You are on page 1of 138

‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫تقــديم‬
‫بالرغم من أهمية الساس النظري في تكوين الطالب بكليات الحقوق‪،‬‬
‫فإن ذلك غير كاف‪ ،‬إذا لم يكن مرفوقا بقدرات فنية في اكتساب المعععارف‪،‬‬
‫وتقنيات علمية في تفكيك المحتوى‪ ،‬تبرهن على قدرة الطالب على التحليل‬
‫والنقد والمناقشة والتعليق واستخلص الخلصات والستنتاجات‪.‬‬
‫ومن المؤسف أن الدراسة المنهجية أهملت في كععثير مععن الكليععات‪ ،‬إذ‬
‫يتم العتماد غالبا على اجتهادات خاصة وشخصية‪ ،‬فععي الععوقت الععذي وصععل‬
‫فيه الباحثون إلى قواعد وقوانين وأدوات منهجية‪.‬‬
‫وهععذا الكتععاب هععو محاولععة فععي هععذا الصععدد‪ ،‬تععروم تأصععيل الدراسععات‬
‫المنهجية‪ ،‬وإعادة العتبار للجانب العلمي في الدراسات القانونية‪.‬‬
‫وقد ركزنا في هذه المحاولععة علععى ميععدانين مهميععن‪ :‬تحليععل النصععوص‬
‫القانونية ثم التعليق على القرارات والحكام القضائية‪.‬‬
‫وغايتنا في ذلك هو تمكين الطععالب مععن الحصععول علععى حععد أدنععى مععن‬
‫أدوات التحليل والمناقشة والتعليق بأسلوب بسيط وسهل فععي بععابين‪ :‬الول‬
‫مخصص لمنهجية تحليل النصوص القانونية‪ ،‬والثععاني لمنهجيععة التعليععق علععى‬
‫القرارات والحكععام القضععائية‪ ،‬وكععل بععاب يضععم تمععارين بعععد أن يتععم تزويععد‬
‫الطالب بالمنهجية وبالمراحل اللزم إتباعها‪.‬‬
‫نتمنععى أن يجععد الطلبععة فععي هععذا الكتععاب مععا ينفعهععم‪ ،‬فععي دراسععتهم‬
‫القانونية‪ ،‬ويساهم في تمتين تكوينهم المعرفي‪.‬‬

‫والله ولي التوفيق‬

‫مقدمة عامة‬

‫‪1‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫دأب الفقهاء على تصنيف العلوم القانونية إلى صععنفين‪ :‬القععانون العععام‬
‫والقانون الخاص‪ ،‬وكععل منهمععا يشععمل علععى قععانون داخلععي وقععانون دولععي‪،‬‬
‫فالقانون الخاص هو مجموعة من القواعد المنظمة للعلقات الععتي ل تكععون‬
‫الدولة طرفا فيها بصفتها صاحبة السيادة‪ ،‬حيث ينظم العلقات بيععن الفععراد‬
‫أو بينهم وبيععن الدولععة باعتبارهععا شخصععا عاديععا ل يتمتععع بسععلطة عامععة‪ .‬أمععا‬
‫القانون العام فهو مجموعة من القواعد المنظمععة لعلقععات الدولععة بععالفراد‬
‫وبغيرها من الدول‪ ،‬إذ ينظم العلقات التي تظهر فيها الدولة أو أحد فروعهععا‬
‫كسلطة عامة تتمتع بالسيادة والسلطان‪ .‬ويتفرع إلى قانون عام خععارجي أو‬
‫دولي‪ ،‬ويهم علقة الدولة بغيرها مععن الععدول‪ ،‬وقععانون عععام داخلععي‪ ،‬وينظععم‬
‫العلقات بين الدولة وفروعها أو بين الدولة ورعاياها‪ ،‬وأهم أصععنافه القععانون‬
‫الدستوري والقانون الداري‪.‬‬
‫القانون الداري‬ ‫القانون الدستوري‬
‫تنظم‬ ‫قواعد‬ ‫مجموعة‬ ‫مجموعة قواعد تحدد‪:‬‬
‫نشاط السلطة التنفيذية‬
‫تنظيم الجهاز الداري في الدولة‬ ‫شكل الدولة‬
‫تنظيم العلقة بين الدارة المركزية‬ ‫نظام الحكم‬
‫والدارات المحلية‪ :‬المركزية‬
‫السلطات المختلفة في الدولة‬
‫واللمركزية‬
‫تنظيم العلقة بين الدارة‬ ‫حقوق الفراد وواجباتهم قبل الدولة‬
‫وموظفيها‬
‫تنظيم أموال الدولة‬
‫الفصععل فععي المنازعععات الععتي تقععوم‬
‫بين الدارة والفراد‬

‫ويعد التشريع المصدر الصععلي للقععانون ويقصععد بععه‪ ،‬إمععا سععن أو وضععع‬
‫القواعد القانونية في صععورة نصععوص مكتوبععة بواسععطة السععلطة المختصععة‬
‫)السععلطة التشععريعية(‪ ،‬أو ذات القاعععدة كالتشععريع الضععريبي والتشععريع‬
‫الجنائي‪...‬وهو يتميز بالوضوح والسرعة والعموم بالرغم مععن تحكععم سععلطة‬
‫عليها في وضعه وعدم تغيره التلقععائي‪ ،‬إل أن هععذه العيععوب يمكععن تلفيهععا‪،‬‬
‫وبجانب التشريع نجد عدد من المصادر الخععرى كععالعرف ومبععادئ الشععريعة‬
‫السلمية وقواعد الدين ومبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالععة والقضععاء‬
‫والفقه‪.1‬‬

‫‪ -‬أنظر‪:‬كتب المدخل لدراسة القانون‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫وتتدرج التشريعات حسب أهميتها والجهة التي تصدرها إلى‪:‬‬


‫التشريع الساسي )الدستور(‬ ‫‪‬‬
‫التشريع العادي أو الرئيسي )القانون(‬ ‫‪‬‬
‫التشريع الفرعي )التنظيمي(‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ويععترتب علععى هععذا التععدرج نتععائج قانونيععة هامععة‪ ،‬ولكععل هععذه الصععناف‬
‫مسطرة خاصة في سنه تختلف عن الخرى تنتهي بإصدار التشريع ونشره‪،‬‬
‫آنذاك ل يحق لحد أن يعذر بجهله لععه وتتععولى أجهععزة قضععائية السععهر علععى‬
‫احترام تدرج التشريع‪.‬‬
‫وبععالرغم مععن أهميععة الحاطععة بالمفععاهيم الوليععة للقععانون‪ ،‬وبالليععات‬
‫المنتجة للقاعدة القانونية فإنه ل يكفي معرفة كيفية وضع القاعدة القانونية‬
‫من طرف الجهزة المختصة )السلطة التشريعية والتنفيذية(‪ ،‬بععل لبععد مععن‬
‫إكمال هذه المعرفة بالبحث عن طرق وكيفية تفسير وتطبيق هذه القواعععد‬
‫من طرف المحاكم‪ ،‬أي التركيز على الفكار التي تحملها القواعد القانونيععة‬
‫وكذلك المنهج المتبع في تحليل النصوص )القسم الول( وقرارات المحاكم‬
‫)القسم الثاني(‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫القسم الول‪:‬‬
‫تحليل النصوص القانونية‬

‫‪4‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫القسم الول‪:‬‬
‫تحليل النصوص القانونية‬

‫وتشمل جوانب نظرية )الباب الول( وجوانب عمليععة لتحليععل النصععوص‬


‫القانونية )الباب الثاني(‬
‫الباب الول‪ :‬جوانب نظرية لتحليل النصوص‬
‫القانونية‪.‬‬
‫ترد القواعد القانونيععة فععي عبععارات مععوجزة عامععة ومجععردة وكععثيرا معا‬
‫يصعب على القاضي أو الفقيه معرفة المعنععى الععذي يتضعمنه النععص‪ ،‬ونقععل‬
‫القاعدة من عموميتها وتجريدها إلى الحالة المنفردة والمخصصة تحتاج إلى‬
‫تفسير للوصول إلى حقيقة معناها‪.‬‬
‫والمقصود بتفسير القانون تحديد مضمون القاعععدة القانونيععة والتعععرف‬
‫علععى عناصععرها وأوصععافها‪ ،‬حععتى يمكععن بععذلك تحديععد نطاقهععا مععن حيععث‬
‫الموضوع والتحقق بالتالي من مدى انطباقها على الحالت المختلفة‪ ،‬فقبععل‬
‫تطبيق القانون على الوقائع الطععارئة وعلععى المنازعععات المثععارة‪ ،‬لبععد مععن‬
‫القيام مسبقا بعملية تفسيره وتحليله‪ ،‬فالتفسععير مسععألة لزمععة‪ ،‬حععتى ولععو‬
‫تعلق المر بنص يبدو ظاهريا وواضحا ودقيقععا‪ ،‬ومععن بععاب أولععى وأحععرى إذا‬
‫كان غامضا ومبهما وهو ل يتصععور إل بالنسععبة للقواعععد القانونيععة المكتوبععة‪.‬‬
‫فما هي الجهععات المكلفععة بالتفسععير؟ ومععا هععي حععالته وأسععبابه؟ ومععا هععي‬
‫مدارس التفسير؟‬
‫سنتناول فععي هععذا البعاب الجهعزة المكلفععة بتفسعير القاععدة القانونيعة‬
‫)الفصل الول( وحالت اللجععوء إلععى التفسععير )الفصععل الثععاني( والمععدارس‬
‫التي ظهرت بشأن التفسير )الفصل الثالث( والطرق والوسائل المسععتعملة‬
‫للتفسير )الفصل الرابع(‪.‬‬
‫الفصل الول‪:‬الجهات المكلفة بتفسير القاعدة‬
‫القانونية‬
‫ينقسم التفسير معن حيعث المصعدر العذي يقعوم بعه إلعى أربععة أنعواع‪،‬‬
‫فيمكن أن يصععدر عععن المشععرع فيكععون التفسععير عنععدئذ تفسععيرا تشععريعيا‪،‬‬
‫ويمكن أن يصدر عن القضاء فيكون التفسير قضائيا وقد يصدر عن الفقهععاء‬
‫فيكون فقهيا‪ ،‬وقد يصدر أخيرا عن الدارة فيكون التفسير إداريا‪.‬‬
‫التفسير التشريعي‪Interprétation :‬‬ ‫المبحث الول‪:‬‬
‫‪Législatif‬‬

‫‪5‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫هو الذي يصدر من المشرع نفسه تفسععيرا لقععانون سععابق ترتععب علععى‬
‫اختلف تفسيره ضرر بالمعاملت القانونية‪ ،‬ذلك أن المحاكم قد تختلف في‬
‫فهم المعنى الذي قصده المشرع بقعانون معيععن ويععؤدي هعذا الختلف إلععى‬
‫تضارب في الحكام بشأن الحالت المتماثلة فعندئذ يكون من حق المشرع‬
‫العععذي أصعععدر ذلعععك القعععانون أن يصعععدر قانونعععا آخعععر‪ ،‬يسعععمى "القعععانون‬
‫التفسيري"‪،‬لجلء ما غمض وتوضيح ما أشكل مععن التشععريع السععابق وبيععان‬
‫مرماه الحقيقي‪...‬وتطبق التشريعات المفسرة بأثر رجعععي لكونهععا مكملععة‪،‬‬
‫ويعني هذا أن للتفسير التشريعي قوة القانون نفسه ومن تم فهو يعد جزءا‬
‫مععن التشععريع المفسععر فل يختلععف فععي الحكععم والتطععبيق ول يععترتب علععى‬
‫تطبيقه في الحال على كل المنازعععات أي ضععرر بالمعععاملت ول اضععطراب‬
‫في الروابط القانونية القائمة ولكونه يصدر من نفس السلطة التي أصدرت‬
‫التشريع الصلي ويكون ملزما للقاضي‪.‬‬
‫الثاني‪:‬التفسير القضائي‪Interprétation:‬‬ ‫المبحث‬
‫‪jurisprudentielle‬‬
‫هو الذي يقوم به القضاة أثناء تطبيقهم لنصوص القععانون علععى الوقععائع‬
‫والحداث والنزاعات المعروضة عليهم عبر القيام بعمل تحليلععي وتفسععيري‬
‫للمقتضيات القانونية أو التنظيمية الواجب تطبيقها فهو يتصل بوقائع الحيععاة‬
‫العملية‪ ،‬وبالتالي ل يستطيع القاضي أن يمتنع عن إصدار حكم عليهععا بحجععة‬
‫سكوت القععانون أو غموضععه أو عععدم كفععايته‪ ،‬فععإن فعععل يكععون قععد ارتكععب‬
‫جريمة المتناع عن إحقاق الحق أو إقامة العدل أو ما يسمى بجريمة نكران‬
‫الععععععدالة‬
‫‪ Déni de justice‬ومن ثم فليس للقضاء أن يفسر القععوانين إل إذا ثععار‬
‫نزاع حول الحكم الذي تمليه نصوصها‪ ،‬فل يقبل من الفراد أن يتقدموا إلععى‬
‫المحكمة لمجرد طلب تفسير نص غامض فالمصلحة أساس الدعوى‪.‬‬
‫وتكمن أهمية التفسير القضائي في تلفي نقص القعانون والعمعل علععى‬
‫توسعه وتطوره وجعله متلئما باستمرار مععع مععا يسععتجد فععي المجتمععع مععن‬
‫وقائع وأحداث وما يطرأ على مختلف علئق الحياة فيه من تطورات‪.‬‬
‫والصل أن التفسير القضائي للنصععوص ليععس لععه إل قيمععة نسععبية فععي‬
‫نطاق القضية أو النزاع المعروض‪ ،‬سواء بالنسبة للمحكمة التي أصدرته‪ ،‬أم‬
‫بالنسبة للمحاكم الخرى فتستطيع المحكمة التي فسرت القانون على نحو‬
‫معين بمناسبة قضية معينة‪ ،‬أن تعدل عن هذا التفسعير وتأخعذ بتفسعير آخعر‬
‫فععي قضععية أخععرى مماثلععة‪ ،‬كمععا أن المحععاكم الدنععى درجععة ل تتقيععد بهععذا‬
‫التفسير‪ ،‬بل إن استقرار المحاكم على تفسير معين ل يجعل هععذا التفسععير‬
‫ملزما ومخالفعا بعذلك التفسعير التشعريعي العذي يكعون عامعا ومعن سعلطة‬
‫مختصععة مععن حيععث الصععفة اللزاميععة فيععه‪ ،‬لكععن مععع ذلععك يمكععن للتفسععير‬
‫القضائي أن يكتسب بعدا عاما ويحدث هععذا بالضععبط حينمععا تتكععرر الحلععول‬

‫‪6‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫القضائية وتصبح ممارسة ثابتة من غيعر انقطععاع‪ ،‬وبهععذا الصعدد يجععب إبععراز‬
‫اجتهاد المجلس العلى نظرا لكون قراراته تكتسععب حجيععة وسععلطة خاصععة‬
‫راجعة لمكانته على رأس الهرم القضائي‪.‬‬
‫الفقهي‪Interprétation Doctrinale :‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬التفسير‬
‫هو ما يقوم به فقهاء القانون وأساتذته من إيضعاح وبيععان وتعليعق علعى‬
‫نصوص القانون في مؤلفاتهم وأبحاثهم أو في دروسععهم ومحاضععراتهم مععن‬
‫آراء وأبحاث‪ ،‬والتفسععير الفقهععي علععى عكععس التفسععير القضععائي ل يععواجه‬
‫حالت واقعية يريد الفقيه أن يعرف حكم القانون فيها‪ ،‬وإنما يكون بمناسبة‬
‫البحث في القواعد القانونية بوجه عام‪ ،‬ولذلك فإن التفسير الفقهععي يغلععب‬
‫عليه الجانب النظري فهو ل يعدو أن يكون مجععرد رأي يصععدر عععن فقيععه أو‬
‫رجل مععن رجععالت القععانون قععد يؤخععذ بععه أو يهمععل وذلععك بعكععس التفسععير‬
‫القضائي الذي يغلب عليه الطابع العملي‪.‬‬
‫لكن المهم هو النقاش في حد ذاته‪ ،‬لنه ينير السععبيل للمشععرع بسععبب‬
‫المنهجية العلميععة الععتي يتبعهععا والمجهعود الكععبير الععذي يبععذله فععي الحاطععة‬
‫الشاملة بالشياء‪ ،‬كما ينير السبيل للمحاكم في استجلء المحتويات الدقيقة‬
‫للنصوص القانونية‪.‬‬
‫‪Interprétation administrative‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬التفسير الداري‬
‫بجانب التفسيرات السابقة نجد التفسععير الداري ويتمثععل فععي مجمععوع‬
‫الععدوريات والمناشععير والبلغععات والتعليمععات الععتي تصععدرها الدارات العليععا‬
‫المختصة إلى موظفيها تفسر فيها أحكام القانون وتبين لهم طرق تطبيقهععا‪،‬‬
‫علععى أن هععذا النععوع مععن التفسععير ليععس لععه أيععة قععوة إلزاميععة علععى غيععر‬
‫الموظفين بحيث تبقى كل تلك التعليمات والدوريات مجرد آراء شخصية ل‬
‫تلزم القاضي ول تقيده وهو حر في الخذ بها أو مخالفتها‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬حالت اللجوء إلى التفسير‬
‫أول ما يلجأ إليه القاضي عندما يعرض عليه النععزاع هععو التشععريع‪ ،‬فععإذا‬
‫وجد النص المطلوب فل محل للتفسير‪ ،‬عندما يكون الحكم القانوني واضحا‬
‫وبينا بشكل صريح‪ ،‬أما في الحالت التي يكون مشوبا بعيب مادي أو يكتنفه‬
‫غموض يجعله ل يفيد بالمعنى بشكل صريح فعندئذ لبد من التفسير‪ ،‬وهناك‬
‫فروضا أربعة يمكن أن يواجهها القاضي وهي‪ :‬حالة الخطأ المادي أو الخطععأ‬
‫المعنععوي فععي النععص‪ ،‬حالععة الغمععوض والبهععام فععي النععص‪ ،‬حالععة النقععص‬
‫والسكوت في النص‪ ،‬حالة التناقض أو التعارض بين النصوص‪.‬‬
‫المبحث الول‪ :‬حالة الخطأ المادي أو الخطأ‬
‫المعنوي في النص‬

‫‪7‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫يكون النص مشوبا بخطأ مادي إذا وقع خطأ غير مقصععود فععي ألفععاظه‪،‬‬
‫كأن يرد به حرف أو لفظ زائد أو تسقط منه سهوا كلمععة بحيععث ل يسععتقيم‬
‫معناه إل إذا حذفنا اللفظ الزائد في الحالععة الولععى‪ ،‬أو أضععفنا الكلمعة الععتي‬
‫سقطت سهوا في الحالة الثانية وهذا النععوع مععن العيععوب يعععد مععن أبسععط‬
‫الخطاء ول يحتاج إلى تفسير النص ول يثير إصلحه أي خلف‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حالة الغموض والبهام في النص‬
‫يكون النص غامضا أو مبهما إذا كان أحععد ألفععاظه أو عبععارة النععص فععي‬
‫مجموعها تحتمل أكثر من معنى واحد‪ ،‬فيه في هذه الحالععة يعمععل القاضععي‬
‫على استخلص المعنى المقصود عبر التأمل في عبارات النص عند تطبيقه‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬حالة النقص والسكوت في النص‬


‫النقص هو إغفال لفظ أو عبارة في النص ل يستقيم المعنععى بععدونه‪ ،‬أو‬
‫عندما ل يتناول النص في حكمعه كافععة الحعالت الععتي يجعب أن يبينهعا فيععه‪،‬‬
‫ومن ثم فيجب على المفسر في هذه الحالة إكمال النقص مهتديا في ذلععك‬
‫بقصد المشرع ]الفعل )الخطأ([‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬حالة التناقض والتعارض بين‬
‫النصوص‬
‫قد يحدث تعارض بين نصوص مختلفة‪ ،‬سععواء أكععان هععذا التعععارض بيععن‬
‫نصوص تنتمي إلى فروع مختلفة من فروع القععانون‪ ،‬أو كععان هععذا التنععاقض‬
‫بين نصين من نصوص فرع واحد من فروع القانون‪ ،‬ففي كل هذه الحععالت‬
‫يتوجب على القاضععي أن يحعاول التوفيععق –وبقععدر المكععان‪ -‬بيععن النصععوص‬
‫المتعارضة‪ ،‬فإذا كان التعارض بين نصوص متفاوتة في الدرجة‪ ،‬غلب النععص‬
‫الوارد في التشريع العلى أما إذا كان التعارض بين نععص عععام ونععص خععاص‬
‫يطبق النص الخاص على الحالت التي وضع من أجلهععا‪ ،‬بينمعا يطبععق النععص‬
‫العام على بقية الحالت التي لم تستثنى بأحكام النص الخععاص‪ ،‬أمععا إن لععم‬
‫يستطع أن يوفق القاضي بين النصيين فعندئذ يعتبر أحدهما ناسععخا للخععر‪،‬‬
‫لن القاعدة أن التشريع اللحق يلغي السابق‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مدارس التفسير‬
‫إن البحث عن الرادة الحقيقية للمشرع أو نيته هو ما يسعى الفقيععه أو‬
‫القاضي للوصول إليه عندما يعرض لتفسير النص‪ .‬والبحث عن نية المشرع‬
‫أو قصده مسألة اختلفت فيها وجهات النظر مما أدى إلععى تعععدد مععذاهب أو‬

‫‪8‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫مدارس التفسير وتععوزعت إلععى مدرسععة الشععرح علععى المتععون والمدرسععة‬


‫التاريخية والمدرسة العلمية أو البحث العلمي الحر‪.‬‬
‫‪l’école de‬‬ ‫المبحث الول‪ :‬مدرسة الشرح على المتون‬
‫‪l’exégèse‬‬
‫المقصود بالشرح على المتون ‪ Exégèse‬هو البحث عن القصد أو الغايععة‬
‫من النص وقد سميت هذه الطريقة فععي تحليععل النصععوص بمدرسععة الععتزام‬
‫النص أو الشرح على المتون‪ ،‬وهي مدرسة تقليدية اعتمععدت الشععرح الععذي‬
‫يتناول المتون ‪ Corpus‬القانونية‪ ،‬وظهرت بعد إصدار التشريعات الفرنسية‬
‫بشكل عام‪ ،‬وصدور القانون المدني الفرنسي المعععروف بقععانون نععابليون )‬
‫‪ (1804‬واستمرت إلى غاية مستهل القرن الحالي‪.‬‬
‫وما يميز هذه المدرسععة هععو عععدم ابتعادهععا عععن نععص القععانون وسعععيها‬
‫الحثيث إلى استجلء إرادة المشرع‪ ،‬فإذا عجز الفقيععه عععن اسععتنباط الرادة‬
‫الحقيقية لواضع النص من القاعدة القانونية ذاتها‪ ،‬فععإن المفسععر يلجععأ إلععى‬
‫الرادة المفترضة أي الرادة التي يفترض أنها تكععون لععدى المشععرع لععو أنععه‬
‫أراد وضع القاعدة للمسألة المعروضة‪.‬‬
‫وعن هذا الموقف اتصفت المدرسة بصفة تقديس النصوص التشريعية‪،‬‬
‫إذ اعتبرت التشريع المصدر الوحيد للقانون لدرجة أن أتبععاع هععذه المدرسععة‬
‫لم يكونوا يعترفون سوى بالتقنين المكتوب أمثال بونيه ‪ Bugnet‬الذي قال "‬
‫إنني ل أعرف الحقوق المدنية وإنما أدرس قانون نابليون" وبينييعه يععد معن‬
‫مؤسسي المدرسة التقليدية‪.‬‬
‫وقد انتقععدت هععذه المدرسععة لكونهععا تعطععي الولويععة والصععدارة لقصععد‬
‫المشرع قبل كل شيء‪ ،‬إذ ما فائدة البحث عن إرادة المشععرع وقععت وضععع‬
‫القععوانين مععادامت هععذه الرادة أصععبحت متجععاوزة بفعععل تطععور الواقععع‬
‫الجتماعي الذي أصبح يستدعي حلول جديدة أكثر ملئمة لمواجهععة مشععاكل‬
‫الواقع الجتماعي المتطور‪.‬‬
‫‪Ecole Historique‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬المدرسة التاريخية‬
‫ظهرت هععذه المدرسععة فعي ألمانيعا علععى يعد سععافيني وبوشععنا واعتنععق‬
‫مبادئهععا بعععض الفقهععاء الفرنسععيين أمثععال سععالي‪ ،‬وهععي تععرى أن القاعععدة‬
‫القانونية هي نتاج حاجيات الوسط الجتماعي الذي نشععأت فيععه وفععي ضععوء‬
‫الظروف الجتماعية والقتصادية والسياسية التي اقتضت وجودها‪.‬‬
‫ل تبقى القاعدة القانونية على اتصال وثيق بنية المشرع الععذي وضعععها‪-‬‬
‫كما ترى مدرسة الشرح على المتون‪-‬بل إن أساس القواعد القانونية يوجععد‬
‫في الظروف التاريخية الملبسة لصياغتها‪ ،‬ومن تم يجب الفصل بين تفسير‬
‫القانون وإرادة المشرع وربط التفسيرات بالحاجيعات النيعة للمجتمعع ععبر‬
‫تطوير القاعدة القانونية دون حاجة إلى التعديل المتواصععل والمسععتمر فععي‬

‫‪9‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫التشريع‪ ،‬وهذا ما تعبر عنه بوضوح عبارة الفقيه سالي ‪ Saleilles‬المشععهورة‬


‫"تخطي المدونة المدنية لكن بواسطة المدونة المدنية نفسها"‪.‬‬
‫ولشك أن هذه المدرسة في التفسير تكسب القععانون مرونععة‪ ،‬وتجعلععه‬
‫دائما يتماشى مع الظععروف الجتماعيععة والقتصععادية المتطععورة‪ ،‬إل أنععه مععا‬
‫يغلب عليها أنها لم تضع ضوابط دقيقة للتفسير بحيث تفسععح المجععال أمععام‬
‫الفقهاء والقضععاة للجتهععاد الشخصععي فيسععتطيع كععل مفسععر أن يعععدل فععي‬
‫القععانون تحععت شعععار تفسععيره ممععا يععؤدي إلععى عععدم اسععتقرار المعععاملت‬
‫القانونية‪.‬‬
‫‪L’école Scientifique‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬المدرسة العلمية‬
‫أهم رواد هذه المدرسععة الفقيععه الفرنسععي جنيععه ‪ ،Geny‬وهععي مدرسععة‬
‫تحاول أن توفق بين آراء المدرستين السابقتين بالستناد إلى مبادئ البحععث‬
‫العلمي الحر‪ ،‬ومن هذه المبادئ مععا يتفععق جنيععه مععع مدرسععة الشععرح علععى‬
‫المتون‪ ،‬فيما تذهب إليه من أن القانون يجب أن يفسر وفق إرادة المشرع‬
‫الحقيقيععة‪ ،‬إذا كععانت واضععحة ومحععدودة‪ ،‬فل مجععال إذن لتأويععل القععانون أو‬
‫تحريره مادامت النصوص واضععحة ل لبععس فيهعا‪ ،‬إل أنععه يخالفهععا فععي حالعة‬
‫وجود مشاكل لم يعالجها المشرع‪ ،‬إذ يجب العتراف بوجود أوضاع وحاجات‬
‫متجددة باستمرار وبالتالي فل مجال للبحث عن الرادة المفترضة للمشععرع‬
‫لن هذه المعطيات لععم تكععن معلومععة بالنسععبة إليععه‪ ،‬بععل علععى القاضععي أن‬
‫يطبق على هذه الحالت الجديدة معا يعراه ادععى إلعى المصعلحة والصعواب‬
‫)وهو المبدأ الذي يتفق مع منظور المدرسة التاريخية للتفسير(‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬تقععوم هععذه المدرسععة علععى تفسععير النصععوص التشععريعية وفععق‬
‫مبادئ علمية بعيدا عن مفاهيم غامضة كالنية أو القصد عععبر انتقععاء الحلععول‬
‫الملئمة للمعطيات والوضاع المستجدة في المجتمع‪ ،‬ومن هنا يطلق علععى‬
‫هذه المدرسة في التفسير‪ ،‬اصطلح البحث العلمي الحر والتي ترتكز علععى‬
‫أسس هي‪ :‬ضرورة تقيد القاضي بروح التشريع القائم‪ ،‬وضرورات التنظيععم‬
‫القتصادي والجتماعي وفكرة العدالة‪ ،‬ومقتضيات المنطق والعقل‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪:‬وسائل التفسير‬
‫تنقسم قواعد التفسير إلى نوعين من الطرق‪:‬‬
‫الطرق الداخلية والطرق الخارجية ولكل منهما قواعده‪.‬‬
‫المبحث الول‪:‬طرق التفسير الداخلية‬
‫المقصود بطعرق التفسعير الداخليعة مجمعوع الوسعائل العتي يلجعأ إليهعا‬
‫القاضي لستنباط مقصد المشرع ومعرفة الدللة الحقة للنص في عدد من‬
‫القوانين‪ ،‬عن طريق القياس أو الموازنة أو المفاضلة بينها‪ ،‬دون اللجوء إلى‬
‫وسائل أخرى خارجة عنه‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫وأهم هذه الطرق‪ ،‬الوسائل التالية‪:‬‬


‫‪Raisonnement par‬‬ ‫المطلــب الول‪:‬الســتنتاج بالقيــاس‪:‬‬
‫‪Analogie ou à pari‬‬
‫والمقصود بالقياس هنا إعطاء الحالت الجديدة التي لم يععرد فيهععا نععص‬
‫نفس الحكم الذي أعطاه المشرع لحالت أخرى ورد بشأنها نص وذلك عنععد‬
‫اتحادهم في العلة‪.‬‬
‫‪Raisonnement à‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الستنتاج من باب أولى‬
‫‪Fortiori‬‬
‫ويتم فيه الحكم على حالة لم يرد بخصوصها نص بحكم حالععة ورد فيهععا‬
‫نص ل لن الواقعتين تتحدان في العلة فحسب‪ ،‬كما هو الحال في الستنتاج‬
‫بالقياس‪ ،‬بل إن تطبيق الحكم على الواقعة الثانية أكععثر تععوافرا مععن الحالععة‬
‫الولى يطبق عليها نفس الحكم بطريق القياس فمن باب الولويععة تطععبيقه‬
‫عليها‪.‬‬
‫المطلــب الثــالث‪ :‬الســتنتاج بمفهــوم المخالفــة‬
‫‪Raisonnement à contrario‬‬
‫وهو استنتاج يقوم على إعطاء حالة غير منصوص عليها حكمععا معاكسععا‬
‫لحالة منصوص عليها لختلفهما في العلة اختلفا عكسا‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪:‬طرق التفسير الخارجية‪.‬‬


‫ويقصد بها مجموعة الوسائل والوثائق والحجععج الخارجععة عععن النععص أو‬
‫القانون ذاته‪ ،‬والتي يلجععأ إليهععا القاضععي أو المفسععر للوقععوف علععى حقيقععة‬
‫معنى النص وأهم هذه الوسائل هي‪:‬‬
‫‪Le but de la loi‬‬ ‫المطلب الول‪ :‬حكمة القانون وغايته‬
‫يستعين المفسر لفهم غاية التشعريع بحكمعة التشعريع‪ ،‬أي الغايعة العتي‬
‫قصد المشرع تحقيقها بالنص‪ ،‬فحكمة التشريع هي المصععلحة السياسععية أو‬
‫القتصادية أو الجتماعية أو الخلقية التي يهدف المشرع إلععى تحقيقهععا بهععذا‬
‫النص‪.‬‬
‫‪les‬‬ ‫المطلب الثاني‪:‬المصــادر أو الســوابق التاريخيــة‬
‫‪sources, ou les précédents historiques‬‬
‫وهي المصادر المادية والتاريخية التي تكشف عن وقائع كانت سببا في‬
‫وضع النصوص التشريعية فمثل تعتبر القوانين الجنبية وخصوصععا الفرنسععية‬
‫والشريعة السلمية مصادر تاريخيعة للتشعريع المغربعي‪ ،‬فأمعام غمعوض أي‬
‫‪11‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫نص يمكن للقاضي أن يلجأ إلى هععذه المصععادر التاريخيععة ليفسععر النصععوص‬
‫على ضوئها‪.‬‬
‫‪Les‬‬ ‫‪travaux‬‬ ‫المطلـــب الثـــالث‪:‬العمـــال التحضـــيرية‬
‫‪préparatoires‬‬
‫ويقصد بها كافة العمال التي سبقت صدور القانون عن السلطة التشععريعية‬
‫ومهععدت لععه وقععت صععدوره‪ ،‬والمتمثلععة فععي مجمععوع الوثععائق والمسععتندات‬
‫الرسمية التي تضم المذكرات التوضيحية ومناقشات مجلس النواب وتقارير‬
‫لجانه‪ ،‬فالعودة إلى هذه الوثائق تمكن في كثير مععن الحيععان الوقععوف علععى‬
‫المعنععى الحقيقععي للنععص ومقاصععده كمععا أراده واضعععوه وبالتععالي تفسععير‬
‫النصوص القانونية على ضوئه‪.‬‬
‫الباب الثاني‪:‬جوانب عملية لتحليل النصوص‬
‫القانونية‬
‫يضم هذا الباب توجيهات عامة )الفصل الول( وكيفية تحليععل النصععوص‬
‫القانونية )الفصل الثاني(‪.‬‬
‫الفصل الول‪:‬تـوجيهات عامة‬
‫المبحث الول‪:‬حفظ الدرس‬
‫ل تكون الطالب الذي يحفظ ميكانيكيا ول يستحضر سؤال لماذا‪) ،‬لماذا‬
‫هذه القاعدة‪ ،‬لماذا هذه المؤسسة؟( الذي يضع كل مقال دون أن يرتبه في‬
‫المادة‪ ،‬الذي يعتقععد أنععه يحفععظ عنععدما يقععرأ‪ ،‬يسععتعمل مصععطلحات دون أن‬
‫يعرف معناها‪ ،‬الذي يدعي أنه يعاني من النسيان‪.‬‬
‫‪+‬الفهم من أجل الحفظ )كل مادة هي كل متماسك(‬
‫‪+‬حفظ المصطلحات )حفظ عدد كبير من المصطلحات القانونية(‬
‫‪+‬ترك أثر لكل ما تقرؤه )تصميمات ملفات ‪ fiches‬ملخصات(‬
‫المطلب الول‪:‬أهمية التصميم‬
‫كععل كتععب القععانون مرتبععة ومصععنفة إلععى تقسععيمات متعععددة‪ .‬معرفععة‬
‫التصميم تسمح لك بالسيطرة على المععادة وتفعادي التيهععان )تصعميم مدينععة‬
‫مثل(‪.‬‬
‫‪-1‬في الدرس‪:‬انقل تصميم الستاذ لكي يتسنى لك تتبعه‪.‬‬
‫‪-2‬عند معالجة سؤال ما‪ :‬ابدأ أول بمعرفة التصميم العععام الععذي يمكنععك‬
‫من معرفة محتوى ونوع المادة‪.‬‬
‫هل يتضمن التصميم تطور تاريخي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪12‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫هل التصميم وصفي‬ ‫‪‬‬


‫هل التصميم تصنيفي‪ ،‬يتضععمن مفععاهيم ويصععنفها إلععى‬ ‫‪‬‬
‫أنواع كبرى وصغرى‪.‬‬
‫هل التصميم يقدم مؤسسة ما ) الحكومععة‪ ،‬البرلمععان‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫الزواج‪ ،‬الطلق‪...‬أو عمل قانوني )العقد(‪ ،‬بهدف تطععوير القواعععد الععتي‬
‫تنظمه‪ ،‬بطرح الشروط التي يخضع لها ثم الثار التي تنتجها‪.‬‬
‫هععل التصععميم يطععرح مشععكل قععانوني؟ يحععدد هععذا‬ ‫‪‬‬
‫المشكل ثم يحله بطرح قواعد الحل المطبقة واستثناءاتها‪.‬‬
‫‪-3‬ستتمكن بسرعة من الجابة عن السؤال المطععروح إن تحكمععت فععي‬
‫التصميم‪ ،‬والعقل يتذكر جيدا عبر تجميععع الفكععار المتسلسععلة والقريبععة مععن‬
‫بعضها خصوصا إذا تعلق المر بامتحان شفوي‪.‬‬
‫‪+‬إذا كان السؤال جد واسع‪ ،‬تحدد موقعه فععي أي فصععل فععي التصععميم‬
‫العام‪ ،‬ثم تستحضر تقسيماته الساسية لكي ل تخرج عن الموضوع‪.‬‬
‫‪+‬إذا كان السؤال جععد ضععيق ومركععز‪ ،‬يجععب وضعععه فععي سععياقه العععام‬
‫للمادة بصفة عامة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬ترتيب التصميم‬
‫وضع ملفات كبيرة لكععل جععزء ثععم بععداخله كععل قسععم وفصععل ومبحععث‬
‫وهكذا‪ ،‬وتكتب على ظهر كل ملف التصميم الداخلي لما يوجد بععه مععع جمععع‬
‫كل المواد المتعلقة بفصل معين‪ ،‬سواء في الدروس النظرية أو التطبيقيععة"‬
‫مما يمكنك من الحفظ والستيعاب دون عناء‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أهمية المصطلح‬
‫معرفة المصطلح القععانوني‪ ،‬هععي امتلك مفاتيععح المععادة‪ ،‬التمكععن مععن‬
‫الولوج إلى التصنيف إلى السباب إلى التناقض أي القدرة على التعبير عععبر‬
‫التعود على معرفة المفاهيم القانونية‪.‬‬
‫المطلب الول‪:‬التصنيفات‬
‫العديععد مععن التعريفععات تتضععمن أصععناف كععبرى وصععغرى للتصععنيفات‬
‫القانونيععة المتعععددة‪ ،‬مثل أنععواع القععوانين‪ :‬القععوانين الدسععتورية‪ ،‬القععوانين‬
‫التنظيميععة‪ ،‬القععوانين البرلمانيععة‪ ،‬القععوانين الطععار‪ ،‬قععوانين البرنامععج‪ ،‬أنععواع‬
‫الحقوق ‪.... droits‬هذه المفععاهيم القانونيععة‪ ،‬لسععتعمالها جيععدا يجععب معرفععة‬
‫تعريفها‪.‬‬
‫‪-1‬تعلم التكييف القانوني للوقائع وهو عمل فكري من اختصععاص رجععال‬
‫القانون فالتكييف القانوني للوقائع يتطلب معرفة جيدة بالتعريفات‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫‪-2‬تعلم الدقة التقنية في بعض الميععادين فغنععى المصععطلحات القانونيععة‬


‫هي التي تساعد على الدقة )مثل تكييف جريمة ما وإحالتهععا علععى المحكمععة‬
‫المختصة(‪ ،‬يجب إذن معرفة المعنى الكامل للتعابير وعدم خلطها‪.‬‬
‫‪-3‬التعود علععى اللغععة القضععائية‪ :‬كععل تخصععص لععه مصععطلحاته الخاصععة‬
‫الدارة البنعععك‪ ،‬التوثيعععق‪ ،‬قعععانون الشعععركات‪ ،‬القعععانون الجبعععائي‪ ،‬القعععانون‬
‫الجتماعي يجب ضبط المصطلحات القضائية والقانونية‪.‬‬
‫‪-‬القانونية لها علقة بالقانون ‪droit juridique‬‬
‫‪-‬القضائية لها علقة بالمساطر والمحاكم ‪procès et tribunaux‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬أهمية دراسة الجتهاد القضائي‪.‬‬
‫لدراسة الجتهاد القضائي من الضروري معرفة المصعطلحات القضعائية‬
‫)أي مجموع القرارات القضائية المتعلقععة بمسععألة معينععة(‪ ،‬للفهععم والتعليععق‬
‫على القععرارات‪ ،‬إذ ل يمكننععا دراسععة فععن وعلععم القععانون بععدون النظععر إلععى‬
‫تطبيقاته القضائية‪.‬‬
‫يجب إقامة ملف للتعاريف حفظها جيدا لتسهل استعمالها وتحديععد نععوع‬
‫السؤال أو محاولة إظهارها داخل الدروس أو كتابتها جانبا‪ ،‬لنها تعد الكلمات‬
‫المفتاح في كل سؤال‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬قراءة الدروس‬
‫أحسن طريقة هي البدء بععدروس السععتاذ ثععم كتععاب جععامعي ثععم كتععاب‬
‫معمق‬
‫‪-1‬دروس الستاذ‪:‬‬
‫‪+‬مطبوع أو كتاب جامعي يعفيك من الكتابة داخل الدرس‪ ،‬بععدل الفهععم‬
‫والتفكير يمكنك أن تأخذ النقط فقط‪.‬‬
‫‪-2‬مختصر كتاب جامعي يكمل درس الستاذ وقععد يكععون مععن الععدروس‬
‫التوجيهية‪.‬‬
‫‪-3‬كتاب معمق ل تلجأ إليه إل في حالة الضرورة للتوسع‪.‬‬
‫*كيفية القراءة‪ :‬قراءة متأنية مع تركيز شديد )اقرأ كالدجاجة عنععدما‬
‫تشرب‪ ،‬اقرأ وأنت تفكر‪ ،‬تقارن وتطرح أسئلة أي بكيفية مركبة(‪.‬‬
‫‪-‬اقرأ وقلععم الرصععاص فععي اليععد )تضععع خععط علععى الكلمععات أو الجمععل‬
‫المهمة أو تعيد نقل بعض الفقرات( فالهدف هو استخراج الهععم وليععس كععل‬
‫شيء‪.‬‬
‫‪-‬إشارات تنقل على الهامش )تعععاريف‪ ،‬أسععئلة مهمععة تبععدو ذات أهميععة‬
‫أكبر وعلمات عن المفهوم وغير المفهوم(‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫‪résumé du cours‬‬ ‫المبحث الرابع‪:‬تلخيص الدروس‬


‫له أهمية مزدوجة‪ :‬ترسيخ السئلة في الععذاكرة )أسععئلة مطروحععة فععي‬
‫الدرس(‪ ،‬وتسهيل المراجعة‪ ،‬التلخيص ليس وقت هدر بععل يجععل أن يسععتثمر‬
‫جيدا‪ ،‬لنه ليععس هنععاك وسععيلة أفضععل للفهععم والحفععظ بععدون وسععيلة جيععدة‬
‫للمراجعة‪ ،‬لكن يجب التععود علعى إقامعة تلخيصعات جيعدة )ليسععت تصعميما‬
‫مفصل للدرس‪ +‬ليس نقل تلغرافيا للدرس(‪ .‬يجب أن يتضمن )تصميما جيدا‬
‫وواضحا وتعاريف جيدة وموضوع تحتها خط واضح ونقط موضوع تحتها خععط‬
‫عند قراءة متأنية له‪ .‬ل تنقل بل قم بوضع رموز وتلوينها‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬كيفية تحليل النصوص القانونية‬
‫ل تكن الطالب الذي‪:‬‬
‫يعتبر تحليل نص بدون قواعد‬ ‫•‬
‫ل يعرف قراءة نص ول يريد أن يقرأ وأيضا لم يسععبق أن كععان لععه‬ ‫•‬
‫حب قراءة ل دستور ول فصل من مدونة‪.‬‬
‫الذي يطنب ‪ paraphrase‬يردد ‪ ،redit‬يطور‪ ،‬يكرر‪ ،‬يضععخم محتععوى‬ ‫•‬
‫نص‪...‬لكن ل يضيف شيئا‪.‬‬
‫كل أنواع النصوص يمكن أن تخضع للتعليق‬
‫‪+‬نصوص تشريعية‪:‬‬
‫قوانين‪ ،‬فصول من مدونات‬ ‫‪‬‬
‫فصول الدستور‬ ‫‪‬‬
‫تنظيمات ‪Règlements‬‬ ‫‪‬‬

‫نصوص ‪ dispositions‬قانونية أجنبية أو اتفاقية دولية‬ ‫‪‬‬

‫مشاريع قوانين‪..‬الخ‬ ‫‪‬‬


‫‪+‬نصوص فقهية‪ :‬تصريح أحد الكتاب‬
‫‪+‬وثائق علمية‪.‬‬
‫‪+‬محاضر نقاش برلماني‪...‬الخ‬
‫كيف ما كان النص الخاضع للتحليل فالهدف دائما‪:‬‬
‫‪-‬الدللة على المعرفة‪.‬‬
‫‪-‬الدللة على القدرة على تحليل نص‬
‫‪-‬الدللععة علععى المهععارة فععي عععرض معععارفكم عععبر ربطهععا دائمععا‬
‫بالنص‬

‫‪15‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫‪les deux écueils à éviter‬‬ ‫عقبتين يجب تجنبهما‬


‫‪+‬الطناب ‪ paraphrase‬يعني تكرار ما يحتويه النص دون إضافة‪.‬‬
‫‪ ‬يجب إضافة كمية من المعلومات لمحتوى النص فكل كلمععة وكععل‬
‫جملة تحتوي على نقطة انطلق لتطورات جديدة‪.‬‬
‫‪+‬تععرك النععص جانبععا والتحععدث عععن الموضععوع‪ ،‬اعمععل علععى الععذهاب‬
‫والرجوع دائما للنص‪.‬‬
‫‪ ‬العديد من النصوص التعليق عليها قد تجدونه في المحاضععرات أو‬
‫فععي بعععض الكتععب )فصععل مععن الدسععتور‪ -‬قععانون معيععن المسععطرة‬
‫المدنية‪..‬الخ(‪ ،‬يقترب من سععؤال الععدرس ول يتطلععب إل مجهععودا علععى‬
‫مستوى التركيب‪.‬‬
‫وإذا طلب منكم ما لععم تدرسععونه فععي المحاضععرات‪ ،‬أو عمععل يجععب أن‬
‫تموضعونه في المادة وربطه بأسئلة عرضت في الععدرس‪ ،‬يمكععن أن تكععون‬
‫مثل مرسوما يخص تنفيذ نص قانوني الذي تمت دراسعته أو فقهعا ععبر ععن‬
‫رأيه‪ ،‬أو نظرية تم تفسيرها‪ .‬تعرف على النص بدم بارد لمعرفة التنظيععم ‪la‬‬
‫‪ réglementation‬أو الفكار التي تم التعبير عنها‪ ،‬ثم اجمع كععل معارفععك عععن‬
‫الموضوع للحاطة الكاملة بالنص مع تجنب الطناب‪.‬‬
‫‪la préparation‬‬ ‫المبحث الول‪:‬التحضير‬
‫يبدأ بقراءة أولية للنص‪ ،‬للتعرف بدون تعمق‪ ،‬فالتعمق سععيأتي تععدريجيا‬
‫ومنهجيا من خلل العداد الذي يضم ثلثة أوجه‪:‬‬
‫‪-‬بداية‪ ،‬معالجة النص "من الخارج"‪.‬‬
‫‪-‬ثم الدخول والتعمق شيئا ما في التحليل‪.‬‬
‫‪-‬أخيرا‪ ،‬توسيع التحليل لكل المحيط القانوني للنص )ولكل بنوده(‬

‫‪l’examen‬‬ ‫المطلب الول‪:‬المعالجة الوصفية‬


‫‪descriptif‬‬
‫ل تدخل مباشرة إلى النص‪ ،‬اجمع عنه بعض المعلومات الساسية الععتي‬
‫تشكل مدخل‪.‬‬
‫*ما هو هذا النص؟ ومن أين أتى؟‬
‫‪-‬طبيعته )قانون‪-‬مرسوم‪ -‬نص فقهي‪...‬الخ(‬
‫‪-‬مصدره أو صاحبه )مسطرة مدنية –وزير أول‪ -‬مونتسكيو‪(..‬‬
‫‪-‬تاريخه‬
‫‪-‬تحديد النص أو الكتاب الذي منه أخذ النص )إذا كان كذلك(‬
‫‪16‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫*ما هو ميدانه العام؟ وموضوعه المحدد؟‬


‫*كيف هو مقدم؟‬
‫‪-‬حجمه‬
‫‪-‬تقسيماته الظاهرة‬
‫المطلب الثاني‪:‬تحليل النص‬
‫يطرح العديد من القراءات المعمقة لن هذا التحليل يجب أن يقود إلى‬
‫مسععتويات متتابعععة‪ .‬خلل القععراءة انقععل النععص وقسععمه ثععم سععطر علععى‬
‫المصطلحات المحتاجة للشرح‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬دراسة بنية النص‬
‫كيف بني النص؟ كيف هو مصمم؟‬
‫*البنية الطباعية ‪ Typographique‬والنحوية ‪grammaticale‬‬
‫حدد تقسيم الفقرات ‪ alinéas‬وأيضا التنقيععط ‪) ponctuation‬خصوصععا إذا‬
‫كان النص مختصرا(‪.‬‬
‫هذه التقسيمات مهمة لنها تععدل غالبععا علععى تصععميم النععص الععذي مععن‬
‫المفروض أن تتبعونه في التعليق‪.‬‬
‫*البنية المنطقية ‪structure logique‬‬
‫حدد نوع القتراحات والتدابير المتضمنة في النص‪.‬‬
‫نجد مثل‪:‬‬
‫‪-‬تعريف وضعية ما‪ ،‬ثم القاعدة التي تنظمها‪.‬‬
‫‪-‬قاعدة ما‪ ،‬ثم استثناءاتها؟‬
‫عددها )لئحة حصرية أم ل(‪ ،‬الستثناءات )فقط(‬
‫إذا احتوى النص علعى حجعة ‪ argument‬أو اسععتدلل ‪ raisonnement‬انقععل‬
‫الحجج التي استعملت‪ :‬مثل استدلل استنتاجي ‪ par déduction‬أو استقرائي‬
‫‪ par induction‬من باب أولى ‪ a fortiori‬أو بالمخالفة ‪.a contrario‬‬
‫دراسعععة البنيعععة المنطقيعععة هعععاته هعععو عمعععل تعععأويلي أو تفسعععيري‬
‫‪ d’interprétation‬للنص‪ .‬وإذا تعلق المر بنص تشريعي‪ ،‬يجععب أن تربطععه‪ ،‬إذا‬
‫اقتضى المر بتأويلت أو تفسيرات قضائية أو فقهية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬دراسة المصطلح‬
‫الكلمات والتعابير المستعملة يجب أن تحلل في نفس الوقت خصوصععا‬
‫في النص المختصر‪ :‬كل كلمة )مثل‪ :‬يمكن ‪ peut‬يجب ‪ ،(doit‬كل أداة للربط‬
‫أو حرف جر ‪) préposition‬مثل‪ :‬و‪-‬أو ‪ ،(ou-et‬كل تعبير متعلق بفعععل ‪،adverbe‬‬
‫‪17‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫مثل‪ :‬خصيصعععا ‪ ،expressément‬ععععادة ‪ ،(habituellement‬يجعععب أن يععععرف‬


‫ويفسر‪.‬‬
‫المصطلحات ‪ les termes‬التقنية ‪ ،techniques‬التعععابير القانونيععة‪،‬‬ ‫•‬
‫يجب أن تعرف )مثل‪ :‬آثععار رجعيععة ‪ ، effet rétroactif‬المععادة الععتي تنععص‬
‫عليه في المسطرة المدنية‪(...‬‬
‫المصععطلحات المتداولععة ‪ ،la langue courante‬تتطلععب أيضععا أن‬ ‫•‬
‫تفسر حسب السياق‪) ،‬مثل سكوت أو غموض القانون(‪.‬‬
‫استخرج الكلمات المفتاح‪ ،‬المفاهيم المفتاح‪ :‬إذ غالبا من خلل‬ ‫•‬
‫الكلمععة أو التعععبير المسععتعمل تعععد أنظمععة ونظريععات فقهيععة أو بنععاء‬
‫للجتهادات القضائية )مثل‪ ،‬النظام العام في قانون المسطرة المدنية(‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬دراسة مضمون النص‬
‫استخرج‪ ،‬وضح محتوى النص‪:‬‬
‫أي وضعية يهدف إليها؟‬
‫أي نظرية يؤسس لها؟‬
‫أي قاعدة ينص عليها؟‬
‫أي المفاهيم يحدد؟ أو ينطوي عليها؟‬
‫أي الفكار تعبر عنها؟ أو تنتقد؟‬
‫يجب أن تستخرج وتفسر ليس فقط المعنى العام للنص المعلق عليععه‪،‬‬
‫لكن أيضا كل جزء منه يأخذ منفصل‪.‬‬
‫إذا لم تسمح بنية النص أن تعطي تصععميما للتعليععق يجععب أن تسععتخرج‬
‫التصميم من محتوى النص‪ ،‬أي من الفكار الساسية المعبر عنها‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬البحث في المحيط القانوني للنص‬
‫إنه البحث في عناصر التعليق خارج النص‪ ،‬لكن تمثل المحيععط الفكععري‬
‫والقانوني فأي نص ليس عنصرا منعزل‪ ،‬إنه جزء من كل واسععع ومتماسععك‪،‬‬
‫ول يمكن أن نفهمه ونفسره إل على ضوء محيطه‪ ،‬عبر الدللة علععى كيفيععة‬
‫تعلقه بالقانون الوضعي‪ ،‬وفي الفكر القانوني وفي تطور الداب ‪les mœurs‬‬
‫والفكار‪...‬الخ‪.‬‬
‫هذه بعض السئلة المقترحععة لتسععليط الضععوء علععى المحيععط القععانوني‬
‫لنص ما‪ ،‬يمكن أن توزع على ثلث توجهات‪ :‬من أعلى ‪ ، en amont‬بالموازاة‬
‫‪ ، parallèlement‬من أسفل ‪en aval‬‬
‫‪-‬من أعلى النص ‪ ،en amont‬لربطه بما قبله ومستوحي منه‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫‪-‬بععالموازاة مععع النععص‪ ،‬لربطععه بنصععوص ‪ dispositions‬أو آراء مكملععة‬


