Professional Documents
Culture Documents
175276076 ملخص الوظيفة العامـــة
175276076 ملخص الوظيفة العامـــة
مقدمة:
إن مسألة الوظيفة العامة لم يعد أمرا استثنائيا في حياة الموظفين – كما كان الحال عليه في
الماضي – و لم يعد في وسع أي شخص أن يتجنب التعامل مع الموظف العام.
فقد أصبحت الوظيفة العامة جزءا من حياة المواطن من ميالده إلى وفاته ،يدخل الحياة بشهادة
ميالد ،و يخرج منها بشهادة وفاة ،و كالهما يقوم بتحريرهما موظف عام بصفة رسمية ،حتى
تترتب عليها اآلثار القانونية.
و قد نصت أغلب الدول في دساتيرها على أن الوظائف العامة حقا للموظفين ،يطبق على قدم
المساواة ،و ذلك بموجب اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان في 1791الذي نص على حق
التوظيف و المساواة في تولي الوظائف العامة حسب قدراتهم دون تمييز بينهم لغير كفاءاتهم.
و الجزائر كغيرها من بقية الدول ،حيث دستورها الصادر في ( 96وقبله الدساتير السابقة) في
المادة 51منه على هذا المبدأ بقولها " :يتساوى جميع الموظفين في تقلد المهام و الوظائف في
الدولة دون أية شروط ،غير الشروط التي يحددها القانون".
و الجزائر في كل مرة تقوم بإصالح أجهزتها اإلدارية ،محاولة تحقيق أفضل النتائج في رفع
الكفاءة اإلنتاجية في هذه األجهزة.
تطبيق نظام الوظيفة العامة في الجزائر:
يمكن تقسيم تطبيق نظام الوظيفة العامة إلى مرحلتين في الجزائر ،فالمرحلة األولى في عهد
االستعمار ،و المرحلة الثانية بعد االستقالل.
)1مرحلة االستعمار:
في هذه الفترة عرفت الجزائر النظام الفرنسي حيث امتد تطبيق القانون المتعلق بهذه الوظيفة
الصادر في 19/10/1946إلى الجزائر ،مع بعض االستثناءات التي اقتضتها ضرورة التطبيق
العاملي ،و هذا راجع إلى عدة عوامل و أسباب ،منها أن الوظيفة العامة كانت حكرا على
الفرنسيين فقط.
و في عام 1956وضعت بعض النصوص في نظام التوظيف لتشل التصاق الجزائريين
بالوظيفة العامة ،و استمر الوضع على هذه الحالة إلى غاية 1959حيث صدر نظام جديد لها
في فرنسا في 4فيفري من نفس العام ،و قد امتد تطبيقه إلى الجزائر أيضا بموجب المرسوم
الصادر في 2أوت ،1960و الذي استمر به العمل إلى غاية االستقالل.
)2مرحلة االستقالل:
بعد االستقالل بدأت الحكومة مهامها ،و كان األمر جد صعد .و من المهام الصعبة التي واجهت
الحكومة ،مهمة اإلصالح اإلداري في الدولة ،فاإلدارة لم تكن قد تهيأت بعد لتحقيق هذا
اإلصالح ،حيث لم يكن هناك من الموظفين العموميين الجزائريين إال عدد قليل جدا تنقصهم
الخبرة و الكفاءة ،و قد كلفوا بتطبيق التشريعات الفرنسية الكثيرة و المعقدة بالنسبة لهم ،مما أدى
إلى تفشي البيروقراطية في أعمال الوظيفة العامة .و من ثم بدأ التفكير لتنظيم جديد لهذه
الوظيفة ،فشكلت لجنة وزارية تتكون من وزارتي المالية و الداخلية لوضع القانون األساسي
للوظيفة العامة فأعدت مشروع قانون عرض في جانفي 1965على مختلف الوزارات ،و
حزب جبهة التحرير الوطني ،و كذا النقابات المهنية إلبداء رأيها في المشروع ،ثم عرض بعد
ذلك على مجلس الوزراء للمناقشة في أفريل ، 1966ثم ناقشه مجلس قيادة الثورة في ماي
، 1966و صدر في 2جوان ، 1966و هو ما يعرف بالمرسوم رقم 66/133المتضمن
قانون الوظيفة العمومية.
هذا القانون تضمن األسس و المبادئ العامة للوظيفة العامة تاركا مهمة تحديد نماذج التطبيق
للقطاعات المعنية.
خالصة:
يمكن القول أن أول تشريع للوظيف العمومي في فترة االستقالل كان في سنة ،1966و هو
المرسوم الشهير 66/133بتاريخ ، 1966-06-02الصادر في الجريدة الرسمية رقم 46من
نفس السنة ،و قد كان ساري المفعول و النفاذ إلى غاية سنة 85حيث بدأت في اوائل
الثمانينات تصدر القوانين و التشريعات محاولة وضع انسجام في الرؤية بين القوانين التي تحكم
عالم الشغل بين قانون الوظيف العمومي ،و هذا ما ظهر في المرسوم 85/59المتضمن القانون
األساسي النموذجي لعمال المؤسسات و اإلدارات.
