You are on page 1of 17

‫المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته‪ 28-26 ،‬ديسمبر ‪ /‬كانون األول ‪ 2017‬اندونيسيا‬

‫رياضيات القرآن الكريم‪ ،‬اإلحصاء‬

‫الدكتور المهندس خالد بكرو‬


‫عميد كلية العلوم وتكنولوجيا المعلومات ‪ -‬أكاديمية توليب للعلوم والتكنولوجيا‬
‫اسطنبول ‪ -‬تركيا‬
‫‪Dr.khaled.Bakro@gmail.com‬‬

‫الخالصة‪ :‬مع تعدد علوم العصر وتشعبها إلى اختصاصات دقيقة‪ ،‬من الضرورة البحث وتوضيح بعض ما يحتويه القرآن‬
‫الكريم من اإلشارات العلمية‪ ،‬وإعجازه في سبقه إليها‪ ،‬وخصوصاً ما يتعلق بعلوم العصر الرقمي‪ ،‬الرياضية والعلمية وأدواتها‪،‬‬
‫وخصوص ًا أننا في جيل األرقام وعصر العد واإلحصاء‪ ،‬حيث نشهد ثورة األرقام‪ ،‬وعص ًار رقمي ًا بكل منتجاته‪ .‬منها إشارته‬
‫لعلم اإلحصاء والعد‪ ،‬الذي يعتبر أحد أسس العلوم الحديثة‪ ،‬وأحد أهم حلقات العالقة بين الحاسوب والقرآن الكريم‪ ،‬لقد أدى‬
‫تطور الحاسوب وأدواته‪ ،‬وتوفر البرامج اإلحصائية المتطورة والشاملة إلى زيادة كبيرة في الدراسات القرآنية اإلحصائية‪ ،‬إذ‬
‫يعتبر بعض العلماء أن هذه األبحاث ستكون أغزر الدراسات القرآنية‪ ،‬واألفق الجديد إلعجاز القرآن الكريم‪ ،‬لما تقدمه نتائج‬
‫هذه الدراسات من الحقائق اليقينية الثابتة والمعان الواضحة‪ ،‬تُؤكد مصدره‪ ،‬وتُثبت ِحفظه‪ ،‬وتُصدق ُمبلغه صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ ،‬وتثبت إيمان المؤمنين به‪ ،‬وتقوي الموقنين به‪ .‬وتعد دلي ً‬
‫ال علمي ًا مادي ًا حاسم ًا‪ ،‬على أن ترتيب القرآن الكريم بسوره‬
‫وكلمات‪ ،‬وتحديد عدد الحروف والكلمات واآليات هو أمر توقيفي ووحي من هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬ليس ألي أحد فيه أدنى‬
‫تصرف‪ ،‬أو رأي‪ ،‬لذلك نجد أنه تمت اإلشارة إليه في عشر آيات قرآنية‪.‬‬
‫ُّ‬
‫نسعى من خالل البحث إلظهار دعوة القرآن الكريم إلى استخدام العد واإلحصاء والحساب‪ ،‬وتوضيح أهمية علم‬
‫اإلحصاء كعلم مشار إليه في القرآن الكريم بدقة‪ ،‬وتأصيل هذه اإلشارة القرآنية‪ ،‬وتوضيح وشرح داللتها‪ ،‬لما لتوظيف علم‬
‫اإلحصاء وفروعه وأدواته باستخدام الحاسوب أهمية كبيرة وفوائد كبيرة لكشف حقائق وفوائد وإعجاز وأسرار أخرى جديدة مع‬
‫محتويات كتاب هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬تفتح باب ًا جديدًا للتدبر فيه‪ ،‬وتكون أسلوباً جديدًا مقنع ًا لهداية البشر‪ ،‬وتؤكد أن جميع ما‬
‫تشاهدونه إنما هو مخلوق بأحسن شكل وأفضل هيئة وأتم وجه وأكمل صنعة‪ ،‬وينزل إليكم ويظهر ٍ‬
‫بقدر ُدرس وأُحصي فكان‬
‫موزون‪ ،‬ولو صنعتم أنتم وأدواتكم وعلومكم وكل دراساتكم اإلحصائية لن تصلوا إلى أفضل وأجمل مما خلقنا وأحصينا وقدرنا‪،‬‬
‫وتحدانا إحصائياً أن نحصي نعمه فقط‪ ،‬وهيهات تستطيع كل أدواتنا وحاسبتنا‪.‬‬

‫الكلمات الجوهرية‪ :‬الحاسوب والقرآن الكريم‪ ،‬اإلحصاء في القرآن الكريم‪ ،‬اإلعجاز العلمي في القرآن الكريم‪ ،‬رياضيات القرآن‬
‫الكريم‪ ،‬القرآن الكريم يشير إلى علم اإلحصاء‪ ،‬المعالجة اآللية للقرآن الكريم‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته‪ 28-26 ،‬ديسمبر ‪ /‬كانون األول ‪ 2017‬اندونيسيا‬

‫‪ .1‬أهمية المبحث ومبرراته‬


‫مبين كل شيء‪ ،‬تحدى عباده إحصاء نعمه‪ ،‬مع علمه‬ ‫ٍ‬
‫كتاب ٍ‬ ‫سبحان من يملك خزائن كل شيء‪ ،‬وأحصى في‬
‫بعجزهم عن اإلحاطة بها‪ ،‬فصل في كتابه الحفيظ كل شيء تفصيالً مبيناً‪ ،‬وبما أننا نعيش في العصر الرقمي ونرى آياته‬
‫ومعجزاته‪ ،‬فالبد أن يحمل كتاب هللا سبحانه وتعالى بعض تفاصيل علوم هذه اآليات والمعجزات‪ ،‬ومن أهم هذه العلوم علم‬
‫الرياضيات‪ ،‬ونخص في هذا المبحث اإلشارة إلى أحد أقسامه‪ ،‬وهو علم اإلحصاء الذي يعتبر من أساسيات العلوم‪ ،‬والتي‬
‫من الضروري دراستها واالهتمام بها ألي طالب أو عالم أو باحث أو أي شخص‪ ،‬ألن ه يدخل في كل ما حولنا من أحداث‪،‬‬
‫ومن األساسيات التمهيدية لكل دراسة أو بحث أو تجربة أو مشروع‪ ،‬وقد يكون العلم األكثر تداخالً مع العلوم األخرى‪.‬‬
‫ومن هنا‪ ،‬تظهر أهمية اإلحصاء كعلم مذكور في القرآن الكريم بدقة‪ ،‬ليشجع َّ‬
‫المدكرين المتدبرين على استخدامه‬
‫إلظهار عظمة كتاب هللا سبحانه وتعالى وبديع كلماته‪.‬‬
‫أعطت نتائج األبحاث التي عملت على إحصاء محتويات القرآن الكريم حقائق هامة كثيرة‪ ،‬من أهمها إظهار إعجاز‬
‫القرآن الكريم بعالقاته الرياضية وبناه العددية‪ ،‬ومنظوماته اإلحصائية‪ ،‬وبمعطياته الرقمية وارتباطاتها العددية ببعضها وبالنص‬
‫الحامل لها‪ ،‬حيث يرتبط البناء العددي للقرآن الكريم ببناء المعنى والدالالت للنص القرآني‪ ،‬ويتوازن معه‪.‬‬
‫قد يكون لتأصيل هذه اإلشارة القرآنية لعلم اإلحصاء‪ ،‬وتوضيح وشرح داللتها‪ ،‬فوائد في توظيف علم اإلحصاء‬
‫وفروعه وأدواته باستخدام الحاسوب‪ ،‬أهمية كبيرة لكشف حقائق وفوائد وإعجاز وأسرار أخرى جديدة مع محتويات كتاب هللا‬
‫سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪ .2‬مقدمة‬
‫يدرس علم اإلحصاء المعطيات وينظمها ويحللها ويلخصها‪ ،‬للحصول على الق اررات السليمة والنتائج المقبولة‬
‫واالستنتاجات الصحيحة العتمادها‪ ،‬ونعلم أن العليم الحكيم سبحانه وتعالى استخدم في كتابه أدق الكلمات لإلشارة إلى أمر‬
‫أو شيء‪ ،‬ومنها كلمة {أحصى}‪ ،‬لم نعلم مقدارها إال بعد استخدام البرامج اإلحصائية حاسوبي ًا‪ ،‬والتوسع في علم اإلحصاء‬
‫وتفسير ٍ‬
‫ألمر‪ ،‬ومن ثم اعتماد‬ ‫ٌ‬ ‫استنتاج‬
‫ٌ‬ ‫وتحليل ومعالجةٌ و‬
‫ٌ‬ ‫وتنظيم‬ ‫وبحث‬
‫ٌ‬ ‫ط‬
‫جمع وتخطي ٌ‬
‫ٌ‬ ‫وتفرعاته‪ ،‬لنفهم أن أحصى هي‬
‫ٌ‬
‫الصحيح والسليم من النتائج‪.‬‬
‫ٍ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫كل شيء ِبعْلمه فال َيُفوته َد ٌ‬
‫قيق منها وال َجليل‪ .‬قال سبحانه‬ ‫صى َّ‬
‫َح َ‬
‫المحصي‪ ،‬هو الذي أ ْ‬
‫من أَسماءه سبحانه وتعالى ُ‬
‫وتعالى‪:‬‬
‫ين ﴾[يس‪]12/36 :‬‬ ‫َحص ْي ََٰن ُه ِفى ِإما ٍم ُّمِب ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫﴿ َو ُك َّل َش ْىء أ ْ َ‬
‫ومحصية‪ ،‬قبل وجودها وأثناء وجودها‪ ،‬وبعد ذهابها من الوجود‪،‬‬ ‫إن األشياء جميعها وبأحوالها وأشكالها‪َ ،‬مكتوبة َ‬
‫وإن جميع ما تشاهدونه لم يكن عبث ًا‪ ،‬إنما هو مخلوق بقدر‪ ،‬ومقدر تقدير بحكمة وعلم وقدرة متناهية‪ ،‬نُفذت عليه كل علوم‬
‫اإلحصاء وقوانينه الربانية مما علمنا وما لم نعلم‪ ،‬وأُحصيت في إمام مبين‪ ،‬لينزل إلينا بقدر موزون‪ ،‬ويظهر على أحسن‬
‫شكل وأفضل هيئة وأتم وجه‪ ،‬وأكمل صنعة‪ ،‬قال سبحانه وتعالى‪:‬‬