‫‪ complémentaire‬أو مقارنة ‪.comparable‬‬
‫‪-‬من أسفل النص ‪ ، en aval‬لتفسير آثاره من كل النواحي‪.‬‬
‫يتعلق المر بنموذج للسئلة مخصصة لتوجيه أبحاثكم وتغذية تعليقععاتكم‬
‫وليس تصميما‪ .‬ل تتبعوا نفس الترتيب في الجابة عنها‪ ،‬وأيضا ل تجيبوا عععن‬
‫كل التعاليق‪ ،‬يجب أن تقيمععوا لكععل نععص تعععالجونه أسععئلة لربطععه بمحيطععه‬
‫القانوني‪.‬‬
‫أخيرا‪ ،‬هذه السئلة يمكن أن تعني ليس فقط النص فععي عمععومه‪ ،‬لكععن‬
‫أيضا كل جزء من بنوده منفصل‪.‬‬
‫مثل‪ :‬نص تشريعي يحدد القاعدة واستثناءاتها‪.‬‬
‫‪+‬بخصوص القاعدة‪ ،‬من الهمية بمكان تطععوير أسسععها ونيععة ‪intention‬‬
‫المشرع وغايته‪.‬‬
‫‪+‬بخصوص الستثناء يمكن التأكيععد علععى التفسععير أو التأويععل القضععائي‬
‫والنظريات الفقهية‪.‬‬
‫‪En amant du texte‬‬ ‫الفرع الول‪:‬من أعلى النص‬
‫مصععادره ‪origines‬وأسسععه ‪) fondements‬نععص تشععريعي فععي‬ ‫•‬
‫مجموعة أو أحد بنوده أو رأي ما(‬
‫‪+‬عن أي نظرية أو فلسفة مستوحى منها؟‬
‫‪+‬على أي مبادئ عامة يرتكز؟‬
‫‪+‬ما هي المنابع التاريخية للنص ومصادره؟‬
‫‪+‬عن أي تيار فكري أو رأي مستوحى؟‬
‫غايته )نص تشريعي‪ ،‬أحد بنوده‪ ،‬أو نظرية فقهية(‬ ‫•‬
‫‪+‬ما هي نية المشرع )‪( ratio legis‬؟ أو الكاتب؟‬
‫‪+‬حدد الهدف المتبع والفكرة الساس‬
‫في حالة النصوص التشريعية الحديثة‬ ‫•‬
‫‪+‬ما هي أسباب تدخل المشرع؟‬
‫‪+‬ما حمله النص الجديد مقارنة بسابقه؟‬
‫‪+‬إذا تعلق المر بإصلح‪ ،‬ماذا تغير مقارنة بالقانون السابق؟‬
‫‪+‬هذه البنود هل استوحت وأعلنت من طرف الفقععه عععبر تيععار ‪courant‬‬
‫من الرأي؟‬

‫‪19‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫‪+‬هل كرس أو على العكس انتقد اجتهاد قضائي سابق أو ممارسععة مععا‬
‫أو آداب ‪ mœurs‬معينة‪.‬‬
‫‪parallèlement au‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬بالموازاة مع النص‬
‫‪texte‬‬
‫‪-‬هل توجد تععدابير تكميليععة‪ ،‬الععتي يميععل إليهععا النععص أم ل )السععتثناءات‬
‫بالخصوص(؟‬
‫‪-‬هل توجد تدابير أو آراء مماثلة ‪voisines‬؟‬
‫‪-‬هل توجد تدابير أو آراء مقارنة ‪comparables‬؟‬
‫‪+‬في ميادين أخرى؟‬
‫‪+‬في الخارج؟‬
‫‪En aval du texte‬‬ ‫الفرع الثالث‪:‬من أسفل النص‬
‫* تفسععيرات ‪ interprétations‬للجتهععاد القضععائي )لنععص تشععريعي فععي‬
‫عمومه‪ ،‬أو أحد بنوده ‪ disposition‬أو أحد مصطلحاته ‪.(ses termes‬‬
‫أو‬ ‫‪-‬هل طبق النص من طرف الجتهاد القضائي‪ ،‬أو أول ‪interprété‬‬
‫حرف ‪déformé‬؟ كيف ولماذا؟‬
‫أو رأي(‪.‬‬ ‫* الراء ‪ appréciations‬النقدية )نص ‪– texte‬بند ‪disposition‬‬
‫أو انتقد من طرف الفقه‪ ،‬والرأي العام؟‬ ‫‪-‬هل استحسن ‪approuvé‬‬
‫‪-‬ما هي في رأيك الفوائد واليجابيات والسلبيات؟ )برر تحديدا رأيك(‬
‫*حمولة وتأثيرات )نص‪ ،‬مادة ‪ ،disposition‬رأي(‬
‫‪-‬هل طبق‪ ،‬هل دخل حيز التنفيذ؟‬
‫‪-‬هل له تأثيرات ‪ incidences‬قانونية‪ ،‬اقتصادية‪ ،‬سياسية‪ ،‬اجتماعية؟‬
‫‪-‬في أي ميدان التأثيرات تكون إيجابية؟ أو سلبية؟‬
‫‪-‬هل تمت المطالبة بإلغاء ‪ abrogation‬النص أو تغييره؟‬
‫المبحث الثاني‪:‬التصميــم‬
‫المطلب الول‪:‬اتبع تصميم النص‬
‫عموما التعليق على النص يتركب حسب تصميم النص نفسه‬
‫قواعد الشكل ل تخضع لتوجيهات التحرير القانوني‪.‬‬
‫‪-‬التصميم يمكن أن يعرف جزئيععن حععتى ثلثععة أو أربعععة‪ ،‬إذا كععان النععص‬
‫مقسم إلى ثلثة أو أربعة أجزاء مختلفة‪) ،‬خارج ذلك يجب أن تبذلوا مجهودا‬
‫للجمع إذا كان ذلك ممكنا(‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫‪-‬التوازن في التقسيمات الداخلية غيععر ضععروري فععي التعليععق‪ ،‬إذا كععان‬


‫جزء من النص أكثر أهمية ويدعو إلى شرح إضافي مععن الخريععن يمكععن أن‬
‫تمنحونه مكانة أكثر أهمية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬كيف يبنى التعليق؟‬
‫*إذا كععان النععص مختصععرا فععي جملععة‪ :‬ارتكععزوا علععى البنيععة النحويععة‬
‫‪ ،grammaticale‬والمنطقيععة ‪ logique‬لهععذا الطععرح‪ ،‬أو أيضععا علععى الكلمععات‬
‫المفتاح‪.‬‬
‫*إذا كان أطول اتبعوا تقسععيم المعواد بالفصععول )اجمعهعا إذا كعان ذلعك‬
‫ممكنا( أو الفقرات‬
‫*إذا لم يكن ممكنا إيجاد تصميم في بنية النص )هذا ناذرا(‪ ،‬ابحثععوا عععن‬
‫تصميم في محتواه‪ ،‬في المفاهيم التي يتناولها والفكار التي يعبر عنها‪ ،‬في‬
‫هذه الحالة اعملوا على أن يكون تصميمكم يضم كل جوانب النص‪ ،‬ويسمح‬
‫بالتعليق عليه كلية بدون البتعاد عنه‪.‬‬
‫*كل معارفكم وكل تفسيراتكم الععتي تعطونهععا يجععب أن تتموضععع‪ ،‬فععي‬
‫التعليق على جزء من أجزاء النص‪ ،‬في جملة ما منه‪ ،‬في كلمة ما منه‪.‬‬
‫هذا يتطلب عمل بنائي صعب‪ ،‬لنه يجب أن ترتب قانونيععا فععي التعليععق‬
‫على النص كل الدوات التي جمعتها طيلة المرحلة التحضيرية‪.‬‬
‫ل يوجد تصميم نموذجي ‪ ،plan typique‬بما أنه في كل نص يوجد مفتاح‬
‫» ‪ « grille‬لتعليقه‪ ،‬لكن ستستأنسون بسرعة في بنععاء النصععوص الععتي هععي‬
‫سهلة‪.‬‬
‫مثل‪ :‬قاعدة‪-‬ميدان تطبيقها‪ ،‬رأي‪ -‬نقد‪..‬الخ‬
‫المبحث الثالث‪ :‬نموذج لتصميم المقدمة‬
‫يوجد مع ذلك تصميما للمقدمة يفرض في أغلبيععة الحععالت‪ ،‬لنععه يقععدم‬
‫النص )يلئم المعالجة الوصفية التي بها يبدأ أي تحليل أو تعليق على نص(‪.‬‬
‫*موضعة النص ‪Mise en situation du texte‬‬
‫‪-‬طبيعته )قانون‪-‬مرسوم‪-‬نص فقهي‪(..‬‬
‫‪-‬المصدر أو الكاتب )وزير أول‪ -‬فقيه معين‪(...‬‬
‫‪-‬تاريخه‬
‫‪-‬تحديد المكان الذي أخذ منه النص أو الكتاب الععذي أخععذ منععه )إذا كععان‬
‫ممكنا(‪.‬‬
‫*الميدان العام للنص‪ ،‬ثم موضوعه المحدد‪.‬‬
‫الدللة بصفة عامة على المحيط القعانوني للنعص‪) ،‬تجنعب كعل معا معن‬
‫شأنه أن يربط فقط جزء من أجزائه(‬
‫*البنية العامة‬

‫‪21‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫‪-‬البعاد‬
‫‪-‬التقسيمات الظاهرة )الفصول‪ -‬المواد ‪-alinéas‬أو الفقرات(‬
‫‪-‬تصميم النص‬
‫*العلن عن تصميم التعليق‬
‫إذا لم تأخذ التصميم من بنية النص )وهذا دائما محبذ(‪ ،‬قبل العلن عن‬
‫التصميم حددوا الفكار الساسية للنص‪.‬‬
‫‪la marche à suivre‬‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬طريقة يمكن إتباعها‬
‫‪+‬القععراءة الولععى للنععص بتععأن‪ ،‬لكععن بسععرعة تكععرس للتعععرف الولععي‬
‫أساسا‬
‫‪-‬طبيعته ومصدره‪.‬‬
‫‪-‬تاريخه )معلومة أساسية(‬
‫‪-‬موضوعه‪.‬‬
‫‪+‬ادرس أو حدد ذهنيا‪ ،‬السؤال الذي يتمحور حوله النص ثم اعمل على‬
‫موضعته ما أمكن في خضم المادة‪.‬‬
‫‪+‬ارجع إلى النص لتحليله‪ ،‬وأنت تقرأ اكتب وانقل‪ ،‬فععي نفععس الععوقت‪،‬‬
‫على ورقة الوسخ جردا للفكععار‪ ،‬الطععرق‪ ،‬السععئلة الععتي تتبععادر إلعى ذهنعك‪،‬‬
‫تقدم شيئا ما وخذ النص من كععل جععوانبه‪ ،‬اقععرأه العديععد مععن المععرات حععتى‬
‫"تستوعبه" ‪ décortiqué‬وتفهمه‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫‪:‬القسم الثاني‬
‫التعليق على القرارات والحكام‬
‫القضائية‬

‫‪23‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫القسم الثاني‪:‬‬
‫التعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫تقـديم عـام‪:‬‬
‫في البداية يلزم تحديد الطار العام للمادة‪ ،‬ويتم ذلك من خلل تحديععد‬
‫الهداف ثم تحديد المفاهيم‪.‬‬
‫أول‪ :‬الهداف العامة‬
‫تندرج مععادة التعليععق علععى القععرارات القضععائية‪ ،‬ضععمن وحععدة تطبيقععات‬
‫القانون العام )والذي يمكن أن يدخل في إطاره‪ ،‬تحليل النصوص القانونيععة‪،‬‬
‫تحليل النوازل‪.(...‬‬
‫وهي مادة حديثة في إطار الصلح البيداغوجي‪ ،‬الذي تم تدشععينه مععؤخرا‬
‫ومن الهداف التي ترومهععا‪ ،‬محاولععة تعدارك ذلععك الخلععل الععذي يسععجل فععي‬
‫تكوين الطالب بكلية الحقوق بين ما هو نظري وما هو تطبيقي )عملي( ذلك‬
‫أن‪:‬‬
‫‪+‬دراسة المبادئ والنظريات العامة للقانون مهما كان المجهود المبععذول‬
‫فيها‪ ،‬تظل غير كافية‪ ،‬وغير مقنعة إذا لم تكن موازية بتطبيقات عمليععة‪ ،‬مععن‬
‫خلل أحكام المحاكم وقراراتها‪.‬‬
‫‪+‬الدراسة النظرية تعتمععد السععتيعاب والحفععظ‪ ،‬وهععو مععا يتطلععب إمععداد‬
‫الطالب بالقدرة على التحليععل والكتابععة المبسععطة‪ ،‬بأسععلوب قععانوني يعتمععد‬
‫الععتركيز والمناقشععة والتسلسععل المنطقععي للفكععار‪ ،‬وتععدعيمها بالحجععج‬
‫والبراهين‪ ،‬وهو ما ل يتأتى إل من خلل دراسة أحكام المحاكم وقراراتها‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬الهداف الخاصة‪:‬‬
‫تتحقععق هععذه الهععداف عنععدما نتمكععن مععن قععراءة القععرار قععراءة جيععدة‪،‬‬
‫واسععتيعابه وتقععديمه بكيفيععة مختصععرة وواضععحة‪ ،‬ثععم التعليععق عليععه بشععكل‬
‫صحيح‪ ،‬وهو ما يساعدنا في النهاية على إثراء ثقافتنا وإعانتنععا علععى حععل مععا‬
‫قد يعترضنا من حالت عملية وتطبيقية‪.‬‬
‫الباب الول‪:‬السس المفاهيمية )النظرية( للقرار‬
‫والحكم القضائي‬
‫الفصل الول‪ :‬تحديد المفاهيم‬
‫يلحظ أن هناك مفاهيم عامة مرتبطة بالجتهاد القضععائي عمومععا وأخععرى‬
‫تخص القرار القضائي‪ ،‬وضرورة تمييزه عما يشابهه أو يتداخل معععه‪ ،‬وهنععاك‬
‫مفاهيم تهم القرار نفسه أي مكونات القرار‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫المبحث الول‪:‬أهمية الجتهاد القضائي‬


‫إن المهمة الساسية للقضاء هي حل النزاعععات المعروضععة عليععه‪ ،‬فععي‬
‫إطار القوانين والمساطر المعتمدة في كل دولة‪ ،‬والتي وضعها المشععرع ول‬
‫يمكنه بأي حال من الحعوال أن يتهعرب معن هعذه المسعؤولية ومهمعا كعانت‬
‫المبررات‪ ،‬وإل عععد مرتكبععا لجريمععة إنكععار العدالععة‪ .‬والمشععرع عنععدما يسععن‬
‫القوانين ‪-‬وهي قواعد عامة مجردة وملزمععة‪ -‬ل يتعععرض للتفصععيلت ومهمععة‬
‫القاضي هي أن يطبق تلك المبادئ‪ ،‬غير أن في أدائه لتلك المهمة ليس بآلة‬
‫جامدة‪ ،‬بل يتعامل مع كل حالة على حدة بحسب معطياتها وظروفهععا وبهععذا‬
‫يولد القضاء ذو المبادئ‪ ،‬سواء كان قاضيا إداريا أو قاضيا عاديععا‪ ،1‬وإن كععانت‬
‫أهميته ودللته أبرز في القضاء الداري عنه في القضاء العادي‪ ،‬وعلععة ذلععك‪،‬‬
‫أن الول حديث النشأة وغير مقنن ويخضع للتطور والتجديد‪.‬‬
‫وبالتالي يترك هامشععا مهمععا للقاضععي للتفسععير والتأويععل والتعامععل مععع‬
‫المعطيععات والظععروف والملبسععات حسععب كععل حالععة‪ ،‬فالمهمععة الساسععية‬
‫للقضاء هي حل النزاع وذلك باللجوء للنععص القععانوني إن وجععد‪ ،‬صععريحا وإن‬
‫وجد فيه منطوق وروح يحتمل تأويل‪ ،‬كان أمام القاضي هامش الجتهاد مععن‬
‫باب التأويل والتفسير‪ ،‬والهامش أوسع إذا لم يوجد النص إطلقا خاصعة فعي‬
‫التفاصيل والجزئيات كما هو الشأن بالنسبة للقضاء الداري‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى فالجتهاد القضائي يستمد أهميتععه مععن قععوته اللزاميععة‬
‫سواء للمحاكم نفسها أو عندما يكون نهائيا في وجععه الفععراد والدارات وهععو‬
‫ما يتطلب توحيده ونشععره‪ ،‬بشععكل يسععمح بععالطلع عليععه‪ ،‬والسععتفادة مععن‬
‫مبادئه‪ ،‬وذلك بالشادة بالتطور الذي يلحقه أو بالتعليق ومناقشة الناقص فيه‬
‫والخلل الموجود به‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬تحديد القرار القضائي‬
‫تتجلى أهمية تحديد معنى القرار القضائي في تمييزه عما يشععابهه ومععا‬
‫يمكععن أن يتععداخل معععه‪ ،‬ذلععك أن الحكععم يختلععف عععن القععرار وعععن المععر‬
‫القضائي ثم هناك بعض الحكام والقرارات الخرى العتي تحمعل هعذا السعم‬
‫ولكن لها مميزات أخرى‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬تمييز القرار عن الحكم وعن المر‬
‫المحاكم باعتبارها تمثل السلطة القضائية لهععا الوليععة فععي حععل النععزاع‬
‫المعروض عليها‪ ،‬بحسب اختصاصها وفقا للقوانين ومساطر كععل دول‪ ،‬وهععي‬
‫لغاية ذلك تتوج سلطتها هذه بأحكام أو أوامر أو قرارات تحمل قوة الشععيء‬
‫‪2‬‬
‫المقضي بها‪ .‬والحكام هي العتي تصعدرها محعاكم الجماععات والمقاطععات‬

‫‪ -‬الطماوي‪ :‬الوجيز في القانون الداري دراسة مقارنة دار الفكر العربي ‪ .1992‬ص‪12 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪25‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫والمحاكم البتدائية‪) 1‬هذه يمكن لها كذلك أن تصدر أحكاما تمهيديععة لصععدور‬
‫الحكم النهائي‪ ،‬كما يمكن لها أن تتخذ بعض القععرارات المؤقتععة والحتياطيععة‬
‫أثناء المحاكمة(‪ ،‬ويخعرج ععن هعذا الوصعف الحكعام الصعادرة ععن محعاكم‬
‫الستئناف وأحكام المجلس العلى التي تحمل لفظ القرار كما جاءت بععذلك‬
‫المسطرة المدنيععة‪ ،‬وكععذلك المحععاكم الداريععة فهععي تصععدر أحكامععا وأوامععر‬
‫كذلك‪.2‬‬
‫وهكعذا فعإذا كعان المشعرع )معن خلل المسعطرة المدنيعة(‪ 3‬قعد حسعم‬
‫الخلف بين الحكام والقرارات باعتماد معيار الجهة الصادر عنها‪ 4‬فإن تمييععز‬
‫الحكام والقرارات عن الوامر القضائية ل يعتد بالجهة بقدر مععا يعتععد ببعععض‬
‫المعطيات الموضوعية مثل‪ :‬أن العمال التي يقوم بها القاضععي تععدخل كلهععا‬
‫في وظيفته القضائية ما لعم ينععص علععى منعهععا‪ ،‬بعكعس الوامععر الولئيعة فل‬
‫يختص بها إل على وجععه السععتثناء وبنععص خععاص )الفصععول ‪155-149-148‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬م( ثم إن الوامر تصدر دون إلزامية العتداد ببعض المبععادئ الساسععية‬
‫التي بدونها يتعرض الحكم‪ /‬القرار للنقض كعلنية الجلسععات وحريععة الععدفاع‪.‬‬
‫ثم إنه ل يلزم تعليل الوامععر بعكععس الحكععام والقععرارات الععتي يععترتب عععن‬
‫نقصععان التعليععل أو عععدمه بطلنهععا‪ ،5‬ثععم إنععه يجععوز الطعععن فععي الحكععام‬

‫‪-‬حسب الفصل ‪ 17‬من الظهير المتعلق بتنظيم محاكم الجماعات والمقاطعات بتاريخ ‪ 15‬يوليععوز‬ ‫‪2‬‬

‫‪.1974‬‬
‫‪-‬الفصل ‪ 50‬ق‪.‬م‪.‬م‬ ‫‪1‬‬

‫‪ - ‬البناء التنظيمي القضائي للمحاكم يلحظ بشأنه أن الحكام تصدر في الدرجععة الععدنيا وتسععتأنف‬
‫لتصدر بشأنها قرارات‪.‬‬
‫هناك بعض القععرارات القضععائية الععتي تصععدر دون خصععومة‪ ،‬ويختععص بهععا رؤسععاء المحععاكم البتدائيععة‬
‫وحدهم أو أقدم القضاة‪ ،‬ويطلق عليها الوامر المبنية على الطلععب والمعاينععات )الفصععل ‪ 148‬مععن‬
‫ق‪.‬م‪.‬م( والوامر الستعجالية )الفصل ‪ 149‬ق‪.‬م‪.‬م( أو يختص بها الرئيععس وحععده كمسععطرة المععر‬
‫بالداء )الفصل ‪ 155‬من ق‪.‬م‪.‬م(‪.‬‬
‫‪-‬المادتين ‪ 5‬و ‪ 19‬من قانون ‪ 41-90‬المحدث للمحاكم الدارية‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-‬تستعمل المادة ‪ 364‬من ق‪.‬م‪.‬ج مصطلح المقرر للدللة على كععل حكععم أو قععرار أو أمععر صععادر‬ ‫‪3‬‬

‫عن هيئة قضائية وهي واجبة التحرير والتعليل والنطق بها في جلسة علنية ما لم تنص على خلف‬
‫ذلك مقتضيات خاصة‪.‬‬
‫‪-‬وهو حسم غير بات‪ ،‬إذ نلحظ استعمال للمصطلحين معا )الحكم‪/‬القرار( على أساس أنهما يحمل‬ ‫‪4‬‬

‫نفس المعنى الواسع‪ ،‬كما يشير لذلك الفصل ‪ 2‬ق م م "ل يحق للمحكمععة المتنععاع عععن الحكععم أو‬
‫إصدار قرار‪ ،‬ويجب البعت بحكعم فعي كعل قضعية رفععت إلعى المحكمعة"‪ .‬كمعا يسعتعمل "الحكعم"‬
‫بالنسبة للمحاكم البتدائية دائما وقرارات بالنسبة لمحاكم السععتئناف "تحمععل القععرارات )قععرارات‬
‫محاكم الستئناف( نفس العنوان الذي تحمله أحكام المحاكم البتدائية" الفصععل ‪ 345‬ق م م‪ .‬غيععر‬
‫أن عدم الحسم في مصطلح القرار أو الحكععم بالنسععبة لمحععاكم السععتئناف وارد كمععا يسععتنتج مععن‬
‫الفصل ‪ 359‬ق م م "يجب أن تكون طلبات )نقض الحكام المعروضة على المجلس العلى مبنيععة‬
‫على أحد السباب التية‪)."....:‬والحكام المعروضة هنا هي الصادرة عن المحاكم البتدائية ومحاكم‬
‫الستئناف(‪.‬‬
‫أما عندما يتعلق المر بالمجلس العلى فالمر محسوم باستعمال وصف القرار‬
‫‪-‬تستثنى حالة رفض الطلب بالنسبة للمععر بععالداء "‪ ..‬إذا ظهععر خلف ذلععك‪ ،‬رفععض الطلععب بععأمر‬ ‫‪5‬‬

‫معلل‪ "..‬الفصل ‪ 158‬ق‪.‬م‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫والقرارات بعكس الوامر‪ ،‬وأخيرا فالحكام والقرارات تحععوز حجيععة الشععيء‬


‫المحكوم به كلما اسعتوفت شعروط ذلعك‪ ،‬بعكعس العمعال الولئيعة فيمكعن‬
‫التراجع والتعديل بشأنها كلما استجدت الظروف والمعطيات‪.‬‬
‫ومن أمثلة الوامر القضائية التي تصدرها المحععاكم فععي إطععار سععلطتها‬
‫الولئية‪ ،‬المععر بوضععع الختععام علععى التركععات )الفصععل ‪ 223‬ق‪.‬م‪.‬م( وعلععى‬
‫المحلت التجارية وإقامععة حععراس للمحافظععة عليهععا )الفصععلين ‪ 223‬و ‪224‬‬
‫ق‪.‬م‪.‬م( وكذا الحجز التحفظي لحماية الحقععوق المعرضععة للتلععف والضععياع )‬
‫‪ 452‬ق‪.‬م‪.‬م( والقاضي عندما يعمل على مراقبععة التصععرفات وضععبط بعععض‬
‫المور لضمان سععلمتها كمععا هععو الشععأن بالنسععبة للوامععر الصععادرة لحمايععة‬
‫أمععوال القاصععر وناقصععي أو عععديمي الهليععة وتعييععن أوصععياء عليهععم‪ ،‬أو‬
‫عزلهم‪...‬الخ‪.‬‬
‫"ويمكن القععول بعأن الوظيفععة الولئيععة تباشععر فععي صععورة أوامععر علععى‬
‫الطلب‪ ،‬وأن الوظيفة القضععائية للمحععاكم تباشععر عععادة فععي صععورة أحكععام‪،‬‬
‫وليس ثمة ما يمنع من أن تباشر بنععص خععاص فععي صععورة أوامععر كمسععطرة‬
‫المر بالداء"‪.1‬‬
‫وعموما فالمر يقوم على الطلععب وفععي غيبععة الخصععوم ول يحتععاج إلععى‬
‫مرافعة ول جلسة علنية للنطق به‪ ،‬ول يحرر كالحكام إذ ل يلزم أن يتضععمن‬
‫نفس البيانات إذ يصدر بدون تصدير )باسم جللة الملك وغير ذلك‪.(..‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تمييز القرار‪/‬الحكم عــن القــرارات‬
‫المشابهة‪.‬‬
‫لقد رأينا بأن المحععاكم وهععي تمععارس سععلطة القضععاء تصععدر أوامععر أو‬
‫أحكام أو قرارات‪ ،‬تبقى غايتها الوحيدة هي حل النزاعععات المعروضععة عليهععا‬
‫بين الخصوم‪ ،‬لذلك فهي أعمال قضائية‪ ،‬تنطوي على أهمية كبيرة مادام أنها‬
‫صععدرت مععن هيئة قضععائية لهععا الوليععة وتعمععل علععى حععل النزاعععات بإتبععاع‬
‫المساطر وتطبيق القوانين‪.‬‬
‫وفي هذا الطار ذهب البعض إلععى اعتمععاد كلمععة )مصععطلح( حكععم ذات‬
‫مدلول عام تنطبق على أحكام الجماعات والمقاطعات والمحععاكم البتدائيععة‬
‫وقععرارات محععاكم السععتئناف والمجلععس العلععى علععى حععد سععواء والوامععر‬
‫المبنية على الطلب والوامر الستعجالية وغيرها‪.‬‬
‫ونحن نضيف الحكام الصادرة عن المحاكم الدارية‪ ،‬والمحاكم التجارية‬
‫وقرارات محاكم الستئناف التجارية وقرارات المجلس الدسععتوري علععى أن‬
‫نعمل على إدراجها تحت اسم القععرارات‪ /‬الحكععام القضععائية وكععذا علععى أن‬

‫‪ -‬الطيب برادة ‪":‬إصدار الحكم المدني وصياغته الفنية في ضوء الفقه والقضاء" منشورات جمعية‬ ‫‪1‬‬

‫تنمية البحوث والدراسات القضائية‪ .1996 -‬ص‪57 :‬‬

‫‪27‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫نقتصر على ما هو مرتبط بالقانون العععام والععذي يحظععى بنصععيب وافععر مععن‬
‫التعليق وهي أحكام المحاكم الداريععة وقععرارات الغرفععة الداريععة بععالمجلس‬
‫العلى‪.‬‬
‫وهو ما يعني استبعاد القرارات التي تحل النزاع ولكنها ل تنععدرج ضععمن‬
‫العمال القضائية وإنما ضعمن العمععال الداريعة وإن كعانت لهعا طبيعععة حععل‬
‫الخصومة‪ ،‬أو تدبير سير الخصومة‪ ،‬مثال ذلك‪:‬‬
‫‪+‬القرارات الصادرة ععن المحعاكم بتنظيعم سعير الخصعومة وإجعراءات‬
‫الثبات كالقرار بتأجيل الععدعوى أو ضععم دعععويين أو قفععل بععاب المرافعععة أو‬
‫حجز القضعية أو تعييعن خعبير أو الحالعة علعى التحقيق‪ 1‬أو الذن العذي يمنعح‬
‫للوصي للتصرف في أمعوال القاصعر‪ 2‬أو القعرارات العتي تصعدر ععن رئيعس‬
‫المحكمععة ولكععن فععي مجععال التسععيير الداري للمحكمععة )مثل فععي علقتععه‬
‫بالموظفين‪.(...‬‬
‫وإذا كانت بعض العمال ل تعتبر قضائية بموضوعها ولو أنها تصدر مععن‬
‫داخل المحاكم )أنظر أعله( فمن باب أولى أن تستبعد بعض العمععال الععتي‬
‫تهدف حل النزاع ولكنها تصععدر عععن هيئة لععم يحسععم فععي صععفتها القضععائية‪،‬‬
‫وبالتالي تطرح مسألة وصععفها بععالحكم ‪/‬القععرار وكععذا بإمكانيععة الطعععن فيهععا‬
‫)مثععال قععرارات الهيئات المهنيععة‪ ،‬هيئة الصععيادلة المحععامين‪ ،‬الطبععاء‪ ،‬أمنععاء‬
‫الحرف وغيرها(‪.‬‬
‫‪+‬ويستبعد بشكل أكثر القرارات الدارية وكذا قرارات الهيئات الداريععة‬
‫المستقلة‪ ،‬حيث تعمل الدارة من تلقاء نفسها على تسيير المرافععق العامععة‬
‫بما لها من سلطة ملزمة وكذا العمال التشريعية التي تحمععل فععي جوهرهععا‬
‫صفات القرار لمعا لهعا معن صعفة العموميعة والشعمولية واللعزام‪ ،‬غيعر أنهعا‬
‫مجردة ول تحمل طابع حل الخصععومة بيععن أطععراف معينيععن بععذواتهم‪ ،‬فهععي‬
‫تشمل قوانين عندما تصدر من سلطة تشريعية في المجال التشريعي‪.‬‬
‫وعلى العموم فإن القرارات القضائية هي "مجمل الحكععام والقععرارات‬
‫والوامر الصادرة عن المحاكم وهي مشكلة تشكيل صععحيحا‪ ،‬وذلععك للفصععل‬
‫في النزاع المعروض عليها عن طريق دعععوى تبعععا للمقتضععيات والجععراءات‬
‫المحددة قانونا"‪.‬‬
‫ويستبعد مععن خلل ذلععك العمععال غيععر القضععائية سععواء بععالنظر للجهععة‬
‫مصدرة القرار أو بالنظر لعدم استيفائها للبيانععات والمعطيععات الموضععوعية‪،‬‬
‫من قبيل أحكام المحكمين‪ ‬وقرارات الهيئات شععبه القضععائية ليبقععى أمامنععا‬
‫‪-‬الطيب برادة نفس المرجع‪ -‬ص‪66 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪-‬عبد الله حداد ‪":‬القضاء الداري المغربي على ضوء القانون المحدث للمحاكم الدارية ص‪.44 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ - ‬يطرح هنا مشكلة التحكيم وما يصدر عن هيئة المحكمين مععن أحكععام‪ ،‬والغععالب اعتبارهععا هيئات‬
‫اتفاقيععة والحكععام الصععادرة عنهععا ل يسععتلزم احترامهععا البيانععات أحكععام المحععاكم )باسععم السععيادة‬
‫المغربية مثل‪ ،‬وحضور النيابععة العامععة‪ ،‬وعلنيععة الجلسععات وتبععادل المسععتندات ومرافعععة المحععامين‬
‫وغيرها( وكذا ل يمكن استئنافها كل هذا يعطيها طبيعة خاصة‪ ،‬وإن كان قععانون المسععطرة المدنيععة‬

‫‪28‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫الحكام والوامر والقععرارات الصععادرة عععن المحععاكم‪ .‬وسععنحاول أن نقتصععر‬


‫على الحكام والقرارات الصادرة عن المحععاكم الداريععة والمجلععس العلععى‪،‬‬
‫وقبل ذلك سنحاول تحديد مكونات القرار‪ /‬الحكم القضائي‪.‬‬

‫يعتبرها أحكاما )الفصول‪ 314 :‬و ‪ 318‬و ‪ 321‬من ق‪.‬م‪.‬م(‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫الفصل الثاني‪:‬تحديد مكونات القرار‪ /‬الحكم‬


‫القضائي‬
‫حتى ينطبق على الحكم‪ /‬القرار هععذا الوصععف‪ ،‬ل يكفععي أن يصععدر عععن‬
‫المحكمععة لحععل نععزاع معععروض عليهععا طبقععا للقععانون ولكععن هنععاك بعععض‬
‫الشكليات والبيانعات العتي يلعزم أن يسعتوفيها القعرار‪ /‬الحكعم‪ .‬وذلعك بغايعة‬
‫تسهيل قراءة الحكعم ‪/‬القعرار‪ ،‬وتنفيعذه وتوضعيح السعس العتي بنعي عليهعا‪،‬‬
‫والتصور الذي كان يحكم هيئة الحكم أثناء الربط وتكييف الوقائع والقانون‪.‬‬
‫من هنا يتضح أن الحكم الذي ينطق به القاضي )تصدره المحكمة كهيئة‬
‫مشكلة تشكيل قانونيا صعحيحا( هعو نتيجعة يصعل إليهععا القاضععي بعععد تكييفعه‬
‫للواقعة تكييفا قانونيععا وهععذا يفععترض فععي القاضععي علمععه بالوقععائع وإلمععامه‬
‫بالقانون‪.1‬‬
‫هكذا ومن خلل ما سبق يتضح أن البناء القانوني للحكم‪ /‬القرار يعنععي‬
‫احترام مكوناته‪ ،‬وتسلسله المنطقي‪ ،‬فننطلععق مععن الوقععائع ثععم التعليععل ثععم‬
‫منطوق الحكم ‪/‬القرار‪.‬‬
‫المبحث الول‪:‬الوقائع‬
‫تحظى الوقائع بأهمية سواء لدى الخصوم أو لدى القضاة‪ ،‬غير أن جميع‬
‫الوقائع ليست على درجة مماثلة من الهمية‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬أهمية الوقائع‬
‫تعتبر الوقائع ذات أهمية‪ ،‬إذ بدونها ل يمكن معرفة ما وقع من الحععداث‬
‫في الماضي والملزمة للنععزاع‪ ،‬ومسععاره والمعطيععات المرتبطععة والمحيطععة‬
‫بالدعوى من حيث أطرافها وتاريخ رفعها والقععرار المطعععون فيععه‪ ،‬مضععمونه‬
‫وتاريخه كذلك‪ ،‬والجراءات والمناقشات والمرافعات بين المدعي والمععدعى‬
‫عليه وموقف النيابة العامة )إن كعانت طرفعا أصعليا فعي العدعوى الفصعل ‪9‬‬
‫ق‪.‬م‪.(.‬‬
‫وتلوة تقرير المستشار المقرر )يتعلق المر هنععا بععالمجلس العلععى( أو‬
‫مستنتجات المفوض الملكي )يتعلق المر هنا بالمحاكم الدارية( أو الشععارة‬
‫إلى المر بالتخلي والبلغ بعد إصدار المستشار المقرر للمر بذلك مع إبلغ‬
‫النيابة العامة )في المحععاكم العاديععة( والمفععوض الملكععي وجوبععا )بالمحععاكم‬
‫الدارية( )أنظر المادة ‪ 40‬مععن قععانون ‪ 90/41‬المنشععئ للمحععاكم الداريععة(‬
‫ونظرا لكثرة المعطيات والوقائع والحداث‪ ،‬فإنها ل تظهر كلها فعي الصعياغة‬
‫النهائية للقرار ‪/‬الحكم‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهم الوقائع‬
‫‪-‬أحمد فتحي سرور‪":‬الوسيط في قانون الجراءات الجنائية" دار النهضة العربية ‪ 1980‬ص‪42 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪30‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫ل يتم الحتفاظ إل بععالمهم مععن الوقععائع وذلععك بععالنظر لمجموعععة مععن‬


‫المعطيات أهمها‪:‬‬
‫وقائع منتجة‬ ‫‪‬‬
‫التثبت منها بكل الوسائل‪ ،‬ومناقشتها‬ ‫‪‬‬
‫مراعاة قواعد المسطرة المدنية‬ ‫‪‬‬
‫الصععياغة الواضععحة والبسععيطة والمععوجزة بععدون‬ ‫‪‬‬
‫ألقاب أو تحقير‪.‬‬
‫التكييف القانوني للوقائع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫للقاضي السلطة التقديريععة فععي هععذا والمجلععس‬ ‫‪‬‬
‫العلى هو الذي يراقب‪.‬‬
‫من الواضح أن طريقة سرد الوقائع والقتصار علععى بعضععها دون الخععر‬
‫تؤشر على إطلع القاضي على الوراق والمستندات أو الملفععات فععإذا كععان‬
‫من الواجب عليه أن يحاط علما بكل واقعة فإنه غير ملععزم بععذكرها جميعععا‪،‬‬
‫وتبقى له السلطة التقديرية لذكر ما هو مهم )في نظره( وما هو غيععر ذلععك‪،‬‬
‫بشرط أن ل يكون لذلك تأثير على المراكز القانونية للطراف أو يؤدي إلععى‬
‫تكييف غير سععليم للوقععائع‪ ،‬ممععا يصعععب معععه تصععور تكييععف قععانوني سععليم‬
‫وتطععبيق القععانون الملئم‪ .‬وليسععت هنععاك معععايير مفروضععة لبنععاء الوقععائع‬
‫واختيارها لذلك يبقى للقاضي هععامش مهععم لتقععدير المععور والوقععائع‪ .‬ورغععم‬
‫ذلك فإن صياغة الوقععائع عمععل ذهنععي وفنععي وقععانوني يفععترض فععي صععاحبه‬
‫الطلع الواسععع علععى الوقععائع والتثبععت منهععا ومناقشععتها واحععترام قواعععد‬
‫المسطرة والصياغة الفنية التي يراعي فيهععا الوضععوح والبسععاطة حععتى أنهععا‬
‫تسمح بالتكييف القانوني السليم لها‪.‬‬
‫وعلى العموم فععإذا كععان للطععراف الحععق فععي طععرح مععا يشععاءون مععن‬
‫الوقائع شفهيا وكتابععة )إنجلععترا تعتمععد المرافعععة الشععفوية وفرنسععا العكععس‬
‫والمغرب يجمع بينهما( ولو بدون سند أو تكييععف قععانوني أو غيععر ذلععك‪ ،‬فععإن‬
‫مهمة القاضي هو اختيار الوقععائع المنتجععة أي المهمععة والمسععاعدة للوصععول‬
‫إلى الحل من جهة دون إطناب أو تطويل زائد‪ ،‬لن من شععأن ذلععك أن يزيععد‬
‫من غموض الحكم وإثععارة معا لععم يطلبععه الخصعوم أو حتمععا إضععافة مشعاكل‬
‫أخرى في التأويل والتفسير والتنفيذ‪ ،‬ومن جهة أخرى دون نقصان ناتعج ععن‬
‫اختصار مفرط يعرض الحكم للنقض‪ ،‬إن كان خاليا من ذكععر وقععائع الععدعوى‬
‫المهمة ووجهة نظر الطراف ووسائل دفاعهما‪.‬‬
‫فالمجلس العلى‪ ،‬إن كععان ل يراقععب بصععورة مباشععرة سععلطة القضععاء‬
‫التقديرية للوقعائع المنتجعة فعي الثبعات‪ ،1‬فعإن علعى القاضعي أن يعبرز علعة‬

‫‪ -‬قرار المجلس العلى عدد ‪ 147‬بتاريخ ‪ 28‬يناير ‪ 1969‬مجلة قضاء المجلس العلى عدد ‪.10‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪31‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫حكمه في الوقائع‪ .‬والوقائع المقصععودة هععي المعروضععة مععن الخصععوم‪ ،‬دون‬


‫زيادة أو استخلص وقائع جديدة وهي المثبتة والصحيحة‪.‬‬

‫فالتصععور القععانوني العععام للحععل الععذي يععراه القاضععي للنععزاع يعطععي‬


‫مؤشععراته مععن خلل الفععروض النظريععة المرتبطععة أشععد ارتبععاط بالوقععائع‬
‫الحقيقية أي المثبتة‪ ،‬فالبداية الصحيحة للحل تظهر من خلل التحديد الدقيق‬
‫والسليم للوقائع المنتجة‪.‬‬
‫ويبقى أن نشير إلى كون أهمية الوقائع تظهر من خلل صععياغتها وذكععر‬
‫المنتج والمهم منها‪ ،‬وهو ما يؤشر علععى التصععور القععانوني والقضععائي العععام‬
‫الذي بدأ يتبلور لدى المحكمة بخصععوص النععزاع‪ ،‬وهععذا ينبنععي علععى تأسععيس‬
‫قانوني للوقائع وإحالة )تبيععان( واقعيععة للقععانون‪ ،‬وهععذا مععا يسععمى بععالتكييف‬
‫القانوني للوقائع وهي مهمة المحكمة وليس الخصوم‪.‬‬
‫وهو إعلن إرادة القانون في كل واقعة معروضة‪ ،‬والقاضي غير ملععزم‬
‫باعتماد التكييف الذي يقدمه الخصوم ولكنه ملزم بإتباع الوصععف )التكييععف(‬
‫الذي يعطيه القانون كلما تدخل في التحديد‪ .1‬ويعمل المجلس العلععى علععى‬
‫رقابة ذلك )مع بعض الستثناءات مثل تقدير التعععويض ثبععوت الضععرر‪ ،‬سععوء‬
‫النية‪.(..‬‬
‫وعموما فإن الوقائع تعني أن القاضي قععد اسععتمع للخصععوم )إن رافعععو‬
‫شفويا( واطلع على المستندات )إن كانت المذكرات كتابيععة(‪ ،‬وأعطععى لهععم‬
‫الفرصة لعرض بياناتهم وهذا ما يسمى بحععق الععدفاع وقععد روي أن عليععا بععن‬
‫أبي طالب كرم الله وجهه‪ ،‬حين بعثه الرسول )ص( إلى اليمن قععال لععه "إذا‬
‫جلس إليك الخصمان فل تقض لحدهما حتى تسمع من الخععر كمععا سععمعت‬
‫من الول قال علي‪ :‬فما زلت قاضيا"‪.‬‬

‫‪ - ‬قد يحدث أن يثبت القاضي واقعة لععم تحععدث أو حععدثت ولكععن ليععس مععن الشععخص الععذي تععراه‬
‫المحكمة وإنما من غيره‪ ،‬أو قد يستفاد من الوقائع عنصر الستعجال مععع أنععه غيععر وارد‪...‬وهععذا مععا‬
‫يعرض هذه الحكام للنقض بسبب إهمال حقيقة الوقائع "‪...‬وإن الحكم المستأنف عنععدما اسععتجاب‬
‫لطلب إيقاف التنفيذ دون ثبوت حالة الستعجال‪ ،‬لم يجعل لما قضى به أساسا من القانون"‬
‫قرار المجلس العلى غرفة إدارية رقم ‪ 823‬بتاريخ ‪ 13/11/2003‬منشععور بالععدليل العملععي للجتهععاد‬
‫القضائي م‪.‬م‪.‬إ‪.‬م‪.‬ت ج الولى ص‪.318 :‬‬
‫‪- 1‬مثال تكييف الدعوى المعروضة بأنها عقد بيع وليس وعدا بالبيع أو العكس مثل‪ ،‬أو تكييف العقععد‬
‫على أنه عقد إداري أو عادي أو كونه عقد تسيير حر لمحطة توزيع الوقععود مثل وليععس عقععد كععراء‪،‬‬
‫وبالتالي يدخل في نطاق الفصل ‪ 8‬من قانون ‪" ،41/90‬باعتباره عقدا إداريا أحد طرفيععه مؤسسععة‬
‫عامة للدولة وموضوعه اقتناء أجهزة لسيرها فلم يكن الحكم المستأنف على صععواب عنععدما اعتععبر‬
‫المنازعة تتعلق بعقد خاص"‪ ،‬قرار المجلس العلى الغرفة الداريععة‪-‬بتاريععخ ‪ 11/12/2003‬منشععور‬
‫بالدليل العملي للجتهاد القضائي ص‪.388 :‬‬

‫‪32‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫ثم بعد ذلك يستمر القاضي في القيام بمجهععود فكععري وذهنععي لختيععار‬
‫المنتج والمهم منها في إطار التصور القععانوني والقضععائي للحععل ومععن خلل‬
‫النصوص القانونية‪ ،‬ثم بعد ذلك يلجأ إلى توضيح ذلك من خلل التعليل‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬التعليل‬
‫وهو الشق الثاني في الحكم ومكععون أساسععي وضععروري مععن مكونععاته‬
‫يأتي كصلة بين الوقائع والمنطوق )النتيجة‪/‬الحل(‪.‬‬
‫المطلب الول‪:‬مفهوم التعليل وأهميته‬
‫والتعليععل إذن هععو عمليععة )فعععل( البحععث عععن العلععة )العلععل( والسععبب‬
‫)السباب( التي كانت وراء صدور الحكم بهذه النتيجة دون تلك‪ ،‬وهي تكععون‬
‫أسبابا واقعية وقانونية وبالتالي فهو محععدد أساسععي مععن محععددات المنطععق‬
‫في القانون والواقع ويؤشر على إلمام القاضي ونبععاهته وقععوته فععي القنععاع‬
‫بأن حكمه عادل وموقفه محايد‪.‬‬
‫ذلك أن القاضي إذا كان ملزما بإعطاء حل لكل نازلععة معروضععة عليععه‪،‬‬
‫فإن ذلك ل يعني أي حل‪ ،‬بل الحععل الععذي يتأسععس علععى أدلععة واضععحة بعععد‬
‫الطلع الجيد على الوقائع والقوانين الواجبععة التطععبيق وهععو حععل ل يتضععمن‬
‫ثغرات أو تناقضات وهو الحل كععذلك الععذي يععرد علععى الععدفوعات الجوهريععة‬
‫للطراف سواء من خلل الوقائع أو النصوص القانونية‪.‬‬
‫وعادة ما تكون أسباب أو علل الحكم مسبوقة بعبارة "حيععث أن‪ ،"...‬أو‬
‫"بما أن‪ ،"..‬أو "بناء على‪ ،"...‬وعندما ينتهي سردها ومناقشتها‪ ،‬تختم بعبععارة‬
‫"لهذه السباب"‪ ،‬التي يليها مباشرة منطوق الحكم‪.‬‬
‫يتضح أن القاضي عندما يطلع علععى الوقععائع‪ ،‬فععإنه يكععون تصععورا عامععا‬
‫للحل يدرك فيه من هو الطرف الخاسر والطرف المحق‪ ،‬وقبل أن يعلن لنععا‬
‫ذلععك )مععن خلل منطععوق الحكععم(‪.‬فععإنه ملععزم بتقععديم السععباب والععدوافع‬
‫الواقعية والقانونية والدلة التي اعتمد عليهععا للوصعول لتلععك النتيجععة‪ .1‬وهعذا‬
‫يؤكععد أهميععة التعليععل‪ .‬فععي إقنععاع الخصععوم‪ ،‬وخدمععة العدالععة‪ ،‬وإثععراء الفكععر‬
‫القانوني من خلل مناقشة الدفوعات والوقائع والنصوص‪.‬‬
‫كما أن أهمية التعليل تكمن كذلك في كونه يبين لنا إلى أي حععد‪ :‬اطلععع‬
‫القاضي على الملفات والمرافعات‪ ،‬وهل استخلص الوقائع منهععا وهععل رتععب‬
‫الدلة بحسب قوتها‪ ،‬بصفة عامة هل اطلع وفهم وأدرك ما يحيععط بالععدعوى‪،‬‬
‫وهل توقف في تكييفها واقعيا وقانونيا؟‬
‫وكل خلل أو تناقض فعي كعل هعذا بإمكعانه أن يزععزع ثقعة الخصعوم أو‬
‫أحدهم فيستأنف الحكم‪ ،‬ويقوم المجلس العلى بالرقابة على ذلك وهععو قععد‬
‫‪- 1‬قضى المجلس العلى بأن الحكم "يجب أن يتضمن السباب التي تبرره وأن يجيب على الطعون‬
‫المقدمة في مستنتجات صحيحة وإل تعرض للنقض"‪.‬‬
‫قرار عدد ‪ 74‬الصادر في ‪ 20‬دجنبر ‪ 1967‬مجلة قضاء المجلس العلى عدد ‪ 7‬ص ‪.13‬‬

‫‪33‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫ينقض الحكعم إن أكعد أن الحكعم فعل يععتريه نقعص أو خلعل أو تنعاقض فعي‬
‫التعليل‪ ،‬وعمل المجلععس العلععى هععذا يسععاهم فععي إرسععاء أحكععام المحععاكم‬
‫المتنوععة والمتععددة علععى أسعس وقواعععد ومبععادئ موحععدة وسععليمة مهمععا‬
‫اختلف الطراف وهو ما يضمن حياد المحكمة وعدالععة أحكامهععا ويععدفع إلععى‬
‫تطبيق حسن وسليم للقانون‪.‬‬
‫لذلك فالتعليل هو معن النظعام الععام أي أنعه ضعرورة قانونيععة منطقيعة‬
‫طبيعية‪ ،1‬وعليه يجب أن تكون الحكام دائما معللععة حسععب ق‪.‬م‪.‬م )ف ‪(50‬‬
‫بععل حععتى أحكععام المحكميععن )ف ‪ 315‬ق‪.‬م‪.‬م( وإن كععانت الوامععر وبعععض‬
‫الجععراءات المؤقتععة )وقععف التنفيععذ‪ ،‬الغرامععة التهديديععة‪ ،‬النفقععة‪ (..‬ل يلععزم‬
‫تعليلهععا فععإن الوامععر السععتعجالية هععي أحكععام تعلععل )مثععال إذا معا اعتععبرت‬
‫المحكمة عنصر الستعجال متوفرا ولم تبرر ذلك‪(..‬‬
‫والمطلوب في التعليل أن يكون منطقيا‪ ،‬ل يتنععاقض مععع المنطععوق وأن‬
‫تكون العلل كافية وشافية‪ ،‬وأن تكون الصععياغة واضععحة ومتناسععقة ول يلععزم‬
‫أن تكععون مستفيضععة أو أن تععرد علععى جميععع القععوال والدلععة الععتي يقععدمها‬
‫الخصوم ومناقشتها إن رأت أنها غيععر ذات فععائدة‪ ،‬وليععس علععى القاضععي أن‬
‫يكرر التعليل الذي جععاءت بععه محكمععة أدنععى فععي الجععانب الععذي تؤيععده فيععه‬
‫)اعتماد عبارات الختصار من قبيل بعد تبني أسباب القضاة الولين‪ ،‬أو تبنععي‬
‫)الولين( الحكم المستأنف طبق شععكله ومحتويععاته‪ ،‬أو تأييععد الحكععم بجميععع‬
‫مقتضياته‪..‬الخ(‪ .‬وهو غير ملزم كععذلك بإعطععاء تععبرير مفصععل عععن السععباب‬
‫التي دفعته مثل إلى اعتماد هذه الحجة بدل تلك أو ترجيح شهادة أو خبرة أو‬
‫قرينة على أخرى‪ ،‬فهذا ما يععدخل فععي تقععدير القضععاة ول يراقبهععا المجلععس‬
‫العلى إل إذا لمس فيها مبالغة أثرت في انسععجام الحكععم وبنععائه المنطقععي‬
‫وتعليله الكافي‪.‬‬
‫فالتعليل هو مكمن قوة الحكم إن كان منطقيا وسليما‪ ،‬وهو سبب معن‬
‫أسباب نقضه وهشاشته إن كان منعدما أو منطويا على عيب من العيوب‪.‬‬
‫ذلك أنه يقع أن يتبين للطراف بعد النطق بالحكم وإطلعهععم عليعه أنعه‬
‫ينطععوي علععى عيععب متعلععق بالتعليععل فيتقععدمون باسععتئناف أو طلععب نقععض‬
‫للمجلس العلى‪ ،‬ويقوم هذا الخير بدور مهم فععي مراقبععة التعليععل وبالتعالي‬
‫تصحيح الحكم )بتصحيح التعليععل أو تتميمععه بشععرط أن تكععون نتيجععة الحكععم‬
‫صحيحة قانونيا والوقععائع تامععة( أو نقضععه إن لععم يتفععق المجلععس مععع نتيجععة‬
‫الحكم وكان السبب هو التعليل المنعدم أو الخاطئ‪.‬‬
‫وجرت العادة في الصياغة على استعمال عبارة ‪":‬عععدم ارتكععاز الحكععم‬
‫على أساس قانوني‪ "..‬في الحالتين معا‪ ،‬أي سواء تعلق المر بعيععب انعععدام‬
‫التعليل أو وجود تعليل ولكنععه نععاقص أو خععاطئ ناتععج عععن خععرق القععانون أو‬
‫‪ -‬يعتبر التعليل لزما سواء بالنظر لما جاء به القوانين المسطرية أو قرارات المجلععس العلععى أو‬ ‫‪1‬‬

‫حتى مبادئ العدالة الطبيعية وثقة المجتمع وكذا المنطق الفلسفي‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫تطبيق سيء له أو خطأ في تكييف الوقائع أو اعتماد عبارات عامععة ومبهمععة‬


‫غير مقنعة‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عيوب التعليل‬


‫هناك عيوب كشف القضاء عن كثير منها‪ ،‬يمكن أن نذكر منها‪:‬‬
‫أ‪-‬عدم ارتكاز الحكم على أساس قانوني أو انعــدام التعليــل‪:‬‬
‫وهو عيب شكلي واضح يمكن لمسه والتطععرق لععه قبععل الموضععوع‪ ،‬ويتجلععى‬
‫عندما تستعمل المحكمة عبارات عامة ومبهمة ولكن غيععر مقنعععة )باكتفائهععا‬
‫مثل بأن فلن صاحب الحق‪ ..‬أو أنهم أسسول ادعاءاتهم بشكل غير صععحيح‪،‬‬
‫أو ادعاءات غير جدية‪...‬الخ(‪.1‬‬
‫ب‪-‬القصور في التعليل أو نقصانه أو عــدم كفــايته‪ :2‬ذلععك أن‬
‫التسبيب يكون كما يلي‪...‬فيما يتعلق بالسباب الواقعية يبدأ القاضي بعععرض‬
‫الوقائع التي تتعلق بموضوع الدعوى والتي ل تكون محل خلف بين الخصوم‬
‫ثم يعرض القاضي الوقائع التي تعد بمثابععة قرينععة قانونيععة‪ ،‬وبالنسععبة لبععاقي‬
‫الوقائع فيجب على القاضي أن يقدم تبريرا لسبب اختيععاره لهععا دون غيرهععا‪،‬‬
‫ثم يبرر كيف أنه احععترم حقععوق الععدفاع ويقععدم أخيععرا تععبريرا لرفضععه بعععض‬
‫الدفوع المتعلقة بالوقائع وكذلك بالنسبة للسباب القانونية‪ .‬وهكذا فالقصور‬
‫يعني وجود السباب ولكنها غير كافية وغير مقنعة‪.3‬‬
‫ج‪-‬الفساد في التعليل أو في السـتدلل‪ :‬كمععا يتضععح مععن خلل‬
‫هذا المثال‪،‬الوارد في أحد قرارات المجلس العلععى‪" .‬حيععث تععبين صععحة مععا‬
‫نعته الطالبة على الحكم المطعون فيه‪ ،‬ذلك أن المحكمععة اعتععبرت أن دفععع‬
‫المدعى عليها بأنها أكرت المحل موضععوع النععزاع برضععى المععدعي نفسععه ل‬
‫دليععل عليععه فععي حيععن أن إقععرار الطالبععة بوجععود علقععة كرائيععة بينهععا وبيععن‬
‫المطلوب‪ ،‬وبانتهاء هذه أن تكلف المدعي بإثبات اسععتمرار العلقععة الكرائيععة‬

