Professional Documents
Culture Documents
إن ه ذه الهج رة تمث ل دخ ول قبائ ل مختلف ة يجع ل التع دد الثق افي ب الخرطوم أم راً
واقع اً يتطلب اس تراتيجيات واض حة تس اعد في انس ياب الحي اة للمقيمين والواف دين
الجدد وتدفع عنهم ويالت الخالف والنزاع وعدم االستقرار.
إن دخول هذا الكم الهائل في والية الخرطوم من دون توقع ومن دون استعداد من
جانب السطالت يشكك في إمكانية توفير احتياجات المهاجرين بصورة مرض ية م ع
توفير احتياجات المقيمين بالمستوى الذي اعتادوا عليه.
وهدف البحث على التعرف على أسباب الهجرة ودوافعها وأنواعها ،والتعرف على
فرص العمل المتاحة للمهاجرين ومردودها مع االهتمام بالنوع والتأكد من وجود
التعليم بين المه اجرين (الرج ال -النس اء -األطف ال) وك ذلك التع رف على البيئ ة
الص حية في منطق ة المه اجرين وتقييمه ا وم دى وج ود الخ دمات األساس ية وتحدي د
التف اوت في مس توى الحي اة بين الف راد قب ل الهج رة وبع د الهج رة كم ا افترض ت
الدراس ة معان اة المه اجرين من قل ة ف رص العم ل وت دني مس توى ال دخل وت دهور
ص حة البيئ ة في مجتم ع المه اجرين .وتع د دراس ة الدارس ة في الدراس ات الوص فية
ال تي تس تهدف تق ييم وتحلي ل خص ائص مش كلة معني ة ودراس تها من جمي ع نواحيه ا
فهو بهذا يسعى إلى وصف شامل لها.
وأش ارت بعض نت ائج الدراس ة إلى أن معظم ح والي %59من المه اجرين
ك انوا يمارس ون أنش طة اقتص ادية قب ل الهج رة أهمه ا العم ل في الزراع ة وال رعي،
وتغيرت طبيعة النشاط االقتصادي الذي اتجه إليه المهاجرون في والية الخرطوم
من العم ل ال زراعي والرع وي إلى االرتب اط باألعم ال الهامش ية في األس واق
الص غيرة والقريب ة من منطق ة س كنهم مث ل التج ارة المتجول ة والعم ل الج زئي في
المنازل ويعزى ذلك التغيير في النشاط االقتصادي إلى الطبيعة الحضرية لألنشطة
االقتص ادية في العاص مة الخرط وم .وه ذا بج انب تفش ي البطال ة بين المبح وثين
خاص ة الرج ال ويع زى ذل ك لض عف ق دراتهم وم اهراتهم وللخلفي ة الثقافي ة ال تي
تفرض للمرأة مثل قبائل غرب السودان وفي جنوبه كذلك توصلت نتائج الدراسة
أيضاً أن متوسط دخل األسرة المهاجرة ضعيف يقع تحت خط الفقر الذي أشارت
إلي ه دراس ة البن ك ال دولي بالس ودان وإ ن %44من المه اجرين يعتق دون أن ح التهم
المعيش ية قب ل الهج رة ك انت أفض ل من ح التهم الراهن ة بع د الهج رة للعاص مة،
وتوص لت الباحث ة من خالل الدراس ة إن على المس ؤولين والمنظم ات الطوعي ة
األجنبية والوطنية ووزارة التخطيط ووزارة العمل واإلصالح اإلداري العمل على
تدريب المهاجرين ورفع مهاراتهم الحرفية بجانب توفير الخدمات األساسية وتوفير
ق روض لتش جيع قي ام المش روعات التنموي ة الص غيرة لألس ر الفق يرة كم ا أش ارت
أيض اً بأن ه الب د أن تهتم الدول ة بمفه وم التنمي ة الريفي ة وتمني ة المجتم ع وأنت س عى
جادة لوضع خطة واقعية لتطوير المناطق المصدرة للهجرة الداخلية ،والبد أن تهتم
الدولة بتحقيق السالم في السودان لتوفير المناخ الجيد للتنمية.
رؤية الباحث:
تختلف رؤية الدارس مع الدراسة األولى لفاطمة عبدالمجيد أرباب في بعض النتائج
التي توصلت إليها دراستها بأن السبب األساسي للهجرة الداخلية إن صح التعبير
الواردة في الدراسة مفردات تؤكد تضارب الدراسة فإن مفردة (معسكرات) بجانب
أع داد تع وق مئ ات اآلالف من األف راد توص لت الدراس ة لض رورة الس الم وتوف ير
المناخ الجيد للتنمية في الوقت الذي توصلت فيه نتائج الدراسة أن أسباب الهجرة
الداخلية ترجع النعدام فرص العمل وتدني مستوى الدخل ألن جود هجرة داخلية
ح دث في الس ودان في ف ترة الثمانين ات نتيج ة للجف اف ال ذي ض رب غ رب البالد
ولكن تتمرك ز ه ذه الهج رة معظمه ا في المن اطق المروي ة والي ة الجزي رة نتيج ة
لوجود مشروع الجزيرة هنالك فرص العمالة المتوفرة به بينما لم تتأثر الخرطوم
كث يراً بتل ك الهج رة وج ود المعس كرات ال تي تط وق العاص مة الخرط وم يرج ع إلى
ان دال الح روب األهلي ة في البالد كعام ل أساس ي ل نزوح الن ازحين من الوالي ات
المستقرة بالحرب للبحث عن األمن والسالم والحياة الكريمة األفضل .لذلك أكدت
الدراسة للباحثة بأن أوضاعهم المعيشية قبل النزوح كانت أفضل من بعده وهذا ما
يؤك د فق دانهم ألنش طتهم االقتص ادية ال تي تتمث ل في الزراع ة بش قيها كم ا اتف ق م ع
الدراس ة في بعض النت ائج والتوص يات ال تي توص لت إلهي ا وأش ير هن ا بأن ه ق د تتم
عملي ة تش كيل للح راك الس كاني نتيج ة ن زوح ن ازحين للخرط وم وح دوث عملي ة
التحول المفاهيم واكتشاف ممارسات نشاطات اقتصادية أخرى تختلف من الزراعة
والتع رف على الحي اة بص ورة أفض ل مم ا ك ان علي ه والتع رف على ثقاف ات جدي دة
وتعريف أنفسهم أيضاً لآلخرين وتشكل عملية التجانس الثقافي مما أدى إلى تشكيل
الخارطة الجديدة للعاصمة القومية.
