجتماعي للعامل باعتباره إنساناً وجدانياً وانفعالياً أكثر منه رشيداً ومنطقياً،
207
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
فبتخفيف قيود العمل تتولد الرغبة في انجاز العمل و بالتالي تختفي مشكلة نقص اإلنتاج
و ترتفع معدالت الكفاءة اإلنتاجية .
دراسة الترقية الوظيفية و االستقرار المهني ( ف ،جبلي 1 ) 4330_4330 ،عالجت
مدى ارتياح العامل و اطمئنانه على مستقبله الوظيفي و ما للترقية من مساهمة فعالة في
تحقيق ذلك ،حيث أكدت النسبة %9717من أفراد العينة أن االستقرار الوظيفي يرتبط
بالترقية إلى حد كبير و يرتبط أيضا بالحوافز المادية و هذا ما أكدته النسبة %9717من
أفراد العينة لكن المؤسسة ال تولي اهتماما كبي ار لسياسة التحفيز هذا ما خلق نوعا من
التذمر و االستياء لدى العمال و هذا ما نجده مجسد بقوة في المؤسسة ميدان الدراسة
فغياب المحفزات و المكافآت أدى إلى خفض الروح المعنوية للعمال وقتل الرغبة في
تحسين األداء و تحق يق الذات من خالل العمل .كما أكدت هذه الدراسة أن الترقية
متطلب وظيفي من أجل تحقيق الوالء و االستقرار في العمل واالنتماء الفعلي للمؤسسة و
هذا ما يتوافق تماما مع النتائج الحالية حيث أكدت النسبة %91188أن التطبيق غير
الموضوعي للترقية يؤثر على الرضا الوظيفي للعامل ما يثبت ما لمؤشر الترقية من دور
في تحقيق االستقرار الوظيفي .حيث يؤكد هرزبرغ على ضرورة اإلثراء في المهام و فتح
المجال أمام العمال الكتساب المزيد من النمو الوظيفي و الخبرة ألن هذا من شأنه أن
يرفع من روحهم المعنوية و يزيد من التزامهم الوظيفي ألنه بدوره يقسم العوامل المؤثرة في
العمل إلى مجموعتين :عوامل وقائية ترتبط ببيئة العمل و عوامل دافعة أهمها فرص
التقدم الوظيفي.
دراسة التغيير التكنولوجي و االستقرار المهني في المؤسسة الصناعية (س ،حليس
، )4330_4334،سلطت هذه الدراسة الضوء على االستقرار في العمل و عالقته
بالتحديث التكنولوجي و مدى تأثيره على العملية اإلنتاجية حيث عالجت هذه الدراسة
االستقرار الوظيفي من خالل مجموعة من العوامل هي :المشاركة العمالية و آليات
االتصال ،عملية التدريب والتكوين و ما لهذه العوامل من دور في نجاح عملية التغيير
التكنولوجي على مس توى المؤسسة ،تعتبر هذه الدراسة بعيدة نوعا ما عن الدراسة الحالية
في معظم جوانبها ألنها عالجت االستقرار في العمل عبر مجموعة مختلفة من العوامل
التي اخترناها لقياس هذا األخير فبالنسبة للمشاركة العمالية و عملية التدريب و التكوين
208
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
فهما عمليتان تنظيميتان مغيبتان تماما في المؤسسة ميدان دراستنا الحالية وهذا ما أكدت
عليه كل الشواهد الكمية و الكيفية و تبقى عملية االتصال محدودة جدا فاالتصال
الصاعد جامد نظ ار للسياسة التسييرية الصعبة و الصارمة و التي ال تشجع الحوار و
يبقى االتصال النازل عبارة عن إرشادات و أوامر ضمن العملية اإلنتاجية فقط .تتفق
هذه الدراسة مع الدراسة الحالية في مطلب العمال في ضرورة إدراج عملية التكوين و
التدريب ضمن العملية التوظيفية في المؤسسة فهي مطلب أساسي لغرض التطوير و
التقدم الوظيفي و هذا ما صرح به كال الفئتين المبحوثتين على مستوى المؤسستين ألنها
عملي ة من شأنها الرفع من مهاراتهم و خبراتهم لغرض الرضا الذاتي و بالتالي الرضا عن
العمل ،أما بالنسبة لعملية االتصال فهي تعتمد على أسلوب نفذ دون مناقشة فهي عبارة
عن أوامر صارمة واجبة التنفيذ تفتقد إلى المعلومة في ظل عدم المشاركة العمالية في
اتخاذ الق اررات .إذن فالمؤسستان تعتمدان على إستراتجية القوة القسرية و التعمد على
إقصاء العامل من العملية التسييرية رغم أنه عصب العملية اإلنتاجية و هذا ما يخلق
لدى العمال شعو ار بالظلم و التعسف و يحد من رغبتهم على العمل و يدفعهم إلى
االنسحاب من المؤسسة.
دراسة محددات الرضا و االستقرار الوظيفي في مؤسسة الموانئ في األردن
( ز ،الصمادي ،ف ،الرواشدة ) 4330 ،عالجت هذه الدراسة االستقرار الوظيفي من خالل
مجموعة من العناصر هي :بيئة العمل ،اإلشراف ،العالقة مع اإلدارة العليا ،المهارات
العمالية ،الحوافز .أسفرت هذه الدراسة على مجموعة من النتائج تتفق مع النتائج التي
توصلت إليها الدراسة الراهنة 1أهمها أن بيئة العمل لها عالقة قوية على الرضا و االستقرار
الوظيفي و بالنسبة لعملية اإلشراف فالنتائج تؤكد على قوة العالقة بين أثر اإلشراف الجيد
على االستقرار في العمل لكن االفتراض الذي يرجع أن مستوى الرضا و االستقرار يرتفع
لوجود عالقة بين اإلدارة العليا و العمال كان سلبي عكس الفرضية المتعلقة بمهارات العامل
فالتكوين و التدريب يرفع من مستوى الكفاءة المهنية وبالتالي ترتفع اإلنتاجية هذا ما يتفق في
مجمله مع الشواهد الكمية حيث طالب العمال رفيعي المستوي بضرورة إدراج دورات تدريبية
لغرض التقدم الوظيفي و إثبات الذات و بلوغ أقصى درجات اإلشباع و هذا ما يتماشى مع
209
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
ما أشار إليه أ.عبد الواسع فهو يدعو المسؤولين أن ينتهزوا الفرص المناسبة إلشعار
العاملين با ألمن و الراحة عن طريق التحفيز،الترقية و األمن الصناعي و فرص التقدم
الوظيفي حتى يتحقق االستقرار و الثبات في العمل.