‫‪..."- 1‬لكن حيث إن انعدام التعليل الذي قصده المشرع في الفصععل ‪ 375‬ق م م واعتععبره الفصععل‬
‫‪ 379‬من نفس القانون موجبا لعادة النظر هو انعدام التعليل الكلي أي عدم الجععواب بععالمرة عععن‬
‫وسيلة أو دفع له تأثير علععى مسععار النععزاع والحالععة أن الطععاعن ل يتمسععك بانعععدام التعليععل ولكععن‬
‫يقتصر على مناقشة العلل التي ارتكز عليها القرار المطعععون فيععه الععذي أورد‪ ."...‬قععرار المجلععس‬
‫العلى‪ -‬غرفة إدارية بتاريخ ‪27/12/2001‬‬
‫"لكن حيث إنه وإن كان الفصل ‪ 375‬ق م م يجيز الطعن بإعادة النظر إن لم تكن قرارات المجلس‬
‫العلى معللة فإن ما يعنيه هو الحالة التي لم يعلل فيها القرار بالمرة أو لععم يجععب علععى وسععيلة أو‬
‫جزء منه‪"...‬‬
‫قرار المجلس العلى غرفة تجارية )القسم الول( بتاريخ ‪ 26/09/2001‬وهذه القرارات تععوحي بععأن‬
‫المجلس العلى يتشدد في مراقبة انعدام التعليععل بالنسععبة للمحععاكم الععدنيا ويقلععص مععن مفهععومه‬
‫عندما يخصه المر هو وهذا ما أثار بعض التعاليق‪.‬‬
‫أنظر‪":‬مفهوم انعدام التعليل كسبب لعععادة النظععر فععي قععرارات المجلععس العلععى المدنيععة" تعليععق‬
‫الستاذ أبو مسلم الحطاب بجريدة التحاد الشتراكي ‪ 21‬يونيو ‪.2004‬‬
‫‪- 2‬الطيب برادة‪ .‬مرجع سابق ص‪.108 :‬‬
‫‪- 3‬مثال ما جاء به قرار المجلس العلععى بتاريععخ ‪..." 27/6/1996‬وأن المحكمععة عنععدما اعتععبرت أن‬
‫تصععرف الضععحية كععان هععو السععبب الوحيععد فععي الحععادث دون أن تنععاقش حالععة ووضعععية السععلك‬
‫الكهربائيععة مصععدر الصععدمة الععتي نتععج عنهععا ذاك الحععادث يكععون قرارهععا نععاقص التعليععل المععوازي‬
‫لنعدامه"‬
‫قرار منشور بمجلة قضاء المجلس العلى‪-‬عدد خاص بالقضاء الداري‪ -‬رقم ‪.1998-51‬‬

‫‪36‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫قبل أن تحمل الطالبة مسؤوليته قيامها بكععراء المحععل للغيععر وأن المحكمععة‬
‫بعدم قيامها بذلك تكون قد عللعت قرارهعا تعليل فاسعدا وخرقعت مقتضعيات‬
‫الفصل ‪ 414‬من ق‪.‬ل‪.‬ع الذي ينععص علععى أنععه ل يجععوز تجععزئة القععرار ضععد‬
‫صاحبه إذا كان هذا القرار هو الحجة الوحيدة عليه"‪.1‬‬
‫د‪-‬أن تكون السباب غير حقيقية‬
‫ويكون إذا كانت السباب مخالفة لما هععو ثععابت بععالوراق أو الععدفوع أي‬
‫مطالب الخصوم‪.‬‬
‫ه‪-‬تناقض السباب‬
‫كما لو قبلت المحكمة تعدخل خصععم بمحكمععة أول درجععة ثعم بععد ذلعك‬
‫رفضت دعواه أو أن المنطوق لم يأت مطابقا معع السعباب أو أن المنطعوق‬
‫نفسه به أجزاء وبعضها يناقض بعضا )هنا يمكن طلععب إعععادة النظععر حسععب‬
‫الفصل ‪ 402‬ق‪.‬م‪.‬م(‪.‬‬
‫و‪-‬الخطأ في السناد‪:‬‬
‫كما لو ركزت المحكمة حكمها على خطأ الطفل دون أن تنتبه إلى أنهععا‬
‫ذكرت أن سنه خمس سنوات وهو عديم التمييز حسب الفصل ‪ 77‬ق‪.‬ل‪.‬ع‬
‫ز‪-‬الغلط في التعليل‬
‫كما لععو ادعععى طععرف أنععه يملععك عقععارا وبالتععالي ل يمكنععه أداء الكععراء‬
‫وحكمت له المحكمة بذلك وبعلة ذلك دون أن تنتبه إلى أن نسبة الملك هذه‬
‫غلط‪.‬‬
‫ح‪-‬الخطأ في فهم الواقع‬
‫فالمحكمة تقوم بمجهود ذهني للطلع على الوقائع واستخلص المنتجة‬
‫منها‪ ،‬ولها سلطة تقديرية في ذلععك‪ ،‬غيععر أن عليهععا توضععيحها حععتى يسععتطيع‬
‫المجلس العلى الوقوف على الخطأ في فهم الواقع‪ ،‬كأن تصدر حكمععا ضععد‬
‫مؤسسة عمومية دون أن تتحقق من أن هذه المؤسسة لععم يعععد لهععا وجععود‬
‫في ذلك التاريخ مما يجعل الحكم ضد من ل صفة له‪.2‬‬
‫ط‪-‬الخطأ في تطبيق القانون‬
‫ويقصععد بععه القععانون بمعنععاه الواسععع )معاهععدات دوليععة‪ ،‬قواعععد الفقععه‬
‫السلمي‪ ،‬مبادئه‪ (...‬والخطأ في تطبيق القانون هععو أن يعمععد القاضععي إلععى‬
‫تطبيق نص قانوني على واقعععة ظنععا منععه أنهععا هععي المطلوبععة فععي حيععن أن‬
‫غيرها هو السليم كأن يعمد إلى تطبيق قواعد الفقععه السععلمي علععى عقععار‬
‫محفظ‪ ،‬في حين كان يلزم تطبيق قواعععد التحفيععظ العقععاري أو العكععس‪ ،‬أو‬
‫أن ترفض المحكمة تطبيق نص قانوني وهي تعتقد أنه لم يعععد العمععل جاريعا‬

‫‪ - 1‬قرار المجلس العلى عدد ‪ 3‬بتاريخ ‪ 5‬يناير ‪ 1980‬مجموعععة قععرارات المجلععس العلععى المدنيععة‬
‫لسنة ‪.82-66‬‬
‫أورده الستاذ‪ ،‬الطيب برادة‪ -‬مرجع سابق ص‪140 :‬‬
‫‪-‬قرار المجلس العلى ‪-‬الغرفة الدارية‪ -‬عدد ‪ 755‬بتاريععخ ‪ 11/7/2002‬منشععور بالععدليل العملععي‬ ‫‪2‬‬

‫للجتهاد القضائي م م ام ت ج ‪ I‬ص ‪.494‬‬

‫‪37‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫به‪ ،‬أو أن تطبيق روح النص علععى غيععر المقصععود مععن المشععرع‪ ،‬كععأن تفهععم‬
‫الجنبي من نصوص عقد البيع هو المواطن من دولة أخرى أو أن تفهم خطعأ‬
‫أن المادة ‪ 23‬من القانون المحدث للمحاكم الدارية عند نصه على شكليات‬
‫التظلم الداري يتطرق إلى مضمون يحتوي على طلبات محددة‪.1‬‬
‫ويتضح إذن أن هذه الحالت ليست حصعرية ول محعددة بنعص تشعريعي‬
‫وإنما يعود الفضععل للقضععاء‪ ،‬وبالضععبط المجلععس العلععى الععذي يعمععل علععى‬
‫مراقبة التعليل )في القانون أساسا والواقع استثناء(‪ ،2‬وبالتالي تعداد حععالت‬
‫عيوب التعليل‪ ،‬من عدمها‪.‬‬
‫وبعد تطرقنا للجزء الول من الحكم الذي هو الوقائع ثم التعليععل كجععزء‬
‫ثان يبقى الشق الحاسم وهو منطوق الحكم ‪/‬القرار‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬منطوق الحكم‬
‫بعد إطلع القاضي على الوقائع‪ ،‬يحضر الحل في ذهن القاضي ولكن ل‬
‫ينطق به إل بعد أن يؤسس له بالحجج والدلة من خلل التعليل‪.‬‬
‫لذلك فععالمنطوق يكععون مسععبوقا بعبععارة لهععذه السععباب‪..‬أو مععن أجلععه‬
‫‪...‬حكمت المحكمة‪...‬في الشكل بقبول أو رفض الطلب في الموضوع‪...‬‬
‫أما إذا تعلق المر بالمجلس العلى فإنه يستعمل عبارة قضى المجلس‬
‫العلى‪...‬‬
‫والمعلوم أنه يجب على القاضي أن يقرر حل لكل نزاع معروض عليععه‬
‫وإل عزل بشروط حسعب النظعام الساسعي للقضعاء‪ 3‬وتوبعع بإنكعار العدالعة‬
‫ويقول الفقهاء بأنه‪":‬ل يجوز للقاضي تعطيل الحكععم بعععد وجععود شععرائطه إل‬
‫في ثلث‪ :‬الريبة ولرجاء الصلح‪ .‬وإذا استمهل المدعي"‪.‬‬
‫ويكون المنطوق مختصرا ول يرجع للتفاصيل أو التعليععل ويقتصععر علععى‬
‫إعلن الحل للنععزاع المعععروض بنععاء علععى إدعععاءات الطععراف‪ ،‬وفيععه تعععرف‬
‫حقعععوق الخصعععوم والرابعععح والخاسعععر للعععدعوى وتبععععات ذلعععك‪ .‬ومنطعععوق‬
‫الحكم‪/‬القرار يعمل علععى حععل النععزاع بالحسععم فععي شععكله وموضععوعه بيععن‬
‫الخصععوم‪ ،‬وتبعععاته وآثععاره القانونيععة‪ ،‬كالمصععاريف )ل تععدخل فيهععا أتعععاب‬
‫المحامي فععي المغععرب عكععس بعععض الععدول كمصععر مثل( علععى مععن خسععر‬
‫الدعوى أو مبلغ التعويض‪.‬‬

‫‪- 1‬قرار المجلس العلى –الغرفة الدارية‪ -‬عدد ‪ 40‬بتاريخ ‪ 15/4/99‬منشور بالدليل العملي للجتهاد‬
‫القضائي م م ا م ت ج ‪ I‬ص ‪.94‬‬
‫‪- 2‬هناك من يعتبر الغرفة الدارية بالمجلس العلى محكمة قانون وموضوع كذلك قياسا على كونها‬
‫درجة استئناف )المادة ‪ 45‬من قانون ‪ 41/90‬المحععدث للمحععاكم الداريععة( تتمتععع بمععا يخععول لهععذا‬
‫الصنف من درجات المحاكم في مجال قضاء الموضوع )الفصععل ‪ 353‬ق م م(‪ .‬أنظععر زهيععر برحععو‬
‫"تداخل الختصاص بين محكمة الموضوع ومحكمة القانون لععدى قضععاء الغرفععة الداريععة بععالمجلس‬
‫العلى" ط ‪ I‬أبريل ‪.2002‬‬
‫‪ - 3‬الفصل ‪ 63‬من ظهير ‪ 11‬نوفمبر ‪ 1974‬بمثابة النظام الساسي للقضاة‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫ول يشترط في منطوق الحكم أن يشير إلى الصفة التي صدر بهععا هععل‬
‫هو ابتدائي‪ ،‬نهائي حضوري أو غيابي‪.1‬‬
‫والحكم واجب التنفيذ إن كان نهائيا‪ ،‬أو مشمول بالنفاذ المعجععل أمععا إذا‬
‫كان غير ذلك فإنه ل ينفذ إل إذا فات موعد الطعن فيه‪.‬‬
‫وعندما يصدر القاضي الحكم تكون مهمتععه قععد انتهععت لحععل النععزاع ول‬
‫يعود للنظر إل إذا تعلق المر بخطعأ معادي ل يسعتلزم الطععن أو طلعب معن‬
‫المحكمة التفسير أو التأويل‪.‬‬
‫وهذه بعض الصيغ التي نجدها في منطوق الحكام )الداريععة والمجلععس‬
‫العلى خاصة(‪:‬‬
‫‪-1‬في الشكل‪ :‬بقبول الدعوى أو عدم قبول الععدعوى )إن كععان هنععاك‬
‫عيب مسطري أو إجرائي واجب(‪.‬‬
‫‪-2‬في الموضوع‪ :‬بإلغاء القععرار المطعععون فيععه )المععدعي محععق فععي‬
‫دعواه(‬
‫تأييد الحكم المستأنف‬ ‫‪‬‬

‫قضى المجلس العلععى بتأييععد الحكععم المسععتأنف فععي‬ ‫‪‬‬


‫مبدئه مع تعديله برفع التعويض مثل إلى مبلغ‪...‬‬
‫برفض الطلب مع إبقاء الصائر علععى رافعععه )المععدعي‬ ‫‪‬‬
‫غير محق في ادعاءاته(‬
‫بإلغاء انتخاب رئيس المجلس‪..‬‬ ‫‪‬‬
‫تصرح المحكمة بمديونية الدارة‪..‬‬ ‫‪‬‬

‫الحكم على المدعي عليها بأدائها للمدعية مبلععغ‪....‬مععع‬ ‫‪‬‬


‫الفوائد‬
‫وقد يحمل المنطوق عدة أجزاء بعضها مقبول والبعض الخر غير ذلك‪.2‬‬

‫‪- 1‬يعتبر الحكم حضوريا إذا حضر المعني أول جلسة من جلسات الدعوى )تكفي جلسات المناقشة‬
‫دون حاجة لحضور جلسة النطق بالحكم( وسواء حضر المعنععي بعععد اسععتدعائه أو بععدونها ويوصععف‬
‫الحكم بكونه بمثابة حضوري إذا تم استدعاء المعني بصورة قانونية ولم يحضر رغم توصله شخصيا‬
‫بالستدعاء ولم يقدم أي مبرر قانوني منعه من الحضور ويشترط أن يكون الحكم الصادر هنا مما‬
‫يقبل الستئناف أما إذا كان يقبل الطعععن فيوصععف بكععونه غيابيععا‪ ،‬أمععا وصععف الحكععم بكععونه غيابيععا‬
‫فيحدث إضافة إلى الحالة الخيرة المشار إليها عندما ل يحضععر المعنععي إمععا بسععبب عععدم توصععله‬
‫بالستدعاء أو لم يتوصل به شخصيا وذلك رغم استدعائه طبقععا للقععانون للحضععور )الفصععلين ‪ 47‬و‬
‫‪ 48‬من ق م م(‬
‫‪ - 2‬مثال الحكم الصادر عن المحكمة الدارية بفاس عدد ‪ 579/2003‬غ بتاريخ ‪.5/11/2003‬‬
‫لهذه السباب‪،‬‬
‫إن المحكمة الدارية وهي تقضعي علينعا ابتعدائيا وحضعوريا فعي شعق الطلعب المتعلعق بعالطعن فعي‬
‫انتخاب الرئيس وكاتب المجلس بعدم قبول هذا الطعن شكل‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫‪-3‬عععدم الختصععاص‪ :‬إذا تععبين للمحكمععة أنهععا ليسععت صععاحبة الوليععة‬


‫والختصاص مكانيا أو موضوعيا أو هما معا‪.‬‬
‫‪-4‬الدعوى غير جاهزة للحكم‪ ،‬إذا ظهرت أمور تسععتلزم إعععادة البحععث‪،‬‬
‫فيعاد الملف للمستشار المقرر لستكماله‪.‬‬
‫‪-5‬الدعوى غير ذات موضوع‪ :‬كما لععو تمععت إعععادة الموظععف لععوظيفته‪،‬‬
‫فتبقى الدعوى التي رفعها بإلغاء قععرار طععرده غيععر ذات موضععوع‪ ،‬أي تمععت‬
‫تسوية الوضعية قبل نطق المحكمة بحلها وفي حالة أخرى بالنسععبة للقضععاء‬
‫المغربي هي الطعن فععي العمععال الملكيععة‪ ،‬مهمعا كععانت طبيعتهععا فقععد درج‬
‫القضععاء علععى اعتبارهععا ممععا ل يقبععل الطعععن فيععه قضععائيا ويسععتعمل عبععارة‬
‫الدعوى غير ذات موضوع‪.‬‬
‫وفي الخير نشير إلى أن الحكم يجب أن يكععون موقعععا توقيعععا صععحيحا‬
‫ممن لهم الصفة‪ ،‬وممن تمعت تعوليتهم وليعة سعليمة والحكعم يكتعب باللغعة‬
‫العربية‪ ،‬وكل حكم لععم يحععترم هععذه الشععكليات يعتععبر بععاطل‪ ،‬كمععا أن هنععاك‬
‫شكليات أخرى ترتبط بالبيانات اللزم على الحكم ‪/‬القرار أن يشععتمل عليهععا‬
‫من قبيععل‪ :‬الشععارة للسععلطة العليععا الععتي يصعدر الحكععم باسعمها وهععي فععي‬
‫المغرب باسم جللة الملك وهذا تقليد تاريخي تم تكريسه بظهير ‪ 22‬أبريععل‬
‫‪ 1957‬والفصل ‪ 83‬من الدستور وذكر الطراف والمعلومات المعرفععة بهععم‬
‫ورقم القضععية ثععم ذكععر أسععماء القضععاة وكععاتب الضععبط والمفععوض الملكععي‬
‫بالنسععبة للمحععاكم الداريععة وهععذه المعطيععات تكععون فععي مقدمععة الحكععم‬
‫بالمحكمة الدارية في حين أن توقيع هيئة الحكم بالمجلس العلى تكون في‬
‫ختام القرار‪.‬وأخيرا يتم تبليغ الحكم للطراف وتسليم نسخة تنفيذية منه‪.‬‬
‫وبهذا نكون قد انهينععا الحععديث عععن أجععزاء ومكونععات الحكععم ‪/‬القععرار‪،‬‬
‫لننتقل بعد هذا إلى محاولععة إعطععاء فكععرة عععن مراحععل التعليععق علععى هععذه‬
‫القرارات‪ /‬الحكام‪.‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬مراحل التعليق على حكم‪/‬قرار‬
‫قضائي‬
‫يعمل القاضي علععى حععل النععزاع المعععروض عليععه وذلععك بإصععدار حكععم‬
‫فاصل وعادل‪ ،‬ولذلك كان من اللزم أن يحمل الحكم في طياته ما يؤسععس‬
‫لهذا الحكم في واقععع النععزاع )الوقععائع( ومععا يسععند هععذا الحععل فععي القععانون‬
‫والواقع )التعليل( قبل أن يعلن ذلك الحل من خلل منطوق الحكم‪.‬‬

‫وفي شق الطلب المتعلق بالطعن في انتخاب مقرر الميزانية بقبول هذا الشععق مععن الطلععب شععكل‪.‬‬
‫وفي الموضوع‪ :‬بإلغاء انتخاب مقرر الميزانية للمجلس الجماعي للجماعة القرويععة مزكيتععام إقليععم‬
‫تازة‪ ،‬ويبلغ هذا الحكم للطرفين وللسيد عامل إقليم تازة‪.‬‬
‫بهذا صدر الحكم في اليوم والشهر والسنة أعله وتلي بالجلسة العلنية المنعقدة بالمحكمععة الداريععة‬
‫بفاس‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫لذلك فالمكونات الجوهرية للحكم هععي الوقععائع‪ ،‬التعليععل ثععم المنطععوق‬


‫)طبعععا مععع تقععديم الحكععم ببيانععات وإشععارات لزمععة للحكععم شععكل( وهععذه‬
‫المكونععات متكاملععة ومتسععقة‪ ،‬تؤشععر علععى طريقععة الفصععل الععتي اعتمععدها‬
‫القاضي دون غيرها‪ ،‬وبالتالي عن مدى إطلعه على القانون والوقائع‪ ،‬وعلى‬
‫مدى اجتهاده‪.‬‬
‫والتعليق على الحكم هي عمليععة مواليععة تتععم بععالطلع المسععتمر علععى‬
‫الحكام واستيعابها‪ ،‬وتهععدف إلععى التأسععيس لثقافععة وفقععه قععانونيين‪ ،‬يمكععن‬
‫للقاضي أن يستفيد منها كما تدفع إلى الجد والجتهاد من قبل القاضععي لنععه‬
‫يدرك أن قراراته وأحكامه ستكون موضوع نقاش وتعليععق‪ ،‬كمععا أن الفقهععاء‬
‫والمحللين القانونيين يجدون مادة للعمل‪ ،‬ويناقشعونها ويجعدون فعي الطلع‬
‫عليها وعلى مثيلتها فععي الععدول الخععرى‪ ،‬ويجتهععدون فععي تحليلهععا والتعليععق‬
‫عليها واقتراح حلول بديلة‪.‬‬
‫ولكل طريقته في التعليععق‪ ،‬إذ ل يوجععد نمعوذج خعاص أو نظريععة علميععة‬
‫ملزمة‪ ،‬إذ الساس هو الطلع الواسع على الحكم‪ ،‬وما يحيط به في الواقععع‬
‫والفقععه والقععانون ثععم تحليلععه فععي ذلععك الطععار وفععق رؤيععة خاصععة وتصععور‬
‫شخصي‪ ،1‬قائم على المناقشة والجدل العلمي وتكون أهميته وقوة التعليععق‬
‫في قدرته على القناع بناء على الحجععج والدلععة الراسععخة والواضععحة‪ .‬ومععع‬
‫ذلك فل بأس من اقتراح خطة مبسطة يمكن إتباعها للتعليععق علععى الحكععام‬
‫القضائية‪.‬‬
‫المراحل التي يمكن إتباعها في التعليق على حكم‪/‬قرار‬
‫التعليق على قرار ليععس عمليععة سععرد أو حفععظ وإنمععا هععو عمععل تقنععي‬
‫تطبيقي فني‪ ،‬يتطلب استعدادا وتحضيرا ثم معرفة ثم منهجية‪.‬‬
‫فكل قرار هو حالة في حد ذاتها‪ ،‬له معطيات خاصة محيطة بععه‪ ،‬وتعععدد‬
‫القرارات يعني تعدد هذه الحالت فععالتعليق علععى حكعم أو قععرار هعو تمريعن‬
‫ضروري لرجعل القععانون‪،‬معن خللعه يععرف ليععس فقعط هععل أحسععن قععراءة‬
‫الحكام والقرارات بل كذلك وهذا هو المهععم‪ ،‬هععل يسععتطيع اسععتنتاج أهميععة‬
‫وقيمة ودللة القرار أو الحكم وموقعه‪.‬‬
‫إن عملية التعليق على الحكام والقععرارات تحظععى بأهميععة خاصععة فععي‬
‫مجال القانون الداري باعتباره قضائي الصل‪ .‬وهذا ما يتطلععب التعامععل مععع‬
‫قرارات وأحكام القضاء الداري بحذر وتركيز‪ ،‬خصوصا إذا كانت الغايععة هععي‬
‫التعليق عليه‪.‬وأول خطوة هي قراءته بتأني وبشكل مركز وهادف مع تجنععب‬
‫بعععض المشععاكل المنهجيععة‪ ،‬والتسععلح بالعتععاد اللزم مععادام أنععه ل يمكننععا أن‬
‫نعطي أكثر مما نملك‪:‬‬
‫من أين يأتي المشكل؟‬

‫‪-‬سندرج بعض التعاليق الشخصية ضمن هذا المؤلف‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪41‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫في بداية التجربة نجد التعليق على القرار‪ ،‬إما مععن الصعععوبة بمكععان أو‬
‫من السهولة بمكان‪ ،‬ولكن ل نجد ما نضيف إليه‪.‬‬
‫فالحالة الولى يأتي المشكل من كوننا‪:‬‬
‫‪+‬لنزال نجد صعوبة في فهم محتوى القرار‪ ،‬لنه يتضمن مصطلحات ل‬
‫نعرفها ول نستطيع فكها لن قاموسنا القانوني مازال ضعيفا‪.‬‬
‫‪+‬لزلنععا لععم نتمكععن بعععد مععن ضععبط السععاس النظععري )المحاضععرات‪،‬‬
‫المؤلفات‪ (...‬المرتبطة بموضوع القرار‪.‬‬
‫والحالة الثانية عندما يبدو القرار سهل ولكن لم نستطع أن نتوصل إلععى‬
‫نتيجة ما أو خلصاتنا ضعيفة وهذا آت من كوننا‪:‬‬
‫‪+‬لم نقععم إل بإعععادة كتابععة القععرار بأسععلوب آخععر دون القيععام بمجهععود‬
‫تحليلي وإضافة أشياء أخرى ومقابلة القرار مع الساس النظري‪.‬‬
‫‪+‬أو أننا ننساق وراء الساس النظري المرتبط بالقرار دون ربط‪.‬‬
‫‪+‬أننا أخطأنا في النطلقة لفهم المشكل القانوني‪.‬‬
‫العتاد اللزم لمواجهة القرار؟‬
‫في مواجهة قرار علينا‪ ،‬أن نتسلح بما يلي‪:‬‬
‫أول‪ :‬قاععدة معن المعلومعات والمععارف القانونيععة المرتبطععة بموضعوع‬
‫القرار وهذه نجدها في الكتب والمحاضرات‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬منهجية واضحة وهذه ليست نموذجية ول تكتسب إل ععبر التجربعة‬
‫والحتكاك بالقرارات ول تحفظ وإن كانت هناك نماذج توجيهية فقط‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬أفكار خاصعة تنعبئ ععن قععدرة المعلعق علعى التحليعل والمناقشععة‪،‬‬
‫والربععط المتواصععل بيععن القاعععدة المعرفيععة والمشععكل القععانوني المطععروح‬
‫بالقرار وهذه الفكار شخصعية وهعي مجهعود خعاص يتفعاوت بيعن الشعخاص‬
‫وحسب الخبرة والتجربة‪.‬‬
‫بعععد إثععارة هععاتين الملحظععتين المنهجيععتين المهمععتين‪ ،‬يجععدر بنععا الن‬
‫النتقال إلى تفصيل المرحلتين الساس في التعليق علععى حكععم‪/‬قععرار‪ .‬همععا‬
‫مرحلتي التحضير ثم التعليق‪.‬‬
‫الفصل الول‪:‬مرحلة التحضير‬
‫بعد قراءة الحكم‪ /‬القرار يسمح لنا ذلك باسععتخراج العناصععر الساسععية‬
‫التي يمكن تضمينها في بطاقععة الحكععم‪ ،‬ولكععي يكععون العمععل متكععامل يلععزم‬
‫استجماع المعطيات الخرى المحيطة بالحكم‪/‬القرار‪:‬‬
‫المبحث الول‪ :‬استجماع العناصر الساسية‬
‫للحكم‪/‬القرار‬
‫‪42‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫إن الهدف معن بطاقععة الحكععم ‪ la Fiche de jurisprudence‬هععو عععرض‬


‫القيمة والدللة الساسية للقرار‪/‬الحكم بشكل واضح ومركز‪ ،‬وهذا المجهععود‬
‫من الهمية بمكان فهو‪:‬‬
‫‪+‬يعتععبر مرحلععة أولععى وأساسععية يلععزم تحضععيرها قبععل التعليععق علععى‬
‫القرار‪/‬الحكم‪.‬‬
‫‪+‬يسمح بمعرفة هل تم استيعاب مضعمون القععرار‪/‬الحكععم بشععكل جيععد‬
‫وسليم يمكننا من إدراك القيمة المضافة لععه‪ ،‬وليععس فقععط تكععرار معطيععات‬
‫واردة به لكنها غير مفيدة‪.‬‬
‫‪+‬يصعب الععودة كععل معرة للقعرارات والحكعام قصععد مراجعتهعا نظععرا‬
‫لكونها طويلة وكثيرة في حيععن تسععهل العععودة للبطاقععات الععتي يتععم جمعهععا‬
‫بعناية ومراجعتها عدة مرات‪.‬‬
‫فالتعليق على قرار‪/‬حكم أو معالجة حالة عمليععة ‪ cas pratique‬يتطلععب‬
‫إثارة عععدة نقععط قانونيععة ومراجعععة مختلععف الجععوانب المشععابهة والمخالفععة‬
‫للحالة موضوع الدراسة والتحليل والتعبير‪.‬‬
‫وهذا هو الهدف الساسي مععن بطاقععة الحكععم‪ ،‬ولسععتخراجها وإعععدادها‬
‫يستلزم المر‪:‬‬
‫أول‪:‬قراءة القرار مععرة واحععدة لدراك موضععوعه ثععم العععودة للسععاس‬
‫النظري قصد التسلح بالمعارف اللزمة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬قراءة متأنية ومرات عديدة للقععرار ووضععع الخععط علعى العناصعر‬
‫الساسية ومكونات القرار حيث يتم فصل بعضها عن الخر‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬استخراج المكونععات الساسععية للحكععم‪/‬القععرار‪ ،‬وهععي المكونععات‬
‫الساسية والمفيدة باختصار وتركيز أي‪:‬‬
‫‪-1‬الوقائع‬
‫المسطرة‬ ‫‪‬‬
‫دفوعات الطراف‬ ‫‪‬‬
‫المشكل القانوني‬ ‫‪‬‬
‫المنطوق والتعليل‬ ‫‪‬‬
‫الخلصة‬ ‫‪‬‬
‫المطلب الول‪:‬الوقائع‬
‫وقد أشرنا إلى أهمية الوقائع بالنسبة للقاضي والذي ل يحتفظ منهععا‬
‫إل بالمنتج والساسي الذي يخدم تصععوره للحععل‪ ،‬ونحععن نقععوم بتلخيصععها ول‬
‫نسجل منها إل ما يساعد على فهم المشكل القانوني الذي يطرحه الحكم‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المسطرة‬


‫ول يقصد بها معرفة الجراءات الشععكلية الععتي تععم إتباعهععا فععي رفععع‬
‫الدعوى وإنما تتعلق بالشارة إلى الجهة أو الجهات القضائية التي صدر عنها‬
‫الحكم أو القرار )محكمة ابتدائية أو استئناف أو المجلس العلى )أية غرفة(‬
‫المحكمة الدارية التجارية‪(...‬‬
‫‪+‬تاريخ صدور حكم أو قرار المحكمة‪-:‬قرار محكمة أول درجة‬
‫‪-‬قرار استئناف أو المجلس العلى‬
‫‪+‬أطراف الدعوى‪-:‬فلن والدارة‬
‫‪-‬فلن وفلن ‪+‬تدخل النيابة العامة‬
‫‪+‬الطلبات المقدمة ]طلب واحد أو عدة طلبات استئناف ‪ ،‬نقض‪[...‬‬
‫‪+‬نوع القضاء ]قضاء إلغاء‪ ،‬شامل‪[...‬‬
‫المطلــب الثــالث‪:‬النقــط أو المشــاكل القانونيــة‬
‫المطروحة‪:‬‬
‫وهي المشاكل أو النقط الساسية المطلععوب مععن القاضععي إيجععاد حععل‬
‫لها‪ ،‬ويطرحها الحكم‪ ،‬وعلينا أن نستخرجها ونقدمها في شكل سؤال أو عدة‬
‫أسئلة واضحة ومركزة‪ ،‬وهععي أهععم مرحلععة‪ ،‬إذ بععدون الوقععوف علععى النقععط‬
‫والمشاكل القانونية وصياغتها بشكل جيد فععي أسععئلة يجعععل مهمععة التحليععل‬
‫صعبة بل وخاطئة أحيانا‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪:‬منطوق الحكم أو القرار‪:‬‬
‫أي نتيجة الحكم أو القرار وهو إعلن القاضي عن الحععل الععذي تبنععاه‬
‫وفيه كما رأينععا تظهععر حقععوق وواجبععات الطععراف ويتععم الوصععول إليععه عععبر‬
‫الشارة إلى ما إذا كانت المحكمة قد قبلت الطعن أو رفضععته‪ ،‬وذلععك بععدون‬
‫العودة للتفاصيل والمبررات القانونية التي هي موضوع التعليل‪.‬‬
‫المطلب الخامس‪:‬التعليل‬
‫هنععاك بععض الشعارات الععتي تشعير أثنععاء قراءتنعا للحكعم أو القعرار أن‬
‫المحكمة قد بدأت بالذات في هذا المقطع بسرد ومناقشة العلل والسباب‪،‬‬
‫مثال‪ :‬وبعد المداولة طبقا للقانون وحيث‪..‬وقد تكون المقطع معنويا بالتعليل‬
‫ويمكن الحصول عليهععا مععن خلل البحععث فععي ثنايععا الحيثيععات وهععي التععبرير‬
‫الواقعي والقانوني للحكم وعموما فالتعليل هو مكمن قوة الحكععم‪/‬القععرار أو‬
‫ضعفه‪.‬‬
‫ويقصععد بععه بالنسععبة للمعلععق هععو تقععديم الجععواب أو الجوبععة القانونيععة‬
‫والواقعية على السؤال أو السئلة القانونية التي سبق وأن طرحهععا للشععارة‬
‫للنقط القانونية الواردة بالحكم‪ ،‬والتعليل أثناء وضع بطاقة الحكم‪..‬يجععب أن‬
‫يكون مختصرا وينصرف إلى الجانب المهععم والمفيععد للتعليععق ول بععأس مععن‬

‫‪44‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫نسععخ المقطععع المهععم بععالحكم والععذي مععن شععأنه أن يجيععب علععى السععؤال‬
‫والسئلة المطروحة‪.‬‬
‫المطلب السادس‪:‬الخلصة‬
‫ويمكن أن نخصصها للشارة إلى ما إذا كان الحكم حكمععا عاديععا‪ ،‬لععم‬
‫يأت بجديد وإنما اقتصر فقط على تطبيق نص قععانوني‪ ،‬أم أنععه حكععم مجععدد‬
‫شكل تحول في مسار القضاء ومؤشرا على اجتهاد جديد‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬استجماع المعطيات المحيطة‬
‫بالحكم‪/‬القرار‬
‫وهي مرحلة الدراسة المعمقة للنقطععة القانونيععة أو المسععألة القانونيععة‬
‫التي عالجها القرار وهنا نستعين بالمقرر‪ ،‬وتعاليق سععابقة والبحععاث وغيرهععا‬
‫مععع ضععبط الحععالت‪.‬إنهععا معطيععات قانونيععة محضععة أو اجتماعيععة شععاملة إذ‬
‫يستحسن استحضار الدعامات القانونية الععتي ستسععاهم فععي إغنععاء النقععاش‬
‫حول الحكم سواء من خلل‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫المطلب الول‪:‬النصوص )الفصول( القانونية‬


‫هل هناك فصل أو فصول تنظم المشكل القانوني وتقدم له حل شافيا؟‪.‬‬
‫هل هي حاسمة وواضحة أم تقبل التأويل؟‬
‫أي هل حسم المشرع المغربي المسألة بشكل واضح أم ل؟‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬الجتهاد القضائي‬
‫هل توفر اجتهاد قضائي سععابق فععي المسععألة؟ أم ل؟ وإن وجععد هععل‬
‫استمرت المحكمة في السير على منواله أم زاغت عنه؟ ولماذا فعلت ذلك‪،‬‬
‫هل طفت هناك مستجدات؟ وهل هي مبررات كافية؟‬
‫المطلب الثالث‪:‬الفقه‬
‫هل هناك اتجاه فقهي واحععد أم متعععدد؟ هععل سععبق للفقععه أن تنععاول‬
‫المسألة أصل؟‬
‫بعد مرحلة التحضير هذه ننتقل إلى مرحلة التحليل والتعليق‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬مرحلة التحليل والتعليق‬
‫التعليق هو تحليععل ومناقشععة‪ ،‬والقاعععدة أننععا ل ننععاقش قبععل أن نحلععل‪،‬‬
‫لذلك فهناك مجموعة من العناصر الواردة في بطاقة الحكععم بععتركيز‪ ،‬يجععب‬
‫الحاطة بها وتحليلها حتى يمكن مناقشتها بشكل منطقي وبسيط‪.‬‬
‫المبحث الول‪:‬تحديد عناصر تحليل القرار‬
‫كل قرار يعطي حل لمشكل مععا‪ ،‬يطرحععه الطععراف عععبر الوقععائع ويتععم‬
‫تكييفها قانونيا‪ ،‬فهناك وقائع منتجة يتم سردها كرونولوجيا ثم المسعطرة ثعم‬
‫دفوعات الطراف‪ ،‬المشكل القانوني ثم الحل )المنطوق والتعليل(‪.‬‬
‫ويتم التركيز غالبععا علععى المشععكل القععانوني ثععم الحععل وتسععتحوذ علععى‬
‫نصععيب كععبير مععن التحليععل ويستحسععن تععدوين كععل واحععدة منهععا فععي ورقععة‬
‫مستقلة‪.‬‬
‫المطلب الول‪:‬الورقة الولى‬
‫نضع فيها المشكل القانوني المطروح والوضع السليم هو عندما يصععل‬
‫الطالب إلى صياغة المشكل في شكل سؤال مفرداته مجردة من الخصععوم‬
‫وذات دللة قانونية ويتم ذلك من خلل‪:‬‬
‫‪+‬مقابلة دفوعات الخصوم فالمشكل هو فععي اختلف هععذه الععرؤى مععع‬
‫النتباه إلى ضرورة التمييز بين ما إذا كنا أمام محكمة درجة أولععى أو درجععة‬
‫أعلى‪:‬‬

‫‪46‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫*في محكمة درجة أولى فالمشكل يظهر من خلل مقابلععة وجهععة نظععر‬
‫ودفوعات الخصوم‪.‬‬
‫*في محكمععة درجععة أعلععى )اسععتئناف القععرار( بيععن القععرار المسععتأنف‬
‫)المطعون فيه( ووسائل النقض أو الستئناف‪.‬‬
‫‪+‬النطلق مععن الخععاص إلععى العععام‪ ،‬أي أن القععانون هععو قواعععد عامععة‬
‫ومجردة‪ ،‬والقاضععي يطبقععه علععى حالععة خاصععة أشخاصععها حاضععرون ومهمععة‬
‫المعلق هو إعععادة الحالععة الخاصععة لتقعيععدها نظريععا أي العععودة بهععا للقععانون‬
‫لنعرف ماذا يقول إن كان هناك نص واضح ينظمها‪.‬‬
‫فمثل نعطي لكل شخص )طرف في الدعوى( الوصف القانوني لععه مثل‬
‫عوض فلنة نقول الزوجة أو المطلقة‪ ،‬أو نقول الموظف المسععتخدم الدارة‬
‫وهذا يسهل العودة ليجاد الحل في القانون‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬الورقة الثانية‬
‫وتخصص لتحليل الحل الذي جاء به القرار )المنطوق‪+‬التعليععل(‪ .‬وهععذا‬
‫هو الشععق الهععم ويمكععن إعععادة كتابععة المنطععوق كمععا ورد فععي القععرار بيععن‬
‫مزدوجتين مع النتباه إلى أن المنطوق‪:‬‬
‫يحععل النععزاع بيععن شخصععين أو أكععثر ولععذلك فهععو يعتععبر أحععدهما رابحععا‬
‫للدعوى والخر خاسرها‪ .‬ثم إن المنطوق في القرار يحل مشكل قانونيععا‪ ،‬أو‬
‫حتى عدة مشععاكل‪ .‬لععذلك فععالمنطوق قععد يكععون واحععدا أو مكونععا مععن عععدة‬
‫أجزاء‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬الورقة الثالثة‬
‫تخصععص لتحليععل التعليععل‪ .‬لمععاذا اتخععذت المحكمععة هععذا المنحععى فععي‬
‫التعليل دون غيره؟ هذا هو السؤال الذي يجب طرحه دائما في هععذا الطععار‬
‫والكيد أن محكمة الدرجة الولى تعطي آراء حول المشكل )طبعععا لهععا قععوة‬
‫الشيء المقضي به( لكن محاكم النقض )المجلس العلى( تكرس مبادئ أو‬
‫قواعد وغالبا ما تكون قراراته قليلة‪.‬‬
‫فعلععى المعلععق إذن أن يبحعث عععن علععل محعاكم الدرجعة الولععى وهععي‬
‫موضوع التحليل‪ ،‬وعن القواعد أو المبادئ المستخلصة من قععرارات محععاكم‬
‫النقض وهي موضوع تحليل وتعليق طبعا‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬مناقشة دللة وأهمية القرار‪:‬‬
‫كل قرار يظهر )حتى على مسععتوى علععم السياسععة( حسععم بقععرار بيععن‬
‫اختيارات عدة‪ ،‬بمعنى اختيار مبني على أساس‪ ،‬أي يمكن تعليله فلماذا مثل‬
‫‪-‬يختار القاضي هذا الحل دون غيره؟‬
‫‪-‬وما هي تبعات هذا الحل دون غيره؟‬

‫‪47‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫المطلب الول‪:‬دللة القرار‬


‫كععل قععرار إمععا أن يكععون مجععرد تطععبيق لقاعععدة قانونيععة ‪Décision‬‬
‫‪ application‬أو يكون قرارا مجددا أي اجتهادا ‪ Décision –novatrice‬ويستلزم‬
‫القيام ببحث في العمال السابقة )القوانين والقرارات السابقة‪ (..‬للمقارنععة‬
‫أو مع التجاه العام للجتهاد القضائي‪.‬‬
‫‪+‬في حالة ما إذا كان القععرار مجععرد تطععبيق لقاعععدة قانونيععة موجععودة‬
‫وسبق للقضاء أن نظر في مثيلت تلك المنازعععة وأقععر نفععس الحععل بنفععس‬
‫الحيثيات والتعليل‪.‬‬
‫فالمطلوب هنا هو القيام بعمل نظري من خلل الوقوف على السععاس‬
‫القانوني للقرار )العودة للساس النظري(‪.‬‬
‫‪+‬وفي حالة ما إذا اتضح أن هذا القرار الذي بين أيدينا يشععكل تحععول و‬
‫يساير ما سبقه من القرارات )الععتي يجععب أن نطلععع علععى بعضععها( أو علععى‬
‫التجاه العام )وهو يشار إليه في السعاس النظعري( فعي هعذه الحالعة علعى‬
‫المعلق أن يبحث عن أسباب ودواعي ذلك‪ ،‬والتي تتجلى غالبا في‪:‬‬
‫‪-‬عدم تطبيق قاعدة قانونية بنفس الشكل مععن القععرارات السععابقة قععد‬
‫يكون ناتجا عن تأويل جديد‪.‬‬
‫‪-‬إذا لم تكن هناك قواعد قانونية تحسم المشكل ويتم الستناد للجتهععاد‬
‫القضائي‪ ،‬وهذا القرار لم يساير ذلععك فلمععاذا؟ فهععل هنععاك رغبععة فععي تغييععر‬
‫التجاه فما دواعي ذلك )اقتصاديةع سياسية‪ ،‬اجتماعية‪.(...‬‬
‫‪-‬أن التغيير ناتج عن خطأ في الستنتاج علينا إثارته‪.‬‬
‫‪-‬إذا لم يسبق القرار حسم تشريعي‪ ،‬أو اجتهاد قضائي أو موقف فقهععي‬
‫موحد‪ ،‬فهذا يعني أن القرار يشكل حجر أساس مهم علينععا شععرحه وتحليلععه‬
‫ومناقشة دواعيه ونتائجه وكذا مناقشععة الفععرق بيععن الوضعععية الحاليععة الععتي‬
‫خلقها القرار مع سابقتها‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬أهمية القرار‬
‫وأهميععة القععرار‪/‬الحكععم تتجلععى فععي قيمتععه القانونيععة‪ ،‬القتصععادية‪،‬‬
‫الجتماعية‪ .‬والقيمة ل نبحث عنها من خلل النطباعات والصععيغ العامععة مععن‬
‫قبيل ])القرار الصادر عن هذه المحكمة مهم ومفيد‪..‬أو المحكمة كانت على‬
‫حق أو كانت قاسية‪..‬أو‪.[(..‬‬
‫فالقيمة تكععون مؤسسععة علععى معطيععات منطقيععة وقانونيععة واقتصععادية‬
‫واجتماعية وغيرها‪.‬‬
‫‪-‬فهل استنتاج القاضي منطقي؟‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫‪-‬هل هو متوافق مع القانون ويندرج في السياق الععام للجتهعاد والفقعه‬


‫القضائيين؟‬
‫)القاضي لبد من أن تميل كفته لهذا المبدأ أو ذاك أي مصلحة عامة أم‬
‫لفئة محددة الطفال‪ ،‬النساء‪.(..‬‬
‫‪-‬ما تأثيرات القرار على المستوى‪:‬‬
‫‪+‬القتصععادي )التجععاري مثل‪ :‬تسععهيل وتبسععيط المعععاملت أم التشععدد‬
‫فيها‪ (...‬التساهل مع المدين أم التشدد معه‪.‬‬
‫‪+‬الجتمععاعي‪ :‬هععل يراعععي ويتعععاطف مععع فئات اجتماعيععة محرومععة‬
‫وضعيفة )الجراء عوض أرباب العمل‪ ،‬المكتري عوض المكري(‪.‬‬
‫‪+‬الخلقي‪ :‬حماية السرة‪ ،‬الكرامععة النسععانية‪...‬فالواضععح أن القاضععي‬
‫عندما يتبنى حل )يعني طرحا لطرف معين( يعني استبعاد الحل الخر )يعني‬
‫طرح الطرف الخصم( فهل أدرك تبعات ذلك؟‬
‫المطلب الثالث‪:‬المدى القانوني للقرار‬
‫هنا يجدر التمييز بين نوعين من القرارات‪:‬‬
‫‪-‬قرار يقتصر على تطبيق نص قانوني‪.‬‬
‫‪-‬قرار يدشن جديدا أو يحمل تغييرا‪.‬‬
‫في الحالة الولى ينصب التعليق على الطار النظري ثععم الشععادة بهععذا‬
‫المنحى أو التعبير عن السف والمل في مراجعة القانون‪.‬‬
‫في الحالة الثانية‪ :‬القرار قد يدشن جديدا أي يقر مبدأ أو يكرس قاعدة‬
‫يمكن أن تكون مفتاحا للحالت الخرى )قرار بلنكو مسؤولية الدولة متميزة‬
‫عن مسؤولية الفراد ولها قواعدها الخاصة وهي ليست عامة ول مطلقة‪(..‬‬
‫وعموما فهناك قرارات معروفة على المعلععق أن يبحععث عععن معطياتهععا‬
‫ومعلوماتها في الكتب‪ 1‬وقرارات جديدة تتطلب مجهودا شخصيا وخاصا‪.‬‬
‫وبعد القيام بكل الخطوات السابقة‪ ،‬سيتضح أننا فعي الطريعق السعليم‪،‬‬
‫والمرحلة القادمة هي وضع تصميم وتحرير تعليق‪ .‬ومن المؤكد أنها سععتكون‬
‫سهلة مادامت مرحلتي التحضير والتحليل صحيحتين‪:‬‬

‫المبحث الثالث‪:‬وضع التصميم وتحرير التعليق‪:‬‬

‫‪- 1‬يعتبر حكم بلنكو ‪ Blanco‬وكادو ‪ Cadot‬وترييه ‪ Terrier‬وحكم باك دلوكععا ‪ Bac D’Eloca‬وغيرهععا ذات‬
‫أهمية تحتفظ بها ذاكرة المهتمين بالحقل القانوني في جانبه الداري‪ ،‬ولكعل منهعا ظعروف ومعطيعات‬
‫خاصة ساهمت في بلورة المرتكزات الساسية لقانون إداري مستقل بمواده وقضائه‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫أمام تعدد المنهجيات والتصاميم نتساءل أي منها نتبع‪ ،‬والواقع أن ليس‬


‫هناك منهجية أو تصميم مثالي وثابت وموحد يلزم تطبيقه‪ ،‬ويرجع المر إلععى‬
‫أن هنععاك اختلف وتعععدد القععرارات والحكععام مععع اختلف النقععط القانونيععة‬
‫المطروحة كما ونوعا‪ .‬لذلك فإننا نصادف تعاليق تعبر عن توجهات شخصععية‬
‫لساتذة وباحثين‪ ،‬ومع ذلك فلبد من احترام الساسيات في التعاليق خاصععة‬
‫بالنسبة للمبتدئين حيث يحتاج إلى مبادئ أولية وتصاميم توجيهية‪ ،‬تسهل لععه‬
‫العملية‪.‬‬
‫فالتصميم يختلف حسب مععا إذا كععان القععرار أو الحكععم تطبيقععا لقاعععدة‬
‫فقط أو محدثا‪ ،‬كاشفا عن مبععدأ و قاعععدة جديععدة أو كععان القععرار أو الحكععم‬
‫يطرح مشكلة قانونية واحدة أو متعددة وقد يكععون القععرار قععديما أو جديععدا‪.‬‬
‫وهذه نماذج لبعض التصاميم‪:‬‬

‫المطلب الول‪:‬تصميم رقم ‪1‬‬


‫يتميز هذا التصميم بسهولته ويلحظ أنه ل يخص التعليق على القرارات‬
‫والحكام فقط بل يتقارب مع باقي التصاميم المعروفة‪ .‬كمععا يسععمح بععإدراج‬
‫مختلف العناصر التي تم التطرق لها سابقا‪ ،‬بشكل يخدم المشكلة القانونيععة‬
‫التي يطرحها القرار بمختلف أوجهها‪.‬‬
‫‪ -1‬مقدمة‬
‫‪-‬جملععة أو جملععتين لوضععع القععرار‪/‬الحكععم فععي إطععاره العععام‪ :‬طععبيعته‪،‬‬
‫تععاريخه‪ ،‬المجععال العععام لموضععوعه وأهميععة المسععألة المطروحععة )فائدتهععا‬
‫وآنيتها (‪.‬‬
‫‪-‬تذكير بالوقائع‬
‫‪-‬تذكير بالمسطرة‬
‫‪-‬المشكل القانوني‬
‫‪-‬الحل الذي اتخذه القرار‪ /‬الحكم بناء على أسباب‬
‫‪-‬السباب)التعليل(‬
‫‪-‬إعلن واحد أو أكثر من أوجه ترتبط بالمشععكل القععانوني المطععروح‪ ،‬أو‬
‫المشاكل المطروحة قصد التأسيس للعلن عن التصميم‪.‬‬
‫‪-‬العلن عن التصميم‬
‫ب‪-‬عرض وتفصيل النقط الواردة بالتصميم‪.‬‬
‫قد تكون نقطة واحععدة عالجهععا الحكععم‪/‬القععرار‪ ،‬وللحاطععة بهععا يسععتلزم‬
‫المععر إثععارة الوجععه المختلفععة لهععا‪.‬أو قععد تكععون نقطععتين قععانونيتين أو أكععثر‬
‫يطرحها القرار‪ ،‬يستحسن تجميعهععا إن كععانت تقبععل ذلععك وإل فيتععم التعليععق‬
‫عليها جميعا من خلل الحاطة بالوجه المرتبطة بها‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫ج‪-‬خلصة‬
‫ليست ضرورية دائما‪ ،‬وعموما يجب أن تكون مركععزة الهععدف منهععا هععو‬
‫التذكير باختصار بوزن القرار وقيمة ما جععاء بععه‪ .‬وكععذا بععالموقع الععذي يحتلععه‬
‫وسط قرارات أخرى‪ ،‬ومدى اتفاقه أو اختلفه مع أحكام معن نفعس المجعال‬
‫صادرة عن محاكم أخرى أو من المجلس العلى‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬تصميم رقم ‪2‬‬


‫يجمع بين شقين‪ :‬التحليل‪ ،‬والمناقشة‬
‫أ‪-‬مقدمة‪:‬‬
‫‪-‬تاريخ القرار‬
‫‪-‬المحكمة الصادرة عنها‬
‫‪-‬الطار العام وموضوع القرار‬
‫‪-‬أهمية وآنية المسألة‬
‫ب‪-‬التحليل والمناقشة‬
‫‪-1‬التحليل‪:‬‬
‫الـنزاع‬ ‫‪‬‬

‫‪-‬الوقائع )مرتبة كرنولوجيا ومفصلة(‬


‫‪-‬المسطرة )المراحل السابقة للدعوى إن استأنفت‪(..‬‬
‫‪-‬أطروحات الخصوم ودفوعاتهم )الواقعية والقانونية(‪.‬‬
‫‪-‬إن كنا أمام استئناف )القرار المطعون فيه ووسائل الطعن(‬
‫‪-‬طرح المشكل القانوني بشكل مجرد وعام‪ ،‬ودقيق فععي شععكل سععؤال‬
‫أو أسئلة‪.‬‬

‫‪ ‬القرار‪/‬الحكم‪:‬‬
‫منطوق القرار‬ ‫•‬
‫الحل الذي أعطي للمشكل القانوني‪.‬‬
‫‪ ‬تطبيق نص واضح‬
‫‪ ‬تأويل خاص لنص موجود‬
‫إعلن الطرف الرابح للدعوى والخاسر لها‬

