You are on page 1of 32

‫جامعة سيدي محمد بن عبد ا‬

‫كلية العلوم القانونية والقتصادية‬


‫‪..‬‬ ‫ظهار المهراز‬
‫فاس‬

‫أشغال نهاية الدراسة‬

‫بحث ميداني‬

‫حول السجون المغربية‬

‫والقانون ‪ 98-23‬المنظم لها‬


‫سلك الجازة‬
‫مسلك‪ :‬القانون الخاص ‪ -‬عربي‬

‫‪:‬تأطير الستاذ‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬


‫ذ‪ .‬أحمد حميوي‬ ‫جواد أفروخ‬
‫ر‪.‬ب‪.‬ط‪2725745395 :‬‬

‫السنة الجامعية ‪2013/2012‬‬

‫‪-1-‬‬
‫تقـديــم‪:‬‬
‫في مستهل دراستنا للمؤسسة السجنية يجب علينا أول التطرق إلى مفهوم السجن حيث يكون‬
‫من الصعب إعطاء تعريف دقيق ومتفق عليه لمؤسسة السجن نظظظرا لخاتلف التجاهظظات‬
‫والمدارس في تحديد هذا المفهوم ومن ثم تناول كل اتجاه له بما يتناسب ومنطلقاته الفكرية‪.‬‬
‫فالسجن في اللغة معناه‪ :‬الحبس والمنع‪ ،‬وقريب منه المعنى الشرعي‪ ،‬حيث يعني "تعويظظق‬
‫الشخاص ومنعه من التصرف بنفسه سواء كان ذلك في بيت أو قبو أو غيره"‪.‬‬
‫أما في اصطلحا الباحثين في دراسة النظمة والقوانين العقابية‪ ،‬فإنهم وان اتفقوا في تعريفه‬
‫ظظاكمتهم أو‬
‫ظظار مح‬
‫باعتبار ذاته من حيث كونه بناء يوضع فيه الشخااص المتهمون في انتظ‬
‫ظظن‬
‫تنفيذ الحكام الصادرة ضدهم‪ ،‬فإنهم اخاتلفوا في تعريفه باعتبار الغرض منه‪ ،‬حيث نجد م‬
‫عرفه باعتباره مكانا زجريا لتنفيذ العقوبة في حق من خارق القانون كما في تعريف بعظظض‬
‫الفقه‪ ،‬حيث يرى أن " السجن مؤسسة زجرية ووقائية تقوم بمهمة عزل الشرار عن الخايار‬
‫لضمان حماية هؤلء ووقايتهم"‪.‬‬
‫ظظل‬
‫ظظا تأهي‬
‫ظظلحي مهمته‬
‫في حين عرفه آخارون باعتباره مؤسسة ذات هدف اجتماعي وإص‬
‫النزيل وتهذيب سلوكه لعادة‪ ،‬إدماجه كفرد صالح في المجتمع كما نجد ذلك عند فوكو مثل‬
‫الذي عرفه بكونه "مؤسسة تهذيبية سامية"‪.‬‬
‫ظظاعي‬
‫ومن ما سبق يمكن أن نستخالص تعريفا جامعا للسجن مفاده أنه "مؤسسة ذات بعد اجتم‬
‫إصلحي تقوم بمهمة تأهيل وتهذيب المنحرفين من خالل تنفيذهم فيها لعقوبة سالبة للحرية"‪.‬‬
‫ومما ل شك فيه أن هذه التعاريف وخاصوصا لغرض السجون‪ ،‬إنما جاءت عبر تراكمظظات‬
‫ظظة‬
‫ظظا مؤسس‬
‫ظظيما وأنه‬
‫ومراحل متعددة وبطيئة عرفت فيها وظيفة السجن صورا متعددة لس‬
‫ضاربة في القدم‪ ،‬إذن سنحاول في عجالة التأصيل لهذا التطور والتأصيل كذلك لغظظراض‬
‫ظظن‬
‫ظظداء م‬
‫ظظك ابت‬
‫العقوبة‪ ،‬حيث ارتبط تطور السجن دوما بتطور العقوبة والهدف منها‪ ،‬وذل‬
‫العصور القديمة ووصول إلى العصر الحديث الذي يبتدئ من عصر النوار‪.‬‬

‫‪-2-‬‬
‫‪ -1‬وظيفــة الســجن وغــرض العقوبــة فــي العصــور‬
‫القديمة‪:‬‬
‫ظظأر‬
‫ظظب الث‬
‫وفي هذه المرحلة لم يعرف السجن كعقوبة سالبة للحرية وذلك لطغيان مطل‬
‫والنتقام فوق كل مطلب آخار‪ ،‬واتخاذ هذا المطلب النتقامي طابعا فرديا حينما كان النسظظان‬
‫يعيش منعزل عن غيره‪ ،‬حيث كانت العقوبة رد فعل غريزي انتقامي محض‪.‬‬
‫أما عن وظيفة السجون في هذا العصر فكانت تعكس طبيعة المرحلة‪ ،‬فكانت عبظظارة‬
‫عن كهوف ومغارات وأماكن رهيبة تنعدم فيها ابسط شروط الكرامة النسانية‪ ،‬يكدس فيهظظا‬
‫السجناء إما انتظارا لمحاكمتهم أو انتظارا لتنفيذ العقوبة الجسدية عليهم‪.‬‬
‫ومن ثم فان العناية بأمر السجون في هذه المرحلة لم يكن يستوجب التفكير فيه ولو من بعيد‬
‫لتخالف النسان وثقافة هذا العصر بكثير عن هذا المعنى‪.‬‬
‫‪ -2‬السجن عند المسلمين‪:‬‬
‫ظظى أن‬
‫ظظاء إل‬
‫اخاتلف فقهاء الشريعة حول مشروعية عقوبة السجن‪ ،‬وذهب أغلب الفقه‬
‫ظظم‬
‫السجن عقوبة مشروعة‪ ،‬لكنهم يجمعون على ضرورة كون السجن كمكان ينتظر فيه المته‬
‫أو المحكوم عليه حتى تنفذ عليه العقوبة‪ ،‬وفي جميع الحوال فإن الشريعة تشترط في المكان‬
‫الذي يسجن فيه الشخاص أن يحفظ عليه آدميته وأن يستطيع أداء الصلة فيه وأن يكون جيظظد‬
‫التهوية والضاءة‪.‬‬
‫والحبس في الشرع ليس هو الحبس في مكان ضيق يعد لذلك مسبقا ولكنظظه تعويظظق‬
‫للشخاص ومنعه من التصرف بنفسه –وقد عرف ذلك على رسول ال صلى ال عليه وسلم‪-‬‬
‫سواء كان ذلك في بيت أو مسجد أو مكان آخار‪.‬‬
‫ظظواء‬
‫ظظة لي‬
‫ومن تم فالسلم في بدايته لم يعرف نظام السجن كمؤسسة قائمة الذات مخاصص‬
‫المتهمين والمجرمين‪ ،‬ليقضوا فيه العقوبات النازلة بهم‪.‬‬
‫ظظبق‬
‫ظظذا س‬
‫وكانت السجون في السلم على نوعين‪ :‬سجن للرجال وسجن للنساء‪ ،‬وه‬
‫للسلم لم تصل إليه التشريعات العقابية إل حديثا بعد أن كان الخاتلط هظظو الشظظائع فظظي‬
‫أوروبا‪.‬‬

‫‪-3-‬‬
‫كما أن السجن كان موضوع عناية منذ بدايته في السلم عكس ما كان عليه المر في‬
‫أوروبا حيث لم تعرف العناية بالسجناء إل حديثا بعد تطور علم الجرام والعقظظاب ليصظظبح‬
‫غرض العقوبة هو التهذيب والصلحا عوض الردع والنتقام‪ .‬وظهر السجن كمؤسسة قائمة‬
‫ظظي‬
‫ظظجون ف‬
‫ظظام الس‬
‫ظظة لنظ‬
‫الذات في عهد الخاليفة هارون الرشيد‪ ،‬ووضع لها "المبادئ العام‬
‫ظظن‬
‫ظظة م‬
‫السلم"‪ ،‬وذلك بطلب من القاضي أبو يوسف وإنشائها على أسس أخالقية واجتماعي‬
‫ظظي‬
‫ظظلحا ف‬
‫شانها تحقيق العدالة وهو ل يخاتلف عن أحدث النظم التي نادت بها حركات الص‬
‫أوروبا‪.‬‬
‫‪ -3‬وظيفة السجن في العصور الوسطى‪:‬‬
‫تتميز هذه المرحلة بالجهود التي بذلتها الكنيسة في تحسين أوضاع السجون‪ ،‬حيث إنها‬
‫ورغم احتفاظها بفكرة العقاب‪ ،‬فإنها جاءت بفكرة إمكانية إصلحه وتهذيبه ومساعدته علظظى‬
‫ظظن‬
‫ظظم م‬
‫الرجوع إلى الطريق السديد فكانت تعمل على تعليم الميين من السجناء بغية تمكينه‬
‫تلوة النجيل وقامت بإنشاء سجون انفرادية قصد تمكين السجين من النعزال والتوبة‪...‬‬
‫وفرضت عليهم العمل نهارا في جو من الصمت والنضباط لمحاربة الكسل والرتابة‬
‫وتعويدهم على النتاج والتحصيل‪.‬‬
‫وأثرت هذه المبادئ في نظرة المجتمع‪ ،‬وتطورت لتشكلنظظواة وبظظذور الحركظظات‬
‫الصلحية في المرحلة الحديثة‪.‬‬

‫‪-4‬وظيفــة الســجون فــي العصــور الحديثــة )أو عصــر‬


‫النوار(‪.‬‬
‫ظظت‬
‫ظظتي ظل‬
‫لقد كانت السجون الكنيسة في أوروبا متقدمة مقارنة مع السجون المدنية ال‬
‫على حالتها من السوء‪ ،‬خاصوصا بعد إلغاء القطاع وظهور الصناعة‪ ،‬وازدياد عدد العاطلين‬
‫عن العمل وارتفاع نسبة الفقر مما دفع عددا كبيرا إلى النحراف‪ ،‬فانتشر التشرد والجظظرام‬
‫وإدمان المخادرات والخامور‪ ،‬فكان السجناء يكدسون في السجون التي كانت عبارة عن قلع‬
‫أو حصون مهجورة دون تمييز أو تصنيف‪.‬‬

