Professional Documents
Culture Documents
شرح الخريدة البهية في علم التوحيد للإمام العلامة سيدي-أحمد الدردير - تحقيق وتعليق عبد السلام بن عبد الهادي شنار
شرح الخريدة البهية في علم التوحيد للإمام العلامة سيدي-أحمد الدردير - تحقيق وتعليق عبد السلام بن عبد الهادي شنار
فهذا متخصر ف العقائد على مذهب المام الشأعري ،وهو وإن كإان صغيا ف الجحم ،إل إنأه يشتخمحل
على زبدةا علم التخوحيد).([1]1
([1])1ف هذه التخعليقات ،سوف نأصب اهتخمحامنا على بيان تفصيل سهل للمحعان الذكإورةا ف التم ،مع الشأارةا إل
كإثي من الدألة النقلية عليها .وذلك ف أسلوب سهل وواضح تقريبا على البتخدئي ف هذا العلم الليل ،وسددا لاجة
الناس ف هذا الباب ،فإنأه يوجد القليل من كإتخب العقائد على طريقة أهل السنة الت اتبع مؤلفها مثل هذا السبيل .ول
شأك أن هذا أي الهتخمحام ببيان الدألة النقلية مع عدم إهالا الدألة العقلية يكون أكإثر فائدةا للقارئ بتخوفيق ال تعال.
ولن نتخم ببيان اللجفات بي العلمحاء والتخدقيقات الت يكن الستخغناء عنها للمحبتخدئي ،فإن هذا له ملج خاصا.
ارلنِاتفا في ذاته فابتهْرل فالواجب العقلي ما لم يقبرل
ت ضد الورل
في ذاته الثبو ة والمستحيل كل ما لم يقبرل
وللثبوت جائز بل خفا وكل أمر قابل للنِاتفا
فالوجوب) ([3]3عدم قبولا النأتخفاء ،والستخحالة) ([4]4عدم قبولا الثبوت ،والواز) ([5]5قبولا الثبوت
والنأتخفاء.
([2])2قالا ف القاموس ":المككمم ،بالضَم :الققضَامء ،ج :أكحكامم ،وقد قحقكقم عليه بالقكمر محككقمحا ومحكوقماة ،وـ بقكـيـنقـمهم
كإذلك .والاكإرمم :ممنقـفمذ المككرم ،كإالققكرم مدرقكإاة ،ج :محدكامم… والرككقمحمة ،بالكسر :القعكدملا ،والعركلمم ،والركلمم ،والننبمـدومةا،
ر ر
والمقكرآمن ،والكنيمل .وأكحقكقمحمه :أتكـققنه فاكستخقكحقكقم ،وقمقنعه عن القفسادأ ،كإقحقكقمحه قحككقمحاا ،وـ عن الكمرر :قرقجقعه فققحقكقم ،ومقنعهم
س :قجقعقل لرلجحارمره قحقكقمحاة ،كإقحقكقمحمه .والققكقمحمة ،مدركإاة :ما أحاقط ربقنققكي القفررس من د
ما يمريمد ،كإقحقكقمحه وقحكقمحمه ،وـ القفقر ق
رلارمه وفيها الرعذارارن ".ويستخفادأ من هذا أن الصل اللغوي للحكم هو النع والحكام ،والربط ،ومنه سي الاكإم
حاكإمحا .فلج يكون ذلك كإذلك إل بنسبة أمر إل أمر أو نأفيه عنه ،فإذا حكمحت فإنأك تنسب إل الكوم عليه أمرا،
أو تنفيه عنه.
والحكام فعل صادأر عن الحركرم ،أو الكيم أو الاكإم .وقد استخقرأ علمحاء السلجم مصادأر الكم مطلقا ،فوجدوها
م
ثالجثاة ،الولا هو العقل؛ فلج شأك أن النأسان بعقله يستخطيع أن يكم أمرا وينعه من غيه أو ينع غيه منه ،وهذا ثاابت
ولو على القل ف بعض المور ،كإقولنا إن البعض أقل من الكل ،وإن الادأث ل بد أن يكون متخاجا ،وإن كإل
ب فلج بدد أن يكون له سبب .وهكذا .والثان :العادأةا البشرية ،والكونأية ،فعادأةا النأسان تكم النأسان ف بعض مسبد ب
ق
المور ،وقد تكون هذه العادأةا حسنة بيزان الشرع وقد تكون قبيحة ،ولذا فقد ييء الشرع مؤيدا لا وقد ييء ذادم ا
لا .وأما العادأةا الكونأية فالقصودأ منها هو وقوع الخملوقات على هذا النظام ،فإن العقل لو نأظر ف الوجودأات لا منع
أنا كإان يكن أن توجد على هيئة ونأظام غي هذا الوجودأ ،ولكنه يعلم أن ال تعال هو الذي اختخار هذا النظام
بكمحتخه .والثالث هو الشرع :والشرع هو ممحوعة الوامر والنواهي والقيودأ والضَوابط الت أنأـزلا ال تعال على بعض
خلقه صلوات ال تعال عليهم ،وأمرهم أن يبلغوها إل بقية البشر.
ولحظ أن الحكام الأمخوذةا من الشرع لا ميزات عن الحكام الأمخوذةا من العادأةا وعن الحكام الأمخوذةا من العقل،
وهذه اليزات ل توجب الختخلجف مع الحكام العقلية ،بل إن ذلك يتخنع ويستخحيل ،فإن ما يدركإه النأسان بعقله ل
يكن أن يأمت الشرع بضَده ونأقيضَه أو بنفيه ،وأما الحكام الأمخوذةا من العادأةا النأسانأية فهذه ل ريب أن الشرع قد
يأمت بلجفها ،وقد يبطل بعضَها ويبقي على بعضَها .وأما الحكام الأمخوذةا من العادأةا الكونأية فلج تعارض بينها وبي
الحكام الشرعية مطلقا شأأمنا ف ذلك شأأمن الحكام العقلية ،مع اختخلجف يسي.
والواجب العقلي هو المر الثابت الذي ل يقبل النأتخفاء ف ذاته).([6]6
ب يب وجوبا ورجبقاة ،والصل ف معناه لغةا هو الثبات واللزوم .قالا ف ([3])3الوجوب هو مصدر من وقج ق
ر
ت
ب وجوبا ،وأوجبه ال واستخوجبه أي استخحقه ،ووجب البيع يب جبقاة ،وأوجب م ب الشيءم أي لقرزقم ،جي م
الصحاح":وقج ق
ت".اهـ .وهذه العان اللغوية كإمحا ب"اهـ وقالا الفيومي ف الصباح":وجب البيع والنق يب وجوبا:لقرزقم ،وثاـقبق ق البيقع فقـقوقج ق
ترى موافقة للجصطلجح الذي مشى عليه علمحاء أصولا الدين من أن الواجب هو الثابت الذي ل يتخغي من حيث هو
واجب ،واللجزم هيئة معينة ل يتخحولا عنها ،فلج تنتخفي عنه ول ينتخفي عنها ،كإمحا ستخعرفه قريبا.
([5])5قالا ف القاموس ":جاقز الكورضقع قجكوزا ومجؤوزا وجوازا وققمازا وجاقز به وجاقوقزهم رجوازاا :ساقر فيه ،وقخلدقفمه ،وأجاقز
ق ر
ب الطريرق ،ومرميمزمه ،والذي مري ن
ب الندقجحاءق…وقجدوقز لم إبرلقمهكم قكترويزاا :قاقدأها لم بعيا ك ،ومكم م
تخا غقيهم وجاقوقزمه .والكجحتخامز :السال م
م
بعيا حت متوقز ،وقجوائرمز الفشكع ر والكمقثارلا :ما جاقز من بقـلقبد إل بقـلقبد… وجاقز الكورضقع :قخلدقفهم… وـ ف كإلجرمره :تققكلدقم
ق
ف القيقرة … والجحاقزمةا :الطريقةم ف الدسبققخمرة… بالجحارز .والجحامز :الطريمق إذا قمرطقع من أحد جارنأبقـكيره إل القخرر ،ورخلج م
ق ق ق
والكامن الكثيم القكورز".اهـ ،فأمنأت ترى أن جيع هذه العان اللغوية لكلمحة جاز ومشتخقاتا ،تدلا على تولا من حالا إل
حالا ،وعدم الثبوت على مقام ،وعلى النأتخقالا .ومن هنا سى العلمحاءم المر الذي يكن وجودأه كإمحا يكن عدمه
بالائز ،بعن الذي يوز فيه وعليه التخحولا من حالا إل حالا.
([6])6لا كإانأت مصادأر الكم تتخعددأ كإمحا أشأرنأا سابقا ،كإان معن الكم عند كإل مصدر متخلفا عن الخر من
بعض الهات .فالكم بالوجوب مثلج ،قد يكون من جهة الشرع وقد يكون من جهة العقل ،وقد يكون من جهة
العادأةا .فالواجب الشرعي معناه "ما أمرمقر به أمرا جازما ،بيث يتتب العقاب على تركإة ،والثواب على فعله" ،والواجب
بذا العن ل يكن استخمحدادأه إل من الشرع النـزلا من عند ال تعال .وأما الواجب عادأةا ،فكمحثل هبوط السم من
أعلى إل أسفل ،أو دأوران الكرةا الرضية حولا الشمحس من جهة الغرب إل جهة الشرق ،فهذا واجب عادأةا ،وليس
بواجب عقلي ،ول بواجب شأرعي .فأمما أنأه ليس بواجب شأرعي ،فلنأه ل يقع التخكليف به بالعن العروف للتخكليف،
وأما أنأه ليس بواجب عقلي فلنأه يكن أن يصل خلجفه ،أي إنأه ل يوجد مانأع ف حكم العقل من أن تدور الكرةا
الرضية من الشرق إل الغرب بعكس ما هو حاصل الن .ولو كإان دأورانا الاصل الن واجبا عقلج لا أمكن تعقل
وقد أوجب الشرع على الكلف أن يعرف ال تعال بالنـزلة ،أي أن يعرف الواجب ف حقه تعال
والستخحيل ف حقه تعال ،والائز ف حقه تعال).([9]9
وكإذلك أوجب الشرع على الكلف أن يعرف الرسل بالنـزلة وبعضَهم بالعي) .([10]10وكإذا أن يعرف أمورا
معينة من الدين هي المور الضَرورية).([11]11
خلجفه .والدليل على ذلك من القرآن قوله تعال ف سورةا البقرةا)أل تر إل الذي حاج إبراهيم ف ربه أن آتاه ال اللك
إذ قالا إبراهيم رب الذي ييي وييت قالا أنأا أحيي وأميت قالا إبراهيم فإن ال يأتي بالشمس من المشرق فأت بهْا
من المغرب فبهت الذي كإفر وال ل يهدي القوم الظالي]([258فتخأممل رحك ال تعال ،كإيف جادألا سيدنأا
إبراهيم عليه السلجم ،النمحروذ فتخحداه بأمن يأمت بالشمحس من الغرب ،ولو كإان التيان بالشمحس من الغرب مستخحيلج
عقلج ،لا جاز له هذا التخحدي ،لواز أن يقابله النمحروذ بنفس هذه الجحة ،ويقولا له فادأع ربك أن يأمت با من
الغرب .ولكن لا كإان ذلك جائزا عقلج ،قامت الجحة على النمحروذ ،وبت أي مأفرحقم أشأدد الفحام ،وذلك لنأه يعلم
أن من صفات الله أن يكون قادأرا على كإل مكن ،ولا بي له إبراهيم عليه السلجم أن هذا مكن ولكنه ل يكنه
ب.
فعله ،إذن يتخبي أن النمحروذ ليس بإله ول بر ب
ففي هذا الل نأذكإر شأروحا لتخعريفات الواجب العقلي والستخحيل والمحكن .ول نتخم هنا بذكإر الواجب الشرعي ،لنأنا
ف مقام الستخدللا على أصولا الشرائع ،أي إنأنا ف مقام الستخدللا على من أنأـزلا الشريعة ،فلهذا يب أن نأعتخمحد على
أمر ثاابت ف نأفسه قبل نأـزولا الشرائع ،ول يوجد إل العقل ،فأمما العادأةا فيجحوز تغيها بلجف العقل .فلج نأعتخمحد عليها
هنا ،بل سوف نأعتخمحد عليها ف مقام الستخدللا على صدق النأبياء ،لن تغيها هناك هو عينه الدليل على صدقهم.
فالواجب هو المر الذي ل يكن أن يصدق العقل بواز انأقلجبه أو فرض عدم كإونأه على هيئتخه الفروضة .فلذلك
كإان تعريف الواجب العقلي هو المر الذي ل يقبل النأتخفاء ف ذاته ،ومقالا هذا كإون الواحد أقل من الثاني ،فهذا
ث ،فهذا أمر واجب التخصديق به ،ول يكن ث ل بد له من مكمرد ب
ل يكن انأقلجبه أو فرض عدمه .وكإذلك كإون القد ر
للعقل أن يفرض خلجفه .فكل أمر ل يقبل ف ذاته النأتخفاء فهو واجب .ومن الواجبات العقلية كإون الزء أقل من
ث .فهذه بديهيات ،أي يدركإها العقل لولا الكل ،وكإون العلولا متخاجا إل علتخه ،وكإون الادأث ل بد له من مرد ب
نأظره ،ول يتخاج ف التخصديق با إل أدألة .ومنها مثلج كإون العال حادأثاا ،وكإون ال تعال موجودأا ،فهذه واجبات
ولكنها ليست بديهية بل نأظرية ،بعن إنا تتخاج إل نأظر لكي يتخوصل العقل إل التخصديق با .والدليل على ذلك أن
النأسان لو مخلفقي ونأفقسه واستخعرض هذه القضَايا ،فإنأه ل يبادأر بالتخصديق با ،ول يبادأر بالتخكذيب با أيضَا ،بل
يتخوقف إل حي حصوله على الدليل الناف أو الثبت ،فهذا هو معن كإونا نأظرية.
([7])7نأفس ما قلنا عن الكم ف الواجب نأقوله هنا عن الستخحيل ،بفارق أن الستخحيل ل يقبل النأتخفاء ف نأفسه،
بعكس الواجب .ومن الستخحيل كإون الواحد أكإثر من الثاني ،وكإون الادأث غي متخاج إل مدث ،أي إنأه يدث
بنفسه ،وهذه القضَايا بديهية ،مع اللجف اليسي الاصل ف الثانأية .ومنها وجودأ إل ثاابن غي ال تعال ،وكإون العال
أي ما سوى ال العليي العارلما ثم اعلمحن بأين هذا العالما
لنِاه قاةم بره التغيدر ث دمحفتةرقدر من غير ش ك
ك حاد ث
وضدده هو المسيمى بالرقةدحم حدودثه وجودده بعد العدحم
قديا ،وكإون الثواب والعقاب واجبا على ال تعال ،فكل هذه المور مستخحيلة أي ل يقبل العقل التخصديق با بعد
النظر والتخفكي.
([8])8والائز ويسمحى المحكن أيضَا ،واضح العن ،ومن أمثلتخه ،حركإة الكأمس وحركإة اليد النأسانأية إل جهة من
الهات ،فاليد بالنظر لذاتا ل يب عليها أن تتخحرك إل أي جهة من الهات ،وبالنظر ،إل إرادأةا النأسان فإنا
تتتخحرك ف جهة معينة ،فإذن حركإة اليد جائزةا ل واجبة .وف القيقة فكل ما هو ف العال اليط بك ،فإنأك لو فكر ق
به فإنأك تده جائزا ف أصله ،ويكن أن تطلق عليه واجبا للظروف اليطة به ،أي للحوالا الت تقيده ،وهذا الوجوب
هو ما نأسمحيه بالوجوب العادأي ،ففي القيقة كإل ما هو من العال ،سواءا كإان مكنا عادأةا أو واجبا عادأةا ،فهو جيعه
مكن عقلي .فمحن الواجبات العادأية حركإة الرض كإمحا مثلنا فقد وجدنأا نن أنا مكنة ف نأفسها .وكإذلك سكون
البالا فإنأنا ل نأـرها تتخحرك ،ولكنها يكن أن تتخحرك بنحو زلزلة ،فهي ف نأفسها مكنة إذن وجائزةا.
([9])9إن بعض المور واجبة ل تعال ،ومعن ذلك إنأنا يب علينا أن نأعلم إنا لزمة وثاابتخة ف حق ال تعال،
مثالا ذلك كإونأه تعال قادأرا ،فهذا المر لزم وثاابت ف حقه تعال ،ول يكن أن نأصدق بوجودأ إله غي قادأر ،وكإذلك
وجودأه تعال ،وكإذلك علمحه تعال بكل المور .فلج إشأكالا بالنسبة إل وجوب شأيء ف حقه تعال.
ولكن قد يستخغرب بعض الناس هنا ،حي نأقولا إن بعض المور مستخحيلة على ال تعال ،فهم يظنون بأموهامهم
الفاسدةا أن هذا يستخلزم النقص ف قدرته تعال ،إذ كإيف يكون شأيء ل يصح إثاباته ل تعال .ولكن هذا الوهم
سرعان ما يتخهاوى حي يفكر النأسان ف بعض المور ،ونن سوف نأقرب عليك الوصولا إل هذا الطلب كإمحا يلي:
إنأك إذا اعتخقدت أن العلم واجب ل تعال ،فيجحب أن تعتخقد أن الهل مستخحيل عليه تعال .وكإذلك بالنسبة للقدرةا
الواجبة ،فالعجحز مستخحيل .ول يتخوهدن أحد أن العجحز مثلج مستخحيل لتصاف ال تعال بالقدرةا ،أي فلو كإان ال
تعال غي قادأر ،فإن العجحز ف هذه الالة غي مستخحيل ،بل النق أن العجحز مستخحيل ولو من دأون لفت النظر إل
كإونأه تعال متخصفا بالقدر ،وكإذلك يقالا ف غيها من الصفات .فكيف إذا علمحت أن ال تعال متخصف بالقدرةا ،فهل
يكن مع ذلك أن تتخوهم أنأه يتخصف بالعجحز .فهمحا ف القيقة دأليلجن على ما نأقولا .وسوف يأمت بيان ذلك ،عند
الستخدللا على صفاته تعال .وقد دأدلا الشرعم أيضَا على ما نأقولا هنا ،فقد قالا ال تعال ف كإتخابه العزيز ،ف سورةا
البقرةا )ال ل إله إل هو الي القيوم ل تأمخذه سنة ول نأوم(] ،[255فمحعن الية هنا أن ال تعال ل يوز عليه النوم
ول يوز عليه التخعب .وهذا هو معن أنمحا مستخحيلجن ومتخنعان عليه.
وفيمحا يلي بيان وتفصيل ما أجل هنا ما أوجبه الشرع ف حق الكلفي.
فاعلم أن العاقلق وهو ما سوى ال تعال من الوجودأات ،حادأث مفتخقر إل مدث .والدوث هو الوجودأ
بعد العدم).([12]12
)([14]14
ودأليل الدوث هو التخغي) .([13]13والتخغي ف العال مشاهد أو مستخدلا عليه
ومن هذا العن ما رواه المام مسلم عن أب موسى قالا قام فينا رسولا ال صلى ال عليه وسلم بأمربع إن ال ل ينام
ول ينبغي له أن ينام يرفع القسط ويفضَه ويرفع إليه عمحل النهار بالليل وعمحل الليل بالنهار.وقد روى هذا الديث
أيضَا ابن ماجه وأحد والطيالسي وغيهم كإلهم عن أب موسى.