‫﴿ َفَق َد ْرَنا َفِن ْع َم اْل ََٰق ِد ُرو َن ﴾[المرسالت‪]23/77 :‬‬


‫‪ .3‬علم اإلحصاء‬
‫العُّد اسم من اإلحصاء‪ ،‬وفي‬ ‫ِ‬
‫يء َع َددته‪ ،‬و َّ‬
‫ص ْيت الش َ‬
‫َح َ‬
‫ط به‪ ،‬وأ ْ‬
‫الشيء أَحا َ‬
‫َ‬ ‫صى‬ ‫العُّد والحْفظ‪ ،‬وأ ْ‬
‫َح َ‬ ‫اإلحصاء لغ ًة‪َ ":‬‬
‫كل شيء‪ ،‬وفي صحيح مسلم عن المصطفى‬ ‫شيء عددًا } أي أَحاط علمه سبحانه وتعالى باستيفاء عدد ِ‬ ‫كل ٍ‬ ‫صى َّ‬‫َح َ‬
‫التنزيل { وأ ْ‬
‫لغ‬ ‫صي ثَناء عَليك أ َْنت َكما أَ ْثنيت عَلى نْف ِسك}‪ ،‬أي ال أ ِ ِ‬ ‫{ال أُح ِ‬
‫الثناء بها عليك وال أَْب ُ‬
‫ُحصي ن َع َمك و َ‬ ‫ْ‬ ‫َ َ َْ َ َ‬ ‫ًَ َْ‬ ‫صلى هللا عليه وسلم‪ْ َ :‬‬

‫‪2‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته‪ 28-26 ،‬ديسمبر ‪ /‬كانون األول ‪ 2017‬اندونيسيا‬

‫َخر سا ِجدا َفأَحمد ربِي ِبمح ِ‬ ‫الشَفاعة قال صلى هللا عليه وسلم‪َ { :‬فأ ِ‬
‫ام َد َيْفتَ ُح َها َعَل َّي َال‬ ‫ََ‬ ‫َ ً ْ ََ َ‬ ‫الوا ِجب منه‪ .‬والحديث الصحيح عن َّ َ‬
‫الصالةُ }" [‪.]1‬‬ ‫خير أَعمالِ ُكم َّ‬ ‫اعَلموا أ َّ‬ ‫صيها ْاآلن }‪ ،‬وفي الحديث قال صلى هللا عليه وسلم‪ِ { :‬‬
‫أ ِ‬
‫َن َ‬ ‫صوا و ْ‬ ‫يموا وَل ْن تُ ْح ُ‬
‫استَق ُ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُح َ‬‫ْ‬
‫وقال العيني‪ ":‬واإلحصاء‪ ...‬يطلق بمعنى اإلحاطة بعلم عدد الشيء وقدره " [‪.]2‬‬
‫علم اإلحصاء فرع من فروع المعرفة يشمل مجموعة الطرق واألساليب والوسائل التي تمكن من التخطيط لتجربة أو‬
‫تحليل ظاهرة معينة وتفسيرها‪ ،‬وجمع البيانات والحصول على المعطيات وتنظيمها‪ ،‬ومن ثم اختصارها وتحليلها ومعالجتها‪،‬‬
‫للحصول على الق اررات السليمة والنتائج المقبولة واالستنتاجات الصحيحة العتمادها‪ .‬واإلحصاء يعني أيضاً استخدام واقعية‬
‫األعداد لكشف المستقبل‪.‬‬
‫دراسة علم اإلحصاء تزودنا بالطرق واألساليب التي تمكننا من تقييم المزاعم الرقمية والبيانية والتفاعل معها بشكل‬
‫ذكي‪ ،‬فبدالً من قبول النتائج المعروضة بشكل أعمى‪ ،‬يجعلنا علم اإلحصاء نفكر بالمعطيات األساسية المستخدمة ومصادرها‪،‬‬
‫وننظمها ونحللها ونلخصها‪ ،‬واألهم من ذلك فهم اإلجرائيات المستخدمة للحصول على النتائج المستخلصة من تلك المعطيات‪،‬‬
‫بهذا المعنى فإن دراسة علم اإلحصاء ربما تعتبر من أهم ما يجب دراسته في الوقت الحاضر‪.‬‬
‫يتم االستفادة من علم اإلحصاء في ميادين عديدة كالصناعة والزراعة والطب‪ ،‬وغيرها من مجاالت اإلدارة واألعمال‬
‫وشتى أنواع العلوم‪ ،‬ويتم تطبيق األساليب اإلحصائية في الجوانب المختلفة للصناعة كمراقبة الجودة والتسويق وتشغيل خطوط‬
‫اإلنتاج‪ ،‬وفي المجال الطبي لدراسة األمراض المختلفة والبحث في مسبباتها وطرق عالجها‪ ،‬وفي مجال األعمال والتجارة‬
‫فإن اإلحصاء يؤدي دو اًر حيوياً يتمثل في دراسة السوق واتجاهات المستهلكين ودراسة األسعار وكميات اإلنتاج‪.‬‬
‫‪ .4‬مفاهيم أساسية في علم اإلحصاء‬
‫المعطيات‪ :‬كل ما يتم تجميعه نتيجة المراقبة لحدث أو ظاهرة‪( ،‬قياسات‪ ،‬أنواع‪ ،‬مراقبات‪ ،‬نتائج‪ ....‬الخ)‪ ،‬وهي كمية‬ ‫‪-‬‬
‫رقمية ونوعية‪.‬‬
‫المجموعة الشاملة‪ :‬المجموعة التي تضم جميع العناصر التي يراد دراستها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلحصائية الشاملة‪ :‬مجموعة من المعطيات المأخوذة من جميع عناصر المجموعة الشاملة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العينة‪ :‬مجموعة جزئية مختارة من عناصر المجموعة الشاملة‪ ،‬واختيار العينة المناسبة له فائق األهمية للحصول‬ ‫‪-‬‬
‫على نتائج مقبولة يمكن تعميمها على المجموعة الشاملة‪.‬‬
‫أهم خصائص المعطيات التي تساعد على توصيفها واستكشافها‬
‫القيمة المتوسطة أو المتوسط الحسابي أو المعدل‪ :‬لمجموعة من القيم هو مقاس المركز الذي يحسب عن طريق‬ ‫‪-‬‬
‫جمع قيم المجموعة وتقسيمها على العدد الكلي لهذه القيم‪.‬‬
‫القيمة األوسطية أو مركز الثقل‪ :‬قيمة تشير إلى موقع منتصف المعطيات وذلك بعد ترتيب المعطيات تصاعديا أو‬ ‫‪-‬‬
‫تنازليا‪.‬‬
‫ار لمجموعة المعطيات‪.‬‬‫نمط المعطيات‪ :‬يمثل القيمة األكثر تكرًا‬ ‫‪-‬‬
‫التشتت‪ :‬قيمة تشير إلى مقدار تغير المعطيات بالنسبة لنفسها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التوزيع‪ :‬طبيعة أو شكل توزع المعطيات‪ ،‬كالتوزيع التكراري الذي يضم~ قيم المعطيات بقائمة حسب مقدار تكرارها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫حيث يستخدم من أجل اختصار المعطيات الكبيرة‪ ،‬وتعميق فهم طبيعة المعطيات ومقارنتها‪ ،‬وتوضيح صفاتها‪.‬‬
‫االنحراف المعياري‪ :‬لقيم عينة عبارة عن متوسط انحراف هذه القيم عن القيمة المتوسطة‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪3‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته‪ 28-26 ،‬ديسمبر ‪ /‬كانون األول ‪ 2017‬اندونيسيا‬