مفهوم الوظيفة العامة:
إن معنى الوظيفة العامة يظهر في معنيين هما :معنى وصفي و آخر تحليلي .فالمعنى الوصفي
يعرف الوظيفة العامة بكل األشخاص القائمين بالعمل في خدمة المرفق العام.
و المعنى التحليلي يعرفها بمجموعة من المهام و االختصاصات يقوم بها شخص تتوفر شروط
معينة بهدف المصلحة العامة.
و يمكن القول أن الوظيفة العمومية هي النظام العام الذي يطبق على العاملين في مؤسسات
الدولة بمختلف أنواعها من أبسط موظف إلى أعلى موظف سام ،و يخضعون جميعا إلى نفس
التشريع.
الشروط العامة للتوظيف:
هذه الشروط هي كيفيات دخول األفراد إلى الوظيفة العامة و قد حددها المرسوم 66/133في
المادتين 24و 25و هي :
التمتع بالجنسية الجزائرية.
.1توافر شروط السن و اللياقة البدنية لممارسة الوظيفة.
.2التمتع بالحقوق الوطنية و حسن السيرة.
.3أن ال يكون الشخص قد وقف موقفا مناهضا لحرب التحرير.
.4أن يكون الشخص في وضع مالئم من الخدمة الوطنية.
كما أضاف هذا المرسوم شرط اإللمام باللغة العربية نظرا ألهمية التعريب في ذلك الوقت.
طرق التوظيف:
أخذ المشرع بعدة طرق في التوظيف أهمها:
)1حرية اإلدارة المطلقة في اختيار موظفها:
و هذه الطريقة ال تعتمد على شروط مسبقة لتولي الوظائف العامة ،و ال يستلزم األمر في هذا
النوع من وسائل التوظيف ،سوى وفاء الموظف و إخالصه و والئه للسلطة .و الجزائر تأخذ
بهذا األسلوب بالنسبة للوظائف العليا فقط ،و قد حددها المرسوم 66/140على سبيل الحصر
في:
• األمين العام للحكومة.
• األمناء العامون للوزارات.
• المفتشون العامون في الوزارات.
• المديرون و نوابهم في اإلدارات المركزية.
• السفراء.
• القناصل العامون ،القناصل.
• الوالة – األمناء العامون للواليات.
• أمين الخزينة العامة.
• رئيس الجامعة.
)2المسابقات:
أقر المشرع ج هذه الطريقة بالنسبة لشغل الوظائف بصفة عامة .و قد نصت المادة 26من
المرسوم المذكور سابقا على أن يتم تعيين الموظفين تبعا إلحدى الطريقتين اآلتيتين أو بهما معا:
-مسابقات عن طريق الشهادات و مسابقات عن طريق االختيارات.
)3طريقة اإلعداد الفني (التقني):
بهذه الطريقة يتحدد عدد األشخاص الذين يتكونون تقنيا و إداريا حسب عدد الوظائف المطلوبة و
الشاغرة ،كالذين يتكونون في مراكز تكوين المعلمين ،و المعهد الوطني لتكوين مستخدمي
التربية ....إلخ.
)4طريق االنتخاب:
و هذه الطريقة تطبق في شغل بعض الوظائف فقط ،و مثالها رئيس البلدية.
)5الوظائف المحجوزة:
و هي طريقة استثنائية أخذ بها المشرع الجزائري بالنسبة لتوظيف أفراد جيش التحرير الوطني
و منظمة جبهة التحرير مكافأة لهم.
الموظف العام:
معنى الموظف العام :تنص المادة األولى من المرسوم 66/133المتضمن قانون الوظيفة
العمومية على أنه:
«يعتبر موظفين عموميين األشخاص المعنيون في وظيفة دائمة الذين رسموا في درجة من
درجات التدرج الوظيفي في اإلدارات المركزية التابعة للدولة ،و في المصالح الخارجية التابعة
لهذه اإلدارات المركزية ،و في الجماعات المحلية ،و كذلك في المؤسسات و الهيآت العامة
حسب كيفيات تحدد بمرسوم».
و يستثنى من ذلك القضاة و القائمين بشعائر الدين ،و أفراد الجيش الشعبي الوطني ،بحيث ال
تسري عليهم أحكام هذا المرسوم.
و من خالل المادة المذكورة أعاله ،ينبغي أنه الكتساب صغة الموظف العام ،البد من توافر
العناصر التالية:
-1دائمية الوظيفة.
-2العمل في إحدى مصالح الدولة.
-3صدور قرار تعيين.
-4ترسيم في إحدى درجات التدرج الوظيفي.
و على هذا يمكن القول أن الموظف العام هو العامل الذي يثبت في منصب عمله بعد انتهاء
المدة التجريبية ،فيكون حينئذ في وضعية قانونية و تنظيمية تجاه المؤسسة التي يعمل بها.