‫‪-4-‬‬
‫ظظا‬
‫ظظهير للباب‬
‫ظظالموقف الش‬
‫وكانت أولى البوادر الصلحية في السجون في أوروبا مرتبطة ب‬
‫ظظاع‬
‫ظظال‪" :‬إن إخاض‬
‫"كلمنت الحادي عشر"‪ ،‬في بهو صالة سجن "سان ميشيل بروما " حينما ق‬
‫المحكومين بالسجن للعقوبة ليس بشيء إذا لم نستطع إعادتهم فضلء بالتربية وسنوات بعظظد‬
‫ظظابيون‬
‫ذلك ألف "جون هوارد"‪ ،‬كتابه‪) :‬أحوال السجون(‪ ،‬سنة ‪ ،1977‬كما ألف الراهب "م‬
‫"كتابا انتقد فيه أوضاع السجون‪ ،‬ونادوا بالصلحات‪ ،‬وعارضوا النظام النفرادي‪ ،‬وطالبوا‬
‫بالرعاية الصحية والتهوية والزيارات وغيرها‪ ...‬كما ساهم في تطوير وظظظائف السظظجون‬
‫ظظارهم‬
‫ظظن واعتب‬
‫ظظى المجرمي‬
‫ظظرة إل‬
‫وأوضاعها إلى جانب أراء "هوارد ومابيون‪ ،‬تغيير النظ‬
‫مواطنين عاديين بفعل انتشار المبادئ الديمقراطية التي نادى بها "روسظظو وفولظظتير" ومظظا‬
‫صاحب ذلك من نتائج أهمها المساواة بين المواطنين جميعا بما فيهم المجرمين‪ .‬وقد مهظظدت‬
‫هذه الفكار والمبادئ لظهور المدارس العلمية التي كان لها أثر بارز في تطظظور السظظجون‬
‫وتحويلها إلى الهتمام بالسجين وتأهيله بدل النتقام منه وإيلمه وكانت أولى هذه المظظدارس‬
‫ظظرق‬
‫ظظن تط‬
‫هي المدرسة التقليدية ثم تلتها المدرسة التقليدية الجديدة والتي حاولت التخافيف م‬
‫الولى‪ ،‬ثم أعقب ذلك ظهور المدرسة الوضعية وأخايرا حركة الدفاع الجتماعي‪.‬‬
‫ظظدد‬
‫ظظن بص‬
‫هذا بالنسبة للسجن على مر العصور في ظل التحولت الفكرية والجتماعية‪ ،‬لك‬
‫دراستنا للسجن "بالمغرب" كمؤسسة عقابية تلح علينا عدة تساؤلت من قبيل كيف تطظظورت‬
‫المؤسسة السجنية بالمغرب وما هي صيغتها الن؟ وما هو الطار القانوني الذي ينظمها؟ وما‬
‫مدى تشبعها بمبادئ المدارس العلمية الكبرى في إدماج السجناء؟ وما مدى ايلئها للرعايظظة‬
‫اللحقة للسجناء المفرج عنهم؟‬
‫وهذا سيحتم علينا التطرق لهذه الشكاليات عبر أربعة مباحث‪ ،‬وذلك كالتي‪:‬‬
‫المبحث الوأل‪ :‬تطور السجن بالمغرب والصيغة الحالية له كمؤسسة عقابية‪.‬‬
‫البحث الثاني‪ :‬الطار القانوني للمؤسسة السجنية بالمغرب‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬المقاربة الدماجية في السجون المغربية‬
‫المبحث الرابع‪ :‬مفهوم الرعاية اللحقة ودورها في إعادة الدماج‪.‬‬

‫‪-5-‬‬
‫المبحث الول‪:‬‬
‫تطور السجن بالمغرب والصيغة الحالية له‬
‫كمؤسسة عقابية‪.‬‬

‫ظظف‬
‫ظظي وكي‬
‫لللمام بصورة السجن كمؤسسة عقابية مغربية سنتطرق لتطورها المرحل‬
‫كانت قبل مرحلة الحماية ثم خاللها وصول إلى عهد الستقلل وذلك في )المطلظظب الول(‪،‬‬
‫لنقف في )المطلب الثاني( على الصيغة الحالية للمؤسسة السجنية ومدى تطورها‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬التطور المرحلي للسجن بالمغرب‪.‬‬
‫لقد تطورت السجون المغربية عبر مراحل عديدة حيث كانت مؤسسات غيظظر مهيكلظظة ول‬
‫ظظم‬
‫ظظة" ث‬
‫ظظل الحماي‬
‫تتمتع بأي تنظيم كما هي عليه الن وأبرز هذه المراحل هي "مرحلة ما قب‬
‫ظظب‬
‫ظظوالي حس‬
‫ظظى الت‬
‫"مرحلة الحماية" وأخايرا "عهد الستقلل"‪ ،‬وسنتطرق لهذه المراحل عل‬
‫الترتيب الزمني وذلك في ثلث فقرات ‪.‬‬
‫الفقرة الولى‪ :‬مرحلة ما قبل الحماية‪.‬‬
‫ظظد‬
‫ظظانت توج‬
‫عرف المغرب نظام السجن قبل فرض الحماية عليه من قبل المستعمر حيث ك‬
‫قرب محاكم القضاء بعض الماكن المخاصصة لوضع الشخااص المنحرفين فيها وحبسظظهم‬
‫مدة معلومة ليقوموا بتنفيذ مدة الحبس التي أصدرها القاضي في حقهم‪ ،‬وقد تميزت هذه الفترة‬
‫او المرحلة بعدم وجود قوانين مدونة في حقهم‪ ،‬وقد تميزت هذه الفترة أو المرحلة بعدم وجود‬
‫قوانين مدونة حيث كان يعتمد في تسيير شؤون الرعية وفي الفصل في النزاعات على قواعد‬
‫الشريعة السلمية وعلى اجتهادات العلماء والفقهاء والعراف السائدة آنذاك‪ ،‬وقد عرفظظت‬
‫السجون في المغرب قبل الحماية نظاما خااصا بها حيث كان هناك أمناء يعينون مظظن قبظظل‬
‫ظظتمرة‬
‫ظظة المس‬
‫ظظة المراقب‬
‫العامل أو القائد او بمعني آخار من قبل المسؤولين آنذاك للقيام بمهم‬
‫ظظترة عظرف المغظرب‬
‫لماكن العتقال وتسيير العمال فيها والعتناء بالنزلء‪ ،‬في تلك الف‬
‫نوعان من السجون أولهما؛ خااص بالرجال وكان يشرف عليهم أمناء والثاني خااص بالنساء‬

‫‪-6-‬‬
‫وذلك على أساس التفرقة بين الجنسين تجنبا لنتشار البغاء والفساد بين السجناء ولجل ذلظك‬
‫الغرض كانت تعين على رأس لجنة المراقبة بالنسبة للنساء إمرأة تدعى " العريفة"‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مرحلة الحماية‪.‬‬
‫أثناء الحماية استبدلت الجهزة الدارية القديمة بالجهزة الدارية الحديثة‪ ،‬التي أقامتها‬
‫الدول المستعمرة بعد الحتلل عرفت ثلث أنظمة مخاتلفة من السجون‪.‬‬
‫المنطقة الجنوبية‪:‬‬ ‫‪(1‬‬
‫حيث كانت إدارة السجون في هذه المنطقة ملحقة بمديرية مصالح المن العمومي‬
‫والتي كانت بدورها واقعة تحت هيمنت القامة العامة أو ما يسمى بإدارة الشؤون السياسظظية‬
‫ظظدار‬
‫ظظجن ال‬
‫وكان يرأس مصلحة السجون مفتش يشرف على إدارة أربعة سجون كبرى ‪ ،‬س‬
‫المركزية بالقنيطرة‪ ،‬سجن دار علي مومن‪ ،‬سجن العدير بالجديدة وسجن إفران‪ .‬وكانت هذه‬
‫المنطقة الجنوبية خااضعة للنفوذ الفرنسي‪.‬‬
‫ب(المنطقة الشمالية‪:‬‬
‫ظظام‬
‫ظظريع والنظ‬
‫ظظيات التش‬
‫ظظق مقتض‬
‫إذ كانت توجد بها سجون خااصة وكانت تسير وف‬
‫السباني‪.‬‬
‫ج(منطقة طنجة الدولية‪:‬‬
‫وفي هذه المنطقة كان يوجد نظام مزدوج‪ ،‬أي نوعان من السجون‪ ،‬الول يقع تحظظت‬
‫سلطة وأشراف مندوب جللة السلطان بطنجة‪ ،‬يوضع فيه الشخااص المحكوم عليهم بالسجن‬
‫من طرف المندوب السلطاني طبقا لمقتضيات القانون العام والشريعة السلمية المطبقة على‬
‫السكان المغاربة‪ ،‬وكان يوجد هذا السجن بحي "القصبة"‪.‬‬
‫ظظن‬
‫والنوع الثاني كان تابعا للمحكمة الدولية المخاتلطة ويوضع فيه الشخااص الذين حكموا م‬
‫طرفها وكان يوجد بحي "مالباطا"‪ ،‬وهكذا لم تكن السجون في عهد الحماية مؤسسات عقابية‬
‫إصلحية اجتماعية‪ ،‬بقدر ما كانت مراكز للعتقال الجماعي مخاصصة للنتقام من المغاربة‬
‫المعتقلين لمخاالفتهم للقوانين القائمة‪ ،‬وظلت تتخابط في هذا الوضع حتى رحيل الحماية وبزوغ‬
‫عهد الستقلل‪.‬‬

‫‪-7-‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬مرحلة الستقلل‪.‬‬
‫بعد حصول المغرب على الستقلل‪ ،‬تم تأسيس وزارة العدل بمقتضى الظهير الشريف‬
‫ظظات‬
‫ظظايتها المؤسس‬
‫الصادر سنة ‪ 1956‬والمحدد لمهام وزارة العدل التي تندرج تحظت وص‬
‫السجنية بعدما خارجت من وصاية مديرية المن بوزارة الداخالية وتمت تسظظميتها بمديريظظة‬
‫إدارة السجون‪.‬‬
‫‪ ‬وفي سنة ‪ 1974‬تم الشروع في العمل بالقانون الساسي الخااص بموظفي إدارة السظظجون‬
‫المحدد لسلك الموظفين‪.‬‬
‫‪ ‬سنة ‪ 1976‬تم تغيير اسم مديرية السجون ليصبح مديرية إدارة السجون وإعادة التربية‪.‬‬
‫ظظجون‬ ‫‪ ‬من سنة ‪ 1976‬إلى ‪ 1998‬تم تغيير هذا السم من جددي ليصبح مديري‬
‫ظظة إدارة الس‬
‫وإعادة الدماج وضبط المنحرفين واعتقالهم‪.‬‬
‫‪ ‬في سنة ‪ 1999‬تم الشروع في تطبيق القانون رقظم ‪ 23/98 :‬المتعلظق بتسظيير وتنظيظم‬
‫المؤسسات السجنية‪.‬‬
‫‪ 2007 ‬لول مرة في تاريخ إدارة السجون بصفة عامة تم إنشاء مركز تكوين اطر وموظفي‬
‫إدارة السجون بافران‪.‬‬
‫‪ 2008 ‬تم تغيير اسم مديرية السجون وإعادة الدماج ليصظظبح "المندوبيظظة العامظظة لدارة‬
‫ظظس‬
‫ظظمى رئي‬
‫ظظوم يس‬
‫السجون وإعادة الدماج"‪ ،‬وتم إلحاقها بالوزير الول الذي أصبح الي‬
‫الحكومة بعدما كانت تابعة لوزارة العدل‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المندوبية العامة لدارة السجون وإعادة الدماج‪.‬‬
‫في إطار تنفيذ مقتضيات الظهير الشريف رقم ‪ 0-08-49‬الصادر في ‪ 22‬من ربيع الخار‬
‫‪ 1428‬الموافق ل ‪ 29‬ابريل ‪ 2008‬بتعيين المندوب العام لدارة السجون وإعادة الدماج‪،1‬‬
‫وبتحديد اخاتصاصات المندوبية العامة لدارة السجون وإعادة الدماج‪ 2‬وقرار المندوب العام‬

