You are on page 1of 13

‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‬

‫جامعة طاهري محمد‬


‫كلية العلوم االقتصادية‬
‫سنة ثانية ليسانس علوم اقتصادية‬
‫بحث مقدم في مقياس ادارة االعمال‬
‫الموضوع‪ :‬المؤسسات الناشئة في الجزائر‬
‫تحت اشرف االستاذ‬ ‫‪ :‬إعداد الطالبين‪:‬‬
‫بوقطاية‬ ‫بن يوسف اسامة‬
‫ناوي نور الدين‬

‫السنة الجامعية ‪2024/2023 :‬‬


‫المقدمة‬
‫‪ ‬تعتبر المؤسسات الناشئة من العوامل الحيوية في تعزيز االقتصاد وتحفيز‬
‫التنمية في الجزائر‪ ،‬حيث تمثل محرًك ا رئيسًيا لالبتكار وخلق فرص‬
‫العمل وتعزيز التنافسية‪ .‬يتزايد االهتمام بريادة األعمال في الجزائر بفضل‬
‫الجهود المبذولة من الحكومة والمجتمع المدني لدعم الشباب الطموح‬
‫والمبتكرين في تحقيق أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع مستدامة‪.‬تهدف هذه‬
‫المقدمة إلى استعراض أهمية دور المؤسسات الناشئة في الجزائر‪،‬‬
‫وتسليط الضوء على التحديات التي تواجهها والفرص المتاحة لتعزيز‬
‫نجاحها)‬
‫المطلب االول ‪ :‬ماهية المؤسسات الناشئة‬

‫المبحث االول ‪:‬يمكن تعريف المؤسسة الناشئة"‪ "start-up‬اصطالحا على‬


‫انها مشروع صغير بدا نشاطه للتو‪ ٬‬وتشير كذلك الى وجود فكرتين اساسيتين‬
‫هما فكرة البداية واالنطالق و فكرة النمو‪.‬‬
‫وتعرف اقتصاديا على انها مشروع او شراكة حديثة النشاة بواسطة رجل‬
‫اعمال او مجموعة شركاء بهدف تطوير منتج او تقديم خدمة مميزة للسوق‬
‫وتتميز هذه المؤسسات باعمالها المحدودة عند النشاة وانطالقها من مبلع‬
‫استثماري اولي يضعه المؤسسون‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬سياق النشاة‬

‫دورة حياة المؤسسات الناشئة تتألف عادًة من عدة مراحل‪ ،‬وكل مرحلة تتميز بتحديات وفرص مختلفة‪.‬‬
‫البداية ( تكوين الفكرة)‪:‬تتمثل هذه المرحلة في والدة الفكرة أو االبتكار الجديد‪٫‬يتم في هذه المرحلة تحديد‬
‫فكرة العمل وتحديد الهدف والرؤية‪.‬‬
‫اإلطالق (تأسيس الشركة)‪:‬يتم في هذه المرحلة تأسيس الشركة الناشئة رسمًيا وتسجيلها‪٫‬يتم بناء الفريق‬
‫التنفيذي وتحديد المسار االستراتيجي للشركة‪.‬‬
‫النمو المبكر (تجريب المنتج‪/‬الخدمة)‪:‬تتركز هذه المرحلة على تطوير المنتج أو الخدمة واختبارها في‬
‫السوق‪ ٫‬يتم تحديد العمالء المستهدفين وجذب العمالء األوليين‪.‬‬
‫النمو والتوسع (بناء القاعدة العمالء)‪:‬يتم في هذه المرحلة زيادة اإليرادات وبناء قاعدة عمالء أكبر‪٫‬يتم‬
‫تطوير البنية التحتية للشركة وتوسيع نطاق العمل‪.‬‬
‫النضج (تحقيق االستقرار)‪:‬تتميز هذه المرحلة بتحقيق الشركة لالستقرار المالي والتنظيمي‪٫‬يتم تطوير‬
‫استراتيجيات للمحافظة على النمو واالبتكار‪.‬‬
‫‪ ‬االنحسار أو االستمرارية (تطور المؤسسة)‪:‬يمكن أن تواجه المؤسسة في هذه المرحلة تحديات‬
‫جديدة مثل التغيرات في السوق أو التشريعات‪٫‬قد تختار بعض المؤسسات الناشئة االستمرار في‬
‫التطور وتوسيع نطاق عملها‪ ،‬في حين قد تختار أخرى االنحسار أو االندماج مع شركة أكبر‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪:‬خصائص المؤسسات الناشئة‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫االبتكار واإلبداع‪ :‬تتميز المؤسسات الناشئة بالقدرة على إيجاد حلول جديدة للمشاكل‬ ‫‪‬‬