حقوق و واجبات الموظف أثناء ممارسة الوظيفة:
بعد أن يرسم (يثبت) الشخص في سلك الوظيفة العامة يصبح حامال لصفة موظف عام ،له
حقوق تجاه اإلدارة ،و عليه واجبات نحوها .تتطرق إلى كل من الحقوق و الواجبات كالتالي
على حدة.
أ -حقوق الموظف:
بموجب قانون الوظيفة العامة ،تتمثل هذه الحقوق في األمور التالية:
-تقاضي األجر (الراتب) – الترقية – المشاركة في تنظيم الوظيفة العامة -الحق النقابي –
الراحة و العطل – الحماية.
تقاضي األجر:
يعد األجر (الراتب) بكل عناصره الوسيلة الرئيسية لعيش الموظف ،و يكون استحقاقه بعد أداء
الخدمة في نهاية كل شهر (هذه القاعدة العامة).
الترقية:
تعتبر الترقية مهمة للموظف ،إذا بواسطتها يصل إلى أعلى المناصب .و تتم هذه بأحد معايير
هما:
األقدمية ،و االختيار أو لمعايير معا في بعض الحاالت .و الترقية عموما يترتب عليها زيادة في
األجر.
المشاركة في تنظيم الوظيفة العامة:
تطبيقا لمبدأ ديمقراطية اإلدارة ،و حق الموظفين أمورهم و شؤونهم الوظيفية و المشاركة في
أقر المشرع ج أشكال و صور لهذه المشاركة تتمثل في:
اللجان المتساوية األعضاء:
و هذه اللجان تهتم بالمسائل الفردية للموظف العام كالترقية ،و النقل ،إجراءات التأديب ،و
يكون تدخلها أحيانا استشاريا ،و في أحيان أخرى يكون إلزاميا .تتشكل من عود متساو من
ممثلين منتخبين عن الموظفين ،و ممثلين عن اإلدارة و ذلك لمدة ثالث سنوات .و أعمال
أعضاء هذه اللجان يكون مجانيا ،إال بعض التعويضات كبدل االنتقال ،و اإلقامة ،وفقا للتشريع و
التنظيم المعمول بهما.
اللجان التقنية المتساوية األعضاء:
و هذه تختص بتنظيم المصالح و سيرها ،خاصة المسائل الفنية و التدابير الرامية إلى تحديد
الطرق التقنية للعمل ،و كيفية تحسينه.
العطل:
للموظف الحق في الراحة حتى يتمكن من تجديد نشاطه .كما أن هناك ظروف اجتماعية ،أو
مرضية تطرأ عليه تجعله في حاجة إلى عطلة .و هذه العطل هي :العطلة السنوية – العطل
االستثنائية – العطل المرضية – العطل الطويلة المدى – و تمنح هذه العطل طبقا للتشريع و
التنظيم المعمول بهما في هذا الشأن.
الحق في الحماية :
يقصد بها حماية الموظف العام من كل أشكال اإلهانة و التهديد و الضغط ،و االعتداء عليه من
طرف أية جهة كانت .كما أن قانون العقوبات يتضمن نصوصا خاصة بحماية الموظف من
أفعال االعتداء الواقع عليه ،سواء أثناء تأدية وظيفته ،أو بمناسبتها.
ب -واجبات الموظف العام:
تقع على عاتق الموظف العام التزامات و واجبات متعددة هي:
• االلتصاق بالوظيفة المعين فيه ،و القيام بالمهام ،المخصصة له.
• المحافظة على كرامة الوظيفة.
• المحافظة على أسرار العمل ،و عدم إفشائها.
• عدم الجمع بين الوظيفة ،و األعمال األخرى.
• االلتزام أوامر الرؤساء المشروعة.
• أتعرض إلى شرح الواجبات المذكورة سابقا بشكل موجز.
)1االلتصاق بالوظيفة:
يتعين على كل موظف أن يلتحق بالمنصب الذي عين فيه .و بعد االلتصاق عليه أن يقوم بتنفيذ
المهام المكلف بها في إطار اختصاصه .فكل موظف اختصاص محدد بالقوانين و األنظمة ،و
هذا االختصاص شخصي – يقوم به الموظف شخصيا – كما يجب على الموظف أن يقوم
بمهامه بإخالص و أمانة ،إذ يبذل قصارى جهده في القيام بعمله ،كما يلتزم بمواعيد العمل
المحددة له في إطار منصب عمله.
)2المحافظة على كرامة الوظيفة:
يجب أن يكون الموظف حسنا في سلوكه و سيرته داخل العمل و خارجه بما يتفق و االحترام
الواجب للوظيفة التي يشغلها ،و المالحظة أن هذا الواجب مرن و يختلف من وظيفة إلى أخرى
،غير أن هناك سلوكات مشتركة بين الجميع تعد مسيئة للوظيفة مهما كانت ،كالتواجد المستمر
في أماكن شرب الخمر ،أو الظهور بمظهر السكر الفاضح في الطريق العام ،أو لعب القمار ،و
التواجد في أماكن مشبوهة.