فتخأممل كإيف يقولا النب عليه السلجم ف حق ال تعال":ل ينبغي له" فهذه الكلمحة معناها يتخنع ف حقه ،أي يستخحيل
عليه ،لتخعلم أن ال تعال يستخحيل عليه بعض المور ،وما يستخحيل عليه تعال إنا هو نأقص يتخنـزه ال تعال عنه.
وتأممل بعد ذلك قوله تعال ف سورةا مري آية )92وما ينبغي للرحن أن يتخخمذ ولدا( .لتخعلم أن اتاذ الولد ف حقه
تعال ،نأقص ل يليق به عز وجل .وكإل النقائص فإنأه يتخنـزه عنها .ومعن هذه الية أن الله من حيث ما هو إله ،فلج
يوز عليه أن يكون له ولد .فتخنـزيه ال تعال عن الولد معناه تنـزيهه عن النقص ،فتخعجحب بعد ذلك من ادأعى أن ال لو
شأاء أن يتخخمذ ولدا لفعل ،وأن هذا ل يستخحيل عليه تعال.
وبذا يكون قد اتضَح أنأه يستخحيل على ال تعال بعض المور ،وهي النقائص .كإمحا يب له تعال الكمحالت الضَة
اللجئقة به ،ول يوز التخوهم أن كإل كإمحالا فهو ثاابت ل ،بل كإل كإمحالا مض فهو ثاابت له تعال .وليس كإل كإمحالا
فهو كإمحالا مض.
القصودأ بالعرفة بالنـزلة أي أن يعرف الصفات الواجبة للرسل مطلقا ،سواءا عرف أساءهم ([10])10
ومواضعهم أم ل ،وأما العرفة بالعي ،فبالضافة إل الصفات يب أن يعرف العيان .وسبب التخفريق بي العرفتخي هو
أن كإثيا من الرسل ل نأعرفهم بالعي ،ولكن علمحنا من خب الصادأق أنأه يوجد رسل كإثيون ،فوجب علينا أن ل نأنسب
إليهم إل ما يليق بقامهم الكبي .قالا ال تعال ف سورةا النساء)ورسلج قد قصصناهم عليك من قبل ورسلج ل
نأقصصهم عليك وكإلم ال موسى تكليمحا )((164
الواجب أن يعرف أمورا معينة من الدين ل أن يعرف الكلف الدين كإله ،وذلك لن الدين متخي، ([11])11
وقد روى المام أحد ف مسنده عن موسى بن أنأس عن أبيه قالا ل يبلغ رسولا ال صلى ال عليه وسلم من الشيب
ما يضَب ولكن أبا بكر كإان يضَب بالناء والكتخم حت يقنأم شأعره قالا عبد ال وجدت ف كإتخاب أب بط يده ثانا
وهو قائم بالعراض ) ،([15]15فالعراض حادأثاة ،لن التخغي دأليل الدوث).([16]16
ث إن العراض ل تنفك عن العيان) ،([17]17ودأليل هذا الشاهدةا ،وما ل ينفك عن الادأث فهو
حادأث) .([18]18فالعيان حادأثاة.
ي).([19]19
ض أو قع ك م
ث لنأه إما قعقر م
إذن العال كإله حادأ م
زيد بن الباب قالا أخبن عمحرو بن حزةا ثانا خلف أبو الربيع إمام مسجحد سعيد بن أب عروبة ثانا أنأس بن مالك قالا
قالا رسولا ال صلى ال عليه وسلم إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق.
وروى المام البخماري ف نأفس العن عن أب هريرةا عن النب صلى ال عليه وسلم قالا إن الدين يسر ولن يشاد الدين
أحد إل غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستخعينوا بالغدوةا والروحة وشأيء من الدلة .وقد رواه أيضَا النسائي ف السنن
الكبى وف التخب وابن حبان جيعهم عن أب هريرةا ،ومعناه كإمحا ترى واحد.
والعن الفهوم من هذا الديث يوافق ما وردأ ف القرآن من أنأه يوجد العارلمحون ويوجد غي العلمحاء ،كإقوله تعال ف
سورةا النأعام )قل ل أقولا لكم عندي خزائن ال ول أعلم الغيب ول أقولا لكم إن ملك إن أتبع إل ما يوحى إل قل
هل يستوي العمى والبصير أفلج تتخفكرون( ] .[50وقوله تعال ف سورةا النزقمر )أم من هو قانأت آنأاء الليل ساجدا
وقائمحا يذر الخرةا ويرجو رحة ربه قل هل يستوي الذين يعلمون والذين ل يعلمون إنا يتخذكإر أولو اللباب( ].[9
والدألة على ذلك كإثيةا .فلذلك فإنأه يب على بعض الناس العلم التخفصيلي ويب على الخرين العلم الجال ،لنأه
ليس جيع الناس يطيقون العلم التخفصيلي.
الدوث معناه هو الوجودأ بعد العدم ،وكإل ما سوى ال تعال من الوجودأات كإان ف الصل ([12])12
معدوما ،ث أوجده ال تعال بإرادأته على قحس ر
ب علمحه الزل .والدليل على هذا من القرآن قوله تعال ف سورةا الرعد)] ق
} [16قل من رب السمحاوات والرض قل ال قل أفاتذت من دأونأه أولياء ل يلكون لنأفسهم نأفعا ول ضرا قل هل
يستخوي العمحى والبصي أم هل تستخوي الظلمحات والنور أم جعلوا ل شأركإاء خلقوا كإخملقه فتخشابه اللق عليهم قل ال
خالق كل شيء وهو الواحد القهار(].[43فكل شأيء فال تعال هو خالقه .واللق هو اليادأ بعد العدم.
ومن الدألة على ذلك أيضَا ما رواه المام البخماري عن عمحران بن حصي رضي ال تعال عنهمحا قالا دأخلت على النب
صلى ال عليه وسلم وعقلت نأاقت بالباب فأمتاه نأاس من بن تيم فقالا اقبلوا البشرى يا بن تيم قالوا قد بشرتنا فأمعطنا
مرتي ث دأخل عليه نأاس من أهل اليمحن فقالا اقبلوا البشرى يا أهل اليمحن إذ ل يقبلها بنو تيم قالوا قد قبلنا يا رسولا
ال قالوا جئناك نأسأملك عن هذا المر قال كان ال ولم يكن شيء غيره وكإان عرشأه على الاء وكإتخب ف الذكإر كإل
شأيء وخلق السمحاوات والرض فنادأى منادأ ذهبت نأاقتخك يا بن الصي فانأطلقت فإذا هي يقطع دأونا السراب فوال
لودأدأت أن كإنت تركإتخها.
والادأث مفتخقر إل مدث ضرورةا).([20]20
وف رواية أخرى ف البخماري ":قالا كإان ال ول يكن شأيء قبله" .وكإذلك هي ف صحيح ابن حبان .وف العجحم
الكبي ":فقالا كإان ال ول يكن غيه".
فقولا الرسولا عليه الصلجةا والسلجم كإان ال ول يكن شأيء غيه ،يدلا دأللة أكإيدةا على أن كإل ما سوى ال تعال
حادأث ،ل يكن ث كإان ،أي مورجقد بعد العدم.
وقد اعتخمحد بعض السمحة على فهمحه السيء وقالا ،لو ل لكن العرش موجودأا دأائمحا ،لا جاز أن يقولا الرسولا وكإان
عرشأه على الاء .والواب :إن هذا القولا يدلا على غباء قائله ،فإن النب عليه الصلجةا والسلجم ،لا قالا ف بداية
الديث ،كإان ال ول يكن شأيء غيه ،دأدلا ذلك على أن ال تعال كإان وحقده ،وهو معن ول يكن شأيء غيه ،فلمحا
قالا وكإان عرشأه على الاء ،لزم أن نأفهم أن وجودأ عرشأه كإان بعد كإون ال تعال وحده ،لن كإون ال تعال أزل ،ل
بداية له ،وكإون العرش حادأث له بداية .ولو قلنا إن النب عليه السلجم أرادأ بذلك أن ال ل يزلا وعرشأه معه ،للزم من
ذلك إبطالا العن الستخفادأ من العبارةا الولا وهي كإان ال ول يكن شأيء غيه ،لن هذا الزعم يعارضها ،كإمحا هو
واضح .فددلا ذلك كإله على ما قلناه ،أي عل وجودأ بداية لكل أمر سوى ال تعال ،وأن ال تعال كإان ف الزلا
وحده ث أوجد العال.
ومن الدألة على ذلك أن كإلمحة "كإان" ف قوله عليه السلجم "كإان ال" ،هي تامة ،وكإان التخامة ل تتخعلق بزمان ،فوجودأ
ال تعال وكإونأه ليس زمانأيا ،ومن هنا فإنأنا نأقولا إن ال تعال ليس ف زمان .وأما كإلمحة "كإان" ف قوله عليه الصلجةا
والسلجم"وكإان عرشأه على الاء"فمحن الواضح أن كإان هنا هي الناقصة ،وهي الت تفيد التخحولا والنأقلجب من حالا إل
حالا ،وهذا يفهم منه أن العرش ل يكن ث كإان .فوجودأ العرش وجودأ زمان فالعرش ف زمان وال تعال ليس ف زمان.
وما دأام العرش ف زمان فهو حادأث ،لن الزمان كإله حادأث ،بدليل نأفس هذا الديث العظيم ،فالزمان ابتخدأ وجودأه
بوجودأ العرش ،ووجودأ العرش مبتخدأ بعد وجودأ ال الذي ل بداية له ،فددلا ذلك على أن الزمان كإله حادأث .وهذه
فوائد ل تدها ف كإتخاب آخر بفضَل ال تعال.
ويدلا على صحة ما قلناه ما وردأ من الروايات الخرى لذا الديث ،ونأوردأها لك هنا لكي تزدأادأ اطمحئنانأا.
يهْدي إلى مؤثر فاعتبرر إذا ظاهر بأن كل أثرر
ثم تليهْا خمسة سلبية وذي تسمى صفة نِافسية
س نِارحل ة
ت التدبةقى قيادمه بالنيبحف ر وهي الرقةدحم بالذات فاعلم والبةبةقا
في الذات أو صفاته العليحة ف للغير وحدانِايةمخال ث
للوارحرد الةقيهْار جيل وةعل والفعرل ِ،فالتأثيدر ليس إل
وهذا الديث عند المام أحد ف مسنده عن عمحران بن حصي قالا قالا رسولا ال صلى ال عليه وسلم اقبلوا البشرى
يا بن تيم قالا قالوا قد بشرتنا فاعطنا قالا اقبلوا البشرى يأمهل اليمحن قالا قلنا قد قبلنا فأمخبنأا عن أولا هذا المر كإيف
كإان قالا كان ال تبارك وتعالى قبل كل شيء وكإان عرشأه على الاء وكإتخب ف اللوح ذكإر كإل شأيء قالا وأتان آت
فقالا يا عمحران انلت نأاقتخك من عقالا قالا فخمرجت فإذا السراب ينقطع بين وبينها قالا فخمرجت ف أثارها فلج أدأرى
ما كإان بعدي.
فقوله عليه السلجم "قبل كإل شأيء" تدلا دأللة أكإيدةا على ما قلناه ،من أن كإل شأيء فله بداية ،وأن ال تعال كإان
وحده ث أوجد الخملوقات .وأيضَا يدلا لذلك أيضَا ما رواه الطبان ف العجحم الكبي عن بن عباس رضي ال تعال عنه
قالا :قالا رسولا ال صلى ال عليه وسلم من قالا ل إله إل ال قبل كل شيء ول إله إل ال بعد كإل شأيء عوف من
الم والزن.
وف فتخح الباري) ":(13/274وللبزار من وجه آخر عن أب هريرةا ل يزالا الناس يقولون كإان ال قبل كإل
شأيء".قلت :وهي ف مسند المام أحد أيضَا.
وف مسند إسحاق بن راهويه ) :(1/330عن أب هريرةا عن رسولا ال صلى ال عليه وسلم قالا ليسأملنكم الناس عن
كإل شأيء حت يقولوا هذا ال خلق كإل شأيء فمحن خلقه قالا جعفر فحدثان أخي عن أب هريرةا رضي ال تعال عنه
قالا كإأمنأه رفعه قالا فإن سئلتخم فقولوا ال كان قبل كل شيء وهو خلق كإل شأيء وهو بعد كإل شأيء .وهذا الديث
رواه أيضَا المام أحد.
فهذه الحادأيث والنصوص كإلها تدلا على أن ال تعال كإان ول يكن غيه ول معه ول قبله ،وأنأه تعال كإان قبل كإل
شأيء .وهو دأليل صريح جدا على قطع سلسلة الوادأث ف الزلا ،خلجفا لن ادأعى ذلك من السمحة .وزعم أن العال
قدي بالزمان ،أي إنأه ل يزلا ال تعال يلق شأيئا قبل شأيء ،ول يوجد بداية للمحخملوقات ،أي ل يكن أن نأتخعقل وجودأ
ال تعال إل ومعه بعض ملوقاته! فهذا الكلجم باطل عقلج ونأقلج ،وقد بينا بطلجنأه نأقلج هنا ،وسيأمت كإيف أنأه باطل
عقلج ف أثاناء بيان دأليل العقل على حدوث العلم ،وكإل ما سوى ال تعال .وكإلجم هذا السم مالف لكل ذلك كإمحا
رأيت ول يوز اعتخقادأه .فكل هذه الروايات والدألة تدلا على أنأه يوجد بداية لمحيع الخملوقات بمحلتخها ولكل واحد
منها .وال الوفق.
فذاك كفر عند أهل الملة ومن يقل بالطبع أو بالعلة
تفذاك بدعي فل تلتف ر ومن يقل بالقوةا المودعرة
حدوثه وهو محال فاستقم لو لم يكن متصفا بهْا لزحم
والدورر وهو المستحيل المنجلي لنِاه يفضي إلى التسلسرل
ب العلحي
والظاهر القدوس والر د فهْو الجليل والجميل والولحي
لا عرفنا أن العال ل بد أن يكون حادأثاا ،وعرفنا أن الدوث هو الوجودأ بعد العدم ،صار لزما ([13])13
علينا معرفة الدليل على الدوث ،فشرع ف بيان ذلك ،فأمشأار أن التخغي هو دأليل الدوث ،والقصودأ بالتخغي هو تبدلا
الحوالا والصفات لفرادأ العال ،فأمنأت ترى بعض الشأياء تتخحرك وترى بعضَها ل يتخحرك ،وما رأيتخه متخحركإا قد تراه
ساكإنا ،وترى بعض المور لا لون وبعضَها ل لون لا ،وهكذا .فهذه الحوالا الت تطرأ على العال هي بذاتا دأليل
على حدوثاه.
أما التخغي الشاهد فكمحا تشاهد الركإات والسكنات الطارئة على الجسام الخمتخلفة ،فتى ([14])14
الشأجحار والطيور والنأسان يتخحرك .وأما الستخدلا عليه فكمحا ترى مثلج القمحر دأائمحا متخحركإا ،فتخقولا إن العقل ل ينع
سكون القمحر ،لن القمحر من جنس الجحارةا والوادأ الت نأشهدها على الرض ،فمحا دأامت هذه الوادأ تتخحرك وتسكن،
فنحن نكم على القمحر بالعقل أنأه يب أن يوز عليه هذان المران أيضَا ،أي الركإة والسكون ،لن القاعدةا العقلية
تقولا إن ما جاز على الشيء فيجحب أن يوز على مثيله ،فالتخمحاثالجت يثبت لا نأفس الحكام .وكإذلك يقالا ف ما
رأيناه دأائمحا ساكإنا .فهذه هي طريقة من طرق الستخدللا الت أشأار إليها ف الخمتخصر.
لا نأظر العلمحاء ف العال ،وجدوه يتخأملف من أجسام ومن صفات طارئة على هذه الجسام، ([15])15
فالجسام سوها أعيانأا وجواهر)جع جوهر وهو أصل الشيء ،لا أن العراض تقوم بالواهر فكأمن الواهر أصل لا(،
ض عقرضاا ،إذا طرأ على الشيء ،ول ض يعر م وسوا ما يقوم ف هذه الجسام بالعراض ،واشأتخقوا هذه السم من كإلمحة قعقر ق
يدم ،فالعارض ما يطرأ على الشيء ويظهر بعد أن ل يكن أو كإان خفيا ،ولذلك يقالا ل تعررض )وبفتخح الراء أيضَا(
لفلجن ،بعن ل تعتض فتخمحنعه باعتاضك أن يبلغ مرادأه .كإذا نأص عليه العلجمة الفيومي ف الصباح الني .وقالا العلجمة
ض الدنأيا أيضَا ما كإان من مالا قدل
ض بالتخحريك ما يعرض للنأسان من مرض ونوه .وقعقر م الوهري ف الصحاح":والقعقر م
ض حاضر يأمكإل منها البقـنر والفاجر".اهـ ،قالا تعال ف سورةا النساء )يا أيها الذين آمنوا إذا أو كإاثر ،يقالا الدنأيا عقر م
ضربتخم ف سبيل ال فتخبينوا ول تقولوا لن ألقى إليكم السلجم لست مؤمنا تبتخغون عرض الحياةا الدنِايا فعند ال مغان
كإثيةا كإذلك كإنتخم من قبل فمحن ال عليكم فتخبينوا إن ال كإان با تعمحلون خبيا(][94ومع أنأه يقالا ف الدنأيا إنا
عرض ،فلج يطلق نأفس المر على الخرةا ،لن الخرةا دأائمحة،قالا تعال ف سورةا الرعد )مثل النة الت وعد التخقون
تري من تتخها النار أددكدلهْا دائم وظلها تلك عقب الذين اتقوا وعقب الكافرين النار(] ،[35فعملرقم من ذلك أن
ض ل يدوم ،أو يكن أن يتخغي. العقر ق
فتخعلم من ذلك كإله كإيف اشأتخق العلمحاء اسم العرض لا هو قائم بالواهر والعيان.
والتصال النِافصارل وال ي
سةفحه منبزهث عن الحلورل والجهْحة
ومن العراض اللوان والركإات والكيفيات النفسانأية كإالب والكراهية وغيها .والكإوان الربعة القائمحة بالعيان من
ض ونأدوعوها إل أنأواع تدها ف الطولت. الجتخمحاع والفتاق والركإة والسكون .وغي ذلك ،وقد عدد العلمحاءم العرا ق
لن ما جاز عدمه ،فإن وجودأه ل يكن أن يكون من ذاته ،أي ل بد أن يكون موجودأا بإيادأ ([16])16
ممورجبد ،وهذا الورجد سيأمت أنأه ل يكن إل أن يكون مريدا ،أي فاعلج بالرادأةا ،لنأه لو ل يكن كإذلك لكان فاعلج
بالعلة أو بالطبيعة ،أي يصدر عنه مفعوله بجحردأ وجودأه ،ولكن ما كإان قديا وافتض كإونأه فاعلج بالعلة أو بالطبيعة
فيستخحيل أن يكون مفعوله حادأثاا ،وقد تبي أن العراض حادأثاة ،فيستخحيل أن تكون معلولة عن القدي ،بل ملوقة له
بإرادأته.
