You are on page 1of 18

‫مسلك االجازة في التعليم االبتدائي‬

‫الفصل الرابع‬

‫تحوالت النظام التربوي المغربي‬


‫تأطير الوحدة ‪:‬‬ ‫‪ :‬من إنجاز‬
‫‪.‬الطيبي الحيدي د‬ ‫اميمة العقاد‬

‫السنة الجامعية ‪2020/2021 :‬‬


‫محاور العرض‬

‫‪1-‬تمهيد ‪.‬‬
‫‪-2‬مرحلة ما قبل الحماية ( ما قبل عام ‪1912‬م )‪.‬‬
‫‪-3‬مرحلة المغرب المحمي( مرحلة الحماية من سنة ‪1912‬م الى ‪1956‬م)‪.‬‬
‫‪ -4‬مرحلة ما بعد استقالل المغرب عام ‪1956‬م إلى حدود صدور الميثاق الوطني‬
‫للتربية والتعليم عام ‪1999‬م ‪.‬‬
‫‪-5‬المرحلة التي تغطي الفترة الممتدة من إصدار الميثاق الوطني عام ‪1999‬م إلى األن‬
‫‪.‬‬
‫‪ -6‬خاتمة ‪.‬‬
‫تمهيد‬

‫في اطار أهم مراحل اصالح التعليم في المغرب‪ ،‬عرفت منظومة التعليم في بالد المغرب منذ‬
‫العصر الحديث الى اآلن ‪ ،‬مجموعة من التغيرات ومحاوالت لإلصالح واالندماج مع متطلبات‬
‫سيرورة الحضارة البشرية ككل ‪.‬وفي هذا اإلطار يمكن تقسيم مراحل اصالح التعليم في‬
‫المغرب إلى أربع مراحل هامة وأساسية ‪:‬‬
‫تمهيد‬
‫‪ )1‬مرحلة ما قبل الحماية ( الفرنسية و االسبانية ) ‪ :‬أي ما قبل عام ‪1912‬م‬
‫‪ )2‬مرحلة المغرب المحمي ‪ :‬وهي مرحلة السيطرة الفرنسية على المغرب من سنة‬
‫‪1912‬م الى ‪1956‬م‬
‫‪ )3‬مرحلة ما بعد استقالل المغرب عام ‪1956‬م إلى حدود صدور الميثاق الوطني‬
‫للتربية والتعليم عام ‪1999‬م‬
‫‪ )4‬المرحلة الرابعة واألخيرة ‪ :‬وهي المرحلة التي تغطي الفترة الممتدة من إصدار‬
‫الميثاق الوطني عام ‪1999‬م إلى األن‬
‫مرحلة ما قبل الحماية ‪ :‬أي ما قبل عام ‪1912‬م‬
‫في هذه المرحلة كان التعليم في المغرب تعليما تقليديا ‪،‬‬
‫مؤسسا على منهاج الدولة اإلسالمية في طرائق التدريس ‪ ،‬و‬
‫قوامه كانت ضوابط مستوحاة من مظاهر التعليم في العصور‬
‫الوسطى الخاصة بالعالم االسالمي ‪.‬‬
‫حيث كانت مراكز التعليم االساسية هي الزوايا و الكتاتيب‬
‫القرآنية و المساجد ‪ ،‬وهي نفسها المراكز التعليمية التي كانت‬
‫سائدة في العالم االسالمي منذ نشأة الحضارة االسالمية وتفرع‬
‫جذورها التي امتدت من اقصى المشرق العربي الى اقصى غرب‬
‫شمال افريقيا ‪.‬‬
‫مرحلة المغرب المحمي‬

‫من المعلوم عند المطلعين على بنود معاهدة الحماية التي‬


‫ابرمت في مارس ‪1912‬م ‪ ،‬أن أهم ما جاءت به هذه المعاهدة‬
‫هو ترخيص المغرب لفرنسا القيام بمجموعة من االصالحات‬
‫في مجاالت مختلفة ومنها كان قطاع التعليم ‪.‬‬
‫وأول ما قامت به الحماية الفرنسية في اطار اصالح‬
‫التعليم في المغرب هو احداث مجموعة من المدارس في‬
‫مختلف المناطق داخل المملكة ‪ ،‬وإخراج التعليم من شكله‬
‫التقليدي الى العصرنة‬
‫مرحلة المغرب المحمي‬