‫القائمة أو تقديم منتجات وخدمات مبتكرة تلبي احتياجات السوق بشكل فريد‪.‬‬
‫الروح الريادية‪ :‬تتميز المؤسسات الناشئة بروح ريادية قوية‪ ،‬حيث يكون لديها الجرأة‬ ‫‪‬‬

‫على المخاطرة واالستعداد لتحقيق النجاح رغم التحديات‪.‬‬


‫النمو السريع‪ :‬تسعى المؤسسات الناشئة إلى تحقيق نمو سريع ومستدام‪ ،‬حيث تهدف إلى‬ ‫‪‬‬

‫زيادة حجم اإليرادات وتوسيع نطاق عملها في فترة زمنية قصيرة‪.‬‬


‫المرونة والتكيفية‪ :‬تتميز المؤسسات الناشئة بالمرونة والقدرة على التكيف مع التغيرات‬ ‫‪‬‬

‫السريعة في السوق وتغيير االستراتيجيات بمرونة لتلبية احتياجات العمالء والبيئة‬


‫الخارجية‪.‬‬
‫التكنولوجيا والرقمنة‪ :‬يعتمد العديد من المؤسسات الناشئة على التكنولوجيا والرقمنة في‬ ‫‪‬‬

‫عملياتها وتقديم منتجاتها وخدماتها بشكل فعال ومبتكر‪.‬‬


‫البيئة العمل الديناميكية‪ :‬تعتبر المؤسسات الناشئة بيئة عمل ديناميكية ومرنة تشجع على‬ ‫‪‬‬

‫التفاعل والتعاون وتحفز على اإلبداع واالبتكار‪.‬‬


‫التمويل المتاح‪ :‬قد تعتمد المؤسسات الناشئة على مصادر تمويل متنوعة مثل االستثمارات‬ ‫‪‬‬

‫الخاصة‪ ،‬ورأس المال االستثماري‪ ،‬والمنح الحكومية‪ ،‬وبرامج الدعم المالي للمؤسسات‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اهمية و مميزات المؤسسات الناشئة‬

‫المبحث االول ‪ :‬اهمية المؤسسات الناشئة‬

‫تتمتع المؤسسات الناشئة بأهمية كبيرة في االقتصاد والمجتمع لعدة أسباب‪:‬‬


‫االبتكار والتطوير‪ :‬تساهم المؤسسات الناشئة في تقديم حلول جديدة للمشاكل القائمة وتطوير منتجات‬
‫وخدمات مبتكرة تساهم في تحسين جودة الحياة وتطوير االقتصاد‪.‬‬

