Professional Documents
Culture Documents
دورة حياة المؤسسات الناشئة تتألف عادًة من عدة مراحل ،وكل مرحلة تتميز بتحديات وفرص مختلفة.
البداية ( تكوين الفكرة):تتمثل هذه المرحلة في والدة الفكرة أو االبتكار الجديد٫يتم في هذه المرحلة تحديد
فكرة العمل وتحديد الهدف والرؤية.
اإلطالق (تأسيس الشركة):يتم في هذه المرحلة تأسيس الشركة الناشئة رسمًيا وتسجيلها٫يتم بناء الفريق
التنفيذي وتحديد المسار االستراتيجي للشركة.
النمو المبكر (تجريب المنتج/الخدمة):تتركز هذه المرحلة على تطوير المنتج أو الخدمة واختبارها في
السوق ٫يتم تحديد العمالء المستهدفين وجذب العمالء األوليين.
النمو والتوسع (بناء القاعدة العمالء):يتم في هذه المرحلة زيادة اإليرادات وبناء قاعدة عمالء أكبر٫يتم
تطوير البنية التحتية للشركة وتوسيع نطاق العمل.
النضج (تحقيق االستقرار):تتميز هذه المرحلة بتحقيق الشركة لالستقرار المالي والتنظيمي٫يتم تطوير
استراتيجيات للمحافظة على النمو واالبتكار.
االنحسار أو االستمرارية (تطور المؤسسة):يمكن أن تواجه المؤسسة في هذه المرحلة تحديات
جديدة مثل التغيرات في السوق أو التشريعات٫قد تختار بعض المؤسسات الناشئة االستمرار في
التطور وتوسيع نطاق عملها ،في حين قد تختار أخرى االنحسار أو االندماج مع شركة أكبر.
المبحث الثالث :خصائص المؤسسات الناشئة
االبتكار واإلبداع :تتميز المؤسسات الناشئة بالقدرة على إيجاد حلول جديدة للمشاكل
القائمة أو تقديم منتجات وخدمات مبتكرة تلبي احتياجات السوق بشكل فريد.
الروح الريادية :تتميز المؤسسات الناشئة بروح ريادية قوية ،حيث يكون لديها الجرأة
الخاصة ،ورأس المال االستثماري ،والمنح الحكومية ،وبرامج الدعم المالي للمؤسسات
المطلب الثاني :اهمية و مميزات المؤسسات الناشئة
خلق فرص العمل :تعمل المؤسسات الناشئة على خلق فرص عمل جديدة وتوظيف الشباب والكوادر
البشرية القادرة على تحقيق االبتكار والتطوير.
تحفيز النمو االقتصادي :يساهم نجاح المؤسسات الناشئة في تحفيز النمو االقتصادي من خالل زيادة
اإلنتاجية وتوسيع نطاق األعمال وزيادة االستثمارات.
تنويع االقتصاد :تساهم المؤسسات الناشئة في تنويع االقتصاد من خالل تقديم منتجات وخدمات جديدة في
مجاالت متنوعة وتعزيز تنافسية االقتصاد.
تعزيز التنمية المستدامة :تعتبر المؤسسات الناشئة جزًء ا أساسًيا من الجهود
المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة ،حيث تسعى إلى تحقيق التوازن بين النمو
االقتصادي واالستدامة البيئية واالجتماعية.
تعزيز االبتكار والمنافسة :تحفز المؤسسات الناشئة على االبتكار وزيادة
التنافسية في السوق ،مما يعزز التطور التقني والتقدم االقتصادي.
جذب االستثمارات :يعتبر قطاع المؤسسات الناشئة جاذًبا للمستثمرين الذين
يبحثون عن الفرص االستثمارية ذات العائد العالي والنمو السريع.
بهذه الطريقة ،تلعب المؤسسات الناشئة دورًا هامًا في تعزيز االقتصاد
وتحسين جودة الحياة ،وتسهم في بناء مستقبل أفضل للمجتمعات:
المبحث الثاني :الفرق بين المؤسسة الناشئة و المؤسسة النمطية
_1من حيث الحجم والنشاط تكون الشركات الناشئة شركات صغيرة مع عدد
قليل نسبيًا من الموظفين .غالبًا ما يتم تأسيسها من قبل رواد األعمال الذين
يتطلعون إلى جلب شيء جديد إلى السوق .كما تتميز الشركات الناشئة بثقافتها
المبتكرة واستعدادها لتحمل المخاطر.و تكون المؤسسات النمطية عبارة عن
شركات كبيرة ذات تاريخ طويل ٫غالبًا ما تكون عالمات تجارية مشهورة لها
حضور قوي في صناعتها .تميل المؤسسات النمطية إلى أن تكون أكثر تحفظًا
من الشركات الناشئة ،وقد تكون أقل استعدادًا لتحمل المخاطر
_2من حيث الجدول الزمني :الشركات الماشئة عادة ما يكون لها جدول زمني
أقصر من المؤسسات .قد يكونون في مجال األعمال لبضع سنوات فقط قبل أن
يفشلوا أو يصبحوا ناجحين بما يكفي للترقية إلى وضع المؤسسة نمطية
_3من حيث االهداف :تكون اهداف الشركات الناشئة والمؤسسات مختلفا
مختلفة أيضًا .قد تركز الشركات الناشئة على النمو واالبتكار ،بينما قد تكون
المؤسسات أكثر اهتمامًا بالحفاظ على حصتها في السوق وربحيتها
المطلب الثالث :المؤسسات الناشئة في الجزائر
المبحث االول :واقع المؤسسات الناشئة في الجزائر
تعتبر المؤسسات الناشئة من أهم محركات النمو اإلقتصادي للدول حيث أصبح االهتمام
بها أمرا ضروريا لما لها من أهمية كبيرة في تطوير االقتصاد الوطني وتواجه المؤسسات
الناشئة او مايطلق عليه ريادة األعمال تحديات كبيرة نظرا لطبيعتها وخصوصيتها حيث ان
قانون المالية لسنة 2020جاء بتدابير وتحفيزات جبائية جديدة لفائدة أصحاب المؤسسات
الناشئة السيما تلك التي تنشط في مجاالت االبتكار والتكنولوجيات الجديدة وذلك من خالل
إعفائها من الضريبة على األرباح والرسم على القيمة المضافة بهدف ضمان تطوير أدائها
مما يسمح بتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة للبالد على المدى المتوسط.