‫‪51‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫تعليل القرار‬ ‫•‬


‫‪-‬أسباب واقعية‬
‫مضمنة بمحتوى القرار‬
‫‪-‬أسباب قانونية‬
‫‪-‬المبادئ والنظريات والعناصر التي تم الستناد إليها لختيار هذا القععرار‬
‫من طرف القاضي‪.‬‬
‫تداعيات القرار‬ ‫•‬
‫‪-‬قرار جديد في مادته‪ ،‬نقوم بتقدير‪:‬‬
‫‪ ‬نتائجه القانونية في مجاله والمجالت المجاورة‪.‬‬
‫‪ ‬تأثيراته الممكنة خارج المستوى القانوني‪.‬‬
‫‪-‬قرار ليس بجديد‪ ،‬نقوم بتحليل‪:‬‬
‫‪ ‬نتائجه الحالية‬
‫‪ ‬تأثيراته المستقبلية داخل المجال القانوني وأحيانا خارجه‬
‫‪-2‬المناقشة‬
‫‪ ‬مقاربة نظرية‬
‫عرض الساس القانوني‬ ‫•‬
‫‪-‬النصوص القانونية والمبادئ المطبقة‪.‬‬
‫‪-‬موقف الجتهاد القضائي السابق‪.‬‬
‫‪-‬الراء الفقهية المختلفة‪.‬‬
‫معالجــة موقــف القــرار فــي مواجهــة‬ ‫•‬
‫القانون الموضوع )الساس القانوني(‪.‬‬
‫‪-‬نحدد ما إذا كان القرار أتى بجديد أو أضاف شيئا مثل هل‪:‬‬
‫‪ ‬انحرف عن المجرى العام‪.‬‬
‫‪ ‬حل جديد‪.‬‬
‫‪ ‬تطور ملحوظ أو بسيط‬
‫‪ ‬هو فقط مجرد قرار طبق قاعدة قانونية موجودة فحسب‪.‬‬
‫‪ ‬أضاف وجدد‪ ،‬وهنا بماذا جاء وماذا أضاف بالضبط بالمقارنة‬
‫مع ما هو موجود‪) .‬نصوص‪ ،‬قرارات‪ ،‬آراء فقهية(‪.‬‬
‫مقـاربة نقدية‬ ‫‪‬‬

‫هنا يجب معالجة الحل‪ ،‬تعليله‪ ،‬تداعياته‪:‬‬


‫‪52‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫على المستوى المنطقي والقانوني‪.‬‬ ‫•‬

‫‪-‬وجهة نظر القاضي سليمة منطقيا وقانونيا؟‬


‫‪-‬هل هناك عدالة وتوازن بين المصالح الحاضرة؟‬
‫‪-‬فائدة وجدوى وجهة نظر هذه؟‬
‫على المستويات الخرى‪:‬‬ ‫•‬

‫‪-‬القتصادي‬
‫‪-‬الجتماعي‬
‫‪-‬الخلقي‪...‬الخ‪.‬‬
‫تقييــم دور القــرار‪/‬الحكــم فــي تطــور‬ ‫•‬
‫)مســـيرة( الجتهـــاد القضـــائي فـــي إطـــار النقطـــة‬
‫المطروحة ) طبعا إذا كان له وزن(‪.‬‬
‫‪-‬إذا كان القرار جديدا في مادته هل‪:‬‬
‫‪ ‬سيصمد ويتم اعتماده؟‬
‫‪ ‬سيدرج ضمن الجتهاد القضائي )يختلف المر بين المحععاكم‬
‫الدنيا والمجلس العلى مثل(‪.‬‬
‫‪-‬إذا كان القرار غير جديد فهل لعب دورا مهما في الماضي؟ إذ نعود‬
‫لهميته ودللته التاريخية‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫بعض النصوص‬
‫القانونية‬

‫‪54‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫ظهير شريف رقم ‪1.96.157‬‬


‫صادر في ‪ 23‬من جمادى الولى ‪ 7) 1417‬أكتوبر‬
‫‪ (1996‬بتنفيذ نص الدستور المراجع‪.1‬‬
‫الحمد لله وحده‬
‫الطابع الشريف‪-‬بداخله‬
‫)الحسن بن محمد بن يوسف بن الحسن الله وليه(‬
‫يعلم من ظهيرنا الشريف هذا أسماه الله وأعز أمره أننا‪:‬‬
‫بعععد الطلع علععى الدسععتور ولسععيما الفصععلين ‪ 29‬و ‪ 99‬منععه؛ وعلععى‬
‫الظهيعر الشعريف رقعم ‪ 1.96.141‬الصعادر فعي ‪ 8‬ربيعع الخعر ‪24) 1417‬‬
‫أغسطس ‪ (1996‬بإجراء استفتاء في شأن مشروع مراجعة الدستور؛‬
‫وعلى القانون التنظيمععي رقععم ‪ 29.93‬المتعلععق بععالمجلس الدسععتوري‬
‫والصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقععم ‪ 1.94.124‬بتاريععخ ‪ 14‬مععن رمضععان‬
‫‪ 25) 1414‬فبراير ‪ (1994‬ولسيما المادتين ‪ 36‬و ‪ 37‬منه؛‬
‫ونظرا لنتائج الستفتاء في شأن مشروع مراجعة الدستور الذي أجععري‬
‫يوم الجمعة ‪ 28‬ربيع الخعر ‪ 13) 1417‬سعبتمبر ‪ (1996‬المعلععن عنهعا معن‬
‫لدن المجلس الدستوري بالقرار رقم ‪ 117.96‬بتاريخ ‪ 17‬من جمادى الولى‬
‫‪) 1417‬فاتح أكتوبر ‪.(1996‬‬
‫أصدرنا أمرنا الشريف بما يلي‬
‫ينفذ وينشر بالجريدة الرسمية عقب ظهيرنا الشريف هذا نص الدستور‬
‫المراجع الذي تم إقراره عن طريق الستفتاء المجرى يوم الجمعة ‪ 28‬ربيععع‬
‫الخر ‪ 13) 1417‬سبتمبر ‪.(1996‬‬
‫وحرر بالرباط في ‪ 23‬من جمادى الولى ‪ 7) 1417‬أكتوبر ‪.(1996‬‬
‫تصـديـر‬
‫المملكة المغربية دولة إسلمية ذات سيادة كاملة‪ ،‬لغتها الرسععمية هععي‬
‫اللغة العربية‪ ،‬وهي جزء من المغرب العربي الكبير‪.‬‬
‫وبصفتها دولة إفريقية‪ ،‬فإنهععا تجعععل مععن بيععن أهععدافها تحقيععق الوحععدة‬
‫الفريقية‪.‬‬
‫وإدراكا منها لضرورة إدراج عملها فعي إطعار المنظمععات الدوليععة‪ ،‬فععإن‬
‫المملكة المغربية‪ ،‬العضو العامل النشيط في هذه المنظمات‪ ،‬تتعهد بععالتزام‬
‫ما تقتضيه مواثيقها من مبععادئ وحقععوق وواجبععات و تؤكععد تشععبثها بحقععوق‬
‫النسان كما هي متعارف عليها عالميا‪.‬‬
‫كما تؤكد عزمها على مواصلة العمل للمحافظععة علععى السععلم والمععن‬
‫في العالم‪.‬‬

‫‪-‬ج‪.‬ر عدد‪ 4420 :‬بتاريخ ‪ 26‬جمادى الولى ‪ 10) 1417‬أكتوبر ‪.(1996‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪55‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫البــــــــــــــــــــاب الول‬
‫أحكــام عامة‬
‫المبادئ الساسية‬
‫الفصــل الول‪ :‬نظععام الحكععم بععالمغرب نظععام ملكيععة دسععتورية‬
‫ديمقراطية واجتماعية‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬السيادة للمععة تمارسععها مباشععرة بالسععتفتاء وبصععفة‬
‫غير مباشرة بواسطة المؤسسات الدستورية‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الحزاب السياسية والمنظمات النقابيععة والجماعععات‬
‫المحلية والغرف المهنية تساهم في تنظيم المواطنين وتمثليهم‪.‬‬
‫ونظام الحزب الوحيد نظام غير مشروع‪.‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬القانون هو أسمى تعبير عن إرادة المة‪ ،‬ويجب علععى‬
‫الجميع المتثال له‪ ،‬وليس للقانون أثر رجعي‪.‬‬
‫الفصل الخامس‪ :‬جميع المغاربة سواء أمام القانون‪.‬‬
‫الفصل السادس‪ :‬السلم ديععن الدولععة‪ ،‬والدولععة تضععمن لكععل واحععد‬
‫حرية ممارسة شؤونه الدينية‪.‬‬
‫الفصل السابع‪ :‬علم المملكة هو اللواء الحمر الععذي يتوسععطه نجععم‬
‫أخضر خماسي الفروع‪.‬‬
‫شعار المملكة‪ :‬الله‪-‬الوطن‪-‬الملك‪.‬‬
‫الفصــل الثــامن‪ :‬الرجععل والمععرأة متسععاويان فععي التمتععع بععالحقوق‬
‫السياسة‪.‬‬
‫لكل مواطن ذكرا كان أو أنثى الحق في أن يكععون ناخبععا إذا كععان بالغععا‬
‫سن الرشد ومتمتعا بحقوقه المدنية والسياسية‪.‬‬
‫الفصل التاسع‪ :‬يضمن الدستور لجميع المواطنين‪:‬‬
‫‪-‬حرية التجول وحرية الستقرار بجميع أرجاء المملكة؛‬
‫‪-‬حرية الرأي وحرية التعبير بجميع أشكاله وحرية الجتماع؛‬
‫‪-‬حريععة تأسععيس الجمعيععات وحريععة النخععراط فععي أيععة منظمععة نقابيععة‬
‫وسياسية حسب اختيارهم‪.‬‬
‫ول يمكن أن يوضع حد لممارسة هذه الحريات إل بمقتضى القانون‪.‬‬
‫الفصل العاشر‪ :‬ل يلقى القبععض علععى أحععد ول يعتقععل ول يعععاقب إل‬
‫في الحوال وحسب الجراءات المنصوص عليها في القانون‪.‬‬
‫المنععزل ل تنتهععك حرمتععه ول تفععتيش ول تحقيععق إل طبععق الشععروط‬
‫والجراءات المنصوص عليها في القانون‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫الفصل الحادي عشر‪ :‬ل تنتهك سرية المراسلت‪.‬‬


‫الفصل الثاني عشر‪ :‬يمكن جميع المععواطنين أن يتقلععدوا الوظععائف‬
‫والمناصب العمومية وهم سواء فيما يرجع للشروط المطلوبة لنيلها‪.‬‬
‫الفصل الثالث عشر‪ :‬التربية والشغل حق للمواطنين على السواء‪.‬‬
‫الفصل الرابع عشر‪:‬حق الضراب مضمون‪.‬‬
‫وسيبين قانون تنظيمي الشروط والجراءات التي يمكن معها ممارسة‬
‫هذا الحق‪.‬‬
‫الفصــل الخــامس عشــر‪ :‬حععق الملكيععة وحريععة المبععادرة الخاصععة‬
‫مضمونان‪.‬‬
‫للقانون أن يحد من مداهما وممارسععتهما إذا دعععت إلععى ذلععك ضععرورة‬
‫النمو القتصادي والجتماعي للبلد‪.‬‬
‫ول يمكن نزع الملكية إل فععي الحععوال وحسععب الجععراءات المنصععوص‬
‫عليها في القانون‪.‬‬
‫الفصل السادس عشر‪ :‬على المواطنين جميعهععم أن يسعاهموا فععي‬
‫الدفاع عن الوطن‪.‬‬
‫الفصــل الســابع عشــر‪ :‬علععى الجميععع أن يتحمععل كععل علععى قععدر‬
‫استطاعته التكاليف العمومية التي للقانون وحده الصلحية لحداثها وتوزيعها‬
‫حسب الجراءات المنصوص عليها في هذا الدستور‪.‬‬
‫الفصل الثامن عشر‪ :‬على الجميع أن يتحملوا متضععامنين التكععاليف‬
‫الناتجة عن الكوارث التي تصيب البلد‪.‬‬
‫البــــــــــــــاب الثاني‬
‫المـلكية‬
‫الفصل التاسع عشر‪ :‬الملك أمير المؤمنين والممثل السمى للمععة‬
‫ورمز وحععدتها وضعامن دوام الدولعة واسععتمرارها‪ ،‬وهععو حعامي حمععى الععدين‬
‫والسععاهر علععى احععترام الدسععتور‪ ،‬ولععه صععيانة حقععوق وحريععات المععواطنين‬
‫والجماعععات والهيئات‪ .‬وهععو الضععامن لسععتقلل البلد وحععوزة المملكععة فععي‬
‫دائرة حدودها الحقة‪.‬‬
‫الفصل العشــرون‪:‬إن عععرش المغععرب وحقععوقه الدسععتورية تنتقععل‬
‫بالوراثة إلى الولد الذكر الكبر سنا من ذرية جللة الملك الحسن الثاني‪ ،‬ثععم‬
‫إلى ابنه الكبر سنا وهكذا ما تعاقبوا‪ ،‬ما عدا إذا عين الملك قيد حيععاته خلفععا‬
‫له ولدا آخر من أبنائه غير الولد الكبر سنا‪ ،‬فإن لم يكن ولد ذكععر مععن ذريععة‬
‫الملك فالملك ينتقل إلى أقرب أقربائه من جهة الذكور ثععم إلععى ابنععه طبععق‬
‫الترتيب والشروط السابقة الذكر‪.‬‬
‫الفصل الحادي والعشرون‪ :‬يعتبر الملك غير بالغ سن الرشد قبععل‬
‫نهاية السنة السادسة عشرة من عمره‪ ،‬وإلى أن يبلغ سععن الرشععد يمععارس‬
‫مجلس الوصاية اختصاصات العرش وحقوقه الدستورية باسععتثناء مععا يتعلععق‬
‫منها بمراجعععة الدسععتور‪ ،‬ويعمععل مجلععس الوصععاية كهيئة استشععارية بجععانب‬
‫الملك حتى يدرك تمام السنة العشرين من عمره‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫يععرأس مجلععس الوصععاية الرئيععس الول للمجلععس العلععى ويععتركب‪،‬‬


‫بالضافة إلى رئيسه من رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس المستشععارين‬
‫ورئيس المجلس العلمي القليمي لمدينتي الرباط وسععل وعشععر شخصععيات‬
‫يعينهم الملك بمحض اختياره‪.‬‬
‫قواعد سير مجلس الوصاية تحدد بقانون تنظيمي‪.‬‬
‫الفصل الثاني والعشرون‪ :‬للملك قائمة مدنية‪.‬‬
‫الفصل الثالث والعشرون‪ :‬شخص الملك مقدس ل تنتهك حرمته‪.‬‬
‫الفصل الرابع والعشرون‪ :‬يعين الملك الوزير الول‬
‫ويعين باقي أعضاء الحكومة باقتراح مععن الععوزير الول ولععه أن يعفيهععم‬
‫من مهامهم‪.‬‬
‫ويعفى الحكومة بمبادرة منه أو بناء على استقالتها‪.‬‬
‫الفصل الخامس والعشرون‪ :‬يرأس الملك المجلس الوزاري‪.‬‬
‫الفصل السادس والعشرون‪ :‬يصععدر الملععك المععر بتنفيععذ القععانون‬
‫خلل الثلثين يوما التالية لحالته إلى الحكومة بعد تمام الموافقة عليه‪.‬‬
‫الفصل السابع والعشرون‪ :‬للملك حق حععل مجلسععي البرلمععان أو‬
‫أحدهما بظهير شريف طبععق الشععروط المبينععة فععي الفصععلين ‪ 71‬و ‪ 73‬مععن‬
‫الباب الخامس‪.‬‬
‫الفصل الثامن والعشــرون‪ :‬للملععك أن يخععاطب المععة والبرلمععان‬
‫ويتلى خطابه أمام كل المجلسين‪ ،‬ول يمكن أن يكععون مضععمونه موضععوع أي‬
‫نقاش‪.‬‬
‫الفصــل التاســع والعشــرون‪ :‬يمععارس الملععك بمقتضععى ظهععائر‬
‫السلطات المخولة له صراحة بنص الدستور‪.‬‬
‫الظهائر الشريفة توقع بالعطف من لععدن الععوزير الول ماعععدا الظهععائر‬
‫المنصوص عليها في الفصععول التاليععة‪ ) 21 :‬الفقععرة الثععاني( و ‪) 24‬الفقععرة‬
‫الولى والثالثة والرابعة( و ‪ 35‬و ‪ 69‬و ‪ 71‬و ‪ 79‬و ‪ 84‬و ‪ 91‬و ‪.105‬‬
‫الفصل الثلثون‪ :‬الملك هو القائد العلى للقوات المسلحة الملكية‪.‬‬
‫وله حق التعيين في الوظععائف المدنيععة والعسععكرية كمعا لعه أن يفعوض‬
‫لغيره ممارسة هذا الحق‪.‬‬
‫الفصــل الحــادي والثلثــون‪ :‬يعتمععد الملععك السععفراء لععدى الععدول‬
‫الجنبيععة والمنظمععات الدوليععة‪ ،‬ولععديه يعتمععد السععفراء وممثلععوا المنظمععات‬
‫الدولية‪.‬‬
‫يوقععع الملععك المعاهععدات ويصععادق عليهععا غيععر أنععه ل يصععادق علععى‬
‫المعاهدات التي تترتب عليها تكععاليف تلععزم ماليععة الدولععة إل بعععد الموافقععة‬
‫عليها بقانون‪.‬‬
‫تقع المصادقة على المعاهععدات الععتي يمكعن أن تكععون غيعر متفقعة مععع‬
‫نصوص الدستور بإتباع المسطرة المنصوص عليها فيما يرجع لتعديله‪.‬‬
‫الفصل الثاني والثلثون‪ :‬يعرأس الملعك المجلععس العلععى للقضعاء‬
‫والمجلس العلى للتعليم‪ ،‬والمجلس العلى للنعاش الوطني والتخطيط‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫الفصل الثــالث والثلثــون‪ :‬يعيععن الملععك القضععاة طبععق الشععروط‬


‫المنصوص عليها في الفصل ‪.84‬‬
‫الفصل الرابع والثلثون‪ :‬يمارس الملك حق العفو‪.‬‬
‫الفصل الخامس والثلثون‪ :‬إذا كانت حوزة التراب الوطني مهععددة‬
‫أو وقع من الحداث ما من شععأنه أن يمععس بسععير المؤسسععات الدسععتورية‪،‬‬
‫يمكن الملك أن يعلن حالعة السععتثناء بظهيعر شععريف بععد استشععارة رئيعس‬
‫مجلس النواب ورئيس مجلععس المستشععارين ورئيععس المجلععس الدسععتوري‬
‫وتوجيه خطاب إلى المة؛ ويخعول بعذلك‪ ،‬علعى الرغعم معن جميعع النصعوص‬
‫المخالفة‪ ،‬صلحية اتخاذ جميع الجععراءات الععتي يفرضععها الععدفاع عععن حععوزة‬
‫الوطن ويقتضيها رجوع المؤسسات الدستورية إلى سيرها العادي أو يتطلبها‬
‫تسيير شؤون الدولة‪.‬‬
‫ل يترتب على حالة الستثناء حل البرلمان‪.‬‬
‫ترفع حالة الستثناء باتخاذ الجراءات الشكلية المقررة لعلنها‪.‬‬
‫البـــــــــــــــــــــاب الثالث‬
‫البـرلمان‬
‫تنظيم البرلمان‬
‫الفصل السادس والثلثون‪ :‬يتكون البرلمان من مجلسين‪ ،‬مجلس‬
‫النواب ومجلس المستشارين‪ ،‬ويستمد أعضاؤه نيابتهم من المة وحقهم في‬
‫التصويت حق شخصي ل يمكن تفويضه‪.‬‬
‫الفصل السابع والثلثون‪ :‬ينتخب أعضاء مجلععس النععواب بعالقتراع‬
‫العام المباشععر لمععدة خمععس سععنوات؛ وتنتهععي عضععويتهم عنععد افتتععاح دورة‬
‫أكتوبر من السنة الخامسة التي تلي انتخاب المجلس‪.‬‬
‫ويبين قععانون تنظيمععي عععدد أعضععاء مجلععس النععواب ونظععام انتخععابهم‬
‫وشروط القابلية للنتخاب وأحوال التنافي ونظام المنازعات النتخابية‪.‬‬
‫وينتخب رئيس مجلس النواب أول في مستهل الفععترة النيابيععة ثععم فععي‬
‫دورة أبريل للسنة الثالثة من هذه الفترة وذلك لما تبقى منها‪.‬‬
‫وينتخب أعضاء مكتبي المجلس لمدة سنة على أساس التمثيل النسبي‬
‫لكل فريق‪.‬‬
‫الفصـــل الثـــامن والثلثـــون‪ :‬يتكعععون ثلثعععة أخمعععاس مجلعععس‬
‫المستشارين من أعضاء تنتخبهم في كل جهة من جهات المملكة هيئة ناخبة‬
‫تتألف من ممثلي الجماعات المحلية‪ ،‬ويتكون خمسععاه الباقيععان مععن أعضععاء‬
‫تنتخبهم أيضا في كل جهعة هيئات ناخبععة تتععألف مععن المنتخععبين فععي الغععرف‬
‫المهنية وأعضاء تنتخبهم على الصعيد الوطني هيئة ناخبة تتألف مععن ممثلععي‬
‫المأجورين‪.‬‬
‫ينتخب أعضاء مجلس المستشارين لمععدة تسععع سععنوات‪ ،‬ويتجععدد ثلععث‬
‫المجلععس كععل ثلث سععنوات‪ ،‬وتعيععن بالقرعععة المقاعععد الععتي تكععون محععل‬
‫التجديععدين الول والثععاني‪ ،‬ويحععدد بقععانون تنظيمععي عععدد أعضععاء مجلععس‬

‫‪59‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫المستشارين ونظام انتخابهم وعدد العضاء الععذين تنتخبهععم كععل هيئة ناخبععة‬
‫وتوزيع المقاعد علععى مختلععف جهععات المملكععة وشععروط القابليععة للنتخععاب‬
‫وحععالت التنععافي وطريقععة إجععراء القرعععة المشععار إليهععا أعله وتنظيععم‬
‫المنازعات النتخابية‪.‬‬
‫ينتخب رئيس مجلس المستشععارين وأعضععاء مكتبععه فععي مسععتهل دورة‬
‫أكتوبر عند كل تجديد لثلث المجلس‪ ،‬ويكون انتخععاب أعضععاء المكتععب علععى‬
‫أساس التمثيل النسبي لكل فريق‪.‬‬
‫عند تنصيب مجلس المستشععارين لول مععرة بعععد حععل المجلععس الععذي‬
‫سبقه ينتخب رئيسه وأعضاء مكتبه في أول دورة تلي انتخععاب المجلععس ثععم‬
‫يجدد انتخاب الرئيس وأعضاء المكتب في مستهل دورة أكتععوبر عنععد تجديععد‬
‫ثلث المجلس‪.‬‬
‫الفصل التاسع والثلثون‪ :‬ل يمكععن متابعععة أي عضععو مععن أعضععاء‬
‫البرلمععان ول البحععث عنععه ول إلقععاء القبععض عليععه ول اعتقععاله ول محععاكمته‬
‫بمناسبة إبدائه لرأي أو قيامه بتصويت خلل مزاولته لمهامه ماعععدا إذا كععان‬
‫الرأي المعبر عنه يجادل في النظام الملكي أو الدين السلمي أو يتضمن ما‬
‫يخل بالحترام الواجب للملك‪.‬‬
‫ول يمكن في أثنععاء دورات البرلمععان متابعععة أي عضععو مععن أعضععائه ول‬
‫إلقاء القبض عليه من أجل جناية أو جنحة غير ما سععبقت الشععارة إليععه فععي‬
‫الفقرة الولى من هذا الفصل إل بإذن من المجلس الذي ينتمي إليه ما لععم‬
‫يكن العضو في حالة تلبس بالجريمة‪.‬‬
‫ول يمكن خارج مدة دورات البرلمان إلقاء القبععض علععى أي عضععو مععن‬
‫أعضائه إل بإذن من مكتب المجلس الععذي هععو عضععو فيععه ماعععدا فععي حالععة‬
‫التلبس بالجريمة أو متابعة مأذون فيها أو صدور حكم نهائي بالعقاب‪.‬‬
‫يوقف اعتقال عضو من أعضاء البرلمان أو متابعته إذا صدر طلب بذلك‬
‫من المجلس الذي هو عضو فيه ماعدا في حالة التلبس بالجريمة أو متابعععة‬
‫مأذون فيها أو صدور حكم نهائي بالعقاب‪.‬‬
‫الفصل الربعون‪ :‬يعقد البرلمان جلساته في أثناء دورتين في السنة‬
‫ويرأس الملك افتتاح الدورة الولى التي تبتدئ يوم الجمعة الثانية من شععهر‬
‫أكتوبر وتفتتح الدورة الثانية يوم الجمعة الثانية من شهر أبريل‪.‬‬
‫إذا استمرت جلسات البرلمان ثلثة أشهر على القل في كل دورة جاز‬
‫ختم الدورة بمقتضى مرسوم‪.‬‬
‫الفصل الحادي والربعون‪ :‬يمكن جمع البرلمان في دورة استثنائية‬
‫إما بطلب من الغلبية المطلقة لعضاء أحد المجلسين وإما بمرسوم‪.‬‬
‫تعقععد دورة البرلمععان السععتثنائية علععى أسععاس جععدول أعمععال محععدد‪،‬‬
‫وعندما تتععم المناقشععة فععي المسععائل الععتي يتضععمنها جععدول العمععال تختععم‬
‫الدورة بمرسوم‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫الفصــل الثــاني والربعــون‪:‬للعععوزراء أن يحضعععروا جلسعععات كل‬


‫المجلسين واجتماعات لجانهمععا؛ ويمكنهععم أن يسععتعينوا بمنععدوبين يعينععونهم‬
‫لهذا الغرض‪.‬‬
‫علوة على اللجان الدائمة المشار إليها في الفقععرة السععابقة يجععوز أن‬
‫تشكل بمبادرة من الملك أو بطلععب مععن أغلبيععة أعضععاء أي مععن المجلسععين‬
‫لجان نيابية لتقصي الحقائق يناط بها جمع المعلومات المتعلقة بوقائع معينة‬
‫واطلع المجلس الذي شكلها على النتائج التي تنتهي إليها أعمالها‪ ،‬ول يجوز‬
‫تكوين لجان لتقصععي الحقععائق فععي وقععائع تكععون موضععوع متابعععات قضععائية‬
‫مادامت هذه المتابعات جارية وتنتهي مهمة كل لجنة لتقصي الحقائق سععبق‬
‫تكوينها فور فتح تحقيق قضائي في الوقائع التي اقتضت تشكيلها‪.‬‬
‫لجان تقصي الحقائق مؤقتة بطبيعتها وتنتهي مهمتها بإيداع تقريرها‪.‬‬
‫يحدد قانون تنظيمي طريقة تسيير لجان تقصي الحقائق‪.‬‬
‫الفصل الثــالث والربعــون‪:‬جلسععات مجلسععي البرلمععان عموميععة؛‬
‫وينشر محضر المناقشات برمته بالجريدة الرسمية‪.‬‬
‫ولكل من المجلسين أن يعقد اجتماعات سرية بطلب من الععوزير الول‬
‫أو بطلب من ثلث أعضائه‪.‬‬
‫الفصل الرابع والربعون‪ :‬يضع كل من المجلسين نظامه الععداخلي‬
‫ويقععره بالتصععويت ولكععن ل يجععوز العمععل بععه إل بعععد أن يصععرح المجلععس‬
‫الدستوري بمطابقته لحكام هذا الدستور‪.‬‬
‫سلط البرلمان‬
‫الفصل الخامس والربعون‪ :‬يصدر القانون عن البرلمان بالتصويت‬
‫وللقانون أن يأذن للحومة أن تتخذ فععي ظععرف مععن الزمععن محععدود ولغايععة‬
‫معينة بمقتضى مراسيم تدابير يختص القانون عادة باتخاذها ويجري العمل‬
‫بهذه المراسيم بمجرد نشرها‪ ،‬غير أنه يجععب عرضععها علععى البرلمععان بقصععد‬
‫المصادقة عند انتهاء الجل الذي حدده قانون الذن بإصدارها‪ ،‬ويبطل قانون‬
‫الذن إذا ما وقع حل مجلسي البرلمان أو أحدهما‪.‬‬
‫الفصل السادس والربعون‪ :‬يختص القانون بالضععافة إلععى المععواد‬
‫المسندة إليه صراحة بفصول أخععرى مععن الدسععتور بالتشععريع فععي الميععادين‬
‫التية‪:‬‬
‫الحقوق الفردية والجماعية المنصوص عليها في الباب‬ ‫‪‬‬
‫الول من هذا الدستور؛‬
‫تحديد الجرائم والعقوبععات الجاريععة عليهععا والمسععطرة‬ ‫‪‬‬
‫الجنائية والمسطرة المدنية وإحداث أصناف جديدة من المحاكم؛‬
‫النظام الساسي للقضاة؛‬ ‫‪‬‬
‫لنظام الساسي للوظيفة العمومية؛‬ ‫‪‬‬
‫الضعمانات الساسعية الممنوحعة للمعوظفين المعدنيين‬ ‫‪‬‬
‫والعسكريين؛‬

‫‪61‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫النظام النتخابي لمجالس الجماعات المحلية؛‬ ‫‪‬‬


‫نظام اللتزامات المدنية والتجارية؛‬ ‫‪‬‬
‫إحداث المؤسسات العمومية؛‬ ‫‪‬‬
‫تأميم المنشآت ونقلها من القطاع العام إلععى القطععاع‬ ‫‪‬‬
‫الخاص‪.‬‬
‫للبرلمان صلحية التصويت على قوانين تضع إطارا للهععداف الساسععية‬
‫لنشاط الدولة في الميادين القتصادية والجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫الفصــل الســابع والربعــون‪:‬إن المععواد الخععرى الععتي ل يشععملها‬
‫اختصاص القانون يختص بها المجال التنظيمي‪.‬‬
‫الفصل الثامن والربعون‪ :‬النصوص التشريعية مععن حيععث الشععكل‬
‫يمكن تغييرها بمرسوم بعد موافقة المجلععس الدسععتوري إذا كععان مضععمونها‬
‫يععدخل فععي مجععال مععن المجععالت الععتي تمععارس فيهععا السععلطة التنظيميععة‬
‫اختصاصها‪.‬‬
‫الفصل التاسع والربعون‪ :‬يمكن العلن عن حالععة الحصععار لمععدة‬
‫ثلثين يوما بمقتضى ظهير شععريف‪ ،‬ول يمكععن تمديععد أجععل الثلثيععن يومععا إل‬
‫بالقانون‪.‬‬
‫الفصل الخمسون‪ :‬يصععدر قععانون الماليععة عععن البرلمععان بالتصععويت‬
‫طبق شروط ينص عليها قانون تنظيمي‪.‬‬
‫يصوت البرلمان مرة واحدة على نفقععات التجهيععز الععتي يتطلبهععا إنجععاز‬
‫مخطععط التنميععة‪ ،‬وذلععك عنععدما يوافععق علععى المخطععط‪ ،‬ويسععتمر مفعععول‬
‫الموافقععة تلقائيععا علععى النفقععات طععوال مععدة المخطععط وللحكومععة وحععدها‬
‫الصلحية لتقديم مشاريع قوانين ترمي إلى تغيير البرنامج الموافق عليه كما‬
‫ذكر‪.‬‬
‫إذا لم يتم فععي نهايعة السععنة الماليععة التصععويت علععى قععانون الماليععة أو‬
‫صدور المر بتنفيذه بسبب إحالته إلى المجلععس الدسععتوري تطبيقععا للفصععل‬
‫‪ 81‬فإن الحكومة تفتح بمرسوم العتمادات اللزمة لسير المرافق العمومية‬
‫والقيام بالمهام المنوطة بها على أساس ما هو مقترح بالميزانية المعروضععة‬
‫بقصد الموافقة‪.‬‬
‫ويسترسععل العمععل فععي هععذه الحالععة باسععتخلص المععداخيل طبقععا‬
‫للمقتضيات التشريعية والتنظيمية الجارية عليها باستثناء المعداخيل المقععترح‬
‫إلغاؤهععا فععي مشععروع قععانون الماليععة‪ ،‬أمععا المععداخيل الععتي ينععص المشععروع‬
‫المذكور علععى تخفيععض مقععدراها فتسععتخلص علععى أسععاس المقععدار الجديععد‬
‫المقترح‪.‬‬
‫الفصل الحادي والخمسون‪ :‬إن المقترحات والتعديلت التي يتقدم‬
‫بها أعضاء البرلمان ترفض إذا كان قبولها يؤدي بالنسبة للقانون المععالي إمععا‬
‫إلى تخفيض الموارد العمومية وإما إلععى إحععداث تكليعف عمعومي أو الزيععادة‬
‫في تكليف موجود‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫ممارسة السلطة التشريعية‬


‫الفصل الثاني والخمسون‪ :‬للعوزير الول ولعضعاء البرلمعان علعى‬
‫السواء حق التقدم باقتراح القوانين‪.‬‬
‫توضع مشاريع القوانين بمكتب أحد مجلسي البرلمان‪.‬‬
‫الفصل الثالث والخمسون‪:‬للحكومععة أن تععدفع بعععدم القبععول كععل‬
‫اقتراح أو تعديل ل يدخل في اختصاص السلطة التشريعية‪.‬‬
‫وكل خلف في هذا الشأن يفصل فيه المجلس الدسععتوري فععي ظععرف‬
‫ثمانية أيام بطلب من أحد مجلسي البرلمان أو من الحكومة‪.‬‬
‫الفصل الرابــع والخمســون‪ :‬تحععال المشععاريع والقتراحععات لجععل‬
‫النظر فيها على لجان يستمر عملها خلل الفترات الفاصلة بين الدورات‪.‬‬
‫الفصــل الخــامس والخمســون‪ :‬يمكععن الحكومععة أن تصععدر خلل‬
‫الفترة الفاصلة بين الدورات وباتفاق مع اللجععان الععتي يعنيهععا المععر فععي كل‬
‫المجلسين مراسيم قوانين يجب عرضها بقصد المصععادقة فععي أثنععاء الععدورة‬
‫العادية التالية للبرلمان‪.‬‬
‫يودع مشروع المرسوم بقانون بمكتب أحد المجلسين‪ ،‬وتناقشه اللجان‬
‫المعنية في كليهما بالتتابع بغية التوصل إلى قرار مشترك في شأنه‪ ،‬وإذا لم‬
‫يتأت التفاق على ذلك داخععل أجععل سععتة أيععام مععن إيععداع المشععروع يباشععر‬
‫بطلب من الحكومععة تشععكيل لجنععة ثنائيععة مختلطععة مععن أعضععاء المجلسععين‬
‫تتولى في ظرف ثلثة أيام من عرض المر عليها اقتراح قرار مشترك علععى‬
‫اللجان المختصة‪.‬‬
‫ويعتبر التفاق المنصععوص عليععه فععي الفقععرة الولععى مععن هععذا الفصععل‬
‫مرفوضا إذا لم تتمكن اللجنة الثنائية المختلطععة مععن اقععتراح قععرار مشععترك‬
‫داخل الجل المضروب لها أو إذا لم توافق اللجععان البرلمانيععة المعنيععة علععى‬
‫القرار المقترح عليها داخل أجل أربعة أيام‪.‬‬
‫الفصــل الســادس والخمســون‪ :‬يضععع مكتععب كععل مععن مجلسععي‬
‫البرلمان جدول أعماله‪ ،‬ويتضمن هذا الجدول بالسبقية ووفق الترتيب الذي‬
‫تحدده الحكومة مناقشة مشاريع القوانين التي تقدمها الحكومة واقتراحععات‬
‫القوانين التي تقبلها‪.‬‬
‫تخصععص بالسععبقية جلسععة فععي كععل أسععبوع لسععئلة أعضععاء مجلسععي‬
‫البرلمان وأجوبة الحكومة‪.‬‬
‫يجععب أن تععدلي الحكومععة بجوابهععا خلل العشععرين يومععا التاليععة لحالععة‬
‫السؤال إليها‪.‬‬
‫الفصل السابع والخمسون‪ :‬لعضاء مجلسي البرلمععان وللحكومععة‬
‫حق التعديل وللحكومة بعد افتتاح المناقشة أن تعارض في بحث كل تعععديل‬
‫لم يعرض من قبل على اللجنة التي يعنيها المر‪.‬‬
‫ويبععت المجلععس المعععروض عليععه النععص بتصععويت واحععد فععي النععص‬
‫المتناقش فيه كله أو بعضه إذا مععا طلبععت الحكومععة ذلععك مععع اقتصععار علععى‬
‫التعديلت المقترحة أو المقبولة من طرف الحكومة‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫الفصل الثامن والخمسون‪ :‬يتداول مجلسععا البرلمععان بالتتععابع فععي‬


‫كل مشروع أو اقتراح قعانون بغيعة التوصعل إلعى اتفاقهمعا علعى نعص واحعد‬
‫ويتععداول المجلععس المعععروض عليععه المععر أول فععي نععص مشععروع القععانون‬
‫المقدم من الحكومة أو نص اقتراح القععانون المسععجل فععي جععدول أعمععاله‪،‬‬
‫ويتداول المجلس المحال إليه نص سبق أن صوت عليه المجلس الخر فععي‬
‫النص المحال إليه‪.‬‬
‫وإذا لم يأت إقرار مشروع أو اقتراح قانون بعد مناقشته مرتين في كل‬
‫المجلسين‪ ،‬أو مرة واحدة في كععل منهمععا إذا أعلنععت الحكومععة السععتعجال‪،‬‬
‫يجععوز للحكومععة أن تعمععل علععى اجتمععاع لجنععة ثنائيععة مختلطععة مععن أعضععاء‬
‫المجلسين يناط بها اقتراح نص بشععأن الحكععام الععتي مععازالت محععل خلف‪،‬‬
‫ويمكن الحكومة أن تعرض النص الذي تقترحه اللجنة الثنائية المختلطة على‬
‫المجلسين لقراره‪ ،‬ول يجوز في هععذه الحالععة قبععول أي تعععديل إل بموافقععة‬
‫الحكومة‪.‬‬
‫إذا لم تتمكن اللجنة الثنائية المختلطة مععن اقععتراح نععص مشععترك أو إذا‬
‫لم يقععر المجلسععان النععص الععذي اقععترحته يجععوز للحكومععة أن تعععرض علععى‬
‫مجلس النواب مشروع أو اقتراح القانون بعد أن تدخل عليهما عند القتضاء‬
‫معا تتبنعاه معن التعععديلت المقترحععة خلل المناقشعة البرلمانيععة‪ ،‬وفععي هعذه‬
‫الحالععة ل يمكععن مجلععس النععواب أن يقععر نهائيععا النععص المعععروض عليععه إل‬
‫بالغلبية المطلقة للعضاء الذين يتألف منهم‪.‬‬
‫يعتبر أن مجلس النواب قد وافق على النص المعععروض عليععه بالغلبيععة‬
‫المطلقة لعضائه في حالة إقراره عمل بأحكام الفقععرة الثانيععة مععن الفصععل‬
‫‪.75‬‬
‫يتم إقرار القوانين التنظيمية والتعديلت المدخلة عليها وفععق الشععروط‬
‫المشار إليها أعله‪ ،‬بيد أن المجلس الذي يعرض عليه أول مشروع أو اقتراح‬
‫قانون تنظيمي ل يمكنه أن يتداول فيه أو يصوت عليه إل بعععد مععرور عشععرة‬
‫أيام على تاريخ إيداعه لديه‪.‬‬
‫يجب أن يتم إقرار القوانين التنظيمية المتعلقععة بمجلععس المستشععارين‬
‫باتفاق بين مجلسي البرلمان على نص موحد‪.‬‬
‫ل يمكععن إصععدار المععر بتنفيععذ القععوانين التنظيميععة إل بعععد أن يصععرح‬
‫المجلس الدستوري بمطابقتها للدستور‪.‬‬
‫البـــــــــــــــاب الرابع‬
‫الحـكومة‬
‫الفصــل التاســع والخمســون‪:‬تتععألف الحكومععة مععن الععوزير الول‬
‫والوزراء‪.‬‬
‫الفصل الستون‪ :‬الحكومة مسؤولة أمام الملك وأمام البرلمان‪.‬‬
‫يتقدم الوزير الول أمام كل من مجلسععي البرلمععان بعععد تعييععن الملععك‬
‫لعضاء الحكومة ويعرض البرنامج الذي يعتزم تطبيقه ويجب أن يتضمن هذا‬
‫البرنامج الخطععوط الرئيسععية للعمععل الععذي تنععوي الحكععومي القيععام بععه فععي‬
‫‪64‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫مختلف مجالت النشاط الوطني وبالخص في ميادين السياسععة القتصععادية‬


‫والجتماعية والثقافية والخارجية‪.‬‬
‫يكون البرنامج المشار إليه أعله موضوع مناقشة أمام كل المجلسععين‪،‬‬
‫ويتلو مناقشته فععي مجلععس النععواب تصععويت يجععب أن يقععع وفععق الشععروط‬
‫المنصوص عليها في الفقرتين الثانية والثالثة من الفصععل ‪ 75‬ويععترتب عليععه‬
‫الثر المشار إليه في الفقرة الخيرة منه‪.‬‬
‫الفصل الحادي والستون‪ :‬تعمل الحكومة على تنفيذ القوانين تحت‬
‫مسؤولية الوزير الول‪ ،‬والدارة موضوعة رهن تصرفها‪.‬‬
‫الفصــل الثــاني والســتون‪ :‬للععوزير الول حععق التقععدم بمشععاريع‬
‫القععوانين ول يمكنععه أن يععودع أي مشععروع قععانون بمكتععب أي مععن مجلسععي‬
‫البرلمان قبل المداولة في شأنه بالمجلس الوزاري‪.‬‬
‫الفصل الثالث والستون‪:‬يمارس الوزير الول السلطة التنظيمية‪.‬‬
‫تحمل المقررات التنظيمية الصادرة عن الوزير الول التوقيععع بععالعطف‬
‫من لدن الوزراء المكلفين بتنفيذها‪.‬‬
‫الفصل الرابــع والســتون‪:‬للععوزير الول الحععق فععي تفععويض بعععض‬
‫سلطه للوزراء‪.‬‬
‫الفصل الخامس والستون‪ :‬يتحمل الععوزير الول مسععؤولية تنسععيق‬
‫النشاطات الوزارية‪.‬‬
‫الفصل السادس والستون‪ :‬تحال على المجلس الوزاري المسععائل‬
‫التية قبل البت فيها‪:‬‬
‫القضايا التي تهم السياسة العامة للدولة؛‬ ‫‪‬‬
‫العلن عن حالة الحصار؛‬ ‫‪‬‬
‫إشهار الحرب؛‬ ‫‪‬‬
‫طلب الثقة مععن مجلععس النععواب قصععد مواصععلة‬ ‫‪‬‬
‫الحكومة تحمل مسؤوليتها؛‬
‫مشاريع القععوانين قبععل إيععداعها بمكتععب أي مععن‬ ‫‪‬‬
‫مجلسي البرلمان؛‬
‫المراسيم التنظيمية؛‬ ‫‪‬‬
‫المراسيم المشار إليها في الفصععول ‪ 40‬و ‪ 41‬و‬ ‫‪‬‬
‫‪ 45‬و ‪ 55‬من هذا الدستور؛‬
‫مشروع المخطط؛‬ ‫‪‬‬
‫مشروع مراجعة الدستور‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البـــــــــــــــــاب الخامس‬
‫علقات السلط بعضها ببعض‬
‫العلقة بين الملك والبرلمان‬
‫الفصــل الســابع والســتون‪ :‬للملععك أن يطلععب مععن كل مجلسععي‬
‫البرلمان أن يقرأ قراءة جديدة كل مشروع أو اقتراح قانون‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫الفص الثامن والستون‪ :‬تطلب القراءة الجديدة بخطاب‪ ،‬ول يمكن‬


‫أن ترفض هذه القراءة الجديدة‪.‬‬
‫الفصل التاسع والستون‪ :‬للملك أن يستفتي شعبه بمقتضى ظهيععر‬
‫شريف في شأن كل مشروع أو اقععتراح قععانون بعععد أن يكععون المشععروع أو‬
‫القتراح قد قرئ قراءة جديدة‪ ،‬اللهم إل إذا كان نص المشععروع أو القععتراح‬
‫قد أقر أو رفض في كل من المجلسععين بعععد قراءتععه قععراءة جديععدة بأغلبيععة‬
‫ثلثي العضاء الذين يتألف منهم‪.‬‬
‫الفصل السبعون‪ :‬نتائج الستفتاء تلزم الجميع‪.‬‬
‫الفصل الحادي والسبعون‪ :‬للملك بعد استشارة رئيسععي مجلسععي‬
‫البرلمان أو أحدهما ورئيس المجلععس الدسععتوري وتععوجيه خطععاب للمععة أن‬
‫يحل مجلسي البرلمان أو أحدهما بظهير شريف‪.‬‬
‫الفصل الثاني والسبعون‪ :‬يقع انتخاب البرلمان الجديد أو المجلس‬
‫الجديد في ظرف ثلثة أشهر على الكثر بعد تاريخ الحل‪.‬‬
‫وفععي أثنععاء ذلععك يمععارس الملععك بالضععافة إلععى السععلط المخولععة لععه‬
‫بمقتضى هذا الدستور السلط التي يختص بها البرلمان في مجال التشريع‪.‬‬
‫الفصل الثــالث والســبعون‪ :‬إذا وقععع حععل مجلععس فل يمكععن حععل‬
‫المجلس الذي يليه إل بعد مضي سنة على انتخاب المجلس الجديد‪.‬‬
‫الفصل الرابع والسبعون‪ :‬يقع إشهار الحععرب بعععد إحاطععة مجلععس‬
‫النواب ومجلس المستشارين علما بذلك‪.‬‬
‫عـلقات البرلمان بالحكـومة‬
‫الفصل الخامس والسبعون‪ :‬بإمكععان الععوزير الول أن يربععط لععدى‬
‫مجلس النععواب مواصععلة الحكومععة تحمععل مسععوؤليتها بتصععويت يمنععح الثقععة‬
‫بشأن تصريح يفضي به الوزير الول في موضوع السياسة العامععة أو بشععأن‬
‫نص يطلب الموافقة عليه‪.‬‬
‫ول يمكععن سععحب الثقععة مععن الحكومععة أو رفععض النععص إل بالغلبيععة‬
‫المطلقة للعضاء الذين يتألف منهم مجلس النواب‪.‬‬
‫ل يقع التصويت إل بعد مضي ثلثة أيام كاملة على اليوم الععذي طرحععت‬
‫فيه مسألة الثقة‪.‬‬
‫يؤدي سحب الثقة إلى استقالة الحكومة استقالة جماعية‪.‬‬
‫الفصل السادس والسبعون‪ :‬يمكن مجلس النواب أن يعارض فععي‬
‫مواصلة الحكومة تحمل مسؤوليتها وذلك بالموافقة علععى ملتمععس الرقابععة‪،‬‬
‫ول يقبل هذا الملتمس إل إذا وقعه علععى القععل ربععع العضععاء الععذين يتععألف‬
‫منهم المجلس‪.‬‬
‫ل تصح الموافقععة علععى ملتمععس الرقابععة مععن لععدن مجلععس النععواب إل‬
‫بتصويت الغلبية المطلقة للعضاء الذين يتألف منهععم‪ ،‬ول يقععع التصععويت إل‬
‫بعد مضي ثلثة أيام كاملة على إيداع الملتمس‪.‬‬
‫تؤدي الموافقة على ملتمس الرقابععة إلععى اسععتقالة الحكومععة اسععتقالة‬
‫جماعية‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫إذا وقعت موافقة مجلس النواب علععى ملتمععس الرقابععة فل يقبععل بعععد‬
‫ذلك تقديم أي ملتمس رقابة أمامه طيلة سنة‪.‬‬
‫الفصل السابع والسبعون‪:‬لمجلس المستشععارين أن يصععوت علععى‬
‫ملتمس توجيه تنبيه للحكومة أو على ملتمس رقابة ضدها‪.‬‬
‫ل يكون ملتمس توجيه التنبيه للحكومة مقبول إل إذا وقعععه علععى القععل‬
‫ثلععث أعضععاء مجلععس المستشععارين‪ ،‬ول تتععم الموافقععة عليععه إل بالغلبيععة‬
‫المطلقة للعضاء الذين يتألف منهم هذا المجلس‪ ،‬ول يقع التصععويت إل بعععد‬
‫مضي ثلثة أيام كاملة على إيداع الملتمس‪.‬‬
‫يبعث رئيس مجلس المستشارين على الفور بنععص التنععبيه إلععى الععوزير‬
‫الول‪ ،‬وتتاح لهذا الخير مهلة ستة أيام ليععرض أمعام مجلععس المستشعارين‬
‫موقف الحكومة من السباب التي أدت إلى توجيه التنبيه إليها‪.‬‬
‫يتلو إلقاء التصريح الحكومي نقاش ل يعقبه تصويت‪.‬‬
‫ل يكون ملتمس الرقابة مقبول أمام مجلس المستشععارين إل إذا وقعععه‬
‫على القل ثلث أعضععائه‪ ،‬ول تتععم الموافقععة عليععه إل بأغلبيععة ثلععثي العضععاء‬
‫الذين يتألف منهم‪ ،‬ول يقع التصععويت إل بعععد مضععي ثلثععة أيععام كاملععة علععى‬
‫إيداع الملتمس‪.‬‬
‫تؤدي الموافقة على ملتمس الرقابععة إلععى اسععتقالة الحكومععة اسععتقالة‬
‫جماعية‪.‬‬
‫إذا وافق مجلس المستشارين على ملتمس رقابععة فل يقبععل بعععد ذلععك‬
‫تقديم أي ملتمس رقابة أمامه طيلة سنة‪.‬‬
‫البـــــــــــــــــــــاب السادس‬
‫المـجلس الدستـوري‬
‫الفصل الثامن والسبعون‪ :‬يحدث مجلس دستوري‬
‫الفصل التاسع والسبعون‪ :‬يتععألف المجلععس الدسععتوري مععن سععتة‬
‫أعضاء يعينهم الملك لمععدة تسععع سععنوات‪ ،‬وسععتة أعضععاء يعيععن ثلثععة منهععم‬
‫رئيس مجلس النواب وثلثة رئيس مجلس المستشععارين لنفععس المععدة بعععد‬
‫استشارة الفععرق ويتععم كععل ثلث سععنوات تجديععد ثلععث كععل فئة مععن أعضععاء‬
‫المجلس الدستوري‪.‬‬
‫يختار الملك رئيس المجلس الدستوري من بين العضاء الذين يعنيهم‪.‬‬
‫مهمة رئيس وأعضاء المجلس الدستوري غير قابلة للتجديد‪.‬‬
‫الفصل الثمانون‪ :‬يحدد قانون تنظيمي قواعد تنظيم وسير المجلس‬
‫الدستوري والجراءات المتبعة أمععامه خصوصععا مععا يتعلععق بالجععال المقععررة‬
‫لعرض مختلف النزاعات عليه‪.‬‬
‫ويحدد أيضا الوظائف التي ل يجوز الجمع بينها وبيععن عضععوية المجلععس‬
‫الدستوري‪ ،‬وطريقة إجراء التجديدين الولين لثلثي أعضائه‪ ،‬وإجراءات تعيين‬
‫من يحل محل أعضائه الذين استحال عليهم القيام بمهععامهم أو اسععتقالوا أو‬
‫توفوا أثناء مدة عضويتهم‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫الفصـــل الحـــادي والثمـــانون‪ :‬يمعععارس المجلعععس الدسعععتوري‬


‫الختصاصات المسندة إليه بفصول الدسعتور أو بأحكععام القعوانين التنظيميعة‬
‫ويفصل‪-‬بالضافة إلععى ذلععك‪-‬فععي صععحة انتخععاب أعضععاء البرلمععان وعمليععات‬
‫الستفتاء‪.‬‬
‫تحال القوانين التنظيمية قبل إصدار المععر بتنفيععذها‪ ،‬والنظعام العداخلي‬
‫لكععل مععن مجلسععي البرلمععان قبععل الشععروع فععي تطععبيقه إلععى المجلععس‬
‫الدستوري ليبت في مطابقتها للدستور‪.‬‬
‫وللملععك أو الععوزير الول أو رئيععس مجلععس النععواب أو رئيععس مجلععس‬
‫المستشارين أو ربع أعضاء مجلس النواب أو أعضععاء مجلععس المستشععارين‬
‫أن يحيلوا القوانين قبل إصدار المر بتنفيذها إلى المجلس الدسععتوري ليبععت‬
‫في مطابقتها للدستور‪.‬‬
‫يبت المجلس الدستوري في الحالت المنصععوص عليهععا فععي الفقرتيععن‬
‫السععباقتين خلل شععهر وتخفععض هععذه المععدة إلععى ثمانيععة أيععام بطلععب مععن‬
‫الحكومة إذا كان المر يدعو إلى التعجيل‪.‬‬
‫يععترتب علععى إحالععة القععوانين إلععى المجلععس الدسععتوري فععي الحععالت‬
‫المشار إليها أعله وقف سريان الجل المحدد لصدار المر بتنفيذها‪.‬‬
‫ل يجوز إصدار أو تطبيق أي نص يخالف الدستور‪.‬‬
‫ل تقبل قرارات المجلس الدستوري أي طريق من طرق الطعن وتلزم‬
‫كل السلطات العامة وجميع الجهات الدارية والقضائية‪.‬‬
‫البـــــــــــــــــاب السابع‬
‫القضـاء‬
‫الفصل الثاني والثمانون‪ :‬القضاء مستقل عن السلطة التشععريعية‬
‫وعن السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫الفصل الثالث والثمانون‪ :‬تصدر الحكام وتنفذ باسم الملك‪.‬‬
‫الفصـل الرابــع والثمـانون‪ :‬يعيععن الملععك القضععاة بظهيععر شععريف‬
‫باقتراح من المجلس العلى للقضاء‪.‬‬
‫الفصل الخامس والثمانون‪ :‬ل يعزل قضاة الحكععام ول ينقلععون إل‬
‫بمقتضى القانون‪.‬‬
‫الفصل السادس والثمانون‪:‬يرأس الملك المجلس العلى للقضععاء‬
‫ويتألف هذا المجلس بالضافة إلى رئيسه من‪:‬‬
‫‪-‬وزير العدل نائبا للرئيس؛‬
‫‪-‬الرئيس الول للمجلس العلى؛‬
‫‪-‬الوكيل العام للملك لدى المجلس العلى؛‬
‫‪-‬رئيس الغرفة الولى في المجلس العلى؛‬
‫‪-‬ممثلين اثنين لقضاة محاكم الستئناف ينتخبهم هؤلء القضاة بينهم؛‬
‫‪-‬أربعة ممثلين لقضععاة محععاكم أول درجععة ينتخبهععم هععؤلء القضععاة مععن‬
‫بينهم‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫الفصل السابع والثمانون‪ :‬يسععهر المجلععس العلععى للقضععاء علععى‬


