Professional Documents
Culture Documents
منى كامل تركي – مستشار البحث العلمي – ركن السبب في القرار اإلداري
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملخص الدراسة
تهدف الدراسة على التعرف على القرار اإلداري وشروطه واسبابة من حيث ركن السبب فال يعتبر
صحيحا و مشروعا إال إذا توافر سبب صحيح يبرر صدوره لكونه يشكل المبرر أو الدافع التخاذ القرار
و بالتالي يعتبر السبب احد أركان القرار اإلداري الهامة التي تؤدي افتقاده إلى البطالن وأن لكل قرار
إداري سبب مشروع و يشترط في هذا السبب أن يكون حقيقيا ال وهميا وأن يكون مبنى على تكييف
قانوني سليم وأن يكون متناسبا مع محله و تخلف إحدى هذه الشروط تجعل القرار باطال وبالتالي يحكم
بإلغائه.
ركن السبب بذاته عن باقي األركان واذا ما كان يشكله عيبا من عيوب عدم المشروعية في حالة
انعدامه حيث ال يرى البعض فيه عيبا إذا ما تخلف في القرار ،وأن تخلف ركن السبب يشكل عيبا
يندرج تحت وجه مخالفة القانون أو عيب انحراف السلطة وأن تخلف ركن السبب عيب مستقال عن
باقي العيوب األخرى وهذا ما أكدته األحكام المختلفة لمحاكم القضاء اإلداري.
الطبيعية القانونية لعيب عدم التناسب في تقدير الجزاء التأديبي بالنسبة للمحكمة االتحادية العليا يدخل
في نطاق عيب االنحراف بالسلطة أي في ركن الغاية وهذا مأخذ به بعض المحاكم اإلداري ويبرر
البعض هذا االتجاه بأن الرقابة التي يمارسها القضاء على ركن السبب تقتصر على التحقق من وجود
السبب فقط و ال تمتد إلى خطورة القرار وكذلك آلن إلغاء القرار لعيب االنحراف بالسلطة يعد بمثابة
إدانة أدبية لسلوك اإلدارة ويعتبر تسبيب الق اررات اإلدارية ضمانه هاما لحماية حقوق األفراد وحرياتهم
وتسهيل مهمة القضاء لرقابة على أسباب القرار.
اإلثبات أمام القضاء اإلداري ذو طبيعة خاصة وذلك لطبيعة العالقة الغير متساوي بين أطراف النزاع
وكذلك للدور اإليجابي للقاضي اإلداري في البحث عن الحقيقة واعتناقه لمبدأ حرية اإلثبات.
د .منى كامل تركي – مستشار البحث العلمي – ركن السبب في القرار اإلداري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقدمة
ان القانون االداري هو القانون الذي يحكم نشاااط الساالطة االدارية من حيث تكوينها ونشاااطها بوصاافها
سا االطة عامه تملك حقوقها وامتيازات اسا ااتثنائية في عالقاتها باالفراد وهو فرع من فروع القانون العام
الداخلي الذي يحطم اإلدارة تنظيما ونش اااطا ووس ااائل رقابه بل يعتبر أهم فروع القانون العام الداخلي
نظ ار لطبيعة أحكامه التي تتعلق بالسا ا االطة العامة الذي يمنح السا ا االطة العامة امتيازات عامه بهدف
تسهيل نشاطها وتحقيق اهدافها .