‫وكانت من نتائج تكلف الحماية الفرنسية بتسيير وتدبير منظومة التعليم بالمغرب مجموعة من‬
‫التبعيات ‪:‬‬

‫– فرنسة التعليم المغربي بالكامل ‪ ،‬ولم تعد لغة التدريس هي اللغة العربية كما كان في السابق‪.‬‬
‫– تكليف أطر اجنبية بتدريس المتعلمين المغاربة ‪.‬‬
‫– كل المواد الدراسية التي كانت تدّر س داخل أسوار المدرسة كانت تحمل مضامين تعليمية‬
‫تخدم سلطات الحماية ‪ ،‬بمعنى أن التعليم كان نظاميا وغير مستقل عن السياسة العامة التي‬
‫كانت تتحكم في تسيير البالد في تلك الفترة ‪.‬‬
‫مرحلة ما بعد استقالل المغرب عام ‪1956‬م إلى حدود صدور‬
‫الميثاق الوطني للتربية والتعليم عام ‪1999‬م‬
‫وتميزت هذه المرحلة بمجموعة من المحاوالت االصالحية التي نهجها المغرب من‬
‫اجل االعتماد على ذاته في تدبير قطاع التربية والتعليم ‪ ،‬وإخراجه من الفرنسة‬
‫ونفض غبار الحماية الفرنسية عليه ‪ ،‬وذلك وقف تدابير كرونولوجية كما هو‬
‫موضح في االتي ‪:‬‬

‫– بعد استقالل المغرب اول ما تم القيام به هو تشكيل اول وزارة تخص قطاع التعليم‬
‫بالمغرب ‪ ،‬وكانت في تلك الفترة تضم بعض الوزراء المنتمين الى حزب االستقالل ‪،‬‬
‫وأهمهم عالل الفاسي ‪.‬‬
‫مرحلة ما بعد استقالل المغرب عام ‪1956‬م إلى حدود صدور‬
‫الميثاق الوطني للتربية والتعليم عام ‪1999‬م‬
‫عام ‪1957‬م ‪ :‬إحداث اللجنة العليا إلصالح التعليم ‪ ،‬التي تبنت المبادئ األربع المعروفة ‪ :‬التعريب‪،‬‬ ‫•‬
‫التوحيد‪ ،‬المغربة‪ ،‬التعميم‪.‬‬
‫ومن اجل تحقيق االصالح لمنظومة التعليم في المغرب المستقل أقرت اللجنة العليا إلصالح التعليم على‬
‫ضرورة ‪:‬‬
‫– تعريب التعليم‬
‫– توحيد البرامج التعليمية‬
‫– مغربية التعليم والخروج من نفق الفرنسة الذي كان مسيطرا على مغرب الحماية‬
‫– تعميم التعليم على كل الفئات المغربية‬
‫– تحديد سلك التعليم االبتدائي في خمس سنوات‬
‫– احداث جامعات وكليات مغربية وطنية‬
‫مرحلة ما بعد استقالل المغرب عام ‪1956‬م إلى حدود صدور‬
‫الميثاق الوطني للتربية والتعليم عام ‪1999‬م‬
‫• عام ‪1958‬م ‪ :‬إحداث اللجنة الملكية إلصالح التعليم ‪ ،‬وكان من أبرز مقرراتها ‪:‬‬
‫– التراجع عن قرارات اللجنة السابقة‬
‫– ادراج اللغة الفرنسية في التعليم وخاصة أثناء تدريس المواد العلمية‬
‫– تحديد سلك التعليم االبتدائي في ست سنوات‬