و قد أكدت على هذا الواجب المادة 22من المرسوم 85/59المتضمن القانون النموذجي لعمال
المؤسسات ع و اإلدارات.
ـ الوظيفة: )3الحفاظ على أسرار
يجب على الموظف أن يلتزم بالسر المهني ،و أال يفشي محتوى أية وثيقة ،أو أي حدث أو خبر
بحوزه أو يطلع عليه بحكم ممارسة مهامه ،و أال يمكن الغير من اإلطالع عليه ما عدا إذا
اقتضت ضرورة الخدمة ذلك ،كما يمنع إخفاء ملفات الخدمة و أوراقها ،و وثائقها ،أو إتالفها و
تحويلها و إطالع الغير عليها (م 23من القانون المذكور أعاله).
و هذا االلتزام يظل موجودا في مواجهة الجهات اإلدارية أو في مواجهة األفراد .كما أنه ال فرق
بين األسرار التقنية المتعلقة بالعمل ،و أسرار العمل ذاتها التي تتعلق باألفراد و الغير.
)4عدم الجمع بين الوظيفة و األعمال األخرى:
نصت المادتان 14و 15من المرسوم 66/133المتضمن قا .الوظيفة ع ،و المادة 24من
المرسوم 86/59على عدم ممارسة أي نشاط خاص يدر ريحا على الموظف.
كما ال يجوز له ممارسة التجارة ،أو يشارك في تأسيس الشركات أو يكون عضوا في المجلس
إدارتها إذا كانت تلك المشاركة تؤثر على استقالله الوظيفي .و قد امتد الخطر لزوجة الموظف
بطريقة مختلفة ،فإذا مارست نشاطا مربحا يجب إخطار الجهة اإلدارية التي يتبعها لكي تتخذ
اإلجراءات المناسبة.
يستثنى من ذلك أن للموظف العام حق إنتاج المؤلفات العلمية ،أو األدبية ،و الفنية ،و كذلك
النشاط المتعلق بالتعليم و التكوين.
كما أن استغالل الموظف لماله ،ال يدخل تحت طائلة المنع المشار إليه .بشرط أن ال يباشر
نشاط استغالل ماله بنفسه .كما يجوز له تملك العقارات ،إلى غير ذلك من األمور التي ال تعد
مباشرة لنشاط ،و ال تؤثر في القيام بالوظيفة التي يجب أن يتفرغ لها الموظف.
)5االلتزام بطاعة الرؤساء:
و هذا االلتزام يتعلق بالسلطة الرئاسية ،و حدودها .فهذه السلطة تفرضها طبيعة النظام اإلداري،
حيث يخضع كل موظف في ممارسة أعمال وظيفته لموظف آخر يعلوه درجة.
السؤال المطروح و المثير للجدل هو مدى التزام المرؤوس بطاعة الرؤساء ،أي ما هي حدود
هذه الطاعة؟ مما الشك فيه أن األوامر المشروعة من الرؤساء في السلم اإلداري ،بديهيا ،أنها
واجبة التنفيذ ،و إال تعرض الموظف الرافض لتنفيذها للمساءلة التأديبية .أما إذا صدر إليه أمر
غير مشروع و غير قانوني كأن يصدر إليه أمر بالرشوة أو االختالس أو إصدار شيك بدون
رصيد...الخ ،فإن الموظف في حل من التنفيذ دون أدنى مسؤولية ،و ال يعد رفضه و عدم تنفيذه
رفضا لطاعة الرئيس.
المسؤولية التأديبية:
تأديب الموظفين يجب أن يحاط بضمانات تحمي الموظف من التعسف ،و أن يطبق مبدأ
الشرعية .و يقتضي هذا المبدأ في المجال اإلداري عموما ،أن تكون جميع تصرفات اإلدارة
مطابقة ألحكام و قواعد القانون بمعناه الواسع ،مع مالحظة التدرج في قوتها.
مفهوم التأديب:
هو وسيلة قانونية تتخذ من طرف السلطة التي صالحية التعيين ضد الموظف المقترف ألعمال
تخل بقواعد النظام مخالفا بذلك الواجبات المنصوص عليها قانونا.
تنص المادة ( )20من المرسوم 85/59المتضمن القانون النموذجي لعمال المؤسسات و
اإلدارات على أنه " :يتعرض العامل لعقوبة تأديبية دون المساس بتطبيق القانون الجزائي ،إن
اقتض األمر ذلك ،إذ أصدر منه أي إخالل بواجباته المهنية ،أو أي مساس صارخ باالنضباط
أو ارتكب أي خطأ خالل ممارسة مهامه ،أو بمناسبة ممارسة هذه المهنة"..
بالنسبة لعمال التربية ،فباإلضافة إلى الواجبات العامة فإنهم يخضعون كذلك إلى تلك االلتزامات
المذكورة في القوانين الداخلية للمؤسسات و القرارات التي تنظم الجماعة التربوية.
