Professional Documents
Culture Documents
09-الموضوع التاسع
09-الموضوع التاسع
نقض االجتهاد
ت مهيد )1
– هذا اذا كان التعدد في وقت واحد .أما اذا كان له قوالن في وقتين فاألمر سهل.
• فان كان تاريخ القولين معلوما فالقول الثاني ناسخ لالول ،وهو الذي يجب اسناده الى
المجتهد دون االول لكونه مرجوعا عنه لجواز تغير االجتهاد وظهور ما هو أولى باألخذ
به.
وان ل0م يك0ن تاري0خ القولي0ن معلوم0ا فينبغ0ي نس0بة أح0د القولي0ن للمجته0د واعتبار القول اآلخ0ر
مرجوع0ا عنه .ولكن0ه ف0ي هذه الحال ال يص0ح العم0ل بأح0د القولي0ن قب0ل ت0بين األم0ر الحتمال
أن يكون ما عمل به هو المرجوع عنه
ت غيّر ا الجتهاد )3
• هل يجوز للمجتهد تغيير اجتهاده ؟
• الجواب :
– يجوز ,فيرج0ع المجته0د ع0ن قول قال0ه س0ابقا أل0ن مناط االجتهاد ه0و
الدليل .فمت0ى ظف0ر المجته0د ب0ه وج0ب علي0ه األخ0ذ بموجب0ه لظهور م0ا
هو أولى باألخذ به مما كان قد أخذ به .وألنه أقرب الى الصواب
• جاء ف0ي كتاب عم0ر رض0ي هللا 0عن0ه أل0بي موس0ى األشعري قاضي0ه عل0ى
الكوف0ة «وال يمنع0ك قضاء قضيت0ه اليوم فراجع0ت في0ه نفس0ك وهدي0ت في0ه
فان 0الح0ق قدي0م ومراجع0ة الح0ق خي0ر م0ن
لرشدك أ0ن ترج0ع ال0ى الح0ق ّ
التمادي في الباطل»
ن قضا الجتهاد )4
كالمن0ا ف0ي الموضوع الس0ابق ه0و ع0ن حك0م تغ ّي0ر االجتهاد م0ن حي0ث المبدأ. •
أم0ا ف0ي مجال الحياة العملي0ة واالفتاء وف0ض المنازعات والخص0ومات بي0ن •
الناس فقد يختلف الحكم الذي تقرر ،وهو القول بالجواز.
فاذا أفت0ى مجته0د ف0ي حادث0ة م0ا أ0و حك0م حاك0م ف0ي نزاع بي0ن متخاص0مين ث ّم0 •
تغي0ر اجتهاد كل ّ0منهم0ا ،فرأ0ى الحاك0م أ0و المجته0د حكم0ا بخالف م0ا رآ0ه
أوال ،فم0ا الذي يج0ب العم0ل ب0ه م0ن االجتهادي0ن :الس0ابق أ0م الآلح0ق؟ وه0ل
ينقض االجتهاد السابق؟
فرّ ق العلماء بين المجتهد والحاكم: •
– فالمجته0د لنفس0ه اذا رأ0ى حكم0ا معين0ا ث0م تغي0ر ظن0ه لزم0ه أ0ن ينق0ض اجتهاده
وما ترتب عليه.
ن قضا الجتهاد (ت ابع) )4
األمثلة : •
اذا رأ0ى أح0د المجتهدي0ن أ0ن الخل0ع فس0خ فنك0ح امرأ0ة كان ق0د خالعه0ا ثالث0ا •
ثم 0رأ00ى بعدئ00ذ أ00ن الخل00ع طالق لزم00ه أ00ن يفارق المرأ00ة وال يجوز ل00ه ّ
امس0اكها عمال بمقتض0ى االجتهاد الثاني .ألن0ه ت0بيّن أ0ن االجتهاد األول خط0أ
والثاني صواب والعمل باظن واجب
ان المجته0د ل0و رأ0ى ان الول0ي لي0س شرط0ا ف0ي ص0حة عق0د الزواج بالنس0بة •
للمرأ0ة الرشيدة فتزوج امرأ0ة م0ن غي0ر ول0ي ،ث0م رأ0ى بعدئ0ذ أ0ن الول0ي شرط
ف0ي ص0حّ ة الزواج لزم0ه مفارق0ة تل0ك المرأ0ة وال يح ّل 0ل0ه البقاء عل0ى الزواج
بها.
