‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي (‪)1‬‬

‫بروفيسور محمد الحسن بريمة إبراهيم‬
‫(يونيو‪2021 -‬م)‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫إسالم المعرفة‪ :‬االستراتيجية‬

 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫‪ -‬بناء منهجية التعامل مع التراث المعرفي اإلسالمي‪""،‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪ -1‬إبداع وبناء رؤية القرآن للعالم‬

‫‪ -6‬بناء منهجية التعامل مع الميراث المعرفي اإلنساني‬ ‫‪ -2‬بناء المنهجية المعرفية القرآنية‬
‫المعاصر‪،‬‬

‫‪ -3‬بناء منهجية التعامل مع القرآن الكريم‬

‫‪ -7‬بناء منهجية التكامل المعرفي للجمع بين القراءتين‪.‬‬

‫‪ -‬بناء منهجية التعامل مع السنة النبوية‪""،‬‬ ‫‪4‬‬

 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫إسالم المعرفة‪ :‬خطة العمل‬

‫(التكامل المعرفي اإلسالمي)‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫تعريف التكامل المعرفي اإلسالمي‪:‬‬

‫التقارب والتضاف"ر النُظُم"ي للمص"ادر اإلس"المية األولي"ة للعل"م ( الوح"ي‪ ،‬الكون)‪ ،‬والعلوم الت"ي أُنتج"ت منه"ا‪ ،‬ع"ن طريق‬ ‫•‬
‫عمليات الجم"ع بي"ن التخص"صات العلمية" المتعددة (‪ ،)Multi-disciplinarily‬أ"و الدم"ج بينها" (‪Inter-‬‬
‫‪ )Disciplinarity‬ف"ي دراس"ة العال"م الح"ق (‪ ،)Reality‬ط"بيعي واجتماع"ي‪ ،‬عل"ى المس"توى الوجودي‪ ،‬والمستوى‬
‫المعرفي‪ ،‬بما يؤدي إلى انبثاق نوع جديد من العلم عن الخالق والخلق‪.‬‬

‫ك أَنَّهۥُ َعلَ ٰى ُكلِّ َش ۡي ٖء َش ِهي ٌد‪( ﴾٥٣‬فصلت)‪.‬‬ ‫اق َوفِ ٓي أَنفُ ِس ِهمۡ َحتَّىٰ يَتَبَي ََّن لَهُمۡ أَنَّهُ ۡٱل َح ۗ ُّ‬
‫ق أَ َو لَمۡ يَ ۡك ِ‬
‫ف بِ َربِّ َ‬ ‫﴿ َسنُ ِري ِهمۡ َءا ٰيَ ِتنَا فِي ٱأۡل ٓفَ ِ‬

‫مفاهيم جوهرية‪:‬‬
‫التضافر؛ النُظُمي؛ االنبثاق؛ جمع التخصصات؛ دمج التخصصات؛ الحق؛ الوجودي؛ المعرفي‪.‬‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫أسئلة جوهرية‬
‫العلم من أجل ماذا؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ -5‬للعلم بباقي الخلق اإللهي‪.‬‬ ‫‪ -‬للعلم باهلل الخالق‪""،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ -‬للعلم بمن نحن‪""،‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ - 6‬للعلم بعالقتنا بالخلق اإللهي‪ ،‬ـ‬
‫‪ -‬للعلم بلماذا خلقنا‪""،‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪ -‬للعلم بكيف نفعل في الخلق اإللهي‪ ،‬ـ‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ -‬للعلم بعالقتنا باهلل الخالق‪""،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ -8‬للعلم بلماذا نموت‪ ،‬وما ينتظرنا من بعد الموت‪.‬‬

 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫أي صنف من العلم؟‬ ‫‪‬‬ ‫العلم من أين؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ -1‬العلم باألسماء والصفات اإللهية؛‬ ‫‪ -1‬هللا تعالى؛‬