ولما كان هذا القانون يتس اام بض اانلة النص ااوة المكتوبة فقد أدرك المش اارع االماراتي الدور الخالق في
القض ا ا اااء اإلداري فوض ا ا ااع القواعد وابدع المبادب والحلول لتتناس ا ا ااب واختالف التطورات والوقائع التي
تخلفها الحياة العملية ،وان بالدنا الحبيبة تعيش مرحلة إزداد فيها نش ا ا اااط اإلدارة واتس ا ا ااع نطاقها حتى
نكاد ال نجد ميدانا إال ولإلدارة فيه دور تصا ا ا ا ا اادر في إطارة التعليمات وتعالي شا ا ا ا ا ااؤون القائمين عليها
بق اررات تخض ا ا ا ا ا ااع للرقااباة عليها في إطار قوانين ودس ا ا ا ا ا ااتور الدولة ومن هنا كان البد من وجود جهة
تمارس الرقابة على أعمال االدارة وتتس ا ا اام بخص ا ا ااائة قوامها ثقافة قانونية واعية تس ا ا ااتمد جذورها من
التشريع
تمارس اإلدارة اختصااة إصدار اللوائح التنظيمية التى تتعدي تنفيذ القوانين الى تنظيم بعض األمور
التى يتطرق إليها القانون فتقترب وظيفتها من التشا اريع ،و قيامها بما يتعلق بتنظيم الجهات اإلدارية
ونظام العمل فيها وش ااؤونها اإلدارية والمالية وتختة الهيئة التنفيذية بإص اادار لوائح الضا ابط اإلداري
المتعلقة بالمحافظة على األمن العام والص ا ااحة ،ويعد القرار اإلداري أهم مظهر من مظاهر نش ا اااط
وامتيازات السا االطة التي تتمتع بها اإلدارة وتسا ااتمدها من القانون العام ،إذ بواسا ااطته تسا ااتطيع اإلدارة
بإرادتها المنفردة إنش اااء حقوق أو فرض التزامات ،ويرجع الس اابب في ذلك إلى أن المص ااالح العامة
يجب تغليبها على المصااالح الفردية الخاصااة والقرار اإلداري باعتباره نشاااطا مهما من أنشاطة الساالطة
اإلدارية ،يتكون من عدة أركان وهي ركن االختصا اااة والشا ااكل والمحل والسا اابب والغاية التي تعد
جساادا للقرار اإلداري ،وتمثل أيضااا حدودا ال يجوز لإلدارة مخالفتها واال عدت ق ارراتها مشااوبة بعيوب
قابلة لإلبطال أو البطالن.
()1
د .منى كامل تركي – مستشار البحث العلمي – ركن السبب في القرار اإلداري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الق اررات اإلدارية وهي تعبير عن اإلرادة المنفردة لسا االطة إدارية بقصا ااد إحداث اثر
قانوني معين وما نس ااعى اليه في هذه الد ارس ااة هو ركن الس اابب في القرار اإلداري ،فالس اابب عنص اار
خارجي موض ااوعي يبرر لإلدارة التدخل بإص اادار القرار وليس عنصا ا ار نفس اايا داخليا لدي من اص اادر
القرار
المبحث االول
ماهية ركن السبب في القرار اإلداري وشروطه
قسم المبحث الى مطلبين وهم المطلب االول :شروط صحة القرار اإلداري (أركان القرار اإلداري) وفي
المطلب الثاني تعريف ركن السبب في القرار اإلداري وشروطه
المطلب االول
شروط صحة القرار اإلداري (أركان القرار اإلداري)
يقوم القرار اإلداري على خمس ااة أركان وهي :ركن االختص اااة ,ركن الش ااكل ,ركن المحل ,ركن
()1
السبب ,و ركن الغاية
أوالا :ركن االختصاص :االختصاة هو عبارة عن الصالحية القانونية للقيام بعمل معين ويقصد
باالختصاة في مجال القرار اإلداري القدرة على إصدار القرار اإلداري على وجه يعتد به قانونا ,أي
أن يصدر القرار اإلداري ممن منحه القانون سلطة إصداره ،أن ركن االختصاة من أهم أركان القرار
اإلداري ويمكن الطعن في صحة القرار مباشرة متى ما ثبت عدم توفر ركن االختصاة به وفي أي
مرحلة من مراحل الدعوى إذ يعرف القرار الذي اليتوفر به ركن االختصاة بالقرار المعيب الذي شابه
()2
أو اعتراه عيب جسيم أدى إلى بطالنه