دراسة المستويات التنظيمية و أداء العامل ( ا ،بلوم 1) 4330/ 4334 ،و هي دراسة
عالجت متغير األداء الوظيفي في مؤسستين عامة و خاصة من خالل ثالثة مؤشرات
لقياس أداء العمال في المؤسسة 1تتفق مع الدراسة الحالية في مؤشرين هما التغيب
العمالي و دوران العمل أما المؤشر الثالث هو التحكم التكنولوجي و هو بعيد عن طرحنا
،حيث يرى السيد شتا أن التغيب مظهر من مظاهر عدم االستقرار في العمل .حاولت
هذه الدراسة ربط مجموعة من األنساق التنظيمية تمثلت في نسق السلطة التنظيمية ،
نسق العملية اإلشرافية و نسق تسيير الموارد البشرية و عالقتها بأداء العامل ،توصلت
هذه الدراسة إلى نتائج مفادها أن العالقة بين المستويات التنظيمية في القطاع العام و
مؤشرات أداء العامل تظهر في مؤشرات سلبية :كالتهاون ،الالمباالة و التسيب بسبب
الذهنية التسييرية التي ال تسترشد إلى العقالنية بالمقارنة مع القطاع الخاص ميدان
الدراسة الحالية 1فالمعطيات أظهرت أن فعالية األداء تتحدد في سياسة القهر و اإلكراه
فاالهتمام األول يولى إلى كيفية الرفع من اإلنتاجية و األرباح فقط دون االهتمام بصانع
هذا اإلنتاج .حيث أكدت النتائج أن النسبة اإلجمالية للعمال وهي %.11تلتزم بقوانين
المؤسسة وهذا يرجع لسياسة الردع المطبقة عليهم ،كما أشارت النتائج في الجدول
رقم( )33أن النسبة %11117من أفراد العينة ال تتغيب وهذا يعكس االلت ازم الظاهري
البعيد عن الوالء و التوحد بالمؤسسة ولهذا فأداء العمال سلبي يخلو من اإلبداع و
التميز.
دراسة فعالية التنظيم الصناعي و أثرها على أداء العامل داخل المؤسسة الصناعية
( ر ،قجة ،) 4334 ،ركزت هذه الدراسة على مجموعة من األنساق التنظيمية و عالقتها
بأداء العامل من خالل مجموعة من مؤشرات األداء هي :التغيب العمالي ،دوران العمل ،
االنضباط الذاتي و التحكم التكنولوجي .تتشابه هذه الدراسة و الدراسة الحالية إلى حد ما ،
فبالنسبة لمظاهر القيادة التنظيمية و المتمثلة في كل من العملية اإلشرافية و نسق السلطة
210
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
الت نظيمية تمكنت الدراسة من تحليل واقع العملية اإلشرافية و أنماط السلطة التنظيمية
المطبقة في المؤسسة في عالقتها بمؤشرات األداء فكانت النتائج تؤكد أن الممارسات
اإلشرافية في التنظيم هي تسلطية تتجه نحو التهديد و العقاب مما جعل عالقات العمل التي
تربط العمال بالمشرفين حبيسة مجال العمل في خضم القواعد و اإلجراءات المهنية و هذا ما
أقر به معظم المبحوثين بالنسبة لألسلوب اإلشرافي الذي ال يشجع عالقات الصداقة و هذا
ما يتوافق مع ما توصلت إليه الدراسة الحالية فنمط اإلشراف في المؤسسة يحول دون نشوء
عالقات اجتماعية و تشكيل جماعات غير رسمية داخل المؤسسة مما يجعل العمال أكثر
انضباطا و حرصا على انجاز العمل كما تتفق الدراستان في أن ظاهرتا التغيب العمالي و
دوران العمل هما غير مجسدتان بقوة نتيجة تخوف العمال من فقدان مناصب عملهم في ظل
الظروف االقتصادية و صعوبة الحصول على وظيفة بديلة .كما كشفت المعطيات بالنسبة
لواقع نسق الخدمات االجتماعية من خالل عالقته بمؤشرات األداء هو غير فعال ألنه رهين
الممارسات غير الرشيدة ما ترتب عنها ازدياد معدل التغيب و هذا يتوافق نسبيا مع النتائج
التي حصلنا عليها حيث أن نسق الخدمات االجتماعية ليس ذو تأثير قوي على أداء العمال
حيث أقرت النسبة %18118في الجدول الذي يوضح عالقة الخدمات االجتماعية بالتغيب
العمالي ،أنه رغم سوء الخدمات االجتماعية المقدمة لكنها ليست بالسبب الذي يدفع العمال
إلى التغيب 1إذن لم يطرح نظام الخدمات االجتماعية إشكاال لدى العمال يدفعهم إلى
ا لخفض من األداء الوظيفي .في المقابل أكدت المعطيات عن عدم فعالية نظام الحوافز في
كال المؤسستين حيث وصفه العمال بالمتحيز و غير العقالني خاصة بالنسبة لعملية الترقية
فهي تتم بصورة غير موضوعية و تتدخل عناصر غير تنظيمية في االستفادة منها حيث
تشوبها الضبابية فبالنسبة للدراسة الحالية صرحت النسبة %3.118من أفراد العينة عن عدم
علمهم بالقوانين التي تحكم نظام الترقية في مؤسستهم و أن هذا األمر يؤثر بشكل قوي على
رضاهم في العمل و يدفعهم إلى التفكير في مغادرة المؤسسة الن مستقبلهم الوظيفي مبهم و
غير واضح بسبب تدخل عوامل غير تنظيمية في مسارهم الوظيفي تحول دون عدم تقدير
جهودهم و كافأتهم نظ ار النعدام نظام لتقييم األداء في المؤسسة حيث يؤكد ع.الخطيب أن
تقييم األداء يشعر العمال بالمسؤولية اتجاه أنفسهم و عملهم .
211
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
دراسة أثر المناخ التنظيمي على األداء الوظيفي للعاملين اإلداريين في الجامعة
اإلسالمية بغزة ( ي ،بحر ،أ ،سويح ،دس ) ،اختارت هذه الدراسة مجموعة من
عناصر المناخ التنظيمي و هي :الهيكل التنظيمي ،نمط القيادة ،مدى مشاركة
العاملين ،نمط االتصال 1طبيعة العمل ،التكنولوجية المستخدمة .