‫‪ -2‬العلم المعياري (أفعل‪ ،‬ال تفعل)؛‬ ‫‪ -2‬الوحي الكريم؛‬
‫‪ -3‬العلم الوصفي (كيف هو؟)؛‬ ‫‪ -3‬العالَم الحق‪.‬‬
‫‪ -4‬العلم السببي (لماذا هو؟)؛‬
‫‪ -5‬العلم الكيفي (كيف يعمل؟) ‪.‬‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫العلم كيف؟‬ ‫‪‬‬

‫ون َش ٗۡٔ‍يا َو َج َع َل لَ ُك ُم ٱلسَّمۡ َع َوٱأۡل َ ۡب ٰ َ‬

‫ص َر َوٱأۡل َ ِۡٔفٔ‍ِ" َدةَ لَ َعلَّ ُكمۡ تَ ۡش ُكر َ‬
‫ُون‪﴾٧٨‬‬ ‫ون أُ َّم ٰهَتِ ُكمۡ اَل تَ ۡعلَ ُم َ‬
‫﴿وٱهَّلل ُ أَ ۡخ َر َج ُكم ِّم ۢن بُطُ ِ‬
‫َ‬ ‫•‬
‫(النحل)‪.‬‬
‫ثالث وسائل متكاملة إلنتاج العلم‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ -1‬السمع؛‬
‫‪ -2‬األبصار؛‬
‫‪ -3‬األفئدة‪.‬‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫لماذا التكامل المعرفي اإلسالمي؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ -1‬ألن العلم هو أحد الكليات الضرورية في اإلسالم؛‬

‫‪ -2‬ألن العالم المخلوق يتكامل نُظُميا‪ ،‬لذلك فإن فهمه في كليته يحتاج إلى تكامل معرفي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬بتحقيق التكامل المعرفي من مصدريه الرئيسين‪ :‬الوحي‪ ،‬الكون‪،‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬بتحقيق التكامل المعرفي بين العلوم الجزئية التي أنتجها اإلنسان من هذين المصدرين‪.‬‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫أل""ن" العلوم المتشظي"ة الت"ي أنتجته"ا مرحل"ة م"ا بع"د الحداث"ة ال""" تس"مح إال""" برؤي"ة متشظي"ة للحقائ"ق الكوني"ة‪ ،‬بينما‬ ‫‪-3‬‬
‫المطلوب توحي"د هذه الحقائ"ق الكوني"ة الجزئي"ة ف"ي رؤي"ة كلي"ة للكون تتكام"ل م"ع الوح"ي لتنه"ض دليال""" عل"ى الخالق‬
‫فاق وف"ي أنفس"هم حت"ى يتبين‬ ‫رض‪)...‬؛ ( س"نريهم آياتن"ا ف"ي اآل"""‬
‫س"بحانه وتعال"ى‪ ( :‬ق"ل انظروا ماذا ف"ي الس"ماوات واأل"""‬
‫لهم أنه الحق‪""،)...‬‬

‫‪ -4‬أل"ن األم"ة اإلس"المية تحتاج إل"ى إعادة وص"ل عالقته"ا باهلل" تعال"ى حت"ى تخرج م"ن غياب"ة الج"ب الحضاري الت"ي ه"ي فيها‬
‫اآلن‪ ،‬والعلم المتكامل هو الشرط األول الضروري لتحقيق هذا الوصل في هذا العصر؛‬

‫‪ -5‬ألن إقامة الدين في الواقع تحتاج إلى تكامل في العالقة بين العلم‪ ،‬واإليمان‪ ،‬والعمل الصالح في الكون‪.‬‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫كيف يتم التكامل المعرفي من منظور إسالمي؟‬ ‫‪‬‬

‫عن طريق التقارب والتضافر النُظُمي للعلوم ومصادرها (الوحي‪ ،‬الكون) على المستوى الوجودي‬ ‫‪‬‬
‫والمعرفي للحق‪.‬‬

‫دراسة اإلنسان كمثال للتكامل المعرفي اإلسالمي (أنظر نهاية المحاضرة‪)2-‬‬ ‫‪‬‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫أ ّولية العلم في كليات الدين الضرورية‬ ‫‪‬‬