‫خلق فرص العمل‪ :‬تعمل المؤسسات الناشئة على خلق فرص عمل جديدة وتوظيف الشباب والكوادر‬
‫البشرية القادرة على تحقيق االبتكار والتطوير‪.‬‬
‫تحفيز النمو االقتصادي‪ :‬يساهم نجاح المؤسسات الناشئة في تحفيز النمو االقتصادي من خالل زيادة‬
‫اإلنتاجية وتوسيع نطاق األعمال وزيادة االستثمارات‪.‬‬
‫تنويع االقتصاد‪ :‬تساهم المؤسسات الناشئة في تنويع االقتصاد من خالل تقديم منتجات وخدمات جديدة في‬
‫مجاالت متنوعة وتعزيز تنافسية االقتصاد‪.‬‬
‫‪‬‬
‫تعزيز التنمية المستدامة‪ :‬تعتبر المؤسسات الناشئة جزًء ا أساسًيا من الجهود‬
‫المبذولة لتحقيق التنمية المستدامة‪ ،‬حيث تسعى إلى تحقيق التوازن بين النمو‬
‫االقتصادي واالستدامة البيئية واالجتماعية‪.‬‬
‫تعزيز االبتكار والمنافسة‪ :‬تحفز المؤسسات الناشئة على االبتكار وزيادة‬
‫التنافسية في السوق‪ ،‬مما يعزز التطور التقني والتقدم االقتصادي‪.‬‬
‫جذب االستثمارات‪ :‬يعتبر قطاع المؤسسات الناشئة جاذًبا للمستثمرين الذين‬
‫يبحثون عن الفرص االستثمارية ذات العائد العالي والنمو السريع‪.‬‬
‫‪ ‬بهذه الطريقة‪ ،‬تلعب المؤسسات الناشئة دورًا هامًا في تعزيز االقتصاد‬
‫وتحسين جودة الحياة‪ ،‬وتسهم في بناء مستقبل أفضل للمجتمعات‪:‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الفرق بين المؤسسة الناشئة و المؤسسة النمطية‬
‫‪_1‬من حيث الحجم والنشاط تكون الشركات الناشئة شركات صغيرة مع عدد‬
‫قليل نسبيًا من الموظفين‪ .‬غالبًا ما يتم تأسيسها من قبل رواد األعمال الذين‬
‫يتطلعون إلى جلب شيء جديد إلى السوق‪ .‬كما تتميز الشركات الناشئة بثقافتها‬
‫المبتكرة واستعدادها لتحمل المخاطر‪.‬و تكون المؤسسات النمطية عبارة عن‬
‫شركات كبيرة ذات تاريخ طويل‪ ٫‬غالبًا ما تكون عالمات تجارية مشهورة لها‬
‫حضور قوي في صناعتها‪ .‬تميل المؤسسات النمطية إلى أن تكون أكثر تحفظًا‬
‫من الشركات الناشئة‪ ،‬وقد تكون أقل استعدادًا لتحمل المخاطر‬
‫‪_2‬من حيث الجدول الزمني ‪:‬الشركات الماشئة عادة ما يكون لها جدول زمني‬
‫أقصر من المؤسسات‪ .‬قد يكونون في مجال األعمال لبضع سنوات فقط قبل أن‬
‫يفشلوا أو يصبحوا ناجحين بما يكفي للترقية إلى وضع المؤسسة نمطية‬
‫‪_3‬من حيث االهداف‪ :‬تكون اهداف الشركات الناشئة والمؤسسات مختلفا‬
‫مختلفة أيضًا‪ .‬قد تركز الشركات الناشئة على النمو واالبتكار‪ ،‬بينما قد تكون‬
‫المؤسسات أكثر اهتمامًا بالحفاظ على حصتها في السوق وربحيتها‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬المؤسسات الناشئة في الجزائر‬
‫المبحث االول ‪:‬واقع المؤسسات الناشئة في الجزائر‬

‫تعتبر المؤسسات الناشئة من أهم محركات النمو اإلقتصادي للدول حيث أصبح االهتمام‬
‫بها أمرا ضروريا لما لها من أهمية كبيرة في تطوير االقتصاد الوطني وتواجه المؤسسات‬
‫الناشئة او مايطلق عليه ريادة األعمال تحديات كبيرة نظرا لطبيعتها وخصوصيتها حيث ان‬
‫قانون المالية لسنة ‪ 2020‬جاء بتدابير وتحفيزات جبائية جديدة لفائدة أصحاب المؤسسات‬
‫الناشئة السيما تلك التي تنشط في مجاالت االبتكار والتكنولوجيات الجديدة وذلك من خالل‬
‫إعفائها من الضريبة على األرباح والرسم على القيمة المضافة بهدف ضمان تطوير أدائها‬
‫مما يسمح بتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة للبالد على المدى المتوسط‪.‬‬
‫وبالرغم من االهمية البالغة التي اعطتها الحكومة لهذا النوع من الشركات للتشجيع على‬
‫النمو االقتصادي االن التاخر التكنولوجي وعدم رقمة القطاعات ونقص الحافز على‬
‫االبتكار والتطوير شكلت عوائق في وجه مثل هذه الشركات التي مزالت تجد صعوبات في‬
‫النشاة و االنطالق‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬مستقبل المؤسسات الناشئة في الجزائر‬