توصلت هذه الدراسة إلى مجموعة من النتائج الخاصة بأسلوب القيادة المستخدم في الجامعة
فهو أسلوب يساعد على التقدم و الرقي و طبيعة العمل تمنح العمال االحترام والتقدير و
تحقق لهم االستقرار الوظيفي و هذا عكس ما توصلت إليه الدراسة الراهنة كما أظهرت
النتائج أن الهيكل التنظيمي له أثر كبير على األداء الوظيفي و تقسيم العمل في الجامعة
يساعد على تحقيق أهدفها و الهيكل التنظيمي يتوافق مع طبيعة ومهام العاملين وأن هناك
توافق و تناسق كبيرين للوظائف مع طبيعة الهيكل التنظيمي باإلضافة إلى وجود مستوى
عالي من االتصاالت و التعاون بين أجزاء التنظيم كما أن الجامعة تستخدم أسلوب قيادي
أمثل يساعد على التقدم و الرقي بما يمنح الثقة و التعاون بين المسؤول المباشر و
المرؤوسين و المستويات العليا في الجامعة تشجع العاملين إلبداء وجهة نظرهم و اقتراحاتهم
و على حل كل مشاكل العمل بأنفسهم ،كما أكدت الدراسة على وجود مستوى مناسب من
التعاون بين الزمالء و أن العمال يشاركون بنسبة متوسطة في وضع الق اررات التي تتعلق
بوحدات العمل ألن نظام االتصال فعال في جميع االتجاهات و هذا ما يتنافى مع نتائج
الدراسة الحالية و ذلك الختالف طابع التنظيمين فالقطاع العام يختلف عن القطاع الخاص
الذي يتبنى الذهنية التسييرية التي تعكس إف ارزات البرجوازية الرأسمالية التي ال تسمح بتساوي
المصالح بين رب العمل و العمال و لهذا كانت معظم النتائج التي أسفرت عليها هذه الدراسة
تتنافى مع المعطيات التي تحصلنا عليها بدورنا ،فالمشاركة العمالية مغيبة تماما في
المؤسسة ميدان الدراسة كما أظهرت الدراسة نتائج سلبية حول ظروف العمل فهي ال توفر
للعمال الراحة النفسية و ال تتيح لهم فرصة للتجديد و االبتكار عكس ما أدلت به فئة
المبحوثين في الدراسة الحالية حيث ظروف العمل ليست بالعائق أمام تفعيل أدائهم فهي ال
تؤثر بشكل قوي على رضاهم الوظيفي .وكخالصة عامة خرجت بها هذه الدراسة فان
األداء الوظيفي ظهر بمستوى جيد حيث توفر مناخ جيد أدى إلى أداء وظيفي مميز في
المقابل مع ما تحصلنا عليه نحن ففي خضم ما كشفته النتائج االمبريقية األداء في المؤسسة
212
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
غير فعال وهو أداء سلبي فنظ ار لسياسة اإلكراه و أسلوب العقاب و الجزاء العامل مجبر
على االلتزام بآليات الضبط التنظيمية والقيام بالمهام الموكلة إليه بعيدا عن الكفاءة في
االنجاز والمثابرة في العمل .
من خالل مقاربة النتائج التي استقيناه من خالل الدراسة االمبريقية باألهداف المرجو
الوصول إليها تمكن من الخروج بسلسلة من المعطيات فبالنسبة للهدف األول يتوضح أن
ظاهرة االستقرار الوظيفي في المؤسسة ميدان الدراسة مجسدة في الشكل الظاهري فقط ،ألن
العمال مجبرون على البقاء في المؤسسة و االستمرار في العمل نظ ار للظروف االقتصادية
الصعبة التي جعلت العمال خاصة متوسطي المستوى العلمي والمهني يتشبثون بمناصب
عملهم ال رغبة فيها بل ألنهم مجبرون و هذا في خضم قلة المفاضالت و البدائل في سوق
العمل ،ألن المؤسسة تدفع رواتب تكاد تكون ضعيفة مقارنة مع مستوى المعيشة خاصة
بالنسبة للعمال الذين لديهم ارتباطات أسرية فهذا األجر ال يسد أدنى متطلباتهم ،أما من
الناحية التنظيمية المؤسسة تفتقد للعدالة التنظيمية نظ ار للطريقة غير الموضوعية في منح
االستحقاقات و المطالب التنظيمية التي تعد حاف از للرفع من الروح المعنوية للعمال ودافعا
لهم للتوحد بالمؤسسة ،أيضا بالنسبة لفئة العمال التي تتميز بالطموح والرغبة في تحقيق
الذات فهي تجد عائقا في ادراك هذا المتطلب نظ ار لغياب عملية التعلم و التكوين والتدريب
من منظومة المؤسسة و هذا من شأنه الحد من تحقيق النمو و التطوير الوظيفي لهذه الفئة
الطموحة ،إذن بسبب هذه الظروف التنظيمية فقد العمال إحساسهم باألمان الوظيفي .
أما بالنسبة للهدف الثاني الذي يبغي التأكيد على ضرورة المحافظة على الموارد البشرية
للمؤسسة خاصة ذوي الخبرة و الكفاءة عن طريق التحفيز ،نحن نعلم أن العامل هو عصب
العملية اإلنتاجية لكن ما تبين لدينا من خالل النتائج الميدانية أن المؤسسة تتعامل بجفاء مع
هذا العنصر الفعال في التنظيم فهو مهمش تماما من العملية التسيرية و هذا يرجع لذهنية
رب العمل التي تكرس مبادئ الرأسمالية االستغاللية التي تقصي العامل من التفكير و تعامله
مثل أي موارد متاحة ،فالتحفيز في المؤسسة يتم بطريقة غير عقالنية تسيطر عليها عوامل
213
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
غير تنظيمية كالمحاباة و القرابة بعيدا عن العدالة في تكافؤ الفرص مما أرهق العمال
وجعلهم يتذمرون لمثل هذه الممارسات .
و في ما يتعلق بمدى تكيف العمال مع مؤسسات القطاع الخاص يرى معظم العمال أن
انتماءهم لهذا القطاع ما هو إال ضرورة حتمية في ظل نقص فرص العمل في القطاع العام
،ألن العمل لدى الخواص يفتح لهم المجال لكسب الخبرة و الكفاءة دون إشعارهم باألمان و
الطمأنينة على مسارهم الوظيفي نتيجة مناخ العمل الذي يفتقد للعدالة التنظيمية فبقاءهم في
المؤسسة هو مؤقت إلى حين تمكنهم الحصول على منصب دائم في القطاع العمومي .
