You are on page 1of 288

‫السخرية‬

‫في البرامج التلفزيونية‬


‫السخرية‬
‫في البرامج التلفزيونية‬
‫ضياء مصطفى‬

‫تقديم‬
‫الدكتور كاظم المقدادي‬

‫الطبعة األولى ‪2014‬‬


‫عدد النسخ ‪1000‬‬
‫عدد الصفحات ‪ - 288‬القياس‪24 × 17 :‬‬

‫العمليات الفنية والتنفيذ الطباعي دار صفحات ‪ -‬سورية‬

‫بغداد ‪ -‬شارع المتنبي‬


‫موبايل‪07905139941 :‬‬
‫‪hamawendi@yahoo.com‬‬
‫‪mazin24@ymail.com‬‬
‫ضياء مصطفى‬

‫السخرية‬
‫في البرامج التلفزيونية‬

‫تقديم‬
‫الدكتور كاظم المقدادي‬

‫‪2014‬‬
‫ﮋ ﭱﭲ ﭳﭴﭵﭶﭷ ﭸﭹﭺﭻ‬

‫ﭼﭽﭾﭿﮀ ﮁﮂﮃﮄﮅ‬

‫ﮆﮇﮈ ﮊ‬

‫سورة المؤمنون‬

‫‪-5-‬‬
-6-
‫اإلهداء‬

‫إلى الذي أضحكني وأبكاني‬

‫اهدي جهدي المتواضع هذا‪..‬‬

‫‪-7-‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪-8-‬‬
‫______________________________________________________________________________________________________________ احملتويات ‬

‫المحتويات‬

‫اإلهداء‪7...........................................................................................................................................‬‬

‫المقدادي ‪11.......................................................................‬‬ ‫المهمة الساخرة تقديم د‪ .‬كاظم‬

‫مقدمة‪13........................................................................................................................................‬‬

‫ومصطلحات‪17............................................................................................................. :‬‬ ‫مفاهيم‬

‫الساخر‪29..............................................................................‬‬ ‫الفصل االول الخطاب والخطاب‬


‫المبحث األول الخطاب والخطاب الساخر‪31...............................................................................‬‬

‫المبحث الثاني مظاهر الفكاهة في الخطاب الساخر ‪67...........................................................‬‬

‫المبحث الثالث العمليات المعرفية وعالقتها بالفكاهة ‪103......................................................‬‬

‫والضحك‪119.........................................................................‬‬ ‫الفصل الثاني نظريات الفكاهة‬


‫المبحث األول نظريات الفكاهة والضحك بين الفلسفة وعلم النفس ‪121..............................‬‬

‫المبحث الثاني خصائص السخرية‪ ..‬بواعثها وأساليبها ‪135.....................................................‬‬

‫المبحث الثالث وظائف السخرية‪159..........................................................................................‬‬

‫الساخرة‪193.....................................................................‬‬ ‫الفصل الثالث البرامج التلفزيونية‬


‫المبحث األول تلفزيون ما بعد الحداثة ‪195...............................................................................‬‬

‫البرمجة والبرامج التلفزيونية ‪213...................................................................‬‬ ‫المبحث الثاني‬


‫المبحث الثالث مضامين البرامج التلفزيونية الساخرة ‪245......................................................‬‬

‫االستنتاجات ‪265.........................................................................................................................‬‬

‫التوصيات ‪265.............................................................................................................................‬‬

‫المصادر والمراجع ‪267................................................................................................................‬‬

‫‪-9-‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪- 10 -‬‬
‫___________________________________________________________________________________________________________ املهمة الساخرة ‬

‫المهمة الساخرة‬
‫تقديم د‪ .‬كاظم المقدادي‬

‫افتقـرت المكتبـات العراقيـة إلـى الدراسـات العلمية الرصينـة التي تتنـاول موضوع‬
‫السخرية على الرغم من أن العراق من البلدان التي تنتعش فيها روح النكته‪ ..‬روح الفكاهة‪..‬‬
‫البـل ان العراق اشـتهر بصدور صحف عراقية سـاخرة كانت تسـبب صداعـا مزمنا لألنظمة‬
‫السياسية وعلى مختلف العهود‪.‬‬
‫اليوم‪ ..‬نحن أمام دراسـة علمية جادة كتبت بأسـلوب مشوق واستطاعت ان تصل الى‬
‫حدود الفهم العقالني لظاهرة السخرية في المجتمعات عامة‪.‬‬
‫فالسخرية هي نتاج عقلي وعاطفي في آن واحد على العكس من بعض النتاجات الفكرية التي‬
‫تأخذ بالعقل وتترك العاطفة أو التي تضع حدودا بين التماعة العقل وتوهج العاطفة‪.‬‬
‫الكاتـب ضياء مصطفـى ومنذ ان عرفته‪ ..‬كان جادا في موضوعه‪ ..‬وسـيما في اختيار‬
‫مفرداته وعارفا في اختيار اسلوبه مقتنصا المفردة وهي بحالة عصف لغوي يقترب إلى حدود‬
‫التفجير‪ ..‬تفجير الذاكرة‪ ..‬وتفجير الذكريات‪.‬‬
‫ومنـذ أن بدأ مشـروعه في تأصيل الفكاهـة وامتداداتها كان يـداوي الجانب التاريخي‬
‫الوصفي بأعشـاب نمـت في حديقة الفكاهـة‪ ..‬والغريب انه أحيانا يوحي لنـا أن الفكاهة في‬
‫معانيهـا وجذورهـا وأصولها تقترب مـن الفاكهة‪ ..‬على اعتبار ان الفاكهـة تقدم عادة في اخر‬
‫وجبات الطعام كخاتمة المسك في ثنايا الشهيق‪.‬‬

‫‪- 11 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫من يقرأ هذا الكتاب‪ ..‬سـيعرف ان صاحبه ال يغطي وجهه بنظارة سـوداء‪ ..‬كما يفعل‬
‫نجوم السـينما‪ ..‬إنما تعلو وجهه ابتسـامة ((خفية)) تتحرك أحيانا حتى في المواقف المؤلمة‬
‫والصعبة‪ ..‬على أسـاس ان التراجيديا هـي األخرى تحمل في دواخلها الكثير من الضحك‪..‬‬
‫أو كما تقول الحكمة‪ ..‬شر البلية مايضحك‪..‬‬
‫لكـن ضياء مصطفى هنا‪ ..‬اليتحدث عن البلية بقدر مايتحدث عن فكاهة ربما تتحول‬
‫مـن خاللها المواقـف الصعبة والحزينة‪ ..‬الى مواقف تنتهي بقهقهـة تدمر كل كيانات الحزن‬
‫المستوطن في األعماق‪.‬‬
‫ال اريد هنا ان استرسـل الجوانـب الوصفية والتاريخية وغـزارة المصادر التي امتدت‬
‫على صفحات هذا الكتاب الذي جعل من السخرية أصال وفرعا وتاريخا‪ ،‬بل اكتفي بالقول‪..‬‬
‫إن مثل هذا الكتاب بجب أن يقرأ مرتين‪..‬‬
‫مرة من اجل اكتمال منظومة معرفية في إطارها‪..‬‬
‫ومرة ثانية من اجل ان نضحك‪ ..‬أو على األقل ان نمنح أنفسنا ابتسامة في زمن تأصلت‬
‫فيه األحزان واألورام‪.‬‬

‫بغداد‬

‫‪- 12 -‬‬
‫__________________________________________________________________________________________________________________ املقدمة ‬

‫مقدمة‬

‫تحظى البرامج التلفزيونية السـاخرة بمكانة خاصة مقارنـة ببقية المواد البرامجية التي‬
‫تقدمهـا القنوات الفضائية والمحطـات التلفزيونية االرضية وتتمتع بجماهيرية واسـعة وهي‬
‫مفضلة لدى كل االعمار ومختلف الشرائح االجتماعية بغض النظر عن مستواها الثقافي لما‬
‫تحملـه مـن مضامين سياسـية واجتماعية ونفسـية تثير الضحـك والنقد والتحريـض؛ اذ انها‬
‫تحمـل في ثناياها تصورات وافكار ًا ومحرضات وقيم ًا وانماط سـلوك نجدها في مجتمعاتنا‬
‫ربما تعارض توجهات ومفاهيم السلطة كما تكمن فيها القدرة في التأثير على الجمهور تأثير ًا‬
‫غيـر مباشـر ويعد هذا االسـلوب من االسـاليب الناجحة فـي التأثير وذلـك ألن الموعظة أو‬
‫التوجيـه المباشـر قد يأتي بردود عكسـية‪ .‬كما أنهـا‪ -‬البرامج التلفزيونية السـاخرة ‪ -‬تمتلك‬
‫أدوات إبهـار وعناصـر جـذب فهـي تقتـرب مـن همـوم المواطن وتمـس جوهر مشـكالته‬
‫وهواجسه وتعني أكثر بشواغله الحياتية‪.‬‬
‫قد حققت هذه البرامج في السنوات القليلة الماضية وتحديد ًا في الفضائيات العراقية‬
‫بعـد ‪ 2003/4/9‬نقلة يمكـن وصفها بالنوعية خاصة على صعيـد المضمون‪ ،‬ولم تعد تلك‬
‫البرامج مجرد فقرات؛ أو مشـاهد تثير ضحك المشـاهد وانما تعبر عن قضية أو مجموعة من‬
‫االفكار والمقوالت و لها شواغل سياسية واجتماعية وتربوية ونفسية كما أنها أشاعت الحس‬
‫النقدي وايقظت الرقيب النائم أو المحبوس داخل الشـخصية العراقية وأطلقت سـراحه بعد‬

‫‪- 13 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫سنين من السجن القسري حيث صار المواطن ينتقد المسؤول عالنية في االماكن العامة بعد‬
‫ان كان همسـا أو صمتـ ًا‪ .‬فـي الوقـت الذي كانت فيه السـخرية تفصح عن نفسـها عبر برامج‬
‫تلفزيونية تتعرض لمواقف كوميدية تحمل مضمون ًا اجتماعيا التتعداه الى المضمون السياسي‬
‫فـي نقد السياسـة والسياسـيين والسـخرية مـن مواقفهـم وإن اقتصـر في أحيـان اخرى على‬
‫السخرية من أعداء السلطة آنذاك‪.‬‬
‫اليـوم نجـد أن البرامـج التلفزيونية السـاخرة قد فتحت آفاقـ ًا جديدة لـم تتناولها فيما‬
‫مضـى؛ إذ طرقت قضايا سياسـية واجتماعية اكثر عمقا وأهمية لتتسـع دائـرة المتعرضين لها‬
‫حتـى صارت مادة أساسـية فـي الكثير من القنـوات الفضائية والعربية واالجنيبة التي سـبقتنا‬
‫كثيـرا منـذ عقود طويلـة في هذا المجـال فضال عن كونهـا حديث المجالس وشـكلت دور ًا‬
‫محرضا للتغيير نحو االفضل‪.‬‬
‫فهـي نص وصورة تمتلك الكثيـر من عناصر الجذب والتأثير ممـا يجعلها قادرة على‬
‫تعميـم قيـم وأنمـاط وسـلوك وهذا بالطبـع دور ذو حدين قـد يكـون إيجابي ًا إذا ما بـث قيم ًا‬
‫حضارية ومهمات تنويرية تساهم في تجاوز التقاليد البالية والقيود المكبلة ‪،‬ويمكن أن يكون‬
‫سـلبي ًا اذا ماأصرت تلك البرامج علـى تقديم المقوالت الهابطة واالفـكار الفارغة‪ ،‬فهاجس‬
‫المضمـون في البرامـج التلفزيونية السـاخرة يبقى مرتبطـ ًا بهاجس المسـتوى الفني فلم يعد‬
‫ٌ‬
‫تسـاؤل اليقل‬ ‫التسـاؤل مقتصـر ًا على‪ :‬مالذي تقوله البرامج التلفزيونية السـاخرة ؟ بل هناك‬
‫أهمية وهو‪ :‬كيف تقول البرامج التلفزيونية الساخرة وماتريد قوله ؟‪.‬‬
‫وقـد صنف الكاتـب هذه الدراسـة الى ثالثة فصول حـددت العالقـات الترابطية بين‬
‫محتوياتها التي شملت العنوان فقد وضع الكاتب الفصل االول لدراسة "الخطاب والخطاب‬
‫الساخر" الذي احتوى على ثالثة مباحث ضمت أنواع الخطاب ومظاهر الفكاهة في الخطاب‬
‫السـاخر والعمليـات المعرفيـة وعالقتها بالفكاهة واحتـوى الفصل الثاني الـذي كان عنوانه‬
‫"السـخرية‪ ..‬خصائصهـا‪ ..‬أسـاليبها‪ ..‬وظائفهـا " علـى ثالثـة مباحث أيض ًا اشـتملت على‬
‫نظريات الفكاهة والضحك بين الفلسفة وعلم النفس وخصائص السخرية وبواعثها واساليبها‬

‫‪- 14 -‬‬
‫__________________________________________________________________________________________________________________ املقدمة ‬

‫ووظائـف السـخرية وضـم الفصـل الثالث الـذي كان عنوانـه مضاميـن البرامـج التلفزيونية‬
‫السـاخرة مبحثـا عن تلفزيون مابعـد الحداثة ومبحثا آخر عـن البرمجة والبرامـج التلفزيونية‬
‫وجاء المبحث الثالث في هذا الفصل عن مضامين البرامج التلفزيونية الساخرة‬
‫لـذا يأمل الكاتب من هذه الدراسـة أن تكون خطوة في االتجـاه الصحيح وأن تلحقها‬
‫خطـوات الحقـة لتأصيل مفهوم ألسـخرية في البرامـج التلفزيونية وتحديد مالمحها بشـكل‬
‫أفضـل بمـا يخدم العمل البرامجي عن طريق تأشـير مواطن الضعـف والخلل في المضامين‬
‫والمعالجات واالساليب التي جرت على البرامج التلفزيونية الساخرة‬

‫‪- 15 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪- 16 -‬‬
‫_______________________________________________________________________________________________________ مفاهيم ومصطلحات ‬

‫مفاهيم ومصطلحات‪:‬‬

‫المضمون ‪-:content‬‬
‫هـو خطاب معرفي ينطوي علـى العديد من االيماءات والـدالالت والمرجعيات في‬
‫تغييـر المفاهيم لدى االفـراد والمجتمعات ((( عن طريق تكوين اشـكال لغوية تحمل أفكار ًا‬
‫ومشـاعر يمكن تناقلها بين األطراف بطرق مباشـرة وغير مباشرة ((( وكل جملة رموز في أي‬
‫(((‬
‫وسـيلة مـن وسـائل االتصـال هـي كل مركب تتجسـد مـن خاللهـا المعانـي والمشـاعر‬
‫فالمضمـون فـي البرنامـج التلفزيوني هو محتـواه وموضوعه ((( وفي الدرامـا التلفزيونية هو‬
‫المحتـوى الذي تكشـف عنه حكايـة الدراما التلفزيونيـة وتوحي بها في نفوس المشـاهدين‬
‫(((‬
‫بواسطة الشكل‬
‫ويقسم المضمون إلى ‪-:‬‬
‫‪ - 1‬السياسـي وهـو كل مـا يتعلق بالشـؤون السياسـية المتمثلـة بنظام الحكـم والقوانين‬
‫والدساتير ومجالس النواب والعالقات السياسية والخارجية وتصريحات المسؤولين وغيرها ‪.‬‬
‫سـماح الحمامـي‪ ،‬القيم الفنية والتعبيريـة في االعالنـات التلفزيونية‪،‬تونس‪ ،‬مجلة اتحاد اإلذاعـات العربية‪،‬ع ‪،1‬‬ ‫‪ -1‬‬
‫‪ ،2007‬ص‪.11‬‬
‫هادي نعمان الهيتي‪ ،‬في فلسفة اللغة واالعالم‪ ،‬الدار الثقافية للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،2006 ،1‬ص‪.46‬‬ ‫‪- 2‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.107‬‬ ‫‪- 3‬‬
‫كرم شلبي‪ ،‬فن الكتابة للراديو والتلفزيون‪،‬جده‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع والطباعة‪،1977 ،‬ص‪.82‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫علي حنون الساعدي‪ ،‬الشكل واغناء المضمون في الدراما التلفزيونية العراقية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية‬ ‫‪ -5‬‬
‫الفنون الجميلة‪ ،‬بغداد ‪ ،1989‬ص‪.3‬‬

‫‪- 17 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ - 2‬االقتصادي ‪ - :‬كل ما يتعلق بالشؤون االقتصادية كالضرائب واالجور والرواتب‬


‫والمستوى المعيشي والعالقات االقتصادية بين الدول وغيرها ‪.‬‬
‫‪ - 3‬االجتماعـي ‪ -:‬ويشـمل العالقـات االجتماعية وما يتخلـل المجتمع من ظواهر‬
‫تخص األسرة وحرية المرأة والعالقات بين الرجل والمرأة وكذلك ما يتعلق بالشؤون الثقافية‬
‫(((‬
‫والفنية والفكرية والفنية بشكل عام‬
‫ويرى الكاتب أن المضمون هو خطاب معرفي تتجسد في محتواه وموضوعه المعاني‬
‫والرموز والمشـاعر يرمي القائـم باالتصال عن طريقها تكريس أو تغييـر لمفاهيم معينة لدى‬
‫األفراد والمجتمعات بطرق مباشـرة أو غير مباشـرة عبر اسـتخدامه وسيلة أو أكثر من وسائل‬
‫االتصال ‪.‬‬

‫البرنامج ‪-:program‬‬
‫أن (البرنامـج هـو النموذج الذي يشـكل‬ ‫(**)‬
‫يـرى ادوارد ستاشـيف(*) ورودي بريتـز‬
‫الهيكل النمطي للعناصر المختلفة التي يضمها)((( ‪ .‬وهو (منهاج يصف شيئ ًا أو يعلن عنه وله‬
‫صيـغ وأشـكال خارجيـة هي عبارة عن الشـكل والمضمـون) (((وهو (تحديـد أو تفصيل أو‬
‫حمدان خضر سالم‪ ،‬تطور الكاريكاتير في الصحافة العراقية‪ ،‬إطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬بغداد‪،‬‬ ‫‪ -1‬‬
‫‪ ،2000‬ص‪ 15‬ص‪.16‬‬
‫ادوارد ستاشيف ‪-:‬كان يعمل مستشارا ثقافيا لمحطة كولومبيا لألذاعة والتلفزيون من عام ‪ 1945‬إلى عام ‪1947‬‬ ‫* ‬
‫في الوقت الذي كان يشـغل وظيفة مدير التخطيط التلفزيوني لمحطة مجلس مدينة نيويورك للبرامج التعليمية ثم‬
‫شـغل مسـاعد مدير عام البرامج لمحطة ‪ w p I x‬بنيويورك وشغل منصب أستاذ مساعد للخطابة بجامعة ميتشيغان‬
‫وقام بتدريس فنون الكتابة واإلخراج األذاعي والتلفزيوني‬
‫رودي بريتز ‪ -:‬عمل مصور ومخرج بالتلفزيون منذ عام ‪1939‬م في محطة ‪ CBS‬ومدير لالنتاج التلفزيوني لمحطة‬ ‫** ‬
‫‪ WPI‬بنيويورك وقام بتدريس الفن التلفزيوني لسـنوات عديدة وشـغل وظيفة مستشـار البرامج واالخراج ورئيس‬
‫قسم البرامج الثقافية والتلفزيونية في جامعة كاليفورنيا‬
‫أدوارد ستاشـيف‪ ،‬رودي بريتـز‪ ،‬برامـج التلفزيون انتاجها وإخراجها‪ ،‬تر‪ :‬أحمد طاهر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مؤسسـة سـجل‬ ‫‪ -2‬‬
‫العرب‪ ،‬دار االتحاد العربي للطباعة‪ ،‬ط‪ ،1956 ،3‬ص‪.62‬‬
‫فالح كاظم المحنه‪،‬البرامج االذاعية والتلفزيونية‪،‬جامعة بغداد‪،‬بيت الحكمة‪،‬من دون سنة طبع‪ ،‬ص ‪128‬‬ ‫‪ -3‬‬

‫‪- 18 -‬‬
‫_______________________________________________________________________________________________________ مفاهيم ومصطلحات ‬

‫إشـارة إلى شـيء نريد أن ندرسـه أو نحلله أو نطلع عليه أو نسـير على هداه داخل أطار زمني‬
‫محـدد)((( يكون (على شـكل جملة من اللقطات سـمعية كانت أو بصرية أو سـمعية بصرية‬
‫تشـكل وحـدة متجانسـة تبث تحت عنوان أو ركـن معين خالل فترة زمنية يتـم االعالن عنها‬
‫مسبق ًا)(((‪.‬‬
‫ويعـرف الدكتور عبـد الكريم السـوداني البرنامج التلفزيوني هو(كل مـادة صورية أو‬
‫صورية صوتية تقدم من التلفزيون ضمن فترة البث اليومي والتي تمتلك هدف ًا معين ًا ويخاطب‬
‫عينة من المشاهدين بلغة مناسبة ويتميز بعنوان ولحن دال يفصلها عما يسبقها ويليها ) ((( ‪.‬‬
‫(((‬
‫وصنـف أدوارد ستاشـيف ورودي بريتز البرامج التلفزيونية إلـى درامية وال درامية‬
‫سـيأتي شرحها الحق ًا في فصول الدراسة ويرى الكاتب بأن البرنامج هو منهاج يحمل رسالة‬
‫اتصالية ذات شـكل ومضمون مصمم للبث عبر وسـائل االتصال السـمعية أو المرئية تهدف‬
‫إلى دراسـة وتحليل موضوع أو عدة مواضيع محددة مسـبق ًا لغرض اطالع الجمهور في اطار‬
‫زمني محدد لتحقيق غايات ووظائف اعالمية ‪.‬‬

‫التلفزيون (‪-: Television )T . V‬‬


‫وصف ادوارد ستاشيف ورودي بريتز التلفزيون بأنه وليد آباء ثالثة ‪ ،‬المسرح والسينما‬
‫واإلذاعة وانه حقيقة واقعية وشـيئ ًا يعتد به سـواء اعتبر شـك ً‬
‫ال من اشـكال الفن أو وسـيلة من‬
‫وسـائل اإلتصال أو الترفيه الجماعي المباشـر وبرهنا على قيمته وفعاليته كوسيلة من وسائل‬
‫البث المباشـر دون تعديل في الشـكل ((( فيما اعتبره الدكتور أحمد عبد الملك وسيلة بصرية‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.182‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫محمد قنطاره‪،‬انتاج البرامج العلمية والتكنولوجية في االذاعات العربية‪،‬تونس‪،‬سلسـلة بحوث ودراسـات اذاعية‬ ‫‪ -2‬‬
‫(‪،)54‬اتحاد اذاعات الدول العربية‪،2006،‬ص ‪.4‬‬
‫عبد الكريم حسـن السوداني‪ ،‬وظيفة اللغة الصورية في البرامج التلفزيونية‪ ،‬إطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬جامعة‬ ‫‪ -3‬‬
‫بغداد‪ ،‬كلية الفنون الجميلة‪ ،1996 ،‬ص‪.7‬‬
‫ادوارد ستاشيف‪ ،‬رودي بريتز‪ ،‬م‪،‬س‪،‬ذ‪ ،‬ص ‪.76-62‬‬ ‫‪- 4‬‬
‫ادوارد ستاشيف‪ ،‬رودي بريتز‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪2-1‬‬ ‫‪ -5‬‬

‫‪- 19 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫تعتمـد على الرؤيا والصـورة المتحركة في المقـام األول وتأتي الكلمـة المنطوقة في المقام‬
‫الثانـي((( ويراه الدكتور نبيل راغب اداة شـعبية وطاقة حضارية لها دورها التثقيفي والتنويري‬
‫والتنموي وهو مرآة العصر بكل إيجابياته وسلبياته ((( ويجد عبد الكريم قابوس في التلفزيون‬
‫أداة اتصـال جماعـي وآلة تحولت من اختراع إلى قنبلة إعالمية ووسـيلة لولوج سـاحة رأس‬
‫المال واداة دعاية سـهلة االسـتعمال لها قدرة على التخدير والتنويم في حين انها قادرة على‬
‫(((‬
‫التحريـر والتنوير وهو ظاهرة معرفية وينبوع بصـري يصلح للتاريخ والتحليل االجتماعي‬
‫فيمـا يـرى فيـه عاصف حميدي بأنه وسـيلة اتصـال متميزة تحتـوي على كل وسـائل التعبير‬
‫البصـري والصوتي إذ تسـاعد الصورة والكلمـة المنطوقة والموسـيقى والمؤثرات الصوتية‬
‫على تدعيم رسالته االعالمية ((( ‪ ،‬وتأسيس ًا على ما تقدم فأن الكاتب يرى في التلفزيون الذي‬
‫تحـول مـن آداة الكترونيـة صماء إلى وسـيلة اتصال نخبوية محدودة االنتشـار ‪ ،‬إلى وسـيلة‬
‫اتصال شـعبية وظاهرة معرفية مابعد حداثوية تمتلـك قيمة وفعالية كبيرة وتأثير ًا في الجمهور‬
‫ولها قدرة على تحريره وتنويره أو تخديره وتنويمه تبع ًا ألهداف الرسالة االتصالية والجمهور‬
‫المسـتهدف كمـا أنـه يعكس ويوثق ايجابيـات العصر وسـلبياته عن طريق الصـورة والكلمة‬
‫المنطوقة والموسيقى والمؤثرات الصوتية التي تعمل على تدعيم رسالته اإلعالمية ‪.‬‬

‫السخرية ‪-:Satire‬‬
‫جـاء فـي كتاب العيـن للخليل بن احمد الفراهيدي في باب سـخر (س ِ‬
‫ـخ َر منه وبه أي‬ ‫َ َ َ‬
‫الضحكَـة)((( ويعـرف معجـم المصطلحـات العربيـة في اللغـة واألدب‬
‫والسـخر َة ُ‬
‫أسـتهزأ ُ‬
‫أحمد عبد الملك‪،‬فضائيات‪ ،‬عمان‪،‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع‪ ،2000 ،‬ص‪49‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫‪ -2‬نبيل راغب‪ ،‬فن التلفزيون‪،‬القاهرة‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع‪،2006 ،‬ص‪.5‬‬
‫‪ -3‬عبـد الكريـم قابوس‪ ،‬النقد التلفزيونـي في العالم العربي نقد النقد ونقد الذات‪،‬تونـس‪ ،‬مجلة اتحادات اإلذاعات‬
‫العربية‪ ،‬ع‪ 2000 ،1‬ص ‪.33-31‬‬
‫‪ -4‬عاصف حميدي‪ ،‬العمل اإلذاعي والتلفزيوني‪ ،‬مفاتيح النجاح وأسرار النجاح‪ ،‬أبو ظبي‪ ،‬ط‪ ،2004 ،2‬ص‪.20‬‬
‫‪ -5‬الخليـل بن احمـد الفراهيدي‪،‬كتـاب العين‪،‬تحقيق مهـدي المخزومي‪،‬ابراهيم السـامرائي‪،‬ج‪ ،2‬حـرف الزاي –‬
‫حرف الغين‪ ،‬قم‪،‬انتشارات أسوة‪،‬ط‪1425 ،2‬هجرية‪ ،‬ص ‪801-800‬‬

‫‪- 20 -‬‬
‫_______________________________________________________________________________________________________ مفاهيم ومصطلحات ‬

‫(السخرية في مفهومها البالغي بأنها طريقة في الكالم يعبر بها الشخص عن عكس ما يقصده‬
‫بالفعل كالقول للبخيل ما أكرمك) ((( ‪.‬‬
‫ويرى الدكتور حامد عبده الهوال بأن السخرية (نوع من الضحك الكالمي أو التصوير‬
‫الـذي يعتمـد على العبارة البسـيطة أو على الصـورة الكالمية مع التركيز علـى النقاط المثيرة‬
‫فيهـا)((( ‪(.‬وقـد تكون نادرة أو خبر ًا موحي ًا أو تصور ًا سـواء كان منصبـ ًا على فرد أو طائفة أو‬
‫عـادة اجتماعيـة معينة أو ظاهرة خلقية ثابتة أو طارئة )((( وقد ال تعتمد السـخرية على الكلمة‬
‫بل تعتمد على اللون والخطوط والظالل كما أن في الرسـم السـاخر (الكاريكاتير) ‪ -‬سـيتم‬
‫شـرحه الحقـ ًا ‪ -‬وقد تكون (اشـارة دالـة على معنى أو حركـة غامزة ال يخفـى مدلولها ولها‬
‫مناسباتها الداعية لها وتستخدم في المسرح مث ً‬
‫ال كفن ساخر قائم بذاته أو كعامل مساعد يؤكد‬
‫الفكرة أو يدعمها )((( وهي (عمل إنساني محض وال يقوم به أال اإلنسان ألنها توأم الضحك‬
‫(((‬
‫ونسـتطيع القول إن اإلنسـان حيوان ساخر ألنه السـخرية تجمع النطق والضحك والفكر)‬
‫وهـذا ماأكده هنري برجسـون (*) في (كتابه الضحك ‪ ..‬البحـث في داللة المضحك) بأن (ال‬
‫(((‬
‫مضحك إال فيما هو إنساني)‬
‫وعرف معجم األكاديمية الملكية االسـبانية السخرية بأنها مزاج رقيق غير ظاهر وصورة‬
‫بالغية تكمن في إدراك عكس ما يقال فيما وصفها الدكتور عبد الفتاح عوض بأنها إدراك نقدي‬
‫يتم التعبير عنه بخطاب متعدد المعاني ينظم العالمات اللغوية بغية توصيل معنى يختلف عن ما‬

‫مجدي وهبي وكامل المهندس‪ ،‬معجم المصطلحات العربية في اللغة واألدب‪ ،‬لبنان‪ ،‬مكتب لبنان‪ ،1979 ،‬ص‪112‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫حامد عبده الهوال‪ ،‬السخرية في أدب المازني‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ 1982 ،‬ص‪.16‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.17‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.18‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.30‬‬ ‫‪ -5‬‬
‫فيلسوف فرنسي (‪ )1941-1859‬طور نظرية حول الفكاهة والضحك أطلق عليها بعض العلماء (نظرية اآللية)‬ ‫* ‬
‫أو (النشاط اآللي) ‪.mechaniczation‬‬
‫‪ -6‬هنـري برجسـون‪ ،‬الضحـك في داللـة المضحك‪ ،‬ترجمة سـامي الدروبـي وعبد اللـه النديم القاهرة‪ ،‬المؤسسـة‬
‫المصرية العامة للكتاب‪ ،1998 ،‬ص‪.16‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫تفصح به الكلمات حرفي ًا ويمكن أن يحدث هذا على مسـتوى الجملة او على مسـتوى أحداث‬
‫سردية أكثر تعقيد ًا وهي ظاهرة أدبية ورسالة اتصال بين المرسل والمتلقي وهي شكل للتناقض‬
‫الظاهري ووعي واضح بالخفة الدائمة ووعي بالفوضى المتزايدة التي ليست لها نهاية((( ‪.‬‬
‫ويعرفها الدكتور شـاكر عبد الحميد بأنها (نوع من التأليف األدبي أو الخطاب الثقافي‬
‫الـذي يقـوم علـى أسـاس االنتقـاد للرذائـل والحماقـات والنقائص اإلنسـانية الفرديـة منها‬
‫والجمعيـة ومهاجمـة الوضع الراهـن في األخالق والسياسـة والسـلوك والتفكير وهي أحد‬
‫أشـكال المقاومة وقد تشـمل السـخرية على اسـتخدام التهكم واالسـتهزاء ألغـراض نقدية‬
‫وتصحيحية ورقابية وتحذيرية وهي غالب ًا ما توجه نحو اإلفراد والمؤسسـات والشـخصيات‬
‫العامـة ونحـو السـلوك التقليدي‪،‬والسـخرية مظهر مـن مظاهـر الفكاهة ومن أكثر أشـكالها‬
‫تعريفي الدكتور عبد الفتاح عوض‬
‫ٌ‬ ‫أهميـة((( ‪ ،‬ويجد الكاتب أن هناك اتفاق ًا إلـى حد ما مابين‬
‫والدكتور شاكر عبد الحميد لذا فأن الكاتب يرى أن السخرية هي رسالة اتصالية تنطوي على‬
‫ٍ‬
‫معـان يصححهـا القائـم باالتصال (المرسـل) تبعـ ًا لخصائص الوسـيلة االتصاليـة التي تمر‬
‫بواسطتها الرسائل وتهدف إلى نقد ومقاومة الظواهر الحياتية سواء كانت اجتماعية أو سياسية‬
‫أو اقتصادية أو فكرية لدى األفراد والمؤسسات ألغراض تقويمية ورقابية وتحذيرية بأسلوب‬
‫يثير الضحك لدى المتلقي أو السخط أو كليهما مع ًا‪.‬‬

‫الفكاهة ‪-:Humor‬‬
‫الفكاهة هي المزاح‪ ،‬والفاكه المازح وفاكهتهم مفاكهة بملح الكالم والمزاح واالسـم‬
‫الفكيهـة والفكاهـة والفكـه طيب النفـس كما جاء فـي كتاب العيـن للفراهيـدي (((والبأس‬
‫‪ - 1‬عبد الفتاح عوض‪ ،‬السـخرية في روايات بابيسـتر دراسة لغوية سـيكولوجية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬عين للدراسات والبحوث‬
‫اإلنسانية واإلجتماعية‪ 2001 ،‬ص‪ 13‬ص‪ 47‬ص ‪.239‬‬
‫‪ -2‬شـاكر عبـد الحميد‪ ،‬الفكاهـة والضحك رؤيا جديدة‪ ،‬الكويت‪ ،‬سلسـلة عالم المعرفة‪ ،‬المجلـس الوطني للثقافة‬
‫والفنون واألدب ‪ ،2003‬ص‪ 51‬ص‪.52‬‬
‫‪ -3‬الخليل بن احمد الفراهيدي‪،‬كتاب العين‪،‬تحقيق مهدي المخزومي‪ ،‬ابراهيم السامرائي‪ ،‬ج‪،3‬حرف الفاء –حرف‬
‫الياء‪ ،‬قم‪،‬انتشارات أسوة‪،‬ط‪1425 ،2‬هجرية‪ ،‬ص‪.1411‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫_______________________________________________________________________________________________________ مفاهيم ومصطلحات ‬

‫بالمـزاح مالـم يكـن سـفها‪،‬والله تعالى وعد فـي اللمم بالتجـاوز والعفو ((( فـي قوله تعالى‬
‫ال ْث ِم وا ْل َفو ِ‬
‫اح َش إِ َّل ال َّل َم َم»((( و ّعرف معجم المصطلحات العربية في‬ ‫«ا َّل ِذين يجتَنِب َ ِ‬
‫ون َك َبائ َر ْ ِ َ َ‬ ‫َ َ ْ ُ‬
‫اللغـة واألدب الفكاهـة بأنهـا تلك الصيغة في العمـل أو في الكالم أو فـي الموقف التي تثير‬
‫الضحك لدى ألقراء والمشاهدين ((( ‪.‬‬
‫واشـار المصطلـح اإلنكليـزي ‪ Humor‬الـى ان الفكاهـة مـا يبعـث علـى الضحـك‬
‫واالبتسامة واعتقد ارسطو(*) أن الحط من وضع المضحوك منه هو الباعث على اثارة الضحك‬
‫ويرى بعض الفالسـفة والنقاد َّ‬
‫أن التناقض أو عدم التناسـب بين الحقيقتين هو سر االضحاك‬
‫ومنهم الفيلسـوف الفرنسي هنري برجسون (‪ )1941-1859‬فقد وجد أن موضوع الضحك‬
‫قائم على أساس من عدم التجانس أو المواءمة مع المجتمع (((‪.‬‬
‫وعرف قاموس اوكسـفورد الفكاهـة بأنها (تلك الخاصية المتعلقـة باالفعال والكتابة‬
‫والـكالم‪ ...‬الـخ التي تثير المرح والمزاح ) ((( وعرفها قاموس وبسـتر بأنهـا (تلك الخاصية‬
‫المتعلقـة بحـدث أو نشـاط أو موقـف أو بتعبيـر خـاص عـن فكـرة والتي تسـتحضر الحس‬
‫المضحـك أو الحس الخـاص المتعلق بادراك التناقض في المعنـى والفكاهة خاصية واقعية‬
‫مضحكة او مسـلية‪ ،‬انها تتعلق بالملكة العقلية الخاصة باالكتشـاف والتعبير والتذوق لالمور‬
‫شـهاب الديـن محمدبـن احمـد ابـي الفتـح االبشـيهي‪ ،‬المسـتطرف فـي كل فـن مسـتظرف‪ ،‬لبنـان‪ ،‬دار الكتب‬ ‫‪ -1‬‬
‫العلمية‪،‬ط‪ ،2008 ،1‬ص ‪.528‬‬
‫سورة النجم‪،‬االية (‪.)32‬‬ ‫‪- 2‬‬
‫مجدي وهبة‪،‬كامل المهندس‪،‬معجم المصطلحات العربية في اللغة واالدب‪،‬م‪.‬س‪.‬ذ‪ ،‬ص‪153‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫أحد أهم فالسـفة االغريق إلى جانب أفالطون وسـقراط ولد في العام ‪ 384‬ق‪ .‬م في مدينة اسـطا غيزا في مقدونيا‬ ‫* ‬
‫وقضـى فيهـا أيامه األخيرة‪ ،‬وهو من تالمـذة أفالطون وله مؤلفات تربو على االربعمائـة مؤلف في العلوم النظرية‬
‫والعلوم التطبيقية‪ .‬ينظرإلى‪ :‬جيرار دوروزي واندريه روسـل‪،‬قاموس ناثان الفلسـفي‪ ،‬تعريب اكرم انطاكي‪،‬بدون‬
‫سنة طبع‪،‬ص ‪.3‬‬
‫ابراهيم حمادة‪،‬معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مطبعة دار الشعب‪ ،1971 ،‬ص ‪.208‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫‪5- Roeckeleinjone (2002). The psyhology. of humor,are ference guide and annotated bibli-‬‬
‫‪ogrpgy. London‬‬
‫نق ً‬
‫ال عن ‪ :‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬م‪.‬س‪ .‬ذ‪،‬ص‪14‬‬ ‫ ‬

‫‪- 23 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫المضحكةاو العناصر المتناقضة الالمعقولة في االفكاروالمواقف واالحداث واالفعال) (((‪.‬‬


‫ووصـف الكاتب المصري إبراهيم عبد القادر المازني الفكاهة بأنها (قضية مدروسـة‬
‫وعرفها الدكتور شاكر عبد الحميد‬ ‫(((‬
‫بكثير من العمق والعناية تدور حول المعنى والحقيقة)‬
‫بأنهـا (رسـالة اجتماعيـة مقصـود منها انتـاج الضحك واالبتسـامة وتحقيق بعـض األهداف‬
‫والوظائـف وتسـتخدم بعـض األسـاليب ولها بنيتهـا الخاصـة ومحتواها المميـز وتظهر في‬
‫مواقـف معينـة ذات طبيعـة خاصـة) ((( والفكاهـة (مصطلح شـامل عـام تنضـوي تحته كل‬
‫المصطلحـات الموجـودة فـي هـذا المجـال كالضحـك والكوميديـا والنكتـة والحماقـة‬
‫مقصـودة(***) وغيـر‬ ‫(**)‬
‫والكاريكاتيـر ‪ ....‬الـخ وتنطـوي علـى معـان ايجابيـة(*) وسـلبية‬
‫مقصودة(****) فهي ظاهرة اتصالية ونشـاط اجتماعي متعددة االبعاد ومتنوعة التجليات يسهم‬
‫كل نـوع فرعي مـن أنواع الفكاهة في ظاهرة الفكاهة الكليـة (((‪ .‬ويذهب الدكتور عبد العزيز‬
‫شرف الى التمييز بين الفكاهة والسخرية وهي ان الفكاهة تقوم في االول على العواطف بينما‬
‫السـخرية تقوم في االخر على العقل ذلك ان الفكاهة تضحك (من) لكن السـخرية تضحك‬
‫(على) كما هو في الشعر الفكاهي الضاحك والشعر الهجائي الساخر (((‪.‬‬
‫ويرى الكاتب بأن الفكاهة هي نشاط اتصالي واجتماعي ينطوي على أشكال وجوانب‬
‫معرفية وسـلوكية تستهدف استحضار الحس المضحك في تصميم وانتاج الرسالة االتصالية‬

‫)‪1- websters third new international dictionary of the English language unabridged (1993‬‬
‫ال عن المصدر نفسه ص‪.14‬‬ ‫نق ً‬ ‫ ‬
‫‪ -2‬خالد القشطيني‪ ،‬السخرية السياسية العربية‪ ،‬ترجمة ‪ :‬كمال اليازجي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الساقي ط‪ ،1992 ،2‬ص‪.42‬‬
‫‪ -3‬المصدر السابق‪،‬ص‪.7‬‬
‫* كما في حالة النكات البريئة أو ضحك من فعل شيء‪.‬‬
‫** كما في حالة النكات العدوانية أو االستهزاء‬
‫*** مثل اللوحات والتماثيل الظريفة أو الساخرة واالغاني والمونولوجات المرحة‪....‬الخ‪.‬‬
‫**** مثل فلتان اللسان ومالحظات األطفال الساذجة والحركات الجسمية غير المتوقعة‪...‬الخ‬
‫‪ -4‬خالد القشطيني‪ ،‬السخرية السياسية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪.18-16‬‬
‫‪ -5‬عبد العزيز شرف‪ ،‬االدب الفكاهي‪ ،‬مصر‪ ،‬الشركة المصرية العالمية للنشر‪ ،1992 ،‬ص‪.62‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫_______________________________________________________________________________________________________ مفاهيم ومصطلحات ‬

‫الذي يعتمد على ادراك التناقضات في المعنى ألثارة الضحك لدى الجمهور عادة والسـخط‬
‫أحيان ًا أو كليهما مع ًا ‪.‬‬

‫الضحك ‪-:‬‬
‫عرف قاموس وبستر الضحك بأنه (تعبير مسموع يرتبط بانفعال معين وفعل دال على‬
‫‪.‬‬ ‫(((‬
‫البهجة والسخرية واالرتباك أو اللهو والتسلية)‬
‫وجاء في معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية تعريف الضحك بأنه (تعبير يطلقه‬
‫المتلقـي مـن انبسـاطه الزائد مـن موقف فكاهـي ) ((( و(الضحـك ظاهرة مسـتقلة عن اللغة‬
‫وسـابقة لهـا وهو لغة خاصـة لها قاموسـها وتركيبهـا النحـوي ومعانيها الخاصـة ولها صفة‬
‫العدوى وسـرعة االنتشـار خالل عملية االتصال الصوتي االجتماعـي وهو تعبير صريح عن‬
‫حالة سارة موجودة لدينا) ((( ‪.‬‬
‫ويـرى الدكتور سـمير شـريف اسـتيتية الضحـك بأنه سـلوك منتظم ينبثق عـن الوعي‬
‫بمواقف سلوكية أو يؤدي إلى مواقف سلوكية ويكون مصحوب ًا بانفعاالت وجدانية ورد فعل‬
‫من سـلوك عضوي وسـيكولوجي واجتماعي وأن له وجهين أحدهمـا وعي واآلخر رد فعل‬
‫ويلخـص د‪ .‬سـمير شـريف القـول َّ‬
‫إن الضحك موقف اتصالي يكون فيها مرسـل ومسـتقبل‬
‫وفعل ورد فعل(((‪.‬‬
‫أن الضحك هـو رجع الصـدى أو التغذية الراجعة من المسـتقبل بعد‬ ‫ويـرى الكاتـب َّ‬
‫معـان تثير الضحك كما صممها المرسـل‬‫ٍ‬ ‫فهمـه معنـى الرسـالة االتصالية التـي تنطوي على‬

‫‪1- Websters third new international dictionary of the English language.op. cit‬‬

‫نقال عن‪ :‬شاكرعبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك رؤية جديدة‪،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪ - 2‬إبراهيم حمادة‪ ،‬معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ ص ‪.192‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.25-20‬‬
‫‪ -4‬سمير شريف استيتية‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب‪ ،‬عمان‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،2002 ،‬ص‪.46‬‬

‫‪- 25 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫وأثـارت الضحك لدى المسـتقبل بشـكل فوري عن طريق اسـتخدام رموز وإشـارات ولغة‬
‫تحدث فعل الضحك لدى المتلقي ‪.‬‬

‫القناة التلفزيونية الخاصة ‪-:‬‬


‫وهـي القنـاة التلفزيونية التي يتأتى رأسـمالها كليـ ًا أو في معظمه مـن القطاع الخاص‬
‫وتكون ملكيتها لرأس المال الغالب ((( ‪.‬‬
‫أو هي التي يمولها أشـخاص أو شـركات وتتمتع بحرية كاملة في تحديد هويتها لكن‬
‫(((‬
‫رأس المال هو الذي يحدد سياستها اإلعالمية‬
‫ويـرى الكاتب أن المادة اإلعالمية التي تقدمها القناة التلفزيونية الخاصة تعكس جزء ًا‬
‫كبير ًا من هويتها وتوجهاتها اإلعالمية والسياسية‪.‬‬

‫االتصال السياسي‪-:‬‬
‫وهو ذلك النوع من االتصال الذي يقصد به التاثير في الكيان السياسـي للدول سـواء‬
‫من داخل الدول او من خارجها ((( ويؤدي وظيفة سياسية للقائمين عليه في احداث تأثيرات‬
‫واقعية أو محتملة في عمل وسـلوكيات االخرين ‪ ،‬وتسـعى الدول على اختالف انظمتها الى‬
‫استخدام وسائل االتصال لتحقيق اهدافها في حالتي السلم والحرب وفي مقدمتها االهداف‬
‫‪.‬‬ ‫(((‬
‫السياسية على المستوى الوطني والدولي‬

‫المنصـف العيـاري‪ ،‬محمد عبد الكافـي‪ ،‬القنوات التلفزيونيـة العربية المتخصصة‪ ،‬تونس‪ ،‬اتحـاد اذاعات الدول‬ ‫‪ -1‬‬
‫العربية‪ ،‬سلسلة وبحوث ودراسات إذاعية (‪ ،2006 ،)56‬ص‪.11‬‬
‫حسـين جاسم جابر‪ ،‬االشـكال الفنية للبرامج التعليمية في القنوات الفضائية العربية المتخصصة رسالة ماجستير‬ ‫‪ -2‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية اإلعالم‪ ،2007 ،‬ص‪.19‬‬
‫عصام سليمان موسى‪،‬المدخل في االتصال الجماهيري‪،‬االردن‪،‬مكتبة الكناني‪،‬ط ‪،1986 ،1‬ص ‪.50‬‬ ‫‪- 3‬‬
‫محمد حمدان مصالحة‪ ،‬االتصال السياسي‪ ،‬مقترب نظري تطبيقي‪ ،‬األردن‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،1986 ،‬ص‪.37‬‬ ‫‪ -4‬‬

‫‪- 26 -‬‬
‫_______________________________________________________________________________________________________ مفاهيم ومصطلحات ‬

‫دراما االتصال‪-:‬‬
‫وهي شـكل من االتصـال ‪،‬عادة مايكون في شـكل حوار بين الممثلين انفسـهم وبين‬
‫الممثليـن والجمهور وتتضمن قوى متضادة (((وترتبط بوسـائل االتصال((( (وهي الوسـائط‬
‫المكتوبـة السـمعية ‪ -‬البصريـة التـي تعمـل علـى ادارة االنطباعات التي تترسـخ فـي اذهان‬
‫الجمهور في شـكل صور واحاسـيس وقناعات وتأمالت وفق ماتمليه الهيئات القائمة على‬
‫هذه الوسـائل أما الدراما فتعني الفنون والتقنيات التـي يوظفها فريق من الفنيين والمصورين‬
‫والموسـقيين والكتـاب والمخرجيـن والمحررين في وسـائل االتصال بقصد تأسـيس عالم‬
‫يقوم على التظاهر والتصنع والتمثيل) (((‪.‬‬

‫الدراما السياسية‪:‬‬
‫تعـرف الدرامـا السياسـية على انهـا ‪-‬درامـا (البروباجندا) الدعايـة السياسـية وهي دراما‬
‫االستفزاز السياسي‪ ، (((-‬تصور الحياة الخاصة والعامة والعواطف العنيفة واالنفجارات االنفعالية‬
‫إلى قليل من الكوميديا وما فيها من فكاهة ونقد لتصرفات السياسيين والحكومة والسلطات ((( ‪.‬‬

‫البرنامج التلفزيوني الساخر ‪(-:‬تعريف اجرائي)‬


‫هو منهاج يحمل رسـالة اتصالية ذات شـكل ومضمون درامـي أو ال درامي أو كليهما‬
‫معـ ًا عبر وسـيلة االتصال التلفزيون يهدف إلى نقد الظواهر الحياتية سـواء كانت سياسـية أو‬

‫‪1- S.A. Arab, Bridging the Gap: Language, Culture and Literature (Alger. Office des publica-‬‬
‫‪tions universitaires, p127‬‬
‫نقال عن‪:‬عبد الرحمن عزي‪ ،‬دراسات في نظرية االتصال نحو فكر اعالمي متميز‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪ 80‬ص ‪.81‬‬ ‫ ‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.92‬‬ ‫‪- 2‬‬
‫عبد الرحمن عزي‪ ،‬دراسات في نظرية االتصال نحو فكر اعالمي متميز‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪80‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫محمود فهمي‪ .‬الصوت والصورة‪ .‬القاهرة‪ .‬مكتبة النهضة المصرية‪ .‬بال تاريخ‪ .‬ص‪.161‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫حسـين رامز محمد رضا‪ ،‬الدراما بين النظرية والتطبيق‪ ،‬بيروت‪ ،‬المؤسسـة العربية للدراسـات والنشـر‪،1970 ،‬‬ ‫‪ -5‬‬
‫ص‪.28‬‬

‫‪- 27 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫اجتماعيـة أو اقتصاديـة أو فكريـة لـدى األفـراد والمؤسسـات ومقاومتهـا ألغـراض رقابية‬


‫وتحذيرية وتقويمية وترفيهية بأسـلوب يثير الضحك أو السـخط أو كليهما مع ًا لدى المتلقي‬
‫في اطار زمني محدد يعلن عنه مسبق ًا وعنوان وموسيقى في بدايته ونهايته للتعريف به ويفصله‬
‫عما يسبقه أو يليه ‪.‬‬

‫‪- 28 -‬‬
‫الفصل االول‬

‫الخطاب والخطاب الساخر‬

‫‪- 29 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪- 30 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫المبحث األول‬
‫الخطاب والخطاب الساخر‬

‫عـن طريـق المفاهيـم والمصطلحـات التي أوردهـا الكاتب في شـأن السـخرية بأنها‬
‫خطاب ما دامت هي طريقة في الكالم يعبر بها الشخص عكس ما يقصده كما جاء في معجم‬
‫المصطلحـات العربية في اللغـة واألدب وأنها نوع من الضحك الكالمي أو التصويري الذي‬
‫يعتمـد على العبارات البسـيطة أو على الصـور الكالمية وقد تكون نـادر ًة أو خبر ًا موحي ًا كما‬
‫أشار إليه الدكتور حامد عبده الهوال في دراسته ألسخرية في أدب المازني ووصفها الدكتور‬
‫عبد الفتاح عوض في كتابه "السـخرية في روايات بابيسـتير دراسـة لغوية سيكولوجية" بأنها‬
‫إدراك نقـدي يتـم التعبيـر عنها بخطاب متعـدد المعاني ويقـول عنها بأنها رسـالة إتصال بين‬
‫المرسـل والمتلقـي وعرفها الدكتور شـاكر عبد الحميـد في كتابه "الفكاهـة والضحك رؤية‬
‫جديـدة" بأنهـا نوع من التأليـف األدبي أو الخطـاب الثقافي الذي يقوم على أسـاس االنتقاد‬
‫للرذائل والحماقات والنقائص الفردية منها والجمعية ومهاجمة الوضع الراهن في األخالق‬
‫والسياسة والسلوك والتفكير‬

‫تعريف الخطاب‪ -:‬‬


‫الخطـاب بتعريف بسـيط هـو الصيغـة التي نختارهـا لتوصيـل أفكارنا إلـى اآلخرين‬
‫والصيغة التي نتلقى بها أفكارهم((( فالخطاب على هذا التصور هو ذو لغتين احدهما منطوقة‬

‫‪ -1‬سمير شريف استيتية‪ ،‬اللغة وسيكلوجية الخطاب م ‪.‬س ‪.‬ذ‪ ،‬ص ‪ 15‬ص‪. 16‬‬

‫‪- 31 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫أو لفظيـة ويطلـق عليها اللغة اللفظية (‪ )verbal language‬وثانيهما غير منطوقة أو غير لفظية‬
‫ويطلق عليها اللغة غير اللفظية (‪ )Non - verbal language‬ويتمثل األول في اللغة المنطوقة‬
‫والمكتوبـة بينما يتمثل الثاني في الحركات واالشـارات وااللوان والرسـومات وااليماءات‬
‫(((‬
‫والعالمات‬
‫وكل إجـراء تتحـول بـه االفـكار والمفاهيم والمشـاعر إلى عمـل فني أبداعي كالرسـم‬
‫الساخر واللوحة التشكيلية والموسيقى وغيرها((( ويطلق عليه أحيان ًا اللغة الاللغوية ويمكن أن‬
‫تضـاف إلى اللغة اللفظية اوعية صوتية أخرى غير الكلمات مثل عالمات التردد والتهتهة ونغمة‬
‫الصـوت والضحك والبـكاء وفترات الصمت أثناء الكالم وغيرها وقـد وجد أن هذه الوحدات‬
‫شبه اللغوية تحمل إلى المستقبل معاني ذات فعالية في عملية االتصال(((‪.‬‬
‫وهذا يعني أن ننظر إلى أي عمل فني على أنه يتضمن خطاب ًا مباشر ًا باعتبار ما فيه من معان‬
‫واحاسـيس ومفاهيـم مقصود بها أن تصل إلى المسـتقبل في خطاب يفهمـه ويتضمن خطاب ًا غير‬
‫مباشـر باعتبار أن اللغة هنا ليسـت لغة النطق والكالم ولكنها لغة االيحاء واالشـارة((( وعليه فأن‬
‫اللغـة هـي نظام مـن الرموز المرئية أو المسـموعة اللفظيـة وغير اللفظية التي تسـتخدم في ترميز‬
‫الرسائل االتصالية الموجهة إلى اآلخرين بقصد استحضار المعاني لديهم(((‪.‬‬
‫ومفهوم الخطاب كأصطالح يعني بشكل عام نظام تعبير مقنن ومضبوط وهو المعرفة‬
‫المنظمـة الخاصـة بجانـب محدد مـن الواقـع او ظاهرة محـددة مثل خطاب سياسـي وأخر‬
‫تاريخي وفلسـفي واقتصادي وثقافي‪. ..‬الخ((( فمصطلـح الخطاب في الثقافات الغربية يدل‬