العقوبات التأديبية:
لقد نص المشرع على العقوبات التأديبية و ذكرها على سبيل الحصر في ثالث أنواع فقط ،على
عكس الجريمية التأديبية ،لم يحصرها في أفعال محددة نظرا لصعوبة حصرها.
الهدف من التأديب و العقوبة التأديبية:
بهدف إجراء التأديب إلى تحقيق األمور التالية :حماية القانون و صيانته – حماية الحق العام ...
إصالح الموظف ،و الهدف من العقوبة هو تحقيق الردع العام و كذلك الخاص بالنسبة للموظف.
iالمخل بالتزاماته ،السلطة التي لها
-من يوقع هذه العقوبات؟ يختص بتوقيع الجزاء (العقوبات)
صالحية تعيينه.
أنواع العقوبات:
بالنسبة لقانون الوظيفة العمومية ،حددها المشرع في المادة 55من األمر ، 66/133و هي:
-1عقوبات من الدرجة األولى :و تتمثل في اإلنذار و التوبيخ.
-2عقوبات من الدرجة الثانية و الثالثة :و تتمثل في الشطب من قائمة الترقية – التزيل من
الدرجة – النقل – تخفيض السلم – العزل دون الحرمان من الحق في المعاش – العزل مع
الحرمان من حق المعاش.
أما بالنسبة للمرسوم 59/85المتضمن القا .النموذجي لعمال المؤسسات و اإلدارات ،فقد نص
على العقوبات التأديبية في الباب السابع منه ،و نظمتها المواد من 122إلى 131منه( .أنظر
هذه المواد).
مالحظات:
إن الموظفين و العمال في فترة التجربة (التدريب) ال تطبق عليهم إال عقوبات الدرجة األولى.
عقوبات الدرجة األولى يتم توقيعها بموجب قرار مسبب دون استشارة اللجنة المتساوية
األعضاء .أما عقوبات الدرجة الثانية ،فيمكن للموظف الذي يتعرض لها ،أن يرفع أمره إلى هذه
اللجنة لتبدي رأيها في ذلك ،و يعتبر رأيها استشاريا فقط (ال يلزم السلطة المختصة).
و عقوبة الدرجة الثالثة ،ال تقررها السلطة التي لها صالحية التعيين (المختصة) إال بعد موافقة
اللجنة المتساوية األعضاء و خاصة عقوبة العزل (التسريح).
ضمانات الموظف الحال على التأديب:
قرر المشرع للموظف المحال على التأديب ضمانات معينة ،يجب أن توفر له بواسطة اإلدارة و
هذه الضمانات هي:
.1حق اإلطالع على الملف الشخصي ،و جميع الوثائق الملحقة به و يتم اإلطالع عليه داخل
جهة اإلدارة.
.2االستعانة بمدافع يختاره (في هذا المحال صدر حكم من الغرفة اإلدارية التابعة للمجلس
األعلى (المحكمة العليا حاليا) تحت رقم 1160بتاريخ .04/06/1977
.3إلقاء بيانات شفهية ،او تقديم بيانات كتابية (خطية).
.4إمكانية إحضار شهود لإلدالء بشهادتهم.
-باختصار أن حق الدفاع من طرف الموظف عن نفسه مضمون بموجب القوانين و اللوائح،
هذه القوانين مستندة على المادة 151من دستور 96حيث تنص على أن الحق في الدفاع
معترف به.
توضيحات:
أقدم بعض التوضيحات في هذا المجال حسب التالي:
أ -في اإلجراءات:
يمكن للسلطة لها صالحية التعيين أن توقف الموظف الذي ارتكب خطأ مهنيا جسيما ،تترتب
عنه عقوبة العزل.
و التوظيف ليس عقوبة ،و إنما هو إجراء تحفظي فقط.
ال يتقاضى الموظف الموقف أي راتب طيلة التوقيف ما عدا المنح العائلية .يجب أن تسوى
وضعية الموظف المعني في أجل شهرين ابتداء من اليوم الذي صدر التوقيف ،و خالل هذا
األجل تطلب موافقة اللجنة المتساوية األعضاء على ذلك ،و إذا عارضت عقوبة التسريح
(العزل) ،يتقاضى الموظف كامل راتبه ،و تعاد إليه حقوقه جميعا.
ب -في المتابعة اإلدارية:
ال تسلط على الموظف العقوبة التأديبية إذ أمر على معاينة الخطأ أكثر من ثالثة أشهر ،كما ال
تسلط العقوبة إال بعد االستماع إلى الموظف ،فإذا رفض المقول بعد تبليغه تبليغا صحيحا توقع
عليه العقوبة.
يمكن للهيأة المستخدمة بعد اإلطالع على رأي اللجنة المتساوية األعضاء (المختصة بالتأديب) أن
تصدر العفو على الموظف إذا بدر ذلك بسلوكه و مردوده .إال أنه ال يمكن إصدار العفو في
حالة تكرار الخطأ نفسه ،أو أخطاء أخرى مهما كانت درجتها.