أما الهدف األخير للدراسة فهو عبارة عن نتيجة عامة لآلثار التي تنجم عن عدم االستقرار
الوظيفي بالنسبة للعمال والى رب العمل ،فبالنسبة للعامل فهدفه من العملية اإلنتاجية تحقيق
متطلباته من خالل ما يبذله من جهد لكن في ظل الظروف التنظيمية يتعرض إلى مجموعة
من الصعوبات والعراقيل تمنعه من تحقيق حاجاته و ذلك بسبب غياب العدالة التنظيمية و
سياسة الجبر و اإللزام التي تفرضها األيديولوجية الرأسمالية لرب العمل في التعامل مع القوى
الفاعلة في التنظيم و التي تحد من رغبتهم في انجاز مهامهم و تحقيق الرضا الوظيفي ما
يدفعهم إلى ترك العمل ،ويعد هذا السلوك واحدا من أهم الصعوبات التي يعاني منها أرباب
العمل فنتيجة للتسرب العمالي تضطر المؤسسة لمصاريف مقابل إحالل عمال آخرين بدال
من الذين غادروا فهذه العملية تكلف الجهد والوقت و المال من طرف مصلحة تخطيط
الموارد البشرية و ينجم عليها تعطيل في سير العملية اإلنتاجية ما يضيف أعباء أخرى على
المؤسسة.
214
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
من مجموعة النتائج الجزئية التي توصلنا إليها نصل إلى نتيجة عامة ،كمحاولة
رامية لإلجابة على التساؤل الرئيسي لإلشكالية و البحث الذي هو :ما طبيعة العالقة بين
االستقرار الوظيفي و أداء العاملين في مؤسسات القطاع الخاص ؟
ف من خالل الشواهد التي تم تجميعها بشقيها الكيفي و الكمي ،نخلص إلى أن االستقرار
الوظيفي في المؤسسة منخفض ،فهو مجسد بشكل ظاهري فقط ألن العامل يبدي االلتزام و
االنضباط في العمل خوفا من سياسة الجزاء و العقاب ال لشعوره باالندماج والتكيف مع
الظروف التنظيمية للعمل ،و دليل ذلك عدد العمال الذين غادروا المؤسسة في سنة 3102
لوحدها فهو فاق 47عامل و هذا بسبب ضغوط العمل والظروف التنظيمية غير المرضية
التي تخلو من العدالة و الموضوعية في توزيع العوائد ،دفع األجور واالستفادة من فرص
التدرج الوظيفي الصاعد .باإلضافة إلى انعدام فرص التطوير والتقدم الوظيفي التي ترفع من
الروح المعنوية للعامل وتشعره بتحقيق ذاته وتوحده بالمؤسسة ،فهذه المظاهر عملت على
215
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
جعل دافع الرغبة في العمل لديهم ينخفض وتنتج عنه مشاعر سلبية نحو العمل انعكست
في أداء سلبي بعيدا عن التميز والفاعلية في االنجاز نظ ار لعدم حصولهم على االشباعات
الكافية من الوظيفة .وخفض من مستوى رضاهم عن العمل بشكل ولد لديهم سلوك ضمني
خالي من المشاعر الوجدانية التي تحببهم في العمل وبالتالي في المؤسسة .
إذن طبيعة العالقة بين متغير االستقرار الوظيفي و األداء الوظيفي هي سببية فالعامل إذا
شعر بالرضا و األمان في عمله ثبت و استقر فيه و بذل جهدا في أداء المهام الموكلة إليه
و بالتالي فسلوك األداء يخضع لقانون األثر فإذا كانت هذه اآلثار ايجابية ارتفع و إذا كانت
سلبية قل و انخفض و في هذه الحالة يمكن أن يحقق األداء أعلى درجاته إذا كان مرفقا
بحوافز ذات قيمة بالنسبة للعامل تلبي اشباعاته و ترفع من درجة رضاه الوظيفي.
خالصة
بهذا الفصل نختم آخر مرحلة في البحث سواء من الجانب النظري أو الميداني حيث
حاولنا أن ال نحيد عن مراحل البحث العلمي من أجل تفسير الظاهرة موضوع الدراسة
واإلجابة على اإلشكالية التي استفزت تفكيرنا ودعتنا إلى اكتشاف الحقائق وتلمسها و ذلك
عن طريق االستقصاء الشامل و الدقيق للعوامل المؤثرة في ظاهرة االستقرار الوظيفي
وعالقتها بأداء العاملين في مؤسسات القطاع الخاص و ذلك عن طريق معالجة الشواهد
الكمية و الكيفية التي استطعنا تجميعها من الميدان من أجل التحقق من صحة فرضيات
الدراسة و صياغة النتيجة العامة للبحث .
216
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
الخاتمة :
لقد حاولنا قدر اإلمكان االلتزام بخطوات البحث العلمي و السير وفق القواعد والخطوات
األكاديمية حتى تكون نتائج الدراسة معبرة عن الواقع االمبريقي .فبعد جرد التراث النظري و
القراءة المستفيضة لما توفر لدينا من دراسات سابقة عن متغيرات الدراسة ،تم تحديد إشكالية
البحث و صياغة الفرضيات التي نزلنا بها إلى الميدان مستخدمين مجموعة من التقنيات
لجمع البيانات التي تتالءم مع المنهج الوصفي الذي يعتبر أنسب المناهج لرصد هذه الظاهرة
،و بعد جمع المعطيات اإلمبريقية تمت ترجمتها إلى نسب مئوية بغية تحليلها و تفسيرها
للخروج بنتائج تمكننا من اإلجابة على تساؤل اإلشكالية ،الذي يبحث في طبيعة العالقة بين
االستقرار الوظيفي و األداء الوظيفي للعاملين في مؤسسات القطاع الخاص حيث بينت
ار ظاهريا فقط نتيجة إقصائهم من العملية
الشواهد الكمية و الكيفية أن العمال يبدون استقر ا
التسييرية رغم أنهم الشريك الفعلي و عصب العملية اإلنتاجية ،فالعامل في هذه المؤسسة ال
نظر لالعدالة كم المدخالت مقارنة مع حجم المخرجات
يكاد ينال نصيبه من توزيع العائد ا
باإلضافة إلى الظروف التنظيمية غير المرضية التي عملت على خفض روحه المعنوية و
تدني دافع االنجاز لديه مما أفرز أداء وظيفي سلبي خالي من التميز و اإلبداع الذي تسعى
217
قراءة سوسيوتنظيمية لنتائج الدراسة الفصل السادس
و بهذه النتيجة العامة نكون قد استكملنا كافة الخطوات المنهجية للدراسة .
218
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص الـبيبيوغـرافـيا
الـبيبيوغـرافـيا
.1ابن منظور ،من لسان العرب ،المحيط معجم لغوي علمي ،بيروت :دار لسان العرب،
مجلد ،1الجزء من أ -ر ،دون سنة النشر.