‫‪ .5‬دعوة القرآن الكريم إلى استخدام العد واإلحصاء والحساب‬


‫يحتوي علم العدد على أسرار كبيرة‪ ،‬وقد وجه القرآن الكريم نظر اإلنسان إلى األرقام والترقيم‪ ،‬واألعداد والحساب‪،‬‬
‫والعد واإلحصاء في العديد من اآليات‪ ،‬وحثه على استخدامها واإلفادة منها‪ ،‬وما هي إال تأكيداً لدعوة الحسيب العليم سبحانه‬
‫وتعالى‪ ،‬إلى العلم واستكماالً لدعوة اقرأ‪ ،‬فقال هللا سبحانه وتعالى‪:‬‬
‫َّللاُ َذلِ َك ِإ َّال‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫َّ ِ‬
‫اب َما َخَل َق َّ‬
‫ين َو اْلح َس َ‬ ‫تعَل ُموا َع َد َد السن َ‬ ‫ور َو َقَّد َرهُ َم َن ِازَل ل ْ‬
‫اء َو اْلَق َم َر ُن ًا‬
‫﴿ ُه َو الذي َج َع َل الش ْم َس ض َي ً‬
‫ات لَِق ْو ٍم َي ْعَل ُمو َن ﴾ [يونس‪.]5/10 :‬‬ ‫صل ا ْآلي ِ‬ ‫ِ‬
‫ِباْل َح ِق ُيَف ُ َ‬
‫ض ًال ِم ْن رب ُ ِ‬ ‫ِ‬ ‫النهار آيتَي ِن َفمحونا آي َة َّ‬ ‫َّ‬
‫تعَل ُموا َع َد َد‬‫ِك ْم َو ل ْ‬ ‫َ‬ ‫الن َه ِار ُم ْبص َرًة لِتَ ْبتَ ُغوا َف ْ‬
‫اللْي ِل َو َج َعْل َنا َآي َة َّ‬ ‫﴿ َو َج َعْل َنا اللْي َل َو َّ َ َ َ ْ َ َ ْ َ َ‬
‫يال ﴾ [اإلسراء‪.]12/17 :‬‬ ‫صً‬ ‫صْلناه تَْف ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫اب َو ُك َّل َش ْيء َف َّ َ ُ‬ ‫ين َو اْلح َس َ‬
‫السن َ‬
‫وحض على تعلم العد واإلحصاء والحساب‪ ،‬وليس مقصوداً عدد السنين‬ ‫ٌّ‬ ‫نالحظ من مثاني اآليات تأكيد رباني ثنائي‬
‫بذاته‪ ،‬وإنما لنصل إلى معارف مختلفة‪ ،‬أهمها أن كل شيء مفصالً تفصيال‪ ،‬ومخلوق بالحق بحكمة وعلم متناهية الدقة‬
‫والقدرة‪ .‬وطالما القرآن الكريم قد ذكر عدداً ما‪ ،‬فإنه قاصد له‪ ،‬ومريد لمضمونه‪ ،‬ونستطيع من خالل استقراء النصوص القرآنية‬
‫التي ذكرت فيها أعداد معينة‪ ،‬أن نتبين شيئ ًا من مقاصد القرآن الكريم في ذكر هذه األعداد‪ ،‬وأن نصل باستخدامها وتنظيمها‬
‫وترتيبها‪ ،‬واستخراج واستنباط أعداد أخرى منها‪ ،‬إلى كشف وإظهار اعجاز جديد لكتاب هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪ .6‬اإلشارات لعلم اإلحصاء في القرآن الكريم‬
‫تعتمد الدراسات اإلحصائية على طرق وأساليب جمع البيانات والمعطيات وتنظيمها وتلخيصها وتحليلها‪ ،‬هذه‬
‫ٍ‬
‫وكتاب حفيظ‪.‬‬ ‫البيانات والمعطيات موجودة كما قال الذي أحصى كل شيء في إما ٍم مبين‪ ،‬ولو ٍح محفوظ‪،‬‬
‫الق اررات السليمة والنتائج الكاملة واالستنتاجات الصحيحة والتفسيرات المقبولة تعتمد على دراسات إحصائية كثيرة‬
‫وطويلة‪ ،‬منها بسيط وآخر معقد‪ ،‬لذلك استخدم الحق سبحانه وتعالى في كتابه كلمة {أحصى} ليظهر لنا مؤكدًا أن جميع ما‬
‫بقدر ُدرس وأُحصي فكان‬‫تشاهدونه إنما هو مخلوق بأحسن شكل وأفضل هيئة وأتم وجه وأكمل صنعة‪ ،‬وينزل إليكم ويظهر ٍ‬
‫موزون‪ ،‬ولو صنعتم أنتم وأدواتكم وعلومكم وكل دراساتكم اإلحصائية لن تصلوا إلى أفضل وأجمل مما خلقنا وأحصينا وقدرنا‪،‬‬
‫وتحدانا إحصائي ًا أن نحصي نعمه فقط‪ ،‬وهيهات تستطيع كل أدواتنا وحاسبتنا‪.‬‬
‫وقد ذكرها سبحانه وتعالى في عشر آيات نعرضها حسب ترتيبها‪:‬‬
‫ِ‬ ‫َّللاِ َال تُ ْحص َ ِ‬ ‫﴿ َو ِإن تَ ُعُّدوا ِن ْع َم َة َّ‬
‫يم ﴾[النحل‪]18/16 :‬‬ ‫ور َّرح ٌ‬ ‫وها إ َّن َّ َ‬
‫َّللا َل َغُف ٌ‬ ‫ُ‬
‫َم ًدا ﴾[الكهف‪]12/18 :‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫﴿ ثَُّم بع ْث ََٰنهم لِ َنعَلم أ ُّ ِ‬
‫َى اْلح ْزَب ْي ِن أ ْ‬
‫ص َٰى ل َما َلبثُوا أ َ‬ ‫َح َ‬ ‫ََ ُْ ْ َ‬
‫ِ‬
‫صغ َيرًة َو َال َكِب َيرًة ِإ َّال‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َٰ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َٰ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ َٰ‬ ‫ِ‬
‫َٰ‬
‫ين م َّما فيه َو َيُقولُو َن َي َوْيَلتََنا َمال َه َذا اْلكتَب َال ُي َغاد ُر َ‬ ‫ين ُم ْشفق َ‬ ‫﴿ َو ُوض َع اْلكتَ ُب َفتََرى اْل ُم ْج ِرِم َ‬
‫اض ار و َال ي ْ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح ًدا ﴾[الكهف‪]49/18 :‬‬ ‫ُّك أ َ‬‫ظل ُم َرب َ‬ ‫ص َها َو َو َج ُدوا َما َعملُوا َح ً َ َ‬ ‫َح ََٰ‬
‫أْ‬
‫ص ُه ْم َو َعَّد ُه ْم َعدا ﴾ [مريم‪]94/19 :‬‬ ‫َّ‬
‫َح ََٰ‬
‫﴿ لَق ْد أ ْ‬
‫َحص ْي ََٰن ُه ِفى ِإما ٍم ُّمِب ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫َٰ‬ ‫ِ َّ‬
‫ين ﴾[يس‪]12/36 :‬‬ ‫َ‬ ‫﴿ إنا َن ْح ُن ُن ْح ِى اْل َم ْوتَ َٰى َوَن ْكتُ ُب َما َقَّد ُموا َوَءاثََرُه ْم َو ُك َّل َش ْىء أ ْ َ‬
‫َّللاُ َعَل َٰى ُك ِل َشى ٍء َش ِه ٌيد ﴾[المجادلة‪]6/58 :‬‬ ‫َّللاُ َو َن ُسوهُ َو َّ‬
‫ص ُه َّ‬ ‫َح ََٰ‬
‫ِ‬
‫يعا َف ُي َنِب ُئ ُهم ِب َما َعملُوا أ ْ‬
‫﴿ يوم يبعثُهم َّ ِ‬
‫َّللاُ َجم ً‬ ‫َْ َ َْ َ ُ ُ‬
‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫صوا اْلعَّد َة‪[﴾....‬الطالق‪]1/65 :‬‬ ‫وه َّن لعَّدت ِه َّن َو أ ْ‬
‫َح ُ‬ ‫طلُق ُ‬ ‫اء َف َ‬‫طلْقتُ ُم الن َس َ‬ ‫النِب ُّى ِإ َذا َ‬
‫ُّها َّ‬‫﴿ ََٰيأَي َ‬
‫ص َٰى ُك َّل َشى ٍء َع َد ًدا﴾[الجن‪]28/72 :‬‬ ‫ط ِب َما َل َد ْي ِه ْم َو أ ْ‬ ‫َٰ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َح َ‬ ‫َحا َ‬‫﴿ ل َي ْعَل َم أَن َق ْد أَْبَل ُغوا ِر ََٰسَلت َربِه ْم َو أ َ‬
‫اب َعَل ْي ُك ْم‪[﴾.....‬المزمل‪]20/73 :‬‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫﴿‪.....‬و َّ ِ َّ‬
‫صوهُ َفتَ َ‬ ‫َّللاُ ُيَقد ُر الْي َل َو الن َه َار َعل َم أَن لن تُ ْح ُ‬ ‫َ‬
‫ص ْي َن ُه كتًَبا ﴾[النبأ‪]29/78 :‬‬ ‫َٰ‬ ‫ِ‬ ‫َٰ‬ ‫ٍ‬
‫َح َ‬
‫﴿ َو ُك َّل َش ْىء أ ْ‬

‫‪4‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته‪ 28-26 ،‬ديسمبر ‪ /‬كانون األول ‪ 2017‬اندونيسيا‬

‫معلوم‪ ،‬وال‬
‫ٌ‬ ‫هو خالق كل شيء سبحانه وتعالى‪ ،‬حفيظ عليه‪ ،‬حسيب على قدره‪ ،‬محصي لعدده‪ ،‬ال َي ْع ُزب عن ِعْل ِمه‬
‫ُّ‬
‫ينفك عن قدرته موهوم‪ ،‬وعلمه بكل شيء كما هو علم قديم أزلي ال يزول وال يتبدل‪ "،‬لقد {أحصاهم} كلهم إحاطة بهم {وعدهم}‬
‫عالما بجميع أحوالهم وأشكالهم‪ ،‬ما كانت وكيف ستكون‪ ،‬ولما كان ذلك ال يكاد يصدق‪ ،‬أكده بالمصدر فقال‪{ :‬عداً} قبل‬
‫خلقهم من جميع جهات العبد ولوازمها‪ ،‬فلم يوجد ولم يولد‪ ،‬ولم يعدم أو يصب أحد منهم إال في حينه الذي عده له‪ ،‬وقد يكون‬
‫اإلحصاء قبل الوجود في عالم الغيب والعد بعد الوجود" [‪]3‬‬
‫ص َٰى ُك َّل َشى ٍء َع َد ًدا ﴾[الجن‪]28/72 :‬‬ ‫ط ِب َما َل َد ْي ِه ْم َو أ ْ‬
‫َح َ‬ ‫َحا َ‬
‫"وقوله سبحانه وتعالى‪َ ﴿ :‬وأ َ‬
‫ْ‬
‫أي أحاط بجميع أحوال تلك األعمال من الكمية والكيفية‪ ،‬والزمان والمكان‪ ،‬ألنه سبحانه وتعالى عالم بالجزئيات‪،‬‬
‫إحصاء‪.‬‬
‫ً‬ ‫أحصى كل شيء عددا أي‬
‫ص ْي ََٰن ُه ِكتًََٰبا ﴾[النبأ‪]29/78 :‬‬
‫َح َ‬
‫ٍ‬
‫وقوله سبحانه وتعالى‪َ ﴿ :‬و ُك َّل َش ْىء أ ْ‬
‫إحصاء‪ ،‬وإنما عدل عن تلك اللفظة إلى هذه اللفظة‪ ،‬ألن الكتابة هي النهاية‬ ‫ً‬ ‫فيه وجهان‪ :‬أحدهما‪ :‬تقديره أحصيناه‬
‫إحصاء‬
‫ً‬ ‫في قوة العلم‪ ،‬ولهذا قال صلى هللا عليه وسلم‪ «:‬قيدوا العلم بالكتابة » فكأنه سبحانه وتعالى قال‪ :‬وكل شيء أحصيناه‬
‫مساوياً في القوة والثبات والتأكيد للمكتوب‪ ،‬فالمراد من قوله كتاباً تأكيد ذلك اإلحصاء والعلم‪ .‬القول الثاني‪ :‬أن يكون قوله‬
‫كتاباً حاالً في معنى مكتوباً والمعنى وكل شيء أحصيناه حال كونه مكتوباً في اللوح المحفوظ‪ ،‬كقوله سبحانه وتعالى‪:‬‬
‫ين ﴾[يس‪ ]12/36 :‬أو في صحف الحفظة " [‪.]4‬‬ ‫َحص ْي ََٰن ُه ِفى ِإما ٍم ُّمِب ٍ‬ ‫ٍ‬
‫َ‬ ‫﴿ َو ُك َّل َش ْىء أ ْ َ‬
‫وليس من تشريف لإلحصاء والعد قدر ما يقرر القرآن الكريم أن هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬قد أحصى كل من في السموات‬
‫واألرض وعدهم عدا‪ ،‬ومن آيات أنه سبحانه وتعالى‪:‬‬
‫ص ُه ْم َو َعَّد ُه ْم َعدا ﴾[مريم‪]94/19 :‬‬ ‫َّ‬
‫َح ََٰ‬
‫﴿ لَق ْد أ ْ‬
‫التساوي‪ ،‬والتوازن‪ ،‬واالنتظام بين أعداد المتجاورات‪ ،‬والمتقابالت‪ ،‬والمتشابهات كاألصابع في األيادي‪ ،‬والحبات في‬
‫السنابل‪ ،‬والنواة في الثمرات‪ ،‬واألوراق في األزهار" [‪.]5‬‬
‫‪ .7‬اإلحصاء في الحديث النبوي‬
‫اس ًما ِم َائ ًة ِإ َّال‬ ‫ِ‬ ‫ِِِ‬
‫أَما قول النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم‪ِ ":‬إ َّن َّّلِل ت ْس َع ًة َوِت ْسع َ‬
‫ين ْ‬
‫اها َد َخ َل اْل َجَّنة "‪ ،‬معناه من أَحصاها عْلم ًا وإيمان ًا بها ويقين ًا بأَنها صفات هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬واستخدم كلمة‬ ‫ِ‬
‫ص َ‬‫َح َ‬
‫َواح ًدا َم ْن أ ْ‬
‫أحصى لعلمه بعجز المخلوقات جميعها إحصاءها علماً وإيمان ًا ويقين ًا [‪.]6‬‬
‫نقل القرطبي أيضا قوال آخر يعتمد على حديث النبي صلى هللا عليه وسلم في الداللة على أن أمر أعداد الحروف‬
‫وإحصاء الكلمات له منزلة عظيمة في ديننا الحنيف‪ ،‬فقال ‪" :‬ونظيره أيض ًا قولهم في عدد المالئكة الذين ابتدروا قول القائل‪:‬‬
‫أيت ِبضع ًة‬
‫حمدا كثي ًار طيباً مبارك ًا فيه‪ ،‬فإنها بضعة وثالثون حرف ًا‪ ،‬فلذلك قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ر ُ‬
‫ربنا ولك الحمد ً‬
‫َول [‪.]7‬‬ ‫الثين م ً ِ‬ ‫وثَ ِ‬
‫رونها أَيهم ْيكتُبها أ ُ‬
‫لكا َيبتد َ‬ ‫َ‬
‫وال تتجلى هذه المنزلة العظيمة للحروف واألعداد في أن عدد المالئكة الذين ابتدروا هذا الدعاء موافق لعدد حروفه‬
‫فقط‪ ،‬بل األعظم من ذلك أن الذي يرسل المالئكة هو هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪ .8‬التأليف في اإلحصاء والعد القرآني‬
‫كان من بين االهتمامات القرآنية لعلماء علوم القرآن الكريم والمفسرون قديماً وحديث ًا هو لغة األرقام في القرآن‬
‫الكريم‪ ،‬كمظهر من مظاهر الترف الفكري والعلمي في تدبر كتاب هللا سبحانه وتعالى المعجز الخالد‪ ،‬بعد الجهود التي بذلت‬
‫في تفسيره وبيانه والتوسع في علومه ومعارفه‪ ،‬إذ فتحت باباً جديداً في البحث العلمي المتعلق بالقرآن الكريم وعلومه أمام‬
‫الباحثين‪ ،‬وكان لهذه الدراسات من مصادر ومراجع كتب التفسير وعلوم القرآن يد السبق في االهتمام بالمعطيات الرقمية‬

