Professional Documents
Culture Documents
مريم حبيب
حفصة عماري
سعيدة قاسمي
0
فوزية الدرقاوي
مقدمة :
إن ازدياد الحاجة إلى التعامل بين الدول ,وتعذر بقاء المجتمعات الوطنية في معزل عن
بعضها البعض من الناحية االقتصادية واالجتماعية أدى إلى بروز ثقافة من نوع خاص ,ثقافة
مجتمع دولي تعرف العالقات بين عناصره –دوال وأفرادا -نوعا من االنسجام والتكامل ,هذا
االنسجام والتكامل أدى بحكم تداخل المصالح وتصادم الرغبات إلى البحث عن نظام يكفل
تطبيق مقتضيات القوانين األجنبية على األفراد ,بناءا على نسق قانوني يعتمد على مجموعة من
المفاهيم ,يتجلى ذلك في اعتماد ما يسمى بقواعد تنازع القوانين >,بحيث ال يتأتى للقضاء الوطني
الوصول إلى الحلول الوضعية المقررة لمعالجة النزاعات الخاصة الدولية ,إال إذا كان يتوفر
على قاعدة إسناد تعين بالنسبة لكل مجموعة من الروابط القانونية ,المتوفرة على عنصر أجنبي
القانون الواجب تطبيقه ,غير أن األمر ليس بهذه البساطة ,الن األنظمة القانونية غير موحدة في
جميع الدول.
و من أكتر المجاالت التي تعرف تنازع القوانين بشكل كبير المسائل األسرية نظرا إلختالف
العقائد و خصوصيات األفراد و أمام هذا الوضع يثير الزواج مشاكل عدة من حيت انعقاده و
اآلثار المترتبة عليه و األمر كذلك بالنسبة النحالل الزواج و اآلثار الناجمة عنه .
1
فالبنسبة لزواج فإن ظهير 1913نص على قاعدة أن الحالة الشخصية و األهلية األجانب
تخضعان لقانونهم الوطني شريطة احترام النظام العام المغربي ,أما اذا كان الزوجان مختلفا
الجنسيه وحب احترام القواعد الجوهرية للقانون الوطني لكل منهما .
و األمر نفسه بالنسبة لزواج المختلط فيمكن القول أن ظهير الوضعية المدنية لألجانب بالمغرب
قابل للتطبيق على الزواج المختلط مادام فيه عنصر أجنبي ،وبالتالي فإن الزواج المبرم بين
طرف مغربي وطرف أجنبي ال يكون صحيحا في المغرب إال إذا كان مطابقا لمقتضيات
القانونين معا أي المغربي واألجنبي.
اال أن بعد اإلستقالل عرف المغرب ازدواجية في ما يخص القانون الواجب التطبيق على
زواج األجانب إذ بقي زواج األجانب غير المسلمين خاضعا لمقتضيات ظهير الوضعية> المدنية
لألجانب في حين أصبح الزواج المختلط تحكمه مقتضيات ظهير 1960المتعلق بالزواج
المختلط الى حدود 2004وصدور مدونة األسرة التي أصبحت تختص بهذا النوع من
الزيجات.
كما اننا نجد أن كل من القانون االنجليزي والدول اإلسكندنافية تخضع الزواج لقانون موطن
الزوجين على خالف القانون األمريكي و بعض دول أمريكا الالتينية يسندها لقانون محل ابرام
عقد الزواج
أما بالنسبة لدول العربية منها القانون المصري> والليبي و السوري و العراقي قانون الجنسيه
المشترك بين الزوجين
و بالنسبة إلنحالل ميثاق الزوجية فقد نص الفصل 12من ظهير 1913على أن األجانب
الحق بأن يطلبو الطالق بمقتضى الشروط المقررة في قوانينهم الوطنية و ينطبق األمر نفسه
على الطالق المختلط و نكون هنا أمام عدة حاالت تختلف من حيت الحق في طلب الطالب و
اسباب و دواعي الطالق .
2
و بالنسبة لتسريع الجزائري فقد اعتمد على ضابط إسناد واحد في كل حاالت االنحالل اال ان
هذه القاعدة قد تطرح عدة إشكاالت على المستوى العملي .
أما بالنسبة لتسريع الفرنسي فقبل وضع القانون المدني الفرنسي كان يخضع انحالل ميثاق
الزوجية الى قانون الجنسيه المشترك للزوجين ،أما بعد وضع القانون المدني فقد نصت المادة
310على الحاالت التي يطبق فيها القانون الفرنسي
وتتجلى أهمية هذا الموضوع في كون الزواج و الطالق من أكثر المواضيع أو العالقات
القانونية إثارة لتنازع القوانين الختالف مفهوم الزواج و طالق باختالف الدول واختالف
أنظمتها القانونية ونظرتها له بينما تراه بعض األنظمة رابطة دينية محضة ،ينعقد وفق مراسيم
دينية معينة ،وتخالفها الرأي أنظمة أخرى وتراه رابطة مدنية بحتة ينعقد بالتقاء اإليجاب
والقبول أمام موظف عام مختص ،وبينما تراه أنظمة رابطة أبدية غير قابلة لالنحالل وإذا
حدث يعتبر جريمة .تراه بعضها رابطة يمكن انحاللها بإرادة أي من الطرفين دون ترتب أي
التزام كما يمكن انحاللها بإرادة الزوج كما في الشريعة اإلسالمية هذا
✓ ماهي قواعد اإلسناد المنظمة إلنحالل ميثاق الزوجية على المستوى الدولي؟
و لإلجابة على على هذه اإلشكاليات اتبعنا الخطة التالية ,من أجل معالجة هذا الموضوع> :
3
المطلب األول :زواج األجانب في المغرب
المطلب الثاني :القانون الواجب التطبيق على الشروط الشكلية و الموضوعية لزواج
المطلب األول :قواعد اإلسناد المتعلقة بإنحالل الرابطة الزوجية في التشريع الجزائري
4
الفصل األول:قواعد اإلسناد المتعلقة بتنازع القوانين بشأن الزواج
إذا كانت األحوال الشخصية موضوعا يتسع فيه الخالف فيما بين قوانين مختلف
الدول ،فإن الزواج وهو من األحوال الشخصية موضوع يبلغ فيه الخالف حده ،وذلك ألن
األسس التي يقوم عليها الزواج تختلف من مجتمع ألخر ،وهو في بعض المجتمعات متصل
بالدين كما هو األمر في المغرب ،ويبدأ ذلك الخالف من فكرة الزواج ذاتها ويمتد إلى انعقاده
وآثاره وانقضائه.
المبحث األول :قواعد اإلسناد المتعلقة بالزواج في القانون الدولي الخاص المغربي
ولدارسة موضوع الزواج في القانون الدولي الخاص المغربي يقتضي منا الحديث عن
زواج األجانب في المغرب {المطلب األول} ،والزواج المختلط { المطلب الثاني}.
المطلب األول :زواج األجانب في المغرب
يقصد باألجنبي كل شخص يحمل جنسية غير الجنسية المغربية ،وذلك الزواج الذي يتم
بين شخصين يحمالن جنسية دولة أجنبية واحدة أو جنسيتين أجنبيتين مختلفتين عن بعضهما.
والزواج كغيره من التصرفات اإلرادية يستلزم أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط
الموضوعية> {الفرع األول} ،وأن يتم وفق شروط شكلية معينة {الفرع الثاني}.
الفرع األول :الشروط الموضوعية
الشروط الموضوعية> أو الشروط الجوهرية للزواج هي تلك الشروط الالزمة لقيام
رابطة الزوجية ،والتي يؤدي تخلفها إلى انتفاء الزواج أو وجوده مع بقائه قابال لإلبطال.1
- 1صالح الدين مجال الدين تنازع القوانني ،تنازع القوانني :دراسة مقارنة بني الشريعة والقانون ،الرتكي للكمبيوتر والطباعة ،طنطا ،2006 ،ص.190:
5
وينص الفصل الثامن من ظهير الوضعية المدنية للفرنسيين واألجانب على القاعدة التالية":
يخضع الحق في إبرام الزواج للقانون الوطني لكل من الزوجين" ،وهي تطبيق للقاعدة العامة
المنصوص عليها في الفصل الثالث 2من الظهير والتي تنص على أن الحالة الشخصية واألهلية
لألجانب تخضعان لقانونهم الوطني.
فالشروط الموضوعية للزواج تدخل في إطار حالة األشخاص المقبلين عليه كالكفاءة البدنية
والرضا والموانع الناتجة عن القرابة أو عن زواج سابق أو عن سبب أخر...
ففيما يتعلق بالكفاءة البدنية والعقلية وبهما ترتبط األهلية القانونية ،يشترط مثال إلبرام عقد
الزواج بلوغ سن معين محدد حسب المعطيات التشريعية واالجتماعية لكل بلد ،كما يشترط
الرضى لعقد الزواج وذلك بالتعبير عن اإليجاب والقبول النابعين عن إرادة حرة خالية من
العيوب.3
كما يتعين على القاصرين في معظم التشريعات الحصول على إذن األبوين أو مجلس األسرة
إلبرام زواجهم ،وبصفة عامة قد توجد موانع تتعلق بصفة القرابة بين المقبلين على الزواج
وتتطلب بعض التشريعات مرور أجل محدد على حل العالقة الزوجية السابقة إلبرام زواج
جديد.4
كما أنه ال يؤخد بعين االعتبار في المغرب أي مانع غير منصوص عليه في القانون الوطني
للزوجين باستثناء المانع الديني الذي يقضي به النظام العام المغربي ،بينما النظام العام المحلي
في بلدان أخرى يفرض موانع عديدة قد ال تكون موجودة في القانون الوطني للزوجين ،فمثال
في فرنسا البد من شهادة تثبت اإلقامة مدة ما فوق التراب الفرنسي كما تشترط أيضا أن ال
يكون أحد الزوجين مربوطا بزواج سابق غير منفصل منعا لتعدد الزوجات حتى ولو كان
قانون الزوج يجيز له هذا التعدد .5
وإذا كان الزوجان ينتسبان لجنسية واحدة وقانون واحد للحالة الشخصية فإن زواجهما يخضع
لقانونهما الوطني شريطة احترام النظام العام المغربي ،أما إذا كان الزوجان مختلفا الجنسية
وجب احترام القواعد الجوهرية للقانون الوطني لكل منهما.6
- 2ينص الفصل الثالث من ظهري 1913للوضعية املدنية للفرنسيني واألجانب يف املغرب ":ختضع حالة األجانب الشخصية وأهليتهم لقانوهنم الوطين"
- 3زريويل حممد :القانون الدويل اخلاص ،بدون ذكر دار النشر ،السنة اجلامعية ،2017-2018ص ،87:بتصرف.
- 4السعدية بلمري :الروابط العائلية يف القانون الدويل اخلاص املغريب ،منشورات مجعية تنمية للبحوث والدراسات القضائية ،1988 ،ص.23-22:
- 5موسى عبود:الوجيز يف القانون الدويل اخلاص املغريب ،املركز الثقايف العريب ،بدون ذكر السنة ،ص.233:
- 6زريويل حممد :القانون الدويل اخلاص ،مرجع سابق ،ص.88:
6
أما إذا كان أحد الزوجين جنسيتان وقانونين وطنيين مختلفين ،منا تطبق مقتضيات الفصل
الرابع من ظهير الوضعية المدنية للفرنسيين واألجانب حيث جاء فيه ":إذا كان شخص ما
يحمل في آن واحد بالنسبة< إلى عدة دول أجنبية< كل واحدة منها فإن القاضي المعروض عليه
النزاع يعين قانون األحوال الشخصية الواجب تطبيقه".
الفرع الثاني :الشروط الشكلية
المقصود بالشروط الشكلية هي الشروط الالزمة إلبرام الزواج وتكوينه وتتصل أساسا
بالقالب أو المظهر الخارجي الذي يتم فيه الزواج ،وبما يتجسد أمام الغير اقتران الرجل بالمرأة
شرعا وصيرورتهما زوجين.7
وينص الفصل 11من ظهير 13غشت 1913على ":ال يجوز للفرنسيين واألجانب أن
يتزوجوا في المغرب إال بمقتضى القواعد المقبولة في قانونهم الوطني أو بمقتضى القواعد
المنصوص عليها في نظام الحالة المدنية< بالمغرب" ،فيجوز إذن لألجانب أن يبرموا زواجهم
وفق الشكل المنصوص عليه في قانونهم الوطني {أوال} ،أو وفق الشكل المنصوص عليه في
نظام الحالة المدنية {ثانيا}.