.2ادريس ،سهيل .المنهل ،فرنسي_عربي ،ط ،63بيروت :دار األدب .2003 ،
.6اللحام ،محمد هادي و آخرون ،القاموس عربي_ عربي ،قاموس لغوي عام ،بيروت،
لبنان :دار الكتاب العلمية .2002 ،
.4الصالح ،مصلح .الشامل قاموس مصطلحات العلوم االجتماعية ،إنجليزي_عربي،
ط ،1السعودية :دار عالم الكتب للطباعة و النشر و التوزيع . 1111 ،
.2الصحاف ،حبيب .معجم إدارة الموارد البشرية و شؤون العاملين ،عربي_ إنجليزي،
ط ،1بيروت ،لبنان :مكتبة لبنان ناشرون.1111 ،
.3السابق ،جروان .معجم اللغات ،إنجليزي_ فرنسي_ عربي ،لبنان :دار السابق للنشر،
.1192
.1القاموس العربي الشامل ،عربي_عربي ،ط ،1لبنان :دار الراتب الجامعية .1111 ،
.9المنجد في اللغة و اإلعالم ،ط ،4دار الشروق ،بيروت ،لبنان.2006،
.1المنجد في اللغة و اإلعالم ،ط ، 1بيروت ،لبنان :دار المشرق .1193 ،
.10المعجم الوسيط ،ط ، 4القاهرة :مكتبة الشروق الدولية .2002 ،
.11الشوبكي ،سمير .المعجم اإلداري ،ط ،1األردن :دار أسامة للنشر و التوزيع ،دار
المشرق الثقافي.2003 ،
.12خليل ،خليل أحمد .معجم المصطلحات االجتماعية ،عربي_فرنسي_انجليزي ،ط،1
بيروت :دار الفكر اللبناني.1112 ،
.16عمر ،حسين .الموسوعة االقتصادية ،ط ،4القاهرة :دار الفكر العربي.1112 ،
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص الـبيبيوغـرافـيا
.14عمر ،معن خليل .معجم علم االجتماع المعاصر ،ط ،1األردن :دار الشروق للنشر
و التوزيع.2000 ،
ثانيا :الكتـب:
.1أبو زيد ،أحمد .البناء اإلجتماعي مدخل لدراسة المجتمع ،دار المعرفة الجامعية للطبع
و النشر و التوزيع . 2011 ،
.2أنجرس ،موريس .منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية ،تدريبات علمية ،ط،2
الجزائر :دار القصبة للنشر.2003 ،
.6الديب ،إبراهيم رمضان .دليل إدارة الموارد البشرية ،القاهرة ،مؤسسة أم القرى للترجمة
و النشر و التوزيع. 2003 ،
.4السلمي ،علي .إدارة الموارد البشرية اإلستراتيجية ،القاهرة :دار غريب للطباعة والنشر و
التوزيع . 2001 ،
.2السيد ،معين أمين .إدارة الموارد البشرية في ظل المتغيرات اإلقتصادية العالمية الحالية
مع دراسة حاالت تطبيقية لبعض البلدان العربية ،ط ،1دون دار و بلد النشر. 2010 ،
.3السويدي ،محمد .التسيير الذاتي في التجربة الجزائرية و في التجارب العالمية ،الجزائر:
المؤسسة الوطنية للكتاب . 1194 ،
.1الشنواني ،صالح .إدارة األفراد و العالقات اإلنسانية مدخل األهداف ،اإلسكندرية:
مؤسسة شباب الجامعة. 1111 ،
.9العديلي ،ناصر محمد .إدارة السلوك التنظيمي ،ط ،1الرياض :دار مرامر للطباعة
االلكترونية . 2011 ،
.1العدلوني ،محمد أكرم .العمل المؤسسي ،ط ،1لبنان :دار ابن حزم .2002 ،
.10القحطاني ،محمد بن ديلم .إدارة الموارد البشرية نحو منهج استراتيجي ،ط،2
الرياض :مكتبة العبيكان. 2001 ،
.11الجوهري ،عبد الهادي .علم اإلجتماع اإلدارة قضايا و مفاهيم ،اإلسكندرية :المكتب
الجامعي الحديث .1119 ،
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص الـبيبيوغـرافـيا
.12بوخمخم ،عبد الفتاح .تسيير الموارد البشرية مفاهيم أساسية و حاالت تطبيقية ،عين
مليلة ،الجزائر :دار الهدى . 2011 ،
.16بوحوش ،عمار .الذنيبات ،محمد .مناهج البحث العلمي و طرق إعداد البحوث،
ط ، 4الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية .2001 ،
.14بوحوش ،عمار .اإلتجاهات الحديثة في علم اإلدارة ،ط ،2الجزائر ،دار البصائر
للنشر و التوزيع. 2009 ،
.12بيومي ،مجدي أحمد .لطفي ،محمد السيد .الكفاءة التنظيمية و السلوك اإلنتاجي
مدخل في علم اإلجتماع الصناعي ،دار المعرفة الجامعية للطبع و النشر و التوزيع،
. 2001
.13بربر ،كامل .إدارة الموارد البشرية إتجاهات و ممارسات ،ط ،1بيروت ،لبنان :دار
المنهل اللبناني . 2009 ،
.11دويدري ،رجاء وحيد .البحث العلمي أساسياته النظرية و ممارسته العلمية ،دمشق ،
سوريا :دار الفكر.2000 ،
.19دويدار ،عبد الفتاح محمد .أصول علم النفس المهني و تطبيقاته ،بيروت :دار
النهضة العربية للطباعة و النشر . 1112 ،
.11دوفرجيه ،موريس .ترجمة سليم حداد ،علم إجتماع السياسة ،ط ، 2لبنان :
المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع .2001 ،
.20دليو ،فضيل و آخرون .أسس المنهجية في العلوم اإلجتماعية ،قسنطينة ،الجزائر:
منشورات جامعة منتوري دار البحث . 1111 ،
