Professional Documents
Culture Documents
لطالبه بل كان يعقد لهم مجلساً للمناظرة في مسائله كل جمعة ،ونراه قد اتخذ سمتاً
يخ الف س مت من س بقوه إذ لم يكون وا يتعمق ون في المس ائل النحوي ة ولم يأخ ذوا
أنفسهم بعلم دقائق العربية وغوامضها واالعتالل لمسائلها ثم كانوا ال ينظرون في
إمال ة وال إدغ ام وال تص ريف وال أبنية( )1وق د منهج ه يق وم على التوقي ف
مبني ة ومن ه ذا نص ل إلى حقيق ة واض حة وهي أن ابن مال ك اتخ ذ لنفس ه م ذهباً
خاصا ًيقوم على الترجيح واالختبار واالعتماد على رؤيته الخاصة ،وقد كان يذكر
الش اذ ولكن ه ال يقيس علي ه كم ا يفع ل الكوفي ون وال يؤول ه كم ا يفع ل البص ريون،
وك ان رائ ده الس ماع ،فه و ال ي دلي بحكم دون س ماع لس نده ،وك ان عقل ه دقيق اً ال
يستغله في تمثل آراء السابقين من النحاة ،واستنباط آراء جديدة فحسب بل استغله
أيضاً في تحرير مباحث النحو وأبوابه ومصطلحاته وتذليل مشاكله وصعابه.
المدرسة المصرية:
نشأت الدراسات النحوية في مصر مرتبطة بالعناية بضبط القرآن وقراءته.
ونش أت م ع ذل ك طبق ة من الم ؤدبين على ذات الص ورة ال تي ح دثت في األن دلس
لتعليم الش باب العربي ة لتك ون وس يلة لتالوة الق رآن الك ريم وك ان لبعض العلم اء
الواف دين إلى مص ر دور في ه ذه الحرك ة ومن أق دمهم عب دالرحمن بن هرم ز تلمي ذ
أبي األسود الدؤلي.
وأول من حم ل راي ة النح و بمص ر من النح اة واَّل د بن محم د التميمي ال ذي
لقى الخليل بن أحمد وأخذ عنه وكان معه في نفس الوقت أبو الحسن األعز الذي
درس على الكسائي ومن هنا ندرك أن مصر قد عرفت الدراسات النحوية في زمن
مبكر وموصولة بالمدرستين البصرية والكوفية.
ثم ج اءت الطبق ة الثاني ة وعلى رأس ها أحم د بن جعف ر ال دينوري ومحم د
التميمي وظهرت في القرن الرابع وفي عهد الدولة اإلخشيدية طبقة ثالثة تميز منها
أب و العب اس بن والد وعلي بن الحس ن الهن ائي ك راع النم ل وأحم د بن محم د بن
والد.
ولقد رحل كل هؤالء العلماء إلى العراق وإ لى بغداد بصفة خاصة ،وكانوا
يلتحقون هن اك بحلق ات األئم ة ويأخ ذون عنهم أمث ال الم برد وثعلب والزج اج وك ان
ذلك في الق رنين الث اني والثالث وأوائل القرن الرابع .وخير مث ل ذلك أب و العباس
ابن والد تلميذ الزجاج الذي عنى بتأليف كتاب (االنتصار لسيبويه) وواكب ذلك في
ذات ال وقت ظه ور مدرس ة بغ داد ذات الم نزع الك وفي أوالً ثم الم زج بين الك وفي
والبصري مؤخراً مع ميلها الواضح للكوفيين وأساتذة هذه المدرسة هم ابن كيسان
وابن شقير وبن الخياط.