‫‪5‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته‪ 28-26 ،‬ديسمبر ‪ /‬كانون األول ‪ 2017‬اندونيسيا‬

‫القرآنية من أرقام وأعداد‪ ،‬فقد تناولوا في مصنفاتهم وكتبهم عدد حروف القرآن الكريم‪ ،‬وعدد اآليات‪ ،‬وعدد السور‪ ،‬وعدد‬
‫الكلمات‪ ،‬باإلضافة إلى عدد النقط في القرآن الكريم‪ ،‬وأحصوا المرات التي يتكرر فيها الحرف الواحد من األلف إلى الياء‪،‬‬
‫وحصروا منتصف القرآن بعدد الحروف‪ ،‬وربع القرآن وسدسه وعشره‪ ،‬مع ذكر كل ذلك بالعدد والحرف والكلمة واآلية [‪.]8‬‬
‫في مجال العد واألرقام واإلحصاء قام المسلمون منذ عصر الحجاج بن يوسف الثقفي‪ ،‬في أواخر القرن األول‬
‫الهجري في العد الرقمي وإحصاء القرآن الكريم كله‪ ،‬سوره وآياته وكلماته وحروفه‪ ،‬وأماكن الوقف فيه‪ ،‬وأماكن الوصل وسجداته‬
‫وأعشاره وأحزابه‪ ،‬وغير ذلك مما أمكنهم واسترعى أنظارهم‪ ،‬وكان هدفهم من ذلك تثبيت الواقع خوفاً من زيادة أو نقصان أو‬
‫خطأ أو سهو من النساخ والكتبة‪ ،‬وكان ذلك مما هيأه هللا سبحانه وتعالى من وسائل لحفظ كتابه‪ .‬ونتجت عنه معارف وعلوم‬
‫ومصطلحات‪ ،‬مثال ذلك العد الكوفي والمدني لآليات‪ ،‬والتأليف فيه نث اًر ونظماً‪ ،‬وجاء بعدها التأليف في اللطائف العددية‬
‫ومن ثم االنتقال إلى اإلعجاز العددي‪.‬‬
‫وأول من سبق إلى هذا المجال أبو بكر الباقالني (ت ‪ 403‬هـ) حيث أشار إلى ظاهرة التنصيف في الحروف‬
‫المقطعة‪ ،‬وعمل فيها إحصائيات طريفة شيقة وعدها نظرات بيانية إشارة إلى اإلعجاز البياني ودليالً على مصدر القرآن‬
‫الكريم [‪.]9‬‬
‫ومن الذين ذكروا اإلحصاءات القرآنية العالمة الفيروز آبادي (ت ‪ 817‬هـ)‪ ،‬صاحب كتاب القاموس المحيط في‬
‫كتابه (تنوير المقباس في تفسير ابن عباس) فهو يذكر في مطلع كل سورة من سور القرآن الكريم عدد آيات هذه السورة‬
‫وعدد كلماتها وعدد حروفها‪ ،‬ومن الذين ذكروا هذه اإلحصاءات أيضاً ابن كثير في تفسيره والزمخشري في تفسيره‪ ،‬والبيضاوي‬
‫واآللوسي [‪.]10‬‬
‫ومن أهم من ذكر اللطائف العددية القرآنية‪ ،‬وعرض عالقات السور واآلي ببعضها رقميا‪ ،‬هو اإلمام الزركشي (ت‪:‬‬
‫ظ ِائر‪،‬‬ ‫وج ْم ُع اْل ُو ُجوِه َو َّ‬
‫الن َ‬ ‫‪794‬هـ)‪ ،‬في كتابه البرهان في علوم القرآن الكريم‪ ،‬إذ ذكر التنظير والمقابلة والمضادة والمناسبة‪َ ،‬‬
‫اط َئ ِةِ‪ ،‬وتعداد بعض التكرارت‬ ‫ان َكَلْف ِظ ْاألَم ِة‪ ،‬والنظائر كاأللفاظ اْلمتو ِ‬
‫َُ‬ ‫َ‬
‫تعم ُل ِفي ِعَّد ِة م َع ٍ‬
‫َ‬
‫ظ اْلم ْشتر َّ ِ‬
‫ك الذي ُي ْس ْ َ‬
‫َّ‬
‫َفاْل ُو ُجوهُ اللْف ُ ُ َ ُ‬
‫والمقابالت‪ ،‬وعرض عالقات السور واآلي ببعضها رقميا [‪.]11‬‬
‫ويشكك السخاوي (ت ‪ 902‬هـ)‪ ،‬في فائدة ذلك بقوله‪ " :‬ال أعلم لعد الكلمات والحروف من فائدة‪ ،‬ألن ذلك إن أفاد‬
‫فإنما يفيد في كتاب يمكن فيه الزيادة والنقصان والقرآن الكريم ال يمكن فيه ذلك " [‪.]12‬‬
‫وعلى الرغم من ذلك فلم يغلق األولون أبواب التحري والبحث‪ ،‬يقول الفخر الرازي (ت‪ 606 :‬هـ)‪ " :‬ومن تأمل في‬
‫لطائف نظم السور وفي بدائع ترتيبها علم أن القرآن الكريم كما أنه معجز بحسب فصاحة ألفاظه وشرف معانيه فهو أيضا‬
‫بسبب ترتيبه ونظم آياته ولعل الذين قالوا إنه معجز بسبب أسلوبه أرادوا ذلك‪ ،‬إال أني رأيت جمهور المفسرين معرضين عن‬
‫هذه اللطائف غير منتبهين لهذه األسرار " [‪.]13‬‬
‫ويعتبر اإلمام بديع الزمان سعيد النورسي من أوائل من أشار في العصر الحديث إلى وجود تناسق بين األرقام‬
‫واألعداد‪ ،‬في العديد من كتاباته‪ ،‬إذ لفت النظر إلى جانب من الحكم في تعداد بعض كلمات القرآن الكريم‪ ،‬وذكر لطائف‬
‫ونكت ًا يمكن عدها أساساً لإلعجاز العددي‪ ،‬فقد أورد إحصاءات لبعض األلفاظ القرآنية وقارنها مع أعداد آيات السور التي‬
‫وردت فيها هذه الكلمات‪ ،‬وغير ذلك من العالقات العددية [‪.]14‬‬
‫استخلص الدكتور المناوي في كتاب عجائب اإليمان من قطوف إحصاء القرآن‪ ،‬الذي يعتبر تحفة علمية قرآنية‬
‫إحصائية‪ ،‬من خالل نماذج ومقتطفات من عجائب العدد ومدهشات األرقام وروائع اإلحصاء‪ ،‬أنها تشكل في مجملها أحد‬
‫ال حاسم ًا على مصدره اإللهي وصدق نبوة خاتم األنبياء صلى هللا عليه وسلم [‪.]15‬‬
‫أعجب عجائب القرآن الكريم‪ ،‬ودلي ً‬

‫‪6‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته‪ 28-26 ،‬ديسمبر ‪ /‬كانون األول ‪ 2017‬اندونيسيا‬

‫‪ .9‬طرق إحصاء وإيجاد المعطيات الرقمية في القرآن الكريم‬


‫من الضروري عند إيجاد المعطيات الرقمية في القرآن الكريم‪ ،‬أو التعامل مع أنظمته العددية أو استخدامها بالعد‬
‫واالحصاء‪ ،‬االلتزام بأحد طرق عد وإحصاء حروف القرآن الكريم الثالثة وهي‪:‬‬
‫‪ ‬طريقة العد وفقاً للرسم األول أو الرسم العثماني‪ ،‬وهي األكثر شيوعاً‪.‬‬
‫‪ ‬طريقة العد اللفظي أو النطق الصوتي‪.‬‬
‫‪ ‬طريقة العد وفق ًا للرسم اإلمالئي الحديث‪.‬‬
‫يلزم بعض العلماء الباحثين االلتزام بالرسم العثماني وأنه ال يجوز الخروج عنه‪ ،‬ألنه توقيفي‪ ،‬قال الزرقاني في‬
‫مناهله‪( :‬ما للصحابة وال لغيرهم في رسم القرآن الكريم وال شعرة واحدة‪ ،‬وإنما هو توقيفي من النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وهو‬
‫الذي أمرهم أن يكتبوه على الهيئة المعروفة بزيادة األلف ونقصانها ‪ ،‬ألسرار خص هللا سبحانه وتعالى بها كتابه العزيز دون‬
‫سائر الكتب السماوية )[‪.]16‬‬
‫‪ .10‬البرمجيات اإلحصائية والقرآن الكريم‬
‫أعطى استخدام البرامج الحاسوبية اإلحصائية لعلم اإلحصاء أبعاد دقيقة‪ ،‬وأقسام متعددة كاإلحصاء التطبيقي‬
‫واإلحصاء الرياضي واإلحصاء العملي‪ ،‬وأدخل مفاهيم جديدة وأدوات مختلفة‪ ،‬جعلت من الحاسوب أداة إحصائية مهمة جدًا‬
‫في عصر يعتمد في كل ق اررته على النتائج اإلحصائية‪ .‬وأصبح الحاسوب األداة اإلحصائية التي ال غنى عنها ألي إحصائي‪.‬‬
‫أدى استخدام البرمجيات اإلحصائية لعد وإحصاء محتويات القرآن الكريم من أرقام وحروف ونقاط وغيرها‪ ،‬لظهور‬
‫منظومات إحصائية قرآنية شكلت بمجملها أحد عجائب القرآن الكريم‪ ،‬ودليالً حاسماً على مصدره اإللهي‪ ،‬وتصديق ًا كامالً‬
‫لمن نزل عليه صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬إذ يعد البناء اإلحصائي للقرآن الكريم آية عظيمة أدهشت كل علماء اإلحصاء والعد‬
‫والحساب‪ ،‬فمن خالل الحقائق العلمية والمنظومة اإلحصائية القرآنية أراد هللا جل في عاله أن يفتح أبو ًابا جديدة لهداية البشر‪.‬‬
‫ما كانت عظمة المنظومات اإلحصائية القرآنية أن تتجلى‪ ،‬لوال تطور البرمجيات الحاسوبية اإلحصائية التي‬
‫كثير في إظهار عجائب وإعجاز وحقائق كثيرة من النص القرآني‪.‬‬
‫ساعدت ًا‬
‫‪ .11‬أهمية اإلحصاء لمحتويات القرآن الكريم‬
‫مبلغا يجعل‬
‫يمكن القول إن النظم اإلحصائي لكلمات القرآن الكريم وحروفه وآياته وسوره يبلغ من الدقة والتشابك ً‬
‫أمر يتعدى قدرات العقل البشري ويتجاوزها حتى في عصرنا هذا عصر العلم‬ ‫من إمكانية تقليد أصغر سورة منه أو محاكاتها ًا‬
‫والتقنية‪.‬‬
‫إن ما تقدمه الدراسات اإلحصائية لمحتويات القرآن الكريم من نتائج‪ ،‬وما تظهره برمجيات اإلحصاء القرآنية من‬
‫ال علمي ًا مادي ًا حاسم ًا‪ ،‬على أن ترتيب سور القرآن الكريم وتحديد‬
‫عجائب المنظومات اإلحصائية في القرآن الكريم‪ ،‬يعد دلي ً‬
‫تصرف‪،‬‬
‫عدد آيات كل سورة وعدد كلمات كل آية هو أمر توقيفي ووحي من عند هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬ليس ألي أحد فيه أدنى ُّ‬
‫أو رأي [‪ .]17‬فهي تُؤكد مصدره‪ ،‬وتُثبت ِحفظه‪ ،‬وتُصدق ُمبلغه صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وتثبت إيمان المؤمنين به‪ ،‬وتقوي‬
‫الموقنين به‪.‬‬
‫‪ .12‬أهم مقاصد القرآن الكريم التوحيد‪ ،‬وأدلة التوحيد األرقام‬
‫إن أحد غايات ومقاصد وعلوم القرآن الكريم هي إرشاد الناس إلى التوحيد قال هللا سبحانه وتعالى‬
‫اس َو لِ ُين َذ ُروا ِب ِه َو لِ َي ْعَل ُموا أََّن َما ُه َو ِإ ََٰل ٌه ََٰو ِحٌد َو لِ َي َّذ َّك َر أُولُوا ْاألَْل ََٰب ِب ﴾ [ابراهيم‪]52/14 :‬‬
‫﴿ ََٰه َذا َب ََٰل ٌغ لِ َّلن ِ‬

