Professional Documents
Culture Documents
المثامنة في العقار للمصلحة العامة
المثامنة في العقار للمصلحة العامة
إعداد
الدكتور بكر بن عبد ال أبو زيد
بسم ال الرحن الرحيم
المد ل والصلة والسلم على رسول ال ،وبعد . . .
فإن العقود البية منتشرة ف كتب الحدثي وتفريعات الفقهاء ؛ كبيع مال الحتكر ،
والتسعي ،والشفعة ،وقسمة الجبار ،وبيع مال الفلس ...ونو ذلك ،ومنه الثامنة
ف العقار للمصلحة العامة ،العروف بلسان العصر باسم (نزع ملكية العقار للمصلحة
العامة) .
وقد تكلم الفقهاء عليه قديًا وحديثًا ،وهذه أباث متصرة تلم شتات ما تناثر ف هذه
السألة لا لا من أهية ف العصر الراهن ,بل صارت تثل ظاهرة حضارية ف الدن
والقرى والمصار ،كتوسعة الساجد وإنشائها ،والطرق ومدها ،ونو ذلك ف
أعقاب تلبية متطلبات الضارة ومعايشتها ،ولهيتها ،أدخلت ف مشروع (وثيقة
حقوق النسان ف السلم) من أن الناس مسلطون على أملكهم ،ويوز لول المر
نزع اللك من مالكه لصلحة عامّة لقاء تعويض فوري عادل .
وقد أدرت البحث فيها على ما يلي :
أول :التعريف بفردات العنوان .
ثانيًا :تهيد عن اللكية .
ثالثًا :القيود الواردة عليها .
رابعًا :الثامنة ف العقار للمصلحة العامة .
__________
وفيه ستة فروع :
ا -وقائعها على مدى العصور السلمية .
-2كلم الفقهاء فيها .
- 3أدلتها .
- 4شروطها .
- 5موقف الالك منها .
- 6حكم نزع العقار من مالكه ليتملكه آخرون .
فإل بيانا :
أولًا :التعريف بفردات العنوان .
هذا العنوان (نزع ملكية العقار للمصلحة العامة) اصطلح حادث ف العصر الاضر ،
وهو لدى الفقهاء ينطوي تت ما يطلقون عليه (: )1
ا -العقود القهرية .
- 2الكراه بق .
- 3الكراه الائز .
- 4الب اللل .
- 5الب الشرعي .
__________
( )1انظر :نزع ملكية العقار للمصلحة العامة للشيخ عبد العزيز بن عبد النعم ص
. 437
ومن مفرداته :الشفعة ،التسعي ،بيع مال الحتكر ،بيع مال الفلس ،جب غي
السلم على بيع عبده السلم ،قسمة الجبار ،إجبار مالك رقيق أو حيوان ببيعه إذا ل
ينفق عليه . . .وهكذا ف عدة فروع منتشرة ف عدد من أبواب الفقه .
فيتبقى التعريف بأمرين :
-1اللك
-2الصلحة العامة .
أما اللك فهو ف اصطلح الفقهاء :
اتصال شرعي بي النسان وبي شيء يكون مطلقًا لتصرفه فيه ،وحاجزا عن تصرف
غيه فيه (. )1
وقال شيخ السلم ابن تيمية رحه ال تعال (: )2
(اللك :هو القدرة الشرعية على التصرف ف الرقبة) .
ومدار اللك ف تعريفاتم على الشرعية ف أسبابه ،فحيث يكون ملكًا شرعيا تترتب
عليه آثاره (حقوق التملك) الشرعية .وال أعلم .
الصلحة العامة :
أصبح نزع ملكية العقار لعموم الصلحة ف أي بلد يشكل ظاهرة حضارية ف العصر
الراهن ,وذلك لتحقيق مصال اللق الضرورية ف أعقاب تغي وجوه التعايش ،
وظهور الخترعات من السيارات والقطارات ونوها ،لتسهيل سبل التعايش وتوفي
المن ونو ذلك من الصال .