وبالرغم من االهمية البالغة التي اعطتها الحكومة لهذا النوع من الشركات للتشجيع على
النمو االقتصادي االن التاخر التكنولوجي وعدم رقمة القطاعات ونقص الحافز على
االبتكار والتطوير شكلت عوائق في وجه مثل هذه الشركات التي مزالت تجد صعوبات في
النشاة و االنطالق
المبحث الثاني :مستقبل المؤسسات الناشئة في الجزائر
من الممكن أن يكون مستقبل المؤسسات الناشئة في الجزائر واعًد ا ،خاصة مع
التركيز المتزايد على ريادة األعمال ودعم االبتكار في البالد .قد تسهم الجهود
الحكومية والمبادرات التي تهدف إلى تشجيع روح المبادرة ودعم الشركات
الناشئة في خلق بيئة أكثر صداقة لألعمال .ومع زيادة الوعي بين المستثمرين
وتوفر الموارد المالية والتقنية ،يمكن أن تزدهر المؤسسات الناشئة وتسهم في
تعزيز االقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جديدة.
ومن اهم االجراءات التي تتبناها الحكومة الجزائرية لدعم المؤسسات الناشئة هي
:
برامج التمويل :تقديم الدعم المالي من خالل برامج القروض والمنح
للمشاريع الناشئة لتمكينها من البدء والنمو
المساحات االبتكارية :إنشاء مراكز ومساحات عمل مشتركة تسمح
للمؤسسات الناشئة بالتبادل المعرفي والتعاون والوصول إلى البنية التحتية
الالزمة
التشريعات الداعمة :وضع التشريعات والسياسات التي تسهل إنشاء وتشغيل
المؤسسات الناشئة ،مثل تسهيل اإلجراءات اإلدارية وتوفير الحوافز
الضريبية
التدريب والتطوير :توفير برامج تدريبية وورش عمل لريادي األعمال
لتطوير مهاراتهم الريادية واإلدارية
الدعم الفني واالستشاري :تقديم الدعم الفني واالستشاري في مجاالت مثل
التسويق ،والتمويل ،وإدارة األعمال للمساعدة في نجاح المشاريع الناشئة.ال
المبحث الثالث :العراقيل التي تواجه المؤسسات الناشئة في الجزائر
. 1التشريعات والبيروقراطية :اإلجراءات اإلدارية المعقدة والتشريعات الضريبية والقوانين المتغيرة قد تكون عائقًا أمام
عملية إنشاء وتشغيل المؤسسات الناشئة.
.2نقص التمويل :صعوبة الحصول على تمويل كافي قد يكون عائقًا كبيرًا أمام نمو المشاريع الناشئة وتوسعها.
. 3قلة البنية التحتية :نقص البنية التحتية الالزمة مثل االتصاالت والنقل والطاقة قد يؤثر سلبًا على عمليات المؤسسات
الناشئة.
.4نقص الخبرة والمهارات :صعوبة توظيف الكفاءات المناسبة وتطوير المهارات الالزمة إلدارة وتنمية المشاريع الناشئة.
. 5ثقافة الفشل :قد تكون هناك ثقافة سلبية حول قبول الفشل والتجارب الناجحة والتي قد تكون عائقًا أمام رواد األعمال في
المضي قدمًا.
تعتبر تلك التحديات جزًء ا من التحول الذي تمر به الجزائر نحو تعزيز بيئة األعمال ودعم االبتكار وريادة األعمال ،وتتطلب
جهوًد ا مستمرة من الحكومة والقطاع الخاص للتغلب عليها.
الخاتمة
في ختام بحثنا حول المؤسسات الناشئة في الجزائر ،نجد أنها تمثل جزًء ا
مهًم ا من مسار التنمية االقتصادية واالجتماعية في البالد .على الرغم من
وجود تحديات عديدة مثل التشريعات البيروقراطية ،نقص التمويل ،وقلة
البنية التحتية ،إال أن هناك إشارات إيجابية تظهر ،مثل تزايد الوعي بريادة
األعمال والجهود الحكومية في دعم المشاريع الناشئة.لتحقيق نجاح مستدام
للمؤسسات الناشئة ،يجب على الحكومة تبني سياسات تشجيعية وتوفير
بيئة أعمال مالئمة ،بما في ذلك تبسيط اإلجراءات اإلدارية ،وتوفير
التمويل ،وتعزيز البنية التحتية الالزمة .باإلضافة إلى ذلك ،يتطلب األمر
تعزيز ثقافة االبتكار وريادة األعمال في المجتمع ،بالتعاون مع المؤسسات
التعليمية والبحثية..