أوال :تطبيق الشكل المنصوص عليه في القانون الوطني للزوجين
إذا كان الزوجان من جنسية واحدة فإن تطبيق هذه القاعدة ال يمكنه أن يثير أية صعوبة
إذ يكفي أن تطبق القاعدة الشكلية المنصوص عليها في القانون الوطني الداخلي للزوجين،8
فيكمن لهما أن يبرما الزواج لدى قناصلة دولتهم شريطة أن يكون قانونهم الوطني ال يعارض
هذا الشكل ،وفي حالة ما إذا كان قانونهم الوطني ال يجيز شهر الزواج أمام القناصلة فهنا يمكن
لهم إبرام الزواج لدى ضابط الحالة المدنية المغربي وذلك وفق مقتضيات مرسوم رقم
2.99.665الصادر في 2أكتوبر 2002لتطبيق قانون رقم 99/37المتعلق بالحالة المدنية،
فمثال يمكن لزوجين فرنسيين أن يبرما الزواج لدى القنصل الفرنسي وإما لدى ضابط الحالة
المدنية المغربي.9
وإذا كان الزوجان من جنسيتين مختلفتين وكان القانون الوطني لكل منهما مختلف عن قانون
األخر وجب تطبيق القانونين معا مع األخذ بعين االعتبار فكرة النظام العام.
ثانيا :الشكل المنصوص< عليه في نظام الحالة المدنية بالمغرب
- 7صالح الدين مجال الدين :تنازع القوانني ،مرجع سابق ،ص.191-190:
- 8زريول حممد :مرجع سابق ،ص.89 :
- 9موسى عبود :مرجع سابق ،ص.234 :
7
بمقتضى الفصل 11من ظهير 13غشت ،1913يمكن لألجانب أن يبرموا زواجهم
أمام ضابط الحالة المدنية المغربي إذا كان القانون الوطني للزوجين يترك لهم الخيار في إتباع
اإلجراءات الشكلية المنصوص عليها في القانون المغربي أو إذا هما اتفاقا صراحة على ذلك.
لكن البد من اإلشارة هنا أن المشرع المغربي رغم أنه أشار في الفصل 11أن لألجانب أن
يتزوجوا في المغرب بمقتضى القواعد المنصوص عليها في نظام الحالة المدنية ،فإن القانون
رقم 37.99المتعلق بالحالة المدنية 10قد تجاهل هذا الموضوع ولم ينظمه ال من قريب وال من
بعيد.
المطلب الثاني :الزواج المختلط
يعتبر الزواج المختلط من بين المؤسسات التي أضحت بالغة األهمية في الوقت الحاضر،
لكون األمر يتعلق بطرفين يحمل أحدهما جنسية مغربية واآلخر جنسية أجنبية ،ولهذا فهو يعد
من أعقد حاالت الزواج بصفة عامة ،فهل استطاع المشرع المغربي من خالل مختلف
النصوص القانونية تنظيم هذا النوع من الزواج؟
وعليه فسنتناول هذا الموضوع من خالل فرعين :حيث سنتطرق في الفرع األول لشروط
الموضوعية> والقانون الواجب التطبيق ،على أن نتناول في الفرع الثاني الشروط الشكلية
والقانون الواجب التطبيق>.
الفرع األول :الشروط الموضوعية> للزواج المختلط والقانون الواجب التطبيق
الفقرة األولى :القانون الواجب التطبيق بالنسبة للشروط الموضوعية
باعتبار أن الشروط الموضوعية للزواج المختلط هي من صميم األحوال الشخصية
لألفراد ،فإن االختصاص يعود فيها للقانون الوطني للزوجين ،وبوجه عام يتميز نظام التنازع
المغربي باحترامه للقانون األجنبي المتعلق باألحوال الشخصية ،الذي يظل مختصا في تحديد
الشروط الجوهرية ومؤهالت الزواج التي يتعين أن يستوفيها الزوج األجنبي.
حيث نصت المادة الثامنة من ظهير الوضعية المدنية لألجانب على أنه" :يخضع الحق في
إبرام الزواج للقانون الوطني لكل من الزوجين" فمن خالل هذه المادة يمكن القول أن ظهير
الوضعية المدنية لألجانب بالمغرب قابل للتطبيق على الزواج المختلط مادام فيه عنصر أجنبي،
-ظهير شريف رقم 1.02.239صادر في 25من رجب 3( 1423أكتوبر )2002بتنفيذ القانون رقم 37.99المتعلق بالحالة المدنية ،الجريدة الرسمية عدد 10
8
وبالتالي فإن الزواج المبرم بين طرف مغربي وطرف أجنبي ال يكون صحيحا في المغرب إال
إذا كان مطابقا لمقتضيات القانونين معا أي المغربي واألجنبي. 11
لكن بعد صدور مدونة األحوال الشخصية سنة 1957تم تعميم جل مقتضياتها حتى على
المغاربة غير المسلمين وغير اليهود بموجب الفصل 3من ظهير 6شتنبر 195812سارع
المشرع المغربي إلى تنظيم الزواج المختلط بمقتضى ظهير 4مارس ،131960فأحدث تغييرا
على هذه الوضعية إذ اكتفى بالنظر إلى شروط صحة الزواج بالنسبة للزوج المغربي فقط
متغاضيا عن مقتضيات القانون األجنبي ،14حيث نص الفصل األول منه على جواز إبرام
الزواج المختلط ما لم يكن ممنوعا في قانون األحوال الشخصية الجاري على الزوج المغربي.
كما أن الثاني من الظهير يؤكد على أنه ينبغي أن يكون الزواج طبقا لشروط المنصوص
عليها من حيث الجوهر والصيغة في قانون األحوال الشخصية الجاري على الزوج
15
المغربي،فهذا الظهير أعطى تفضيال لقانون الزوج المغربي فيما يخص األحوال الشخصية .
الفقرة الثانية :الشروط الموضوعية من خالل مدونة األسرة
وضع المشرع المغربي مجموعة من الشروط الموضوعية التي يجب أن تتوفر في عقد
الزواج وذلك في المادة 13من مدونة األسرة وهي أهلية الزوج والزوجة وعدم االتفاق على
إسقاط الصداق ،وولي الزوجة عند االقتضاء وسماع العدلين التصريح باإليجاب والقبول
وتوثيقه باإلضافة إلى انتفاء الموانع الشرعية.
وهكذا ،فاألهلية حددتها مدونة األسرة من خالل المادة 19في سن 18سنة ،كما أنه ال يجوز
االتفاق على اسقاط الصداق مطلقا وإال كان الزواج باطال ،أما حضور الولي فليس ضروريا إال
بالنسبة لمن هو دون سن األهلية ،واشترطت في اإليجاب والقبول أن يكونا شفويين عند
االستطاعة ومتطابقين في مجلس واحد وباتين غير مقيدين بأجل أو شرط واقف أو فاسخ،16
وبالنسبة للمرأة المغربية المسلمة فباإلضافة إلى هذه الشروط يشترط كذلك بالنسبة لها أن يكون
9
الزوج األجنبي مسلما طبقا ألحكام الفقرة األولى من المادة 39من مدونة األسرة وإال كان
الزواج باطال إذا تزوجت بأجنبي غير مسلم.
الفرع الثاني :الشروط الشكلية إلبرام عقد الزواج المختلط وتحديد القانون الواجب التطبيق
الفقرة األولى :القانون الواجب التطبيق بالنسبة للشروط الشكلية
بعد حصول المغرب على االستقالل أصبح الزواج المختلط منظما من حيث الشروط الشكلية
بمقتضى الفصلين 1و 2من ظهير 4مارس ،1960حيث ينص الفصالن على ما يلي:
الفصل األول ":إن األنكحة بين المغاربة واألجنبيات من جهة ،والمغربيات واألجانب من جهة
أخرى ،ما لم تكن ممنوعة في األحوال الشخصية الجاري على الزوج المغربي ،يجوز أن
يقوم بمراسيم انعقادها بطلب من الزوجين ضابط الحالة المدنية وفقا لمقتضيات الظهير
الشريف المشار إليه أعاله المؤرخ في 4شتنبر ، "1915وينص الفصل الثاني على " :إن
انعقاد النكاح حسب صيغة الحالة المدنية يتوقف مع ذلك كله على سابق اإلشهاد به طبق
الشروط المنصوص عليها من حيث الجوهر والصيغة في قانون األحوال الشخصية الجاري
على الزوج المغربي"
فطبقا لمقتضيات الفصل األول والثاني من ظهير 4مارس 1960يكون الزوجان أمام شكلين
لتوثيق زواجهما ،أحدهما إلزامي واألخر اختياري.
فالشكل اإللزامي هو الزواج حسب قانون األحوال الشخصية الجاري على الزوج المغربي ،أي
توثيق الزواج أمام العدلين المنتصبين> لإلشهاد متى تعلق األمر بمغربي مسلم ،أو أمام
"الصوفريم" متى كان الطرف المغربي يهوديا ،وهذا الشكل اإللزامي كاف بالنسبة للقانون
المغربي باعتباره صحيحا.17
أما الشكل االختياري فهو الزواج الذي فهو الذي يتم توثيقه أمام ضابط الحالة المدنية ،والصفة
االختيارية لهذا الشكل ناتجة صراحة عن صياغة الفصل األول من ظهير 4مارس 1960
الذي ينص على أنه...":يجوز أن يقوم بمراسيم انعقادها (الزيجات المختلطة) بطلب من
الزوجين ضابط الحالة المدنية" ،ف18عبارة "يجوز" تفيد الخيار وليس اإللزام".19
الفقرة الثانية :الشروط الشكلية إلبرام عقد الزواج المختلط
10
إن الزواج المختلط حسب مدونة األسرة يخضع باإلضافة إلى اإلذن بالزواج إلى كافة
اإلجراءات اإلدارية والشكلية إلبرام عقد الزواج ،فاألجنبي الذي يحصل على اإلذن بالزواج
عليه أن يسلك المسطرة التالية:
-ضرورة توفر الوثائق المشار إليها في المادة 65من المدونة 20والتي يعتبر من بين
أهمها اإلذن بالزواج وشهادة الكفاءة أو ما يقوم مقامها.
-تقدم هذه الوثائق رفقة مطبوع خاص بطلب اإلذن بتوثيق الزواج إلى قاضي األسرة
المكلف بالزواج>.
-يفتح ملف خاص لعقد الزواج بكتابة الضبط لدى قسم قضاء األسرة المكلف بالزواج.
-يؤشر القاضي المكلف بالزواج على ملف المستندات المشار إليه أعاله ويأذن للعدلين
بتوثيق عقد الزواج.
-يحرر العدالن العقد وفق الشروط الواردة في الفقرة األخيرة من المادة 65و 67من
المدونة ،مع ضرورة الوقوف على المقتضيات القانونية الواردة في المواد من 10إلى 14من
المدونة والمتعلقة باإليجاب والقبول واألهلية وشروط عقد الزواج وانتفاء الموانع الشرعية.
-يضمن العقد بسجل التضمين ويخاطب عليه قاضي التوثيق.
-يسجل نص العقد في السجل المعد لذلك لدى قسم قضاء األسرة ،ويوجه ملخصه إلى
ضابط الحالة المدنية لمحل والدة الزوجين داخل أجل 15يوما من تاريخ الخطاب عليها ،حيث
يقوم الضابط بتضمين بيانات الملخص بهامش رسم والدة الزوجين.
-يسلم أصل رسم الزواج للزوجة ونظيره للزوج بعد الخطاب عليه ،وبمجرد استفاء
هذه اإلجراءات توجه نسخة من عقد الزواج إلى الوكيل العام للملك الذي عليه موافاة وزارة
العدل بالئحة مفصلة كل ثالثة أشهر تتضمن عدد الملفاة المحالة عليه مع بيان أسماء األطراف
وجنسيتهم وعناوينهم ،والمقررات المتخذة في شأنها عمال بالفقرة األخيرة من المنشور عدد 49
س 2في 20يونيو .2003
وباإلضافة إلى اإلجراءات السابقة يتعين على رعايا بعض الدول األجنبية بعد إبرام عقد الزواج
المختلط ،القيام بإجراء خاص كما هو الشأن بالنسبة لألنكحة المبرمة بين المغاربة والفرنسيين،
حيث يشترط في هذه الحالة إشعار القنصليات الفرنسية بعقود الزواج بين المغاربة والفرنسيين
طبقا لمقتضيات الفقرة األخيرة من الفصل السادس من األتفاقية المغربية الفرنسية المتعلقة بحالة
األشخاص واألسرة والتعاون القضائي ،بياريخ 10غشت ،1981الجريدة الرسمية عدد
11
3910بتاريخ 7أكتوبر 1987بمقتضى الظهير الشريف رقم 197-83-1المؤرخ في 14
يونيو 1996ختلط { المطلب الثاني}.