‫‪1‬‬
‫‪.‬الجريدة الرسمية رقم ‪ ،5647‬بتاريخ ‪ 14‬يوليوز ‪-2008‬‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 5750‬بتاريخ ‪ 9‬يوليوز ‪ 2009‬صفحة ‪- 3851‬‬

‫‪-8-‬‬
‫لدارة السجون رقم ‪ 1524/09‬الصادر في نفس التاريخ بتحديد اخاتصاصات وتنظيم أقسام‬
‫ومصالح المديريات المركزية التابعة لها‪.3‬‬
‫ويهدف هذا التنظيم الهيكلي الجديد إلى تجسيد التوجيهات السامية لصاحب الجللة نصره ال‬
‫ظظز‬ ‫التي وجهها للمندوب العام ‪ 4‬بمناسبة تعيينه على رأسهرم المندوبية العامة وال‬
‫ظظتي رك‬
‫خاللها جللته على ضرورة‪:‬‬
‫‪‬توفير النضباط والمن داخال السجون؛‬
‫‪‬صيانة حقوق النزلء والحفاظ على كرامتهم؛‬
‫‪‬النهوض بوضعية المؤسسات السجنية وتأهيلها واعتماد تدبير احترافي دقيق وصارم للعم‬
‫ظظل‬
‫بالمؤسسات السجنية؛‬
‫‪‬تحديث وتطوير العمل بالمؤسسات السجنية بما يمكن من توفير الظروف الملئمة لتحقيظظق‬
‫إدماج فعلي وتأهيل حقيقي للنزلء بعد الفراج عنهم‪.‬‬
‫ولتوضيح الصورة الحالية للمؤسسة السجنية المغربية ارتأينا تقسيم هذا المطلب إلظظى‬
‫ظظة لدارة‬
‫ظظة العام‬
‫ظظي للمندوبي‬
‫مبحثين )المبحث الول( الذي سنتطرق فيه إلى التنظيم الهيكل‬
‫السجون وإعادة الدماج‪ ،‬ثم سنصل لدراسة الطار القانوني للمؤسسة السظظجنية بظظالمغرب‬
‫وذلك في )المبحث الثاني(‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬التنظيم الهيكلي للمندوبية العامة‪.‬‬
‫ظظية‬
‫ظظلطة رئاس‬
‫ظظة كس‬
‫ظظة العام‬
‫يعتبر المندوب العام‪ ،‬رئيس الهرم الداري في المندوبي‬
‫ظظة‬
‫واعتمادا على ذلك فإنه يمارس سلطة التعيين والتقرير والتسيير والرقابة ويساعده في تأدي‬
‫مهامه مدير مكلف بسلمة السجناء والشخااص والمباني والمنشآت المخاصصظظة للسظظجون‬
‫ومدير مكلف بالعمل الجتماعي والثقافي لفائدة السجناء وإعادة إدماجهم‪.‬‬
‫وهذا الهرم أو الهيكل الداري تنضوي تحته نوعان من المصالح منها الداخالية والخاارجية‪.‬‬
‫لهذا سنتطرق للمصالح الداخالية في )الفقرة الولى( ثم الخاارجية في )الفقرة الثانية(‪.‬‬

‫الفقرة الولى‪ :‬المصالح الداخلية‪.‬‬


‫‪3‬‬
‫‪.‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 5750‬بتاريخ ‪ 9‬يوليوز ‪ ،2009‬صفحة ‪- 3855‬‬
‫‪4‬‬
‫‪.‬المندوب العام هو‪" :‬حفيظ بن هاشم" المدير السابق للمأن الوطني ‪-‬‬

‫‪-9-‬‬
‫‪ (1‬الكتابة العامة‪:‬‬
‫يمارس الكاتب العام للمندوبية العامة لدارة السجون وإعادة الدماج الخاتصاصات‬
‫المسندة إليه بالمرسوم رقم ‪ 44-93-2‬بتاريخ ‪ 29‬ابريل ‪ 1993‬والتي تتجلى في ‪:‬‬
‫‪‬إدارة شؤون الموظفين؛‬
‫‪‬تحضير ميزانية المندوبية وتوظيفها وإعداد مشاريع النشطة؛‬
‫‪‬بحث القضايا القانونية والمنازعات التابعة لجميع مصالح المندوبية العامة ‪.‬‬
‫ب(المفتشية العامة‪:‬‬
‫تناط بالمفتشية العامة التابعة مباشرة للمندوب العام‪ ،‬مهمة اطلعه على سير المصالح‬
‫المركزية واللمركزية ومركز تكوين الطر وبحث كل طلب يعمد به اليها والقيام بناءء علظى‬
‫تعليماته بجميع أعمال التفتيش والبحث والدراسة‪.‬‬
‫ج(قسم مراقبة التسيير والتدقيق الداخلي‪:‬‬
‫وهو تابع بدوره للمندوب العام مباشرة ويتولى المهام التالية‪:‬‬
‫‪‬التأكد من انجاز الهداف المحددة وفق المخاططات والسياسات المرسومة؛‬
‫‪‬القيام بإجراء المراقبة على المدى القصير والمتوسط وتقديم الستشارات التقنية للمسؤولين‬
‫قصد مساعدتهم على اتخااذ القرار‪.‬‬
‫د(مديرية العمل الجاتماعي والثقافي لفائدة النــزلءا وإعــادة‬
‫إدماجاهم‪:‬‬
‫وتناط بهذه المديرية الخااصة بالعمل الجتماعي والثقافي لفائدة النزلء‪:‬‬
‫‪‬السهر على تنفيذ الحكام والمقررات القضائية السالبة للحرية؛‬
‫‪‬تتبع ومراقبة الملفات المتعلقة بطلبات العفو بتنسيق مع القطاعات الحكومية المعنية؛‬
‫‪‬الشراف على تصنيف المعتقلين حسب وضعيتهم الجنائية والجتماعية؛‬
‫ظظي‬ ‫‪‬إعداد وتنفيذ البرامج التربوية الرامية إلى تنمية مدارك المعتقلين وتهيئ سبل إدم‬
‫ظظاجهم ف‬
‫الحياة العادية؛‬

‫‪- 10 -‬‬
‫‪‬وضع وتتبع برامج التكوين المهني لفائدة المعتقلين بتنسيق مع القطاعات المعنية وكذا تتبظظع‬
‫النشطة الترفيهية والثقافية؛‬
‫‪‬وضع برامج خااصة برعاية المعتقلين الحداث والمعتقلين ذوي الحتياجات الخااصة؛‬
‫‪‬السهر على تنفيذ القوانين الجاري بها العمل‪.‬‬
‫هـ(مديرية سلمة السجناءا والشــخاص والمبــاني والمنشــآت‬
‫المخصصة للسجون‪:‬‬
‫وتناط بها المهام التالية‪:‬‬
‫‪‬وضع استراتيجيات المندوبية العامة في مجال الحفاظ على امن المؤسسات السجنية وسلمة‬
‫السجناء والشخااص والمباني والمنشآت المخاصصة للسجون؛‬
‫‪‬وضع برامج ومخاططات للحفاظ على المن والنضباط بالمؤسسات السجنية؛‬
‫ظظات‬
‫ظظات بالمؤسس‬ ‫‪‬وضع خاطط للتدخال السريع بتعاون مع الجهات المخاتصة لت‬
‫ظظدبير الزم‬
‫السجنية لضبط حركية المعتقلين لسباب أمنية اخال المؤسسات السجنية؛‬
‫ظظى‬
‫ظظم إل‬
‫ظظد إخاراجه‬
‫ظظجناء وعن‬
‫ظظل الس‬ ‫‪‬السهر على التنظيم والتأطير المني لعملي‬
‫ظظات ترحي‬
‫المستشفيات؛‬
‫‪‬مراقبة مدى تطبيق المشرفين على المؤسسات السجنية للضوابط المتعلقة بالحفاظ على النظام‬
‫العام‪.‬‬
‫ع(مديرية الموارد البشرية‪:‬‬
‫من أهم ما يناط بهذه المديرية‪:‬‬
‫‪‬السهر على وضع استراتيجيات المندوبية العامة في مجال تدبير الموارد البشرية؛‬
‫‪‬تدبير شؤون الموظفين والشراف على تقييم أدائهم وتنظيم المباريات والمتحانات المهنية‪.‬‬

‫‪- 11 -‬‬
‫الهيكلة الدارية للمندوبية العامة لدارة السجون وإعادة‬

‫الديوان‬ ‫المندوب العام‬ ‫المفتشية العامة‬

‫مصلحة التعاون والشراكة‬ ‫قسم نظم المعلوأميات‬


‫قسم مراقبة التسيير وأالتدقيق الداخلي‬ ‫‪-‬مصلحة تطوير البرامج المعلوماتية وتجميع المعطيات‬
‫‪-‬مصلحة مراقبة التسيير‪.‬‬ ‫الكتابة العامة‬
‫‪-‬مصلحة معالجة واستغلل المعطيات‪.‬‬
‫‪-‬مصلحة التدقيق الداخالي‪.‬‬ ‫‪-‬مصلحة الصيانة والشبكة المعلوماتية‬

‫مديرية العمل الجتماعي والثقافي لفائدة‬


‫مديرية الميزانية وأالتجهيز‬ ‫مديرية الموارد البشرية‬ ‫مديرية سلمة السجناء والشخااص والمباني‬ ‫السجناء واعادة ادماجهم‬
‫والمنشآت المخاصصة للسجون‬