عدم انأفكاك العراض عن الجرام والجسام ،دأليله الشاهدةا لنأنا نأـرى الجسام دأائمحا مرتبطة ([17])17
بالعراض .فالسم إما أن يكون متخحركإا أو ساكإنا .والقوى أن يقالا إن دأليله هو العقل لن السم الذي رأيناه دأائمحا
متخلبسا بالعراض ،قد يقولا قائل ل يوز أن يتخعرى عن جيع العراض وما الدليل على أنأه قد يتخعرى عنها .فالواب:
إن السم وإن كإنا رأيناه دأائمحا متخلبسا بالعراض ،إل إنأه ل يوز أن يتخعرى عنها ،لن معن ذلك أن يكون السم
مثلج ل متخحركإا ول ساكإنا ،وكإون السم كإذلك مالا عقلج .وما دأام السم ل ينفك عن الركإة والسكون معا .إذن ل
يوز أن يتخعرى عن العراض.
القولا بأمن ما ل ينفك عن الحادث فهْو حادث قطعا ،هذه قاعدةا أكإيدةا ،ل يكن خرمها ،ول ([18])18
معارضتخها .وحاصلها أنأه إذا عرفنا أن السم ل يوجد إل متخلبسا بالعراض ،وعرفنا أن العراض ل يكن أن تكون
قدية ،فهي يب أن تكون حادأثاة ،إذن ما ل يوجد إل بوجودأها ،وهو السم يستخحيل أن يكون قديا ،فيجحب أن
يكون حادأثاا .وهذا الدليل قوي حقا لن فهمحه.
فالمر الذي يشتط وجودأه بوجودأ أمر ل يكون إل حادأثاا ،ل يكن أن يكون إل حادأثاا .فافهم ذلك.
قالا جهور العلمحاء :الذي استخطعنا أن نأدرك وجودأه من العال بالدألة القطعية هو الجرام ([19])19
والعراض ،ول يددلا دأليل قطعي ومتخفق عليه على وجودأ أمر غي جسم ول عرض ،وهو من العال .ولذلك فقد بنوا
الدليل الدادلا على وجودأ ال تعال على إثابات حدوث الجسام والعراض.
فالوجودأ هو عي الوجودأ) ،([23]23فإثابات الوجودأ هو إثابات للمحوجودأ ،وقد أثابتخنا الوجودأ بالدليل السابق،
ك أن كإدل أثابر يهدي إل مؤثافرر .والوجودأ صفةم نأفسيدةم لنا نأفس الوجودأ).([24]24
فلج شأ د
ويب إثابات خس صفات سلبية ،وسيت سلبية لن مدلولا كإل واحدةا منها سلب أمر ل يليق به
سبحانأه ،وهذه الصفات هي:
وقالا بعض العلمحاء الققي :إنأنا وإن كإنا نأقولا بدوث كإل ما سوى ال تعال من الوجودأات ،فإنأنا ل نصر ذلك
فقط بالجسام ،بل نأقولا إنأه يوجد بعض الوجودأات غي ال تعال مردأةا عن الادأةا والسمحيات ،أي مردأةا عن الزمان
والكان ،ومع ذلك فهي ملوقة .فكل ما سوى ال تعال من الجسام والردأات فهو حادأث ،بدليل الحتخياج
والمكان.
وعليه ،فحصر العال بالجسام والعراض إنا هو بناء على القطوع بوجودأه.
ضح المام الدردأير حاصل هذا الدليل ف شأرحه على الريدةا ،فقالا ص ":29أما دأليل كإون العال حادأثاا فلنأه وقد و د
قام به أي العال يعن باعتخبار بعضَه وهو العراض التخغينـمر من عدم إل وجودأ ومن وجودأ إل عدم ،إما بالشاهدةا
كإالركإة بعد السكون والضَوء بعد الظلمحة والسوادأ بعد البياض ،والرارةا بعد البودأةا ،إل غي ذلك ،والعكس ،وإما
بالدليل وذلك لن ما شأوهد سكونأه مثلج على الدوام كإالبالا أو حركإتخه على الدوام كإالكواكإب جاز أن يثبت له
العكس ،إذ ل فرق بي رجكربم وجربم .وإذا جاز عدمها استخحالا قرقدممها ،لن ما ثابت عدمه استخحالا قدمه ،فتخكون
حادأثاة .فحينئذ جيع العراض حادأثاة ،ويلزم من حدوثاها حدوث جيع الجرام والواهر لعدم انأفكاكإها عن العراض
الادأثاة ،وكإل ما ل ينفك عن الادأث فهو حادأث .فظهر أن جيع العال من أعراضه وأجرامه وجواهره حادأث ،أي
موجودأ بعد أن ل يكن".اهـ
بعد أن ثابت أن العال حادأث ،ل بدد أن تعلم أن كإل حادأث فيجحب أن يكون متخاجا إل مدث ([20])20
ث .وكإذلك يستخحيل أن يوجد وحده بأمن يكون ف الزمان الاضي ف وجودأه ،فيستخحيل أن يوجد الادأث بلج مكمرد ب
معدوما ث يوجد بلج سبب لوجودأه .فوجودأ الادأث بلج سبب مستخحيل عقلج .وحاصل ذلك :أن الادأث كإمحا ذكإرنأا
هو ما كإان معدوما ث صار موجودأا ،أي إن عدمه سبق وجودأه ،ول يقصد من ذلك إل وجودأ بداية لوجودأه .فلو
فرضنا أنأه صار بعد ذلك موجودأا ،فنقلجب عدمه إل وجودأ ،إما أن يكون بلج سبب ،أو بسبب .فأمما أن يكون بلج
سبب فذلك مستخحيل ،لن المحكن متخساوي الطرفي ف ذاته ،أي طرف عدمه يساوي طرف وجودأه ،والمران
التخساويان ل يتجح أحدها على الخر بلج مرجح لستخحالة الرجحان من دأون مرجح .وقد يقولا قائل إن العال أثاناء
كإونأه عدما رجح وجو نأفسه فصار موجودأا ،والواب :إن هذا الكلجم يضَحك منه الطفالا ،ول يعقله أحد ،فهو
كإلجم متخناقض ،فكيف يؤثار العدم ف المحكن فيجحعله موجودأا ،وهل يكن صدور الوجودأ عن العدم الض؟ إن هذا
مالا .ولو فرضنا ذلك لستخلزم ذلك أن يكون العال موجودأا قبل وجودأه ،ولكن قبل وجودأه ،كإان معدوما ،إذن فيلزم
الرققدمم الذات :بعن أنأه تعال قدي) ([25]25لذاته ،ل لعلة أوجبت وجودأه،
أن يكون موجودأا معدوما ف نأفس الوقت ،وهو ما يعب عنه العلمحاء بالددكورر ،أي دأوران المر وحصوله قبل نأفسه،
ي ل ي قرومزه عاقل. ومشهور عندهم أن الدور مستخحيل قطعا .وهذا تناقض ب م
إذن اللجصة :إنأه ل بد من احتخياج كإل مكن إل مكمرد ب
ث.
وقد أشأار ال تعال إل هذه الطريقة من الستخدللا ف كإتخابه العزيز فقالا جدل شأأمنأه ف سورةا الطور )أم دخلردقوا رمحن غةحيرر
ةشحيءء أةحم دهدم الخالقون ] [35أم خلقوا السمحاوات والرض بل ل يوقنون] ([36فقوله تعال أم خلقوا من غي شأيء،
فيه دأليل على استخحالة وجودأ الادأث بلج سبب ،وكإلمحة رمن هنا تفيد السببية ،ل التخبعيض كإمحا يتخوهم البعض ،لقابلتخها
بقوله تعال أم هم الالقون ،أي هل حصل وجودأهم بعد أن ل يكن حاصلج بلج سبب ،فهذا مستخحيل ،وهذا يفيد
استخحالة الرجحان بلج مرجح ،أم حصل وجودأهم بأمن أوجدوا هم أنأفسهم فهو أيضَا مالا متخنع ،وهو يفيد استخحالة
الددكورر ،لا بيدنا.
فأمنأت ترى أيها القارئ العزيز أن العلمحاء استخندوا ف استخدللتم إل الكتخاب العزيز ،وأن الدألة الت احتخجحوا با على
العقائد اليانأية إنا هي مستخمحدةا العقولا الصحيحة ،ول تالف القرآن بل توافقه ،وقد جاء بتخأمييد الكثي منها بالنص
عليها ،كإمحا ترى هنا ،وكإمحا سوف نأعلمحك فيمحا يلي من الباحث ،بتخوفيق ال تعال.
والرادأ من ذلك أن العال با أنأه ثابت أنأه حادأث ،فيجحب أن يثبت أنأه ليس بقدي ،ول يوز أن يقالا إن العال ليس
بقدي ول بادأث أيضَا ،لن هذا رفع للنقيضَي .لن الادأث هو الوجودأ بعد العدم ،والقدي هو الوجودأ بلج سبق
عدم ،أو الادأث هو الذي له بداية ،والقدي الذي ل بداية له ،فاجتخمحاع كإون المر حادأثاا وقديا مستخحيل ،للزوم
اجتخمحاع النقيضَي.وهو مستخحيل بالبداهة.
واعلم أيها القارئ أن هذه الطريقة ف الستخدللا على حدوث العلم ،ووجودأ ال تعال تسمحى عند العلمحاء من أهل
السنة دأليل الدوث ،وهو أحد الطرق العديدةا الت اتبعها أهل السنة ف إثابات وجودأ ال تعال .وهي طريقة قرآنأية ،أي
وردأ القرآن بإثاباتا ،ودأدلا الناس على اتباعها .وسوف نأوضح لك ذلك فيمحا يلي.
والقيام بالنفس :وهو عدم الفتخقار إل مبل يقوم به وعدم الفتخقار إل ممورجبد).([28]28
كقالا ال تعال ف سورةا النأعام )وهو الذي خلق السمحاوات والرض بالفق ويقـكوقم يقولا مكإكن فيكومن قـكولمهم القنق وله الكل م
م
صقناقم ا آلةا إر كف
ن ر
ب والشهادأةا وهو الكيم البي ) (73وإذ قالا إبراهيم لبيه آقزقر أتقتخـدخممذ أق ك صور عارلم الغقكي ر قيوقم يـمكنـقفمخ ف ال ن
ي ) (75فلدمحا ي ) (74وكإذلك نأـري إبراهيم ملقمكوت السمحاوات والر ر ر أراقك وقـوقمك ف ضلجبلا ممبر ك ب
ض وليقمكوقن مقن املوقن ق ك ك قق ق ق قك
ي ) (76فلمحا رأى الققمحقر بارزقغا قالا هذا رفب فلدمحا ر ر ر
قجدن عليه الليمل رأى كإوكإبا قالا هذا رب فلمحا أقفققل قالا ل أمح ن
ب الفل ك ق
ضَالي ) (77فلمحا رأى الشمحس بازغةا قالا هذا رب هذا أككإبقـمر فلدمحا ن رف كب لقمكإونأقدن من القكورم ال د رر ر
أفققل قالا لقئكن ل يقـكهد ك
ر
ض حنيف ا وما أنأا من ت وكجرهقي للذي فطققر الدسمحاوات والر ق ت قالا يا قوم إن بريءم دما تمكش ركإون ) (78إن قودجكه م أقفل ك
وفكي ف ال وقد هدان ول أخاف ما تشركإون به إل أن يشاء رب شأيئا ورسع الشركإي ) (79وقحآَدجهم قوممه قالا أق مقتآَنجـ ك نأـ
ف ما أكشأقرككإتخمكم ول تافون قنأأدمككم أكشأقرككإمتخم بالر ما ل يمنـزكلا به عليكم ب ر
ف قأخا م رب كإدل قشأكيء عكلقمحا أقفلج تقـتخققذدكإمرون ) (80وقكإكي ق
ي القفريقي أقحنق بالدكمرن إركن مكإكنتخمكم تقـكعلقممحون )((81 سلطانأا فأم ن
فهذه اليات الباركإات تدلا دأللة أكإيدةا على الطريقة الت شأرحناها لك ف الستخدللا على وجودأ ال تعال وعلى أنأه
تعال غي العاقل ومالف لمحيع الوجودأات ،وأنأه ل يتخصف بشيء من صفات الجرام ،وسوف نأبي لك ذلك كإله
باختخصار فيمحا يلي:
-حاصل ما ذكإره المام الرازي ف تفسيه أن قوم إبراهيم عليه الصلجةا والسلجم كإانأوا من الناس الذين لحظوا
اختخلجف الفصولا الربعة بسب اقتاب وابتخعادأ الكواكإب من الشمحس والقمحر وغيها ،وبسب هذه الفصولا
الربعة تتخجحددأ الحوالا وتتخغي الالت ،فغلب على ظنون أكإثر اللق أن مبدأ حدوث الوادأث ف هذا العال هو
التصالت الفلكية والناسبات الكوكإبية ،ث بالغوا ف تعظيمحها ،فمحنهم من اعتخقد كإونا واجبة الوجودأ لذاتا
ومنهم من اعتخقد حدوثاها ،إل إنم قالوا إنا وإن كإانأت حادأثاة وملوقة ل تعال إل إنا هي الدبرةا لحوالا هذا
العال ،فاعتخثدوا أن ال تعال قد فوض تدبي العال لذه الكواكإب .ث اتذوا لكل كإوكإب صنمحا فجحعلوا صنم
الشمحس من الذهب وصنم القمحر من الفضَة ،ث أقبلوا على عبادأةا هذه الصنام ،وغرضهم هو عبادأةا الكواكإب.
فهذا حاصل ما كإان عليه قوم إبراهيم عليه السلجم.
-قالا المام الرازي):(7/38والدليل على أن حاصل دأين عبدةا الصنام ما ذكإرنأاه أنأه تعال لا حكى عن الليل
صلوات ال عليه أنأه قالا لبيه آزر أتتخخمذ أصناما آلة ،إن أراك وقومك ف ضلجلا مبي ،فأمفت بذا الكلجم أن
عبادأةا الصنام جهمل ،ث لا اشأتخغل بذكإر الدليل أقام الدليل على أن الكواكإب والقمحر والشمحس ل يصلح شأيء
ويلزم عن الوحدانأية ف الفعالا أنأه ل مؤثار ول خالق إل ال).([31]31
ولذا) ([32]32يكفر من يقولا بفعل نأاتج عن طبيعة أو بفعل نأاتج عن عادأةا ،من غي أن يكون ل تعال
فيه اختخيار).([33]33
وأما من يقولا بقوةا أودأعها ال تعال ف اقلشأياء با يدث التخأمثاي ،فليس بكافر على الصحيح بل هو
مبتخدع).([34]34
منها لللية ،وهذا يدلا على أن دأين عبدةا الصنام حاصله يرجع إل القولا بإلية هذه الكواكإب ،وإل لصارت
هذه الية متخنافية متخنافرةا .وإذا عرفت هذا ،ظهر أنأه ل طريق إل إبطالا القولا بعبادأةا الصنام إل بإبطالا كإون
س ال روحه ،وهو ف غاية التقان. الشمحس والقمحر وسائر الكواكإب آلة لذا العال مدبرةا له".اهـ كإلجمه قدد ق
-وقد وضح المام الرازي أن طريقة النأبياء ف الردأ على هذا الذهب الفاسد ،تتخأملف من مقامي :أحدها:إقامة
الدلئل على أن هذه الكواكإب ل تأمثاي لا البتخة ف أحوالا هذا العال كإمحا قالا ال تعال)أل له اللق والمر(،
والثان :أنا بتخقدير أنا تفعل شأيئا ويصدر عنها تأمثايات ف هذا العال ،إل أن دألئل الدوث حاصلة فيها،
فوجب كإونا ملوقة ،والشأتخغالا بعبادأةا الصل أول من الشأتخغالا بعبادأةا الفرع.
-هذا كإان ملخمصا لا يعتخقده قوم إبراهيم عليه السلجم .فلننظر الن كإيف كإانأت مناظرةا إبراهيم عليه السلجم
وإرشأادأه لقومه ف معرفة بطلجن هذا الذهب.
-نأذكإر لك أول حاصل مناظرته عليه الصلجةا والسلجم لقومه كإمحا يستخفادأ من كإلجم العلمحاء :فإن سيدنأا إبراهيم عليه
السلجم حادج قومه أول ف عبادأتم للصنام ،كإمحا أشأار ال تعال إل ذلك ف قوله)وإذ قالا إبراهيم لبيه آقزقر
صقناقم ا آلةا إرفن أراقك وقـوقمك ف ضلجبلا ممبر ك ب ر
ي( ،وقالا كإمحا ف سورةا النأبياء)إذ قالا لبيه وقومه ما هذه ك ق قك أتقتخـدخممذ أق ك
التخمحاثايل الت أنأتخم لا عاكإفون ) ،((52وقالا تعال ف سورةا مري)واذكإر ف الكتخاب إبراهيم إنأه كإان صديقا نأبيا )
(41إذ قالا لبيه يا أبت ل تعبد ما ل يسمحع ول يبصر ول يغن عنك شأيئا ) (42يا أبت إن قد جاءن من
العلم ما ل يأمتك فاتبعن أهدك صراطا سويا ) (43يا أبت ل تعبد الشيطان إن الشيطان كإان للرحن عصيا )
(44يا أبت إن أخاف أن يسك عذاب من الرحن فتخكون للشيطان وليا ) (45قالا أراغب أنأت عن آلت يا
إبراهيم لئن ل تنتخه لرجنك واهجحرن مليا ) (46قالا سلجم عليك سأمستخغفر لك رب إنأه كإان ب حفيا )(47
وأعتخزلكم وما تدعون من دأون ال وأدأعو رب عسى أل أكإون بدعاء رب شأقيا ).((48
-وقالا ف سورةا الشعراء)وإذا مرضت فهو يشفين ) (80والذي ييتخن ث ييي ) (81والذي أطمحع أن يغفر ل
خطيئت يوم الدين ) (82رب هب ل حكمحا وألقن بالصالي ) (83واجعل ل لسان صدق ف الخرين )
(84واجعلن من ورثاة جنة النعيم )((85
ويب وصف ال تعال بذه الصفات السلبية المحسة لنأه لو ل يكن موصوفا با وبكل واحدةا منها
للزم حدوثاه ،تعال عن ذلك ،وحدومثاه تعال مالا عقلج ،لنأه يفضَي إل التخسلسرل إن قلنا إن لكل
حادأث مدثاا إل ما ل ناية ،وهو باطل لنأه يلزم عنه الفراغ ،أي عدم وجودأ العال ،أو يفضَي إل الدور
بأمن يرجع من أحد أفرادأ السلسلة إل الولا ،وهو باطل لنأه يلزم عنه اجتخمحاع النقيضَي؛ قسكبمق الوارحرد
نأكفقسهم ف الوجودأ).([35]35
-فهذه هي الطوةا الول الت سار فيها سيدنأا إبراهيم عليه السلجم ،وهي استخنكار عبادأتم للصنام للسباب الت
ذكإرها ف اليات السابقة .وقد كإنا ذكإرنأا لك أيها القارئ أن قوم إبراهيم كإانأوا يعبدون الصنام ليس لذاتا بل
لنم كإانأوا يعتخبونا دأالة على الكواكإب الت يعتخقدون فيها أنا الدبر لمورهم ،فالكواكإب هي الرباب القيقية
الت يعبدها هؤلء ،ولكن وكإمحا نأبهناك سابقا فإن كإثيا من الصابئة عبدوا الصنام وغفلوا عن الكواكإب .فمحشى
معهم سيدنأا إبراهيم عليه السلجم بالتخدريج الذكإور ،فأمبطل لم عبادأةا الصنام ث انأتخقل إل إبطالا عبادأةا الكواكإب
أيضَا ،وهي مل كإلجمنا.