‫هادي نعمان الهيتي‪ ،‬في فلسفة اللغة واألعالم‪ ،‬م ‪.‬س ‪.‬ذ‪ ،‬ص‪.8‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫سمير شريف استيتية‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪.16‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫هادي نعمان الهيتي‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص‪. 8‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫سمير شريف استيتية‪ ،‬المصدر ألسابق‪ ،‬ص‪. 16‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫هادي نعمان الهيتي‪ ،‬المصدر السابق‪ ، ،‬ص‪. 8‬‬ ‫‪ -5‬‬
‫حميدة سميسـم‪ ،‬مفهوم الخطاب اإلعالمي‪ ،‬تحليل الخطاب العربي‪ ،‬بحوث مختارة األردن‪ ،‬منشـورات جامعة‬ ‫‪ -6‬‬
‫فيالدلفيا‪ ،‬كلية األداب‪ ،1988 ،‬ص ‪. 107‬‬

‫‪- 32 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫على منظومة البنية اللغوية الملفوظة والمكتوبة التي يسـتخدمها الفرد بإيصال رسالة واضحة‬
‫إلى ٍ‬
‫متلق محدد بهدف تعديل سلوكه والتأثير فيه فض ً‬
‫ال عن مظاهر التعبير االشارية واإليمائية‬
‫والصوريـة األخرى التي تخضـع بمظاهرها الخارجيـة وتكويناتها الداخليـة لقواعد محددة‬
‫قابلـة للتنميـط((( والخطـاب انجـاز في الزمـان والمـكان يقتضي شـروط ًا أهمهـا الخطيب‬
‫والخطـاب والمخاطـب ويحـدد كيـان الخطـاب مكونـات تعلـن حدوثـه وهـي األصوات‬
‫والمعاجـم والتراكيـب والداللة والتداول وبهذا يكـون الخطاب نظام ًا مـن العالمات الدالة‬
‫ظاهر ًا وباطن ًا(((‪.‬‬
‫والخطـاب هـو النتـاج المـادي للغـة بصفة نصـوص اتصاليـة مرتبطة بشـكل منطقي‬
‫تسـتوقف المتلقي وتجعله يتجـاوب معها بالقبول أو الرفض بعـد أن يصل المعنى بدالالت‬
‫الفهـم والفاعليـة واالنسـجام((( وهـو فعالية منشـئة للمضاميـن وصانعة ألشـكالها ومغيرة‬
‫ألحوالهـا((( ويـرى الكاتـب َّ‬
‫أن الخطاب هو النظـام والصيغة التي يختارهـا القائم باالتصال‬
‫النتقال رسـالته إلى المسـتقبل مصمم ًا شـكلها ومضمونها تبع ًا للوسـيلة التـي تنتقل خاللها‬
‫سـواء كانت الرسـالة لفظية أو غير لفظية مباشـرة أو غير مباشرة باسـتخدام المعاني والرموز‬
‫واإلشـارات اإليمائيـة أو الصوريـة مقـروءة كانت أو سـمعية أو مرئية أو كليهمـا مع ًا تخضع‬
‫مظاهرهـا الخارجية وتكويناتهـا الداخلية لقواعد محددة قابلة للتنميط بهدف تعديل سـلوك‬
‫المستقبل أو التأثير فيه‪.‬‬

‫عصام نجيب‪ ،‬األسـس النفسـية للخطاب العربي‪ ،‬تحليـل الخطاب العربي‪ ،‬بحوث مختارة‪ ،‬األردن‪ ،‬منشـورات‬ ‫‪ -1‬‬
‫جامعة فيالدلفيا‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،1988 ،‬ص ‪. 77‬‬
‫نـور الدين السـد‪ ،‬مقارنة الخطاب األدبي للمرجـع‪ ،‬تحليل الخطاب العربي بحوث مختارة‪ ،‬األردن‪ ،‬منشـورات‬ ‫‪ -2‬‬
‫جامعة فيالدلفيا‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،1988 ،‬ص ‪. 284‬‬
‫رائـد حسـين عباس المال‪ ،‬مهارات اإلتصـال الجماهيري عن طريقة لغة الخطاب القنـوات الفضائية النموذجية‪،‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫بغداد‪ ،‬مجلة الباحث االعالمي‪ ،‬العدد الثالث‪. 2007 ،‬‬
‫هادي نعمان الهيتي‪ ،‬في فلسـفة اللغة واالعالم‪ ،‬الدراسـة الرابعة‪ ،‬الظواهر اللغوية الحديثة في الخطاب اإلعالمي‬ ‫‪ -4‬‬
‫العربي م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪. 81‬‬

‫‪- 33 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫(((‬
‫أنواع الخطاب‪:‬‬
‫للخطاب أنواع متعددة يمكن إجمالها ابتدا ًء من األكثر إلى األقل تعقيد ًا واألعمق إلى‬
‫األقل عمق ًا واألشمل إلى األقل شموالً على النحو اآلتي ‪-:‬‬
‫‪ )1‬الخطاب الديني ‪:‬وهو خطاب أخالقي يعتمد على سلطة القائل وإرادته سواء أكان‬
‫ال أم عقالً‪ ،‬وهو أكثر الخطابات عمومي ًة‬
‫مقدس ًا أم دنيوي ٌا إلهي ًا أم إنساني ًا‪ ،‬وحي ًا أم إلهام ًا‪ ،‬نق ً‬
‫ألنه سلطوي أمري تسليمي إذعاني يطالب باإليمان والغيب والعقائد يعتمد على التصوير‬
‫الفني وإثارة الخيال والحياة المستقبلية وما بها من وعود وخالص من آالم البشر‪ ،‬وقد يكون‬
‫خطاب ًا عقائدي ًا كما هو الحال في علم الكالم أو باطني ًا كما هو الحال في التصوف أو تشريعي ًا‬
‫كما هو الحال في الفقه وأصوله ويدل على مرحلة تاريخية قديمة وهو أقدم أنواع الخطاب‪.‬‬
‫‪ )2‬الخطاب الفلسفي ‪ -:‬وهو خطاب عقلي برهاني مثالي الطابع أخالقي النزعة وهو‬
‫تطويـر للخطاب الديني ووارث له يقبل الحـوار والرأي اآلخر وهو يخاطب جمهور العقالء‬
‫بصرف النظر عن انتماءاتهم الدينية والعرقية والسياسـية‪ ،‬أحيانا ال يفهمه إال الخاصة وأحيانا‬
‫تفهمه العامة إذا كان بسيط ًا وواضح ًا بعيد ًا عن المصطلحات الفلسفية‪.‬‬
‫‪ )3‬الخطـاب األخالقـي ‪ -:‬وهو قراءة للخطاب الديني والخطاب الفلسـفي في الحد‬
‫األدنـى الـذي يتفق عليه النـاس جميع ًا‪ ،‬يختـزل العقائد والنظريات إلى مجرد سـلوك فاضل‬
‫ومعاملة حسنة فقد أتى الرسول محمد (ص) إلتمام مكارم األخالق‪.‬‬
‫‪ )4‬الخطاب القانوني ‪ ((( -:‬وهو اختزال للخطاب الديني والفلسـفي واألخالقي إلى‬
‫مجموعـة مـن األوامر والنواهـي فالدين شـريعة والفلسـفة مواعظ والنظر عمـل والخطاب‬
‫القانوني هو خطاب عام للناس جميع ًا يضع قواعد السلوك وعقوبات في حال خرق القانون‪.‬‬

‫‪ - 1‬حسـن حنفي‪ ،‬تحليل الخطـاب‪ ،‬تحليل الخطاب العربي‪ ،‬بحـوث مختارة‪ ،‬األردن‪ ،‬منشـورات جامعة فيالدلفيا‪،‬‬
‫كلية اآلداب‪ ،1988 ،‬م ‪.‬س ‪.‬ذ ص‪. 24-22‬‬
‫‪ -2‬ألمصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 26-24‬‬

‫‪- 34 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫‪ )5‬الخطاب التاريخي ‪ -:‬وهو الخطاب البديل عن التوجيه واإلرشـاد المباشرين إلى‬


‫االتعاظ بحوادث التاريخ ومسـارها واسـتعادة نماذج البطولة ومهمتـه اإلخبار ‪،‬والخبر أحد‬
‫مصادر المعرفة وعن طريقها يتم التحقيق من صدق الروايات‪.‬‬
‫‪ )6‬الخطاب االجتماعي السياسـي ‪ -:‬وهو الخطاب الذي يتحول من الخطاب الديني‬
‫بعد اختزاله عدة مرات إلى الخطاب اإلنساني الذي يبدأ بالمجتمع ويصدر عنه خاصة خطاب‬
‫الزعماء السياسيين والقادة ورجال األعمال ويكشف الخطاب عن صراع االهواء والمصالح‬
‫واإلرادات والقوى االجتماعية والتنظيمات السياسية في حركات اجتماعية‪.‬‬
‫‪ )7‬الخطـاب األدبـي والفنـي ‪ -:‬وهـو الخطاب النقدي الـذي يقوم بتحليـل األعمال‬
‫األدبيـة والفنيـة لبيان جماليتها وصورها وأسـاليبها وقدرتهـا على التأثير فـي المتلقي واثارة‬
‫خيالـه وهو خطاب يجمع بين الذاتيـة والموضوعية بين رؤية األديـب والفنان والواقع الذي‬
‫يصورانه ويعبران عنه‪.‬‬
‫(((‬
‫ومن مزايا الخطاب األدبي والفني هي ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬االصالة ‪-:‬‬
‫وهـي عمـق انتمـاء الخطاب إلى فكـر صاحبـه أو الفكر الـذي ينتمي إليـه صاحبه أو‬
‫المجتمع الذي هو أحد أبنائه‪ ،‬واالصالة ترتقي بمنشئ الخطاب إذا كان الخطاب ممث ً‬
‫ال لفكر‬
‫المجتمـع وهمومه واآلمه على النقيض من ذلك فـأن تقليد فكر اآلخرين ال يجعل للخطاب‬
‫اصالة وال عمق ًا‪.‬‬
‫ب‪ -‬االنتقائية ‪-:‬‬
‫بنى على النظر فيما يعم أوالً وما يخص ثاني ًا وهاتان عمليتان سيكولوجيتان‬
‫بمعنى أنه َ‬
‫مبنيتان على اطالق النظر إلى كليات المسألة ثم يسلط الضوء على خصوصيات المسألة أو‬
‫جزئياتها فالرسام الساخر ينتقي من المواقف العامة أشدها جلب ًا النتباهه البرازها في رسم ساخر‪.‬‬
‫‪ -1‬سمير شريف استيتية‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب م ‪.‬س ‪.‬ذ‪ ،‬ص ‪. 25-19‬‬

‫‪- 35 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫جـ‪ -‬االنسيابية والطالقة‬


‫وهـي انطلاق األديـب أو الفنـان فـي عملـه إلـى درجة يصبـح فيهـا نتائـج جزئيات‬
‫الظاهـرة وكأنـه دفقان شلال كمـا في تتابـع الكلمات فـي العمل األدبـي أو تناسـق االلوان‬
‫وتوزيـع الظلال فـي اللوحـة التشـكيلية ويعـود ذلـك إلى فهـم الفنـان أو األديـب للقضايا‬
‫والتعبير عنها‪.‬‬
‫د‪ -‬الذوق االجتماعي‬
‫يكشـف الخطاب عـن ذوق صاحبه ال عن الذوق الجماعـي والعالقات في المجتمع‬
‫الذي ينتمي إليه فالمجتمع الذي تكون فيه العالقات متينة بين أفراده تكون عبارات المجاملة‬
‫شائعة بينهم مثل ‪ -:‬يا صديقي‪ ،‬يا عزيزي‪ ،‬الله يوفقك‪ ،‬الله يحفظك وغير ذلك من العبارات‬
‫التـي نتداولها فـي حياتنا اليومية وتدل داللـة واضحة على أثر الـذوق االجتماعي في توجيه‬
‫الخطاب‪.‬‬
‫‪ )8‬الخطاب االعالمي المعلوماتي ‪-:‬‬
‫وهـو الخطاب الذي يهدف إلى األخبار بالحوادث ليـس بهدف العلم وحده بل أيض ًا‬
‫للتأثير على السامعين والمشاهدين وتوجيههم في اتجاه خاص بكيفية تقديم الخبر واألعالم‬
‫به وصياغته عبر وسائل األعالن عنه(((‪.‬‬
‫والخطـاب األعالمـي هو عملية تقنيع الواقع وتصوره وفق ادراك مسـبق لما يجب أن‬
‫يكـون ويتم تمثله في نظـام من المفاهيم والتصـورات والمقترحات والمقـوالت التي تتميز‬
‫بمنظـور داخلـي هدفـه االقنـاع واالسـتجابة السـلوكية لمـا يقوله ويتسـم بطقـوس معينة له‬
‫خصائصه وأبعاده االسطورية(((‪ ،‬وله عقالنية مثلما له فكرانية‪ ،‬وله شمولية مثلما له خصوصية‬
‫وله معنوية مثلما له استقاللية‬

‫‪ - 1‬حسن حنفي‪ ،‬تحليل الخطاب‪ ،‬م ‪.‬س ‪.‬ذ ص ‪. 26‬‬


‫‪ -2‬حميدة سميسم‪ ،‬مفهوم الخطاب اإلعالمي‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص‪. 112‬‬

‫‪- 36 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫فالخطـاب االعالمـي هـو حصيلة الطرق واالسـاليب اللغويـة في التعبيـر عن الذات‬


‫واالفصاح عن القضايا وابراز وتجسيد المعاني والمعلومات إذ هو حصيلة التعبير والتصوير‬
‫المستمر عن ذات أو قضية بما يقود إلى تكوين فكري في مجال بعينه(((‪.‬‬
‫وعلـى هـذا فالخطاب اإلعالمي هو كيان وأسـلوب للنشـاط اإلتصالـي الذي يتخذه‬
‫الفرد أو الجماعة أو المجتمع وهو أيض ًا الحصيلة الفكرية التي ينتهي إليها ذلك السلوك وهذا‬
‫يعنـي أن الخطـاب االعالمـي يتضمـن سـلوك ًا وأسـلوب ًا ومضمونـ ًا(((‪ .‬يمكن تحديـد ثالثة‬
‫(((‬
‫مكونات أساسية من مكونات الخطاب االعالمي وهي ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬الفاعليـة ‪ -:‬ويقصـد به الفاعل الخطابـي وهو القائم بعملية إنتـاج الخطاب تحت‬
‫أنمـاط وتشـكيالت خطابيـة متعددة طبقـ ًا الرادة ومعرفة سـلطة تمتلك قـدرة األنتاج وقدرة‬
‫التنفيذ‪ ،‬ويتمثل الفاعل الخطابي بفئة من الخبراء والمتخصصين بالعمل األعالمي والنفسـي‬
‫التي تلتحق بمؤسسات الحكم والسلطة لتبرير وتقنيع سياستها والتنظير لها‪ .‬وعلى الرغم من‬
‫ذلك البد أن يترك الفاعل الخطابي آثاره الشخصية على الخطاب‪.‬‬
‫ب‪-‬الفضائية ‪ -:‬ان فضاء الخطاب اإلعالمي هو الذي يحدد غالب ًا انتماء هذا الخطاب‬
‫على الرغم من حرص الفاعل الخطابي على طمس حقيقة هذا اإلنتماء ومراميه الحقيقية عن‬
‫اآلخرين وسـعيه إلى تحديد أسس السـلوك لالخرين ولموقفهم عن طريق لغة الخطاب فهو‬
‫يفرض نفسه على اآلخرين بغض النظر عن إقناعه الداخلي لهم وتتحول وجهات نظرهم إلى‬
‫صياغات يتم ابرازها بما تتالءم والسخرية المطلوبة أو الغضب‪.‬‬
‫جـ‪-‬الزمانية ‪ -:‬تعد الزمانية مكون ًا مهم ًا من مكونات الخطاب اإلعالمي وتعني عملية‬
‫التدرج في بناء المنطق االعالمي لوضع مسـتقبل الخطاب في موقف فكري معين عن طريق‬

‫‪ - 1‬هادي نعمان الهيتي ‪ :‬في فلسفة اللغة واالعالم‪ ،‬الدراسة الرابعة‪ ،‬الظواهر اللغوية الحديثة في الخطاب االعالمي‪،‬‬
‫م ‪.‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 81‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه ص ‪. 82‬‬
‫‪ -3‬حميدة سميسم‪ ،‬مفهوم الخطاب االعالمي م ‪.‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 116-112‬‬

‫‪- 37 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫التالعـب ببعـض عناصـر موقعـه األصلي ومن تناسـق يتـم بين وحـدات الفضـاء الخطابي‬
‫ومتقاطع ًا في عالقاته مع الخطابات اإلعالمية المناقضة له‪.‬‬
‫يتسـم الخطـاب اإلعالمـي بأنـه خطاب طقسـي والطقـس هو الـذي يحـدد الفعالية‬
‫المقترحـة للخطاب وتأثيره في مسـتقبلي هذا الخطاب ويحدد الحركات وضروب السـلوك‬
‫المناسبة والرموز التي تصاحب الخطاب‪.‬‬
‫وأهمية الطقس في الخطاب اإلعالمي تنبع من كونه هو الذي يعين(((‪:‬‬
‫أ‪-‬الخـواص المتفـردة ‪ -:‬حيـث ال يمكن تقديم الخطاب اإلعالمـي كيفما اتفق ومن‬
‫دون مناسـبة معينة‪ .‬فهناك قدسـية الموضوع‪ ،‬وتراتيبية المقام‪ ،‬وحـق االفضلية‪ ،‬وحق التفرد‬
‫الذي يتميز به الفاعلون الخطابيون‪.‬‬
‫ب‪-‬االدوار المناسبة‪-:‬فالطقس هو الذي يحدد الدور المناسب للفاعلين الخطابيين‪،‬‬
‫مـن ذلـك يجـب أن يحتـل هـذا الموضـوع أو ذاك أو يصوغ هذا النمـط أو ذاك فـي عبارات‬
‫الخطاب‪.‬‬
‫(((‬
‫االسطورة في الخطاب اإلعالمي‬
‫إن االسـطورة فـي الخطاب اإلعالمي هي نظام أتصال مثلمـا هي تبليغ وطريقة اعطاء‬
‫معنى وتسعى إلى ‪-:‬‬
‫(‪ -)1‬تحويل الواقع إلى حالة اسـطورية يسـتبعد التحديد الزمني منها بأعتبارها تفسر‬
‫الحاضر والماضي وكذلك المستقبل‪.‬‬
‫(‪ -)2‬ال تكتفـي صياغـة الخطاب السياسـي وااليديولوجي عن طريـق عدة خطابات‬
‫فرعية تتسـم بأنها نوع من الخطابات التي قيلت وتقال وستظل جاهزة للقول ابد ًا بغض النظر‬
‫عن صياغتها‪.‬‬
‫‪ - 1‬حميدة سميسم ‪ .‬مفهوم الخطاب اإلعالمي م ‪.‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪ 116‬ص ‪. 117‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه ص ‪. 118‬‬

‫‪- 38 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫(‪ -)3‬التكتفي االسطورة بهذين البعدين وإنما تعمل على حلقة تصورات تتفق مع ما‬
‫يشـعر الفرد بأنه مقدس بل يتعدى األمر ذلك إلى تبني المنطق اإلعالمي الوارد في الخطاب‬
‫بأكمله يصل إلى حد االستعداد للموت من أجل تبنينا لما جاء في الخطاب‪.‬‬
‫(((‬
‫حاالت الخطاب اإلعالمي العربي‬
‫هناك تباين في الوضع الحالي لحاالت الخطاب العربي وتوجهاته في حواره مع اآلخر‬
‫عبر الصورة والصوت في مواقفه ومقاصده كنتيجة لسياسات إعالمية عربية متمايزة تحمل معاني‬
‫متشتتة تسمح بتقديم صور وتمثالت لهذا اآلخر وأفعاله يمكن حصرها في أربعة نماذج وهي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬نموذج الرفض والمقاومة‬
‫وهـو خطـاب ينادي باالنعتاق من سـماته أنه خطـاب عاطفي وتعبـوي يحاكم الذات‬
‫ويلعن اآلخر محتج ًا على ظلمه وهذا النموذج يبلغ شأن ًا عالي ًا وشعبية كبيرة كلما أشتد المناخ‬
‫االيديولوجي أو السياسي العالمي توتر ًا‬
‫ثانيا‪ -‬نموذج االنجذاب‬
‫وهو خطاب يسعى إلى الحديث عن اآلخر ويلغي الذات‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬نموذج القبول المحترس‬
‫وهـو خطـاب منفتـح يسـعى لترويج خطابـات مـن منهجيـات فكرية مختلفـة يقترح‬
‫بواسطتها صيغ وآليات أشتغال تتصالح عبر الذات مع اآلخر في ضوء إعادة بناء ثقافة تفاعلية‬
‫تستجيب للحركة الفعلية للمجتمعات‪.‬‬
‫رابعا‪ -‬نموذج المكاشفة ‪ /‬مكاشفة النفس‬
‫يرمـز هذا النموذج إلـى بعض البرامج االخبارية والثقافية التي تسـمح بمناقشـة أمور‬
‫حساسـة دون تشنج تحاول تقديم نقد مزدوج لنواقصها وتشذيب مكوناتها التراثية المتكلسة‬
‫والكابحة لفعل المبادرة واالنفتاح العقالني مع اآلخر‪.‬‬
‫‪ -1‬بن عيسـى عسـلون‪ ،‬حاالت الخطاب اإلعالمي العربي ومداخل انفتاحاته‪ ،‬مجلة اتحاد اإلذاعات العربية‪ ،‬تونس‪،‬‬
‫العدد ‪ 2006 ،4‬ص ‪ 38‬ص ‪. 39‬‬

‫‪- 39 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫وأورد الدكتور هادي الهيتي عدد ًا من المالحظات حول الخطاب اإلعالمي العربي وهي(((‪:‬‬
‫‪ )1‬يشـغل الموضـوع السياسـي حيز ًا واسـع ًا بيـن موضوعات الخطـاب اإلعالمي‬
‫العربي على حساب ما تشغله الموضوعات األخرى‪.‬‬
‫‪ )2‬ينشـغل الخطـاب اإلعالمي بقضايا يومية ويغيب المسـتقبل إلـى حد ما عن أفقه‬
‫كما ينشغل بحاالت فردية دون إيالء اهتمام كاف بالظواهر‪.‬‬
‫‪ )3‬بسبب تركز الخطاب اإلعالمي العربي في الموضوع السياسي ظل شديد الحذر في‬
‫تعامله مع الموضوعات واالحداث واالشخاص كما ظل أسير النظرة الحكومية‬
‫إلى حد كبير‪ ،‬بل هو ظل في كثير من مجاالته في حدود الدعاية دون أن يصل شأو ًا‬
‫مرموق ًا في التجسيد الفني واألدبي للمعاني والمعلومات واالحداث‬
‫‪ )4‬لم يسـتوعب الخطاب اإلعالمي العربي العبرة من التاريخ السياسي المعاصر إال‬
‫في حدود‪ ،‬ولم يحسب حساب ًا لقوة المتغيرات السياسية ومن ثم لم يستطع فهمها‬
‫أو يتحكم أو يتنبأ بها وفق ما يوفره العلم اإلنساني في هذه المجاالت من معطيات‬
‫عند الرجوع إلى التحليل العلمي‪.‬‬
‫‪ )5‬فهـم الخطاب اإلعالمي السياسـية في أفقها الضيق التـي تقتصر على التعامل مع‬
‫السلطة دون أن يتسع ذلك الفهم إلى السياسات التي تشمل كل عمليات التخطيط‬
‫والتنفيذ واتخاذ القرار‪.‬‬
‫(((‬
‫‪ )9‬الخطاب العلمي المنطقي‬
‫ وهو أشد أنواع الخطاب صراحة ودقة يعتمد على تحليل القضايا العلمية والرياضية‬
‫المنطقية ويحاول تجاوز اشـتباه اللغة العاديـة ووضع لغة جديدة احادية المعنى‪ ،‬كما يحاول‬

‫‪ - 1‬هادي نعمان الهيتي‪ ،‬في فلسـفة اللغة واإلعالم‪ ،‬الدراسـة الرابعة‪ ،‬الظواهر اللغوية الحديثة في الخطاب اإلعالمي‬
‫العربي م ‪.‬س ‪ .‬ذ ص ‪ 82‬ص‪. 83‬‬
‫‪ -2‬حسن حنفي‪ ،‬تحليل الخطاب م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪ 25‬ص ‪26‬‬

‫‪- 40 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫الوصـول إلـى أكبـر درجـة مـن الدقـة والموضوعيـة والتخلـص مـن كل الجوانـب الذاتية‬
‫والشخصية‪.‬‬
‫(((‬
‫‪ )10‬الخطاب االداري‬
‫وهـو خطـاب جماعي تراعـى فيه مصلحة المؤسسـة ال مصلحة فـرد أو مجموعة من‬
‫األفراد القائمين عليها ويكون القرار االداري جمعي ًا حيث يكون مبني ًا على مشـاورة اآلخرين‬
‫في المؤسسة‪.‬‬
‫ويختلف الكاتب مع الدكتور سـمير شـريف في أن الخطاب اإلداري ممكن أن يكون‬
‫موجهـ ًا لفـرد أو مجموعـة أفراد في المؤسسـة فـي حاالت معينـة كالتكليف فـي عمل ما أو‬
‫تشكيل لجنة أو نقل أحد األفراد وغيرها من الحاالت‪.‬‬
‫والحظ الباحث َّ‬
‫أن الخطاب الساخر لم يصنف كأحد انواع الخطاب على الرغم من أن‬
‫السـخرية قـد وظفت فـي العديد من الخطابـات ومنذ مئات السـنين ‪-‬كما سـيأتي ذكره‪-‬مما‬
‫شكلت نوعا مستقال من الخطاب له شكله ومضمونه ودوافعه وابعاده لذا يرى الكاتب في أن‬
‫نضيفه الى انواع الخطاب ونطلق عليه بالخطاب الساخر ليكون نوع ًامستقالًمن انواع الخطاب‪.‬‬

‫(((‬
‫دوافع الخطاب‪:‬‬
‫للخطاب دوافع كثيرة يمكن اختصارها في ما يأتي ‪-:‬‬
‫‪ )1‬دافع نفسي‬
‫عـن طريق الخطاب نسـتطيع التعبيـر عما في دواخلنا ويجعلنـا قادرين على أن نجعل‬
‫ألفكارنـا قـدر ًا مـن التقبل عند اآلخريـن وصوالً إلى تحقيـق الذات والتطلع إلـى التميز عن‬
‫اآلخرين فصاحب الكلمة بجد ضالته في األدب والفن واإلبداع واالبتكار‪.‬‬

‫‪ - 1‬سمير شريف استيتية‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪. 32‬‬
‫‪ -2‬سمير شريف استيتية‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪ 17‬ص ‪. 18‬‬

‫‪- 41 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ )2‬دافع الحوار‬
‫عن طريق الخطاب نسـتطيع ان نتحاور فيقبل بعضنا بعض ًا في النهاية أو يتحول أحدنا‬
‫عن اآلخر في نهاية المطاف السـيما وأن الحوار هو وسـيلة التفاعل الذي يجري بين خطاب‬
‫وخطاب في عملية توصيل األفكار‪.‬‬
‫‪ )3‬دافع االكتشاف‬
‫لـو ال الخطاب لمـا عرفنا كيف نقدم الحقيقـة لآلخرين وال عرفنا كيـف وصلوا إليها‬
‫واكتشفوا المجهول‪ ،‬وبذلك فأننا نحقق متعة عقلية‪.‬‬

‫فاعلية الخطاب(((‪:‬‬
‫تتمثـل فاعليـة الخطاب في القـدر الذي تحظى به مـن تأثير في نفوس النـاس وفي القدر‬
‫الذي تعمل فيه على تشخيص المشكالت بدقة وعلى وصف الحلول بمنطق علمي سليم وتعتمد‬
‫فاعلية الخطاب على صدق قيمة الخطاب وهو أمر في غاية األهمية لنجاح الرسالة واقناع الناس‬
‫بهـا ويعنـي الصدق في الخطاب مطابقته للواقع دون تغيير أو تبديل وصدق الخطاب يعتمد على‬
‫صدق الهدف وصدق المضمون وصدق االرتباط وصدق االستدالل وصدق التعميم‬

‫سيكولوجية الخطاب بين رغبات االنا الفردية واالنا الجماعية(((‪:‬‬


‫هنـاك فـرق واضـح فـي التعبيـر بين رغبـات األنـا الفرديـة ورغبـات األنـا الجماعية‬
‫فسيكولوجية الخطاب في اآلنا الفردية قائمة على األمور اآلتية‪-:‬‬
‫‪ )1‬خيار تقديم الذات هو محور خطاب االنا الفردية فال خيار ينافسه أو يتقدم عليه‬
‫وخيـر مثال على تجسـيد االنـا الفردية في الخطـاب في عنوان كتـاب الرئيس‬
‫المصري الراحل محمد أنور السـادات (البحث عن الذات) فالعنوان يتجاهل‬
‫‪ - 1‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪ 35‬ص‪.36‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.29-25‬‬

‫‪- 42 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫وجود االخرين إال عن طريق ذاته كما يعني أكتشافه لها بأعتبارها حقيقة عظمى‬
‫تسـتحق أن يبحث عنها بدالً من البحث عن سـبيل لخالص الشعب من الظلم‬
‫وهو األساس‪.‬‬
‫‪ )2‬إن الكلمـة ال قيمـة لها في مقابل الحفاظ على مركزية الـذات الفردية ومن هنا‬
‫ينشـأ الكذب في الخطاب وخاصـة في الخطابين األداري والسياسـي فتصبح‬
‫المصلحة العامة آخر ما يفكر به األداريون والسياسيون الذين يعانون من وطأة‬
‫الذات الفردية‪.‬‬
‫‪ )3‬أن التناقضات هي اللون األكثر بروز ًا في سـلوك األشـخاص الذين يعانون من‬
‫وطـأة مركزية االنا الفرديـة وتنتقل هذه التناقضات إلى لغـة الخطاب فقد تجد‬
‫هؤالء أو بعضهم يصرحون بتصريح ينقضون به تصريح ًا سابق ًا‪.‬‬
‫‪ )4‬ان عـدم وجـود قيمة أخـرى غير المصلحـة الذاتية فـي ذهنية هـؤالء تجعلهم‬
‫قابلين ربما دون تردد على تدمير قيم العمل في المؤسسة التي يعملون فيها كل‬
‫ذلك بسبب أن محورية االنا الفردية تتناقض مع وجود القيم واالخالق‬
‫‪ )5‬إن هجـوم األفراد الذيـن يعانون من وطأة االنا الفرديـة يمتلكون صفة الهجوم‬
‫علـى غيرهـم إال مـن سـار في فلكهـم والذيـن يشـاركونهم في الهجـوم على‬
‫اآلخريـن وذلك يعود إلى انعدام ثقتهم باآلخرين فالناس عندهم متهمون حتى‬
‫تثبت ادانتهم لذلك تجدهم يتجسسـون على زمالئهم ويسـتخدمون الخطاب‬
‫الذي يضرهم‪.‬‬
‫‪ )6‬لجوءهم إلى إخفاء الحقائق وتحريض المسؤولين على العاملين في المؤسسة‬
‫وتشويه الوقائع والالفت للنظر أن بعض المسؤولين يعرفونهم لكنهم يحرصون‬
‫علـى بقائهـم ليكونوا رأس الحربة التي يطعنون بهـا اتباعهم أو واجهة يدرأ بها‬
‫الهجوم‪.‬‬

‫‪- 43 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ )7‬الوصولية(*) صفة أساسـية أخرى في سـلوك من يعانون من وطـأة االنا الفردية‬


‫ال التي تحمـل خطاب ًا في‬
‫وتتجلـى هـذه الظاهرة أثنـاء الحمالت االنتخابيـة مث ً‬
‫بعض الالفتات يتضمن وعود ًا بتحقيق كل شـيء ال يسـتطيع صاحب الخطاب‬
‫أن يفعلـه بعد نجاحه سـاعي ًا إلى شـراء ضمائر الناس وذممهم مسـتغ ً‬
‫ال الروح‬
‫الديمقراطية للعبث بها وبمكتسباتها‪.‬‬
‫أما سيكولوجية الخطاب في رغبات االنا الجماعية فتمتاز بصفات إيجابية قائمة على‬
‫األمور اآلتية(((‪:‬‬
‫‪ )1‬مصلحـة الجماعـة هي الهدف الذي يسـعى الخطـاب إلى تحقيقـه أو معالجة‬
‫بعـض جوانبه وتقديم مصلحـة الجماعة على مصلحة الفـرد ويكون الخطاب‬
‫ال لروح الجماعة بدالً من أن يكون ممث ً‬
‫ال لفرد بعينه‪.‬‬ ‫ممث ً‬
‫‪ )2‬ظهور الطابع العقالني على الخطاب الذي تسود فيه االنا الجماعية‪.‬‬
‫‪ )3‬صفات القرار في الخطاب الجمعي يكون قرار ًا ممث ً‬
‫ال لروح الجماعة وفكرها وتطلعاتها‬
‫حتى عندما يكون صاحب القرار فرد ًا معين ًا وهذا نجده في الخطاب القانوني‪.‬‬
‫‪ )4‬والقرار في الخطاب الجمعي بعيد ًا عن االرتجال ألنه يبنى على دراسـة وتأمل‬
‫ويعطي حقه من النظر والتأني وبعيد عن األحكام القطعية والتعميمات التي ال‬
‫تكـون مبنيـة على أسـاس علمي رصين وهـو قابـل للمراجعـة والتعديل كلما‬
‫سنحت له الظروف ودعت الحاجة إلى ذلك‪.‬‬

‫* هـي اتباع كل الوسـائل الممكنة من أجـل الوصول إلى الغايات والمصالح التي يسـعون لتحقيقها وهي صور من‬ ‫ ‬
‫صـورة السياسـة الميكافيليـة القائمة علـى (الغاية تبرر الوسـيلة) التي نادى بهـا نيقوال ميكافيللي ‪ .‬ينظر‪ :‬سـمير‬
‫شريف‪ ،‬ص‪.29‬‬
‫نيقـوال ميكافيللـى الذي ولد في فلورنسـا بأيطاليا عام ‪1469‬م‪ ،‬يطلق عليه لقب مؤسـس علم السياسـة الحديث‬ ‫ ‬
‫وأحد مؤسسي طريقة التحليل الحديثة‪ ،‬من أشهر مؤلفاته كتاب األمير‪ ،‬قضى نحبه في السجن عام‪1532‬م ينظر‪:‬‬
‫نيقولو مكيافللي‪ ،‬االمير تراث الفكر السياسي قبل االمير وبعده‪ ،‬تعقيب فاروق سعد‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار االفاق الجديدة‪،‬‬
‫ط‪ ،1988 ،9‬ص‪20‬‬
‫‪ - 1‬سمير شريف استيتية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪.32-30‬‬

‫‪- 44 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫أبعاد الخطاب(((‪:‬‬
‫ أبعاد الخطاب هي مستوياته أو مكوناته أو عوالمه وهي أربعة ‪-:‬‬
‫‪ )1‬عالـم اللغـة ‪ -:‬وهـي األلفاظ المسـتقلة عن المعانـي أو المرتبطة بهـا وهو ما‬
‫يعادل مباحث األلفاظ في علوم اللغة‪.‬‬
‫‪ )2‬عالـم المعانـي المسـتقل عـن االلفـاظ ‪-:‬أرتبـط هـذا العالـم بالسـيرة الذاتية‬
‫واليوميـات والتأمالت وبأحاديث النفس والمناجاة وبالنزعة الرومانسـية وهو‬
‫أقرب إلى معاني العقل عند الفالسفة ومعاني النفس عند الصوفية‪.‬‬
‫‪ )3‬عالـم االشـياء‪-:‬وهو العالـم الخارجي المسـتقل عن األلفـاظ والمعاني وهو‬
‫عالـم التحقـق من صدق القضايا التـي تصدر أحكام ًا علـى الواقع حتى تصبح‬
‫أحكام ًا علمية‪.‬‬
‫‪ )4‬عالم األفعال‪ ،‬األوامر‪ ،‬والنواهي ‪ -:‬وهو البعد اإلنسـاني للخطاب الذي يبين‬
‫أن الخطاب ليس مجرد صياغة لغوية أو التعبير عن معان أو التحقق من صدقه‬
‫فـي الواقـع بل هـو اقتضاء فعـل ونداء لسـلوك وتوجـه نحو الممارسـة ودافع‬
‫للحركة والتغيير االجتماعي‪.‬‬

‫مناهج تحليل الخطاب(((‪:‬‬


‫يمكن التمييز بين أربعة مناهج في تحليل الخطاب وهي ‪-:‬‬
‫‪ )1‬تحليل األلفاظ ‪ -:‬يهدف الى ضبط اسـتخدام األلفاظ والتراكيب‪ ،‬وربما استبدالها‬
‫ووضـع رموز بدالً منها دفع ًا لألشـتباه وسـوء اسـتخدام األلفاظ‪ .‬وينصب هـذا المنهج على‬
‫البعد األول للخطاب‪.‬‬
‫‪ - 1‬حسن حنفي‪ ،‬تحليل الخطاب‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪. 33-28‬‬
‫‪ -2‬حسن حنفي‪ ،‬تحليل الخطاب‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪37 - 33‬‬

‫‪- 45 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ )2‬تحليل اللغة‪ -:‬وهو المنهج السابق نفسه لكنه ينصب على المستوى الثاني والثالث‬
‫مـن أبعـاد الخطاب (المعاني واألشـياء) وهو المنهج الغالب في تحليل النصوص الفلسـفية‬
‫ويقوم على التمييز بين االنشاء والخبر وبين التحليل والتركيب في القضايا األدبية والعلمية‪.‬‬
‫‪ )3‬تحليـل األحلام ‪ -:‬وهـو منهج يكشـف البعـد النفسـي الغائب في منهـج تحليل‬
‫األلفـاظ ومنهـج تحليـل اللغـة ومثال علـى ذلـك تحليل السـيرة الذاتيـة وأحاديـث النفس‬
‫(المونولوج)‪.‬‬
‫‪ )4‬منهج تحليل المضمون‪-:‬هو المنهج األعم واألشـمل الذي يضم المناهج الثالثة‬
‫السـابقة تحليل األلفاظ وتحليل المعاني وتحليل األشـياء من أجـل تحليل األفعال ووصف‬
‫عالقات اإلنسان بالمحيط والكون والعالم اإلنساني أو الطبيعي‪.‬‬

‫توظيف السخرية في الخطاب‬


‫السخرية قديمة قدم اإلنسان ألنها قد تكون ترويح ًا عن النفس أو استنكار ًا لما يقع أو‬
‫هـزء ًا وتنـدر ًا بالخصـم كما جاء فـي قصة نوح (ص) حينمـا أمره الله سـبحانه وتعالى بصنع‬
‫السـفينة ليجمـع فيها من كل زوجين اثنيـن وأهله وقرابته المؤمنين ومـن اتبعه‪ ..‬هزأ به قومه‬
‫وضحكوا منه وقالوا ‪ -:‬يا نوح قد كنت باألمس نبي ًا وأصبحت اليوم نجار ًا فكان جواب نوح‬
‫حام ً‬
‫ال الوعيد والتهديد عاقبة لتكذيبهم واستهزائهم(((‪.‬‬
‫قال تعالى‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﮊ (((‪.‬‬
‫ويعنـي ذلك أنـه واتباعه من المؤمنين سيسـخرون من الكافرين في المسـتقبل عندما‬
‫يغرقون(((‪.‬‬
‫‪ - 1‬عبد الحليم محمد حسين‪ ،‬السخرية في أدب الجاحظ‪ ،‬ليبيا‪ ،‬الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع واإلعالن‪ ،1988 ،‬ص‪. 64‬‬
‫‪ -2‬سورة هود ‪ :‬اآلية ‪. 38‬‬
‫‪ -3‬أحمد الكبيسي‪ ،‬قصص القرآن الكريم‪ ،‬العراق‪ ،‬وزارة الثقافة‪ ،‬ط‪ ،2005 ،4‬ص‪. 44‬‬

‫‪- 46 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫وتقودنـا هـذه اآليـة الكريمة إلـى تناول السـخرية في القـرآن الكريم لمعرفة أشـكال‬
‫السـخرية التي وردت في هذا الكتاب العظيم الذي لم تغب عنه شـاردة أو واردة إال أحصاها‬
‫وموقفه من هذه المفردة وهي السخرية‪.‬‬
‫((( (*)‬
‫‪ -‬السخرية في الخطاب القرآني‬
‫تضمـن القرآن الكريم توجيه ًا صريح ًا إلى المؤمنين بأال يسـخر بعضهم من بعض في‬
‫قولـه تعالـى‪ :‬ﮋ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬
‫ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄﰅ ﰆ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊﰋ ﰌ ﰍ‬
‫(((‬
‫ﰎﰏﰐﰑﰒ ﮊ‬
‫واآليـة على هـذه الصورة تنهي عن السـخرية نهي ًا مباشـر ًا ولكن النظـرة المتأنية إليها‬
‫يمكـن أن تالحظ أن السـخرية المقصـودة هي ذات الطابـع الجماعي الذي يهـدم المجتمع‬
‫اإلسالمي ويزعزع وحدته وهي التي تسيطر عليها دوافع خبيثة بهدف اإلساءة إلى الغير وهي‬
‫محملة بالحقد والكراهية أما السـخرية التي نحن بصدد دراسـتها هي أسلوب نقدي له ميزاته‬
‫الفنية ويعتبر في واقعه بناء للحياة وحارس ًا للمثل العليا‪.‬‬
‫ويمكن أن نصنف أشكال السخرية التي وردت في القرآن الكريم إلى أربعة نماذج وهي ‪-:‬‬
‫‪ )1‬سـخرية الكافرين من أنبيائهم المرسـلين بدافـع الحقد والعناد والتشـبث بالباطل‬
‫والعمل على تشـويه صورة الرسـول حتى ال تنتشر دعوته وال يقبل عليه الناس ويشغلوه بأمر‬
‫نفسـه عن أمر دعوتـه‪ .‬كما في قولـه تعالـى‪ :‬ﮋ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬
‫ﭙ ﭚﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ‬

‫‪ - 1‬حامد عبده الهوال‪ ،‬السخرية في أدب المازني‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪. 9-7‬‬
‫* هناك آيات كريمات في سـورالقران الكريم دل مضمونها على السـخرية نذكر منها ‪ :‬سورة البقرة االية ‪،15-14‬‬ ‫ ‬
‫سـورة الزمر االية‪ ،48‬سـورة يس االية ‪ ،30‬سـورة لقمان االية ‪ ،7‬سـورة الشـعراء االية ‪ ،6‬سـورةغافر االية‪،83‬‬
‫سورةالمطففين االية ‪ ،44‬سورة الروم االية‪10‬‬
‫‪ -2‬سورة الحجرات ‪ :‬اآلية ‪. 11‬‬

‫‪- 47 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫بهـذا الـرد الجميل بل‬ ‫ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﮊ ((( ولـم يكتـف نـوح‬


‫أردفه بقول فيه وعيد وتهديد عاقبة لكفرهم(((‪.‬‬
‫ويقـول الله سـبحانه وتعالى في مخاطبة رسـولنا الكريـم (ص) ‪ -:‬ﮋ ﭛ ﭜ‬
‫(((‬
‫ﭝﭞﭟﭠ ﭡﭢﭣﭤ ﭥﭦ ﭧﭨ ﮊ‬
‫وواضح أن اآليتين الكريمتين قابلتا السـخرية بسـخرية مثلها وال شـك أن أحدهما ال‬
‫(((‬
‫تدخل في السخرية المنهي عنها ألنها رد على الباطل بالحق وألنها شريفة الباعث وهادفه‬
‫في قوله تعالى‪ :‬ﮋ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ‬ ‫(((‬
‫‪ )2‬سخرية الكافرين من المؤمنين‬
‫(((‬
‫ﭬ ﭭ ﭮ ﭯﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﮊ‬
‫‪ )3‬سـخرية الكافريـن من آيات الله تعالى((( في قولـه‪ :‬ﮋ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮊ ((( ‪.‬‬
‫‪ )4‬سـخرية المنافقين الذين يدعون اإليمان ويسـلكون أنفسهم في صفوف المؤمنين‬
‫لكنهم يسـخرون من المتطوعين في صفوف الخير يكشـفون ذلك بأنفسهم ويسجلون عليها‬
‫حقيقتها ويؤكدون ان اإلنسان ال يستطيع أن يخفي نفسه مهما ادعى ولبس رداء غيره((( يقول‬
‫تعالـى عـن هـؤالء‪ :‬ﮋ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ‬
‫ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﮊ (‪.((1‬‬
‫‪ -1‬سورة هود اآلية ‪. 39 ،38‬‬
‫‪ -2‬أحمد الكبيسي‪ ،‬قصص القرآن الكريم‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪. 44‬‬
‫‪ -3‬سورة االنعام ‪ :‬اآلية ‪. 10‬‬
‫‪ -4‬حامد عبده الهوال‪ ،‬السخرية في أدب المازني م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 9‬‬
‫‪ -5‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 10‬‬
‫‪ -6‬سورة البقرة ‪ :‬اآلية ‪. 212‬‬
‫‪ -7‬حامد عبده الهوال‪ ،‬السخرية في أدب المازني‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪10‬‬
‫‪ -8‬سورة الصافات اآلية ‪. 14 ،13 ،12‬‬
‫‪ -9‬حامد عبده الهوال‪ ،‬السخرية في أدب المازني‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 11‬‬
‫‪ -10‬سورة التوبة ‪ :‬اآلية ‪. 79‬‬

‫‪- 48 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫لذلك كان جزاؤهم من نوع ذنبهم‪ ،‬سـخرية الله تعالى منهم‪ ،‬وشـتان بين السـخريتين‬
‫وال وجه للمقارنة هنا بين سـخرية تافهة حاقدة وبين سـخرية خيرة مدافعة عن الحق والخير‬
‫لذلك فأن السخرية ال تعتبر على عمومها تقع في دائرة التحريم وإال لما أسندها الله إلى ذاته‬
‫فـي اآليـات الكريمات بل أن إسـنادها إلى ذاته يعطي اإلباحة علـى إطالقها في اطار الخدمة‬
‫(((‬
‫العامة والتوجيه باألمر بالمعروف والنهي عن المنكر‬

‫السخرية في األدب العربي ‪:‬‬


‫اتخذت السخرية في األدب العربي ألوان ًا شتى وأساليب عدة نجعلها فيما يلي‪-:‬‬
‫‪ )1‬السخرية في عصر النبوة ‪:‬‬
‫جـاء فـي مصادر تراثية عـدة َّ‬
‫أن النبي(ص) كان قليل الضحـك وإذا ضحك وضع يده‬
‫على فمه وإذا تكلم تبسم وإذا مزح غض بصره وكان فيه دعابة قليلة((( وكان يمازح ويداعب‬
‫(((‬
‫بالكالم من أجل السرور والمؤانسة واستمالة القلوب مع تجنب إيذاء الغير‬
‫ومـن مداعباتـه (ص) التي اتخذت لونا من التورية أو الكناية‪ :‬عن الحسـن بن علي بن أبي‬
‫طالـب عليهما السلام ‪ -:‬أنه قال ألمـرأة عجوز ‪" -:‬ال يدخل الجنة عجـوز" فحزنت فقال لها‪" :‬‬
‫(((‬
‫إنك لست يومئذ بعجوز" ثم قرأ((( ‪ :‬ﮋ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮊ‬
‫وكمـا داعب رسـول الله (ص) ومازح فقـد فعل ذلك صحابته الكـرام والتابعون لهم‬
‫بأحسـان((( فقـد قال اإلمام علي ابن أبي طالب عليه السلام ‪ -:‬روحوا القلـوب واطلبوا لها‬
‫حامد عبده الهوال‪ ،‬السخرية في أدب المازني‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫‪- 1‬‬
‫‪ -2‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪. 259‬‬
‫‪ -3‬السـيد عبد الحليم محمد حسين‪ ،‬السـخرية في أدب الجاحظ‪ ،‬ليبيا‪ ،‬الدار الجماهيرية للنشر والتوزيع واإلعالن‪،‬‬
‫ط‪ ،1988 ،1‬ص ‪. 67‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه ‪ :‬ص ‪. 68‬‬
‫‪ -5‬سورة الواقعة اآليات ‪. 37 ،36 ،35‬‬
‫‪ -6‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪. 68‬‬

‫‪- 49 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫طـرف الحكمة فأنها تمل كما تمل األبدان وقـال أيض ًا من كانت فيه دعابة فقد برئ من الكبر‬
‫وقال عمر بن الخطاب (رض)‪ -:‬ألكلمن رسول الله لعله يضحك(((‪.‬‬
‫وقد لخص أبو حامد الغزالي في كتابه " إحياء علوم الدين وجهة نظر اإلسالم في هذا‬
‫الشـأن حين قال " وأما المزاح فمطايب ٌة وفيه انبسـاط‪ ،‬وطيب قلب فلم ينه عنه فاعلم أن النهي‬
‫عنـه‪ ،‬االفراط أو المداومة وكثرة الضحك تميت القلـب وتورث الضغينة في بعض االحوال‬
‫(((‬
‫وتسقط المهابة والوقار"‬

‫السخرية في العصر الجاهلي ‪-:‬‬


‫كان الهجاء هو اللون السـاخر الذي شـاع بواسـطة قصائد الهجاء التي حفظها التاريخ‬
‫ورغم أن النثر سبق الشعر إال أنه لم يجاريه في منزلته بين فنون التعبير أو الكالم فكان الشاعر‬
‫لسـان القبيلـة والمنافح عنها((( فالهجاء طريقة مباشـرة في الهجوم علـى العدو((( وليس من‬
‫اليسـير العيـش مـع الهجاء فهو األكثـر وعي ًا من المألـوف بحماقات من حولـه وعيوبهم وال‬
‫يقـوى أن يمنـع نفسـه من اظهار ذلـك‪ ،‬وقصيدة الهجـاء قصيدة تذم الشـر أو الحمق وهدف‬
‫(((‬
‫الهجاء الحق االصالح وتقويم العيوب‬
‫(((‬
‫من الشواهد التي تدل على السخرية والهجاء في األدب الجاهلي قول النابغة الذبياني‪:‬‬
‫فخــر المفاخــر أن يعــد كريمــا‬ ‫عيرتنــي نســب الكــرام‪ ،‬وانمــا‬

‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪. 260‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 261‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫ينظر‪ :‬المصدر نفسه ص‪.41‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫نعمان محمد أمين طه‪ ،‬السخرية في األدب العربي حتى نهاية القرن الرابع الهجري‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار التوثيقية للطباعة‬ ‫‪ -4‬‬
‫باألزهر‪www. Alsakher . com . 1978 ،‬‬
‫آرثـر أسـتاذ األدب األنكليـزي فـي جامعة (هـل) البريطانية وله عـدد من المؤلفات في أدب القرن التاسـع عشـر‬ ‫‪ -5‬‬
‫والمولود عام ‪. 1922‬‬
‫عبد العزيز شرف‪ ،‬االدب الفكاهي‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.80‬‬ ‫‪ -6‬‬

‫‪- 50 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫وتركــت اصلــك يايزيــد ذميمــا‬ ‫ولحقــت بالنســب الــذي عيرتنــي‬

‫السخرية في العصر األموي‬


‫يعد الشاعران جرير والفرزدق أهم شعراء العصر األموي الذين ذاع صيتهم ودارت بينهم مساجالت‬
‫(((‬
‫وصراعات هجائية في معرض من التباري الفني اشتهرت في الحقل األدبي بمصطلح النقائض‬
‫وذهـب الدكتـور نعمان محمد في تفسـير خاصية السـخرية تفسـير ًا اجتماعيـ ًا إذ يعد‬
‫جرير ًا مثاالً للديمقراطية الشـعبية البسـيطة والتي حاولت أن تأخذ مكانها في مجتمع تسـيطر‬
‫عليه االرستقراطية الغنية كان يمثلها الفرزدق والتي ورثت عن الجاهلية(((‪.‬‬
‫ومن صور السخرية في شعر جرير والفرزدق هي(((‪:‬‬
‫‪ )1‬التوظيف الصوتي‬
‫ومثال على ذلك قول الفرزدق ‪:‬‬
‫وتخالنــا جنــا إذا مــا نجهــل‬ ‫احالمنــا تــزن الجبــال رزانــة‬

‫فيرد جرير قائ ً‬


‫ال ‪:‬‬
‫خفــت فمــا يزنــون حبــة خــردل‬ ‫أخبــر بنــي وقبــان ان حلومهــم‬

‫‪ )2‬التعيير بالمهنة‬
‫ومثال على ذلك قول جرير للفرزدق ‪:‬‬
‫وإصــاح أحــزان الفــؤوس الكــرازم‬ ‫واورثــك القيــن العــاوة ومرجــ ً‬
‫ا‬

‫وهو يعيره بمهنة القيون التي كان أهله يحترفونها‬


‫‪ - 1‬أنور حميدو علي فشـوان‪ ،‬فن السـخرية في شعر جرير‪ ،‬مجلة الدراسات للدراسات والبحوث‪ ،‬جامعة الملك بن‬
‫عبد العزيز‪ ،‬كلية المعلمين بجدة (بدون تاريخ) العدد ‪www. Kau- sa 9‬‬
‫‪ -2‬نعمان محمد أمين طه‪ ،‬جرير حياته وشعره‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬نق ً‬
‫ال عن المصدر نفسه ‪.‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه ‪.‬‬

‫‪- 51 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ )3‬الصورة الكاريكاتيرية‬
‫وها هو جرير يرسم صورة ساخرة للفرزدق في هيئة قرد بقوله ‪-:‬‬
‫لهــازم قــرد رنحتــه الصواعــق‬ ‫أرى الشــيب فــي وجــه الفــرزدق قــد عــا‬