الدراس ة الثاني ة :دراس ة إس ماعيل عب دالغني عب دالكريم (2010م) بعن وان :األث ر
ال ديمغرافي للن ازحين على مدين ة الخ رطم دراس ة حال ة (معس كر م ايو -1983
2008م) تتلخص مش كلة البحث في دراس ة م دى اتس اق المع دالت الديمغرافي ة
للنازحين مع نظيراتها في والية الخرطوم ،والتي تشمل (معدالت المواليد والوفيات
والتركيب العمري والنوعي للسكان) لتوضيح أهم الخصائص والسمات الديمغرافية
للنازحين بمعسكرات النزوح وما تأثيرها على سكان الخرطوم.
وهدفت الدراسة إلى معرفة أثر النزوح على ديمغرافية الخرطوم من خالل
تحقي ق الوق وف على خص ائص الديمغرافي ة للن ازحين ،معرف ة التغ ير ال ذي ح دث
والمتوقع حدوثه في ديمغرافية الخرطوم ومعرفة أسباب التغير إن كان هناك تغير.
وافترضت الدراسة انه النزوح أحدث تغيراً في ديمغرافية سكان الخرطوم
وأن معدالت الزيادة الطبيعية في معسكرات النازحين عالية ،كما افترضت الدراسة
اختالف التركيب العمري والنوعي للنازحين مع سكان الخرطوم.
اعتمدت الدراسة على استخدام أكثر من منوع من مناهج البحث ألنها مكملة
لبعض ها البعض عن د تن اول موض وع الدراس ة من جوانب ه المختلف ة .فق د اس تخدمت
المنهج االس تقرائي لتعميم نتيج ة الدراس ة على ك ل من اطق ال نزوح (المعس كرات)
داخ ل الخرط وم ،والمنهج اإلحص ائي في تحلي ل وتفس ير البيان ات الرقمي ة ال تي
تحص ل عليه ا الب احث من اإلحص اءات المت وفرة .أم ا المنهج الت اريخي يعتم د علي ه
عند بحث بعض الجوانب التاريخية للدراسة كنشأة النزوح والعوامل المؤثرة فيها
كم ا اس تخدم المنهج الوص في للوق وف على الواق ع الفعلي للظ واهر واألح داث
المتعلقة بالدراسة.
وخلصت نتائج الدراسة إلى:
-ال يوج د اختالف بين ال تركيب اعم ري للن ازحين حيث بلغت نس بة ص غار الس ن
ال ذين ال تزي د أعم ارهم عن 14س نة %39.8من إجم الي مجتم ع الدراس ة وه و
مجتمع فتي يحوي مخزون من الطاقة البشرية يمكن االستفادة منها مستقبالً إذا ما
أحس ن اس تثمارها .أم ا في ال وقت الح الي فإنه ا ت ترتب علي ه زي ادة نس بة اإلعال ة،
وك ذلك الزي ادة في احتياج اتهم .وه ذه المش كلة تتطلب إيج اد حل ول ناجح ة له ا،
فالمشكلة التي تبقى دون حسم فترة طويلة تتحول إلى كارثة والكوارث هي غالب اً
المسببة لألزمات.
-نسبة التركيب النوعي بين الجنسين متقاربة فقد بلغت %49للذكور %51لإلناث
من إجمالي أفراد مجتمع الدراسة ،مما يدل على أن عملية النزوح تتم بشكل نزوح
جماعي أسري.
-أما نسبة المواليد والخصوبة فهي مرتفعة في مجتمع الدراسة حيث بلغت 62.2و
6في األلف على التوالي.
-وسجل معدل الوفيات الخام 19.8في األف وبلغ معد الوفيات لألطفال األقل من
س نة فق د بلغت 357.6في األل ف .وك ذلك الوفي ات حس ب الن وع فق د بلغت نس بة
وفي ات اإلن اث %27ونس بة وفي ات ال ذكور %25من إجم الي وفي ات مجتم ع
الدراسة.
-انخفاض واضح في نسبة التعليم لمجتمع الدراسة حيث بلغت نسبة الذكور الذين لم
يدخلوا المدارس %68.8من إجمالي ذكور مجتمع الدارسة وأن نسبة اإلناث لم
تقل عن ذلك بكثير فقد بلغت %64من إجمالي اإلناث بمجتمع الدراسة.
-المهن ال تي يزاوله ا س كان مجتم ع الدراس ة حس ب الن وع ت بين أن %65.2من
إجمالي اإلناث و %71.2من إجمالي سكان الذكور يزاولون أعماالً هامشية وهذا
يأتي منسجماً مع تدني مستوى التعليم بين فئات مجتمع الدراسة.
ومما سبق نستخلص بأن النزوح للعاصمة يؤدي إلى نمو سكاني متزايد حيث بلغ
%4س نوياً وأن العالق ة عكس ية تمام اً بين النم و الس كاني والخ دمات وبالت الي ف إن
الخدمات األساسية في الخرطوم اآلن ال تستوعب هذا الكم الهائل من السكان.