هذا م0ا ل0م يك0ن الحاك0م ق0د حك0م بص0حة النكاح ف0ي الحالتي0ن .أل0ن حك0م •
الحاك0م ال ينق0ض وأل0ن حكم0ه ف0ي مس0ائل االجتهاد يرف0ع الخالف ويرج0ع
المخالف عن مذهبه لمذهب المخالف
ن قضا الجتهاد (ت ابع) )5
– واذا ك0ان المجته0د حاكم0ا فقض0ى ف0ي واقع0ة بم0ا اجته0د ث0م تغي0ر اجته0اده
في واقع0ة مماثلة:
• فان كان حكم0ه مخالف0ا لدلي0ل قاط0ع م0ن ن0ص أ0و اجماع أ0و قياس جل0ي فينق0ض
باالتفاق بين الفقهاء ،سواء من قبل الحاكم أو من أي مجتهد آخر لمخالفته الدليل
• ام0ا اذا كان حكم0ه ف0ي مجال االجتهاديات او األدل0ة الظني0ة فان0ه ال ينق0ض الحك0م
الس00ابق ،أل00ن نقض00ه يؤدي ال00ى اضطراب األحكام الشرعي00ة وعدم اس00تقرارها
وعدم الوثوق بحك0م الحاكم .وه0و مخال0ف للمص0لحة الت0ى نص0ب الحاك0م له0ا ،وه0و
الفصل في المنازعات .
• فل0و أجي0ز نق0ض حك0م الحاك0م لم0ا اس0تقرت لألحكام قاعدة ولبقي0ت الخص0ومات
عل0ى حاله0ا بع0د الحك0م مم0ا يس0تتبع دوام التشاج0ر والتنازع وانتشار الفس0اد ودوام
العناد ،وهو مناف للحكمة التي ألجلها نصب الحكام.
ن قضا الجتهاد (ت ابع) )6
• ومم0ا يؤي0د القول بعدم نق0ض حك0م الحاك0م م0ا روي ع0ن س0يدنا عم0ر رض0ي
هللا 0عن00ه أن00ه قض00ى ف00ي المس00ألة الحجري00ة بحرمان االخوة االشقاء م00ن
الميراث ،أل00ن الفروض اس00توعبت جمي00ع التركة .كم00ا اذا مات شخ00ص
وترك زوج00ا وأم00ا واخوة أل00م واخوة أشقاء ،ث00م قض00ي بالمقاس00مة ف00ي
الثل0ث بي0ن االخوة أل0م واالخوة األشقاء .فلم0ا س0ئل ع0ن س0بب التفرق0ة بي0ن
الحكمي0ن قال« :تل0ك عل0ى م0ا قضين0ا وهذا عل0ى م0ا نقض0ي» فه0و ل0م ينق0ض
اجتهاده السابق وانما أقره في وقته
• ومث0ل هذه الحادث0ة م0ا كت0ب ب0ه عم0ر ال0ى أ0بي موس0ى« :ال يمنع0ك قضاء
قضي0ة اليوم فراجع0ت في0ه نفس0ك »...فينبغ0ي فه0م الحادثتي0ن عل0ى هذا
النح0و وه0و عدم جواز النق0ض ف0ي األحكام االجتهادي0ة .أل0ن عبارة الكتاب
أل0بي موس0ى ليس0ت نص0ا ف0ي نق0ض الحك0م ف0ي الحادث0ة الس0ابقة ب0ل فيم0ا
يستقبل من أمثالها
ت غير ا ألحكام ب تغير ا ألزمان ،أو ت غير ا لفتوى)7
ب تغير ا لزمان
كل ما ذكر يتعلق بتغير االجتهاد بالنسبة لنفس المجتهد .أما بالنسبة لتغير الزمان فذلك أمر آخر. •
اذ ان االحكام قد تتغير بسبب تغير العرف أو تغير مصالح الناس او لمراعات الضرورة أو لفساد –
االخالق وضعف الوازع الديني او لتطور الزمن وتنظيماته المستحدثة
فيجب تغير الحكم الشرعي لتحقيق المصلحة ودفع المفسدة واحقاق الحق والخير. –
وهذا يجعل مبدأ تغير األحكام أقرب الى نظرية المصالح المرسلة منها الى نظرية العرف –
وذل00ك كائ00ن بالنس00بة لألحكام االجتهادي00ة –القياس00ية والمص00لحية -المتعلق00ة بالمعامالت او االحوال –
المدنية من كل ما له صلة بشئون الدنيا وحاجات التجارة واالقتصاد.