ون رى أن أب ا جعف ر النح اس ق د أخ ذ من أص حاب الم برد كم ا اختل ف إلى
أص حاب ثعلب وأخ ذ ك ذلك عن ابن األنب اري وب ذلك يك ون ق د م زج بين آراء
البصريين ونشأ كذلك مزج بين آراء هؤالء والمدرسة البغدادية ونستطيع من خالل
آرائ ه أن نت بين منهج ه ذه المدرس ة فه و يم زج بين آراء البص ريين والكوف يين وق د
اختار بعض آراء الكوفيين وبعض مصطلحاتهم فهو يرى-:
أن األسماء الخمسة معربة بحروف العلة نفسها وليس نيابة عن شيء فيتفق
في ذلك مع بعض الكوفيين والبغداديين ويذهب كذلك إلى أن المثنى وجمع المذكر
الس الم يرفع ان ب األلف وال واو ينص بان ويج ران بالي اء أص الة وليس نياب ة عن
حرك ات مق درة وه ذا ه و رأي الكوف يين وقط رب والزج اج والزج اجي ويواف ق
الكوفيين أيضاً في أن فعل األمر المجزوم ليس مبني اً كما ذهب إلى ذلك البصريون
وأن ح تى والم الجح ود والم كي وواو المعي ة وأو وف اء الس ببية تنص ب المض ارع
بنفسها وليست بأن مضمرة بعدها كما يرى البصريون.
وواف ق الكوفي ون ك ذلك في بعض مص طلحاتهم حيث يس مون ن ائب الفاع ل،
الفعل الذي لم يسم فاعله والصفة نعت اً والتمييز تفسيراً ويوافق الكسائي في أن (ذو
وذوو) ال يضافان إلى مضمر خالفاً للجمهور.
ومن كل هذا يظهر أن النحو في مصر كان يتجه اتجاهاً بغدادياً حيث يمزج
بين النحوين البصري والكوفي ثم يأتي بآراء جديدة.
أعالم المدرسة المصرية:
لقد ش هدت مصر عددا ًمن العلم اء النابهين في ه ذا الفن ن ذكر منهم إضافة
إلى م ا س بق ذك ره ابن الح اجب جم ال ال دين عثم ان بن عم ر بن أبي بك ر المت وفي
س نة 646ه وابن هش ام جم ال ال دين عبداهلل بن هش ام األنص اري المول ود بالق اهرة
سنة 708ه والمتوفى بها سنة 761ه.
آراء ابن الحاجب:
ي رى جمه ور النح اة أن المض اف إلى ي اء المتكلم مث ل غالمي مب ني-
إلض افته إلى مب ني ويخ الفهم ابن الح اجب ف يرى أن ه مع رب إعراب اً تق ديرياً وي رى
جمه ورهم أن من مس وغات االبت داء ب النكرة أن يس بقها اس تفهام نمح و أتلمي ذ في
الفص ل وي رى ابن الح اجب أن ذل ك مقص ور على هم زة االس تفهام المعادل ة نح و
أرجل في الدار أم امرأة؟
ويتفق مع أبي علي الفارسي في أنه يجوز أن يذكر الفعل مع فاعله إذا كان
جمع مؤنث سالماً مثل قال الزينبات وقالت.
ويرى مع الزمخشري أن الم االبتداء تكون مع المبتدأ وحده مثل لزيد قائم،
وفي غير ذل ك تسمى الالم المؤكدة في مثل إن محمداً لق ائم ويوافقه أيض اً ويواف ق
الكوفيين في أن الفاعل الذي يسد مسد الخبر مع الوصف يكون اسماً ظاهراً مثل
أقائم الزيدان وال يكون ضميراً مثل أقائم أنتما.
ومن آرائ ه ال تي انف رد به ا أن المفع ول المطل ق ق د يك ون جمل ة وجع ل من ه
مقول القول في مثل قال زيد عمرو منطلق ويرى المفعولين الثاني والثالث ألنبا
في مثل أنبات زيداً عمرا منطلقاً مفعوالً مطلقاً ألنهما نفس النبأ (وقد أنكر عليه هذا
الرأي ابن هشام ووصفه بأنه لم يقل به أحد قبله)(.)1
وك ان ي رى أن من الع رب من يص رف س راويل وق د أنك ر علي ه ابن مال ك
ونوا يولَّى عليكم).