-أنظر المادة 65من مدونة األسرة
- 21زوريت الطيـب " :القـانون الـدويل اخلـاص اجلزائـري" ،مقارنـا بـالقوانني العـريب ،اجلـزء األول ّ :تنـازع القـوانني ،مطبعـة الكاهنـة ،اجلزائـر ،سـنة 2000ص .149
22تنازع القوانني يف اخلطبة يف القانون املغريب–دراسة مقارنة-اعداد الطلبة رشيد برادة .سعيد بوظاهر خالد عدنان حتت اشراف د امحد اد الفقيه كلية الشريعة والقانون ايت ملول-
اكادير .ماسرت احكام االسرة يف الفقه والقانون –الفوج الثالث.منشور مبوقع . marocdroitبتاريخ .21/07/2014
12
بالنسبة إلى كل خاطب ،ومن حيث آثارها قانون جنسية الخاطب وقت الخطبة ،ومن حيث
فسخها قانون جنسية الخاطب وقت الفسخ ".
فهذا الجانب من الفقه يرى اخضاع الخطبة لقانون جنسية الخاطب قياسا على قواعد
التنازع التي تحكم الزواج بحيث يخضع العدول عنها لقانون جنسية الخاطب وقت فسخها
.وتجدر اإلشارة الى ان اول ظهور لهذه النظرية العقدية للخطبة كان في فرنسا ابان ظهور
القانون المدني الفرنسي سنة . 1804حيث أدى سكوت المشرع عن تنظيم احكام الخطبة الى
تطبيق القواعد العامة عليها لعدم وجود استثناء ...وقد> وجدت هذه النظرية تطبيقا لها في
االجتهاد القضائي الفرنسي الذي صدرت عنه عدة احكام تؤكد الطابع العقدي للخطبة .فقد جاء
في حكم لمحكمة تولوز« :الخطبة عقد ملزم يرتب التزامات تبادلية بين المتعاقدين بإتمام
الوعد بالزواج وهذا الوعد يخول كال منهما دعوى إلجبار االخر على الوفاء به» <.لكن طبيعة
هذا االرتباط تقضي بان تتحول الى التزام بالتعويض .يلتزم به من يرفض التنفيذ طبقا للمبادئ
العامة التي اخذ بها القانون الفرنسي".23وقد هجر القانون الفرنسي هذا االتجاه لتعرضه لكثير
من االنتقادات.
وفي رأيي عدم تنظيم القانون المدني الفرنسي ألحكام الخطبة ال يعني تطبيق القواعد العامة
في العقود كما يرى بعض المنظرين والشراح وانما هذا السكوت يعني عدم االعتراف بعقدية
الخطبة من الناحية القانونية ألنها ال تولد أي التزام.
افقرة الثانية :االتجاه الذي يرى الخطبة وعدا بالزواج وليست بعقد.
يرى انصار هذا االتجاه ان الخطبة من مقدمات الزواج وهي التضفي عليها اثرا ملزما.
اذ اعتبروها وعدا بالزواج وليست بعقد وإذا ألقينا النظر على األحوال الشخصية العربية
والغربية فسنجدها تسير على هذا المنوال فقد اعترف القضاء الفرنسي الحديث الخطبة وعدا
غير ملزم.
وفي القضاء المصري قررت المحكمة المصرية في أحد االحكام ان "الخطبة ليست اال
تمهيدا لعقد الزواج .ووعدا به .وان هذا الوعد ال يقيد أحدا من المتواعدين> فلكل منهما ان يعدل
24
عنه في أي وقت شاء خصوصا انه يجب ان يتوافر في هذا العقد كامل الحرية للمتعاقدين".
الفرع الثاني :الشروط الموضوعية والشكلية للخطبة.
لم يضع المشرع المغربي قاعدة اسناد خاصة تحدد القانون الواجب التطبيق عند حصول
نزاع يتعلق بأحكام الخطبة .ولكن بالرغم من ذلك فالخطبة مقدمة للزواج يجوز العدول عنها
تنازع القوانني يف اخلطبة يف القانون املغريب مرجع سابق. 23
13
.ولمعرفة القانون الواجب التطبيق على الخطبة البد ان نفرق بين مختلف مسائل الخطبة من
شروط موضوعية (فقرة أولى) وأخرى شكلية (فقرة ثانية).
الفقرة األولى :الشروط الموضوعية> للخطبة.
لمعرفة القانون الواجب التطبيق على الشروط الموضوعية للخطبة علينا اإلشارة الى
المقصود منها وبيان معناها وهي الشروط األساسية النعقاد الزواج واذا تخلف احد هذه
الشروط يترتب عن هذه العالقة البطالن وهي التي حددتها مدونة االسرة في المواد من 35الى
. 39
ولقد اختلف الفقهاء حول القانون واجب التطبيق على الخطبة في حالة وجود نزاع يشوبه
عنصر أجنبي الى ثالثة اراء:
الراي األول :يرى ضرورة تطبيق قانون مكان انعقاد الخطبة.
الراي الثاني :يرى ضرورة تطبيق قانون جنسية الخاطب.
الراي الثالث :يرى ضرورة تطبيق قانون كال الخاطبين.
مثال ذلك :تونسي خطب مغربية اثناء اقامتها في اليمن .ثم سافرا الى الجزائر .وبعد فترة حدث
نزاع بينهما وتم عرض النزاع على القضاء الجزائري.
فوفقا للراي األول :فان على القاضي الجزائري ان يطبق القانون اليمني>.
وعلى الراي الثاني :فعليه ان يطبق القانون التونسي وعلى الراي الثالث :عليه ان يطبق القانون
التونسي والمغربي >.والذي اتفق عليه الفقهاء هو ان الشروط الموضوعية للخطبة تخضع لقانون
جنسية كل من الخاطب والمخطوبة وقت الخطبة قياسا على الزواج >.اما المشرع المغربي فقد
سكت عن هذا الموضوع >.والذي عليه العمل هو اعمال القواعد الخاصة بالزواج من حيث
االهلية والرضا وموانع الزواج بالنسبة لالنعقاد والفسخ والقاعدة الخاصة بالفعل الضار من
25
حيث االثار
الفقرة الثانية :الشروط الشكلية للخطبة.
المقصود بالشروط الشكلية الطرق الالزمة إلظهار الزواج واالفصاح عنه الى العالم
الخارجي كإشهاره وتحديد عقده وإثباته .ولتحديد ما يدخل ضمن هذه الشروط الشكلية نعود
لقانون القاضي المعروض امامه النزاع فهي تخضع لقانون الدولة التي تتم فيها اال ان هذا
اليمنع من خضوع شكل الخطبة لقانون الموطن المشترك للخاطب والمخطوبة او قانونهما
الوطني المشترك.ويمكن تصنيف ضوابط االسناد المتعلقة بالخطبة الى ثالثة أصناف:
تنازع القوانني يف اخلطبة يف القانون املغريب مرجع سابق . 25
14
األول :قانون الدولة التي تتم فيها الخطبة أي بلد االبرام.
الثاني :الموطن المشترك للخطيبين.
الثالث :الجنسية المشتركة للخطيبين.
وكما يالحظ فهذه الضوابط خاصة بالشروط الشكلية للزواج اال انه وامام غياب قاعدة
اسناد صريحة خاصة بالشروط الشكلية للخطبة فانه يمكن قياس ما سبق على الشروط الشكلية
للزواج فتطبق بذلك قواعد االسناد الواردة بالنسبة للزواج على الخطبة ...ولما كان القانون
المغربي ال يفرض أي شكل معين للخطبة وانما بإجراءات شكلية ومراسيم مختلفة في المجتمع
لذا تعد الخطبة صحيحة اذا حصلت وفقا ألوضاع البلد الذي تمت فيه او اذا وعيت فيها المعايير
26
التي يقررها قانون كل من الخاطبين.
المطلب الثاني :القانون الواجب التطبيق على الشروط الموضوعية والشكلية لعقد الزواج في
القانون المقارن
يعتبر الزواج من أفسح المجاالت في العالقات القانونية ،سواء كانت على المستوى ّ الداخلي أو
على صعيد العالقات الدولية الخاصة ،الّتي تتعدد فيها المسائل القانونية ،ويثور بصددها تنازع
القوانين >.ومن ثمّة صعوبة تحديد القانون الذي يحكمها باعتبار أن الزواج هو المجال الخصب
لتنازع القوانين .وسنتعرض للحديث عن القانون الواجب التطبيق على الشروط الموضوعية في
( الفرع األول) وفي (الفرع الثاني) سنتحدث القانون الواجب التطبيق على الشروط الشكلية.
الفرع األول :القانون الواجب التطبيق على الشروط الموضوعية لعقد الزواج
يجب اإلشارة إلى المقصود بهذه الشروط وبيانها ،لتحديد القانون الذي يسري عليها ،و ّ
تعرف على أنها تلك الشروط األساسية لقيام رابطة الزواج ،وإذا تخلف شرط من هذه الشروط
يترتب عن هذه العالقة البطالن .27وتخضع هذه الشروط بحسب القانون المقارن لثالثة
اتجاهات:
االتجاه األول :يرى بإخضاع ع هذه الشروط لقانون موطن الزوجين .وأخذ بهذا الحكم كال من
القانون اإلنجليزي والدول اإلسكندنافية.
االتجاه الثاني :يسندها لقانون محل إبرام عقد الز واج ،دون التمييز بين الشكل وموضوع
الزواج >.وهذا الحكم معتمد من قبل القانون األمريكي وبعض دول أمريكا الالتينية.
15
االتجاه الثالث :ادى بإخضاع الشروط الموضوعية لقانون الجنسية المشتركة للزوجين .وأخذت
به كل من الدول العربية والقانون األلماني ،وأيضا اتفاقية الهاي المؤرخة بتاريخ 12جوان
28
1902الخاصة بتنازع القوانين في مادة الزواج في المادة األولى منها.
بينما تخضع في دول االتجاه الالتيني لقانون جنسية الزوجين وفي ظل اختالفهما لقانون موطن
الزوجية كما في فرنسا اما على مستوى الدول العربية فيطبق على الشروط الموضوعية قانون
جنسية الزوجين المشتركة ومنها القانون المصري والليبي والسوري والعراقي>.
ومن هذه الشروط ما نصت عليه المواد ّ 9 ،9مكرر 27 ،26 ،25 ،من قانون األسرة
الجزائري .ويستخلص من هذه المواد أن عقد الزواج يشتمل على الرضا واألهلية والصداق
وشهود ّ ،وولي وخلو ّ الزوجين من الموانع الشرعية .ويجب أن تتوافر هذه الشروط لكي يرتب
29
العقد جميع آثاره القانونية.
أما بخصوص المشرع المصري ،فقد أخضع هذه الشروط لقانون جنسية الزوجين .حيث نص
في المادة 12من القانون المدني المصري على أنه" :يرجع في الشروط الموضوعية لصحة
الزواج إلى قانون كل من الزوجين" .وما ّ يالحظ على نص هذه المادة أنها لم تذكر الوقت
الذي يعتد به بقانون كل من الزوجين .غير أنه يبدو أن العبرة بوقت انعقـاد الزواج باعتبـاره
30
الوقت الذي يتعين فيه ،توافر الشروط الموضـوعية> الالزمة النعقـاد الزواج صحيحا.
أما بالنسبة للمشرع التونسي ،فقد أخضع الشروط الموضوعية> للزواج للقانون الشخصي
للزوجين كل على حدة ،وذلك في الفصل 45من الباب الثالث المتعلق بحقوق العائلة وتسمّى
31
هذه الشروط بالشروط األصلية.
بينما المشرع الجزائري ،فقد نص في المادة ّ 11من القانون المدني الجزائري المعدلة ّ
بإخضاع الشروط الموضوعية للزواج لقانون جنسية كل من الزوجين .ويالحظ أن النص ّ
الجديد جاء أدق من النص القديم ،الذي كان معيبا و ال يؤد ي المعنى المقصود منه ،اذ كانت
المادة 11تتكلم عن القانون الواجب التطبيق على شروط الزواج دون تحديد نوع هذه الشروط،
هل هي الشروط الموضوعية> أم الشروط الشكلية؟ .وقد تدارك المشرع هذا النقص ووضح أن
من خالل التعديل الجديد للقانون المدني ،هذه المادة تعني الشروط الموضوعية ّ دون الشروط
الشكلية.32
28زوريت الطيب :املرجع السابق ،ص.149 .