‫‪ -1‬تعريف العلم في القرآن الكريم‪:‬‬

‫اليقين بالحق في المعلوم (مجرد اليقين؛ عين اليقين؛ حق اليقين)‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -2‬مم يتكون دين اإلسالم؟‬

‫نستخلصه من اآلية اآلتية‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫وا‬ ‫وا َعلَ ۡي ِهمۡ َءا ٰيَتِ ِهۦ َويُ َز ِّكي ِهمۡ َويُ َعلِّ ُمهُ ُم ۡٱل ِك ٰتَ َ‬
‫ب َو ۡٱل" ِح ۡك َمةَ َوإِن َكانُ ْ‬ ‫ين إِ ۡذ بَ َع َ‬
‫ث فِي ِهمۡ َر ُسواٗل ِّم ۡن أَنفُ ِس ِهمۡ يَ ۡتلُ ْ‬ ‫﴿لَقَ ۡد َم َّن ٱهَّلل ُ عَل"ى ۡٱل ُم ۡؤ ِمنِ َ‬
‫ضٰ‬
‫ين‪( ﴾١٦٤‬آل عمران)‪.‬‬ ‫ِمن قَ ۡب ُل َل"فِي َ ٖ ِ ٍ‬
‫ب‬ ‫م‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ل‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫‪ -1‬العلم التوحيدي‬
‫‪ -1.1‬جمل"ة العل"م الموح"ى ف"ي القرآ"ن الكري"م ع"ن الوجود كدلي"ل عل"ى وجود هللا" الخال"ق‪ ،‬ومقتضاه م"ن العل"م المكتس"ب عن‬
‫طريق السمع‪ ،‬والبصر‪ ،‬والفؤاد‪( ،‬يتلو عليهم آياته)‪.‬‬

‫‪ -2.1‬علم اإليمان وتزكية النفس‪ ،‬ومقتضاه من علم النفس المكتسب عن طريق التجريب‪( ،‬ويزكيهم)‪.‬‬

‫‪ -3.1‬عل"م مقاص"د العم"ل اإليمان"ي ف"ي الواق"ع‪ ،‬ومقتضاه م"ن العلوم المكتس"بة ع"ن ت َش ّك"ل المقاص"د‪ ،‬والنيات‪ ،‬والدوافع‪،‬‬
‫واإلرادات داخل النفس‪ -‬السنة القولية‪( ،‬ويعلمهم الكتاب)‪.‬‬

‫‪ -4.1‬علم فقه العمل وإحسانه في الواقع‪ ،‬ومقتضاه من العلم المتعلق بالواقع مجال العمل‪ -‬السنة العملية (الحكمة)‪.‬‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫‪ -2‬النفس‬
‫‪ -1.2‬اإلدراك (‪.)cognition‬‬
‫‪ -2.2‬الوجدان (‪.)Emotion‬‬
‫‪ -3.2‬اإلرادة (‪.)Volition‬‬
‫‪ -4.2‬القدرة‪ -‬العزم (‪.)Willpower‬‬
‫ندعي أن هذه األبعاد تمثل التركيبة النفسية الفطرية لدى كل إنسان‪.‬‬ ‫‪‬‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫‪ -3‬اإليمان‬
‫هو ثمرة التفاعل بين العلم التوحيدي والنفس‪ ،‬ويتكون من‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -1.3‬اإليمان باهلل تعالى‪.‬‬

‫‪ -2.3‬اإليمان بالمالئكة‪.‬‬
‫‪ -3.3‬اإليمان بالكتب السماوية‪.‬‬
‫‪ -4.3‬اإليمان باالنبياء والرسل‪.‬‬
‫‪ -5.3‬اإليمان باليوم اآلخر‪.‬‬