ومن رأيه أن ما المصدرية قد تعمل عمل أختها أن مثل (كما ت ُك ُ
آراء بن هشام:
لقد اتخذ ابن هشام منهجاً يقوم على منهج المدرسة البغدادية إذ أنه يختار ما
يتفق مع ما وضعه من مقاييس بعد أن يوازن بين آراء المدارس المختلفة وغالب اً
ما يبدي رأي اً جديداً لم يسبق إليه ولكنه في اختياراته يرجح دائم اً آراء البصريين
مثالً ي رى رأي س يبويه في أن المبت دأ مرف وع باالبت داء وأن الخ بر مرف وع بالمبت دأ
وأن ك ان ترف ع اس مها وتنص ب خبره ا وأن الفع ل ه و ال ذي يعم ل النص ب في
المفعول به وأن المضاف إليه مجرور بالمضاف ال باإلضافة وال بالالم المحذوفة.
كم ا واف ق ي ونس بن ح بيب في أن الت اء في أخت وبنت ليس ت للت أنيث.
ويواف ق س يبويه والبص ريين في أن المح ذوف في ت أمروني ه و ن ون الرف ع وليس ت
نون الوقاية.
ويخ الف الكوف يين رافض اً رأيهم في أن اس م اإلش ارة ق د يك ون موص والً في
مثل قول الشاعر:
أمنت وهذا تحملين طليق عدس مالعباد عليك إمارة
حيث يعربون "هذا" اسم موصول بمعنى الذي كما يخالفهم أيض اً في رأيهم
أن الوصف يسد معه الفاعل مسد الخبر حتى ولو لم يكن على نفي أو استفهام مثل
"خبير" بنو لهب.
ويواف ق جمه ور البص ريين في أن تق دير الخ بر م ع الظ رف أو الج ار
والمجرور هو كائن أو مستقر وليس كان أو استقر كما يرى الكوفيون.
-الحديث: 2
-الحديث: 4
ورووا -أيض اً -أن أح د والة س يدنا عم ر بن الخط اب -رض ي اهلل عن ه- -4
كتب إلي ه كتاب اً لحن في ه ،فكتب إلي ه عم ر -رض ي اهلل عن ه« :-أن اض رب
كاتبك سوطاً»( .)1وفي رواية (أن قنع( )2كاتبك سوطاً) (.)3
وروى أن سيدنا علياً بن أبي طالب -رضي اهلل عنه -كان يضرب الحسن -5
والحسين على اللحن(.)4
وقال (صلى اهلل عليه وسلم)« :أنا من قريش ونشأت في بني سعد فأنى لي -6
اللحن»(.)5
وعن الخليل بن أحمد ،قال :سمعت أيوب السخاني يحدث بحديث فلحن فيه، -7
يعني :أنه َع َّد اللحن ذنباً. ()6
فقال استغفر اهلل)
ومن ه ذه النص وص يت َّبين لن ا َّ
أن الع رب عرف وا ش يئاً من اللحن في ص در
اإلس الم ،وك انوا ينظ رون في اللحن ،ويح ذرون من ه ،وينف رون من س ماعه،
ويعيبون عليه ،ويقومون من جرى على لسانه.
وبع د أن اتس عت الفتوح ات اإلس المية ،وش ملت الف رس وال روم ،وغ يرهم،
ودخل أهل ه ذه البالد في اإلسالم واختلطوا بالعرب معايشة ومص اهرة وممارسة
لشؤون الحياة المختلفة ،بدأ اللحن يتسرب إلى األلسنة ،وبدأ الفساد َي ُد ُّ
ب في أوصال
اللغ ة ،فخ اف الح ادون من الخلف اء والعلم اء والق راء ،أن ينتق ل ه ذا الفس اد إلى
الق رآن الك ريم ،فب دأت المح اوالت تب ذل لوض ع ض وابط تعص م األلس نة من الخط أ،
وتقي القرآن الكريم من التغيير والتحريف.
اختالف العلماء في من أشار بوضع النحو:
-الحديث: 5
-ينظر: 3
وقي ل :إنه ا ح دثت م ع (زي اد بن أبي ه) :وك ان أب و األس ود معلم أوالده ،وهو )3
ٍ
حينئذ ،وأنه طلب من أبي األسود أن يضع شيئاً يقيم به عوج والي العراق
اللسن الالحقة.