وتوصلت توصيات الدراسة إلى معالجة األسباب التي أدت إلى النزوح مث ل العدالة
في توزيع المشاريع التنموية بين الواليات وتشجيع العودة الطوعية .تحسين البيئة
الس كنية ونش ر ال وعي الص حي وس ط س كان معس كرات ال نزوح .توف ير الخ دمات
األساس ية لس هولة الحص ول عليه ا وت وطين الن ازحين وتنميتهم ،حيث أن العام ل
األساسي في نجاح برامج التوطين والتوزيع العادل في التنمية بين المناطق لضمان
تحس ين وس ائل اإلنت اج في المن اطق المنكوب ة برف ع مس توى البني ة التحتي ة للوص ول
إلى حياة أفضل.
كم ا توص لت أيض اً إلى دمج الن ازحين في مجتم ع والي ة الخرط وم باالس تفادة منه ا
في التنمية من خالل برامج المشاركة الشعبية التطوعية االختيارية.
رؤية الباحث:
اتف ق م ع الب احث ال ذي أك د أن من خالل دراس ته أن ارتف اع مع دل نم و الس كان
الخرط وم ق د ص احبه التزاي د الس كاني نتيج ة لتواف د الن ازحين ال ذين نزح وا من
مناطقهم قسراً نتيجة لتدهور األوضاع األمنية مما يؤكد في ذلك أن الهجرة تأتي
في الغ الب بش كل ط وعي دون أن تك ون هنال ك عوام ل قس رية مم ا يؤك د اتفاق ه في
نقد الدراسة األولى.
الدراس ة الثالث ة :دراس ة مص طفى األمين أحم د محم د (2015م) بعن وان :دور
الالجئين في توفير العمالة في القطاع الزراعي (دراسة حالة والية القضارف).
تلخص ت مش كلة البحث في الوق وف على ال دور ال ذي تلعب ه العمال ة الالجئ ة
ومس اهمتها في النش اط ال زراعي بوالي ة القض ارف بش قيه المط ري والم روي
والوق وف على حجم ون وع المس اهمة في الن اتج المحلي وتوف ير العمال ة الالزم ة
والتي تقلل تكلفة اإلنتاج ويمكن بلورة هذه المشكلة في السؤال اآلتي:
ما هو الدور الذي لعبه الالجئين بتوفير العمالة للقطاع الزراعي بوالية القضارف.
وه دف البحث للوق وف على أع داد الالج ئين ومجموع اتهم بوالي ة القض ارف
ومش اركتهم في النش ط ال زراعي وزي ادة اإلنت اج واإلنتاجي ة والمس اهمة في ال دخل
القومي ،وأهمية مشاركة العمالة الالجئة في الزراعة كأحد الحلول لمشكلة الالجئين
باعتمادهم على الذات ومحاولة تقليل شعورهم بالغربة وتكيفهم م ع المجتم ع المحلي
المضيف.
وافترض ت الدراس ة وج ود عمال ة زراعي ة الجئ ة بأع داد مق درة بوالي ة
القض ارف وأك دت مس اهمة الالجئ ون المتواج دون بوالي ة القض ارف في التنمي ة
وزيادة اإلنتاج باإلضافة إلى أن مشاركة الالجئون في التنمية كعمالة زراعية أحد
الحلول لمشكلة اللجوء المتطاول .واستخدم الباحث المنهج التاريخي وذلك لمعرفة
أسباب اللجوء والخلفية التاريخية بالوالية ،والمنهج التحليلي الوصفي وذلك لشرح
المف اهيم وع رض وتحلي ل المعلوم ات والحق ائق عن الالج ئين بالس ودان عام ة
وبالوالية بصفة خاصة.
وخ رج البحث بع دة نت ائج أهمه ا حجم مش اركة المجتم ع ال دولي دون المطل وب ولم
يق دم التموي ل الالزم للمش اريع الزراعي ة ح تى ينجح الالج ئين في واجبهم داخ ل
المش اريع وع دم توف ير اآللي ات الزراعي ة الكافي ة للعمال ة الالجئ ة وت دني ال وعي
الثقافي والزراعي ،وتدني الوعي البيئي وقد أدى إلى سوء استخدام الموارد البيئة
الطبيعية للمجتمع المضيف في الوالية ،كما خرجت الدراسة بعدة توصيات تتمثل
في أهمي ة توف ير اإلمكاني ات المادي ة لقي ام المزي د من المش اريع الزراعي ة للعمال ة
الالجئ ة بالمنطق ة وإ ج راء المزي د من التوعي ة واإلرش اد ال زراعي لالج ئين
بمعس كرات الوالي ة والمي د من توف ير اآللي ات الزراعي ة لعملي ات الحص اد ،والعم ل
على دمج الالج ئين بالمعس كرات بالمجتمع ات المحلي ة وتك ييف الجه ود من أج ل
إعادة صياغة العمالة الالجئة واالستفادة من طاقتهم في المشاريع الزراية لتمكينهم
من المس اهمة في التنمي ة واإلنت اج ،وك ذلك إش راك الالج ئين العمال ة في الخط ط
وال برامج ال تي ته دف إلى ت أهيلهم وتحف يزهم لتحقي ق االعتم اد على ال ذات والعم ل
على ف ك الحص ار االقتص ادي بالس ودان الس تيراد اآللي ات الزراعي ة لتط وير
المشاريع الزراعية التي يتبناها الالجئين بالوالية.
رؤية الباحث:
أتفق مع رؤية الدراسة مصطفى األمين أحمد محمد (2015م) بأنه يمكن أن يلعب
الالجئ ون دور أساس ي بالمس اهمة في الن اتج المحلي وتوف ير العمال ة الالزم ة ال تي
تقلل من تكلفة اإلنتاج في القطاع الزراعي وهذا يؤكد مساهمة الالجئين في عملية
التنمية بوالية القضارف والمساهمة في الدخل القومي وهذا لمساهمة الالجئين في
حل ول بعض إش كالياتهم االقتص ادية باعتم اد على ذاتهم ومعالج ة القص ور ال ذي
يواجهون ه من قب ل المنظم ات الدولي ة والوطني ة .فيمكن االس تفادة من الالج ئين
بالتوسعة في المشاريع اإلنتاجية وتدريبهم بجانب دمجهم في المجتمع يشكل عملية
حراك سكاني اجتماعي جديد.