‫السخرية في العصر العباسي(((‪:‬‬


‫كان لرقـي العقلية العربيـة وازدياد نموها الثقافـي واحتكاكهـا االجتماعي بالحضارة‬
‫األجنبيـة في العصر العباسـي أثر في تطور السـخرية وشـيوعها وبخاصة فـي ذلك المجتمع‬
‫الذي انتشر فيه الترف ورغد العيش وشاعت فيه الفكاهة والظرف‪.‬‬
‫فظهر العديد من الشـعراء والكتاب الذي أتسـم أدبهم بالسـخرية كبشار بن برد‪ ،‬وأبي‬
‫نـؤاس‪ ،‬وابن الرومـي‪ ،‬ومنصور االصفهاني والجاحـظ وبديع الزمان الهمذانـي وأبو العالء‬
‫المعري وغيرهم كثيرون‪.‬‬
‫وقد مالت السـخرية في هذا العصر إلى أألسلوب البعيد عن الجزالة والرصانة يمكن‬
‫أن نطلق عليه األسـلوب الشعبي البسـيط في المعاني أو األلفاظ أو الصياغة كما في قول أبي‬
‫نؤاس في الهيثم بن عدي ‪-:‬‬
‫الهيثــم بــن عــدي صــار فــي العــرب‬ ‫الحمــد للــه هــذا أعجــب العجــب‬
‫علــى جــواد قريــب منــك فــي الحســب‬ ‫كأننــي بــك فــوق الجســر منتصبــ ًا‬

‫ونالت السـخرية في ذلك العصر من المظاهر الشـخصية والظواهر االجتماعية كقول‬


‫منصور الثعالبي وهو يسخر من وجه المغيرة ‪-:‬‬
‫مــوف عليــه كأنــه ســقف‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫أنــف‬ ‫وجــه المغيــرة كلــه‬
‫مــن أجــل ذاك أمامــه خلــف‬ ‫رجــل كوجــه البغــل تبصــره‬

‫‪ - 1‬نعمان محمد أمين طه‪ ،‬السخرية في األدب العربي حتى نهاية القرن الرابع الهجري م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪،‬‬
‫ينظر ‪www. Alsakher . com‬‬ ‫ ‬

‫‪- 52 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫وفي قصيدة عبد الصمد بن معذل في رثاء طفيلي وقد غص بلقمة ساخنة‪-:‬‬
‫لهفــي عليــك وويلــي يــا ابــا ســلمة‬ ‫غيبــت عنهــا فلــم تعــرف لهــا خبــر ًا‬
‫يومــ ًا عليــك ولــو فــي جاحــم طعمــة‬ ‫ولــو تكــون لهــا حيــ ًا لمــا بعــدت‬
‫لكننــي كنــت أخشــى ذاك مــن تخمــة‬ ‫قــد كنــت أعلــم أن األكل يقتلــه‬

‫السخرية في العصر الحديث ‪:‬‬


‫لقـد هب العرب من نومهم الطويل عندما هزهم نابليون سـنة ‪ 1798‬هـزة عنيفة بأجتياحه‬
‫الديار المصرية وأطالق نشاطات ذات أبعاد ال تحصى فيها ثم تاله محمد علي الكبير حاكم مصر‬
‫الجديد رغبة منه في اللحاق بالغرب بأرسال العديد من بعثات الطالب إلى فرنسا ليدرسوا العلوم‬
‫الحديثـة ويترجموا المؤلفات األوربيـة إلى العربية تحت تأثير هذا العامل أقبل كتاب العرب على‬
‫المؤلفات األوربية‪ ،‬وراحوا يترجمون‪ .‬ويعدلون ويجددون كل ما ظفروا به من أدب الغرب (‪)...‬‬
‫وكان أول مقتبساتهم البارزة الفن المسرحي الهزلي وأول الترجمان في هذا الحقل تمت في لبنان‬
‫على يد سليم النقاش وأديب أسحق فقد ترجما عن الفرنسية لموليير(*) مسرحيتين هما " البخيل "‬
‫"وترتـوف"‪ ،‬على أن أولى المحاوالت األهلية في التأليف المسـرحي الهزلي ظهرت في القاهرة‬
‫سـنة ‪ 1872‬على يد األديب يعقوب صنوع(**) الذي شـكل فرقة مسـرحية وكتب لها مسـرحيات‬
‫هزلية تهكمية تصدى فيها لشـرور مجتمعة وأصدر أول صحيفة هزلية نقدية سـنة ‪ 1877‬وطلعت‬
‫على الناس بعنوان " أبو النظارة الزرقاء" وعرف عنها بأنها نشرة معنية بالظرف والدعابة(***) (((‪.‬‬

‫* موليير ‪ :‬كاتب هزلي فرنسي‪.‬‬


‫** يعقوب صنوع شخصية مصرية من أم يهودية مصرية وأب إيطالي‪ ،‬لكن أمه انسياق ًا لقناعة خاصة أقسمت أن تنشئه‬
‫علـى العقيـدة اإلسلامية‪ ،‬اتقـن اإلنكليزيـة والفرنسـية وااليطاليـة اسـتأنف تحصيله فـي أيطاليا ودرس الرسـم‬
‫نفي إلى فرنسا بسبب مواقفه السياسية‬
‫والموسيقى ومارس تدريسهما في بيوت األغنياء‪َّ ،‬‬
‫*** أصدر يعقوب صنوع هذه الصحيفة ذاتها باسلوبها الكتابي وبرسمها الكاريكاتيري في باريس تحت عنوان «رحلة‬
‫أبـو نظـارة» في ‪7‬آب من عام ‪.1878‬ينظر‪ :‬كاظم المقدادي‪ ،‬البحث عن حرية التعبير‪ ،‬باريس‪ ،‬منشـورات العالم‬
‫العربي‪.57 ،1984 ،‬‬
‫‪ -1‬خالد القشطيني‪ ،‬السخرية السياسية العربية‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪ 81‬ص ‪. 82‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫وقـد أحتلت "ابو نظارة" مكان ًا في نفـوس الناس حتى وصل توزيعها في عامها األول‬
‫إلى حوالي خمسة عشر ألف نسخة(((‪.‬‬
‫غير أنه قبل هذا التاريخ بزمن طويل عمد فنانون شـعبيون إلى تمثيل غطرسـة األغنياء‬
‫واستبداد األقوياء بالضعفاء عن طريق العاب الظل والمحاكات الهزلية(((‪.‬‬
‫وقد سـاق صنوع أحداث نوادره بشـكل حوار بين شخصين هما أبو خليل وأبو نظارة‬
‫وفـي أحد األمثلة حينما أوغل الخديوي في كبت النقد وتصفية الخصوم شـاع بين الناس أنه‬
‫كان يغتال أعداءه بأعطائهم قهوة مسمومة وتناول صنوع هذه الشائعة بحوار ظريف ‪-:‬‬
‫أبو خليل‪ :‬تريد تشرب أيه ؟‬
‫أبو نظارة‪ :‬قليل من البيرة‬
‫أبو خليل‪ :‬ال‪ ،‬الراجل يحب القهوة‬
‫أبو نظارة‪ :‬ال ياخويه‪ ،‬القهوة ما احبهاش‪ ،‬ألنها مخطرة في األيام دي واللي يشرب منها‬
‫فنجان بيبرم(((‪.‬‬
‫وأنشأ عبد الله النديم (*) جريدة هزلية بعنوان " التنكيت والتبكيت " ظهرت في حزيران‬
‫‪ ،1887‬وتوالـت صحـف هزلية أخرى في الصدور في مصر مثل " مصباح الشـرف" انشـأها‬
‫وحررهـا إبراهيـم المويلحـي ( ‪ )1906‬وخيـال الظـل ألحمـد حافـظ عوض ثم "السـيف"‬
‫باسـمي‬
‫َّ‬ ‫و"المسـامير" و "الصاعقـة" وقبل الحرب العالمية األولى أنشـأ المويلحي مجلتين‬

‫حمدان خضر سـالم‪ ،‬الصحافة الساخرة في العراق ‪ ،1939-0909‬رسـالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة بغداد‪،‬‬ ‫‪ -1‬‬
‫كلية اآلداب‪ 1990 ،‬ص ‪. 8‬‬
‫خالد القشطيني‪ ،‬السخرية السياسية العربية‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ذ‪ ،‬ص ‪. 82‬‬ ‫‪- 2‬‬
‫خالد القشطيني‪ ،‬السخرية السياسية العربية‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ذ‪ ،‬ص ‪ 83‬ص ‪84‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫عبد الله النديم ولد في اسـرة فقيرة من طبقة العمال وعمل خادم ًا في دار أحد األغنياء واظهر في سـن مبكرة مي ً‬
‫ال‬ ‫* ‬
‫إلـى الظرف والتهكم والتمرد تتجلى في قصيدة زجلية نظمها سـاخر ًا من سـيدة المنزل فضـرب حتى فقد وعيه ‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬المصدر نفسه ص ‪. 87‬‬

‫‪- 54 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫"أبي نؤاس" و "أبي زيد" وتاله عبد المجيد المصري فأصدر الببغاء المصري ثم عبد الحميد‬
‫زكـي " السياسـة المصورة وصدرت بعـد ذلك اللطائف المصورة" واشـتملت على رسـوم‬
‫هزلية وفي عام ‪ 1921‬انشـأ سـليمان فوزي "الكشـكول" وعام ‪ 1925‬اصدرت السـيدة روز‬
‫اليوسف(*) مجلة "روز اليوسف" (‪ )...‬وبرزت صلة وثيقة بين السخرية والمسرح كما تجلى‬
‫ذلك في العالم العربي عن طريق التماثل بين المؤلف المسرحي والكاتب الهزلي في شخص‬
‫الرائد الظريف والمسرحي يعقوب صنوع تكرر في العديد من البلدان العربية فقد رافق ظهور‬
‫المنشـورات الهزلية بـروز ترجمات لمسـرحيات أوربية وقافلة طويلة من الفرق المسـرحية‬
‫تشـمل فرقـة جورج أبيض وفرقـة زكي طليمات وفرقة عزيزعيد وسـواها والتـي أبدعت في‬
‫التمثيل الهزلي‪.‬‬
‫ولـم يتقـدم علـى إبـداع الكتُـاب إال روائـع الرسـامين الهزلييـن مـن أمثال اسـكندر‬
‫صاروخان‪ ،‬وصالح جاهين‪ ،‬وجورج بهجوري وعبد المنعم رضا والحجازي فالشخصيات‬
‫التـي ابتدعتها أقالم هؤالء الرسـامين الهزليين مثل "المصري أفنـدي" و "بنت البلد" و "ابن‬
‫البلد" و "كشكش بك" دخلت كل بيت في العالم العربي(((‪ ،‬إذ أكتشف العديد من الصحفيين‬
‫المصرييـن إن في الصحافة الهزلية أسـباب الشـهرة والنجاح واألجـور الضخمة التي حققها‬
‫الرسامون الهزليون وكتاب النوادر والدعابات حيث كان المحرر في جريدة األهرام يتقاضى‬
‫ثالثين جنيه ًا في الشـهر وكان محرر "روز اليوسـف" يستوفي خمسمائة جنيه مما دفع محمد‬
‫التابعـي في العام ‪ 1934‬التخلي عن "روز اليوسـف" ليصـدر صحيفته الهزلية الخاصة "آخر‬
‫ساعة" ولم تكن أخر ساعة مجلة متطرفة وال سعت لمجابهة النظام القائم أو الدفاع عن قضية‬
‫المحروميـن كما فعلت "روز اليوسـف" بل عملت أساسـ ًا من داخل النظـام وأفردت أعمدة‬
‫متسعة ألخبار المجتمع الراقي وأحاديثه كما في النماذج اآلتية‪.‬‬

‫* روز اليوسـف ‪ -:‬سـيدة انحدرت من أصل لبناني وكانت ممثلة ناجحة وعاصرت يعقوب صنوع ونشـأت نشـأة‬
‫إسلامية باسـم فاطمـة ثم اعتنقـت الديانة المسـيحية وعـادت في سـنين متأخرة إلى اإلسلام وتركت المسـرح‬
‫والتحقت بالصحافة فأنشأت مجلة روز اليوسف ‪ .‬ينظر ‪ :‬المصدر نفسه‪. 104‬‬
‫‪ -1‬خالد القشطيني‪ ،‬السخرية السياسية العربية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 96‬‬

‫‪- 55 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫فقـد نشـرت مجلـة "روز اليوسـف" موضوعـ ًا تسـخر فيه مـن نفاق أعضـاء مجلس‬
‫النواب تقول‪:‬‬
‫"حسـن جد ًا أن يقف واحد مـن النواب المحترمين في مجلـس النواب ويحمل على‬
‫المحسـوبية ويطالب بألغاء التعيينات التي تمت أرضاء للخواطر ويثير مشكلة ربما أدت إلى‬
‫طرح الثقة بالوزارة‪ ،‬كل هذا حسن وجميل لكن أال يخجل مثل هؤالء النواب من الذهاب في‬
‫صبـاح يـوم حملتهم الشـعواء فـي مجلس النـواب‪ ،‬إلـى دوائر الحكومـة‪ ،‬طالبين مـن كبار‬
‫الموظفين التوسط في تعيين فالن أو ترقية فليتان أو إيجاد عمل "لعليتان" ؟((( ومثال على ما‬
‫نشرته آخر ساعة ‪-:‬‬
‫‪ -‬عزيز صدقي كان يتوقع والدة أبن له في األسابيع القليلة المقبلة‪ ،‬موسوم بكل دالئل‬
‫النبوغ وقد قيل أن سعادته قد حفظ لطفله العنيد مركز ًا رفيع ًا في شركة قناة السويس((( ‪.‬‬
‫تنج آخر سـاعة" من التعطيل فقد صدر مرسـوم في عام ‪ 1939‬بتعطيلها‬
‫ومع ذلك لم ُ‬
‫لمدة ثالثة أشهر (‪ ). ..‬وبنشوب الحرب العالمية الثانية واكتساح دول المحور لمصر فرضت‬
‫الرقابـة علـى الصحـف فتلقت الصحافـة الهزليـة صدمة جديـدة‪ ..‬إال أن الظرفـاء في مصر‬
‫اعتمـدوا ميدانـ ًا أخـر للنكت هو ميدان الحرب فقـد روى أحد الظرفاء أن قائد ًا ألماني ًا سـمع‬
‫صفارة االنذار تدوي مؤذنة بغارة جوية فأسرع ليختبيء تحت سريره‪ ،‬لكنه وجد هناك عشيق‬
‫زوجته فصاح به ‪ -‬تعمل ايه هنا ؟‬
‫‪ -‬اختبيء من الغارة ؟‬
‫‪ -‬اطلع ده مكاني أختبيء فيه‪.‬‬
‫فخرج العشيق وأنضم إلى زوجة القائد فوق السرير(((‪.‬‬

‫‪ - 1‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 97‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه ص ‪. 104‬‬
‫‪ -3‬خالد القشطيني‪ ،‬السخرية السياسية العربية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪ 106‬ص ‪. 107‬‬

‫‪- 56 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫بقيـت الصحافـة المصرية لسـنين كثيرة المصـدر األول للقراءة الناضجـة الواعية في‬
‫العالـم العربـي وكان ال بـد لمنشـورات الظـرف والتهكم مـن أن تترك طابعهـا على صحافة‬
‫(((‬
‫البلدان العربية األخرى‬

‫الصحافة الساخرة في العراق‬


‫مـر العـراق خالل تاريخه الطويل بمآسـي ومحـن(*) أثرت في طبيعـة أبنائه وصيرتهم‬
‫أقـرب إلـى روح الجـد من الهزل وأميل إلى التشـاؤم والحـزن من االنفتاح والمسـرة وحتى‬
‫النكتـة العراقية أتصفت بالغصة المكبوتة والسـخرية المريرة((( وهكـذا ردد القوم الكثير عن‬
‫معاناتهم في أيام الحصار حيث فاز الجوع باألولوية فع ً‬
‫ال في العراق‪ ،‬لم يسـتطيعوا اسـتيراد‬
‫الحنطة والخبز لكنهم استوردوا هذه النكتة من روسيا‪.‬‬
‫قالـوا ان صاحـب مزرعة حمـل كمية من الدجـاج لبيعها فـي بغداد أوقفـوه عند أول‬
‫نقطـة للتفتيـش فقالـوا‪ :‬مـا شـاء اللـه دجاجاتك سـمينة مـاذا كنت تطعمهـا ؟ فقـال حنطة‪،‬‬
‫مسـكوا بـه ونزلـوا بـه ضربـ ًا وصـادروا دجاجاتـه "الشـعب جايـع وأنـت تطعـم الحنطـة‬
‫للدجـاج ؟ سـمع بـه تاجر آخـر وحاول تفـادي ذلك فعندمـا جاء دوره وسـألوه قـال "والله‬
‫اطعمهـا الشـعير" نزلـوا بـه ضربـ ًا وقالـوا‪" :‬خيـل الرئيـس ميتـة مـن الجـوع وانـت تعطـي‬

‫‪ - 1‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 108‬‬


‫* االحتالل العثماني ‪. 1534‬‬
‫ ‬
‫‪ -‬االحتالل البريطاني ‪. 1917‬‬
‫‪ -‬االنقالبات والثورات ‪ 14‬تموز ‪ 8 ،1958‬شباط ‪ 17 ،1963‬تموز ‪ 17 ،1968‬تموز ‪. 1979‬‬
‫‪ -‬الحرب العراقية ‪ -‬االيرانية ‪( 1988 - 1980‬حرب الخليج األولى)‬
‫‪ -‬االجتياح العراقي للكويت ‪( 1990 /8 /2‬حرب الخليج الثانية)‬
‫‪ -‬الحصار االقتصادي على العراق ‪2003 - 1990‬‬
‫‪ -‬االحتالل األمريكي للعراق ‪2003/4/9‬‬
‫‪ -2‬جميـل الجبوري‪ ،‬جزبـوز في تاريخ صحافة الهـزل والكاريكاتير في العراق‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار الشـؤون الثقافية العامة‪،‬‬
‫‪ 1986‬ص ‪. 21‬‬

‫‪- 57 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫الشـعير للدجاج؟ صـادروا دجاجاته واقتسـموها بينهم سـمع بالحكاية تاجـر ثالث فأتعض‬
‫بزميليـه جـاء دوره فسـألوه فأجابهم قائلاً‪ " :‬والله أنا مـا كنت أطعمها‪ ،‬كنـت أعطيها فلوس‬
‫(((‬
‫وهي تروح للسوق وتاكل اللي يعجبها"‬

‫وظهر ذلك جلي ًا عن طريق الصحف الساخرة التي صدرت في تلك المرحلة المتقدمة‬
‫(((‬
‫من عمر الصحافة العراقية ما بين عامي ‪ 1939-1909‬على النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬جريدة "مرقعة الهندي" صدرت في البصرة باللغة العربية في ‪ 21‬تشرين الثاني‬
‫عام ‪ 1909‬لصاحبها‪ :‬أحمد حمدي أفندي‬
‫‪ -‬جريدة بالك "صدرت في بغداد باللغة العربية في ‪/ 13‬آذار‪ 1911 /‬لصاحبها‬
‫أبو العيناء شكري افندي‪.‬‬
‫‪ -‬جريدة "خان الذهب" وقد أنشـأها صاحبها محمد سعيد أفندي لطيف بالعربية‬
‫في بغداد في ‪ / 23‬آذار ‪1911 /‬‬

‫‪ -‬جريـدة "البلبـل" أصدرها صاحـب جريدة "خـان الذهب" لتحـل محلها بعد‬
‫تعطيلها من قبل السلطات في ‪ /16‬نيسان ‪.1911/‬‬
‫‪ -‬جريـدة "االسـرار" صدرت في بغـداد في ‪ / 23‬مايـس‪ 1911 /‬لصاحبها عبد‬
‫الرحيم أفندي صائب‪.‬‬
‫‪ -‬جريـدة "جكة باز" أي الثرثار أو المهذار باللغتين العربية والتركية أصدرها في‬
‫الموصل عبد المجيد أفندي خيال في ‪ /27‬حزيران‪.1911/‬‬
‫‪ -‬جريدة "دونيال" أصدرها في بغداد لطيف أفندي فكرت في ‪ /15‬آب‪ 1911 /‬لتحل‬
‫محـل جريدة سـابقة له وهـي جريدة "كرمـة ونرمة" أي حـار وناعم وقـد أصدرها‬
‫صاحب جريدة "دونيال" بالعربية في ‪ /16‬مايس‪ 1911 /‬وعطلت فور صدورها‪.‬‬

‫‪ - 1‬خالد القشطيني‪ ،‬الجوع أبو الفكاهة‪ ،‬جريدة الشرق األوسط اللندنية‪ ،‬العدد ‪ 10801‬في ‪ /24‬حزيران ‪.2008 /‬‬
‫‪ -2‬جميل الجبوري‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪. 24 22-‬‬

‫‪- 58 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫‪ -‬جريـدة "المضحكات" أنشـأها في بغـداد باللغـة العربية محمد سـعيد أفندي‬


‫لطيف في ‪ /23‬كانون األول‪ /‬عام ‪.1912‬‬
‫‪ -‬جريدة "القسـطاس" وقد انشـأها عبـد الجبار أفندي األعظمـي ومحمد هادي‬
‫أفنـدي فـي بغـداد بالعربيـة والتركية فـي ‪ /5‬شـباط ‪ 1912 /‬وكانـت جريدة‬
‫أسبوعية‪.‬‬
‫‪ -‬ثـم مرت مـدة طويلة علـى صحافة الهزل فـي العراق حتى كان عـام ‪ 1923‬إذ‬
‫صدرت جريدة بابل في ‪ / 10‬تموز‪ /‬أصدرها حسن سامي‪.‬‬
‫‪ -‬في ‪ / 30‬أيلول عام ‪ 1923‬أصدر داود العجيل جريدته "البدائع"‬

‫‪ -‬في ‪ /16‬تشرين األول عام ‪ 1923‬أصدر رشيد الصوفي جريدته جحا الرومي‬
‫‪ -‬فـي ‪ / 23‬شـباط ‪ 1923 /‬أصدر عباس حسـين آل جلبي جريدتـه "الحقائق"‬
‫في‪ /24 ‬تشرين األول ‪ 1924 /‬صدرت جريدة "الهزل" لصاحبها عالء الدين‬
‫عوني‪.‬‬
‫‪ -‬في ‪ /1‬نيسان‪ 1925 /‬أصدر ميخائيل تيسي جريدته "كناس ألشوارع" وأصدر‬
‫أيض ًا عبد الحميد فخري جريدته "بالك" وهو اسم لجريدة سبق ذكرها صدرت‬
‫عام ‪.1911‬‬
‫‪ -‬في ‪ /3‬كانون الثاني ‪ 1926 /‬أصدر حسين يحيى جريدته "المداعب"‬

‫‪ -‬في ‪ /17‬كانون األول‪ 1926 /‬أصدر ميخائيل تيسـي وحسـين الرحال جريدة‬
‫"سينما الحياة" وقد سمياها نصف هزلية تصدر في األسبوع مرة واحدة‪.‬‬
‫‪ -‬في ‪ / 10‬كانون الثاني‪ 1927 /‬أصدر المال عبود الكرخي جريدة الكرخ‬
‫‪ -‬في ‪ /30‬نيسان ‪ 1927 /‬أصدر عباس حسين آل جلبي جريدته صدى الحقائق‪.‬‬

‫‪- 59 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ -‬فـي ‪ /13‬حزيران‪ 1929 /‬أصدر المحامي سـلمان الشـيخ داود جريدة الناقد‬
‫لتكون صحيفة أدب ونقد وفكاهة لكنها عطلت بعد صدور عددها األول‪.‬‬
‫‪ -‬فـي ‪/2‬حزيـران‪ 1930 /‬صدرت جريدة الرصافة أصدرهـا كمال نصرت ولم‬
‫تعمر طويالً‪.‬‬
‫‪ -‬في ‪ /29‬أيلول‪ 1930 /‬أصدر نوري ثابت جريدة "أ‪ .‬حبزبوز" واسـتمرت في‬
‫الصدور حتى عام ‪.1938‬‬
‫‪ -‬في ‪ /27‬شباط‪ 1932 /‬أصدر محمد حسين القطيفي جريدة بهلول واحتجبت‬
‫بعد مدة قصيرة من الزمن‪.‬‬
‫‪ -‬في ‪ /8‬مايس‪ 1932 /‬أصدر محمد حسين صبري جريدة "الممثل"‪.‬‬
‫‪ -‬في ‪ /19‬تشرين األول‪ 1933 /‬أصدر عبد القادر المميز جريدة هزلية أسبوعية‬
‫أسـماها "أبو حمد" وهناك صحف سـاخرة أخرى لم يذكرها جميل الجبوري‬
‫فـي كتابه "حبزبوز" تاريخ صحافة الهـزل والكاريكاتير في العراق" وهي على‬
‫(((‬
‫النحو اآلتي ‪-:‬‬
‫‪ -‬المراقب صدرت في ‪ /16‬تشرين أول‪ 1923 /‬ببغداد لصاحبها عثمان الزهير‪.‬‬
‫‪ -‬الغرائب صدرت في شباط ‪1913 /‬ببغداد لصاحبها داود صليوا‪.‬‬
‫‪ -‬الشباب صدرت في ‪ /16‬آب‪ 1929 /‬ببغداد لصاحبها سعيد السامرائي‪.‬‬
‫‪ -‬يكي مودة صدرت في ‪ /4‬مايس ‪ 1911 /‬ببغداد لصاحبها طلعت افندي‪.‬‬
‫‪ -‬خـان جغان صدرت فـي ‪ /5‬آذار‪ 1911 /‬في البصـرة لصاحبها محمد نجيب‬
‫المشرافي‪.‬‬
‫‪ -‬النوادر صدرت في ‪ /6‬أيلول‪ 1911 /‬ببغداد لصاحبها محمد الوهيب‪.‬‬
‫‪ -1‬ينظر‪ :‬حمدان خضر سالم‪ ،‬الصحافة الساخرة في العراق‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪ 224‬ص ‪. 225‬‬

‫‪- 60 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫‪ -‬الغربال صدرت في ‪ /17‬تشرين الثاني ‪ 1923 /‬ببغداد لصاحبها مكي جميل‪.‬‬


‫‪ -‬التهذيب صدرت في ‪ /11‬آذار ‪ 1926 /‬بالعمارة لصاحبها أنور مجد تجافي‪.‬‬
‫‪ -‬الناظرة صدرت في ‪ /12‬نيسان ‪ 1929 /‬ببغداد لصاحبها محمد فائق الكيالني‪.‬‬
‫‪ -‬السـعادة صدرت في ‪ /27‬كانـون األول‪ 1931 /‬ببغداد لصاحبها محمد علي‬
‫الكاظمي‪.‬‬
‫‪ -‬البهلول صدرت في ‪ /14‬شباط ‪ 1939 /‬ببغداد لصاحبها حمادي الناهي‪.‬‬
‫‪ -‬الرياحيـن صدرت في ‪ /13‬آذار‪ 1930 /‬ببغداد لصاحبها إبراهيم منيب الباجه‬
‫جي‪.‬‬
‫‪ -‬األدب صدرت في ‪ /7‬أيلول‪ 1924 /‬ببغداد لصاحبها محمد باقر الجلبي‪.‬‬
‫‪ -‬الربيع صدرت في ‪ /2‬آيار ‪ 1924 /‬ببغداد لصاحبها روفائيل بطي‪.‬‬
‫‪ -‬الناقد صدرت في ‪ /6‬آيار‪ 1936 /‬ببغداد لصاحبها ميخائيل تيسي‪.‬‬
‫‪ -‬الرهان صدرت في ‪ /22‬تموز‪ 1927 /‬ببغداد لصاحبها محمد ناجي صالح‪.‬‬
‫‪ -‬مجلـة الرصافة صدرت في ‪ /9‬نيسـان‪ 1913 /‬ببغداد لصاحبها محمد صادق‬
‫األعرجي‪.‬‬
‫‪ -‬المداعب صدرت في ‪ /3‬كانون الثاني ‪ 1926 /‬ببغداد لصاحبها سلمان الشيخ‬
‫داود‪.‬‬

‫‪- 61 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫المضامين السياسية للصحافة الساخرة في العراق في مرحلة النشوء((( ‪:‬‬


‫اهتمـت الصحافة السـاخرة بالسـعي إلـى تكوين وتعميـق بعض المفاهيـم واألفكار‬
‫السياسـية واالقتصاديـة واالجتماعيـة والثقافيـة عـن طريق األلـوان الصحفيـة واألدبية التي‬
‫زخرت بها صحف تلك الحقبة والتي أسهم في كتابتها عدد من الكتاب والمثقفين‪.‬‬
‫إن الصحـف التـي تناولـت الموضـوع السياسـي كانـت متأثـرة في موقفهـا وطرحها‬
‫السياسي بعاملين هما ‪-:‬‬
‫أوالً‪ .‬الظـروف السياسـية وطبيعـة التيارات الفكرية التي سـادت الحياة السياسـية في‬
‫العراق آنذاك‬
‫ثاني ًا‪ .‬االنتماء والتعاطف الفكري ألصحاب تلك الصحف‪.‬‬
‫ وقد تمثلت االهتمامات السياسـية للصحافة السـاخرة فـي معالجة بعض االوضاع‬
‫واالحداث التي كانت سائدة أو جرت آنذاك ولعل من أبرزها ما يأتي ‪-:‬‬
‫االنتخابات النيابية‪.‬‬ ‫‪ )1‬‬
‫إعالن الدستور العراقي في ‪ 21‬آذار ‪.1925‬‬ ‫‪ )2‬‬
‫زيـارة وفد عصبة األمـم المتحدة إلى العراق لالطالع علـى األوضاع ودخول‬ ‫‪ )3‬‬
‫العراق عصبة األمم واعتباره عضو ًا فيها‬
‫حالـة الزعمـاء وأوضاعهم في العراق وكيف أنهم يمتلكون كل شـيء دون أن‬ ‫‪ )4‬‬
‫يعلموا أي شيء‪.‬‬
‫خطط الوزارات وسياساتها محط أنظار الصحافة الساخرة واقفة لها بالمرصاد‬ ‫‪ )5‬‬
‫فاضحة عن طريق مقاالتها كل االسـرار والخفايا ومحاولة تقويم ما أعوج من‬
‫سلوك هذه الوزارة أو تلك‪.‬‬
‫حمدان خضر سالم‪ ،‬الصحافة الساخرة في العراق‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪127 110-‬‬ ‫‪ -1‬‬

‫‪- 62 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫قضية الحدود بين العراق وإيران وشط العرب هذه القضية القديمة الحديثة قد‬ ‫‪ )6‬‬
‫شغلت بال السياسيين مثلما شغلت بال الصحافة آنذاك‪.‬‬
‫ظاهرة الفسـاد اإلداري وإعطاء المناصب لمن ال يستحقونها حيث يسلم زمام‬ ‫‪ )7‬‬
‫السلطة إلى غير االكفاء‪.‬‬
‫مدح ديمقراطية الملك غازي األول‪.‬‬ ‫‪ )8‬‬
‫تأخير عودة المنفيين والمهجرين إلى بلدهم‪.‬‬ ‫‪ )9‬‬
‫‪ )10‬الوضع السياسي واالقتصادي المتردي الذي كان يسود البالد‪.‬‬
‫‪ )11‬القضيـة القوميـة ووحـدة المصيـر العربي والبحث عن وسـائل نهـوض األمة‬
‫العربية وكشف عن مؤامرات االستعمار وخططه في طمس الشعور القومي في‬
‫أرجاء الوطن العربي‪.‬‬
‫‪ )12‬احتلـت القضيـة الفلسـطينية موقعـ ًا واضح ًا ضمـن التوجه القومـي للصحافة‬
‫السـاخرة فكانت موضوعـات ثورة فلسـطين والهجرة اليهوديـة والمؤتمرات‬
‫التي ناقشت القضية عادة لم تهملها الصحافة الساخرة‪.‬‬
‫‪ )13‬غيـاب الحريـة وخاصـة حرية الصحافـة كان مدعـاة للمطالبة بها والتذمر بسـببها‬
‫فكانت حرية الصحافة خاضعة لقوانين المطبوعات المتوارثة منذ العهد العثماني‪.‬‬
‫‪ )14‬النظـام وأهميته في كل زمـان ومكان ألنه يمنع الفوضى والضياع كما أن البالد‬
‫التي ال يحكمها نظام فأنها تسير على طريق الخراب والدمار واالنحطاط‪.‬‬

‫الصحافة الساخرة في العراق بعد االحتالل االمريكي في ‪:2003‬‬


‫ً‬
‫نشيطأ‪،‬‬ ‫بعد إنهيار النظام السابق في ‪2003/4/9‬حتى بدأ الحراك في شارع الصحافة‬
‫وساعد االنفتاح الكبير عدم وجود محددات او قوانين او قوة ضاغطة تقف بوجه جميع هذه‬

‫‪- 63 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫المشاريع التي رغب مطلقوها بتحقيق أهدافهم المتعلقة بالصحافة او قول كلمة ما او تحقيق‬
‫مجد شخصي او اصدار مطبوع للثأر وبدأت شيئ ًا فشيئأ تتكاثر المطبوعات الخاصة والفردية‬
‫والحزبية الممولة من قبل اصحاب الصحف او تلك الممولة من جهات خارجية أو داخلية‪،‬‬
‫او الممولة من قبل قوات االحتالل االمريكية التي كانت حريصة ان تدفع باتجاه اخراج اكبر‬
‫عدد ممكن من المطبوعات كأحد مظاهر الحرية والديمقراطية((( وكانت الصحف السـاخرة‬
‫على قلتها ضمن هذا الكم الهائل من الصحف ألتي صدرت بعد االحتالل االمريكي للعراق‬
‫وهذه الصحف هي‪:‬‬
‫‪ - 1‬البهلـول ‪ -:‬جريـدة أسـبوعية سـاخرة رئيـس مجلـس إدارتها ابو غايـب ورئيس‬
‫تحريرهـا حسـن جمعة صـدرت في تموز عـام ‪ 2003‬وتوقفت بعد عام بعد إغتيال سـكرتير‬
‫تحريرهـا وتقـع الجريـدة فـي ثمانـي صفحات مـن الحجـم النصفـي وتمتزج فيها الرسـوم‬
‫الكاريكاتيرية بالعناوين والموضوعات الساخرة ويالحظ على خط الجريدة إنتقادها الساخر‬
‫للمرحلـة التـي سـبقت عـام ‪ 2003‬وإنتقادهـا للظواهر االجتماعيـة التي رافقـت التغيير بعد‬
‫عام‪ 2003 ‬ولم يالحظ إنتقادها لوضع العراق الجديد(((‪.‬‬
‫‪ - 2‬حبزبوز في زمن العولمة ‪ -:‬جريدة إسـبوعية صدرت بعد عام ‪ 2003‬مشرفها العام‬
‫جاسـم يوسف الياسـري ورئس التحرير عشتار الياسـري‪،‬وصدرت الجريدة بالحجم النصفي‬
‫بثماني صفحات قبل ان تتوقف نهائيا عن الصدور ‪،‬ويالحظ فقر المطبوع للرسوم الكاريكاتيرية‬
‫واعتمدت على الرسوم المنشورة على الشبكة الدولية للمعلومات (االنترنيت)(((‪.‬‬
‫‪ - 3‬قرقوش‪ :‬جريدة اسـبوعية سـاخرة صدرت بثماني صفحات بالحجم النصفي في‬
‫أيلول ‪ 2003‬رئيس مجلس ادارتها ابو غايب ورئيس التحرير حسـن جمعة وتوقفت الجريدة‬
‫بعد صدور اعداد محددة منها(((‪.‬‬
‫نبيل جاسم‪ ،‬سطور من تاريخ الصحافة العراقية بعد عام ‪ ،2003‬بغداد‪ ،2009 ،‬ص‪54‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.54‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.104‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.113‬‬

‫‪- 64 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫‪ - 4‬الـكاروك‪ :‬جريـدة اسـبوعية سـاخرة صـدر عددهـا التجريبـي االول يـوم السـبت‬
‫‪ 2007/7/18‬صاحب االمتيـاز ورئيس تحريرها الدكتور كاظم المقدادي وصدرت بالحجم‬
‫النصفي بواقع ثماني صفحات وتوقفت عن الصدور بعد عام واحد بسبب مصاعب التمويل(((‪.‬‬
‫‪ - 5‬الفلقة الكاريكاتيرية ‪ :‬وهي المجلة الوحيدة الساخرة‪-‬لحين اعداد هذه الدراسة‪-‬‬
‫والتي صدر عددها االول في االول من تشرين الثاني‪ 2007‬صاحب االمتياز ورئيس التحرير‬
‫رسام الكاريكاتير حمودي عذاب وسكرتير التحرير رسام الكاريكاتير صالح زينل وصدرت‬
‫بالحجـم الصغيـر بواقع خمسـين صفحـة لكن المالحظ عليهـا وبعد مرور اكثـر من عام من‬
‫صدورها بعدم انتظام صدورها بسـبب مصاعب التمويل وقد صدر منها خمسـة عشـر عدد ًا‬
‫لحداالن(*) وفي شهر اب ‪ 2009‬صدر العدد الخامس عشر‪.‬‬
‫وتركـزت مضاميـن الصحافـة السـاخرة في العـراق علـى انتقاد االحتلال االمريكي‬
‫والوضع السياسي واالداء الحكومي والنيابي وضعف مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين‬
‫وكانها تعيد التاريخ نفسـه عند البدايات االولى لنشـوء الصحافة الساخرة في العراق كما انها‬
‫تناولـت نفـس المضاميـن السياسـتها التي تناولتهـا البرامـج التلفزيونية السـاخرة ‪-‬موضوع‬
‫الدراسة‪ -‬حيث ان هذه البرامج كانت تعتمد في بعض فقراتها على ماتنشره الصحافة بشكل‬
‫عام والصحافة الساخرة بشكل خاص‪.‬‬

‫‪ - 1‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.85‬‬


‫* حمـودي عـذاب صاحب االمتيـاز ورئيس تحريـر مجلة الفلقـة الكاريكاتيريـة‪ ،‬مقابلة شـخصية اجراها الباحث‬
‫بتاريخ‪.2009/8/18 ‬‬

‫‪- 65 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪- 66 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫المبحث الثاني‬
‫مظاهر الفكاهة في الخطاب الساخر‬

‫الفكاهة من الجوانب المميزة للسلوك اإلنساني‪ ،‬أما الضحك فهو التعبير الجسمي أو‬
‫الفسيولوجي عن هذا الجانب ويتمثل الرأي الغالب في علم النفس اآلن في النظر إلى الفكاهة‬
‫ومـن ثم الضحـك على أنها أحد أهم أسـاليب المواجهـة ‪ Coping styles‬التي يسـتعين بها‬
‫اإلنسـان في التغلب على بعض اآلالم النفسـية الخاصة كما أنها أحد األساليب التي تستعين‬
‫بهـا المجتمعـات في مواجهـة بعض مشـكالتها السياسـية واإلجتماعيـة((( ألن الفكاهة هي‬
‫البـاب الخلفـي لوعـي المجتمـع ذلـك الباب الـذي تتسـرب منه نفثـات الصـدور وكوامن‬
‫النفوس((( والضحك درجة من درجات الوعي(((‪.‬‬
‫لقد شـاع بين السـذج أن الضحك والفكاهة هما من دالئل السـطحية كما أن التجهم‬
‫والعبوس هما من آيات العمق والفطنة وللجاحظ أقوال مشـهورة في الضحك ترد على مثل‬
‫هذه األقاويل منها "لو كان الضحك قبيح ًا من الضاحك وقبيح ًا من المضحك لما قيل للزهرة‬
‫والحيـرة والحلـي والقصر المبنـي والوجه الجميل كأنـه يضحك ضحـك ًا" وقوله "ولفضل‬
‫والبسـام والطلق والطليق" وقال أيض ًا‬
‫ٌ‬ ‫الضحاك‬
‫الضحك عند العرب تسـمي العرب أوالدها ٌ‬
‫"قـد ضحك األنبيـاء وفرحوا وضحـك الصالحون وفرحـوا وإذا مدحوا قالـوا‪ :‬هو ضحوك‬
‫السن‪ ،‬بسام العشيات‪ ،‬هش إلى الضيف‪ ،‬ذو طرب واهتزاز وإذا ذموا قالوا‪ :‬هو عبوس‪ ،‬وهو‬
‫‪ - 1‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة ‪ .‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪ 7‬ص‪. 8‬‬
‫‪ -2‬حسين علي لوباني‪ ،‬الملف السري للنكتة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة االنتشار العربي‪ ،‬ط‪ ،2005 ،1‬ص‪.11‬‬
‫‪ -3‬سمير شريف استيتية‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪. 46‬‬

‫‪- 67 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫كالـح‪ ،‬وهو مذموم الوجه‪ ،‬مكفهر‪ ،‬كريه‪ ،‬منقبض الوجه‪ ،‬حامض الوجه‪ ،‬كأنما وجهه بالخل‬
‫منضوح"(((‪.‬‬
‫والضحـك ال يعنـي السـخرية واالسـتهزاء وال جـرح كرامـة اآلخريـن أو النيـل مـن‬
‫شـخصياتهم وأعراضهـم بل هو يعني المـزاح المحبب إلى النفوس والدعابـة البريئة الهادفة‬
‫إلـى إدخال البسـمة إلـى القلوب‪ ،‬والمـرح الذي يبعد الضجر والسـأم عن اإلنسـان((( وهذا‬
‫استعداد فطري في اإلنسان ال يكسبه بالتجربة وله أركان ثالثة ‪-:‬‬
‫مؤثر أو باعث يسـتثيره‪ ،‬وحالـة انفعالية مصاحبة‪ ،‬ووضعية أو غاية يسـعى إلى تحقيقها‬
‫وكثير ًا ما تعد حاالت الضحك أو ما يضحك فكاهة وسخرية((( حيث ترتبط الفكاهة والسخرية‬
‫ارتباطـ ًا وثيقـ ًا األمرالذي دعا بعض الكتاب والباحثين ‪ -‬وكذلـك الناس العاديين‪ -‬أن يخلطوا‬
‫بينهمـا مسـتخدمين أحدهمـا محل اآلخـرى((( وال يـكادون يفرقون بينهما حين يشـملهم جو‬
‫المـرح الضاحـك وتبعث من أفواههم النكات التي يمكن أن تكون لمجرد اإلضحاك فحسـب‬
‫وحينئذ فهي الفكاهة وقد تكون بقصد اللذع واإليالم فهي السـخرية وقد تجمع بين الغرضين‪،‬‬
‫فمن النكت الفكاهية ما يروى عن أحد المفرطين في شرب الخمر أنه قال له أحدهم‪ :‬أن الخمر‬
‫انتحار بطيء‪ ..‬فأجاب ولماذا تريدون أن انتحر بسـرعة ومن النكت السـاخرة نادرة تروي عن‬
‫أحد األمراء إلتقى يوم ًا بغريب يشبهه تمام الشبه‪ ،‬فابتدره األمير بقوله ‪ -:‬هل كانت أمك يا هذا‬
‫تقيم في البالط الملكي ؟ فأجاب الغريب ببديهته الحاضرة‪ -:‬كال يا سيدي بل أبي !!‬
‫فإذا روى أحد األشخاص النكتة السابقة لبعض الجالسين بقصد الضحك فهي فكاهة‪،‬‬
‫لا في مجلس مـن المجالـس فيعد الرجل سـاخر ًا باألمير ولذلك تسـمى‬
‫أمـا إذا حدثـت فع ً‬

‫حسـين علي لوبانـي الداموني‪ ،‬الملف السـري للنكتة العربية‪ ،‬المصدر السـابق‪ ،‬ص‪ 12‬نق ً‬
‫ال عـن جريدة الكفاح‬ ‫‪ -1‬‬
‫العربي مقالة لجورج جرداق‪ ،‬في ‪. 1999/ 12 /16‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 13‬‬ ‫‪- 2‬‬
‫نعمان محمد أمين طه‪ ،‬السخرية في أالدب العربي حتى نهاية القرن الرابع الهجري‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪.‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫حمـدان خضر سـالم‪ ،‬تطـور الكاريكاتير في الصحافـة العراقية (‪ )1958 - 1921‬دراسـة فـي صحيفتي حزبوز‬ ‫‪ -4‬‬
‫وقرندل م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 30‬‬

‫‪- 68 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫سخرية((( لذا فان الدكتور نعمان محمد امين طه يرى بان كل مايضحك فهو هزل ينقسم الى‬
‫قسـمين احدهمـا ليس له غرض او هدف اال االضحاك فحسـب وهو مايطلـق عليه بالفكاهة‬
‫واالخر له غرض هادف واضح سـواء كان معينا او غير معين حين القاء النكته وهو السـخرية‬
‫لذلك كان المزاح يشمل النوعين التفكه والسخرية أي االضحاك واللذع ويكون اوله الشاعة‬
‫جو المرح والضحك بين الجالسين وكثيرا ماينقلب في النهاية الى سخرية يتضرر فيها بعض‬
‫االفـراد وقـد يعقبها شـجار((( فيما يرى الدكتور شـاكر عبـد الحميد أن الفكاهـة مفهوم عام‬
‫ومصطلـح شـامل تنضـوي تحتـه كل المصطلحات الموجـودة في هذا المجـال من ضحك‬
‫وكوميديا ونكتة‪....‬الخ فهي مظاهر دالة عليها ويعدها ظاهرة متعددة األبعاد متنوعة التجليات‬
‫يسهم كل نوع فرعي من أنواع الفكاهة في ظاهرة الفكاهة الكلية وهي خاصية متعلقة باألفعال‬
‫والكتابـة والـكالم التي تثير المتعـة والمرح أو المتعلقة بحدث أو بنشـاط أو موقف أو بتعبير‬
‫خاص عن فكرة تسـتحضر الحس المضحك أو الحس الخاص المتعلق بإدراك التناقض في‬
‫المعنـى وكذلـك تتعلـق بالملكـة العقليـة الخاصـة باالكتشـاف والتعبيـر والتـذوق لألمور‬
‫المضحكة أو العناصر المتناقضة والالمعقولة في األفكار والمواقف واألحداث واألفعال(((‪.‬‬
‫والفكاهة تشتمل على الجوانب واألبعاد اآلتية(((‪:‬‬
‫الجوانـب المعرفيـة ‪ -: Cognitive‬ويقصد بها تلك العمليات العقلية الخاصة‬ ‫‪ )1‬‬
‫باالدراك والخيال واألبداع والفهم والتذوق للفكاهة‪.‬‬
‫الجوانب األنفعالية ‪ -: Emotional‬ويقصد بها تلك المشـاعر السارة الخاصة‬ ‫‪ )2‬‬
‫بالتسلية والبهجة والمرح واالستمتاع‪.‬‬
‫الجوانب السلوكية ‪ -: Behavioral‬ومنها الضحك بأصواته ونغماته وحركات‬ ‫‪ )3‬‬
‫عضالت الوجه والتغيرات في أوضاع الجسم‪.‬‬
‫نعمان محمد أمين طه‪ ،‬السخرية في األدب العربي حتى نهاية القرن الرابع الهجري م‪ .‬س‪ .‬ذ ‪.‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫المصدر نفسه‪.‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪ 13-‬ص‪. 14‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫المصدر نفسه ص ‪. 15‬‬ ‫‪ -4‬‬

‫‪- 69 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫الجوانـب االجتماعية ‪ -:Social‬ويقصد بها تلك السـياقات الخاصة بالتفاعل‬ ‫‪ )4‬‬


‫االجتماعي أو االتصال االجتماعي بين األشـخاص أو الجماعات والتي تظهر‬
‫به المثيرات المضحكة‪.‬‬
‫الجوانـب السيكوفسـيولوجية ‪ -: psychophysiological‬حيث تشـتمل مواقف‬ ‫‪ )5‬‬
‫الفكاهـة على تغييـرات في نمط موجـات المخ الكهربائية ونشـاطات في الجهاز‬
‫العصبي المستقل وفي التنفس وإنتاج الهرمونات وحالة التنشيط العامة في المخ‪.‬‬
‫الجوانب المتعلقة بأبداع الفكاهة أو أنتاجها وانتاج أنماط معينة منها مثل النكتة‬ ‫‪ )6‬‬
‫والكاريكاتير‪ ،‬والمسرحيات الكوميدية وغيرها‪.‬‬

‫المظاهر الدالة على الفكاهة ‪Sense of Humor‬‬


‫الفكاهة مصطلح عام تنضوي تحته كل المصطلحات ذات الصلة بهذا المجال وذلك‬
‫الن الفكاهة هي كل مايبعث على الضحك من فنون القول او الفعل سـواء كان الباعث على‬
‫الضحـك مفارقة لفظية او خروجا سـلوكيا او عيبا خلقيا او حدثـا خارجا عن المألوف ‪-‬كما‬
‫سيأتي شرحه الحقا‪ -‬كما قد يكون سبب الفكاهة تناقضا صريحا لمواصفات حياتنا او مأزقا‬
‫حرجا او طرفة عارضة او حدثا مسـببا للسـعادة او لاللم او سـخرية الذعة او مجرد مالحظة‬
‫طريفة التسـعد والتؤلم على السـواء ما جعل مفهوم الفكاهة اشـمل واعم((( وفيما يلي اهم‬
‫المظاهر الدالة عليها‪-:‬‬

‫‪ )1‬الضحك‬

‫جـاء في كتاب فقه اللغة وسـر العربيـة" ألبي منصور الثعالبي فـي مراتب الضحك أن‬
‫التبسـم أول مراتب الضحك ثم االهالس وهو أخفاؤه ثم االفترار واالنكالل وهما الضحك‬
‫‪ -1‬حمـدان خضر سـالم‪ ،‬تطور الكاريكاتيـر في الصحافة العراقية (‪ )1958 - 1921‬دراسـة فـي صحيفتي حبزبوز‬
‫وقرندل‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ذ‪ ،‬ص ‪31‬‬

‫‪- 70 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫الحسن ثم الكتكتة اشد منهما ثم القهقهة ثم القرقرة ثم الكركرة ثم االستغراب ثم الطخطخة‬


‫ثم االهزاق والزهزقة وهي أن يذهب الضحك به كل مذهب(((‪.‬‬
‫وهنـاك أنواع من الضحـك ومراتب له منها الضحكة الخافتـة ‪ chuckie‬وهي ضحكة‬
‫هادئة تتم عن طريق نغمات صوتية منخفضة والضحكة نصف المكبوتة ‪ Titter‬والتي تتكون‬
‫عادة من سلسلة من األصوات المتقطعة العالية المقام والقهقهة ‪ Giggle‬والدمدمة ‪Guffaws‬‬
‫(((‬
‫وهما مجموعة من أصوات الضحك العالية الخشنة غير المصقولة‬
‫ويقول عباس محمود العقاد متحدث ًا عن أنواع الضحك وهي ضحك السـرور والفرح‬
‫وضحـك السـخرية واالزدراء وضحـك المـزاح والطـرب وضحـك العجـب واالعجـاب‬
‫وضحك العطف والمودة وضحك الشـماتة والعداوة وضحك المفاجأة والدهشـة وضحك‬
‫المغرور وضحك المتشـنج وضحك السـذاجة وضحـك البالهة وما يختـاره الضاحك وما‬
‫(((‬
‫ينبعث منه على غير اضطرار‬
‫(((‬
‫وانطلق هنري برجسون من ثالث مالحظات يعتبرها أساسية تتناول الضحك وهي‪-:‬‬
‫أ‪ -‬ال مضحـك إال فيمـا هو إنسـاني وإذا ضحكنا من حيوان فألننـا وجدنا عنده وضع‬
‫إنسان أو تعبير ًا إنساني ًا‪.‬‬
‫ب‪ -‬الال أحسـاس وعدم التأثر الذي يصاحب الضحك عادة فال يمكن للمضحك أن‬
‫يحدث هزته إال إذا سـقط على صفحة هادئة تمام الهدوء ومنبسـطة كل االنبساط فالالمباالة‬
‫وسطه الطبيعي والد أعدائه االنفعال‪.‬‬

‫‪ -1‬ابو منصور الثعالبي‪ ،‬فقه اللغة وسـر العربية‪ ،‬تحقيق مصطفى السـقا‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مطبعة مصطفى بابي الحالبي‪ ،‬ط‪،3‬‬
‫الفصل ‪ ،26‬ص‪.99‬‬
‫‪2- Roeckele, op.cit, p35‬‬
‫نقال عن‪ :‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م ‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪19‬‬ ‫ ‬
‫‪ - 3‬عباس محمد العقاد‪ ،‬جحا الضاحك المضحك‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة النهضة‪ ،‬ب‪ .‬ت‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫‪ -4‬هنري برجسون‪ ،‬الضحك في داللة المضحك‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪25-16‬‬

‫‪- 71 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫جــ‪ -‬نحن ال نتـذوق المضحك فـي حالة شـعورنا بالعزلة والضحك فـي حاجة إلى‬
‫صدى فضحكنا هو ضحك الجماعة‪.‬‬
‫إذن الضحـك لدى برجسـون هو ضرب من اإلشـارة االجتماعية‪ ،‬وهـو ما يوحيه من‬
‫ترهيب يقمع الخروج أو الشذوذ ويحفز بصورة دائمة وبأتصال متبادل بعض النشاطات التي‬
‫(((‬
‫توشك أن تنعزل‬
‫(((‬
‫ويرى برجسون بأن هناك ثالثة أنواع تولد الضحك وهي‬
‫أوالً‪ -‬الهيئة المضحكة والتعبير المضحك أو مضحك األشكال ‪-:‬‬
‫وهي كل تشوه قابل ألن يقلده شخص سليم يمكن أن يصبح مضحك ًا كما هو في شخص‬
‫سليم يقلد رج ً‬
‫ال أحدب من أجل إثارة الضحك أو التعبير المضحك عن طريق الوجه‬
‫ثاني ًا‪ -‬مضحك االشارات ‪-:‬‬
‫وهي أوضاع الجسم اإلنساني واشاراته وحركاته التي تكون مضحكة‬
‫(((‬
‫ثالثا‪ -‬مضحك األفعال والظروف ‪-:‬‬
‫وهو كل تركيب لألفعال والحوادث يجعله مضحك ًا يخيل إلينا وجود الحياة من جهة‬
‫ويجعلنـا نحـس إحساسـ ًا واضح ًا بنـوع من التركيـب اآللي من جهـة ثانية علـى أن تتداخل‬
‫الصورتـان احداهمـا فـي األخرى ومثال ذلـك ما يطلق عليـه "العفريت ذو النابـض والدمية‬
‫المعلقـة بالخيوط" وينبـع الضحك لدى بعض المفكرين من الفـرح والبهجة ولدى بعضهم‬
‫يكشف الضحك أدراكنا للتناقض ولدى بعضهم الثالث يدل الضحك على العدوان((( أي أنه‬
‫ال يكون مقتصر ًا على المعاني اإليجابية كما هو في حالة النكات البريئة أو الضحك من عمل‬

‫محمد شاويش‪ ،‬الضحك عند برجسون‪ ،‬مناقشة‪ ،‬مجلة األقالم الثقافية االلكترونية نق ً‬
‫ال عن كتاب الضحك‪ ،‬في داللة‬ ‫‪ -1‬‬
‫المضحك‪ ،‬هنري يرجسون‪ ،‬ترجمة د‪ .‬علي مقلد‪ ،‬بيروت‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪. 1978 ،‬‬
‫هنري برجسون‪ ،‬الضحك في داللة المضحك‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 30-26‬‬ ‫‪- 2‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 59-53‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك رؤية جديدة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪22‬‬ ‫‪ -4‬‬