29حتديد القانون الواجب التطبيق على الزواج واحنالله مرجع سابق ص .17
30فـؤاد عبـد املـنعم ريـاض وسـامية راشـد " :الوسـيط يف القـانون الـدويل اخلـاص "،اجلـزء الثـاين :تنـازع القـوانني ،دار النهضـة العربيـة ،القـاهرة ،طبعة سنة ،1974ص.254 .
- 31قـانون رقـم 97-98الصـادر يف 27نـوفمرب ، 1998املتعلـق باجملـلة التونسـية للقـانون الـدويل اخلـاص ،املنشـور باجلريـدة الرمسيـة للجمهوريـة التونسية 1998ديسمرب 01بتاريخ،
رقم ، www.jurispedia.org 96
32املادة . 11ج .م .ق يف صياغتها القدمية ":الشروط اخلاصة بصحة الزواج يطبق عليها القانون الوطين لكل من الزوجني– ".
املادة . 11ج .م .ق بعد التعديل " يسري على الشروط املوضوعية اخلاصة بصحة الزواج ،القانون الوطين لكل من الزوجني".
16
يكون األمر سهال لتطبيق القانون المختص ،إذا كان األطراف متحدي الجنسية ،لكن يطرح
اإلشكال إذا كان الزوجين مختلفي الجنسية ،فكيف يطبق قانون جنسية الزوجين؟ ظهر في هذا
الخضم اتجاهان لدى الفقه :اتجاه يدعو إلى تطبيق قانون جنسية الزوجين تطبيقا جامعا،
واالتجاه اآلخر ينادي بتطبيقهما تطبيقا موزعا.
وال يثير تطبيق هذه القاعدة أية صعوبة عند اتحاد جنسية الزوجين أالنهما سيخضعان لقانون
واحد هو قانون الدولة التي ينتميان اليها بجنسيتيهما ،غير أن الصعوبة تظهر عند اختالف
جنسيتيهما ،فكيف يتم حل مثل هكذا تنازع؟
ظهر في هذا الخضم اتجاهان لدى الفقه :اتجاه يدعو إلى تطبيق قانون جنسية الزوجين تطبيقا
جامعا( ،فقرة أولى) واالتجاه اآلخر ينادي بتطبيقهما تطبيقا موزعا (فقرة ثانية).
الفقرة األولى :االتجاه األول :التطبيق الجامعApplication cumulative .
وينادي أصحاب هذا االتجاه بالتطبيق الجامع لكال القانونين معا ومعنى ذلك ان الزواج ال
يكون صحيحا من الناحية الموضوعية >،إال ّ إذا استوفى كل زوج األحكام المنصوص عليها في
قانونه الوطني ،وكذا األحكام المنصوص عليها في قانون جنسية الطرف اآلخر.
غير أن ّ هذا الرأي انتقد ألنه يجعل العالقة القانونية مستحيلة االنعقاد ،بمجرد تخلف شرط من
33
الشروط المنصوص عليها في كال القانونين.
ومثال ذلك ::إذا كان ارتباط الزوج برابطة زوجية سابقة يعد مانعا من موانع الزواج بقانون
الزوجة دون أن يكون كذلك في قانون الزوج ،فان التطبيق الجامع يؤدي الى عدم صحة هذا
الزواج>.
الفقرة الثانية- :االتجاه الثاني :التطبيق الموزع Application distributive
ومعنى ذلك ان كل طرف عليه ان يستوفي جميع شروطه الموضوعية المنصوص عليها
في قانونه الوطني .ويستثنى من التطبيق الموزع موانع الزواج نظرا لخطورتها 34النها تهدف
35
الى حماية الرابطة الزوجية في حد ذاتها وليس لحماية شخص الزوج او الزوجة
ويميز كذلك في هذا الصدد ،الفقه األلماني بين الشروط الّتي لها صفة فردية والّتي عادة ما
تتعلّق بالشخص ،فيمكن تطبيق بشأنها التطبيق الموزع و اما الشروط الّتي لها صفة ّ مزدوجة
والّتي تتعلّق بالرابطة الزوجية فيطبق بشأنها التطبيق الجامع.36
- 33موحنـد إسـعاد " :القـانون الـدويل اخلـاص" ،اجلـزء األول ّ :قواعـد التنـازع ،ترمجـة فـائز أجنـق ،ديـوان املطبوعـات اجلامعيـة ،اجلزائـر ،طبعـة سـنة 1989ص . 295
- 34مثل موانع الزواج املنصوص عليها يف مدونة االسرة املغربية يف املواد من 35اىل 39
- 35حبار حممد " :حماضرات يف القانون الدويل اخلاص " ،غري مطبوعة ،كلية احلقوق ،جامعة وهران ، ،سنة 2006-2005
- 36أعراب بلقاسم " :القانون الدويل اخلاص اجلزائري" ّ ،اجلزء األول : تنازع القوانني ،دار هومة ،اجلزائر، 2004 ،ص.231 .
17
وفي هذا الشأن نجد المشرع التونسي ،ينص صراحة في المادة 45من المجلة التونسية للقانون
37
الدولي الخاص على التطبيق الموزع لقانون جنسية الزوجين.
والقانون الجزائري ،أيضا أخذ بالتطبيق الموزع في نص المادة 11من القانون المدني ّ وأكد
على ذلك في نص المادة 97قانون الحالة المدنية المعدلة .بقوله أنه يشترط أال ّ يخالف الطرف
الجزائري شروط األساس الّتي يتطلبها القانون الجزائري إلمكان عقد الزواج .غير أنه إذا تعلق
38
األمر ب الموانع فيطبق ،بشأنها دائما التطبيق الجامع.
ولكن هناك استثناء هام خروجا عن القاعدة السابقة ،أقره المشرع الجزائري في المادة ّ 13
مدني ،حيث أعطى االختصاص بالنسبة للشروط الموضوعية> لعقد الزواج للقانون الجزائري
وحده ،شريطة أن يكون أحد طرفي العالقة الزوجية جزائريا وقت إبرام الزواج .ويستثنى من
39
ذلك شرط األهلية ،الذي يبقى دائما خاضعا لقانون جنسية كل من طرفي العالقة الزوجية.
الفرع الثاني :القانون الواجب التطبيق على الشروط الشكلية
بالنسبة لمعرفة المقصود بالشروط الشكلية ،نعود لقانون القاضي المعروض أمامه
النـزاع ،لتحديد ما يدخل ضمن الشروط الشكلية وما يخرج عنها .والشروط الشكلية هي الطرق
الالزمة إلظهار الزواج واإلفصاح عنه إلى العالم الخارجي كإشهاره وتحرير عقده وإثباته.
وقد أكدت اتفاقية الهاي المتعلقة بإبرام الزواج واالعتراف بصحته المؤرخة في 14مارس
1978في مادتها الثانية أن ،الشروط الشكلية تخضع لمكان إبرامها ،أي لقاعدة لوكيس
40
Locusوالّتي دخلت حيز التنفيذ ابتداء من ّ 01ماي 1991
ا قاعدة ال ّ أم تنازع الّتي تحكم الشروط الشكلية في القانون الفرنسي ،فهي قانون محل اإلبرام
وذلك حسب المادة 170فقرة أولى
اما قاعدة التنازع التي تحكم الشروط الشكلية في القانون الفرنسي .فهي قانون محل االبرام
وذلك حسب المادة 170فقرة أولى من القانون المدني الفرنسي والتي يستفاد منها ان الزواج
المبرم في الخارج بين فرنسيين او بين فرنسيين وأجانب يكون صحيحا طبقا لبلد االبرام .لكن
يجب ان يشهر هذا الزواج الذي يتم في الخارج عند عودة المتعاقدين الى البلد األصلي لدى
- 37ينص الفصل 45من جملة القانون الدويل اخلاص التونسـي علـى أنـه " :ختضـع الشـروط األصـلية للقـانون الشخصـي للـزوجني علـى كـل حـدة ".
38زوريت الطيب :املرجع السابق ،ص.150 .
- 39بلعيـور عبـد الكـرمي" : حماضـرات يف القـانون الـدويل اخلـاص" ،مطبوعـة ،كليـة احلقـوق بـن عكنـون ،جامعـة اجلزائـر، 2005-2004 ،ص.، 80 .انظر ،زوريت الطيب :املرجع
السابق ،ص.151 – 150 .
Art. 02 du convention sur la célébration et la reconnaissance de la validité des mariages qui dispose :" Les conditions – 40
." de forme du mariage sont régies par le droit de l’Etat de la célébration
18
ضابط الحالة المدنية الذي يقع فيه موطن كل من الزوجين .وذلك ما قضت به المادة 63من
41
القانون المدني الفرنسي المعدلة.
أما نص المادة 47من القانون المدني الفرنسي المعدلة ،بقانون رقم 1376-06المؤرخ في
14نوفمبر 2006بقولها ّ ّ إن كل تصرف خاص بالحالة المدنية للفرنسيين واألجانب ثم في":
الخارج يكون صحيحا ،متى كان قد حرر حسب األشكال المنصوص< عليها طبقا لقانون مكان
اإلبرام" .ويستفاد من هذا النص ،الشروط الشكلية لعقد الزواج تخضع للمكان الذي تمت فيه.
وبناء على ما تقدم نجد ان القانون الفرنسي يجعل من قاعدة لوكيس " Locusمحل االبرام
42
"الزامية .سواء تم ابرام الزواج في اإلقليم الفرنسي او خارجه.
وجاء القانون المدني القطري بقاعدة تنازع مستقلة تحكم الشروط الشكلية للزواج في مادته 14
بقولها" :يرجع في األوضاع الشكلية للزواج ،كالتوثيق والمراسيم الدينية ،إلى ّ قانون البلد الذي
تم فيه الزواج أو لقانون جنسية كل من الزوجين ،أو قانون موطنهما المشترك".43
– 41جـاء قـانون رقـم 1376-06املـؤرخ يف 14نـوفمرب ، 2006املنشـور باجلريـدة الرمسيـة رقـم 01بتـاريخ 15نـوفمرب ، 2006والـذي دخـل حيز التنفيذ ابتداء من تاريخ 01
مارس 2007والذي عدل املواد 170و 63من القانون املدين الفرنسي.www.legifrance.gouv.fr ،
42حتديد القانون الواجب التطبيق على الزواج واحنالله مرجع سابق ص . 21
43نفس املرجع ص . 22
19
الفصل الثاني :قواعد اإلسناد المتعلقة بانحالل ميثاق الزوجية
من المعلوم أن قاعدة االسناد هي قاعدة مزدوجة ،قد يؤدي إعمالها إلى تطبيق القانون
الوطني وهنا ال يثار أي إشكال ،ولكن إذا تحدد القانون الواجب التطبيق بقانون أجنبي ،فعلى
أي أساس يعامل هذا القانون فيما يخص انحالل ميثاق الزوجية ،وهو ما سنحاول التفصيل فيه
في مبحثين األول نتناول فيه الشروط الموضوعية> والشكلية لطالق األجانب بالمغرب والثاني
قواعد االسناد المتعلقة بانحالل ميثاق الزوجية في التشريع المقارن.
المبحث األول :الشروط الموضوعية< والشكلية لطالق األجانب بالمغرب
ينص الفصل التاسع من ظهير 12غشت 1913المتعلق بالوضعية المدنية لألجانب
والفرنسيين على القاعدة التالية "للفرنسيين واألجانب الحق بأن يطلبوا الطالق والفصل
الجسماني بمقتضى الشروط المقررة في قوانينهم الوطنية"<.
فهذا النص خاص بطالق األجانب في القانون الدولي الخاص المغربي و قد ينطبق أيضا على
الطالق بين المغاربة وغير المغاربة .لكنه ال ينطبق على الطالق بين مغاربة المنتسبين إلى
ديانات مختلفة فإن هذه المقتضيات ال تنطبق عليهم ،كما نص على ذلك الفصل الثالث من قانون
الجنسية المغربي " :44يحدد مجال تطبيق مدونة األسرة في ارتباطها بموضوع الجنسية وفق ما
هو منصوص عليه في المادة الثانية من القانون رقم 70-03بمثابة مدونة األسرة الصادر
بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1-04-22بتاريخ 12من ذي الحجة 3( 1424فبراير
.45)2004
و عليه سنعالج الشروط الموضوعية> في (المطلب األول) والشروط الشكلية في (المطلب
الثاني)
المطلب األول :الشروط الموضوعية للطالق
الطالق في القوانين األجنبية يكون بموجب حكم قضائي حيث يقتضي حكم من المحكمة
المختصة يقضي بحل رابطة الزوجية ويعين آثارها القانونية في ما يعود إلى وضعية األوالد
44موسى عبود "الوجيز يف القانون الدويل اخلاص "الطبعة األوىل اكتوبر 1994الناشر املركز الثقايف العريب ص 251
45نصت املادة 2من مدونة االسزة :تسري أحكام هذه املدونة على:
-مجيع املغاربة ولو كانوا حاملني جلنسية أخرى؛
-الالجئني مبن فيهم عدميو اجلنسية ،طبقا التفاقية جنيف املؤرخة ب 28يوليوز لسنة 1951املتعلقة بوضعية الالجئني؛
-العالقات اليت يكون فيها أحد الطرفني مغربيا؛
- العالقات اليت تكون بني مغربيني أحدمها مسلم.