.21زعيمي ،مراد و آخرون .دراسات في تسيير الموارد البشرية إدارة األفراد ،ط،1
الجزائر :دار قرطبة. 2009 ،
.22طه ،فرج عبد القادر .علم النفس الصناعي و التنظيمي ،ط ، 3القاهرة :دار
المعارف. 1199 ،
.26يوسف سعدون ،علم اإلجتماع و دراسة التغير التنظيمي في المؤسسات الصناعية،
قسنطينة ،الجزائر ،ديوان المطبوعات الجامعية. 2002 ،
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص الـبيبيوغـرافـيا
.24لطفي ،طلعت إبراهيم .علم إجتماع التنظيم ،القاهرة :دارغريب للطباعة . 2001،
.22محمد محمود الجوهري ،علم اإلجتماع الصناعي و التنظيم ،عمان ،األردن ،دار
المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة ،ط.2001 ، 1
.23ماهر ،أحمد .تقليل العمالة ،اإلسكندرية :الدار الجامعية للنشر و التوزيع2000 ،
.21مسلم ،محمد .مدخل إلى علم النفس العمل ،ط ،2الجزائر :دار قرطبة . 2001 ،
.29موسى ،فتحي محمد .العالقات اإلنسانية في المؤسسات الصناعية ،عمان ،
األردن :دار زهران للنشر و التوزيع . 2001 ،
.21مياسي ،إكرام .اإلندماج في اإلقتصاد العالمي و انعكاساته على القطاع الخاص في
الجزائر ،الجزائر :دار هومة للطباعة و النشر و التوزيع. 2011 ،
.60عبادة ،مديحة أحمد .علم اإلجتماع الصناعي ،القاهرة :دار الفجر للنشر و التوزيع،
. 2010
.61عاشور ،أحمد صقر .إدارة القوى العاملة األسس السلوكية و أدوات البحث
التطبيقي ،بيروت :دار النهضة للطباعة و النشر . 1116 ،
.62عبد الباقي ،صالح الدين و آخرون .إدارة الموارد البشرية ،اإلسكندرية :المكتب
الجامعي الحديث . 2002 ،
.66عبد الباقي ،صالح الدين .السلوك الفعال في المنظمات ،اإلسكندرية :الدار الجامعية،
. 2006
.64عبيدات ،محمد و آخرون .منهجية البحث العلمي القواعد و المراحل و التطبيقات،
ط ، 2عمان ،األردن :دار وائل للطباعة و النشر.1111 ،
.62عكاشة ،محمود فتحي .علم النفس الصناعي ،اإلسكندرية :مطبعة الجمهورية،
. 1111
.63عوض ،عامر .السلوك التنظيمي اإلداري ،ط ، 1عمان ،األردن :دار أسامة للنشر و
التوزيع . 2009 ،
.61عويضة ،كامل محمد محمد .علم النفس الصناعي ،ط ،1بيروت ،لبنان :دار
الكتاب العلمية . 1113 ،
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص الـبيبيوغـرافـيا
.69عدون ،ناصر دادي .إقتصاد المؤسسة ،ط ،1الجزائر :دار المحمدية العامة،
. 1119
.61عدون ،ناصر دادي .إدارة الموارد البشرية و السلوك التنظيمي دراسة نظرية
وتطبيقية ،الجزائر :دار المحمدية العامة . 2006 ،
.40عدون ،ناصر دادي .اإلتصال و دورة في كفاءة المؤسسة اإلقتصادية دراسة
نظرية و تطبيقية ،الجزائر :دار المحمدية العامة . 2004 ،
.41عنصر ،يوسف .اإلشراف و التنظيم الصناعي في الجزائر ،قسنطينة :مخبر علم
اإلجتماع اإلتصال للبحث و الترجمة لجامعة منتوري . 2001 ،
.42زرواتي ،رشيد .مدخل إلى الخدمة االجتماعية ،ط،1الجزائر :مؤسسة ابن سينا
للطباعة و النشر و التوزيع. 2000 ،
.46حاروش ،نورالدين .إدارة الموارد البشرية ،ط ،1الجزائر :دار األمة للطباعة والترجمة
و التوزيع . 2011 ،
.44حمود،خضير كاظم .الخرشة ،ياسين .إدارة الموارد البشرية ،ط،1عمان،األردن :دار
المسيرة للنشر و التوزيع و الطباعة. 2001 ،
.42حسن ،راوية محمد .دليل الطالب إدارة الموارد البشرية ،اإلسكندرية :المكتب
الجامعي الحديث . 1191 ،
.43حسن ،عبد الباسط محمد .علم اإلجتماع الصناعي ،ط ،6القاهرة :مكتبة غريب،
. 1112
.41حنفي ،عبد الغفار .السلوك التنظيمي و إدارة الموارد البشرية ،اإلسكندرية :دار
الجامعة الجديدة للنشر. 2002 ،
.49حنفي ،عبد الغفار و آخرون .محاضرات في السلوك التنظيمي ،ط ،1مصر :مكتبة
و مطبعة اإلشعاع الفنية. 2002 ،
.41فريدمان،جورج .نافيل ،بيار .رسالة في سوسيولوجيا المؤسسة ،ترجمة يوالند
عمانوئيل ،ط ،1الجزائر :ديوان المطبوعات الجامعية. 1192 ،
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص الـبيبيوغـرافـيا
.20صابر ،فاطمة عوض .خفاجة ،ميرفت علي .أسس و مبادئ البحث العلمي ،
ط ،1االسكندرية ،مصر :مكتبة و مطبعة اإلشعاع الفنية .2002 ،
.21قنديلجي ،عامر .البحث العلمي و استخدام مصادر المعلومات ،ط ،1عمان ،األردن:
دار البازوري العلمية. 1111 ،
.22ربيع ،محمد شحاتة .علم النفس الصناعي و المهني ،ط ، 1عمان ،األردن :دار
المسيرة للنشر و التوزيع ،دون سنة .