__________
( )1تذيب الفروق . 234 /4 ،
( )2الفتاوى الكبى 347 ، 114 /3
وقال تعال متنا على خلقه َ { :أوََل ْم َيرَوْا َأنّا خَ َلقْنَا لَ ُه ْم مِمّا عَمِلَتْ أَْيدِينَا َأْنعَامًا َف ُهمْ َلهَا
مَاِلكُونَ } [ يس ]71:
وبتطور النوع النسان وتكاثره تولدت اللكية الماعية ،لتشابك مصالها وتبادلا ,
ونشأت أيضًا اللكية العامة الت يرتفق با الميع دون استثناء ,مثل :الطرقات ،وما
على الرض من كل وما ف البحار من صيد ،وهكذا .
وما زال بنو آدم على هذا النوال تري عليه حياتم الفردية ،والماعية والعامة .
وف خصوص العرب كانت هذه جارية لديهم ف جزيرتم يتعاملون با ,ويأخذون
بأسباب التملكات الفردية مثلًا من :البيع ،والشراء ،والرث ،والتوارث ،وهكذا
.
فلما جاء ال بالسلم علم منه بالضرورة (التملك) ف حدود :قواعد ،وضوابط ،
ومعال ،يتوارث العلم والعمل با عامة السلمي من ميدان التشريع والتطبيق ف
الباحثات كافة من منقول وغي منقول بأسباب نصبها ال تعال ،موجبة للتملك :من
الحياء ،والتحويط ،والرث ،والوصية ،والبة ،والبيوعات ،ونوها من (أسباب
التملك) ف إطار الشرع الطهر ,فل يوز الخذ بسبب التملك من الحرمات
وشوائبها ؛ كالربا والغش ،والغتصاب ،ونو ذلك .
قال ال تعال { :يَا َأيّهَا الّذِينَ َآمَنُوا اتّقُوا ال ّلهَ َوذَرُوا مَا َب ِقيَ ِم َن ال ّربَا إِنْ ُكنُْتمْ ُم ْؤمِنِيَ
س َأمْوَالِ ُكمْ
ب ِمنَ ال ّلهِ وَ َرسُوِل ِه وَإِ ْن تُبُْت ْم فَ َلكُمْ رُءُو ُ
ح ْر ٍ
(َ )278فإِنْ َل ْم َتفْعَلُوا َف ْأ َذنُوا بِ َ
لَا تَظْلِمُو َن َولَا تُظْلَمُو َن } [ البقرة . ] 279 ، 278 :
__________
وصانه عن اعتداء الغي عليه ,فقال سبحانه َ { :ولَا َتأْكُلُوا َأمْوَالَ ُكمْ بَيَْن ُكمْ بِالْبَا ِطلِ }
[ البقرة . ]188 :
كما فصل سبحانه آثاره (حقوق التملك) من التوارث ،والزكوات ،والصدقات ،
والقوق ،والرتفاق ،والنتفاع .وهلم جرا ،ما يتسب حاية وصيانة لذا التشريع
ف التملك ،وتصرف مالكه به ،وإباحة استعماله بوجوه ( حقوق التملك ) من :
الستعمال ،والستغلل ،والتصرف ،مشمولة بصفت الطلق والدوام ف إطار
التشريع الطهر ،فل يوز استعمال (حق التملك) ف مرم مثلًا .
وقد تواردت نصوص الشرع الطهر من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة رضي ال
عنهم ،وأقضيتهم على هذه الصول العظيمة الت تعل النوع النسان يعيش ف ظل
حياة رغيدة على صراط مستقيم مصونًا من الكاسب الحرمة الت فصلها ال سبحانه ,
ص َل لَ ُك ْم مَا َحرّمَ عَلَ ْي ُكمْ } [ النعام . ] 119 :وزجر عنها
فقال لعباده َ { :و َقدْ فَ ّ
سهِ } [ النساء :
ب ِإثْمًا َفِإنّمَا يَ ْكسُِبهُ عَلَى َن ْف ِ
وعن كل إث ,فقال تعال { :وَ َم ْن يَ ْكسِ ْ
. ] 111مفوفًا بوجوه البذل اللزامية الت ل تحف بالالك وملكه والطوعية الت
تنبئ عن شرف نفسه وتساعد على بقاء جنسه ،ولذا كانت النفقات الشرعية زكاة
وطهرة وناء ،فسبحان من شرع فأحكم با نى عنه ،وأمر وألزم .