وقيل :إن أبا األسود هو الذي بدأ بهذا اعمل بنفسه حين قالت له ابنته« :يا )4
أبت :م ا أحس ُن الس ماء بض ّم الن ون» ،وكس ر الهم زة فق ال :أي بني ة
(نجومه ا) ،فق الت ل ه( :لم أرد أي ش يء أحس ن؟ وإ نم ا تعجبت من حس نها.
ماء)!! وافتحي ف اك بفتح الن ون والهم زة.
ق ال :إذن ق ولي( :م ا أحس َن الس َ
وبسبب هذا اللحن وضع كتاباً.
وروى -أيضاً -عن أبي األسود ،قوله( :دخلت على أمير المؤمنين علي بن )5
أبي ط الب -ك رم اهلل وجه ه -فوج دت في ي ده رفع ة ،فقلت م ا ه ذا ي ا أم ير
المؤم نين؟ فق ال :إني ت أملت كالم الع رب فوجدت ه ق د فس د بمخالط ة ه ذه
الحم راء( ،يع ني األع اجم) ف اردت أن أض ع ش يئاً يرجع ون إلي ه ،ويعتم دون
علي ه ،ثم ألقى بالرقع ة ،وفيه ا مكت وب :الكالم كل ه اس م ،وفع ل ،وح رف،
فاالسم :ما أنبأ عن المسمى ،والفعل ما أنبئ به ،والحرف :ما أفاد معنى.
انح هذا النحو ،وأضف إليه ما وقع لك .واعلم -يا أبا األس ود -أن
وقال لهُ :
األسماء ثالثة :ظاهر ،ومضمر ،واسم ال ظاهر وال مضمر ،وإ نما تتفاضل
الناس فيما ليس بظاهر وال مضمر ،وأراد بذلك (االسم المبهم) فوضع أبو
ثم التعجب ،واالس تفهام ،إلى أن وص ل ب اب
األس ود :ب اب العط ف والنعتَّ ،
(لكن) ،فلم ا عرض ها على اإلم ام علي -أم ره أن يض م َّ
(لكن) (إن) م ا ع دا َّ
َّ
ّ
علي -كرم اهلل
إليها ،وكلما وضع باباً من أبواب النحو عرضها على اإلمام ّ
وجه ه -إلى أن حص ل م ا في ه الكافي ة ،فق ال :م ا أحس َن ه ذا النح و ،ال ذي
نحوت؟! ومن هنا جاءت تسمية هذا العلم بالنحو(.)1
- 1
وقد ذكر -أيضاً -سبب آخر في وضع النحو :وهو َّ
أن اإلمام علي اً كرم اهلل )6
ﭼ ( ،)1فقرأ (إاَّل الخاطئين) وجهه :سمع أعرابي اً يقرأ :ﭽ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ
فوضع النحو.
وبعد استعراض كل هذه اآلراء نستطيع أن نذكر َّ
أن هناك اتفاق اً على نسبة
فض ل نش أة النح و إلى أبي األس ود ال دؤلي ،وأن هن اك اختالف اً في األس باب
التي أدت إلى وضعه ونستطيع أن نقرر :أن السبب في نشأته والباعث إليه ا
هو ظهور اللحن وإ ن اختلفت الروايات في صور هذا اللحن.
ومهما قيل ،فالنتيجة المؤكدة أن أبا األسود (ظالم بن عمر الدؤلي) هو الذي
بدأ هذا العمل سوءا بإشارة من سيدنا عمر بن الخطاب -رضي اهلل عنه-
علي -كرم اهلل وجهه -أو من (زياد بن أبيه) أم بتفكيره هو.
