Professional Documents
Culture Documents
الحسبة فو الاسلام
الحسبة فو الاسلام
األمر باملعروف والنهي عن املنكر واجب على كل مسلم قادر ،وهو فرض كفاية إذا قام به من يكفي
سقط اإلثم عن الباقني ،ويكون فرض عني على القادر إذا مل يقم به غريه ،ومناط الوجوب هو القدرة،
فيجب على كل إنسان حبسب قدرته كما قال اهلل تعاىل ( :فاتقوا اهلل ما استطعتم ) والقدرة والسلطان
والوالية ،فذووا السلطان أقدر من غريهم؛ فعليهم من الوجوب ما ليس عل غريهم ،والقرآن قد دل
على أن األمر باملعروف والنهي عن املنكر ال جيب على كل أحد بعينه بل هو على الكفاية كما قال تعاىل:
( ولتكن منكم أمة يدعون اىل اخلري ويأمرون باملعروف وينهون عن املنكر) واجلهاد من متام األمر
باملعروف والنهي عن املنكر ،فإذا مل يقم به أحد أثم كل قادر حبسب ما أوتي من قدرة ،كما قال صلى اهلل
2
ستَطِ ْع َفبِلَسَاِنهَِ ،فإِنْ َلمْ يَسْتَطِعْ َفبِقَلْبِ ِه وَذَلِكَ
عليه وسلم ( مَنْ َرأَى مِ ْن ُكمْ مُ ْنكَرًا فَ ْليُ َغيِّرْ ُه بَِيدِهِ ،فَِإنْ َلمْ يَ ْ
أَضْ َعفُ الْإِميَانِ )
لقد جاءت الشريعة اإلسالمية بتحصيل املصاحل وتكميلها ،وتعطيل املفاسد وتقليلها ،وأنها ترجح خري
اخلريين ،وتدفع شر الشرين ،وحتصل أعظم املصلحتني بتفويت أدناهما ،وتدفع أعظم املفسدين
باحتمال أدناهما .وقد أمر اهلل تعاىل عباده بأن يبذلوا غاية وسعهم يف التزام األصلح فاألصلح واجتناب
األفسد فاألفسد ،وهذا هو األساس األكرب يف التشريع اإلسالمي :فإن مدار الشريعة على قوله تعاىل:
((فاتقوا اهلل ما استطعتم)) ،املفسر لقوله تعاىل (( :اتقوا اهلل حق تقاته )) وعلى قول النيب صلى اهلل عليه
وسلم ( :إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم)
وعلى أن الواجب حتصيل املصاحل وتكميلها ،وتعطيل املفاسد وتقليلها ،فإذا تعارضت كان حتصيل
أعظم املصلحتني بتفويت أدناهما ،ودفع أعظم املفسدين مع احتمال أدناهما هو املشروع .ثم إن مقصد
الواليات الشرعية من خالفه وقضاء وحسبة وغريها:
أن يكون الدين كله هلل ،وأن تكون كلمة اهلل هي العليا ،فوالية احلسبة إمنا جعلت إلصالح دين اخللق
الذي متى فاتهم خسروا خسرانا مبيناُ ،ومل ينفعهم ما نعموا به يف الدنيا ،وإلصالح ما ال يقوم الدين إال
به من أمر دينهم.
والشريعة إمنا جاءت بأحكام حتفظ على الناس الكليات اخلمس أو املصاحل العليا اخلمس وهى :الدين
والنفس والعقل والنسل واملال.
فكل األحكام الشرعية يف هذا اخلصوص إمنا هي أوامر ونواهي للحفاظ على هذه الكليات ،واحلسبة إمنا
تسعى للتحقق من تطبيق هذه األوامر وااللتزام بالنواهي.
3
كما قال تعالـى يف قصة أصحاب السبت عن الفرقة الناهية أنهم قالوا ملن قال هلم( :وإذا قالت أمة منهم
مل تعظون قوما اهلل مهلكهم او معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة اىل ربكم )
وقال تعاىل ( :فتول عنهم فما انت مبلوم ) دلت اآلية مبفهومها على أنه لو مل خيرج من العهدة -بأمرهم
ونهيهم -لكان ملومًا.
اللهِ؟ قَالَ :لِلَّ ِه وَ ِلكِتَاِبهِ وَلِرَسُولِهِ
قال صلى اهلل عليه وسلم ( الدِّينُ النَّصِيحةُ -ثالثًا ،-قُ ْلنَا :لِمَنْ يَا َرسُولَ َّ
ني َوعَامَّتِ ِهمْ ) فمن أمر باملعروف ونهى عن املنكر فقد أدى النصيحة اليت هي الدين ،بعد
وَِلأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِ َ
استقامته هو على ما يأمر به وينهى عنه وامتثاله لذلك.
-3رجاء انتفاع املأمور واملنهي بتقوى اهلل تعاىل باجتناب املنهيات وفعل املأمورات:
كما قال تعاىل عن الفرقة الناهية يف قصة أصحاب السبت (معذرة اىل ربكم ولعلهم يتقون )
وقال تعاىل( :وذكر فإن الذكرى تنفع املؤمنني ) وقال تعاىل يف بيان من ينتفع ( سيذكر من خيشى)
املراجع:
-1احلسبة لشيخ االسالم ابن تيميه
-2القول البني األظهر يف الدعوة إىل اهلل واألمر باملعروف والنهي عن املنكر الشيخ عبد العزيز بن عبد
اهلل الراجحي
-3نهاية الرتبة يف طلب احلسبة لعبد الرمحن بن نصر بن عبد اهلل الشريازي الشافعي
4