__________
ولذا بسط العلماء أحكام التملك وآثاره ف مؤلفاتم الديثية والفقهية وغيها .فإل
بيان ما يتعلق منها بنع اللكية للمصلحة العامة :
ثالثًا :القيود الواردة على اللك ف (أسبابه وحقوقه) :
دل الستقراء لنصوص الشرع على أن هذه اللكية بقدر ما فيها من إطلق وثبات
ودوام لسباب تلكها وحيازتا والختصاص با ف قالب الشرع ،فإن هذا الالك له
حق الستعمال والستغلل والتصرف ببيع ونوه ف حدود الشرع ،برعاية حقوق ال
وحقوق عباده على كل الالي .
والشرع قد دل ف مصادره وموارده على صيانة الالك وحايته ف حقه وأسبابه ,
باعتباره مالكًا مسالًا يعايش إخوانه السلمي ،ويعيش لبنة بناء لرعاية مصالهم
وتوفيها ف ميط جواره وأقاربه وأهل حيه وأهل بلده وعامة السلمي ,وهذا ما
يندرج تت قاعدت الشريعة من (تمل الضرر الاص لدفع الضرر العام) و(الضرر
الشد يزال بالضرر الخف) ونوها من قواعد دفع الضرر والترجيح بي الصال .
ولذا دل الستقراء على ورود قيود على (أسباب التملك) و(حقوقه) من جهات
ثلث :
-1قيود لصلحة الالك نفسه .
-2قيود لصلحة فرد آخر أو أفراد.
-3قيود لصلحة السلمي عامة .
__________
وإيضاحها كما يلي على وجود تداخل وتلزم ف بعضها :
الول :قيود لصلحة الالك نفسه ،فل يوز كسبها من مرم كالمر ,ول صرفها
فيه.
الثانية :قيود لصلحة الغي من الفراد ،فل يوز كسبها باغتصاب مال الغي ،ول
استغللا با يضر الغي كالوار .
الثالثة :قيود لصلحة السلمي عامة ،وهي الت ل تتص بواحد معي ،أو جاعة
معيني ,فل يوز أن يتملك مرافق السلمي العامة ؛ كالطرق ،والرحاب ،والعادن ،
والراعي ،وسوح الديار .
ولذا صار لثبوت التملك شرعًا بالحياء شروطه العتبة شرعًا عند الفقهاء ،كالنهي
عن تلقي اللب ،وبيع حاضر لباد .وهكذا .
وعند التزاحم للمصال العامة والاصة يرجح بينها ,فتغلب الصلحة الراجحة على
الرجوحة ,والعامة على الاصة ،سواء كانت عن طريق التحقيق والياب بإيادها ,
مثل حاجة البلد إل نزع عقار من ملك مالكه لبناء مسجد للكافة ,أو قنطرة ونو
ذلك .
أو عن طريق الدفع للذى والضرر عن السلمي ؛ كمنع الالك من استعمال عقاره
الملوك له ف وسط بلدة أو حي بآلت ذات أصوات مزعجة ،أو فيها ماطر ،أو
مصنع للسنت أو لواد ذات روائح كريهة ،وهكذا .
__________
وهو مربد مر :لسهل وسهيل غلمي يتيمي ف حجر أسعد بن زرارة ،فقال رسول
ال صلى ال عليه وسلم حي بركت به راحلته (( :هذا إن شاء ال النل ،ث دعا
رسول ال صلى ال عليه وسلم الغلمي ،فساومهما بالربد ،ليتخذه مسجدًا ،فقال
:بل نبه لك يا رسول ال ،فأب رسول ال صلى ال عليه وسلم أن يقبله منهما هبة ,
حت ابتاعه منهما ،ث بناه مسجدًا )) اهـ .