‫من الممكن أن يكون مستقبل المؤسسات الناشئة في الجزائر واعًد ا‪ ،‬خاصة مع‬
‫التركيز المتزايد على ريادة األعمال ودعم االبتكار في البالد‪ .‬قد تسهم الجهود‬
‫الحكومية والمبادرات التي تهدف إلى تشجيع روح المبادرة ودعم الشركات‬
‫الناشئة في خلق بيئة أكثر صداقة لألعمال‪ .‬ومع زيادة الوعي بين المستثمرين‬
‫وتوفر الموارد المالية والتقنية‪ ،‬يمكن أن تزدهر المؤسسات الناشئة وتسهم في‬
‫تعزيز االقتصاد المحلي وتوفير فرص عمل جديدة‪.‬‬
‫ومن اهم االجراءات التي تتبناها الحكومة الجزائرية لدعم المؤسسات الناشئة هي‬
‫‪:‬‬
‫‪ ‬برامج التمويل‪ :‬تقديم الدعم المالي من خالل برامج القروض والمنح‬
‫للمشاريع الناشئة لتمكينها من البدء والنمو‬
‫‪ ‬المساحات االبتكارية‪ :‬إنشاء مراكز ومساحات عمل مشتركة تسمح‬
‫للمؤسسات الناشئة بالتبادل المعرفي والتعاون والوصول إلى البنية التحتية‬
‫الالزمة‬
‫‪ ‬التشريعات الداعمة‪ :‬وضع التشريعات والسياسات التي تسهل إنشاء وتشغيل‬
‫المؤسسات الناشئة‪ ،‬مثل تسهيل اإلجراءات اإلدارية وتوفير الحوافز‬
‫الضريبية‬
‫‪ ‬التدريب والتطوير‪ :‬توفير برامج تدريبية وورش عمل لريادي األعمال‬
‫لتطوير مهاراتهم الريادية واإلدارية‬
‫‪ ‬الدعم الفني واالستشاري‪ :‬تقديم الدعم الفني واالستشاري في مجاالت مثل‬
‫التسويق‪ ،‬والتمويل‪ ،‬وإدارة األعمال للمساعدة في نجاح المشاريع الناشئة‪.‬ال‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬العراقيل التي تواجه المؤسسات الناشئة في الجزائر‬

‫تواجه المؤسسات الناشئة في الجزائر عدة عراقيل‪ ،‬منها‪:‬‬

‫‪ . 1‬التشريعات والبيروقراطية‪ :‬اإلجراءات اإلدارية المعقدة والتشريعات الضريبية والقوانين المتغيرة قد تكون عائقًا أمام‬
‫عملية إنشاء وتشغيل المؤسسات الناشئة‪.‬‬

‫‪ .2‬نقص التمويل‪ :‬صعوبة الحصول على تمويل كافي قد يكون عائقًا كبيرًا أمام نمو المشاريع الناشئة وتوسعها‪.‬‬

‫‪ . 3‬قلة البنية التحتية‪ :‬نقص البنية التحتية الالزمة مثل االتصاالت والنقل والطاقة قد يؤثر سلبًا على عمليات المؤسسات‬
‫الناشئة‪.‬‬

‫‪ .4‬نقص الخبرة والمهارات‪ :‬صعوبة توظيف الكفاءات المناسبة وتطوير المهارات الالزمة إلدارة وتنمية المشاريع الناشئة‪.‬‬

‫‪ . 5‬ثقافة الفشل‪ :‬قد تكون هناك ثقافة سلبية حول قبول الفشل والتجارب الناجحة والتي قد تكون عائقًا أمام رواد األعمال في‬
‫المضي قدمًا‪.‬‬

‫تعتبر تلك التحديات جزًء ا من التحول الذي تمر به الجزائر نحو تعزيز بيئة األعمال ودعم االبتكار وريادة األعمال‪ ،‬وتتطلب‬
‫جهوًد ا مستمرة من الحكومة والقطاع الخاص للتغلب عليها‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫‪ ‬في ختام بحثنا حول المؤسسات الناشئة في الجزائر‪ ،‬نجد أنها تمثل جزًء ا‬
‫مهًم ا من مسار التنمية االقتصادية واالجتماعية في البالد‪ .‬على الرغم من‬
‫وجود تحديات عديدة مثل التشريعات البيروقراطية‪ ،‬نقص التمويل‪ ،‬وقلة‬
‫البنية التحتية‪ ،‬إال أن هناك إشارات إيجابية تظهر‪ ،‬مثل تزايد الوعي بريادة‬
‫األعمال والجهود الحكومية في دعم المشاريع الناشئة‪.‬لتحقيق نجاح مستدام‬
‫للمؤسسات الناشئة‪ ،‬يجب على الحكومة تبني سياسات تشجيعية وتوفير‬
‫بيئة أعمال مالئمة‪ ،‬بما في ذلك تبسيط اإلجراءات اإلدارية‪ ،‬وتوفير‬
‫التمويل‪ ،‬وتعزيز البنية التحتية الالزمة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يتطلب األمر‬
‫تعزيز ثقافة االبتكار وريادة األعمال في المجتمع‪ ،‬بالتعاون مع المؤسسات‬
‫التعليمية والبحثية‪..‬‬

You might also like