الدراس ة الرابع ة :دراس ة فاطم ة عجب ان محم د ع دالن (2015م) بعن وان :ت أثير
مه اجرو دول ة جن وب الس ودان على الموس م ال زراعي 2015 -2014م في والي ة
الني ل أألبيض .تتخلص مش كلة الدراس ة في دراس ة المش كلة واألس باب ال تي دفعت
المهاجرين للنزوح إلى السودان والتعرف على أوضاع المهاجرين في المعسكرات
ومدى تأثير المهاجرين على الموسم الزراعي في والية النيل األبيض.
وه دفت الدراس ة على استقص اء خلفي ة الهج رة من جن وب الس ودان إلى
الس ودان الترك يز على المه اجرين في والي ة الني ل األبيض وتوض يح األس باب ال تي
أدت إلى تزايد واستمرار ظاهرة الهجرة من جنوب السودان إلى السودان ،ودراس ة
ت أثير ظ اهرة الهج رة من جن وب الس ودان على اإلنت اج ال زراعي في والي ة الني ل
األبيض.
وافترض ت الدراس ة بالت داخل الع رقي والقبلي وتش ابه اللهج ات ووج ود
المهاجرين قبل االنفصال كمواطنين سودانيين يشكل عامل أساي في تسهيل حركة
المه اجرين إلى السودان باإلض افة إلى المعاملة الطيبة من المجتمع السوداني التي
وجدوها عندما كانوا نازحين داخلياً وكذلك عدم استقرار األوضاع األمنية وتكرار
الحروب والصراعات الداخلية سبب مباشر للهجرة إلى السودان كما أشار اف تراض
الدراسة عن ضعف الدور الذي تقوم به المنظمات الدولية والجهات المختصة في
السودان أدى إلى مغادرة المهاجرين معسكراتهم والتسلل إلى المدن السودانية مما
أدى إلى ح دوث ت أثيرات مختلف ة وأيض اً هنال ك ت أثير إيج ابي من مه اجري دول ة
جن وب الس ودان على الم وس ال زراعي 2015 -2014في والي ة الني ل األيض
معسكري حلفاية وكيلو (.)10
اس تخدم الب احث إلع داد ه ذ الدراس ة المنهج الوص في والتحليلي ،ذل ك ألن
المنهج الوص في من ذرك الن وع من المن اهج ال ذي ي درس الظ واهر الطبيعي ة
واالجتماعية واالقتصادية والسياسي دراسة كمية وكيفية ويعتمد على طرق التحليل
والتفسير بشكل علمي منظم بغرض الوصول إلى أهداف محددة لوضعية اجتماعية
أو مشكلة اجتماعية.
وك انت أهم نت ائج الدراس ة إن العمال ة المه اجرة من دول جن وب الس ودان
اس تطاعت أن تتغلب على العمال ة األص لية في والي ة الني ل األبيض وتعم ل العمال ة
المه اجرة ب أجور بس يطة مم ا أدى إلى قل ة تكلف ة اإلنت اج ال زراعي في والي ة الني ل
األبيض في الموسم الزراعي 2015 -2014مما انعكس ذلك إيجاب اً على أسعار
تلك المنتجات في األسواق الكبرى للوالية وأدى أيض اً النخفاض أسعار المنتجات
الزراعي ة خاص ة الغذائي ة منه ا إلى أن تك ون متاح ة لكاف ة ش رائح المجتم ع خاص ة
الضعيفة منهم كما أثرت المعسكرات التي أقامتها السلطات المحلية في والية النيل
األبيض سلباً على البيئة الطبيعية حيث أزيلت مساحة واسعة من الغابات.
ومن خالل النت ائج ج اءت توص ياتها بأن ه يجب ص يانة الترب ة باس تمرار
واستخدام نظام الدورات الزراعية خاصة بعد اإلنتاج الكثيف للمحاصيل في الموسم
الزراعي 2014في والية النيل األبيض.
رؤية الباحث:
اتف ق دراس ة فاطم ة عجب ان م ع دراس ة مص طفى األمين أحم د في أن لالج ئين دور
في توفير العمالة وتقليل تكلفة اإلنتاج بوالية النيل األبيض من قبل الجئي الجنوب
ووالية القضارف من قبل األرتريين واألثيوبيين والجنوبيين ،وبما أن اللجوء كأحد
عوامل تشكيل الحراك السكاني نجد هنا من خالل الدراسة أن للحراك السكاني أثر
إيجابي في عملية التنمية في السودان.
الدراس ة الخامس ة :دراس ة آدم يحي (2017م) بعن وان :األث ر االجتم اعي
واالقتص ادي والبي ئي لالج ئين في ش رق تش اد (معس كر فرش انا )2016 -2004
تن اولت الدراس ة األس باب واآلث ار االجتماعي ة واالقتصادية م ع التركيز على اآلث ار
البيئية لالجئين في شرق تشاد ،كما تناولت الجهود التي بذلت لمعالجة هذه اآلثار
والسؤال الذي تسيره الدراسة ماهي اآلثار التي يحدثها الالجئين في شرق تشاد وما
مدى انعكاس ذلك على الحياة االقتصادية واالجتماعية والبيئية؟
وه دف البحث إلى تحدي د الوض ع ال راهن لالج ئين والم وارد الطبيعي ة في
منطق ة الدراس ة أم ا األه داف المح ددة ه دفت على التع رف على الم وارد الط بيعي
بمنطقة المعسكر ودراسة األسباب التي دفعت الالجئين إلى تشاد ودراسة المشاكل
البيئية الناتجة عن تدفق الالجئين وأثر ذلك على المنطقة والتعرف على المعالجات
والحلول التي بذلت لتخفيف هذه اآلثار .كما افترضت الدراسة تسبب الالجئون من
دول ة الس ودان بأض رار بيئي ة بمنطق ة الدراس ة (معس كر فرش انا في ش رق تش اد)
وافترض أيض اً أن هناك آثار اقتصادية واجتماعية لالجئين بمنطقة فرشانا وهناك
جهود لمعالجة اآلثار الناجمة من ممارسات الالجئين على البيئة.