‫‪ -6.3‬اإليمان بالقدر‪ ،‬خيره وشره‪.‬‬

 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫‪ -4‬العمل الصالح‬
‫‪ ‬هو ثمرة التفاعل بين العلم التوحيدي والنفس واإليمان‪.‬‬
‫ما هو مجال العمل الصالح؟‬ ‫‪‬‬

‫ض ِزينَ ٗة لَّهَا لِنَ ۡبلُ َوهُمۡ أَيُّهُمۡ أَ ۡح َس ُن عمال) (الكهف‪.)7 ،‬‬ ‫ۡ‬
‫ر‬ ‫َ‬ ‫﴿إِنَّا َج َع ۡلنَا َما َعلَى ٱأۡل‬ ‫•‬
‫ِ‬
‫زينة األرض هي مجال العمل االبتالئي‪.‬‬ ‫‪‬‬
ΔϳΩέϔϟ΍
ΎϬΗϼϋΎ
ϔΗϭΔϳέϭέο ϟ΍ϥϳΩϟ΍ΕΎ
ϳϠ
ϛ

ϥϭϧΑϟ΍
ˬϝΎ
ϣϟ΍ Ύ
ϳϧΩϟ΍ΓΎ
ϳΣϟ΍Δϧϳί
΢ϟΎ
λ ϟ΍
ϝϣόϟ΍

έΩϘϟ΍
ˬέΧϵ΍ϡϭϳϟ΍ˬϝγέϟ΍ˬΏΗϛϟ΍ˬΔϛ΋ϼϣϟ΍
ˬௌ
ϥΎ
ϣϳϹ΍

ϡί όϟ΍
ˬΓΩ΍έϹ΍
ˬϥ΍ΩΟϭϟ΍
ˬϙ΍έΩϹ΍
α ϔϧϟ΍

΢ϟΎ
λ ϟ΍
ϝϣόϟ΍ϡϠ
ϋˬϥΎ
ϣϳϹ΍ϡϠ
ϋˬΩϭΟϭϟ΍ϡϠ
ϋ
ϱΩϳΣϭΗϟ΍
ϡϠόϟ΍
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫‪‬ما هي مكونات زينة األرض‪ ،‬ومآالت االبتالء؟‬

‫ك ثَ َو ٗابا َو َخ ۡي ٌر أَ َماٗل‪( ﴾٤٦-‬الكهف)‪.‬‬ ‫ت ٱل ٰ َّ‬
‫ص ِل ٰ َح ُ‬
‫ت َخ ۡي ٌر ِعن َد َربِّ َ‬ ‫ون ِزينَةُ ۡٱل َحيَ ٰو ِة ٱل ُّد ۡنيَ ۖا َو ۡٱل ٰبَقِ ٰيَ ُ‬
‫﴿ٱل َما ُل َو ۡٱلبَنُ َ‬
‫ۡ‬
‫‪ -1‬المال‬
‫‪ -2‬البنون‬
‫ضرورة "المال" و"البنون" في إقامة واستدامة الحياة على األرض‪ ،‬وفي ابتالء إحسان عمل اإلنسان (خيار‬
‫الحياة الدنيا‪ ،‬خيار الدار اآلخرة)‪.‬‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫كليات الدين الضرورية الخمس على المستوى الجزئي‬ ‫‪‬‬

‫‪ -‬ترتيب سببي‬
‫‪ -1‬العلم التوحيدي‪.‬‬
‫‪ -2‬النفس‪.‬‬
‫‪ -3‬اإليمان‪.‬‬
‫‪ -4‬المال (العمل الصالح)‪.‬‬
‫‪ -5‬البنون (العمل الصالح)‪.‬‬
‫هذا الترتيب ينبغي أن يحكم السياسات التربوية والتعليمية إلنتاج المسلم الراشد‪ ،‬والنظام االجتماعي‬ ‫‪‬‬
‫التوحيدي‪.‬‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫‪ -‬ترتيب عقدي‬
‫‪ -1‬اإليمان‪.‬‬
‫‪ -2‬النفس‪.‬‬
‫‪ -3‬المال‪.‬‬
‫‪ -4‬البنون‪.‬‬
‫‪ -5‬العلم‪.‬‬
‫هذا الترتيب ينبغي أن يحكم السياسات االقتصادية‪ ،‬واالجتماعية لحفظ المسلم الراشد‪ ،‬والنظام االجتماعي‬ ‫‪‬‬
‫التوحيدي‪.‬‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫النظام االجتماعي التوحيدي‬ ‫‪‬‬