.26رفعت ،هشام هاشم .عقد العمل في الدول العربية ،القاهرة :الدار القومية للطباعة
و النشر.1113 ،
.24رشوان ،حسين عبد الحميد أحمد .علم إجتماع التنظيم ،اإلسكندرية :مؤسسة شباب
الجامعة. 2004 ،
.22شتا ،السيد .تنمية القوى العاملة في المجتمع العربي،السكندرية :مركز اإلسكندرية
للكتاب. 1111 ،
.23شكشك ،أنس .علم النفس اإلداري ،ط ،1حلب :دار النهج للدراسات و النشر
والتوزيع . 2001 ،
.21غربي ،علي .علم االجتماع و الثنائيات النظرية التقليدية و المحدثة ،ط، 1
قسنطينة ،الجزائر :مخبر علم إجتماع اإلتصال للبحث و الترجمة . 1119 ،
.29غربي ،علي و آخرون .تنمية الموارد البشرية ،الجزائر :دار الفجر للنشر والتوزيع ،
.2001
.21غربي ،علي .أبجديات المنهجية في كتابة الرسائل الجامعية ،ط ،2قسنطينة،
الجزائر :دار فائز.2001 ،
.30سلطان ،محمد سعيد أنور .السلوك التنظيمي ،اإلسكندرية :دار الجامعة الجديدة،
. 2006
.31سعداوي ،سليم .الجزائر ومنظمة التجارة العالمية ،معوقات االنظمام و آفاقه ،ط1
،الجزائر :دار الخلدونية .2009،
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص الـبيبيوغـرافـيا
: الرسائل و األطروحات:ثالثا
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص الـبيبيوغـرافـيا
.1بلعيور ،طاهر " .اإلستقرار في العمل " ،ماجستير علم اإلجتماع التنمية ،جامعة
قسنطينة.1112- 1114،
.2بن نوار ،صالح " .أسباب اإلستقرار في العمل الصناعي بالجزائر" ،ماجستير علم
اإلجتماع الصناعي ،جامعة قسنطينة .1112 ،
.6أبو جاسر ،صابر بن مراد نمر ".أثر إدراك العاملين للعدالة التنظيمية على أبعاد األداء
السياقي دراسة تطبيقية على موظفي و ازرات السلطة الوطنية الفلسطينية " ،الجامعة
اإلسالمية غزة ،ماجستير في إدارة األعمال.2010 ،
.4العماج ،حمود بن مطلق " .عالقة العوامل التنظيمية باألداء الوظيفي للعاملين في مدينة
الملك عبد العزيز الطبية للحرس الوطني" ،رسالة ماجستير في العلوم اإلدارية ،جامعة
الرياض. 2006 ،
.2المعشر ،عيسى إبراهيم ".أثر ضغوط العمل على أداء العاملين في الفنادق األردنية فئة
الخمس نجوم (دراسة ميدانية) ،ماجستير في إدارة األعمال ،جامعة الشرق األوسط
للدراسات العليا.2001 ،
.3الخطيب ،عبير فوزي " .إدارة الوقت و أثرها في مستوى أداء العاملين دراسة ميدانية
على شركات اإلتصاالت الخلوية في األردن " ،رسالة ماجستير في إدارة األعمال ،جامعة
الشرق األوسط للدراسات العليا .2001
.1السهلي ،ماجد اللميع حمود " .األمن النفسي و عالقته باألداء الوظيفي دراسة مسحية
على موظفي مجلس الشورى السعودي " ،رسالة ماجستير في العلوم اإلجتماعية ،جامعة
نايف العربية للعلوم األمنية.2009 ،
.9الجريسي ،بدر محمد " .الروح المعنوية و عالقتها بالوالء التنظيمي للعاملين بمجلس
الشورى السعودي من وجهة نظرهم " ،رسالة ماجستير في العلوم اإلدارية ،الرياض،
جامعة نايف العربية للعلوم األمنية .2010 ،
.1القريشي ،ماجد فهد سعود ".ضغوط العمل و أثرها في دوران العمل للعاملين بمراكز
الحدود بالمنطقة الشرقية ،ماجستير علوم إدارية ،الرياض ،جامعة نايف العربية للعلوم
األمنية .2010 ،
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص الـبيبيوغـرافـيا
.10هروم ،عزالدين " .واقع تسيير األداء الوظيفي للمورد البشري في المؤسسة اإلقتصادية
مذكرة ماجستير في دراسة ميدانية بمركب المجارف و الرافعات CPGقسنطينة"،
التسيير ،جامعة قسنطينة .2009-2001 ،
.11حويجي ،مروان أحمد " .أثر العوامل المسببة للرضا الوظيفي على رغبة العاملين في
اإلستمرار بالعمل ،حالة دراسية على إتحاد لجان العمل الصحي في قطاع غزة "،
ماجستير في إدارة األعمال .2009 ،
.12مهدي ،عوارم " .العوامل المادية و اإلجتماعية المؤثرة في إتجاهات العمال نحو
تنظيم العمل بالمؤسسة الصناعية الخاصة الجزائرية دراسة ميدانية بالمؤسسة الصناعية
للمشروبات الغازية –صرموك ، -جامعة سطيف. "2001 ،
.16مقراني ،أنور " .العمل و عالقات العمل في المؤسسة الصناعية الخاصة دراسة
حالة وحدة تركيب التلفاز مؤسسة كوندور لألجهزة اإللكترونية ببرج بوعريريج " ،أطروحة
دكتوراه ،غير منشورة ،جامعة الجزائر ،كلية علم االجتماع.2011_2010 ،
.14سامية ،جبارة " .رضا األستاذ الجامعي و عالقته باألداء الوظيفي في الجامعة
الجزائرية دراسة ميدانية " مذكرة ماجستير ،جامعة باتنة .2009-2001 ،
.12حليس ،سمير " .التغيير التكنولوجي و اإلستقرار المهني في المؤسسة الصناعية
جيجل " ،جامعة منتوري، دراسة ميدانية بالشركة اإلفريقية للزجاج AFRICAVER
.2001-2009
.13فاتح ،جبلي " .الترقية الوظيفية و اإلستقرار المهني " ،ماجستير في علم اإلجتماع
تخصص تنمية و تسيير موارد بشرية ، ،جامعة قسنطينة .2003-2002 ،
.1بوفلفل ،إبراهيم " .التنظيم الديموقراطي في المؤسسة الحكومية الخدماتية الجزائرية "،
مؤتمر دولي :حول التنمية اإلدارية نحو أداء متميز في القطاع الحكومي ،
الرياض،السعودية ،من 1إلى 4نوفمبر . 2001 ،
.2أبو تاية ،بندر كريم " .أثر العدالة التنظيمية على سلوك المواطنة التنظيمية في مراكز
الو ازرات الحكومية في األردن " ،مجلة الجامعة اإلسالمية للدراسات اإلقتصادية
واإلدارية ،جامعة البلقاء التطبيقية ،المجلد ، 20العدد ،2يونيو .2012
.6اندارة ،يوسف محمد محمد " .التدريب و أثره على األداء " ،الملتقى العربي السابع:
حول اإلتجاهات الحديثة في اإلستشارات و التدريب ،دمشق،سوريا :المنظمة العربية
للتنمية اإلدارية ،جامعة الدول العربية 1_3 ،يوليو ،2009
" .4أثر الوالء التنظيمي و العوامل الشخصية على األداء الوظيفي لدى العمالة الكويتية
والعمالة العربية الوافدة في القطاع الحكومي في دولة الكويت " ،المجلة العربية للعلوم
اإلدارية ،مجلد ، 1عدد ، 1نوفمبر.1116 ،
.2الطجم ،عبد اهلل بن عبد الغني " .قياس مدى قدرة العوامل التنظيمية و الديموغرافية في
التنبؤ بمستوى اإللتزام التنظيمي باألجهزة اإلدارية السعودية " ،المجلة العربية للعلوم
اإلدارية ،مجلد ،4عدد ،1نوفمبر.1113 ،
.3المسعود ،راتب .سلطان ،سوزان " ،درجة العدالة التنظيمية لدى رؤساء األقسام
األكاديمية في الجامعات األردنية الرسمية و عالقتها بالوالء التنظيمي ألعضاء الهيئات
،22 التدريسية فيها " ،مجلة جامعة دمشق" ،جامعة عمان األردن ،المجلد
العدد(.2001 ، )2+1
.1الصمادي ،زياد محمد علي .الرواشدة ،فراس محمد " .محددات الرضا واإلستقرار
الوظيفي في مؤسسة الموانئ في األردن " ،المجلة األردنية في إدارة األعمال ،مجلد2
،عدد. 2001، 6
.9الصرايرة ،خالد أحمد " .اإلحساس باألمن لدى أعضاء الهيئات التدريسية في