جـ -في تحديد العقوبة:
يخضع تحديد العقوبة المطبقة :لدرجة خطورة الخطأ – كذلك للظروف المحققة أو المشددة التي
ارتكبت فيها المخالفة ،لمدى مسؤولية الموظف المخالف – للعواقب و األضرار التي تلحق
بالمؤسسة أو موظفيها من جراء تلك المخالفة.
مالحظات:
-إن النقل اإلجباري الذي هو عقوبة من الدرجة الثالثة ال يمكن إضافة إلى عقوبة أخرى.
-الحاالت التي تستوجب اتخاذ اإلجراء التحفظي المتمثل في التوقيف:
.1إذا كانت جسامة الخطأ قد تؤدي إلى العزل.
.2إذا كان بقاء الموظف في العمل يمثل خطورة عليه أو على المؤسسة.
.3إذا كان الموظف موقوفا جراء متابعة قضائية.
لجان الطعن:
تنشأ في كل قطاع وزاري لجنة طعن يرأسها الوزير أو ممثله و كذلك لدى كل والية ،و يرأسها
الوالي أو ممثله .و تتكون من عدد مساو من األعضاء ،نصف عدد أعضائها من ممثلي اإلدارة،
و يعينون من بين سلك المتصرف اإلداري على األقل ،و من ممثلي الموظفين ينتخبون بنفس
الطريقة التي ينتخب بها المترشحون للجان المتساوية األعضاء.
حاالت الطعن:
يلجأ الموظفون إلى لجنة الطعن في حالة القرارات التأديبية التالية:
-التنزيل في الرتبة أو في الدرجة.
-في حالة اإلحالة على التقاعد اإلجباري.
-في حالة التسريح مع اإلبقاء على الحق في المعاش.
-التسريح مع الحرمان من الحق في المعاش.
آجال الطعن:
يتم الطعن خالل ( )15خمسة عشر يوما من تاريخ تبليغ القرار التأديبي المطعون فيه.
و يتعين على لجان الطعن أن تصدر قراراتها كتابة في أجل أقصاه ثالث أشهر ابتداء من تاريخ
رفع الطعن إليها :و ذلك قصد إبطال األمور المتنازع عليها ،إن الطعن المرفوع في األجل
المنصوص عليه أعاله ،يوقف تنفيذ العقوبة.
وضعيات الموظف:
لقد نص المرسوم 85/59على هذه األوضاع القانونية التي يكون عليه الموظف (أو العامل) في
الباب السادس و حددتها المواد من 86إلى 117منه تحت عنوان حاالت العمال ،و هي أربعة
أحوال تتمثل قفي:
-1الخدمة الفعلية:
أي أن الموظف أو العامل يمارس فعال الوظائف المطابقة لمنصب العمل الذي عين فيه .فاألستاذ
المعين في هذا المنصب و يمارس حقيقة مهام التدريس مع التالميذ ،يعتبر في حالة الخدمة
الفعلية.
-2االنتداب (االلتحاق):
و هو قيام الموظف المرسم بصفة مؤقتة يعمل وظيفة أخرى ،غير الوظيفة المعين فيه .و يستمر
في االستفادة ضمن مؤسسته األصلية من حقوقه في األقدمية ،و في الترقية و في التقاعد.
يكون االنتداب بناء طلب الموظف ،أو يقرر تلقائيا إذا اقتضته ضرورة ملحة للمصلحة العامة
بعد استشارة اللجنة المتساوية األعضاء .و مدة االنتداب خمس سنوات كأقصى حد.
يرتقي الموظف المنتدب طوال مدة انتدابه بالمدة المتوسطة في سلكه األصلي ،مع مراعاة أحكام
تنظيمية أكثر نفعا له.
يتقاضى المنتدب راتبه على أساس الرقم االستداللي لمنصب عمله الجديد مع إضافة الزيادة
االستداللية لألقدمية في منصبه األصلي و كذلك عناصر راتب المنصب الجديد .أما الموظف
الذي ينتدب تلقائيا فيتقاضى^ راتبا على أساس رتبته األصلية على األقل.
-3حالة االستيداع:
تعد هذه الوضعية وسطا بين استمرار الموظف (المرسم) في العمل ،و بين إنهاء الخدمة ،و
تنتهي إما بعودته إلى وظيفته أو بإنهاء الخدمة نهائيا.و يترتب عن هذا التعليق لعالقة العمل
توقيف الراتب و ما يتبعه من استفادات اجتماعية و كذا حقوقه المتعلقة باألقدمية ،و الترقية و
التقاعد.
يمنع على الموظف في حالة االستيداع ممارسة أية وظيفة أو نشاط يجني منه ربحا.
حاالت طلب االستيداع:
• يتم بناء على طلب الموظف ،بعد أخذ رأي اللجنة المتساوية األعضاء في األحوال التالية:
• في حالة مرض خطير ،أو حادث أصاب الزوج ،أو أحد األوالد.
• القيام بدراسات أو أبحاث فيها فائدة عامة.
• االلتصاق بالزوج إذا اضطر إلى تحويل إقامته المعتادة بحكم مهنته إلى مكان بعيد.