أما اليهود املغاربة فتسري عليهم قواعد األحوال الشخصية العربية املغربية.
20
القاصرين ،ومصير األمالك المشتركة .حيث إن أساس الطالق مبني على قاعدتين رئيسيتين،
األولى الحق في الطالق ،والثانية أسباب ودواعي اللجوء إلى الطالق.
الفرع األولى :الحق بطلب الطالق
يجب التمييز هنا بين حالتين :حالة ما إذا كان الزوجان من جنسية واحدة وحالة ما إذا كان من
جنسيتين مختلفتين.
الحالة األولى :الزوجان من جنسية واحدة
إذا كان قانونهما المشترك يسمح بالطالق ،حكم القاضي بالطالق طبقا لمقتضيات الفصل
التاسع من ظهير 12غشت ،1913حيث يخضع لقانونهم الوطني المعمول به يوم مباشرة
الدعوى .أما إذا كان القانون الوطني ال يجيز الطالق مطلقا فإن القاضي المغربي ال يحكم به
وال ينظر للنظام العام المغربي الذي يقبل الطالق ،حيث كانت الحكومة االسبانية تحرم
الطالق ،ثم صدر قانون سنة 1932بإباحته ثم عادت حكومة الجنرال فرانكو بإلغاء الطالق
ولذلك فإن المحاكم المغربية في قضية زواج إسباني كان قد تطلق قبل صدور هذا األخير
وتزوج ثانية ،حكمت ببطالن الزواج الثاني الن القانون االسباني الجديد ال يقر الطالق ،مما
يؤكد على أن القانون الوطني الذي يطبق هو قانون الشخص الموجود حال رفع الدعوى ألن
المسألة خاصة بالنظام العام االجنبي. 46
وتجدر اإلشارة هنا إلى التطور الكبير الذي حدث خالل السنوات األخيرة في الكثير من
القوانين األوروبية و األمريكية بشأن الطالق إذ أصبحت كل قوانينها تجيزه ،ولذلك فإن
المشاكل القانونية التي كان يثيرها موضوع الطالق والتي شغلت المحاكم المغربية خالل ستين
سنة حين كان األمر يتعلق بحل زواج مبرم بين شخص يسمح قانونه الوطني وشخص آخر
(الزوج أو الزوجة) ال يسمح قانونه بالطالق ،نقول أن هذه المشاكل زالت من الوجود.47
الحالة الثانية <:الزوجان من جنسيتين مختلفتين
ميزت بعض القوانين العربية ،48بين الطالق والتطليق واالنفصال الجسماني فأخضعت
الطالق لقانون جنسية الزوج وقت النطق بالطالق ،أما التطليق واالنفصال الجسماني فأسندته
لقانون جنسية الزوج وقت رفع الدعوى>.
أما بالنسبة للقانون الفرنسي لم يكن ينص على قاعدة إسناد تسري على انحالل الزواج ،لذلك
كان القضاء الفرنسي يخضع انحالل الزواج لقانون الجنسية المشترك للزوجين ،وإذا اختلفا في
21
الجنسية طبق هذين القانونين تطبيقا موزعا ،فإذا كان قانون أحد الزوجين يبيح الطالق واألخر
يحظره كان يقضي القضاء الفرنسي بالطالق لصالح الزوج الذي يسمح قانونه بذلك.49
نفس االتجاه الذي أخدت به المحاكم المغربية حيث طبقت مبدأ إعطاء كل من القانونين نصيبه
في حالة إذا كان الزوجين من جنسيتين مختلفتين.50
ففي حالة زواج شخص أجنبي مسلم (إسباني مثال) بامرأة مغربية مسلمة فإنه يمكن لهذا
الزواج أن يسجل في سجل الحالة المدنية لقنصلية دولته التي تقبل ذلك التسجيل استنادا على
قاعدة عامة تقتضي بالصحة الشكلية للعقود –ومنها الزواج >-متى أبرمت طبقا للشكل المحلي.
لكنه إذا حصل أن طلق ذلك الزوج زوجته بإشهاد عدلي فإن القنصلية> األجنبية ال يمكنها أن
تسجله في سجل الحالة المدنية ،هذا الطالق متى كان قانون تلك الدولة ينص على أن الطالق
يجب أن يكون بحكم قضائي .ولذلك يتعين على هذا الزوج أن يطلب من المحكمة في إطار
دعوى مدنية الحكم بالتصريح بالطالق ليتمكن من تسجيله في سجل الحالة المدنية لقنصليته
ليتمكن من الحصول على شهادة منها تثبت أنه غير مرتبط بزواج سابق وبالتالي فهو أهل
لزواج.51
كما ورد في الفصل الرابع من ظهير وضعية األجانب بالمغرب 12غشت 1913أنه ":إذا
كان شخصا ما يحمل في آن واحد بالنسبة< إلى عدة دول أجنبية< جنسية< كل واحد منها فإن
القاضي المعروض عليه النزاع يعين قانون األحوال الشخصية الواجب تطبيقه" على أنه إذا
كانت إحدى الجنسيات المتنازعة مغربية ،فإن القاضي المغربي يعتد بها وحدها ويطبق قانون
األحوال الشخصية المغربي وهذا مبدأ معمول به في القانون الدولي الخاص المقارن.52
الفرع الثاني :أسباب الطالق
إن القانون الوطني الذي ينظم الحق بطلب الطالق هو أيضا يقرر أسبابه .وتختلف أسباب
الطالق باختالف التشريعات .وبما أن وحدة قانون الزوجية غير معترف بها فإن االجتهاد
القضائي يقرر أيضا متى كان الزوجان خاضعين لقانونين مختلفين أنه يمكن الحكم بالطالق
متى توفرت أسبابه بمقتضى القانون الوطني للزوج المدعي حتى ولو كان القانون الوطني
للزوج االخر ال يعتبر الفعل المحتج به سببا يبرر حل الرابطة الزوجية.
وتختلف أسباب الطالق باختالف التشريعات ،فمنها من تتوسع فيها ومنها من تضيقها وتحددها،
ففي القانون الفرنسي كانت "اإلهانة الجسمية" المنفذ الواسع للخروج من رابطة الزوجية .أما
األن فقد أصبح أكثر استعماال الطالق بالتراضي الذي أدخل إلى بلدان أخرى منها اإلسبان.
49علي علي سليمان " :مذكرات يف القانون الدويل اخلاص " ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر الطبعة الثانية ،2003،ص 70
50زريويل حممد "القانون الدويل اخلاص " مرجع سابق ص 128
51موسى عبود "الوجيز يف القانون الدويل اخلاص " مرجع سابق ص 253
52خالد برجاوي "القانون الدويل اخلاص يف مادة األحوال الشخصية " دراسة تطبيقية مقارنة يف الروابط الدولية اخلاصة املغاربية ,سنة 2001ص176
22
بينما النظام اإلنجليزي ال يسمح بالطالق إال ألسباب محدودة ومعينة .كما أن قوانين أخرى
كالسويسري والتركي واأللماني تعتبر الطالق كعالج مثال في حالة جنون أحد الزوجين جنونا
غير قابل للشفاء وبصورة عامة "كلما لحق مس بالرابطة الزوجية إلى درجة تجعل الحياة
المشتركة مستحيلة"(الفصل 142من القانون المدني السويسري) .فجميع هذه القوانين األجنبية
طبقت فيما يعود إلى أسباب الطالق من طرف محاكم المغرب سواء منها القوانين التي ال
تشترط أي سبب حقيقي أو تلك التي ال تجيز الطالق إال في حاالت استثنائية معينة أسبابها بكل
دقة .فحكمت المحكمة االبتدائية بالدار البيضاء في 22مايو ( 1935مجموعة بينان المغربية
)76-2-1936بالطالق بين زوجين روسيين لمجرد رغبة المرأة .كما حكمت بتاريخ 15
يناير 1936بطالق زوجين إسبانيين بناء على رضاهما المتبادل طبقا لمقتضيات القانون
اإلسباني المؤرخ في 2مارس 1932والذي كان معموال به إذ ذاك .لكن االجتهاد القضائي لم
يأخد دائما بهذه المبادئ الواسعة فرفضت بعض األحكام تطبيق قانون أجنبي بحجة مخالفته
للنظام المغربي .فحكمت محكمة الدار البيضاء االبتدائية بتاريخ 25مارس 1927برفض
الطالق المطلوب من طرف امرأة سوفياتية الستناد ذلك الطلب على رغبة المرأة المذكورة في
استرجاع حريتها إذ اعتبرت المحكمة المذكورة أن منح الطالق استنادا على مثل هذا السبب لما
يخالف النظام العام المغربي .وهذا الحكم مخالف للمبدأ الذي أقرته المحكمة نفسها في حكمها
53
الصادر سنة 1935والذي تقدمت اإلشارة إليه.
و لضمان االحترام المطلق للقانون الوطني للزوجين قضت المحاكم المغربية بعدم اختصاصها
للنظر في دعوى الفصل الجسماني لمواطني الدول التي لم تكن تسمح بالطالق ،وذلك ما يتوافق
مع المبادئ األساسية للقانون الدولي الخاص والنظام العام المغربي ،ففي قرار صادر عن
محكمة االستئناف بالرباط بتاريخ مايو 1929قضت المحكمة بعدم قبول دعوى الفصل
الجسماني المقدمة من امرأة اسبانية ضد زوجها اإلسباني الجنسية أيضا واللذان كان قد عقدا
زواجا دينيا وذلك بعلة أن المحكمة الكنسية هي المختصة للبث في الفصل الجسماني ،وما يتعين
على المحاكم المغربية هو تطبيق القانون الوطني الخاص بالحالة الشخصية للمعنيين باألمر
بنفس الروح التي يحملون جنسيتها وأنه ال يمكن أن يكون للمحاكم المغربية اختصاص أوسع
من اختصاص تلك المحاكم.54
المطلب الثاني :الشروط الشكلية للطالق
هناك شكلين للطالق :إما بالطريقة القضائية أي بواسطة حكم قضائي وهذا الشكل هو
المنصوص عليه في القوانين األجنبية .وإما أن يكون بالطريقة العدلية أي بواسطة اإلشهاد
العدلي ،بعد إذن من المحكمة كما نصت على ذلك مدونة االسرة.
موسى عبود " الوجيز يف القانون الدويل اخلاص املغريب" مرجع سابق ص 253و 254 53
مجيلة أوحيدة "اليات تنازع القوانني يف القانون الدويل اخلاص املغريب "الطبعة األوىل 2007مطبعة املعارف اجلديدة الرباط ص 55و 56بتصرف 54
23
أما بالنسبة للشروط الشكلية فهناك قاعدة عامة تقضي بخضوع شكل التصرف لمحل ابرامه.
55
وقد أقرت هذا المبدأ اتفاقية الهاي 1976
وللبحث في هذا الموضوع يقتضي منا معالجة المحكمة المختصة في الفرع األول واإلجراءات
المسطرية في الفرع الثاني.