‫قسم الميزانية وأالمحاسبة‬ ‫قسم تدبير المسار الداري للموظفين‬ ‫قسم الضبط القضائي‬
‫‪-‬مصلحة الميزانية والتخاطيط‬ ‫‪-‬مصلحة تسيير شؤون الموظفين‬ ‫قسم سلمة السجناء والشخااص‬ ‫‪-‬مصلحة مراقبة تنفيد العقوبات‬
‫‪-‬مصلحة المحاسبة ومراقبة تدبير‬ ‫‪-‬مصلحة التوثيق والمستندات‬ ‫‪-‬مصلحة البرامج المنية وتدبير الزمات‬ ‫‪-‬مصلحة العفو والفراج المفيد‬
‫أموال المعتقلين‬ ‫‪-‬مصلحة الشؤون التاديبية‬ ‫‪-‬مصلحة ضبط حركية المعتقلين‬ ‫بشروط‬
‫‪-‬مصلحة تصنيف المعتقلين وتتبع‬
‫سلوكهم‬
‫قسم التموأين وأاللوأجيستيك‬ ‫قسم سلمة المباني والمنشآت المخاصصة‬
‫‪-‬مصلحة التموين‬ ‫قسم التوظيف والتكوين وتطوير‬ ‫للسجون‬ ‫قسم العمل الجتماعي والرعاية‬
‫‪-‬مصلحة التجهيزات والمعدات‬ ‫الكفاءات‬ ‫‪-‬مصلحة المراقبة المنية للمباني‬ ‫الصحية‬
‫‪-‬مصلحة تدبير حظيرة السيارات‬ ‫‪-‬مصلحة التوظيف والمتحانات‬ ‫‪-‬مصلحة تتبع ومراقبة التجهيزات المنية‪.‬‬ ‫‪-‬مصلحة العمل الجتماعي والثقافي‬
‫المهنية‬ ‫والترفيهي‬
‫‪-‬مصلحة التكوين وتطوير الكفاءات‬ ‫‪-‬مصلحة الرعاية الصحية‬
‫‪-‬مصلحة التقييم والتدبير‬ ‫‪-‬مصلحة رعاية الحداث والسجناء‬
‫قسم المباني وأالعادادات‬
‫‪-‬مصلحة البنايات والصيانة‬ ‫ذوي الحتياجات الخااصة‬
‫‪-‬مصلحة تدبير الممتلكات العقارية‬ ‫قسم الشؤون القانونية والمنازعات‬
‫‪-‬مصلحة الدراسات القانونية‬ ‫قسم التكوين والتعليم ومحو المية‬
‫‪-‬مصلحة المنازعات‬ ‫‪-‬مصلحة التكوين والتاهيل المهني‬
‫‪-‬مصلحة التربية والتعليم ومحو المية‬

‫مصلحة التواصل الداخالي‬


‫المصلحة المستقلة لوحدات النتاج‬

‫‪- 12 -‬‬
‫‪(2‬الفقرة الثانية‪ :‬المصالح الخارجاية‬
‫أ‪-‬المديريات الجهوية‪:‬‬
‫ظظي ‪28‬‬
‫ظظادر ف‬
‫ظظم ‪ 09-2456‬الص‬
‫ظظجون رق‬
‫بمقتضى قرار للمندوب العام لدارة الس‬
‫ظظالح‬
‫ظظات المص‬
‫ظظد اخاتصاص‬
‫ظظداث وتحدي‬
‫رمضان ‪ 1430‬موافق )‪ 18‬شتنبر ‪ (2009‬بإح‬
‫ظظع‬
‫ظظداث تس‬
‫ظظن خالل إح‬
‫ظظرب م‬
‫اللمركزية‪ ،‬عمدت المندوبية العامة إلى اعتماد سياسة الق‬
‫ظظوان‪،‬‬
‫ظظش‪ ،‬تط‬
‫مديريات جهوية بكل من ‪:‬الدار البيضاء‪ ،‬سل‪ ،‬خاريبكة‪ ،‬مكناس‪ ،‬فاس‪ ،‬مراك‬
‫اكادير ووجدة‪.‬‬
‫وتتولى هذه المديريات الجهوية تمثيل المندوبية العامة والسهر على تنفيذ إستراتيجيتها‬
‫على المستوى الجهوي وتتبع مراقبة تنفيذ المقررات القضائية الصادرة بعقوبات أو تظظدابير‬
‫ظظد‬
‫ظظراج المقي‬
‫سالبة للحرية ودراسة ملفات السجناء المتعلقة بطلبات واقتراحات العفو أو الف‬
‫ظظل‬
‫ظظج العم‬
‫بشروط والرخاص الستثنائية والقيام بالبحث والتحري بخاصوصها ودراسة برام‬
‫الجتماعي والثقافي لفائدة السجناء المقترحة من قبل المؤسسات السجنية كما تتكلظظف هظظذه‬
‫المديريات الجهوية بالرعاية الصحية للسجناء وتنظيم حملت تحسيسية للوقاية من المراض‬
‫والوبئة وتهتم أيضا بتغذيتهم والحفاظ على سلمتهم وسلمة السجون وانجاز تقارير ترسل‬
‫ظظجناء‬
‫ظظل الس‬
‫ظظرارات ترحي‬
‫ظظذ ق‬
‫الى المندوبية العامة فضل عن القيام بعمليات التفتيش وتنفي‬
‫والمعتقلين‪.‬‬
‫ب(المؤسسات السجنية‪:‬‬
‫هي تلك المؤسسات التي خاصها المشرع باستقبال المدانين بعقوبات سالبة للحرية كي يقوموا‬
‫بتنفيذ العقوبة فيها وتنقسم هذه المؤسسات إلى أربعة أقسام‪:‬‬
‫‪-‬السجون الفلحية‪:‬‬
‫هي سجون ذات نظام شبه مفتوحا مخاصصة لتكوين السجناء مهنيا في الميدان الفلحي‬
‫ولتهيئ من اقترب تاريخ الفراج عنهم للعودة للحياة العادية‪.‬‬
‫‪-‬السجون المركزية‪:‬‬
‫تخاصص ليواء المحكوم عليهم بعقوبات طويلة المد‪.‬‬

‫‪- 13 -‬‬
‫‪-‬السجون المحلية‪:‬‬
‫ظظات‬
‫ظظم بعقوب‬
‫مخاصصة ليواء المعتقلين الحتياطيين والمكرهين بدنيا والمحكوم عليه‬
‫قصيرة المد‪.‬‬
‫‪-‬مراكز الصالحا والتهذيب‪:‬‬
‫خاصصت للتكفل بالحداث الجانحين والشخااص الذين ل تتعدى أعمارهم ‪ 18‬سظظنة‬
‫قصد العمل على إعادة إدماجهم في وسطهم الجتماعي‪.‬‬

‫‪- 14 -‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫الطار القانوني للمؤسسات السجنية بالمغرب‪.‬‬

‫ظظاته‬
‫ظظن قناع‬
‫ظظا م‬
‫ظظجنية انطلق‬
‫لقد نظم المشرع المغربي سير وتسيير المؤسسات الس‬
‫بضرورة إصلحا هذه المنظومة واعتماده على تجارب خاارجية ناجعة وكذا تتبعه بالنصوص‬
‫والتفاقيات والمعاهدات الدولية حيث كيف نصوص القانون الجنائي والمسطرة الجنائية طبقا‬
‫لهذه الضرورة وقام بتعزيزها بالقانون ‪ 23/98‬التي خاصص لتنظيظظم هظظذه المؤسسظظة او‬
‫المنظومة الجتماعية المنية‪.‬‬
‫فما هي أهم مستجدات هذا القانون؟ وما هو أهم ما جاء به هذا القانون لفائدة السظظجن؟‬
‫وما أهم ما جاء به في ما يتعلق بالطار المهني للسجون؟ وما محاسنه ومآخاذه؟‬
‫وللجابة عن هذه التساؤلت سنقسم هذا المبحث إلى ثلثة مطالب‪:‬‬
‫‪ ‬المطلب الول‪ :‬قراءة في القانون ‪23/98‬‬
‫‪ ‬المطلب الثاني‪:‬أهم ما جاء به هذا القانون لفائدة السظظجين وكظظذا التظظأطير‬
‫السجني‪.‬‬
‫‪ ‬المطلب الثالث‪ :‬محاسن ومآخاذ هذا القانون‪.‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬قراءاة في القانون ‪23/98‬‬


‫شارك في صياغة القانون ‪ 23/98‬أهل الخاتصاص وتمت الستفادة فيه من تجظظارب‬
‫عربية ومن التجارب الدولية كفرنسا واسبانيا وبلجيكا ومن خالل زيارات ميدانية للمؤسسات‬
‫السجنية‪ ،‬ويمكن اعتبار القانون رقم ‪ 23/98‬من أهم مشاريع القوانين التي صظظادق عليهظظا‬
‫ظظي‬
‫ظظدني ف‬
‫البرلمان بإجماع وتجدر الشارة إلى الدور الكبير الذي لعبته فعاليات المجتمع الم‬
‫بلورة القوانين وتأطير المجتمع على مستوى المقاربة التحسيسية‪.‬‬
‫ومن أهم ما جاء به هذا القانون ومن خالل هذه القراءة الولية له هو‪:‬‬

‫‪- 15 -‬‬
‫م‪ :13 5‬المتعلقة بالعتقال وتحليل الحالة الجبائية للمعتقلين‬
‫م ‪: 31‬توزيع السجناء وتصنيفهم ؛‬
‫م ‪ :35‬المتعلقة بعمل السجناء؛‬
‫م ‪ :50‬تهتم بالنضباط داخال السجون؛‬
‫م ‪ :46‬تنظم الرخاص الستثنائية؛‬
‫م ‪ 53‬وما بعدها ‪ :‬مسطرة التأديب‪.‬‬
‫م ‪ :64‬مقاولة استعمال العنف؛‬
‫م ‪:65‬استعمال السلحا؛‬
‫م ‪ :68‬التفتيش؛‬
‫م ‪:71‬متعلقة بالحوادث؛‬
‫م ‪ :74‬وما بعدها تنظيم الزيارات؛‬
‫م ‪ :89‬تهتم بالمراسلت؛‬
‫م ‪ :98‬تلقي والنظر في الشكايات؛‬
‫م ‪:100‬تدبير أموال السجناء؛‬
‫م ‪ :180‬تشرع ممارسة الشعائر الدينية؛‬
‫م ‪:121‬تكفل الحق في البداع؛‬
‫م ‪:122‬الحق في التزود بالمجلت والجرائد على حسابهم؛‬
‫م ‪ :123‬الحق في الخادمة الصحية؛‬
‫م ‪ :138‬الولدة أثناء العتقال؛‬
‫م ‪ :113‬العناية بالمعتقلين‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المادة ‪) :‬م( ‪-‬‬