استخدم الباحث في هذه الدراسة منهج دراسة الحالة ،ألن هذا المنهج يقوم
بفحص حال ة موض وع الدراس ة عن طري ق األدوات البحثي ة حيث يتم جم ع مق دار
من الحق ائق ودراس تها لتفس ير أس باب وجوده ا والخ روج منه ا بحل ول ومقترح ات
تطب ق على الح االت المماثل ة .وتوص لت الدارس ة إلى نت ائج أهمه ا ت دفق الالج ئين
بأع داد كب يرة نح و المنطق ة أدى إلى إزال ة األش جار من مس احات واس عة مم ا أث ر
على البيئ ة ،كم ا أن هن ا تب اطؤ المنظم ات الدولي ة المعني ة بحماي ة البيئ ة والم وارد
الطبيعية للحد من االنتهاك السافر للبيئة من قبل الالجئين مع عدم االهتمام بالبدائل
كمش اريع التش جير وزراع ة األش جار لغاي ات بديل ة في ك ل المعس كرات ال تي
تستض يفها دول ة تش اد باإلض افة لت أثير وج ود الالج ئين الس ودانيين على الحي اة
االقتصادية واالجتماعية للمتجمع المضيف.
وخ رجت توص يات الدراس ة بض رورة رف ع ال وعي البي ئي ل دى المواط نين
والالج ئين وال دعوة لمكافح ة قط ع األش جار وال رعي الج ائرين والب د من تكام ل
الجه ود السياس ية واإلنس انية بالتع اون م ع المجتم ع ال دولي إليج اد لح ول جذري ة
مناس بة لمش اكل اللج وء ب دول الج وار للح د من ت دفق الالج ئين بتش اد والعم ل على
توفير الطرق البديلة لحطب الوقود مثل استخدام الغاز والمواقد المحسنة وتوزيعها
بأسعار رمزية على األسر بالمعسكر ومناطق المجتمع المضيف.
رؤية الباحث:
اتفقت رؤية الدراسة الخامسة مع الدراسة الرابعة في أن هنالك تأثير سلبي لالجئين
اتجاه البيئة حيث تمت إزالة مساحات واسعة من الغابات في المناطق التي يقطنها
الالج ئين في والي ة الني ل األبيض معس كر حلفاي ة وكيل و 15وك ذلك الالج ئين في
شرق تشاد بم عسكر فرشات وهذا يرجع لضعف دور المنظمات الدولية في اعتماد
وقود الطبخ لدى معسكرات الالجئين والنازحين كأحد الضروريات التي تعم ل على
المحافظة على البيئة كما يتقف الباحث مع الدراستين في هذه الرؤية.
الدراس ة السادس ة :دراس ة س مير عم ر محم د علي (2013م) بعن وان :األث ر
االقتصادي واالجتماعي لالجئين األرتريين واألثيوبيين على السودان (دراسة حالة
الالج ئين في والي ة الخرط وم الع ام 2011 -2010م) تمثلت مش كلة البحث في
االستمرار الطويل لوجود الالجئين األرتريين واألثيوبيين بالسودان دون وجود حل
جذري للمشكلة وال يبدو أن هنالك حالً يلوح في األفق وقد ترتب على هذا اللجوء
سلبيات كثيرة على السودان وعلى الالجئين أنفسهم ،صعوبة الحصول على أرقام
حقيقية تمثل مجموعة الالجئين ألن معظمهم دخلوا البالد عن طريق التهريب.
وهدفت الدراسة على رفع العبء الثقيل الذي ظل يتحمله السودان من جراء
تواج د الالج ئين ب ه كم ا ه دف إلى لم ش مل أس ر الالج ئين ال ذين ف رقتهم الح رب
والص راعات المس لحة ،وأيض اً تحوي ل الالج ئين من حال ة البطال ة الناتج ة من
اعتمادهم على اإلغاثة إلى أناس منتجين عن طريق تحديد هويتهم وإ بالغ السلطات
الحكومية في أرتريا وأثيوبيا حول حل مشكلتهم.
وافترضت الدارسة أن هناك تأثيرات ثقافية واجتماعية واقتصادية من قبل
الالجئين وأن هنالك دور سلبي لألجهزة الحكومية تجاه أوضاع الالجئين ويتوجب
على والي ة الخرط وم أن تص در ل وائح خاص ة ب الالجئين كم ا افترض ت أن هنال ك
تقبل وترحيب من المواطنين بالمنطقة لمناسبة هؤالء الالجئين لسكنهم بالمنطقة.
واتب ع الب احث المنهج الت اريخي وذل ك الس تعراض خلفي ة عن بداي ة اللج وء
واستخدم المهج الوصفي لوصف ظاهرة اللجوء والبحث وفق اً لألوضاع واألحداث
التي تسبب فيها ويسعى هذا المنهج إلى تغيير هذه األحداث.
ومن النت ائج ال تي توص لت إليه ا الدراس ة هج رات لألثيوب يين واألرت ريين
للس ودان بص ورة كب يرة مم ا أص بح يش كل عائق اً أمني اً واقتص ادياً واجتماعي اً وأن
األسباب التي أدت إلى هجرتهم إلى السودان بحث اً عن فرص لكسب العيش وكذلك
الس تتباب األمن بالس ودان وك ذلك بينت أن أغلبي ة الالج ئين يعمل ون بمهن هامش ية
بالكاد تغني احتياجاتهم في السكن والمعيشة.