‫‪7‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته‪ 28-26 ،‬ديسمبر ‪ /‬كانون األول ‪ 2017‬اندونيسيا‬

‫وكيف يمكن التعبير عن الوحدانية بدون األرقام‪ ،‬فالتعبير عن الوحدانية يحتاج استخدام الرقم واحد‪ ،‬وبالتالي األرقام‬
‫من أدلة الوحدانية‪ ،‬قال هللا سبحانه وتعالى‪:‬‬
‫الرح َٰمن َّ ِ‬ ‫َٰ ِ َّ َٰ َّ‬ ‫َٰ‬
‫يم ﴾ [البقرة‪]161/2 :‬‬ ‫الرح ُ‬ ‫﴿ َو ِإَل ُه ُك ْم ِإَل ٌه ََٰوحٌد ال ِإَل َه ِإال ُه َو َّ ْ َ ُ‬
‫َّللاُ ِإ ََٰل ٌه ََٰو ِحٌد ُس ْب ََٰح َن ُه ﴾ [النساء‪]171/4 :‬‬ ‫﴿ َو َال تَُقولُوا َث ََٰلثَةٌ انتَ ُهوا َخ ْي ًار َّل ُك ْم ِإَّن َما َّ‬
‫َّللاُ َال تَتَّ ِخ ُذوا ِإ ََٰل َه ْي ِن اثْ َن ْي ِن ِإَّن َما ُه َو ِإ ََٰل ٌه ََٰو ِحٌد َفإِ َٰيَّى َف ْارَه ُبو ِن ﴾ [النحل‪]51/16 :‬‬
‫ال َّ‬
‫﴿ َو َق َ‬
‫َ‬
‫" وكما اقتضت الحكمة والقدرة اإللهية والعلم والمعرفة الربانية‪ ،‬بناء وتكوين وتشكيل وترتيب أعظم اسم في الوجود‬
‫﴿ هللا ﴾‪ ،‬من بنية رباعية الحروف‪ ،‬فمن الممكن وهللا سبحانه وتعالى أعلم‪ ،‬أنها اقتضت تبعية كل ما في الوجود رباعياً لهذه‬
‫الكلمة‪ ،‬وتكريماً لهذا االسم األعظم وللرقم الدال على عدد حروفه أو بنيته الرقمية‪ ،‬لقد كرمه المولى سبحانه وتعالى بتكريم‬
‫كثير‪ ،‬تم تلخيصهم وجمعهم بأربع حقائق‪ ،‬أولها أن جاءت معظم أسماء وصفات هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬رباعية البينة الرقمية‪،‬‬
‫وثانيها أن كلمة التوحيد أجل حقيقة في الكون وأعظم شهادة في كتاب هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬اختصت باالسم األعظم وكانت‬
‫رباعية البنية الرقمية‪ ،‬وتكررت في القرآن الكريم بأشكال أربع‪ ،‬والثالثة‪ :‬أن القرآن العظيم المنزل على خاتم النبيين صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬رباعي البنية الرقمية‪ ،‬فاسمه ومعظم صفاته المذكورة فيه‪ ،‬وأكثر كلماته وآياته رباعية البنية الرقمية‪ ،‬ورابعها أن‬
‫جاء أمر الفعل اإللهي والتكوين والجعل والحدوث والوجود والتشيء‪ ،‬الكلمة { يكون } رباعية البنية الرقمية [‪.]18‬‬
‫‪ .13‬البنية الرقمية للكلمة القرآنية‬
‫إن كل كلمة قرآنية معجزة وتنتمي إلى عالم األمر‪ ،‬ورسمها توقيفي‪ ،‬ومن صاغ هذه الحروف سبحانه وتعالى‪ ،‬لم‬
‫يكن ليضع عددها في الكلمة عبثاً‪ ،‬إنما الحكمة والعلم والقدرة واإلرادة هي التي اقتضت ذلك‪ ،‬وبالتالي فإن البنية الرقمية‬
‫للكلمة القرآنية‪ ،‬ليست أرقام صماء تتساوى أو تختلف‪ ،‬بل هي األخرى وجه من وجوه إعجاز الكلمة القرآنية البياني البالغي‪.‬‬
‫ولها معاني كثيرة وحقائق كبيرة‪ ،‬فهي لغة تفصح عن الكثير من الحقائق واألسرار واإلعجاز في كتاب هللا سبحانه وتعالى‪،‬‬
‫وهذه الحقيقة هي بداية ألبحاث كثيرة إلعجاز إحصاء حروف كل كلمة في القرآن الكريم‪.‬‬
‫ظمها وتكرارها نظام ًا‬
‫ون ْ‬
‫معنى لغويا وبيانيا وعلميا وغيبيا‪ ،‬ولترتيبها َ‬ ‫ال ورسم ًا‪ ،‬وكما أن لها‬
‫بما للكلمة بني ًة وهيئ ًة وشك ً‬
‫ً‬
‫ال محكم ًا‪ ،‬فأيض ًا هناك نظام وبناء محكم لعدد حروفها أو بنائها الرقمي وتركيبها العددي‪ ،‬هذا البناء ندعوه [‪:]19‬‬ ‫متكام ً‬
‫البنية الرقمية للكلمة القرآنية (‪)Digital Structure of Qur'anic Word) )DSQW‬‬
‫وهو رقم عشري محدد بين ‪ .10 ~ 1‬هذا الرقم هو الذي يمثل الكلمة رقمي ًا في اآلية‪ ،‬فعدد الحروف هو أحد خصائص‬
‫الكلمة القرآنية‪ ،‬وال يمكن فصله عن الكلمة‪.‬‬
‫عندما نقوم بصف البنى الرقمية لكلمات اآلية )‪ ،(DSQWs‬بجانب بعضها البعض‪ ،‬نحصل على عدد عشري ندعوه‪:‬‬
‫البنية الرقمية لآلية في القرآن الكريم )‪Digital Structure of Qur'anic Verse (DSQV‬‬
‫هذا العدد هو الذي يمثل اآلية رقمي ًا في السورة‪ ،‬وفي القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ .14‬اإلحصاء واإلعجاز العددي‬
‫سبحان المحصي الذي خلق مخلوقات وأوجد موجودات ال تحصى‪ ،‬لها حاجات مختلفة ومطاليب متنوعة ال تحصى‪،‬‬
‫وأنعم عليها نعم ال تحصى‪ ،‬وأودع فيها حكماً ال تعد ومعان سامية ال تحصى‪ ،‬ولكن هو الذي أحصاهم وعدهم عدا‪.‬‬
‫من أهم استخدامات علم اإلحصاء مع الدراسات القرآنية‪ ،‬توظيفه مع الدراسات التي تعمل على إظهار إعجاز القرآن‬
‫الكريم‪ ،‬وأظهرت النتائج اإلحصائية لعدة أبحاث استخدمت الحاسوب كأداة إحصائية من خالل مجموعة من البرامج واألدوات‬
‫اإلحصائية‪ ،‬إلحصاء محتويات القرآن الكريم‪ ،‬اعجا اًز علمياً وعدديا كبي ًار‪ ،‬يتنوع من التوازن والتناسق والتناسب في األعداد‬

‫‪8‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته‪ 28-26 ،‬ديسمبر ‪ /‬كانون األول ‪ 2017‬اندونيسيا‬