أو من سيدنا ّ
الراجح من تلك األقوال:
يرجع أب و الحس ن القفطي :أن َّأول من وضع النح و ه و اإلم ام علي بن أبي
ط الب -ك رم اهلل وجه ه -ورض ي اهلل عن ه حيث ق ال( :الجمه ور من أه ل
الروايةَّ :
أن أول من وض ع النحو أمير المؤم نين علي بن أبي طالب -كرم
اهلل وجهه ،-ثم قال :وأهل مصر قاطبة يرون بعد النقل والتصحيح َّ
أن أول
علي بن أبي طالب -كرم اهلل وجهه -وأخذ عنه أبو األسود
من وضع النحو ّ
الدؤلي) (.)2
وان ه قي ل :ألبي األس ود :من أين ل ك ه ذا العلم؟ يعن ون :النح و .فق ال :لفقت
علي بن أبي طالب (رضي اهلل عنه) وكرم اهلل وجهه(.)3
حدوده من ّ
وقال أبو البركان عبدالرحمن بن محمد األنباري( :اعلم أيدك اهلل بالتوفيق،
وأس س قواع ده، وأرش ك إلى س واء الطري قَّ :
أن َّأول من ص نع علم العربي ة َّ
-سورة الحاقة ،اآلية .37 1
أعلَ َم زي داً
جاز بقل ة عند البعض ،نياب ة الث اني :عن د أمن اللبس مث لْ : وربما
(أعِل َم زيداً
مسرجاً) .وأقل منه نيابة الثالث ،عند أمن اللبس كقولكْ : فرسك
ُ
ُم ْس َر ٌج). ك
فرس َ
َ
وقد أشار ابن مالك إلى باب َّ
(ظن وأعلم) عند بنائهما للمجهول فقال:
في باب َّ
ظن وأرى المنع اشتهر * وال أرى منعاً إذا العضد ظهر
الفعل المبني للمجهول ال يرفع إاَّل نائب فاعل واحداً:
الفع ل المب ني للمعل وم ،ال يرف ع إاَّل فعالً واح داً ،مث ل( :ض رب محم د علي اً)
وك ذلك الفع ل المب ني للمجه ول ال يرف ع إاَّل مفع والً واح داً (أي :ن ائب فاع ل
واحداً) وينصب ما عداه.
فل و ك ان للفع ل معم والن ف أكثر ،وأقمت واح داً منه ا مق ام الفاع ل ونص بت
(وض ِر َ
ب ُ خال ٌد عم را مس افراً) ُعِل َم
ُع ِط َي محم ٌد كتاب اً) (وأ ْ
الب اقي ،فتق ول( :أ ْ
ضرباً شديداً يوم الخميس أمام األمير في داره).
يرفع الفعل نائب فاعل واحدا ،وينصب ما عداه ،مما يستحق النصب .وإ لى
هذا أشار ابن مالك بقوله:
النصب له محقّقا
ُ وما سوى النائب مما علقا * بالرافع
محمد
ٌ ض َّم ّأوله ،وفتح ما قبل آخره .ففي مثلَ :ف ِه َم إذا كان الفعل ماضياًُ :
ِ
اب ال رزق- ال درس ،وفتح العم ُل ب اب ال رزق .تق ول :فُ ِه َم ال ُ
درس ،وفُت َح ب ُ
كما تقول في :ضرب ،ووص َل ،ض ِرب وو ِ
ص َل.. ُ َ َُ ََ َ َ َ
ب ِ
ض َّم أوله ،وفتح ما قبل آخره ،ففي مثل :يعاق ُ
وإ ذا كان الفعل مضارعاًُ :
ب
بيت .تق ول عن د البن اء للمجه ولُ :ي َع اقَ ُ دس ال َ المج ِر َمَ ،
وي ْر ُس ُم المهن ُ محم ٌد ُ
البيت -كما تقول فيَ :ي ْفهَ ُمُ ،ي ْفهَ ُم .وفي َي ْنتَ ِحي ُي ْنتَ َحى.
ُ وي ْر َس ُم
المجرمُ ،
ُ
وقد أشار ابن مالك إلى التغيير السابق الماضي والمضارع ،فقال:
ضي َكو ِ
ص ْل ِ ِ
وأو َل الفعل أضمن والمتصل * باآلخر ا ْكس ْر في ُم ّ ُ
ّ
ينتحى. ِ ِ
واجعله من مضارع مفتت َحا * كينتَحي -المقول فيهَ :
ْ
وإ ذا ك ان الفع ل الماض ي :مب دوءاً بت اء زائ دة ،س واء ك انت المطاوع ة ،أم
ض َّم أول ه وثاني ه ،تق ول في :تَعلَّ َم وتق َّد َم تُ ُعلِّ َم وتُقُ ِّد َم .وفي :تَ َد ْح َرج، لغ يرهُ ،
اه َل تقول :تُ ُد ْح ِر َج ،وتَ ُغو ِف َل ،وتُ ُجو ِه َل.