‫تطبيق الضمانات الممنوحة للقضاة فيما يرجع لترقيتهم وتأديبهم‪.‬‬
‫البــــــــــــــــاب الثـامن‬
‫المحكمة العليا‬
‫الفصل الثامن والثمانون‪ :‬أعضاء الحكومة مسععؤولون جنائيععا عمععا‬
‫يرتكبون من جنايات وجنح أثناء ممارستهم لمهامهم‪.‬‬
‫الفصل التاسع والثمانون‪ :‬يمكن أن يوجه مجلسا البرلمان التهمععة‬
‫إليهم وأن يحالوا على المحكمة العليا‪.‬‬
‫الفصل التسعون‪ :‬يجب أن يكون اقتراح توجيه التهععام موقعععا علععى‬
‫القل من ربع أعضععاء المجلععس الععذي يقعدم إليععه أول‪ ،‬ويناقشععه المجلسععان‬
‫بالتتابع ول تتم الموافقة عليه إل بقعرار يتفقععان عليعه ععن طريععق التصععويت‬
‫السري بأغلبية ثلثي العضاء الذين يتألف منهم كل مجلس باستثناء العضاء‬
‫الذين يعهد إليهم بالمشاركة في المتابعة أو التحقيق أو الحكم‪.‬‬
‫الفصل الحــادي والتســعون‪ :‬تتععألف المحكمععة العليععا مععن أعضععاء‬
‫ينتخب نصفهم من بين أعضاء مجلس النواب‪ ،‬ونصفهم الخر من بين أعضاء‬
‫مجلس المستشارين ويعين رئيسها بظهير شريف‪.‬‬
‫الفصــل الثــاني والتســعون‪ :‬يحععدد قععانون تنظيمععي عععدد أعضععاء‬
‫المحكمة العليا وكيفية انتخابهم وكذا المسطرة التي يتعين إتباعها‪.‬‬
‫البـــــــــــــاب التاسع‬
‫المـجلس القتصادي والجتمـاعي‬
‫الفصل الثالث والتسعون‪ :‬يحدث مجلس اقتصادي واجتماعي‪.‬‬
‫الفصل الرابع والتسعون‪ :‬للحكومععة ولمجلععس النععواب ولمجلععس‬
‫المستشععارين أن يستشععيروا المجلععس القتصععادي والجتمععاعي فععي جميععع‬
‫القضايا التي لها طابع اقتصادي أو اجتماعي‪.‬‬
‫ويععدلي المجلععس برأيععه فععي التجاهععات العامععة للقتصععاد الععوطني‬
‫والتكوين‪.‬‬
‫الفصل الخامس والتسعون‪ :‬يحدد قانون تنظيمي تركيب المجلس‬
‫القتصادي والجتماعي وتنظيمه وصلحياته وطريقة تسييره‪.‬‬

‫البـــــــــــــــاب العاشر‬
‫المجلس العلى للحسابات‬
‫الفصل السادس والتسعون‪ :‬يتععولى المجلععس العلععى للحسععابات‬
‫ممارسة الرقابة العليا على تنفيذ القوانين المالية‪.‬‬
‫ويتحقق من سلمة العمليات المتعلقععة بمععداخيل ومصععروفات الجهععزة‬
‫الخاضعععة لرقععابته بمقتضععى القععانون‪ ،‬ويقيععم كيفيععة قيامهععا بتععدبير شععؤونها‬
‫ويععاقب عنعد القتضعاء علععى كعل إخلل بالقواععد السعارية علعى العمليعات‬
‫المذكورة‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫الفصــل الســابع والتســعون‪ :‬يبععذل المجلععس العلععى للحسععابات‬


‫مساعدته للبرلمان والحكومة في الميادين التي تدخل في نطاق اختصاصاته‬
‫بمقتضى القانون‪.‬‬
‫ويرفع إلى الملك بيانا عن جميع العمال التي يقوم بها‪.‬‬
‫الفصل الثامن والتسعون‪ :‬تتولى مجالس جهوية للحسابات مراقبة‬
‫حسابات الجماعات المحلية وهيئاتها وكيفية قيامها بتدبير شؤونها‪.‬‬
‫الفصـــل التاســـع والتســـعون‪ :‬اختصاصعععات المجلعععس العلعععى‬
‫والمجععالس الجهويععة للحسععابات وقواعععد تنظيمهععا وطريقععة سععيرها تحععدد‬
‫بالقانون‪.‬‬
‫البــــــــــــــاب الحادي عشر‬
‫الجمــاعات المحلية‬
‫الفصل المائة‪:‬الجماعات المحلية بالمملكععة هععي الجهععات والعمععالت‬
‫والقاليم والجماعات الحضرية والقروية؛ ول يمكن إحداث أي جماعة محليععة‬
‫أخرى إل بقانون‪.‬‬
‫الفصل الحــادي بعــد المــائة‪:‬تنتخععب الجماعععات المحليععة مجععالس‬
‫تتكلف بتدبير شؤونها تدبيرا ديمقراطيا طبق شروط يحددها القانون‪.‬‬
‫يتولى العمال تنفيذ قرارات مجالس العمالت والقاليم والجهات طبق‬
‫شروط يحددها القانون‪.‬‬
‫الفصل الثــاني بعــد المــائة‪ :‬يمثععل العمععال الدولععة فععي العمععالت‬
‫والقعاليم والجهعات ويسعهرون علعى تنفيعذ القعوانين‪ ،‬وهعم مسعؤولون ععن‬
‫تطبيق قرارات الحكومة كما أنهم مسؤولون لهذه الغاية‪ ،‬عن تدبير المصالح‬
‫المحلية التابعة للدارات المركزية‪.‬‬
‫البـــــــــــــــاب الثاني عشر‬
‫مراجـــعة الدســتور‬

‫الفصـل الثـالث بعـد المـائة‪ :‬للملععك ولمجلععس النععواب ولمجلععس‬


‫المستشارين حق اتخاذ المبادرة قصد مراجعة الدستور‪.‬‬
‫للملك أن يستفتي شعبه مباشرة في شأن المشروع الذي يستهدف به‬
‫مراجعة الدستور‪.‬‬
‫الفصل الرابع بعد المائة‪ :‬إن اقتراح مراجعة الدستور الععذي يتقععدم‬
‫به عضو أو أكثر من أعضاء مجلس النواب أو مجلععس المستشععارين ل تصععح‬
‫الموافقععة عليععه إل بتصععويت ثلععثي العضععاء الععذين يتععألف منهععم المجلععس‬
‫المعروض عليه القتراح‪ ،‬ويحال القتراح بعععد ذلععك إلععى المجلععس الخععر ول‬
‫تصح موافقته عليه إل بأغلبية ثلثي العضاء الذين يتألف منهم‪.‬‬
‫الفصل الخامس بعد المائة‪:‬تعععرض مشععاريع واقتراحععات مراجعععة‬
‫الدستور بمقتضى ظهير على الشعب قصد الستفتاء‪.‬‬
‫تصير المراجعة نهائية بعد إقرارها بالستفتاء‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫الفصــل الســادس بعــد المــائة‪ :‬النظععام الملكععي للدولععة وكععذلك‬


‫النصوص المتعلقة بالدين السلمي ل يمكن أن تتناولها المراجعة‪.‬‬
‫البـــــــــــــــاب الثالث عشر‬
‫أحكــام خاصة‬
‫الفصل السابع بعد المائة‪ :‬إلععى حيععن انتخععاب مجلسععي البرلمععان‬
‫المنصوص عليهما فععي هععذا الدسععتور يحتفععظ مجلععس النععواب القععائم حاليععا‬
‫بصلحياته ليقععوم علععى وجععه الخصععوص‪ ،‬بععإقرار القععوانين اللزمععة لتنصععيب‬
‫مجلسي البرلمان الجديدين‪ ،‬وذلك دون إخلل بالحكام المنصوص عليها في‬
‫الفصل ‪ 27‬من هذا الدستور‪.‬‬

‫الفصل الثامن بعد المائة‪ :‬إلى أن يتم تنصيب المجلس الدسععتوري‬


‫حسععب تركيبتععه المنصععوص عليهععا فععي هععذا الدسععتور‪ ،‬يمععارس المجلععس‬
‫الدسععتوري القععائم حاليععا الختصاصععات المسععندة إليععه بأحكععام الدسععتور‬
‫والقوانين التنظيمية‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫قانون رقم ‪ 41.90‬تحدث بموجبه محاكم إدارية‬


‫البـــــــــــاب الول‬
‫أحكام عامة‬
‫الفصل الول‬
‫إحداث المحاكم الدارية وتركيبها‬
‫المادة ‪1‬‬
‫تحدث محاكم إدارية تحدد مقارها ودوائر اختصاصها بمقتضى مرسوم‪.‬‬
‫وتسري على قضاة المحاكم الدارية أحكام الظهير الشريف المعتبر بمثابععة‬
‫قانون رقم ‪ 1 .74 .467‬الصادر فععي ‪ 26‬معن شععوال ‪ 11) 1394‬نوفمععبر‬
‫‪ ( 1974‬بتحديععد النظععام الساسععي للقضععاة‪ ،‬مععع مراعععاة الحكععام الخاصععة‬
‫الواردة فيه باعتبار خصوصية المهام المنوطة بقضاة المحاكم الدارية‪.‬‬
‫المادة ‪2‬‬
‫تتكون المحكمة الدارية من‪:‬‬
‫‪ -‬رئيس وعدة قضاء‪،‬‬
‫‪ -‬كتابة الضبط‪.‬‬
‫ويجوز تقسعيم المحكمعة الداريعة إلعى ععدة أقسعام بحسعب أنعواع القضعايا‬
‫المعروضة عليها‪.‬‬
‫ويعين رئيس المحكمة الداريععة مععن بيععن قضععاة المحكمععة مفوضععا ملكيععا أو‬
‫مفوضين ملكيين للدفاع عن القانون والحق باقتراح من الجمعيععة العموميععة‬
‫لمدة سنتين‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫في الجراءات المتبعة أمام المحاكم الدارية‬
‫المادة ‪3‬‬
‫ترفع القضايا إلى المحكمة الدارية بمقال مكتوب يوقعه محام مسععجل فععي‬
‫جدول هيئة من هيئات المحامين بالمغرب ويتضمن‪ ،‬ما لم ينص علععى خلف‬
‫ذلك‪ ،‬البيانععات والمعلومععات المنصععوص عليهععا فععي الفصععل ‪ 32‬مععن قععانون‬
‫المسطرة المدنية‪.‬‬
‫ويسلم كاتب ضبط المحكمة الدارية وصل بإيداع المقال يتكععون معن نسعخة‬
‫منه يوضع عليها خاتم كتابة الضبط وتاريخ اليداع مع بيان الوثائق المرفقة‪.‬‬
‫يجوز لرئيس المحكمة الدارية أن يمنح المساعدة القضائية طبقا للمسطرة‬
‫المعمول بها في هذا المجال‪.‬‬

‫المادة ‪4‬‬
‫بعد تسجيل مقال الدعوى يحيل رئيس المحكمة الدارية الملف حال إلععى‬
‫قاض مقرر يقوم بتعيينه و إلى المفوض الملكي للدفاع عن القعانون والحععق‬
‫المشار إليه في المادة ‪ 2‬أعله‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫ويطبق الفصععل ‪ 329‬و الفصععل ‪ 333‬و مععا يليععه إلععى الفصععل ‪ 336‬مععن‬
‫قانون المسطرة المدنية على الجععراءات الععتي يقععوم بهععا القاضععي المقععرر‬
‫وتمارس المحكمة الدارية ورئيسها والقاضي المقرر الختصاصات المسععندة‬
‫بالفصول النفة الذكر على الترتيب إلععى محكمععة السععتئناف ورئيسععها الول‬
‫والمستشار المقرر بها‪.‬‬
‫المادة ‪5‬‬
‫تعقد المحاكم الدارية جلساتها وتصدر أحكامها علنيعة وهعي متركبعة معن‬
‫ثلثة قضاة يساعدهم كاتب ضبط‪ ،‬ويتولى رئاسععة الجلسععة رئيععس المحكمعة‬
‫الداريععة أو قععاض تعينععه للقيععام بععذلك الجمعيععة العموميععة السععنوية لقضععاة‬
‫المحكمة الدارية‪.‬‬
‫ويجب أن يحضر الجلسة المفوض الملكي للدفاع عن القانون والحق‪.‬‬
‫و يعرض المفععوض الملكععي للععدفاع عععن القععانون والحععق آراءه المكتوبععة‬
‫والشفهية على هيئة الحكععم بكامععل السععتقلل سععواء فيمععا يتعلععق بظععروف‬
‫الوقائع أو القواعد القانونية المطبقة عليها‪ .‬ويعبر عن ذلععك فععي كععل قضععية‬
‫بالجلسععة العامععة‪ ،‬ويحععق للطععراف أخععذ نسععخة مععن مسععتنتجات المفععوض‬
‫الملكي للدفاع عن القانون والحق بقصد الطلع‪.‬‬
‫ول يشععارك المفععوض الملكععي للععدفاع عععن القععانون والحععق فععي إصععدار‬
‫الحكم‪.‬‬
‫المادة ‪6‬‬
‫فيما يخص تجريح القضاة‪ ،‬فإن الختصاصات الععتي يسععندها البععاب الخععامس‬
‫من الجزء الخامس من قانون المسععطرة المدنيععة إلععى محكمععة السععتيئناف‬
‫ورئيسها الول ورؤسعاء المحعاكم البتدائيعة تمارسعها علعى العترتيب‪ ،‬عنعدما‬
‫يتعلععق المععر بقضععاة المحععاكم الداريععة‪ ،‬الغرفععة الداريععة للمجلععس العلععى‬
‫ورئيسها و رئيس المحكمة الدارية‪.‬‬
‫المادة ‪7‬‬
‫تطبق أمام المحاكم الدارية القواعد المقررة في قانون المسطرة المدنيععة‬
‫ما لم ينص قانون على خلف ذلك‪.‬‬

‫الباب الثاني‬
‫في اختصاص المحاكم الدارية‬
‫الفصل الول‬
‫في الختصاص النوعي‬

‫‪73‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫المادة ‪8‬‬
‫تختص المحاكم الدارية‪ ،‬مع مراعاة أحكام المادتين ‪9‬و ‪ 11‬من هذا القانون‪،‬‬
‫بالبت ابتدائيا في طلبععات إلغععاء قععرارات السععلطات الداريععة بسععبب تجععاوز‬
‫السلطة وفي النزاعات المتعلقععة بععالعقود الداريععة و دعععاوي التعععويض عععن‬
‫الضرار الععتي تسععببها أعمععال ونشععاطات أشععخاص القععانون العععام‪ ،‬مععا عععدا‬
‫الضرار التي تسببها في الطريق العام مركبات أيا كان نوعها يملكها شخص‬
‫من أشخاص القانون العام‪.‬‬
‫وتختص المحاكم الدارية كذلك بععالنظر فععي النزاعععات الناشععئة عععن تطععبيق‬
‫النصعععوص التشعععريعية و التنظيميعععة المتعلقعععة بالمعاشعععات ومنعععح الوفعععاة‬
‫المستحقة للعاملين في مرافععق الدولععة والجماعععات المحليععة والمؤسسععات‬
‫العامة وموظفي إدارة مجلس النواب و موظفي إدارة مجلس المستشارين‬
‫وعن تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالنتخابات والضععرائب‬
‫ونزع الملكية لجل المنفعة العامة‪،‬و بالبت في الععدعاوي المتعلقععة بتحصععيل‬
‫الديون المستحقة للخزينععة العامععة والنزاعععات المتعلقععة بالوضعععية الفرديععة‬
‫للموظفين والعاملين في مرافق الدولة والجماعععات المحليععة والمؤسسععات‬
‫العامة‪ ،‬وذلك كله وفق الشروط المنصوص عليها في هذا القانون‪.‬‬
‫وتختععص المحععاكم الداريععة أيضععا بفحععص شععرعية القععرارات الداريععة وفععق‬
‫الشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 44‬من هذا القانون‪.‬‬
‫المادة ‪9‬‬
‫استثناء من أحكععام المععادة السععابقة يظععل المجلععس العلععى مختصععا بععالبت‬
‫ابتدائيا و انتهائيا في طلبات اللغاء بسبب تجاوز السلطة المتعلقة ب ‪:‬‬
‫‪ -‬المقررات التنظيمية والفردية الصادرة عن الوزير الولى‪،‬‬
‫‪ -‬قرارات السلطات الدارية الععتي يتعععدى نطععاق تنفيععذها دائرة الختصععاص‬
‫المحلي لمحكمة إدارية‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫الفصل الثاني‬
‫‪-‬في الختصاص المحلي‬
‫المادة ‪10‬‬
‫تطبق أمام المحاكم الدارية قواعد الختصاص المحلي المنصععوص عليهععا‬
‫في الفصل ‪ 27‬وما يليه إلى الفصل ‪ 30‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬ما لم‬
‫ينص على خلف ذلك في هذا القانون أو نصوص أخرى خاصة‪.‬‬
‫واسععتثناء مععن ذلععك‪ ،‬ترفععع طلبععات اللغععاء بسععبب تجععاوز السععلطة إلععى‬
‫المحكمة الدارية التي يوجد موطن طالب اللغاء داخععل دائرة اختصاصععها أو‬
‫التي صدر القرار بدائرة اختصاصها‪.‬‬
‫المادة ‪11‬‬
‫تختص محكمة الرباط الدارية بالنظر فععي النزاعععات المتعلقععة بالوضعععية‬
‫الفردية للشخاص المعينين بظهير شريف أو مرسععوم وبالنزاعععات الراجعععة‬
‫إلى اختصاص المحاكم الدارية التي تنشأ خارج دوائر اختصععاص جميععع هععذه‬
‫المحاكم‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫أحكام مشتركة‬
‫المادة ‪12‬‬
‫تعتععبر القواعععد المتعلقععة بالختصععاص النععوعي مععن قبيععل النظععام العععام‪،‬‬
‫وللطراف أن يدفعوا بعدم الختصاص النوعي في جميععع مراحععل إجععراءات‬
‫الدعوى‪ ،‬وعلى الجهة القضائية المعروضة عليها أن تثيره تلقائيا‪.‬‬
‫المادة ‪13‬‬
‫إذا أثير دفع بعدم الختصاص النوعي أمام جهععة قضععائية عاديععة أو إداريععة‬
‫وجب عليها أن تبت فيه بحكم مستقل ول يجوز لها أن تضمه إلى الموضوع‪.‬‬
‫وللطراف أن يسععتأنفوا الحكععم المتعلععق بالختصععاص النععوعي أيععا كععانت‬
‫الجهة القضائية الصادرة عنها أمام المجلس العلى الععذي يجععب عليععه أن‬
‫يبت في المر داخل أجل ثلثين يوما يبتدئ من تسععلم كتابععة الضععبط بععه‬
‫لملف الستيئناف‪.‬‬
‫المادة ‪14‬‬
‫تطبق أحكام الفقرات الربع الولى من الفصل ‪ 16‬و أحكععام الفصععل ‪17‬‬
‫من قععانون المسععطرة المدنيععة علععى الععدفوع بعععدم الختصععاص المحلععي‬
‫المثارة أمام المحاكم الدارية‪.‬‬
‫المادة ‪15‬‬
‫تكون المحكمة الدارية المرفوعة إليها دعوى تدخل في دائرة اختصاصععها‬
‫المحلي مختصة أيضا بالنظر في جميع الطلبات التابعععة لهععا أو المرتبطععة‬
‫بها وجميع الدفوعات التي تدخل قانونا في الختصععاص المحلععي لمحكمععة‬
‫إدارية أخرى‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫المادة ‪16‬‬
‫إذا رفعت إلى محكمة إدارية دعوى يكون لها ارتباط بععدعوى تععدخل فععي‬
‫اختصععاص المجلععس العلععى ابتععدائيا و انتهائيععا أو فععي اختصععاص محكمععة‬
‫الرباط الدارية عمل بأحكام المادتين ‪9‬و ‪ 11‬أعله‪ ،‬يجب عليهععا أن تحكععم‬
‫تلقائيا أو بطلب أحد الطراف بعدم اختصاصها وتحيل الملف بأسععره إلععى‬
‫المجلس العلى أو محكمة الرباط الدارية‪ ،‬ويترتب على هذه الحالة رفع‬
‫الدعوى الصلية والدعوى المرتبطة بها بقوة القانون إلى الجهة القضععائية‬
‫المحال إليها الملف‪.‬‬
‫المادة ‪17‬‬
‫يكون المجلس العلى المرفوعة إليه دعوى تدخل في اختصاصععه ابتععدائيا‬
‫و انتهائيا مختصا أيضا بالنظر في جميع الطلبات التابعععة لهععا أو المرتبطععة‬
‫بها وجميع الدفوعات التي تدخل ابتدائيا في اختصاص المحاكم الدارية‪.‬‬
‫المادة ‪18‬‬
‫استثناء من أحكام الفقرة الولى من الفصععل ‪ 15‬مععن قععانون المسععطرة‬
‫المدنية تكون المحكمة العادية المرفوعة إليهععا الععدعوى الصععلية مختصععة‬
‫أيضا بالبت في كل دعوى فرعيععة تهععدف إلععى الحكععم علععى شععخص مععن‬
‫أشخاص القانون العام بأنه مدين للمدعى‪.‬‬
‫المادة ‪19‬‬
‫يختععص رئيععس المحكمععة الداريععة أو مععن ينيبععه عنععه بصععفته قاضععيا‬
‫للمستعجلت والوامر القضائية بالنظر في الطلبات الوقتية والتحفظية‪.‬‬
‫الباب الثالث‬
‫في طلبات اللغاء بسبب تجاوز السلطة‬
‫المرفوعة إلى المحاكم الدارية‬
‫المادة ‪20‬‬
‫كل قرار إداري صدر من جهة غير مختصة أو لعيب في شكله أو لنحراف‬
‫في السلطة أو لنعدام التعليل أو لمخالفة القانون‪ ،‬يشكل تجاوزا في‬
‫استعمال السلطة‪ ،‬يحق للمتضرر الطعن فيه أمام الجهة القضائية‬
‫الدارية المختصة‪.‬‬
‫المادة ‪21‬‬
‫يجب أن يكون طلب اللغاء بسبب تجاوز السلطة مصحوبا بنسخة من‬
‫القرار الداري المطلوب إلغاؤه‪ ،‬وإذا سبقه تقديم تظلم إداري يتعين أن‬
‫يصحب طلب اللغاء بنسخة من القرار الصادر برفض التظلم أو بنسخة‬
‫من وثيقة تشهد بإيداع التظلم إن كان رفضه ضمنيا‪.‬‬
‫المادة ‪22‬‬
‫يعفى طلب اللغاء بسبب تجاوز السلطة من أداء الرسم القضائي‪.‬‬

‫المادة ‪23‬‬

‫‪76‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫يجب أن تقدم طلبات إلغاء القرارات الصادرة عن السلطات الدارية‬


‫بسبب تجاوز السلطة داخل أجل ستين يوما يبتدئ من نشر أو تبليغ‬
‫القرار المطلوب إلغاؤه إلى المعني بالمر‪.‬‬
‫ويجوز للمعنيين بالمر أن يقدموا‪ ،‬قبل انقضاء الجل المنصوص عليه‬
‫في الفقرة السابقة‪ ،‬تظلما من القرار إلى مصدره أو إلى رئيسه‪ ،‬وفي‬
‫هذه الصورة يمكن رفع طلب اللغاء إلى المحكمة الدارية داخل أجل‬
‫ستين يوما يبتدئ من تبليغ القرار الصادر صراحة برفض التظلم الداري‬
‫كليا أو جزئيا‪.‬‬
‫إذا التزمت السلطة الدارية المرفوعة إليها التظلم الصمت في شأنه‬
‫طوال ستين يوما اعتبر سكوتها عنه بمثابة رفض له‪ ،‬وإذا كانت السلطة‬
‫الدارية هيئة تصدر قراراتها بتصويت أعضائها فإن أجل ستين يوما يمد‪،‬‬
‫إن اقتضى الحال ذلك‪ ،‬إلى نهاية أول دورة قانونية لها تلي إيداع التظلم‪.‬‬
‫إذا كان نظام من النظمة ينص على إجراء خاص في شأن بعض الطعون‬
‫الدارية فإن طلب اللغاء القضائي ل يكون مقبول إل إذا رفع إلى‬
‫المحكمة بعد استنفاذ هذا الجراء وداخل نفس الجال المشار إليها أعله‪.‬‬
‫إذا التزمت الدارة الصمت طوال ستين يوما في شأن طلب قدم إليها‬
‫اعتبر سكوتها عنه ما لم ينص قانون على خلف ذلك بمثابة رفض له‪،‬‬
‫وللمعني بالمر حينئذ أن يطعن في ذلك أمام المحكمة الدارية داخل‬
‫أجل ‪ 60‬يوما يبتدئ من انقضاء مدة الستين يوما المشار إليها أعله ‪.‬‬
‫ل يقبل الطلب الهادف إلى إلغاء قرارات إدارية إذا كان في وسع‬
‫المعنيين بالمر أن يطالبوا بما يدعونه من حقوق بطريق الطعن العادي‬
‫أمام القضاء الشامل‪.‬‬
‫المادة ‪24‬‬
‫للمحكمة الدارية أن تأمر بصورة استثنائية بوقف تنفيذ قرار إداري رفع‬
‫إليها طلب يهدف إلى إلغائه إذا التمس ذلك منها طالب اللغاء صراحة‪.‬‬
‫المادة ‪25‬‬
‫ينقطع أجل قبول طلب إلغاء قرار إداري بسبب تجاوز السلطة إذا رفع‬
‫إلى جهة فضائية غير مختصة ولو كانت المجلس العلى‪ ،‬ويبتدئ سريان‬
‫الجل مجددا ابتداء من تبليغ المدعي الحكم الصادر نهائيا بتعيين الجهة‬
‫القضائية المختصة‪.‬‬

‫الباب الرابع‬
‫في الطعون المرفوعة إلى المحاكم الدارية‬
‫فيما يتعلق بالنتخابات‬

‫‪77‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫المادة ‪26‬‬
‫تختص المحاكم الدارية ‪:‬‬
‫‪ -1‬بالنظر‪ ،‬بدل من المحاكم البتدائية ‪ ،‬في الطعون المنصوص عليها في‬
‫‪:‬‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1 .59 .161‬بتاريخ ‪ 27‬مععن صععفر ‪) 1379‬فاتععح‬
‫سبتمبر ‪ (1959‬المتعلق بانتخاب مجالس الجماعات الحضرية والقرويععة‪،‬‬
‫وتحل نتيجة لذلك عبارة "المحكمة الداريعة " وعبعارة "رئيعس المحكمعة‬
‫الدارية" محععل عبععارة "المحكمععة البتدائيععة" وعبععارة " رئيععس المحكمععة‬
‫البتدائية " في الفصول ‪) 13‬الفقرة الثالثععة( و ‪) 17‬الفقععرة السادسععة( و‬
‫‪) 19‬الفقرة الخيرة( و ‪) 30‬الفقرة الثانية(و ‪ 39- 37- 35- 34 –33‬من‬
‫الظهير الشريف المذكور‪،‬‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1. 63. 273‬بتاريخ ‪ 22‬من ربيع الخر ‪12) 1383‬‬
‫سبتمبر ‪ (1963‬المتعلععق بتنظيععم العمععالت والقععاليم ومجالسععها‪ ،‬وتحععل‬
‫نتيجة لذلك عبارة "المحكمة الدارية " و عبارة " رئيس المحكمة الدارية‬
‫"محل عبععارة" المحكمععة البتدائيععة" و"رئيععس المحكمععة البتدائيععة " فععي‬
‫الفصععول ‪ 29- 28- 27- 22- 21 -10‬و ‪ 30‬مععن الظهيععر الشععريف‬
‫المذكور‪،‬‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1. 62. 281‬الصادر في ‪ 24‬مععن جمععادى الولععى‬
‫‪ 24) 1382‬أكتوبر ‪ ( 1962‬بتحديد النظععام الساسععي للغععرف الفلحيععة‪،‬‬
‫وتحل لذلك عبارة "المحكمة الدارية " وعبارة "رئيس المحكمععة الداريععة‬
‫" محل عبارة "المحكمة البتدائية " وعبارة "رئيس المحكمععة البتدائيععة "‬
‫فععي الفصععول ‪ 33-31 -30-29 -25 -11‬و ‪ 35‬مععن الظهيععر الشععريف‬
‫المذكور‪،‬‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1. 63. 194‬الصادر في ‪ 5‬صفر ‪ 28) 1383‬يونيو‬
‫‪ (1963‬بتحديد النظام الساسي لغرف الصععناعة التقليديعة‪ ،‬وتحععل نتيجعة‬
‫لذلك عبارة "المحكمة الدارية " وعبارة "رئيس المحكمة الدارية" محععل‬
‫عبارة "المحكمععة البتدائيععة "وعبععارة "رئيععس المحكمععة البتدائيععة " فععي‬
‫الفصول )البند ‪ (2‬و ‪) 25‬الفقرة الثانية( و ‪ 33- 31- 30- 29‬و ‪ 34‬من‬
‫الظهير الشريف المذكور‪،‬‬
‫الظهير الشريف المعتبر بمثابة قععانون رقععم ‪ 1. 77. 42‬الصععادر فععي ‪7‬‬
‫صفر ‪ 28) 1397‬يونيو ‪ ( 1977‬بتحديد النظام الساسي للغرف التجارية‬
‫و الصناعية‪ ،‬وتحل نتيجة لذلك عبارة " المحكمة الدارية "وعبارة " رئيس‬
‫المحكمععة الداريععة " محععل عبععارة "المحكمععة البتدائيععة"وعبععارة "رئيععس‬
‫المحكمة البتدائية" في الفصول ‪) 17‬الفقرة السادسة ( و ‪ ) 27‬الفقععرة‬
‫الخيرة ( ‪– 34 33-32‬و ‪ 38-36‬من الظهير الشريف المذكور ‪،‬‬
‫‪ -2‬بالنظر في النزاعات الناشئة بمناسبة انتخاب ممثلععي المععوظفين فععي‬
‫اللجان الدارية الثنائية التمثيل المنصوص عليها في الظهير الشريف رقم‬
‫‪ 1. 58. 008‬بتاريخ ‪ 4‬شعبان ‪ 24) 1377‬فبراير ‪ ( 1958‬المعتبر بمثابة‬

‫‪78‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫النظععام الساسععي العععام للوظيفععة العموميععة وفععي النظمععة الساسععية‬


‫الخاصعععة بمعععوظفي الجماععععات الحضعععرية والقرويعععة والععععاملين فعععي‬
‫المؤسسات العامة‪.‬‬
‫المادة ‪27‬‬
‫تقدم الطعون المتعلقعة بالنتخابعات ويبعت فيهعا وفعق القواععد الجرائيعة‬
‫المقررة في النصوص المشار إليها في المادة ‪ 26‬أعله‪.‬‬

‫الباب الخامس‬
‫اختصاص المحاكم الدارية فيما يتعلق بالضرائب‬
‫وتحصيل الديون المستحقة للخزينة و الديون التي في‬
‫حكمها‬
‫المادة ‪28‬‬
‫تنسخ الفقرة الثانية من الفصل ‪ 4‬مععن الظهيععر الشععريف بتاريععخ ‪ 24‬مععن‬
‫ربيععع الخععر ‪ 22) 1343‬نوفمععبر ‪ ( 1924‬المتعلععق بتحصععيل الععديون‬
‫المستحقة لدولة وتحل محلها الحكام التالية‪:‬‬
‫)الفصل ‪)4‬الفقرة الثانية(‪ -.‬للملزم بالضريبة إذا لم يقبل القععرار المشععار‬
‫إليه أعله أن يقوم‪ ،‬خلل أجل ‪ 30‬يوما يبتععدئ مععن تاريععخ تبليغععه القععرار‪،‬‬
‫بعرض النزاع على المحكمة الدارية الععتي يوجععد داخععل دائرة اختصاصععها‬
‫المكان المسععتحقة الضععريبة فيععه‪ ،‬ويكععون حكععم المحكمععة الداريععة قععابل‬
‫للستئناف أمام المجلس العلى"‪.‬‬
‫المادة ‪29‬‬
‫تنسخ أحكام الفصل ‪ 24‬من الظهير الشريف بتاريععخ ‪ 24‬مععن ربيععع الخععر‬
‫‪ 22) 1343‬نوفمبر ‪ ( 1924‬المتعلق بتحصيل الديون المستحقة للدولععة‬
‫وتحل محلها الحكام التالية‪:‬‬
‫"الفصل ‪) 24‬الفقرة الثانية ( "‪ -.‬تبت في النزاعات الناشععئة عععن تطععبيق‬
‫ظهيرنا الشريف هذا المحكمة الدارية التي يوجد داخععل دائرة اختصاصععها‬
‫المكان الذي يجب أن يتم فيه تحصيل الدين المستحق للدولة"‪.‬‬
‫المادة ‪30‬‬
‫تنسخ أحكام الفصل ‪ 69‬من الظهير الشريف الصعادر فععي ‪ 20‬معن جمععادى‬
‫الولى ‪ 21) 1354‬أغسطس ‪ ( 1935‬بتنظيم المتابعات لتحصيل الضرائب‬
‫المباشرة والرسوم المعتبرة في حكمها وغير ذلك معن الععديون الععتي يقعوم‬
‫بتحصيلها مأمورو الخزينة العامة وتحل محلها الحكام التالية ‪:‬‬
‫" الفصل ‪ -.69‬تختص بالنظر في النزاعات الناشععئة عععن تطععبيق ظهيرنععا‬
‫الشععريف هععذا المحكمععة الداريععة الواقععع فععي دائرة اختصاصععها المكععان‬
‫المستحقة الضريبة أوالديون فيه"‪.‬‬
‫المادة ‪31‬‬

‫‪79‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫النزاعات الناشئة عن تطبيق أحكام المرسوم رقم‪ 2. 58 .1151.‬الصادر‬


‫في ‪ 12‬من جمادى الخرة ‪ 24) 1378‬ديسمبر ‪ ( 1958‬بتدوين النصوص‬
‫المتعلقة بالتسجيل والدمغععة والنزاعععات الناشععئة عععن تحصععيل الضععرائب‬
‫والرسوم المعهود بتحصيلها إلى إدارة التسععجيل والدمغععة تختععص بععالنظر‬
‫فيها المحععاكم الداريععة الواقععع فععي دائرة اختصاصععها المكععان المسععتحقة‬
‫الضرائب أو الرسوم فيه‪.‬‬
‫المادة ‪32‬‬
‫يراد بالمحكمة المختصة لتطبيق المععادة ‪ 16‬مععن القععانون رقععم ‪30. 89‬‬
‫المتعلععق بالضععرائب المسععتحقة للجماعععات المحليععة وهيئاتهععا‪ ،‬المحكمععة‬
‫الدارية الواقع في دائرة اختصاصها المكان المستحقة الضريبة فيه ‪.‬‬

‫المادة ‪33‬‬
‫ترفع إلى المحاكم الدارية النزاعات التي تختص السلطة القضائية بععالبت‬
‫فيها بمقتضى‪:‬‬
‫المادة ‪ 46‬مععن القععانون رقععم ‪ 30 .85‬المتعلععق بالضععريبة علععى القيمععة‬
‫المضافة الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1 .85 .347‬بتاريخ ‪ 7‬ربيع‬
‫الخر ‪ 20) 1406‬ديسمبر ‪،(1985‬‬
‫المععادة ‪ 41‬مععن القععانون رقععم ‪ 24 .86‬المحدثععة بمععوجبه ضععريبة علععى‬
‫الشركات الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1 .86 .239‬بتاريععخ ‪28‬‬
‫من ربيع الخر ‪ 31) 1407‬ديسمبر ‪.( 1986‬‬
‫المادة ‪ 107‬من القانون رقععم ‪ 17 .89‬المتعلععق بالضععريبة العامععة علععى‬
‫الدخل الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1 .89 .116‬بتاريخ ‪ 21‬من‬
‫ربيع الخر ‪ 21 ) 1410‬نوفمبر ‪،( 1989‬‬
‫الفصول ‪ 13‬المكرر و ‪38‬و ‪50‬و ‪51‬و ‪ 52‬من الكتاب الول من المرسوم‬
‫رقم ‪ 2 .58 .1151‬الصادر في ‪ 12‬جمادى الخرة ‪ 24) 1378‬ديسمبر‬
‫‪ ( 1958‬بتدوين النصوص المتعلقة بالتسجيل والدمغة‪.‬‬
‫المادة ‪34‬‬
‫تختص المحكمة الدارية الواقع في دائرة اختصاصها العقار المفروضة عليه‬
‫الضريبة بععالنظر فععي الطعععون المتعلقععة بقععرارات لجنععة التحكيععم المحدثععة‬
‫بالمادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 37 .89‬المتعلق بالضريبة الحضرية ‪ ،‬الصععادر‬
‫بتنفيذه الظهير الشععريف رقععم ‪ 1 .89 .228‬بتاريععخ فاتععح جمععادى الخععرة‬
‫‪30 ) 1410‬ديسمبر ‪.( 1989‬‬
‫المادة ‪35‬‬
‫تختص المحكمة الدارية الواقع في دائرة اختصاصععها مقععر لجنععة العمالععة أو‬
‫القليم بالنظر في الطعون المتعلقة بقرارات هذه اللجنععة المحدثععة بالمععادة‬
‫‪ 14‬من القعانون رقعم ‪ 30 .89‬المتعلعق بالضعرائب المسعتحقة للجماععات‬
‫المحلية وهيئاتها‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1 .89 .187‬بتاريخ‬
‫‪ 21‬من ربيع الخر ‪ 21) 1410‬نوفمبر ‪.( 1989‬‬

‫‪80‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫المادة ‪36‬‬
‫تقدم الطعون المنصعوص عليهعا فعي هعذا البعاب ويبعت فيهعا بعالجراءات‬
‫المقررة في النصوص المتعلقة بالضرائب والرسوم و الديون المعنية‪.‬‬
‫الباب السادس‬
‫اختصاص المحاكم الدارية فيما يتعلق بنزع الملكية‬
‫من أجل المنفعة العامة و الحتلل المؤقت‬
‫المادة ‪37‬‬
‫ينقل إلى المحاكم الدارية اختصاص المحععاكم البتدائيععة فيمععا يتعلععق بتلقععي‬
‫وثائق إجراءات نزع الملكيععة مععن أجععل المنفعععة العامععة و الحتلل المععؤقت‬
‫المنصوص عليها في القانون رقم ‪ 7 .81‬الصادر بتنفيععذه الظهيععر الشععريف‬
‫رقم ‪ 1 .82 .254‬بتاريخ ‪ 11‬من رجب ‪6) 1402‬ماي ‪ (1982‬وكذلك فيما‬
‫يخص النظر في النزاعات الناشئة عن تطبيق القانون المذكور‪.‬‬
‫ونتيجععة لععذلك ‪ ،‬تحععل عبععارة "المحكمععة الداريععة " وكتابععة ضععبط المحكمععة‬
‫الدارية "و "رئيس المحكمة الدارية " محل عبارة " المحكمة البتدائية " و"‬
‫قاضي نزع الملكية" و "كتابة ضبط المحكمة البتدائية " و "رئيس المحكمععة‬
‫البتدائية" في الفصول ‪) 12‬الفقرة الثالثة(و ‪) 18‬الفقرتان الولى والثانيععة (‬
‫و ‪19‬و ‪) 20‬البند ‪ (3‬و ‪) 42 -28-24 -23 -21‬الفقرة الثانية ( و ‪-45 -43‬‬
‫‪ 64 -56 -55 -47‬من القانون رقم ‪ 7 .81‬المشار إليه أعله‬
‫المادة ‪38‬‬
‫تطبق أمام المحاكم الدارية فعي قضعايا نعزع الملكيعة القواععد الجرائيعة‬
‫المنصوص عليهععا فععي القعانون المشععار إليععه أعله رقععم ‪7 .81‬ويتعولى‬
‫اختصاصات قاضي المستعجلت رئيس المحكمة الدارية أو القاضي الذي‬
‫ينيبه لهذه الغاية‪.‬‬
‫المادة ‪39‬‬
‫تنسخ أحكام الفصل ‪ 33‬من القانون المشار إليه أعله رقم ‪ 7 .81‬وتحل‬
‫محلها الحكام التالية ‪:‬‬
‫"الفصل ‪ -.33‬يرفع الستئناف المنصعوص عليععه فععي الفقععرة الثالثععة مععن‬
‫الفصععل السععابق إلععى المجلععس العلععى بوصععفه الجهععة القضععائية الععتي‬
‫تستأنف أمامها أحكام المحاكم الدارية ويجب أن يقدم إلععى كتابععة ضععبط‬
‫المحكمة الدارية داخل أجل ‪ 30‬يوما معن تبليعغ الحكعم‪ ،‬ول يعترتب عليعه‬
‫وقف التنفيذ‪".‬‬
‫المادة ‪40‬‬
‫تنسخ أحكام الفصل ‪ 62‬من القانون المشار إليه أعله رقم ‪ 7 .81‬وتحل‬
‫محلها الحكام التالية ‪:‬‬
‫الفصل ‪ -.62‬إذا لم يقبل المعنيون بععالمر التفععاق المنصععوص عليععه فععي‬
‫الفصل السابق تطلب الدارة مععن المحكمععة الداريععة تقععدير زائد القيمععة‬

‫‪81‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫المكتسب في يوم الطلب وتحديد التعععويض المسععتحق‪ ،‬ويجععب أن تقععدم‬


‫الدارة طلبهععا هععذا خلل أجععل أقصععاه ثمععاني سععنوات مععن تاريععخ نشععر‬
‫القرارات الدارية المنصوص عليها في الفصل ‪ 60‬أعله‪ ،‬وتطبق في هععذا‬
‫المجععال القواعععد الجرائيععة المحععددة فععي الفصععلين ‪45‬و ‪ 47‬مععن هععذا‬
‫القانون‪.‬‬
‫وتكون الحكام الصادرة في هذا الصدد قابلة دائما للستيئناف‪.‬‬
‫البعاب السابع‬
‫في اختصاص المحاكم الدارية‬
‫فيما يتعلق بالمعاشات‬
‫المادة ‪41‬‬
‫تختص المحاكم الدارية بالنظر في النزاعات الناشئة عن تطبيق ‪:‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 011 .71‬الصادر في ‪ 12‬من ذي القعدة ‪ 30)1391‬ديسمبر‬
‫‪ (1971‬بإحداث نظام المعاشات المدنية‪ ،‬ماعدا النزاعات المتعلقة بتطععبيق‬
‫الفصل ‪ 28‬منه‪،‬‬
‫‪ -‬القععانون رقععم ‪ .013 .71‬الصععادر فععي ‪ 12‬مععن ذي القعععدة ‪30) 1391‬‬
‫ديسععمبر ‪ (1971‬بإحععداث نظععام المعاشععات العسععكرية‪ ،‬ماعععدا النزاعععات‬
‫المتعلقة بتطبيق الفصل منه‪.‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف المعتبر بمثابة قانون رقعم ‪ 1 .74 .92‬بتاريعخ ‪ 3‬شععبان‬
‫‪ 12) 1395‬أغسععطس ‪(1975‬القاضععي بععانخراط رجععال التععأطير والصععف‬
‫العاملين بالقوات المساعدة في نظام المعاشات العسكرية‪.‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف المعتبر بمثابة قانون رقم ‪ 1 .77 .216‬الصادر فععي ‪20‬‬
‫شوال ‪ 4 ) 1397‬أكتوبر ‪ (1977‬بإحداث نظام جماعي لرواتب التقاعد‪ ،‬ما‬
‫عدا النزاعات المتعلقة بتطبيق الفقرة الثانية من الفصل ‪ 52‬منه‪،‬‬
‫‪ -‬الظهيععر الشععريف رقععم ‪ 1 .95 .075‬بتاريععخ ‪ 16‬رمضععان ‪16) 1378‬‬
‫أغسععطس ‪ (1958‬المتعلععق بنظععام المعاشععات المسععتحقة للمقععاومين و‬
‫أراملهم وفروعهم وأصولهم‪،‬‬
‫‪ -‬الظهيععر الشععريف رقععم ‪ 1 .58 .117‬بتاريععخ ‪ 15‬محععرم ‪) 1378‬فاتععح‬
‫أغسطس ‪(1958‬المتعلق بمعاشات الزمانة المستحقة للعسكريين‪،‬‬
‫‪ -‬الحكععام التشععريعية و التنظيميععة المتعلقععة بأنظمععة المعاشععات والحتيععاط‬
‫الجتماعي الخارجععة عععن نطعاق تطعبيق النظععام الجمعاعي لرواتعب التقاعععد‬
‫بمقتضى أحكام الفصل ‪ 2‬من ‪ -‬الظهير الشريف المشار إليععه أعله المعتععبر‬
‫بمثابة قانون رقم ‪،1 .77 .216‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف المعتبر بمثابة قانون رقم ‪ 1 .76 .534‬بتاريععخ ‪ 15‬مععن‬
‫شعبان ‪ 12) 1396‬أغسععطس ‪ (1976‬المتعلععق بالمنععح الجزافيععة المخولععة‬
‫لبعض قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير والمستحقين عنهم‪،‬‬
‫‪ -‬القرار الصادر في ‪ 22‬صععفر ‪ 14) 1369‬ديسععمبر ‪ (1949‬بإحععداث منحععة‬
‫الوفاة لفائدة المستحقين عن الموظفين المتوفين‪ ،‬والباب الخامس المكرر‬
‫من المرسوم رقم ‪ 2 .56 .680‬الصادر في ‪ 24‬من ذي الحجة ‪2) 1375‬‬
‫‪82‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫أغسطس ‪ (1956‬بتحديد نظام الجور والتغذية ومصاريف التنقل المستحقة‬


‫للعسععكريين المتقاضععين أجععرة خاصععة تصععاعدية وكععذلك القواعععد الداريععة‬
‫والمحاسبية المتعلقة بذلك‪،‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف المعتبر بمثابة قععانون ‪ 1 .75 .116‬بتاريععخ ‪ 12‬مععن ربيععع‬
‫الخر ‪ 24) 1395‬أبريل ‪(1975‬‬
‫المتعلععق بععاليراد الخععاص الممنععوح للمسععتحقين عععن العسععكريين الععذين‬
‫استشهدوا بسبب عمليات حرب ‪ 10‬رمضان ‪،1393‬‬
‫‪ -‬أنظمة المعاشات واليرادات والمنح المشار إليها في القانون رقم ‪4 .80‬‬
‫المتعلق بتحسين وضعية المتقاعدين من بععض معوظفي الدولععة‪ ،‬والعععاملين‬
‫بها‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشععريف رقععم ‪ 1 .81 .183‬بتاريععخ ‪ 3‬جمععادى‬
‫الخرة ‪ 8) 1401‬أبريل ‪.(1981‬‬
‫المادة ‪42‬‬
‫تنسخ أحكام الفقرة الخيرة من الفصل ‪ 56‬من الظهير الشريف المعتععبر‬
‫بمثابة قانون رقععم ‪ 1 .77 .216‬الصععادر فععي ‪ 20‬مععن شععوال ‪4)1397‬‬
‫أكتععوبر ‪ ( 1977‬بإحععداث نظععام جمععاعي لرواتععب التقاعععد وتحععل محلهععا‬
‫الحكام التالية‪:‬‬
‫الفصل ‪) 56‬الفقرة الخيرة ( "يمكن الطعن في أحكام لجنععة السععتئناف‬
‫أمام محكمة الرباط الدارية"‪.‬‬

‫المادة ‪43‬‬
‫يقدم إلى محكمة الرباط الدارية الطعن القضائي المنصععوص عليععه فععي‬
‫الفصل ‪ 57‬من الظهير الشريف المشار إليه أعله المعتبر بمثابععة قععانون‬
‫رقم ‪ 1 .77 .216‬بتاريخ ‪ 20‬من شوال ‪ 4) 1397‬أكتوبر ‪.(1977‬‬
‫الباب الثامن‬
‫في فحص شرعية القرارات الدارية‬
‫المادة ‪44‬‬
‫إذا كان الحكم في قضية معروضة على محكمة عادية غير زجرية يتوقععف‬
‫على تقدير شرعية قععرار إداري وكععان النععزاع فععي شععرعية القععرار جععديا‪،‬‬
‫يجب علعى المحكمعة المثعار ذلععك أمامهعا أن تؤجعل الحكععم فعي القضعية‬
‫وتحيل تقدير شرعية القرار الداري محل النزاع إلى المحكمة الداريععة أو‬
‫إلى المجلس العلى بحسب اختصاص كل من هاتين الجهتين القضائيتين‬
‫كما هو محدد في المادتين ‪8‬و ‪ 9‬أعله‪ ،‬ويترتب على الحالة رفع المسألة‬
‫العارضة بقوة القانون إلى الجهة القضائية المحال إليها البت فيها‪.‬‬
‫للجهات القضائية الزجرية كامععل الوليععة لتقععدير شععرعية أي قععرار إداري‬
‫وقعع التمسعك بعه أمامهعا سعواء باعتبعاره أساسعا للمتابععة أو سعيلة معن‬
‫وسائل الدفاع‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫الباب التاسع‬
‫في استئناف أحكام المحاكم الدارية‬
‫أمام المجلس العلى‬
‫المادة ‪45‬‬
‫تستأنف أحكام المحاكم الدارية أمام المجلس العلى )الغرفععة الداريععة(‬
‫ويجب أن يقععدم السععتئناف وفععق الجععراءات وداخععل الجععال المنصععوص‬
‫عليها في الفصل ‪ 134‬وما يليه إلى الفصععل ‪ 139‬مععن قععانون المسععطرة‬
‫المدنية‪.‬‬
‫المادة ‪46‬‬
‫يمععارس المجلععس العلععى عنععدما ينظععر فععي أحكععام المحععاكم الداريععة‬
‫المسععتأنفة لععديه كامععل الختصاصععات المخولععة لمحععاكم السععتئناف عمل‬
‫بأحكام الفصععل ‪ 329‬ومععايليه إلععى الفصععل ‪ 336‬مععن قععانون المسععطرة‬
‫المدنية‪ ،‬ويزاول رئيعس الغرفعة الداريعة بعالمجلس و المستشعار المقعرر‬
‫المعيععن مععن قبلععه الصععلحيات الموكولععة بالفصععول المععذكورة أعله إلععى‬
‫الرئيس الول لمحكمة الستئناف والمستشار المقرر بها‪.‬‬
‫المادة ‪47‬‬
‫تطبق أحكام الفصل ‪ 141‬والفصععل ‪ 354‬ومععا يليععه إلععى الفصععل ‪356‬‬
‫من قانون المسععطرة المدنيععة أمععام المجلععس العلععى عنععدما ينظععر فععي‬
‫أحكام المحاكم الدارية المستأنفة لديه‪.‬‬
‫المادة ‪48‬‬
‫تعفععى السععتئنافات المرفوعععة إلععى المجلععس العلععى بمقتضععى هععذا‬
‫القععانون مععن أداء الرسععم القضععائي ويمكععن أن يقععدمها محععامون غيععر‬
‫مقبولين للتقاضي أمام المجلس العلى‪.‬‬
‫البـاب العاشر‬
‫أحـكــام متنــوعـة‬
‫المادة ‪49‬‬
‫يتم التنفيذ بواسطة كتابة ضبط المحكمععة الداريععة الععتي أصععدرت الحكععم‬
‫ويمكن للمجلس العلى أن يعهد بتنفيذ قراراته إلى محكمة إدارية‪.‬‬
‫المادة ‪50‬‬
‫تنسخ الفقرة الثانية من الفصل ‪ 25‬من قانون المسععطرة المدنيععة وتحععل‬
‫محلها الحكام التالية‪:‬‬

‫‪84‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫"الفصل ‪) 25‬الفقرة الثانيععة(‪ -‬ول يجععوز للجهععات القضععائية أن تبععت فععي‬


‫دستورية القوانين"‪.‬‬
‫المادة ‪51‬‬
‫تدخل أحكام هذا القانون حيز التطبيق في اليوم الول مععن الشععهر الععذي‬
‫يلي شهر نشره في الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫بيد أن المجلس العلى والمحاكم العادية تظل مختصة بالبت في القضايا‬
‫التي أصبحت مععن اختصععاص المحععاكم الداريععة بمععوجب هععذا القععانون إذا‬
‫كانت قد سجلت أمامها قبل تاريخ دخوله حيز التنفيذ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫اختصـاصات العامل‬
‫ظهير شــريف بمثابــة قــانون رقــم ‪ 1.75.168‬بتاريــخ ‪ 25‬ضــفر‬
‫‪1‬‬
‫‪ 15) 1397‬فبراير ‪ ( 1977‬يتعلق باختصاصات العامل‬
‫]‪[...‬‬
‫بناء على الدستور ولسيما الفصلين ‪ 89‬و ‪ 102‬منه‪،‬‬
‫الفصل ‪1‬‬
‫العامل هو الممثل لجللتنا الشريفة في العمالة أو القليم الذي يمارس فيععه‬
‫مهامه‪.‬‬
‫الفصل ‪2‬‬
‫يعتبر العامل بمثابة مندوب حكومة جللتنا الشععريفة فععي العمالععة أو القليععم‬
‫الذي يمارس فيه مهامه‪ .‬ويسهر على الظهائر الشريفة والقوانين والنظمععة‬
‫وعلى تنفيذ قرارات و توجيهات الحكومة في العمالة أو القليم‪.‬‬
‫ويتخذ العامل في نطاق ممارسععة المهععام المشععار إليهععا فععي المقطععع الول‬
‫وضمن حدود اختصاصاته التععدابير ذات الصععبغة التنظيميععة أو الفرديععة طبقععا‬
‫للقوانين و النظمة المعمول بها‪.‬‬
‫الفصل ‪3‬‬
‫يكلف العامل بالمحافظة علععى النظععام فععي العمالعة أو القليععم‪ .‬و يجعوز لعه‬
‫استعمال القوات المسععاعدة وقععوات الشععرطة والسععتعانة بالععدرك الملكععي‬
‫والقوات المسلحة الملكية طبق الشروط المحددة في القانون‪.‬‬
‫ويشععرف بالخصععوص تحععت سععلطة وزيععر الداخليععة علععى أعمععال رؤسععاء‬
‫المقاطعات الحضرية والقروية )الباشا والقائد(‪.‬‬
‫الفصل ‪4‬‬
‫يقوم العامل بتنفيذ مقررات مجالس العمالت والقاليم‪.‬ويراقب الجماعععات‬
‫المحلية في حدود اختصاصاته‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الفصل ‪5‬‬
‫يقوم العامععل‪ ،‬تحعت سععلطة العوزراء المختصعين‪ ،‬بتنسعيق أعمعال المصعالح‬
‫الخارجية للدارات المدنية التابعة للدولة والمؤسسات العامة التي ل يتجععاوز‬
‫مجال عملها نطاق العمالة أو القليم‪.‬‬
‫وبهذه الصفة‪ ،‬يتععولى النهععوض بأعمععال المصععالح والمؤسسععات المععذكورة‬
‫ومراقبتها وتتبعها قصد السهر على تنفيذ القرارات الصادرة عن الوزراء‪.‬‬
‫ويرفع إلى الوزراء المعنيين بالمر بيانا عن شروط تنفيذ ما يصدرونه مععن‬
‫توجيهات وتعليمات‪.‬‬
‫و يخبر العامل بالعمال التي تقوم بها المصالح الخارجية‪ .‬ولهذه الغايععة تبلععغ‬
‫إليه نسخة من برامج العمل والتوجيهات الواردة من الوزراء المعنيين بالمر‬
‫ومن التقارير و البيانات العامة الموجهة إليهم‪.‬‬