‫‪- 72 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫فنـي أو لعـب األطفال وإنما على المعاني السـلبية أيض ًا كما هو الحال فـي النكات العدوانية‬
‫والسخرية واالستهزاء(((‪.‬‬
‫ويـروي أن حادثة وقعـت ألحد أالعيان في بالط لويس الرابع عشـر‪ ،‬إذ فوجئ برؤية‬
‫زوجتـه بيـن ذراعي أحـد الكهنة‪ ،‬فسـار بخطى ثابتة إلـى النافـذة‪ ،‬ورفع يده مبـارك ًا لمن في‬
‫الخـارج‪ ،‬فصاحت بـه زوجته‪ :‬ماذا تعمـل ؟ فأجابها برباطة جأش‪ :‬رأيـت المحترم يمارس‬
‫عملي‪ ،‬فمارست بدوري عمله(((‪.‬‬
‫ويتوضـح للباحـث من هـذه الحادثة بأنها بقـدر ما تثير في المتلقـي الضحك والمرح‬
‫والبهجة فأنها أدركت معنى التناقض في بنائها الذي أثار الضحك والسـخرية واالستهزاء من‬
‫تصرف الكاهن فأنها انطوت على المعاني االيجابية والسلبية في الفكاهة والضحك‪.‬‬
‫وهنـاك أكثـر مـن مائـة نظريـة حـول الضحـك(*) وكلهـا نظريـات متداخلـة تعتمـد‬
‫بعضهـا علـى البعـض اآلخر بدرجـة واحدة وتركـز على عوامـل معينة تربطهـا بالضحك أو‬
‫تربـط الضحـك بها ومـن هذه العوامـل نجد مث ً‬
‫ال الدهشـة‪ ،‬التفـوق‪ ،‬السـيطرة‪ ،‬التناقض في‬
‫المعنـى‪ ،‬التنفيـس عـن الطاقـة الزائـدة‪ ،‬محتـوى النكتـة وغيـر ذلـك مـن العوامـل وهكذا‬
‫فالعقبـة الرئيسـية أمـام وجـود نظريـة متكاملـة حـول الضحـك هـو ذلـك التنـوع الكبيـر‬
‫الخاص بظاهرة الضحك نفسها(((‪.‬‬

‫المصدر نفسه ص ‪ 16‬ص ‪. 17‬‬ ‫‪- 1‬‬


‫خالد القشطيني‪ ،‬السخرية السياسية العربية‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪16‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫تصنف هذه النظريات بشكل عام تحت فئات ثالثة هي ‪:‬‬ ‫* ‬
‫‪ - 1‬نظريـة التفـوق أو السـيطرة ‪ superiority Theory‬وتنضـوي تحتهـا نظريـات كل من أفالطـون وهوبز‬
‫وبرجسـون وتقـول هذه النظريات بأن الضحك ينشـأ نتيجة لشـعور ما بالتفـوق العقلي أو المادي يشـعر به‬
‫الضاحك آزاء اآلخرين األقل منه أو ازاء نفسه حينما يقارن ماضيه بما هو عليه اآلن ‪.‬‬
‫‪ - 2‬نظرية التناقض في المعنى ‪ meongruity Theory‬ومن أقطابها ارسطو وكانط وشوبنهور ‪.‬‬
‫‪ - 3‬نظريـات تمـزج بيـن التفوق والتناقض فـي المعنى ‪ .‬ومن أقطابهـا افالطون وكير كجورد ينظر شـاكر عبد‬
‫الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص‪23 ،‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 23‬‬ ‫‪ -3‬‬

‫‪- 73 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫وذكـرت أحـد الدراسـات المتخصصـة في دراسـات الضحـك في جامعـة ماريالند‬


‫األمريكيـة أن ‪ 80%‬مـن الضحكات التي يصدرها الناس ال عالقـة لها بالفكاهة وإنما تحدث‬
‫بعد أسـئلة عادية وهنا يكون الضحك وسـيلة لتيسير التفاعل االجتماعي أما نسبة ‪ 20%‬الباقية‬
‫((( (*)‬
‫من الضحك فهي التي ترتبط في جوهرها بالفكاهة‬

‫‪ - 2‬حس الفكاهة ‪Sense of Humor‬‬

‫هي تلك السـمة من سـمات الشـخصية(**) التي تتعلق بتذوق الفكاهة واالسـتمتاع بها‬
‫وانتاجها وكذلك فهمها وقدرة المرء على أن يالحظ ويسـتجيب انفعالي ًا للجوانب المضحكة‬
‫من األحداث وأن يكتشف التناقضات في الواقع المحيط به على نحو مبالغ فيه من التضاد بين‬
‫السمات اإليجابية والسلبية لدى شخص ما أو في موقف ما فهذا المصطلح يستخدم لإلشارة‬
‫إلـى الفكاهـة االبداعية وإلى تـذوق النكتة وحسـن إلقائهـا‪ ،‬والكوميديا االرتجاليـة والطرفة‬
‫البارعـة‪ ،‬والتعليـق على حدث معين((( وهناك أشـخاص تخصصوا في تنمية وتقوية الشـعور‬
‫(((‬
‫بالضحك في انفسـهم واتخذوه مهنة لهم‪ ،‬فاسـتخرجوه من ذواتهم بهدف التسلية والمتعة‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪25‬‬
‫‪ -1‬‬
‫* عقد أول مؤتمر علمي حول الفكاهة والضحك في ويلز عام ‪ 1976‬وتبعته مؤتمرات عديدة في أماكن مختلفة من‬
‫العالم‪ ،‬وظهرت مجلة الفكاهة ‪ Humor‬العلمية المحكمة عام ‪ 1987‬في السـنوات ‪-‬األخيرة أسـس العديد من‬
‫أنديـة الضحك في أماكن عديدة من العالم وأصبحت شـركات الطيران تسـتعين ببعـض المهرجين للترويح عن‬
‫الـركاب واضحاكهـم كمـا ظهـرت فـي اآلونـة األخيـرة ظاهـرة التسـويق بالضحـك وقامـت ‪ -‬مجموعـة من‬
‫المتخصصين في العالج الجماعي لألنهيار العصبي بتشـكيل جوقة للضحك هدفها مسـاعدة المرضى العصبيين‬
‫على تجاوز آالمهم النفسية عن طريق تسجيل إسطوانة مدمجة للضحك ألغراض العالج النفسي وشهدت مدينة‬
‫بـال السويسـرية في عـام ‪ 1997‬أول مؤتمر عالمي مخصص " للفكاهة والعالج النفسـي واصبحت هناك قنوات‬
‫فضائية ومواقع عديدة عربية وعالمية على االنترنيت مخصصة للفكاهة والضحك ‪.‬‬
‫** الشخصية هي مجموعة من السمات أي الخصائص المميزة الثابتة نسبي ًا التي تميز شخص ًا عن آخر وهذه السمات‬
‫هي التي تحدد انماط المعرفة‪ ،‬وكذلك الخصائص الوجدانية أو األنفعالية واالستجابات السلوكية الخارجية لدى‬
‫هذا الشخص أو ذاك‪ ،‬ينظر المصدر نفسه ص ‪. 198‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪26‬‬
‫‪ -3‬اندريه فيليبيه‪ ،‬الممثل الكوميدي‪ ،‬ترجمة محمد مهدي قناوي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪ ،2003 ،‬ص‪. 14‬‬

‫‪- 74 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫والسخرية من موقف أو حدث أو سخرية كما هو لدى مهرجي السيرك أو الكتاب الساخرين‬
‫وممثلي الكوميديا ورسامي الكاريكاتير‪.‬‬
‫ ويـرى عدد من الباحثين أن هناك فروق ًا بيـن االفراد في امتالك حس الفكاهة تحمل‬
‫(((‬
‫عدد ًا من المعاني في الجوانب اآلتية ‪-:‬‬
‫الدرجة أو المسـتويات التي يفهم االفـراد عندها النكات وغيرها من المثيرات‬ ‫أ‪ -‬‬
‫الفكاهية (سرعة الفهم أو بطؤه)‪.‬‬
‫ب‪ -‬طرق التعبير عن الفكاهة بأساليب كيفية وكمية معينة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬قدرتهم على إبداع تعليقات وادراكات فكاهية مميزة‪.‬‬
‫تذوقهم ألنماط متنوعة من النكات والرسوم الساخرة وغير ذلك من المصادر‬ ‫د‪ -‬‬
‫أو األشياء التي تجعلهم يضحكون‬
‫هـ‪ -‬الدافعية التي يسـعون عن طريقها بنشـاط للبحث عن المصادر واألشـياء التي‬
‫تجعلهم يضحكون‪.‬‬
‫ذاكرتهم الخاصة للنكات واالحداث الطريفة المرحة‪.‬‬ ‫و‪ -‬‬
‫ميلهـم إلى اسـتخدام الفكاهة أسـلوب ًا لمواجهة األزمات والمشـقات النفسـية‬ ‫ز‪ -‬‬
‫واالجتماعية التي يمرون بها‪.‬‬
‫ح‪ -‬أن ال يأخـذ المرء نفسـه أو األمـور بجدية زائدة وامـكان أن يضحك المرء من‬
‫أخطائه ومظاهر ضعفه الخاصة أيض ًا‪.‬‬
‫فهؤالء األفراد يواجهون المصاعب بالضحك واالبتسـام والسـخرية ذلك من طبيعة‪،‬‬
‫الناصح الفكرة‪ ،‬الواسـع الحيلة الذي يدرك حاجاته باللين والضحك واالبتسـام والسـخرية‬
‫(((‬
‫أكثر مما يناله غيره بالعنف والقسوة"‬

‫‪ - 1‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪. 27‬‬


‫‪ -2‬السيد عبد الحليم محمد حسين‪ ،‬السخرية في أدب الجاحظ‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪ 5‬ص ‪. 6‬‬

‫‪- 75 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫(((‬
‫‪ - 3‬االبتسامة ‪Smile‬‬

‫عرفـت االبتسـامة بأنها تعبير خاص بالوجـه يعبر عن مجموعة متنوعـة من العمليات‬
‫الحسية والمشاعر واالنفعاالت وأنها هادئة مقارنة بالضحك الذي يتسم بوجود نشاط عضلي‬
‫وصوتـي أكبر‪ ،‬أحيان ًا يكون صاخب ًا وهـي مرحلة مبكرة من الضحك قد تتصاعد فتتحول إلى‬
‫ضحكة وقد تكون خاتمة لها أيض ًا‪.‬‬
‫وقـد حدد بعض فالسـفة الضحـك المعاني أو األنـواع الخاصة المرتبطة باالبتسـامة‬
‫فذكروا منها ما يأتي ‪-:‬‬
‫ابتسـامة البهجـة ‪ Hilarious Smile‬وتظهـر فـي حـاالت الفرح واالستبشـار‬ ‫أ‪ -‬‬
‫والتفاؤل‪.‬‬
‫ب ‪ -‬االبتسامة المقتضبة ‪ dampened smile‬أو المتصنعة ‪ Smirk‬وأشهرها ابتسامة‬
‫الموناليزا وقد تكون هذه االبتسامة عالمة على الترفع أو التعالي أو االحتقار‪.‬‬
‫ج ‪ -‬االبتسـامة البائسـة ‪ Miserable smile‬وتكشـف هـذه االبتسـامة االنفعـاالت‬
‫السـالبة وليس هناك التمـاع في العينين الذي يكون عـادة قرين البهجة والفرح‬
‫والمتعة ال العذاب‪.‬‬
‫ابتسـامة التلطيف من االثر الضار المتوقع ‪ Qualifies Smile‬هنا يريد صاحب‬ ‫د ‪ -‬‬
‫االبتسـامة أن يقول أو يوصل رسـالة غير سـارة إلى شـخص ما فيبتسم ابتسامة‬
‫شاحبة ويقول له ما يريد قوله بصوت خافت مغلف بالحزن‪.‬‬
‫هـ ‪ -‬ابتسـامة الخضـوع والرضـا ‪ Compliance Smile‬هنـا تقـول االبتسـامة أن‬
‫الشـخص سـيتقبل االخبار السـيئة من دون احتجاج أو يوافق اآلخرين على ما‬
‫يفترحونه بخصوص أمر معين‪.‬‬

‫‪ -1‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك رؤية جديدة م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 32-28‬‬

‫‪- 76 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫و ‪ -‬ابتسامة التعاون أو التآزر ‪ Coordination Smile‬وهي ابتسامة خفيفة تشير إلى‬


‫االتفاق والفهم والرغبة في االداء المشترك لعمل معين بين شخص أو أكثر‪.‬‬
‫ز ‪ -‬االبتسامة الدالة على استجابة المستمع ‪ The listenerrespons smile‬وهي تدل على‬
‫أن المسـتمع قد فهم حديث المتكلم ومن ثم يشـجع هذا المتكلم على االستمرار في‬
‫حديثه وتكون مصحوبة بأيماءات موافقة بالراس خالل المحاضرات مثالً‪.‬‬
‫ح ‪ -‬أبتسـامة الغزل ‪ Fiiration Smile‬حيث يظهر القائم بالمغازلة ابتسـامة سـرور‬
‫ويحدق في الشخص الذي يغازله‪.‬‬
‫ط ‪ -‬االبتسـامة المرتبكـة ‪ embrassed smile‬وهي ابتسـامة قد تسـاعد على أرجاء‬
‫الهجـوم أو الغضب على الشـخص المرتبك خاصـة إذا كان ارتباكه ناجم ًا عن‬
‫ارتكابه بعض األخطاء‪.‬‬

‫(((‬
‫‪ - 4‬التهكم ‪lrony‬‬

‫هو شـكل من أشـكال الـكالم أو الخطاب يكون المعنى المقصـود منه عكس المعنى‬
‫المعبر عنه بالكلمات المسـتخدمة‪ ،‬وغالب ًا ما يأخذ هذا المعنى أشـكال الهجاء أو االسـتهزاء‬
‫ال ضمني ًا مسـتتر ًا من شـأن‬
‫الـذي يسـتخدم فيه تعبيـرات هازئة تتضمن أدانة أو تحقير ًا أو تقلي ً‬
‫شخص أو موضوع أو كليهما مع ًا‪.‬‬
‫ويشير التهكم في معناه إلى محورين رئيسيين هما ‪-:‬‬
‫االسـتهزاء وهو معنى يضم التعـرض لآلخرين بقصد الهزء بهم وجلب‬ ‫األول ‪ -:‬‬
‫كل ما هو شر لهم وضار بهم والتكبر عليهم والترفع عنهم‪.‬‬
‫الهـدم وهو تغييـر كل ما هو قائم في صورته ومقالـه ومن ثم احالته إلى‬ ‫الثاني ‪ -:‬‬
‫صورة مغايرة‪.‬‬
‫‪ -1‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك رؤية جديدة م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 44-40‬‬

‫‪- 77 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫(((‬
‫‪ - 5‬المحاكاة التهكمية ‪parody‬‬

‫وهـي عملية المحاكاة لكلمات مؤلف معين وأسـلوبه واتجاهه وأفكاره بطريقة معينة‬
‫تجعـل هذه الخصائص مثيرة للضحك عن طريق المبالغة في بعض الخصائص أو السـمات‬
‫وباسـتخدام األسلوب نفسه تقريب ًا الذي يقوم على أساسـه فن الكاريكاتير وتهدف المحاكاة‬
‫التهكمية الساخرة الى القيام بالوظيفة التصحيحية والوظيفة التهكمية مع ًا‪.‬‬
‫ويسـتخدم بعـض علمـاء العالمـات مصطلـح " أشـكال الخطـاب فائقـة التشـفير "‬
‫"‪ "overcoded texts‬لوصف األعمال التي تقوم على المحاكاة التهكمية والتي تمثل مشكلة‬
‫أو تحدي ًا أمام عمليات التحليل لها بسـبب تنوع مصادرها وقد تكون هذه المصادر نفسـها قد‬
‫قامـت بالمحاكاة التهكمية لنصوص سـابقة لها‪ .‬بمعنى آخر يسـتغل التناقض في المعنى بين‬
‫أحد األعمال الفنية القائمة على أساس المحاكاة التهكمية وبين العمل األصلي الذي تجري‬
‫محاكاتـه علـى نحو متهكم بطريقة مضحكة مقصودة من جانـب مبدع العمل وعلى القراء أو‬
‫المشاهدين أن يتعلموا أكتشاف هذه الجوانب بأنفسهم عن طريق الخبرة والثقافة‪.‬‬
‫(فالمحـاكاة التهكمية هي عمل إبداعـي (أدبي أو فني) يقوم بالمحاكاة ثم التعبير على‬
‫نحو متزامن لشكل ومضمون عمل آخر أو لكيلهما أو ألسلوبة وموضوعه أو للتركيبة الخاصة‬
‫به أو معناه مثال على ذلك في األدب العربي تقليد المرحوم مصطفى حمام لمعلقة عمرو بن‬
‫كلثـوم ومطلعهـا إال هبى بصحنك فأصبحينـا‪ ..‬وال تبقى خمور إال ندرينـا ومطلع المحاكاة‬
‫الساخرة‪ :‬أالغوري بوشك فارقينا‪ ..‬وال تبقى العزال فترجعينا(((‪.‬‬

‫(((‬
‫‪ - 6‬التحقير الفكاهي ‪Burlesque‬‬

‫وهـو محاكاة مبالغ فيها لألعمال الفنية أو األدبية أو الموسـيقية لألشـخاص األجالء‬
‫العظماء أو البلداء األغبياء وهو شكل أشد تحرر ًا أو بذاءة من المحاكاة التهكمية‪.‬‬
‫‪ - 1‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪ - 47‬ص‪. 51‬‬
‫‪ -2‬مجدي وهبة‪ ،‬كامل المهندس‪ ،‬معجم المصطلحات العربية في اللغة واألدب‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 187‬‬
‫‪ -3‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الضحك والفكاهة‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪. 53‬‬

‫‪- 78 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫(((‬
‫‪ - 7‬التورية ‪Pun‬‬

‫وهي عبارة عن األستخدام الفكاهي لكلمة معينة بطريقة معينة كي توحي بمعان آخرى‬
‫مختلفـة أو هي اسـتخدام للكلمات ذات المنطوق الصوتي المتقـارب أو المتطابق كي تعني‬
‫بعض المعاني المختلفة فهي نوع من اللعب المتقن بالكلمات‪.‬‬
‫(وتظهر التورية بشـكل واضح في الرسم الكاريكاتيري للفنان الساخر محمود صادق‬
‫حول شقة الخالف بين المفاوض الفلسطيني والمفاوض (اإلسرائيلي) وتصريحات الوسيط‬
‫األمريكي الذي ّصرح ذات مرة قائالً‪" :‬عملية السالم ما زالت حية) (((‪.‬‬
‫مثل آخر‪ -:‬قال أحد األشخاص لشخص آخر‪ :‬الله يعطيك الصحة فرد عليه قائالً‪ :‬أنا‬
‫أريد الصناعة والتجارة فالتورية هنا في (الصحة)التي لها معنيان يمثل كل منهما بعد ًا فالصحة‬
‫هـي صحة اإلنسـان وهو المعنـى القريب والصحة هـي وزارة الصحة‪ ،‬فالتوريـة هنا حوارية‬
‫وهذا يعني أن الحوار قد يؤدي وظيفة جيدة في بناء التورية(((‪.‬‬

‫‪ - 8‬الدعابة ‪Wit‬‬
‫وهـي التعبيـرات البارعة الدالة على سـرعة الفهم وحدة المالحظـة وبراعتها ويجري‬
‫التعبير عن ذلك كله عن طريق تعليمات تستثير اإلعجاب والضحك والتي تكشف رشاقة في‬
‫(((‬
‫التعبير وسرعة في اإلدراك للمتناقضات والجمع بينهما في تعبيرات تثير االبتسام والضحك‬
‫وتظهر الدعابة واضحة في هذه الحادثة‪-:‬‬
‫"أراد مـرة رئيس الـوزراء العراقي (جميـل المدفعي) أن يتصل هاتفيـ ًا بمتصرف لواء‬
‫الحلـة‪ ،‬ولم يكن المتصـرف موجود ًا‪ ،‬فتناول الهاتف (الفراش) فسـأله المدفعي‪ :‬من أنت ؟‬

‫المصدر نفسه ص ‪. 54‬‬ ‫‪- 1‬‬


‫سمير شريف أستيتية‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب‪ ،‬م‪ ،‬س‪ ،‬ذ‪ ،‬ص ‪. 126 125-‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 127‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪54‬‬ ‫‪ -4‬‬

‫‪- 79 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫فقـال لـه الفراش ‪ -:‬أنا رئيس فراشـي لـواء الحلة‪ ،‬أنا كبيرهم ورئيسـهم‪ ..‬منـو حضرتك ؟‬
‫(((‬
‫فأجابه خدامك رئيس الوزراء‪! ..‬‬

‫‪ - 9‬الكاريكاتير ‪Caricature‬‬
‫وهو رسـم سـاخر وتجسـيد أو وصف تشـكيلي يجري خالله التضخيم والمبالغة في‬
‫أحـد الجوانب المميزة لشـخصية معينة بحيـث تبدو مثيرة للضحك وهـدف الكاريكاتير هو‬
‫(((‬
‫السخرية االجتماعية أو السياسية أو الشخصية‬
‫والكاريكاتيـر كلمـة معربـة مـن أصـل إيطالي تطلـق على صورة مرسـومة لشـخص أو‬
‫مجموعـة أشـخاص أو لمشـهد من المشـاهد‪ ،‬أو مثالـب ونقائـص وأخالق وعـادات وتقاليد‬
‫مرفوضـة وغيرهـا من األعراف السـيئة التي تشـيع في مجتمع مـن المجتمعات وهـذه الصورة‬
‫الكاريكاتيريـة مرسـومة بطريقة تقوم على أسـاس عناصر التجسـيم للعيوب والنقائص ومسـخ‬
‫(((‬
‫الصورة لتستثير السخرية‪ .‬والتندر والتهكم واالستهزاء واالستهانة والتحقير واإلضحاك أيض ًا‬
‫وهو مصطلح فني يعني رسم ًا يعتمد المبالغة في إبراز خصوصيات أشخاص أو أشياء‬
‫(((‬
‫أو مفارقات وصوالً إلى أداء سـاخر ناقد لألشـخاص ولألوضاع السياسـية أو االجتماعية‬
‫وقـد أورد المجمـع العلمي العراقي تعريف ًا مختصر ًا للكاريكاتير فـي قوله أن الكاريكاتير هو‬
‫(((‬
‫رسم ساخر‬
‫وعلـى الرغم من أن فـن الكاريكاتير يعد واحـد ًا من الفنون التشـكيلية ألحتوائه على‬
‫عناصر الرسم من خط ولون وكتل وفراغ وموضوع ‪،‬ألعتماده على تقنيات الرسم ذاتها إال ان‬

‫حسين علي لوباني‪ ،‬الملف السري للنكتة العربية‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 53‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪. 54‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫حمدان خضر سالم‪ ،‬تطور الكاريكاتير في الصحافة العراقية (‪ )1958 1921-‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪. 47‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫ضياء الحجار‪ ،‬رسـم الكاريكاتير المعاصر في العراق‪ ،‬رسـالة ماجسـتير غير منشـورة‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية الفنون‬ ‫‪ -4‬‬
‫الجميلة‪ ،1990 ،‬ص‪. 12‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪ 49‬نق ً‬
‫ال عن كتاب المجمع العلمي العراقي إلى كلية الفنون الجميلة المرقم ‪ 403‬في ‪. 1990 /5/6‬‬ ‫‪ -5‬‬

‫‪- 80 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫ذلـك لم يمنع مـن تصنيف الكاريكاتير واحد ًا من الفنون الصحفيـة لما تميز به من خصائص‬
‫ومواصفات جعلت منه أقوى وأبسط أداة تعبير صحفية كونه كان قادر ًا على التعبير عن فكرة‬
‫نقديـة سـاخرة وهـو بذلك يـؤدي دور المقال الصحفي كما أنه يسـتطيع أن يصـل إلى جميع‬
‫القـراء علـى اختلاف مسـتوياتهم الثقافية والفكريـة ويكون موضـع أعجابهم مهمـا تباينت‬
‫ال عـن الكاريكاتيـر لكثير من القواعـد التي تحكم أفـكار المقال‬ ‫اتجاهاتهـم السياسـية‪ ،‬فض ً‬
‫وفلسـفته إلى حد أنه يمكن أعتباره مقاالً مرئي ًا نسـتطيع بواسـطته إيصـال الفكرة إلى القارئ‬
‫(((‬
‫وتنظيم حمالت صحفية ناجحة‬
‫وبفعـل قدرة الكاريكاتير على التعبير عن األفكار بصـورة واضحة أصبح الكاريكاتير‬
‫لغة اإلعالن (البوسـتر) ولغة االحتجاج أو االحتفال أو بطاقة المعايدة ووسـيلة االعالن ألي‬
‫بضاعة أو تجارة في الصحف والمجالت أو على شاشـة التلفزيون ووسـيلة تواصل وإعالم‬
‫وأداة تعبير سياسـي مباشـر السـيما عندما تتحول الصورة الكاريكاتيرية إلى سالح أبيض بيد‬
‫الناس للتفريغ أو للتحريض تساعدهم في مواجهة الظواهر السلبية في واقعهم وتنتقد الحياة‬
‫االجتماعية والسياسـية بنبرتها الساخرة وتتجلى خطورة وتأثير الكاريكاتير بشكل خاص في‬
‫المجـال السياسـي حين تؤدي حمالتـه على أخطاء الساسـة وانحرافاتهم إلـى حملهم على‬
‫التخلـي عـن مناصبهـم أو إفشـال حمالتهـم االنتخابيـة كما هو األمـر مع الرئيس الفرنسـي‬
‫"جيسكارديسـتان" الـذي كان مـن أسـباب فشـل حملتـه االنتخابيـة الثانيـة هـي الرسـوم‬
‫الكاريكاتيرية التي نشـرتها صحيفة "أنكار انشينيه" التي فضحت فيها تسلمه لمجوهرات من‬
‫رئيس أفريقيا الوسـطى جان بيدل بوكاسـا كما يلجأ إليه الحكام لتعبئة الرأي العام لصالحهم‬
‫ضد األخطار خاصة في المعارك الوطنية التي تخوضها بلدانهم(((‪.‬‬
‫ثم اكتشـفت الصحافة في الكاريكاتير وسـيلة مؤثرة في الحرب الدعائية وخصوص ًا أثناء‬
‫النزاعات المسـلحة التي شـهدتها بلدان القارة األوربية في العقد األول من القرن العشرين وأثناء‬

‫‪ - 1‬ضياء الحجار‪ ،‬رسم الكاريكاتير المعاصر في العراق‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 53-50‬‬

‫‪- 81 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫الحـرب العالمية األولى أما في الحرب العالمية الثانية فقد اسـتخدمت صورة اإلنسـان السـافل‬
‫علـى جميـع جبهات الدعاية ليس فقط من قبل أجهزة الرايخ الثالث بل اسـتخدمها الحلفاء أيض ًا‬
‫بجانـب الحيـاء والجديـة في إبتـكار صورة خفـاش مصاص للدماء يكشـر عـن أنيابـه المفزعة‬
‫واأللماني قرد يشـد على ذراعه عالمة الصليب المعقوف (شـارة الحـزب النازي) وفي الجانب‬
‫اآلخر رسومات على الشاكلة نفسها مثل الغوريال األمريكي األسود الذي يهاجم تمثال فينوس(((‪.‬‬

‫(((‬
‫أشكال الكاريكاتير‬
‫حافظ الكاريكاتير على أشكال محددة ما زالت حتى اليوم تستخدم في معظم الصحف‬
‫العالمية وتتمثل فيما يأتي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الكاريكاتير الصامت‬
‫في الكاريكاتير الصامت يخلو الرسـم عادة من الكتابة سـواء داخل مسـاحة الرسم أو‬
‫تحتـه ويعتمـد على عرض الفكرة عن طريق الرسـم فقط ويعد من أرقـى مراتب التعبير وهو‬
‫يحتـاج إلـى درجة عالية من الفكر لتلخيص المعاني في أشـكال تعطي بمجرد النظرة األولى‬
‫وهو أشبه بالتمثيل الصامت (البانتومايم) على المسرح‬
‫ب‪ -‬الكاريكاتير الرمزي‬
‫يعتمد على استخدام الرمز الذي يستطيع التعبير عن المعاني التي يصعب تصورها لذا‬
‫يلـزم الرمز أن يكون في تكوين بسـيط واضـح مرتبط بالمعنى المقصـود فغصن الزيتون رمز‬
‫رمز للبنان‪.‬‬
‫للسالم وشجرة االرز ٌ‬
‫ج‪ -‬الكاريكاتير المباشر‬
‫يعتمـد علـى الداللة الصريحة لذا فهو بسـيط في تركيبه الفكـري ويعتمد على التعليق‬
‫الذي يرافق الرسم‪.‬‬
‫‪ - 1‬قاسم مطر التميمي‪ ،‬الفن الساخر بين الدعاية السياسية‪ ،‬جريدة الصباح العراقية ‪. 2008/ 2 / 24‬‬
‫‪ -2‬حمدان خضر سالم‪ ،‬تطور الكاريكاتير في الصحافة العراقية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪ 59‬ص ‪. 60‬‬

‫‪- 82 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫د ‪ -‬الكاريكاتير التسجيلي‬
‫يتركـز فـي تصوير شـبه طبيعي لحـركات وأوضـاع ذات دالالت بمعـان محددة وقد‬
‫التكون واقعية إال أنها تدل على حدث مهم وقد يكون الرسام الكاريكاتيري مصور ًا لحادث‬
‫ما أو ظاهرة ما وقعت أو ستقع‪ ،‬أي أنها ليست خيالية أو مستبعدة‪.‬‬

‫(((‬
‫خصائص فن الكاريكاتير‬
‫يحدد الدارسون لهذا الفن أربعة خصائص يتميز بها وهي ما يأتي ‪-:‬‬
‫(‪ )1‬المبالغة والتفريد‬
‫الكاريكاتيـر هـو مبالغة في التعبير عن طريق الصورة عـن الخصائص الفريدة المميزة‬
‫للشخصية أو تعبير مسخي لبعض األمم وأنماط الشخصيات (البخالء) مث ً‬
‫ال أو لبعض الرموز‬
‫السياسـية كمـا فـي حالة الفيل هو رمـز الحزب الجمهـوري والحمار الذي هـو رمز الحزب‬
‫الديمقراطـي فـي الواليات المتحدة أو بين الصور المحملة بالمعاني والتي بولغ في تجسـيد‬
‫بعض مالمحها فبدت غريبة ومن ثم مضحكة‪.‬‬
‫(‪ )2‬القدرة على كشف العيوب‬
‫يركز هذا الفن على إبراز بعض العيوب الجسمية في الشخصية التي يصورها ويكشف‬
‫عن بعض المالمح السـلوكية لها وقد ينتقد الكاريكاتير عن طريق شخص معين شخص ًا آخر‬
‫أو فكرة معينة أو بعض التصرفات االجتماعية كالتركيز على سـذاجة بعض الفالحين مث ً‬
‫ال أو‬
‫إبراز عيوب بعض سياسات المسؤولين‪.‬‬
‫(‪ )3‬الفكاهة‬
‫من أهداف الكاريكاتير األساسية أن يجعل المتلقين يبتسمون أو يضحكون ويفكرون‬
‫في ضوء تأملهم لهذا التجسـيد النقدي السـاخر لبعض الشـخصيات التـي يعرفونها وكذلك‬
‫المواقف واألحداث التي يدركونها‪.‬‬
‫‪ -1‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 377-372‬‬

‫‪- 83 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫(‪ )4‬التبسيط‬
‫يتم رسم الكاريكاتير في العادة باستخدام القلم الرصاص أو الحبر أو الحفر أو الطباعة‬
‫ونـادر ًا مـا تجـد كاريكاتير ًا ملونـ ًا فالخطوط فيه أكثر بسـاطة من غيرها من أشـكال تجسـيد‬
‫الشـخصية إنهـا كثير ًا ما تكون أشـبه باالرتجال ومن ثم فهـي قريبة من ذلـك التعبير العفوي‬
‫التلقائي‪.‬‬

‫‪ - 10‬النكتة ‪Joke‬‬

‫شـي فكاهي يقال بطريقة معينة من أجل إحداث التسـلية أو اثارة الضحك غالب ًا ما‬
‫هي ْ‬
‫تكون في شـكل لفظي شـفاهي مختصر يجري سـرده أو حكايته عن طريق تفاعل اجتماعي‬
‫مرح أو ساخر وتقوم على أساس المفارقة(((‪.‬‬
‫وهـي قصص فكاهية تعتمد في حوادثها في الغالب المصادفات النادرة كما تنتهي في‬
‫الغالـب بصـورة غريبـة لذا تبـدو في أكثـر األحيان مختلـة في البنـاء القصصـي وتعتمد هذه‬
‫القصص على المفارقات الناتجة عن التناقض في الحياة مضمون ًا وعلى اإليحاء غير المباشر‬
‫أسـلوب ًا في جو بعيد عن التوتر وتتميز بالقصر والبسـاطة وتكون عقدتها في النهاية وتسـتمد‬
‫موضوعاتها من الحياة اليومية وفي أحيان أخرى تبتعد عن الواقع عن طريق شخصيات شاذة‬
‫أو أحداث غريبة ال يمكن لها أن تكون في الحياة االعتيادية((( والنكتة وليدة البديهة‪ ،‬ومدارها‬
‫ظاهر التصرف فالمنكت نادر ًا ما يتجاوز السطحيات ويغوص في أعماق الموضوع السحيقة‪.‬‬
‫والنكتة تثير الضحك عند المقارنة بين شيئين أو وضعين أو تصرفين((( ألعتمادها على القدرة‬
‫العقليـة علـى جمع كلمات وأفكار متناقضة أص ً‬
‫ال في قول يثير الدهشـة والتعجب والضحك‬
‫وإدراك المتناقض والمفاجيء والمثير والمتجاوب مع الموقف الذي تخلفه هذه المتناقضات‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪55‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫‪ -2‬هادي نعمان الهيتي‪ ،‬ثقافة األطفال‪ ،‬الكويت‪ ،‬سلسـلة عالـم المعرفة‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪،‬‬
‫‪ ،1988‬ص ‪. 189‬‬
‫‪ -3‬خالد القشطيني‪ ،‬السخرية السياسية العربية‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪. 42‬‬

‫‪- 84 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫فهي عملية خلق لغوي وإدراك المتناقض فيه فهي ال تسـتهدف االضحاك فحسـب وإنما تعد‬
‫من أخطر األسـلحة اللفظية في شـن الحروب ضد االنحرافات االجتماعية والسياسية ولون‬
‫من ألوان مقاومة الضغط والقهر أو شـكل من أشـكال العالج النفسـي واالجتماعي يعالج به‬
‫الناس ما في داخل نفوسهم من نقص أو عيب أو اختالف أو انحراف((( ‪.‬‬
‫فالنكتـة هـي انجـاز عملي تنطـوي على طائفة واسـعة من مهـارات االتصـال كاللغة‬
‫واالتصال الفعال في عرض محتوى الرسـالة وإدراكها عن طريق الرواية أو التمثيل البصري‬
‫ومن ثم مالحظة االستجابات العاطفية كالمتعة واالبتسامة والضحك(((‪.‬‬
‫وقد رسـم بعض الباحثين مخطط ًا موجز ًا لتحليل بنية النكتـة لفرويد(*) وعنوان ًا للنكتة‬
‫(((‬
‫طبق ًا للنموذج البالغي‬
‫فمن وجهة نظر فرويد يقسم جميع النكت إلى ثالث مجموعات ‪-:‬‬
‫لعب بالكلمات‬ ‫أ‪ -‬‬
‫ب‪ -‬كلمات يعثر فيها على شيء معروف‪.‬‬
‫ج‪ -‬كلمات متضادة‪.‬‬
‫وإن كان يقـول إن المجموعـة الثالثة الخاصة بالتضاد تضم معظـم النكت العقلية لما‬
‫يترك أنطباع ًا بأن المجموعتين األولى والثانية تنتميان للنكت اللغوية‪.‬‬
‫وتحـدث بوعلي ياسـين في كتابه (بيان الحـد بين الهزل والجد‪ ..‬دراسـات في أدب‬
‫النكتة ) عن أنماط بنية النكتة وحدودها ومن هذه األنماط ‪-:‬‬

‫‪ -1‬خالد القشطيني‪ ،‬السخرية السياسية العربية‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪ 33‬ص ‪. 34‬‬
‫‪2- William O.beeman, Department of anthropology, Brown Vniversity 2:9, 2000‬‬
‫* سيجموند فرويد ‪1856 :‬م‪1930 -‬م وهو المحلل النفساني النمساوي ‪.‬‬
‫‪ -3‬صلاح فضـل‪ ،‬بالغة الخطاب وعلم النص‪ ،‬الكويت‪ ،‬سلسـلة عالـم المعرفة‪ ،‬المجلس الوطنـي للثقافة والفنون‬
‫واالداب‪ ،1992 ،‬ص ‪ 32‬ص ‪. 33‬‬

‫‪- 85 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫(((‬
‫(‪ )1‬نمط تبادل االدوار ‪:‬‬
‫يحدث في النكتة هنا نوع من القلب لألدوار حيث يبدو الضعيف قوي ًا‪ ،‬والقوي ضعيف ًا‬
‫ومن األمثلة الدالة تلك النكت التي تتحدث عن ذكاء الفأر وغباء الفيل أو عالقة الفيل بالنملة‬
‫وما شابه ذلك من انقالب في االدوار‬
‫(((‬
‫(‪ )2‬نمط القياس على الخطأ‪:‬‬
‫ومـن أمثلة ذلك (اتفق ولد مع مجموعة من الغرماء على دفن أبيه التاجر البخيل وهو‬
‫حي فغسـلوه وكفنوه ووضعوه في النعش وهو يسـتغيث وال يغاث فلمـا دخلوا للصالة عليه‬
‫صـادف أن قراقـوش كان مار ًا فنزل وصلى عليه فلما سـمع الميت بذلك فجلس في التابوت‬
‫وقـال يـا موالنا أن ولدي يريد دفني بالحيـاة‪ . ..‬وقال الولد يا موالنا ما غسـلته إال وهو ميت‬
‫شـهد عليـه الحاضرون فألتفت قراقـوش للميت وقال له‪ :‬أتريـد أن أصدقك وحدك وأكذب‬
‫(((‬
‫هؤالء الحاضرين)‬
‫(((‬
‫(‪ )3‬نمط استغراب المألوف‪:‬‬
‫وفيه حدوث االنتقال من مستوى اعتيادي جار إلى مستوى اعتباري طارئ ومن أمثلة‬
‫ذلك " قالت االم ألبنها كفى ضجيج ًا " وصخب ًا أذهب إلى فراشـك أنا متعبة فقال لها األبن‪:‬‬
‫أنت متعبة يا أمي‪ ،‬فلماذا أذهب أنا إلى الفراش ؟‪.‬‬
‫(‪ )4‬تداخل العوالم ‪:‬‬
‫وهنا يحدث االنتقال من مستويين إعتيادين جاريين إلى مستوى استثنائي مؤلف مثال‬
‫على ذلك "كانت امرأة تسـتمع إلى قصة يسـردها أحد األشـخاص عن جده ثم شغلها شاغل‬

‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪ 397‬نق ً‬


‫ال عن بوعلي ياسين‪ ،‬بيان الحد بين الهزل والجد‪،‬‬ ‫‪ -1‬‬
‫دراسة في أدب النكتة‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار المهدي للثقافة والنشر‪..‬‬
‫المصدر نفسه ص ‪. 398‬‬ ‫‪- 2‬‬
‫شوقي ضيف‪ ،‬في الشعر والفكاهة في مصر‪ ،‬مصر‪ ،‬دار المعارف‪ ،1999 ،‬ص ‪. 98‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬المصدر السابق ‪. 398‬‬ ‫‪ -4‬‬

‫‪- 86 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫عـن المتابعة وانتقل الرجل إلى رواية حادثة أخرى عن حيوان أبن آوى وعندما عادت المرأة‬
‫إلـى متابعتـه مرة أخرى سـمعته ينهـي القصة بقولـه‪ :‬ثم قفز علـى الدجاجـة والتقطها وأخذ‬
‫يفترسها فسألته من جدك؟"‬

‫(‪ )5‬نمط المواربة‪:‬‬


‫ويكون الوصول هنا إلى الهدف بطريقة استثنائية بدالً من الطرق االعتيادية ومثال على ذلك‬
‫" سـئل أبو نؤاس عن شـعر األمين فعابه فسـجن أيام ًا ثم نظم األمين شـعر ًا غيره وأسمعه أبا نؤاس‬
‫ليعطي رأيه فيه فلما سمع أبو نؤاس الشعر قام يجري‪ ،‬قيل له‪ :‬إلى أين؟ أجاب إلى السجن‪.‬‬
‫(‪ )6‬نمط الحلقة الفارغة ‪:‬‬
‫ويمكـن تسـميته ببنيـة النكتة الدائريـة حيث تدور األحـداث في حلقـة مفرغة تؤدي‬
‫بدايتها إلى نهايتها ونهايتها إلى بدايتها مثال على ذلك " سـئل عامل إيطالي زميله‪ :‬ماذا تفعل‬
‫يا أنطونيو؟ أجاب‪ :‬اكسر الحجارة كما ترى‬
‫‪ -‬ولماذا تكسر الحجارة ؟‬
‫‪ -‬أل أحصل على النقود‬
‫‪ -‬ولماذا تطمع في النقود ؟‬
‫‪ -‬ألشتري معكرونه‬
‫‪ -‬ولماذا تشتري معكرونة ؟‬
‫‪ -‬ألقوي جسدي‬
‫‪ -‬ولماذا تقوي جسدك ؟‬
‫‪ -‬ألكسر الحجارة"‬

‫(كما أنها اسـتخدمت كسالح فعال في الدعاية والحرب النفسية عن طريق االشاعة التي قد‬
‫تنطلق في بعض األحيان كنكتة عابرة تؤدي الغرض الذي يريده األعداء بطريقة لطيفة متضمنة طابع‬
‫التشويش ويرتاح لها السامع والمتحدث وال يعترض عليها السامع والمتحدث وترسخ في األذهان‬

‫‪- 87 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫وبهذا تكون أثارها قوية ومستمرة وتكون مصدر ًا لنكات أخرى ومن أكثر الشواهد وأكثرها سطوع ًا‬
‫على استعمال سالح النكتة بوصفها أسلوب ًا من أساليب االشاعات لإلطاحة برموز السلطة كما في‬
‫كتاب "الفاشوش في حكم قراقوش" ألبن مماتي)((( (*) الذي لجأ عن طريق كتابه هذا إلى النيل من‬
‫شـخصية قراقـوش التركي أحد قواد صلاح الدين وأصفيائه وكان فيه ‪ -‬على ما يظهر ‪ -‬شـيء من‬
‫الغبـاء والغفلة والشـدة والقسـوة((( وما يروى عنه أن الشـرطة جاءتـه بأحد غلمانه وقد قتل نفسـ ًا‬
‫محرمـة بغير حق فقال أشـنقوه فقيـل له‪ :‬أنه حدادك الذي ينعل لك الفرس فإن شـنقته انقطعت منه‬
‫ال قفاص ًا فقال‪ :‬اشنقوا القفاص وأتركوا الحداد!((( ‪.‬‬
‫فنظر أمام بابه فرأى رج ً‬
‫ومع مرور الزمن وتتابعه أصبح اسـم قراقوش يتخذ رمز ًا لكل شخص مضحك وأكبر‬
‫الظن أن كلمة (قراقوز) التي تطلق في الشـام وتركيا والعراق وفي مصر (أراجوز) على خيال‬
‫(((‬
‫الظل ترجع في اشتقاقها إلى اسم قراقوش‬

‫(((‬
‫أنواع النكتة‪:‬‬
‫تصنف النكات إلى النوعين اآلتيين ‪-:‬‬
‫أ ‪ -‬النـكات البريئـة ‪ -:‬هنـاك نوع مـن النكت البريئة مـا يطلق عليها بالنكـت الذكائية‬
‫(((‬
‫الكاريكاتيرية ومثال على هذه النكات‪-:‬‬
‫• ما هو األمر المشترك بين الفيل والنملة ؟‬
‫ الجواب‪ :‬كالهما ال يستطيع ركوب الدراجة‪.‬‬

‫حميدة سميسم‪ ،‬الحرب النفسية (مدخل)‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار الكتب للطباعة‪ ،2000 ،‬ص ‪ 173‬ص ‪. 174‬‬ ‫‪ -1‬‬
‫ابن مماتي وهو صاحب ديوان الجيش والمال في عهد صالح الدين األيوبي وقد اشتهر في عصره بسرعة البديهة‬ ‫* ‬
‫واللذع في النادرة ‪.‬‬
‫ينظر ‪ :‬شوقي ضيف‪ ،‬في الشعر والفكاهة في مصر‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 92‬‬ ‫‪- 2‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 94‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫المصدر نفسه ص ‪. 99‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الضحك والفكاهة‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.393‬‬ ‫‪ -5‬‬
‫حسين علي لوباني الدانوبي‪ ،‬الملف السري للنكتة العربية م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.180‬‬ ‫‪ -6‬‬

‫‪- 88 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫• ما الفرق بين الفيل والقملة ؟‬


‫ الجواب‪ :‬الفيل يقمل والقملة ما تفيل‪.‬‬
‫ • الفيلة والنمل اعلنوا اضراب ًا‪ .. ..‬لماذا ؟‬
‫ الجواب‪ :‬احتجاج ًا على النكات التي يتندر بهما الناس عنهما‪.‬‬
‫تقوم النكات هنا على أسـاس التكنيك أو األسلوب وتتكيء على التالعب بالكلمات‬
‫والتوريات وتستثير ضحك ًا أقل لدى الكبار وأكبر لدى الصغار ومثال على ذلك‪-:‬‬
‫• واحد حداد فتح محل البان سماه مصنع الحليب والصلب‪.‬‬
‫(((‬
‫• تاجر دجاج لعب كرة قدم " لعبوه (جناح) ايمن‪.‬‬
‫ب ‪ -‬النكات غير البريئة (((‪ :‬ولها هدفان وهي‪-:‬‬
‫( ‪ ) 1‬التعبيـر عن ألميول ألعدوانية ومـن بينها ألنكات ألسياسـية(*) ونكات النقد‬
‫(((‬
‫االجتماعي ومثال على ذلك‪-:‬‬
‫روى الدكتـور قتيبـة آل شـيخ نـوري بعـد رجوعـه مـن مؤتمر طبي‬ ‫ •‬
‫عقـد فـي لنـدن أنـه سـئل فـي المؤتمـر إذا كان أطبـاء العـراق قـد‬
‫أضافـوا شـيئ ًا جديـد ًا إلـى تـراث أجدادهـم العظام في علـم الطب‬
‫فأجـاب ؛ طبعـ ًا لقـد أخترعـوا مؤخـر ًا جهـاز ًا يسـتطيع أن يمـر من‬
‫أسـفل البـدن عبر األمعـاء والمعـدة صعود ًا إلـى الحنجـرة‪ ،‬مرور ًا‬
‫بالحلقـوم إلـى اللوزتيـن ليسـتأصلهما بالكهربـاء‪ ،‬فقـال لـه أحـد‬
‫المسـتمعين ‪ -:‬ولكـن لماذا هذه الـدورة الطويلـة بأمكانه أن يصل‬

‫حسين علي لوباني الدانوبي‪ ،‬الملف السري للنكتة العربية م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪.224‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.393‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫فطـن االمريكيـون عند احتاللهـم العراق الى دور النكتـه وتأثيرها في الشـارع العراق فقد شـكل الحاكم المدني‬ ‫* ‬
‫االمريكـي بول بريمر قسـم ًا للنكتـه يتألف من مجموعة من الخبـراء والمختصين والمترجميـن وأطلق على هذه‬
‫المجموعـة أسـم «بعوضـة بغداد»‪.‬ينظر ‪:‬مجدي حسـين كامل‪ ،‬أشـهر النكت السياسـية‪ ،‬القاهـرة‪ ،‬دار الكتاب‬
‫العربي‪ ،‬ط‪ ،2008 ،1‬ص‪ 14‬ص‪.15‬‬
‫خالد القشطيني‪ ،‬السخرية السياسية العربية‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 152‬‬ ‫‪ -3‬‬

‫‪- 89 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫إلـى اللوزتيـن بلحظـة عـن طريـق الفـم‪ -‬صحيـح‪ ..‬ولكـن مـن‬


‫يستطيع أن يفتح فمه في العراق ؟‬
‫عضـو في أحـد األحزاب السياسـية العربية جازف بفتـح فمه في أحد‬ ‫• ‬
‫االجتماعـات وألقى خطبة سياسـية طويلة‪ ،‬وعندما فتح باب األسـئلة‬
‫نهـض الرفيق عباس وبعد االشـادة بمنجزات الثورة سـأل عن سـبب‬
‫اختفاء البطاطا فوعده أمين سر الحزب باالجابة في االجتماع اآلتي‪..‬‬
‫‪ .‬وفـي االجتمـاع اآلتي نهـض أحد األعضـاء‪ ،‬وبعد االشـادة بالثورة‬
‫وانجازاتهـا قال‪ :‬أريد أن اسـأل عن أمر تافه ؛ أيـن الرفيق عباس الذي‬
‫سأل عن سبب اختفاء البطاطا‪ ،‬فقد أختفى هو اآلخر منذ ذلك الوقت‪.‬‬
‫(((‬
‫( ‪ ) 2‬التعبير عن الميول واالتجاهات الجنسية((( ومثال على ذلك‪:‬‬
‫يروي أن أحد المومسـات جلسـت وقد اطبقت سـاقيها فقالت أحد‬ ‫ •‬
‫ساقيها لألخرى‪ :‬أين أنت لم اجتمع بك منذ دهر‪.‬‬
‫ويورد الدانوبي هدف ًا ثالثا وهو التعبير عن الميول الدينية ومثال على ذلك‬
‫وقـف اربعـة يصلـون‪ . ..‬وفي أثنـاء الصلاة تكلم احدهـم فقال له‬ ‫ •‬
‫الثاني‪ :‬لقد تكلمت فبطلـت صالتك‪ . ..‬فضحك الثالث وقال‪ :‬لقد‬
‫تكلمتمـا فبطلـت صالتكمـا‪ . ..‬فقـال الرابـع شـكر ًا للـه فأنـي لـم‬
‫أتكلم(((‪.‬‬
‫وليـس هنـاك مـا يمنع مـن أن تشـتمل نكتة واحـدة على مكونات سياسـية‬ ‫ ‬
‫وجنسية ودينية في وقت واحد مع ًا((( مثال على ذلك‬

‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الضحك والفكاهة‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.393‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫حسين علي لوباني الدانوبي‪ ،‬الملف السري للنكتة العربية م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.102‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫حسين علي لوباني الدانوبي‪ ،‬الملف السري للنكتة العربية م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 167‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الضحك والفكاهة‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م ‪ .‬س‪ ،‬ذ ص ‪. 393‬‬ ‫‪ -4‬‬

‫‪- 90 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫مـن هتـاف جماهير األمـس‪ :‬يحيا رائـد الوحـدة العربيـة‪ ..‬يحيا قاهر‬ ‫ •‬
‫االسـتعمار‪ ..‬وهكـذا لكـن أحدهـم هتف بشـعار غريـب يحيا مؤحد‬
‫االديان فسأل أحد السامعين كيف وحد األديان ؟ أن المسلمين ما زالوا‬
‫مسـلمين‪ ،‬واليهـود يهـود ًا‪ ،‬والمسـيحيون مسـيحيين‪ ..‬أليس كذلك؟‬
‫(((‬
‫فأجابه‪ :‬يارجل هو بقى واحد على دينه ؟ طلعنا كلنا من ديننا!‬

‫أبداع النكتة وإنتاجها ‪-:‬‬


‫هنـاك سـؤال يدور في ذهن الكثيـر وهو كيف تنتج النكتة ومن هـم مبدعوها وملقوها‬
‫وهـذا يعده الباحثون من أكثر جوانب دراسـات النكتة غموض ًا وثمة اجابات هناك هي أقرب‬
‫(((‬
‫إلى التأمالت كما يراها الدكتور شاكر عبد الحميد وهي ‪-:‬‬
‫النكتة هي إبداع شعبي جماعي يشترك فيه عد ٌد من األفراد وليس فرد ًا واحد ًا حيث‬ ‫أ‪ -‬‬
‫يضيفون إليها أو يحذفون منها أو يطورونها حتى تصل إلى شكلها المقنن‪.‬‬
‫ب‪ -‬تقـول تفسـيرات أخـرى إن المنتـج األساسـي للنكتـة ليسـت الشـعوب‪ ،‬بـل‬
‫الحكومـات وخاصـة اجهـزة األمـن والمخابـرات بهـدف امتصـاص احباط‬
‫النـاس أو بهـدف قيـاس ميولهـم واتجاهاتهم نحو سياسـة حكوميـة معينة أو‬
‫نحـو مسـؤول معيـن تنـوي حكومـة مـا أن تتخلـص منـه‪ ،‬وهـذه الجهات ال‬
‫تكتفـي بأبـداع النـكات بـل تقـوم أيضـ ًا بتحليلهـا ودراسـتها بهـدف معرفـة‬
‫االتجاهات السائدة لدى الناس‪.‬‬
‫ج‪ -‬ثمة من يقول إن النكتة يجري إبداعها في أجواء ومواقف وسياقات يتحرر فيها‬
‫العقـل مـن الرقابـة ومن الخـوف وينطلق فـي التشـكيل والتحويـل للكلمات‬
‫والجمل والصور‪.‬‬
‫‪ - 1‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 102‬‬
‫‪ -2‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪ 408‬ص ‪. 409‬‬

‫‪- 91 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫تظهر النكات عن طريق الترجمة لنكات معينة ظهرت في ظروف سـابقة أو في‬ ‫د‪ -‬‬
‫دول ومجتمعـات أخـرى مع تغيير بعـض المفردات أو األحداث أو األسـماء‬
‫لتناسب الموقف الجديد الذي تتعلق فيه النكتة‪.‬‬
‫هـ‪ -‬هناك جلسـات لألبداع الجماعي للنكتة يشـتركون بتأليف بعض النكات حول‬
‫الفئـات (أبناء الصعيد في مصر مثالً) بهدف توظيفها في األفالم السـينمائية أو‬
‫في إحدى المسرحيات مثل مسرحية الصعايدة وصلوا‪.‬‬
‫هناك بعض األفراد يؤلفون النكات بحكم عملهم كي يلقوها وهم واقفون كما‬ ‫و‪ -‬‬
‫هو في عمل "المونولوجست"(*) في بعض البالد العربية‬