‫‪- 16 -‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهم ما جااءا به هــذا القــانون ) ‪(23/98‬‬
‫لفائدة السجين والتأطير العملي للسجون‪.‬‬
‫صدر هذا القانون كما قلنا آنفا ليكون متلئما مع المعايير الدولية وخااصة مع القواعظظد‬
‫النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء المعتمدة من لدن المم المتحدة وسعى إلى الموازنظظة بيظظن‬
‫الضوابط المنية ومتطلبات إصلحا السجون وتأهيل السجناء نفسيا وتربويا ومهنيا مع تسهيل‬
‫اندماجهم من جديد في المجتمع‪ ،‬ويتجلى سعيه إلى الملئمة والموازنة من خالل تبني قواعد‬
‫ومبادئ عامة من قبيل حظر التمييز في المعاملة بسبب العرق أو الجنس أو اللون أو الظظرأي‬
‫أو المركز الجتماعي )المادة ‪ (51‬وضرورة خاضوع كل معتقل لفحص طبي داخال اجظظل‬
‫أقصاه ثلثة أيام من تاريخ دخاوله إلى المؤسسة )المادة ‪ (52‬وإدراج مقتضيات أخارى وثيقة‬
‫الصلة بمسؤولية الدارة اتجاه المعتقل وبحقوقه على الدارة من أهمها‪:‬‬
‫‪ ‬اعتبار مدير المؤسسة مسؤول عن قانونية العتقال وعن تنفيظظذ الوامظظر والمقظظررات‬
‫القضائية والوامر الكتابية الصادرة عن السلطة التابع لها ) المادة ‪(21‬؛‬
‫ظظة‬ ‫‪ ‬تنظيم سجلت العتقال بكيفية دقيقة وواضحة ووضعها تحت مسؤولية م‬
‫ظظدير المؤسس‬
‫ومراقبة الدارة المركزية والسلطة القضائية )المادة ‪ 13‬وما بعدها(‬
‫‪ ‬وجوب إشعار المعتقل بإمكانية التصال بذويه من اجل إخابارهم بمكان اعتقظظاله )المظظادة‬
‫‪(22‬‬
‫ظظالعفو‬
‫ظظة ب‬
‫ظظات المتعلق‬ ‫‪ ‬وجوب إشعاره‪ ،‬عند إيداعه‪ ،‬بحقوقه وواجباته وتزوي‬
‫ظظده بالمعلوم‬
‫والفراج المقيد بشروط وبمسطرة الترحيل وطرق تقديم التظلمات )المادة ‪ (26‬؛‬
‫ظظي‬
‫ظظم ف‬ ‫‪ ‬وجوب إشعاره بحقه في الدلء بأسماء الشخااص الذين يرغب في التص‬
‫ظظال به‬
‫الحالت الطارئة )المادة ‪(23‬؛‬
‫‪ ‬تسليم المعتقل بطاقة خاروج ل تشير إلى سبب العتقال‪ ،‬اللهم إذا طلب ذلك واشترط تسليم‬
‫ظظبقة‬
‫ظظوافقته المس‬
‫ظظى م‬
‫موجز من سجل العتقال لغيره ) محاميه أو احد أفراد عائلته( عل‬
‫)المادة ‪.(27‬‬

‫‪- 17 -‬‬
‫ظظائية‬
‫ظظلطة القض‬ ‫‪ ‬يجب الخابار الفوري للمندوب العام لدارة السجون ووكيل المل‬
‫ظظك والس‬
‫والشخااص الذين يكون قد اخاتارهم السجين في حالة وفاته أو تعرض حياته للخاطر‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة احترام السر المهني فيما يتعلق بالملف الطبي للسجين )المادة ‪(28‬‬

‫‪ ‬تخاصيص أماكن العتقال الجماعية للشخااص المؤهلين للتعايش فيما بينهم‪ ،‬والمنتمين إن‬
‫أمكن لنفس الصنف الجنائي )المادة ‪(13‬‬
‫‪ ‬عدم اعتبار وضع المعتقل في العزلة بسبب تدبير احتياطي او امني‪ ،‬تدبيرا تأديبيا )الم‬
‫ظظادة‬
‫‪(32‬‬
‫‪ ‬تخاصيص محلت للمهات المرفقات بأطفال )المادة ‪.(34‬‬

‫ظظحة‬
‫ظظروط الص‬ ‫‪ ‬إقرار ضوابط تدخال في باب العناية بالمعتقل تتعلق بملئمة البناي‬
‫ظظات لش‬
‫ظظة‬
‫ظظة متوازن‬
‫ظظوفير تغذي‬
‫والسلمة وتهيئتها وصيانتها وتطبيق قواعد النظافة الشخاصية وت‬
‫)المادة ‪ (113‬مع مراعاة شروط المناخ ومستلزمات التهوية وحفظ الصحة )المادة ‪.(114‬‬
‫‪ ‬ضرورة التوفر على مصحة وتقديم الخادمات الطبية )المواد ‪ 123‬الى ‪.(127‬‬
‫كما يعزز هذا القانون المرسوم رقم ‪ 2-00-485‬الذي صظظدر بتاريظظخ )‪ 3‬نونظظبر‬
‫‪ 6(2000‬والذيجاء ليحدد كيفية تطبيق القانون ‪ 23/98‬ويتميز بانه يحدد واجباتموظفي‬
‫المندوبية العامة لدارة السجون وإعادة الدماج ومسؤولياتهم وقواعد النضباط الذي ينبغي‬
‫انيتحلوا به أثناء قيامهم بمهامهم ‪ ،‬يحدد المخاالفات التي يحتمل انيرتكبوها في حظظق‬
‫نزلء المؤسسة السجنية والدارية التي منشانها انتعرضهم لعقوبات تأديبية‪ ،‬كما انظظه‬
‫يبين الشروط العامة والشروط الخااصة لولوج المؤسساتالسجنية‪ ،‬والشخااصوالجهظظات‬
‫المسموحا لها بولوجها‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬محاسن ومآخذ القانون ‪.23/98‬‬
‫ظظة‬
‫ظظعية المزري‬
‫لقد جاء هذا القانون بفلسفة عامة مردها أنسنة السجن والنهوض بالوض‬
‫ظظادس‬
‫التي كانت تعرفها وكذا تماشيا مع التوجيهات السامية لصاحب الجللة الملك محمد الس‬
‫نصره ال للمندوب العام لدارة السجون إثر تعيينه على رأس هذه المنظومة المنية بطبيعتها‬

‫‪6‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 4848‬بتاريخ ‪ ، 2000-11-16‬ص ‪-3029 :‬‬

‫‪- 18 -‬‬
‫والجتماعية بفلسفتها‪ ،‬لكنه رغم ما حققه من نهضة وتطور ملحظظوظ للسظظجون المغربيظظة‬
‫ومساهمته في انفتاحها على مكونات المجتمع المدني فانه لم يسلم من انتقادات نظرا لبعظظض‬
‫الثغرات التي تخاللته حسب آراء حقوقية حيث سجل "المجلس الوطني لحقوق النسظان" فظي‬
‫تقريره السنوي لسنة ‪ 2012‬مجموعة من الخاتللت ذات الصلة بتطبيق القظظانون ‪23/98‬‬
‫ومرسومه التطبيقي نذكر منها‪:‬‬
‫‪‬عدم وجود تصدير يتضمن المبادئ التوجيهية العامة لحقوق السجناء في هذا القانون‬

‫‪‬حرمان المعتقلين من تطبيق مطالب جماعية وتعريضهم لجراءات تأديبية مظظن طظظرف‬
‫المشرفين على المؤسسة السجنية حسب )المادة ‪ (99‬من قانون ‪23/98‬‬
‫‪‬وجود غموض في )المادة ‪ (66‬من المرسوم التطبيقي للقانون ‪ 23/98‬على مستوى تحديد‬
‫الجهة المسؤولة عن تنفيذ التدبير المتخاذ في حدث مودع بمؤسسة سجنية طبقا لمقتضيات‬
‫قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬
‫ظظة‬ ‫‪‬محدودية النشطة المسموحا بها للجمعيات واقتصارها على المناسبات‪ ،‬تقيي‬
‫ظظدها بموافق‬
‫ظظوم‬
‫ظظن المرس‬
‫المندوب العام لدارة السجون‪ ،‬كما هو منصوص عليه في )المادة ‪ (10‬م‬
‫التطبيقي مما يقلص من دور هذه الجمعيات في نشر ثقافة حقوق النسان والمساهمة في‬
‫إعادة إدماج السجناء‪.‬‬
‫ظظن‬ ‫‪‬غياب معايير واضحة تستند إليها المؤسسة السجنية في الوقوف على حسن الس‬
‫ظظلوك م‬
‫ظظذا‬
‫ظظى ‪ 34‬وك‬
‫ظظن ‪ 32‬إل‬
‫اجل اتخااذ تدابير تشجيعية كما هو منصوص عليه في المواد م‬
‫غياب الرقابة على طرق وظروف اتخااذ هذه التدابير خاصوصا أنها تدابير تهم اقظظتراحا‬
‫تغيير نظام العتقال أو الترحيل والترشيح للستفادة من العفو او الفراج المشظظروط او‬
‫منح الرخاص استثنائية‪ ،‬مما يساهم في ضعف تفعيل التدابير وعدم استفادة السجناء منها‬
‫بشكل فعال يخادم الهدف الساسي المتعلق بإعادة الدماج‪.‬‬

‫‪- 19 -‬‬
‫‪‬التأديب في رأي الحقوقيين هو إقصاء داخال إقصاء واعتقال داخال اعتقال‪ ،‬بل أكثر من ذلك‬
‫مراجعة )المادة ‪ (55‬التي تنص على وضع المعتقل داخال زنزانة التأديب لمدة ل تتجاوز‬
‫‪ 45‬يوم وهذه المادة في رأيهم غير منصفة‪.7‬‬

‫‪7‬‬
‫‪.‬انإتقادات اللجنة الوطنية لحقوق النإسان في تقريرها السنوي لسنة ‪- 2012‬‬