-إذن سيدنأا إبراهيم ل يكن يعتخقد أن الصنام هي الت تدبر المور ،وكإذلك ل يكن يعتخقد أن الكواكإب هي الت
تدبر المور ،ولكن بطلجن أمر الصنام أوضح وأسهل من بطلجن أمر الكواكإب ،فلهذا فقد تنـزلا سيدنأا إبراهيم
مع قومه ف مناظرتم ف أمر الكواكإب ،وافتض جدل ف أولا المر التخسليم لم بربوبية الكواكإب ،فقالا لم لا
د
قجدن عليه الليمل ورأى كإوكإبا )هذا رب( ،فقوله هذا رب ل يكن على سبيل العتخقادأ ،بل على سبيل الاراةا،
ي( ،ول يريد بقوله أحب مردأ البة وهي ولذلك لا لحظ مع قومه أمفمـوقلا الكوكإب ،أعلن لم قائلج)ل أمرح ن رر
ب الفل ك ق ك
تعلق القلب بالمر ل لسبب ،بل أرادأ تنبيههم إل أنم إنا يبون الكوكإب لنم يعتخقدون ربوبيتخه وتدبيه
لمورهم ،فهذه البة نأاشأئة من هذا العتخقادأ ،فهو لا نأفى مبتخه للكوكإب ،فإنا أرادأ نأفي هذا العتخقادأ ،لنأه لو
ب يب أن يكون مبوبا ،فلمحا نأفى هو مبتخه كإان يعتخقد ما يعتخقدون لب الكوكإب أيضَا .وأيضَا فإن الر د
ب .ولرحظ أنأه إنا عدلق عدم مبتخه للكوكإب ،بعنوان وصفه له بأمنأه من للكوكإب ،أرادأ نأفي اعتخقادأه بأمن الكوكإب ر ب
لفوقلا هو سبب ف كإون الكوكإب ليس رباا .فالعلة الت من الفلي ،فالفولا هو السبب ف عدم مبتخه له ،أي إن ا م
أجلها حكم عليه الصلجم بعدم ربوبية الكوكإب إنا هي الفول .فكل ما كإان آفلج سواء كإان كإوكإبا أو شسا أو
قمحرا أو غي ذلك فيستخحيل أن يكون ربداا.
-ث لا أبطل لم اعتخقادأهم بربوبية الكوكإب ،انأتخقل لم إل أمر آخر ،وهو القمحر ،فمحشى معهم على نأفس النسق،
ضَالي( ،وقوله هنا ن رف كب لقمكإونأقدن من القكورم ال د رر ر ر
قالا)فلمحا رأى الققمحقر بازقغا قالا هذا رفب فلدمحا أفققل قالا لقئكن ل يقـكهد ك
لئن ل يهدن رب..ال ،إنا هو على سبيل التخنـزلا مع قومه استشأادأا لم ،على اعتخبار أنأه مشى معهم بالتخدريج،
ول يوز أن يقولا قائل إنأه كإان معتخقدا لذلك أو إنأه ل يكن يعرف ربه ،لن هذا ل يليق بأمحوالا انأبياء عليهم
ت
الصلجةا والسلجم ،وأيضَا لن اليات دأالة على خلجف ذلك ،نو قوله تعال)وكإذلك نأـركي إبكراهيقم قملقمكو ق
ي( الذي يدلا على أن هذا كإله تعليم من ال تعال لسيدنأا إبراهيم ولو إل السمحاوات والر ر ر
ض وليقمكوقن مقن املوقن ق
ثم المعانِاي سبعة للرائي أي علمه المحيط بالشيارء
حياته وقدرةا إرادةا وكل شيء كائن أراةدحه
وإن يكن بضيده قد أمرا فالقصد غير المر فاطررح الرمراح
فقد علمت أربعا أقساما في الكائنات فاحفرظ المقاما
كلمه والسمع والبصادر فهْو الله الفاعل المختادر
أولا الطريق ،وهو مطلق النظر ف الخملوقات ،ف أثاناء مادألتخه لقومه.ويدلا على ذلك قوله تعال ف آخر اليات
وفكي ف ال وقد هدان( ،إذن كإانأت
بعدما أقام عليهم الجحة بإبطالا ربوبية الكواكإب)وقحآَدجهم قوممه قالا أق مقتآَنجـ ك نأـ
هذه ماجة لقومه وتعليمحا لم.
-ولا انأتخهى من إبطالا ربوبية القمحر انأتخقل إل إبطالا ربوبية الشمحس بنفس السلوب فقالا)فلمحا رأى الشمحس بازغةا
ت قالا يا قوم إن بريءم ر دما تمكشركإون( وتأممل ف قوله "يا قوم ال" لتخعرف أن هذه
قالا هذا رب هذا أككإبقـمر فلدمحا أقفل ك
اليات كإانأت تصف مناظرته مع قومه وما تلل اليات من كإلجم من مثل قوله)لئن ل يهدن رب( ل يدلا مطلقا
على أن إبراهيم عليه السلجم ل يكن يعرف ربه ،بل كإان هذا على سبيل التخدنررج والتخنـزلا ف تعليم وإرشأادأ قومه.
لفول .والفولا هو الغياب والتخحولا من حالا إل حالا. -إذن فالسبب ف إبطالا ربوبية هذه الكواكإب كإان هو ا د
إذن فكل ما كإان آفلج ومنتخقلج من حالا إل حالا ،فلج يكن أن يكون ربا ،ومعلوم للقارئ أن هذا هو عي
الطريق الذي اتبعه التخكلمحون وهو نأفس الطريق الذي شأرحناه لك فيمحا سبق .وبال التخوفيق.
ت ،بل هو مطلق الغياب ،ولو ل يكن عن انأتخقالا وتولا من حالا إل -وقد يقولا قائل إن الفولا ليس هو ما ذكإر ق
حالا ،أي ولو ل يكن عن تغي ،فالواب :إن هذا باطل ،فال تعال هو غيب عنا ،ومع ذلك فهو واجب
الوجودأ ،وهو الرب حقا ،فليس مطلق الغياب هو الدليل على انأتخفاء الربوبية ،بل هو الفولا الذ يشتخمحل على
الغياب الناتج عن النأتخقالا من حالا إل حالا ،أي التخغي من حالا إل حالا.
-ويستخفادأ من هذه اليات فوائد عديدةا ف علم التخوحيد فهي ف القيقة تدلا على أصولا ف علم التخوحيد ،ولذا
فقد اهتخم با العلمحاء كإثيا ،وسوف نأذكإر هنا بعض ما قاله المام الرازي ف تفسيه ):(59-7/58
الكم الولا :هذه الية تدلا على أنأه تعال ليس بسم إذ لو كإان جسمحا لكان غائبا عنا أبدا ،فكان آفلج أبدا،
وأيضَا يتخنع أن يكون تعال ينـزلا من العرش إل السمحاء تارةا ويصعد من السمحاء إل العرش أخرى ،وإل لصل معن
لفولا.
ام
ث يب إثابات سبع صفات للباري ،تسمحى صفات العان وسيت كإذلك لن كإل واحدةا منها عبارةا
عن معن قائم بذاته تعال).([36]36
الكم الثان :هذه الية تدلا على أنأه تعال ليس ملج للصفات الدثاة كإمحا تقوله الكرامية ،وإل لكان متخغيا ،وحينئذ
يصل معن الفولا ،وذلك مالا.
الكم الثالث :تدلا هذه الية على أن الدين يب أن يكون مبنيا على الدليل ل على التخقليد ،وإل ل يكن لا
الستخدللا فائدةا البتخة.
الكم الرابع :تدلا هذه الية على أن معارف النأبياء بربم استخدللية ل ضرورية ،وإل لا احتخاج إبراهيم إل الستخدللا.
الكم الامس :تدلا هذه الية على أنأه ل طريق إل تصيل معرفة ال تعال إل بالنظر والستخدللا ف أحوالا ملوقاته،
إذ لو أمكن تصيلها بطريق آخر ،ل اعدلا إبراهيم عليه السلجم إل هذه الطريق وال أعلم".اهـ
وأيضَا فإن هذه اليات تدلا على أن طريق العرفة بال تعال هو النظر ف الخملوقات ،وهو الطريق الذي اتبعه
التخكلمحون من أهل السنة.
صر
ف بتخوفيق ال تعال. وتوجد فوائد أخرى لذه اليات ،وما ذكإرنأاه هنا كإاف للمحن ر
الفهوم من هذا الكلجم أن الصفات الت يب على الكلف أن يعتخقد با ،ويعاقب إذا ل يعرفها، ([22])22
هي الصفات العدودأةا لحقا .بعن إن هذا القدر من الصفات هو أقل عددأ يب على النأسان أن يعرفه ،أي إنأه إن
ل يعرف بعضَا منها فإنأه يعاقب.
فإن قالا قائل :فهل صفات ال تعال مصورةا ف هذا العددأ ،بعن إنأه تعال ل يتخصف بأمكإثر من هذه الصفات.
فالواب :ل ،فإن كإمحالت ال تعال ل ناية لا ،والدليل على ذلك ،ما رواه مسلم ف صحيحه عن أب هريرةا عن
عائشة قالا فقدت رسولا ال صلى ال عليه وسلم ليلة من الفراش فالتخمحستخه فوقعت يدي على بطن قدميه وهو ف
السجحد وها منصوبتخان وهو يقولا اللهم أعوذ برضاك من سخمطك وبعافاتك من عقوبتخك وأعوذ بك منك ل أحصي
ثناء عليك أنِات كما أثنيت على نِافسك.
والعلم :وهي صفة أزلية تنكشف با الوجودأات والعدومات على ما هي عليه انأكشافا ل يتخمحل
ط بالشأياء كإلها واجبها وجائزها ومستخحيلها).([39]39
النقيض بوجه .وعلممحه تعال مي م
والمام مالك ف موطئه عن ممحد بن إبراهيم بن الارث التخيمحي عن عائشة .ورواه المام أحد عن أب هريرةا عن
عائشة،وهو ف مسند إسحاق بن راهويه ،ومسند أب يعلى،ورواه أحد ف مسنده والطيالسي عن علي كإرم ال وجهه،
فيمحا كإان النب عليه الصلجةا والسلجم يقوله ف آخر وتره .ورواه غيهم.
وهو ف شأرح معان الثاار عن عروةا عن عائشة رضي ال تعال عنها فذكإر مثله إل أنأه ل يذكإر قوله ل أحصى ثاناء
عليك وزادأ أثان عليك ل أبلغ كإمحا فيك.
وف السنن الكبى عن علي بلفظ "اللهم ل أستخطيع ثاناء عليك ولو حرصت ولكن أنأت كإمحا أثانيت على نأفسك".
وف الحادأ والثان للضَحاك عن خالد بن الطفيل بن مدرك الغفاري عن النب عليه السلجم "ل أبلغ ثاناء عليك أنأت
كإمحا أثانيت على نأفسك".
وقوله عليه الصلجةا "ل أبلغ ثاناء عليك" يدلا على أن ال تعال يتخصف بصفات عديدةا وأن له كإمحالت كإثيةا ل
يبلغها أفضَل البشر فكيف بغيه عليه الصلجةا والسلجم .ويدلا قوله"أنأت كإمحا أثانيت على نأفسك" على أنأه ل يعرف ال
تعال إل ال .وهو موافق لقوله تعال ف سورةا طه)يقـكعلقمم ما بي أقكيديرهم وما قخكلقفمهم ول مريكيطوقن برره رعكلقمحاا] ،([110وقوله
ف القركبيـمر ]([103 ر
صامر قومهقو يمكد رمك البك ق
صاقر قومهقو اللطكي م تعال ف سورةا النأعام)ل تمكد رمكإهم البك ق
فكل هذا وغيه يدلا على ما قلناه .وهذا هو ما اعتخمحده الققون من أهل السنة والمحاعة الشأاعرةا ،فقد قالا المام
السنوسي رحه ال تعال ف شأرحه على أم الباهي عند شأرحه على قوله)فمحمحا يب لولنأا عز وجل عشرون صفة( ص
":73أشأار بن التخبعيضَية إل أن صفات مولنأا جل وعدز الواجبة له ل تنحصر ف هذه العشرين ،إذ كإمحالته تعال ل
ناية لا ،لكن العجحز عن معرفة ما ل ينصب عليه دأليل عقلي ول نأقلي ل نأؤاخذ به بفضَل ال تعال".اهـ وكإلجمه
واضح ف أن صفات اله تعال ل تنحصر ف هذه العشرين أو الثلجثاة عشر ،ولكن يفهم منه أن ال تعال ل ياسبنا
ص
على عدم معرفة جيع كإمحالته ،لنأه ل يكلفنا بذلك ،ولنأه ل يوجد قدرةا من العقل على معرفة ذلك ،ول يردأ نأ ب
شأرعي يبي ذلك .فعفا عنا ال تعال بفضَله.
القصودأ من قولنا بأمن الوجودأ هو عي الوجودأ ،أي إنأنا ل نأفهم من قولنا "وجودأ ال" إل "ال". ([23])23
فلج يوجد زيادأةا ف الارج وتفاضل بي ما يفهم من الولا على ما يفهم من الثان .ووجودأ كإل شأيء عند المام
الشأعري هو عي الشيء ،وليس صفة زائدةا على ذاته اتصف با.
والرادأةا :وهي صفة أزلية تصص المحكن ببعض ما يوز عليه من وجودأ أو عدم ومقدار وزمان ومكان
وجهة .وكإل شأيء موجودأ من العيان والعراض فقد أرادأ ال تعال وقوعه).([41]41
فلج يقع ف ملكه إل ما يريد ،سواء كإان هذا الوجودأ مأممورا به أو منهيا عنه ،وعلى هذا فالرادأةا غي
المر.
ث ،فوجودأكإنل أثار يهدي إل مؤثار ،هذه بديهية عقلية ،ول شأك أن الادأث ل بدد له من مرد ب ([24])24
الادأث بلج سبب باطل بالبداهة ،وقد سبقت الشأارةا إل ذلك .وما دأمنا قد أثابتخنا حدوث العال ،فإنأه يب علينا
العتاف بوجودأ مورجبد للعال .قالا المام الدردأير ف شأرح الريدةا ص ":29وأما دأليل كإون كإل حادأث فهو مفتخقر إل
موجد ،فلنأه صنعة بديعة مكمحة التقان ،وكإل ما كإان كإذلك فله صانأع ،إذ لو ل يكن له صانأع للزم أن يكون
حدث بنفسه ،فيلزم ترجيح أحد المرين التخساويي أعن الوجودأ والعدم على مساويه بلج سبب وهو مالا لا يلزم عليه
من اجتخمحاع الضَدين أعن الساواةا والتجيح بلج مرجح ،على أنأه يلزم عليه ترجيح الضعف على القوى لن الصل فيه
العدم وهو أقوى من وجودأه".اهـ
ي أعلجه ،هو الذي ل بداية لوجودأه ،وقد يظن كإثي من الناس أن ال تعال قدي القدي كإمحا هو ب ف م ([25])25
بالزمان ،بعن أنأه تعال موجودأ منذ أزمنة ل ناية ول بداية لا ،وهذا العتخقادأ باطل ،لن الزمان معناه ،التخجحددأ أو هو
مشتخق من التخجحددأ والتخغي ،وقد مضَى إثابات أن ال تعال كإان ول يكن معه غيه ،وأن ال تعال ل يوز طروء التخغيات
عليه ،لن التخغي دأليل النقص والدوث والحتخياج ،إذن يتخحصل من هذا أن ال تعال يستخحيل أن يكون وجودأه
زمانأيا ،بعن أن يكون الزمان قيدا ف وجودأه كإمحا هو قيد ف وجودأ الوادأث والخملوقات ،فهذا باطل.
وما دأام هذا باطلج ،فيجحب أن نأفهم للرققدرم معن آخر غي القدم الزمان النأف الذكإر ،وهذا العن هو القدم الذات،
والقصودأ من القدم الذات ،هو أن الذات اللية ل أولا لا ،وعدم وجودأ أولية لا هو أمر لزم لا ،وليس مستخمحدا من
غيها ،ول هو معلولا عن غيها ،فعدم وجودأ أولية للذات اللية ،أمر ذات لا .بعن أنأنا ل يكن أن نأتخعقل مفهوم
اللوهية إل بنفي الدوث عن الله ،فالتخصديق بالله الادأث هذا أمر ل يقولا به عاقل.
وقد مضَت الشأارةا إل أحد الدألة النقلية على حدوث الزمان كإله ،وذلك أثاناء الكلجم على مفهوم الدوث ،بقوله
عليه الصلجةا والسلجم"كإان ال ول يكن شأيء غيه ،وكإان عرشأه على الاء" ،فقد قلنا هناك أن كإون العرش زمان ،وأن
كإون ال ل تعلق له بالزمان .وأن الزمان وجد منذ وجودأ العرش ،ول يكن قبل العرش زمان ول مكان .فارجع إليه.
وأما الدليل العقلي على امتخناع كإون الزمان قديا ،فإنأه سيأمت بيانأه عند ذكإر الدليل العقلي على هذه الصفات السلبية
المحسة.
بقي شأيء هنا ،وهو أن لفظ "القدي" نأازع بعض الشوية ف إطلجقه على ال تعال .وادأعى بعضَهم أنأه ل يردأ مطلقا
ف النقل ،فكيف نأطلقه على ال تعال؟
وتنقسم الكائنات على هذا إل أربعة أقسام :مأممور به ومرادأ كإإيان أب بكر ،والثان عكسه كإالكفر
منه ،والثالث :مأممور به غي مرادأ كإإيان من أب جهل ،والرابع عكسه كإكفره.
والكلجم :وهو صفة أزلية نأفسية ليست برف ول صوت ،وتدلا على جيع العلومات.
والسمحع والبصر :وها صفتخان أزليتخان ينكشف بمحا جيع الوجودأات انأكشافا تاما ،والنأكشاف بمحا
يغاير النأكشاف بالعلم كإمحا أن النأكشاف بإحداها يغاير النأكشاف بالخرى.
والواب:إنأنا أول ننع ادأعاءهم بأمن هذا اللفظ ل يردأ إطلجقه على ال تعال ،فقد وردأ ف الديث الذي رواه أبو دأاودأ
قالا حدثانا إساعيل بن بشر بن منصور ثانا عبد الرحن بن مهدي عن عبد ال بن البارك عن حيوةا بن شأريح قالا
لقيت عقبة بن مسلم فقلت له بلغن أنأك حدثات عن عبد ال بن عمحرو بن العاص عن النب صلى ال عليه وسلم أنأه
كإان إذا دأخل السجحد قالا أعوذ بال العظيم وبوجهه الكري وسلطانِاه القديم من الشيطان الرجيم قالا أقط قلت نأعم
قالا فإذا قالا ذلك قالا الشيطان حفظ من سائر اليوم.