‫المذكورة‪ ،‬وارتباط هذه األعداد مع ما تصفه وتشير إليه‪ ،‬وفي عدد مرات ذكر الكلمات المتضادة والمتقاربة والمتشابهة‪،‬‬
‫والمتعاكسة في المعنى والمتماثلة‪ .‬وتعتبر الدراسات اإلحصائية مع محتويات القرآن الكريم األفق الجديد إلعجاز القرآن الكريم‪.‬‬
‫المعنى االصطالحي لإلعجاز العددي‪ :‬هو كل نظام حسابي متناهي الدقة يقوم على إحصاء آيات القرآن الكريم‬
‫واإلحاطة بأعدادها وأحرفها وكلماتها‪ ،‬تظهر من خالله الغاية القصوى في إحكام القرآن الكريم‪ ،‬وكمال ترابط سوره وآياته‬
‫لحد تعجز الخالئق عن اإلتيان بمثله‪ ،‬واألرقام هي وسيلة لرؤية البناء العددي القرآني المعجز‪ ،‬وليست هي الهدف!‬
‫ومن أمثلة اإلعجاز العددي القرآني باستخدام علم اإلحصاء‪:‬‬
‫➢ عند دراسة إحصائية لألعداد الممثلة لعدد أحرف عناصر كلمة التوحيد{ ال إله إال هللا }‪ُ ،‬وجد أن المعدل لهذه األعداد‬
‫يساوي منوالها(العدد األكثر شيوعاً فيها(‪ ،‬ويساوي وسيطها(مركز ثقلها) [‪.]20‬‬
‫➢ إن وجود عالقة بين عدد آيات القرآن الكريم مع ستة أرقام من عدد األسماء الحسنى يشير إلى سر مهم فإن عدد ألفاظ‬
‫"هللا والرحمن والرحيم والغفور والحكيم " هو نصف عدد آيات القرآن الكريم والفرق أربعة أعداد‪ .‬عدد لفظ الجاللة" هللا "‬
‫في سورة البقرة مساو لعدد آياتها‪ ،‬والفرق ‪ 4‬أعداد وهناك ‪ 4‬ألفاظ بدال عن لفظ " هللا " كما هو في " ال إله إال هو " وبها‬
‫يتم التوافق [‪.]21‬‬
‫➢ عند إحصاء كلمة {شهر} ُوجد أنها وردت في القرآن الكريم ‪ 12‬مرة‪ ،‬وكلمة {أسبوع} ‪ 7‬مرات‪ ،‬وكلمة {يوم ‪ }365‬مرة‪.‬‬
‫➢ عدد مرات ذكر ِ‬
‫الدين ومشتقاته يساوي عدد مرات ذكر المساجد ومشتقاتها‪.‬‬
‫➢ تكرر لفظ العلم ومشتقاته والمعرفة ومشتقاته ‪ 811‬مرة‪ ،‬بعدد ذكر اإليمان ومشتقاته‪.‬‬
‫➢ عدد مرات ذكر الدنيا ‪ 115‬مرة‪ ،‬ويساوي عدد مرات ذكر اآلخرة‪.‬‬
‫➢ ورد ذكر رسالة هللا ‪ 10‬مرات بعدد مرات ذكر سور القرآن الكريم‪.‬‬
‫➢ يتساوى ذكر العقل ومشتقاته مع النور ومشتقاته حيث ذك ار ‪ 49‬مرة‪.‬‬
‫➢ تظهر نتائج دراسة عدد حروف كلمات بعض اآليات‪ ،‬أن أرقام هذا األعداد من مضاعفات الرقم سبعة‪ ،‬وهو الرقم الذي‬
‫يختص بسر إلهي‪ ،‬ويقوم عليه بناء ونظام الكون والقرآن‪ ،‬وهناك دراسات موسعة وموسوعات في هذا المجال [‪.]22‬‬
‫➢ تكرر ذكر (القرآن‪ ،‬اإلسالم‪ ،‬الوحي) بمشتقاته ‪ 70‬مرة‪ ،‬وهو من مضاعفات السبعة " [‪.]23‬‬
‫➢ االستواء على العرش ذكر ‪ 7‬مرات في ‪ 7‬سور‪ ،‬والفرقان يعني التفريق بين الحق والباطل وذكر ‪ 7‬مرات بعدد ذكر من‬
‫أنزل عليهم‪ ،‬بني آدم‪.‬‬
‫➢ يرد مجموع مشتقات الجذر اللغوي ( ل ‪ ،‬س ‪ ،‬ن ( ‪ 25‬مرة‪ ،‬وهو ذاته مجموع ورود مشتقات الجذر اللغوي ( و ‪ ،‬ع ‪،‬‬
‫ظ ) [‪.]24‬‬
‫➢ يرد مجموع مشتقات الجذر اللغوي ( س ‪ ،‬ك ‪ ،‬ر( ‪ 7‬مرات‪ ،‬وهو ذاته مجموع ورود مشتقات الجذر اللغوي ( خ ‪ ،‬م ‪،‬‬
‫ر )‪.‬‬
‫➢ وردت كلمة (قالوا) المعبرة عن قول المخلوقات ‪ 332‬مرة‪ ،‬بعدد مناظر لعدد ورود كلمة (قل)‪.‬‬
‫➢ إن عدد اآليات الحاملة السم عيسى صلى هللا عليه وسلم هي ‪ 33‬آية بعدد السنين التي لبثها قبل رفعه للسماء‪.‬‬
‫➢ مجموع حروف سورة نوح ‪ 950‬حرف ًا بعدد سنوات المدة التي لبثها عليه السالم‪.‬‬
‫➢ ألهمية الرقم سبعة‪ ،‬يعرض البحث أهم الكلمات في القرآن الكريم التي ذكرت سبع مرات‪ ،‬منها (اليقين‪ ،‬النخيل‪ ،‬الضحى‪،‬‬
‫يسيرا‪ ،‬ينهون‪ ،‬وجهك‪ ،‬الندم‪ ،‬ينفق‪ ،‬الناقة‪ ،‬الموج‪ِ ،‬‬
‫القبلة‪ ،‬ال تقتلوا‪ ،‬كشفنا‪ ،‬الطيب‪ ،‬طيبت‪ ،‬اسلم‪ ،‬تعبدوا‪ ،‬نعبد‪ ،‬عبادك‪،‬‬
‫عبده‪ ،‬اعوذ‪ ،‬يعلموا‪ ،‬شراب‪ ،‬تشربون‪ ،‬يسبح‪ ،‬ذكر‪ ،‬ذكروا‪ ،‬حرمنا‪ ،‬تحبون‪ ،‬توبوا‪ ،‬تاويل‪ ،‬سته‪ ،‬اربعه‪ ،‬ام‪ ،‬ابي‪ ،‬ابانا‪،‬‬
‫ابائهم‪ ،‬يا ابت‪ ،‬الروح‪ ،‬البصر‪ ،‬خزاين‪ ،‬رحمت‪ ،‬تراب‪ ،‬لدنك‪ ،‬ثواب‪ ،‬سوره‪ ،‬شجرة‪ ،‬كلمت‪ ،‬عبد‪ ،‬اتل‪.)......،‬‬

‫‪9‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته‪ 28-26 ،‬ديسمبر ‪ /‬كانون األول ‪ 2017‬اندونيسيا‬

‫➢ إن الرقم األكثر تك ار ًار في القرآن الكريم هو الرقم واحد‪ ،‬وهي إشارة إلى وحدانية هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬وتُظهر دراسة األعداد‬
‫المعبرة عن تكرار الحروف العربية في القرآن الكريم‪ ،‬أن هناك ‪ 14‬عدد زوجي و‪ 14‬عدد فردي‪.‬‬
‫➢ إن أكثر الحروف تك ار ًار في القرآن الكريم هو حرف األلف ثم حرف الالم‪ ،‬وعند صفها نحصل على شكل يعبر عن اسم‬
‫هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬كما يظهر في الشكل (‪.)1‬‬
‫➢ أكثر آيات القرآن الكريم تبدأ بحرف األلف وعددها ‪ 1218‬آية‪.‬‬
‫➢ عند دراستنا لعدد حروف كلمة لفظ الجاللة ﴿ هللا ﴾ في القرآن الكريم أنها تمثل شكال يعبر عن اسم هللا سبحانه وتعالى‪،‬‬
‫والشكل (‪ )2‬يظهر ذلك‪.‬‬
‫﴿‬ ‫➢ عند درساتنا لتكرار الكلمات المؤلفة من أربعة حروف في القرآن الكريم‪ ،‬أن أكثر كلمة مكررة هي كلمة لفظ الجاللة‬
‫هللا ﴾‪ ،‬والشكل (‪ )3‬يظهر ذلك‪.‬‬
‫➢ كلمة لفظ الجاللة ﴿ هللا ﴾‪ ،‬هي أكثر كلمة تك ار اًر في القرآن (عند عدم اعتبار {من‪ ،‬و} كلمات) والشكل (‪ )4‬يظهر ذلك ‪.‬‬
‫مالحظة ‪: Note‬‬
‫‪ -1‬عند إحصاء حروف وكلمات القرآن الكريم‪ ،‬نلتزم طريقة العد واإلحصاء اعتمادًا على الرسم وليس اللفظ وذلك وفق ًا للرسم‬
‫األول أو الرسم العثماني برواية حفص عن عاصم‪ ،‬وباعتبار حرف الواو كلمة‪ ،‬باستخدام برنامج ِ‬
‫الشفرة المثاني للقرآن‬
‫الكريم [‪ ،]25‬الذي يعتمد المصحف اإللكتروني لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة‬
‫المنورة ‪ ، www.qurancomplex.org‬والذي يستخدم نفس معطيات برنامج إحصاء القرآن الكريم [‪.]26‬‬
‫‪ -2‬إن من عظمة القرآن الكريم‪ ،‬أنه متعدد وجوه اإلعجاز مع كل رواية وكل رسم من رسوم من رسوم المصحف الشريف‪،‬‬
‫ويستوعبها جميعها من دون استثناء وعلى مستوى واحد من الدقة واإلتقان‪ ،‬واعجازه هو مع مثاني رسميه‪ ،‬وهما الرسم‬
‫األول (العثماني) وهو رسم توقيفي كتب على هيئته ألسرار خص هللا سبحانه وتعالى بها كتابه العزيز دون سائر الكتب‬
‫السماوية‪ ،‬والرسم اإلمالئي الحديث‪ .‬لكن يؤكد العلماء على عدم الخروج على الرسم العثماني‪ ،‬إذ نقل السيوطي في‬
‫االتقان عن اإلمام أحمد رضي هللا عنه أنه قال‪ :‬يحرم مخالفة مصحف اإلمام في واو أو ياء أو ألف أو غير ذلك [‪.]27‬‬

‫عدد حروف كلمة هللا في القرآن الكريم‬


‫‪52654‬‬
‫‪38102‬‬

‫‪38102‬‬
‫‪17194‬‬

‫حرف الهاء‬ ‫ح ر ف ا ل ال م‬ ‫ح ر ف ا ل ال م‬ ‫ح ر ف ا أل ل ف‬

‫الشكل (‪ )1‬يظهر أن حرف األلف هو الحرف األكثر تكرار بين الحروف العربية في القرآن الكريم‬

‫‪10‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته‪ 28-26 ،‬ديسمبر ‪ /‬كانون األول ‪ 2017‬اندونيسيا‬

‫‪52655‬‬
‫تكرار الحروف األبجدية في القرآن الكريم‬

‫‪38101‬‬
‫‪27268‬‬
‫‪26735‬‬
‫‪25746‬‬
‫‪25676‬‬
‫‪17194‬‬
‫‪12403‬‬
‫‪11491‬‬
‫‪10520‬‬
‫‪10497‬‬
‫‪9405‬‬
‫‪7034‬‬
‫‪6010‬‬
‫‪5991‬‬
‫‪4932‬‬
‫‪4932‬‬
‫‪4140‬‬
‫‪3317‬‬
‫‪2497‬‬
‫‪2124‬‬
‫‪2074‬‬
‫‪1686‬‬
‫‪1599‬‬
‫‪1414‬‬
‫‪1273‬‬
‫‪1221‬‬
‫‪853‬‬

‫ذ ف ح ج خ ش ص ض ز ث ط غ ظ‬ ‫ر ب ت ك ع ق س د‬ ‫ه‬ ‫ي و‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫ل‬ ‫ا‬

‫الشكل(‪ )2‬يظهر أن عدد حروف لفظ الجاللة {هللا} في القرآن الكريم يمثل شكال يعبر عن اسم هللا‬