أم ا التوص يات ال تي خلص ت إلهي ا الدراس ة ض رورة تق نين الوج ود األثيوبي
واألرت ري لالج ئين وذل ك بمكافح ة ته ريبهم إلى الس ودان بص ورة غ ير ش رعية
وإ ص دار ل وائح وق وانين ت ردع المخ الفين لل وائح وتنظيم الع املين األج انب في
السودان وعدم السماح بهجرة الصغار والذين لم يبلغوا السن القانونية بالدخول إلى
البالد وترحيلهم إلى بالدهم ،ضرورة متابعة إقامات الالجئين وترحيل الذين انتهت
إقامتهم أو الذين ال يعملون تبعاً لجهات تابعة للشركات التي تستقدم الوافدين وتنظيم
تحركاتهم.
اختالف رؤية الباحث:
دراس ة س مير عم ر محم د علي في أن الدراس ة تن اولت األث ر االقتص ادي
واالجتماعي من الجانب السلبي في الوقت الذي تجاهلت أن هنالك جوانب إيجابية
تتمث ل في وج ود الالج ئين األرت ريين واألثيوب يين ي ؤدي إلى تعزي ز أواص ر
االجتماعي ة بين الش عب الس وداني والش عبين األرت ري واألثي وبي مم ا ي ؤدي إلى
تحس ين العالق ات الخارجي ة بين دول الج وار في اإلط ار الدبلوماس ي وتوحي د
المواقف السياسية بين الدول الثالثة ودعم بعضها البعض في كل المواقف اإلقليمية
والدولي ة وه ذا بج انب تس هيل عملي ة التب ادل التج اري والحف اظ على ت أمين الح دود
بينها والحفاظ على األمن مما يسهم في عملية التنمية بشكل مباشر.
ك ذلك اختل ف م ع الدراس ة في ت وافر األثيوب يين واألرت ريين بس بب كس ب
العيش واألمن في الس ودان ألن في ال وقت ال ذي تمت في ه الدراس ة لم يكن الس ودان
مس تقراً أمني اً في الع ام 2013م كم ا نج د أن العام ل األساس ي في وج ود األثيوب يين
واألرت ريين يرج ع إلى الح روب والنزاع ات لمس لحة بين ال دولتين األثيوبي ة
واألرتري ة ال ذي أدى إلى تخلفهم االقتص ادي بج انب الظ روف والبيئي ة ال تي تتمث ل
في الجفاف الذي ضرب البلدين سابقاً.
وأتف ق م ع الباحث ة على ض رورة تفعي ل ق وانين الهج رة والجنس ية بالس ودان
وتق نين الوج ود األجن بي ومكافح ة الوس ائل غ ير الش رعية للهج رة اإلثيوبي ة
واألرترية ،ويعود وجود الالجئين األرتريين واألثيوبيين في الخرطوم إلى قصور
المعون ات للمنظم ات الدولي ة والوطني ة في معس كراتهم بوالي ات الس ودان األخ رى
بج انب ض عف التنمي ة والخ دمات األساس ية في والي ات ش رق الس ودان والني ل
األزرق بج انب انع دام ف رص العم ل األم ر ال ذي جعلهم يتواف دون للخرط وم لرف ع
مستواهم المعيشي ووجود حياة كريمة في العاصمة الخرطوم.
الدراسة السابعة :دراسة صفاء النور إبراهيم (2012م) بعنوان :الحراك السكاني
وأث ره على االقتص اد في من اطق اإلنت اج في الس ودان (دراس ة حال ة المس يرية
لن ازحين إلى الخرط وم) وتلخص ت مش كلة البحث ب أن هنال ك ت دنيا ًواض حاً في
مستوى اإلنتاج الزراعي بشقيه النباتي والحيواني رغم وفرة الموارد الطبيعية في
مناطق عديدة من السودان ،ورغم أن هذه األنشطة تحتاج فقط إلى الحد األدنى من
المعرف ة والمه ارة إذ أنه ا الحرف ة التقليدي ة المتوارث ة في المجتم ع الس وداني .وه ذا
التدني قاد إلى هجرة المزارعين والرعاة من مناطق اإلنتاج إلى المدن .المالحظة
ال تي أث ارت االهتم ام ت دني مس توى العيش ة في المنطق ة رغم وف رة الم وارد
االقتصادية وبصورة أكثر وضوحاً الفقر في مناطق الوفرة.
وه دفت الدراس ة لمعرف ة أس باب وداف ع الح راك الس كاني من من اطق اإلنت اج
الزراعي والرعوي إلى مناطق الصناعة والتجارة والوقوف على طبيعة األنشطة
التي تمارس في المناطق الجديدة ومعرفة األسباب المرتبطة بهجرة أفراد المسيرية
كغ يرهم من القبائ ل الرعوي ة بحث اً عن ف رص العم ل واالس تقرار في الم دن الكب يرة
رغم توفر موارد اقتصادية بحجاة لالستغالل والتوظيف.
وافترض ت الدراس ة أن هنال ك أث ر واض ح للح راك الس كاني على الق درة
اإلنتاجية في مناطق اإلنتاج الريفية التي تتمثل (قلة العمالة بور األرض) كما أن
الح راك الس كاني إلى من اطق الوص ول ي ؤثر س لباً ع ل الخ دمات في الم دن ذات
الس عات المدني ة وابتع اد هج رة الكف اءات واألي دي العامل ة من المنطق ة أث ره على
تطوير استغالل الموارد ففهم الموارد كقيمة اقتصادية تساعد في تنمية المنطقة.
استخدم ال دارس المنهج الوصفي والت اريخي واإلحصائي في س بيل التعرف
على األوضاع االقتصادية في منطقة الدراسة.
توص لت نت ائج الدراس ة لألس باب الرئيس ية للهج رة ال تي تتمث ل في التقلب ات
المناخي ة وم ا تق ود إلي ه من جف اف وقل ة الم راعي وت دني ق دراتها على اس تيعاب
ال ثروات الحيواني ة واألنش طة الزراعي ة المتع ددة .وأوص ت الدراس ة على إمكاني ة
استغالل الموارد الطبيعية والبشرية في مناطق المسيرية وتحويلها في تفعيل برامج
التنمية وذلك عن طريق ضمان توفير الخدمات أألساسية وتأهيل الكوادر البشرية
ودعم العائ دين اقتص ادياً لمحارب ة الفق ر ح تى يعتم دوا على أنفس هم لض مان األمن
الغ ذائي كم ا أوص ت الدراس ة بوض ع أه داف مح ددة للتنمي ة في من اطق المس يرية
وتقوم على تغير مراكز القنوات وانسياب العائدات التجارية وتوظيفها في المنطقة.