ففي هذا الديث الصحيح ترى أن الرسولا عليه الصلجةا والسلجم قد وصف سلطان ال تعال بأمنأه قدي ،ومعن القدي
هنا هو الذي ل أولا له .وما كإان صفة لصفة من صفات ال تعال ،فهو بالول صفة ل تعال .فيجحوز إذن القولا
بأمن ال تعال قدي.
ثاانأيا :القولا بأمنأه ل يوز وصف ال تعال با ل يردأ ،غي مقسلدبم ،ول يصح الحتخجحاج عليه بالجاع ،لتفاق السلمحي
على جواز دأعاء ال تعال لن ل يعرف اللغة العربية ،بلغتخه ،بشرط أن يكون اللفظ الذي يستخعمحله لئقا بال تعال.
ثاالثا :إذا ادأعى العتض الجاع على ما قالا ،فإنأنا نأنقض هذا الدأعاء ،فقد أجاز القاضي الباقلجن إطلجق ما ل يوهم
النقص على ال تعال وإن ل ي ركدأ .وفرق المام الغزال بي الساء والوصاف ،فقالا إن الساء ل يوز إطلجقها إل إذا
وردأت ،وأما الوصاف فيجحوز وإن ل تردأ ،بشرط أن ل يـمكفقهقم منها ما ل يليق بال تعال.
قد يقولا قائل :كإيف تقولا إن القدم هو نأفي الول ،وال تعال يقولا ف سورةا الديد)هو الولا ([26])26
والخر والظاهر والباطن وهو بكل شأيء عليم] ،([3فأمثابت الولية له وأنأتخم تقولون إنأه ل أولا له.
والواب :إن هذا الكلجم فاسد ،لن قوله تعال "هو الولا" معناه أنأه قبل كإل شأيء ،أنأه ل يكن شأيء معه ،وأن كإل
الوجودأات الادأثاة كإانأت بعد ال تعال ،ل معه ول قبله .وهذا هو معن القدي ،فالولا معناه القدي .ول يقالا إن
معناه أن ال تعال له أولا ،لن هذا يعن أن له بداية ف الوجودأ ،وهذا القولا ل يليق إل بالخملوقات ،الت أوجدها
غيها .فنفي أولية ل تعال ،ل يناف إثابات أنأه تعال هو الولا.فافهم.
با أن ال تعال هو الولا فهو تعال الخر ،كإمحا قالا تعال ف سورةا الديد)هو الولا والخر ([27])27
والظاهر والباطن وهو بكل شأيء عليم ] ،([3فالولا مدر بيان معناه ،وأما الخر فهو الذي ل ناية له ،وهو معن
وعلى هذا فال تعال فاعل متخار ،إن شأاء فعل وإن شأاء ترك .فليس فاعلج بالطبع أو بالعلة ،ومن قالا
بذا كإفر لن قوله يؤولا إل القولا بأمن ال مب ل متخار.
الباقي .وكإل ما ثابت قدمه وجب له البقاء وامتخنع عليه الفناء ،واستخحالت عليه النهاية .لن ما ثابت له الرققدمم فإنأه
يستخحيل أن يكون مكن الوجودأ ،لن كإل مكن الوجودأ فهو حادأث ،موجودأ بعد العدم ،إذن يثبت أنأه واجب
الوجودأ ،وكإل ما كإان واجب الوجودأ ،فإنأه يستخحيل تصديق العقل بعدمه ،وما كإان كإذلك فيجحب أن يكون باقيا.
القيام بالنفس معناه هو معن الغن ،فال تعال هو الغن على الطلجق ،وغن ال تعال وصف ([28])28
ن .وهذا الوصف راجع إل كإونأه تعال واجب
ذات له جل شأأمنأه ،يستخحيل التخصديق بال تعال من دأون اليان بأمنأه غ ب
الوجودأ .ومعن الغرقن راجع إل قسمحي
الولا :هو الستخغناء عن الل ،والقصودأ بالل هنا أعم من أن يكون الكان ،أو اليز أو التخحيز ،بل معناه هنا ،أن
ال تعال غن عن أن يتخاج إل ذات أو أمبر يقوم به ،أي يتخقوم وجودأه به .فهذا العن منا ب
ف لللية كإمحا ترى .وبناء ب
على ذلك فال تعال يستخحيل أن يكون صفة ،لن الصفة ل تكون إل قائمحة بذات تمـقفومم وجودأها ،والصفة ل يكن
أن توجد بدون الذات .ويستخحيل على ذلك التادأ واللولا.
الثان :ال تعال ل يكن أن يتخاج إل مورجبد يوجده أو يصص وجودأه على حالا دأون حالا ،بل هو تعال يستخحيل
على ذاته وعلى صفاته التخخمصيص مطلقا سواء افتض التخخمصيص من الذات أو من غي الذات .لن ما قبل
التخخمصيص على هيئة معينة ،فيلزم أن يقبله على هيئة أخرى ،وإذا ثابت ذلك ،يثبت أنأه من المحكنات ،ولكن كإونأه من
المحكنات باطل ،لا يلزم عنه من الدوث والحتخياج إل الغي .وكإل ما يلزم عنه الفتخقار إل غيه ،فهو مستخحيل ف
حق الذات القدس .فيستخحيل عليه جل شأأمنأه أن يكون متخحيزا ،لن التخحيز يستخلزم المكان ،فالتخحيز أي الدودأ ف
صاا ،مفعول منفعلج من الغي .وهذا كإله ل يوز ف حق ال تعال. صقحجحم معي وقدر معي ل بدد أن يكون مق د
ومن الدألة على أن ال تعال غن قوله تعال ف سورةا البقرةا)ال ل إله إل هو الي القيوم ل تأمخذه سنة ول نأوم له ما
ف السمحاوات وما ف الرض من ذا الذي يشفع عنده إل بإذنأه يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم ول ييطون بشيء من
علمحه إل با شأاء وسع كإرسيه السمحاوات والرض ول يؤودأه حفظهمحا وهو العلي العظيم ] .([255وقوله تعال ف
سورةا طه)وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حل ظلمحا] .([111والدألة على ذلك كإثي ل تصر.
القصودأ من الخمالفة للحوادأث ،أن ال تعال ل يشبه أحدا من خلقه ،ول ف أي صفة من ([29])29
الصفات .فالتخشبيه منفي عن ال تعال خلجفا للمحجحسمحة الذين ادأعوا أنأه ل يردأ ف الشرع ذم الشبهة ول نأفي
واجزم بأن سمعه والبصرا تعلقا بكل موجود يدبةرى
وكلهْا قديمة بالذات لنِاهْا ليست بغير الذا ر
ت
ثم الكلم ليس بالحرو ر
ف وليس بالترتيب كالمألو ر
ف
ما رواه المام التمذي عن أب بن كإعب أن الشركإي قالوا لرسولا ال صلى ال عليه وسلم انأسب لنا ربك فأمنأـزلا ال
)قل هو ال أحد ال الصمحد(فالصمحد الذي ل يلد ول يولد لنأه ليس شأيء يولد إل سيمحوت ول شأيء يوت إل
سيورث وإن ال عز وجل ل يوت ول يورث )ول يكن له كإفوا أحد( قالا لم يكن له شبيه ول عدل وليس كمثله
شيء.
وروى الاكإم ف الستخدرك عن أب بن كإعب رضي ال تعال عنه أن الشركإي قالوا يا ممحد انأسب لنا ربك فأمنأـزلا ال
عز وجل قل هو ال أحد ال الصمحد الذي ل يلد ول يولد ول يكن له كإفوا أحد لنأه ليس شأيء يولد إل سيمحوت
وليس شأيء يوت إل سيورث وإن ال ل يوت ول يورث ول يكن له كإفوا أحد قالا لم يكن له شبيه ول عدل وليس
كمثله شيء هذا حديث صحيح السنادأ ول يرجاه.
أي ل توجد ذات مثل ذاته تعال ،ول صفات مثل صفاته تعال ،ول أفعالا مثل أفعاله تعال .فإن ([30])30
قيل فإن للمحخملوقات ذوات ،ول تعال ذات ،وللنأسان علمم ول تعال علم ،والنأسان له أفعالا وال تعال يفعل ما
يريد؟!
الواب :إن حقيقة ذات ال تعال ليس كإمحثل حقيقة ذات الخملوق ،فذات الخملوق جسم ومتخحيز وليست كإذلك
ذات ال تعال .وحقيقة صفات ال تعال ليست كإحقيقة صفات الخملوق ،فعلم الخملوق مثلج إما نأتخيجحة فعل له أو
انأفعالا أو تكيف نأفسه بكيفية معينة ،أو بانأطباع صورةا العلوم فيها ،أو بغي ذلك ،وليس علم ال تعال شأيئا من
ذلك ،وعلم الخملوق حادأث له سبب ل يكن فيه ث كإان ،لنأه ليس بعال حي ولدأته ،ث حصل فيه العلم بالتخدريج،
وليس كإذلك علم ال تعال ،وبقاء الخملوق مثلج عبارةا عن استخمحرار وجودأه ف الزمان الثان ،أما بقاء ال تعال فعبارةا
عن انأتخفاء عدمه ،وقدم الخملوق مثلج عبارةا عن وجودأه منذ أزمنة متخطاولة بالنسبة إل غيها ،وأما قرقدمم ال تعال فإنأه
عبارةا عن عدم الولية له عز وجل ،وهكذا يقالا ف بقية الصفات .وأما الفعالا ،ففعل ال تعال عبارةا عن خلق
للمحفعولا ،أي إيادأ للمحفعولا من العدم إل الوجودأ ،فال تعال خالق كإل شأيء ،وأما فعل الخملوق فلج يكن أن يكون
خلقا ،وإل ل يكن ال تعال خالقا لكل شأيء ،بل فعل الخملوق عبارةا عن اكإتخساب لا خلقه ال تعال له ،فنسبة
وكإل من صفات العان إل الياةا تقتخضَي أمرا زائدا على قيامها بالذات ،كإاقتخضَاء العلم معلوما ينكشف
به ،وهكذا ،وهذا القتخضَاء يسمحى التخعلق ،فيجحب عقلج تعليق هذه الصفات على سبيل الدوام
والستخمحرار ،وهذا يب على كإل مكلف أن يعتخقده.
الولا :ما يتخعلق من الصفات بمحيع أقسام الكم العقلي ،وهو صفتخان؛ العلم والكلجم .وتعلق العلم
تعلق انأكشاف ،وتعلق الكلجم تعلق دأللة.
الفعل إل ال تعال نأسبة هي خلق ،ونأسبة الفعل إل الخملوق نأسبةم هي كإسب واكإتخساب ،وسوف يأمت مزيد بيان
لذلك فيمحا يلي.
فتخبي من ذلك أن ال تعال ل يشابه أحدا من خلقه ف أي أمر من المور ل ف ذاته ول ف أفعاله ول ف صفاته.
قد أشأرنأا نن إل كإيفية التخلجزم بي الوحدانأية ف الفعالا وبي كإون ال تعال خالقا لكل شأيء، ([31])31
واعلم أن اللق هو اليادأ من العدم ل على سبيل التصاف ،بل هو مطلق اليادأ.
والدألة النقلية على كإون ال تعال خالقا لكل شأيء كإثيةا ،منها قوله تعال ف سورةا الرعد)قل من رب السمحاوات
والرض قل ال قل أفاتذت من دأونأه أولياء ل يلكون لنأفسهم نأفعا ول ضرا قل هل يستخوي العمحى والبصي أم هل
تستخوي الظلمحات والنور أم جعلوا ل شأركإاء خلقوا كإخملقه فتخشابه اللق عليهم قل ال خالق كإل شأيء وهو الواحد
القهار] ،([16وقوله تعال ف سورةا الزمر)ال خالق كإل شأيء وهو على كإل شأيء وكإيل] ([62وف سورةا فاطر)يا أيها
الناس اذكإروا نأعمحة ال عليكم هل من خالق غي ال يرزقكم من السمحاء والرض ل إله إل هو فأمن تؤفكون]،([3وف
سورةا غافر)ذلكم ال ربكم خالق كإل شأيء ل إله إل هو فأمن تؤفكون]([62وف سورةا النحل)أفمحن يلق كإمحن ل
يلق أفلج تذكإرون]،([17وف النحل أيضَا)والذين يدعون من دأون ال ل يلقون شأيئا وهم يلقون] ،([20فأمنأت ترى
أيها القارئ كإيف أثابت ال تعال لنفسه اللق ف آيات ،ونأفاه عن غيه ف آيات أخرى ،فثبت من هذا حصر اللق
ف ال تعال .وبعد ذلك ل يوز أن يدعي واحد لنفسه القدرةا على اللق مطلقا.
وهل حصر اللق ف ال تعال يلزم منه أن العبادأ كإلهم مبورون على أفعالم؟ قلنا :هذا سؤالا نأاتج عن سوء فهم،
وضيق فكر ،فاللط بي مفهوم الب واللق ،واشأتاط الختخيار باللق ،هو السبب ف ذلك .وترير هذا الل ،أن
نأقولا ،إن اللق هو اليادأ بعد العدم ،والخملوق هو الوجودأ بعد العدم .والختخيار هو حصولا إرادأةا الفعل فيك ،ول
يشتط ف الختخيار أن تلق أنأت الفعل ،بل لو اوجده لك غيك وأنأت اختته فقط ،لصح أن يقالا إنأك الذي اختت
هذا الفعل ،وصح نأسبة الفعل إليك على طريق الكسب ،مع أنأك ل توجده .فكونأك متخارا ل يشتط له أن تكون
خالقا ،بل العكس هو الصحيح ،أي إذا سلمحنا أنأك خالق ،فيجحب أن تكون متخارا ،لن شأرط اللق هو الختخيار ،ول
يقالا إن شأرط الختخيار هو اللق.فافهم هذا.
الثان :ما يتخعلق بمحيع المحكنات وها القدرةا والرادأةا وتعلق الرادأةا تعلق تصيص ،وتعلق القدرةا تعلق
إيادأ أو إعدام على طبق الرادأةا.
واعلم أن تعلق القدرةا والرادأةا والعلم متتب ،فتخعلق القدرةا تابع لتخعلق الرادأةا ،وتعلق الرادأةا تابع لتخعلق
العلم ،فلج يوجد شأيئا إل إذا أرادأه ،ول يريده إل إذا علم أنأه يكون.
فالنأسان متخار وليس خالقا ،فهو متخار لفعاله وليس خالقا لا .ول يتتب على ذلك كإونأه مبورا ،لن الب هو
حصولا الفعل على خلجف الرادأةا ،وهنا ل يصل الفعل إل على وفاق الرادأةا ،فكيف يقالا إن الناس مبورون .ولكن
غاية ما وقع هو أن النأسان ليس هو الذي خلق الفعل ،بل ال هو الذي خلقه ،وأما النأسان فهو الذي اكإتخسبه.
فالفعل منسوب إل النأسان كإسبا ،وإل ال تعال خلقا.قالل تعال ف سورةا القرةا)تلك أمة قد خلت لا ما كإسبت
ولكم ما كإسبتخم ول تسأملون عمحا كإانأوا يعمحلون] ،([134وف البقرةا أيضَا)يا أيها الذين آمنوا أنأفقوا من طيبات ما
كإسبتخم وما أخرجنا لكم من الرض ول تيمحمحوا البيث منه تنفقون ولستخم بأمخذيه إل أن تغمحضَوا فيه واعلمحوا أن ال
ت كإيف نأسب اللق غن حيد] ،([267لحظ كإيف نأسب ال تعال الكسب إل النأسان ف الية الول ،وقد رأي ق
إل ذاته الليلة ف اليات السابقة ،وتأممل كإيف قالا )أنأفقوا من طيبات ما كإسبتخم وما أخرجنا لكم من الرض( فال
تعال نأسب الخراج من الرض إل ذاته ،ونأسب للنأسان الكسب .فدلا ذلك على أن النأسان ل يلق.وقالا تعال
ف سورةا البقرةا)ل يؤاخذكإم ال باللغو ف أيانأكم ولكن يؤاخذكإم با كإسبت قلوبكم وال غفور حليم]
،([225وأيضَا)واتقوا يوما ترجعون فيه إل ال ث توف كإل نأفس ما كإسبت وهم ل يظلمحون]،([281وأيضَا )ل
يكلف ال نأفسا إل وسعها لا ما كإسبت وعليها ما اكإتخسبت ربنا ل تؤاخذنأا إن نأسينا أو أخطأمنأا ربنا ول تمحل علينا
إصرا كإمحا حلتخه على الذين من قبلنا ربنا ول تمحلنا ما ل طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحنا أنأت مولنأا فانأصرنأا
على القوم الكافرين] ،([286فقد نأسب ال تعال إل اللق أنم ل يطيقون إل الكسب ،وقد نأفى عنهم اللق ف
اليات السابقة ،فدلا ذلك على أنم ل يطيقون اللق ،وقالا ف آخرها)ول تمحلنا ما ل طاقة لنا به( وقد عرفت أن
اللق ل يطيقون اللق ،وما نأسب إل طاقتخهم إنا هو الكسب .وقد أعلمحنا ال تعال ف سورةا إبراهيم أن الزاء ل
يكون إل على الكسب فقالا)ليجحزي ال كإل نأفس ما كإسبت إن ال سريع الساب] ،([51فدلا ذلك على أن
اللق ليس شأرطا ف التخكليف ،بل الكسب هو الشرط فيه .وما ذكإرنأاه هنا فيه كإفاية لن يريد الداية.
وقد لأم العلمحاء من أهل السنة إل مفهوم الكسب الذي هو غي مفهوم اللق ،لا رأوه من آيات عديدةا ف القرآن
الكري ،تنسب إل ال تعال اللق ،وتنفي اللق عن غي ال تعال ،وآيات تنسب الكسب إل العبد ،فعلمحوا أن العبد
فاعل على سبيل الكسب ،وأن ال تعال فاعل ل على سبيل الكسب بل على سبيل اللق .وعلمحوا أن الكسب ليس
خلقا ،وعلمحوا أن الكسب كإاف ف ترتب الثواب والعقاب ،بل كإاف ف ترتب التخكاليف على النأسان.
وحاصل معن الكسب هو أن ال تعال لا علم منذ الزلا ما سوف يفعله النأسان من أفعالا ،وذلك كإله على حسب
إرادأته ،وف الوقات العينة بعد وجودأه ،فإنأه جدل شأأمنأه يلق للعبد الفعل الذي علم أنأه سوف يريده ،فالفعل يكون
والثالث :ما يتخعلق بمحيع الوجودأات وها السمحع والبصر ،وها تتخعلقان تعلق انأكشاف بكل موجودأ
معلوم.
واعلم أن صفات العان قدية بذاتا ،فقدمها ذات وليست بمحكنة ف نأفسها وإنا قرقدممها بقدم الذات
القدس ،فهي ليست غي الذات بعن أنا ل تنفك عنها ،فلج يعقل قيام الذات بدونا.
بإيادأ ال تعال ،وكإسب من العبد ،فيكون فيه شأبه الوصف للعبد ،وأما ال تعال فلج يتخصف مطلقا بفعل من أفعاله.
