You are on page 1of 1

‫يتسم المشهد العمراني بالمغرب بنوع من الفوضى المعمارية‪ ،‬حيث ال تخلو مدينة من‬

‫المدن المغربية بل ال يخلو حي من أحياء المدينة الواحدة داخل المغرب من مساكن وأبنية‬
‫غير منظمة سواء من حيث‬

‫ألوانها‪ ،‬أو من حيث إرتفاعها‪ ،‬أو شكلها ووضعها القانوني‪ ،...‬هذه الظاهرة ما فتئت‬
‫‪.‬تزداد حدتها يوما بعد يوم‬
‫لمواجهة هذا الوضع كان البد من إعادة النظر في النصوص القانونية المرتبطة بالتجريم‬
‫والعقاب في مجال التعمير والبناء‪ ،‬سيما وأن نظام المراقبة والزجر ولكي يكون فعاال‬
‫يستوجب وجود أجهزة مراقبة واضحة المعالم محددة االختصاصات ومتمتعة بصالحيات‬
‫واسعة‪ ،‬مع وجود مسطرة واضحة وفعالة‪ ،‬وهو ما حول المشرع ضبطه عبر إصدار‬
‫‪.‬القانون رقم ‪ 66.11‬المتعلق بالمراقبة وزجر المخالفات في مجال التعمير والبناء‬

‫يهدف القانون السالف الذكر‪ ،‬الصادر في ‪ 66‬من ذي العقدة ‪ 6341‬الموافق ل ‪ 62‬غشت‬


‫‪ 6161‬إلى تمكين المغرب من نص قانوني يتجاوز من خالله القصور التي يعرفه نظام‬
‫المراقبة والزجر في مجال التعمير والبناء‪ ،‬عبر تعزيز الحكامة في هذا المجال‪ ،‬وذلك‬
‫بمحاولة تجميع المقتضيات الزجرية المتناثرة بين النصوص القانونية الثالث المنظمة‬
‫لقطاع التعمير بالمغرب‪ ،‬وهي القانون رقم ‪ 66.21‬المتعلق بالتعمير‪ ،‬والقانون رقم‬
‫‪ 62.21‬المتعلق بالتجزئات العقارية والمجموعات السكنية وتقسيم العقارات‪ ،‬وظهير‬
‫‪ 6211.‬بشأن توسيع نطاق العمارات القروية‬

‫هذا القانون يتكون من ثالث أبواب وعشر مواد‪ ،‬تتوزع بين تتميم وتغيير النصوص‬
‫المنظمة لقطاع التعمير بالمغرب‪ ،‬ونسخ وتعويض المقتضيات المتعلقة بمسطرة رصد‬
‫‪.‬المخالفات والعقوبات المقررة لها‬
‫دراسة هذا الموضوع تكتسب أهميتها من الدور الهام لقطاع التعمير في الحياة االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬ومن النقاش المستمر الذي يرافق صدور قوانين التعمير ببالدنا‪ ،‬آخرها‬
‫قانون المراقبة وزجر المخالفات الذي وإن تطرق له بعض الباحثين فإنه يبقى موضوعا‬
‫‪.‬خصبا إلبداء المالحظات وشمله بالدراسات واألبحاث‬

You might also like