‫‪ - 11‬الحماقة ‪Folly‬‬
‫(((‬
‫وهي نوع من القصور العقلي وما ينضوي تحته كالجهل والغفلة والخلط والتناقض‬
‫وهي مجموعة من السلوكيات أو األقوال أو األفعال التي تدل على الغفلة أو الذهول أو عدم‬
‫إدراك العواقب ومن ثم فهي تثير الشـعور بالدهشة وكذلك الضحك وهذه األفعال واألفكار‬
‫والتعبيرات مرتبطة بطائفة الحمقى ‪ Fools‬ومنهم من يسـلك ذلك بشكل متعمد كالمهرجين‬
‫مث ً‬
‫ال أو غير متعمد كالحمقى الفعليين((( ومثال على ذلك ‪-:‬‬
‫قال الجاحظ‪ :‬دعا بعض السلاطين مجنونين ليحركهما فيضحك مما يجيء منهما‪ ،‬فلما‬
‫(((‬
‫أسمعاه‪ ،‬وأسمعهما‪ ،‬غضب ودعا بالسيف فقال أحدهما لصاحبه‪ :‬كنا مجنونين‪ ،‬فصرنا ثالثة‬

‫يطلـق علـى الممثل الذي يلعب دور المضحك بصفته وظيفة يقصد إثارة الضحك أو التبسـم وفي بعض األحيان‬ ‫* ‬
‫تنطـوي تعليقاتـه على الحكمـة‪ ،‬ينظر‪ :‬إبراهيم حمـادة‪ ،‬معجم المصطلحـات الدرامية والمسـرحية‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪،‬‬
‫ص‪. 300‬‬
‫السيد محمد عبد الحليم حسين‪ ،‬السخرية في أدب الجاحظ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 169‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 55‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪. 169‬‬ ‫‪ -3‬‬

‫‪- 92 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫‪ - 12‬الكوميديا ‪Comedy‬‬

‫وهـي كلمة مشـتقة من الكلمـة اليونانيـة ‪ Komos‬بمعنـى المرح الصاخب((( ونشـأت‬


‫الكوميديـا في بالد اليونان في القرن الخامس قبل الميالد وكان ذلك في أثينا بمناسـبة العيدين‬
‫السنويين الكبيرين تكريم ًا لآللهة "ديونيسوس(*)"((( وهي نوع درامي يمكنه استثمار اإلمكانات‬
‫متميز والكوميك هو مظهر عام يرتبط باالحداث اليومية‬
‫ً‬ ‫التي يتيحها الكوميك وأعطاؤها شك ً‬
‫ال‬
‫(((‬
‫واالشـخاص واالمزجة وببعض أشـكال التعبير األدبي بحيث يكاد يطابق مفهوم ألمضحك‬
‫(((‬
‫وهي أحد الجنسين الرئيسين في الفن الدرامي (الجنس اآلخر هو المأساة أو التراجيديا)‬
‫ومن هنا يتضح أن التفريق بين التراجيديا والكوميديا يعتمد على بعض أو كل األصول‬
‫اآلتية((((*) ‪-:‬‬
‫تكون الشـخصيات فـي التراجيديا من الملـوك أو األمراء أو القـادة العظام أما‬ ‫أ‪ -‬‬
‫شخصيات الكوميديا فتكون من األشخاص الوضعاء أو المواطنين الصغار‪.‬‬
‫ب ‪ -‬تعالج التراجيديا أفعـاالً عظيمة مفزعة‪ ،‬أما الكوميديا فتتناول األفعال المألوفة‬
‫والعامة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬تبدأ التراجيديا بداية سـعيدة‪ ،‬وتنتهي نهاية مفزعة أما الكوميديا فتبدأ على نحو‬
‫غالب بداية يسودها الهرج والصخب وتنتهي نهاية مفرحة‪.‬‬

‫إبراهيم حمادة‪ ،‬معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪. 283 ،‬‬ ‫‪ -1‬‬
‫هـو آلهـة الخمر واالخصـاب والقوة المتجهـة للحياة والصخب والتهـور والالمعقول عنـد اليونانيين االقدمين ‪.‬‬ ‫* ‬
‫ينظـر‪ :‬مـاري كلـود كانوفا‪ ،‬الكوميديـا‪ ،‬ترجمة عالء شـطنان التميمي‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار الشـؤون الثقافيـة العامة‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪ ،2006‬ص‪. 22‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪. 22‬‬ ‫‪- 2‬‬
‫حسن يوسفي‪ ،‬المسرح والمرايا‪ ،‬كتاب منشور على موقع اتحاد كتاب المغرب‪ ،‬ص‪www.unecina.net 58‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪. 55‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫جلين ويلسـون‪ ،‬سيكولوجية فنون األداء‪ ،‬ترجمة‪ :‬شـاكر عبد الحميد‪ ،‬الكويت‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬المجلس‬ ‫‪ -5‬‬
‫الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ ،2000 ،‬ص‪. 240 - 239‬‬
‫جلين ويلسون‪ :‬أستاذ علم النفس في جامعة نيفادا في الواليات المتحدة األمريكية ‪.‬‬ ‫* ‬

‫‪- 93 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫يتســم أســلوب التراجيديــا اللغــوي بالســمو والجــال أمــا فــي الكوميديــا فهــو‬ ‫د‪ -‬‬
‫عامي ومتصنع‪.‬‬
‫هـ‪ -‬تكـون موضوعـات التراجيديا في الغالـب تاريخية أما موضوعـات الكوميديا‬
‫فهي من ابتكار المؤلف‪.‬‬
‫تتعامل التراجيديا مع مسببات إراقة الدماء والنفي بعيد ًا عن الوطن بينما تتعامل‬ ‫و‪ -‬‬
‫الكوميديا في الغالب مع مسائل الحب واإلغواء الجنسي‪.‬‬

‫أنواع الكوميديا ‪-:‬‬


‫هناك أنواع كثيرة من الكوميديا منها‪-:‬‬
‫(((‬
‫(‪ -)1‬الكوميديا االجتماعية ‪ -:‬في هذه الكوميديا تعالج القيم االجتماعية المختلفة‬
‫(((‬
‫التي تتعلق في اهتمام الفرد بمحبة الناس واالختالط بهم والتفاعل معهم‬
‫(‪ -)2‬كوميديـا االمزجـة‪ :‬وتعنـي القطعـة الدرامية‪ ،‬الفكاهيـة‪ ،‬االنتقاديـة التي يعتمد‬
‫(((‬
‫الحدث الدرامي فيها على تصوير شخصية ذات مزاج خاص أو خاصية معينة‬
‫(‪ - )3‬كوميديا المكائد أو التدسـيس(((‪ -:‬تهتم ً‬
‫أوال وقبل كل شـيء بالحبكة القائمة‬
‫على التخفي والدسائس والمقالب المضحكة التي تدبر عادة في السر‪.‬‬
‫(‪ -)4‬الكوميديـا السـلوكية(((‪ -:‬وتقـوم علـى التدسـيس وسـرعة الخاطـر اللغـوي‬
‫والعالقات الغرامية غير الشـرعية وانتقاد السلوك االجتماعي المصطنع الذي تمارسه الطبقة‬

‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 56‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫حوراء عدنان فائق‪ ،‬القيم السياسـية في الدراما العراقية‪ ،‬دراسـة تحليلية لألعمال الدرامية في قناة الشرقية‪ ،‬رسالة‬ ‫‪ -2‬‬
‫ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية اإلعالم‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،2007 ،‬ص ‪25‬‬
‫إبراهيم حمادة‪ ،‬معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪284‬‬ ‫‪- 3‬‬
‫إبراهيم حمادة‪ ،‬معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 284‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 525‬‬ ‫‪ -5‬‬

‫‪- 94 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫االرسـتقراطية ومع أن الكوميديا السـلوكية تعني ببناء الحبكـة إال أن الحوار النثري وتصوير‬
‫الطقـس االجتماعـي واالنتقاد السـاخر الخفيـف‪ ،‬كلها تشـكل العناصر األساسـية في البناء‬
‫ويكـون النقد موجه في العـادة إلى‪ ،‬الزوج الغيور‪ ،‬المغرور‪ ،‬األحمـق‪ .. ..‬الخ وظهرت في‬
‫عصر األحياء(*) بأنكلترا‬
‫(‪ -)5‬كوميديــا التطــرف(((‪ -:‬يعتبــر هــذا النــوع أمتــداد ًا طبيعيــ ًا لمالهــي عصــر‬
‫األحيــاء فــي إنكلتــرا (الكوميديــا الســلوكية) غيــر أنــه يتميــز عنهــا بالتأكيــد علــى النغمــة‬
‫األخالقيــة ودوافــع الشــخصيات األكثــر تكلفــ ًا واصطناعيــة فــي تظرفهــا مــع ســيادة‬
‫المنــاخ العاطفــي وتقــوم عــن طريــق انتقــال الطبقــات العليــا فــي المجتمعــات الراقيــة‬
‫إلى التطرف في التأنق والتأدب والرقة المخنثة‪.‬‬
‫(‪ -)6‬كوميديا التهريج(((‪ -:‬وهي العروض المسـرحية الهابطة التي تقوم على أساس‬
‫التهريج والصخب البدني والخشـونة في الحركة واسـتعمال األيـدي واألرجل في حركات‬
‫بهلوانية بقصد إثارة الضحك‪.‬‬
‫(‪ -)7‬كوميديا الحبكة أو كوميديا المواقف(((‪ -:‬يعتمد هذا النوع من الكوميديا أساس ًا‬
‫علـى المهـارة ببنـاء الحبكة الدراميـة أكثر من أعتمادها على رسـم الشـخصيات وأن أهتمام‬
‫المؤلـف ينصـب على المواقف الداعية إلـى الضحك كالمفارقة الدراميـة واألخطاء الكثيرة‬
‫والخطـأ فـي معرفة الشـخصيات والمقابلات المباغتة‪ . ..‬الـخ وهذه الحيـل ونحوها تكاد‬
‫تقترب بكوميديا المواقف من المسرحية الهزلية(((‪.‬‬

‫عصر االحياء ‪ -:‬يبدأ عصر االحياء بأنكلترا بأعادة الملكية إليها‪ ،‬وتولي تشارلز الثاني عرشها في سنة ‪ 1660‬ويمتد هذا‬ ‫* ‬
‫العصر حتى أواخر القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر‪ ،‬ينظر ‪ :‬إبراهيم حمادة ‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪151‬‬

‫‪ -1‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 56‬‬
‫‪ -2‬إبراهيم حمادة‪ ،‬معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 284‬‬
‫ماري‪ ،‬كلود كانوفا‪ ،‬الكوميديا‪ ،‬ترجمة علي شطنان التميمي‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪128‬‬ ‫‪- 3‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.290‬‬

‫‪- 95 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫(‪ -)8‬كوميديـا الشـخصية ‪ -:‬تعتمـد على دراسـة الشـخصية أكثر مـن اعتمادها على‬
‫الحبكـة أو الجو‪ ،‬أو أي عنصر درامـي آخر((( وتعرف أيض ًا بكوميديا الطبع وفيها تقدم طبائع‬
‫(((‬
‫متنوعة لمختلف البشر تقع تحت طائلة النقد الشخصي‬
‫(‪ -)9‬كوميديـا األخلاق(((‪ -:‬وهـي الرغبـة فـي التمثيـل الواقعـي لألخلاق‬
‫المعاصـرة‪ ،‬مي ً‬
‫لا اللحـاق التحليل الظاهري للشـخصيات ليس بهدف الترفيـه بل االصالح‬
‫والتأثير‪.‬‬
‫(‪ -)10‬الكوميديـا العاطفيـة أو الكوميديـا الرومانسـية ‪ -:‬وتعـد هـذه الكوميديا أحد‬
‫اتجاهات كوميديا الحبكة التي تسـعى إلى هيمنة األحاسـيس العاطفيـة أكثر من كونها صيغة‬
‫من صيغ الكوميديا الكالسيكية((( وتدور حول موضوع غرامي وتتميز بجملة من الخصائص‬
‫منها الغرام الشـديد كمحرك أساسـي لألحداث وعوائق وصعوبات تقوم في طريق العاشقين‬
‫والنهاية السعيدة بعد أزالة العوائق(((‪.‬‬
‫(‪ - )11‬الكوميديا الدامعة ‪ -:‬تطلق على الملهاة الوجدانية التي عرفت بفرنسا بالقرن‬
‫الثامن عشر وأصبحت تستهدف إنزال الدموع نتيجة الفرح واالستمتاع الهادئ بدالً من إثارة‬
‫الضحك الناتج عن النقد والتهجم(((‪.‬‬
‫(‪ -)12‬الكوميديـا الخفيفـة‪ -:‬تسـتهدف بعـث أحاسـيس الفـرح واالنبسـاط في نفسـية‬
‫المشـاهد وتمتعـه في خفة وال تحاول أن تحفز مشـاعره العميقة‪ ،‬أما مـن الناحية الحرفية فهي ال‬
‫تتعمق في تصوير الشخصيات وال فلسفة األحداث‪ ،‬وال تثقل الكلمات بالمعاني الكبيرة(((‪.‬‬

‫ماري‪ ،‬كلود كانوفا‪ ،‬الكوميديا‪ ،‬ترجمة علي شطنان التميمي‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 288‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪. 135‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪ 137‬ص ‪. 140‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 141‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫إبراهيم حمادة‪ ،‬معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 287‬‬ ‫‪ -5‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 286‬‬ ‫‪ -6‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪. 286‬‬ ‫‪ -7‬‬

‫‪- 96 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫(‪ - )13‬الكوميديـا الراقيـة‪ -:‬وهي الكوميديا المهذبـة ذات الطابع الجدي والتي تثير‬
‫ضحـك ًا خفيف ًا مبعثه الذهـن وألنها تنتقد في كثير من األحيان السـلوك االجتماعي المعاصر‬
‫دون قسوة أو عنف فقد ارتبطت بجنس الكوميديا السلوكية(((‪.‬‬
‫(‪ -)14‬الكوميديـا االرتجالية االحترافية‪ -:‬وهي في حقيقتها نوع من األداء يقوم نصه‬
‫إلـى حـد كبير ببـث تقنية تمثيليـة قائمة علـى االرتجال((( مـن ممثلين محترفيـن وتقوم على‬
‫تخطيطة قصصية يعرفها الممثلون قبل الظهور أمام المشـاهدين وعند األداء يكسو الممثلون‬
‫الهيكل القصصي بالحوار(((‪.‬‬
‫(‪ -)15‬الكوميديا الموسـيقية ‪ -:‬كوميديا خفيفة ذات تركيبة درامية بسـيطة يصاحبها‬
‫غنـاء وموسـيقى ورقص ومناظر باذخة‪ ،‬وحيل مسـرحية‪ ،‬وال تختلف بهـذا كثير ًا عن األوبرا‬
‫واألوبريت أو األوبرا الخفيفة ولقد تطور هذا النوع في أوائل القرن الماضي بأنكلترا وأمريكا‬
‫وغيرها من البلدان حتى أصبح من أكثر األشكال التمثيلية الخفيفة التي ترغبها الجماهير(((‪.‬‬
‫(‪ -)16‬كوميديــا الفــارس‪ - :‬وهــي كوميديــا تعتمــد علــى مســرحية أو مشــاهد تمثيليــة‬
‫تعــد أساسـ ًا ألثــارة الضحــك والترفيــه معتمــدة فــي ذلــك عــادة علــى التناقضــات أو الحــركات‬
‫البدنية الهازلة((((*)‪.‬‬
‫(‪ -)17‬كوميديـا الظرف الذكي ‪ -:‬وهي نوع فج ومألوف من اللعب باأللفاظ دون أن‬
‫يرتفع إلى مستوى العبث الالمنطقي((( وهي القدرة على جمع تصورات مختلفة بسرعة كبيرة‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 287‬‬ ‫‪- 1‬‬


‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 287‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫ماري ‪ -‬كلود كانوفا‪ ،‬الكوميديا‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪ 62‬ص ‪. 63‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.290‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫موليـن مير شـنت‪ ،‬كليفـورد ليتـش‪ ،‬الكوميديا والتراجيديـا‪ ،‬ترجمة علي أحمـد محمود‪ ،‬الكويت‪ ،‬سلسـة عالم‬ ‫‪ -5‬‬
‫المعرفة‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ ،1979 ،‬ص ‪. 21‬‬
‫كما هو في مسـرحيات الفنان المصري عادل إمام‪ ،‬الواد سـيد الشـغال‪ ،‬شـاهد ما شـافش حاجة ألتي تعتمد على‬ ‫* ‬
‫الممثل ألذي يطلق عليه بالفارس‪.‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 27‬‬ ‫‪ -6‬‬

‫‪- 97 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫غريبـة فـي مضمونها وعالقاتها عن بعضها وعادة ما تتفق مع مفهوم أو تصور يتفق مع ظاهرة‬
‫واقعيـة محددة فتأتي النكتـة الالذعة لتربط هذا المفهوم أو الواقعـة بظواهر تنتمي إلى مجال‬
‫آخـر بعيـد تمام ًا مثال على ذلك‪ - :‬قـال أحد المقربين من العالم فيثاغورس‪ -:‬يوم أكتشـف‬
‫فيثاغورس نظريته ‪،‬ضحى بمائه عجل‪ ،‬ومنذ ذلك الحين ترتجف جميع العجول عند حدوث‬
‫أي أكتشاف جديد(((‪.‬‬
‫(‪ -)18‬كوميديــا الهــزل ‪ -:‬يتميــز الهــزل عــن األشــكال الكوميديــة األخــرى التــي‬
‫تالمــس الســطحي والخارجــي فقــط فــي مالمســته األســس الجوهريــة وتتــم فيه الســخرية‬
‫مــن المقــدس والســامي واألكثــر روحانيــة ومثاليــة مــن دون رحمــة ومــا يحســه القلــب‬
‫اإلنســاني ومــا تهفــو إليــه روح اإلنســان ويجعلــه أضحوكــة عنــد اصطدامــه مــع مــا هــو‬
‫تافه في العالم(((‪.‬‬

‫‪ - 13‬البنية المسخية أو الجروتسكية ‪Grotesque‬‬


‫وهــي قطعــة مــن الفــن الزخرفــي تتميــز بأشــكال بشــرية وحيوانيــة غريبــة وخياليــة‬
‫متجانســة مــع رســوم أوراق نباتيــة أو نحوهــا تــؤدي إلــى خلــق شــكل علــى نحــو بشــع أو‬
‫مضحك(((‪.‬‬

‫‪ - 14‬المفارقة ‪Paradox‬‬
‫وهي العبارة الموهمة للتناقض((( ويستخدم مصطلح المفارقة في األقوال أو األفعال‬
‫أو األفـكار المتناقضـة فيما بينها أو ربما حتى الالمعقولـة أو العبثية لكنها تنطوي على وجوه‬

‫‪ -1‬أ ‪ .‬أنبكسـت‪ ،‬تاريخ دراسـة الدراما‪ ،‬ترجمة ضيف الله مراد‪ ،‬دمشـق‪ ،‬منشـورات وزارة الثقافة السـورية‪ ،‬المعهد‬
‫العالي للفنون المسرحية‪ ،2000 ،‬ص ‪ 195‬ص ‪. 196‬‬
‫‪ -2‬أ ‪.‬أنبكست‪ ،‬تاريخ دراسة الدراما‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 196‬‬
‫‪ - 3‬منير البعلبكي‪ ،‬المورد الوسيط‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،1977 ،‬ص ‪. 257‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 425‬‬

‫‪- 98 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫معنى خفي ًا بطريقة معينة بين الطرفيـن أو األطراف المتعارضة((( مثال على‬
‫حقيقـة ضمنية أو ً‬
‫(((‬
‫ذلك ‪-:‬‬
‫• الدبلوماسية هي أن تحصل على الشيء بطريقة تدل على أنك زاهدٌ فيه‪.‬‬
‫ • الشهادة ترخيص يبيح لحامله التردد على الوزارات ألستجداء وظيفة‪.‬‬
‫• القانون نظام من عيوبه أنه يعاقب على الرذيلة وال يكافئ على الفضيلة‪.‬‬

‫‪ - 15‬السخرية‪Satire :‬‬

‫السخرية هي مظهر من المظاهر الدالة على الفكاهة((( وهي نوع من التأليف األدبي أو‬
‫الخطـاب الثقافي الذي يقوم على أسـاس االنتقـاد للرذائل والحماقات والنقائص اإلنسـانية‬
‫الفردية منها والجمعية كما لو كانت عملية الرصد أو المراقبة لها تجري من وسائل وأساليب‬
‫خاصـة في التهكم عليها أو التقليل منها وجعلها مثيـرة للضحك والهدف من ورائها محاولة‬
‫التخلص من بعض الخصال السلبية(((‪.‬‬
‫ٍ‬
‫معان يصممها‬ ‫وعرف الباحث السخرية تعريف ًا أجرائي ًا بأنها رسالة اتصالية تنطوي على‬
‫القائم باالتصال (المرسـل) تبع ًا لخصائص الوسـيلة االتصالية التي تمر عن طريقها الرسـالة‬
‫تهـدف إلـى نقد ومقاومـة الظواهر الحياتية سـواء كانت اجتماعية أو سياسـية أو اقتصادية أو‬
‫فكرية لدى اإلفراد والمؤسسـات ألغراض تقويمية ورقابية وتحذيرية بأسلوب يثير الضحك‬
‫أو السخط لدى المتلقي أو كليهما مع ًا‪.‬‬
‫وسيتناول الباحث خصائص السخرية وأساليبها وبواعثها ووظائفها‪ ،‬بشكل موسع في‬
‫الفصل الثالث من البحث‪.‬‬

‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪. 59‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫حسين علي لوباني الدانوبي‪ ،‬الملف السري للنكتة العربية‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪. 232‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 13‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫المصدر نفسه ص ‪. 51‬‬ ‫‪ -4‬‬

‫‪- 99 -‬‬
‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ - 16‬المونولوج ‪monologue‬‬

‫هو تكوين كالمي يلقى أو يكتب وهو يمثل كالم متحدث واحد وقد يشير المونولوج‬
‫إلـى المحادثـة الداخلية ‪ -‬المناجـاة الفردية‪ -‬وهو جنس من أجناس الكوميديا الفرنسـية في‬
‫العصور الوسطى وكان عبارة عن إلقاء تهكمي يؤديه فرد واحد(((‪.‬‬
‫والمونولوج كلمة مسـتعارة من مصطلح يوناني التيني مركب من كلمتين (مونو) و(لوج)‬
‫ومعناهـا الكالم الفردي وتطلق هذه التسـمية أيض ًا على الغناء الفـردي وأصبحت كلمة مونولوج‬
‫تطلـق علـى لون من ألوان الغناء الشـعبي امتـاز بالخفة والسـهولة في األداء وبالطابـع الكوميدي‬
‫وبالنقـد االجتماعـي السـاخر((( وأصله يعود إلى منطقة النورماندي‪ .‬وانتشـرت فـي جميع أنحاء‬
‫فرنسـا بفضل الباعة المتجولين وانتهى هذا التعبير إلى التداول بسـهولة في القرن السـادس عشـر‬
‫لكي يشير إلى أي أغنية شعبية في مناسبتها وتحول إلى تعبير الفودفيل في بداية القرن الالحق(((‪.‬‬
‫وفـي أوائل الثالثينيات مـن القرن الماضي عرفت االقطار العربية هذا اللون من الغناء‬
‫فكان وسـيلة اعالمية بصوره الكاريكاتيرية التي تنبه إلى أمراض اجتماعية وأوضاع سياسـية‬
‫بائسـة وأول من غنـى المونولوج في األقطار العربية سلامة االغواني ثم عمـر الزعبي وثريا‬
‫(*)‬
‫حلمـي وحسـن فائـق وشـكوكو مـن مصـر ومـن العـراق علـي الدبـو‬
‫إبراهيم حمادة‪ ،‬معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪. 300‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫عبد الجبار ناصر‪ ،‬المونولوج هل يعود من جديد ؟‪ ،‬مجلة االذاعة والتلفزيون‪ ،‬بغداد العدد ‪ ،267‬آيار‪ ،1978 ،‬ص‪.57‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫ماري ‪ -‬كلودكانوفا‪ ،‬الكوميديا‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪. 193‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫مدرس النشـيد والصحفي المعروف المرحوم نوري ثابت الملقب حبزبور في مدرسـة‬ ‫علي الدبو ‪ -:‬أحد تالمذة ً‬ ‫* ‬
‫تطبيقـات دار المعلمين في منتصف العشـرينات من القرن الماضي وفـي أوائل الثالثينيات أنضم إلى فرقة تمثيلية‬
‫في المدرسة كان يشرف عليها حبزبور وانضم في عام ‪ 1932‬إلى فرقة حقي الشبلي المسرحية غنى أول مونولوج‬
‫فـي األذاعة عام ‪ 1938‬من كلمات المرحوم عبـد الكريم العالف والحان علي المصري وكان المونولوج بعنوان‬
‫(الطالق) تقاضى عنه أجر ًا قدره دينار و نصف حتى وصلت عدد المونولوجات التي غناها ‪ 52‬منولوج ًا أشهرها‬
‫(السكران بالك عنه) و (المطيرجية) و (األطفال همه العمدة واالمال )‪ ،‬وصور أول مونولوج للتلفزيون كان عام‬
‫(‪ )1956‬بعنوان (السـكران بالك عنه) وتقاضى عنه أجر ًا قدره خمسـة دنانير وكان آخر مونولوج غناه عام ‪1970‬‬
‫عـن مكافحـة االمية ‪ .‬ينظر ‪ :‬سـمير حنـا‪ ،‬مجلة االذاعـة والتلفزيون‪ ،‬بغـداد‪ ،‬العدد ‪ ،268‬آيـار‪ ،1978 ،‬ص ‪14‬‬
‫ص‪ ،15‬لقاء صحفي مع الفنان علي الدبو بعنوان علي الدبو يفتح دفتر الذكريات‬

‫‪- 100 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫وحسـين علي وعزيز علي وفاضل رشيد(*) ((( ففي عام ‪ 1930‬سجل محمد القبانجي أغنيته‬
‫المشهورة والتي هي أقرب إلى المونولوج جاء فيها‪-:‬‬
‫خليهه سنطة‬
‫خليها سنطة‪ . ..‬ياخذهه سفطه‬
‫هوسة يا ريمه‪ . ..‬صارت عونطة‬
‫(((‬
‫اسمع نصيحة‪ . ..‬سرك ال تحجيه‪ . ..‬صارت فضيحة‬
‫ويالحـظ ممـا تقـدم (أن االبتسـام والضحك والبشاشـة والمـرح والدعابة والسـخر‬
‫والهـزل والنكتـة والملحة النـادرة والكوميديا والفكاهـة ما هي إال ظواهر نفسـية من فصيلة‬
‫واحـدة وكلهـا تصدر عـن الطبيعة البشـرية المتناقضة التي يئسـت من حياة الجـد والصرامة‬
‫والعبـوس والحسـاب على حـد تعبير ابـن خلدون فالتمسـت في اللهـو ترويح ًا عن نفسـها‬
‫وبحثـت فـي الفكاهة عن منفـذ للتنفيس عن آالمها وسـعت عن طريقها للتهـرب من الواقع‬
‫الذي أثقل كاهلها كثير ًا‪،‬فهي المهد الطبيعي لتفجر الضحك(((‪.‬‬

‫فاضـل رشـيد ‪ -:‬بدأ حياته الفنية في محلة سـراج الدين ببغداد هاوي ًا وغنى أول مونولـوج بعنوان «دوالب الدنيا‬ ‫* ‬
‫دوالب»وله منولوجات اجتماعية تتحدث عن أضرار التدخين وأشتهر ألفنان فاضل رشيد أيض ًا بغناء المربعات‬
‫ال رئيس ًا ألغاني األفراح‬
‫الشـعبية وهو لون غنائي نشـأ مع بدء تطور نشـوء األغنية الشعبية في العراق وأصبح شـك ً‬
‫والمناسـبات واألعيـاد وعلى الرغم من طابـع النصوص التوجيهية والكوميدية السـاخرة التـي تغلب على بعض‬
‫أنواع المربعات غير أن قدرتها على التأثير المباشر على اللجمهور عن طريق إثارة الحماس فيهم ‪.‬‬
‫‪ -‬ينظـر‪ :‬كمـال لطيف سـالم‪ ،‬لقـاء صحفي مع الفنان فاضل رشـيد‪ ،‬مجلـة االذاعة والتلفزيون‪ ،‬بغـداد‪ ،‬ع ‪،271‬‬
‫بتاريخ ‪ ،1987/6/12‬ص‪ 56‬ص‪.57‬‬
‫‪ -‬ينظـر‪ -:‬عبـد االميـر جعفر‪ ،‬المربعات الشـعبية‪ ،‬مجلـة االذاعة والتلفزيـون‪ ،‬بغداد‪ ،‬العـدد‪ /3 ،273 ،‬تموز ‪/‬‬
‫‪ ،1978‬ص ‪. 40‬‬
‫عبد الجبار ناصر‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪. 56‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫المصدر نفسه ص ‪. 57‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫محمـد رجب النجار‪ ،‬جحا العربي‪ ،‬الكويت‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واالداب‪ ،‬سلسـلة عالم المعرفة‪،‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫‪ ،1978‬ص‪.76‬‬

‫‪- 101 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪- 102 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫المبحث الثالث‬
‫العمليات المعرفية وعالقتها بالفكاهة‬

‫مـن الجوانب واالبعاد التي تشـتمل عليها الفكاهة هي ارتباطهـا بالعمليات المعرفية‬
‫المرتبطـة بالعقـل والخاصة باالدراك والتفكيـر والتخيل والفهم واالبـداع والتذوق للفكاهة‬
‫وغيرها من العمليات المعرفية التي سندرسها في هذا المبحث‬

‫(((‬
‫‪ - 1‬اإلدراك‪perception -:‬‬
‫(هـو العمليـة التـي نستشـعر بهـا محيطنا عـن طريـق تفسـير المعلومات التـي تصلنا‬
‫مـن أعضـاء الحـس ويتطـور االدراك مـن اإلحسـاس "‪ "Sensation‬أي تسـلم المعلومات‬
‫بواسـطة أعضـاء الحـس إلـى المسـتوى األعلى مـن العمليـات المعرفيـة التي تجـري وفق ًا‬
‫لتلـك المعلومـات ويحتـاج النظـام اإلدراكـي إلـى توجيهـه وفقـ ًا للمنبهـات فـي العالـم‬
‫الخارجـي التـي يجـري انتقاؤهـا لعمليـات معالجـة أضافيـة) (((‪ .‬وتتضمـن الوظائـف‬
‫اإلدراكيـة ثالثـة مفاهيـم أساسـية وهـي االحسـاس‪ ،‬االنتبـاه‪ ،‬األدراك‪ ،‬فاالحسـاس "هـو‬
‫ظاهـرة نفسـية وإدراكيـة تحـدث نتيجـة إنفعـال يقع علـى جهاز الحـس من المحسوسـات‬
‫الخارجية ويقسم إلى ثالثة عناصر أساسية هي ‪-:‬‬

‫‪ - 1‬الحـارث عبـد الحميد حسـن‪ ،‬اللغة السـيكولوجية في العمارة المدخل فـي علم النفس المعماري‪ ،‬سـورية‪ ،‬دار‬
‫صفحات للدراسات والنشر‪ 2007 ،‬ص ‪. 113‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه ص ‪. 130 128-‬‬

‫‪- 103 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫المحسوس الخارجي أو المنبه‪.‬‬ ‫أ‪ -‬‬


‫ب‪ -‬انفعال الحس أو التنبيه‪.‬‬
‫ج‪ -‬الوسط‪.‬‬
‫إن إدراك األشـياء كونهـا خامـ ًا وقبـل إدراكهـا معرفيـ ًا يسـمى "ادراك ًا حسـي ًا" وأن‬
‫مجـرد الشـعور المبهـم بحضورها يسـمى "إحساسـ ًا" فاإلحسـاس هـو مجرد التنبيـه الذي‬
‫يحـدث عـن الكيفيـة الحسـية مثل التنبيـه الـذي يحدث فـي العين عـن اللون‪ ،‬أمـا اإلدراك‬
‫الحسـي فهـو إدراك الشـيء الـذي تؤثـر كيفيتـه فـي الحـس وذلـك باالسـتعانة بالخبـرات‬
‫السابقة ويكون الدماغ طرف ًا فيه‪.‬‬
‫وتشـير الدراسـات إلى أهمية دور االنتباه في العملية الحسـية اإلدراكية‪ ،‬فهو المفتاح‬
‫االنتقائـي لجـزء صغيـر من الظواهر الحسـية خاصـة خالل النظـر االنتقائي وي ّعـرف االنتباه‬
‫االنتقائـي بأنه العملية التي تنتخب بوسـاطتها بعـض المنبهات لعمليـات إضافية بينما تهمل‬
‫المنبهات األخرى((( فالرسـام السـاخر ينتقي من المواقف العامة أشـدها جلب ًا النتباهه وهي‬
‫التي جعلته يتوقف عند تلك الجزئية البرازها في رسم ساخر(((‪.‬‬

‫(((‬
‫‪ - 2‬الذاكرة والتذكر ‪-:‬‬
‫الذاكـرة عمليـة عقليـة معرفيـة‪ ،‬تؤثر على نحو مباشـر في السـلوك اإلنسـاني وترتبط‬
‫بالعمليـات العقلية المعرفية األخرى‪ ،‬مثـل االنتباه واالدراك والتفكير والتخيل والتصور كما‬
‫تتأثر بالعديد من العوامل والمتغيرات والعادات واالضطرابات واألمراض‪.‬‬
‫أما التذكر فهو استرجاع كل ما أكتسبه الفرد وتعلمه في الماضي على هيئة صور ذهنية‬
‫أو غيرها بطرق مختلفة منها ‪-:‬‬
‫‪ - 1‬المصدر نفسه ص ‪. 131‬‬
‫‪ -2‬سمير شريف استيتية‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪. 18‬‬
‫‪ -3‬سمير شريف استيتية‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.-160 158‬‬

‫‪- 104 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫طريقة الصور الذهنية المختلفة وقد تكون صور ًا لفظية أو بصرية أو سمعية‬ ‫أ‪ -‬‬
‫وهذا ما يطلق عليه التصور أو التخيل‪.‬‬
‫ب‪ -‬عـن طريـق كالم داخلي باطني أي لغـة داخلية صامتة كما هـو الحال حين‬
‫يتحدث اإلنسان مع نفسه وهو يفكر‪.‬‬
‫ج‪ -‬من الممكن أن نسترجع الماضي من دون أن تتمثل في أذهاننا صور ًا أيا كان‬
‫نوعها ومن دون أن يقترن هذا االسـترجاع بكالم داخلي كما هو الحال في‬
‫التفكيـر الرياضـي أو الفلسـفي الـذي تكون مادتـه االفـكار والمعاني غير‬
‫المصوغة في ألفاظ‪ .‬‬
‫وتصنف أنماط الذاكرة تبع ًا لتعدد األنشـطة اإلنسانية في حياة الفرد إذ يمكن تصنيفها وفق ًا‬
‫لخصائص النشاط اإلنساني الذي تتحقق فيه والذي يرتبط بالعمليات العقلية ذات العالقة بالذاكرة‬
‫وفق ًا لطبيعة النشاط النفسي ووفق ًا ألهداف النشاط ووفق ًا لمدة االحتفاظ بمادة الذاكرة‬
‫وتعتمد على وجود أهداف محددة توجه العمليات العقلية المتضمنة في الذاكرة (كأن‬
‫يخفي أحدهم نكتة أو مجموعة نكات ترتبط بمناسبة معينة وقبل يوم المناسبة يحفظ النكات‬
‫عن قصد ليتذكرها ويلقيها في يوم المناسبة)‬

‫(((‬
‫العمليات العقلية في الذاكرة‪:‬‬

‫الذاكرة عملية عقلية مركبة تنطوي على ثالث عمليات أساسية ‪-:‬‬
‫(‪ -)1‬التثبيت ‪Fixation‬‬

‫تعني اكتسـاب المعلومـات والخبرات أو تعلمها وتكوين انطباعات عنها على شـكل‬
‫تصورات ذهنية تعرف "بأثار الذاكرة" ‪ Memory traces‬وتستند فاعلية هذه العملية إلى مدى‬
‫انتباه الفرد للمثيرات المختلفة‬
‫‪ -1‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.164-161‬‬

‫‪- 105 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫(‪ -)2‬الخزن ‪Retentuin‬‬

‫وهي عملية خزن االنطباعات في الذاكرة واستبقائها بتكوين االرتباطات بينها لتشكيل‬
‫وحـدات مـن المعاني ولوال هذه القدرة على الخزن ما أسـتطعنا ان نتصور شـيئ ًا أو نفكر في‬
‫شيء أو نتعلم شيئ ًا على اإلطالق‪.‬‬
‫(‪ -)3‬عملية االسترجاع ‪Recall‬‬

‫وهي عملية اسـترجاع ما اسـتبقاه الفرد أو خزنه في ذاكرته من انطباعات وصور وآثار‬
‫ومعـان وهذا االسـترجاع قد يكون في صورة ألفاظ أو معان أو حـركات أو صور ذهنية على‬
‫وجه السرعة استجابة لسؤال أو مثير أو مشكلة أو موقف ما‪.‬‬
‫(وطـرح العلمـاء المنتمون إلـى نظرية المعلومـات افتراضات ونمـاذج علمية عديدة‬
‫حاولوا من خاللها تفسـير كيفية حدوث تذوق اإلنسـان للفكاهة وقـد ركزت هذه النظريات‬
‫(((‬
‫بشكل عام على عمليات مثل ‪-:‬‬
‫‪ -‬االستقبال للمعلومات الخاصة بالنكتة أو القراءة لها‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بتخزين المعلومات المتعلقة بها‪.‬‬
‫‪ -‬اجـراء عمليات مقارنة عقلية للمعلومـات الواردة على معلومات أخرى تتعلق‬
‫بالخبرة السابقة‬
‫‪ -‬التعامل مع هذه المعلومات الواردة كلها على أنها بمثابة المشكلة الظريفة التي‬
‫تحتاج إلى حل‪.‬‬
‫‪ -‬يكون الحل أو االستبصار هو إلى تذوق الفكاهة والضحك في النهاية)‪.‬‬
‫(وتسـاعد عمليات التخزيـن للمعلومات الخاصـة بالفكاهة واسـترجاعها والمقارنة‬
‫بينهـا علـى وصولنـا إلى قاعـدة معرفية أو تصـور جديد يفسـر التناقضـات المتضمنـة فيها‪،‬‬
‫‪ -1‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك رؤية جديدة م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪. 405‬‬

‫‪- 106 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫عـن طريـق وضعها فـي اطار جديـد‪ .‬وتنبع الفكاهـة من إدراكنـا لوجود تناقـض مفاجئ في‬
‫بالشـي المضحـك لكـن التناقـض هـو الذي يتحـول فجـأة إلى تآلـف‪ ،‬أو‬
‫ْ‬ ‫السـرد الخـاص‬
‫توافق أو تناغم جديد) (((‪.‬‬
‫وتمر عملية التذكر بثالث مراحل رئيسية هي مرحلة االدخال والتشفير إذ يجري تعلم‬
‫المعلومـات التي جرى ادراكها حديث ًا وتشـفيرها ومرحلة الخزن إذ يجري حفظ المعلومات‬
‫وتهيئتها لالسترجاع عند الحاجة ومرحلة االستخراج (االسترجاع) التي يجري فيها استرجاع‬
‫المعلومات من المخزون من المدركات التي سبق خزنها(((‪.‬‬

‫‪ - 3‬التفكير‪-:‬‬
‫مـا ينتج فـي هذا العالم ومـا نتج عبر العصـور وحتى يومنا هذا من حـروب وكوارث‬
‫وتناقضـات وتقاطعـات ومصالحات واتفاقات وهي ناتج من طريقـة التفكير التي تتبعها هذه‬
‫األمـة أو تلـك عن طريق أفرادها أو يتبعها هذا الفرد أو ذاك على المسـتوى الشـخصي ‪،‬ومن‬
‫أكثـر المخاطـر التي تميز طريقة التفكير هي العشـوائية وغياب التنظيـم والفوضى في ترتيب‬
‫األفكار وتسلسلها وصوالً إلى الفكرة الناضجة فالتفكير العلمي المنظم هو السبيل للوصول‬
‫إلى جادة السلام والعقالنية والتفاهم((( ويشـير الدكتور فؤاد زكريا في كتابه التفكير العلمي‬
‫إلى أهمية التفكير العلمي قائ ً‬
‫ال ((ال يملك أي شعب يريد أن يجد له مكانة على مصور العالم‬
‫المعاصـر إال أن يحترم أسـلوب التفكير العلمـي ويأخذ به‪ ،‬فليس التفكير العلمي هو حشـد‬
‫المعلومات العلمية أو معرفة طرائق البحث في ميدان معين في ميادين العلم‪ ،‬وإنما هو طريقة‬
‫‪ - 1‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 404‬‬
‫‪ -2‬الحارث عبد الحميد حسن‪ ،‬اللغة السيكولوجية في العمارة‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ذ‪ ،‬ص ‪. 165 164-‬‬
‫‪ -3‬التفكير العلمي المنظم هو ذلك النوع من التفكير الذي ال بد أن يلتزم به اإلنسـان الفرد بغض النظر عن تعليمه أو‬
‫ثقافتـه فهو يصلح للبائع والسـائق والمثقف والسياسـي والمفكر وهو يصلح للبحـث العلمي فأن التفكير المنظم‬
‫يعلمنـا أسـلوب تنظيـم المعلومات وطبخ األفـكار وصياغتها ومـن ثم أطالقها فهـو خلصنا من التقليـد والتبعية‬
‫والمحـاكاة ويحـرك فينا القدرة على النقـد واالبتكار واالبداع بعيد ًا عن الغضب الفكـري أو التعصب لألفكار أو‬
‫للثقافات‪ ،‬أنظر المصدر نفسه ص ‪. 183‬‬

‫‪- 107 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫في النظر إلى األمور تعتمد أساسـ ًا على العقل والبرهان المقنع ‪ -‬بالتجربة أو الدليل ‪ -‬وهي‬
‫طريقـة يمكـن أن تتوافر لدى شـخص لم يكتسـب تدريبـ ًا خاص ًا في أي فـرع معين من فروع‬
‫العلم‪ ،‬كما يمكن أن يفتقر إليها أشخاص يتوافر لهم من المعارف العلمية حظ كبير‪ ،‬وأعترف‬
‫بهم المجتمع بشهاداته الرسمية فوضعهم في مصاف العلماء)) (((‪.‬‬
‫وتناول المفكر روبرت ثاولس((( في كتابه الذي ترجم إلى العربية والموسوم "التفكير‬
‫المسـتقيم والتفكير األعوج" عن طبيعة التفكير الذي ينطوي عليه الفرد في التفكير المستقيم‬
‫والتفكيـر األعـوج بقولـه" كان فـي اإلمكان بـدالً من ذلـك ان أطلـق عليها أسـم المخاطبة‬
‫المسـتقيمة والمخاطبة العوجاء فالمخاطبة ذات صلة وثيقة بالتفكير وما هما إال طريقتان في‬
‫اسـتخدام اللغـة فالمخاطبة هـي المحادثة مع اآلخريـن والتفكير هو محادثة المرء مع نفسـه‬
‫وهي ليسـت شـاملة للتفكير بأجمعه ولكنها ذلك الجزء الذي يجري فيه اسـتعمال اللغة وال‬
‫يخفـى أن المخاطبـة والتفكيـر عاملان مختلفـان ولكنهما مع ذلـك مرتبطان ارتباطـ ًا وثيق ًا‬
‫(((‬
‫فالتفكير األعوج يؤدي إلى المخاطبة العوجاء والعكس في ذلك صحيح"‬

‫"والغاية المثلى من التفكير المسـتقيم يجب أن تكـون في تطبيق عادة التفكير العلمي‬
‫فـي معالجـة جميع القضايا والمشـكالت العملية التي نواجهها وفي اسـتبدال القوى العمياء‬
‫التي تتحكم في مصائرنا بتحكمنا الواعي والذكي"(((‪.‬‬
‫"ومـا نـزال بعيديـن حتـى اآلن عـن اعتمـاد االتجـاه العلمـي فـي التفكير مـع العزم‬
‫واالصـرار لمحاولـة حـل مشـكلة الحرب أو مشـكلة الفقـر ‪،‬والرجـل منا الذي يسـعى إلى‬
‫فؤاد زكريا‪ ،‬التفكير العلمي‪ ،‬الكويت‪ ،‬سلسـلة عالم المعرفة‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واألداب‪1978 ،‬‬ ‫‪ -1‬‬
‫ص‪.11‬‬
‫روبرت‪ ،‬ثاولس‪ ،‬التفكير المسـتقيم والتفكير األعوج‪ ،‬ترجمة حسـن سـعيد الكرمي‪ ،‬الكويت‪ ،‬المجلس الوطني‬ ‫‪ -2‬‬
‫للثقافة والفنزن‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ 1979 ،‬ص ‪. 11‬‬
‫روبرت ثاولس ‪ -:‬عمل اسـتاذ ًا في جامعة كامبردج ومحاضر ًا في علم النفس بجامعتي مانشسـتر وكالسـكو وله‬ ‫* ‬
‫عدة كتب في علم النفس منها سيطرة العقل وعلم النفس االجتماعي‬
‫روبرت‪ ،‬ثاولس‪ ،‬التفكير المستقيم والتفكير األعوج‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 205‬‬ ‫‪- 3‬‬
‫المصدر نفسه ص ‪.205‬‬ ‫‪ -4‬‬

‫‪- 108 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫اتخـاذ موقـف فكـري علمـي فـي تحليـل نزاع ينشـأ بيـن وطنـه ووطن آخـر قد يوصـم بأنه‬
‫خائن"((( ‪.‬‬
‫وقـد تباينت وجهات نظر العلمـاء والباحثين التربوين حول تعريـف التفكير إذ قدموا‬
‫(((‬
‫العديد من التعريفات المختلفة للتفكير استناد ًا إلى أسس ونظريات متعددة منها‪:‬‬
‫‪ -‬التفكير بمعناه البسيط‪ ،‬يمثل سلسلة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عند‬
‫تعرضـه لمثير ما‪ ،‬بعد اسـتقباله عن طريـق الحواس الخمس وهو مفهـوم مجرد ينطوي على‬
‫نشـاطات غير مرئية أو غير ملموسـة وما نالحظه أو نلمسـه هو في الواقع نواتج فعل التفكير‬
‫سواء كان بصورة مكتوبة أم منطوقة أم حركية أم مرئية‪.‬‬
‫‪ -‬التفكيـر عمليـة عقلية تضـم مجموعة من مهـارات التفكير التي ال يمكن أن تسـتخدم‬
‫بصورة منفردة أو مجتمعة للتحقق من الشـيء أو الموضوع وتقييمه باالسـتناد إلى معايير معينة‬
‫من أجل اصدار حكم أو التوصل إلى استنتاج أو تقييم أو حل للمشكلة موضوع األهتمام ونزود‬
‫الفـرد بالقدرة على التحليل الموضوعي ألي ادعـاء معرفي أو خبر ما‪ ،‬بحيث يصبح الفرد قادر ًا‬
‫على التميز بين الفرضيات والتعليمات وبين الحقائق أو اآلراء بطريقة منطقية واضحة‪.‬‬

‫خصائص التفكير‬
‫(((‬
‫ومما تقدم يتضح أن للتفكير خصائص تلخص بالنقاط اآلتية ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬التفكير سلوك هادف‪ ،‬فهو ال يحدث من فراغ‪ ،‬بل يحدث في مواقف معينة‪.‬‬
‫ب‪ -‬التفكير سلوك تطوري كم ًا ونوع ًا تبع ًا لنمو الفرد وتراكم خطواته‪.‬‬
‫ج ‪ -‬التفكيـر الفعـال هـو التفكيـر الذي يوصل إلـى أفضل المعانـي والمعلومات‬
‫الممكن استخالصها‪.‬‬
‫‪ - 1‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪. 206‬‬
‫‪ -2‬علي سامي علي الحالق‪ ،‬اللغة والتفكير الناقد‪ ،‬األردن‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ 2007 ،‬ص‪.28‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 29‬‬

‫‪- 109 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫د‪ -‬التفكير مفهوم نسبي فال يعقل لفرد ما أن يصل إلى درجة الكمال في التفكير‬
‫أو أن يحقق ويمارس أنواع التفكير جميعها‪.‬‬
‫هـ‪ -‬يتشكل التفكير من تداخل عناصر البيئة التي يجري التفكير بها (فترة التفكير)‬
‫والموقف والخبرة‪.‬‬
‫و‪ -‬يحـدث التفكير بأشـكال وانمـاط مختلفـة (لفظيـة‪ ،‬رمزية‪ ،‬كميـة‪ ،‬منطقية‪،‬‬
‫مكانية‪ ،‬شكلية) لكل منها خصوصية‪.‬‬

‫أنماط التفكير وأشكاله(((‪:‬‬

‫أشـارت مراجـع التفكير إلى أن أنماط التفكير وأشـكاله المتعددة يمكن اسـتعراضها‬
‫على النحو اآلتي ‪-:‬‬
‫(‪ )1‬التفكير المنطقي ‪Logical Thinking‬‬

‫وهو التفكير الذي يمارسـه الفرد عند محاولة بيان االسـباب والعلل التي تكمن وراء‬
‫األشـياء ومحاولـة معرفة نتائج أعمال النـاس‪ ،‬ويتضمن التفكير المنطقـي محاولة الحصول‬
‫على أدلة تؤدي أو تنفي أعمال الفرد أو وجهات نظره‪.‬‬
‫(‪ )2‬التفكير المحسوس ‪Concrete Thinking‬‬

‫وهو التفكير الذي يعتمد على قدرة الفرد على إبراز البيانات والوقائع المادية الحسـية‬
‫ألثبات وجهة نظر أو تدعيم سلوك معين‪.‬‬
‫(‪ )3‬التفكير المجرد ‪Abstaract Thinking‬‬

‫وهو التفكير الذي يهدف إلى اسـتنباط النتائج واستخالص المعاني المجردة لألشياء‬
‫والعالقـات بواسـطة التفكيـر االفتراضـي عن طريـق الرمـوز والتعاميم والقـدرة على وضع‬
‫االفتراضات والتأكد من صحتها‪.‬‬
‫‪ -1‬علي سامي علي الحالق‪ ،‬اللغة والتفكير الناقد‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪. 31 - 30‬‬

‫‪- 110 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫(‪ )4‬التفكير االستقرائي ‪Inductive Thinking‬‬

‫وهو التفكير الذي يهدف إلى التوصل إلى استنتاجات أو تعميمات مستفيدة من األدلة‬
‫المتوفرة أو المعلومات التي حصل عليها الفرد من خبرته السابقة‪.‬‬
‫(‪ )5‬التفكير االستنباطي ‪Deductive Thinking‬‬

‫وهو التفكير الذي يهدف إلى التوصل الستنتاجات أو معرفة معتمدة على الفوضى أو‬
‫المقدمات المتوفرة للفرد‪.‬‬
‫(‪ )6‬التفكير االستبصاري ‪Insightful Thinking‬‬

‫وهـو التفكير الذي يصل فيه الفرد إلى الحل معرفي ًا عن طريق تحليل الموقف وإدراك‬
‫العناصر المتضمنة فيه وفهمه بصورة كلية معتمد ًا على الخبرات السابقة وقدراته الذاتية‪.‬‬
‫(‪ )7‬التفكير التباعدي ‪Divergent Thinking‬‬

‫وهو التفكير الذي يترتب عليه انتاج العديد من الحلول واالسـتجابات المختلفة دون‬
‫أن تقيد تفكير الفرد بقواعد محددة كالتفكير اإلبداعي‪.‬‬
‫(‪ )8‬التفكير التقاربي ‪Convergent Thinking‬‬

‫وهو التفكير الذي يتطلب من الفرد أن يسير وفق خطة منظمة تستند إلى قواعد محددة‬
‫مسبق ًا لتؤدي إلى نتيجة محددة كالتفكير الناقد‪.‬‬
‫(‪ )9‬التفكير الناقد ‪Critical Thinking‬‬

‫وهـو التفكير الذي يعمل علـى تقييم مصداقية الظواهر والوصـول إلى أحكام منطقية‬
‫عن طريق معايير وقواعد محددة محاوالً تصويب الذات وإبراز درجات من الحساسـية نحو‬
‫الموقف والسياق الذي يرد فيه من أجل حل مشكلة ما‪ ،‬أو فحص وتقييم الحلول المطروحة‬
‫أمام الفرد‪.‬‬

‫‪- 111 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫(‪ )10‬التفكير اإلبداعي‪Creative Thinking :‬‬

‫وهو التفكير الذي يتضمن توليد وتعديل األفكار بهدف التوصل إلى نواتج تتميز باألصالة‬
‫والطالقة والمرونة واالفاضة والحساسية للمشكالت‪ ،‬ويعتمد على الخبرة السابقة للفرد‪ ،‬وعلى‬
‫قدرة الفرد في عدم التقيد بحدود قواعد المنطقة أو ما هو بديهي ومتوقع من الناس‪.‬‬
‫(‪ )11‬التفكير التأملي ‪Reflective Thinking‬‬

‫وهـو التفكير الذي يتأمل فيه الفـرد الموقف الذي أمامه ويحلله إلى عناصره ويرسـم‬
‫الخطـط الالزمة لفهمه بهـدف الوصول إلى النتائج التي يتطلبهـا الموقف وتقويم النتائج في‬
‫ضـوء الخطـط الموضوعيـة وهذا النمـط من التفكيـر يتداخل فيـه التفكير االسـتبصاري مع‬
‫التفكيـر الناقـد حيث أن التفكير الناقد هو تفكير تأملي لمـا يتطلبه األخير من وضع فرضيات‬
‫واختيارها بطريقة تقاربية‪.‬‬
‫(‪ )12‬التفكير فوق المعرفي ‪Meta Cognitive Thinking‬‬

‫وهـو التفكير الذي يتطلب مـن الفرد أن يمارس عمليات التخطيط والمراقبة والتقويم‬
‫لتفكيـره بصورة مسـتمرة ويعد هذا النمـط من التفكير أعلى مسـتويات التفكير كما يعد أيض ًا‬
‫شك ً‬
‫ال من أشكال التفكير الذاتي المتطور والذي يتعلق بمراقبة الفرد لذاته‪ ،‬وكيفية استخدامه‪،‬‬
‫أي أنه التفكير في التفكير‪.‬‬