• للمرأة الموظفة (أو العاملة) لتربية طفل يقل عمره عن خمس سنوات أو مصاب بعاهة تتطلب
عالجا متواصال.
• ألغراض شخصية بعد سنتين من األقدمية في المؤسسة المستخدمة ،تنحصر مدة اإلحالة على
االستيداع في الفترة التي يكون عليها التشريع و التنظيم المعمول بها.
-4الخدمة الوطنية:
و هي وضعية من األوضاع التي يكون عليها الموظف عندما يطلب لتأدية واجبه الوطني ،حيث
يحدد للمدة القانونية.
و ينص األمر 74/103المحدد لقانون الخدمة الوطنية على أن الموظف الذي ينادى عليه للقيام
بالخدمة الوطنية يوضع في وضعية خاصة وضعيات القيام بالخدمة الوطنية ،و يفقد بهذه الصفة،
مرتبه و ال يتقاضى إال أجرا تقتضيه وضعيته الجديدة .كما تقوم السلطة التي لها صالحية
التعيين باإلعالن عن الوضعية الجديدة (الخدمة الوطنية) للموظف.
يستخلف الموظف الموضوع في حالة الخدمة في الحين في منصب عند انقضاء فترة الخدمة
الوطنية ،يرجع الموظف إلى الهيأة المستخدمة ،و يوضع تحت تصرفها مهما كانت األمور.
تحسب المدة الفعلية للخدمة الوطنية في حساب أقدمية العمل المطلوبة في االرتقاء ،و تكون
الترقية بالمدة المتوسطة ،كما تحسب في حساب معاش التقاعد.
طبيعة العالقة بين الموظف و اإلدارة:
يمكن القول في تكييف العالقة القائمة بين الموظف و اإلدارة ،أن األول يوجد في مركز تنظيمي
الئحي ،أن الموظف يستمد حقوقه و واجباته مباشرة من النصوص القانونية المنظمة للوظيفة
العامة ،و استبعاد فكرة التعاقد في التعامل بين الموظف و الهيأة المستخدمة.
و هذا المركز التنظيمي يجوز تغييره في أي وقت وفقا لمقتضيات المصلحة العامة ،و حسن
سير المرافق العامة .و هذا ما أخذ به المشرع الجزائري في المادة ( )6من المرسوم 66/133
المتضمن قانون الوظيفة ع .حيث نصت على أن الموظف يكون تجاه اإلدارة في وضعية قانونية
و تنظيمية .أي أن المشرع رفض صراحة مبدأ التعاقد في الوظيفة العامة التي تزيد بعض
األطراف و الجهات فرضه حاليا .إذا أن الموظف ال يشعر باالستقرار في الوظيفة مما يجعله
عديم المردودية و يؤثر سلبا على سير المرفق العام.
مما تقدم يمكن الخروج بالنتائج التالية:
.1يبدأ الوضع القانوني للموظف العام بمجرد صدور قرار التعيين بعض النظر عن رضائه من
عدمه.
.2يجوز تغيير الوضع القانوني للموظف العام في أي وقت ،دون االحتجاج بفكرة الحق
المكتسب .و على هذا فإن هذا الموظف يخضع للقوانين و اللوائح الجديدة الصادرة بعد تعيينه،
دون أن يتمسك بتطبيق القانون القديم المعين في ظله.
.3ال يجوز لإلدارة ،باعتبارها في المركز األقوى ،أن تتفق مع الموظف على أمور مخالفة
للقانون و اللوائح المنظمة للوظيفة ع ألن الموظف يستمد خفه من النصوص القانونية و
التنظيمية مباشرة ،و ليس من االتفاق مع اإلدارة ،حيث أنه يوجد في وضع تنظيمي الئحي ،و
ليس تعاقديا.
نهاية الخدمة:
المقصود بنهاية الخدمة ،انتهام المهام و األعمال التي يترتب عليها فقدان صفة الموظف .و قد
عددت المادة ( )62من قانون الوظيفة العمومية ،األسباب التي تنتهي بها خدمة الموظفين و هي:
االستقالة ،العزل (الفضل التأديبي) ،التسريح غير التأديبي و اإلحالة على التقاعد و المعاش.
سأتعرض لهذه الحاالت بقليل من التفصيل:
)1االستقالة:
و هي حق معترف به للموظف و عملية إدارية إذ تتم بناء على إعالن الموظف عن رغبته في
ترك عملية نهائيا .و إرادة (رغبة) الموظف هي سبب االستقالة ،و لهذا يجب أن تكون هذه
اإلرادة صحيحة ،فإذا شابها عيب من عيوب اإلرادة المعروفة و هي الغلط ،التدليس ،اإلكراه،
االستغالل فإن طلب االستقالة يكون غير سليم ،و إذا قبلته اإلدارة و أنهت الخدمة ،فإن قرارها
يعد غير صحيح و غير سليم.
و من شروط االستقالة ،أن يكون الطلب مكتوبا بخط الموظف كما يجب أن تكون خالية من أي
قيد أو شرط يضعه الموظف يقيد به سلطة اإلدارة في قبول استقالته.