‫• عام ‪1959‬م ‪ :‬إحداث لجنة ثالثة والتي عرفت باسم “لجنة التربية والثقافة” التي قررت وضع‬
‫مجموعة من االصالحات منها ‪:‬‬
‫– إحداث مجلس أعلى لتعليم ذو صفة استشارية‬
‫– تعيين اطر مغاربة‬
‫– إبقاء على اللغة الفرنسية كلغة للتدريس في السلك االبتدائي‬
‫مرحلة ما بعد استقالل المغرب عام ‪1956‬م إلى حدود صدور‬
‫الميثاق الوطني للتربية والتعليم عام ‪1999‬م‬
‫• عام ‪1964‬م ‪ :‬عقد مناظر وطنية في غابة المعمورة التي تقع بين مدينتي الرباط و القنيطرة ‪ ،‬وعرفت بمناظرة‬
‫المعمورة ‪ ،‬التي ضمت مجموعة من ممثلي االحزاب السياسية والنقابية ‪ ،‬وكان من أهم مخرجاتها‪:‬‬
‫– تعريب التعليم في السلك االبتدائي بشكل كامل ‪.‬‬
‫– االبقاء على تعليم اللغات االجنبية ابتداءا من السلك االعدادي وفق متطلبات المواد الدراسية ‪.‬‬
‫– اعالن أن اللغة الرسمية لتعليم في المغرب هي اللغة العربية‪.‬‬

‫• عام ‪1967‬م ‪ :‬في هذه السنة تراجع المغرب مرة أخرى عن مسألة التعريب وعاد إلى تدريس المواد العلمية‬
‫باللغة الفرنسية ‪ ،‬مما جعله كذلك يتراجع عن فكرة مغربة األطر التعليمية ‪.‬‬
‫مرحلة ما بعد استقالل المغرب عام ‪1956‬م إلى حدود صدور‬
‫الميثاق الوطني للتربية والتعليم عام ‪1999‬م‬
‫• عام ‪1970‬م ‪ :‬عقد مناظرة وطنية عرفت بمناظرة افران االولى ‪ ،‬وكان أهم ما دعت به هو‬
‫العودة الى مبدأي التعميم ومغربة األطر التعليمية ‪.‬‬
‫– وفي نفس العام أصدر ‪ 500‬عالم ومثقف مغربي بيانا يحذرون فيه تبعيات ازدواجية اللغة في‬
‫التعليم ‪ ،‬ويؤكدون على ضرورة اعتماد اللغة العربية كلغة أساسية في التعليم ‪ ،‬ألن ازدواجية‬
‫اللغة تلك حسب نظرهم اهانة للغة العربية التي ظلت منذ عهود طوال لغة الحضارة المغربية‬
‫العتيقة ‪.‬‬

‫• عام ‪1973‬م ‪ :‬طرح البرنامج االستعجالي ( خالل خمس سنوات ) من قبل المخطط الخماسي ‪،‬‬
‫والذي دعا إلى ضرورة تنفيذ مبدأي التعميم ومغربة األطر التعليمية ‪.‬‬
‫مرحلة ما بعد استقالل المغرب عام ‪1956‬م إلى حدود صدور‬
‫الميثاق الوطني للتربية والتعليم عام ‪1999‬م‬
‫• عام ‪1980‬م ‪ :‬عقد مناظرة وطنية ثالثة عرفت باسم “مناظرة افران الثانية” ‪ ،‬التي كان من‬
‫مخرجاتها إحداث لجنة هدفها وضع تصور شامل ومتكامل لـ اصالح التعليم في المغرب ‪ ،‬وبدأت‬
‫أشغالها بداية بنية وضع “الميثاق الوطني للتعليم” ‪ ،‬لكنها في النهاية اكتفت بوضع وثيقة أولية‬
‫للتعليم ‪.‬‬
‫– وفي نفس السنة أيضا تم اصدار “مشروع إصالح التعليم” والذي كانت غايته توجيه المتعلمين إلى‬
‫التكوين المهني باعتباره طريق تحقيق النمو االقتصادي في البالد ‪ ،‬ومن أجل تحقيق تلك الغاية تم‬
‫تحديد سقف استقطاب الجامعات للطلبة ‪.‬‬
‫– وفي نفس السنة أيضا تم إصدار ما سمي بـ” المخطط الثالثي “‪ ،‬الذي نص على ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬ضرورة تعميم التعليم في القرى المغربية‬
‫‪ -2‬تحديد سقف ولوج الطلبة الى المدارس العليا ‪ ،‬وتحديد مدة التكوين الجامعي في أربعة‬
‫سنوات‪.‬‬
‫مرحلة ما بعد استقالل المغرب عام ‪1956‬م إلى حدود صدور‬
‫الميثاق الوطني للتربية والتعليم عام ‪1999‬م‬
‫• عام ‪1994‬م ‪ :‬دعوة الملك الحسن الثاني رحمه هللا لتشكيل “اللجنة الوطنية المختصة بقضايا التعليم”‬
‫التي كان من أهم مخرجاتها ‪:‬‬
‫‪ -‬إلزام تعليم االطفال ما بين ‪ 6‬و ‪ 16‬سنة‬
‫‪ -‬اإلقرار بمجانية التعليم‬
‫‪ -‬باإلضافة إلى مبدأي التعريب والتوحيد ‪.‬‬