‫(((‬
‫مهارات التفكير‪:‬‬

‫ينطوي التفكير على مهارات أساسية هي كما يأتي ‪-:‬‬


‫أ ‪ -‬مهارة التركيز ‪Focusing Skills‬‬

‫هـي مهـارة ذهنيـة معرفية تتطلب أعماالً ذهنية متطورة وليسـت عشـوائية وهي تسـهم في‬
‫إدراكات القائم بالتفكير عندما يواجه مشكلة إخفاق تحقيق الهدف وتسهم في استحضار مجموعة‬
‫‪ -1‬علي سامي علي الحالق‪ ،‬اللغة والتفكير الناقد‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪. 31 30-‬‬

‫‪- 112 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫من الخبرات والمعلومات المخزنة التي ترتبط بالهدف وتجاهل غيرها وتتضمن تحديد المشكلة‬
‫المسـيطرة علـى الذهـن وصياغة األهداف التي تسـتخدم فـي توضيح وأثبات صحـة جهد القائم‬
‫بالتفكير في حل المشكلة المحددة أو ممارسة عمليات ذهنية أخرى تبنى على خطوة تالية‪.‬‬
‫ب‪ -‬مهارة جمع المعلومات ‪Information Gathering Skills‬‬

‫تتضمـن هـذه المهارة مسـاعدة األفـراد على جميـع الظواهـر وتوظيـف المعلومات‬
‫المناسـبة التي تتطلبها عمليات المعرفة الذهنية بحيث تصبح ممكنة التخزين أو التصنيف أو‬
‫الجمع ويتم الوصول إلى هذه المعلومات عادة بأستخدام الحواس واسترجاعها في اللحظة‬
‫التـي يحتاج إليها بطريقة أختياريـة وتتضمن هذه المهارة مهارات فرعية هي مهارة المالحظة‬
‫وصياغة االسئلة‪.‬‬
‫ج‪ -‬مهارات التذكر ‪Remembering skills‬‬

‫وتتضمـن تخزيـن المعلومات الداخليـة إلـى ادراكات ذهنية وتتضمن مهـارة التذكر‬
‫مجموعـة االنشـطة واالسـتراتيجيات التـي يقوم بهـا القائم بالتفكيـر بوعي عـن طريق ربط‬
‫المعلومات والخبرات المخزونة لديه في صورة ذاكرة مخزنة تنتظر الحاجة إليها‪.‬‬
‫د‪ -‬مهارات التنظيم ‪Organizing skills‬‬

‫وتسـتخدم هذه المهارات في تنظيم المعلومـات لتصبح قابلة للفهم وهي تعتمد على‬
‫بناء الخبرة والمعلومات عن طريق التشابه واالختالف واالستمرارية‪ ،‬باالعتماد على مهارات‬
‫فرعية هي المقارنة والتصنيف والترتيب والتمثيل‪.‬‬
‫هـ‪ -‬مهارات التحليل ‪Analyzing skills‬‬

‫وتتضمـن تحليـل المهارات إلـى مجموعـة اداءات فرعيـة تتضمن أجـزاء وعالقات‬
‫مرتبطة ويتم وفق هذه العمليات المهارية تحديد العناصر األساسـية والصفات والخصائص‬
‫المميزة وتتضمن هذه المهارات مهارات فرعية هي ‪-:‬‬

‫‪- 113 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫(‪ -)1‬مهارة تحديد السمات والخصائص والمكونات‪.‬‬


‫(‪ -)2‬مهارة تحديد االنماط والعالقات‪.‬‬
‫(‪ -)3‬مهارة تحديد االفكار الرئيسة‪.‬‬
‫(‪ -)4‬مهارة تحديد األخطاء‪.‬‬
‫و‪ -‬مهارات التوليد ‪Generating skills‬‬

‫وتتضمن هذه المهارة ‪-:‬‬


‫(‪ -)1‬توليد االسئلة‪.‬‬
‫(‪ -)2‬توليد األفكار‪.‬‬
‫(‪ -)3‬توليد الصور الذهنية‪.‬‬
‫(‪ -)4‬توليد الخرائط الذهنية‪.‬‬
‫(‪ -)5‬توليد الخياالت الذهنية‪.‬‬
‫ز‪ -‬مهارات التكامل ‪Integrating skills‬‬

‫وهي مهـارات تتطلب وضع المعلومات المتجمعة والخبـرات المحللة والمفتتة إلى‬
‫أجـزاء منفصلـة توجد بينها عالقات وروابط توضع مع ًا أو تدمج لفهم المبادئ وتتضمن هذه‬
‫المهارات مهارات فرعية هي ‪-:‬‬
‫(‪ -)1‬مهارة التلخيص‪.‬‬
‫(‪ -)2‬مهارة إعادة البناء‪.‬‬
‫ح‪ -‬مهارات التقويم ‪Evaluating skills‬‬

‫وتتضمـن هـذه المهـارات اصدار حكـم على درجـة معقوليـة األفكار وفـق مقاييس‬
‫وتتضمن أيض ًا وضع معايير وصفات وخصائص ألصدار االحكام سـواء كانت هذه المعايير‬
‫والصفات داخلية أم خارجية وتتضمن هذه المهارات مهارات فرعية وهي ‪-:‬‬
‫(‪ -)1‬مهارات وضع المعايير‪.‬‬
‫(‪ -)2‬مهارات التحقق من ثبات وصحة وسالمة ما يتم الوصول إليه‪.‬‬

‫‪- 114 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫(((‬
‫العملية اإلبداعية ‪-:‬‬

‫العملية اإلبداعية أو القدرة على التفكير اإلبداعي تتألف من عدة عوامل تكٌون القدرة‬
‫على التفكير اإلبداعي وهذه العوامل هي‬
‫‪ )1‬الحساسية للمشكالت‪.‬‬
‫‪ )2‬الطالقة‪.‬‬
‫‪ )3‬االصالة‪.‬‬
‫‪ )4‬المرونة‪.‬‬
‫‪ )5‬القدرة على التحصيل‪.‬‬
‫‪ )6‬التجديد أو إعادة التنظيم‪.‬‬
‫‪ )7‬التعقيد‪.‬‬
‫‪ )8‬التقويم‪.‬‬
‫وقد أجمعت البحوث والدراسات العلمية والتربوية على أن اإلبداع يتكون من خمسة‬
‫عناصر رئيسية هي ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬الطالقـة ‪ -:‬والمقصـود بها كمية انتاج كبيرة تفوق المتوسـط ينتجها الشـخص في‬
‫غضون مدة زمنية محدودة وقد تكون الطالقة لفظية‪ ،‬أو فكرية‪ ،‬أو تعبيرية‪.‬‬
‫ب‪-‬المرونة ‪ -:‬وتظهر بالقدرة على اإلنتقال من موقف إلى آخر والتعامل معها جميع ًا‬
‫وفـي هـذا أالطـار يبدأ الشـخص نوعـ ًا من المرونـة التلقائيـة التي تعنـي القدرة علـى اعطاء‬
‫اسـتجابات متنوعة‪ ،‬والمرونة التكيفية التي يتصف بها الفرد الذي يسـتطيع التكييف وتعديل‬
‫سلوكياته بهدف التوصل إلى حل المشكالت التي تواجهه‬
‫جـ‪-‬االصالة ‪ -:‬والمقصود بها قدرة الفرد على توليد أفكار جديدة‪.‬‬
‫د‪ -‬القدرة على تحسس المشكالت وإدراك طبيعتها‪.‬‬
‫هـ‪-‬الميل إلى إبراز التفاصيل واستنباطها على نحو مبدع‪.‬‬
‫‪ -1‬الحارث عبد الحميد حسن‪ ،‬اللغة وسيكولوجية في العمارة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪. 356 354-‬‬

‫‪- 115 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫عملية إبداع الفكاهة وتذوقها‪-:‬‬


‫(((‬
‫ثمة عالقات بين الفكاهة واالبداع نذكر منها ما يلي ‪-:‬‬
‫‪ .1‬يقـوم اإلبداع على أسـاس الخيال‪ ،‬وكذلـك حال الفكاهـة‪ ،‬فالفكاهة من دون‬
‫التحـرر مـن قيـود التفكير المنطقـي الواقعي المحدد لن نسـتطيع أن تكتسـب‬
‫طبيعتها المميزة لها‪ ،‬ولن تستطيع إنتاجها وال تذوقها‪.‬‬
‫‪ .2‬يحتاج اإلبداع إلى المرونة العقلية‪ ،‬والمرونة هي القدرة اإلبداعية التي تجعلنا‬
‫نتحـرر مـن التصلـب والجمود العقلـي في تغيير طرائـق تفكيرنا وأسـاليبه بما‬
‫يتناسب مع التغييرات الحاسمة التي تطرأ على المواقف وكذلك حال الفكاهة‬
‫تعنـي هنـا التجـدد وإدراك التغييرات الطارئـة التي تحدث في مسـار الموقف‬
‫الفكاهـي واالسـتجابة بطريقة مرنـة تجعلنا نـدرك داللة التناقـض الناجم عن‬
‫التغير في الموقف الذي كان يحكي خالل سرد نكتة مث ً‬
‫ال‬
‫‪ .3‬يحتـاج إبداع الفكاهة إلى قـدرات االبداع اآلخرى ومنهـا‪ :‬الطالقة أي الكثرة‬
‫العدديـة فـي الكلمـات واألفـكار والمواقـف والعالقات واألشـكال وكذلك‬
‫األصالـة والتفرد والتميـز الخاص فالمبدع داخل أنـواع الفكاهة ال بد أن يقدم‬
‫أفكار ًا كثيرة تستثير الضحك‬
‫‪ .4‬إن فهـم الفكاهة هو أفضل طريقة لفهم االكتشـاف العلمي واإلبداع الفني وأنه‬
‫العامل المشـترك بين الفكاهـة والعلم هو مفهوم الترابط الثنائي الذي يشـتمل‬
‫علـى تحول مفاجئ في مسـار التفكير من مجال معين إلـى مجال آخر يحكمة‬
‫منطق أو قاعدة ما‬
‫‪ .5‬وجدت بعض الدراسات التي أجريت حول العالقات بين الفكاهة واإلبداع أن‬
‫األشخاص البارعين في الدعابة من الممكن أن يصبحوا قادة أكفاء‪.‬‬
‫‪ -1‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪. 212 - 210‬‬

‫‪- 116 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________ الفصل األول ‪ :‬اخلطاب واخلطاب الساخر ‬

‫ويستشهد الباحث بروح النكتة والدعابة التي يمتلكها رئيس جمهورية العراق الحالي‬
‫جالل الطالباني‪.‬‬
‫(فالضحك وثيق الصلة بالفن واإلبداع والتذوق) (((‪ .‬وتشتمل عملية التذوق(*) للنكتة‬
‫علـى مرحلتين مهمتيـن هما إدراك التناقض ثم حل التناقض لكن هاتين العمليتين تشـتمالن‬
‫(((‬
‫أيض ًا على عمليات فرعية عديدة هي على النحو اآلتي ‪-:‬‬
‫البدء بالقراءة أو التلقي الخاص بالنكتة‪.‬‬ ‫أ‪ -‬‬
‫ب‪ -‬اسـتخالص بعـض المعلومـات من هـذا المدخل اللغـوي مثل السـياق الذي‬
‫تحدث فيه النكت والشـخصية التي تـدور حولها وتخزين هذه المعلومات في‬
‫الذاكرة‪.‬‬
‫ج‪ -‬اسـتخدام هـذه المعلومـات فـي تكوين مخطـط سـردي أو تصور عـام للتنبؤ‬
‫باألحداث القادمة في النكتة‪.‬‬
‫تكون العمليات التمهيدية في تذوق النكتة قائمة على أساس تكوين تنبؤ خاص‬ ‫د‪ -‬‬
‫حـول حدث معين تتراكم حوله التوقعات لما يمكن أن يسـفر عنه من نتائج أو‬
‫أحداث‪.‬‬
‫هـ‪ -‬التنبؤات التي كونها المتلقي حول تطور األحداث ال تتحقق‪.‬‬
‫يقوم المتلقي بعدد من المقارنات والنشـاطات المعرفية التي يربط عن طريقها‬ ‫و‪ -‬‬
‫بين المعلومات التمهيدية األولى والمعلومات الجديدة المتناقضة معها‪.‬‬
‫علـى المتلقي أن يشـترك أو ينهمك في نشـاط خاص لحل المشـكالت ينتقل‬ ‫ز‪ -‬‬
‫خالله من الحالة الخاصة بأدراك التناقض إلى الحالة الخاصة بحل التناقض‪.‬‬
‫‪ - 1‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 62 61-‬‬
‫* اختار الباحث النكتة كمظهر من مظاهر الفكاهة مثاالً على عملية التذوق ‪.‬‬
‫ ‬
‫‪ -2‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة م‪.‬س‪.‬ذ‪ ،‬ص ‪ 404‬ص ‪405‬‬

‫‪- 117 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫ح‪ -‬تتضمن عملية حل المشـكلة نشـاطات فرعية مثل إدراك أوجه التشابه وكذلك‬
‫أوجه االختالف بين القسم التمهيدي والقسم الذي يحدث عند حد الضحك‪.‬‬
‫ط‪ -‬تلعب العوامل الواقعية (االهتمام الخاص باالسـتماع للنكتة واالسـتمتاع بها)‬
‫والموقفيـة (وجود شـخص مع أفراد يسـتريح لهم ويتآلف معهـم) واالنفعالية‬
‫والمزاجية (حالة الشـخص من حيث التوتر أو االسـترخاء مثالً) دور ًا مهم ًا في‬
‫تذوق المتلقي للنكتة واالستمتاع بها أيض ًا‪.‬‬

‫‪- 118 -‬‬


‫الفصل الثاني‬

‫نظريات الفكاهة والضحك‬

‫‪- 119 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪- 120 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫المبحث األول‬
‫نظريات الفكاهة والضحك بين الفلسفة وعلم النفس‬

‫أو ًال ‪ -:‬الفكاهة والضحك من منظور علم الفلسفة‬


‫إن معظم الفالسفة الكبار أصحاب النظريات الكبيرة أمثال أفالطون وأرسطو وآخرين‬
‫كان لهم إسهامات في نظرية الضحك‪.‬‬
‫لقـد وضـع أفالطون في حسـبانه علـى نحو خاص قـدرة الضحك علـى تخريب الوضع‬
‫الراهن وإفسـاده بكفاءة عالية وكذلك قوته الهائلة على تحويل خطوط الدفاع القوية للسلطة إلى‬
‫مجرد أبنية هشة من قش‪ ،‬إن الضحك في رأيه كان أشد الخصوم المناوئة للسلطة ويقوم الضحك‬
‫الساخر في رأي أفالطون بدور "محكمة القانون" التي تصدر أحكامها بشكل مباشر وحاسم‪ ،‬إن‬
‫الضحـك لديـه يقـوم بإعادة كتابـة القوانين بشـكل خاص ومباشـر ومن ثم ال يمكـن أن تتحمل‬
‫(الجمهوريـة)* مثـل هـذا التهديد‪ ،‬ولذلك فأن الضحـك كانفعال وفي ضوء مـا ينبغي أن يقوم به‬
‫((( (**)‬
‫حكام "الجمهورية" يجب أن ال يتجاوز حده وإال انقلب إلى ضده أي ضد هؤالء الحكام‬
‫* جمهورية أفالطون أحد مؤلفات أفالطون المهمة ‪.‬‬
‫‪1- Sanders, B. (1995). Sudden Glory: laugther as subversive history. Boston: Beacon press. P. 89.‬‬
‫ال عن شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة ‪ .‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪65‬‬ ‫ نق ً‬
‫**كتـب أفالطـون عن الضحك في «الجمهورية» كتابه األساسـي حـول المجتمع المثالي وقـال إن مخاطر الضحك‬
‫تكمـن فـي التطـرف الذي يؤدي إلى فقدان المرء تحكمه في نفسـه وانفعاالته وأن الضحك المبالغ فيه أمر شـائن‬
‫علـى نحـو خاص ذلك ألن االسـتجابات التي يقوم هذا الضحك بتوليدها غالب ًا ما تـؤدي إلى العنف أو يؤدي إلى‬
‫تحول اإلنسـان العادي من أقل الشخصيات جاذبية وأكثرها إثارة للسخرية واالستهجان في المجتمع كما هو في‬
‫شـخصية المهرج حيث يظهر أسـوأ أنواع السـلوك مـع ما يصاحبه من سـباب أو تجاوز في األلفـاظ فيهتز الوقار‬
‫واالحترام ويعمل على تقويض أسس المشاعر والعالقات الرصينة في المجتمع ‪ .‬ينظر المصدر نفسه ص ‪65‬‬
‫‪ -‬ينظر زكريا فؤاد‪ ،‬جمهورية أفالطون‪ ،‬دراسة وترجمة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة العامة للكتاب‪1985 ،‬‬ ‫ ‬

‫‪- 121 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫وكان سقراط المبتكر للتعبير المجازي المسمى التهكم وقد صرح أفالطون أن منهج‬
‫سقراط هو التهكم والتوليد والمقصود بالتوليد هو استخالص الحقيقة الكامنة داخل الخصم‬
‫ذاته والتي ينطوي عليها عقله(((‪.‬‬
‫لذلك يعد أفالطون كما يقول باحثون عديدون أول من قدم نظرية "اللذة ‪ -‬األلم" عن‬
‫الفكاهـة فاألمـر المضحـك مـزدوج المشـاعر ففيه مزج بيـن اللـذة واأللم وهما الشـكالن‬
‫األساسـيان لحالة العقل في ضوء ما يراه أفالطون وذلك ألنهما الطريقتان األساسيتان اللتان‬
‫يفهـم الكائـن عن طريقهما ذاتـه وتظهر أقوى اللذات وكذلك أشـد اآلالم عندما يكون هناك‬
‫اضطراب في الروح وعندما يكون هناك اضطراب في الجسد كما هو في حالة حك الجلد أو‬
‫الدغدغة وهي حالة من االمتزاج بين اللذة واأللم((( والحظ بعض العلماء أن نظرية أفالطون‬
‫حول الضحك هي النموذج النظري األول أو األساس لنظريات التناقض الوجداني أي تلك‬
‫النظريات التي تقول إن الفكاهة تنشأ عن إدراكنا لنوعين من المشاعر المتضاربة أو المتصارعة‬
‫أو المتناقضة(((‪.‬‬
‫أمـا العصـور الوسـطى فكانت مظلمـة في أوروبا في أشـياء كثيـرة من بينهـا نظريات‬
‫الفكاهة والضحك في حين أن العالم اإلسلامي كان يموج بأفكار ونظريات واسـتبصارات‬
‫متنوعـة فـي ذلك الوقت حين أصبح المسـلمون أكثر ألفة بأفكار أرسـطو عـن طريق ترجمة‬
‫كتاب فن الشعر وظهرت إسهامات مهمة حول الفكاهة على يد مفكرين أمثال الجاحظ وأبي‬
‫حيان التوحيدي وغيرهما(((‪.‬‬
‫وتحـدث الفيلسـوف اإلنكليزي تومـاس هوبـز (‪ )1679-1588‬في كتابه المسـمى‬
‫"التنيـن" وصدرت طبعته األولى عام ‪ 1651‬في انكلترا عن أنواع المسـرات أو اللذات فقال‬
‫إن بعضهـا ينشـأ عن ذلك اإلحسـاس المرتبط بموضوع أو شـيء معين يكون متاح ًا ويشـبع‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 68‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫نق ً‬
‫ال عن شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة ‪ .‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪. 74 71-‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫المصدر نفسه ص ‪. 76‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫المصدر نفسه ص ‪. 88‬‬ ‫‪ -4‬‬

‫‪- 122 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫حاجـات جسـدية خاصة وكل ما يسـر الحـواس الخمس ويبهجهـا ‪،‬ويطلق هوبـز على هذه‬
‫المسـرات لذات الحس أما األنواع األخرى من اللذة فتتعلق بالتوقع والتنبؤ وقد أطلق عليها‬
‫هوبز لذات العقل ويرتبط بها ذلك الشـعور المسـمى المرح فهو نتيجة مترتبة عليها ومن بين‬
‫االنفعاالت التي اهتم بها بشكل خاص انفعال الفخر أو التباهي أو تلك الحاالت المصحوبة‬
‫بالتفاخـر والعظمـة والتي يصاحبها التواءات في قسـمات الوجه المسـماة الضحك ويشـعر‬
‫الضاحكون بإعجاب مفاجئ في أنفسهم من خالل قيامهم بالمقارنة بين ما هم عليه من تفوق‬
‫وما هو عليه ذلك الشيء أو الشخص من نقص((( ‪.‬‬
‫وطرح الفيلسوف األلماني ايمانويل كانط (‪ )1804 - 1724‬نظرية حول النكتة يمكن‬
‫اعتبارها نظرية عامة حول الفكاهة وقد ظهر هذا الطرح في كتابه حول علم الجمال المسمى‬
‫"نقـد الحكـم"((( إذ يرى كانط أن المتعـة التي يحصل عليها المرء مـن النكتة ال تكون بعمق‬
‫المتعـة التي يحصل عليها نتيجة تلك البهجـة الناتجة من الجمال أو الحيز األخالقي ومع أن‬
‫التسلية هنا ناتجة من اللعب العقلي باألفكار فأنها تمثل كذلك نوع ًا من اإلشباع الحسي الذي‬
‫يقوم على أسـاس مشـاعر الصحة أو الشـعور بحسـن الحال وينمي بداخله حالة خاصة من‬
‫التوقع تتعلق باالنتظار إلى النقطة التي سـيتغير األمر عندها وعند حد ذروة النكتة يتبدد ذلك‬
‫التوقـع فجأة ويفضـي األمر كله إلى ال شـيء((( وأطلق على نظرية كانـط الخاصة بالضحك‬
‫"نظرية الالشيء" حيث يحل الالشيء في هذه النظرية محل ذلك "الشيء" الذي كان متوقع ًا‬
‫(((‬
‫ومن إدراكنا للتناقض المفاجيء بينهما حدث الضحك‬

‫‪1- Hobbes, T. (1996) . Leviathan . Cambridge: univ. press . P. 43‬‬


‫نق ً‬
‫ال عن المصدر نفسه ص ‪ 89‬ص ‪. 90‬‬ ‫ ‬
‫‪2- Attardo . S. (1994) . Linguistic theories of Humor Bertin: Mouton de Gruyter. P . 48 .‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه ص ‪. 91‬‬
‫‪4- Roeckelein . Jone. (2002). The Psychology of humor, areference guide and annoted bib-‬‬
‫‪ligrapgy . London : Greenwood press . P 149‬‬
‫نق ً‬
‫ال عن المصدر نفسه ص ‪. 92‬‬ ‫ ‬

‫‪- 123 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫وطرح الفيلسـوف الدانماركي كير كجورد (‪ )1855 - 1813‬أسـئلة كثيرة في كتاباته‬


‫حـول طبيعـة الفكاهة والتهكم والسـخرية والضحـك وأدوارها داخل عمليـات االتصال أو‬
‫التخاطب اإلنساني األخالقية منها والدينية وربطه بين الفلسفة والدين وموضوعات الفكاهة‬
‫والضحـك وهـو القائل "حيث توجد الحيـاة‪ ،‬يوجد التناقض وحيث يوجـد التناقض‪ ،‬يكون‬
‫المضحك موجود ًا"(((‪.‬‬
‫فالفكاهة من وجهة نظره هي حالة عابرة فقط فسـريعا ما تنحل هذه الحالة ويتجاوزها‬
‫الفـرد ويعـود إلى جديته حيث يأخـذ المتفكه وضعه الخـاص فيعمل علـى التعليق للجانب‬
‫الخـاص بالمعانـاة مـن الحيـاة علـى هيئة شـيء مضحـك((( ونظر إلـى المضحـك على أنه‬
‫المصطلـح األعم واألشـمل‪ ،‬والتهكم والفكاهة قسـمان فرعيان يندرجـان تحته وميز بينهما‬
‫علـى أسـاس أن الفكاهة أكثر تهذيب ًا إلى حد ما من التهكـم فالتهكم تغلب عليه نزعة التفاخر‬
‫والتعالـي ويعمل على إحداث البعـد واالنفصال بين المتهكم واآلخريـن فهو يتم عن طريق‬
‫تأكيـد الـذات واإلغاظـة أو المضايقة أمـا الفكاهة فتوجد بيـن الناس فهي زاخـرة بالتعاطف‬
‫والعمق االنفعالي(((‪.‬‬
‫وطور الفيلسـوف الفرنسـي هنري برجسـون (‪ )1941 - 1859‬نظريتة حول الفكاهة‬
‫والضحك أطلق عليها بعض العلماء أسم "نظرية اآللية" أو "النشاط اآللي" وذلك في إشارة‬
‫إلـى قولـه "أن األمـر المضحك هو شـيء ميكانيكي أو آلي يضع قشـرة خارجيـة مميزة على‬
‫الكائن الحي وخاصة اإلنسان"(((‪.‬‬
‫‪1- Lippit. J. (2000). Humour and Irong in Kierkegaards Thought, N.Y: st. Martins press P. 2‬‬
‫نق ً‬
‫ال عن المصدر نفسه ص ‪99‬ص ‪100‬‬ ‫ ‬
‫‪2- Goldsmith, M . T, (1991). Nonrepresentational from of Comic, houmor, irony and jokes:‬‬
‫‪n. y: peter lang, P. 4‬‬
‫نق ً‬
‫ال عن المصدر نفسه ص ‪. 106‬‬ ‫ ‬
‫‪3- Lippit، op. cit. P 63 .‬‬
‫‪4- Roeckelein، op . cit P. 155‬‬
‫نق ً‬
‫ال عن المصدر نفسه ص ‪. 110‬‬ ‫ ‬

‫‪- 124 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫ثاني ًا‪ :‬الفكاهة والضحك من منظور علم النفس‬


‫قدم عالم النفس االسـكتلندي "الكسندر بين" (‪ )1903 - 1818‬نظريتة التي بين فيها‬
‫تحد معين أو مهمة‬‫األسـباب الرئيسـة في الضحك وهو ذلك الشعور باالنتصار على عدو أو ٍ‬
‫شـاقة وهو الشعور بالتفوق وكذلك التحرر المفاجئ من القيود والضوابط كما أنه لم يشترط‬
‫أن يكون موضوع السـخرية من شـخص إنسـاني فقد نضحك من فكرة أو مؤسسة سياسية أو‬
‫حتى من شيء غير حي عن طريق تحويله‬
‫إلى حالة يشبه فيها شخص ًا معين ًا يتم اإلقالل من شأنه(((‪.‬‬
‫فيما قدم عالم النفس البريطاني جيمس سـلي (‪ )1923 - 1842‬تصنيف ًا يشـتمل على‬
‫اثنتي عشرة فئة سلوكية تستثير الضحك هي(((‪-:‬‬
‫‪ )1‬المواقف الجديدة المدهشة‪.‬‬
‫‪ )2‬التشوهات الجسمية‪.‬‬
‫‪ )3‬الرذائل والنقائص األخالقية‪.‬‬
‫‪ )4‬السلوك األخرق‪.‬‬
‫‪ )5‬مواقف سوء الحظ‪.‬‬
‫‪ )6‬األحداث الطارئة المفاجئة‪.‬‬
‫‪ )7‬التظاهر‪.‬‬
‫‪ )8‬الرغبة في المعرفة بقصد التطفل‪.‬‬
‫‪ )9‬الظروف المتناقضة والعبثية أو الالمعقولة‪.‬‬
‫‪ )10‬التالعب بالكلمات‪.‬‬
‫‪ )11‬التعبير عن المزاح أو المرح‪.‬‬
‫‪ )12‬الظرف البارع بدرجة كبيرة أو التفوق على شخص آخر‪.‬‬

‫‪1- Monro, P. H. (1963). Argument of laughter. Notre Dame, Indiana: univ. of notive Dame‬‬
‫‪press, p191-193‬‬
‫‪ -‬نق ً‬
‫ال عن المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪122‬ص‪. 123‬‬ ‫ ‬
‫‪ -2‬نق ً‬
‫ال عن المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 123‬‬

‫‪- 125 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫فيمـا اختزل عالم النفـس البريطاني وليم مكدوجل (‪ )1938 - 1871‬الشـروط التي‬
‫تسـتثير الضحـك إلى المواقـف التي تكون غير سـارة بدرجة خفيفـة أو معتدلة وكذلك تلك‬
‫األشـياء التي قد تستثير درجة ضعيفة من األلم التعاطفي وقد اعتبر مكدوجل الضحك نتيجة‬
‫الدغدغـة أكثر أشـكال الفكاهة فجاجـة وأكثرها تبكير ًا في الحضور حيـث أنكر أن الضحك‬
‫تعبير عن اللذة فكل المواقف المثيرة للضحك ‪ -‬حسـب رأيه ‪ -‬هي مواقف غير سـارة لذلك‬
‫فنظريته تتعارض مع النظريات التي اعتبرت الضحك تعبير ًا عن البهجة والفرح(((‪.‬‬
‫بينما نظر المحلل النفسي النمساوي سيجموند فرويد (‪ )1939 - 1856‬إلى الفكاهة‬
‫فاعتبرها أرقى االنجازات النفسية لإلنسان التي تصدر وفق التصور الفرويدي عن آلية نفسية‬
‫دفاعية في مواجهة العالم الخارجي المهدد للذات وتقوم هذه اآللية على أساس تحويل حالة‬
‫الضيق أو عدم الشـعور بالمتعة إلى حالة من الشـعور الخاص بالمتعة أو اللذة وتنشأ اللذة أو‬
‫المتعـة الخاصـة بالنكتة عن ذلـك االقتصاد بالطاقة وهـي تلك الطاقة التي كانت سـتنفق في‬
‫عمليـات الكبت للغرائز العدوانية والجنسـية أما المتعة الخاصة بالمضحك فتنشـأ عن ذلك‬
‫االقتصاد أو التوفير في الطاقة التي كان سيتم انفاقها في التفكير وهكذا فان متعة الفكاهة انما‬
‫تنتج من ذلك التوفير في الطاقة التي كان سـيتم انفاقها في االنفعاالت بشـكل عام((( فقد ميز‬
‫فرويد في كتاباته بين ثالث فئات من الخبرات المثيرة للضحك وهي ‪-:‬‬
‫‪ )1‬النكتـة وهي التي تشـير إلـى معنى قريب من معنـى الظـرف أو الدعابة واألمر‬
‫المضحك ثم الفكاهة‪.‬‬
‫‪ )2‬المضحك وهي تتعلق بالمصادر غير اللفظية للبهجة والضحك مثل الكوميديا‬
‫االرتجالية التهريجية وما يقوم به مهرجو السيرك‪.‬‬
‫‪ )3‬الفكاهة التي تحدث في تلك المواقف الخاصة التي يعيش فيها المرء أو يشعر‬
‫بانفعـاالت سـلبية مثـل الخـوف أو الحزن وتنشـأ متعـة الفكاهة بهـذا المعنى‬

‫‪ - 1‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة ‪ .‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪124‬ص‪.125‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 129 128-‬‬

‫‪- 126 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫المحـدد عـن التنفيس عن تلك الطاقة التي كانت سـترتبط بمثـل هذا االنفعال‬
‫السـلبي أو المؤلم ثـم يتحـول اإلدراك المصحوب بالتوجـس أو الخوف إلى‬
‫إدراك مبهج يحدث الضحك(((‪.‬‬
‫فيما نظر المحلل النفسي النمساوي ارنست كريس إلى الضحك على أنه نشاط إنساني‬
‫صـرف يحـدث عن طريـق نوع مـن التفكير التناظـري الذي يربـط األشـياء أو الكائنات غير‬
‫البشرية بالبشر وهنا يطرح تصور ًا مختلف ًا عن فرويد فيقول إننا نضحك من الشخص الساذج‬
‫واألفعـال المضحكة غير المقصودة من األطفال أو الكبار أو تلك المظاهر الدالة على الغباء‬
‫من جانب شخص معين(((‪.‬‬
‫فقد حدد كريس أمور ًا مهمة في نظرته للضحك وهي(((‪-:‬‬
‫‪ )1‬العـودة النكوصيـة إلـى مرحلـة الطفولة وهـي العالقة بين الضحـك وخبرات‬
‫الطفولة بمسراتها وآالمها وهو ما يحدث عندما نقول أشياء عبثية أو ال معقولة‬
‫أو ال معنـى لهـا فنضحـك كمـا كنا نفعـل خالل الطفولـة بحرية تامـة من دون‬
‫ضوابط لغوية أو نحوية‪.‬‬
‫‪ )2‬التنشـيط الفعـال لمنطقة ما قبل الالشـعور وهـي أن يكون للدعابـة أو الظرف‬
‫البـارع طبيعة اإللهام الال إرادي الخاص بومضة مفاجئة من التفكير مما يجعل‬
‫النكتة ترتبط بمنطقة ما قبل الشـعور (التي تقع بين منزلتي الشعور والالشعور)‬
‫وليس في منطقة النشاطات الشعورية الخاصة باألنا‪.‬‬

‫‪1- Ruch, W. (1998)/ The sense of houmor, exploration of apersonality characteristic. Ber-‬‬
‫‪lin: moutan de gruyter, P. 18-19.‬‬
‫نق ً‬
‫ال عن شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة ‪ .‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪. 130-129‬‬ ‫ ‬
‫‪2- Kris, E, (2000) . psychoanalytic Exploration in art. Connecticut: international unive.‬‬
‫‪Press. p220‬‬
‫نق ً‬
‫ال عن المصدر نفسه ‪ :‬ص ‪. 141 140-‬‬ ‫ ‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪. 145-144‬‬

‫‪- 127 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ )3‬االتجـاه الخـاص بالضاحك نحو موضوع الضحك في وجـود حالة مميزة من‬
‫سوء التكيف متفاوتة مع ما نتوقعه من سلوك واقعي صحيح‪.‬‬
‫‪ )4‬العالقة الخاصة بين األنا واألنا األعلى لدى الضاحك فالمعلمة التي ال تستطيع‬
‫أن تسـتمتع باألمـر المضحك من كالم األطفال ونشـاطهم حيث مـا زال األنا‬
‫أألعلى (الضمير ‪ /‬التقيد ‪ /‬الضبط) يسيطر على األنا الواقعي والتفسير صحيح‬
‫كذلـك بالنسـبة إلـى المجتمعـات التي تحـرم الضحك ألن الضحك يسـتبعد‬
‫الضوابط والقيود الخاصة ومن ثم يكون الناس أكثر حرية وجرأة‪.‬‬
‫ويورد الباحث أمثلة كالضحك أثناء الصالة أو الضحك أمام مسـؤول كبير في موقف‬
‫يتطلب الجدية‪.‬‬

‫(((‬
‫نظريات التناقض في المعنى‬

‫نظريـات التناقض في المعنى تؤكد أهمية العناصر المعرفية في الفكاهة التي ترى فيها‬
‫عملية جمع أو تركيب لتصورين أو مفهومين أو موقفين يكونان في الظروف العادية متباعدين‬
‫ويجمع بينهما بطريقة مثيرة للدهشة أو غير متوقعة كما هو التناقض الموجود في شيء معين‬
‫أو موقـف وبيـن التناقض الخاص بالطريقة التي يقوم من خاللها شـخص ما بالتعبير عن هذا‬
‫الموقـف أو تمثيله سـواء فـي التناقض في األشـياء والتناقـض في عرض األشـياء فالمؤدي‬
‫الكوميدي هو شـخص يقول أشـياء مفرحة أو مسلية كالنكات مث ً‬
‫ال أما الهزلي أو المهرج فأنه‬
‫يقول األشياء ويؤديها بطريقة مضحكة ويعد أرسطو وكانط من رواد هذه النظرية‪.‬‬
‫وأبسط أنواع التناقض في األشياء التي تستثير الضحك هو ما يظهر نقص ما في شي أو‬
‫في شـخص ونقائص األشـخاص أكثر من نقائص األشـياء التي تستثير الضحك والتي يمكن‬
‫تقسيمها إلى أربع فئات رئيسية ‪-:‬‬

‫‪ -1‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة ‪ .‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪. 144‬‬

‫‪- 128 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫(*)‬
‫‪ - 1‬النقص الجسمي‬
‫هو عدم اكتمال النمو أو الضعف أو الوهن الجسـمي وهي أقدم المظاهر التي وجدها‬
‫اإلنسان مثيرة للفكاهة ونجد ذلك في سخريات الجاحظ والتوحيدي وأبن الرومي‪.‬‬
‫‪ - 2‬الضحك من الجهل والغباء ‪-:‬‬
‫كمـا هـو الضحك من سـذاجة األطفال أو من حماقة بعض األشـخاص وسـذاجتهم‬
‫وسـلوكياتهم الدالة على الغباء كما هو في بعض أبناء الريف في مصر مث ً‬
‫ال (الصعيدي الذي‬
‫أشـترى ميـدان العقبـة في القاهـرة) أو شـخصية الطالب الغبي الـذي أداها الفنـان المصري‬
‫الراحل يونس شلبي في مسرحية مدرسة المشاغبين‪.‬‬
‫‪ - 3‬النقائص األخالقية ‪-:‬‬
‫كالبخيل والكذاب والسـكير والنمام والخليع والجبان والمنافق وغيرها من النقائص‬
‫األخالقية وجميعها أنماط للشـخصية الكوميدية في المسرح والتلفزيون وقد أعتبر أفالطون‬
‫النقائص األخالقية الموضوع الوحيد المناسب للضحك‪.‬‬
‫‪ - 4‬األفعال الفاشلة (الحماقات) ‪-:‬‬
‫وهي إخفاقات يقع فيها بعض الناس ليس بسبب نقائص موجودة لديهم بل لوجود نقص‬
‫خاص بشـخص أو بشـيء آخر (أداة ناقصة ألداء فعل معين كنقص المال إلتمام الزواج مثالً) أو‬
‫بسبب ظرف طارئ عندما يحاول المرء جاهد ًا أن يقوم بفعل معين ثم يخفق بشكل مفاجئ‪.‬‬
‫وهناك أشكال أخرى من التناقض التي تبدو في األشياء وهي ‪-:‬‬
‫األشـياء التي يبدو فيها شـيء كأنه شـيء آخر وعند اكتشـاف الحقيقة يحل‬ ‫أ‪ -‬‬
‫الضحـك محـل الخـوف األول كما هو في شـكل الثعبـان المطاطي الذي‬
‫يشبه الثعبان الحقيقي‪.‬‬

‫حساسـيتنا األخالقية قد تمنعنا من الضحك من النقص الجسـمي في الحياة الواقعية لكننا نضحك من مظاهره في المسـرح‬ ‫* ‬
‫والسينما وأفالم الرسوم المتحركة والمسلسالت في التلفزيون وفي النكات أيض ًا‪ .‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪. 147‬‬

‫‪- 129 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫ب‪ -‬محاكاة األفعال والشـخصيات مصدر ًا للفكاهة كقيام المونولوجست بتقليد المشاهير‬
‫في كالمهم ومشيهم وتعبيرات وجوههم ويحدث الضحك كلما نجح في ذلك‪.‬‬
‫جــ‪ -‬ارتبـاط المصادفـات واألضـداد المتجـاورة بالتناقـض أي وضع أفـراد من‬
‫الطبقـات العليـا والدنيا مع ًا كما في شـخصيتي الفنانين دريد لحام * ونهاد‬
‫قلعي إذ تحدث مبالغة في إبراز الفروق الجسمية والسيكولوجية بينهما من‬
‫أجل الوصول إلى إبراز التناقض بينهما ومن ثم الضحك‪.‬‬
‫األخطـاء في نطـق الكلمات وهفـوات اللسـان وزالته واللعـب بالمقاطع‬ ‫د‪ -‬‬
‫اللفظية والتوريات‬
‫"ويعـد الفيلسـوف األلماني ايمانويل كانـط (‪ )1804 - 1724‬األب الحقيقي لنظرية‬
‫التناقـض والتي تنطبق على الكثيـر من أنماط الفكاهة خاصة تلك التي يكون العقل مسـتعد ًا‬
‫بشـكل شـبه كامل للقيام بشـيء أو التقدم في اتجاه معين لكنه فجأة بتحول إلى مساره ويحيد‬
‫عن طريقه ويصل إلى شيء مختلف تمام ًا عما كان يتوقعه وربما إلى الشيء"(((‪.‬‬

‫‪ -‬نظريات التفوق أو السيطرة (االستعالء واالزدراء والتحقير)‪:‬‬


‫"وتنظوي تحتها نظريات كل من أفالطون وهوبز وبرجسون وتقول هذه النظريات إن‬
‫الضحك ينشـأ نتيجة شـعور مـا بالتفوق المادي أو العقلي يشـعر به الضاحـك آزاء اآلخرين‬
‫األقل منه أو إزاء نفسه في حالة ماضية أكثر نقص ًا مقارنة بما هو عليه اآلن"(((‪.‬‬
‫وهـذا المنحنى تلخصه جملة توماس هوبز(*) القائلة "إن انفعال الضحك ليس إال نوع ًا من‬
‫البهجة المفاجئة التي تنشأ عن ظهور إدراك مفاجئ بوجود نوع ما من أنواع التفوق أو السيطرة في أنفسنا‬
‫ويبرز ذلك عندما نقارن أنفسنا بنقص اآلخرين أو بنقصنا نحن الخاص في الماضي(((‪.‬‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة ‪ .‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 91‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 119‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫توماس هوبز ‪ :‬فيلسوف أنكليزي (‪. )1679-1588‬‬ ‫* ‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة ‪ .‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪. 151‬‬ ‫‪ -3‬‬

‫‪- 130 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫وقد وصف بعض الباحثين استخدام سكان االسكيمو للفكاهة الساخرة نوع ًا من العقاب‬
‫ضد اللصوص عن طريق القيام بالضحك بشـدة منهم في كل مرة يذكر فيها أسـم أحدهم وهذا‬
‫مثـال علـى ارتبـاط العقاب بالسـخرية بهدف تحقيق الضبـط االجتماعي وهكذا فـي ضوء هذه‬
‫النظريـة تكون الفكاهة لغة خاصة يقتص بواسـطتها المنتصر مـن المهزوم لكن ماذا عن ضحك‬
‫المهزوم نفسه من المنتصر ؟ أال تسخر الشعوب المنهزمة من حكامها أو غزاتها؟(((‪.‬‬
‫والسـخرية بديل مقبول للعقاب‪ ،‬فاالنحراف عن قوانين الحياة ومعارضتها والخروج‬
‫عليها وتهديد الحياة بالتوقف أو التخلف يسـتوجب المقاومة والرد السـريع وقد ال يكون في‬
‫القانون ما يوجب عقاب ًا "ماديا" على هذه االنحرافات أو األخطاء المقصودة أو غير المقصودة‬
‫في جانب الحياة ألن بعضها قد ال يكون خطأ مادي ًا يمكن أن نرد عليه بعقاب مادي من جنسه‬
‫إال باسـتخدام هذا األسـلوب النقدي البليغ وهو السـخرية(((‪ .‬وترتبط كذلك بالقول بوجود‬
‫إرتباط بين حس الفكاهة وبين السمات العامة المرتبطة بالعدوان والسيطرة(((‪.‬‬
‫كما هو في النكات بين البيض والسود والعرب واليهود في فلسطين المحتلة‬
‫ • رأى يهـودي ابنته خارجة برفقة شـاب وهو يقبلها في الشـارع‪ ،‬فأندفـع إليهما وقال‬
‫للشاب بغضب‪ -:‬شوها لعيب‪ ،‬ما عندك أخالق‪ ،‬ما عندك شرف‪ ،‬ما عندك بيت!!(((‪.‬‬
‫لـذا يرى الفيلسـوف الهندي "اماريتا صـن"(*) في كتابـه الهوية والعنـف "أن القواعد‬
‫التـي يقـوم عليها الحـط من قـدر اآلخرين ال تتضمـن فقط المزاعـم المغلوطة ولكـن أيض ًا‬
‫الوهـم بـأن هويـة مفـردة يجـب أن يربطهـا اآلخـرون بالشـخص لكـي يحطـوا مـن قـدره‬
‫وعلاوة علـى ذلـك حتى لـو حدث فـي مناسـبات معينـة أن وجد النـاس صعوبة فـي أقناع‬
‫اآلخريـن باالعتـراف بوثاقـة صلـة الهويـات بـدالً ممـا يتـم ترتيبـه بغـرض التشـويه (مـع‬
‫‪ - 1‬جلين ويلسون‪ ،‬سيكولوجية فنون األداء‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪. 242‬‬
‫‪ -2‬حامد عبده الهوال‪ ،‬السخرية في أدب المازني م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪33‬ص ‪. 34‬‬
‫‪3- Ruch.op.cit.p30‬‬
‫حسين علي لوباني‪ ،‬الملف السري للنكته العربية‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ذ‪ ،‬ص ‪145‬‬
‫‪ -4‬‬
‫* فيلسوف واقتصادي هندي االصل ولد عام ‪ 1923‬في دكا عاصمة بنغالدش حاليا‪.‬‬

‫‪- 131 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫التشـويهات الوصفيـة للهوية المنسـوب إليها) فليس هذا سـبب ًا كافي ًا لتجاهـل تلك الهويات‬
‫األخرى عندما تختلف الظروف"(((‪.‬‬
‫" وأشـارت تقارير حديثة إلى أن العنف الجماهيري والمجازر والمذابح التي تحدث‬
‫فـي العالـم‪ ،‬أحيانـ ًا يصاحبهـا الضحك فخالل عـام ‪ 1999‬ذكـر كثير مـن المراقبين حدوث‬
‫الضحك (غير السـوي) في اندونيسيا وكوسوفو فأن القتلة كانوا يقومون بالضحك والصراخ‬
‫في ابتهاج حينما كانوا يقومون بالقتل"(((‪.‬‬

‫نظرية العاملين ‪-:‬‬

‫يذكـر جين ويلسـون(*) في كتابه "سـيكولوجية فنون األداء" المثـال التالي ‪" -:‬خالل‬
‫عـودة أحـد الطيارين الحربيين إلى قاعدتـه بعد مهمة ناجحة‪ ،‬ارتطمـت طائرته ببروز أرضي‬
‫طفيف وقد وجد هذا الطيار الذي أنقذف في الهواء خارج الطائرة فيما يعد جالس ًا مستند ًا إلى‬
‫حائط وهو يضحك" ويبدو أن هذا الضحك ‪ -‬كما يقول ويلسـون‪ -‬نتيجة لإلدراك المفاجئ‬
‫باألمان وأن الضحك قد نشـأ باعتباره إشارة سابقة على اللغة وذلك كي يمنح البشر أحساس ًا‬
‫أو معرفة بأن الخطر قد زال"(((‪.‬‬
‫"إن معظـم المواقـف المثيرة للضحك مواقف اجتماعية‪ ،‬وهي تشـتمل على عالقات‬
‫مع اآلخرين أو تتطلب حضورهم وحتى الدغدغة ينبغي أن يقوم بها شخص آخر‪ ،‬وكلما كان‬
‫الشخص معروف ًا لنا كانت هناك ضحكات أكثر وكلما قلت معرفتنا به قلت الضحكات وهذا‬
‫يحدث للصغار والكبار على حد سواء"(((‪.‬‬

‫آماريتـا صـن‪ ،‬الهويـة والعنف‪ ،‬وهم المصيـر الحتمي‪ ،‬ترجمة سـحر توفيـق‪ ،‬الكويت المجلس الوطنـي للثقافة‬ ‫‪ -1‬‬
‫والفنون‪ ،2008 ،‬ص ‪. 24-23‬‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪440‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫جلين ولسون‪ ،‬أستاذ علم النفس في جامعة نيقادا في الواليات المتحدة األمريكية‪.‬‬ ‫* ‬
‫جلين ولسون‪ ،‬سايكولوجية فنون األداء‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 155‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫جلين ولسون‪ ،‬سايكولوجية فنون األداء‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 244‬‬ ‫‪ -4‬‬

‫‪- 132 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫كمـا نسـتمتع بفكاهـات المهرجيـن وممثلـي الكوميديا التي تنمـو في بيئة غيـر مثيرة‬
‫للخوف أو التهديد وقد تشـعر ببعض األسـى ألننا ضحكنا من الممثل الذي يجري صفعه أو‬
‫االستهزاء به أو الضحك منه ولكنه أسى سرعان ما يتبدد ثم نعاود الضحك"(((‪.‬‬
‫وال بـد مـن اإلشـارة إلـى أن الجاحـظ قد سـبق كل هـؤالء الفالسـفة والمنظرين في‬
‫تنـاول الفئـات السـلوكية فـي أدبـه بأسـلوب سـاخر وأهـم تلـك المواضيـع التـي تناولهـا‬
‫((((*)‬
‫الجاحظ هي‪:‬‬
‫‪ - 1‬العيوب الجسمية والمظهرية‬
‫إن العيـوب الجسـمية والمظهرية من الموضوعـات التي تناولها الجاحظ بالسـخرية‬
‫وتبـدو تلك العيـوب في الوجه ككبر األنف أو الفم أو صغر العينين أو بروز األسـنان وقد ال‬
‫تتناسـق هـذه األعضاء مع بعضها وهنـاك من الوجوه ما يبدو باكي ًا ومنهـا ما يبدو ضاحك ًا‪ ،‬أو‬
‫عيوب اخرى في باقي أعضاء الجسم‪.‬‬
‫وروي عـن الجاحظ وهو يسـخر من قصره وطول أمـرأة وكان يأكل فأراد أن يمازحها‬
‫فقال لها‪ :‬أنزلي كلي معنا فردت عليه المرأة قائلة ‪:‬‬
‫أصعد أنت حتى ترى الدنيا‬
‫‪ - 2‬غرابة الطباع واألخالق‬
‫سـخر الجاحـظ من الطباع الشـاذة واألخلاق المسـتهجنة والعـادات الرذيلة لبعض‬
‫النـاس مثل البخل والنفاق والجحود ونكران الجميل والفضول والتطفل والبالدة واإلهمال‬
‫والكذب والمبالغة واالدعاء والخوف والجبن‪.‬‬
‫‪ -1‬نق ً‬
‫ال عن المصدر نفسه ص ‪. 155‬‬
‫ ‬ ‫‪Ainsworth-Land, G.(1986)Grow orDie, The unifing principle of trans‬‬
‫‪ - 2‬ينظر‪ :‬السيدعبد الحليم محمد حسين‪ ،‬السخرية في ادب الجاحظ‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ذ‪ ،‬ص ‪.183-144‬‬
‫* هـو عمـرو بـن بحر بن محبوب الكنانـي ولقبه الجاحظ وكنيته أبـو عثمان ولد بالبصرة خالل العقد السـادس من‬
‫ ‬
‫القرن الثاني الهجري ومات خالل العقد السادس الهجري ينظر ‪:‬المصدر نفسه ‪.‬‬

‫‪- 133 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ - 3‬القصور العقلي‬
‫وسـخر الجاحـظ أيضـ ًا من القصـور العقلـي وما ينضـوي تحته من الحمـق والجهل‬
‫والغفلـة والخرافـة والخلط والتناقض ومن ضعـاف العقول الذين يظهـرون بمظاهر العلماء‬
‫والحكماء‪ .‬قال الجاحظ دعا بعض السالطين مجنونين ليحركهما فيضحك مما يجيء منهما‬
‫فلما أسـمعاه‪ ،‬وسمعهما‪ ،‬غضب منهما ودعا بالسـيف‪ ،‬فقال أحدهما لصاحبه‪ :‬كنا مجنونين‬
‫فصرنا ثالثة‪.‬‬
‫‪ - 4‬التحايل والخداع‬
‫وسـخر الجاحظ مـن لجوء بعض الناس إلـى الحيلة لتحقيق ما يهدفـون إليه وعرض‬
‫صورهم وكشف أقنعتهم في أسلوب مرح ساخر‪.‬‬
‫‪ - 5‬التالعب باأللفاظ‬
‫السخرية عن طريق التالعب باأللفاظ بإبدال الحروف أو أبدال الكلمات عن مواضعها‬
‫فقـد ذكر الجاحظ أنه أتى منزل صديق له فقال للجارية قولي لسـيدك الجاحظ بالباب فقالت‬
‫له‪ :‬الجاحد بالباب‬
‫‪ - 6‬الهزل على طريقة أسلوب الحكيم‬
‫تختلف السـخريات باختالف األساليب يسأل إنسان غيره سؤاالً وتكون اإلجابة بغير‬
‫المطلوب فتحدث المفارقة ويكون التهكم والسخرية ‪:‬قال رجل قد كنت عند األمير فقال له‬
‫صاحبه فأي شيء والك فأجابه ‪ -:‬وألني قفاه((("‬

‫‪ -1‬السيد عبد الحليم محمد حسين‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪. 63‬‬

‫‪- 134 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫المبحث الثاني‬
‫خصائص السخرية‪ ..‬بواعثها وأساليبها‬

‫أو ًال‪ :‬خصائص السخرية‬


‫لقـد كانـت السـخرية وما زالت مـن المظاهـر التي تلفـت نظـر الباحثيـن والنقاد في‬
‫األساليب األدبية لبعض الكتاب عن طريق استخدامهم األسلوب الساخر أو العبارة الساخرة‬
‫والتي ال يكون هدفها على اإلطالق مجرد التسـلية بقصد شـغل الفراغ والوقت الضائع وهذا‬
‫النوع ال يثير إهتمام القراء والباحثين واليحظى بأي إهتمام وتقدير ‬
‫(((‬

‫فالسـخرية (ترقى بالفكاهة إلى المستوى األكثر ذكاء ولباقة فتجعل لها معنى وتعطيها‬
‫قـدرة خاصـة في أن يكون لها هدف وأن تخدم هذا الهدف وأن تحتال لتحقيقه وأن تكون لها‬
‫أمكانيـة التأثيـر وهي لذلك تتخذ مادتها من العيوب والنقائص التي ال تطيق لها وجود ًا وتدق‬
‫عليها دق ًا خفيف ًا أو ثقي ً‬
‫ال حتى تنبه إليها أو تنبه فيها عوامل المقاومة وتثير الرغبة في االنتصار‬
‫عليهـا) (((‪ .‬لذلـك يمكن تصور السـخرية وهـي تعني الضحك واالسـتهزاء واالسـتخفاف‬
‫بالشـيء والعبـث الهـادف به عـن طريق توجيـه اهتمام خـاص إلى عيـب ما تقوم السـخرية‬
‫بتجسـيمه والمبالغة فيه سـاعية إلى ابرازه ونشـره عبر مظاهر فكاهية وبوسائل اتصالية عديدة‬
‫‪،‬اليبـدو عليهـا االنفعـال في الظاهـر وال تبعث عـن عاطفة مـن قائلها ألنها تخاطـب العقل‬
‫وتسـعى أن يكون الجو حولها مشـبع ًا باالدراك والوعي وتثير الضحك السـريع لتسلط ضوء ًا‬