مصطفى عفيفى ،رقابة دستورية القوانين فى مصر والدول األجنبية ،جامعة عين شمس 4002 ،ة 432 ) )1
عوض المر ،الرقابة القضائية على دستورية القوانين فى مالمحها الرئيسية ،القاهرة ،مطبعة الجالل للطباعة ) )2
()2
د .منى كامل تركي – مستشار البحث العلمي – ركن السبب في القرار اإلداري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التقيد بها كالتوقيع والختم
إجراءات معينة أو شكل محدد وجب على جهة اإلدارة ّ
()3
والتصديق واعطاء الرقم تحت طائلة البطالن عند مخالفة تلك اإلجراءات
ثالثا ركن المحل :المقصود بالمحل في القرار اإلداري هو موضوعه أي األثر القانوني الذي يترتب
عليه ومن أمثلة المحل في القرار اإلداري المحل في إصدار قرار تأديبي بحق موظف مخالف هو
توقيع الجزاء والمحل في قرار التعيين في الوظيفة هو إدخال الفرد صاحب العالقة بالق ارر في الوظيفة
()4
والمحل في قرار النقل أو الندب هو تغيير مكان عمل الموظف المنقول ...وهكذا
رابعا ركن الغاية :والحقيقة أن البعض اليفرق بين ركني السبب والغاية ,في حين أن الفرق واضح
وجلي ,فإذا كان السبب هو الهدف األولي من وراء صدور القرار أو المحور الذي صدر القرار حوله
فإن الغاية هي النتيجة النهائية التي تسعى جهة اإلدارة إلى تحقيقها وادراكها من وراء القرار اإلداري
()5
الذي يتم إصداره
خامس ا ركن السبب :يجب أن يقوم القرار اإلداري على سبب يستند عليه ويكون سبب إصداره ويعرف
السبب بأنه الحالة القانونية أو الواقعية التي تدفع جهة اإلدارة إلصدار القرار اإلداري ومن ثم يعتبر
السبب هو الدافع والمبرر إلصدار القرار اإلداري هذا وبالرغم من أهمية وجود السبب على اعتبار أنه
أمر الزم وضروري إلصدار القرار غير أن ذلك اليفرض على اإلدارة ضرورة اتخاذ القرار فإن لها
حرية اتخاذ أو عدم اتخاذ القرار حتى ولو توفر سببه فاألمر متروك في النهاية لتقدير جهة اإلدارة
وحدها إال إذا نة القانون على خالف ذلك وأوجب على اإلدارة إصدار القرار في حالة توافر سببه
()6
وفي حاالت معينة
ويجب التفريق هنا بين السبب والتسبيب في القرار اإلداري :فقد أوضحنا معنى السبب غير أن
التسبيب يعني إلزام القانون في بعض الحاالت اإلدارة بضرورة تسبيب ق ارراتها بمعنى ذكر السبب من
القرار في صلب القرار نفسه أي تعليل سبب صدور القرار ويترتب على تخلف ذلك اإلجراء قابلية
خالد سمارة الزعبي :القرار اإلداري بين النظرية والتطبيق ،دراسة مقارنة ( فرنسا ،مصر ،لبنان ،االردن) مكتبة ) )3
دار الثقافة للنشر والتوزيع الطبعة الثانية االصدار االول 9111ة 30
) )4عبد العزيز عبد المنعم خليفة :الموسوعة االدارية في الغاء القرار اإلداري وتأديب الموظف العام الجزء االول أسباب
دعوى الغاء القرار اإلداري في قضاء محلس الدولة دار محمود للنشر والتوزيع الطبعة االولى 4000ة 492
عبد العزيز عبد المنعم خليفة :المرجع السابق ة 490 ) )5
عبد العزيز عبد المنعم خليفة :المرجع السابق ة 490 - 490 ) )6
()3
د .منى كامل تركي – مستشار البحث العلمي – ركن السبب في القرار اإلداري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القرار لإلبطال والحظ هنا أن تخلف ركن السبب يؤدي إلى إبطال القرار فو ار بعيب
تخلف ركن السبب في حين أن تخلّف التسبيب يؤدي فقط إلى قابلية القرار لإلبطال وكما أن لركن
المحل شروط لصحته فإن لركن السبب كذلك شروط وهي :
( )9أن يكون السبب موجود في الواقع فال يجوز أن تتم ترقية موظف غير موجود في الخدمة
( )4أن يكون السبب صحيح من الناحية القانونية.
( )3أن ينطبق عليه الوصف القانوني الصحيح.