بل أفعاله تأمت نأتخيجحة صفاته .ولذا فإن ال إذا علم أن العبد سوف يتخار الكفر فإنأه يلقه له ،ويودأعه فيه ف الوقت
الذي علم أنأه يتخاره ،فيصبح الكفر صفة من صفات العبد ل صفة من صفات ال تعال ،فال تعال هو موجد
الكفر ،ولكن على وفاق ما أرادأه العبد .وكإذلك إذا علم ال تعال أن العبد يتخار اليان ،فإنأه يلقه له ،فيصي العبد
مؤمنا ،وال تعال خالق اليان ،فالذي ينسب إليه اليان والكفر على سبيل الكسب إنا هو العبد ،وأما ال تعال
فينسب إليه ذلك على سبيل اللق واليادأ .وكإذلك إذا أرادأ النأسان الشدر ،أو الي.
ول يلزم من ذلك أن يكون ال تعال شأريرا لن الشرير هو من يتخصف بالشر ،ل من يوجده ،والنأسان هو الذي
يتخصف بالشر ،لكإتخسابه له ،وأما ال تعال فهو خالقه ،فلج يكتخسب شأيئا من أفعاله ،لستخحالة اتصافه تعال بصفة
حادأثاة .هذا كإله على القولا بأمن الشر حقيقة موجودأ ،وأما على القولا بأمن الشر ل يوجد ف نأفس المر بل إنا هو
صفة اعتخبارية منسوبة للعبد ،فلج إشأكالا هنا مطلقا.
ويعب أهل السنة عن الكسب بأمن ال تعال يلق الفعل ف العبد عند إرادأةا العبد التيان بالفعل ،ويلق له كإذلك
القدرةا الصاحبة لفعله ،فقدرةا العبد وفعله متخلجزمان وليس الفعل موجودأا بإيادأ قدرته ،بل قدرته وفعله موجودأان بإيادأ
قدرةا ال تعال ،وذلك كإله على حسب تعلق علم ال الزل.
أي لوجوب القولا بأمن ال تعال واحد ف أفعاله .فإن من يقولا بأمن الفعالا والفعولت ف هذا ([32])32
العال نأاتة عن طبيعة راسخمة ف الشأياء بلج مدخلية لرادأةا ال تعال ،ول قدرته ،فإن هذا كإافر بال تعال ،لنأه
ينسب فعلج ل يليق إل بال إل بعض الخملوقات.وهو اللق الستخقل .فهذا يكون منافيا للتخوحيد.
هذا الكلجم عبارةا عن ربدأ على بعض الفلجسفة الذين قالوا بأمن الفعولت ف هذا العال ليست ([33])33
نأاتة ول صادأرةا عن قدرةا ال تعال ،بل هي صادأرةا عن قدرةا وإرادأةا الفلجك والكواكإب ف السمحاء الدنأيا ،فالفاعل
الباشأر هو هذه الفلجك ،وقالوا بأمن الفعالا تصدر عن هذه الفلجك بسبب طبيعتخها اللجزمة لزوما واجبا عن مردأ ذات
ال تعال بلج اختخيار منه ،لعدم علمحه التخفصيلي بذه الفعالا ،وما دأام علمحه التخفصيلي بذه الزئيات منتخفيا ،فكيف
تتخعلق إرادأته وقدرته با ،فعلقوها بإرادأةا للفلجك .وهذا الذهب باطل ،ومبن على نأفي علم ال تعال بتخفصيل جزئيات
العال ،وكإذلك نأفي تعلق إرادأته بزئيات العال ،وكإذلك قدرته .فلذا لزمهم الكفر.
وكإلجم ال تعال الذي هو صفة ذاته ليس بالروف والصوات وليس متخلبسا بالتتيب من تقدي وتأمخي
كإالكلجم الادأث الأملوف لنا.
واعلم أن هذا الذهب ليس قول لمحيع الفلجسفة ،بل قولا لبعضَهم ،والققون منهم كإمحا نأص عليه بعض الفضَلجء
على خلجفه ،لفسادأه الظاهر.
البتخداع هو الختاع فمحن قالا بذه العقيدةا فقد اختع أمرا ل يكن موجودأا قبله ،ولذا سي ([34])34
مبتخدعا ،والقائلون بذلك هم بعض الفرق السلجمية كإالعتخزلة ومن تبعهم ،فقد قالوا إن ال تعال قد أودأع قوةا ف العبادأ
والعبد يلق بذه القوةا أفعاله أي يوجدها من العدم ،وليس ال هو الالق لفعالا العبادأ ،ول تعلق لقدرةا ال تعال
بأمفعالا العبادأ .فهذا المر إنا هو اختاع من العتخزلة ول يكن لم سلف ف ذلك ،ولذلك ساهم أهل السنة بالبتخدعة،
والبتخداع هنا دأرجة أقل من الكفر ،ولذلك فقد ت التخفريق بي أهل القولا بالطبيعة والعلة ،وبي أهل القولا بالقوةا
الودأعة ،وسبب التخفريق أن من قالا بالقوةا الودأعة فقد قالا أيضَا إن ال تعال مت شأاء أن يزيل القوةا من العبد فإنأه
قادأر على ذلك ،بلجف أولئك ،الذين اعتخقدوا أن الطبيعة والعلة لزمة للوجودأ .فبهذا الفرق ل يمقكفكر الققون من أهل
السنة العتخزلقة ،بل حكمحوا عليهم بالبتخداع فقط.
ولكن بعض العلمحاء من أهل السنة قالوا بأمن قولا العتخزلة ل يفتق عن قولا الفلجسفة والوس الذين اعتخقدوا بوجودأ
خالقي ف الكون خالق للخمي وخالق للشر ،وبناءا على التخسوية بينهم ،فإن هؤلء العلمحاء حكمحوا بكفر العتخزلة .والق
أن العتخزلة ل يكفرون للفرق الذي ذكإرنأاه.وال تعال أعلم.
هذا هو الشروع بتخلخميص الستخدللا على وجوب اتصاف ال تعال بذه الصفات السلبية المحسة ([35])35
بالعقل .وسوف نأوضح لك أركإان هذا الستخدللا بأمن نأذكإر أولا القواعد الت يعتخمحد عليها الدليل ،ث نأـرتب لك
الستخدللا بالتتيب النطقي.
أول :الدور محال ،ومعن الدور هو أن يعتخمحد المر على ما يعتخمحد عليه من نأفس الهة .ومثالا ذلك أن يقالا إن
الذي يمحل الطاولة هو أحد ،ومن يمحل أحد هو ممحودأ ،ومن يمحل ممحودأ هو الطاولة الت يمحلها أحد ،فهذا
الكلجم فاسد بلج ريب ،لن الطاولة ممحولة لحد ،وأحد ممحولا لمحودأ ،فكيف تكون الطاولة حاملة لن يمحل
حاملها؟! ل يقولا بذا عاقل .أو تقولا إن )أ( موجودأةا قبل )ب( ،قو )ب( موجودأةا قبل )ج( ،قو )ج( موجودأةا قبل
)أ( ،أليس هذا تناقضَا ،لا يلزم عليه من كإون )ج( موجودأةا قبل نأفسها ،أي يلزم عليه أن يتخمحع وجودأ )ج( وعدمها
لنِاه لو لم يكن موصوفا بهْا لكان بالسوى معروفا
وكدل من قام به سواها فهْو الذي في الفقر قد تناهى
والواحد المعبود ل يفتقر لغيره جيل الغةنرحي الدمحقتةرددر
ف نأفس الوقت ،وهذا مالا قطعا .فهذه القاعدةا مستخحيلة بالعقل ،وقد أجع العقلجء على استخحالتخها.
وقد أشأرنأا نن ف مبحث الدوث الدليل النقلي على امتخناع الدور والتجيح بلج مرجح ،أي وجودأ الادأث بلج مدث،
من قوله تعال)أم مخرلقوا من غي شأيبء أم هم الالقون(.
الثالث :التسلسل مستحيل عقل ،وهذا البحث من الباحث الهمحة جدا ف علم التخوحيد ،وللتخوصل إل إثاباته
والستخدللا على صحتخه ف نأفس المر ،نأتخدرج إليه بدرجات
الدرجة الول:تعريف التسلسل ،فلج يكن أن نأتخكلم على أمر إل بعد معرفة مفهومه ،وهذا واضح فالكم على
الشيء فرع عن تصوره ولو من جهة ما ،كإمحا تنص عليه القاعدةا العقلية .فالتخسلسل هو أن يدث قبل كإل حادأث
حادأث ،ل إل بداية ،فمحهمحا تصورت حادأثاا ف القدم ،فيجحوز أن تتخصور حادأثاا قبله ل إل بداية .فيتخكون من ممحوع
هذه الوادأث سلسلة ،غي منقطعة من جهة القدم ،ومنقطعة ف الرن الاضر ،فهذا المر هو السمحى بالتخسلسل ف
الرققدرم.
واعلم أنأه يكن إرجاع باقي الساء والصفات الت وردأت ف السمحع إل ما ذكإر من الصفات ،نو
الليل وهو العظيم الشأمن الذي يضَع للجله كإل عظيم ويستخحقر بالنسبة لعظمحتخه كإل فخميم .والمحيل
وهو التخصف بصفات المحالا والكمحالا من علم وحياةا وقدرةا وإرادأةا وغيها والنـزه عن العيوب والنقص.
ر
س وهو ل وهو مالك اللجئق ومتخوفل أمورهم .والظاهر وهو النـزه عن كإفل ما ل يليق به .والمقندو م والو ل
ب وهو الالك وممقرف كب اللجئق .والعلي وهو الرتفع القدرر البـدرأم عن كإفلالعظيم التخنـزيه عن كإفل نأقص .والر ن
نأقص.
الدرجة الثانأية :هي زيادأةا تليل لفكرةا التخسلسل ،فنقولا إن الفكرةا الفتضة السابقة ،يعتخقد بعض الناس أنا واقعة
وحاصلة وليست مستخحيلة .وحاصل ما يلزم على هذه الفكرةا أن يكون كإل حادأث مشروطا بادأث قبله ،وهكذا ل
إل بداية ،فشرط الادأث اليومي هو حادأث ف المس ،وهكذا ل إل بداية للشروط .فتختخأملف من هذا الفرض ممحوعة
شأروط ل ناية لا ،فيتخحصل أن الادأث اليومي مشروط بصولا حوادأث ل ناية لا ،وانأقضَاء هذه الوادأث ،لن
الفرض أن كإل حادأث فإنأه قبل سابقه ،فيستخلزم ذلك انأقضَاء ما ل ناية له من الوادأث.
الدرجة الثالثة :لو تنبهنا إل اللجزم السابق لرأينا أنأه مالا عقلج ،أي ل يكن للعقل السليم أن يصدق به ،فلج يوجد
معن لنأقضَاء -أي انأتخهاء -ما ل ناية له ،لن هذا ف نأفسه تناقض فكأمنأك تقولا إن ما ل ناية له ينتخهي ،وواضح
أن هذه العبارةا متخناقضَة ،فأمولا ينقض آخرها.
الدرجة الرابعة:إذا افتضنا أن هذه السلسلة حاصلة ،أي سلسلة الوادأث الت تنتخهي اليوم ول بداية لا ف الزلا،
فيمحكن ف العقل أن نأتخصور سلسلة أخرى ،تنتخهي قبل يومي مثلج ،ول بداية لا منذ الزلا أيضَا ،فمحا دأام جاز تصور
الول فيجحوز تصور الثانأية ول مانأع منه عقلج .ول يوز لحد أن يقدح ف جواز تصور السلسلة الثانأية الفتضة.
وقدحه مردأودأ عليه.
لحظ أن هاتي السلسلتخي ليس لمحا نأفس الطولا ،أي إن الول تزيد عن الثانأية كإمحا هو الفرض السلم.
فإذا تصورنأا السلسلة الثانأية والول ،فيجحوز أن نأتخعقل إمكان التخطبيق بينهمحا ،أي أن نأقابل كإل فردأ من الول بفردأ من
الثانأية ،وبداية التخطبيق يكون من الزمان الاضر ،لنأه هو العلوم التخفصيلي والتخفق على حصوله ،وإنا حصل اللجف
ف حصولا الطرف الزل الفتض ،فلو شأرعنا ف التخطبيق من الطرف الاضر ،وأسقطنا مقابل كإل حلقة من السلسلة
الول حلقة من السلسلة الثانأية ،واستخمحرينا ف ذلك ،فلج يلو المر من أحد ثالجثاة احتخمحالت ،الولا :أن تنهي الول
والثانأية معا ،أي أن تنتخهي حلقاتمحا معا .الثان :أن تنهي الثانأية ويبقى من الول عددأ غي مدودأ .الثالث أن تنتخهي
الثانأية ويبقى من الول عددأ مدودأ .فهذه هي الحتخمحالت الثلجثاة التخمحلة عند العقل .فدعونأا الن نأنظر فيها.
أما الحتخمحالا الولا ،وهو أن تنتخهي الثانتخان معا ،فهو باطل عقلج ،ومستخحيل ،لنأنا نزم أن الول تزيد عن الثانأية
بعددأ معي.
وال تعال منـزهم عن اللولا ف المكنة ،وعن الكون ف الهات وعن التصالا والنأفصالا.
وقد اشأتخبه المر على قوم وقوفا مع المور العادأية وتسكا با توهوه ظواهر نأصوص شأرعية فقالا قوم
بالهة وقالا آخرون بالسمحية ،ويلزم منهمحا اللولا والتصالا أو النأفصالا ،وها مالن على ال تعال.
وقد سلك العلمحاء طريقي ف فهم هذه النصوص.
وأما الحتخمحالا الثان :وهو أن تنتخهي الثانأية ويبقى من الول عددأ غي مدودأ ،فهو باطل أيضَا ،لنأنا نأعلم على سبيل
القطع ل مردأ الفرض والحتخمحالا العقلي ،أن الول تزيد على الثانأية بعددأ مدودأ ،وهو حلقتخان ،فكيف يقالا الن أنا
تزيد عن الول بعددأ ل متخناهي.
وأما الحتخمحالا الثالث :وهو أن تنتخهي الثانأية ويبقى من الول عددأ متخناه ،فهو الواجب القولا به ،ويلزم عليه أن
السلسلة الثانأية مدودأةا ومتخناهية لنا انأتخهت ،ويستخحيل أن ينتخهي ما ل ناية له ،فمحا دأات قد انأتخهت ،فقولنا إنا ل
ناية لا كإان باطلج .وما دأامت اللقة الثانأية متخناهية فيجحب أن تكون الول متخناهية أيضَا ،لنا ل تزيد عن الثانأية إل
بعددأ مدودأ ،وما زادأ على الدودأ بعددأ مدودأ ،فهو قطعا مدودأ.
إذن فالاصل على جيع الحتخمحالت بطلجن القولا بسلسلة ل ناية لا ف القدم.
وقد يقالا ،فقلرقم ل نأقولا بأمن كإلتخا السلسلتخي ل تنقطعان ،قلنا هذا ل يوز القولا به ،لنأه يلزم عليه أنمحا متخساويتخان،
ولكننا نأقطع يقينا أنمحا غي متخساويتخي .فيجحب أن تنقطع إحداها ،فيلزم أيضَا انأقطاع الخرى لزوما.
فبهذا التخدريج يتخضَح لك أن العال ل بد أن يكون له بداية ،وهذا الدليل نأفسه يكن العتخمحادأ عليه ف الستخدللا على
حدوث العال.
الدرجة الامسة :ما يلزم عنه أمر مالا فإنأه ل بد أن يكون مال ،وهذه قاعدةا عقلية ثاابتخة ،لن المر ل يكن أن
يكون غيه ،أي )أ( ل يكن أن تكون هي عي)ب( إل إذا كإانأت )ب( هي عي )أ( ف القيقة .ولكن مع افتاض
اختخلجفهمحا ،فلج يكن أن تكون أ=ب .أي إن المر يب أن يكون مهقو مهقو.
الدرجة السادأسة :مرادأنأا من هذه الدرجات هو إثابات لزوم اتصاف ال تعال بذه الصفات السلبية ،وحاصل هذا
الدليل ،أنأنا قد بينا لزوم حدوث العال ،فيلزم وجودأ ال تعال الذي أحدث العال ،وال تعال لو كإان غي قدي ،لكان
حادأثاا ،لمتخناع أن يكون المر ل هو ول غيه ،ولكن لو كإان حادأثاا لحتخاج إل الدث ،كإمحا بيناه ف القاعدةا الثانأية،
ف لللوهية أول ،ولو كإان ال تعال فيلزم أن يكون له مدثاا ،ولكن أن يكون ال تعال مدثاا أمر باطل لنأه منا ب
م
ث له لستخحالة وجودأ المحكن بلج مرجح ،كإمحا بيناه ف القاعدةا الول ،وهذا الدث لو كإان له حادأثاا ،للزم وجودأ مد ب
مدث لكان إما أن يكون هذا حدث بنفسه أو بغيه ،وحدوثاه بنفسه باطل لا مضَى ،ولو حدث بغيه فإما أن يكون
والثان :تعيي مامل صحيحة إبطال لذهب الضَافلي وإرشأادأا للقاصرين.
واعلم أنأه يستخحيل عليه تعال كإل ما يناف ما تقدم من الصفات؛ فيستخحيل عليه تعال العدم والدوث
وطمرنو العدم والمحاثالة للحوادأث وعدم القيام بنفسه وعدم القوحدانأية والهل وما ف معناه من ظبن أو غفلبة
هذا الغي قد حدث بغيه أيضَا وهكذا ل إل ناية ،أو أن يكون هذا الثان قد أحدثاه الولا ،والصورةا الثانأية هي الدور
المحتخنع كإمحا بيناه ف القاعدةا الول ،والالة الثانأية هي التخسلسل المحتخنع أيضَا كإمحا بيناه ف القاعدةا الثالثة.
وبنفس الطريقة تثبت الصفات السلبية الخرى ،من البقاء والوحدانأية وغيها.
بدأ بقوله "صفة" ليدلا أنأنا ل نأعرف حقيقة صفات ال تعال ،ولكن غاية ما نأعرفة إنا هو بعض ([37])37
الحكام التخعلقة با ،فنعلم أن الياةا مثلج هي صفة تصحح التصاف بالعلم والرادأةا ،أما كإنه وحقيقة هذه الصفة فلج
نأعلمحها ،كإمحا ل نأعلم حقيقة وكإنه الذات اللية ،فإن العقل ل يصل إل هذه القاصد .والتخحقيق عند أهل السنة أنأنا
ل نأعلم حقيقة ذات ال تعال ول صفاته .وكإذلك يقالا فيمحا يأمت أيضَا.
معن هذا الكلجم أن من كإان حيا ،فإنأه يوز أن يكون عالا ومريدا ،فالياةا شأرط للرادأةا والعام ([38])38
وليست سببا لا،بعن أن كإل حبي فهو كإذلك ،بل الصحيح أن كإل ما هو عال ومريد ،فيجحب أن يكون حديا
ويستخحيا أن ل يكون حيا ،أي ميتخا .فالياةا عند أهل السنة صفة من شأأمنا ،تصحح التصاف باتي الصفتخي.
وبعض الناس قد يفهم الياةا بأمنا تستخلزم الركإة ،وهذا الكلجم باطل .فلج يوز أن يقالا إن الدي يب أن يكون
متخحركإا ،بل يكن أن يكون الوجودأ حيا وليس متخحركإا لعدم جواز الركإة عليه .وقد وقع السمحة ف هذا الشأكالا،
ومشوا عليه ،فاعتخقدوا أن ال تعال يب أن يكون متخحركإا ،وعللوا ذلك بأمنأه حبي.وهذا الكلجم باطل.