‫كليات الدي"ن الضروري"ة الخم"س عل"ى المس"توى الجزئ"ي ه"ي متغيرات‪ -‬وإ"ن كان"ت ال تتبدل‪ ،‬وال تتحول‪ -‬متفاعلة‬ ‫‪‬‬
‫سببيا‪ ،‬ومطلوب من هذا التفاعل أن يحفظ المؤمن إيمانه على الدوام‪.‬‬

‫النظام االجتماع"ي التوحيدي هو ثمرة التفاعل الجمعي بين المؤمنين‪ ،‬في الزمان والمكان‪ ،‬بمقتضى كليات الدين‬ ‫‪‬‬
‫الضرورية الخمس (إقامة الدين)ـ‬

‫النظام االجتماع"ي التوحيدي ه"و كلي"ة الدي"ن الضروري"ة الس"ادسة عل"ى المس"توى الكل"ي‪ ( :‬أ"ن أقيموا الدين‪ ،‬وال‬ ‫‪‬‬
‫تتفرقوا فيه)‪.‬‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫‪ ‬النظم االجتماعية الجزئية المكونة للنظام االجتماعي التوحيدي‪ ،‬هي‪ :‬المعرفي؛ التربوي؛ المالي؛ الرحمي‪،‬‬
‫االتصالي؛ الثقافي؛ السياسي‪.‬‬

‫األبعاد التنموية لمفهوم "الحفظ"في إطار كليات الدين المتغيرة (العلم‪ ،‬النفس‪ ،‬اإليمان‪ ،‬المال‪ ،‬البنون‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫النظام االجتماعي التوحيدي)‪ ،‬غير المتبدلة‪.‬‬

‫كليات الدين الضرورية‪ ،‬وتفاعالتها هي أساس الرؤية التوحيدية للعالم في إطار رؤية القرآن للعالم كما‬ ‫‪‬‬
‫سنرى فيما يأتي‪.‬‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫مقاربة توفيقية أولية بين كليات الدين الضرورية وكليات مقاصد الشريعة التراثية‬ ‫‪‬‬

‫‪ -1‬اختالف المنهجية والمنهج (نظمي‪ ،‬جزئي استقرائي)‪.‬‬

‫‪ -2‬اتفاق أولي في كليات "النفس"‪" ،‬المال"‪" ،‬البنون‪ -‬النسل“‪.‬‬
‫‪ -3‬التوفيق بين كلية "العلم التوحيدي" وكلية "العقل" بالنظر إليهما باعتبار أحدهما مقصد ضروري (العلم)‪ ،‬واآلخر‬
‫(العقل) وسيلة ضرورية لتحصيله (العقل)‪.‬‬
‫‪ -4‬استيعاب كلية "الدين" التراثية في إطار كليتي "اإليمان" و"النظام االجتماعي التوحيدي"‪.‬‬

‫الفرق بين مفهوم الشريعة في القرآن الكريم (شرع لكم من الدين‪ ،)...‬ومفهومها الشائع عند الفقهاء (األحكام‬ ‫‪‬‬
‫التكليفية العملية)‪ ،‬وداللة ذلك على الفرق بين مفهومي "إقامة الدين"‪ ،‬و"تطبيق الشريعة"‪.‬‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫إعادة تعريف مقاصد األحكام الشرعية‬ ‫‪‬‬

‫حفظ النظام االجتماعي التوحيدي من خالل حفظ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ -1‬مكوناته‪.‬‬
‫‪ -2‬نسيجه‪.‬‬
‫‪ -3‬بيئته‪.‬‬
‫‪ -4‬كيفيات عمله‪.‬‬
‫‪ -5‬مخرجاته‪.‬‬
‫رؤية القرآن للعالم‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫تعريف رؤية العالم‪:‬‬