‫‪- 20 -‬‬
‫المبحث الثالث‪:‬‬
‫المقاربة الدماجاية في المغرب وأساليبها‬

‫إن مفهوم الدماج يتضمن معاني متعددة تخاتلف باخاتلف المجالت التي يستعمل فيها‬
‫فالدماج هو "عملية تقويم التفاعل بين مجموعة من العناصر او عملية إدماج عنصر جديظظد‬
‫ظظي‬
‫ظظل النفس‬
‫بكيفية تجعله منسجما بين العناصر الخارى‪ :‬وقد يفيد الدماج وهو حسب التحلي‬
‫حالة يدمج فيها المرء نفسه بشخاص آخار أو بجماعة فهو اندماج وجداني‪.‬‬
‫وقد يكون بمعنى التلؤم وهو حالة يتميز بها الكائن الحي ‪ ،‬بتفاعل مستمر بين النواحي‬
‫ظظة لظذلك‬
‫ظظون نتيج‬
‫الفيزيولوجية والعاطفية والعقلية فيه من جهة والمحيط من جهة ثانية ويك‬
‫تحرره من التوتر الداخالي‪ .‬هذا فيما يخاص تعريف الدماج بصفة عامة وهو ل يخاتلف عظظن‬
‫ظظانحين‬
‫ظظلحا الج‬
‫ظظادة إص‬
‫ظظدبير إع‬
‫الدماج او إعادة الدماج في السجون حيث يروم هذا الت‬
‫والمنحرفين وإعادة الثقة لهم بأنفسهم وتأهيلهم وتهيئهم للندماج في المجتمع من جديد وتقوية‬
‫الشعور لديهم بالنسانية ومتطلباتها وكذا تحسيسهم بواجباتهم تجاه المجتمع‪ .‬فما هي الوسائل‬
‫والساليب الكفيلة بتحقيق هذه الهداف المنشودة؟‬
‫لقد اخاتلفالباحثون في تقسيم الساليبالدماجية‪ 8‬حيثقسمها البعض إلظظى أسظظاليب‬
‫أصلية وأخارى تكميلية والبعض الخار قسمها إلى أساليبمالية ومعنوية‪ ،‬وهناكفريق آخار‬
‫صنفها إلى أساليبمباشرة وأخارى غير مباشرة‪...‬‬
‫وعموما فان الساليب الصلحية التاهيلية تخاتلف باخاتلف المجتمعظظات والشظظعوب‬
‫وتخاتلف باخاتلف أصناف النزلء أنفسهم‪ ،‬وسنقتصر من جانبنا على دراسة أهظظم أسظظاليب‬
‫إعادة الدماج التي حددها القانون المنظم للسجون بالمغرب رقم ‪ 23/98‬والمرسوم التطبيقي‬
‫له‪ ،‬ويمكن تحديد هذه الساليب في تسع مطالب‪ :‬التصنيف‪ ،‬التعليم )العام والتكوين المهني(‪،‬‬
‫العمل‪ ،‬الرعاية الصحية‪ ،‬التصال بالعالم الخاارجي‪ ،‬التهذيب )الديني والخالقي(‪ ،‬النشظظاط‬
‫ظظب‬
‫ظظي مطل‬
‫ظظد ف‬
‫الترويحي‪ ،‬النشاط الترفيهي‪ ،‬الفراج المقيد بشروط‪ .‬وسنتعرض لكل واح‬
‫مستقل‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫"مأجلة إدمأاج‪ ،‬العدد الثانإي عشر‪ ،‬مأارس ‪ ،2007‬مأنشورات جمعية "إدمأاج ‪-‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫المطلب الول ‪ :‬التصنيف‪.‬‬
‫يعد التصنيف أول أساليب إعادة الدماج بالمؤسسة السجنية‪ ،‬فهو يساعد على وضظظع‬
‫ظظن خالل‬
‫البرامج التاهيلية المناسبة وسهولة تنفيذها وتطبيقها داخال المؤسسة السجنية وذلك م‬
‫ظظج‬
‫ظظبيق البرنام‬
‫ظظن تط‬
‫وضع النزيل في المكان المناسب لحالته بالمؤسسة السجنية حتى يمك‬
‫ظظب‬
‫ظظوقت يجن‬
‫ظظس ال‬
‫الصلحي المناسب عليه‪ ،‬وصول إلى إصلحه وإعادة إدماجه وفي نف‬
‫المؤسسة القلقل التي يمكن أن يسببها هذا النزيل لو تم إيداعه في مكان غير مناسب لحظظالته‬
‫بالمؤسسة السجنية‪.‬‬
‫وقد نص المشرع المغربي على أهم السس التي يقوم عليها التصنيف وذلك في )المادة‬
‫‪ (29‬من قانون ‪ ، 23/98‬وقد تأثر في ذلك بطبيعة المنهجية الصلحية المتبعة من طرف‬
‫النظمة الحديثة للعتقال‪ ،‬ومنها القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء‪ ،‬ومن هذه القواعد‬
‫يمكن استنتاج أهم المعايير التي يعتمد عليها وهي‪:‬‬
‫الجنس‪:‬حيث يعتبر الفصل بين الرجال والنساء أمرا ضروريا ودرءء وتجنبا لنتش‬
‫ظظار‬
‫الفاحشة والبغاء‪.‬‬
‫السن‪:‬حيث يتم تصنيف السجناء بناء على هذا المعيار‪ ،‬أي سجناء أحداث وسجناء بالغين‬
‫حيث يتم وضع الحداث في جناحا خااص منفصل عن الجنحة والماكن المخاصصة للبالغين‬
‫ظظة‬
‫وقد نصت في هذا الصدد المادة ‪ 5‬من القانون ‪ 23/98‬على انه يجب أن تتوفر كل مؤسس‬
‫تستقبل معتقلين أحداثا بالمعنى الجنائي أو أشخااصا ل تتعدى أعمارهم عشرين سنة على محل‬
‫مستقل او على القل محل منفصل كليا‪ ،‬معد لهذه الفئة‪.‬‬
‫ظظن‬
‫ظظحاء وبي‬
‫ظظم الص‬ ‫الحالة الصحية‪:‬أساس هذا المعيار التفرقة بين المحك‬
‫ظظوم عليه‬
‫ظظذا‬
‫ظظي‪ ،‬وله‬
‫الضعاف والمرضى منهم وكذلك بين المرض العضوي والمرض النفسي والعقل‬
‫ألزمت المادة ‪ 24‬من القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء والمادة ‪ 125‬مظظن القظظانون‬
‫‪ 23/98‬على الطبيب‪ ،‬فحص السجين بغية اكتشاف أي مرض جسدي أو عقلظظي يمكظظن أن‬
‫يشكل عائقا دون إعادة تأهيله‪.‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫نوع الجريمة‪ :‬والمقصود هنا الركن المعنوي للجريمة‪ ،‬أهي عمدية او غير عمديظظة‪،‬‬
‫وتظهر أهمية هذا المعيار في ان مرتكبي الجريمة العمدية هم محترفوا إجرام بعكس أصحاب‬
‫ظظد‬
‫ظظة‪ ،‬وق‬
‫الجرائم غير العمدية الذين يسقطوا في اشراك الجريمة بغير قصد أو بدون سوء ني‬
‫يعتمد هذا المعيار على تقسيم آخار جرائم العرض‪ ،‬جرائم الشخااص‪ ،‬جرائم الموال‪ .‬وتجدر‬
‫الشارة إلى أن المندوبية لم تصل إلى حد الن إلى تحقيق هذا المبتغى نظرا لتظافر عوامظظل‬
‫كثيرة منها‪ :‬مشكل الكتظاظ وكذلك معياري مدة العقوبة وسوابق الجاني اللذين ينضافان إلى‬
‫سابقهما في عدم إمكانية التطبيق‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التعليم‪.‬‬
‫ل يقتصر التعليم داخال المؤسسات السجنية على التعليم العام‪ ،‬بل يشظظمل أيضظظا السظظماحا‬
‫بالطلع على الكتب الثقافية والنخاراط في برامج التكوين المهني‪ ،‬وذلك ان إجازة إدخاظظال‬
‫الكتب والصحف والمجلت الى السجن يتيح فرصة للنزلء لزيادة التثقيف والمطالعة ويهيء‬
‫ظظي‬
‫ظظم ف‬
‫ظظاليب التعلي‬
‫ظظم أس‬
‫لهم السبل الى تكيفهم مع المجتمع عند انتهاء مدة العقوبة ومن أه‬
‫المؤسسات السجنية المغربية‪ ،‬محو المية‪ ،‬التعليم العام بخادماته التعليمية والمكتبية والتكوين‬
‫المهني‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬العمل‬
‫ظظوفيره‬
‫ظظة بت‬
‫ظظجنية ملزم‬
‫يعتبر أحد النشطة التقليدية في السجن‪ ،‬وتكون المؤسسة الس‬
‫للسجناء وان كان من الصعب إن لم يكن من المستحيل توفير العمل للجميع في السجن وإذا ما‬
‫توافر هذا العمل يجب أن تتوافر فيه عدة شروط وذلك لتحقيق إدماج النزيل عن طريق العمل‬
‫التأهيلي وهذه الشروط هي‪:‬‬
‫‪‬أن يكون العمل ذي طبيعة غير مؤلمة كما نصت على ذلك المادة ‪ 35‬من القانون ‪23/98‬؛‬

‫‪‬أن يكون العمل منتجا؛‬


‫‪‬أن يكون العمل متنوعا؛‬

‫‪‬أن يكون العمل داخال السجن مماثل للعمل الحر؛‬


‫‪‬أن يكون العمل باجر منصف وعادل؛‬

‫‪- 23 -‬‬
‫‪‬أن يكون عمل منظم؛‬
‫‪‬أن يكون هذا العمل ملزما للدارة السجنية وللنزيل )المادة ‪(35‬؛‬

‫‪‬أن يكون محاطا بالضمانات الجتماعية‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬الرعاية الصحية‪.‬‬