ترسل االستقالة إلى السلطة المختصة بالتعيين عن طريق السلم اإلداري ،و يظل الموظف ملزما
بتأدية الواجبات المرتبطة بمهامه إلى حين صدور قرار السلطة المذكورة.
و قد نصت المادة ( )64من قانون الوظيفة العمومية على أن ال يكون لالستقالة أي أثر ،إال إذا
قبلتها السلطة التي تمارس حق التعيين التي يجب عليها اتخاذ القرار في غضون ثالثة أشهر من
تاريخ تقديم الطلب .و ال يسري مفعول^ االستقالة إال من التاريخ الذي تحدده تلك السلطة.
يجوز للموظف أن يسحب طلب االستقالة ما دامت اإلدارة لم تبت فيه .كما أن قبول االستقالة
يجعلها أمرا ال رجعة فيه.
و تجدر اإلشارة هنا ،أن كل توقف عن العمل قبل أن تبت توقيع عقوبة الفصل على الموظف
المخالف.
)2التسريح (الفصل غير التأديبي):
طبقا للمادة ( )68من قانون الوظيفة العمومية أن الموظف يمكن أن تنتهي خدمته دون طلب
منهن كما هو الحال في االستقالة كما رأينا ،و دون أن يرتكب خطأ مهنيا مثلما هو الشأن في
الفصل من العمل (العزل) ،و إنما يقوم التسريح على أساس انتهاء الخدمة بالنسبة للموظف ،و
يكون في الحاالت التالية:
أ -في حالة عدم قدرة الموظف على القيام بمهامه (عدم كفاءته) فينقل إلى وظيفة أقل ،مع
مراعاة أخذ رأي اللجنة المتساوية األعضاء ،و إن كان رأيها استشاريا.
ب -الموظف المحال على االستيداع ،إذا انتهت المدة ،و لم يتمكن من ممارسة أعمال وظيفته.
جـ -فقدان األهلية ،أو عدم اللياقة البدنية ،و يالحظ أن المشرع لم يجعل شرط التمتع بالحقوق
الوطنية و المدنية و اللياقة البدنية شرطا للتعيين في الوظيفة العامة فقط ،بل هو شرط الستمرار
عالقة العمل بين الموظف و اإلدارة .و قد نصت المادة الخامسة من المرسوم 66/148على
التعويض المقرر في هذه الحالة.
)3الفصل عن طريق التأديب:
يعد الفصل (العزل) أكبر أنواع العقوبات التأديبية عند ارتكاب الموظف لخطا جسيم ،و لهذا البد
من موافقة اللجنة المتساوية األعضاء ،و يكون قرارها في هذا الشأن ملزما لإلدارة.
كما يجب توفير الضمانات الالزمة للموظف موضوع العقوبة.
و قرار الفصل قد يتضمن عدم حرمان الموظف من المعاش ،و قد يحرمه من التمتع بهذا
المعاش.
و يمكن أن يتقرر الفصل من الوظيفة التي يعمل بها الموظف فقط أو يتضمن قرار الفصل منع
الموظف من االلتحاق مستقبال بأية وظيفة عامة.
)4اإلحالة على التقاعد:
و هذه الحالة تتخذ من طرف اإلدارة ضد الموظف الذي يرتكب خطأ معينا ،أو ال يستطيع
ممارسة وظيفته .و اإلحالة على التقاعد هذه ،ال تتقرر إال بعد اتخاذ اإلجراءات التأديبية
المنصوص عليها( .و هو ما يعرف بالتقاعد اإلجباري).
و في غير هذه الحالة ،فإن اإلحالة على التقاعد قد تتم بناء على طلب الموظف ،أو تلقائيا من
اإلدارة إذا بلغ الموظف السن القانونية للتقاعد (ستون سنة).
الخاتمــــــــــــــــــــة:ـ
حاولت في عرض موجز تقديم المبادئ و األسس التي تقوم عليها الوظيفة العمومية ،و القانون
الذي يضبطها ،و هذا من زاوية القانون اإلداري الذي ينضوي تحته قانون الوظيفة العامة ثم
موقف المشرع الجزائري من هذه المبادئ و األسس ،و ذلك منذ بداية دخول الشخص إلى هذه
الوظيفة ،و كيفيات االنضمام إليها إلى غاية نهاية الخدمة و انقضاء عالقة العمل بين الموظف و
اإلدارة.
و من خالل هذه المحاولة الحظت أن العنصر البشري (الموظف) هو األساس في تقدم اإلدارة
أو تأخرها ،كونه يمثل المرفق العام ،و هذا األخير هو عبارة عن شخص معنوي فقط .و لذلك
البد من االهتمام الكبير و الجدي بالموظف العام من جميع الجوانب ،حتى يخدم اإلدارة بإخالص
و تفان ،و تظهر الدولة من خالل األعمال التي يقدمها هذا الموظف بمظهر الئق ،يستوجب
احترام الناس لها.