الجامعات األردنية الرسمية و عالقته بأدائهم الوظيفي من وجهة نظر رؤساء أقسامهم "
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص الـبيبيوغـرافـيا
،المجلة العربية لضمان جودة التعليم الجامعي ،جامعة مؤتة ،األردن :المجلد ،2عدد6
.2001 ،
.1دليو ،فضيل و آخرون " .اإلتصال في المؤسسة " ،الملتقى الوطني الثاني :مخبر علم
إجتماع اإلتصال ،جامعة منتوري ،قسنطينة ،الجزائر.2006 :
.10مرازقة ،عيسى " .اإلطار التشريعي لإلستثمار الخاص في الجزائر" ،مجلة اإلحياء ،
باتنة ،الجزائر :عدد .2002، 1
.11سامية ،كسال " .مبدأ حرية التجارة و الصناعة أساس قانوني للمنافسة الحرة " ،
الملتقى الوطني :حول حرية المنافسة في القانون الجزائري ،كلية الحقوق و العلوم
السياسية ،جامعة باجي مختار ،عنابة :يومي 4-6أفريل ، 2016
.12رفاعي ،رفاعي محمد " .فلسفة اإلدارة اليابانية في إدارة الموارد اإلنسانية ما الذي
يمكن أن تتعلمه اإلدارة العربية منها؟ " ،مجلة العلوم اإلجتماعية ،مجلد ،12عدد،4
شتاء .1194
.16شعيب ،بونوة " .دور القطاع الخاص في التنمية اإلقتصادية بالدول النامية " ،مجلة
الباحث ،الجزائر :عدد.2010-2001 ،1
المــــالحـق
1
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص المــالحق
دراسة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في علم االجتماع – تخصص تنظيم وعمل
مالحظة :هذه المعلومات سرية ،ال تستخدم إال ألغراض علمية .
2
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص المــالحق
7فمافوق من 2 – 2 من 2 -0 _4عدد أفراد األسرة تحت كفالتك ؟ ال يوجد
جامعي ثانوي
_ من 5إلى 01سنوات
_ من 00إلى 02سنة
_ من 02إلى 31سنة
_ 30سنة فأكثر
3
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص المــالحق
_االدخار
_ أخرى تذكر.....................
..................................................................................................................
...................................................................................................................
_ في المنصب
_الكفاءة
_ أخرى تذكر......................
_ تقصير من اإلدارة
_ أخرى تذكر........................
_ القرابة
4
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص المــالحق
_ الجهوية
ال _15هل التطبيق غير الموضوعي للترقية يؤثر على رضاك عن العمل ؟ نعم
_ أخرى تذكر...................
_ تشجع الحوار
_ صعبة
.................................................................................................................
_ مساعدتك و توجيهك _18في حالة ارتكابك لخطأ أثناء أدائك لعملك هل يتجه المشرف إلى :
_ معاقبتك
_ أخرى تذكر.................
5
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص المــالحق
....................................................................................................................
_ تقصير من المؤسسة
_ اإلضاءة غير المضبوطة في حالة اإلجابة بـ نعم ،هذا راجع إلى :
_ شدة البرودة
_ الضوضاء
_ قلة التهوية
في حالة اإلجابة بـ نعم ،هل ترجع هذه الصعوبات إلى _ :عدم التحكم في طرق العمل
_ نقص الخبرة
_ ضغوطات من المشرف
_ أخرى تذكر..................
في حالة اإلجابة بـ نعم ،هل هذا راجع إلى _ :الحصول على أجر أعلى
7
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص المــالحق
_ أخرى تذكر....................
في حالة اإلجابة بـ ال ،هل هذا راجع إلى _ :عدم توافق منصبك مع مؤهالتك
_ تعقد العمل
_ أخرى تذكر........................
ال نعم في حالة اإلجابة ب نعم ،هل تعرضت لهذا اإلجراء ؟
_ أخرى تذكر....................
_ سبب تنظيمي
8
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص المــالحق
_ الشعور بالمسؤولية
_ حب االنضباط
....................................................................................................................
_ ال تهمني
_ أخرى تذكر.................
9
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص المــالحق
..................................................................................................................
.................................................................................................................
ال نعم _43هل تحرص على تنفيذ العمل وفقا للخطط و البرامج المرسومة ؟
....................................................................................................................
...................................................................................................................
...................................................................................................................
...................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
..................................................................................................................
...................................................................................................................
10
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص المــالحق
_2ما هو واقع المشاركة العمالية في المؤسسة ؟ وهل تقبل اإلدارة اقتراحات العمال ؟
_2ما هي اإلستراتجية المتبعة عند وقوع العمال في أخطاء أثناء أدائهم لمهامهم ؟
_8في رأيك إلى ما يعود سبب مغادرة العمال للمؤسسة ؟ و ما هي اآلليات التي تتبعها المؤسسة للحد
من ظاهرة التسرب العمالي ؟
_9كيف تنظر إلى العالقة بين الخدمات االجتماعية و رفع فعالية األداء لدى العمال ؟
_01ما هي اإلستراتجية التي تتبعها المؤسسة للرفع من فعالية العمال ؟ و كيف يتم مكافأة العمال
الفاعلين ؟
11
االستقرار الوظيفي و عالقته بأداء العاملين في القطاع الخاص المــالحق
_2مالحظة سير العملية اإلنتاجية داخل المصنع وسير العمل في مختلف المصالح من
حيث:
مدى حداثة اآلالت والتغيير التكنولوجي ومقدرة العامل على التحكم في اآلالت.
التعامل مع المعدات والوسائل.
االنضباط والجدية في العمل والسرعة في اإلنجاز.
_4مالحظة آليات االتصال وواقع العالقات الرسمية وغير الرسمية بين أعضاء المجتمع
المبحوث للتمكن من معرفة:
_5مالحظة مدى توفر الخدمات االجتماعية كآلية للوقوف على بعض مالمح التحفيز في
المؤسسة.
توفر النقل
مكان مخصص لتناول الطعام لإلناث .
12