‫تعتبر الرعاية الصحية والطبية من الوسائل المباشرة لصلحا النزيل وإعادة إدماجه‪،‬‬
‫فالجاني إنسان فقد ثقته في المجتمع ودائما يعتبر نفسه انه وقع ضحية المجتمع‪ ،‬وعليه فمظظن‬
‫المناسب أن تقدم لهذا النسان الرعاية الصحية الملئمة حتى يشعر أن هناك أيادي رحيمظظة‬
‫ظظذا‬
‫ظظل أن ه‬
‫تمتد إليه وان هناك من يحن عليه ول شك أن لهذا قيمة كبيرة في إصلحه‪ ،‬فض‬
‫الشخاص الذي استشعر امتداد اليادي له وقت مرضه سيكون أكثر انضباطا واحتراما للقواعد‬
‫ظظن‬
‫المعمول بها داخال السجن‪ ،‬ولهذا نجد المشرع قد أحاط هذا السلوب أو الحق بمجموعة م‬
‫المواد في القانون ‪ 23/98‬منها المواد )‪.(139-138-127-130-129-114-113‬‬
‫المطلب الخامس‪ :‬التصال بالعالم الخارجاي‬
‫إن التصال بالعالم الخاارجي جزء من عملية إعادة الدماج‪ ،‬كما انظظه أصظظبح احظظد‬
‫الحقوق الساسية التي يتمتع بها كل نزيل داخال المؤسسة السجنية‪ ،‬ولجل ذلك فقد وضظظعت‬
‫العهود أو المواثيق الدولية ضمانات قانونية تضمن حق النزيل في التصال بالعالم الخاارجي‬
‫ظظواد )‬
‫ظظي الم‬
‫وقد تقيد القانون المنظم للسجون بالمغرب بهذه المبادئ‪ ،‬حيث نظم الزيارات ف‬
‫‪ (80-79‬والمراسلت في المواد )‪.(97-96-94-93-92‬‬
‫المطلب السادس‪ :‬التهذيب‬
‫يعد التهذيب الديني من الوسائل المباشرة لصلحا السجين وإعادة إدماجه ويعني إبراز‬
‫ظظا‬
‫ظظتي تنظمه‬
‫ظظاءات ال‬
‫ظظن خالل اللق‬
‫القيم الدينية للنزيل بهدف غرس تلك القيم في وجدانه م‬
‫المؤسسة السجنية‪ ،‬وتعمد فيها بهذه المهمة للوعاظ المخاتارين بدقة لداء هذه المهمة التي تعد‬
‫ظظي‬
‫ظظواعظ ه‬
‫على درجة كبيرة من الهمية في سبيل إصلحا نزلء السجون‪ ،‬ذلك ان مهمة ال‬
‫ظظد‬
‫إبراز القيم الدينية السليمة للنزلء وتغيير مفاهيمهم الخااطئة ونظرتهم السوداوية للحياة‪ ،‬وق‬
‫دلت البحوث والدراسات على ان نزلء السجون يتميزون بضعف الوازع الديني او انعدامه‪،‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫مما يكون عامل إجراميا بالنسبة لبعضهم ومن شأن التهذيب الديني استئصظظال أحظظد هظظذه‬
‫ظظة‬
‫ظظى التوب‬
‫ظظه عل‬
‫العوامل الجرامية بجعل النزيل يعاود التفكير فيما ارتكبه من جرم‪ ،‬ويحث‬
‫والستغفار وهذا ما يساعد على إصلحه وإعادة إدماجه‪ ،‬فعن طريق الدين يتقيظظد ضظظمير‬
‫النزيل وتتغير أفكاره وطباعه وأنماطه السلوكية واتجاهاته الجتماعية الخااطئة‪ ،‬وقد أطرت‬
‫المادة )‪ (120‬التهذيب الديني بنصها وضمانها ممارسة الشعائر الدينية لكل معتقل‪.‬‬
‫المطلب السابع‪ :‬التنشيط الرياضي‪.‬‬
‫نظرا لهميته أصبح ينال هنا كبيرا من الرعاية والهتمام من قبل المسظظؤولين عظظن‬
‫النزلء داخال السجن لما له من أثر كبير على نفسية النزلء‪ ،‬اذ تبين ان استهلك الطاقات في‬
‫نشاط رياضي سليم يؤدي إلى القلل من مظاهر الجريمة والنحراف‪ ،‬كما يساعدهم علظظى‬
‫التخالص من الضطراب النفسي‪.‬‬
‫والملحظ انه بالرغم من أهمية النشطة الرياضية بالسجون‪ ،‬فقد كان يجب النتظظظار‬
‫إلى حين صدور القانون الجديد المنظم للسجون )‪ (23/98‬الذي خاصظظص المظظواد )‪-117‬‬
‫‪ (129‬لتأطير هذه النشطة الرياضية‪.‬‬

‫المطلب الثامن‪ :‬النشطة الترفيهية والثقافية‪.‬‬


‫ظظة‬
‫ظظة والتربوي‬
‫ظظج العلجي‬
‫ظظة للبرام‬
‫تعد النشطة الفنية والترفيهية من الوسائل المكمل‬
‫بالمؤسسات السجنية‪ ،‬وبالتالي تلعب دورا هاما في تأهيل النزلء اجتماعيا ومساعدتهم للعودة‬
‫ظظخاص‬
‫ظظق الش‬
‫الى الندماج‪ ،‬خااصة إذا تكاملت كل تلك الوسائل التي سبقت الشارة إليها لخال‬
‫القادر على تحمل المسؤولية وبالتالي الواثق من نفسه القادر على التفاعل والعطاء وتحقيظظق‬
‫الذات‪.‬‬
‫ظظى‬
‫ظظجنية عل‬
‫ظظات الس‬
‫ظظث المؤسس‬
‫لذلك نجد الفصول من )‪ (126‬إلى )‪ (131‬التي تح‬
‫الهتمام بتنمية هوايات النزلء في نواحي التمثيل والموسيقى والرسم‪.‬‬

‫المطلب التاسع‪ :‬الفراج المقيد‪.‬‬


‫ظظاعهم‬
‫ظظي إقن‬
‫ظظاجهم تقض‬
‫غير خااف على أي كان أن إعادة تربية السجناء وتسهيل إدم‬
‫باللتزام والنضباط ومراجعة السلوك وإعطاء كل من ظهرت عليه بوادر الصلحا‪ ،‬فرصة‬

‫‪- 25 -‬‬
‫استرجاع حريته قبل قضاء المدة المحكوم بها مع إخاضاعه للتجربة وذلك عن طريق مسطرة‬
‫الفراج المقيد التي تعتبر بحق وسيلة للتخافيف على المحكوم عليه وفرصة ليبرهن على انظظه‬
‫اخاتار المواطنة الصالحة وحتى تكون هذه المسطرة ناجعة وتؤدي رسظظالتها فظظانه يتعيظظن‬
‫الحرص على اللتزام بكل موضوعية عند بسط نظرية مدير المؤسسة السجنية حول المعتقل‬
‫المعني مع مراعاة كل الشروط المنصوص عليها قانونا‪.‬‬
‫ظظانون‬
‫ظظن ق‬
‫ظظادة ‪ 154‬م‬
‫ظظى ‪ 672‬والم‬
‫وخالصة لما نصت عليه الفصول من ‪ 663‬ال‬
‫المسطرة الجنائية‪.‬‬
‫ملف الفراج‪:‬‬
‫ظظالمر أو‬
‫ظظي ب‬
‫ظظب المعن‬
‫يؤلف من طرف مدير المؤسسة السجنية إما تلقائيا وإما بطل‬
‫ظظهادة‬
‫عائلته‪ ،‬وقبل إرسال الملف الى المندوب العام يجب أن يحتوي على شهادة اليواء او ش‬
‫مآجرة )عقد العمل(‪ ،‬بيان شخاصي حول الوضعية الجنائية والهويظظة والسظظلوك والصظظحة‬
‫وشهادة مدير السجن‪.‬‬
‫ومع كل هذه الجراءات المنصوص عليها في المواد من ‪ 663‬إلى ‪ 673‬هناك فصل‬
‫مهم جدا هو الفصل ‪ 664‬من ق‪.‬م‪.‬ج الذي ينص على انه ل يجوز أن ينتفع بالفراج المقيظظد‬
‫ما لم يقضي فعليا في السجن مدة تعادل نصف المدة المحكوم بها‪ ،‬على أن المدة التي قضاها‬
‫في السجن ل يمكن ان تقل عن ثلثة أشهر وتصبح ستة أشهر في حالة العود‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪:‬‬
‫مفهوم الرعاية اللحقة ودورها في إعادة إدماج‬
‫السجناءا‪.‬‬

‫ظظد‬
‫ظظرن ‪ 19‬م ‪ ،‬وق‬
‫ظظة الق‬
‫الرعاية اللحقة مصطلح ظهر في المؤلفات الغربية في نهاي‬
‫صاحب النهضة العلمية التي خارجت بالعلوم النسانية من نطاق الفلسفات إلى نطاق العلظظوم‬
‫المعاصرة‪ ،‬ويقصد بهذا المفهوم "العناية التي توجه إلى المفرج عنه قصد مساعدته على اتخااذ‬

‫‪- 26 -‬‬
‫مكان شريف محدد بين أفراد المجتمع" وهذا تعريف للدكتورة فوزرية عبد السظظتار‪ .9‬كمظظا‬
‫عرفها آخارون على أنها "برنامج علجي مكمل لعلج السجين‪ ،‬ووسيلة علمية لتوجيه وإرشاد‬
‫ظظع‬
‫ظظف م‬
‫ظظدماج والتكي‬
‫المفرج عنه لسد حاجياتهم ومعاونتهم على الستقرار في حياتهم والن‬
‫مجتمعهم‪.‬‬
‫ويستفاد من ذلك‪ ،‬أنه في حالة انعدام الرعاية اللحقة يبقى العلج ناقصا مما قد يمهظظد‬
‫الرضية لعودة المرض‪ ،‬أي عودة المفرج عنه الذي لم يستفيد من هذه الرعاية الى السظظلوك‬
‫الجرامي الذي تعمل مخاتلف المجتمعات على محاربته‪.‬‬
‫‪ ‬وهناك نوعان من الرعاية اللحقة‪ :‬رعاية إجبارية وأخارى اخاتيارية‪:‬‬
‫ففيما يتعلق بالجبارية‪ ،‬فهي تفرض على الشخااص الذين يتم الفراج عنهم قبل انقضاء مدة‬
‫ظظه‬
‫ظظرج عن‬
‫العقوبة كالمستفيد من الفراج الشرطي‪ ،‬بينما تمنح الرعاية اللحقة اخاتيارية للمف‬
‫انقضاء مدة العقوبة وتتوقف الستفادة منها في الثانية‪ ،‬بناء على رغبة المعني بالمر‪ ،‬وتجدر‬
‫ظظة‪،‬‬
‫الشارة إلى انه ليس هناك من حيث الهدف أي فرق بين الرعايتين‪ ،‬الخاتيارية والجباري‬
‫ظظاقب‬
‫ظظة يع‬
‫فالفرق بينهما يكمن في العقاب فقط‪ ،‬حيث تفتقر الخاتيارية اليه بينما في الجباري‬
‫المفرج عنه إذا أخال بأحد شروط هذه الرعاية بإعادته الى السجن كجزاء له‪.‬‬
‫ومن كل ما سبق تبدو لنا أهمية تنظيم برامج الرعاية اللحقة والتي تتجلى في أنها تعيد الثقة‬
‫في المفرج عنهم في نفسه وفي المجتمع كما أنها تقدم للمجتمع فرصة للتعامل مع إنسان تظظم‬
‫تأهيله وتقويم سلوكه وإعداده للحياة الجتماعية المتكيفة‪ ،‬وجعله يشعر بأنه مواطن ل يخاتلف‬
‫عن غيره من المواطنين‪.‬‬
‫والمغرب كغيره من الدول أدرك أهمية الرعاية اللحقة في موافقته وتأييده لقواعد الحد‬
‫ظظذا‬
‫ظظدة له‬
‫ظظم المتح‬
‫الدنى لمعاملة السجناء‪ ،‬وتوصيات المؤتمرات الدولية‪ ،‬التي عقدتها الم‬
‫الغرض‪ ،‬حيث بادرت وزارة العدل بشراكة مع مؤسسة محمد السادس بإعادة إدماج السجناء‬
‫إلى إعداد مخاطط نموذجي‪ ،‬يتعلق بتفعيل نظام الرعاية اللحقة بالمغرب‪ ،‬وذلك مظظن خالل‬
‫ظظ انطلق‬
‫ظظره ال‬
‫ظظادس نص‬
‫إحداث وحدة الرعاية اللحقة التي أعطى جللة الملك محمد الس‬
‫العمل بها‪ ،‬حيث أحدث لها مقرا بمركز الصلحا والتهذيب بالدار البيضاء‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪.‬مأبادئ علم الجرام والعقاب‪ ،‬دار النهضة العربية للطباعة والنشر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط الخامأسة ‪ ، 1985‬ص‪- 437:‬‬