‫التقدم المعرفي لإلنسان‪ ،‬ال سيما في مجال فلسفة العلوم‪ ،‬أبرز الدور المحوري الذي تلعبه الرؤية الكونية‪ ،‬أو‬ ‫‪‬‬
‫رؤية العالم (‪ )Worldview‬في تشكيل المقاصد الحياتية لألفراد والمجتمعات والحضارات‪ ،‬وفي التشكيل‬
‫العقلي والوجداني لألفراد والجماعة‪ ،‬ومن ثم كم ونوع الفعل االجتماعي الناجم عن ذلك التش ّكل‪ ،‬والمردود‬
‫والناتج العملي المتحقق من وقعه في هذا الكون المس ّخر لإلنسان‪ .‬إذن هي‪ ،‬في اإلطار المعرفي‪ ،‬إطار نظري‬
‫جامع تتم من خالله اإلجابة عن األسئلة الوجودية والمعرفية اآلتية‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬ما هو الحق األول‪ ،‬ما هو حق حقا؟‬

‫ثانيا ً ‪:‬لماذا العالم على ما هو عليه؟ من أين جاء؟ من أين جاء اإلنسان؟‬

‫ثالثا ً‪ :‬كيف يعمل هذا العالم بما فيه من سماوات وأرض‪ ،‬وحياة وإنسان‪ ،‬وعقل ومجتمع؟ كيف بُني هذا العالم؟ من هم‬
‫البشر؟‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫رابعا؛ إلى أين نحن سائرون؟ كيف يبدو المستقبل اإلنساني‪ ،‬وكيف يُختار بين مساراته المستقبلية المختلفة؟‬
‫خامسا؛ ما هو الحق وما هو الباطل؟ ما هو الخير وما هو الشر؟‬
‫هذا المك ّون من رؤية العالم يتعلق بنظرية القيم‪ ،‬ال سيما القيم األخالقية ونظام األحكام الذي يحدد أفعل وال‬
‫تَفعل‪ .‬هنا أيضا ً تتحدد المقاصد التي توجه األفعال‪ ،‬وإجابات على لماذا؟ ومن أجل ماذا؟‬
‫سادسا؛ كيف يتصرف اإلنسان؟‬
‫هذا المك ّون معني بالفعل االجتماعي كوسيلة لتحقيق المقاصد واألهداف‪ ،‬والخطط التي يضعها اإلنسان‪.‬‬
‫سابعا؛ الخطط والفعل االجتماعي يحتاج تنفيذها إلى علم ومعلومات‪ ،‬ونظريات ونماذج تصف الظواهر االجتماعية‬
‫والطبيعية التي يواجهها اإلنسان‪ .‬لذلك فالسؤال المهم هنا هو كيف نتحصل على العلم؟ وهو سؤال يتعلق‬
‫بنظرية المعرفة‪ ،‬من حيث المصدر ومن حيث المحتوى والمنهجية‪.‬‬
‫‪ ‬إن رؤية العالم ال تبنى من ال شيء بل البد لها من مكونات أولية ولبنات هي مادتها الخام التى تبنى بها‪ .‬في‬
‫إطار النظام المعرفي اإلسالمي فإن المكونات األساسية للبناء سوف نجدها في الوحي الكريم‪ ،‬قرآنا وسنة‬
‫صحيحة‪ ،‬والكون بشقيه الطبيعي واالجتماعي‪ ،‬والتراث العلمي اإلسالمي والكسب العلمي اإلنساني‪.‬‬
‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫المنه"ج الذي اتبع"ه الباح"ث في استنباط رؤي"ة القرآن للع"الم يمك"ن الرجوع إلي"ه في بحوث الباحث المنشورة‬ ‫‪‬‬
‫والمرفوعة في م"وقعه اإللكتروني (‪.)biraima.net‬‬
‫مستخلصات عامة‪ ،‬وهامة من رؤية القرآن للعالم أعاله‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أوالً ‪:‬الدور األس"اس لكليات الدي"ن الضروري"ة الخم"س ( العل"م‪ ،‬النف"س‪ ،‬اإليمان‪ ،‬الم"ال‪ ،‬البنون)‪ ،‬وتفاعالته"ا في‬
‫تكوين رؤية القرآن للعالم‪ ،‬ال سيم"ا الرؤية التوحيدية للعالم‪،‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬الدور الحاس"م لكلي"ة " النف"س" م"ن حي"ث خاص"يتيها الوجوديتي"ن "التقوى" و"الفجور" ف"ي تقس"يم رؤية‬
‫القرآ"ن للعال"م إلى رؤيتي"ن جزئيتي"ن‪ ،‬هم"ا‪ :‬رؤي"ة الع"ال"م التوحيدي"ة (عمود‪ -‬أ)‪ ،‬ورؤي"ة العال"م الدنيوية (عمود‪-‬‬
‫ج)‪،‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬الدور الجوهري لكلي"ة " العل"م التوحيدي" ف"ي التميي"ز بي"ن رؤي"ة العال"م التوحيدي"ة‪ ،‬ورؤي"ة العال"م الدنيوية‪،‬‬