الفرع األول :المحكمة المختصة
تعيين المحكمة المختصة مرتبط إلى حد بعيد بالنظام السياسي ومدى خضوع الفقهاء
ألعراف لم تعد تالئم الوضع السياسي القائم بعد انتهاء الحماية .وتتبين صحة هذه المالحظة في
تطور نظرة القضاء المغربي إلى المحاكم الدينية المسيحية التي كانت تحكم في عهد الحماية في
قضايا بطالن الزواج والفصل الجسماني بالنسبة لرعايا الدول التي لم تكن تجيز الطالق
كإسبانيا و إيطاليا .فهكذا نالحظ أن المحاكم في المغرب احتراما للقانون الوطني للزوجين
حكمت بعدم اختصاصها للنظر في طلبات إبطال الزواج أو الفصل الجسماني بالنسبة إلى رعايا
بعض الدول معلنة بأن البت في مثل هذه القضايا هو من اختصاص المحاكم الدينية كما جاء في
الحكم الصادر عن محكمة االستئناف بالرباط ،بتاريخ 20مارس 1952حيث منحت
االختصاص لمحاكم الكنيسة للبث في دعوى الفصل الجسماني.56
أما من حيث االختصاص المحلي فالمحكمة المختصة التي تفصل في طالق األجانب هي
المحكمة االبتدائية التي يقع ضمن دائرتها موطن الزوجية .ومع ذلك فإن اختيار الزوجين
للمحكمة أثناء مثولهما أمام القاضي المكلف بمهمة الصلح بينهما يكون ملزما لهما ومانعا لكل
منازعة في االختصاص المحلي .وتنطبق هذه القاعدة في نطاق القانون الدولي كما في نطاق
القانون الداخلي ،فقد حكمت محكمة االستئناف بالرباط بتاريخ 27مارس (1934مجموعة
االحكام 1940-1939ص )174بأنه" :إذا كانت إحدى مقتضيات القانون السويسري تجيز
للزوجين الحاملين الجنسية السويسرية االختيار لتقديم دعوى الطالق بين محكمة محل أصلها
ومحكمة موطنها فإن المدعي الذي حدد اختياره برفعه الدعوى أمام إحدى المحكمتين – وهي
في النازلة محكمة الموطن – ال يبقى له الحق برفعها ثانية أمام المحكمة األخرى – أي محكمة
محل األصل – وال يمكنه أن ينازع في اختصاص المحكمة األخرى أوال ".57
الفرع الثاني :اإلجراءات المسطرية
المسطرة التي يجب اتباعها في دعوى الطالق هي المنصوص عليها في قسم الخامس
من الباب الثالث في الفرع السادس المتعلقة بالتطليق ،من الفصل 212الى 216من قانون
55خالد برجاوي "قانون الدويل اخلاص قي مادة األحوال الشخصية " دراسة مقارنة يف الروابط الدولية اخلاصة املغاربية 2001
56موسى عبود " الوجيز يف القانون الدويل اخلاص املغريب " مرجع سابق ص 255و256
57موسى عبود " الوجيز يف القانون الدويل اخلاص املغريب" مرجع سابق ص.256
24
المسطرة المدنية ،وفي هذا الصدد ينص الفصل 212في الفقرة األولى على أن المقال الرامي
للتطليق يقدم وفقا لإلجراءات العادية الى المحكمة المختصة بالمحل الذي يوجد به موطن
الزوجية بمعنى ان القانون الذي تخضع المحكمة المختصة هو الذي يطبق فيما يخص شكل
المقال .58حيث تقوم المحكمة باجراء محاولة الصلح بين الزوجين .ألن هذه المسطرة واجبة
دائما حتى ولو كان القانون الوطني للزوجين ال يجعلها الزامية.59
ولما كانت هذه المحاولة تحتمل التوصل الى تصالح الزوجين كما تحتمل العكس ،ففي حالة
التصالح تختم اإلجراءات المسطرية بقرار يثبت ذلك ،وفي حالة عدمه يصدر عن القاضي أمر
بعدم التصالح وتحكم بالطالق .وتأمر المحكمة بتسجيل الحكم القاضي بالطالق في سجالت
الحالة المدنية بالمكان الذي أبرم فيه الزواج متى كان قد أبرم في المغرب لدى ضابط الحالة
المدنية .أما إذا كان الزواج مبرما في المغرب بمقتضى الشكل الشرعي أو القنصلي أو مبرما
خارج المغرب فيسجل الطالق في سجالت الحالة المدنية للمكان الذي كان للزوجين فيه آخر
موطن لهما في المغرب .وال يجوز أن ينقل الحكم إلى سجالت قنصلية أجنبية إال بعد صدور
األمر بالتنفيذ من طرف السلطة المختصة.60
المبحث الثاني :قواعد اإلسناد المتعلقة بالنحالل ميثاق الزوجية في التشريعات المقارنة
إن الفلسفة السياسية السائدة بالمجتمع الدولي والقائمة على فكرتي الهيمنة والمصلحة
تنعكس إيجابا وسلبا على المنظومة القانونية ,خاصة فيما يتعلق باألحوال الشخصية الرتباطها
باألسس الدينية و االجتماعية في الدولة ,وعلى هذا األساس فقد تبنت تشريعات الدول المختلفة
الضابط الذي يحقق مصالحها لحل مشكالت انحالل الرابطة الزوجية
فهناك من الدول من اكتفت عند تنظيمها لمسألة انحالل الرابطة الزوجية في اإلطار الدولي
على قاعدة إسناد وحيدة تطبق في كل حاالت االنحالل ,وهناك من الدول من جعلت لكل حالة
ضابط إسناد خاص بها.
ومن هذا المنطلق يمكن الحديث في هذا المبحث عن قواعد اإلسناد المتعلقة بانحالل الرابطة
الزوجية في الدول العربية -الجزائر نموذجا( -المطلب األول) و في الدول األوروبية-فرنسا
نموذجا( -المطلب الثاني).
المطلب األول :قواعد اإلسناد المتعلقة باالنحالل الرابطة الزوجية في التشريع الجزائري
25
اعتمد المشرع الجزائري في تحديد القانون الواجب التطبيق على مسألة انحالل الرابطة
الزوجية على المستوى الدولي ضابط إسناد واحد في كل حاالت االنحالل (الفرع األول) ,إال
أن قاعدة اإلسناد هاته تطرح عدة إشكاالت على المستوى العملي (الفرع الثاني).
الفرع األول :قاعدة اإلسناد في التشريع الجزائري
للحديث عن قواعد اإلسناد المتعلقة بانحالل العالقة الزوجية في التشريع الجزائري
يقتضي منا ذكر مرحلتين أساسيتين:61
المرحلة األولى :هذه المرحلة سابقة على إصدار القانون المدني ,وهنا كان القضاء الجزائري
يعتمد على االجتهاد القضائي الفرنسي الذي كان بدوره يفرق بين ثالث حاالت :الحالة األولى,
إذا كان الزوجان متحدي الجنسية فكان يخضعها لجنسيتهم المشتركة .أما الحالة الثانية ,إذا كان
الزوجان مختلفي الجنسية فكان يتم إخضاعهما لقانون موطنهم المشترك ,وإذا لم يكن لزوجين
موطن مشترك فكان القضاء الجزائري يخضعهما لقانون موطن الزوج ,على أساس أن الزوجة
أصال تصحب زوجها.
المرحلة الثانية :وهي ما بعد سنة ,1975حيث أصدر المشرع الجزائري القانون المدني الذي
ألغى هذه التفرقة ,ونص في المادة 12في فقرتها الثانية على":يخضع انحالل رابطة الزواج
للقانون الوطني الذي ينتمي إليه للزوج وقت رفع الدعوى"
وخالفا لما نص عليه المشرع الجزائري –ومن باب المقارنة -فقد نص المشرع المصري في
المادة 13من القانون المدني ":أما الطالق فيسري عليه قانون الدولة التي ينتمي إليها الزوج
وقت الطالق ,ويسري على التطليق واالنفصال الجسماني قانون الدولة التي ينتمي إليها
الزوج وقت رفع الدعوى".
ومن خالل هذين النصين ,يتضح أن المشرع الجزائري قد وحد ضابط اإلسناد الخاص
بانحالل الرابطة الزوجية ولم يتطرق لمسألة االنفصال الجسماني باعتباره نظاما غير معروف
في الشريعة اإلسالمية ,بخالف المشرع المصري الذي ميز بين كل حالة من حاالت انحالل
الزواج وجعل لها ضابط إسناد خاص بها من أجل تحديد القانون الواجب التطبيق.
غير أنه ما جاء في المادة 12من القانون المدني الجزائري ,قد صدر خالل مرحلة كانت
خاللها الدولة الجزائرية تنهج نهجا معينا ,كان لزاما على المشرع إعادة النظر في النصوص
القانونية لمواكبة المتطلبات الجديدة في العالقات الخاصة الدولية ,مع األخذ بعين االعتبار
المشاكل التي تصادف أهل االختصاص ,أهمها عدم تمكن القضاة من الفصل في مسائل
االنفصال الجسماني حتى بين أجانب يجيز قانونهم الشخصي ذلك ,ومن تم فقد تدخل المشرع
. 61حبار حممد":حماضرات يف القانون الدويل اخلاص" ,غري مطبوعة ,كلية احلقوق ,جامعة وهران ,سنة .2006-2005ص .125
26
لتتميم األحكام الناقصة في هذا المجال ,فـأضاف في المادة 12في الفقرة الثانية من القانون
المدني ,62مصطلح االنفصال الجسماني لتصبح الفكرة المسندة شاملة لكل طرق انحالل
الزواج ,63ورغم ذلك التعديل لم يفصل في المسألة وفق قاعدتين كما فعلت التشريعات العربية-
كالمشرع المصري -تماشيا مع نصوص قانون األسرة.64
(لكن المبدأ الذي ورد في المادة 12من القانون المدني الجزائري ورد عليه استثناء في المادة
13منه حيث اعتبر المشرع أن القانون الجزائري هو الواجب التطبيق إذا كان أحد األطراف
جزائري).65
الفرع الثاني :اإلشكاالت التي يثيرها ضابط اإلسناد في مسألة انحالل الرابطة الزوجية.
إذا كان المشرع الجزائري قد حسم في إشكالية القانون الواجب التطبيق على مسألة
انحالل الرابطة الزوجية ذات الطابع الدولي وهو قانون الزوج عند رفع الدعوى-كما سبق
بيانه ,-فإنه قد يطرح إشكال آخر وهو الحالة التي يكون فيها ذلك الزوج متعدد الجنسيات ,فما
هي الجنسية التي يمكن االعتداد بها كضابط إسناد؟ وماذا لو كان الزوج منعدم الجنسية ,فما
القانون الواجب التطبيق في هذه الحالة؟
لقد أجاب المشرع الجزائري عن هذه التساؤالت من خالل المادة 22من القانون المدني
الجزائري التي جاء فيها ":في حالة تعدد الجنسيات ,يطبق القاضي الجنسية الحقيقية غير أن
القانون الجزائري هو الذي يطبق إذا كانت للشخص في وقت واحد بالنسبة إلى الجزائر
الجنسية الجزائرية وبالنسبة إلى دولة أو عدة دول جنسية تلك الدول
و في حالة انعدام الجنسية يطبق القاضي قانون الموطن أو قانون محل اإلقامة"
ومن خالل هذا النص يمكن توضيح حالة تعدد الجنسيات وانعدامها فيما يلي:
أوال:حالة تعدد الجنسيات
فمن اإلشكاالت التي يمكن أن تواجه القضاء عند البث في مسألة انحالل الرابطة الزوجية,
هو الحالة التي يكون فيها الزوج متعدد الجنسيات ,والمشرع الجزائري من خالل المادة 22قد
. 62قانون ,10.05املؤرخ يف 13مجادى األوىل 1426املوافق 20يونيو ,2005املعدل واملتمم للقانون املدين اجلزائري ,اجلريدة الرمسية العدد ,44لسنة .2005
. 63فأصبحت املادة 12من القانون املدين اجلزائري تنص على ما يلي ":يسري على إنحالل الزواج واإلنفصال الجسماني القانون الوطني الذي ينتمي إليه الزوج
وقت رفع الدعوى".
. 64زرويت الطيب ,محاية الطفل من منظور القانون الدويل اخلاص ,اجمللة اجلزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية ,كلية احلقوق ,جامعة اجلزائر ,اجلزء ,41رقم ,01سنة
,2000ص .181
. 65املادة 13من القانون املدين اجلزائري .":يسري القانون الجزائري وحده في األحوال المنصوص عليها في المادتين 11و 12إذا كان
أحد الزوجين جزائريا وقت انعقاد الزواج"
27
ميز بين الحالة التي تكون فيها جنسية دولة القاضي(الجنسية الجزائرية) من بين الجنسيات
المتنازعة والحالة التي ال تكون:
أ-جنسية دولة القاضي:
إذا وجد تنازع بين الجنسيات ثابتة من بينها جنسية القاضي المطروح عليه النزاع ,فهذا يكاد
اإلجماع فقها وقضاء في غالبية الدول بتطبيق قانون هذه الجنسية.66
طبقا للفقرة الثانية من المادة 22من القانون المدني الجزائري ,فإنه لما توجد من بين الجنسيات
التي يتمتع بها الزوج الجنسية الجزائرية ,يتعين على القاضي تطبيق القانون الجزائري ,سواء
كانت هذه الجنسية التي يحملها الزوج جنسية أصلية أو مكتسبة ,سواء كانت إقامته داخل اإلقليم
الجزائري أو خارجه.67
وتبعا لذلك إذا وجد القاضي الزوج متعدد الجنسيات ومن بين جنسياته جنسية دولة القاضي فإنه
يطبق قانون جنسية دولة القاضي ,وتطبيقا لذلك إذا عرض على القاضي نزاع يتعلق بالبحث
عن القانون الواجب التطبيق على الطالق بين زوجة مصرية وزوج فرنسي جزائري فيعتد
بالنسبة للزوج بالجنسية الجزائرية فقط ويشير إلى تطبيق المادة 22من القانون المدني
الجزائري لحكم الطالق ألن الزوج جزائري.68
الجنسية الفعلية أو الحقيقية أ.