وتَ َغا َف َل ،وتَ َج َ
ض َّم أوله وثالثه ،و ُك ِس َر ما
وإ ذا كان الفعل الماضي :مبدوءاً بهمزة الوصلُ ،
قبل اآلخر ،وذلك نحو:
اس تَ ْغفَ َر محم د اهلل ،واس تعار محم د الكت اب ،تق ول :اُ ْس تُ ْغ ِف َر اهللُ ،واس تُ ِعير
ْ
الكتاب.
ُ
ق ،تق ول :اُ ْس تُ ْحِلي ،واُ ْقتُ ِد َر ،واُْنطُِل َ
ق طلَ َ
وان َ
اس تَ ْحلَى ،وا ْقتَ َد َرْ ،
وقت ول فيْ :
بعمرو.
وقد أشار ابن مالك -في المبدوء بتاء زائدة أو بهمزة وصل فقال:
اج َعله بال ُمَن َاز َعة
والثاني التالي تا المطاوعة * كاألول ْ
وثالث الذي بهمز الوصل * كاألول اجعلنه كاستحلى
وإ ذا ك ان الماض ي الثالثي ،مع ل العين .مث ل( :ق ال ،وب اع) فعن د بنائ ه
للمجهول ،يجوز في فائه ثالثة أوجه:
الوجه األول :الكسر الخالص :فينقلب حرف العلة ياء ،فتقولِ :قْب َل وبِْي َع.
ومنه قول الشاعر:
ض َر ٍب) بالتنوين .وإ ن كان على وزنت الفعل؛
ب ورأيت ضرباً ،ونظرت إلى َ
ض َر ٌ
َ
ألن الوزن مشترك بينهما على السواء ،كما ال تمنع (شجر وحجر).
والخالص ة :أن وزن الفع ل المعت بر في من ع الص رف ه و ال وزن المختص
بالفعل أو الغالب فيه .ولذا قال ابن مالك:
الفعال * أو غالب كأحمد ويعلى كذاك ذو ٍ
وزن يخص ْ
/6العلمي ة وأل ف اإللح اق :ويمن ع االس م من الص رف للعملي ة وأل ف اإللح اق
المقصورة ،والب َّد أن يكون االسم علم اً .وأن تكون ألف اإللح اق مقص ورة .وذلك
مث ل( :علقى) اس م ش جر .و(أرطى) علم لبنت .إذا س ميت بهم ا تق ول :ه ذا علقى
يتكلم ،وع رفت علقى يخطب ،ونظ رت إلى علقى ص امتاً .فتمنع ه من الص رف،
للعلمية وألف اإللحاق .ومثله (أرطى) علماً.
والس ُّر في ذل ك ش به أل ف اإللح اق ب ألف الت أنيث المقص ورة في أن ك الً منهم ا ال
يقبل تاء التأنيث فكما ال تقول في (حبلى حبالة) كذلك ال تقول في (علقى علقاة).
أم ا إذا ك انت (علقى وأرطى) نك رة فتك ون مص روفة ومنون ة ،لع دم ش بهها
بألف التأنيث المقصورة في حالة التنكير.
وك ذلك إذا ك انت أل ف اإللح اق مم دودة مث ل (علي اء) فال تمن ع من الص رف
سواء كانت علماً أو نكرة لسماعها مصروفة.
قال ابن مالك يشير إلى منع الصرف للعلمية وألف اإللحاق:
وما يصير علماً من ذي ألف * زيدت إللحاق فليس ينصرف
/7العلمية والعدل (أو شبه العلمية) :ويمنع االسم من الصرف للعلمية والعدل أو
شبه العلمية والعدل في خمسة مواضع:
(جم ع و ُكت ع
األول :م ا ك ان على وزن (فُ َع ل) :من ألف اظ التوكي د جمع اً ،مث لُ :
وبصع) فكلها ممنوعة من الصرف لشبه العلمية والعدل.