رؤية الباحث:
اختلف في الدراسة السابعة لصفاء النور بأن تعزى عوامل الهجرة أو النزوح أو
الحراك وتدني اإلنتاج بمناطق المسيرية إلى التقلبات المناخية وقلة المراعي وهذا
بينما اختالط األمر بين الهجرة والنزوح والحراك السكاني ،وعدم اهتمام الدراسة
بأين تقع مناطق المسيرية فإن معظم مناطق المسيرية تقع الشريط الحدودي لحدود
56بين الجن وب والش مال وج زء من ال جب ال القريب ة المتاخم ة لح دود جن وب
السودان وهي تقع في منطقة مميزة بين السافنا الغنية والسافنا شبه الغنية مما يؤكد
توفر الم راعي واألمط ار ولكن يرجع األصل في هج رة المسيرية تعود لت أثر تلك
المن اطق بالص راعات المس لحة في جب ال النوب ة وجن وب الس ودان بج انب اختالل
خيرات التنمية وسوء الخدمات األساسية كما أوضحت الدراسة التناقض في البحث
ب أن س بب الهج رة لقبيل ة المس يريرة الجف اف وقل ة الم راعي وت دني ق دراتها على
استيعاب الثروة الحيوانية واألنشطة الزراعية ثم توصي الدراسة بإمكانية استغالل
الموارد الطبيعية والبشرية في مناطق المسيرية.
وأتف ق م ع الدراس ة في توف ير الخ دمات األساس ية وتفعي ل ب رامج التنمي ة وتأهي ل
الكوادر البشرية والعمل على مشاريع إعادة التوطين بمناطق المسيرية.
الدراس ة الثامن ة :راس ة علي ح يران حام د محم د (2007م) بعن وان :اآلث ار
االقتص ادية واالجتماعي ة لك وارث الص راعات القبلي ة في والي ة دارف ور الك برى –
السودان في الفترة 2004 -1990م.
تلخصت مشكلة البحث في الكوارث التي تحدث أثاراً سلبية عظيمة على األوضاع
االقتص ادية واالجتماعي ة في البالد والمن اطق ال تي تق ع فيه ا ،ف إلى أي م دى ينطب ق
ذل ك على الص رعات القبلي ة في والي ة دارف ور الك برى؟ وم ا ه و حجم اآلث ار
االقتص ادية واالجتماعي ة ال تي لحقت به ذه الوالي ة نتيج ة النزاع ات أو الص راعات
التي ظلت تشهدها خالل السنوات األخيرة؟ وهل يمكن اعتبار تلك الصراعات وفق اً
لطبيعتها ونتائجها وآثارها ظاهرة كارثة؟ هذه األسئلة تتمثل جذور مشكلة البحث
التي يعمل الباحث على دراستها.
وه دف ه ذا البحث إلى دراس ة م دى كارثي ة الص رعات القبلي ة المتفاقم ة في
والي ة دارف ور خالل الف ترة من 1990ح تى 2004م وذل ك من حيث أس بابها
ونتائجه ا وآثاره ا وعم ل البحث على اختي ار ع دة ف روض أهمه ا إن تح ول
الص رعات القبلي ة إلى ظ اهرة كارثي ة يع ود إلى طبيعته ا المتج ددة القائم ة على
اس تمرار العن ف المس لح ،وإ ن تج دد الص راعات أدى إلى ت دهور األوض اع
االقتص ادية بدرج ة كب يرة وإ ن اس تخدام العن ف المس لح أدى تفج ير مش كلتي ال نزوح
اللجوء.
وتوص لت الدراس ة إلى نت ائج هام ة أبرزه ا إن طبيع ة وحجم اآلث ار
االقتص ادية واالجتماعي ة المتفاقم ة للص راعات القبلي ة في دارف ور توض ح وتؤك د
مدى كارثية تلك الصراعات ،وعليه فإن أهم التوصيات التي رفعها الباحث تتمثل
في ضرورة النظر إلى الصراعات القبلية في دار فور على اعتبارها كارثة قومية
تلمس الس ودان في وحدت ه وفي نس يجه االجتم اعي ومس اره االقتص ادي وض رورة
العمل على معالجتها على هذا األساس.
رؤية الباحث:
اتف ق م ع دراس ة الب احث علي حمي دان أن ك انت هنال ك ص راعات قبلي ة وثم عملي ة
تدارك وتجاهل لها حتى تطورت وأخذت مسار البعد السياسي والثقافي المسلح مما
أف رز نت ائج س البة ق د تش كل كارث ة وك ذلك تس اهم في ت دمير االقتص ادي الس وداني
وهت ك النس يج االجتم اعي ب دارفور وخل ق ب رة الص راعات الجهوي ة بين دارف ور
وغيرها من األقاليم األخرى.
مستخلص االستفادة من الدراسات السابقة:
( )1أن هنالك أثر لتشكل الحراك السكاني الجديد في العملية االقتصادية والثقافية
ينعكس سلباً على المناطق التي تأثرت بالكوارث سواء كانت طبيعية أم من صنع
اإلنس ان وذل ك فق دان المن اطق المت أثرة ب الكوارث ألع داد مهول ة من األي دي العاملة
والمنتجين بينم ا يك ون إيجابي اً على المنطق ة ال تي تم به ا استض افة الن ازحين أو
المهاجرين أليدي عاملة جديدة ومنتجين وموارد بشرية جديدة يمكن االستفادة منه
إذا م ا تم توظيف ه توظيف اً س ليما ًكم ا ي ؤدي تش كل الح راك الس كاني لعملي ة تج انس
ثقافي.