‫فاألول"ى تتأس"س عل"ى "اإليمان" ويقوده"ا " العل"م"‪ ،‬بينم"ا الثاني"ة تتأس"س عل"ى "المتاع الدنيوي" ويقودها‬
‫"الهوى"‪،‬‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫تعريف الدين في كليته من خالل رؤية القرآن للعالم‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫ه"و رؤي"ة للعال"م‪ ،‬وواق"ع اجتماع"ي تحكم"ه تل"ك الرؤي"ة‪ ،‬ف"ي الزم"ان والمك"ان‪ ،‬عل"ى المستوى الفردي‬ ‫‪‬‬
‫والجم"عي‪.‬‬
‫يترتب على التعريف أعاله اآلتي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫أوالً‪ :‬كل إنسان يتمتع بوعيه فهو حالة دينية‪ ،‬فال ينفك إنسان عن دين‪،‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬ك"ل واقع اجتماعي فهو حالة دينية كليّة‪ ،‬تعبر عن الحالة الدينية الجزئية مم"ثلة في مك"وناته من الناس‪،‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬ت"بين رؤي"ة القرآ"ن للع"ال"م أ"ن هناك دينان فق"ط يشكالن التجرب"ة البشري"ة التاريخي"ة‪ ،‬وإن تعددت‬
‫المسم"يات‪ ،‬والتمظهرات‪ ،‬هما "الدين التوحيدي‪ -‬اإلسالم"‪ ،‬و"الدين الدنيوي‪ -‬العلمانية"‪.‬‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫النظم االجتماعية الكلية المستخلصة من رؤية القرآن للعالم‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫يمكن للقارئ الرجوع إلى بحث المؤلف بعنوان‪( :‬النظم االجتماعية في رؤية القرآن للعالم‪ :‬نحو برنامج للبحث‬ ‫‪‬‬
‫العلمي) من أجل مزيد من التفاصيل عن هذه النظم الكلية‪ ،‬ومنهج استخالصها من القرآن الكريم‬
‫(‪.)biraima.net‬‬
‫استحضار هذه النظم االجتماعية في هذا العرض ألن النظام المعرفي هو مكون جوهري فيها كلها‪ ،‬وألن العلوم‬ ‫‪‬‬
‫التي تدرس الواقع االجتماعي اإلنساني هي أهم مجاالت التكامل المعرفي اإلسالمي‪ ،‬كما أن كسب المسلمين في‬
‫هذه العلوم يكاد يكون معدوما عبر العصور‪ ،‬وقد تزايدت أهميتها في دراسة االجتماع اإلنساني في هذا العصر‬
‫المتعولم‪.‬‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫الفائدة الحقيقية من هذا التمرين النظري هي فائدة منه"جية‪ ،‬إذ تصبح هذه النظم الك"لية هي الضابط ألي‬ ‫‪‬‬
‫تنظير يتعلق بنظم جزئية تنشأ من داخلها‪ ،‬ابتداء من النظام النفسي لإلنسان‪ ،‬م"رورا بالفعل والتفاعل‬
‫االجتماعي‪ ،‬والنظم االجتماعية الجزئية الوسيطة التي يؤدي إليها‪ ،‬سواء كانت مؤسسات كاألسرة‪ ،‬أو‬
‫منظمات كالمدرسة والشركة‪ ،‬وانتهاء بالنظم الجزئية األعم كالنظام التربوي‪ ،‬النظام االقتصادي‪،‬‬
‫النظام الثقافي‪ ،‬النظام السياسي‪...‬إلخ‪.‬‬
‫التنظير للنظام االقتصادي التوحيدي‪ ،‬مثال‪ ،‬ال ينبغي أن يناقض أي م"عطى م"ن مع"طياته تلك التي ثبتت‬ ‫‪‬‬
‫للنظام االجتماعي التوحيدي الك"لي‪ ،‬ألن األول جزء م"ن الثاني‪ .‬الفائدة المنهجية الثانية هي أن البناء‬
‫والتحليل النظري لهذه النظم االجتماعية الك"لية‪ ،‬ألنها نظم مستوحاة من رؤية القرآن للعالم‪ ،‬والقرآن‬
‫هو المع"ادل العلمي الحق للوجود‪ ،‬يعطينا فهم"ا حقيقيا لكيفية عملها في الواقع‪ ،‬والم"تغ"يرات األساسية‬
‫الفاعلة والمتفاعلة في هذه النظم‪.‬‬
‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬
‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫رؤية القرآن للعالم وأنواع العلم المطلوب تحصيله من قبل األمة اإلسالمية‬ ‫‪‬‬