( )2أن يكون متناسبا مع محله.
هذا وللقضاء دور بارز في مراقبة تلك الشروط عند التقدم بالطعن في أي قرار إداري للتحقق من صحة
()7
سببه
المطلب الثاني
تعريف ركن السبب في القرار اإلداري وشروطه
يقوم القرار على حالة واقعية او قانونية صحيحة تحمل االدارة على التدخل وتدفعها الى اصدار القرار
وهذه الحالة تسبق القرار االداري وتكون وراء االدارة في اتخاذ القرار االداري ،ان القرار االداري هو
عمل اداري النه افصاح االدارة عن ارادتها الملزمة وكل عمل ارادي البد وان يتم عن طواعية واختيار
بناء على فكرة معينة وهذه الفكرة تتكون لدى رجل االدارة نتيجة المر خارجي عنه بحيث انها ال تتكون
من نفسها في ذهن مصدر القرار وهذا االمر الخارجي الذي يشكل الحالة القانونية او المادية هو
()8
السبب
ان االدارة عندما تتخذ ق ار ار ال تفعل ذلك اعتباطا وانما البد لرجل االدارة المختة من ان يقيم ق ارره
على اساس قاعدة قانونية مع مرعاة الظروف واالعتبارات الواقعية التي تحيط به بحيث يكون ق ارره
نتيجه لجملة عناصر قانونية ومادية تكون سبب القرار والمحرك له وهذه تكون سابقة على القرار
()9
وخارجه ومقدمة ضرورية التخاذ قرار تصدره االدارة
خالد سمارة الزعبي :القرار اإلداري بين النظرية والتطبيق ،دراسة مقارنة ( فرنسا ،مصر ،لبنان ،االردن) مكتبة ) )8
دار الثقافة للنشر والتوزيع الطبعة الثانية االصدار االول 9111ة 30
عبد العزيز عبد المنعم خليفة :المرجع السابق ة 490 ) )9
()4
د .منى كامل تركي – مستشار البحث العلمي – ركن السبب في القرار اإلداري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عرفه الفقه بانه حالة واقعية او قانونية بعيدة عن رجل االدارة ومستقلة عن ارادته
تتم فتوحي اليه بانه يستطيع ان يتدخل وان يتخذ ق ار ار ما
عرف الدكتور سليمان الطماوي سبب القرار اإلداري بأنه " هو الحالة القانونية أو الواقعية التي تدفع
اإلدارة إلى إصدارة " ,وعرفه كذلك بأنه " هو الحالة القانونية أو الواقعية التي تتم بعيدا عن رجل اإلدارة
()10
فتوحي إليه باتخاذ ق ارره "
وعرفه حمدي عكاشه سبب القرار اإلداري بأنه هو " حالة ماديه أو قانونية تظهر فتدفع الجهة اإلدارية
()11
إلى اتخاذ قرار
وكما عرف الدكتور ماجد الحلو سبب القرار اإلداري بأنه " هو الحالة الواقعية أو القانونية التي تدفع
إلى إصدار القرار أي أن السبب هو حالة موضوعية تحدث قبل إصدار القرار فتحمل اإلدارة على
()12
إصدارة"
وعرفه الدكتور يعقوب الحمادي سبب القرار اإلداري أنه " هو الحالة القانونية أو الواقعية التي نشأت
()13
فدفعت اإلدارة على إصدار قرار ما بشأن تلك الحالة
ويعرفه الدكتور طعيمه الجرف بأنه " األمر الذي سبق القرار ويأخذ شكل حالة قانونية أو مادية تدفع
()14
اإلدارة التخاذ القرار
وعرفه الدكتور علي شطناوي فعرفه بقوله " أسباب القرار اإلداري هي مجموعة العناصر القانونية
والواقعية التي تحدث أوال ومسبقا و توحي لرجل اإلدارة أن بإمكانه قانونا التدخل واصدار قرار إداري
حمدي ياسين عكاشة ،القرار اإلداري ،منشأة المعارف 9100 ،م الطبعة االولى ة ، 22الطبعة الرابعة ))11
شريف يوسف حلمي خاطر :القرار اإلداري دار النهضة العربية القاهرة 4000 ) )13
د .طعيمة الجرف :ﺭقابة ﺍلقضاﺀ ألعمال ﺍإلﺩﺍﺭﺓ ،قضاء االلغاء ﺩﺍﺭ ﺍلنهضة ﺍلعﺭبية عام 9102ﺹ 900 ) )14
()5
د .منى كامل تركي – مستشار البحث العلمي – ركن السبب في القرار اإلداري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ومن خالل هذه التعريفات نالحظ أنه يجب أن يستند كل قرار إداري إلى مجموعه
من الظروف القانونية أو الواقعية السابقة التخاذ القرار ,والتي تعد بمثابة المسوغ الذي يدفع رجل اإلدارة
()15
التخاذ القرار
وقد عرفته المحكمة االتحادية العليا بقولها " بأن سبب القرار اإلداري هو مجموعة العناصر الواقعية
أو القانونية التي تحمل اإلدارة إلى إصدار القرار
عرفت المحكمة اإلدارية العليا في مصر ركن السبب على أنه " الحالة الواقعية أو القانونية التي تسوغ
تدخل اإلدارة إلصدار القرار إلحداث مركز قانوني معين يكون الباعث عليه ابتغاء مصلحة عامة ".