( )2تمت االس تفادة من الدراس ة الثاني ة ب أن ال نزوح يك ون بمجموع ات كب يرة في
شكل األسر نتيجة للكوارث الطبيعية والصناعية بينما تكون الهجرة الطبيعية بشكل
فردي كم ا أك د من خالل الدراس ة أن ال نزوح واللج وء والهج رة الفردي ة هي عامل
من عوامل زيادة معدل النمو السكاني في الخرطوم خالف النمو الطبيعي للسكان
وأن الكوارث الطبيعية هي التي تشكل الحراك االجتماعي وتغير من ديموغرافية
السكان في المدن.
( )3أكدت الدراس ة بأن وج ود الالجئين بوالي ة القض ارف ودمجهم مع المجتمع ات
المحلية وتكيفهم معهم أدى إلى المساهمة في الناتج المحلي وتوفير العمالة الالزمة
التي تقلل من تكلفة اإلنتاج ،وزيادة اإلنتاج واإلنتاجية والمساهمة في الدخل القومي
وهذا يؤكد أن الحراك السكاني الجديد لالجئين بوالية القضارف كان له أثره في
عملية التنمية واإلنتاج.
( )4تم االس تفادة من الدراس ة في أن المه اجرين والالج ئين رغم أن لهم أدوارهم
اإليجابي ة في المس اهمة في عملي ة التنمي ة إال أن ه يؤك د أن هنال ك جانب اً سلبياً يتمث ل
في الض غط على الم وارد الطبيعي ة مم ا ينعكس س لباً على البيئ ة وه ذا يؤك د أن
للحراك االجتماعي السكاني أثر سلبي في تدني الخدمات األساسية بالمدن المهاجر
إليها وه ذا باإلضافة إلى الض غط على الموارد الطبيعية والتأثير على البيئة بشكل
عام.
( )5على المنظم ات الدولي ة ع دم إهم ال الج انب البي ئي في حال ة ح دوث الك وارث
وتشكل الحراك االجتماعي الجديد وذلك لحدوث الضغط البيئي واستخدام النازحين
لألش جار كحطب للطبخ والبن اء بج انب الزراع ة وال رعي الج ائر فعلى المنظم ات
البيئي ة رف ع ال وعي البي ئي وتوف ير غ از الطبخ وإ يج اد الب دائل لقط ع األش جار في
عملية البناء لتدارك التأثير البيئي.
( )6في حالة وجود الجئين بين الحدود المتاخمة بين دولتين يجب أن يكون انتباه
الدول ة في عملي ة التح ول الثن ائي واالجتم اعي ال ذي يح دث ربم ا أن تك ون هنال ك
عادات دخيلة سالبة تلقي بظاللها تأثيرات سالبة على المجتمع قد تؤدي إلى تغيير
طبيع ة تركيبت ه االجتماعي ة ،كم ا يمكن أن يس تفاد من توظي ف الالج ئين في إط ار
العالقات بين البلدين.
( )7أن هنالك أثر واضح للحراك السكاني على القدرة اإلنتاجية في مناطق اإلنتاج
الريفي ة ال تي تتمث ل في (قل ة العمال ة وب ور ال رض) كم ا أن الح راك الس كاني في
من اطق الوص ول ي ؤثر س لباً على الخ دمات في الم دن وابتع اد هج رة الكف اءات
واأليدي العاملة.
( )8أن الكارث ة المص طنعة في دارف ور أدى إلى تش كيل الح راك االجتم اعي في
المجتمع الدارفوري بشكل أكبر رغم إفرازات نتائج الحرب كما رفع بنسب وعي
المجتمع المحلي والتعرف واالنفتاح على السودان بنحو أكبر يختلف بما كانوا علي ه
وهذه هي أحد إيجابيات الحراك السكاني في دارفور نتيجة كوارث الحرب.
* عالقة الدراسة بموضوع البحث.
* مدى االستفادة من الدراسة.
أوجه الشبه واالختالف بين الدراسات السابقة والبحث وما يميز الدراسة الراهنة.
* عالقة الدراسات السابقة بموضوع البحث:
تح دثت الدراس ات الس ابقة في ع دد من عوام ل الح راك الس كاني (الهج رة،
النزوح ،اللجوء) ومن تأثيرها على االقتصاد ،والمجتمع ،والثقافة ،والبيئة ،وهذا ما
يتطلب ه البحث في دراس ة ت أثير الح راك على التنمي ة والخ دمات األساس ية مث ل
التعليم ،الص حة ،والكهرب اء ،والم اء ،كم ا تش كل الدراس ات الس ابقة أس اس تنطل ق
منه الدراسة للباحث.
* أوجه الشبه واالختالف وما يميز الدراسة الراهنة.
هيكلة البحث:
سيتناول الفصل األول اإلطار النظري للبحث ويتمثل في المقدمة والمشكلة
وأس باب اختي ار البحث واألهمي ة واأله داف واألس ئلة والف روض والمنهج ووس ائل
وأدوات البحث وح دود البحث المكاني ة والزماني ة ومجتم ع البحث والمص طلحات
والدراسات السابقة وهيكل البحث.
أم ا الفص ل الث اني س يتناول اإلط ار المف اهيمي ال ذي يتمث ل في الح راك
الس كاني والتنمي ة وس يتحدث المبحث األول عن التعري ف والمفه وم والتش كل
والتم ازج للح راك الس كاني ،بينم ا يتح دث المبحث الث اني عن التنمي ة من حيث
التعريف والمفهوم واألنواع.
أما الفصل الثالث سيتحدث عن أثر الحراك السكاني على التنمية في الجانب
االجتماعي واالقتصادي والبئي والثقافي.
أما الفصل الرابع سيتحدث عن إجراءات الدراسة وتحليل المحاور والنتائج
والتوصيات ومقترحات الحلول باإلضافة إلى المراجع والمالحق.