- 2مثامنة النب صلى ال عليه وسلم لبن النجار ف حائطهم لبناء مسجده صلى ال
عليه وسلم .
(عن أنس رضي ال عنه قال :أمرن النب صلى ال عليه وسلم ببناء السجد ,فقال :
(( يا بن النجار ثامنون بائطكم هذا قالوا :ل وال ,ل نطلب ثنه إل إل ال . )) .
رواه البخاري ()1
- 4 ، 3توسعته صلى ال عليه وسلم لسجده الشريف .وشراء بئر رومة لسقيا
السلمي عامة .
__________
( )1فتح الباري ، 525 /1 :باب ، 48الصلة ومواضع أخرى ف البيوع وغيها .
عن ثامة بن حزن القشيي قال :
" شهدت الدار حي أشرف عليهم عثمان رضي ال عنه ,فقال :ائتون بصاحبيكم
اللذين ألباكم علي ،قال :فجيء بما كأنما جلن ،أو كأنا حاران ،قال :فأشرف
عليهم عثمان ,فقال :أنشدكم بال والسلم ،هل تعلمون أن النب صلى ال عليه
وسلم قدم الدينة وليس ماء يستعذب غي بئر رومة ،فقال رسول ال صلى ال عليه
وسلم (( :من يشتري بئر رومة فيجعل دلوه مع دلء السلمي بي له منها ف النة ؟
فاشتريتها من صلب مال ،فأنتم اليوم تنعون أن أشرب منها حت أشرب من ماء
البحر ،قالوا :اللهم نعم .
فقال :أنشدكم بال والسلم ,هل تعلمون أن السجد ضاق بأهله ،فقال رسول ال
صلى ال عليه وسلم :من يشتري بقعة آل فلن فيزيدها ف السجد بي له منها ف
النة ,فاشتريتها من صلب مال )) .رواه الترمذي (. )1
- 5مع بن ساعدة ف مكان مقابرهم سوقًا للمسلمي (: )2
__________
( )1جامع الترمذي ،رقم . 3787وقصة بئر رومة أصلها ف صحيح البخاري ،
وسنن النسائي وغيها .انظر فتح الباري . 409 - 406/ 5
( )2وفاء الوفاء .748 /2
فقد خرج السنهوري ،عن تاريخ ابن زبالة بسنده عن عباس بن سهل ,عن أبيه :
(( أن النب صلى ال عليه وسلم أتى بن ساعدة ،فقال :إن جئتكم ف حاجة ،
تعطون مكان مقابركم ،فأجعلها سوقًا ,وكانت مقابرهم ما حاذت دار ابن أب ذئب
إل دار زيد بن ثابت ،فأعطاه بعض القوم ،ومنعه بعضهم ،وقالوا :مقابرنا ،ومرج
نسائنا .ث تلوموا ،فلحقوه وأعطوه إياه ,فجعله سوقًا )) .اهـ .
ف عصر اللفاء الراشدين :
وقد حفظت كتب الديث والسي ،وتاريخ الرمي الشريفي ،وغيها من كتب
التاريخ العامة وقائع متعددة ف توسعة الرمي لا ضاقا بالصلي ونزع ملكيات الدور
الحيطة لذلك ف عصر اللفاء الراشدين رضي ال عنهم ,فمن أصحاب الدور من
تصدق با ول يقبل العوض ،ومنهم من ثامنوه فقبله ،ومنهم من بيعت عليه جبًا
لتوسعة السجد .
الوقائع ف هذا ف عصر اللفاء الراشدين وغيهم من الصحابة رضي ال عنهم يطول
البحث بسياقها ,لكن أذكر رؤوس السائل لا مع الدللة على مصادرها ,ليقف
الراغب عليها ف مظانا ,وال الوفق .