‫‪- 27 -‬‬
‫ظظلوا‬
‫وتعد هذه الوحدة قفزة رائدة في مجال إدماج النزلء الذين أنهوا مدة العقوبة وحص‬
‫ظظحيحة‬
‫ظظزلء ص‬
‫ظظالت الن‬
‫ظظع ح‬
‫على شهادات التكوين المهني‪ ،‬أو الدراسة‪ ،‬وتهدف إلى تتب‬
‫بإدماجهم في سوق الشغل والحد من ظاهرة العود وتفادي إقصائهم وتهميشهم اجتماعيا وتقديم‬
‫ظظاعدين‬
‫الرعاية الصحية والنفسية والقانونية لهم تحت إشظراف أخاصظائيين نفسظانيين ومس‬
‫اجتماعيين‪.‬‬

‫‪- 28 -‬‬
‫خلصاـة عـامة‪:‬‬
‫ظظاعها‬
‫ظظوض بأوض‬
‫ظظجون والنه‬
‫رغم ما حققه المغرب من تطور ملحوظ في انسنة الس‬
‫ظظاع‬
‫ظظجنية وإخاض‬
‫ظظة الس‬
‫وتحسين ظروف العتقال من خالل تحقيق استقلل نوعي للمنظوم‬
‫موظفيها لتكوين احترافي يتماشى مع الغايات والهداف المسطرة‪ ،‬فان المشاكل والعراقيل ل‬
‫زالت تتربص بهذا القطاع وتحول دون وصوله الى مصاف الدول المتقدمة‪ ،‬نظرا لعدم إسهام‬
‫جميع فعاليات المجتمع في النهوض بالسجون‪ ،‬وتلقى كافة المسؤولية على المندوبية العامظظة‬
‫التي ل يمكن ان تعيد تربية وتأهيل هذا العدد الهائل الذي تستقطبه من المجرمين والجظانحين‬
‫وذلك راجع لعدم كفاية الموارد البشرية‪ ،‬وكذلك ارتفاع أرقام الكتظاظ المسجلة بالسظظجون‬
‫رغم إقدام المندوبية على بناء مؤسسات سجنية كبرى بمعايير حديثة‪ ،‬ونجد أهم مسبب لهظظذا‬
‫الخاير هو العتقال الحتياطي الذي يستحوذ تقريبا على نصف الماكن المخاصصة للنزلء‬
‫ظظلحها‬
‫ظظادة إص‬
‫ظظة وإع‬
‫في السجون‪ ،‬وهذا العدد الكبير يجب الرجوع فيه الى منظومة العدال‬
‫بحذف حالت كثيرة من إمكانية إخاضاعها للعتقال الحتياطي ومتابعتها في حالت سراحا‪،‬‬
‫كي ل تثقل كاهل السجون بحالت ل تعتمد على الجرام في حياتها وإنما أخاطأت عن طريق‬
‫الصدفة‪.‬‬
‫هذا من جهة‪ ،‬أما من جهة ثانية نلحظ أن هناك هوة شاسعة بين المصظظالح الداخاليظظة‬
‫للمندوبية والمصالح الخاارجية التي من أهمها السجون وذلك بالتواصل مع الموظفين وتتبظظع‬
‫ظظن‬
‫ظظزج بي‬
‫ظظن الم‬
‫حالتهم ومحاولة الخاذ بيدهم ليتحملوا هذه المسؤولية الشاقة التي تتكون م‬
‫المقاربة المنية والدماجية في آن واحد‪ ،‬وهذا ل يتأتى إل بتحفيز هذه الشريحة التي تعتظظبر‬
‫بين المطرقة والسندان‪ ،‬من إكراهات وظيفية ومضايقات من لدن السجناء‪...‬‬
‫وكذلك ل يفوتنا أن نشير في إطار حقوق النسان أنه كيف يعقل أن يستفيد مواطن من‬
‫ظظات‪،‬‬
‫ظظرة أداء الواجب‬
‫ظظا مباش‬
‫الحقوق دون القيام بأداء واجبات فالستفادة من الحقوق‪ ،‬يقابله‬
‫ظظانب‬
‫ظظي الج‬
‫فالنسياق وراء شعارات المنظمات الدولية في المجال الحقوقي ونسيان أو تناس‬
‫العقابي الردعي للسجن وتحسيس السجين أنه قام بجرم ل يقبله مجتمع كفيل بتحويل السظظجن‬
‫إلى "مؤسسة خايرية"‪.‬‬

‫‪- 29 -‬‬
‫بل يجب أول‪) ،‬وهذا مجرد توجيه( منع إدخاال المؤن من الخاارج والعتماد على ما تقظظدمه‬
‫ظظف‬
‫ظظذلك تكلي‬
‫ظظذا وداك وك‬
‫المؤسسة من تغذية وكذلك توحيد "الزي الجنائي"‪ ،‬فل فرق بين ه‬
‫ظظى‬
‫ظظالرجوع إل‬
‫السجناء بأعباء وأشغال يقومون بها داخال وخاارج المؤسسات السجنية‪ ،‬لنه ب‬
‫المقارنة بين النظام العقابي السالف والنظام الحالي نجد أن السجون لم تعاني قط من حظظالت‬
‫الكتظاظ التي نعانيها الن‪.‬‬

‫‪- 30 -‬‬
‫لئاحـة المـــراجـــع‬

‫‪ ‬مجلة ادماج‪ ،‬عدد‪ 12 :‬مارس ‪2007‬‬

‫‪ ‬القانون الجنائي‪.‬‬

‫‪ ‬قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬

‫‪ ‬القانون ‪ 23/98‬المنظم للسجون‬

‫‪ ‬مجموعة القواعد النموذجية الدنيا لمؤتمر لهاي ‪.1955‬‬

‫‪ ‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.08.49‬الصادر في ‪ 22‬من ربيع الخار ‪ 1429‬هظ‪ 29).‬ابريل‬


‫‪ (2008‬بتعيين المندوب العام لدارة السجون وإعادة الدماج‪.‬‬
‫‪ ‬قرار المندوب العام لدارة السجون وإعادة الدماج رقم ‪ ،1524-09:‬الصادر في ‪25‬‬
‫جمادة الولى ‪ 1430‬هظ )‪ 21‬ماي ‪ (2009‬بتحديد إخاتصاصات وتنظيم أقسام ومصالح‬
‫المديريات المركزية التابعة للمندوبية العامة لدارة السجون وإعادة الدماج‪.‬‬
‫ظظي ‪28‬‬
‫الصادر ف‬ ‫‪ ‬قرار المندوب العام لدارة السجون وإعادة الدماج رقم ‪،2456-09‬‬
‫ظظالح‬
‫ظظات المص‬
‫ظظد إخاتصاص‬
‫رمضان ‪ 1430‬هظ )‪ 18‬شتنبر ‪ ،(2009‬بإحداث وتحدي‬
‫اللمركزية للمندوبية العامة لدارة السجون وإعادة الدماج‪.‬‬
‫‪ ‬تقرير المرصد المغربي للسجون سنة ‪. 2006‬‬

‫‪ www.e.joussour.net ‬الموقع اللكتروني جسور‬

‫‪ ‬الموقع اللكتروني ‪www.dapr.gov.ma‬‬

‫‪- 31 -‬‬
‫الفهــــرس‬

‫تقديم عاام )المراحل التاريخية لتطوأر السجن وأوأظيفته(‪1......................‬‬

‫المبحث الوأل‪ :‬تطوأر السجن بالمغرب وأالصيغة الحالية له كمؤسسة عاقابية‪:‬‬


‫المطلب الول‪:‬التطور المرحلي للسجن بالمغرب‪5.......................................‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬مرحلة ما قبل الحماية‪5...............................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مرحلة الحماية‪6................................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬عهد الستقلل‪7................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬التنظيم الهيكلي للمندوبية العامة لدارة السجون وإعادة الدماج‪8.........‬‬
‫الفقرة الول‪ :‬المصالح الداخالية للمندوبية العامة‪9..............................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬المصالح الخاارجية للمندوبية العامة‪12..........................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الطار القانوأني للمؤسسة السجنية بالمغرب‪.‬‬


‫المطلب الول‪ :‬قراءة في القانون ‪14........................................... 23/98‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أهم ما جاء به القانون ‪ 23/98‬وكذا التأطير المهني للسجون‪16..........‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬محاسن ومآخاذ هذا القانون )‪18................................(23/98‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬المقاربة الدماجية بالمغرب وأأساليبها‪.‬‬


‫المطلب الول ‪ :‬التصنيف‪21............................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬التعليم‪22...............................................................‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬العمل‪22............................................................. .‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬الرعاية الصحية‪23...................................................‬‬
‫المطلب الخاامس‪ :‬التصال بالعالم الخاارجي‪23..........................................‬‬
‫المطلب السادس ‪ :‬التهذيب‪23...........................................................‬‬
‫المطلب السابع‪ :‬التنشيط الرياضي‪24...................................................‬‬
‫المطلب الثامن‪ :‬النشطة الترفيهية والثقافية‪25...........................................‬‬
‫المطلب التاسع ‪ :‬الفراج المقيد‪25......................................................‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬مفهوأم الرعااية اللحقة وأدوأرها في إعاادة إدماج السجناء‪.‬‬


‫خلصة عاامة‪28...........................................................‬‬
‫لئاحة المراجع‬

‫‪- 32 -‬‬

You might also like