وعرفه مجلس الدولة المصري فعرفه على أنه " الحالة القانوني أو الواقعية التي تسوغ تدخل رجل
اإلدارة بسلطته الملزمة ليحدث مرك از قانونيا معينا هادفا من وراء ذلك تحقيق المصلحة العامة".
وعرفته الدائرة اإلدارية في المحكمة الكلية بالكويت على أنه " الحالة الواقعية أو القانونية التي تحمل
()16
اإلدارة على التدخل بقصد إحداث أثر قانوني
ومن المالحظ أن هذه التعريفات تجمع على أن السبب في الق اررات اإلداري هو الواقعة المادية أو
القانوني التي تقوم خارجا وبعيدا عن إرادة السلطة اإلداري المختصة ,فتحركها وتدفعها إلى اتخاذ قرار
()17
إداري معين من أجل مواجهة هذا الوقعة المادية أو القانوني
شروط ركن السبب في القرار اإلداري :إذا كانت الحالة الواقعية أو القانونية التي تكون ركن السبب في
القرار اإلداري الذي ال يصلح إال بقيامه إال أن هناك شروطا واجبة التوافر لصحة سبب القرار اإلداري
ذاته والتي تنحصر في ضرورة قيام السبب حتى تاريخ إصدار القرار اإلداري ومشروعية السبب وتحديده
يجب أن يكون السبب موجودا أو قائما من تاريخ إصدار القرار :وهذا الشرط يعني أن تكون الحالة
القانونية أو الواقعية التي استند إليها القرار قد وجدت وقت صدور القرار وأن تستمر حتى تاريخ صدور
على خطار شطناوي :القضاء اإلداري في االردن قضاء االلغاء المركز العربي للخدمات الطالبية مطبعة كنعان ) )15
9112ة 44
) )16د .محمد ماهر ابو العينين :ضوابط مشروعية الق اررات اإلدارية وفقا للمنهي القضائي دراسة تحليلة وفقهية ألحكام
وفتاوي مجلس الدولة الكتاب االول القاضي االداري ومحاور ضبط نشروعية الق اررات االدارية الطبعة االولى 4093
المركز القومي لالصدارات القانونية القاهرة ة 409
د .محمد ماهر ابو العينين :المرجع السابق ة 422 ) )17
()6
د .منى كامل تركي – مستشار البحث العلمي – ركن السبب في القرار اإلداري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القرار ولهذا الشرط شقان فمن ناحية أولى يجب أن تكون الوقائع التي استندت إليها
اإلدارة في إصدار قرارها قد وقعت فعال وقد قضت المحكمة االتحادية العليا ابوظبي بهذا الشأن في
الطعن رقم 442لسنة 42قضائية عليا نقض إداري صادر من محكماة استئناف أبوظبي بتاريخ
4002/3/1في االستئناف رقم 4002/41حكومي أن العبرة بتوفر سبب القرار اإلداري أو صحته
ومشروعيته هو بوقت صدور القرار ،فإن توافر السبب و كان صحيحا و مستندا إلى مصدر من
مصادر المشروعية وقت صدور القرار فال يعاب على القرار بعدم المشروعية إن ط أر على السبب
تغيي ار أو تبديال لو كان موجود وقت إصدار القرار ورفضت الطعن فيما عدا ذلك ،وألزمت المطعون
()18
وعلى هذا األساس للحكم على مشروعية القرار يتعين الرجوع دائما إلى ضده المصروفات المناسبة
تاريخ صدوره وهذا هو األصل ولهذا إذا ظهرت هناك وقائع جديدة فال يمكن أن تسري بأثر رجعي إلى
تاريخ الحق على تحقيقها يجب أن تكون تلك الوقائع التي تكون ركن السبب قد استمرت حتى تاريخ
وزرة التعليم
إصدار القرار وفي هذا الشأن قد قضت المحكمة االتحادية العليا بإلغاء القرار الصادر من ا
ضد مدرسة بإحالتها إلى التقاعد بناء على طلب استقالة تم العدول عنها خالل أيام قبل أن تتخذ الو ازرة
إي إجراء قانوني بشأنها.