-1توسعة الليفة الراشد عمر بن الطاب رضي ال عنه للمسجد النبوي الشريف ,
أخرجها ابن سعد ف الطبقات ، 14 ، 13/ 4 :السنن الكبى للبيهقي .168 /6 :
وانظر وفاء الوفاء . 488 ، 483 ،482/ 2 :
- 2توسعته رضي ال عنه للمسجد الرام :
انظر فيها :أخبار مكة للزرقي , 55 - 54 /2 :الذهب السبوك للمقريزي 14
وفيه :
(وف سنة سبع عشرة اعتمر عمر رضي ال عنه ،وبن السجد الرام ،ووسع فيه ،
وأقام بكة عشرين ليلة ،وهدم على قوم أبوا أن يبيعوا دورهم ،وعوضهم أثانا من
بيت الال ) اهـ .
وف مموع هذه الوقائع عن عمر رضي ال عنه ,أن نزع الدور إما بالبيع لقاء تعويض
عادل ,أو هبة الالك لداره ,أو تصدقه با لسجد رسول ال صلى ال عليه وسلم ,
أو البيع على صاحبها جبًا وهدم الدار عند امتناعه .وال أعلم .
- 3سجن عارم ف مكة .وشراء دار له ف خلفة عمر رضي ال عنه ,كما ف :
مصنف عبد الرزاق ،وابن أب شيبة ،والبيهقي ،والبخاري معلقًا .انظر :فتح
الباري . 75 /5 :
__________
- 4توسعة الليفة الراشد عثمان رضي ال عنه للمسجد النبوي الشريف .كما ف
فتح الباري ، 408/ 5:وفاء الوفاء . 502/ 2 :
- 5توسعة ابن الزبي رضي ال عنه للمسجد الرام .كما ف تاريخ مكة للزرقي /2
55
- 6توسعة السجد النبوي الشريف ف عهد إمارة عمر بن عبد العزيز رحه ال تعال
بأمر عبد اللك بن مروان .كما ف الذهب السبوك للمقريزي :ص .30
وف الب :
(فقوم عمر بن عبد العزيز الملك قيمة عدل ،وأعطى الناس أثانا) اهـ .
والب بطوله مفصل ف تاريخ ابن النجار ص . 84 - 81
- 7توسعة الوليد بن عبد اللك للمسجد النبوي الشريف .كما ف السي للذهب 2
.218/وابن كثي 77/ 9 ،273/ 5 :وفاء الوفاء .513/ 2 :
- 8توسعة السجد الرام ف عهد أب جعفر النصور م .سنة 158هـ ,كما ف
أخبار مكة للزرقي .57/ 2:وتاريخ ابن كثي .42/ 14 - 149 ، 74 /10 :
__________
- 9توسعة السجد الرام ف زمن الهدي م ,سنة 169هـ .كما ف السي للذهب
. 402/ 7تاريخ ابن كثي 132/ 10 :
-10توسعة جامع قرطبة ف ولية عبد الرحن بن معاوية بن هشام بن عبد اللك بن
مروان م .سنة 172هـ رحه ال تعال .كما ف سي أعلم النبلء - 220 /8:
.221
- 11توسعة السجد النبوي ف عهد بيبس عام 668هـ .كما ف :تاريخ ابن
كثي .256/ 13
وهكذا ف وقائع يطول ذكرها وسياقها ،ولينظر على سبيل الثال :
سي أعلم النبلء . 221 /8 ، 379 / 3 ، 218/ 2 :النتظم . 212/ 10 :
تاريخ ابن كثي .ذيل الروضتي :ص . 87الصابة . 204/ 3 :معال اليان /2 :
. 38 - 37
الفرع الثان :كلم الفقهاء ف هذه السألة (: )1
__________
( )1انظر ف نزع اللكية للمصلحة العامة عند العلماء .فتاوى قاضيخان، 293 /4 :
شرح علي حيدر على الجلة ، 245/ 3:وفاء الوفاء .501 ، 500 ، 482 /2 :
ل يصل الوقوف على خلف يؤثر ف جواز نزع ول المر أو نائبه أي ملك فردي أو
مشترك لتحقيق مصلحة عامة تعود على السلمي بالنفع لتوسعة الطرق والساجد
ونوها .