‫الشكل(‪ )3‬يظهر أن كلمة لفظ الجاللة {هللا} هي األكثر تكرار بين الكلمات رباعية الحروف في القرآن الكريم‬

‫‪11‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته‪ 28-26 ،‬ديسمبر ‪ /‬كانون األول ‪ 2017‬اندونيسيا‬

‫الشكل(‪ )4‬يظهر أن كلمة لفظ الجاللة {هللا} أكثر كلمة تك ار ار في القرآن الكريم عند عدم اعتبار {من‪ ،‬و} كلمات‬

‫‪ .15‬الخالصة‬
‫يسعى البحث لوضع مجموعة من األسس والقواعد العلمية المنهجية تكون مرجعاً لألبحاث والدراسات في مجال‬
‫اإلعجاز العددي في القرآن الكريم‪ ،‬تساعد على التحكم بها وضبطها‪ ،‬ومرتك اًز للباحثين في دراساتهم العددية واإلحصائية‪،‬‬
‫وتكريماً للقرآن الكريم فيكون العمل معه وبه منظماً موثقاً‪ ،‬ووسيلة مادية بدالئل علمية وإيمانية‪ ،‬لكل من أحب التأكد من‬
‫صدق هذه الدراسات ليكون القلب مطمئناً‪ ،‬ونبني عقيدتنا على أسس صلبة ومتينة‪.‬‬
‫بما أننا نعيش فيما يسمى العصر الرقمي وثورة المعلومات أو عصر األنظمة والتقنيات الرقمية‪ ،‬التي تعتمد في‬
‫عملها على األرقام‪ ،‬نجد أن القرآن الكريم كما أعجز أهل العصر األول ببالغته وفصاحته‪ ،‬فسيعجز أهل هذا العصر وعلمائه‬
‫بعلومه ومعلوماته وأرقامه‪ ،‬يخلص المبحث لمجموعة من النتائج أهمها ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬يعتبر علم اإلحصاء أحد أسس العلوم الحديثة لذلك نجد أنه تمت اإلشارة إليه في عشر آيات قرآنية‪.‬‬
‫وحض من المحصي سبحانه وتعالى في مثاني من اآليات على‬ ‫ٌّ‬ ‫‪ ‬ألهمية علم اإلحصاء يظهر المبحث أن هناك تأكيد‬
‫اب } وليس مقصوداً عدد السنين‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬
‫ين َو اْلح َس َ‬
‫تعَل ُموا َع َد َد السن َ‬
‫تعلم العد واإلحصاء والحساب بقوله سبحانه وتعالى { ل ْ‬
‫بذاته‪ ،‬وإنما لنصل إلى معارف مختلفة‪ ،‬أهمها أن كل شيء مفصالً تفصيال‪ ،‬ومخلوق بالحق بحكمة متناهية الدقة‬
‫والقدرة‪ ،‬وبعلم تقصر األلباب البشرية عن إحصائه واآلالت الدنيوية عن استيفائه‪.‬‬
‫‪ ‬هناك تأكيد وحض من المحصي سبحانه وتعالى على علم اإلحصاء ألنه يعتمد لغة األرقام‪ ،‬وهي لغة الحقائق المحضة‬
‫المجردة عن التعلق باألشياء‪ ،‬ونتائج البرهان بها ال تحمل التناقض‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته‪ 28-26 ،‬ديسمبر ‪ /‬كانون األول ‪ 2017‬اندونيسيا‬

‫‪ ‬استخدم المحصي هللا سبحانه وتعالى في كتابه كلمة {أحصى} ليظهر لنا مؤكدًا أن جميع ما تشاهدونه إنما هو مخلوق‬
‫بأحسن شكل وأفضل هيئة وأتم وجه وأكمل صنعة‪ ،‬وينزل إليكم ويظهر ٍ‬
‫بقدر ُدرس وأُحصي فكان موزون‪ ،‬ولو صنعتم‬
‫أنتم وأدواتكم وعلومكم وكل دراساتكم اإلحصائية لن تصلوا إلى أفضل وأجمل مما خلقنا وأحصينا وقدرنا‪ ،‬وتحدانا‬
‫إحصائياً أن نحصي نعمه فقط‪ ،‬وهيهات تستطيع كل أدواتنا وحاسبتنا‪.‬‬
‫‪ ‬إن لغة األرقام والعدد والحساب واإلحصاء في القرآن الكريم‪ ،‬ليست لغة مستقلة بذاتها‪ ،‬ولكنها تتبع الحروف والكلمات‬
‫ومعنى من أوله إلى آخره‪.‬‬
‫نظما ً‬‫واآليات والسور‪ ،‬وتدور في فلك القرآن الكريم‪ً ،‬‬
‫‪ ‬ومن سمات المنظومة اإلحصائية القرآنية‪ ،‬أنها تعزز معاني القرآن الكريم وتفتح آفاًقا جديدة لتوسيع دائرة الفهم‪ ،‬وتلفت‬
‫النظر إلى ٍ‬
‫معان جديدة لم ينتبه إليها السابقون‪.‬‬
‫‪ ‬من أهم استخدامات علم اإلحصاء مع الدراسات القرآنية‪ ،‬توظيفه مع الدراسات التي تعمل على إظهار المالحظات‬
‫العددية وإبراز إعجاز للقرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ ‬يعتبر اإلمام النورسي من أوائل من أورد إحصاءات لبعض األلفاظ القرآنية الذي مما قرره أن المالحظة العددية حتى‬
‫ولو لم تكن دقيقة تماماً‪ ،‬فإنها تخدم صدق النظر في جمال نظم القرآن الكريم وهو أمر حسي بالغي وليس مجرد‬
‫أرقام صماء تتساوى أو تختلف‪ ،‬وقد ذكر لطائف ونكتاً يمكن عدها أساساً لإلعجاز العددي‪.‬‬
‫‪ ‬تعتبر الدراسات اإلحصائية مع محتويات القرآن الكريم األفق الجديد إلعجاز القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ ‬يعد البناء اإلحصائي للقرآن الكريم آية عظيمة أدهشت كل علماء اإلحصاء والعد والحساب‪ ،‬فمن خالل الحقائق‬
‫العلمية والمنظومة اإلحصائية القرآنية أراد هللا سبحانه وتعالى أن يفتح أبو ًابا جديدة لهداية البشر‪.‬‬
‫‪ ‬أظهرت نتائج الدراسات اإلحصائية باستخدام الحاسوب كأداة إحصائية‪ ،‬إلحصاء محتويات القرآن الكريم‪ ،‬اعجا ًاز علمياً‬
‫وعدديا كبي اًر‪ ،‬ونظماً وترتيباً محكماً‪ ،‬يتنوع من التوازن والتناسق والتناسب في األعداد المذكورة‪ ،‬وارتباط هذه األعداد‬
‫مع ما تصفه وتشير إليه‪ ،‬وفي عدد مرات ذكر الكلمات المتضادة والمتقاربة والمتشابهة‪ ،‬والمتعاكسة في المعنى‬
‫والمتماثلة‪.‬‬
‫‪ ‬إن ما تقدمه الدراسات اإلحصائية لمحتويات القرآن الكريم من نتائج‪ ،‬وما تظهره برمجيات اإلحصاء القرآنية من عجائب‬
‫المنظومات اإلحصائية في القرآن الكريم‪ ،‬يعد دليالً علمياً مادياً حاسماً‪ ،‬على أن ترتيب سور القرآن الكريم وتحديد‬
‫عدد آيات كل سورة وعدد كلمات كل آية هو أمر توقيفي ووحي من عند هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬ليس ألي أحد فيه أدنى‬
‫تصرف‪ ،‬أو رأي‪.‬‬
‫ُّ‬
‫‪ ‬إن الحقائق اليقينية الثابتة والمعان الواضحة التي تقدمها نتائج الدراسات اإلحصائية لمحتويات القرآن الكريم‪ ،‬تُؤكد‬
‫مصدره‪ ،‬وتُثبت ِحفظه‪ ،‬وتُصدق ُمبلغه صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وتثبت إيمان المؤمنين به‪ ،‬وتقوي الموقنين به‪.‬‬
‫‪ ‬من الضروري عند إيجاد المعطيات الرقمية في القرآن الكريم‪ ،‬أو التعامل مع أنظمته العددية أو استخدامها بالعد‬
‫واالحصاء‪ ،‬االلتزام بأحد طرق عد وإحصاء حروف القرآن الكريم‪.‬‬
‫‪ ‬إن الرقم األكثر تك ار ًار في القرآن الكريم هو الرقم واحد‪ ،‬وهي إشارة إلى وحدانية هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬وتُظهر دراسة‬
‫األعداد المعبرة عن تكرار الحروف العربية في القرآن الكريم‪ ،‬أن هناك ‪ 14‬عدد زوجي و‪ 14‬عدد فردي‪.‬‬
‫‪ ‬إن أكثر الحروف تك ار ًار في القرآن الكريم هو حرف األلف ثم حرف الالم‪ ،‬وعند صفها نحصل على شكل يعبر عن‬
‫اسم هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫‪ ‬أكثر آيات القرآن الكريم تبدأ بحرف األلف وعددها ‪ 1218‬آية‪.‬‬
‫‪ ‬عند دراستنا ل عدد حروف كلمة لفظ الجاللة ﴿ هللا ﴾ في القرآن الكريم أنها تمثل شكال يعبر عن اسم هللا سبحانه‬
‫وتعالى‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته‪ 28-26 ،‬ديسمبر ‪ /‬كانون األول ‪ 2017‬اندونيسيا‬

‫‪ ‬عند درساتنا لتكرار الكلمات المؤلفة من أربعة حروف في القرآن الكريم‪ ،‬أن أكثر كلمة مكررة هي كلمة لفظ الجاللة‬
‫﴿ هللا ﴾‪.‬‬
‫‪ ‬كلمة لفظ الجاللة ﴿ هللا ﴾‪ ،‬هي أكثر كلمة تك ار اًر في القرآن (عند عدم اعتبار {من‪ ،‬و} كلمات)‪.‬‬
‫‪ .16‬الخاتمة‬
‫سبحان محصي أسرار الكون بالقرآن الكريم‪ ،‬ال تحصى مقدوراته‪ ،‬وال تتناهي معلوماته سبحانه وتعالى‪ ،‬عالم بجميع‬
‫المعلومات‪ ،‬ال يعزب عن علمه مثقال ذرة في األرض وال في السماء‪ ،‬علم قديم أزلي‪ ،‬محيط بما يجري من تخوم األرضين‬
‫إلى أعلى السماوات‪ ،‬علماً تقصر األلباب البشرية عن إحصائه واآلالت الدنيوية عن استيفائه‪ ،‬يؤكد لنا أن جميع ما تشاهدونه‬
‫إنما هو مخلوق بقدر‪ ،‬مخلوق بأحسن شكل وأفضل هيئة وأتم وجه وأكمل صنعة‪ ،‬ولو صنعتم أنتم وأدواتكم وعلومكم وكل‬
‫دراساتكم اإلحصائية لن تصلوا إلى أفضل مما أحصينا وأنشأنا وقدرنا‪ ،‬ولو استخدمتم الكبير من حاسباتكم‪ ،‬وال يسعنا إال أن‬
‫نقول الحمد هلل الذي أحاط بكل شيء علماً‪ ،‬وأحصى كل شيء عدداً‪.‬‬