يجب أن يكون سبب القرار صحيح ا ومشروع ا :وهذا الشرط يقتضي أن يكون السبب الذي استندت
إليه اإلدارة في اتخاذ قرارها متفقا مع أحكام القانون فإذا استندت اإلدارة إلى أسباب غير التي حددها
المشرع فإن قرارها يكون غير مشروع وقد أكدت المحكمة االتحادية العليا ابوظبي على هذا الشرط في
بعض أحكامها بالقول (( أن سبب القرار اإلداري هو مجموعة العناصر الواقعية أو القانونية التي
تحمل اإلدارة إلى إصدار قرارها وأن هذا السبب يجب أن يكون مشروعا بمعنى أن يكون متوافقا مع
()19
القانون شكال و موضوعا واال كان القرار معيبا بعيب مخالفة التسبيب
وتتجلى عدم المشروعية التي تشوب األسباب القانونية في ثالث مظاهر أوال إصدار الق ارر خارج
نطاق القانون ويعود ذلك لعدم أمكانية تطبيق القاعدة القانونية على الحالة الواقعية محل البحث ثانيا
تخلف األساس القانوني للقرار ويتحقق ذلك عندما يكون األساس القانوني لم يوجد بعد أو لم يعد موجودا
الطعن رقم 442لسنة 42قضائية عليا نقض إداري صادر من محكماة استئناف أبوظبي بتاريخ 4002/3/1 ) )18
()7
د .منى كامل تركي – مستشار البحث العلمي – ركن السبب في القرار اإلداري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقائما ثالثا الخطأ في القانون ويعود ذلك لعدم انطباق القاعدة القانوني على الحالة
الواقعية التي طبقة عليها بسبب عيبا في االستدالل واالستنتاج اللذين يجريهما مصدر القرار وقت اتخاذ
القرار اإلداري
وهذا ما قضت به المحكمة االتحادية العليا ابوظبي بشأن المشروعية للقضاء الرقابة على مشروعية
السبب في القرار اإلداري في ظل األحكام التي كانت معموال بها وقت صدوره وما إذا كانت مستندة
()20
إلى أصول موجودة تنتجها ماديا وقانونيا واال وقع القرار مفتقدا ركن السبب
يجب أن يكون السبب محددا في القرار اإلداري :وهذا الشرط يقتضي أن يكون السبب محددا بوقائع
ظاهرة يقوم عليها فال يكفي السبب العام الغير واضح ألن مثل هذا السبب ال يكفي لكي يحدد صاحب
الشأن موقفه من القرار بقبوله أو التظلم منه او بالطعن فيه وال يمكن القاضي من إعمال رقابته عليه
()21
فيعتبر السبب هذا غير كاف لحمل القرار
المبحث الثاني
حدود الرقابة القضائية على سبب القرار اإلداري
ان السبب بمعنى الوقائع التي قام عليها القرار يعد ركنا في القرار االداري ال يقوم بدونه بالزام جهة
االدارة باالفصاح عن اسباب ق ارراتها سواء كان التسبيب شرطا الزما لصحة القرار ام ال ،إال أن
المحكمة االدارية العليا لم تضع قاعدة مطلقة في هذا الخصوة تقضي بوجوب االفصاح عن اسباب
الق اررات االدارية اال انها في الغالب االعم من احكامها تؤكد على ضرورة قيام القرار على سببه
الصحيح ،االصل انه الزام على االدارة بتسبيب القرار االداري فالقرار غير المسبب يفترض قيامه
على سببه الصحيح عبء اثبات العكس يقع على مدعيه تسبب االدارة لقرارها خضوع االسباب لرقابة
()22
القضاء االداري حدود هذه الرقابة
ولئن كانت االدارة غير ملزمة بتسبيب قرارها يفترض في القرار غير المسبب انه قام على سببه الصحيح
وعلى من يدعي العكس ان يقيم الدليل على ذلك اال انها اذا ذكرت اسبابا له فانها تكون خاضعة لرقابة
القضاء االداري للتحقق من مدى مطابقتها او عدم مطابقتها للقانون واثر ذلك في النتيجة التي انهى
()8