ُ
(ج َم ع) ومثله ا (كت ع وبص ع) جم وع مفرده ا
وبي ان ذل ك :أن الع دل في ه :أن ُ
(جمع اء) على وزن (فعالء) وقي اس جمعه ا (فعالوات) فح ق (جمع اء) ومثله ا أن
تجمع على (جمعاوات) لكنه استغنى وعدل عن (جماوات) إلى (جمع).
ومن ه ذا يعلم أن (جم ع) م ع دول ة عن (جمع اوات) و(بص ع) عن
(بصعاوات) و(كتع) عن (كتعاوات).
وبي ان ش به العلمي ة أن (جم ع) ونظيره ا معرف ة باإلض افة المق درة والتق دير:
(ج ْم ُعهُ َّن) فصار تعريفه بغير أداة تعريف ظاهرة ،فأشبه العلم من جهة أنه
ُ
معرف ،وليس في اللفظ ما يعرفه.
والث اني :م ا ك ان على وزن (فُ َع ل) علم اً لمف رد م ذكر مث ل( :عم ر ،وزف ر ،وع ل)
فه ذه ممنوع ة من الص رف للعلمي ة والع دل وهي معدول ة عن (ع امر ،وزاف ر،
وناعل).
والث الث :لف ظ (س حر) :الثلث األخ ير من اللي ل ،ويمن ع من الص رف لش به العلمي ة
والعدل ،بثالثة شروط:
(أيُ :يراد به سحر يوم بعينه).
-1أن ُيراد به معيناً ْ
-2-3وأن يستعمل ظرفاً مجرداً من (أل) واإلضافة .وذلك مثل( :ذاكرت يوم
الخميس سحر) و(غردت البالبل يوم الجمعة سحر) .فـ (سحر) ظرف ممنوع
من الصرف لشبه العلمية والعدل ،وهو معدول عن (السحر).
وبي ان الع دل أن ه لم ا أري د ب ه معين اً ،ك ان حق ه أني ع رف بـ (أل) فيع ني
(السحر) ولكنهم عدلوا عن اللفظ بـ (أل) إلى (سحر) بدون (أل).
وبيان شبه العلميةَّ :
أن سحر معرف بغير أداة تعريف ظاهر فأشبه العلم في
ذلك.
فإن كان لفظ (سحر) غير معين صرف (مثل) قوله تعالى :ﭽ ﮃ ﮄ ﭼ.
وإ ن كان لفظ (سحر) غير ظرف بأن كان اسماً للوقت وجب تعريفه بأل أو
باإلضافة ،تقول :السحر أنسب األوقات للمذاكرة ،وعجبت أن يغفل الطالب
عن سحرهم.
وإ ن ك ان (س حر) ظرف اً مقترن اً بـ (أل) أو باإلض افة وجب ص رفه ،مث ل:
(سأساحر يوم الخميس من السحر حتى العصر ،وأعود يوم السبت سحره).
قال ابن مالك مشيراً إلى المواضع الثالثة السابقة:
امنع صرفه إن َع ُدال * كفُعل التوكيد أو كثُـقال
والعلم ْ
والعدل والتعريف مانع سحر * إذ به التعيين قصداً يعتبر
الراب ع :من المع دول :م ا ك ان على وزن (فع ال) :علم اً لم ؤنث مث ل( :ح ِ
ذام
ورقاش) وللعرب في العلم المؤنث الذي على وزن ِ
(ف َعال) مذهبان: ِ
الم ذهب األول :وه و م ذهب ب ني تميم :إعراب ه إع راب م ا ال ينص رف فتمنع ه من
الصرف للعدل عن (فاعله) ،فـ(حذام) معدولة عن (حاذمة) و(رقاش) معدولة عن
وجشم) عن (عامر وجاشم).
(راقشة) كما عدل (عمر ُ
المذهب الثاني :مذهب أهل الحجاز :وهو بناء (فَ َع ال) على الكسر ،دائم اً ،فتقول:
ذام ،وم ررت بح ِ
ذام) بالبن اء على الكس ر ..ق ال ابن مال ك ذام ،ورأيت ح ِ
(ج اءت ح ِ