‫‪‬‬

‫‪ .17‬المراجع‬
‫[‪ ]1‬ابن منظور‪ ،‬محمد بن مكرم بن على‪ ،‬أبو الفضل‪ ،‬جمال الدين ابن منظور األنصاري (ت ‪ 711‬هـ)‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬ط‬
‫‪ ،3‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ 1414 ،‬هـ‪ .‬باب حصي‪ ،‬جزء ‪ ،14‬ص ‪.183‬‬
‫[‪ ]2‬العيني‪ ،‬أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الغيتابي الحنفي بدر الدين العينى (ت ‪ 855‬هـ)‪ ،‬عمدة القاري شرح صحيح‬
‫البخاري‪ ،‬دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ج ‪ ،25‬ص ‪.95‬‬
‫[‪ ]3‬البقاعي‪ ،‬برهان الدين أبو الحسن إبراهيم البقاعي(ت ‪ 885‬هـ)‪ ،‬نظم الدرر في تناسب اآليات والسور‪ ،‬تحقيق عبد‬
‫الرزاق غالب المهدي‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬دار الكتب العلمية‪1995 ،‬م‪ ،‬باب ‪ ،94‬ج ‪ ،5‬ص ‪.228‬‬
‫[‪ ]4‬الرازي‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي الرازي(ت ‪ 606‬هـ)‪ ،‬مفاتيح الغيب أو التفسير الكبير‪،‬‬
‫دار إحياء التراث العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪ 1420 ،3‬هـ‪ ،‬باب ‪ ،29‬ج ‪ ،16‬ص ‪.300‬‬
‫[‪ ]5‬النورسي‪ ،‬سعيد‪ ،‬رسائل النور‪ ،‬المثنوي العربي النوري‪ ،‬تحقيق‪ :‬إحسان قاسم الصالحي‪ ،‬ط ‪ ،2‬طبع شركة النسل‬
‫للطباعة‪ ،‬نشر دار سوزلر للنشر‪ ،‬استانبول‪ ،‬تركيا‪1414 ،‬هـ‪1994 ،‬م‪ ،‬الرسالة الحادية عشر‪ ،‬شعلة‪ ،‬ص ‪.408‬‬
‫[‪ ]6‬مسلم‪ ،‬صحيح مسلم‪ ،‬حديث رقم ‪ ،4836‬باب في أسماء هللا تعالى وفضل من أحصاها‪ ،‬ج ‪ ،13‬ص ‪.172‬‬
‫[‪ ]7‬القرطبي‪ ،‬أبو عبد هللا محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرح األنصاري الخزرجي‪ ،‬شمس الدين القرطبي(ت ‪ 671‬هـ)‪،‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن= تفسير القرطبي‪ ،‬دار الكتب المصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪1384 ،‬هـ ‪1964 -‬م‪ ،‬باب ‪ ،1‬ج ‪ ،1‬ص‬
‫‪.92‬‬
‫[‪ ]8‬محمد يوسف‪ ،‬د‪ .‬داتؤ ذو الكفل‪ ،‬كسار‪ ،‬د‪ .‬أحمد قاسم‪ ،‬منهجية البحوث العلمية في اإلعجاز العددي للقرآن الكريم‪،‬‬
‫المؤتمر الدولي الثاني لإلعجاز العددي في القرآن الكريم‪ ،‬المغرب‪2010 ،‬م‪.‬‬
‫[‪ ]9‬الباقالني‪ ،‬أبو بكر محمد بن الطيب (ت‪ 403 :‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬السيد أحمد صقر‪ ،‬ط ‪ ،5‬إعجاز القرآن‪ ،‬دار المعارف‪،‬‬
‫مصر‪1997 ،‬م‪.‬‬
‫[‪ ]10‬الحمصي‪ ،‬نعيم‪ ،‬فكرة إعجاز القرآن الكريم‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪.1980 ،2‬‬

‫‪14‬‬
‫المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته‪ 28-26 ،‬ديسمبر ‪ /‬كانون األول ‪ 2017‬اندونيسيا‬

‫[‪ ]11‬الزركشي‪ ،‬بدر الدين محمد بن عبد هللا بن بهادر الزركشي (ت‪ 794 :‬هـ)‪ ،‬تعليق‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬البرهان‬
‫في علوم القرآن‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار الكتب العلمية ‪1988‬م‪.‬‬
‫[‪ ]12‬السيوطي‪ ،‬عبد الرحمن بن الكمال جالل الدين السيوطي (ت‪ 911 :‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫اإلتقان في علوم القرآن الكريم‪ ،‬مصر‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪1394 ،‬هـ‪1974 ،‬م‪.151/1 ،‬‬
‫[‪ ]13‬نفس المرجع السابق‪.289/2 ،‬‬
‫[‪ ]14‬النورسي‪ ،‬سعيد‪ ،‬رسائل النور‪ ،‬المكتوبات‪ ،‬ترجمة‪ :‬إحسان قاسم الصالحي‪ ،‬دار سوزلر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪1960 ،2‬م‪،‬‬
‫القسم الثالث من المكتوب التاسع والعشرين‪ ،‬ص‪.527-522 :‬‬
‫[‪ ]15‬المناوي‪ ،‬أحمد محمد زين‪ ،‬قطوف اإليمان من عجائب إحصاء القرآن‪ ،‬موقع طريق القرآن‪ ،quranway.com ،‬ط‬
‫‪.2015 ،1‬‬
‫[‪ ]16‬الزرقاني‪ ،‬محمد عبد العظيم‪ ،‬مناهل العرفان في علوم القرآن‪ ،‬دار الكتاب العربي – بيروت‪ ،‬لبنان‪ ،‬ط ‪1415 ،1‬‬
‫هـ‪1995،‬م‪ ،‬ص ‪.376‬‬
‫[‪ ]17‬د‪ .‬أحمد محمد زين المناوي‪ ،‬عجائب اإليمان من قطوف إحصاء القرآن‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫[‪ ]18‬بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬الحقيقة الرباعية الحقيقة الرباعية لتكريم حروف االسم األعظم ﴿ هللا ﴾ الرباعية‪ ،‬مجلة كليةُ‬
‫الدعوة وأصول الدين الجامعة األسمرية‪ ،‬ليبيا‪ ،‬العدد ‪.2016 ،1‬‬
‫[‪ ]19‬بكرو‪ ،‬خالد‪ ،‬البنية الرقمية للكلمة القرآنية‪ ،‬المجلة الدولية المحكمة للعلوم الهندسية وتقنية المعلومات‪ ،‬مجلد ‪ ،4‬عدد‬
‫‪ ،1‬رقم مرجعي ع‪ .‬ت‪ ،03 .‬ديسمبر ‪ ،2017‬جامعة مص ارته‪ ،‬ليبيا‪.‬‬
‫[‪ ]20‬الجوهرجي‪ ،‬مروة‪ ،‬الحاسوب واإلعجاز العددي في القرآن الكريم‪ ،‬مجلة كلية العلوم اإلسالمية‪ ،‬المجلد الثامن‪ ،‬العدد‬

‫‪1435 ،1/15‬هـ‪2014-‬م‪.‬‬

‫[‪ ]21‬النورسي‪ ،‬سعيد‪ ،‬رسائل النور‪ ،‬المكتوبات‪ ،‬ترجمة‪ :‬إحسان قاسم الصالحي‪ ،‬دار سوزلر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط ‪1960 ،2‬م‪،‬‬
‫القسم الثالث من المكتوب التاسع والعشرين‪ ،‬ص‪.527-522 :‬‬
‫‪1427‬هـ‪-‬‬ ‫[‪ ]22‬كحيل‪ ،‬عبد الدائم‪ ،‬إشراقات الرقم سبعة في القرآن الكريم‪ ،‬اإلصدار األول لجائزة دبي للقرآن الكريم‪،‬‬
‫‪2006‬م‪.‬‬
‫[‪ ]23‬الرفاعي‪ ،‬المهندس عدنان‪ ،‬النظرية األولى‪ ،‬المعجزة‪ ،‬نظرية قرآنية في اإلعجاز العددي‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار الفكر‪ ،‬دمشق‪،‬‬
‫سوريا‪1421 ،‬ه‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫[‪ ]24‬نوفل‪ ،‬عبد الرزاق‪ ،‬اإلعجاز العددي للقرآن الكريم‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪1407 ،‬هـ‪1987-‬م‪.‬‬
‫الشفرة المثاني للقرآن الكريم‪ .‬موقع ِ‬
‫الشفرة المثاني للقرآن الكريم‪ ،‬الدكتور المهندس خالد بكرو‪.‬‬ ‫[‪ ]25‬برنامج ِّ‬
‫‪/http://www.BinaryQuranCode.blogspot.com.tr‬‬
‫[‪ ]26‬برنامج إحصاء القرآن الكريم حسب الرسم األول‪ ،‬اإلصدار ‪ ،2017 ،3.5‬موقع أسرار اإلعجاز العلمي‪ ،‬المهندس‬
‫عبد الدائم الكحيل‪/http://www.kaheel7.com/ar .‬‬
‫[‪ ]27‬عبد الرحمن السيوطي‪ ،‬اإلتقان في علوم القرآن‪ ،‬اإلتقان في علوم القرآن‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‪ :‬دار الفكر‪1416 ،‬هـ‪-‬‬
‫‪1996‬م‪.)443/2( ،‬‬

‫‪15‬‬
‫ اندونيسيا‬2017 ‫ كانون األول‬/ ‫ ديسمبر‬28-26 ،‫المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته‬

Mathematics in the Holy Quran, Statistics

Dr. Khaled Bakro


Dr.khaled.Bakro@gmail.com
Dean of the Faculty of Science and Information Technology
Tulip Academy for Science & Technology
Istanbul, Turkey

ABSTRACT

The statistics is one of the basics of modern science, and the most important chain in
relation between the computer and the Holy Quran, because its importance. I find that the Holy
Quran has indicates to it in ten Verses. These signs are confirmation and motivation from God
to learn counting and statistics to have a variety Knowledge. The most important thing that
everything is detailed in detail, and created with unlimited wisdom, and with a science human
brains fail in calculating it.
Therefore, it is necessary to research and clarify some contents of the Holy Quran from
the scientific signs. The Holy Quran is the first one that indicates to it. Especially to the science
of the digital age, Mathematic and scientific and its instruments, from these signs indicates to
statistics.
So I try in this research to find reference principles about Qur'anic sign of statistics,
clarifying and explaining its significance. Because the use of statistics, its sections, and tools
with the computer have great importance, and countless benefits, in Extraction facts, benefits,
miracles and other new secrets with the contents of the Holy Quran.

Key words: Computer and the Holy Quran, the Holy Quran indicates to Statistics, Mathematics
in the Holy Quran, Statistics in the Holy Quran, Scientific Miracles in the Holy Quran.

16
‫المؤتمر الدولي الخامس للتطبيقات اإلسالمية في علوم الحاسوب وتقنياته‪ 28-26 ،‬ديسمبر ‪ /‬كانون األول ‪ 2017‬اندونيسيا‬

‫‪17‬‬

You might also like