د .منى كامل تركي – مستشار البحث العلمي – ركن السبب في القرار اإلداري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اليها القرار وهذه الرقابة القانونية تجد حدها الطبيعي في التحقق مما اذا كانت منتزعة
من غير اصول موجودة او كانت مستخلصة من اصول ال تنتجها او كان تكييف الوقائع على فرض
وجودها ماديا ال ينتي النتيجة التي يتطلبها القانون كان القرار فاقدا لركن من اركان هو ركن السبب
ووقع مخالفا للقانون اما اذا كانت النتيجة مستخلصة استخالصا سائغا من اصول تنتجها ماديا وقانونا
()23
فقد قام القرار على سببه وكان مطابقا للقانون
المطلب االول
الرقابة على الوجود المادي للوقائع
استقر القضاء اإلداري في كل من فرنسا ومصر واإلمارات على أن القرار اإلداري في كافة األحوال و
الظروف ومهما كانت سلطة اإلدارة بصدده مقيدة أو تقديرية في الظروف العادية أو االستثنائية يكون
مشوب بعيب السبب وقابال لإللغاء إذ ثبت أن اإلدارة قد استندت في تبريره في وقائع غير صحيحة
من الناحية المادية سواء كانت اإلدارة حسنه النية أي اعتقدت خطأ بقيام الوقائع التي تدعيها أو كانت
تعلم بعدم قيام الوقائع ويشترط لصحة الوقائع المادية التي تستند إليها اإلدارة في إصدار قرارها أن
()24
تكون محققة الوجود وأن تكون مشروعة أو صحيحة
اشتراط أن تكون الوقائع محققة الوجود :يقتضي في الوقائع المادية التي تستند إليها اإلدارة في إصدار
قرارها أن تكون محققة الوجود وقائمة لحين صدور القرار ومن تطبيقات المحكمة االتحادية العليا في
مجال رقابة المحكمة للوقائع المبررة إلصدار القرار ما قضت به بأنه " لما كان مقرر في فقه القانون
اإلداري وما جرى به قضاء هذه المحكمة أن كل قرار إداري يجب أن يقوم على عناصر تبرره صدقا
وحقا أي في الواقع والقانون اشتراط أن تكون الوقائع مشروعة أو صحيحة فرضت المحكمة االتحادية
العليا رقابتها أيضا على مشروعية أو صحة الوقائع التي بني عليها القرار
اقامة الدليل على وجود السبب الصحيح :نشأت هذه االشكالية نتيجة تفاوت الرقابة القضائية على
وجود الوقلئع في احكام القضاء االداري بين تشدد المحاكم في التثبت من الوجود المادي للوقائع وبين
االكتفاء بما قد تذكرة جهة االدارة كوقائع لقرارها وبمعنى اخر تتشدد المحاكم في وجوب ان تكون
الوقائع التي يستند اليها القرار ثابتة وموجودة يقينا وال تكتفي بما قد تذكره جهة االدارة من عبارات
مرسلة او بيانات غير كافية لتبرير صدور القرار وفي بعض االحكام تكتفي بهذه العبارات المرسلة او
()9
د .منى كامل تركي – مستشار البحث العلمي – ركن السبب في القرار اإلداري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البيانات غير الكافية وتعطي المحكمة في مجال سلطة تقديرية واسعة وال تتدخل
برقابتها على هذا النطاق التقديرية انما تكتفي بما تأتي به الجهة االدارية من بيانات عن وجود التقديرية
()25
في مجاالت اخرى تنشد في التثبت من الوجود المادي للوقائع التي قام عليها القرار
المطلب الثاني
الرقابة على التكييف القانوني للوقائع
عندما يطلق المشرع وصفا لحالة معينه أو وقائع مادية محددة فإن تطبيق هذا الوصف على الوقائع
التي تصادف اإلدارة وتستلزم تدخلها بق ارراتها اإلدارية يطلق عليه مصطلح التكييف القانوني للوقائع
فالمقصود من عملية التكييف هو إدراج حاله واقعية معينه داخل إطار فكرة قانونية بحيث يمكن أن
يحمل القرار المتخذ عليها باعتبارها دافعا مشروعا التخاذه.