في حالة تنازع جنسيات ليس من بينها جنسية دولة القاضي أوجب المشرع الجزائري في المادة
22من القانون المدني تطبيق قانون الجنسية الفعلية( الحقيقية) 69للشخص ,وهي تلك الجنسية
التي يرتبط بها الشخص كاإلقامة في إقليم دولتها إقامة اعتيادية أو أنه اتخذ إقليمها موطنا
لممارسة جميع نشاطاته ,أو أنه التحق بإحدى الوظائف العامة فيها ,أو رشح نفسه فيها إلحدى
الهيئات السياسية.70
ثانيا :حالة انعدام الجنسية
نصت الفقرة الثانية من المادة 22من القانون المدني الجزائري على أنه ":وفي حالة
انعدام الجنسية يطبق القاضي قانون الموطن أو قانون محل اإلقامة".
. 66فاطمة موشغال ,دور اجلنسية يف حل مشاكل تنازع القوانني ,مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف القانون الدويل اخلاص ,إشراف األستاذة يوسف فتيحة ,جامعة أبو بكر بلقايد ,كلية
العلوم السياسية ,تلمسان ,اجلزائر ,2012-2011 ,ص .94
. 67خبتة زيدون ,التطبيق اإلستثائي للقانون اجلزائري يف العالقات اخلاصة الدولية ,مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف القانون الدويل اخلاص ,إشراف األستاذة :يوسف فتيحة ,جامعة أبو
بكر بلقايد ,كلية احلقوق والعلوم السياسية ,تلمسان ,اجلزائر ,2011-2010 ,ص .56
. 68أمينة رحاوي ,الزواج املختلط يف القانون الدويل اخلاص ,مذكرة لنيل شهادة املاجستري ,إشراف األستاذة :يوسف فتيحة ,جامعة أبو بكر بلقايد ,كلية احلقوق والعلوم السياسية,
تلمسان ,اجلزائر ,2011-2010 ,ص .20
. 69تعريف اجلنسية األصلية...........
. 70بلقاس أعراب ,القانون الدويل اخلاص اجلزائري ,تنازع القوانني ,الطبعة ,10اجلزء األول ,دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ,اجلزائر ,2008 ,ص .206
28
من خالل استقراء هذه المادة نالحظ أن المشرع أخضع طالق منعدم الجنسية لقانون موطنه,
وإن لم يكن له موطن سيطبق قانون محل اإلقامة ,ويكون بذلك قد حدد عدوة ضوابط إسناد
لتحديد القانون الواجب التطبيق على انحالل الرابطة الزوجية بالنسبة للزوج منعدم الجنسية,
وإن تعذر تحديد موطن أو محل إقامة عديم الجنسية ,فقد استقر العرف الدولي على أن يطبق
القاضي في هذه الحالة قانونه على هذا الطالق.71
المطلب الثاني :قواعد اإلسناد في التشريع الفرنسي
قبل 1952لم يكن في الوسع الحديث عن قاعدة تنازع القوانين بخصوص مسائل انحالل
الزواج ,ألن الطالق آنذاك كان يعد من المسائل الشخصية التي يطبق عليها القانون الشخصي,
إضافة إلى أن مشاكل الطالق الناجمة عن الزواج المختلط كانت ناذرة الوقوع ,وترجع إما
ألسباب واقعية(الزواج المختلط لم يكن معتمد) أو قانونية(اكتساب الزوجة جنسية زوجها) ,غير
أن سرعان ما تالشت هذه األفكار بسبب تطور حركة الهجرة المتبادلة ,وتغيير قوانين الجنسية
الفرنسية التي أجازت للمرأة المتزوجة االحتفاظ بجنسيتها.72
وأمام هذه التغيرات ,طرح على القضاء الفرنسي قضايا شائكة ,استوجب عليه الفصل فيها,
فكان القضاء الفرنسي يجتهد من أجل حل تلك النزاعات المعروضة عليه ,واستمر األمر على
هذا الحال إال أن وضع المشرع الفرنسي المادة 310من القانون المدني الفرنسي التي حسمت
في هذه المسألة.
وبتالي للحديث عن القواعد اإلسناد في فرنسا المتعلقة بانحالل الرابطة الزوجية يتعين الحديث
عن مرحلة ما قبل صدور القانون المدني الفرنسي( الفرع األول) ,ومرحلة ما بعد صدوره
(الفرع الثاني).
الفرع األول:مرحلة ما قبل وضع القانون المدني الفرنسي
قبل 1975لم يكن القانون الفرنسي ينص على قاعدة إسناد تسري على انحالل الزواج,
لذلك كان القضاء الفرنسي يخضع انحالل الزواج لقانون الجنسية المشتركة للزوجين ,وإذا
اختلفا في الجنسية طبق هذان القانونين تطبيقا موزعا ,فإذا كان قانون أحد الزوجين يبيح
الطالق واآلخر يحظره كان يقضي القضاء الفرنسي بالطالق لصالح الزوج الذي يسمح قانونه
بذلك .وذلك حسب ما قضت به الغرفة المدنية لمحكمة النقض الفرنسية في قضية السيدة "
,"Ferrareوالتي تتلخص وقائعها في أن السيد " "de Ferrareتزوج في سنة 1893
بسيدة فرنسية والتي اكتسبت الجنسية اإليطالية بسبب الزواج ,غير أن سرعان ما ذب
الخالف بينهما ,وفي سنة 1899حصل بينهما انفصال جسماني وفقا للقانون اإليطالي ,إال أن
. 71أمينة الرحاوي :مرجع سابق ,ص .21
.cité par, Jean Derrupée, Droit Internationale Privée, 13éme éd, Dalloz, paris, 1999, p.107 . 72
29
الزوجة وخالل تلك الفترة لجأت إلى القضاء الفرنسي ,بغية وضع حد للعالقة الزوجية بتحويل
االنفصال الجسماني إلى طالق طبقا للقانون الفرنسي ,وقد رفضت المحكمة الفرنسية طلبها
تطبيقا للقانون اإليطالي باعتباره قانون الجنسية المشتركة ,األمر الذي دفعها إلى استرداد
جنسيتها الفرنسية والمطالبة بالطالق وفقا للقانون الفرنسي ,فقبلت محكمة التمييز الفرنسية
طلبها ,وقضت لها بالطالق عن طريق التطبيق الموزع لقانون الجنسية المشتركة.73
يتبين من خالل هذه القضية نتائج غريبة,على الطالق ,واستردت حريتها في الزواج من آخر,
بينما بقى السيد مقيد بهذا الزواج ,أمام هذا الوضع نادى الفقه الفرنسي بضرورة تطبيق
الجنسية المشتركة تطبيقا جامعا ,فحتى لو كان الطالق من اآلثار السلبية للزواج ,إال أن تطبيق
قانون الجنسية المشتركة يقتضي تطبيقه تطبيقا جامعا ال موزعا.74
وإذا كان الزوجان من جنسية مختلفة ولكن لهما موطن مشترك فكان القضاء الفرنسي يطبق
قانون الموطن المشترك ,وهذا ما قضت به محكمة النقض الفرنسية بتاريخ 17أبريل 1953
في قضية 75riviereوالذي قضى فيها القضاء الفرنسي ,بتطبيق قانون الموطن المشترك على
طالق زوجين مختلفي الجنسية.76
وقررت أيضا محكمة النقض الفرنسية ,بقرار في 15/05/771961بأنه في حالة عدم اشتراك
في الموطن والجنسية يخضع الطالق لقانون القاضي المرفوع أمامه النزاع.78
الفرع الثاني :قواعد اإلسناد بعد وضع القانون المدني الفرنسي
نص المشرع الفرنسي في المادة 309من األمر 759-05الصادر بتاريخ 4جويلة
2005المعدل للمادة 310من القانون المدني الفرنسي رقم 617-75الصادر في 11جويلة
1975والتي جاء فيها ":يطبق القانون الفرنسي فيما يتعلق بالطالق واالنفصال الجسماني
في الحاالت اآلتية:
-إذا كان كل من الزوجين يتمتعان بالجنسية الفرنسية
-إذا كان موطن كل من الزوجين بفرنسا
. 73حسني اهلداوي :القانون الدويل اخلاص_تنازع القوانني ,املبادئ العامة للحلول الوضعية يف القانون األردين ,دراسة مقارنة) ,الطبعة الثانية ,مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع,
األردن ,سنة ,2001ص .113
. 74حسني اهلداوي :م س ,ص .114
Cass.Civ., 1ère section, 17/04/1953. v. Gutmann Daniel "Droit international privé", Dalloz, 3ème édition, 2002.p. .75
149
. 76دربة أمني :قواعد التنازع املتعلقة بالزواج واحنالله-دراسة مقارنة ,-مذكرة لنيل شهادة املاجستري يف القانون اخلاص ,حتت إشراف األستاذ :بن محو عبد اهلل,جامعة أبو بكر
بلقايد-تلمسان-كلية احلقوق ,السنة اجلامعية ,2008-2007ص .51
.Cass.Civ., 15/05/1961, v. Rizkallah Nouhad: "Droit international privé", M.A.J.D., Beyrouth, édition 1985,p. 82 . 77
. 78دربة أمني ,م س ,ص.52
30
-حين ال يعترف أي قانون أجنبي باختصاصه وتكون المحاكم الفرنسية مختصة ,في هذه
الحالة يعود االختصاص للقانون الفرنسي للنظر في الطالق والتفريق الجسماني".
تعتبر قاعدة اإلسناد الواردة في المادة 309من القانون المدني الفرنسي قضائية النشأة ,وضع
أساسها القضاء الفرنسي من خالل تطبيقاته المختلفة ابتداء من .1952
وإذا كانت القراءة الواعية لهذه المادة تبين أن النص ثوري على مستوى النهج ،الطريقة ،وكذا
على مستوى اختيار الروابط ،فإنه في الحقيقة يشكل خليطا من الوحدة القومية الوطنية "الجنسية
المشتركة ،الموطن المشترك" ،والوحدة القومية الدولية " قانون القاضي" ،إضافة لذلك فإن
المشرع الفرنسي ،اعتمد على قاعدة مفردة في مادة من مواد األحوال الشخصية ،رغم أن هذه
األخيرة تعد المجال الخصب للقواعد الثنائية ،79كما أنه لم يحسم مشكلة التنازع المتحرك رغم
اعتماده على الضوابط القابلة للتغيير ،خاصة أن القضاء اعتد بقانون الجنسية المشتركة أو
الموطن المشترك وقت رفع الدعوى.80
حسب ما يتضح ،فإن المشرع الفرنسي سعى إلى تطبيق القانون الفرنسي بكل الوسائل فالمادة
309من القانون المدني الفرنسي ،تمنح للقانون الفرنسي اختصاصا أصليا إذا كان الزوجان
من الجنسية الفرنسية بغض النظر عن موطنهما ،وتستعين بضابط الموطن متى كان الزوجان
من األجانب ،كما أنها تمنح القانون األجنبي اختصاصا محدودا إذا كان الزوجان األجنبيان
متوطنين خارج فرنسا ،وتؤكد ذات المادة على االختصاص االحتياطي للقانون الفرنسي متى
كانت التشريعات المعنية تجهل مؤسسة الطالق ،81وهو حقيقة ما طبقته محكمة التمييز الفرنسية
في 10جويلية 1979بخصوص دعوى طالق بين زوجة فرنسية وزوج ايرلندي يمنع قانونه
الطالق ،إذ تهربا من النقد الالذع الذي وجه لها بخصوص قضية " "Ferrariلجأت إلى
82
استخدام حيلة قانونية تسمى "قانون القاضي".
. 79علي حممود مقلد ،القانون الدويل اخلاص ،الطبعة األوىل ،جمد املؤسسة اجلامعية للدراسات النشر والتوزيع ،بريوت ،لبنان9142 ،ه 2008. -م ،ص .534
.cité par, Jean Derrupée, Droit Internationale Privée, 13éme éd, Dalloz, paris, 1999, p.109 - . 80
. 81حممد وليد املصري ،الوجيز يف شرح القانون الدويل اخلاص ،دراسة مقارنة ،للتشريعات العربية والقانون الفرنسي ،الطبعة األوىل ،اإلصدار األول ،دار الثقافة للنشر والتوزيع،
.عمان ، 2009 ،ص.142
. 82سامي بديع منصور ،الوسيط يف القانون الدويل اخلاص ،تقدمي الربوفيسور فايز احلاج شاهني ،الطبعة األوىل ،دار العلوم العربية ،بريوت ،لبنان 1414 ،ه . 1994 -ص 411
31
: خاتمة
لقواعد التنازع أهمية كبيرة في حل النزاعات الدوليه و خصوصا المتعلقة بزواج و الطالق من خالل
شروطه الموضوعية و شكلية و القانون الواجب تطبيقه في هذه األخيرة .