قالا تعال ف سورةا البقرةا)ال ل إله إل هو الحي القيوم ل تأمخذه سنة ول نأوم له ما ف السمحاوات وما ف الرض من
ذا الذي يشفع عنده إل بإذنأه يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم ول ييطون بشيء من علمحه إل با شأاء وسع كإرسيه
السمحاوات والرض ول يؤودأه حفظهمحا وهو العلي العظيم] ،([255فتخأممل رحك ال كإيف أتبع ال تعال وصفه رلذاته
بالياةا بوصف نأفسه بالقيومية ،والقيومية ليست هي الركإة ،بل هي التخدبي الذي ل يعزب فيه عنه شأيء .ومعلوم أن
أو نأسيان أو نأوم أو اشأتخغالا بشأمن عن شأأمن ،ويستخحيل عليه تعال الوت والعجحز وما ف معناه من فتخور
ب .وكإذا يستخحيل عليه تعال عدم الرادأةا بأمن يقع ف ملكه ما ل يريد .ويستخحيل عليه تعال صبأو نأق ق
الصمحم والعمحى.
التخدبي بذا العن يستخلزم أن يكون القدبفـمر حيا .فهذه إشأارةا قرآنأية إل أن الياةا ل علجقة لا بالركإة بل بالعلم والرادأةا
م
والقدرةا.
وقالا تعال ف سورةا آلا عمحران)تول الليل ف النهار وتول النهار ف الليل وترج الحي من الميت وترج اليت من الي
وترزق من تشاء بغي حساب] ،([27وف هذه الية جعل ال تعال الدي مقابلج للمحيت ،ومعلوم أن اليت ليس هو
الذي ل يتخحرك ،بل هو الذي ل إدأراك فيه ول تدبي لمور نأفسه ،فكثي من المراض تعل النأسان غي متخحرك،
ولكن هذا ل يستخلزم أن يكون النأسان ميتخا ،وذلك لن هذا النأسان ما يزالا مدركإا ،فالدأراك هو علجمة الياةا وليس
الركإة.
وف سورةا النأعام)إن ال فالق الب والنوى يرج الي من اليت ومرج اليت من الي ذلكم ال فأمن تؤفكون].([95
وف سورةا الفرقان)وتوكإل على الحي الذي ل يموت وسبح بحمده وكفى به بذنِاوب عباده خبيرا] ،([58هذه الية
دأليل قوي أيضَا على أن الياةا لا علجقة بالقدرةا على التخدبي ول علجقة لا بالركإة ،ولذلك عقب ال تعال كإونأه حيا
بكونأه خبيا بعبادأه ،ومعلوم أن البةا بالعبادأ هي العلم بأمفعالم وعاقبة أمورهم.
وف سورةا الروم)يرج الي من اليت ويرج اليت من الي وييي الرض بعد موتا وكإذلك ترجون] .([19وف سورةا
اللك)الذي خلق الموت والحياةا ليبلوكإم أيكم أحسن عمحلج وهو العزيز الغفور] .([2فالوت مقابل للحياةا ،وكإل
منهمحا سبب يعقبه البتخلجء ،ومعلوم أنأه ليس كإل متخحرك فهو قابل للجبتخلجء ،بل القابل للجبتخلجء إنا هو الدرك،
والتخصف بالعلم والرادأةا.
وف سورةا البقرةا)ولكم ف القصاص حياةا يا أول اللباب لعلكم تتخقون] ،([179فالقصاص يتخعظ به الناس ،وليس من
شأرط الذي يتخعظ أن يكون متخحركإا ،بل الشرط فيه أن يكون مدركإا مريدا ،ولذلك عب ال تعال عن حصولا نأتخيجحة
الوعظة بصولا شأرطها ،وهو الرادأةا والعلم .وكإذلك وف سورةا يس)لينذر من كإان حيا ويق القولا على الكافرين]
،([70فالنأذار يكون لن كإان حيا ،ول يوز أن تكون الياةا هنا بعن الركإة لن كإثيا من التخحركإي ل يتخعلق به
النذارةا ،بل الذين تتخعلق بم إنا هم الدركإون العالون.
وف سورةا النأبياء)أول ير الذين كإفروا أن السمحاوات والرض كإانأتخا رتقا ففتخقناها وجعلنا من الاء كإل شأيء حي أفلج
يؤمنون].([30
والدليل على وجوب اتصافه تعال با مضَى ذكإره من صفات نأفسية وسلبية ومعان أنأه لو ل يكن تعال
موصوفا با للزم اتصافه بأمضدادأها ،وكإل من اتصف بأمضدادأها كإان فقيا متخاجا ،وهو تعال غن ل
يفتخقر إل غيه.
ومن الدألة القوية على أن الي ليس من شأرطه الركإة ،بل يستخلزمه الدأراك فقط ،ما وردأ من ثابوت حياةا النأبياء ف
قبورهم ،قالا ابن حجحر العسقلجن ف فتخح الباري) ":(6/489وقد جع البيهقي كإتخابا لطيفا ف حياةا النأبياء ف قبورهم
أوردأ فيه حديث أنأس النأبياء أحياء ف قبورهم يصلون"اهـ ،ث قالا":قلت وإذا ثابت أنم أحياء من حيث النقل فإنأه
يقويه من حيث النظر كإون الشهداء أحياء بنص القرآن والنأبياء أفضَل من الشهداء ومن شأواهد الديث ما أخرجه
أبو دأاودأ من حديث أب هريرةا رفعه وقالا فيه وصلوا علي فإن صلتكم تبلغني حيث كإنتخم سنده صحيح وأخرجه أبو
الشيخ ف كإتخاب الثواب بسند جيد بلفظ من صلى على عند قبي سعتخه ومن صلى علي نأائيا بلغتخه وعند أب دأاودأ
والنسائي وصححه بن خزية وغيه عن أوس بن أوس رفعه ف فضَل يوم المحعة فأمكإثروا علي من الصلجةا فيه فإن
صلتكم معروضة علي قالوا يا رسولا ال وكإيف تعرض صلجتنا عليك وقد أرمت قالا أن ال حرم على الرض أن
تأمكإل أجسادأ النأبياء".اهـ .فأمنأت ترى كإيف فسر النب عليه الصلجةا والسلجم حياته ف قبه بأمنأه يدرك ويعلم من يصلي
عليه فيستخغفر له ف قبه ،ول يقل النب عليه السلجم أن الياةا تستخلزم الركإة .فحياةا النأبياء ف قبورهم معناها إذت
إدأراكإهم لا يصل من أفعالا العبادأ بإذن ال تعال ،واستخغفارهم لم بعد ذلك.
ما مضَى تعلم أيها القارئ أن الياةا تستخلزم صفات الدأراك ،ول يوز أن يقالا إن الياةا تستخلزم الركإة .ومن هذا
فمحعن كإون ال تعال حيا ،هو أنأه متخصف بصفة تصحح التصاف بالعلم والرادأةا وغي ذلك من الصفات ،ول يوز
أن يقولا قائل إن معن كإون ال تعال حيا هو أنأه يتخحرك مت شأاء ،فإن هذا هو قولا السمحة ،الذين قالوا علجمة ما
بي الي واليت هي الركإة ،فالي هو التخحرك ،وعلى ذلك قالوا إن معن كإون ال تعال حيا هو أنأه متخحرك .وقولم
هذا باطل بطلجنأا بينا وليس لم عليه دأليل ،بل هو مض توهات .فتخنبه.
كإون ال تعال عالا ،هذا أمر متخفق عليه بي جيع الفرق ،بل ل يوجد أحد من العقلجء آمن ([39])39
بوجودأ ال إل وأثابت له التصاف بالعلم .والعلم هو صفة كإاشأفة عن العلومات ،والعلومات هي جيع المور الندرجة
تت القسام العقلية الثلجثاة ،وهي الواجبات والستخحيلجت والائزات ،والعلم متخعلق أيضَا بالوجودأات والعدومات
عند أهل السنة .فال تعال عال بمحيع المور منذ الزلا ،يعلم الكليات والزئيات ،وما يكون وما ل يكون.
فالعلم صفة كإاشأفة ،وعلم ال تعال ل يتخغي ،ول يوز عليه التخغي ،لنأه لو جاز عليه التخغي للزم على ذلك أن يكون
جائز الوجودأ ،وللزم إذا تغي أن يتخحولا العلم جهلج ،وهذا كإله ل يوز على ال تعال.
واجزم أةرخحي بردرؤُية اللره في جنيرة الدخحلرد بل تناهي
إرذ الدوقوعد جائثز بالعحقرل وقد ةأتى فيره دليدل النيبحقرل
وإحاطة علم ال تعال بالمور كإلها ،يعن أنأه كإاشأف عنها ،ول يفى على ال تعال شأيء منها.
قالا تعال ف سورةا البقرةا)هو الذي خلق لكم ما ف الرض جيعا ث استخوى إل السمحاء فسواهن سبع ساوات وهو
بكل شيء عليم] ،([29وفيها)فمحن بدله بعد ما سعه فإنا إثه على الذين يبدلونأه إن ال سيع عليم]
،([181وفيها)يسأملونأك ماذا ينفقون قل ما أنأفقتخم من خي فللوالدين والقربي واليتخامى والساكإي وابن السبيل وما
تفعلوا من خير فإن ال به عليم] .([215هذه اليات تدلا على أن ال تعال يعلم المور الزئية والكلية ،والقصودأ
بالكلية أي القوانأي الكلية الت يسي عليها الكون ،وأما الزئيات فهي عبارةا عن المور الادأثاة يوميا ،كإحركإة الشجحر
وسي النأسان من مكان إل مكان ،وغي ذلك ،فكل ما هو ضمحن السمحاوات والرض فإن ال تعال يعلمحه.
وف سورةا آلا عمحران)ث أنأزلا عليكم من بعد الغم أمنة نأعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهتخهم أنأفسهم يظنون بال
غي الق ظن الاهلية يقولون هل لنا من المر من شأيء قل إن المر كإله ل يخفون في أنِافسهْم ما ل يبدون لك
يقولون لو كان لنا من المر شيء ما قتلنا ها هنا قل لو كإنتخم ف بيوتكم لبز الذين كإتخب عليهم القتخل إل
مضَاجعهم وليبتخلي ال ما ف صدوركإم وليمححص ما ف قلوبكم وال عليم بذات الصدور] ،([154فال تعال عليم
بالكلجم النفسي الكامن ف الصدور ،والذي ل يعب عنه النأسان بالعبارات واللفاظ ،وهو الديث النفسي.
وقالا تعال ف سورةا لقمحان)إن ال عنده علم الساعة وينزلا الغيث ويعلم ما ف الرحام وما تدري نأفس ماذا تكسب
غدا وما تدري نأفس بأمي أرض توت إن ال عليم خبي] ،([34هذه الية من الدألة الكإيدةا على أن ال تعال عال
بالمور الت ل تصل بعد ،فهو عال بالستخقبل ،الزئيات منه والكليات .وهي دأليل واضح على فسادأ قولا من قالا
بأمن ال تعال ل يعلم المور الستخقبلة .وف سورةا الحزاب)إن تبدوا شأيئا أو تفوه فإن ال كإان بكل شأيء عليمحا]
.([54وف سورةا فاطر)أو ل يسيوا ف الرض فينظروا كإيف كإان عاقبة الذين من قبلهم وكإانأوا أشأد منهم قوةا وما
كإان ال ليعجحزه من شأيء ف السمحاوات ول ف الرض إنأه كإان عليمحا قديرا].([44وف هاتي اليتخي دأليل ثاابت على
تعلق علم ال تعال الزل بأمفعالا الكلفي ،وهي ردأب على من قالا بأمن علم ال تعال يكشف عن المور الستخقبلة الت
بينها وبي غيها علجقة العلية والعلولية فقط ،وأما ما سوى ذلك كإأمفعالا النأسان ،فإن ال تعال ل يعلمحه ،ول يتخعلق
به علمحه .فهاتان اليتخان تدلن على أن علم ال تعال يتخعلق بذلك .وإل لحتخاج هو أيضَا إل السي ف الرض للعلم
با تصي عليه المور.
ت بالفعل أم ل توجد ،ويوز ف حقه تعال تكرمك ر
واعلم أنأه يوز ف حقه تعال إيامدأ المحكنات سواء موجقد ك
ي مكن أو تركإه أممر جائمز ف حقه تعال ،فلج يب ت أم ل توجد ،فإيامدأ أ ف ر
اليادأ للمحكنات سواء موجقد ك
عليه شأيءم من غيه ولكن هو تعال يوجب على نأفسه أشأياء.
ويوز ف حقه تعال الشأقامء ،وهو خلق قدرةا الكفر أو خلق الكفر ف العبد ،والعياذم بال .ويوز ف
حقه تعال السعادأ ،وهو خلق قدرةا الطاعة أو هو خلق الطاعة ف العبد ويسمحى بالداية.
وف سورةا يس)والشمحس تري لستخقر لا ذلك تقدير العزيز العليم] ([38وهذه الية تدلا على أن ال تعال ل يعلم
فقط ما هي عليه المور ف الزمان الاضر بل يعلم أيضَا ما سوف تستخقر عليه ف الستخقبل .وهذا المر من المور الت
يستخقل بعلمحها رب العالي ،فلج سبيل أمام البشر للعلم با.
وف سورةا الذاريات)فأموجس منهم خيفة قالوا ل تف وبشروه بغلجم عليم] [28فأمقبلت امرأته ف صرةا فصكت وجهها
وقالت عجحوز عقيم] [29قالوا كإذلك قالا ربك إنأه هو الكيم العليم] ([30وهذه الية من اليات الواضحة الدللة
على تفردأ علم ال تعال با سيحصل ،أي إنأه يتخعلق بالستخقبل أيضَا.
قالا تعال ف سورةا البقرةا)ال ل إله إل هو الي القيوم ل تأمخذه سنة ول نأوم له ما ف السمحاوات وما ف الرض من ذا
الذي يشفع عنده إل بإذنأه يعلم ما بي أيديهم وما خلفهم ول ييطون بشيء من علمحه إل با شأاء وسع كإرسيه
السمحاوات والرض ول يؤودأه حفظهمحا وهو العلي العظيم].([255وف سورةا النأعام)وعنده مفاتح الغيب ل يعلمحها
إل هو ويعلم ما ف الب والبحر وما تسقط من ورقة إل يعلمحها ول حبة ف ظلمحات الرض ول رطب ول يابس إل ف
كإتخاب مبي] ([59لقد سبق استخجحلجب أدألة كإثيةا على علم ال تعال بالمور كإلها ولكن ماذا يريد الباحث عن
اليقي دأللة أقوى من هذه.
واعلم أن صفة العلم الثابتخة ل تعال من أهم الصفات الت يب على الكلف أن يعتخقد بثبوتا ل تعال ،فإن باقي
الصفات تعتخمحد عليها ،كإالرادأةا والقدرةا ،وسوف يأمت التخنبيه على ذلك .وأيضَا فقد مدر أن كإون ال تعال عالا أمر قد
اتفق عليه سائر الطوائف.
القدرةا هي كإمحا فسرها ،فهي صفة من شأأمنا أن يتتب عليها اليادأ والعدام ،فاليادأ هو إعطاء ([40])40
المر المحكن الوجوقدأ بعقد العدم .والعدام ،سلب هذا الوجودأ عنه .وهل تتخعلق القدرةا بالعدام أو ل ،اتفق العلمحاء
على تعلق القدرةا اللية بالعدام ،ولكن اختخلفوا ف معن العدام ،فهل القدرةا توجد العدام ،أم إن مردأ عدم تعلق
القدرةا بالمر يستخلزم ذلك العدام ،وهذا القولا مبن على أن متخعلقات القدرةا ل يكن أن تكون إل أمورا وجودأية.
وهو قولا وجيه جدا.ومنه ما قاله المام العلجمة البيجحوري ف حاشأيتخه ص 64على الوهرةا توضيحا لقولا المام
الشأعري رضي ال تعال عنه":وذهب الشأعري إل أنا ل تتخعلق بإعدامنا بعد وجودأنأا ،بل إذا أرادأ ال عدم المحكن
قطع عنه المدادأات فينعدم بنفسه ،كإالفتخيلة إذا انأقطع عنها الزيت انأطفأمت بنفسها"اهـ ،وانأطفاء الفتخيلة راجع إل أنأه
ل يوجد لا من نأفسها أي وجودأ ،ول بقاء على الوجودأ ،وتفصيله ف الطولت.
ول يب عليه تعال رعاية الصلجح والصلح لعبيده ،إذ لو وجب عليه ما هو الصلح ف حق عبيده ما
وقعت منة وما خلق ال تعال الكافر الفقي العذب دأنأيا وأخرى ،وما حصل ألم لررطكفبل ل تكليف عليه،
ولا كإانأت بعض البهائم والطيور ف غاية الضَعف والبلجء وغي هذا.
وأيضَا لو وجب لا بقي ف قدرةا ال تعال بالنسبة إل مصال عبادأه شأيء آخر ،إذ قد أتى ما ف وسعه
من الصلح الواجب.
والدألة القرآنأية على اتصاف ال تعال بالقدرةا كإثيةا جدا ،منها قوله تعال ف سورةا البقرةا)أو كإالذي مر على قرية وهي
خاوية على عروشأها قالا أن ييي هذه ال بعد موتا فأمماته ال مائة عام ث بعثه قالا كإم لبثت قالا لبثت يوما أو
بعض يوم قالا بل لبثت مائة عام فانأظر إل طعامك وشأرابك ل يتخسنه وانأظر إل حارك ولنجحعلك آية للناس وانأظر إل
العظام كإيف نأنشزها ث نأكسوها لمحا فلمحا تبي له قالا أعلم أن ال على كإل شأيء قدير] ،([259وهذه الية من
أعظم اليات الدالة على قدرةا ال تعال وتعلقها بالمحكنات مطلقا ،والقصودأ بالمحكنات أي المور الت تقبل الوجودأ
وتقبل البقاء على العدم ،وذلك لقوله تعال )وانِاظر إلى العظام كيف نِانشزها ثم نِاكسوها لحما( فهذا الفعل ل ريب
أن ال تعال قادأر عليه قبل وجودأه ،وإل لا أمكن أن يفعله ،لنأه قبل فعل ال تعلى له ،ل يكن موجودأا ،وكإذلك فال
تعال قادأر على ضده بعد أن أوجده ،أي يكن لو شأاء ال تعال أن يعدمه أن يعدمه ،ويعل مله ضده ،وهذا معن
كإون القدرةا تتخعلق بمحيع المحكنات ،أي قبل وجودأها ،تعلقا صلوحيا ،وبعد وجودأها ،أي تعلقا تنجحيزيا ،ويستخحيل
وجودأ مكن ل تتخعلق به قدرةا ال تعال تعلقا تنجحيزيا ،وهذا هو قولا أهل السنة ،خلجفا للمحعتخزلة الذين قالوا بأمن أفعالا
العبادأ ملوقه لم ،ولكن قدرةا ال تعال متخعلقة با تعلقا صلوحيا ،ومن قالا منهم بأمن قدرةا ال تعال ل يكن أن تتخعلق
بفعل العبد بغي هذا العن فهو ف ضلجلا أكإيد.