‫‪- 1‬ج‪.‬ر بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪. 1977‬‬


‫‪ 2‬الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 1-93-293‬بتاريخ ‪19‬ربيع الثاني ‪ 6) 1414‬أكتوبر ‪ ( 1993‬ج‪.‬ر‬
‫عدد ‪ 4223‬بتاريخ ‪. 6/10/93‬ص‪.1911.‬‬

‫‪86‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫‪1‬‬
‫الفصل ‪ 5‬المكرر‬
‫تحدث لدى العامل وتحت رئاسته لجنة تقنية تابعة للعمالة أو القاليم تتععألف‬
‫من الكاتب العام للعمالة أو القليم ومن رؤساء المصالح الخارجيعة للدارات‬
‫المركزية التابعة للدولة ومديري المؤسسات العامة‪.‬‬
‫ويجوز للعامل أن يدعو لحضور أعمال اللجنة المذكورة كل شخص من ذوي‬
‫الهلية وتجتمع اللجنة بدعوة من العامل مرة في الشهر على القل‪ .‬وتحععدد‬
‫اختصاصات اللجنة المذكورة بنص تنظيمي‪.‬‬
‫الفصل ‪6‬‬
‫يراقب العامععل تحععت سععلطة الععوزراء المختصععين النشععاط العععام لمععوظفي‬
‫وأعوان المصالح الخارجية للدارات المدنية التابعة للدولة المزاولين عملهععم‬
‫في العمالة أو القليم‪ .‬ويسهر داخل حدود اختصاصاته الترابيععة علععى حسععن‬
‫تسيير المصالح العمومية وكل مؤسسة أخرى تسععتفيد مععن إعانععة الدولععة أو‬
‫الجماعات المحلية‪.‬‬
‫ويجععب أن يطلععع سععلفا علععى كععل انتقععال يهععم رؤسععاء المصععالح الخارجيععة‬
‫للدارات المدنية التابعة للدولة ومساعديهم المباشرين‪.‬‬
‫كما يجب أن يوجه سعنويا إلععى العوزير المختعص نظععرة ععن سعلوك رؤسعاء‬
‫مصععالح الدارات المدنيععة ومسععاعديهم المباشععرين العععاملين بالعمالععة أو‬
‫القليم‪.‬‬
‫وبصععرف النظععر عععن الختصاصععات المخولععة للسععلطة المعهععود إليهععا بحععق‬
‫التأديب يجوز للعامل أن يمععارس مهمععة التوقيععف عععن العمععل المسععند إلععى‬
‫السلطة المذكورة بموجب الفصل ‪ 73‬من الظهير الشريف رقم ‪-58 -008‬‬
‫‪ 1‬الصادر في ‪ 4‬شعبان ‪ 24) 1377‬فبراير ‪ (1958‬بمثابة النظام الساسي‬
‫العام للوظيفة العمومية وذلك في الحالت وطبق الشروط المنصوص عليها‬
‫في الفصل المذكور ويخبر الوزير المختص على الفور بتدبير التوقيف الععذي‬
‫اتخذه‪.‬‬
‫ول تطبععق مقتضععيات هععذا الفصععل علععى مععوظفي المحععاكم العععاملين فععي‬
‫العمالة والقليم‪.‬‬
‫الفصل ‪7‬‬
‫يمكن طبقا للشروط المنصوص عليها في الفصل ‪ 64‬من المرسوم الملكي‬
‫رقم ‪ 333-66‬الصادر في ‪ 10‬محرم ‪21) 1387‬أبريل ‪ (1967‬بسععن نظععام‬
‫عام للمحاسبة العمومية أن يعين العمععال آمريععن مسععاعدين بععدفع النفقععات‬
‫مععن العتمععادات المدرجععة فععي حسععاب المععوال الخصوصععية رقععم‪36-05:‬‬
‫الحامععل عنععوان "المععوال الخصوصععية للتنميععة الجهويععة " ويعينععون آمريععن‬
‫مساعدين بدفع نفقات الستثمار من اعتمادات الميزانية المتعلقة بالعمليات‬
‫الخاصععة بالعمالععة أو القليععم والمدرجععة فععي لئحععة يحععددها وزيععر الماليععة‬

‫الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 1-93-293‬المشار أليه أعله‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪87‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫والسلطة الحكومية المكلفة بععالتخطيط والععوزراء المعنيععون بععالمر وتضععاف‬


‫إلى قانون المالية‪.‬‬
‫ويمكن أن يعين العمال تحععت مسععؤوليتهم ومراقبتهععم‪ ،‬بصععفة آمععر مسععاعد‬
‫نائب لععدفع العتمععادات المفعوض إليهعا فيهععا كل أو بعضععا‪ ،‬رئيععس المصععلحة‬
‫الخارجية التابعة للسلطة الحكومية المسند التفويض من طرفها‪.‬‬
‫ويباشر هذا التعيين بقرار يصدره العامل و تؤشععر عليععه السععلطة الحكوميععة‬
‫المسند التفويض من طرفها‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفصل ‪8‬‬
‫يععوجه العامععل سععنويا إلععى كععل وزيععر مععن الععوزراء تقريععرا عععن حالععة‬
‫الستثمارات المقررة من لدن الوزارة المعنية بالمر‪ ،‬ولععه أن يقععترح‪ ،‬بهععذه‬
‫المناسععبة‪ ،‬كععل تععدبير مععن التععدابير الععتي يععرى فععي اتخاذهععا فععائدة لتحقيععق‬
‫الستثمارات الداخلة في اختصاص الوزير المعني بالمر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الفصل ‪9‬‬
‫ل تطبععق أحكععام الفصععلين ‪5‬و ‪ 6‬مععن ظهيرنععا الشععريف هععذا علععى المحععاكم‬
‫والمصععالح الخارجيععة التابعععة لععوزارة الوقععاف والشععؤون السععلمية وعلععى‬
‫الموظفين العاملين بها‪.‬‬
‫الفصل ‪10‬‬
‫يلغى الفصل ‪ 29‬من الظهير الشريف رقم ‪ 1-63-038‬الصادر في ‪ 5‬شوال‬
‫‪) 1382‬فاتح مارس ‪ (1963‬بمثابة النظام الساسي الخصوصي للمتصرفين‬
‫بوزارة الداخلية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫الفصل ‪10‬‬
‫استثناء من أحكام الفصل ‪ 2‬أعله يمارس الباشا‪ ،‬في البلديات المعنية بنص‬
‫تنظيمي‪ ،‬الختصاصات المسندة إلى العامل بمقتضى الفصل النف الذكر‪.‬‬
‫ويتولى الباشا لهذه الغايعة تطعبيق الظهعائر الشعريفة والنصعوص التشعريعية‬
‫والتنظيمية وتنفيذ المقررات والتوجيهات الدارية‪.‬‬
‫ويقوم‪ ،‬في ممارسة مهامه المنصوص عليها أعله‪ ،‬باتخاذ تدابير تنظيميععة أو‬
‫فرديععة فععي حععدود الختصاصععات المسععندة إليععه وفقععا للنصععوص التشععريعية‬
‫والتنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬
‫ويمارس على الخصوص بحكم القانون السلطات المخولة للسلطة المحليععة‬
‫بمقتضى الفصل ‪ 44‬من الظهير الشريف رقم ‪ 1- 76- 83‬بتاريخ ‪ 5‬شوال‬
‫‪ 30) 1396‬سبتمبر ‪ ( 1976‬المعتبر بمثابة قانون يتعلق بالتنظيم الجماعي‪.‬‬
‫وإذا تعذر على الباشا‪ ،‬لي سبب كععان‪ ،‬ممارسععة الختصاصععات المخولععة لععه‬
‫بمقتضى هذا الفصل‪ ،‬قام بذلك عامل العمالة أو القليم التابع له الباشا‪.‬‬
‫الفصل ‪11‬‬
‫‪ 1‬الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 1-93- 293‬المشار إليه‬
‫‪ 2‬الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 1-93- 293‬المشار إليه ‪.‬‬
‫‪ 3‬القانون رقم ‪34-85‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1-86-2‬بتاريععخ ‪ 26‬ربيععع الثععاني ‪) 1407‬‬
‫‪ 29‬دجنبر ‪.(1986‬‬

‫‪88‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫إن تدابير تطبيق ظهيرنا الشريف هععذا المعتععبر بمثابععة قععانون والععذي ينشععر‬
‫بالجريدة الرسمية تحدد باقتراح من وزير الداخلية‪.‬‬
‫اللتركيز الداري‬
‫مرسوم رقم ‪ 2-93-625‬صادر في ‪ 4‬جمادى الولى ‪20) 1414‬‬
‫‪1‬‬
‫أكتوبر ‪ ( 1993‬في شأن اللتركيز الداري‬
‫الوزير الول‪،‬‬
‫بناء على الدستور ول سيما الفصلين ‪60‬و ‪ 96‬منه‪،‬‬
‫وبعد الطلع على الظهير الشريف المعتععبر بمثابععة قععانون رقععم ‪1-75-168‬‬
‫بتاريععخ ‪ 25‬مععن صععفر ‪ 15) 1397‬فععبراير ‪ (1977‬المتعلععق باختصاصععات‬
‫العامل‪ ،‬كما وقع تغييره وتتميمه‪.‬‬
‫وعلى الظهير الشريف رقم ‪ 1-57-068‬الصادر في ‪ 9‬رمضععان ‪10) 1376‬‬
‫أبريل ‪ (1957‬بتفويض إمضاء الوزراء وكتععاب الدولععة ونععواب كتععاب الدولععة‪،‬‬
‫كما وقع تتميمه‪.‬‬
‫وعلى المرسعوم الملكعي رقعم ‪330-66‬الصعادر فعي ‪ 10‬محعرم ‪21)1387‬‬
‫أبريل ‪ (1967‬بسن نظام عام للمحاسبة العامة‪.‬‬
‫وبعد دراسة المشروع في المجلس الوزاري المجتمع في ‪ 18‬من ربيع الخر‬
‫‪5) 1414‬أكتوبر ‪،(1993‬‬
‫يرسم مايلي‪:‬‬
‫المادة الولى‬
‫يحدد توزيع الختصاصات والوسائل علععى المصععالح المركزيععة والخارجيععة‬
‫للدارات العامة وفقا لحكام هذا المرسوم‪.‬‬
‫المادة الثانية‬
‫تقوم الدارات المركزية على المستوى الععوطني وتحععت سععلطة الععوزراء‪،‬‬
‫بمهمة تخطيط العمال الداخلة في نطععاق اختصاصععاتها وتوجيههععا وتنظيمهععا‬
‫وإدارتهععا ومراقبتهععا وذلععك مععع مراعععاة أحكععام النصععوص المتعلقععة بتحديععد‬
‫اختصاصات وتنظيم الوزارات‪.‬‬
‫وبهذه الصفة تناط بها المهام التالية ‪:‬‬
‫إعداد سياسة الحكومة المتعلقة بقطاعات النشاط التابعة لها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إعداد مشاريع النصوص التشريعية والتنظيمية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫التنظيم العام للمصالح التابعة للدولة‪،‬‬ ‫‪-‬‬

‫ج‪.‬ر عدد ‪ 4227‬بتاريخ ‪ 3‬نونبر ‪ 1993‬ص‪. 2209.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪89‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫تحديد برنامج المصالح الخارجيعة التابععة للدولعة وتقييعم حاجاتهعا‬ ‫‪-‬‬


‫وتوزيع الوسائل اللزمة لتسييرها‪،‬‬
‫تتبع أعمال المصالح الخارجية ومراقبتها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المادة الثالثة‬
‫يعهد إلى المصالح الخارجية في نطاق اختصاصها بتنفيذ سياسة الحكومععة‬
‫و جميع القرارات والتوجيهات الصادرة عن السلطات المختصة في إطععار‬
‫أحكام النصوص التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل‪.‬‬
‫وتضععع الدارات المركزيععة رهععن تصععرف المصععالح المععذكورة الوسععائل‬
‫اللزمة لتسييرها في إطار الختصاصات المسندة إليها‪.‬‬
‫ويجوز للوزراء أن يفوضوا إلعى رؤسعاء المصعالح الخارجيععة آمريعن نوابعا‬
‫لصرف النفقات فيما يتعلق بجميع أو بعض العتمععادات الموضععوعة رهععن‬
‫تصرفهم‪.‬‬
‫المادة الرابعة‬
‫تحععدث لععدى الععوزير الول لجنععة دائمععة للتركيععز الداري تقععترح‪ ،‬تطبيقععا‬
‫لحكععام المععادة ‪ 1‬أعله‪ ،‬سياسععة الحكومععة المتعلقععة بععاللتركيز الداري‬
‫وتتابع تنفيذها‪.‬‬
‫ولهذه الغاية‪ ،‬تناط بها المهام التالية ‪:‬‬
‫إعداد جرد لجميع أعمال الدارة التي يمكن تفويض المضععاء فععي‬ ‫‪-‬‬
‫شأنها‪،‬‬
‫‪ -‬السهر على التنسيق بين دوائر الختصاص الجغرافي للمصالح الخارجية‬
‫التابعة للدارات العامة والتوفيق بين تقسيمها والمهام المسندة إليها‪،‬‬
‫‪ -‬الحرص على التوفيععق بيععن عمليععات نقععل الختصاصععات إلععى المصععالح‬
‫الخارجية ونقل الوسائل كيفما كانت طبيعتها اللزمة لتنفيذها‪،‬‬
‫‪ -‬السهر على التوفيق بين الشروط المتعلقة بمسععتوى التأهيععل والدرجععة‬
‫المطلوبين لتعيين رؤساء المصالح الخارجية‪.‬‬
‫المادة الخامسة‬
‫تتألف اللجنة الدائمة للتركيز الداري برئاسة الوزير الول مععن الععوزير‬
‫المكلععف بالداخليععة ووزيععر الماليععة والععوزير المكلععف بالشععؤون الداريععة‬
‫والمين العام للحكومة والوزراء المعنيين بالمر‪.‬‬
‫ويمكععن أن تععدعى شخصععيات أخععرى رعيععا لهليتهععا إلععى المشععاركة فععي‬
‫أعمال اللجنة المذكورة‪.‬‬
‫المادة السادسة‬

‫‪90‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫تناط باللجنة التقنية للعمالععة أو القليععم المحدثععة بعالظهير الشععريف‬


‫المشار إليه أعله المعتبر بمثابة قانون رقم ‪ 1-75-168‬بتاريخ ‪ 25‬من‬
‫صفر ‪ 15) 1397‬فبراير ‪ (1977‬مهمة دراسة جميع التدابير المتعلقععة‬
‫باللتركيز الداري ولسيما منها إحداث المصالح الخارجية اللزمة لتلبية‬
‫حاجات المرتفقين لدى العمالة أو القليم أو الجماعععة واقتراحهعا علعى‬
‫اللجنععة المشععار إليهععا فععي المععادة ‪ 4‬أعله بعععد اسععتطلع رأي الععوزير‬
‫المختص‪.‬‬
‫المادة السابعة‬
‫تحدد بقرار الوزير الول عند الحاجعة إجععراءات تطععبيق هععذا المرسععوم‬
‫الذي ينشر في الجريدة الرسمية‪.‬‬
‫وحععرر بالربعاط فععي ‪ 4‬جمععادى الولععى ‪ 20) 1444‬أكتععوبر‬
‫‪.(1993‬‬

‫المضاء‪ :‬محمد كريم العمراني‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫بعض الحكام والقرارات‬


‫القضائية‬

‫‪92‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫المسؤولية الدارية‬
‫تطور القانون الداري‬
‫حكم بلنكو ‪Arêt Blanco‬‬
‫تعـليق شخصي‬
‫محكمة التنازع ‪ 8‬فبراير ‪1873‬‬
‫ملحوظة‪ :‬ننشر الحيثيات والمنطوق فقط‬
‫"من حيث أن محل الدعوى المقامة من السيد بلنكو ضععد مععدير إقليععم‬
‫لجيروند )ممثل للدولة( هو تقريععر مسععؤولية الدولععة مععدنيا‪ ،‬تطبيقععا للمععواد‬
‫‪ 1382‬و ‪ 1383‬و ‪ 1384‬مععن التقنييععن المععدني‪ ،‬عععن الضععرر الناشععئ عععن‬
‫الجرح الذي أصيبت به ابنته بفعل العمال الذين تستخدمهم إدارة التبغ‪.‬‬
‫ومن حيث أن المسؤولية التي يمكن أن تقع على الدولععة عععن الضععرار‬
‫التي تسببها للفراد أفعال الشخاص الذين تستخدمهم في المرفق العععام ل‬
‫يمكن أن تحكمها المبادئ التي وضعها التقنيين المدني لتنظيم الروابط بيععن‬
‫الفراد بعضهم وبعض‪.‬‬
‫وأن هععذه المسععؤولية ليسععت عامععة ول مطلقععة‪ ،‬بععل إن لهععا قواعععدها‬
‫الخاصة التي تتغير تبعععا لحاجيععات المرفععق ولضععرورة التوفيععق بيععن حقععوق‬
‫الدولة والحقوق الخاصة‪.‬‬
‫وأنه بذلك وطبقا للقععوانين المشععار إليهععا أعله‪ ،‬يكععون القضععاء الداري‬
‫وحده مختصا بنظرها‪."...‬‬
‫أول‪ :‬بطاقة الحكم‬
‫‪-1‬الوقائع‬
‫يتوفر إقليم لجروند على معمل للتبغ يضم بنايتين يفصل بينهما طريق‪،‬‬
‫حدث أن صدمت عربة تابعة للمصنع ابنععة السععيد بلنكععو فرفععع هععذا الخيععر‬
‫دعوى مطالبا بتعويض أمام المحكمععة العاديععة‪ ،‬لكععن عامععل إقليععم لجرونععد‬
‫الذي اعتبر طرفا في الدعوى اعتبر أن محكمة القضاء العادي ليسععت هععي‬
‫المختصععة بععل القضععاء الداري )أي مجلععس الدولععة( فرفععع المععر لمحكمععة‬
‫التنازع للفصل في المر‪.‬‬
‫‪-2‬المسطرة‪ :‬الحكم صدر عن محكمة التنازع والتي أحدثت بمقتضععى‬
‫دستور ‪) 1848‬الفصل ‪ 89‬منه( وأعيد تأسيسها فععي ‪ 24‬مععاي ‪ 1872‬وهععي‬
‫تتشكل من ‪ 9‬أعضاء )‪ 3‬يمثلون زملءهم بالمجلس العلى و ‪ 3‬من محكمععة‬
‫النقض و ‪ 2‬ينتخبهم العضاء الستة أعله والرئيس وهو وزير العدل(‪.‬‬
‫‪-3‬المشكل القانوني )النقط القانونية(‬

‫‪93‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫"من لععه مععن جهععتي القضععاء الداري والعععادي الختصععاص العععام بنظععر‬
‫دعاوى التعويض ضد الدولة" ] هذه هي عبارة مفوض الحكومة دافيد[‪.‬‬
‫‪-‬ما هو المعيار المعتمد إذن؟‬
‫وما هو القانون الواجب التطبيق؟‬
‫هععل للمسععؤولية الداريععة )مسععؤولية الدولععة( إذن طبيعععة متميععزة عععن‬
‫المسؤولية العادية؟‬
‫‪-4‬منطوق الحكم‪) :‬بماذا قضت محكمة التنازع؟(‬
‫قضت باختصاص السلطة الدارية )أي لصالح عامل لجرونععد أي إعععادة‬
‫القضية لمجلس الدولة = اختصاص القضععاء الداري وذلععك نظععرا للسععباب‬
‫التالية‪.‬‬
‫‪-5‬التعليل‬
‫"إن المسؤولية التي يمكن أن تقع على الدولة عن الضرار التي تسببها‬
‫للفراد أفعال الشخاص الذين تستخدمهم فععي المرفععق العععام ل يمكععن أن‬
‫تحكمها المبادئ التي وضعها التقنين المععدني لتنظيععم الروابععط بيععن الفععراد‬
‫بعضهم وبعض"‪.‬‬
‫‪-‬إن هذه المسؤولية ليست عامة ول مطلقة‬
‫‪-‬إن هذه المسععؤولية لهععا قواعععدها الخاصععة الععتي تتغيععر تبعععا لحاجيععات‬
‫المرفق وضرورة التوفيق بين حقوق الدولة والحقوق الخاصة‪.‬‬
‫‪-6‬الخلصة‬
‫كان لهذا الحكم حظ كععبير إذ اعتععبر حجععر الزاويععة فععي القضععاء الداري‬
‫والقانون الداري‪ ،‬وارتبط بمعيار المرفق العام في تحديد الجهة الدارية‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬التعليق على حكم بلنكو‬
‫لم تكن الحدود الفاصلة بين القضاء الداري والعادي واضععحة لنهععا لععم‬
‫تحسم قانونيا‪ ،‬مما ترك للقضاء مساحة مهمة للجتهاد‪ ،‬وقد تجلى ذلك مععن‬
‫خلل جملة معن القعرارات والحكعام يعدخل ضعمنها حكعم بلنكعو‪ ،‬وتتلخعص‬
‫وقائعه في كون عربة تابعة لمعمل تبغ تابع لقليم لجروند قد صععدمت ابنععة‬
‫السععيد بلنكععو‪ ،‬هععذا الخيععر رفععع دعععوى المطالبععة بتعععويض أمععام المحععاكم‬
‫العادية‪ ،‬غير أن عامل إقليم لجروند اعتبر المنازعة ل يستسيغ رفعهععا أمععام‬
‫القضععاء العععادي بععل أمععام القضععاء الداري‪ ،‬وهععو معا كععان محععل تنععازع فععي‬
‫الختصاص أوكل أمر البت فيه لمحكمة التنازع‪ ،‬العتي كعان عليهعا أن تجيعب‬
‫على نقطة قانونية مهمععة هععي مععن لععه جهععتي القضععاء‪ ،‬الداري أم العععادي‪،‬‬
‫الختصاص بنظر دعاوى التعويض ضد الدولة؟‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫فقضععت محكمععة التنععازع فععي حكمهععا بتاريععخ فععبراير ‪ 1873‬باختصععاص‬


‫القضاء الداري وإعادة القضية لمجلس الدولة وذلك للسباب التالية‪:‬‬
‫‪-‬إن المسؤولية التي يمكن أن تقع على الدولة عن الضرار التي تسببها‬
‫للفراد أفعال الشخاص الذين تستخدمهم فععي المرفععق العععام ل يمكععن أن‬
‫تحكمها المبادئ التي وضعها التقنين المععدني لتنظيععم الروابععط بيععن الفععراد‬
‫بعضهم وبعض‪.‬‬
‫‪-‬إن هذه المسؤولية ليست عامة ول مطلقة بععل لهععا قواعععدها الخاصععة‬
‫الععتي تتغيععر تبعععا لحاجيععات المرفععق وضععرورة التوفيععق بيععن حقععوق الدولععة‬
‫والحقوق الخاصة‪.‬‬
‫والواضح هنا أن حكم بلنكو هو من الحكام التي احتلععت موقعععا مهمععا‪،‬‬
‫سواء من خلل المبععادئ الععتي جععاء بهععا أو بععالنظر للمنعطععف الععذي شععكله‬
‫باعتباره فاصل بين وضع قديم وآخعر جديعد فعي مجعال المسعؤولية الداريعة‬
‫والقضاء والقانون الداريين معا‪.‬‬
‫هذه النقط الثلث هي التي سنتناولها‬
‫‪-‬ما قبل حكم بلنكو‬
‫سبق لمجلس الدولة أن قرر في حكم روتشععليد ‪ 1855‬الععذي نبععه إلععى‬
‫أن الدولة وهي تسير مرفقا عاما في علقتها بععالفراد الخريععن يجععب أن ل‬
‫تعامل بنفس الشكل عندما يتعلق المر بعلقة الفراد بعضععهم ببعععض الععتي‬
‫تخضع للقانون المدني‪.‬‬
‫‪-‬لم يكن أصل قبول مساءلة الدولة ثععم بعععد ذلععك تععم قبععول مسععاءلتها‪،‬‬
‫ولكن يجب التمييز في العمال التي تقوم بها الدارة بيععن أعمععال السععلطة‬
‫وأعمال الدارة العاديععة )الخاصععة(‪ ،‬فععالولى تتولهععا الدارة نفسععها )الدارة‬
‫القاضية(‪ ،‬والثانية تعععرض أمععام المحععاكم العاديععة‪ ،‬ويطبععق بشععأنها التقنيععن‬
‫المدني )‪ -1384-1383-1382‬قانون ‪ 6‬دجنبر ‪ 1855‬قانون ‪ 16/24‬غشت‬
‫‪.(1790‬‬
‫‪-‬صععدر قععانون ‪ 24‬مععاي ‪ 1872‬حيععث أصععبح مجلععس الدولععة )مركزيععا(‬
‫ومجالس البلديات )محليا( تنظر في المنازعات الدارية‪.‬‬
‫‪ -‬ما موقع حكم بلنكو فبراير ‪1873‬؟‬
‫إذن أمام هذا الوضع ماهي إضافات حكم بلنكو؟‬
‫‪+‬المبادئ التي جاء بها حكم بلنكو‬
‫‪-1‬التخلي نهائيا عن معيار تحديد الختصععاص بنععاء علععى النصععوص الععتي‬
‫بمقتضععاها أل يكععون إل للمحععاكم الداريععة تقريععر مديونيععة الدولععة‪ ،‬وبالتععالي‬
‫استبعاد المحاكم العادية والقانون المدني من النظر في الععدعاوى المقامععة‬
‫ضد الدارة مهما كانت‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫وهذه جععرأة القاضععي إذ رفععض تطععبيق فصععل واضععح وصععريح رغععم أن‬
‫المصنع هو شععبه منشععأة صععناعية خاصععة والخطععأ ارتكبععه مسععتخدم وليععس‬
‫موظف‪...‬‬
‫‪-2‬لماذا هذا التخلي عن تطبيق القانون؟‬
‫لن محكمة التنازع رأت هنا )استنادا إلى تقرير مفوض الحكومة دافيد(‬
‫أن هذا النزاع يجععب أن يعععرض علععى القضععاء الداري فععي شععخص مجلععس‬
‫الدولة(‪.‬‬
‫لن الدارة هنعا طعرف فعي العلقعة‪ ،‬رغعم أنهعا لعم تسعتعمل امتيعازات‬
‫السلطة العامة هنا )مصنع التبغ يقوم بنشععاط صععناعي يشععبه الخععواص(‪ ،‬إل‬
‫أنه يؤدي خدمة عامة‪ ،‬أي مرفق عام‪ .‬وهنا أول مبععدأ وهععو إعطععاء الولويععة‬
‫والهمية لمعيار المرفععق العععام وحاجععاته لتطععبيق قواعععد متميععزة )القععانون‬
‫الداري( عن قواعد عادية )القانون الخاص(‪ ،‬التي تطبق على النزاعات بين‬
‫الفراد بعضهم بعض‪.‬‬
‫وهذا المبدأ سبق أن نبه إليه حكم مجلس الدولة فععي قضععية روتشععليد‬
‫‪.1855‬‬
‫والمرفق العام هنا يؤخذ بمداه العام‪ ،‬أي كان المرفق وطنيععا أو محليععا‪،‬‬
‫كما جاء في اجتهادات قضائية في قضايا‪:‬‬
‫‪ Terrier 6+‬فبراير ‪1903‬‬
‫‪ Feutry+ 29‬فبراير ‪1908‬‬
‫‪ Thérond+ 4‬مارس ‪1910‬‬
‫إذن كل علقة يكععون أحععد طرفيهععا مرفععق عععام تعععرض نزاعاتهععا أمععام‬
‫القضاء الداري )معيار المرفق العام(‪.‬‬
‫إذن ما هو القانون المطبق؟‬
‫يجب تطبيق قواعد مستقلة غير مألوفة في القانون الخاص‪ ،‬ونعني بهععا‬
‫قواعد القانون الداري‪ ،‬وهي قواعد غير مكتوبة وغير محددة وبالتالي يجععب‬
‫التعامععل مععع كععل حالععة علععى حععدة‪" ،‬فمسععؤولية الدولععة ليسععت عامععة ول‬
‫مطلقة" وإنما لها إطارها وحدودها الذي يرتبط بتوازن بين حاجيات المرفق‬
‫والحقوق الخاصة‪ ،‬وهذا منطقي في وقت لم يكن فيه قبول مساءلة الدولة‬
‫سهل‪.‬‬
‫إذن يتم ربط الختصاص بالقانون الواجب التطبيق والعكس كذلك‪ ،‬كععل‬
‫علقة طرفها مرفق عام تعتبر نزاعات يخضععع للقععانون الداري‪ ،‬وكععل نععزاع‬
‫يخضع للقانون الداري يجب عرضه أمععام المحكمععة المختصععة بتطععبيق هععذا‬
‫الصنف من القواعد‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫كععل علقععة أحععد طرفيهععا مرفععق عععام هععي نععزاع يعععرض أمععام القضععاء‬
‫الداري‪ ،‬وكل نزاع يعرض على القضاء الداري يجب أن تطبق بشأنه قواعد‬
‫متميزة عن قواعد القانون الخاص وهي القانون الداري‪.‬‬
‫يتم إقرار مسؤولية الدولة عندما يكون أحد طرفي النععزاع إدارة تعمععل‬
‫على تسيير مرفق عام‪ ،‬حتى ولو لععم تسععتعمل امتيععازات السععلطة العامععة‪،‬‬
‫ومع ذلك فليععس كععل مععرة يحضععر فيهععا المرفععق العععام كطععرف يتععم إثععارة‬
‫مسؤولية الداري إنها ليست ل عامة ول مطلقة‪.‬‬
‫ما بعد حكم بلنكو‬
‫هل صمدت مبادئ حكم بلنكو؟‬
‫إذن يجب وضع المبادئ التي جاء بها في المحك‬
‫‪+‬المبدأ الول‪:‬‬
‫‪-1‬تعتبر الدولععة مسعؤولة ععن الضععرار الععتي تلحقهعا بعالفراد العربعات‬
‫المملوكة للدولة‪.‬‬
‫هنا تدخل المشععرع بقععانون ‪ 31‬دجنععبر ‪" 1957‬يختععص القضععاء العععادي‬
‫بالنظر في التعويض عععن الضععرار أيععا كععان نوعهععا الناشععئة عععن مركبععة أيععا‬
‫كانت"‪ ،‬عدا تلك التي تلحق الدومين العام )والمركبة هنا تعني عبارة بععاخرة‬
‫كاسحة جليد‪ ،‬طائرة‪ ،‬قارب‪(...‬‬
‫وهذا حتى بالنسبة للمادة ‪ 8‬من قانون ‪ 40/91‬بالمغرب(‪.‬‬
‫‪-2‬فيما يتعلق بالختصاص هععل معيععار المرفععق العععام كأسععاس لخضععوع‬
‫النزاع للقضععاء الداري‪ ،‬وبالتععالي تطععبيق القععانون الداري؟ معيععار المرفععق‬
‫العععام ليععس مطلععق‪ ،‬إذ لععم يعععد القضععاء يسععتعد معععايير أخععرى كممارسععة‬
‫السلطة العامة وطبيعة المرفق العام نفسه‪ ،‬فالمرافق التجارية والصععناعية‬
‫التي تدار بأسلوب القععانون الخععاص أصععبحت كععثيرة بعععد الحععرب العالميععة‪،‬‬
‫والمبادئ الشتراكية )مرافق اجتماعية(‪ ،‬وبالتالي اختععار القضععاء اسععتبعادها‬
‫نسبيا خصوصا مع حكم محكمة التنازع نفسها في قضية ‪BAC D’ELOKA‬‬
‫‪ 22‬يناير ‪ 1921‬وهنا قررت محكمة التنازع أن القضاء المدني هععو المختععص‬
‫بنظععر المنازعععة المطروحععة بععالرغم مععن أنهععا تتعلععق بمرفععق عععام لنقععل‬
‫الشخاص بين ضفتي نهر مستعمرة ساحل العاج‪ ،‬ودليلها في ذلعك أنعه وإن‬
‫كان المرفق العام حاضرا فليس أي مرفق عام‪ ،‬بل هو الذي تسععتعمل فععي‬
‫تسييره كذلك امتيازات السلطة العامة‪ ،‬ول يتعلق بمرفق ذو طبيعة تجاريععة‬
‫أو صععناعية يععدار بأسععلوب القععانون الخععاص‪ ،‬ول يختلععف عععن المشععروعات‬
‫الخاصة‪ ،‬وظهرت بوادر هذا التوجه مع حكم مجلس الدولة في قضية شركة‬
‫كرانيععت الفععوج ‪ Granits des Vosges‬مععع بلديععة مدينععة ليععل لتوريععد حجععر‬
‫الكرانيت قصد تبليط أرصفة الشوارع‪ ،‬لكنها تأخرت عععن الموعععد‪ ،‬فععوقعت‬
‫عليها البلدية غرامة تأخيرية‪ ،‬فطعنت الشركة أمام مجلس الدولععة‪ ،‬غيععر أن‬

‫‪97‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫هذا الخير قضى بعدم اختصاصه معلل حكمه بعدم وجود شععروط اسععتثنائية‬
‫في العقد رغم أن العقد أبرم لصالح البلديععة )مرفععق عععام( والدولععة طععرف‬
‫فيه‪.‬‬
‫فالمرفق العام بمعناه العضوي غير كاف‪ ،‬ومع ذلك فهععو أساسععي وهععو‬
‫ما يتجلى في التوجه القضائي والذي حافظ على بعض لمعععان حكععم بلنكععو‬
‫إلى اليوم‪.‬‬
‫الضراب في أحكام القضاء الداري المغربي‬
‫المجلس العلى‪-‬الغرفة الدارية‪ -‬حكم عدد ‪135‬‬
‫بتاريخ ‪ 17‬أبريل ‪ 1961‬قضية الحيحي محمد ضد وزير‬
‫التربية الوطنية‪.‬‬
‫نظرا للطعن المقدم في ‪ 8‬شتنبر ‪ 1960‬باسم السععيد محمععد الحيحععي‬
‫معلععم بععأزرو‪ ،‬بواسععطة السععتاذ لععوران المحععامي المقبععول أمععام المجلععس‬
‫العلى والرامي به إلى إبطال قرار وزير التربية الوطنية والشبيبة والرياضة‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 28‬مارس ‪ 1960‬بتوقيف الطاعن ابتداء مععن ‪ 25‬مععن نفععس‬
‫الشهر وبدون راتب من منصبه في قسم الشبيبة والرياضة بالرباط‪ ،‬وكذلك‬
‫إبطال قرار نفس الوزير الصادر في ‪ 15‬أبريل ‪ 1960‬بفسخ عقدة الطاعن‬
‫لخطأ شنيع‪ ،‬بعد غيابه يوم ‪ 25‬مارس ‪ 1960‬مؤيدا إثباتا لععدعواه مععن جهععة‬
‫أن قرار التوقيف مشععوب بالرجعيععة وأنععه لكععونه مصععحوبا بتوقيععف الراتععب‬
‫يتسم بصفة جععزاء وأن الخطععأ المنسععوب إليععه وهععو الضععراب عععن العمععل‬
‫بكيفية مدبرة يوم ‪ 25‬مارس ‪ 1960‬كان عاما بالنسبة للف العوان وكععان‬
‫من الواجب أن يقع موضوع جزاء واحد وذلك بعد أخذ رأي مصالح الوظيفععة‬
‫العمومية‪ ،‬وأن الجزاء المتخذ تستلهمه في الحقيقة بعواعث سياسعية‪ ،‬ومعن‬
‫جهة أخرى فإن فسخ عقدته قد وقع بدون مراعاة أية ضمانة تأديبيععة‪ ،‬وأن‬
‫هذا العقد مشوب في جععوهره بنفععس العيععب الععذي يشععوب قععرار التوقيععف‬
‫اعتبارا لصفته العنصرية‪.‬‬
‫ونظرا للقراريععن المطعععون فيهمععا ونظععرا للوثععائق الععتي ينتععج منهععا أن‬
‫بتاريخ ‪ 14‬ماي ‪ 1960‬كان قد وجه السيد الحيحي محمد إلى وزيععر التربيععة‬
‫طعنا استعطافيا ضد القرارين السالفي الذكر وأنه لم يقععع الجععواب عليهمععا‬
‫في ظرف ثلثة أشهر‪.‬‬
‫ونظرا للملحظات المقدمة بتاريخ ‪ 19‬دجنععبر ‪ 1960‬مععن طععرف وزيععر‬
‫التربية الوطنية والشبيبة والرياضة جوابا على تبليغه بععالطعن والععتي يرمععي‬
‫بها الوزير المذكور إلى رفضه لكونه في رأيه غير مقبول وغير مرتكز علععى‬
‫أساس لنه من جهة‪ :‬طبقا لعقد توظيفه يتوفر الطاعن للدفاع عععن حقععوقه‬
‫على طعن مواز أمام المحاكم العادية ومععن جهععة أخععرى أن قععرار التوقيععف‬
‫وقع تبليغه للمعنى في ‪ 19‬مارس ‪ ،1960‬وأنه بالتالي غيععر رجعععي ويرتكععز‬

‫‪98‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫على حق السلطة الرئاسية في توقيف كل عععون بصععفة مؤقتععة وفععي حالععة‬


‫ارتكاب خطأ شععنيع وفععي منععع كععل توقيععف مععدبر بالنسععبة لجميععع مععوظفي‬
‫الدارات العموميععة وذلععك عععن طريععق المرسععوم الصععادر بتاريععخ ‪ 5‬فععبراير‬
‫‪ ،1958‬وأن الوزير وقف بكيفية مماثلة جميع العوان الخاضعععين لععه الععذين‬
‫تغيبوا عن العمل يوم ‪ 25‬مارس ‪ ،1960‬ومن جهة أخرى كععذلك أن عقععدة‬
‫الطاعن تسمح بالفسخ بدون إعلن سابق وبدون تعويض في حالععة ارتكععاب‬
‫العون لخطأ شنيع‪.‬‬
‫بكيفية مماثلة جميع العوان الخاضعين له الذين تغيبوا عن العمععل يععوم‬
‫‪ 25‬مارس ‪ ،1960‬ومن جهة أخرى كذلك أن عقدة الطاعن تسمح بالفسععخ‬
‫بدون إعلن سابق وبدون تعويض في حالة ارتكاب العون لخطأ شنيع‪.‬‬
‫ونظرا للمذكرة المقدمععة فععي ‪ 24‬ينععاير ‪ 1961‬جوابععا علععى ملحظععات‬
‫الوزير والتي يدعي فيها الطاعن مؤيدا استنتاجاته أن الطعععن مقبععول أمععام‬
‫المجلس العلععى نظععرا لكععون هععذا الخيععر يختععص دون سععواه بععالنظر فععي‬
‫الدعاوى الرامية إلى إبطال أي قرار إداري وأن التوقيف بدون راتععب يمثععل‬
‫جزاءا ل تدبيرا تحفظيا ومشروعية المرسععوم الصععادر فععي ‪ 5‬فععبراير ‪1958‬‬
‫مشكوك فيها لن المنع المصرح به إزاء كل إضراب جمععاعي عععن العمععل ل‬
‫يمكن اعتباره بالنسبة للموظفين داخل في نطاق تطعبيق لمقتضعيات ظهيعر‬
‫‪ 16‬يوليععوز ‪ 1957‬المتعلععق بالنقابععات المهنيععة‪ ،‬ومععن جهععة أخععرى إن هععذا‬
‫المرسوم ل يمكنه أن يجرد العوان العموميين من الضمانات التأديبية الععتي‬
‫نص عليها بدون اسععتثناء الظهيععر المتعلععق بالوظيفععة العموميععة‪ ،‬وأخيععرا إن‬
‫إساءة استعمال السلطة ينتج من كون الطاعن هو العععون الوحيععد بععالوزارة‬
‫الذي لم يرجع بعد إلى وظيفته‪.‬‬
‫ونظرا للظهير‬
‫ونظرا للمرسوم‬
‫ونظرا‪.................‬‬
‫ونظرا‪.................‬‬
‫فيما يتعلق باختصاصات المجلس العلى‬
‫وحيث أن العقد المبرم بين وزيععر التربيععة الوطنيععة والشععبيبة والرياضععة‬
‫والسيد الحيحي محمععد يتسععم بصععفة عقععد إداري‪ ،‬سععواء مععن حيععث العمععل‬
‫بمكتععب الشععباب بالربععاط التععابع لقسععم الشععبيبة والرياضععة الععذي توظععف‬
‫الطاعن للعمل بععه‪ ،‬أو مععن حيععث القواعععد الععتي تحععدد واجبععاته والتزامععاته‬
‫بكيفيععة مماثلععة بالنسععبة للعععوان الرسععميين‪ ،‬وبالتععالي أن القععرارات الععتي‬
‫أصدرها وزير التربية الوطنية والشبيبة والرياضة تنفيععذا لععذلك العقععد تععدخل‬
‫في جملة القرارات الدارية‪ ،‬التي يمكن الطعن فيها أمام المجلععس العلععى‬

‫‪99‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫بقصد البطال لتجععاوز السععلطة وفقععا للفصععل الول مععن ظهيععر ‪ 27‬شععتنبر‬
‫‪ 1957‬المتعلق بالمجلس العلى‪.‬‬
‫وحيث أن وزير التربية الوطنية والشبيبة والرياضة‪ ،‬استنادا إلى الفصععل‬
‫‪ 11‬من العقد السالف الذكر‪ ،‬الذي ينص علععى أن كععل نععزاع فععي تطععبيق أو‬
‫تفسير العقد يرفع أمام المحكمة المختصة يعععارض قبععول الطعععن لمكانيععة‬
‫استعمال الموازي المنصوص عليه في الفصل الرابع عشر )‪ (1‬من الظهيععر‬
‫المتعلق بالمجلس العلى‪ ،‬حيث يتععوفر الطععاعن للععدفاع عععن حقععوقه علععى‬
‫طعن عاد عن طريق القضاء الكامل‪.‬‬
‫لكن حيث أنه حسب الفصل الثامن من الظهيععر الصععادر بععه ‪ 12‬غشععت‬
‫‪ 1913‬كما غيره ظهير فاتح شععتنبر ‪ 1928‬تختععص دون سععواها فععي المععادة‬
‫الدارية المحععاكم المؤسسععة عمل بالفصععل الول مععن الظهيريععن السععالفي‬
‫الذكر‪ ،‬وأن الختصاص المحدد لهعا يقتصعر علعى صعفقات الدولعة‪ ،‬الشعغال‬
‫العمومية‪ ،‬تعويض الدارة عن الضرر الذي ترتكبه ضععد شععخص‪ .‬ثلثععة أنععواع‬
‫من النزاعات ول تدخل فيه النزاعات المتعلقة بالحقوق واللتزامات الناتجة‬
‫عن عقود الوظيفة العمومية‪ ،‬وأخيرا إذا كان لهذه المحععاكم أن تصععرح بععأن‬
‫الدارات العمومية مدينعة فععإن الفصععل المععذكور يمنععع عليهعا أن تنظعر فععي‬
‫الدعاوى الراميععة إلععى إبطععال أحععد أعمالهععا‪ ،‬وفععي هععذه الشععروط ل يتععوفر‬
‫الطاعن على أي طعن عاد عن طريق القضاء الكامل لثبععات دعععواه‪ ،‬الععتي‬
‫يرمي فقط إلى إبطال قرارات الوزير المرة بتوقيفه‪،‬ثم بطرده من عملععه‪،‬‬
‫وبالتالي أن المجلس العلى هو المحكمة المختصة بالدرجة الولى والثانيععة‬
‫للنظر في طلبه‪.‬‬
‫فيما يتعلق بمشروعية التوقيف‬
‫حيث أن وزير التربية والشبيبة والرياضة أصععدر فععي ‪ 28‬مععارس ‪1960‬‬
‫قرارا بتوقيف الطاعن عن وظيفته بدون راتعب ابتععداء معن ‪ 25‬معارس معن‬
‫نفس السنة‪ ،‬لمشاركته في حركة إضراب جماعي عن العمل طيلة يوم ‪25‬‬
‫من الشهر المذكور‪ ،‬وأن الطاعن يؤاخذ بالخص على هذا القععرار كععونه لععم‬
‫يسععبقه اتخععاذ رأي المصععالح المكلفععة بالوظيفععة العموميععة‪ ،‬لكععن حيععث أن‬
‫السلطة التي تمارس الرقابة الرئاسية يمكنهععا حععتى فععي عععدم وجععود نععص‬
‫توقيف كل عون خالف بكيفية شنيعة التزاماته المهنية‪ ،‬وذلك بكيفية مؤقتععة‬
‫وفي صالح العمل وعلوة أنه ل يوجد في القانون من يفرض على السععلطة‬
‫المختصة استشارة المصالح المكلفة بالوظيفة العمومية قبل قرار من هععذا‬
‫النوع كيفما كانت الظروف التي تعلله‪.‬‬
‫ول يقبععل طلععب اللغععاء المععوجه ضععد المقععررات الداريععة إذا كععان فععي‬
‫استطاعة من يعنيهعم المعر المطالبعة بحقعوقهم لعدى المحعاكم‪ ،‬وحيعث أن‬
‫الطاعن يثير من جهة أخرى عدم مشعروعية وبطلن الفصعل الخعامس معن‬
‫مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ ،1958‬الذي يشير إليه الوزير في قراره بتوقف الطاعن‪،‬‬

‫‪100‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫وإنه طبقا للفصل السابق الذكر " كل توقف عن العمل بصفة مععدبرة وكععل‬
‫عمل جماعي أدى عدم النقياد بصفة بينة يمكن المعاقبععة عنععه علوة علععى‬
‫الضمانات التأديبية"‪.‬‬
‫وحيث أن الواقع أن هذه المقتضععيات ل يمكععن ربطهععا بتععدابير التنفيععذ الععتي‬
‫حسب الفصل الثاني من ظهير ‪ 16‬يوليوز ‪ 1957‬المتعلق بالنقابات المهنية‪،‬‬
‫يجب اتخاذها بمرسوم لتحديد شععروط ممارسععة الحععق النقععابي مععن طععرف‬
‫الموظفين وأنها بالعكس ترتكز علععى السععلطة التنظيميععة المسععندة لرئيععس‬
‫الوزارة طبقععا لمقتضععيات ظهيععر ‪ 6‬ينععاير ‪ 1956‬فيرمععان ‪ 31‬أكتععوبر ‪1912‬‬
‫التي تسند لرئيس الوزارة مسؤولية الدارة العامة للبلد تحت سعلطة جللععة‬
‫الملك‪ ،‬المر الععذي يبيععح لععه اتخععاذ التععدابير الضععرورية لضععمان حسععن سععير‬
‫مختلف المرافق العمومية‪.‬‬
‫وحيث من جهة أخععرى أن الفصععل الخععامس مععن المرسععوم السععالف الععذكر‬
‫الذي يستبعد الضمانات التأديبية فععي حالععة الضععراب المععدبر عععن العمععل ل‬
‫يمكن اعتباره ملغى بصفة ضمنية‪ ،‬ذلك أن ظهير ‪ 24‬فبراير ‪ 1958‬المتعلععق‬
‫بالوظيفة العمومية ل ينص على أية حالة تعفى فيها الدارة من إتباع الجراء‬
‫التأديبي الواجب قبل إصدار أي جزاء‪ ،‬وأن الضععراب جماعيععا عععن العمععل ل‬
‫يتركب العوان العموميون فقط خطأ شخصععيا شععنيعا بععل يبعععدون أنفسععهم‬
‫عن تطلق تطبيق المقتضععيات القانونيععة المتعلقععة بالوظيفععة العموميععة تلععك‬
‫المقتضيات التي أصدرت لضمان حقوق يقابلها اللعتزام بالممارسعة الفعليعة‬
‫والمستمرة للوظيفة‪ ،‬باستثناء التغيبات المبررة‪ ،‬وإنه إذا فرضنا أن الطععاعن‬
‫رغم كونه عونا تعاقديا له مصلحة فععي أن يطععن فععي مشعروعية المرسعوم‬
‫السالف الذكر لكونه مأشععورا عليععه فععي القععرار المطعععون فيععه‪ ،‬فععإن هععذه‬
‫المشروعية ل جدال فيها‪.‬‬
‫وحيث من جهة أخرى كذلك أنععه إذا دعععى الطععاعن أن حععذف الراتععب الععذي‬
‫يصحب بكيفية رجعية التوقيف عن العمل يكتسي صععفة الجععزاء‪ ،‬فل أسععاس‬
‫لهذه الدعاء لن الطاعن اعترف بنفسه أنه تسلم راتبه إلى نهاية ‪ 30‬أبريععل‬
‫‪ ،1960‬أي بعد توقيفه‪ ،‬وحتى بتاريخ القرار الصععادر بطععرده‪ ،‬وأنععه ينتععج مععن‬
‫كل ما تقدم أن ما يدعيه الطاعن ضد قرار توقيفه عن العمل ل يرتكز علععى‬
‫أساس فيما يتعلق بمشروعية الطرد‪.‬‬
‫لكن حيث أن الطاعن عون تعاقدي ل يمكنه طلب الستفادة من الضععمانات‬
‫التأديبية المنصوص عليهما فععي الظهيععر المتعلععق بالوظيفععة العموميععة الععتي‬
‫تطبق إل على الموظفين الرسميين في وظيفة قارة من أطر الدولة‪.‬‬
‫وحيث أن الفصل السابع من عقد توظيفه ينص على أن في حالة خطأ شنيع‬
‫يفسععخ الععوزير العقععد بععدون إعلن سععابق‪ ،‬وأن صععفة الخطععأ الععذي ارتكبععه‬
‫الطاعن يبرر تطبيق هذه القاعدة‪ ،‬من جهة أخرى أن قرار التوقيععف المتخععذ‬
‫سابقا إزاء الطاعن قد أخبره بما يؤخذ عليععه‪ ،‬وبالتععالي يعتععبر الطععاعن كععأنه‬
‫تمتع بالضمانة المطبقة في عدم وجود كل إجراء تأديبي آخععر والععتي تقضععي‬

‫‪101‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫أن يتمكن كل عون عمومي من تقععديم إيضععاحات حععول العمععال المنسععوبة‬


‫إليه قبل اتخاذ الجزاء‪.‬‬
‫وحيث أخيرا أن قرار الطرد يبرره خطأ بين ل يمكن للطاعن عععن أنععه صععدر‬
‫لسباب أجنبية عن مصلحة المرفق العمومي‪.‬‬
‫وحيث ينتج عن كل ما تقدم أنه يتعين رفض طعن السيد محمد الحيحي‪.‬‬

‫لهذه السباب‬
‫يرفض طعن السيد محمد الحيحي‬
‫الرئيس الول‪ :‬السيد الحياني‬
‫المستشار المقرر السيد فانيو‬
‫المدعى العام‪ :‬السيد زروق‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫‪1‬‬
‫التعـليق للستاذ أحمد البخاري‬
‫يثير هذا الحكم مشكلة قانونيععة علععى جععانب مععن الهميععة‪ ،‬وهععي مععدى‬
‫مشروعية حق الضراب‪ ،‬بالنسبة لباقي النقط القانونية مثععل طبيعععة العقععد‬
‫والمعيار والختصاص وغيرها يعتبر موقفه مجرد تأكيد لقضائه السابق‪.‬‬
‫وسنتناول التعليق على هذا الحكم من خلل الخطة التية‪:‬‬
‫أول‪ :‬القضاء السابق‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تقييم موقف المجلس العلى في هذا الحكم‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬القضاء اللحق‪.‬‬
‫أول‪ :‬القضاء السابق‪ :‬نظرا لعععدم عثورنععا علععى أحكععام سععابقة فععي‬
‫الموضوع فقد فضلنا إلقاء نظرة عن القضاء المقارن‪ ،‬خاصة وأنه يتضح من‬
‫خلل حيثياته أن المجلس العلععى تععأثر بععالموقف السععابق لمجلععس الدولععة‬
‫الفرنسي بخصوص عدم مشروعية حق الضراب‪ ،‬هذا المبععدأ الععذي وضعععه‬
‫في حكم ‪ Winkel 7‬غشت ‪) 1909‬مجموعة أحكام مجلس الدولة الفرنسي‬
‫ص‪ ،(826 :‬فقد جاء في حيثياته أن المععوظفين بمشععاركتهم فععي الضععراب‬
‫"لم يرتكبوا فقط خطأ فرديا‪ ،‬وإنما وضعوا أنفسهم بهععذا العمععل الجمععاعي‪،‬‬
‫خارج نطاق القوانين واللوائح الصععادرة بقصععد ضععمان ممارسععتهم للحقععوق‬
‫التي تتولد بالنسبة لهم عن عقد القانون العام الذي يربطهم بالدارة" إل أن‬
‫مجلس الدولة غير موقفه في الموضوع‪ ،‬أول باعتبععاره فععي حكععم لحععق أن‬
‫المععوظفين العمععوميين ل يوجععدون فععي مراكععز تعاقديععة وإنمععا فععي مراكععز‬
‫تنظيمية ولئحية‪ ،‬فجععاء فععي حيثيععات حكععم‪ :‬النسععة مينععار الصععادر فععي ‪22‬‬
‫أكتوبر ‪) 1937‬المجموعة ص‪ (834 :‬أن الموظفين بإضععرابهم "لععم يرتكبععوا‬
‫فقط خطأ فرديا وإنما وضعوا أنفسهم وبعمل جماعي خععارج نطععاق تطععبيق‬
‫القوانين واللوائح الصادرة بقصد ضمان ممارسععتهم للحقععوق المقععررة لهععم‬
‫في مواجهة السلطة العامة"‪.‬‬
‫ثم أقر مشروعية الضراب في حكم ‪ 2 Dehaene‬الصادر في‪ 7 :‬يوليععوز‬
‫‪ 1950‬جاء في حيثياته ‪...":‬إن دستور ‪ 1946‬إذ يقععرر فعي ديبعاجته أن حعق‬
‫الضراب يمارس في إطار القععوانين الععتي تنظمععه فععإن الجمعيععة العموميععة‬
‫قصدت من ذلك دعوة المشرع إلى القيام بالتوفيق الضععروري بيععن الععدفاع‬
‫عن المصالح المهنية الذي يمثل الضععراب أحععد وسععائله‪ ،‬وتععأمين المصععلحة‬
‫العامة التي قد يترتب علعى الضععراب المسعاس بهعا‪ ،‬وإنععه فععي غيععاب هععذا‬
‫التنظيم التشريعي فإن العععتراف بحععق الضععراب ل يعنععي اسععتبعاد القيععود‬
‫التي يتعين أن ترد على هذا الحق‪ ،‬شأنه أي حق آخر‪ ،‬بقصععد منععع التعسععف‬