بل تكاد تتفق كلمتهم على ذلك ،وأن هذا من الكراه بق ,وأكتفي بنص واحد من
كل مذهب من الذاهب الربعة (: )1
ا -ف حاشية الشلب على شرح الكن للزيلعي :
(ولو ضاق السجد على الناس وبنبه أرض لرجل ،تؤخذ أرضه بالقيمة كرهًا ،ولو
كان بنب السجد أرض وقف على السجد ,فأراد أن يزيدوا شيئًا ف السجد من
الرض ,جاز ذلك بأمر القاضي) اهـ .
- 2وقال الطاب :
(من الب الشرعي :جب من له ريع يلصق السجد ،وافتقر لتوسيع السجد به على
بيعه لتوسيع السجد ) ...اهـ .
ويأت كلم الشاطب الالكي ف :مبحث الشروط .
-3ف الحكام السلطانية للماوردي ذكر فعل عمر رضي ال عنه ف توسعة الرمي
الشريفي .
__________
( )1انظرها مموعة مررة ف نزع ملكية العقار للمصلحة العامة :ص 450 - 437
للشيخ ابن عبد النعم .
-4وللحنابلة ف منصوص المام أحد رحه ال تعال ،ويأت كلم ابن القيم رحه ال
تعال .
الفرع الثالث :ف أدلتها :
والدلة فيها :
ا -عمل النب صلى ال عليه وسلم وعمل خليفتيه الراشدين ،عمر وعثمان رضي ال
عنهما ،وعمل ابن الزبي رضي ال عنه .
وتوارث العمل بذلك إل عصرنا من غي نكي ,وعليه تواردت كلمة الفقهاء رحهم
ال تعال .
- 2دخولا تت قواعد الشريعة العامة ف نفي الضرر :
أ -تمل الضرر الاص لدفع الضرر العام .
ب -الضرر الشد يزال بالضرر الخف .
ج -الشريعة جاءت بتحصيل القاصد وتكميلها ,وتعطيل الفاسد وتقليلها .
وال أعلم .
__________
قد علم من الشرع بالضرورة حرمة مال السلم ,وأنه ل سلطان لغي مالكه عليه ،
وأن نزع العقار جبًا على مالكه مقيد بشروط وضوابط يلزم توفرها ليصح الشروط ،
وإل فيكون باطلًا وجبًا بغي حق ،ومن هذه الشروط ،بل هو أساسها الشد :أن
يكون العقار ( للمصلحة العامة ) ,والعقار الذي ينع من يد مالكه أو واقفه ليتملكه
آخرون يفتقد الشرط الذكور ( الصلحة العامة ) ,فيكون هذا من باب الظلم لفرد له
الصفة الكاملة الطلقة ف ملكه استعمال واستغلل وتصرفًا ,ث تنع ليد أجنب عنها
ليستغلها ,مثلًا فهذا تصرف ينابذ مشروعية التملك وحقوقه ،وهو من التظال
والغصوب الت نى ال عنها ورسوله ،ول يقرها أهل العلم واليان و (( كل السلم
على السلم حرام :دمه وماله وعرضه )) .والاصل أن هذا النوع من التصرف
تنسحب عليه أحكام ( الغصب ) وأن إقراره بوابة الولوج ف التيار الادي العاصر من
أن اللكية الفردية شر ،تشل فعاليته ويصر ف أضيق الدود .
اللهم فاحفظ علينا ديننا الذي هو عصمة أمرنا ،ودنيانا الت فيها معاشنا ،وآخرتنا
الت إليها معادنا .وصلى ال وسلم على نبينا ورسولنا ممد وآله وصحبه .
الدكتور بكر بن عبد ال أبو زيد
__________