وف سورةا البقرةا أيضَا )ل ما ف السمحاوات وما ف الرض وإن تبدوا ما ف أنأفسكم أو تفوه ياسبكم به ال فيغفر لن
يشاء ويعذب من يشاء وال على كإل شأيء قدير] ،([284فالغفرةا بيد ال تعال والتخعذيب أيضَا بيد ال تعال أي
بقدرته ،وكإل منهمحا تابع لرادأةا ال تعال ،ومردأ العلم بأمن كإلج من العذاب والثواب تابع لرادأةا ال تعال دأليل على
انمحا غي واجبي على ال تعال ،لن كإل ما تعلقت به إرادأةا ال تعال فهو غي واجب ،لن الواجب ل يكن إل أن
يقع ،ولكن ما كإان متتبا على إرادأةا ال تعال ،أي إن شأاء فعله ،وإن شأاء ل يفعله ،فلج يكن أن يكون واجبا ،وهذا
من الدألة العقلية على ما قاله أهل السنة من أن العقاب والثواب غي واجبي على ال تعال ،بل ها عدلا وفضَل منه
جل شأأمنأه ،وذلك خلجفا لهل العتخزالا ومن تابعهم من الشيعة خاصة الثان عشرية.وأما الدليل العقلي فسيأمت بإذن
ال تعال.
وقالا تعال ف سورةا النساء)إن يشأم يذهبكم أيها الناس ويأمت بآَخرين وكإان ال على ذلك قديرا] ،([133وف
الائدةا)لقد كإفر الذين قالوا إن ال هو السيح ابن مري قل فمحن يلك من ال شأيئا إن أرادأ أن يهلك السيح ابن مري
وأمه ومن ف الرض جيعا ول ملك السمحاوات والرض وما بينهمحا يلق ما يشاء وال على كإل شأيء قدير]،([17
تأممل رحك ال تعال ف هاتي اليتخي لتخعلم منهمحا قاعدةا عظيمحة من قواعد علم التخوحيد ،فإنمحا دأليل ساطع على
للد ،وتكون الرؤية من غي إحاطة بدودأ الرئي وناياته، ويوز رؤية الله سبحانأه وتعال ف جنة ا م
لستخحالة الدودأ والنهايات عليه تعال ،فكمحا أنم يعلمحونأه بلج حبد وناية ،فهم يرونأه كإذلك .ورؤيتخه
تعال جائزةا عقلج إذ العاقل إذا مخلفقي ونأفقسهم ل يكم بامتخناعها ،لواز رؤية كإل موجودأ ،وقد أتى فيه
أيضَا دأليمل النقل ،كإقوله تعال )وجوه يومئذ نأاضرةا ،إل ربا نأاظرةا(.
عدم وجوب شأيء من المور على ال تعال ،فلو شأاء ال تعال أن يعدم الناس أجعي من دأون الثواب والعقاب لفعل
ذلك وكإان ذلك جائزا له ،ول يكن لحد أن يسأمله عن سبب ذلك ،وكإذلك لو أرادأ ال تعال أن يعدم السيح ابن
مري وأمه ومن ف الرض جيعا ،من دأون ثاواب لم ول عقاب ،لا جاز لحد أن يعتض ،وتأممل كإيف عقب ال جل
شأأمنأه ذلك بقوله )يخلق ما يشاء ِ،وال على كل شيء قدير( أي إن اللق غي واجب على ال تعال ،بل هو تابع
لض مشيئتخه وإرادأته ،وهو جل شأأمنأه قادأر على خلق أي أمر من المحكنات .فيفهم من الية كإمحا ترى عدم وجوب
شأيء من الثواب والعقاب بل ول اللق ابتخداءا ول دأواما على ال عز وجل ،بل كإل ما كإان من قبيل أفعاله تعال فهو
جائز له ،ل شأيء من أفعاله واجب ول شأيء منها مستخحيل.
وقالا تعال ف سورةا النور)وال خلق كإل دأابة من ماء فمحنهم من يشي على بطنه ومنهم من يشي على رجلي ومنهم
من يشي على أربع يلق ال ما يشاء إن ال على كإل شأيء قدير] ،([45تدلا هذه الية على أن تنويع الخملوقات
إنا ت بإرادأةا ال تعال ل بوجوبه عليه ،ول لن هذا التخنويع أصلح لا ،وإل لا جاز أن يقولا ال عز وجل ف ناية
الية)يلق ال ما يشاء إن ال على كإل شأيء قدير( لنأه لو كإان واجبا عليه ،لا كإان يلق ما يشاء ،بل يلق ما يب
عليه ،وكإذلك ل يكن على كإل شأيء قديرا ،بل ل يكن قديرا إل على الواجب عليه ،لنأه حينذاك يستخحيل تعلق
إرادأته إل بالواجب .وهذا القولا باطل كإمحا ترى ،فإنأه يؤدأي إل القولا بأمن ال تعال موجب وفاعل ل بإرادأته .وهو
عي قولا الفلجسفة.
قالا تعال ف سورةا البقرةا)تلك الرسل فضَلنا بعضَهم على بعض منهم من كإلم ال ورفع بعضَهم ([41])41
دأرجات وآتينا عيسى ابن مري البينات وأيدنأاه بروح القدس ولو شأاء ال ما اقتختخل الذين من بعدهم من بعد ما جاءتم
البينات ولكن اختخلفوا فمحنهم من آمن ومنهم من كإفر ولو شأاء ال ما اقتختخلوا ولكن ال يفعل ما يريد].([253
وقالا تعال ف سورةا الائدةا)بركسم الر القرحن القرحيم يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقودأ أحلت لكم بيمحة النأعام إل ما
يتخلى عليكم غي ملي الصيد وأنأتخم حرم إن ال يكم ما يريد].([1وقالا تعال ف سورةا هودأ)خالدين فيها ما دأامت
السمحاوات والرض إل ما شأاء ربك إن ربك فعالا لا يريد].([107وقالا تعال ف سورةا الج)إن ال يدخل الذين
آمنوا وعمحلوا الصالات جنات تري من تتخها النار إن ال يفعل ما يريد].([14وقالا ف سورةا البوج)إن بطش ربك
لشديد] [12إنأه هو يبدئ ويعيد ] [13وهو الغفور الودأودأ] [14ذو العرش اليد] [15فعالا لا يريد]([16
ف جميةع الدرحسرل بالمانِاة ور
ص ح والصدق والتبليغ والفطانِاة
ة
ويستحيل ضدها عليرهْدم وجائثز كالكرل في حقرهْدم
إرسالهْم تف د
ضثل وةرححةمحة للعاةلميةن ةجيل دمولرحي النيبحعةمحة
وأما إرسالا الرسل عليهم الصلجةا والسلجم ،فيجحب على الكلف أن يعتخقد أنم متخصفون بالصفات
التخالية:
المانأة :وهي حفظ ال تعال بواطنهم وظواهرهم من التخلبس بنهبي عنه ،ولو نقي كإراهة ولو حالا
الطفولية ،وهو معن الرعصقمحرة .فلو جاز فعلهم لذلك لصبح الدرمم أو الكروه طاعة لنأا أمرمرنأا بالقتخداء
بم.
صدمق :أي ف دأعواهم الرسالة وف تبليغهم الحكام .ولو جاز عليهم الكذب للزم الكذب ف خبه وال ف
تعال لنأه أقمقرنأا بتخصديقهم.
والتخبليغ :أي إيصالا الحكام الت أمرمروا بتخبليغها إل الكرقسرل إليهم ،إذ هم مأممورون بالتخبليغ.
م
والفطانأة :وهي رحددةام العقل وذكإاؤه ،فلج يوز الغباء ف حق الرسل لنم مأرسلوا لقامة الجحة ،ول
يقيمحها غر ب
ب .ولنأا مأممورون بالقتخداء بم ،والكققتخدى به ل يكون بليدا.
م
واعلم أنأه يستخحيل ف حق الرسل عليهم الصلجةا والسلجم ضد الواجبات الربعة التخقدمة ،فيستخحيل
عليهم اليانأة بأمن يفعلوا فعلج منهيا عنه ،فأمفعالم ل تلو عن الواجب والندوب والباح ،وهذا بالنظر
إل الفعل ذاته ،وأما بالنظر إل عوارضه ،فالق أن الباح يقع منهم مصاحبا لنيبة تصرمفه إل كإونأه
مطلوبا .ويستخحيل عليهم الكذب ودأليله نأفس دأليل وجوب صدقهم .ويستخحيل عليهم كإتخمحان بعض ما
أمرمروا بتخبليغه ،وكإذا يستخحيل عليهم البلجهة والغفلة والبلجدأةا.
ض بشري ل يؤدأي إل نأقص ف مراتبهم العلية ،بأمن ل واعلم أنأه يوز ف حقهم عليهم السلجم مكإنل قعقر ب
يكون منهيا عنه ول مباحا مزريا عاقدأةاا ول مرضا مزمنا تعافه النفس.
والعراض البشرية الشار إليها جائزةا سواء كإانأت ما ل يستخغن عنه عادأةا كإالكإل والشرب والنوم أم
كإانأت ما يستخغن عنه كإأمكإل الفواكإه والنكاح.
ول تلو هذه العراض النازلة بم من فوائد كإتخعظيم أجورهم وكإالتخشريع كإمحا عرفنا أحكام السهو ف
الصلجةا من سهوه صلى ال عليه وسلم .وكإالتخسلي بأمحوالم إذا نأـزلا بنا ما نأـزلا بم ،وكإالتخنبيه على حقارةا
الدنأيا ورخدسة قكدررها إذا علمحنا ما نأـزلا بم.
واعلم أن إرسالا الرسل عليهم السلجم إنا هو تفضَل من ال وإحسان ،وليس بواجب عليه .وأن اللق
متخاجون إل الرسل ،والعقل ل يكفي ف الداية ،وهو إن كإفى ف أمور العيش جدل ،فلج يكفي ف
دأقائق الشرع والسمحعيات الت ل تمـتخقـلقدقى إل من الرسل.
وأما الضَروري من الدين ،فيجحب على الكلف اليان بالساب وهو توقيف ال تعال عبادأه ف الشر
على أعمحالم فعلج وقول واعتخقادأا تفصيلج .والساب منه اليسي ومنه العسي ،والسنر والهمر والفضَل
والعدلا على حسب العمحالا للمحؤمني والكافرين.
ويب اليان بالضَر أي حشر الجسادأ وهو سوقها إل الشر بعد بعثهم من قبورهم ،ومراتب الشر
متخفاوتة على حسب العمحالا .ويب اليان بالعقاب على الذنأوب والكفر ،ف القب وف الشر وبعد
الشر .ويكون بأمنأواع متخلفة على حقسب العمحالا .ويب اليان بالثواب وهو الزاء على العمحالا
بالنة ف الخرةا ،وكإذا ف البزخ .ويب اليان بالنشر وهو إحياءم ال تعال الوتى من قبورهم بعد جع
أجزائهم الصلية بعد تفرقها .ويب اليان بالصراط وهو جسر مدودأ على متم جهنم بي الوقف
والنة ،يرمدأه الؤمنون والكافرون للمحرور عليه إل النة ،وهو متخلف ف الضَيق والتساع بسب العمحالا،
والانرون عليه متخلفون ف كإيفية مرورهم حسب العمحالا.
ويب اليان باليزان توزن به أعمحالا العبادأ وهو ميزان واحد لمحيع المم ولمحيع العمحالا .وكإذا اليان
بوض النب ،ولكل نأب حوض ،وهو قبل اليزان .وكإذا اليان بالنيان الت هي أشأد أنأواع العذاب،
وجهنم لعصاةا الؤمني ترب بعد خروجهم منها .والنان وهي دأار الثواب أفضَلها الفردأوس وفوقها
عرش الرحن ومنها تتخفجحر أنار النة.
وكإذا اليان بوجودأ الفن واللجئكة وعصمحتخهم واليان بن علم منهم بعينه .وكإذا بوجودأ النأبياء وبن
علم منهم بعينه .واليان بوجودأ الور وهن نأساء النة .والغلمحان وهم الولدان خدمة أهل النة .ويب
اليان بالولياء والول هو القائم بقوق ال تعال وحقوق العبادأ حسب المكان.
وكإذا يب اليان بكل ما جاء عن النب صلى ال عليه وسلم من حكم صار ف الشأتخهار بي الاصة
والعامة كإالمر الضَروري الذي ل يفى على أحد ،ويدخل ف هذا ما تقدم من الساب والبعث وغيه
ما ذكإر.
وأيضَا وجوب شأهادأةا ل إله إل ال وأن ممحدا رسولا ال ،وإقام الصلجةا وإيتخاء الزكإاةا وصوم رمضَان وحج
البيت وحرمة الزنأا والمحر والربا وحل النكاح والبيع ونو ذلك.
والعراج بسده عليه الصلجةا والسلجم بعد السراء من السجحد الرام إل السجحد القصى راكإبا الباق.
وسؤالا اللكي منكر ونأكي .ونأعيم البزخ وعذابه ولو ل يقب النأسان .والنعيم للمحؤمني وغيه للكافرين،
وهو قسمحان دأائم للكفار وبعض العصاةا ،ومنقطع وهو لبعض العصاةا من خدف ك
ت جرائمحهم ،وانأقطاعه
إما بسبب كإصدقة أو دأعاء أو بعفو.
وحياةا الشهداء وهم من قتخلوا ف جهادأ الكفار لعلجء كإلمحة ال تعال .وأخذ الكلفي كإتخبهم ف الشر
وشأفاعة النب صلى ال عليه وسلم وهي أنأواع ،منها فصل القضَاء لراحة اللق وف إدأخالا قوم النة
بغي حساب وف زيادأةا الدرجات وغيها.
والعلجمات الدالة على قرب الساعة أولا :خروج السيح الدجالا وثاانأيها نأـزولا السيح عيسى بن مري
عليه الصلجةا والسلجم ،وثاالثها خروج يأمجوج ومأمجوج ،ورابعها خروج الدابة الت تكلم الناس ف آخر
الزمان ،وخامسها طلوع الشمحس من مغربا.
واعلم أن اليان شأرعا هو تصديق النب صلى ال عليه وسلم بالقلب ف جيع ما علم ميئه به من الدين
بالضَرورةا ،أي ف جيع ما اشأتخهر بي أهل السلجم وصار العلم به يشابه العلم الاصل بالضَرورةا بيث
يعلمحه العامة من غي افتخقار إل نأظر ،وإن كإان ف أصله نأظريا .والرادأ بالتخصديق الذعان والقبولا لا جاء
به بيث يقع عليه اسم التخسليم من غي نأكي وعنادأ ،ل مردأ نأسبة الصدق إليه ف القلب من غي إذعان
وقبولا .وهذا اليان هو أقل شأيء يصل به اليان النجحي من اللودأ ف النار وإن دأخلها.
وعلى هذا فالنطق إنا هو شأرط كإمحالا فيه كإبقية العمحالا وهو شأرط لجراء أحكام السلجم عليه ف
الدنأيا ،لنأه ل بد لنا من دأليل ظاهر على اليان ،واليان يزيد وينقص بزيادأةا العمحالا ونأقصها.
وأما السلجم فهو امتخثالا الوامر والنواهي ببناء العمحل على الذعان فيلزم أنمحا تلجزمان بيث ل يوجد
مسلم غي مؤمن ول العكس.
واعلم أن كإلمحة السلجم )ل إله إل ال ،ممحد رسوملا ال( ،ينطوي ف معناها جيع ما مدر رذكإمرهم من
الحكام ،ولذا جعلها الشارع ترجة على ما ف القلب .ولذا كإانأت أفضَقل الذكإارر .فعلى العاقل أن
يكثر من ذكإرها مصاحبا للدأاب الت تناسبها ،نو أن يددأ التخوبةق ما وقع فيه من الخمالفات أو الواطر
الدرردأدية وأن يستخقبل القبلةق وأن يستخحضَر معناها إجال وهو أنأه ل معبودأ بق إل ال ،وأن يتخقن التخلنف ق
ظ
با ،وأن يسكن بعدها ويسكن بشوع.
والداومة على الذكإر بذه الدأاب وغيها يرقى الؤمن بسببه ويوز اللجئق السنة المحودأةا العواقب ،مثل
لوم النفس على ما صدر عنها من الخمالفات .ول بدد للعبيد من مصاحبة الوف والرجاء معا ،فإنمحا
جناحا الطائر ويستخحسن ف حالا السلجمة تغليب الوف على الرجاء ،وف حالا الرض تغليب الرجاء.
ب عند ارتكاب كإل وزبر ،وأركإانا ثالجثاة: ر
والتخوبة ت م
الندم على ما وقع منه والعزم على أن ل يعودأ لثله ،وهذان ل بد منهمحا ف كإل توبة ،والثالث القلجع
عن الذنأب ف الالا .وتوبة الكافر عن كإفره بالسلجرم مقبولة قطعا ،وتوبة الؤمن من ذنأبه مقبولة ظنا
وقيل قطعا .واليأمس من رحة ال ل يوز فهو كإبيةا أو كإفر.
ويب شأكر النعررم عدز وجدل ،والشكر يرجع إل اعتخقابدأ بالنان أن ل نأعمحةق إل منه تعال ،ونأطبق بلسانأه
م
بأمن ل إله إل ال ،وبغيه من الذكإار ،ويعمحل بوارحه كإل ما طلب منه.
ويب الصب على البلجء وهو حبس النفس على ما أصابا ما ل يلجئمحها رض ا بتخقدير الالك الخمتخار من
غي انأـزعاج.
فيجحب اليان بالققدرر وهو إيادأ ال تعال للمورر على طبق إرادأته .ويب الرضا والتخسليم ل تعال ف
كإل ما قددره أو أمر به.
والصل اتباع شأيخ عارف ليسهل على الؤمن الوصولا إل رضا رفبه.
والصل أن ل يكثر من الكإل إل قدقر الاجة ،وأن يقتخصر على اللجلا واللجلا هو ما جهل أصله.
والصل الكإثامر من الصمحت والسهر للتخهجحد والستخغفار والتخفكر ف بديع صنع ال لدأرارك دأقائق الكم
ب.
لزيادأةا العلم وال ف
ويب على السلم مراقبة ال ف كإل الحوالا .والراقبة ملجحظة الق تعال عند كإفل شأيء.
والفضَل ملجزمة الطهارةا ف كإل الحوالا .ويلزمه أن ل يدخله العجحاب بعبادأته .وعليه أن ل يتخكددقر
عند ذكإر أعدائه بل يدعو لم ويدعو لعامة السلمحي .وأن يتخحدلى بالخلجق الرضدية الت عندها يستخوي
ب ل تقطعن عنك مدح الناس وذنمهم ،ومنعهم وإعطاؤهم وإقباملم وإدأبامرهم .وأن يلجزم الدعاء بقوله ر ف
بقاطع من كإفل فتخنة يشتخغل القلب با عن العبودأية .فالدعاء هو مخ العبادأةا لن فيه إظهار الفقر والفاقة
إل ال تعال وأن ال هو الغن القادأر.
ويشتط للمحدعفو به أن ل يكون بمحتخنع عقلج أو عادأةا أو شأرعا ،وأن يكون مصاحبا للذفلا والنأكسار
وأن يتخار له الوقات الشريفة كإالسحار وعقب الصلوات.
يا رب اختخم لنا أعمحالنا وأحوالنا بي حت ل تقبضَنا إليك إل على أتف حالت التخوحيد .والمحد ل
والصلجةا والسلجم على النب الارت.
-21جادأى الثان1411-هـ