‫‪ -1‬العلم بالعلم‪.‬‬
‫‪ -2‬العلم باهلل تعالى‪.‬‬
‫‪ -3‬العلم بالوحي‪.‬‬
‫‪ -4‬العلم بالمالئكة‪.‬‬
‫‪ -5‬العلم بالكون‪.‬‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫‪ -6‬العلم باإلنسان‪.‬‬
‫‪ -7‬العلم باإليمان‪.‬‬
‫‪ -8‬العلم بالجن‪.‬‬
‫‪ -9‬العلم بالمال‪.‬‬
‫‪ -10‬العلم بالبنين‪.‬‬
‫‪ -11‬العلم بالتفاعل النُظُمي بين مكونات رؤية القرآن للعالم‪ ،‬على المستويين الداخلي والخارجي‪.‬‬
‫‪ -12‬العلم بالنظم الجزئية الجديدة المنبثقة من التفاعل النظمي بين مكونات رؤية القرآن للعالم‪.‬‬
 ‫محاضرة التكامل المعرفي اإلسالمي‪( 1-‬بروفيسور بريمة)‬

‫كل هذه العلوم مطلوب تحصيلها من قبل األمة اإلسالمية إن كان لها أن تلتزم بالتوجيه‬ ‫‪‬‬
‫الرباني في قوله تعالى‪:‬‬
‫ُٔ‬ ‫ُ ُ ٰٓ‬
‫اٗل‬
‫سو ﴾ (اإلسراء‪-‬‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ص َر َو ۡٱلفُ َؤا َد كلُّ أ ْولئِ َ‬
‫ك َك َ‬
‫ان َعنهُ َم "ٔ‍‬ ‫َ‬ ‫ك بِ ِهۦ ِع ۡل ۚ ٌم إِ َّن ٱلسَّمۡ َع َو ۡٱلبَ َ‬
‫س لَ َ‬ ‫﴿ َواَل تَ ۡق ُ‬
‫ف َما لَ ۡي َ‬
‫‪)36‬‬
‫تم بحمد الله‬