‫• عام ‪1995‬م ‪ :‬تدخل البنك الدولي وطالب بإعادة النظر في مسألة مجانية التعليم ‪.‬‬

‫• عام ‪1999‬م ‪ :‬تشكيل لجنة سميت بـ “اللجنة الملكية االستشارية للتربية والتكوين” التي كان من‬
‫مخرجاتها إصدار ” الميثاق الوطني للتربية والتكوين ” ‪ ،‬والذي دخل حيز التنفيذ عام ‪2000‬م ‪.‬‬
‫المرحلة التي تغطي الفترة الممتدة من إصدار الميثاق الوطني عام‬
‫‪1999‬م إلى األن‬

‫وأهم ما يميز هذه المرحلة هو بداية تفعيل الميثاق الوطني من مطلع عام ‪2000‬م ‪،‬‬
‫وفي عام ‪2006‬م شكل الملك محمد السادس ” المجلس األعلى للتعليم “‪،‬‬
‫الذي أعد عام ‪2008‬م تقريرا حول نتائج تفعيل الميثاق الوطني للتربية والتكوين ‪ ،‬وأهم ما‬
‫تضمنه ذلك التقرير هو أن أغلب األهداف التي سطرها ” الميثاق الوطني للتربية والتكوين ”‬
‫لم تحض بالتفعيل والتطبيق الالزمين ‪ ،‬وبالتالي تلى ذلك إصدار برنامجا استعجاليا من عام‬
‫‪2009‬م إلى ‪2012‬م من اجل استدراك ما يمكن استدراكه ‪.‬‬
‫المرحلة التي تغطي الفترة الممتدة من إصدار الميثاق الوطني عام‬
‫‪1999‬م إلى األن‬

‫• عام ‪2014‬م تم تعديل اسم “المجلس االعلى للتعليم” إلى‬


‫العلمي” ‪.‬المجلس االعلى للتربية والتكوين وا‬
‫“‬

‫االستراتيجية إلصال‬
‫الرؤيةأعلن عنها‬
‫المغربية” التي‬
‫“‬ ‫• عام ‪2015‬م تم اصدار‬
‫الملك محمد السادس والتي ستنهي اشغالها في افق سنة ‪2030‬م‬
‫مالحظة‬

‫المخطط االستعجالي أكد فشل الميثاق الوطني للتربية والتكوين وهذا بدوره‬
‫قد أكد فشل االصالحات السابقة التي عكست نتائج سلبية على مستوى‬
‫درجات التطور والتنمية والتي أدت بالمغرب إلى احتالل الرتب االخيرة على‬
‫قياس الهرم الترتيبي العالمي ‪..‬‬
‫خاتمة‬

‫وهكذا نجد ان اصالح التعليم في المغرب عرف مجموعة من التخبطات‬


‫التي أغلبها لم تحقق أهدافها المرجوة الى االن‪ ،‬و اصالح التعليم في المغرب‬
‫ال زال ينقصه مراحل وأشواط طويلة ال نعلم الى متى سيحقق من خاللها‬
‫االصالح الحقيقي‪.‬‬

You might also like