و من خالل دراستنا هذه اتضح لنا أنا المشرع المغربي على غرار التشريعات األخرى يفرق بين
الشروط الموضوعية و شكلية فالبنسبة لشروط الموضوعية> في زواج المختلط اكتفى بالنظر إلى شروط
صحة الزواج بالنسبة للزوج المغربي فقط متغاضيا عن مقتضيات القانون األجنبي
أما الشروط الشكلية فيكون الزوجان أمام شكلين لتوثيق زواجهما ،أحدهما إلزامي واألخر اختياري.
فالشكل اإللزامي هو الزواج حسب قانون األحوال الشخصية الجاري على الزوج المغربي أما الشكل
االختياري فهو الزواج الذي فهو الذي يتم توثيقه أمام ضابط الحالة المدنية
أما بالنسبة لزواج األجانب فقد أخضع الحق في إبرام الزواج للقانون الوطني لكل من الزوجين ،وهي
تطبيق للقاعدة العامة المنصوص عليها في الفصل الثالث من الظهير 1913
أما بالنسبة لشروط شكلية فيجوز لألجانب أن يبرموا زواجهم وفق الشكل المنصوص عليه في
قانونهم الوطني أو وفق الشكل المنصوص عليه في نظام الحالة المدنية.
بينما هناك دول التي أخضعت هذه الشروط لقانون موطن الزوجين .وأخذ بهذا الحكم كال من القانون
اإلنجليزي والدول اإلسكندنافية.
وبعضها التي أسندتها لقانون محل إبرام عقد الز واج ،دون التمييز بين الشكل وموضوع الزواج>.
وهذا الحكم معتمد من قبل القانون األمريكي وبعض دول أمريكا الالتينية.
32
و هنا من أخضع هذه الشروط الموضوعية لقانون الجنسية المشتركة للزوجين .وأخذت به كل من
الدول العربية والقانون األلماني ،وأيضا اتفاقية الهاي المؤرخة بتاريخ 12جوان 1902الخاصة بتنازع
القوانين في مادة الزواج في المادة األولى منها.
بينما تخضع في دول االتجاه الالتيني لقانون جنسية الزوجين وفي ظل اختالفهما لقانون موطن
الزوجية كما في فرنسا اما على مستوى الدول العربية فيطبق على الشروط الموضوعية> قانون جنسية
الزوجين المشتركة ومنها القانون المصري> والليبي والسوري والعراقي.
اما قاعدة التنازع التي تحكم الشروط الشكلية في القانون الفرنسي .فهي قانون محل االبرام وذلك
حسب المادة 170
وجاء القانون المدني القطري بقاعدة تنازع مستقلة تحكم الشروط الشكلية للزواج في مادته 14
بقولها" :يرجع في األوضاع الشكلية للزواج ،كالتوثيق والمراسيم الدينية ،إلى ّ قانون البلد الذي تم فيه الزواج
أو لقانون جنسية كل من الزوجين ،أو قانون موطنهما المشترك" .
أما بالنسبة إلنحالل ميثاق الزوجية فإذا كان قانونهما المشترك يسمح بالطالق ،حكم القاضي بالطالق
طبقا لمقتضيات الفصل التاسع من ظهير 12غشت ،1913حيث يخضع لقانونهم الوطني المعمول به يوم
مباشرة الدعوى >.أما إذا كان القانون الوطني ال يجيز الطالق مطلقا فإن القاضي المغربي ال يحكم به وال
ينظر للنظام العام المغربي الذي يقبل الطالق،
كما أن بعض القوانين العربية ،ميزت بين الطالق والتطليق واالنفصال الجسماني فأخضعت الطالق
لقانون جنسية الزوج وقت النطق بالطالق ،أما التطليق واالنفصال الجسماني فأسندته لقانون جنسية الزوج
وقت رفع الدعوى.
أما بالنسبة للشروط الشكلية فالمشرع الجزائري قد وحّ دة ضابط اإلسناد الخاص بانحالل الرابطة
الزوجية ولم يتطرق لمسألة االنفصال الجسماني باعتباره نظاما غير معروف في الشريعة اإلسالمية ,بخالف
المشرع المصري الذي ميز بين كل حالة من حاالت انحالل الزواج وجعل لها ضابط إسناد خاص بها من
أجل تحديد القانون الواجب التطبيق>.
أما المشرع الفرنسي سعى إلى تطبيق القانون الفرنسي بكل الوسائل فالمادة 309من القانون المدني
الفرنسي ،تمنح للقانون الفرنسي اختصاصا أصليا إذا كان الزوجان من الجنسية الفرنسية بغض النظر عن
موطنهما ،وتستعين بضابط الموطن متى كان الزوجان من األجانب ،كما أنها تمنح القانون األجنبي
اختصاصا محدودا إذا كان الزوجان األجنبيان متوطنين خارج فرنسا.
33
النصوص القانونية :
ظهير شريف رقم 1.02.239صادر في 25من رجب 3( 1423أكتوبر )2002بتنفيذ -
القانون رقم 37.99المتعلق بالحالة المدنية ،الجريدة الرسمية عدد 5054بتاريخ 2
رمضان 7(1423نوفمبر ،)2002ص.3150 :
ينص الفصل 45من مجلة القانون الدولي الخاص التونسـي علـى أنـه " :تخضـع الشـروط -
األصـلية للقـانون الشخصـي للـزوجين علـى كـل حـدة ".
الكتب :
34
-صالح الدين جمال الدين تنازع القوانين ،تنازع القوانين :دراسة مقارنة بين الشريعة
والقانون ،التركي للكمبيوتر والطباعة ،طنطا.2006 ،
زريويل محمد :القانون الدولي الخاص ،بدون ذكر دار النشر ،السنة الجامعية -2018 -
2017
السعدية بلمير :الروابط العائلية في القانون الدولي الخاص المغربي ،منشورات جمعية تنمية -
للبحوث والدراسات القضائية.1988 ،
حمد غزيول :قراءة في المراسيم والمناشر الوزارية المتعلقة بالزواج المختلط ،مجلة مغربية -
لتنمية التقافة الحقوقية والقانونية.
-زورتي الطيـب " :القـانون الـدولي الخـاص الجزائـري" ،مقارنـا بـالقوانين العـربي،
الجـزء األول ّ :تنـازع القـوانين ،مطبعـة الكاهنـة ،الجزائـر ،سـنة 2000ص .149
14
-ممــدوح عبــد الكــريم حــافظ عرمــوش " :القــانون الــدولي الخــاص األردني والمقــارن"،
الجــزء األول :تنــازع القــوانين ،مكتبــة دار الثقافــة للنشــر والتوزيع ،عمان ،ط.1998 .
ص89 ،
-فـؤاد عبـد المـنعم ريـاض وسـامية راشـد " :الوسـيط في القـانون الـدولي الخـاص "،الجـزء
الثـاني :تنـازع القـوانين ،دار النهضـة العربيـة ،القـاهرة ،طبعة سنة .1974
صالح الدين جمال الدين تنازع القوانين ،تنازع القوانين :دراسة مقارنة بين الشريعة -
والقانون ،التركي للكمبيوتر والطباعة ،طنطا.2006 ،
علي محمود مقلد ،القانون الدولي الخاص ،الطبعة األولى ،مجد المؤسسة الجامعية -
للدراسات النشر والتوزيع ،بيروت ،لبنان9142 ،ه. 2008. -
35
-موحنـد إسـعاد " :القـانون الـدولي الخـاص" ،الجـزء األول ّ :قواعـد التنـازع ،ترجمـة
فـائز أنجـق ،ديـوان المطبوعـات الجامعيـة ،الجزائـر ،طبعـة سـنة . 1989
أعراب بلقاسم " :القانون الدولي الخاص الجزائري" ّ ،الجزء> األول :تنازع القوانين ،دار -
هومة ،الجزائر. 2004 >،
-بلعيـور عبـد الكـريم " :محاضـرات في القـانون الـدولي الخـاص" >،مطبوعـة ،كليـة
الحقـوق بـن عكنـون ،جامعـة الجزائـر. 2005-2004 >،
موسى عبود "الوجيز في القانون الدولي الخاص "الطبعة األولى اكتوبر 1994الناشر -
المركز الثقافي العربي .
علي علي سليمان " :مذكرات في القانون الدولي الخاص " ديوان المطبوعات الجامعية ، -
الجزائر الطبعة الثانية .2003،
ميلة أوحيدة "اليات تنازع القوانين في القانون الدولي الخاص المغربي "الطبعة األولى -
2007مطبعة المعارف الجديدة الرباط .
-خالد برجاوي "قانون الدولي الخاص قي مادة األحوال الشخصية " دراسة مقارنة في
الروابط الدولية الخاصة المغاربية 2001
حبار محمد":محاضرات في القانون الدولي الخاص" ,غير مطبوعة ,كلية الحقوق ,جامعة -
وهران ,سنة .2006-2005
36
زروتي الطيب ,حماية الطفل من منظور القانون الدولي الخاص ,المجلة الجزائرية للعلوم -
القانونية واالقتصادية والسياسية ,كلية الحقوق ,جامعة الجزائر ,الجزء ,41رقم ,01سنة
.2000
فاطمة موشغال ,دور الجنسية في حل مشاكل تنازع القوانين ,مذكرة لنيل شهادة الماجستير -
في القانون الدولي الخاص ,إشراف األستاذة يوسف فتيحة ,جامعة أبو بكر بلقايد ,كلية العلوم
السياسية ,تلمسان ,الجزائر.2012-2011 ,
بلقاس أعراب ,القانون الدولي الخاص الجزائري ,تنازع القوانين ,الطبعة ,10الجزء -
األول ,دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع ,الجزائر.2008 ,
-حسين الهداوي :القانون الدولي الخاص_تنازع القوانين ,المبادئ العامة للحلول الوضعية في
القانون األردني ,دراسة مقارنة) ,الطبعة الثانية ,مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع ,األردن ,سنة
.2001
خالد بوعروس :الزواج المختلط اإلشكاالت القانونية واالنعكاسات االجتماعية ،رسالة لنيل -
ديبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون الخاص >،عبد المالك السعدي كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية بطنجة ،السنة الجامعية ،2007/2006
37
دربة أمين :قواعد التنازع المتعلقة بالزواج وانحالله-دراسة مقارنة ,-مذكرة لنيل شهادة -
الماجستير في القانون الخاص ,تحت إشراف األستاذ :بن حمو عبد هللا,جامعة أبو بكر بلقايد-
تلمسان-كلية الحقوق ,السنة الجامعية 2008-2007
-بختة زيدون ,التطبيق اإلستثائي للقانون الجزائري في العالقات الخاصة الدولية ,مذكرة
لنيل شهادة الماجستير في القانون الدولي الخاص ,إشراف األستاذة :يوسف فتيحة ,جامعة
أبو بكر بلقايد ,كلية الحقوق والعلوم السياسية ,تلمسان ,الجزائر ,2011-2010 ,ص .56
أمينة رحاوي ,الزواج المختلط في القانون الدولي الخاص ,مذكرة لنيل شهادة الماجستير, -
إشراف األستاذة :يوسف فتيحة ,جامعة أبو بكر بلقايد ,كلية الحقوق والعلوم السياسية,
تلمسان ,الجزائر,2011-2010 ,
Cité par, Jean Derrupée, Droit Internationale Privée, 13éme éd, -
Dalloz, paris, 1999
Cass.Civ., 1ère section, 17/04/1953. V. Gutmann Daniel « Droit -
international privé », Dalloz, 3ème édition, 2002
-
38
الفهرس
المقدمة 2>.............................................................................................................
الفصل األول :قواعد اإلسناد المتعلقة بتنازع القوانين بشأن الزواج 6......................................
المبحث الثاني :القانون الواجب التطبيق على انعقاد الزواج و شروطه 13 ............................
المطلب الثاني :القانون الواجب التطبيق على الشروط الشكلية و الموضوعية> لزواج16>..............
المطلب األول :قواعد اإلسناد المتعلقة بإنحالل الرابطة الزوجية في التشريع الجزائري28>.............
40