وتغير االحكام فيها في حدود المبدأ الشرعي وهو احقاق الحق وجلب المصالح ودرء المفاسد. –
أم0ا االحكام التعبدي0ة والمقدرات الشرعي0ة وأص0ول الشريع0ة الدائم0ة فال تقب0ل التبدي0ل مطلق0ا مهم0ا –
تبدل المكان وتغي0ر الزمان كحرم0ة المحارم ووجوب التراض0ي ف0ي العقود وضمان الضرر الذي
يلحقه االنسان بغيره وسريان اقراره على نفسه وعدم مؤاخذة بريء بذنب غيره
ت غير ب تغير ا الزماناو ت غير ا لفتوىب تغير )8
ا لزمن(ت ابع)
ومن أمثلته: •
االفتاء بجواز أخ0ذ األجرة أ0و الرات0ب عل0ى تعلي0م القرآ0ن والقيام بالشعائ0ر الديني0ة كاالمام0ة .1
والخطاب0ة يوم الجمع0ة ونحوها .ونظرا لتغي0ر العرف بس0بب انقطاع المكافآ0ت والعطاي0ا ع0ن
أولئك المشتغلين بهذه الوظائف
الحك00م بتضمي00ن الص00ناع ألموال الناس الت00ي تهل00ك ف00ي أيديه00م محافظ00ة عل00ى األموال م00ن .2
الضياع وتحقيق0ا لمص0لحة المجتمع .ومثل0ه القول بجواز تس0عير الس0لع دفع0ا للضرر العام لقول0ه
صلى هللا عليه وسلّم «ال ضرر وال ضرار»
الحك0م بطهارة س0ؤر س0باع الطي0ر كالص0قر والنس0ر مراعاة للضرورة .اذ ال يمك0ن االحتراز .3
منها بالنسبة لسكان الصحارى واألعراب
افتاء الص00احبين بضرورة تزكي00ة الشهود نظرا لتغي00ر حال الناس وفش00و الكذب وضع00ف .4
الذم00ة والضمي00ر ،م00ع أ00ن أب00ا حنيف00ة كان يرى االكتفاء بالعدال00ة الظاهرة فيم00ا عدا الحدود
والقص0اص .ومثل0ه افتاء فقهاء الحنفي0ة المتأخري0ن بعدم جواز قضاء القاض0ي بعلم0ه الخاص
في الحوادث
االفتاء بص0حة بي0ع العقار اذ ذك0ر رق0م المحض0ر ف0ي الس0جالت العقاري0ة م0ع أن0ه وفق0ا لقواع0د .5
الفقهاء القدام0ى كان ال ب ّد م0ن ذك0ر الحدود ،نظرا أل0ن التنظيمات الحديث0ة س0هلت عل0ى الناس
وأغنته00م ع00ن ذك00ر الحدود .ومثل00ه اعتبار تس00ليم العقار حاص00ال بمجرد تس00جيل العقار ف00ي
السجل العقاري مع أنه كان ال ب ّد من التسليم الفعلي التمام البيع