‫‪- 1‬أنظر أحمد البخاري وأمين جبران "اجتهادات المجلس العلععى )الغرفعة الداريععة("‪-‬الطبعععة الولعى‬
‫‪ 1996‬ص‪.177:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-LONG (M) WELL (P) et BRAIBAN (G) DEL VOLVE (P) et GENEVOIS (B) les grands arrêts‬‬
‫‪de la jurisprudence administrative Sirey ; Paris 1990, 9e édition ; collection droit public, p : 437.‬‬

‫‪103‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫في استعماله أو أن يكون متعارضا مع ضروريات ومقتضيات النظام العععام‪،‬‬


‫وأنه لذلك وفععي الحالععة الراهنععة للتشععريع‪ ،‬يععدخل فععي اختصععاص الحكومععة‬
‫المسؤولية عن حسن سير المرافق العمومية وأن تضع القيود الواردة عليه‬
‫تحت رقابة القضاء"‬

‫‪104‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫ثانيا‪ :‬تقييم موقف المجلس العلى في هذا الحكم‪:‬‬


‫نسجل أخذ المجلس العلى عن قضاء سابق ومتجاوز لمجلععس الدولععة‬
‫الفرنسي‪ ،‬وإذا كان حظر حق الضراب يبرر عععادة بضععرورة سععير المرفععق‬
‫العام باطراد وانتظام ودون انقطاع‪ ،‬فإنه من الضروري الشارة إلى أن هذا‬
‫المبدأ كان معروفا في فرنسا منذ بدايععة هععذا القععرن‪ ،‬ومععع ذلععك كععان حععق‬
‫الضراب محظورا في النصف الول منعه ومعترفعا بعه فعي النصعف الثعاني‪،‬‬
‫ونعتقد أن مشروعية حق الضراب لها علقة بالجانب السياسععي وبالتحديععد‬
‫بمدى تطبيق الديمقراطية في الدولة‪ ،‬فبعد سقوط حكومعة فيشعي عرفعت‬
‫فرنسا تحول أكثر نحو الديمقراطية كان من انعكاساته ضمان مجموعة مععن‬
‫حقوق الفراد منها حق الضراب‪.‬‬
‫بالنسبة للمغععرب نعتقععد أنععه فععي ظععل المعطيععات الحاليععة بعععد صععدور‬
‫الدستور‪ ،‬ونصه علععى حععق الضععراب )الفصععل ‪ 14‬مععن دسععتور ‪ 15‬مععارس‬
‫‪ (1972‬وبعد الضراب العام الذي خاضه الموظفون العموميون يععومي‪14 :‬‬
‫دجنععبر ‪ 1990‬و ‪ 28‬ينععاير ‪ 1991‬و ‪ 10‬دجنععبر مععن نفععس السععنة والقععرار‬
‫الضمني لذلك من طرف السععلطة التنفيذيععة‪ ،‬مععن الجععدر بالغرفععة الداريععة‬
‫تغييععر الموقععف نحععو إقععرار مشععروعية حععق الضععراب حععتى تسععاير تطععور‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫وللسععتئناس نععورد مجموعععة المبععادئ الععتي وضعععها مجلععس الدولععة‬
‫الفرنسي والتي تحكم حاليا حق الضراب )مجموعة ‪ Long‬وآخععرون‪ /‬م‪.‬س‪.‬‬
‫‪.(441‬‬
‫"‪-1‬مشروعية إضراب الموظفين العموميين من حيث المبدأ‪.‬‬
‫‪-2‬يكون الضراب مشروعا فععي حالععة الععدفاع عععن "المصععالح المهنيععة"‬
‫ومن تم يكون الضراب السياسي غيععر مشععروع )حكععم مجلععس الدولععة ‪18‬‬
‫فبراير ‪ ،Bernot،1955‬المجموعععة ص‪ ،(97 :‬والحكومععة غيععر ملزمععة بوضععع‬
‫تنظيمات مختلفة حسب طبيعة الهدف المحدد من طرف المضربين )حكععم‬
‫مجلس الدولة ‪ 28‬نونبر ‪ ،Lepouse ،1958‬المجموعة ص‪.(596 :‬‬
‫‪-3‬يجب التوفيق بين حق الضراب وحق التحفظ الذي يجععب أن يتحلععى‬
‫بععه كععل موظععف عمععومي )حكععم مجلععس الدولععة‪ 12 :‬أكتععوبر ‪Delle،1956‬‬
‫‪ ،Coquand‬المجموعععة ص‪ ،1326 :‬يعععد التحريععض برسععالة أو خطععاب ولععو‬
‫خارج العمل لضراب سياسي خطأ معاقبا عليه تأديبيا‪.‬‬
‫‪-4‬يمكن للحكومة اتخاذ إجراءات خاصة "لتفادي التعسف في استعمال‬
‫حق الضراب أو وفقا لما يقتضيه النظععام العععام" حععتى ولععو كععان الضععراب‬
‫مشروعا‪ ،‬ول يعترف لها بهذا الختصاص إل في "الظروف الراهنة للتشريع"‬
‫وليس لها سععوى طععابع مكمععل بالمقارنععة مععع المشععرع‪ ،‬يمكععن أن تمارسععه‬
‫بواسععطة المنشععورات الوزاريععة )حكععم مجلععس الدولععة ‪ 18‬مععارس ‪،1956‬‬

‫‪105‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫‪ ،Hublin‬المجموعة ‪ (117‬بل يمكن أن تصدر حتى عن رئيس قسم )مجلس‬


‫الدولة ‪ 19‬يناير ‪ ،Bernadet ،1962‬المجموعة‪.(49 :‬‬
‫‪-5‬وضععع مجلععس الدولععة حععدود سععلطة الحكومععة تععدريجيا منععذ حكععم‬
‫‪ Dehaene‬مستلهما في ذلك اعتبارين‪ :‬أحدهما‪ :‬يجب إعطاء الولويععة لقععرار‬
‫النظام العععام‪ ،‬ولععذا أقععر مجلععس الدولععة مشععروعية حظععر الضععراب علععى‬
‫موظفي البريد الذين يعتبر وجودهم ضععروريا لمععن الفععراد وللحفععاظ علععى‬
‫المعدات الضرورية للتصالت الععتي يقتضععيها العمععل الحكععومي‪) ،‬حكععم‪28:‬‬
‫نونبر ‪ ،Lepouse،1958‬مشععار إليععه أعله(‪ ،‬كمععا أقععر حظععر الضععراب علععى‬
‫الموظفين الذين يشغلون وظائف ضرورية لسععتمرار العمععل بشععكل عععادي‬
‫في إدارة المن الجوي )‪ 26‬أكتععوبر ‪ 1960‬النقابععة العامععة للملحععة الجويععة‬
‫المجموعة‪ ،‬ص‪ ،(567 :‬بل ذهب هذا الحكم إلى حد إقرار اشععتراط إخطععار‬
‫فردي قبل خمسة أيام من تاريخ الضراب بالنسبة لبعععض المععوظفين‪ ،‬كمععا‬
‫اعتبر حظر حق الضراب مشروعا علععى فئة حارسععي ممععرات القطععارات‪،‬‬
‫وتحريععم الضععرابات المتتاليععة للعععاملين فععي الشععركة الوطنيععة للسععكك‬
‫الحديدية‪ ،‬أما باقي الضرابات فيجب أن تكون مسبوقة بإخطار خمسة أيام‬
‫قبل التاريخ المحدد للضراب‪) .‬حكععم الغععرف مجتمعععة‪ 23 :‬أكتععوبر ‪،1964‬‬
‫فيدراليععة النقابععات المسععيحية للسععككين(‪ .‬كمععا اعتععبر مجلععس الدولععة أن‬
‫للحكومة الصلحية في تحديد‪ -‬بواسطة منشععورات‪ -‬المعوظفين الضععروريين‬
‫لستمرار العمل في مرفععق الرقابععة فععي مجععال الذاعععة‪Radioélectriques :‬‬
‫)الغرف مجتمعة‪ 4 ،‬فععبراير ‪ ،1966‬النقابععة الوطنيععة للمععوظفين والعععاملين‬
‫في مجموعة الرقابة ‪ ،( Radioélectriques‬نفس الموقععف حيععن اعتععبر وزيععر‬
‫الداخلية محقا في تحريمه حق الضراب على كبار الموظفين في العمععالت‬
‫وعلى كل الموظفين مهما كانت رتبتهم الععاملين لعدى مكتعب العامعل )‪16‬‬
‫دجنبر ‪ 1966‬النقابة الوطنية للموظفين والعععاملين فععي العمععالت والععدوائر‬
‫فععي فرنسععا وفيمععا وراء البحععار‪ .‬المجموعععة‪ ،(662 :‬نفععس الموقععف تبنععاه‬
‫مجلس الدولة بالنسبة "لموظفي السلطة أو الذين لهععم مسععؤوليات مهمععة‬
‫فععي المصععالح الخارجيععة للجمععارك" )‪ 21‬أكتععوبر ‪ 1970‬النقابععة العامععة‬
‫لموظفي الضرائب وآخرون‪ ،‬المجموعععة‪ ،‬ص‪ ،(596 :‬إل أنععه فععي القراريععن‬
‫الخيريععن ألغععى مجلععس الدولععة القععرارات المطعععون فيهععا لتحريمهععا حععق‬
‫الضراب على جميع الموظفين من كل الرتب المعينيععن فععي كتابععة الكععاتب‬
‫العام‪ ،‬وفي مكتب المراسلت والتنسيق ومكتب الوزارة‪ ،‬هذا من جهة ومن‬
‫جهة أخرى على المفتشين الرئيسيين في الجمارك‪.‬‬
‫كما ألغى المجلس قرارا يتضمن حظرا دائما ومطلقا لضراب العععوان‬
‫العموميين المكلفين بتحريك السفن في نهر لموزيل القسم الدولي‪.‬‬
‫‪-‬بالنسبة للعاملين في الذاعة والتلفزة‪ ،‬اعتبر مجلس الدولة في البداية‬
‫الحظر المفروض على العاملين في الذاعة والتلفزة الفرنسععية ‪ R.T.F‬فععي‬
‫جميع رتب التسلسل الداري مشروعا لمععا يسععتوجبه اسععتمرار العمععل فععي‬

‫‪106‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫قسم الخبار )‪ 18‬مارس ‪ Hublin 1956‬مشار إليه أعله( ثععم قبععل فععرض‬
‫وزير العلم حدا أدنى من العمل في التلفزة في حالة الضراب )حكم‪13 :‬‬
‫يوليوز ‪ ،1968‬النقابععة الموحععدة للتقنييععن‪ ،O.R.T.F :‬المجموعععة ‪،(III-444‬‬
‫في الوقت الذي ألغى فيه في قرار بإلزام العاملين في التلفزة ببععث فيلععم‬
‫من الساعة ‪ 20‬و ‪30‬د إلى الساعة ‪ 22‬و ‪30‬د فععي حالععة الضععراب‪ .‬إل أنععه‬
‫منذ ‪ 1972‬أصبح تحديد الحد الدنى من العمل في الذاعة والتلفعزة محعددا‬
‫بقانون وباللوائح الصادرة تطبيقا له‪ ،‬يختص المجلس الدستوري بنظر مععدى‬
‫مطابقة النصوص التي وضعها المشععرع للدسععتور‪ ،‬ويختععص مجلععس الدولععة‬
‫بالفصل في مشروعية النصوص التنظيميععة )حكععم ‪ 20‬ينععاير ‪ 1975‬النقابععة‬
‫الوطنية للذاعة والتلفزة المجموعة ص‪.(37 :‬‬
‫‪-6‬ل يمكععن توقيععع العقوبععات التأديبيععة بسععبب الضععراب إل بعععد إطلع‬
‫المعني بالمر على ملفه )‪ 8‬فبراير ‪ Pagneux ،1952‬المجموعة ص‪.(93 :‬‬
‫‪-7‬ليس من حععق المضععربين احتلل المععاكن الداريععة "العتصععام" )‪11‬‬
‫فبراير ‪ ،le grand ،1966‬المجموعة ص‪.(110 :‬‬
‫‪-8‬ليس من حق الموظف العععام المضععرب الحصععول علععى التعويضععات‬
‫عن فترة التوقف لعدم وجود الممارسة الفعلية للعمععل )‪ 21‬أبريععل ‪،1950‬‬
‫نقابعععة الععععوان التقنييعععن للبحريعععة العسعععكرية لوران المجموععععة ص‪:‬‬
‫‪...(225‬بالنسبة لقطاع التعليم‪ ،‬نظرا للظروف الخاصة الععتي يعملععون فيهععا‬
‫يعتبرون مضربين عن العمل عنععدما يعلنععون تضعامنهم مععع حركععة الضععراب‬
‫حتى ولو لععم تكععن لععديهم دروس وسععاعات عمععل أثنععاء الضععراب )‪ 6‬مععاي‬
‫‪ Delage et Tinel 1988‬المجموعة‪ ،‬ص‪.(183 :‬‬
‫‪-9‬ل يقتصر تطبيق المبادئ التي وضعها حكم ‪ Deheane‬على المععوظفين‬
‫وأعوان الدولة‪ ،‬ولكععن يشععمل أيضععا العععاملين لععدى الجماعععات المحليععة )‪9‬‬
‫يوليوز ‪ Pouzenc ،1965‬المجموعة‪ :‬ص‪ ،(421 :‬والعاملين في المؤسسات‬
‫العمومية مثل‪ :‬مطار باريس )‪ 20‬أبريل ‪ 1977‬نقابة الطععر والعععاملين فععي‬
‫مطععار بععاريس ‪ C.G.C‬المجموعععة‪ ،‬ص‪ (175 :‬والعععاملين فععي المرافععق‬
‫العمومية الصناعية والتجارية كيفما كان نظامها القععانوني )نقععض‪ 27 ،‬ينععاير‬
‫‪(...D-481-1965 ،1965‬‬
‫وإذا كععان مجلععس الدولععة بعععد حكععم‪ Dehaene :‬يبععدو أكععثر ليبراليععة‬
‫بخصوص الحقععوق المعععترف بهععا للموظععف المضععرب‪ ،‬فععإنه يقبععل بالنسععبة‬
‫للحكومة ممارسة مجموعة من السلطات لفشال إضراب ما أو للحععد مععن‬
‫نتائجه‪:‬‬
‫‪-1‬اللتجاء إلى التسخير أو الستدعاء‪ ،‬مع حضورها لرقابة القاضي‪.‬‬
‫‪ -2‬قبل مجلس الدولة تشغيل عمال لفترة محددة لتنفيذ العمل الداري‬
‫واستمراره أو إدماج موظفين عموميين مؤقتين )الغرف مجتمعة‪ 18 ،‬ينععاير‬
‫‪ 1980‬نقابة‪ :‬المجموعة ص‪ (31 :‬ول يمكن اللجوء إلى العمععل المععؤقت إل‬
‫‪107‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫إذا كان من المستحيل –بشكل أو بآخر‪ -‬إدمععاج عمععال لهععم علقععة مباشععرة‬
‫بالدارة‪."...‬‬
‫ثالثا‪ :‬القضاء اللحق‪ :‬كان أملنا أن يسععاير المجلععس العلععى التطععورات‬
‫التي عرفها المجتمع المدني المغربي‪ ،‬ويكون ليبراليا غير أن قضاءه اللحق‬
‫جاء مخيبععا لنععا‪ ،‬فقععد أكععد نفععس تععوجهه السععابق فععي تحريععم حععق إضععراب‬
‫الموظععف العععام معلل حكمععه بمقتضععيات مرسععوم ‪ 5‬فععبراير ‪ ،1958‬الععتي‬
‫استند عليها الععوزير الول لصععدار منشععور )رقععم ‪/319‬د بتاريععخ‪ 17 :‬أبريععل‬
‫‪ (1979‬يتضمن تطبيق التدابير التيععة فععي حالععة عععدم احععترام مععا ورد فععي‬
‫مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪:1958‬‬
‫أ‪-‬الحرمان مععن الجععرة المطابقععة لمععدة النقطععاع عععن العمععل بصععرف‬
‫النظر عن العقوبات المقررة في النصوص التنظيمية المعمول بهععا‪ ،‬ويكععون‬
‫على رؤساء الدارات في هذه الحالعة أن يبلغعوا علعى الفعور إلعى المصعالح‬
‫المختصة بوزارة المالية مباشرة قائمة المععوظفين والعععوان الععذين يخلععون‬
‫بالواجب المذكور‪.‬‬
‫ب‪-‬إن الموظفين والعوان الذين ثبت أنهم حرضععوا عمععدا بأيععة وسععيلة‬
‫من الوسائل على النقطاع عن العمل‪ ،‬يجب حذفهم من الطر عععن طريععق‬
‫العزل مع المنع من التوظيف بالتقييد في سجل التأديب المركزي‪.‬‬
‫وقد علق الستاذ عبد القادر باينة على هععذا الحكععم )نععداء إدريععس ضععد‬
‫وزير البريد والمواصلت السلكية واللسلكية بتاريخ ‪ 25‬مايو ‪.(1984‬‬
‫واعتبر منشور الوزير الول المذكور غير شرعي وكل قرار يرتكز عليععه‬
‫بالتالي غير شرعي‪ ،‬والفصل ‪ 5‬من مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ 1958‬غير شععرعي"‬
‫)مقالة المنشور في جريدة التحاد الشتراكي عععدد‪ ،3024 :‬بتاريععخ الثنيععن‬
‫‪ 18‬نونبر ‪ ،1991‬ص‪.(2 :‬‬
‫ورغم هذا الموقف الذي يعكس نكععوص القضععاء عععن النهععوض بمهمتععه‬
‫كسلطة مستقلة داخل جهاز الدولة مهمتها حماية حقوق الفراد وحريععاتهم‪،‬‬
‫فإن المتغيرات الحالية التي يعرفها المغرب في الظرفية الراهنة‪ ،‬يجععب أن‬
‫ل تبقى دون أثر على القضاء‪ ،‬خاصة وأن الخطاب الرسمي قد تغير بشععكل‬
‫ملحوظ‪ ،‬فوسائل‪ ،‬العلم المرئية والمسموعة تعطي نسبا وإحصائيات عععن‬
‫نجاح الضراب في القطاعات العمومية في كل مععرة‪ ،‬فضععل عععن أن بعععض‬
‫المسؤولين أصبحوا يسلمون بمشروعية الحقوق والحريععات الععتي يمارسععها‬
‫الموظفون العموميون ونورد فقرة من كلم السيد ووزيععر التربيععة الوطنيععة‬
‫خلل لقائه يوم الربعاء ‪ 4‬دجنبر ‪ 1991‬مع المكتب الوطني للنقابة الوطنية‬
‫للتعليععم العععالي‪ ،‬المكتععب التنفيععذي للجامعععة الحععرة للتعليععم )ا‪.‬ع‪.‬ش‪.‬م(‬
‫والمكتب الوطني للنقابة الوطنية للتعليم )ك‪.‬د‪.‬ش(‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫إن الحريات النقابية مكسب من مكاسععب المععواطن والطبقععة الشععغيلة‬


‫ول نسمح لي كان التشكيك في هذا المكسب‪ ،‬وأن العمل النقابي إلزامععي‬
‫لتحسين التعليم من الناحية المادية والمعنوية‪."...‬‬

‫‪109‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫الحكم رقم ‪ 63/2001/3‬غ الصادر بتاريخ ‪ 12/7/2002‬عن‬


‫المحكمة الدارية بمكناس )قضية شيبان(‬
‫‪1‬‬
‫الوقائع‬
‫قععدم معلععم بمجموعععة مععدارس أيععت يحيععى والصععغير دائرة الريععش بعمالععة‬
‫الراشيدية يوم ‪ 21‬ماي ‪ 2001‬مقععال إلععى المحكمععة الداريععة بمكنععاس إثععر‬
‫اتخاذ وزارة التربية الوطنية قرارا بإحالته على المجلس التأديبي الذي أصدر‬
‫عقوبة النذار في حقه لمشاركته في إضراب يوم ‪. 1/3/2000‬‬
‫ورغم أن العارض كان مضربا عن العمل كباقي المعلمين تبعا لقرار النقابععة‬
‫التي ينتمي إليها‪ .‬إل أن المفتش قام بتحرير محضر في حقه في ذات اليععوم‬
‫بحجة الخلل بواجباته المهنية‪.‬وعزز العارض مقععاله بصععور شمسععية لبرقيععة‬
‫الخبار بالنذار وثلثة عرائض وبطاقة العضوية للنقابة‪ .‬وقععد تخلععف المععدعى‬
‫عليهم )وزير التربية الوطنيععة والنععائب القليمععي لنفععس الععوزارة بالراشععدية‬
‫والوكيل القضائي للمملكة(عن الجواب رغععم التواصععل بنسععخة مععن المقععال‬
‫للدلء بملحظاتهم ومستنتجاتهم‪.‬‬
‫التعـليل‬
‫بعد المداولة طبقا للقانون‬
‫في الشكل‪:‬‬
‫حيث إن المقال قدم وفق الشكليات المتطلبة قانونا لذلك بتعين قبوله مععن‬
‫هذه الناحية‪ ،‬فالقرار موضوع الطعن صدر بتاريخ ‪ 13‬أبريل ‪ 2001‬والمدعي‬
‫تقدم بطعنه أمام المحكمة‪ ،‬كما هو ثابت من التأشععير علععى المقععال‪ ،‬بتاريععخ‬
‫‪ 21‬مععاي ‪ ،2001‬لععذلك يكععون الطعععن مقععدما داخععل أجععل السععتين يومععا‬
‫المنصععوص عليهععا فععي قععانون ‪ 90-41‬وثععم يكععون مقبععول لهععذه العلععة‬
‫ولستجماعه باقي الشكليات الخرى‪.‬‬
‫في الموضوع‬
‫حيث أن الطلب يرمي إلى الحكم بإلغععاء القععرار الصععادر عععن وزيععر التربيععة‬
‫الوطنيععة بتاريععخ ‪ 21‬معاي ‪ 2001‬والمتعلععق باتخععاذ عقوبعة النععذار فععي حععق‬
‫الطاعن للسباب المفصلة أعله ‪.‬‬
‫وحيث تخلفت الجهة المدعى عليها عن الجواب أو طلب مهلة للجواب رغععم‬
‫توصلها بنسخة من المقال كما هو ثععابت مععن شععواهد التسععليم ذات الرقععام‬
‫‪ 2045 – 2042‬و ‪. 2046‬‬
‫وحيث إن المدعي يعتمد في طعنه على كون الجهععة المطلوبعة فععي الطعععن‬
‫اعتبرته مقصرا في واجبععه الععتربوي بسععبب تقريععر المفتععش الععذي صععادفت‬
‫زيارته للطاعن يوم إضراب عن العمل بنععاء علععى دعععوة النقابععات المغربيععة‬
‫ومن بينها التحاد المغربي للشغل‪.‬‬
‫وحيث أنه أمام تخلف الجهة المدعى عليها عععن الجععواب وعععدم تععبرير‬
‫قرارها بسبب آخر غير الذي أورده المدعى في عريضععة الطعععن لععذلك فععإن‬
‫مناقشة الوسيلة المثارة في المقععال تتوقععف علععى تحديععد مععدى مشععروعية‬
‫نورد فقط ملخصا للوقائع كما هي منشورة بجريدة العلم عدد ‪ .19344‬تاريخ ‪ 15‬يونيو ‪. 2003‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪110‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫الضراب بالنظر إلى المنظومة الدستورية والقانونية‪ ،‬ومدى تبريرها لواقعععة‬


‫التوقف عن العمل المسجلة كمخالفة في حق الطاعن والمعتمدة مععن قبععل‬
‫الدارة كسبب لتخاذ النذار‪.‬‬
‫وحيث إنه بالرجوع إلى الدساتير المغربيععة المتعاقبععة ابتععداء مععن سععنة‬
‫‪ 1962‬حتى سنة ‪ 1996‬مرورا بسععنتي ‪ 1972‬و ‪ 1992‬فقععد نصععت جميعهععا‬
‫على أن حق الضراب مضمون وسيبين قانون تنظيمي الشروط والجراءات‬
‫التي يمكن معها ممارسة هذا الحق‪.‬‬
‫وحيث إن هذا المقتضى الدستوري بعمععوميته يشععمل العمععل بالقطععاع‬
‫الخاص وكذا قطاع الوظيفة العمومية‪ ،‬ذلك أن الضععراب يعععبر عععن ضععرورة‬
‫سياسية واجتماعية عميقععة‪ ،‬وهععي ضععرورة عامععة تشععمل قطععاع المععوظفين‬
‫وقطاع العمل الفردي‪ ،‬وبما أن هذا المقتضى الدستوري جاء مطلقا وعامععا‪،‬‬
‫فل معنى لستبعاد الموظفين من التمتع به‪ ،‬ومن تم فإن التجاه السائد فععي‬
‫الفكر الداري القديم الذي يعتبر الضراب وسيلة ثورية يمنع على الموظفين‬
‫استعمالها لما تحدثه من شرخ في السلم الجتماعي ليس له ما يبرره فععي‬
‫ظل المنظومة القانونية الحالية والثقافيععة السياسععية السععائدة‪ ،‬والععتي تتجععه‬
‫إلى تكريس الحق في العمل النقابي والعتراف بالضععراب كحععق دسععتوري‬
‫تتم ممارسته في إطار نمط مؤسساتي منضبط يقع من خللععه التعععبير عععن‬
‫حركة المجتمععع و صععراعا تععه مععن زاويععة الععدفاع عمععن المطععالب والحقععوق‬
‫المهنية المخاطبة به‪.‬‬
‫وحيث أنه مع التسليم من حيث المبدأ‪ ،‬يكون الضراب حععق دسععتوري‪،‬‬
‫إل أن الدستور نص على أن تكون ممارسة هذا الحق طبقععا للقععوانين الععتي‬
‫تصدر بتنظيمه‪ ،‬وإن عععدم صععدور تشععريع تنظيمععي بهععذا الخصععوص ل يعنععي‬
‫إطلق هذا الحق بل حدود و ل قيود‪ ،‬بل ل بد من ممارسته في إطار ضوابط‬
‫تمنع من إساءة استعماله‪ ،‬وتضععمن انسععجامه مععع مقتضععيات النظععام العععام‬
‫والسير العادي للمرافق العمومية على نحول يمس سيرها المنتظععم بشععكل‬
‫مؤثر‪ ،‬فإذا انطوت ممارسة هذا الحق على إخلل خطير بسير أحد المرافععق‬
‫العامة‪ ،‬أو تعريض النظام العام للخطر‪ ،‬كععان للدارة بععل مععن واجبهععا توقيععع‬
‫الجزاء على من خرج من الموظفين على هذه المقتضيات‪ ،‬فالدستور عندما‬
‫نص على الحق في الضراب في إطار القانون الععذي سععينظمه قصععد بععذلك‬
‫دعوة المشععرع إلععى القيععام بعالتوفيق الضععروري بيععن الععدفاع عععن المصععالح‬
‫المهنية الذي يمثل الضراب أحد وسائله‪ ،‬وتأمين المصلحة العامععة الععتي قععد‬
‫يترتب على الضراب المساس بها‪.‬‬
‫وحيث إنه اعتبارا لذلك‪ ،‬فععإن الضععراب ليععس حقععا مطلقععا بععل يخضععع‬
‫كغيره معن الحقعوق لقيعود تضعمن ممارسعته بشعكل سعليم وتحفعظ السعير‬
‫العادي للمرافق مع ضمان حرية التعبير عن المطالب المهنيععة‪ .‬وهكععذا فععإن‬
‫الجتهاد القضائي المقارن مستقر على تقييد ممارسة حق الضراب باحترام‬
‫ضوابط معينة‪ ،‬من جملة ذلععك وجععوب إخبععار السععلطات المعنيععة بالضععراب‬
‫المراد القيام به و توقيته‪ ،‬وذلك حتى تتحسععب الدارة لمععا يمكععن أن يحععدثه‬

‫‪111‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫هذا التوقف من تأثير على سير المرفق‪ .‬وعليععه فععإن الضععراب المبععاغت أو‬
‫الطارئ يعتبر غير مشروع‪) ،‬قرار مجلس الدولة الفرنسي الصادر بتاريخ ‪31‬‬
‫أكتععوبر ‪ 1984‬فععي قضععية الفدراليععة الوطنيععة للنقابععات الحععرة للبريععد‬
‫والمواصلت‪ ،‬كما أنه يجب أن يستهدف الضراب تحقيق مكاسععب مهنيععة أو‬
‫الدفاع عنها‪ ،‬وبمفهععوم المخالفععة فععإن الضععراب السياسععي ل ينععدرج ضععمن‬
‫الضراب المشروع )قرار مجلس الدولة الفرنسي الصادر بتاريخ ‪ 18‬فععبراير‬
‫‪ 1951‬في قضية ‪ (BERNOT‬إضافة إلى ذلك فإن ممارسععة الضعراب يجععب‬
‫أن يكون بناء على التوجيه من نقابععة ذات تمثيليععة ومشععكلة تشععكيل قانونيععا‬
‫)قععرار مجلععس الدولععة الفرنسععي الصععادر فععي ‪ 21/07/1972‬فععي قضععية‬
‫الفدرالية النقابية المسيحية للعاملين بالبريد والمواصلت ( كما أنه يجععب أن‬
‫يكون الضراب محددا في الزمان‪ ،‬أما الضراب المفتوح فل يكتسععي طابعععا‬
‫شرعيا لما له من تأثير خطير علععى سععير المرفععق العمععومي‪ ،‬وعمومععا فععإن‬
‫الضععراب ل ينبغععي أن يمععارس بشععكل تعسععفي أو يسععتغل فععي إطععار‬
‫المساومات السياسية‪.‬‬
‫وحيث أنه إذا كععانت المععادة الخامسععة مععن مرسععوم ‪ 15‬رجععب ‪1377‬‬
‫موافععق ‪ 5‬فععبراير ‪ 1985‬المتعلععق بممارسععة العمععل النقععابي مععن طععرف‬
‫المععوظفين‪ ،‬تنععص علععى‪ ":‬أن كععل توقععف مععدبر عععن العمععل‪ ،‬بالنسععبة لكععل‬
‫الموظفين‪ ،‬وكل عمل جماعي يؤدي إلى عععدم النقيععاد بكيفيععة بينععة يمكععن‬
‫المعاقبة عليععه خععارج الضععمانات التأديبيععة"‪ ،‬فععإن مقتضععيات هععدا المرسععوم‬
‫والتي تتضمن منعا مطلقا لحق الضراب‪ ،‬تعتبر غير منسجمة مععع المقتضععى‬
‫الدستوري الوارد لحقا‪ ،‬والذي أكععدته الدسععاتير المغربيععة المتعاقبععة‪ ،‬لععذالك‬
‫فإن هذا المنع المطلق يسقط لعدم انسجامه مع مقتضيات الدستور‪.‬‬
‫وحيث أنه تأسيسا على ما ذكر‪ ،‬وبالرجوع إلى معطيععات النازلععة يتععبين‬
‫أن الضعععراب العععذي قعععام بعععه المعععدعى رفقعععة بعععاقي المعلميعععن بتاريعععخ‬
‫‪ 01/03/2000‬قد احترمت بشأنه مسطرة الشعار كما هو ثابت من نسععخة‬
‫البرقية )صععورة شمسععية( الموجهععة إلععى النععائب القليمععي للععوزارة التربيععة‬
‫الوطنية بالراشدية‪ ،‬كما جاء في مقال الطعععن‪ ،‬وهعو شععيء لععم تنفععه الجهعة‬
‫المعدعى عليهعا‪ .‬وأن هعذا الضعراب كعان ليعوم واحعد‪ ،‬ولعم يكتسعي طابععا‬
‫سياسيا‪ ،‬ولم تدل الجهة المدعى عليها بما يناقض ذلك‪ .‬لععذلك تكععون واقعععة‬
‫الضراب المعتمدة من قبل الدارة للقععول بتقصععير الطععاعن فععي ممارسععته‬
‫واجباته المهنية غير صالحة لبناء عقوبة النذار على أساسها‪ .‬ممععا حصععله أن‬
‫القرار المطعون فيه يعتبر موسوما بعدم الشرعية لهدم تأسيسه على سبب‬
‫مشروع ومن تم يتعين الحكم بإلغائه‪.‬‬
‫المنطـوق‬
‫لهذه السباب‬
‫إن المحكمة الدارية وهي تقضي علنيا ابتدائيا حضوريا في حععق المععدعى‬
‫وبمثابة حضوري في حق المدعى عليهم تحكم بما يلي ‪:‬‬
‫‪ (1‬في الشكل‪ :‬بقبول الطلب‬

‫‪112‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫‪ (2‬في الموضوع‪ :‬بإلغاء القععرار الصععادر عععن وزيععر التربيععة الوطنيععة‬


‫بتاريخ ‪ 18‬أبريععل ‪ 2001‬القاضععي باتخععاذ عقوبععة النععذار فععي مواجهععة‬
‫المدعي‪.‬‬
‫وكانت المحكمة مكونة من الستاذة فائزة بلعسري رئيسا والستاذ عبد‬
‫العزيز يعكوبي مقررا‪ ،‬والستاذ عبد الرحيم الحضري عضوا‪ ،‬والستاذ عزيععز‬
‫بودالي مفوضا ملكيا والسيدة نادية بلحاج كاتبة للضبط‬

‫‪113‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫‪1‬‬
‫تعليق على حكم إدارية مكناس في نازلة محمد شيبان‬
‫‪‬‬
‫د‪.‬محمد العرج‬
‫تقـــديم‬
‫صدر عن المحكمة الدارية بمكناس حكم رقععم ‪-63/2001/3‬غ‪ ،‬بتاريععخ‬
‫‪ 12/7/2002‬في موضوع الضراب في المرافق العامة‪.2‬‬
‫ويثير هذا الحكم انتباه الباحثين لسباب متعددة يمكن حصر أبرزها فيما‬
‫يلي‪:‬‬
‫أول‪ :‬يمكن تصنيف هذا الحكم الصادر عن المحكمععة الداريععة بمكنععاس‬
‫ضمن أحكام المبادئ‪ ،‬بالنظر لهميته‪ ،‬كونه يمثل‪ ،‬فععي اعتقععادي‪ ،‬أول حكععم‬
‫صادر عن القاضععي الداري المغربععي فععي الموضععوع منععذ إحععداث المحععاكم‬
‫الدارية‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬يمكن إدراج هذا الحكععم ضععمن الحكععام الطلئعيععة الصععادرة عععن‬
‫القاضي الداري المغربي فععي مسعععى التوفيععق بيععن الحفععاظ علععى حقععوق‬
‫وحريات الفراد من جهة‪ ،‬وضمان سير المرافق العامة بانتظام واطراد من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬يعبر هذا الحكم عن مظهر من مظاهر الوظائف العريقة لحكععام‬
‫القاضي التي تجعععل العدالععة أمععام القععانون شعععارا لهععا‪ ،‬وباعتبععار كععذلك أن‬
‫فلسفة القضاء الداري‪ ،‬تفرض تجاوز نطاق المبادئ المعروفة في القععانون‬
‫الخاص كمبدأ التزام القاضي الحياد‪ ،‬وهي مبادئ ل يمكن التمسععك بهععا فععي‬
‫دعوى اللغاء‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬يترجم هذا الحكم جرأة قاضي المحاكم الدارية في مجال ملععء‬
‫بعض الثغرات القانونية أي فععي انتظععار صععدور قععانون تنظيمععي ينظععم حععق‬
‫الضراب في المرافق العامة‪.‬‬
‫وللتعليق على هذا الحكم القيم لبد من إعععادة اسععتعراض أهععم وقععائعه‬
‫ومنطوقه‪.‬‬
‫وقائع الحكم‬
‫يتعلق الحكم بطعن قدم من طرف معلم بمجموعة مدارس آيععت يحيععا‬
‫والصغير‪ ،‬دائرة الريش‪ ،‬عمالة الراشدية‪ ،‬يطعن بمقتضاه في القرار الصادر‬
‫عن وزير التربية الوطنية والقاضععي بإحععالته علععى المجلععس التععأديبي الععذي‬
‫أصدر في حقه عقوبة النذار لمشاركته في إضراب يوم ‪.01/03/2001‬‬
‫‪ - 1‬تعليق منشور في المجلة المغربية للمنازعات القانونية عدد‪ .2 :‬السنة ‪.2004‬ص‪.91:‬‬
‫‪- ‬أستاذ بكلية الحقوق‪-‬فاس‪.‬‬
‫‪- 2‬نص الحكم منشور فععي هععذا العععدد مععن المجلععة‪ ،‬معأخوذ ععن المجلععة المغربيععة للدارة المحليعة‬
‫والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،42‬يناير‪-‬فبراير ‪ ،2002‬ص ص‪ ،172-170 :‬وهو منشور أيضا بجريدة "العلم" عععدد‬
‫‪ 19344‬بتاريخ ‪ 15‬يونيو ‪ 2003‬صفحة "قضايا ومحاكم"‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫منطوق الحكم‬
‫قضى الحكم ابتدائيا وحضوريا في حق المععدعي وبمثابععة حضععوري فععي‬
‫حق المدعى عليها‪ ،‬في الموضوع‪ :‬بإلغاء القععرار الصععادر عععن وزيععر التربيععة‬
‫الوطنية بتاريخ ‪ 18‬أبريل ‪ ،2001‬القاضي باتخاذ عقوبة النذار فععي مواجهععة‬
‫المدعي‪.‬‬
‫التعليق‬
‫تععثير مسععألة الضععراب فععي المرافععق العامععة بععالمغرب جععدل كععبيرا‬
‫ومستديما‪ ،‬ويعزى ذلعك بالسعاس إلعى وجعود نصعوص قانونيعة مبهمعة فعي‬
‫الموضوع من جهة‪ ،‬وإلى حرص العععاملين بععالمرافق العامععة علععى ممارسععة‬
‫هذا الحق في عدة مناسععبات مععن جهععة ثانيععة‪ ،‬وإلععى غيععاب أحكععام القضععاء‬
‫الداري فععي الموضععوع مععن جهععة ثالثععة‪ ،‬باسععتثناء قراريععن للغرفععة الداريععة‬
‫بالمجلس العلى سيتم استعراضها‪.‬‬
‫‪-1‬غمــوض وإبهــام مقتضــيات تنظيــم حــق الضــراب فــي‬
‫التشريع الداري المغربي‬
‫"الضععراب هععو اتفععاق مجموعععة مععن المععوظفين والمسععتخدمين علععى‬
‫المتناع عن العمل لفترة مؤقتة قصد إبراز استيائهم من أمعر معا أو تحقيعق‬
‫بعض المطالب المتعلقة بظروف العمل والحياة بصفة عامة"‪.‬‬
‫ويعد الضراب من أخطر ما يهدد سير المرفق العععام بانتظععام واطععراد‪،‬‬
‫مما حدا بالمشرع وبالقاضي الداري إلى تحريمه وأحيانا تقييعده فععي نطعاق‬
‫المرافععق العامععة أو إلععى تنظيمععه بشععكل يكفععل حقععوق العععاملين وحقععوق‬
‫المنتفعين من خدمات المرافق العامة‪ ،‬خاصة وأن تلك المرافق تعمععل فععي‬
‫ظروف احتكارية‪.‬‬
‫فإذا كانت بعض التشريعات قد عملت على التوفيق ولو نسبيا بين مبدأ‬
‫الستمرارية وحق الضراب‪ ،‬فإن الكععثير مععن الغمععوض لزال يعععتري بعععض‬
‫التشريعات الخععرى فععي هععذا المجععال؛ وهععذا هععو الحععال بالنسععبة للتشععريع‬
‫الداري المغربي في انتظار صدور قانون تنظيمي ينظمه‪.‬‬
‫ومن المفيععد عععرض التطععور الععذي صععور التفاعععل والتوفيععق بيععن مبععدأ‬
‫استمرارية المرافق العامععة وممارسععة حععق الضععراب‪ .‬فقبععل دسععتور عععام‬
‫‪ 1962‬كععان الضععراب محرمععا بمقتضععى الفصععل الخععامس مععن مرسععوم ‪2‬‬
‫فبراير ‪ 1958‬الذي نص على‪":‬أن كل توقف عن العمل بصفة مدبرة‪ ،‬وكععل‬
‫عمل جماعي أدى إلى عدم النقياد بصفة بينة يمكععن المعاقبععة عليععه خععارج‬
‫الضمانات التأديبية"‪.1‬‬

‫‪-‬مرسوم ‪ 1958-22‬المنظم للمارسة الحق النقابي‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.1958-2372‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪115‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫وهذا النص القانوني هو الذي استندت إليه الغرفععة الداريععة فععي قضععية‬
‫الحيحي محمد ضد وزير التربية الوطنية بتاريععخ ‪ 17/04/1961‬والععذي جععاء‬
‫فيه‪:‬‬
‫"وحيث وأنه من جهععة أخععرى‪ ،‬فععإن الفصععل ‪ 2‬مععن المرسععوم السععالف‬
‫الذكر الععذي يسععتبعد الضععمانات التأديبيععة فععي حالععة الضععراب المععدبر عععن‬
‫العمل‪ ،‬ل يمكن اعتباره ملغى ضمنيا لكون ظهير ‪ 24‬فبراير ‪ 1958‬المتعلق‬
‫بالوظيفة العمومية واللحق له‪ ،‬ل ينص على أية حالة تعفى فيها الدارة من‬
‫إتباع الجراء التأديبي الواجب قبل إصدار أي جزاء في الواقع أن الموظفين‬
‫العموميين عند إضرابهم عن العمل جماعيا ل يرتكبون فقععط خطععأ شخصععيا‬
‫شععنيعا‪ ،‬بععل يضعععون أنفسععهم خععارج نطععاق تطععبيق المقتضععيات القانونيععة‬
‫المتعلقة بالوظيفة العمومية‪ ،‬تلك المقتضععيات الععتي تضععمن حقوقععا يقابلهععا‬
‫اللععتزام بالممارسععة الفعليععة والمسععتمرة للوظيفععة باسععتثناء التغيبععات‬
‫المبررة"‪.1‬‬
‫ومع صدور دستور ‪ 1962‬والدساتير اللحقة فقد نص الفصل ‪ 14‬علععى‬
‫أن "حق الضراب مضمون‪ ،‬وسيبين قانون تنظيمععي الشععروط والجععراءات‬
‫التي يمكن معها ممارسة ذلك الحق"‪ .‬وقد أثار هذا النععص خلفععا حععول مععن‬
‫يتمتع بهذا الحق الدستوري‪.‬‬
‫فهناك رأي قال بأن النص الدسععتوري يقتصععر علععى العمععال المسععموح‬
‫لهم بمزاولته قبل صععدور الدسععتور‪ ،‬وبالتععالي اسععتثناء جميععع العععاملين فععي‬
‫المرافق العامععة الععذين يحكمهععم الفصععل الخععامس مععن مرسععوم ‪ 2‬فععبراير‬
‫‪ .1958‬والملحععظ أن الدارة تشععبثت بهععذا الععرأي لنععه ملئم لسععتمرارية‬
‫المرفق العام‪ ،‬ولن نزاعات الموظفين مع الدارة يجععب أن تسععوى بطععرق‬
‫وأساليب أخرى‪.2‬‬
‫إل أن هذا الرأي اصطدم بعدة عراقيل قانونية منها‪:‬‬
‫‪-‬مخالفة مبدأ تدرج القواعد القانونية‪ :‬ذلك أن هذا الععرأي يمنععح الفصععل‬
‫الخامس من المرسوم قيمة تساوي قيمة الفصععل ‪ 14‬مععن الدسععتور‪ ،‬علمععا‬
‫بأن ذلك الفصل ل يمكن اعتباره تدبيرا تنظيميا في غياب القانون التنظيمي‬
‫المنصوص عليه في الدستور نظرا لما يترتب عليععه مععن منععع عععام ومطلععق‬
‫لممارسة حق الضراب‪.‬‬
‫‪-‬مخالفة مبدأ التخصيص لنص عام‪ :‬من جهة أولى فإن المرسوم سععابق‬
‫من الناحية الزمنية لصدور الدسععتور‪ ،‬ومععن جهععة ثانيععة كععان لبععد مععن سععند‬
‫قانوني لعتباره كذلك‪.‬‬
‫‪-‬حكععم ععدد ‪ 135‬بتاريععخ ‪ .17/04/1961‬الحيحععي محمعد ضعد وزيععر التربيععة الوطنيععة والرياضععة‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫المجموعة ‪ 1961‬ص ‪ ،56‬راجع تعليق أحمد البخاري وأمينة جععبران‪ :‬اجتهععادات المجلععس العلععى‪،‬‬
‫الغرفة الدارية‪ ،‬الطبعة الولى‪ ،1996 ،‬المنشورات الجامعية المغاربية‪ ،‬ص‪.180.‬‬
‫‪-‬أنظر محمد البديوي‪ ،‬الضراب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬الرباط‪1975 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫ص‪.70.‬‬

‫‪116‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫أمععا الععرأي الثععاني فقععد حععاول التوفيععق بيععن المعطيععات القانونيععة‬


‫واستمرارية المرفق العام‪ ،‬وقال بأن الفصل ‪ 14‬من الدستور ل يتضمن أي‬
‫تحديد لنطععاق تطععبيقه‪ ،‬وبالتععالي فهععو ينطبععق علععى المععوظفين العمععوميين‬
‫وينسخ ضمنيا مرسوم ‪ ،1958‬غير أن ممارسته كحق يجععب أن يتلءم مععع‬
‫مسععتلزمات النظععام العععام وسععير المرافععق العامععة فععي غيععاب القععانون‬
‫التنظيمععي‪ ،‬وبالتععالي فععإن السععلطة التنظيميععة يجععوز لهععا تنظيععم ممارسععته‬
‫شريطة أن ل تتجه نحو المنع العام والمطلق‪،‬مما يجعل النصوص المحرمععة‬
‫للضراب على بعض أصناف من الموظفين قبععل صعدور الدسععتور محتفظععة‬
‫بقيمتها‪ ،‬كتلك المتعلقة بمرافق الععدفاع والمععن وكععل مععن يحمععل سععلحا أو‬
‫يرتدي زيععا رسععميا أو إشععارة‪ .‬وكععذلك الشععأن بالنسععبة للنصععوص المحرمععة‬
‫للضراب بعد صدور الدستور كالنظام الساسي لمتصععرفي وزارة الداخليععة‬
‫والنظععام الساسععي لمععوظفي إدارة السععجون والنظععام الساسععي لرجععال‬
‫القضاء‪ ،‬وغيرها‪.1‬‬
‫غيععر أن السععلطة الحكوميععة والغرفععة الداريععة لععدى المجلععس العلععى‬
‫تمسكتا بالرأي الول وتشبثتا بتطععبيقه فععي كععل إضععراب صععادفته المرافععق‬
‫العامة‪ ،‬ونمثل على ذلك بقضية إدريس نداء ضد وزيععر البريععد والمواصععلت‬
‫السلكية واللسلكية بتاريخ ‪ 25/05/1984‬والذي جاء فيععه‪":‬لكعن خلفععا لمعا‬
‫ورد فععي الوسععيلة فععإن الفصععل الخععامس مععن مرسععوم ‪ 5‬فععبراير ‪1958‬‬
‫المتعلق بممارسة الحق النقابي من طرف الموظفين‪ ،‬والععذي يطبععق علععى‬
‫هذه النازلة ينص على أن كل توقف مدبر عن العمععل‪ ،‬وكععل عمععل جمععاعي‬
‫مخالف لقواعععد النضععباط‪ ،‬يعععاقب دون مراعععاة للضععمانات التأديبيععة‪ ،‬فععإن‬
‫الدارة معفععاة مععن تمععتيع الطععاعن بالضععمانات التأديبيععة الععتي ينععص عليهععا‬
‫الظهير المتعلق بالنظام الساسي للوظيفة العمومية"‪.2‬‬
‫وقد أصععدرت الحكومععة المغربيععة منشععورا بتاريععخ ‪ 5‬دجنععبر ‪ ،1990‬تععم‬
‫التنصيص فيه على أن الحكومة تحععرص علععى أن تعذكر الجميععع بعأن قععانون‬
‫الوظيفععة العموميععة ومسععتلزمات السععير الطععبيعي والمصععالح العموميععة‬
‫الحيوية‪ ،‬ل تبيح ذلك فعل وقانونا؛ علما بأن المشرع المغربي عمد للتقليععص‬
‫من حدة التأويلت عبر التدخل لخراج المجالت الحيوية من حلبة النقععاش‪،‬‬
‫وذلك بأن أصدر قوانين تحرم صراحة ممارسة الضراب في بعض المرافععق‬
‫العامة الرئيسية وهو ما نلحظه بالنسبة للنظام الساسي لمتصععرفي وزارة‬
‫الداخلية والنظام الساسي للقضاء كما سبق الذكر‪.‬‬
‫‪-2‬حكم المحكمة الدارية بمكناس‬

‫‪-‬أنظر ف‪ 15.‬من ظهير ‪ 1‬مارس ‪ ،1963‬وف‪ 35.‬من المرسوم الملكي بتاريخ ‪ ،2/2/1967‬وف‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 13‬من ظهير شريف بمثابععة قععانون رقععم ‪ 1-74-467‬بتاريععخ ‪ ،11/11/1974‬وف‪ 37 .‬مععن ظهيععر‬
‫‪.08/11/1979‬‬
‫‪-‬أنظر القرار رقم ‪ 406‬بتاريخ ‪ ،25/05/1984‬ملف رقم ‪.94048‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪117‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫مععن خلل قععراءة متأنيععة لحيثيععات حكععم المحكمععة الداريععة بمكنععاس‪،‬‬


‫نستخلص التوجه القضائي فيما يلي‪.:‬‬
‫‪-‬الضراب حق دستوري أكدته جميع الدساتير المتعاقبة‪.‬‬
‫‪-‬الضراب يعبر عن ضرورة سياسية واجتماعيععة عميقععة‪ ،‬وهععي ضععرورة‬
‫عامة تشمل قطاع الموظفين وقطاع العمل الفردي‪.‬‬
‫‪-‬عدم صدور تشريع تنظيمي يحدد كيفية ممارسة حق الضراب ل يعني‬
‫إطلق هذا الحق بل قيود‪ ،‬بل لبععد مععن ممارسععته فععي إطععار ضععوابط تمنععع‬
‫إساءة اسععتعماله وتضععمن انسععجامه مععع مقتضععيات النظععام العععام والسععير‬
‫العادي للمرافق العامة على نحو ل يمس سيرها المنتظم بشكل مؤثر‪ ،‬فإذا‬
‫انطوت ممارسة هذا الحق على إخلل خطير بسير أحد المرافق العامععة‪ ،‬أو‬
‫تعريض النظام العام للخطر‪ ،‬كان للدارة بل من واجبها توقيع الجععزاء علععى‬
‫من خرج من الموظفين على هذه المقتضيات‪.‬‬
‫‪-‬الضراب الذي قععام بععه المععدعي رفقععة بععاقي المعلميععن قععد احععترمت‬
‫بشأنه مسطرة الشعار‪...‬وكان ليوم واحد‪ ،‬ولم يكتس طابعا سياسععيا‪ ،‬ولععم‬
‫تدل الجهة المدعى عليها بما يناقض ذلك‪.‬‬
‫‪-‬عععدم ثبععوت كععون الضععراب الععذي خاضععه الطععاعن فيععه خععروج عععن‬
‫الضوابط المذكورة‪ ،‬ل يمكن اعتباره تقصيرا في الواجب المهني‪.‬‬
‫يستخلص من حكم المحكمة الدارية بمكناس ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬في انتظار صععدور النععص التنظيمععي الخععاص بالضععراب فععي المرافععق‬
‫العامة أكععد القاضععي الداري مععن خلل حكمععه علععى ممارسععة حععق وجععوب‬
‫ممارسة حق الضراب في إطار ضوابط تضمن انسجامه مع السير العععادي‬
‫للمرافق العامة‪ ،‬بمعنى آخر حاول القاضي الداري ترسيخ نوع من التععوازن‬
‫بين ضمان حقوق العاملين بععالمرافق العامععة‪ ،‬وبيععن ضععمان السععير العععادي‬
‫لهذه الخيرة من خلل تقديم خدماتها المتمثلة في إشباع الحاجععات العامععة‬
‫والمنفعة العامة‪.‬‬
‫‪-‬إن الفصل ‪ 14‬الضامن لحق الضراب قععد تكععرر وبنفععس العبععارة منععذ‬
‫دستور ‪ 1962‬إلى غاية دستور ‪ ،1996‬وليععس لهععذا مععن تفسععير إل التأكيععد‬
‫على مشروعية الضراب‪ ،‬وإن عزوف المشرع المغربي عن إصدار القانون‬
‫التنظيمي أو ربما تغييبه‪ ،‬ل يهدف تحريم الضراب على الموظفين بقدر مععا‬
‫يهععدف إلععى القععرار بمشععروعيته؛ ويمكععن اسععتنتاج هععذا التحليععل مععن خلل‬
‫النصوص التشريعية التي تحرم الضراب صععراحة علععى أصععناف معينععة مععن‬
‫الموظفين كرجال السلطة والقضاء‪...‬الخ ولعل تحريم الضراب على بععاقي‬
‫الموظفين لدليل على مشروعية حق الضراب‪.‬‬

‫‪118‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫ويعتبر حكم المحكمة الدارية بمكنععاس مسععاهمة مععن طععرف القاضععي‬