‫‪ - 1‬حامد عبده الهوال‪ ،‬السخرية في أدب المازني‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪. 16-15‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪- 135 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫أكثر سرعة ال يتناسب مع الحياة وال يليق بالفرد والجماعة وتخدم فكرة عميقة لكنها تريد لها‬
‫أن تكون عابرة حتى يمضي كل شيء بخفه ونشاط(((‪.‬‬
‫فالضحك الذي تحدثه السـخرية درجة من درجات الوعي(*) وهو سـلوك منظم ينبثق‬
‫عـن مواقف سـلوكية ‪،‬أو يؤدي إلى مواقف سـلوكية فثمة أمر نتعامل ونتفاعـل معه أيجاب ًا أو‬
‫سـلب ًا ثم نضحك والتفاعل وعي والضحك يكـون نتيجة فهم وعالمة على ذلك التفاعل وقد‬
‫تتصاعد درجة الفهم حتى تبلغ االستغراق في موضوع ما‪ ،‬والذي يعني فهمه خفايا الموضوع‬
‫ال واضح ًا‬
‫وأسـراره ودقائقه وقد يصل بنا هذا االسـتغراق إلى الضحك أحيان ًا فيكون هذا دلي ً‬
‫على شدة تفاعل اإلنسان مع الموقف(((‪.‬‬
‫الرسام الفلسطيني الراحل ناجي العلي يوضح هذه الفكرة عن طريق رسمه الْمرأتين‪،‬‬
‫ورجل ملقى على األرض ميت ًا تقول إحدى المرأتين لألخرى " أبد ًا والله يا زينب‪ ،‬ال أصابته‬
‫قذيفـة وال قنبلـة‪ ،‬كل ما هنالك ناولته الجريدة يقرأها وفقع(**) من الضحك" وتعني أن معرفة‬
‫الرجل الحقيقية الواقعية تتنافى مع الخبر الذي قرأه في الجريدة ‪،‬رفضه للخبر بشـدة تتناسب‬
‫مع عمق معرفته األكيدة بالواقع‪ ،‬تأزم الرفض لديه وأشـتد توتره وهو ليس بمقدوره أن يفعل‬
‫شيئ ًا سوى الرد بأن يستعمل الهجوم السالب وهو الضحك‪ ،‬فرصد أكبر قدر منه ليتناسب مع‬
‫عظم كذب الخبر ثم امتألت نفسه بالهجوم السالب على الخبر وعلى نفسه باعتباره أعجز من‬
‫أن يفعل شيئ ًا (ففقع) من الضحك ومات‪.‬‬
‫هـذه هي السـخرية التـي تهـزأ بالواقع الـذي يسـتخف بالنـاس ويجعلهـم أداة طيعة‬
‫(((‬
‫للتصديق في يد من يملكون األمر والنهي‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪17-16‬‬


‫‪ -1‬‬
‫شـفتي طفل رضيع التنم عن وعي وانما هي إسـتجابة آلية غير واعية لمثير فسـيولوجي‬
‫ٌ‬ ‫* البسـمات التي نراها على‬
‫خالص‪ .‬ينظر‪ :‬سمير شريف إستيتية‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ذ‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه‪ ،.‬ص‪46‬ص‪.47‬‬
‫** فقع من الضحك‪ :‬مات من الضحك‪.‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪ ،.‬ص‪47‬ص‪.48‬‬

‫‪- 136 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫وللطرفـة المضحكـة والنكتـة الطريفة موطـن حبكة فـإذا وقف المتلقـي على موطن‬
‫الحبكة اسـتطاع أن يتفاعل معها ويضحك وإذا لم يقف على موطن الحبكة لم تباشـر الطرفة‬
‫أو النكتـة موطـن االدراك الواعي في الدمـاغ وعندها لن تلقى منه ردة الفعـل المألوفة‪ ،‬على‬
‫ذلـك أن روايـة الخبر المضحك أو النكتة تحتاج إلى وعي خـاص فطريقة الرواية تحتاج إلى‬
‫درايـة تحملنـا على الضحك وهـي ترجمة لهذا الوعي الذي يكون عند من يحسـنه فنضحك‬
‫لرواية شـخص لنكتة معينة وال نضحك للنكتة نفسـها برواية شـخص آخر(((‪ ،‬وهذا سيقودنا‬
‫للحديـث بشـكل مختصـر إلـى مفهـوم الوعـي ‪ consciousness‬ومفهـوم عـدم الوعـي‬
‫‪.Un consciousness‬‬

‫(((‬
‫مفهوم الوعي ‪Consciousness‬‬

‫عرفـت العديـد مـن الكتـب المنهجية الوعـي بأنـه الدراية الحاليـة للفـرد بالمنبهات‬
‫الخارجيـة والداخليـة أي باألحداث التي تحصل في البيئة المحيطة واألحاسـيس الجسـدية‬
‫والذكريات واألفكار المتداولة بقصد مراقبة البيئة الداخلية والخارجية والرغبة في السـيطرة‬
‫خط سـلوكي قد يختلف عن اآلخرين استجابة لظروف بيئية‬ ‫على أنفسـنا وعلى بيئتنا بانتهاج ٍ‬
‫وأهداف شـخصية(*) ويقع على أحد طرفي هذا المفهوم " الوعي اليقظ " ‪ awareness‬وعلى‬
‫الطـرف اآلخـر منه حاالت الوعي المتغيـرة ‪ altered states of consciousness‬وبين هذين‬
‫الحدين هناك محطات في غاية األهمية مثل ما قبل الوعي‪ ،‬وعدم الوعي‪.‬‬
‫وهناك ثالثة أنماط من الوعي هي ‪:‬‬

‫‪ - 1‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 49‬‬


‫‪ -2‬الحـارث عبـد الحميد حسـن‪ ،‬اللغة السـيكولوجية فـي العمارة‪ ،‬المدخل فـي علم النفس المعمـاري‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪،‬‬
‫ص‪.260-247‬‬
‫* يـرى الباحـث بأنها من المهام الرئيسـية التي تؤديها السـخرية فـي مراقبة البيئـة الداخلية والخارجيـة والرغبة في‬
‫خط سـلوكي قد يختلف عن اآلخرين اسـتجابة لظروف بيئية وأهداف‬ ‫السـيطرة على أنفسـنا وعلى بيئتنا بانتهاج ٍ‬
‫شخصية‪.‬‬

‫‪- 137 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫أ‪ -‬الوعي الموجه ‪Directed consciousness‬‬


‫وهو جهد فكري يسـتوعب يقظتنـا مثل االنفعاالت العاطفية الحادة أو االحساسـات‬
‫المكثفة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الوعي المشتت ‪Flowing Consciousness‬‬

‫وهو جهد فكري يتضمن وعي ًا أقل توجه ًا نحو هدف محدد ففيه تنتقل يقظتنا من فكرة‬
‫إلى أخرى ومن انفعال عاطفي إلى ألم في الجسم ومن ثم العودة ألسترجاع ذكريات الماضي‬
‫ويطلق على هذا النوع بالوعي المشـتت ألنه يتوزع على أكثر من من محطة في حياتنا اليومية‬
‫اليقظة ليحقق أكثر من هدف‪.‬‬
‫جـ‪ -‬أحالم اليقظة ‪Daydreaming‬‬

‫وهي امتزاج العديد من مظاهر الوعي الموجه والوعي المشتت لتكون حالة في الوعي‬
‫اليقظ والتي تتضمن فترة من التفكير واإلحسـاس التي ال ترتبط بأي شـيء منطقي أو محتمل‬
‫الحدوث‪.‬‬
‫د‪ -‬الوعي المنشطر ‪Divided consciousness‬‬

‫وهـي ظاهرة انشـطار الوعي عند إنجاز نشـاطين مختلفين فـي آن واحد إذ يتطلب كل‬
‫نشاط وعي ًا يقظ ًا ومنتبه ًا مثال على ذلك قيادة السيارة والتفكير في بحث أو دراسة فأن الوعي‬
‫هنا منشطر ًا بين التفكير وقيادة السيارة‪.‬‬

‫مفهوم ما قبل الوعي ‪preconsciousness -:‬‬

‫وهـي عملية اسـتحضار األفـكار والذكريات التـي ال تكون جزء ًا مـن الوعي في تلك‬
‫اللحظـة عنـد الحاجة إليهـا لتصبح جزء ًا مـن الوعي ويطلق علـى الذكريات التـي تكون في‬
‫متنـاول الوعي (بذكريـات ما قبل الوعي) إذ إنها تتضمن ذكريات محددة ألحداث شـخصية‬
‫فض ً‬
‫ال على المعلومات المتراكمة والمهارات التي جرى تعلمها طول حياة اإلنسان‪.‬‬

‫‪- 138 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫مفهوم عدم الوعي ‪Unconsciousness‬‬

‫وفقـ ًا لعمليات التحليل النفسـي لفرويـد واتباعه ال تكون بعـض الذكريات والدوافع‬
‫والرغبات مقبولة لدى الوعي‪ .‬وتعزو نظرية التحليل النفسـي هذا إلى عدم الوعي‪ ،‬إذا اعتقد‬
‫فرويد أن بعض الذكريات واألماني المؤلمة شعوري ًا تكون مكبوتة أي ت ّ‬
‫ّحول إلى عدم الوعي‬
‫حيث يمكن أن تستمر في التأثير في أفعالنا حتى لو لم نكن على دراية بها ويمكن أن تؤثر فينا‬
‫بطـرق غير مباشـرة ومتخفية عبـر األحالم والسـلوكيات غيـر العادية والحـركات المالزمة‬
‫وزالت اللسان(*)‪.‬‬

‫الحاالت المتغيرة للوعي ‪Altered states of Consciousness‬‬

‫هنـاك خبـرات أخرى للوعـي‪ ،‬أقل حدوثـ ًا وأكثر غرابـة تلك هي الحـاالت المتغيرة‬
‫للوعي وهناك أنواع متعددة لهذه الحاالت وهي تختلف من حالة إلى أخرى مثل ‪-:‬‬
‫‪ -‬التأمل ‪.Meditation‬‬
‫‪ -‬اثناء تناول بعض العقاقير واألدوية‪.‬‬
‫‪ -‬اثناء االستمتاع الجنسي‪.‬‬
‫‪ -‬لحظات التحول الديني والوجد الصوفي‪.‬‬
‫‪ -‬األحالم في النوم‪.‬‬
‫لكن ما يجمع كل هذه الحاالت المتغيرة للوعي هي عدد من الخصائص وهي ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬تشوهات في االدراك ‪Distortionns of pereption‬‬

‫وتحدث غالب ًا ما يرى ويسمع أو يحس فض ً‬


‫ال على النظرة المختلفة للزمن‪ ،‬وللجسد‪،‬‬
‫إذ يبقى الجسد خارج الذات ومن ثم يمكن مشاهدته ومراقبته‪.‬‬
‫* كثيـر ًا ماتثير زالت اللسـان الضحك والسـخرية من قبـل المتلقين وخاصة الصادرة من الشـخصيات المشـهورة‬
‫لتكون مادة للسخرية والتندر في وسائل االعالم والحياة العامة ‪.‬‬

‫‪- 139 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫ب‪-‬انفعاالت ايجابية شديدة ‪Intense positive Emotions‬‬

‫يصـف معظـم الناس الذين يمـرون بخبرات الوعي المتغيرة أنفسـهم بأنهم يشـعرون‬
‫بفرح غامر‪ ،‬وجد عاطفي‪ ،‬حب ال حدود له‪ ،‬واسترخاء كامل‬
‫ج‪ -‬الشعور بالتوحد ‪Sense of unity‬‬

‫يشـعر معظم األفراد الذي يمرون بهذه الخبرة بأنهـم متوحدون مع الطبيعة مندمجون‬
‫مـع الكـون أو أنهم أصبحوا والقوة الروحية للعالم شـيئ ًا واحد ًا ويعبر الصوفية عن هذا النوع‬
‫من الخبرة بالغناء في ذات الله‪.‬‬
‫د‪ -‬عدم المنطقية ‪IIIogical‬‬

‫إن معظم الخبرات واالرهاصات للحاالت المتغيرة للوعي ال تتفق مع معايير المنطق المتداولة‬
‫يومي ًا لدى الفرد العادي على سبيل المثال يقول الفرد " أنا موجود وحدي‪ ،‬لكني والكون واحد "‪.‬‬
‫هـ‪ -‬الذي ال يمكن وصفه ‪Indescribable‬‬

‫األشـخاص الـذي يمرون بخبـرات الوعـي المتغيرة عادة ما يشـعرون بـأن الكلمات‬
‫قاصـرة عن التعبير على نحو كاف عن طبيعة خبراتهم‪ ،‬وأن لغات العالم تفتقر إلى المفردات‬
‫التـي توضـح الكثير مـن جوهر مضمـون هذه الخبـرات لكـن األصعب هـو أن توضح هذه‬
‫الخبرات غير المنطقية أو تشرحها عن طريق اللغة‪.‬‬
‫و‪ -‬الفائقية (المتعالي) ‪Transcendent‬‬

‫تتميـز حـاالت الوعي المتغيرة كونهـا متعالية وتقع خـارج نطاق المألوف أو مـا وراءه‪ ،‬خاصة‬
‫عندما يمر الفرد بخبرة ذات منظور جديد يقع ما وراء المفاهيم العادية لمحددات الزمان والمكان‪.‬‬
‫ز‪ -‬الواقع البديهي ‪Self - Evident Reality‬‬

‫مـن وجه نظر اولئـك الذين يمرون بخبـرة " الواقع البديهي " للحـاالت المتغيرة فأن‬
‫واقعنـا اليـوم غالب ًا ما ينظر إليه علـى أنه زائف من قبلهم ‪،‬وفي المحصلـة ما الصحيح ؟ ومن‬

‫‪- 140 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫الصحيـح ؟ يبـدو أن ذلك يعتمد علـى المنظور الذي نعتقد أنه صحيـح‪ ،‬وللتوضيح الموجز‬
‫نذكر هنا تقسيم ًا للحاالت المتغيرة للوعي وهي ‪-:‬‬
‫‪ -‬حاالت طبيعية ‪ -:‬وهي حاالت تحدث يومي ًا لكل الناس مثل النوم واألحالم‪.‬‬
‫‪ -‬حاالت قصدية نفسـية ‪ -:‬وهي حاالت تحدث عند من تتوفر لديهم الخبرة أو‬
‫التدريـب في ممارسـة هذه الحـاالت مثل التأمـل‪ ،‬التنويم اإليحائي‪ ،‬انشـطار‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬حاالت قصدية دوائية ‪ -:‬وهي حاالت تحدث عندما يتناول بعض األشخاص‬
‫مواد كيمياوية مخدرة أو عقاقير نفسية تستخدم لعالج حاالت مرضية نفسية‪.‬‬
‫الضحـك إذن وعـي ثقافـي فمث ً‬
‫ال أن بعض الشـعوب التي تعاني ظلـم الظالمين كانوا‬
‫يعاقبـون اولئـك الظالمين بما يسـتطيعون من النكتة التي تناسـب بيئتهم ومسـتواهم العقلي‬
‫والثقافـي فالسـخرية إذن من مكونات الميـزان الثقافي الذي تسـتطيع أن تفهم به درجة وعي‬
‫األمة ومستوى ثقافتها(((‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬بواعث السخرية‬


‫إن مـا يدور في الحياة أحيان ًا من مفارقات هي كثيرة ومتنوعة نراها كل يوم تبعث على‬
‫السـخرية ونحس نحوها بمشـاعر خاصـة وكثير ًا ما نقابلها بتصرفـات أو حركات أو عبارات‬
‫ساخرة ترمز لها ومثال على هذه المفارقات هي ‪-:‬‬
‫‪ -‬كثير ًا ما نعلق اآلمال على إحدى الشـخصيات نرى فيها أه ً‬
‫ال لتحمل مسؤولية معينة‬
‫ثم بعد ذلك نفاجئ بأن هذه الشـخصية أبعد ما تكون عن المسـؤولية فتصبح هذه الشـخصية‬
‫مثار ًا للسـخرية بكل أساليبها وأنواعها على المستوى الضيق الخاص أو الجماهيري بحسب‬
‫ظروف الموقف وبيئته وحجم البيئة ومستواها‪.‬‬

‫‪ -1‬سمير شريف استيتية‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ص ‪. 41 40-‬‬

‫‪- 141 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ -‬عدم التزام بعض الفئات التي تفرض مهنتها أسـلوب ًا معين ًا من السلوك وتتطلب عاد ًة‬
‫ِ‬
‫أفراده أو أحدهم بما يوحيه االنتماء إلى فئته‬ ‫أو أخالق ًا ذات صفات خاصة‪ ،‬ثم ال يلتزم بعض‬
‫كرجل الدين الذي ال تدل أقواله أو أفعاله على األنصاف واالتزان‪.‬‬
‫‪ -‬موقف المجتمع من العجوز المتصابية مث ً‬
‫ال التي تسرف في التبرج فتخرج بذلك عن‬
‫العرف العام لمثيالتها من الطاعنات في السن‪.‬‬
‫‪ -‬قـد تثيـر تناقضات الحيـاة بعض المـرارة فتكون السـخرية مرة أيض ًا دون أن تفسـد‬
‫((((*)‬
‫المرارة جوها المألوف‬
‫مثـال علـى ذلك (عربي في أمريكا يحمـل صورة رئيس بلده‪ . ..‬وعندما سـألوه لماذا‬
‫يفعل هذا‪ ..‬قال‪ :‬حتى ال أحن للوطن)(((‪.‬‬
‫فأكثر موضوعات الحياة يمكن أن تكون موضوع ًا للضحك والسخرية ونشير هنا إلى‬
‫(((‬
‫بعض محاورها وهي‪-:‬‬
‫‪ - 1‬المستور‬
‫وهـو كل أمر يتحاشـى المجتمـع الحديث والتـداول فيه علن ًا بل يكـون تداوله ضمن‬
‫لقاءات خاصة أو يسـتخدم فيه اإليحاء أو التعبير غير المباشـر فـي إيصاله إلى اآلخرين ومن‬
‫المسـتور في مجتمعنا النكات السياسية التي تمس مسـؤوالً كبير ًا في الدولة أو قضية العالقة‬
‫بيـن الرجـل والمرأة وما يتصل بذلك من خصوصيات كما هو في طرح النكات الجنسـية من‬
‫قبل الرجال أمام النساء أو العكس‪.‬‬

‫حامد عبده الهوال‪ ،‬السخرية في أدب المازني‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 29 23-‬‬ ‫‪ -1‬‬
‫وكما في مسـرحيات الشـاعر السـوري محمد الماعوظ «ضيعة تشرين» «كاسـك يا وطن» «غربة» التي مثلها‬ ‫* ‬
‫الفنان السوري دريد لحام ‪ -‬من متابعات الباحث‪. -‬‬
‫حسين علي لوباني‪ ،‬الملف السري للنكتة العربية‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 207‬‬ ‫‪- 2‬‬
‫سمير شريف أستيتية‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 63 - 56‬‬ ‫‪ -3‬‬

‫‪- 142 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫‪ - 2‬المشكالت السياسية‬
‫التعبير عن معاناة الناس وآالمهم وتمثيل الواقع والعمل على مقاومته ومعالجته عن طريق‬
‫السـخرية وذلك ماثل من النكتة السياسـية والبرامج السـاخرة والمسـرحيات الهازلة والمقاالت‬
‫السـاخرة وما شـابه ذلك والتي ال تعبر فقط عن مشاعر الناس وإنما ما يجيش في صدورهم حيال‬
‫مواقف سياسية معينة والتي يعدها السياسيون ضغط ًا سياسي ًا عليهم وعلى ذلك فالنكتة والمسرحية‬
‫السياسـية مث ً‬
‫لا ليـس هدفهـا اإلضحاك فقـط ولكن إلـى جانب ذلك كلـه هي جزء مـن الموقف‬
‫السياسي والرؤية السياسية للناس وأنها تؤثر على القرار السياسي في أحيان كثيرة ألنها تجعل من‬
‫الضحك وسيلة إلى النقد السياسي الالذع المبني على رؤية عميقة للحدث السياسي‪.‬‬
‫‪ - 3‬المشكالت االجتماعية‬
‫تعد المشـكالت االجتماعية من أهم مصادر النقد االجتماعي الذي يخرج على ألسنة‬
‫الناس واألقالم السـاخرة في طرائف معبرة وهادفة التي تنتقد البطالة والعالقات االجتماعية‬
‫والمشـكالت األخالقية حيث يكون للسـخرية أثر كبير في تصوير هذه المشـكالت والتعبير‬
‫عنها بشكل صادق في كثير من األحيان‪.‬‬

‫ثالث ًا‪ :‬أساليب السخرية‬


‫السـخرية مـن المفاهيم التي تطرقنـا إليها في إبـراز الحقائق واألفكار السـلبية في صورة‬
‫تغري بمقاومتها والرد عليها وإيقاف مفعولها بطرق سلمية فهي تهيئ النفوس للثورة على الظلم‬
‫واالنحراف وتفتح العيون على النقائص التي يحاول أصحابها أن يبعدوها عن مواطن الضوء‪.‬‬
‫فهي فن المواجهة اإلنسانية لألحداث والظواهر ومواجهة طبيعية تلقائية وتعتمد على‬
‫حسـن التوصيل ودقة الوعي والقدرة على التجاوب السـريع في النفاذ إلى العقول والتأثر بها‬
‫مما يتيح لها االنتشار واالتصال بالرأي العام وتصبح من المكونات األساسية للوعي القومي‬
‫ولها دور في تجديد النشاط النفسي والترويج الجماعي(((‪.‬‬
‫حامد عبده الهوال‪ ،‬السخرية في أدب المازني م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪36 35-‬‬ ‫‪ -1‬‬

‫‪- 143 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫فللسخرية أسـاليبها الخاصة التي تستخدمها في صياغتها وفي التأثير الذي تسعى إلى‬
‫(((‬
‫نقله للغير ومن هذه األساليب هي‪:‬‬
‫‪ - 1‬الرد بالمثل ‪-:‬‬
‫وهو أسـلوب قائم على التبادل وكثير ًا ما يسـتخدم للفكاهة والضحك لمجرد التسلية‬
‫والرد عادة يكون أكثر سخرية وادعى إلى الضحك وهو يتطلب حيوية الذكاء وسرعة الخاطر‬
‫(((‬
‫وقد يأتي بديهي ُا ومثال على ذلك ‪-:‬‬
‫داعب الشاعر المصري حافظ إبراهيم الشاعر احمد شوقي بهذا البيت‬
‫فمــا بــال شــوقي أصبــح اليــوم بــارد ًا‬ ‫يقولــون أن الشــوق نــار ولوعــة‬

‫فرد عليه شوقي أبيات قارصة قال في نهايتها ‪-:‬‬


‫فضيعهــا اإلنســان والكلــب حافــظ‬ ‫واودعــت أنســان ًا وكلبــ ًا وديعــة‬
‫(فالمهاجـاة بيـن الشـعر وتبادل القصائد حـول الحياة الخاصة أو العامـة نوع من الرد‬
‫بالمثـل ومـا نجده من مطارحات ومناظرات في الصحف وفـي كتب األدب كالرد على النقد‬
‫والتعليق على التعليق) (((‪.‬‬
‫(((‬
‫‪ - 2‬اللعب باأللفاظ ‪-:‬‬
‫يعتمـد هذا أالسـلوب على االشـتراك المعنوي في اللفظ الواحـد أو على الجناس أو‬
‫الطبـاق وهـو ظاهرة يتمثل نوعـ ًا من المهـارات في اسـتخدام اللغة(*) (سـأل األب أبنه‪ :‬هل‬
‫أعطوكم الضرب في الحساب ؟ فأجاب االبن وفي اإلمالء والقواعد أيض ًا) (((‪.‬‬
‫المصدر نفسه ‪ :‬ص ‪40‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫حسين علي لوباني الدانوبي‪ ،‬الملف السري للنكتة العربية‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 157‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫حسين علي لوباني الدانوبي‪ ،‬الملف السري للنكتة العربية‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪40‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫المصدر نفسه ‪ :‬ص ‪. 41‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫ومثال ذلك ما يتداوله الشـباب في أيامنا هذه من عبارات فيها تالعب باأللفاظ مثل «شـاب على روحه» ويقصد‬ ‫* ‬
‫بها «بال على روحه»‪ -‬من مالحظات الباحث الميدانية ‪.‬‬
‫‪ -5‬حسين علي لوباني الدانوبي‪ ،‬الملف السري للنكتة العربية‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 69‬‬

‫‪- 144 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫(((‬
‫‪ - 3‬اللعب بالمعاني ‪-:‬‬
‫ومن أنواعه الكناية والتوريه والتعريض والقلب والمفارقة‬
‫أ‪ -‬الكناية ‪-:‬‬
‫وهـي التعبير بجملة أو جمـل يراد بها معنى آخر مرتبط بالمعنى األصلي وقد يعبر عن‬
‫الفكرة بألفاظ تؤدي إلى صورة مضحكة مثال على ذلك ‪-:‬‬
‫(قـال بوب هوب ذات مرة‪ :‬لقـد قلقت جد ًا لكثرة ما قرأت مـن المقاالت واألبحاث‬
‫عن ضرر التدخين على صحة اإلنسان مما جعلني أتوقف تمام ًا عن قراءة الصحف) (((‪.‬‬
‫ب‪-‬التورية ‪-:‬‬
‫وهـو التعبير باللفظ الذي يحتمل معنيين أحدهمـا قريب واآلخر بعيد وهذا المقصود‬
‫وهو ما يريده المتكلم وأساسه في األدب العربي االتحاد في اللفظ واالختالف في المعنى(((‪.‬‬
‫قال أحد الشعراء‬
‫بالجبــن‬
‫دعونــي‪ ،‬فأنــي آكل الخبــز ُ‬ ‫أقــول وقــد شــدوا إلــى الحــرب غــارة‬
‫(الجبـن) لها معنيان وقد أراد الشـاعر المعنـى البعيد وهو الجبـن الناجم عن‬
‫فكلمـة ُ‬
‫الخوف غير أن كلمة الخبز تهدف إلى التمويه بأن المعنى القريب هو المراد‪ ،‬أي الجبن الذي‬
‫هو أحد مشتقات األلبان(((‪.‬‬
‫واسـتحضار البعيد عن طريق القريب في األعمال الفنية السـاخرة وسيلة سيكولوجية‬
‫اجتماعية مثل ما هي وسيلة فنية ألن الناس ما استعانوا بالتورية أص ً‬
‫ال لو كانت سبل التصريح‬
‫بالـكالم المباشـر كلها سـالكة كمـا أنها وسـيلة لالبتعاد عن فجاجـة الكالم الـذي قد يكون‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪43‬‬
‫‪- 1‬‬
‫‪ -2‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪. 66‬‬
‫‪ -3‬مجدي وهبة‪ ،‬كامل المهندس‪ ،‬معجم المصطلحات العربية في اللغة واألدب م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 71‬‬
‫‪ -4‬حامد عبده الهوال‪ ،‬السخرية في األدب المازني‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪. 43‬‬

‫‪- 145 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫موضـوع اسـتهجان وفيه تجاوز للخطـوط الحمراء وبذلك يكـون للتورية أثر فـي بناء البعد‬
‫االجتماعي للغة عن طريق تصوير الطريقة التي يفكر بها الناس ويقيمون عالقاتهم االجتماعية‬
‫فيما بينهم وبين غيرهم‪.‬‬
‫والتورية موزعة أبعادها توزيع ًا مقبوالً وهذه األبعاد هي ‪-:‬‬
‫القريـب والبعيد والقرينة ودليل المباشـرة ودرجة التعميـة واإلخفاء ودرجة التوضيح‬
‫وبالقدر الذي يحسن فيه الفنان الساخر من توزيع هذه األبعاد وبذلك يكون قد أصاب ما أراد‬
‫الوصول إليه إلى نفس المستقبل‪.‬‬
‫ونذكر في هذا المجال رسـم ًا سـاخر ًا للرسـام األردني عماد حجاج نشره أيام تشكيل‬
‫أحدى الحكومات إذ قال أحد شخوص رسمه لشخص آخر ‪-:‬‬
‫"الله يعطيك الصحة" فرد عليه قائ ً‬
‫ال "أنا أريد الصناعة والتجارة"‬

‫فالتوريـة هنـا في (الصحـة) التي لها معنيان يمثـل كل منهما بعـد ًا فالصحة هي صحة‬
‫اإلنسـان وهذا المعنى القريب‪ ،‬والصحة هي وزارة الصحة وهي المراد بدليل القرينة اللفظية‬
‫"أنا أريد الصناعة والتجارة(((‪.‬‬
‫ويمكن أن تكون التورية ميزانا يعبر عن حقائق األشـياء واألشـخاص والظواهر وباب‬
‫واسع من أبواب تقليب الكلمات على ما تتحمله من معان متوقعة وغير متوقعة وهذا يتفق مع‬
‫آلية عمل العقل في تقليب الكلمات عن طريق سوقها إلى معان مختلفة قد يكون بعضها غير‬
‫متوقع فثمة مهارة عقلية تتمثل في القدرة على االنتقاء واالختيار والربط بين األشياء المترابطة‬
‫والتمييز بين المتشابهات والمختلفات وفي القدرة على اقتحام الخطوط الداخلية للمستقبل‬
‫والتي تحدث االسـتجابة وتجعله قادر ًا على أن يشـارك المرسل بإحدى العمليات الوجدانية‬
‫كاإلعجاب واالبتسام والحزن من أجل نقلها إلى اآلخرين(((‪.‬‬
‫‪ - 1‬فضـل عبـاس‪ ،‬البالغـة فنونها وآدابها‪ ،‬علـم البيان والبديع‪ ،‬عمـان دار الفرقان‪ ،2000 ،‬ص ‪ 208‬نق ً‬
‫ال عن سـمير‬
‫شريف استيتية‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 119‬‬
‫‪ -2‬سمير شريف‪ ،‬استيتية‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.135 119-‬‬

‫‪- 146 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫ جـ‪ -‬التعريض‬
‫وهـو الهجاء الذي تنطـوي تحته كلمات ليس من ظاهرها هجـاء مثال على ذلك قول‬
‫المتنبي يعرض بسيف الدولة ‪-:‬‬
‫وصــدق مــا يعتــاده مــن توهــم‬
‫َّ‬ ‫أذا ســاء فعــل المــرء ســاءت ظنونــه‬

‫فرمـى المتنبي سـيف الدولة بسـوء الظن من غيـر أن يذكر حرف ًا من اسـمه فالبيت في‬
‫ظاهره حكمة جميلة‪ ،‬وفي باطنه ذم وتعريض بسيف الدولة((( وهو في الكالم الذي ال يقصد‬
‫بـه المتكلم معنـاه وإنما يقصد معن ًا آخر وليـس بين المعنيين تالزم ولجملـة التعريض معنى‬
‫واحد يفهم السامع ما وراءه من بواعث‪.‬‬
‫ وتختلـف في هذا عن الكناية التي يكـون فيها بين المعنيين ارتباط وعن التورية التي‬
‫يمثل اللفظ فيها معنيين أحدهما يخدع السامع عن المعنى البعيد المقصود(((‪.‬‬
‫ وفـي أسـلوب التعريض يعرض الحـدث باعتباره مخالفـة اجتماعية أو سياسـية أو‬
‫أخالقية دون أن ينسـب الحدث إلى صاحبه مباشـرة أما التعريض باألشـخاص فيكون بذكر‬
‫أفعالهم أو مواقفهم التي منها مخالفة دون ذكر األسـماء فإذا ذكر أسـم الشخص لم يعد ذلك‬
‫تعريض ًا‪ ،‬بل أصبح تصريح ًا وعرض ًا مباشر ًا(((‪.‬‬
‫ ومـن التعريـض (أن عمـر بـن العاص قـال لمعاويـة رأيـت البارحة في المنـام كأن‬
‫القيامـة قامـت ووضعـت الموازيـن واحضـر الناس للحسـاب فنظـرت إليك وأنـت واقف‬
‫قـد ألجمـك العـرق وبيـن يديـك صحف كأمثـال الجبـال‪ ،‬فقـال معاويـة‪ :‬فهل رأيت شـيئ ًا‬
‫عن دنانير مصر) (((‪.‬‬

‫مجدي وهبة‪ ،‬كامل المهندس‪ ،‬معجم المصطلحات العربية في اللغة واالدب‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 63‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫حامد عبده الهوال‪ ،‬السخرية في أدب المازني م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 44‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫سمير شريف أستيتية‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب الساخر م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪80 79-‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫المصدر نفسه ‪ :‬ص ‪. 44‬‬ ‫‪ -4‬‬

‫‪- 147 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫د‪ -‬القلب ‪-:‬‬


‫وهو أن يقلب المتكلم جواب ًا أو سـؤاالً لسـائل أو يأتي بعكس ما كان ينتظر أن يأتي به‬
‫أو بـكالم مفاجـئ غير متوقـع أو يقلب فكرة أو قصيدة ليسـخر من صاحبهـا أو ليحولها إلى‬
‫غرض فكاهي يسخر فيه من العيوب السائدة في المجتمع ((( مثال على ذلك ‪-:‬‬
‫سـألت زوجـة زوجهـا‪ :‬اجبني بصراحـة‪ :‬أيهما تفضـل‪ :‬المـرأة الجميلـة أم الذكية ؟‬
‫(((‬
‫فأجابها بابتسامة‪ :‬ال هذه وال تلك‪ . ..‬فأنا ال أحب سواك !‬
‫وقال شاعر بحق نائب ‪-:‬‬
‫معائبـــ ُه‬ ‫عرفنـــا‬ ‫قـــد‬ ‫الـــذي‬ ‫للنائـــب‬ ‫قلـــت‬
‫(((‬
‫نائبـــ ٌة‬ ‫أنـــت‬ ‫إنمـــا‬ ‫ٍ‬
‫بنائـــب‬ ‫عنـــدي‬ ‫لســـت‬

‫أو (وضع الحروف بعضها مكان بعض وضع ًا غير متعمد وخاصة الحروف األولى في‬
‫الكلمـات وتكون النتيجة عـادة اإلضحاك غير المقصود مثال ذلك قولـك‪ :‬بلح البقرة وأنت‬
‫تريد حلب البقرة ويطلق عليها القلب العرضي)(((‪.‬‬
‫وهناك أساليب أخرى شبيه بالقلب ومنها الهزل يراد الجد والتبشير في موضع اإلنذار‬
‫أو الوعد في تمام الوعيد((( كقوله تعالى "بشر المنافقين بأن لهم عذاب ًا أليما" (((‪.‬‬
‫هـ‪ -‬المفارقة ‪-:‬‬
‫(وهي إثبات لقول يتناقض مع الرأي الشـائع في موضوع ما باالستناد إلى اعتبار خفي‬
‫على هذا الرأي العام حتى وقت اإلثبات) (((‪.‬‬
‫المصدر نفسه ‪ :‬ص ‪. 46‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫حسين علي لوباني الدانوبي‪ ،‬الملف السري للنكتة العربية‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 161‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫المصدر نفسه ‪ :‬ص ‪. 156‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫مجدي وهبة‪ ،‬كامل المهندس‪ ،‬معجم المصطلحات العربية في اللغة واالدب‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 164‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫حامد عبده الهوال‪ ،‬السخرية في أدب المازني‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 47‬‬ ‫‪ -5‬‬
‫سورة النساء آية ‪. 138‬‬ ‫‪ -6‬‬
‫مجدي وهبة‪ ،‬كامل المهندس‪ ،‬معجم المصطلحات العربية في اللغة واألدب‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 206‬‬ ‫‪ -7‬‬

‫‪- 148 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫فلا تقوم المفارقة في ذهن صاحبها إال بوجـود تباين بين نقيضين بحيث يكون أحدهما مقبوالً‬
‫متوقع ًا ويكون اآلخر غير مقبول أو غير متوقع ويمكن توضيح حقيقة المفارقة بالمثال اآلتي ‪-:‬‬
‫أحيانـ ًا ننظر بعين الشـفقة والحزن على خريجي الجامعات وقـد غمر كل واحد منهم‬
‫الفرح والسرور لحصوله على الشهادة وقرب دخوله أبواب العمل‪.‬‬
‫ولكن سـيجد أبواب البطالة هي المفتوحة له وتلك مفارقة وحين ال يجد من يسـاعده‬
‫وتلك مفارقة ثانية أختلط فيها الفرح والحزن‪.‬‬
‫ويرتبط بناء العمل الساخر القائم على رصد المفارقات بالطريقة التي يتصور بها المجتمع‬
‫حدود تلك المفارقات فقد تكون الطريقة بالتداعي وتعتمد على ما يسـتحضره ذهن اإلنسـان من‬
‫معان وأفكار عند سماع أمر معين أو عندما ترصد المفارقة بطريقة تراكم الخبرات السابقة المتمثلة‬
‫في معرفتنا بشـخصية متكبرة ومتغطرسـة وذات سـلوك عدواني حينما تكون في موقع المسؤولية‬
‫مث ً‬
‫ال وتظهر في موقف ما وهي تستعطف الناس لمصلحة ذاتية له حينها تكون المفارقة (((‪.‬‬
‫‪ - 1‬المبالغة ‪-:‬‬
‫وهو أسـلوب من أساليب السخرية يعتمد على اإلفراط في الوصف وتجسيم الصورة‬
‫أو العيـب المقصـود ((( والمبالغـة فـي اللغة هي تجـاوز الحد والخروج عـن المألوف بقدر‬
‫مألوف حتى يبدو الفعل أو القول قد زاد عن المتوقع أكثر مما هو متوقع (((‪.‬‬
‫(وللمبالغة وجهان يوصف أحدهمـا بالمبالغة المقبولة ويوصف اآلخر بالمبالغة غير‬
‫المقبولـة أما الوجـه المقبول من المبالغة فهما صنفان صنف يصور اسـتحالة حدوث شـيء‬
‫وذلـك مثل تصوير القرآن الكريم اسـتحالة دخول المكذبين والمسـتكبرين الجنة باسـتحالة‬
‫دخول الجمل من ثقب اإلبرة) (((‪.‬‬

‫سمير شريف أستيتية‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.150-139‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 49‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 97‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 97‬‬ ‫‪ -4‬‬

‫‪- 149 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫يقول الله عز وجل ‪ -:‬ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ‬


‫ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮊ(((‪.‬‬
‫سيكولوجية هذا النوع من المبالغة مبنية على األمور اآلتية ‪-:‬‬
‫(*)‬
‫تعليق حدوث الشيء بالمستحيل ليصبح حدوثه مستحيالً‪.‬‬ ‫أ‪ -‬‬
‫ال مث ً‬
‫ال وإن‬ ‫ب‪ -‬تصعيد الحكم بعدم حدوث أمر ما فتقرنه بمستحيل فيصبح مستحي ً‬
‫لم يكن كذلك قبل قرنه بالمستحيل‪.‬‬
‫جـ‪ -‬فـي هـذا النوع مـن المبالغة ضرب مـن الجدية يسـتوي في ذلك مـا علق منها‬
‫بمسـتحيل مع غيـره من الصور التي تنتمـي إلى هذا النوع مـن المبالغة فتكون‬
‫حد ًا فأنت تقول‪ :‬هذا لم يكن‪ ،‬وال يكون‪ ،‬ولن يكون‪ ،‬وال يمكن أن يكون((((**)‪.‬‬
‫في اإلطار المنطقي السـيكولوجي للمبالغة التي تهدف إلى التعبير عن استحالة وقوع‬
‫حدث ما ؟ أما اإلطار التخيلي لهذه المبالغة في الرسـم السـاخر مث ً‬
‫ال فأن الفنان حين يحاول‬
‫تجسـيد الفكرة يجد نفسـه بين المنطق والخيال المنطق الذي يبحث عن مسوغ ذهني مقبول‬
‫لجعل المستحيل مقبوالً‪.‬‬
‫وقد اسـتخدم رسـام الكاريكاتير جورج البهجوري(***) فكرة اسـتحالة دخول الجمل‬
‫من ثقب اإلبرة‪ ،‬فجعل رأس السادات رأس ًا لجمل وجعله في أحدى جهتي الثقب‪ ،‬ليريك أن‬
‫أفكار السـادات هي التي تمر من ثقب اإلبرة وقد جعل البهجوري الرسـم السـاخر ضرب ًا من‬
‫((( (((‬
‫المبالغة‬
‫‪ -1‬سورة األعراف اآلية ‪. 40 :‬‬
‫* كقولنا في التعبير الدارج «لو تطلع براسك نخلة»‬
‫‪ -2‬المصدر السابق ‪ :‬ص ‪. 99-98‬‬
‫** وكما في حديث دريد لحام مع جده الشهيد في مسرحية كاسك يا وطن وهو يستفسر عن تحرير فلسطين والوحدة‬
‫العربية –من متابعات الباحث‪.-‬‬
‫*** جورج البهجوري ‪ :‬مواليد ‪ 1932‬رسام كاريكاتيري مصري‬
‫‪ -3‬سمير شريف أستيتية ‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ‪ ،‬ص ‪101 100-‬‬
‫‪ -4‬جورج البهجوري ‪ ،‬فن الكاريكاتير ‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة واإلعالم العراقية ‪ ، 1982 ،‬ص‪.53‬‬

‫‪- 150 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫أما الصنف الثاني من الوجه المقبول من المبالغة فهو الذي يخرج فيه عن المألوف في‬
‫النظر إلى موضوع ما‪ ،‬وهذا الخروج ذو وجهين فالوجه األول يمثل درجة البعد عن المألوف‬
‫تلك الدرجة التي لم يتعود الناس الوصول إليها والوجه الثاني قبول المتلقي لهذا النوع رغم‬
‫(((‬
‫البعد عن المألوف‬
‫كما في قول أبي الطيب المتنبي ‪-:‬‬
‫أنـا الـذي نظـر االعمـى إلـى أدبـي‬
‫(((‬
‫وأسـمعت كلماتـي مـن بـه صمـم‬

‫غيـر أن المبالغـة التـي تخرج عـن المألوف تنتهـي إلـى وأد العقل واالسـتخفاف بقيمه‬
‫(((‬
‫والتعدي على األخالق والمعتقدات كما في قول أبي هانيء األندلسي في مدحه أحد الخلفاء‬
‫األقـدار‬ ‫شـاءت‬ ‫مـا‬ ‫ال‬ ‫شـئت‬ ‫مـا‬
‫(((‬
‫القهـار‬ ‫الواحـد‬ ‫فأنـت‬ ‫فأحكـم‪،‬‬
‫(((‬
‫والمبالغة على هذا الشكل تكون مبنية على ما يلي ‪-:‬‬
‫(‪-)1‬االستخفاف بالمتلقي ‪-:‬‬
‫وهو عدم المباالة بأي موقع وقعت الرسالة فيه عنده‪ ،‬وهو ضرب من عدم رسم حدود‬
‫للكالم يقف عندها اإلنسـان ‪،‬وهذا هو شـأن المبالغات التي يجعلها صاحبها وسيلة للهجوم‬
‫على القيم والمعتقدات‪.‬‬

‫المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 102 – 101‬‬ ‫‪- 1‬‬


‫ديوان المتنبي ‪ ،‬بشرح عبد الرحمن البرقوقي ‪ ،‬دار األرقم ‪. 1996‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫ال عن المصدر نفسه ص ‪. 102‬‬ ‫نق ً‬ ‫ ‬
‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 104‬‬ ‫‪- 3‬‬
‫ديوان بن هانيء األندلسي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬دار صادر ‪ ، 1973 ،‬ص ‪. 60‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫ال عن المصدر نفسه ص ‪. 104‬‬ ‫نق ً‬ ‫ ‬
‫المصدر نفسه ‪ :‬ص ‪. 106 104-‬‬ ‫‪ -5‬‬

‫‪- 151 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫(‪-)2‬الغلو ‪-:‬‬
‫وهـو منابذة الواقع ومجافـاة الحقيقة والتنكر لها من حيث هـي واقع بغض النظر عن‬
‫صحتهاأو عدم صحتها‪.‬‬
‫(‪-)3‬االنتصار االستعالئي ‪-:‬‬
‫ وهـو محاولـة تحقيـق انتصار عبـر أسـلوب المبالغة علـى كل من يحـول بينه وبين‬
‫االسـتعالء فـإذا كان النـاس هم الذين يحولـون بينه وبين االسـتعالء فال بد مـن طعنهم فيما‬
‫يستثيرهم ما دام الدخول إلى نفوسهم بإبداع (غير موجود) من قبيل الخياالت البعيدة‪.‬‬
‫(‪ - )4‬استحواذ النظر ‪-:‬‬
‫وهو محاولة اسـتدعاء انتباه الناس واالسـتحواذ على أنظارهـم بأي ثمن وهو الهدف‬
‫ذاته وليس الوسيلة السترعاء انتباههم إلى عمل إبداعي على طريقة «خالف تعرف»‪ ،‬ويمكن‬
‫(((‬
‫تقسيم المبالغة المقبولة باعتبار درجاتها على النحو اآلتي‪-:‬‬
‫أوالً ‪ -:‬التعميم‬
‫وهـو أجـراء الحكم أو أطالقـه على أفراد الجماعة التي يعنيها هـذا الحكم من غير أن‬
‫يكون اإلطالق هو األصل‪ .‬كما هو في الفكاهة العرقية (االثنية)‪.‬‬
‫ثاني ًا ‪ -:‬اإلغراب‬
‫وهـو ضرب من المبالغة ينأى فيه القائل مبتعد ًا أكثر ما هو مألوف عن دروب التصوير‬
‫والخيال وتقوم سـيكولوجية مبالغة األغراب على أمور منها ما هو متصل بسيكولوجية الفرد‬
‫نفسه ويمكن تلخيصه في ثالثة اتجاهات ‪-:‬‬
‫االتجـاه األول ‪ -:‬ربمـا يكون الفرد ممـن يلتقطون الغرائب باعتبارهـا جزء ًا من البنية‬
‫الخيالية للفرد وهي ترتبط بين المكون العقلي والمكون الوجداني للفرد‪.‬‬
‫‪ -1‬سمير شريف أستيتية ‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ‪ ،‬ص ‪. 110 106-‬‬

‫‪- 152 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫االتجـاه الثانـي ‪ -:‬وهو ميل الفـرد إلى تجاوز المألوف إلى غيـر المألوف أو ميله إلى‬
‫تفسير األمور عن طريق مفسر عقلي أو منطقي لها‪.‬‬
‫االتجاه الثالث ‪ -:‬ربما تكون البنية التأويلية للفرد أحد المكونات الرئيسـية لشخصيته‬
‫فيجتمع له عند بناء الفكرة تعبيرات تأويلية كثيرة‪.‬‬
‫وهنـاك ما يتصل بالبناء النفسـي واالجتماعي للفرد القائـم على حب تجاوز اآلخرين‬
‫في قدراتهم التعبيرية كما في قول المتنبي ‪-:‬‬
‫شـواردها‬ ‫جفونـي عـن‬ ‫مـلء‬ ‫أنـام‬
‫(((‬
‫ويختصـم‬ ‫الخلـق جراهـا‬ ‫ويسـهر‬
‫(((‬
‫ثالث ًا ‪ -:‬اإليغال‬
‫وهـي بلـوغ غاية الفكـرة وأنها مبنية في األصـل على اإلمعان في رؤية الشـيء بغير ما‬
‫أعتاد الناس على رؤيته به وحقيقة اإلمعان تتجلى في األمور اآلتية ‪-:‬‬
‫(‪ - )1‬النفاذ إلى أبعاد الظاهرة حتى يكون آخر بعد فيها هو ارتياد مراحل معينة وحتى‬
‫تكـون المرحلة األخيرة أو ما كان قريب ًا منها غايـة يصل إليها وقد يكون التعبير‬
‫الكتابي أو التعبير بالرسـم السـاخر هو السـبب الذي يجعل الناس يميلون إلى‬
‫هذا اللون في التعبير عن النفس‪.‬‬
‫(‪ -)2‬االفتراض ‪ -:‬هو تصور وقوع أمر ما فإمكان تصور الوقوع ال يعني أمكان توقعه‬
‫أو وقوعه بالضرورة‪.‬‬
‫(‪ -)3‬التقريب بالبعيد ‪ -:‬وهو تصور أمر ما بما هو أبعد منه‪.‬‬
‫(‪ - )4‬حب االطالع ‪ -:‬وهو حب الكشف عن الحقيقة وهو يختلف عن حب االستطالع‬
‫الـذي هو حب اكتشـاف الحقيقـة فثمة فرق بين حب االطالع الذي يعني كشـف‬
‫الحقيقة للناس‪ ،‬وحب االستطالع الذي يعني حب المرء أن يكشفها لنفسه‪.‬‬
‫‪ - 1‬ديوان أبو الطيب المتنبي ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ‪ ،‬نق ً‬
‫ال عن المصدر نفسه ص ‪. 110‬‬
‫‪ -2‬ديوان أبو الطيب المتنبي ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ :‬ص ‪. 114 111-‬‬

‫‪- 153 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫رابع ًا‪ :‬اإلغراق‬


‫وهـو ضرب من البعد عـن الواقع حتى يكون فيه هذا البعد مما ال يمكن تصور وقوعه‬
‫ال وال واقع ًا ((( كما في المثال اآلتي ‪-:‬‬
‫عق ً‬
‫(((‬
‫«سمع أحدهم أن رواد فضاء نزلوا على القمر فقال‪ :‬غد ًا يصير القمر هالالً فيقعون»‬
‫(((‬
‫خامس ًا‪ :‬النقد الالذع ‪-:‬‬
‫وهو حكم حاد أو وصف قاس‪ ،‬مباشـر أو غير مباشـر يوجهه شـخص إلى طرف آخر‬
‫ألسباب موضوعية أو ذاتية وأن يكون بعيد ًا عن التجريح والقذف والسب لكنه قد يهدف إلى‬
‫االنتقاص من الطرف اآلخر أو التهوين من شأنه أو إبطال طرحه أو نقص خطابه أو تفنيد رأيه‬
‫ٍ‬
‫بمنطق أقوى منـه وتتعدد مراحل‬ ‫وإبطـال حجتـه وقد يكون قائمـ ًا على معارضة منطق قـوي‬
‫الخطاب في النقد الالذع إلى نقض خطاب الطرف اآلخر وتأسيس الفكرة المضادة و الحكم‬
‫المقترن بقدر كبير من النقد الحاد يكون قائم ًا على سـخرية تلخص موقف الطرف اآلخر في‬
‫كلمات محددة‪.‬‬
‫وتقوم سيكولوجية النقد الالذع على تصعيد النظر إلى مسألة ما من دائرة النظر المحايد‬
‫إلى دائرة محاكمة األفكار واألشـخاص وسائر الموضوعات ومن ثم إلى دائرة التعليق وهي‬
‫مرحلة إصدار الحكم الذي يكون الذع ًا بمقدار درجة التصعيد‬
‫أشكال درجات التصعيد ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬التلميح ‪-:‬‬
‫وهـو درجـة من درجـات التصعيد تظهر في كونه إشـارة خفية أو خفيفـة إلى قضية أو‬
‫موقف معين‪.‬‬
‫‪ - 1‬سمير شريف استيتية ‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ‪ ،‬ص ‪. 114‬‬
‫‪ -2‬حسين علي لوباني ‪ ،‬الملف السري للنكتة العربية ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ‪. 73 ،‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 83-73‬‬

‫‪- 154 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫ ب‪ -‬التعريض‬
‫ وهي التي يعرض فيها الحدث باعتباره مخالفة اجتماعية أو أخالقية أو سياسية دون‬
‫أن ينسب الحدث إلى صاحبه مباشرة ويذكر فيه أفعال ومواقف األشخاص التي فيها مخالفة‬
‫دون ذكر أسمائهم‪.‬‬
‫ج‪-‬التلويح ‪-:‬‬
‫وفيها يبرز ذكر النتائج التي تنجم عن األخطاء‪.‬‬
‫د‪-‬التهكم ‪-:‬‬
‫وهي التي يحكم فيها على اإلنسـان أو فعله‪ ،‬حكم ًا فيه عبارات مبطنة تدل على سـوء‬
‫تصرف فاعلها أو سـوء اختياره أو ندب حظه من غير ما يكون فيها ما يدل على االسـتخفاف‬
‫بالشخص وأفعاله والتهكم نوعان فأحدهما ايجابي يرمي إلى التنفير من الخطأ والتحذير غير‬
‫المباشـر من الوقوع فيه ويدفع إلى البسـمة الهادفة أو الضحكة الموجهة واألخر سلبي يرمي‬
‫إلى تقبيح األخطاء وأصحابها وتقبيح الممارسات غير المقبولة في المجتمع‪.‬‬
‫هـ‪-‬االستهزاء ‪-:‬‬
‫وهـو اسـتخفاف باألشـخاص أو اآلراء أو المواقـف أو التصرفات وفـي هذه الدرجة‬
‫يكـون الشـخص قد أوصل األمر إلى الطعن باألشـخاص وأفكارهـم وتصرفاتهم وهو طعن‬
‫يصل إلى درجة كبيرة من التشدد والتصلب‪.‬‬
‫كمـا هو فـي وصف القـرآن الكريـم الذي أتـى على وصـف المنافقيـن لموقفهم من‬
‫(((‬
‫المؤمنين في قوله تعالى ‪ -:‬ﮋ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﮊ‬
‫وهذا دليل على أن االسـتهزاء درجة تصعيدية في العالقة بين فئتين أو شـخصين كتعبير‬
‫عن سخط إنسان إلنسان آخر وكراهيته له أو دولتين واالستهزاء بها وبمعتقداتها وأعرافها (((‪.‬‬
‫‪ - 1‬سورة البقرة ‪ ،‬آية ‪. 14‬‬
‫‪ -2‬حسين علي لوباني ‪ ،‬الملف السري للنكتة العربية ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 83-82‬‬

‫‪- 155 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫(((‬
‫التشهير ‪-:‬‬ ‫و‪ -‬‬
‫وهو الحرص على إبراز األخطاء والتشـهير بأصحابها والعمد إلى تضخيمها لالمعان‬
‫فـي تشـويه صورة صاحبها بقصد إيذاء الطرف اآلخر في موقعـه وكينونته االجتماعيتين وهو‬
‫ضـرب من اغتيال الشـخصية عن طريق إحداث ثلمة في المكون االجتماعي للنفس ويشـتد‬
‫أذى التشهير بعوامل منها ما يأتي ‪-:‬‬
‫(‪ -)1‬كلمـا كان تأثير العالقات االجتماعية في المجتمع‪ ،‬كان التشـهير أشـد أذى‬
‫على النفس واإلنسانية‪.‬‬
‫(‪ -)2‬كلمـا كان التشـهير بأداء سـلوكي خاطـئ ناجم عن نقطة ضعـف في النفس‬
‫اإلنسـانية كان التشهير أشد فاعلية كما هو التشهير في عالقة رجل بامرأة أو‬
‫بالعكس‪.‬‬
‫(‪ -)3‬كلما كان التشـهير بأداء سـلوكي يخترق حرمة الوطن بأسـره أو يتعدى على‬
‫وجـوده أو يسـلب ثرواتـه يكون التشـهير قاسـي ًا بـل قات ً‬
‫لا أن ثبتت صحته‬
‫كالخيانة والفساد‪.‬‬
‫(‪ -)4‬كلما كان التشـهير بخطأ كبير يقع فيه اإلنسـان علـى الرغم من كونه حريص ًا‬
‫على عدم الوقوع في األخطاء‪.‬‬
‫(‪ -)5‬كلمـا كان التشـهير بخطـأ في المجـال الذي يتقنه اإلنسـان يكـون أذاه أكبر‬
‫وتأثيره أشـد على الجانبين السـيكولوجي واالجتماعي في حياة الفرد كما‬
‫هو في سقوط سياسي بارع في موقف لم يحسن فيه التصرف‪.‬‬
‫(‪ -)6‬كلمـا كان التشـهير بخطأ ناجم عـن األعوان والمسـاعدين وخاصة إذا تبنى‬
‫المسؤول موقف أعوانه ومساعديه دون أن يصحح أخطاءهم‪.‬‬