أن القضاء اإلداري ال يراقب إال تكييف الوقائع العادية ويمسك عن تكييف الوقائع الفنية فعلى سبيل
المثال ال تمتد رقابة القضاء على فحة قرار الطبيب المختة طالما أصدره في حدود اختصاصه
وكذلك ال يراقب القضاء أعمال اللجان العلمية الخاصة بترقية أعضاء هيئات التدريس بالجامعات ,
ألن القول بخالف ذلك يجعل من رقابة القضاء بمثابة مشاركة لإلدارة في سلطتها المذكورة و هو ما
يتنافى مع مبدأ الفصل بين السلطات وال يستقيم مع واقع الحياة العملية.
المطلب الثالث
الرقابة على تقدير اهمية الوقائع
إذا كان األصل العام في إن دور القاضي اإلداري يقتصر في رقابته على سبب القرار اإلداري على
وجود الوقائع وصحة تكييفها من الناحية القانونية فليس له تقدير مدى أهمية الوقائع وتناسبها مع
القرار الصادر بناء عليه بل تتولى اإلدارة وحدها بحث وتقدير مالئمة القرار للوقائع التي دفعت إلى
إصداره غير أن القضاء اإلداري الفرنسي قد سمح لنفسه استثناء بأن يقدر أهمية الوقائع و ينظر في
تالءمها مع القرار الذي صدر على أساسها وذلك عندما تكون المالئمة شرطا من شروط المشروعية
()26
يتعين بحثه لها لتحقق من وجودها
()10
د .منى كامل تركي – مستشار البحث العلمي – ركن السبب في القرار اإلداري
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الخاتمة
أن القرار اإلداري ال يعتبر صحيحا و مشروعا إال إذا توافر سبب صحيح يبرر صدوره لكونه يشكل
المبرر أو الدافع التخاذ القرار و بالتالي يعتبر السبب احد أركان القرار اإلداري الهامة التي تؤدي
افتقاده إلى البطالن
وعليه فإن النتائي التي يمكن استنتاجها من خالل هذه الدراسة تتمثل في أن لكل قرار إداري سبب
مشروع و يشترط في هذا السبب أن يكون حقيقيا ال وهميا وأن يكون مبنى على تكييف قانوني سليم
وأن يكون متناسبا مع محله و تخلف إحدى هذه الشروط تجعل القرار باطال وبالتالي يحكم بإلغائه.
ركن السبب بذاته عن باقي األركان واذا ما كان يشكله عيبا من عيوب عدم المشروعية في حالة
انعدامه حيث ال يرى البعض فيه عيبا إذا ما تخلف في القرار ،وأن تخلف ركن السبب يشكل عيبا
يندرج تحت وجه مخالفة القانون أو عيب انحراف السلطة وأن تخلف ركن السبب عيب مستقال عن
باقي العيوب األخرى وهذا ما أكدته األحكام المختلفة لمحاكم القضاء اإلداري.
()11