‫الداري المغربععي فععي ملععء الفععراغ التشععريعي مععن حيععث تحديععد نطععاق‬
‫الضراب المشروع‪ ،‬وتحديد مضمونه وعناصره‪.‬‬
‫والملحععظ أن حكععم إداريععة مكنععاس ذهععب بعيععدا فععي رسععم ملمععح‬
‫الضراب المشروع وتمييزه عن الضراب غير المشعروع‪ ،‬وهعذا معن واجعب‬
‫القاضععي الداري المطععالب مبععدئيا بملععء الفععراغ التشععريعي أحيانععا بخلف‬
‫القاضي المدني الذي يكون دائما مقيدا بالنصوص التشريعية‪.‬‬
‫وعلى كل حال‪ ،‬ففي انتظار صدور النص التنظيمععي المنظععم للضععراب‬
‫في المرافق العامة‪ ،‬يجب العمعل علععى التوفيععق بيعن مصععلحة الفععراد فعي‬
‫ضععمان اسععتمرارية سععير المرافععق العامععة‪ ،‬وتلفععي كععل اضععطراب فععي‬
‫خدماتها ومصععلحة المضعربين فععي اسععتعمال حقهعم المضعمون معن طعرف‬
‫الدستور‪.‬‬
‫إن هذا الحكم‪ ،‬أكد مععرة أخععرى علععى الععدور الطلئعععي الععذي يقععوم بععه‬
‫قاضععي المحععاكم الداريععة فععي انتظععار صععدور قععانون تنظيمععي ينظععم حععق‬
‫الضراب في قطاع المرافق العامة‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫قرار وبعض الحكام قصد التمرن على التعليق‬


‫المحكمة الدارية بمراكش‬
‫حكم عدد ‪ 64‬بتاريخ ‪ 19‬ماي ‪1999‬‬
‫عبد الرحمان بنفضيل ومن معه ضد قائد مقاطعة إسيل‬
‫باسم جللة الملك‬
‫بتاريععخ ‪ 3‬صععفر ‪ 1420‬موافععق ‪ 19‬مععاي ‪ ،1999‬أصععدرت المحكمععة‬
‫الدارية بمراكش وهي متكونة من السادة‪:‬‬
‫محمد نميري‪ :‬رئيسا؛‬
‫عبد الحميد الحمداني‪ :‬مقررا؛‬
‫المصطفي الدحاني‪ :‬عضوا؛‬
‫بحضور السيد يوسف الصواب‪ :‬مفوضا ملكيا؛‬
‫وبمساعدة السيدة لطيفة خربوش‪ :‬كاتبة للضبط‪.‬‬
‫الحكم التي نصه‪:‬‬
‫بين‪:‬‬
‫‪-‬رئيس وأعضاء اللجنة التحضيرية للجمعية المغربيععة للمتقاعععدين بجهععة‬
‫تانسيفت وهم السادة‪:‬‬
‫عبععد الرحمععان بنفضععيل؛ مبععارك رصععاف؛ محمععد الحمععراوي السععاكنون‬
‫بمراكش‪ .‬الجاعلون محل المخابرة معهععم بمكتععب السععتاذ محمععد الحععوزي‬
‫الجديدي‪ ،‬المحامي بهيئة مراكش‪.‬‬
‫من جهة‬
‫وبين‪:‬‬
‫السيد قائد مقاطعة غسيل منطقة جليز مراكش المنارة؛‬
‫‪-‬السيد والي ولية مراكش؛‬
‫‪-‬الوكيل القضائي بمكاتبة بالرباط‬
‫من جهة أخرى‬

‫الوقائـع‬
‫بناء على عريضة الطعن الموضوعة بكتابة ضبط هععذه المحكمععة بتاريعخ‬
‫‪ 24/6/1998‬الععتي يعععرض فيهععا المععدعون أنهععم ارتععأوا تكععوين جمعيععة‬
‫للمتقاعععدين بجهععة تانسععيفت فععي إطععار ظهيععر ‪ 15/11/1958‬المتعلععق‬

‫‪120‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫بتأسيس الجمعيات فقاموا بعقد الجمع العام التأسيسععي الععذي صععودق فيععه‬
‫على القانون الساسي للجمعية وبإيداع التصريح لدى السيدين وكيل الملك‬
‫ووالي ولية مراكش‪ ،‬غير أن السيد القائد قرر رفض الترخيص لهم بتكععوين‬
‫مكتب يسهر على تسيير الجمعية معتمدا السباب التية‪:‬‬
‫‪-1‬عععدم احععترامهم مقتضععيات الفصععل الثععالث مععن الظهيععر المتعلععق‬
‫بالتجمعات العمومية‪ :‬غير أن هذا الفصععل ل ينطبععق علععى نازلععة الحععال لن‬
‫مقتضياته تسري على كععل اجتمععاع عمععومي‪ ،‬والجتمععاع المععراد عقععده مععن‬
‫طرفهم ل يعتبر اجتماعا عموميا لنععه مخصععص لفئة معينععة مععن المععواطنين‬
‫وهي فئة المتقاعدين وغير مباح للعموم‪.‬‬
‫‪-2‬تكوين الجمعية من مختلف فئات المتقاعدين أمر غيععر قععانوني‪ :‬غيععر‬
‫أنه ل يوجد أي نععص قععانوني يمنععع تكععوين جمعيععات مععن فئات مختلفععة مععن‬
‫المتقاعدين من جهة‪ ،‬ومن جهة ثانية فإن الظهائر التي أوردها السيد القععائد‬
‫في قراره ل علقة لها بموضوع الجمعية المراد تأسيسععها لن هععذه الخيععرة‬
‫ذات موضععوع تعععاوني ومعنععوي صععرف ول تعععارض بيععن تكوينهععا مععن فئات‬
‫مختلفة وبين ما تنص عليه هذه الظهائر‪.‬‬
‫ويلتمسعون لجلعه الحكعم بإلغعاء مقعرر السعيد القعائد المعذكور لتجعاوز‬
‫السععلطة واعتبععار قععرار المحكمععة بمثابععة اعععتراف بالجمعيععة المغربيععة‬
‫للمتقاعدين‪-‬جهة تانسيفت‪.‬‬
‫وبناء على مذكرة جواب الوكيل القضائي بصفته هذه ونيابععة عععن بععاقي‬
‫المطلوبين في الطعن التي يدفع فيها شكل بعدم القبول‪ ،‬وذلععك لن رفععض‬
‫الترخيص بتكوين مكتب يسهر على تسيير الجمعية مععا هععو إل إجععراء مععادي‬
‫تنفيععذي لمقتضععيات قانونيععة منصععوص عليهععا بععالفقرة الخيععرة مععن المععادة‬
‫الخامسة ‪ 10/4/1973‬المتمم بموجبه ظهيععر ‪ 15/11/1958‬بتنظيععم الحععق‬
‫في تأسيس الجمعيات‪ .‬والعمال المادية غيععر داخلععة فععي اختصععاص قضععاء‬
‫اللغاء‪ ،‬أما في الموضعوع فععإن رد السعلطة المحليعة مشعروع وذلععك لكععون‬
‫العضاء المؤسسين للجمعيععة لععم يحععترموا مقتضععيات الفصععل الثععالث مععن‬
‫ظهيععر ‪ ،15/11/1958‬إذ أن أعضععاء اللجنععة التحضععيرية للجمعيععة عقععدوا‬
‫اجتماعا عاما تأسيسا دون أن يكون مسبوقا بتصريح لدى السلطة المحليععة‪،‬‬
‫ولكون العضاء المؤسسين للجمعية لم يحترموا مقتضععيات الفقععرة الولععى‬
‫مععن المععادة الخامسععة مععن نفععس الظهيععر‪ ،‬لنهععم اكتفععوا بإرسععال الملععف‬
‫التأسيسي للجمعية إلى والي جهة مراكش‪.‬‬
‫وبناء على مذكرة جواب السيدين الععوالي والقععائد الععتي جععاء فيهععا بععأن‬
‫تأسعععيس الجمعيعععة مخعععالف لمقتضعععيات الفصعععل الثعععالث معععن ظهيعععر‬
‫‪ ،15/11/1958‬لعدم تقديم طلب إلى السلطة المحلية‪ .‬ومععن جهععة أخععرى‬
‫لن بعض أعضععاء الجمعيععة كععانوا يمارسععون مهععام عسععكرية‪،‬وبالتععالي فععإن‬
‫انضمامهم إلى الجمعية المععذكورة يشععكل خرقععا للقواعععد المتعلقععة برجععال‬

‫‪121‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫القوات المسلحة‪ ،‬الذين يمنع عليهم القانون تأسيس الجمعيععات بالشععتراك‬


‫مع المدنيين لن المشرع وضع لهم إطارا هو المصععالح الجتماعيععة للقععوات‬
‫المسلحة‪.‬‬
‫وبناء على التقرير الكتابي للسيد المفوض الملكي الذي جاء فيه بأن ما‬
‫أسماه الطاعن بقرار صادر عن قائد مقاطعة غسيل ل يعدو أن يكون مجرد‬
‫رسالة تذكيرا بأحكام القانون ول تتوفر فيها مقومات القععرار الداري‪ ،‬ومععن‬
‫تم تكون غير قابلة للطعن بدعوى اللغاء‪.‬‬
‫وبناء على باقي وثائق ومستندات الملف‪.‬‬
‫وبنععاء علععى المععر بععالتخلي وبتبليغععه إلععى الطرفيععن معع العلم بعإدراج‬
‫القضية بجلسة ‪ 5/5/1999‬وفيما حضر نائبا الطرفين وأسندا النظععر‪ ،‬وبعععد‬
‫أن تل السيد المفوض الملكي تقريره الكتابي تقرر حجععز القضععية للمداولععة‬
‫والنطق بالحكم لجلسة يومه‪.‬‬
‫وبعد المداولة طبقا للقانون‬
‫التعــليل‬
‫في الشكل‬
‫حيث دفع الوكيل القضائي بعدم القبول‪ ،‬لن ما طعن فيه الطاعنون هو‬
‫من قبيل العمال المادية للدارة الععتي ل تقبععل الطعععن عععن طريععق دعععوى‬
‫اللغاء وبالتالي ل يشكل قرارا إداريا‪.‬‬
‫لكن حيث إن العمل المادي هو العمل الذي ل تقصد منه الدارة إحداث‬
‫أي أثر قانوني‪ ،‬بحيث يقتصر دورها فيه على مجرد إقرار أو إثبات مععا سععبق‬
‫أن قررته القعوانين أو قعرارات سعابقة للدارة نفسعها‪ ،‬ويقتضعي ذلعك أن ل‬
‫تعدل أو تلغي أو ترتب أي أثر قانوني‪ .‬وبالرجوع إلى القرار المطعععون فيععه‬
‫يتبين أنه جاء بصدد الجواب على طلععب وضععع الملععف التأسيسععي للجمعيععة‬
‫وأنه أحاط علم الطاعن بأن هذا الطلب لم يحظ بالموافقععة مبينععا السععباب‬
‫ومطالبا له بمراعاة المقتضيات القانونية الععواردة فععي هععذه السععباب حععتى‬
‫يتسنى له تلبية الطلعب‪ ،‬الشعيء العذي يكعون مععه قعد أحعدث أثعرا قانونيعا‬
‫برفضه وعدم موافقته على إيداع الملف التأسيسي المععذكور ويكععون بععذلك‬
‫قد استجمع عناصر ومقومات القععرار الداري‪ ،‬ممععا يكععون معععه الععدفع غيععر‬
‫قائم على أساس‪.‬‬
‫وحيث إن عريضة الطعن قدمت داخل الجل القانوني مستوفية لبععاقي‬
‫الشروط الشكلية الخرى المتطلبة قانونا مما يتعين معه قبولها‪.‬‬
‫في الموضوع‬
‫حيث إن الدعوى تهدف إلى الطعن باللغاء لتجاوز السلطة ضد القععرار‬
‫الصادر عن السيد القععائد رئيععس مقاطعععة غسععيل بعمالععة مراكععش المنععارة‬

‫‪122‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫الصععادر بتاريععخ ‪ 20‬مععاي ‪ 1998‬تحععت عععدد ‪ ،842‬القاضععي برفععض طلععب‬


‫الطاعن الرامعي إلعى إيعداع الملعف التأسيسعي لجمعيعة المتقاععدين بجهعة‬
‫تانسيفت‪ ،‬وذلععك بعلععة عععدم احععترام مقتضععيات الفصععل الثععالث مععن ظهيععر‬
‫‪ 11-1958/15‬بشأن التجمعات العمومية من جهة‪ ،‬ولتكععوين الجمعيععة مععن‬
‫مختلف فئات المتقاعدين المدنيين والعسكريين من جهة أخرى‪.‬‬
‫وحيععث إنعه معن الثعابت معن وثعائق الملعف أن الجمعيعة المععذكورة قععد‬
‫تأسست فعل إذ سبق لرئيس اللجنة التحضيرية المكلفة بتأسععيس الجمعيععة‬
‫أن أرسل بالبريد المضمون إلى السلطة المحليععة تصععريحا بالجتمععاع الععذي‬
‫سيعقد بتاريخ ‪ 29/4/1998‬وذلك وفق ما يتطلبه الفصل الثالث من الظهير‬
‫الشريف رقم ‪ 1.58.377‬الصععادر بتاريععخ ‪ 15/11/1958‬بشععأن التجمعععات‬
‫العمومية‪ .‬وبعد انعقاد الجمع التأسيسي المذكور الذي صادق علععى القععانون‬
‫الساسي وانتخب المكتب المسععير للجمعيععة تقععدم رئيععس الجمعيععة بإيععداع‬
‫التصريح الوارد بالفصععل الخععامس مععن الظهيععر الشععريف رقععم ‪1.58.376‬‬
‫الصععادر بتاريععخ ‪ 15/11/1958‬بشععأن تأسععيس الجمعيععات لععدى كععل مععن‬
‫السلطة المحلية والسيد وكيل الملك‪.‬‬
‫وحيث إن دور السلطة بشأن تأسععيس الجمعيععات يقتصععر علععى تسععليم‬
‫وصل اليداع العوارد فعي الفصعل الخعامس المعذكور أعله ول يحعق لهعا أن‬
‫ترفض تسععليم هععذا الوصععل بععدعوى خععرق أي مقتضععى قععانوني‪ ،‬وذلععك لن‬
‫القضاء طبقا للفصل السابع من ظهير تأسيس الجمعيات المشار إليه أعله‬
‫هو الذي يقععرر حععل الجمعيععة وإعلن حالععة البطلن والمععر بععإغلق المععاكن‬
‫ومنع كل اجتماع لعضاء الجمعية‪ ،‬كما يمكن كذلك بمرسوم وقف الجمعيععة‬
‫لمدة معينة أو حلها‪.‬‬
‫وحيث إن القرار المطعون فيه برفضه إيداع الملف التأسيسي للجمعية‬
‫يكعون متسعما بالتجعاوز فعي اسعتعمال السعلطة لمخعالفته القعانون )ظهيعر‬
‫تأسيس الجمعيات( من جهة‪ ،‬ولكونه مشوبا بعيب عدم الختصاص من جهة‬
‫أخرى‪ ،‬مما يعرضه بالتالي لللغاء‪.‬‬
‫المنطـوق‬
‫وتطبيقا لمقتضيات القانون المنظم للمحاكم الدارية‬
‫لهذه السباب‬
‫إن المحكمة الدارية وهي تقضي علنيا ابتدائيا حضوريا تصرح‪:‬‬
‫في الشكل‪ :‬بقبول الطعن‬
‫في الموضوع‪ :‬بإلغاء القععرار الصععادر عععن قععائد مقاطعععة أسععيل بعمععال‬
‫مراكش المنارة الصععادر بتاريععخ ‪ 20‬مععاي ‪ 1998‬تحععت عععدد ‪ 842‬القاضععي‬
‫برفععض طلععب الطععاعن الرامععي إلععى إيععداع الملععف التأسيسععي لجمعيععة‬
‫المتقاعدين بجهة تانسيفت‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫بهذا صدر الحكم في اليوم والشهر والسنة أعله‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫الجتهاد القضائي في ملفات تسوية الوضعية الدارية‬


‫أصدرت الغرفة الداريععة بععالمجلس العلععى بتاريععخ ‪ 10‬أكتععوبر ‪2002‬‬
‫حكمها في الملععف عععدد ‪ 2001-1-4-1383‬بيععن عععون والمدرسععة الوطنيععة‬
‫للفلحة بمكناس‪.‬‬
‫و فيما يلي منطوق القرار رقم ‪980‬ب‪/‬ل‪:‬‬
‫الوقائع‬
‫بناء على المقال المرفوع بتاريخ ‪ 2001-8-22‬من طععرف المسععتأنف‬
‫المععذكور أعله بواسععطة نععائبه السععتاذ محمععد بععن المععاحي والرامععي إلععى‬
‫استئناف حكم المحكمة الدارية بمكنععاس الصععادر بتاريععخ ‪ 2001-6-21‬فععي‬
‫الملف عدد ‪8/2000/7:‬ش‪.‬‬
‫وبناءا على مذكرة الجواب المدلى بها بتاريخ ‪.24/7/2002‬من طععرف‬
‫المستأنف عليهععا بواسععطة نائبتهععا السععتاذة حيزونععي خديجععة والراميععة إلععى‬
‫رفض الطلب‪.‬‬
‫وبناء على الوراق الخرى المدلى بها في الملف‪.‬‬
‫وبناءا علععى الفصععل ‪ 45‬ومعا يليععه مععن القععانون رقععم ‪ 90-41‬الصععادر‬
‫بتنفيععذ الظهيععر الشععريف بتاريععخ ‪ 1993 /10/09‬المتعلععق بإحععداث محععاكم‬
‫إدارية‪.‬‬
‫وبناء على قانون المسطرة المدنية المؤرخ في ‪28‬شتنبر ‪. 1974‬‬
‫وبناء على المر بالتخلي والبلغ الصادر في ‪.2002-9-6‬‬
‫وبناء على العلم بتعيين القضية في الجلسة العلنية المنعقععدة بتاريععخ‬
‫‪.2002-10-10‬‬
‫وبنععاءا علععى المنععاداة علععى الطرفيععن ومععن ينععوب عنهمععا وعععدم‬
‫حضورهما‪.‬‬
‫وبعد تلوة المستشار المقرر السيد محمد المنتصععر الععداودي تقريععره‬
‫بهذه الجلسة والستماع إلى ملحظات المحععامي العععام السععيد عبععد الجععواد‬
‫الرايسي‪.‬‬
‫في الشكل ‪:‬‬
‫حيث أن الستئناف المصرح بععه بتاريععخ ‪22‬غشععت ‪ 2001‬مععن طععرف‬
‫م‪.‬م ضد الحكم الصادر عن المحكمة الدارية بمكنععاس فععي الملعف ‪8/00/7‬‬
‫بتاريخ ‪ 21/6/01‬مقبول لتوفره على الشروط المتطلبة قانونا‪.‬‬
‫في الجوهر‪:‬‬
‫حيث يؤخذ من أوراق الملف ومن فحععوى الحكععم المسععتأنف المشععار‬
‫إليه أنه بناء على مقال مؤرخ في ‪ 2000-6-12‬عععرض المععدعى المسععتأنف‬
‫المذكور أنه اشتغل بالمدرسة الوطنية للفلحة منذ ‪ 87-1-1‬بصفته عونا في‬
‫إطار السلم ‪ 4‬بالدرجة ‪، 9‬وأنه منذ ذلك التاريخ لم تتم ترقيته في الععدرجات‬
‫والسللم التي يخولها له القانون رغععم مطععالبته بععذالك‪ .‬ومععن أجلععه التمععس‬
‫الحكم بتسوية وضعيته الداريععة وذلععك بإعععادة تصععنيفه فععي السععلم ‪ 6‬طبقععا‬
‫لمقتضيات ظهير ‪58-1‬مع ما يترتب على ذلك قانونا‪.‬‬

‫‪125‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫وحيععث تمسععكت الدارة فععي مععذكرتها الجوابيععة بعععدم قبععول الععدعوى‬


‫أساسا لعدم إثبات المععدعى صععفته كموظععف‪ ،‬واحتياطيععا بعععدم إدلئه بقععرار‬
‫الترقية السابق حتى تتمكن المحكمععة مععن فحععص شععرعية القععرار القاضععي‬
‫بعدم تمديد ترقيته وإلحاقه بالسلم ‪.6‬‬
‫وبعد المناقشععة و تبععادل الععردود قضععت المحكمععة الداريععة برفععض الطلععب‪،‬‬
‫فاستأنف المدعى الحكم المذكور وحيث تمسك في مقال السععتئناف بعععدم‬
‫ارتكاز الحكم المستأنف‪ ،‬على أساس أن الطاعن اشتغل كموظف بالمدرسة‬
‫الوطنية الفلحية بمكناس التابعععة لععوزارة الفلحععة منععذ سععنة ‪ 1967‬بصععفته‬
‫عونا بالسلم ‪ 2‬الدرجة ‪ ، 10‬وأنه منععذ تععوظيفه تمععت ترقيتععه إلععى السععلم ‪4‬‬
‫الدرجة ‪9‬منذ سنة ‪ ، 1985‬إل أنه لم تتم ترقيتععه منععذ التاريععخ المععذكور فععي‬
‫السلليم والدراجات المنصوص عليها في الفصل ‪ 9‬وما بعععده مععن ا لقععانون‬
‫الساسي العام للوظيفة العمومية‪ ،‬لن الدارة ظلت تماطله دون أن تمكنه‬
‫معن حقعوقه وأنعه خلفعا معا جعاء فعي الحكعم المسعتأنف فعإن الترقيعة فعي‬
‫الدرجات والسلليم ليست اختيارية ولكنها إجبارية وأن إعععادة التصععنيف تتععم‬
‫بععدم مزاولععة العمعل لمعدة سعنوات محعددة‪ ،‬ولعذلك التمعس إلغععاء الحكعم‬
‫المستأنف والستجابة لجميع طلباته‪.‬‬
‫وحيث تمسكت الدارة في مععذكرتها الجوابيععة بععأن الحكععم المسععتأنف‬
‫كان مرتكزا على أسس سليمة وأن المستأنف لم يوضععح كيععف تععم حرمععانه‬
‫واقعيا من الترقية التي يطالب بها بل اكتفى بطلبها‪ ،‬كما أنها لععو كععانت حقععا‬
‫مكتسبا يلزم الدارة بتمكينه منها بشكل آلععي و أن الحصععول علععى الترقيععة‬
‫يخضع لضوابط موضوعية مععن ضععمنها تععوفر المناصععب الماليععة و اسععتحقاق‬
‫الموظف لها بما يلزم من كفاءة في الصنف الععذي ينتمععي إليععه‪ ،‬وأن لدارة‬
‫أثبتت أثناء المرحلة البتدائية بوثائق قانونية تؤكد أن المستأنف المذكور لععم‬
‫يكن صحبة أي حيععف أو انحععراف فععي اسععتعمال الدارة لسععلطتها التقديريععة‬
‫وأنها مارست تمييزا بينه غيره من الموظفين‪.‬‬
‫بعد المداولة طبقا للقانون‬
‫حيث إن جوهر النزاع هو معرفة ما إذا كان المدعي المسععتأنف محقععا‬
‫في طلب تسوية وضعيته الدارية وذلك بإعادة تصنيفه في السلم ‪ 6‬بعععد أن‬
‫تمت ترقيته باعتراف الدارة منذ سنة ‪ 1985‬إلى السلم ‪ 4‬الدرجة ‪.09‬‬
‫وحيث إنه بالرجوع إلى حيثيات الحكم المسععتأنف يتضععح أن المحكمععة‬
‫الدارية قد عللت قضاءها برفض الطلب بأن الترقية المطلوبة تندرج ضععمن‬
‫الترقية بالختيار وتخضع لسلطة الدارة التقديرية تبعا لعععدة معطيععات علععى‬
‫المدعي المستأنف لم يدل بما يفيد عدم احترام الدارة لهععذه المعطيععات أو‬
‫انحرافها في استعمال سلطتها المذكورة‪.‬‬
‫لكن حيث إن الترقية المشعار إليهعا و المطلوبعة معن طعرف المعدعى‬
‫المستأنف وإن كانت ترقية بالختيار وتخضع لسلطة الدارة التقديريععة إل أن‬
‫الدارة ملزمة ببيان العناصر والمعطيات الععتي حععدت بهععا إلععى المتنععاع مععن‬
‫ترقية الموظف المعني بالمر وترقية غيره ممععن كععان فععي وضعععيته‪ ،‬وذلععك‬

‫‪126‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫تحت مراقبة القضاء وانطلقا من تقييد الموظف في لوائح الترقية ومعرفععة‬


‫الرتب التي كان يحتلها في اللوائح المذكورة‪.‬‬
‫وحيث إنه كان على المحكمة الدارية في هذا الطععار أن تعمععل علععى‬
‫مراقبة كععل العناصععر المتصععلة بوضعععية المعنععي بععالمر لتحديععد مععا إذا كععان‬
‫موقف الدارة بعدم ترقيته و تسوية وضعيته يرتكز على أسععس سععليمة مععن‬
‫خلل الوثائق والمستندات المدلى بها أو التي يقع الدلء بها لحقا‪.‬‬
‫وحيث إن اقتصار المحكمة البتدائيععة علععى القععول بعأنه بعالرجوع إلععى‬
‫وثععائق الملععف يتضععح أن المععدعى لععم يععدل بمععا يفيععد عععدم احععترام الدارة‬
‫لمعطيات الترقية بالنسبة إليه أو انحرافها في استعمال سععلطتها لععم يمكععن‬
‫المجلس العلى من بسط رقابته‪ ،‬مما يتعين معه إلغاء الحكم المستأنف‪.‬‬
‫لهذه السباب‬
‫قضى المجلس العلى بإلغاء الحكم المسععتأنف وبإرجععاع الملععف إلععى‬
‫المحكمة الدارية للبث في الطلب من جديد وفقا للقانون‪.‬‬
‫وبه صدر الحكم وتلي في الجلسة العلنية المنعقدة بالتاريععخ المععذكور‬
‫أعله بقاعة الجلسات العادية بالمجلس العلى بالرباط‪.‬‬
‫وكانت الهيئة الحاكمة مكونة من رئيس الغرفة الدارية السععيد محمععد‬
‫المنتصر الداودي‪ ،‬والمستشارين السادة ‪:‬محمد بورمضان وأحمد دينية وعبد‬
‫الحميد سبيل واحميدو أكععري وبمحضععر المحععامي العععام السععيد عبععد الجععواد‬
‫الرايسي وبمساعدة كاتبة الضبط السيدة الحراق نفيسة‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫المحكمة الدارية بالرباط‬


‫حكم عدد‪53 :‬‬
‫بتاريخ‪27/10/1994 :‬‬
‫ملف رقم‪132/94 :‬غ‬
‫وبحسو إدريس ‪ /‬الدولة المغربية‪/‬وزير المالية‬
‫باسم جللة الملك‬
‫بتاريخ ‪ 21‬جمادى الولى ‪ 1415‬موافق أكتوبر ‪1994‬‬
‫أصدرت المحكمة الدارية بالرباط وهي متكونة من السادة‪:‬‬
‫مصطفى التراب ‪............................................................‬رئيسا‬
‫مقررا‬ ‫محمد محجوبي ‪...........................................................‬‬
‫عضوا‬ ‫محمد لمزوغي ‪...........................................................‬‬
‫بحضور السيد منقار بنيس ‪.................................................‬مفوضا‬
‫ملكيا‬
‫وبمساعدة السيد عبد الحكيم الحرش ‪......................................‬كاتب‬
‫الضبط‬
‫الحكم التي نصه‪:‬‬
‫بين أذ‪ .‬وبحسو إدريس محام بهيئة الرباط‬
‫نائبه هو نفسه من جهة‬
‫وبين الدولة المغربية في شخص السيد الوزير الول بالرباط‬
‫السيد وزير المالية بالرباط‬
‫السيد الخازن العام بالرباط‬
‫السيد الوكيل القضائي للمملكة بالرباط‬
‫مديرية الضرائب بالرباط من جهة أخرى‬
‫الوقائع‬
‫بناء على عريضة الطعن المرفوعة إلى هذه المحكمة والمؤداة عنها‬
‫لرسوم القضائية بتاريخ ‪ 21/9/94‬من طرف ذ‪.‬إدريس وبحسععو بالخميسععات‬
‫)بهيئة الربععاط(‪ ،‬يعععرض فيهععا أنععه محععام‪ ،‬وأن قععانون المحامععاة ل يعتععبر‬
‫المحامي تاجرا‪ ،‬وأنه توصل بإعلم الضععريبة التجاريععة بتاريععخ ‪ 15/9/94‬مععن‬
‫أجل أداء مبلععغ ‪ 1461.60‬درهععم‪ ،‬وأنععه لععذلك يلتمععس إلغععاء القععرار الداري‬
‫موضععوع الضععريبة )رقععم الجععدول ‪ ( 29706880‬بسععبب تجععاوز السععلطة‬
‫والحكم بوقف تنفيذه وتحميل المدعى عليه الصائر‪ ،‬وأرفععق الطلععب بععإعلم‬
‫بالضريبة التجارية‪.‬‬
‫وبنععاء علععى المععذكرة اليضععاحية الععتي أدلععى بهععا الطععاعن بتاريععخ‬
‫‪ 18/10/94‬بعدما كلفه القاضي المقرر عن طريق "يععوجه" بععالدلء بععالقرار‬
‫الداري المطعون فيععه معع ضععرورة تنصععيب محعام والععتي أكععد فيهععا معا ورد‬
‫بعريضععته شععكل وموضععوعا‪ ،‬مضععيفا أن القععرار الداري المطعععون فيععه مععع‬
‫ضرورة تنصيب محععام والععتي أكععد فيهععا مععا ورد بعريضععته شععكل وموضععوعا‪،‬‬

‫‪128‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫مضيفا أن القرار الداري المطعون فيه هو نفسه العلم بالضععريبة التجاريععة‬


‫المرفقة بعريضته‪ ،‬وأنه على الجهة الدارية المصدرة للقرار أن تدلي به‪.‬‬
‫وبنععاء علععى المععذكرة الجوابيععة للدارة المععدلى بهععا بملععف المحكمععة بتاريععخ‬
‫‪ 19/10/94‬الععتي أسععندت فيهععا النظععر للمحكمععة مععن حيععث الشععكل‪ ،‬وفععي‬
‫الموضوع أشعارت "الخزينعة العامعة للمملكعة " إلعى أن دورهعا ينحصعر فعي‬
‫استخلص الضريبة وفق مقتضيات الفصل ‪ 11‬من للمملكة" إلععى أن دورهععا‬
‫ينحصععر فععي اسععتخلص الضععريبة وفععق مقتضععيات الفصععل ‪ 11‬مععن ظهيععر‬
‫‪ ، 21/8/1935‬وأن إيقاف التنفيذ ل مبرر له‪ ،‬اعتبارا لمقتضيات الفصععل ‪15‬‬
‫من نفس الظهير المسععتدل بععه‪ ،‬ملتمسععة رفععض الطلععب وتحميععل الطععاعن‬
‫الصائر‪.‬‬
‫وبنععاء علععى إدراج القضععية بجلسععة ‪ 20/10/94‬فتخلععف عنهععا جميععع‬
‫الطراف رغم توصلهم‪ ،‬فاعتبرت المحكمة القضية جاهزة‪ ،‬وأعطيت الكلمععة‬
‫للسععيد المفععوض الملكععي الععذي تل تقريععره الكتععابي الععذي ألفععي بععه بملععف‬
‫المحكمة وأكد ما ورد فيه‪ ،‬والذي رأى بأن المحكمة الدارية مختصععة بععالبث‬
‫في طلب إيقاف التنفيعذ لععدم وجعود نعص قعانوني يمنعهعا معن ذلعك‪ ،‬ولن‬
‫وليتها العامة تحول دون تصريحها بعدم الختصاص‪ ،‬وفععي الشععكل رأى بععأن‬
‫طلب إيقاف التنفيذ مقبول‪ ،‬إل أنه يتعين الحكم برفضععه لكععونه غيععر مرتكععز‬
‫على أساس‪.‬‬
‫وبعد حجز القضية للمداولة لجلسة اليوم‪.‬‬
‫التعـليل‬
‫وبعد المداولة طبقا للقانون‬
‫من حيث الشكل‪:‬‬
‫حيث أن الطلععب يرمععي إلععى إلغععاء الضععريبة المفروضععة علععى الطععاعن مععع‬
‫الحكم بإيقاف التنفيذ‪.‬‬
‫وحيث سبق للطاعن أن أشعر بضرورة تنصيب محام‪ ،‬إل أنه لم يمتثل رغععم‬
‫توصله بالشعار‪.‬‬
‫وحيث إن القضايا الععتي ترفععع أمععام المحكمععة الداريععة تتععم بواسععطة مقععال‬
‫مكتوب موقع عليه مععن طععرف محععام مسععجل فععي جععدول هيئة مععن هيئات‬
‫المحامين بالمغرب‪ ،‬مع مراعاة الستثناءات المقررة طبقا للقانون‪.‬‬
‫وحيث إن الطالب تقدم بعريضته شخصيا دون تنصيب محام‪ ،‬وأنععه وإن كععان‬
‫هو محاميا فهو غير مستثنى مععن نععص المععادة ‪ 3‬مععن القععانون رقععم ‪90/41‬‬
‫المحدث للمحاكم الدارية ‪ ،‬خاصة وأن قانون المحامععاة رقععم ‪ 93-162‬نععص‬
‫صراحة فعي الفصعل ‪ 37‬منعه علعى أنعه " ل يحعق للمحعامي أن يمثعل أمعام‬
‫الهيئات القضائية و التأديبية‪ ،‬ل إذا كان مرتديا بذلة المحامععاة "‪ .‬وهععو النععص‬
‫الععذي فسععره الفصععل ‪ -18‬مععن النظععام الععداخلي لهيئة المحععامين بالربععاط‬
‫بقوله‪ ":‬يتعين على المحامي أن يرتدي بذلته عند دخوله قاعععات الجلسععات‪،‬‬
‫بما في ذلك جلسات الصلح والبحث والتحقيععق‪ ،‬غيععر أنععه ل يحععق لعه ارتععداء‬

‫‪129‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫هذه البذلة عندما يدافع في قضية شخصية له‪ ،‬أو حينمععا يععؤدي شععهادة عععن‬
‫وقائع خارجة عن نطاق المهنة"‪.‬‬
‫وحيث والحالة هذه ‪ ،‬فإن صفة المحامي تزول عن الطاعن في هذه النازلة‪،‬‬
‫مادام طرفا بما في ذلك طلب إيقاف التنفيذ‪ ،‬الشيء الذي يعتبر معه طلبه‬
‫غير مقبول شكل ‪.‬تابعا للطلب الصلي‪.‬‬
‫وحيث إن خاسر الدعوى يتحمل صائرها‪.‬‬
‫المنطوق‬
‫وتطبيقععا للقععانون رقععم ‪ 90/41‬المحععدث للمحععاكم الداريععة ولسععيما‬
‫المواد ‪ 3‬إلى ‪5‬و ‪7‬و ‪8‬و ‪10‬و ‪15‬و ‪20‬و ‪21‬و ‪ 24‬منه والفصل ‪ 37‬مععن قععانون‬
‫المحاماة رقم ‪ 1-93-162‬والفصل ‪ 124‬من ق‪.‬م‪.‬م وما يليه‪.‬‬
‫لهذه السباب‬
‫فإن المحكمة الدارية وهي تقضي علنيععا ابتععدائيا حضعوريا بعععدم قبعول‬
‫الدعوى مع إبقاء الصائر على الطاعن‪.‬‬
‫بهذا صدر الحكم في اليوم والشهر والسنة أعله‪.‬‬

‫كاتب الضبط‬ ‫المقرر‬

‫‪130‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫الجتهاد القضائي في المادة النتخابية‬


‫المحكمة الدارية بالرباط‬
‫حكم عدد ‪ 1266 :‬بتاريخ ‪2003/10/28 :‬‬
‫باسم جللة الملك‬
‫]‪[...‬‬
‫بين الطععاعنين لحسععن بععن احمععد بلخيععري ومععن معععه‪ ،‬القنيطععرة‪ ،‬نععائبهم‬
‫الساتذة اليطفتي والقدوري والشرامطي بهيئة الرباط‬
‫من جهة‬
‫وبين المطلوبين فععي الطعععن السععادة أحمععد الصععباري ومععن معععه نععائبهم‬
‫الستاذ قرامدة محام بالرباط والستاذ العبودي محام بععالقنيطرة السععتاذ‬
‫لكحل محام بمكناس‪.‬‬
‫الوقائع‬
‫بناء على المقععال الفتتععاحي الععذي تقععدم بععه الطععرف المععدعى بواسععطة‬
‫دفاعه الستاذين محمد اليطفععتي محمععد القععوري إلععى كتابععة ضععبط هععذه‬
‫المحكمة يعرض فيه أن الطراف فععازت فععي انتخابعات يعوم‪03/09/12 :‬‬
‫لختيار أعضاء المجالس البلدية و القروية‪ ،‬وبعد ذلك تم اسععتدعاؤهم مععن‬
‫طرف السععلطة قصععد تكععوين أجهععزة المجلععس الععتي أسععفرت عععن فععوز‬
‫المطلوبين في الطعن‪ ،‬إل أن العمليات النتخابيععة لععم تجععر علععى الكيفيععة‬
‫المقررة لكعون المطععون ضعده الول ‪ /‬الرئيعس ل يتعوفر علعى المؤهعل‬
‫العلمي المنصوص عليه في القانون ‪ ،‬وهو المر الذي كان محععل تحفععظ‬
‫من قبل الطرف الطاعن الذي أكععد أن الشععهادة البععت بععرر بهععا الرئيععس‬
‫المذكور أهليته للترشعيح غيعر صععحيحة وذلععك لكعونه بحعث فععي الشعهادة‬
‫المدلى من طرف الرئيس المنتخب المسلمة له مععن قبععل ثانويععة محمععد‬
‫الخامس بالقنيطرة‪...‬فثبععت لهععم أنهععا غيععر صععحيحة ‪ ...‬مععع ترتيععب الثععار‬
‫القانونية على ذلك]‪[..‬‬
‫وبنععاء علععى مسععتنتجات بعععد البحععث المقدمععة مععن قبععل دفععاع الطععرف‬
‫المطلعوب فعي الطعععن السعاتذة خالععد قرامعدة و منيعر العبعودي اللعذين‬
‫يلتمسان تمتيعهما بما جاء في ملمساتهما‪ ،‬في حين لحظ الستاذ محمععد‬
‫لكحععل بععد نفيعه للشععهادة المدرسعية أن المشعرع فعي المعادة ‪ 28:‬معن‬
‫الميثاق الجماعي و إن قرر أنه ل يجوز لعضاء المجالس الجماعية الععدين‬
‫ل يثبتون توفرهم على مستوى تعليمي يعادل علععى القععل مسععتوى نهايععة‬
‫الدروس البتدائية أن ينتخبوا رؤساء فإن) المشرع ( لم يرتععب أي جععزاء‬
‫على الخلل بهذا الشرط مادام أن الدلء بشهادة المؤهل العلمععي ليععس‬
‫هدفا في حد ذاته و إنما الغاية منها أن يكون الشخص الععذي يتععولى إدارة‬
‫شؤون الجماعة يتوفر علععى مسععتوى تعليمععي يسععمح لععه بععالطلع علععى‬
‫المراسلت الموجهة إليه والرد عليها بعدون السعتعانة بشعخص آخععر ممعا‬
‫يكون معه توفر المطلوب في الطعن على إشهاد قرآني يستجيب للمادة‬
‫‪ 28‬أعله‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫بعد المداولة طبقا للقانون‬


‫‪ -‬في الشكل ‪[....] :‬‬
‫‪ -‬في الموضوع‪ :‬حيث يهععدف الطلععب إلععى بطلن انتخععاب رئيععس مكتععب‬
‫المجلس القععروي المكععرن‪ .‬وحيععث أسععس الطععاعن طعنععه علععى وسععيلة‬
‫واحدة وهي خرق المادة ‪ 28‬من الميثاق الجماعي لكون الرئيس ل يتوفر‬
‫على المؤهل العلمي وأن الشهادة المدلى بها من طرفععه تتعلععق بتلميععذة‬
‫تدعى "سعيدة السليماني " ول تخصه هو‪ .‬وحيث إنه في إطععار المراقبععة‬
‫التصحيحية المنوطة بالمحكمة في المادة النتخابيععة أمععرت بععإجراء بحععث‬
‫بمكتب القاضي المقرر لتوضععيح الواقعععة حضععره المطلععوب فععي الطعععن‬
‫مؤازرا بدفاعه وصرح أنه ل علم له بالشععهادة المسععلمة مععن قبععل ثانويععة‬
‫محمد الخامس بالقنيطرة‪ ،‬ولتدعيم مستواه العلمي أدلى بإشععهاد قرآنععي‬
‫معععذكرة الحفعععظ رقعععم ‪ 28 :‬صعععحيفة ‪ 37‬ععععددها ‪ 60:‬المعععؤرخ فعععي ‪:‬‬
‫‪ 03/09/26‬مضمنة أن الطاعن أشهد على نفسه أنه حععافظ لكتععاب اللععه‬
‫العزيععز‪....‬وأدى المتحععان أمععام العععدلين وتل أمامهمععا سععورة البقععرة‬
‫‪...‬النساء ‪...‬النحل فتبين لهما وتحقععق أنععه يحفععظ القععرآن الكريععم حفظععا‬
‫تماما ‪....‬‬
‫وحيث دفع نائب المطلوب في الطعن في مذكرته بعد البحث بكععون هععذا‬
‫الخير يتوفر على إشهاد قرآني مما يكون معه يسععتجيب للمععادة ‪ 28‬مععن‬
‫الميثاق الجماعي مادام المشرع لم يرتععب أي جععزاء عععن الخلل بشععرط‬
‫المؤهل العلمي الذي يعادل على القل مستوى نهاية الععدروس البتدائيععة‬
‫كما أن المؤهل العلمي ليس هدفا وإنمععا الغايععة منععه أن يكععون الشععخص‬
‫الذي يتولى إدارة شؤون الجماعة يتوفر على مسععتوى علمععي يسععمح لععه‬
‫بالطلع على المراسلت و الرد عليها‪.‬‬
‫لكععن حيععث إن المععادة ‪ 28‬تنععص علععى أنععه ل يجععوز لعضععاء المجععالس‬
‫الجماعية الذين ل يثبتون توفرهم على مستوى تعليمي‪ .‬يعادل على القل‬
‫مستوى نهاية الدروس البتدائية أن ينتخبععوا رؤسععاء ‪ ...‬فالمععادة تبععدأ "ل‬
‫يجوز" فهي قاعدة أمر متضمنة لعنصر الجبار الععذي هععو عنصععر جععوهري‬
‫ولزم لوجود القانون الذي يضع نظاما خاصععا للمععادة النتخابيععة باعتبارهععا‬
‫الليععة الجرائيععة الععتي تجعععل مععن المععواطن فععاعل أساسععيا فععي الحقععل‬
‫السياسي‪ .‬وحيث إن القانون هو مجموعة مععن القواعععد الععتي تتجععه نحععو‬
‫القتران بجزاء دون أن يشترط اقترانهععا فعل وحتمععا بهععذا الجععزاء‪ ،‬لكععون‬
‫الجزاء ليس عنصرا مكونا للقانون لكنه عنصر خارجي متعلق بمدى نفاذه‬
‫مما يكون معه دفع المطلوب في الطعن بكععون المععادة ‪ 28:‬ل ترتععب أي‬
‫جزاء فععي غيععر محلععه ويتعيععن اسععتبعاده "‪ ،‬وحيععث إن رؤسععاء المجععالس‬
‫الجماعيععة ونظععرا للمهععام الجسععيمة الموكولععة إليهععم بمقتضععى القععوانين‬
‫والنظمة الجاري بها العمل واختصاصاتهم المتعددة التي تخضععع لترسععانة‬
‫قانونية متفرقة يتطلب منهم توفرهم على مؤهلت المعرفععة والتحصععيل‪.‬‬
‫كحد أدنى مما يستدعي ضرورة حصولهم على مؤهل علمي وذلك لكععون‬

‫‪132‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫اختيار رئيس المجلععس مععدخل أساسععي لقامععة مجععالس منتخبععة تحضععي‬


‫بالمصداقية على مستوى التكوين والفعالية في العمل‪.‬‬
‫مما يكون معه كذلك الدفع الرامي إلى كون المؤهل العلمي ليععس هععدفا‬
‫و إنما الغاية منه حصول الشخص على مستوى تعليمععي يسععمح بععالطلع‬
‫على المراسلت والرد عليها غير مرتكز على أساس‪.‬‬
‫وحيث إن الشهاد المدلى به من طرف الطععاعن ل يقععوم مقععام المؤهععل‬
‫العلمي المطلوب توافره في رؤسععاء المجععالس بمقتضععى المععادة ‪ 28‬ول‬
‫تنطبق عليه حتى المواصفات الواردة في الدورية عدد ‪ 18‬الصععادرة عععن‬
‫وزارة الداخلية بتاريخ‪ 16/09/2003 :‬التي تتطلب شهادة التعليم العععتيق‬
‫أو شهادة من نظارة الحباس‪ ،‬مما يكعون معععه المطلععوب فععي الطعععن ل‬
‫تتععوفر فيععه الشععروط المتطلبععة قانونععا لنتخععابه رئيسععا علععى مجلععس‬
‫جماعي]‪[...‬‬
‫لهذه السباب‬
‫وتطبيقا للفصععول ‪ 26-8-5-4-3‬مععن القععانون ‪ 41-90‬المحععدث للمحععاكم‬
‫الدارية والمادة ‪ 28‬من الميثاق الجماعي‪.‬‬
‫حكمت المحكمة الدارية علنيا ابتدائيا حضوريا‬
‫في الشكل‪ :‬بقبول الطلب‬
‫في الموضوع‪ :‬بإلغاء انتخاب رئيس المجلس الجمععاعي لجماعععة المكععرن‬
‫مع ترتيب الثار القانونية على ذلك‪ .‬بهذا صدر الحكم فععي اليععوم والشععهر‬
‫والسنة أعله‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫الفهــــــرس‬
‫القسم الول‪ :‬تحليل النصوص القانونية‪4........................................‬‬
‫الباب الول‪ :‬جوانب نظرية لتحليل النصوص القانونية ‪5.....‬‬
‫الفصل الول‪ :‬الجهات المكلفة بتفسير القاعدة القانونية ‪5‬‬
‫المبحث الول‪ :‬التفسير التشريعي ‪5.........................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التفسير القضائي ‪6..........................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬التفسير الفقهي ‪6...........................................‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬التفسير الداري‪7.............................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬حالت اللجوء إلى التفسير ‪7.......................‬‬
‫المبحث الول‪ :‬حالة الخطأ المادي أو الخطأ المعنوي في النص ‪7.....‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬حالة الغموض والبهام في النص ‪7.......................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬حالة النقض والسكوت في النص ‪8......................‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬حالة التناقض والتعارض بين النصوص ‪8.................‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬مدارس التفسير ‪8......................................‬‬
‫المبحث الول‪ :‬مدرسة الشرح على المتون ‪8.............................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المدرسة التاريخية ‪9........................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المدرسة العلمية أو البحث العلمي الحر ‪9.............‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬وسائل التفسير ‪10.......................................‬‬
‫المبحث الول‪ :‬طرق التفسير الداخلية ‪10....................................‬‬
‫المطلب الول‪ :‬الستنتاج بالقياس ‪10......................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الستنتاج من باب أولي ‪10..............................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الستنتاج بمفهوم المخالفة ‪10.........................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬طرق التسيير الخارجية ‪11...................................‬‬
‫المطلب الول‪ :‬حكمة القانون وغايته ‪11..................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المصادر أو السوابق التاريخية‪11.......................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬العمال التحضيرية ‪11...................................‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬جوانب عملية لتحليل النصوص القانونية ‪11.....‬‬
‫الفصل الول‪ :‬توجيهات عامة ‪11..........................................‬‬
‫المبحث الول‪ :‬حفظ الدرس ‪11................................................‬‬
‫المطلب الول‪ :‬أهمية التصميم ‪12..........................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ترتيب التصميم ‪12........................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أهمية المصطلح القانوني ‪12................................‬‬
‫المطلب الول‪:‬التصنيفات ‪13................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دراسة الجتهاد القضائي ‪13.............................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬قراءة الدروس ‪13............................................‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬تلخيص الدروس‪14............................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬كيفية تحليل النصوص القانونية ‪14............‬‬

‫‪134‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫المبحث الول‪ :‬التحضير ‪15......................................................‬‬


‫المطلب الول‪ :‬المعالجة الوصفية ‪16......................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تحليل النص‪16.............................................‬‬
‫الفرع الول‪ :‬دراسة بنية النص ‪16......................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬دراسة المصطلح ‪17......................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬دراسة مضمون النص ‪17...............................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬البحث في المحيط القانوني للنص ‪18................‬‬
‫الفرع الول‪ :‬من أعلى النص ‪18.........................................‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬بالموازاة مع النص ‪19....................................‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬من أسفل النص ‪19......................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التصميم ‪20.....................................................‬‬
‫المطلب الول‪ :‬اتبع تصميم النص ‪20......................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬كيف يبنى التعليق على النص ‪20.......................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬نموذج لتصميم المقدمة ‪21.................................‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬طريقة يمكن إتباعها ‪21......................................‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬التعليق على القرارات والحكام القضائية ‪23..................‬‬
‫تقديم عام‪ :‬تحديد الهداف ‪24......................................................‬‬
‫أول‪ :‬الهداف العامة ‪24...............................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬الهداف الخاصة ‪24.............................................................‬‬
‫البــاب الول‪ :‬الســس المفاهيميــة )النظريــة( للقــرار والحكــم‬
‫القضائي‪24............................................................................‬‬
‫الفصل الول‪ :‬تحديد المفاهيم ‪24........................................‬‬
‫المبحث الول‪ :‬أهمية الجتهاد القضائي ‪25...................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬تحديد القرار القضائي ‪25....................................‬‬
‫المطلب الول‪ :‬تمييز القرار عن الحكم و عن المر ‪25................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تمييز القرار ‪ /‬الحكم عن القرارات المشابهة‪27.....‬‬
‫الفصل لثاني‪ :‬تحديد مكونات القرار ‪ /‬الحكم القضائي ‪29......‬‬
‫المبحث الول‪ :‬الوقائع‪29.........................................................‬‬
‫المطلب الول‪ :‬أهمية الوقائع ‪29...........................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهم الوقائع ‪29............................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التعليل ‪31.......................................................‬‬
‫المطلب الول‪ :‬مفهوم التعليل و أهميته‪32................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬عيوب التعليل‪34...........................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬منطوق الحكم‪36..............................................‬‬
‫الباب الثاني‪ :‬مراحل التعليق على حكم ‪ /‬قرار قضائي‪38........‬‬
‫الفصل الول‪ :‬مرحلة التحضير ‪40....................................‬‬
‫المبحث الول‪ :‬استجماع العناصر الساسية للحكم‪/‬القرار القضائي ‪40.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬الوقائع ‪41...................................................‬‬

‫‪135‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المسطرة ‪41...............................................‬‬


‫المطلب الثالث‪ :‬المشكل القانوني ‪42.....................................‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬منطوق الحكم ‪42.........................................‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬التعليل ‪42...............................................‬‬
‫المطلب السادس‪ :‬الخلصة‪42..............................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬استجماع المعطيات المحيطة بالحكم‪/‬القععرار القضععائي‬
‫‪42.........................................................................................‬‬
‫المطلب الول‪ :‬النصوص القانونية ‪43......................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الجتهاد القضائي ‪43......................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الفقه ‪43...................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬مرحلة التحليل والتعليق ‪43........................‬‬
‫المبحث الول تحديد عناصر تحليل القرار ‪43................................‬‬
‫المطلب الول‪ :‬الورقة الولى ‪43...........................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الورقة الثانية ‪44...........................................‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الورقة الثالثة ‪44..........................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مناقشة دللة وأهمية القرار ‪44.............................‬‬
‫المطلب الول‪ :‬دللة القرار ‪45.............................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية القرار ‪45............................................‬‬
‫المطلب الثالث‪:‬المدى القانوني للقرار‪46.................................‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬وضع التصميم وتحرير التعليق‪47.......................‬‬
‫المطلب الول‪ :‬تصميم رقم ‪47...........................................1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تصميم رقم ‪48...........................................2‬‬
‫المـلحق‬
‫‪.......................................................................................................................................-1‬بععععع‬
‫ض النصوص القانونية ‪51.....................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................................-2‬النععع‬
‫ص الكامل للدستور ‪52.......................................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................................-3‬قانو‬
‫ن رقم ‪ 90/41‬المحدث للمحاكم الدارية‪68..............................‬‬
‫‪..............................................................................-4‬ظهي‬
‫ر شريف بمثابة قانون رقم ‪ 1 .75 .168‬بتاريخ ‪ 25‬صفر ‪15) 1397‬‬
‫فبراير ‪(1977‬‬
‫المتعلق باختصاصات العامل ‪81............................................‬‬
‫‪..............................................................................-5‬مر‬
‫سوم رقم ‪ 2 .93 .625‬بتاريععخ ‪4‬جمععادى الولععى ‪ 20)1414‬أكتععوبر‬
‫‪ ( 1993‬في شأن‬
‫اللتركيز الداري‪84............................................................‬‬

‫‪136‬‬
‫منهجية تحليل النصوص والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫‪.......................................................................................................................................-6‬بععععع‬
‫ض القرارات والحكام القضائية‪86.........................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................................-7‬حكعع‬
‫م بلنكو ) تعليق شخصي ( ‪87..............................................‬‬
‫‪.......................................................................................................................................-8‬قععرا‬
‫ر الحيحي ) تعليق الستاذ‪ .‬أحمد البخاري (‪92............................‬‬
‫‪.......................................................................................................................................-9‬حكعع‬
‫م شيبان )تعليق الستاذ‪ .‬محمد العرج(‪................................‬‬
‫‪101‬‬
‫‪- 10‬أحكام وقرارات قصد التمرن على التعليق ‪..........................‬‬
‫‪109‬‬

‫‪137‬‬
‫جامعة محمد الخامس ‪ /‬حامعة عبد المالك السعدي‬
‫كلية العلوم القانونية‬
‫والقتصادية والجتماعية‬

‫الدكتور الشريف الغيوبي‬


‫الدكتور إدريس جردان‬
‫أستاذ القانون‬ ‫أستاذ القانون العام‬
‫العام‬
‫كلية الحقوق طنجة‬ ‫كلية الحقوق سل‬

‫منهجية تحليل النصوص القانونية‬


‫والتعليق على القرارات والحكام القضائية‬

‫الطبعة الولى‬
‫السنة الجامعية‬
‫‪2006 - 2005‬‬

‫‪138‬‬

You might also like