‫‪ -1‬المصدر نفسه ص ‪. 89-84‬‬

‫‪- 156 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫(‪ -)7‬كلما كان التشهير بخطأ في وسائل اإلعالم كان أشد وقع ًا وأكثر أيالم ًا‪.‬‬
‫(‪ -)8‬التشـهير بالشـخصيات العامة خاصة تلك التي تكون فـي مركز صنع القرار‬
‫يكون أشد تأثير ًا ألن تلك الشخصيات تحرص على سمعتها من أن تهتز في‬
‫أعين الناس‪.‬‬
‫(‪ -)9‬كلمـا كان التشـهير بسياسـة دولة يكون أشـد وقع ًا إذا كانت تلـك الدولة ال‬
‫تؤمن بالديمقراطية والعمل السياسي المنظم‪.‬‬
‫ز‪ -‬القدح والذم ‪-:‬‬
‫ وهي مرحلة يخرج فيها الرسـام أو أألديب عن الحدود المسـموح بها في اسـتعمال‬
‫األلفاظ وقد يستعمل ألفاظ ًا نابية وقد يترك لها فراغ ًا من المعروف أنها هي التي تملؤه ‪،‬ويتخذ‬
‫القدح والذم صور ًا شتى في السخرية منها‪-:‬‬
‫(‪ - )1‬ذكر الفضائح سـواء كانت سياسية أو أخالقية أو مالية والبعد السيكولوجي‬
‫لهـذا النوع من القدح والذم ينظر إلـى الفضيحة على أنها نمط غير أخالقي‬
‫من السلوك‪.‬‬
‫(‪ -)2‬تشـبيه شـخصية ما بحيوان مفترس أو ثور هائج والبعد السـيكولوجي لهذا‬
‫النوع قائم على أسـاس أن الشـخصية المقصودة ليسـت من طينة اإلنسـان‬
‫فهي إلى الحيوانات أقرب‪.‬‬
‫(‪ -)3‬الشـتم واألساس السـيكولوجي الذي تقوم عليه الشـتائم هو االنتقاص من‬
‫قدر المذموم باستخدام كلمات اللعنة والكلمات السوقية‪.‬‬
‫(‪-)4‬تغييـر بعض الحروف في الكلمة بحيث تصبح كلمة شـتم مثل تحويل كلمة‬
‫(نتنياهو) إلى (نتن) و (يا هو)‪.‬‬

‫‪- 157 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫النقد الالذع بين االيجابية والسلبية (((‪-:‬‬


‫قد يكون النقد الالذع ايجابي ًا أو سلبي ًا‪ ،‬أما ايجابيته فتظهر في النظرة البناءة التي تتمثل‬
‫فـي العمـل األدبي أو الفنـي أو اإلعالمي فـي معالجة قضية مـا ترتقي لتكون فـي إطار النقد‬
‫االيجابـي الالذع‪ ،‬ومن صور النقد االيجابي السـاخر ما يقف عنـد عيوب الذات االجتماعية‬
‫للفرد فيبرزها وهي خطوة عملية لحلها عن طريق تناولها ومراجعتها ‪،‬كما أن النقد الالذع قد‬
‫ال وبين الشخص المعني بالرسم لكنه يحدث تقارب ًا بين‬
‫يحدث شـرخ ًا بين الرسام الساخر مث ً‬
‫الذات الفردية للرسام وضمير الجماعة ألن األمر يعنيهم ‪،‬أما سلبية النقد فتكون في النقد غير‬
‫البنـاء وهـو الـذي ال يكون هدفه معالجـة القضية بمقدار مـا يكون هدفه التشـهير بالخطأ في‬
‫القضية أو يكون هدفه معاقبة الشخص المسؤول عن الخطأ أكثر من تصحيح الخطأ‪.‬‬
‫وذلك تعبير عن عدوانية الرسـام أو األديب كما في كتابات عباس محمود العقاد ضد‬
‫محمـد منذور وكتابات محمد الرافعي ضد طه حسـين وغير ذلـك مما يعرف في أدب القرن‬
‫العشرين بالمعارك األدبية وقد يندفع الفنان أو األديب أو اإلعالمي باستخدام درجات قاسية‬
‫من النقد الالذع إذا وجد أن البنية الذهنية للمجتمع تؤيده‪.‬‬

‫‪ -1‬حسين علي لوباني ‪ ،‬الملف السري للنكتة العربية ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ‪ ،‬ص ‪. 93 75-‬‬

‫‪- 158 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫المبحث الثالث‬
‫وظائف السخرية‬

‫قبـل الدخول في البحث عن وظائف السـخرية ينبغي التعـرف على مفهوم الوظيفة حيث‬
‫تعرف الوظيفة بأنها (الدور الذي يلعبه الجزء في الكل‪ ،‬أي النظام في البناء االجتماعي الشـامل‪،‬‬
‫أي درجة االستمرار واالطراد في البناء أي الحركة الديناميكية المتمثلة في الدور الذي يلعبه كل‬
‫نظام ونسـق في داخل البناء فالوظيفة في البناء هي التي تحقق هذا التسـاند والتكامل بين أجزائه‬
‫بحيث يفقد النسق أو البناء االجتماعي معناه المتكامل لو انتزع من نظام ما) (((‪.‬‬
‫وورد مفهوم الوظيفة في معجم مصطلحات العلوم االجتماعية بأنها‪:‬‬
‫(نوع من العمل الذي يمكن للبناء أو النظام أداؤه بوضوح لتحقيق أهداف معينة ويتضمن‬
‫المفهوم اإلداري للكلمة‪ ،‬الواجبات والمسؤوليات والسلطات وهي مكونات الوظيفة)(((‪.‬‬

‫فؤائد الفكاهة والضحك‬


‫قبـل التعـرف على وظائف السـخرية ينبغي االشـارة بشـكل عام الـى فوائد الضحك‬
‫والفكاهة فقد أشـارت دراسـات عـدة إلى وجود فوائد جمـة للفكاهة والضحـك في الحياة‬
‫(((‬
‫االجتماعية نلخصها باختصار في ما يلي‪-:‬‬

‫‪ - 1‬زكي إسماعيل‪ ،‬االنثربولوجيا والفكر اإلنساني‪ ،‬جدة‪ ،‬شركة مكتبات عكاظ للنشر والتوزيع‪ ،1982 ،‬ص‪.228‬‬
‫‪ -2‬أحمد زكي بدوي‪ ،‬معجم مصطلحات العلوم االجتماعية‪ ،‬بيروت‪ ،1977 ،‬ص ‪.170‬‬
‫‪ -3‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.33-32‬‬

‫‪- 159 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ )1‬يقوي الضحك التعاون االجتماعي‪ ،‬وييسـر التفاعل بيـن األفراد والجماعات‬


‫ويرفع مستوى الدافعية للعمل والنشاط واالنجاز‪.‬‬
‫‪ )2‬الفكاهـة تنشـط العقـل والخيـال واإلبـداع‪ ،‬وتتطلـب االسـتبصار والحـس‬
‫االجتماعي‪ ،‬وتنمي شعور ًا خاص ًا بالقيم الخاصة بالجمهور وتقوم على أساس‬
‫فهم اجتماعي خاص لمطالب اآلخرين ومشاعرهم‪.‬‬
‫‪ )3‬الفكاهـة هي أداة خاصة للبراعة واللباقـة االجتماعية‪ ،‬حيث يمكن من خاللها‬
‫تلطيف غضب اآلخرين وهجومهم السـلبي‪ ،‬وتحويله إلى حالة إيجابية‪ ،‬ونوع‬
‫جديد من العالقة المشتركة‪.‬‬
‫‪ )4‬تسـتخدم الفكاهة في السياسة كما هو في السـخرية من المسؤولين السياسيين‬
‫أو االستعانة بكتُاب الفكاهة في الحمالت االنتخابية كما يفعل بعض مرشحي‬
‫الرئاسـة في أمريـكا لجعل أنفسـهم أكثر قرب ًا مـن الناس عن طريـق الدعابات‬
‫والفكاهـات التـي يلقونها أو عـن طريق تحويـل األنظار أو التقليـل من أهمية‬
‫حدث معين(*)‪.‬‬
‫‪ )5‬تسـاعد الفكاهـة والضحك على مقاومة حـاالت االكتئـاب والقلق والغضب‬
‫الشـديد والوقايـة من األمـراض النفسـية واضطرابـات الشـخصية واألزمات‬
‫االجتماعية‪.‬‬

‫أو ًال‪ :‬الوظيفة االجتماعية للسخرية‪-:‬‬


‫لخص عالم النفس في جامعة (تل أبيب) افنير زئيفي الوظائف االجتماعية للفكاهة ‪-‬والتي‬
‫(((‬
‫تدخل من ضمنها السخرية‪ -‬على المستوى الشخصي او االجتماعي على النحو اآلتي‪:‬‬

‫* واجـه الرئيس األمريكي بـوش حادثة الحذاء الذي ألقاه عليه الصحفي العراقـي منتظر الزيدي في مؤتمر صحفي‬
‫عقد ببغداد بتاريخ ‪ 2008 /12 /14‬بفكاهة عن طريق قوله «أن مقاس الحذاء كان أربعة وأربعين»‪.‬‬
‫‪ -1‬جلين ولسون‪ ،‬سيكولوجية فنون األداء‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.251 249-‬‬

‫‪- 160 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫التخفيف من وطأة المحرمات االجتماعية أو تهوينها أو إزاحة الغطاء عنها‪-:‬‬ ‫‪ )1‬‬


‫حيـث تقدم الفكاهة لنا صمام أمـان للتعبير عن األفـكار المحرمة خاصة تلك‬ ‫ ‬
‫المرتبطـة بالجنس والعدوان الذي يعتبـر القمع واالضطهاد الكامل لها هو أمر‬
‫غيـر طبيعـي وبهذا تكون الفكاهـة هي الميدان أو سـاحة للتنفيس المنضبط أو‬
‫المتحكم فيه عن اندفاعاتنا وحاجاتنا وميولنا الطبيعية‪.‬‬
‫النقد االجتماعي‪-:‬‬ ‫‪ )2‬‬
‫الهجاء الساخر مث ً‬
‫ال هو شكل من أشكال الفكاهة وعن طريقه يتم السخرية من‬ ‫ ‬
‫شـأن المؤسسـات االجتماعيـة وكذلـك األفـراد والمشـاهير المرتبطين بهذه‬
‫المؤسسـات وهو عبارة عن وسـيلة للتخفيف من التوتر أو التنفيس عنه والرفع‬
‫من مستوى السلطة االجتماعية للضحية‪.‬‬
‫ترسيخ عضوية الجماعة‪-:‬‬ ‫‪ )3‬‬
‫تعد الفكاهة عنصر ًا أساسـي ًا مهم ًا في التماسـك االجتماعي وتشـكل لغة خاصة‬ ‫ ‬
‫للجماعة الداخلية فعندما يضحك الجمهور على أداء ممثل في مسرحية كوميدية‬
‫فأنهـم يؤكدون وجود قيم مشـتركة تربطهـم ووجود اتجاهات تجمـع بينهم عن‬
‫طريق التفكير المشـترك بالمشـاكل والتوقعات وهي المصدر األساسـي للسرور‬
‫الذي تحدثه الفكاهة والتي تكون طريقة إلعادة الجماعة إلى االنضواء تحت لواء‬
‫معاييـر الجماعة‪ ،‬فمث ً‬
‫ال قد تسـخر جماعة من الهيبز(*) على أحـد أعضائها عندما‬
‫تجـده قد قام بحالقة شـعره واالهتمـام بمظهره وفي هذه الحالـة يكون الضحك‬
‫الموجه نحو الفرد شك ً‬
‫ال من أشكال العقاب االجتماعي كما أنها (تحقق التواصل‬
‫واالتصال والتفاعل االجتماعي بين األفراد والجماعات)(((‪.‬‬
‫* الهيبز‪ -:‬صرعة ظهرت في السـبعينيات من القرن الماضي في أمريكا وانتشـرت في أجزاء من العالم ومنها بعض‬
‫الدول العربية كلبنان‪ ،‬تتصف بعبثيتها في السلوك والمظهر‪.‬‬
‫‪ -1‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.220‬‬

‫‪- 161 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫الدفاع ضد الخوف والقلق‪-:‬‬ ‫‪ )4‬‬


‫الضحك على األشياء التي تخيفنا لكي نخضع هذه األشياء لسيطرتنا ونجعلها‬ ‫ ‬
‫أقـل تهديـد ًا لنـا كالنـكات أو البرامـج التلفزيونية التـي تدور حـول الكوارث‬
‫والحـروب ((( عـن طريـق ممارسـة التحكـم فـي سـلوك اآلخرين عـن طريق‬
‫السخرية مث ً‬
‫ال وإزالة الخوف والتشجيع أو عن طريق إثارة االهتمام‪.‬‬
‫وقـد يعمـل علـى حدوث حالـة مـن التطهيـر الجماعـي لالنفعاالت السـلبية‬ ‫ ‬
‫المتراكمة بفعل أحداث الحياة السياسية أو االقتصادية السيئة (((‪.‬‬
‫اللعب العقلي‪-:‬‬ ‫‪ )5‬‬
‫وبما أن الفكاهة تشـتمل على جوانب معرفية فـأن اللعب العقلي يمنحنا حرية‬ ‫ ‬
‫خاطفـة أو مؤقتـة من طغيان التفكير العقلي المنطقي ويسـمح لنا بالهروب من‬
‫بعض القيود وأن نطلق العنان لقدرتنا على األصالة واإلبداع (((‪.‬‬
‫تعكس الفكاهة الفروق في المكانة التراتبية (األعلى و األدنى) بين األفراد والجماعات‬ ‫‪ )6‬‬
‫قد تستخدم في نقل المعلومات التي تشتمل على اتجاهات وبيانات معينة يراد‬ ‫‪ )7‬‬
‫(((‬
‫من الناس معرفتها أو الحذر منها‪.‬‬
‫للضحك الذي هو أحـد مظاهر الفكاهة داللته االجتماعية أيض ًا وهي دالالت‬ ‫‪ )8‬‬
‫ترتبط بالتفاؤل واالستبشار وسيكولوجية األمل وكل ما يجعل اإلنسان مبتهج ًا‬
‫وسـعيد ًا وقد تجلى ذلك في وجود أسماء عربية عدة قام العرب بإطالقها على‬
‫أبنائهم مثل بسام وباسم‪ ،‬وسعيد‪ ،‬ومسرور (((‪.‬‬

‫جين ولسون‪ ،‬سيكولوجية فنون األداء‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.252‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.220‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫المصدر نفسه‪،‬ص ‪.252‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫المصدر نفسه‪،‬ص ‪.221‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.269‬‬ ‫‪ -5‬‬

‫‪- 162 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫وتلخص هذه الوظائف في السياق أعاله على أن الفكاهة توزعت (مضامينها) ما بين الفكاهة‬
‫الجنسية والفكاهة العدوانية والفكاهة االجتماعية والفكاهة كآلية دفاعية والفكاهة العقلية(((‪.‬‬

‫(((‬
‫ثاني ًا‪ :‬الوظيفة العالجية‬
‫يقـال أن مصطلح الفكاهة (‪ )Humour‬لم يدخل مجال الدراسـة الخاصة بالهزل قبل‬
‫نهاية القرن السادس عشر ومصطلح (‪ )Humour‬أو (‪ )umour‬يعني في اللغة الالتينية السائل‬
‫أو المادة السائلة وفي اللغة الطبية كانت كلمة (‪ )humoures‬مصطلح يشير على نحو أساسي‬
‫(*)‬
‫إلى سوائل الجسم وخاصة الدم والبلغم والمادة السوداء والمادة الصفراء‬
‫فقد زعم اليونانيون القدماء أن حاالت اإلنسـان النفسـية مرتبطـة بالتوازن بين أخالط‬
‫الجسم األربعة الدم‪ ،‬والبلغم والمادة السوداء (الكآبة) والمادة الصفراء (الغضب) فأية زيادة‬
‫في أحدهما على البواقي تسـبب بضرب من الشـذوذ يسـتطاع تصحيحه عن طريق التهكم أو‬
‫الضحـك ولقد أقتبس العـرب تعاليم اليونان ونوهـوا بأصل الضحك الفسـيولوجي ونظرية‬
‫األخالط األربعة ولقد تكهن الطبيب العربي ابن المطران وهو أحد أطباء القرن الثاني عشـر‬
‫بـأن الـدم الجيد يولـد الفرح والفـرح يبعث على الضحـك وجرى مجرى سـواه من األطباء‬
‫العرب الذين توسعوا في فضيلة الظرف وطبيعة الضحك العالجية‪.‬‬
‫‪ - 1‬جين ولسون‪ ،‬سيكولوجية فنون األداء‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫‪ -2‬خالد القشطيني‪،‬السخرية السياسية العربية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ ن ص ‪.18‬‬
‫* في الحاالت النموذجية تكون هذه السوائل متوازنة لكن هيمنة أحدهما يترتب عليه وعلى التوالي ظهور واحد من‬
‫األمزجة أو الطباع التالية‪-:‬‬
‫‪ - 1‬الطابع الدموي ‪ :Sanguine‬وهو محصلة لزيادة أفراز البلغم في الجسم ويتسم صاحبه باالجتماعية والثقة‬
‫بالنفس والمرح‪.‬‬
‫‪ - 2‬الطابع البلغمي ‪ phlegmatic‬ويظهر نتيجة لزيادة أفراز البلغم في الجسم ويتسم صاحبه بالسلبية والالمباالة‪.‬‬
‫‪ - 3‬الطابـع الصفـراوي ‪ :Choeric‬وهـو نتيجة لزيـادة أفراز المادة الصفراء في الجسـم ويكون صاحبه متسـم ًا‬
‫بالقابلية لالستثارة أو الغضب والعدوانية‪.‬‬
‫‪ - 4‬الطابـع أو المـزاج السـوداوي ‪ Melancholic‬أو االكتئابي‪ :‬ويظهر نتيجة زيادة المادة السـوداء في الجسـم‬
‫ويتسم صاحبه بالميل إلى االكتئاب والتشاؤم‪ .‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪ :‬ص ‪.195‬‬

‫‪- 163 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫(((‬
‫أمراض الضحك‪-:‬‬

‫هنـاك بعض جوانب التشـابه الظاهرية بيـن حالة الضحك وبعض المظاهر السـلوكية‬
‫والوجدانيـة المرتبطة ببعض األمراض العقلية والنفسـية والعصبية كما أن الضحك قد يكون‬
‫حاضـر ًا فـي بعـض األمـراض علـى نحـو واضـح وخـاص وقد يكـون حاضـر ًا فـي بعض‬
‫االضطرابات السلوكية واالجتماعية والكيميائية كما فيما يلي‪-:‬‬
‫‪ - 1‬الفكاهة والجنون‬
‫هناك فوارق عديدة بين الفكاهة والمرض العقلي المسمى بالجنون وهي‪-:‬‬
‫المتفكه يقيم صلة تفاعلية مع اآلخرين في حين يكون المجنون فاقد ًا لها‪.‬‬ ‫أ‪ -‬‬
‫ب‪ -‬المتفكه ينتج الفكاهة (نكته‪ ،‬دعابة‪ ،‬فيلم ًا‪ ،‬مسرحية‪ .....‬الخ) تتسم بالنظام في‬
‫حين تكون فكاهات المريض العقلي فوضوية‪.‬‬
‫جـ‪ -‬المتفكه يعتمد على المرونة والخيال اإلبداعي في حين تكون العمليات العقلية‬
‫للمريض العقلي متصلبة وجامدة‪.‬‬
‫المتفكه يعرف بأنه متفكه وأنه يتالعب باألفكار والكلمات والصور واألحداث‬ ‫د ‪ -‬‬
‫فـي حين يعتقد المريـض العقلي جدية أفـكاره وضرورة قبولهـا كما هي على‬
‫نحو محدد‪.‬‬
‫هـ‪ -‬المتفكـه منفتح الذهن والتفكيـر أما المريض العقلي فذهنه وتفكيره منغلقان وهناك‬
‫من قال بوجود تشابه بين الفكاهة والجنون ومن هؤالء الشاعرالفرنسي بودلير الذي‬
‫قال ذات مرة «إن الضحك متطلب أساسي للجنون» عن طريق ما يأتي‪-:‬‬
‫(‪ -)1‬بعـض النـكات متطابقة مـن حيث بنيتها مـع اضطرابات التفكير لذا تتشـابه‬
‫المضامين وهذا التشـابه من الناحية الشـكلية من حيث المظهر العام فلدى‬
‫المتفكه وعي واسـتبصار في فكاهته أي تفكيره أما المضطرب عقلي ًا فيفتقر‬
‫كثير ًا إلى مثل هذا الوعي‪.‬‬
‫‪ -1‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.440-438‬‬

‫‪- 164 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫(‪ -)2‬من جوانب التشابه الظاهري بين الفكاهة والجنون هو التحريف بالسياق وعدم‬
‫االتساق واستخدام لألفكار واألقوال المخالفة والمتعارضة والسلبية‪.‬‬
‫(‪ -)3‬وهناك تشابه ظاهري بين الفكاهة والتفكير الفصامي في التوازن بين التدفق في‬
‫التفكيـر أو التلقائية فيه لكن المتفكـه تكون أفكاره متدفقة لكنه يتوقف ويتأمل‬
‫ويعيد مسـار تفكيره إلى الطريق الصحيح وصـوالً إلى الهدف وهو اإلضحاك‬
‫أمـا المضطرب عقلي ًا فيتدفق من دون توقف أو تعديل أو تفكير أو السـعي في‬
‫اتجـاه تحقيـق هدف معين مـن وراء التفكير الذي يتسـم بالتفـكك واالنقطاع‬
‫والظرفية وينتقل من موضوع إلى آخر من دون رابط واضح أو خفي‪.‬‬
‫(((‬
‫‪ - 2‬الضحك والفكاهة والعدوان‬
‫الفكاهة هي مثال التعبير الرمزي البديل عن التعبير العدواني الواقعي وما يتصل به من‬
‫السـلوكيات العدوانية ولقـد وجد بعض الباحثين أن الرسـوم الهزليـة والكاريكاتيرية األكثر‬
‫عدوانيـة تكـون أكثـر أمتاع ًا وطرافـة من غيرها بل وصـل األمر ببعض العلماء إلـى القول إن‬
‫الفكاهـة بكل أنواعها ذات طبيعة عدوانية وأقـام بعضهم اآلخر نظريات حول ارتقاء الفكاهة‬
‫(*)‬
‫ونموها على أساس نمو التعبير عن العدوان لدى األطفال والمراهقين والكبار‬

‫‪1- Roeckelein,op.cit.p.216‬‬
‫نقال عن جين ولسون‪ ،‬سيكولوجية فنون األداء‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪207-206‬‬ ‫ ‬
‫* في أحد الدراسـات العربية حول الفكاهة والعدوان قامت عزيزة السـيد بدراسـة العالقة بين العدوانية واسـتجابة‬
‫ ‬
‫الضحك لدى عينات من الشباب من الجنسين وذلك عن طريق قياس استجاباتهم لعدد من الرسوم الكاريكاتيرية‬
‫وحـددت أن هنـاك عالقة ذات طبيعة خاصة بين العدوانية والضحك تكون موجودة بينهما حتى نقطة معينة بعدها‬
‫نجد زيادة في العدوان يصحبها نقص في الضحك كذلك وجدت الباحثة «عزيزة السيد» أن الشعور بالمرارة مما‬
‫تطرحـه النكتـة قـد تؤدي إلى انخفاض تقويم الفرد السـتجابة الضحـك منها ألن يرى الجانـب المعتم فيها الذي‬
‫يرتبط بمشـكالت الواقع والمجتمع‪ ،‬مما يقلل تذوقه وإدراكه واسـتجابته للجانب المشـرق الخاص بالفكاهة أو‬
‫الضحك في هذه النقطة أو تلك‪.‬‬
‫ينظر عزيزة السـيد‪ ،‬العدوانية واسـتجابة الضحك دراسـة باسـتخدام رسـوم الكاريكاتير‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار المعارف‪،‬‬ ‫ ‬
‫ال عن شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك رؤية جديدة‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.208‬‬ ‫‪ 1990‬نق ً‬

‫‪- 165 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫وكذل ــك الرب ــط بي ــن الفكاه ــة والتعبي ــر الجس ــمي ع ــن الع ــدوان ل ــدى اإلنس ــان‬
‫البدائ ــي ذل ــك ال ــذي ظه ــرت الضحك ــة لدي ــه أول م ــرة وكذل ــك ف ــي زم ــن الح ــرب‬
‫وعن ــد نهاي ــة المعرك ــة حي ــث ينف ــس المنتص ــر ع ــن توت ــره ع ــن طري ــق ضحك ــة عالي ــة‬
‫مسموعة(*)‪.‬‬

‫(((‬
‫وباء الضحك‬
‫إن الضحــك وكذلــك البــكاء غيــر المتحكــم فيهمــا مــن الممكــن أن يحدثــا علــى‬
‫نحــو منفصــل تمام ـ ًا عــن الجوانــب والتأثيــرات المرتبطــة بالمــرح أو الكآبــة حيــث أن‬
‫المــخ فــي أحــوال كثيــرة ال يكــون قــادر ًا علــى إدراك الفــرق بيــن التهديــد الحقيقــي‬
‫والتهديــد المتصــور أو المــدرك فقــط وتظهــر المعانــاة لــدى الفــرد وتظهــر الضغــوط‬
‫النفســية بالطريقــة نفســها وقــد يواجههــا اإلنســان بالضحــك أو البــكاء كمــا هــو فــي‬
‫حــاالت البهجــة والفــرح عنــد ســماع نكتــة بارعــة أو فــي حــاالت الحــزن والشــعور‬
‫بفقدان األعزاء أو الممتلكات‪.‬‬

‫‪ - 1‬عدوى الضحك‬
‫من المظاهر المرضية للضحك هي عدوى الضحك التي تنطوي على جوانب مرضية‬
‫خاصة بالضحك‪ ،‬تتعلق بالبعد االجتماعي في الضحك الذي قد يتجاوز أحيان ًا حدود المنطق‬
‫والعقل حيث يذوب العقل الفردي في حدود العقل الجمعي وهذه العدوى المرضية تختلف‬

‫* أشــارت تقاريــر حديثــة إلــى أن العنــف الجماهيــري والمجــازر والمذابــح التــي تحــدث عبــر العالــم أحيانـ ًا‬
‫مــا يصاحبهــا الضحــك فخــال عــام ‪ 1999‬ذكــر كثيــر مــن المراقبيــن حــدوث الضحــك (غيــر الســوي) فــي‬
‫اندونيســيا وكوســوفو وكذلــك خــال المذبحــة التــي حدثــت فــي ليتلتــون فــي واليــة كولــورادو بالواليــات‬
‫المتحــدة األمريكيــة فوفق ـ ًا لمــا قالــه أحــد الشــهود الناجيــن مــن المذبحــة كانــا يضحــكان ويصرخــان فــي‬
‫ابتهاج حينما كانا يقومان بالقتل‪ ،‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪ :‬ص ‪.440‬‬
‫‪ -1‬المصدر نفسه ص ‪.449-442‬‬

‫‪- 166 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫عـن العدوى الصحية التي ينتشـر فيهـا الضحك عن طريق تفاعالت الحيـاة اليومية ويحدث‬
‫ذلك في قاعات السينما والمسرح وغيرها(*)‪.‬‬
‫‪ - 2‬الضحك وأمراض المخ‬
‫أهتـم بعـض الباحثين في حـاالت اإلصابة التـي تحدث في الفـص الجبهي من المخ‬
‫والتي تصاحبها حالة انطالق في السلوك وبهجة في التعامل مع اآلخرين مع احتمال حدوث‬
‫تالعـب باأللفـاظ وتوريـات وتنكيت ومـزاح هزلي غالبـ ًا ما يوصف بالحمـق وهي حاالت‬
‫ضحـك غير مفهومة وتفتقر إلى العمق من حيث مسـتواها أو سـياقها العقلي ومن األمراض‬
‫األخرى التي يصاحبها الضحك وهي وجود خبرات سـارة نوعا ما لدى مرضى الصرع ومع‬
‫المرضى الذين يعانون الشـلل المتعدد من الذين لديهم تدهور في الناحية العقلية كما هو في‬
‫مرض هنتجتون(**) والمرض االهتزازي الرقاص‬
‫‪ - 3‬فقدان القدرة العضلية المفاجئ‬
‫وهـي نوبـة مفاجئة من الضعـف العضلـي يحدثها الضحـك أحيان ًا‪ ،‬وأحيانـ ًا يحدثها‬
‫الغضب أو غيرهما من أشـكال االسـتثارة االنفعالية وتسـتغرق هذه النوبة من ثوان قليلة إلى‬
‫‪ 30‬دقيقـة ويكـون المريض الذي تحدث له هذه النوبات منتبه ًا وواعي ًا بما يحدث حوله لكنه‬

‫* فـي ‪ 30‬كانون الثاني من عام ‪ 1962‬حدث في مدرسـة دينية للبنـات بتنزانيا أن انطلقت ثالث فتيات في الضحك‬
‫وانتشـرت أعـراض عدوى الضحك التـي يصاحبها البكاء والهياج الحركي إلى ‪ 95‬طالبـة ثم إلى ‪ 159‬طالبة مما‬
‫أضطر المدرسـة أن تغلق أبوابها وقد تأثر بهذه العدوى ‪ 217‬من المراهقين ومن الجنسـين من مدارس أخرى ثم‬
‫انتشـرت الظاهرة إلى أكثر من ‪ 14‬مدرسـة ووصل عدد المتأثرين بها إلى أكثر من ألف شـخص بعضهم كان من‬
‫أخوان طالبات هذه المدرسة وأخواتهن وأقاربهن وكان الحجر الصحي اإلجباري للفتيات المصابات بالضحك‬
‫هو الوسيلة الوحيدة للتحكم في الوباء وقيل أن السبب سيكولوجي يتمثل في وجود حالة هستيرية حادة أدت إلى‬
‫انتشـار هذه العدوى في تلك المدارس والقرى ومن ثم تأكدت فكرة العدوى الهسـتيرية ينظر شاكر عبد الحميد‪،‬‬
‫الفكاهة والضحك رؤية جديدة‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.443‬‬
‫** مـرض وراثـي تحدث فيـه حاالت فقدان حـادة للذاكرة مـع وجود حركات راقصـة واضطرابات وجدانية تتسـم‬
‫بالتعبيـر فـي المـزاج من االكتئـاب أو القلق إلى اإلنشـاء والبهجة أحيان ًا ينظر‪ -:‬سـامي عبد القـوي‪ ،‬علم النفس‬
‫العصبي‪ ،‬األسس وطرق التقييم‪ ،‬العين‪ ،‬مطبوعات جامعة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،2001 ،‬ص ‪.71‬‬

‫‪- 167 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫يكـون عاجز ًا عن الحركة اإلرادية المناسـبة وخاصة خالل الدقيقـة األولى من النوبة وأحيان ًا‬
‫خلال النوبة كلها وهذه الحالة مثيرة لالهتمام يتحول خاللها اإلنسـان إلى شـخص ضعيف‬
‫عن طريق الضحك في حين تسعى بالضحك إلى جعله قوي ًا‪.‬‬
‫‪ - 4‬غاز الضحك‬
‫وهو غاز أوكسـيد النتروز (‪ )NO2‬وهو مخدر مسـكن لأللم يسـتخدمه أطباء اإلسنان‬
‫بعـد معالجتـه بطريقة معينـة فتحت تأثيـره يضحك المرء بشـكل ال إرادي ويـؤدي حركات‬
‫تمثيليـة ويتكلـم كالحمقـى مما يجعل من ينظر إليـه يضحك عليه وربمـا كان تأثير هذا الغاز‬
‫مشـابه ًا إلـى تأثيـر المخـدرات والعقاقيـر األخـرى المثيـرة للضحـك مثـل «الماريجوانـا‪،‬‬
‫والحشيش‪ ،‬والكحوليات‪ ،‬وعقار ‪.»L.S.D‬‬
‫(((‬
‫أساليب العالج‬
‫تـم افتتاح عيادات عديـدة لعالج الضحك في أوروبا والواليـات المتحدة وأصبحت‬
‫هنـاك غرفـة للضحك في بعض المستشـفيات وصار هنـاك اعتراف متزايد بما يسـمى بطب‬
‫الضحك(*) وسنذكر هنا بعض أساليب العالج بالضحك المتاحة أالن وهي‪-:‬‬
‫أ‪ -‬قاعات الضحك‬
‫وتقوم هذه الخدمة الفكاهية التي تقدم داخل المستشفيات على أسس تزويد المرضى‬
‫بمجموعـة مختـارة من النكات والحكايـات واأللعاب الطريفة والهدف مـن ذلك كله تقليل‬
‫شعور المرضى باأللم وتعرف الفكاهة العالجية في ضوء هذه الطريقة بأنها أي تفاعل إيجابي‬
‫يكون قادر ًا عندما يسـتخدم بشـكل فعال على تعزيز شعور المريض بتحسن الحال الجسمي‬
‫أو االنفعالي‪.‬‬

‫‪ - 1‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك رؤية جديدة‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.463 459-‬‬
‫* تأسسـت في السـنوات االخيرة العديد من " أندية الضحك " في أماكن عديدة من العالم وأصبحت بعض شـركات‬‫ ‬
‫الطيران تسـتعين ببعض المهرجين للترويح عن الركاب ومسـاعدتهم للتغلب على مخاوفهم وظهرت كتب عديدة‬
‫في السنوات األخيرة كانت عناوينها " الضحك خير دواء " و" العالج بالضحك "ينظر المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.35-33‬‬

‫‪- 168 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫ب‪ -‬العالج المعرفي‬


‫أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن في العالجات المعرفية أسلوب فعال في مواجهة‬
‫بعـض األمراض النفسـية وخاصة القلـق الزائد واالكتئاب باسـتخدام اسـتراتيجيات معرفية‬
‫متنوعـة مـن بينها الفكاهة التي تكون فعالة عندما تكون تلقائية وتسـمح للمريض بأن يالحظ‬
‫أفـكاره الخاصـة علـى نحو موضوعي وكذلك يسـتخدم المعالـج أمثلة افتراضيـة مبالغ فيها‬
‫تحيل إلى نحو مباشـر األفكار المريضة مما يجعلـه يضحك من مثل هذه األفكار ألن تعديل‬
‫أسـاليب الشخص في التفكير هو جوهر العالج المعرفي بمصاحبة الفكاهة الذي يعمل على‬
‫توسيع حدود نسق األفكار والمعتقدات لدى الفرد وجعله أكثر مرونة وأقل صالبة‪.‬‬
‫ج‪ -‬العالج الجماعي‪-:‬‬
‫قـد يعمـل العالج الجماعي بشـكل أفضل مـن العالج المنفـرد وذلك نتيجـة التنويع‬
‫المتزايد في األفكار والتنشـيط والتيسـير االجتماعي داخل الجماعة فـأن إطالق النكات في‬
‫جماعة يولد ضحك ًا أكثر من إطالقها بين فردين أثنين فقط لما للضحك من خاصية للعدوى‬
‫التي تعزز التواصل الخاص بين األفراد وتقلل الشعور بالقلق وتعدل من الحاالت االنفعالية‬
‫واالتجاهات السلبية ويعمل على زيادة تماسك الجماعة واستبصار األفراد بالمشكالت كما‬
‫ينتج العالج الجماعي اقتصاد في وقت المعالجة وجهده وكلفة العالج(*)‪.‬‬
‫د‪-‬العالج التحريضي‪-:‬‬
‫تسـتخدم الفكاهة في العالج التحريضي كأسـلوب أساسـي في العالج لتشجيع المرضى‬
‫علـى الضحـك من أنفسـهم ومـن األسـاليب والعـادات التي تـدل على سـوء التكيـف والتوافق‬
‫االجتماعي والحياتي لديهم وتسـتخدم المبالغة والسخرية والحكاية التهكمية والنكات لمهاجمة‬
‫منظومة المعتقدات واألفكار الموجودة لدى األفراد من أجل أن يغيروا طرائقهم في السلوك‪.‬‬

‫* تعتبر أندية الضحك ألتي أسسـت حديث ًا في العديد من دول العالم كالهند وبريطانيا والنرويج وغيرها بمثابة أحد‬
‫أشكال العالج النفسي بالضحك‪ ،‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.462‬‬

‫‪- 169 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫ثالث ًا‪ :‬الوظيفة االتصالية للسخرية‪:‬‬


‫أورد الكاتـب في تعريف سـابق للسـخرية بأنها نوع مـن التأليف األدبـي أو الخطاب‬
‫الثقافـي((( «والخطاب ينطوي على لغـة» واللغة تحتمل جانبين أحدهمـا لفظي ويطلق عليه‬
‫اللغـة اللفظيـة وثانيهمـا غيـر لفظي ويطلـق عليه اللغـة غير اللفظيـة ويتمثـل األول في اللغة‬
‫المنطوقة والمكتوبة بينما يمثل الثاني في الحركات واإلشارات واأللوان واألضواء والظالل‬
‫(((‬
‫والرسوم واإليماءات والعالمات‬
‫ويمكـن أن تضاف إلى اللغة اللفظية أوعية صوتيـة أخرى غير الكلمات مثل عالمات‬
‫(((‬
‫التـردد والتهتهـة ونغمة الصوت والضحك والبكاء وفترات الصمـت أثناء الكالم وغيرها‬
‫وعلى هذا أمكن تعريف اللغة بأنها نظام من الرموز المرئية أو المسموعة اللفظية وغير اللفظية‬
‫التي تسـتخدم في ترميز الرسـائل االتصالية الموجهة إلى اآلخرين بقصد استحضار المعاني‬
‫لديهم ((( واالتصال يستعين باللغة اللفظية وغير اللفظية مع ًا إال أن اللفظ يحظى بحيز كبير في‬
‫الغالـب ((( وعـن طريق هذه االسـتعانة تتحول األفـكار والمفاهيم والمشـاعر إلى عمل فني‬
‫إبداعي كالرسم الساخر‪ ،‬واللوحة التشكيلية‪ ،‬والموسيقى‪ ....‬الخ (((‪.‬‬
‫(ويشـير مفهوم االتصال إلـى العملية أو الطريقة التي تنتقل بهـا األفكار والمعلومات‬
‫بيـن النـاس داخـل نسـق اجتماعـي معيـن يختلـف من حيـث الحجـم ومن حيـث محتوى‬

‫‪ -1‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪2- James Compell and L. w. Hepler, Dimensions in communication Readings. Colifornia:‬‬
‫‪w.  lnc, 1966, P.25‬‬
‫نق ً‬
‫ال عن هادي نعمان الهيتي‪ ،‬في فلسفة اللغة واإلعالم م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.8‬‬ ‫ ‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه‪،‬ص‪.8‬‬
‫‪4- Charles S.Mudd and Mocolm O.Sillars,Specch:Contentand Communication New york‬‬
‫‪T.Y.C.1969,p25‬‬
‫ال عن المصدر نفسه‪ :‬ص ‪.8‬‬ ‫نق ً‬ ‫ ‬
‫‪ - 5‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.8‬‬
‫‪ -6‬سمير شريف استيتية‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫‪- 170 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫العالقـات المتضمنـة فيـه) ((( (والطـرق التـي تتكـون أو تعـدل بهـا المعـارف واآلراء‬
‫واالتجاهات) (((‪.‬‬
‫(ويقسـم االتصـال علـى أنـواع متعددة تبعـ ًا لمعاييـر مختلفـة‪ ،‬كمعيار الهـدف العام‬
‫لالتصـال كالقـول‪ -:‬أعلام (أو أخبـار) أو دعاية أو إعالن أو حرب نفسـية أو تبع ًا للوسـيلة‬
‫المسـتخدمة كالقـول‪ :‬اتصال إذاعي أو اتصـال تلفزيوني أو اتصال صحفي‪ ،‬أو تبع ًا للحاسـة‬
‫التـي تسـتقبل االتصـال كالقول اتصال مسـموع أو اتصال مرئـي أو تبع ًا للموقـف االتصالي‬
‫كالقـول االتصـال المواجهـي أو االتصـال الجماهيـري أو االتصـال الوسـيطي) ((( (ويعـد‬
‫االتصال عملية ترامز حيث يسـتعين الطرف المرسـل في العملية االتصالية بالرمز في التعبير‬
‫عـن المعاني في وقت يتولى المسـتقبل فك رموز الرسـالة لكشـف داللتها ومـن هنا جاءت‬
‫((( (*)‬
‫تسمية هذه العملية باالتصال الرمزي)‬
‫ وتتجلـى الوظيفـة االتصاليـة للسـخرية (فـي تلـك السـياقات الخاصـة بالتفاعـل‬
‫االجتماعي أو االتصال االجتماعي بين األشـخاص أو الجماعـات التي تظهر فيها المثيرات‬
‫المضحكـة وتحدث تأثيراتها السـارة) ((( المتمثلة بالضحك حيـث (يقوي الضحك التعاون‬
‫االجتماعـي وييسـر التفاعـل بين األفـراد والجماعـات ويرفع من مسـتوى الدافعيـة للعمل‬

‫محمـود عودة‪ ،‬أسـاليب االتصال والتغيـر االجتماعي‪ ،‬الكويت‪ ،‬ذات السالسـل للطباعة والنشـر‪ ،‬ط‪،1989 ،2‬‬ ‫‪ -1‬‬
‫ص ‪.5‬‬
‫هادي نعمان الهيتي‪ ،‬االتصال والتغير الثقافي‪ ،‬الجمهورية العراقية‪ ،‬الموسـوعة الثقافية‪ ،‬منشـورات وزارة الثقافة‬ ‫‪ -2‬‬
‫والفنون‪ ،1978 ،‬ص ‪.13‬‬
‫هادي نعمان الهيتي‪ ،‬في فلسفة اللغة واإلعالم‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.8‬‬ ‫‪- 3‬‬
‫هادي نعمان الهيتي‪ ،‬في فلسفة اللغة واإلعالم‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.7‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫الرموز هي ما يستخدم عمد ًا ليحل محل شيء أو معنى آخر دون أن تكون بالضرورة صلة بين الرمز وبين ما يحل‬ ‫* ‬
‫محلـه وتكـون الرموز فـي العادة واضحـة إذ ينبغي أن تكون مرئية أو مسـموعة أو موضع أحسـاس انفعالي وتعد‬
‫الرمـوز وحدات أساسـية ألنظمة االتصال منهـا ما هو لفظي مثل كلمات اللغة المنطوقـة ومنها ما هو مطبوع مثل‬
‫الكلمات المطبوعة ومنها ما هو تمثيلي ينظر المصدر نفسه‪ :‬ص ‪.7‬‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪ -5‬‬

‫‪- 171 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫والنشـاط واإلنجـاز) ((( وهو (جزء مـن الموقف االتصالي الذي يكون فيه مرسـل ورسـالة‬
‫ومسـتقبل ورجع صـدى حيث ينظر إلى الموقـف االتصالي باعتبار وجود اإلرسـال الواعي‬
‫واالستقبال الواعي) (((‪.‬‬
‫ إذ (تتصاعد درجة الفهم حتى يبلغ االسـتغراق في فهم الخفايا الموضوع وأسـراره‬
‫ودقائقه ليصل بالمستقبل إلى االستغراق بالضحك أحيانا وهذا دليل واضح على شدة تفاعل‬
‫(((‬
‫المستقبل مع الموقف)‬
‫ وبمـا أن (السـخرية نوع مـن التأليف األدبـي أو الخطاب الثقافي) (((فإنها (تسـتغل‬
‫ً‬
‫شـكال شبه لغوي مثل التعبير‬ ‫المهارات اللغوية والقدرة على الخطاب الجيد) ((( وقد (تتخذ‬
‫عن اإلعجاب أو الدهشـة أو السـرور أو التحسر أو الضحك أو ما إلى ذلك من األشكال شبه‬
‫اللغويـة) (((‪.‬وعليـه (عندما نفسـر االتصال كعمليـة بيولوجية يمكننا أن نوضـح ذلك في أن‬
‫اسـتقبال الرسـالة يتطلـب عمليـة بيولوجية لـدى الكائن البشـري التـي تتصل إلـى حد كبير‬
‫وأساسي بوظائف الجهاز العصبي ووظائف الحواس المختلفة‪ ،‬تنتج عنه استجابة) (((‪.‬‬
‫ (ترتبـط بالجوانـب المعرفيـة للفكاهـة تلـك العمليـات العقلية الخاصـة باإلدراك‬
‫والخيـال واإلبـداع والفهـم والتـذوق للفكاهـة) (((‪( .‬واالتصـال كعملية سـيكولوجية وهو‬
‫األسـلوب الـذي تتكون عبره العالقات اإلنسـانية وتسـتمر بالوجود بتعبيرات تسـمى رموز ًا‬
‫ومنهـا تعبيرات الوجه ووضع الجسـم وحركاتـه ونغمة الصوت والصـورة وعلى هذا يكون‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.32‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫سمير شريف أستيتية‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ ‪,‬ص‪47‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.47‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬ ‫‪ -5‬‬
‫هادي نعمان الهيتي‪ ،‬في فلسفة اللغة واإلعالم‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.35‬‬ ‫‪ -6‬‬
‫مجد هاشم الهاشمي‪ ،‬اإلعالم الدولي والصحافة عبر األقمار الصناعية‪ ،‬عمان‪ ،‬دار المناهج للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪،2‬‬ ‫‪ -7‬‬
‫‪ ،2003‬ص ‪.14‬‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪ -8‬‬

‫‪- 172 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫االتصـال الناجـح هـو الذي يسـتطيع أن يجعـل المثيرات قـادرة على أحداث االسـتجابات‬
‫المرغـوب فيهـا) ((( وهذا يتمثـل في (الجوانب السـلوكية ومنها الضحـك بأصواته ونغماته‬
‫وحركات عضالت الوجه التي تشبه أحيان ًا التكشيرات‪ ،‬وتعرية األسنان‪ ،‬أو كشفها واألصوات‬
‫التي تصدر عن الفم‪ ،‬والتغيرات في أوضاع الجسم وحركاته) (((‪.‬‬
‫ (واالتصـال كعملية إنسـانية يتـم فيها تبـادل المفاهيم بين األفراد وذلك باسـتخدام‬
‫الرموز ويعبر عن الرموز (باللغة) التي هي أداة االتصال والرمز هو الشيء الذي يمثل أو يرمز‬
‫إلى شـيء آخر والكلمة عبارة عن رمز يمثل فكرة أو شـيئ ًا في الواقع وقد تتكون هذه الرموز‬
‫على شـكل أحرف أو أرقام أو ألوان أو زوايا أو خطوط أو كلمات أو إشـارات أو لغة أعضاء‬
‫الجسم) (((‪.‬‬
‫ ويظهـر ذلك في (اسـتخدام السـخرية مـن قبل بعـض المتفكهين مثـل الكوميديين‬
‫وفناني الرسوم المتحركة ورسامي الكاريكاتير‪ ،‬والكتاب الساخرين) (((‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بمعان‬ ‫ أو كما هو في (التورية عن طريق االستخدام الفكاهي لكلمة معينة كي توحي‬
‫أخرى مختلفة أو هي االستخدام للكلمات ذات المنطوق الصوتي المتقارب أو المتطابق كي‬
‫تعني بعض المعاني المختلفة) (((‪.‬‬
‫ولهذا يستعين اإلنسان باللغة في تحقيق وظائف أساسية يمكن تحديدها في ما يأتي(((‪:‬‬
‫‪ - 1‬الوظيفة االتصالية المتمثلة في تكوين أشكال لغوية تحمل أفكار ًا ومشاعر يمكن‬
‫تناقلها بين األطراف بطرق مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.14‬‬ ‫‪- 1‬‬


‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫مجد هاشم الهاشمي‪ ،‬اإلعالم الدولي والصحافة عبر األقمار الصناعية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.16‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.51‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.54‬‬ ‫‪ -5‬‬
‫هادي نعمان الهيتي‪ ،‬في فلسفة اللغة واإلعالم‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪.46‬‬ ‫‪ -6‬‬

‫‪- 173 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ - 2‬الوظيفـة التجريديـة المتمثلة في تجريد الواقـع أو اختزاله وتحويله إلى رموز مما‬
‫يتاح لإلنسان فهمه وضبطه بدرجة ما‪.‬‬
‫‪ - 3‬الوظيفة التعبيرية المتمثلة في إثارة االنفعاالت أو التعبير عن المشاعر أو تحريك‬
‫العوامل النفسية لآلخرين‪.‬‬
‫‪ - 4‬الوظيفـة التوجيهيـة المتمثلـة في تحفيز اآلخرين نحو ميل أو اتجاه أو سـلوك ما‪،‬‬
‫اعتمادا على استمالة عقلية أو عاطفية‪.‬‬
‫‪ - 5‬الوظيفة التعميمية المتمثلة في إعمام إلى ما هو مماثل أو مشابه نسبة إلى صفة أو‬
‫فصيلة أو مجموعة أو جماعة )‪.‬‬
‫وهذه الوظائف يمكن لها أن تقود إلى استنتاج عدد من خصائص اللغة ومنها (((‪-:‬‬
‫أ‪ -‬ارتباط اللغة بالسلوك اإلنساني‪ ،‬ومن بين ما يعنيه ذلك شيوع أنماط وعادات لغوية‬
‫تسـاعد فـي التنبؤ عما يصدر عن فرد من رد فعـل أو إجابات في مواقف معينة كما تتضح عن‬
‫طريق ذلك اهتمامات األفراد واتجاهاتهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬ارتبـاط اللغة بالعمليات العقلية كالتفكير والتخيـل والتصور والتذكر وهذه كلها‬
‫تقدم صور ًا وذكريات ومفهومات عن األشـياء واألشخاص والموضوعات وتوفر تصنيفات‬
‫فـي هيئات جاهزة‪ ،‬وأسـاليب من التجارب وتجسـد الخبرات اإلنسـانية ممـا يتيح لألذهان‬
‫تأملها والوقوف عندها‪.‬‬
‫جــ‪ -‬يتيح اسـتخدام اللغة تجميع الفرد السـتجابات في موقف محدد واسـتخالص‬
‫سمات معينة من ذلك الموقف والتعبير في شكل لغوي ويتيح أيض ًا تحليل أي صورة أو فكرة‬
‫إلى أجزائها وخصائصها ويمكن إعادة تركيبها في ذهنه أو في ذهن من تتوجه إليه اللغة‪.‬‬
‫د‪ -‬توفر اللغة أساسـ ًا لشـعور األفراد بانتمائهم وإدراك األفراد لمشاعر التضامن بينهم‬
‫وهي أسـاس اشـتراك األفـراد في الذكريـات التاريخيـة والثقافيـة واالجتماعيـة تدفع بذلك‬

‫‪ -1‬هادي نعمان الهيتي‪ ،‬في فلسفة اللغة واإلعالم‪ ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.47‬‬

‫‪- 174 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫الشـعور نحـو االشـتراك وتحمـل مسـؤولية التحـرك بالمجتمـع فيمـا يطلـق عليـه «الوعي‬
‫الجمعي»أو الشعور الجمعي‪.‬‬

‫االتصال السياسي والعملية السياسية‬

‫(إن عمليـه االتصـال الجماهيـري(*) هـي عمليـة منظمة ومعقـدة ويزيد مـن صعوبتها‬
‫ارتباطها المباشر بالسياسة(**)‪ ،‬فإدراك الحكومات منذ القدم ألهمية االتصال ووسائله دفع بها‬
‫السـتننان القوانين التي أتاحت لها مراقبة هذه الوسائل ونتاجها بل أن بعض الحكومات تضع‬
‫وسـائل االتصال الجماهيري تحت إشـرافها المباشر وتسـمح لها بالعمل ضمن الحدود التي‬
‫يرسمها القانون)((( وترى بعض الدراسات النقدية في اإلعالم (أن وظيفة وسائل اإلعالم هي‬
‫مسـاعدة أصحاب السـلطة في المجتمع على فـرض نفوذهم والعمل علـى دعم الوضع ولذا‬
‫فهذه الوسائل مسؤولة عن انتشار نمط معين من الثقافة الجماهيرية بدالً من الثقافة الراقية)(((‪.‬‬
‫فاالتصال السياسـي هو أحد وظائف النظام السياسـي والقرارات يجب أن تتخذ على‬
‫أسـاس معلومات جديدة ومناسـبة وهـي تكون كذلـك إذا حصل عليها بواسـطة أداة اتصال‬

‫االتصال الجماهيري يحتضن جميع وسائل االتصال اإلنساني على صعيد جمعي وجماهيري‪ :‬االتصال الشخصي‬ ‫* ‬
‫المباشر (ما يطلق عليه العالقات االتصالية األولية)‪ ،‬االتصال الجمعي المباشر كالخطابة والمسرح وغير المباشر‬
‫كالسـينما واالتصـال الجماهيـري غيـر المباشـر (العالقـات االتصاليـة الثانوية) كالكتـاب والصحافـة واإلذاعة‬
‫والكاسيت والتلفزة األرضية والفضائية ووسائل االتصال التعددي «‪ »Hypermedia‬بمختلف أشكاله وتقنياته‬
‫باإلضافـة إلى وسـائل االتصال الجديدة كاالنترنيت والقرص المدمج والديسـك‪ ..‬الخ ينظـر‪ :‬فريال مهنا‪ ،‬علوم‬
‫االتصال والمجتمعات الرقمية‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر المعاصر‪ ،‬ط‪ ،2002 ،1‬ص ‪.29‬‬
‫السياسة‪ :‬مجموعة قرارات يتخذها عنصر سياسي أو مجموعة سياسية بشأن اختيار األهداف المتعلقة بحالة معينة‬ ‫** ‬
‫وطرائـق الحصـول عليها‪ ،‬وينبغـي أن تكون هذه القرارات مـن حيث المبدأ‪ ،‬ضمن قدرة واضع السياسـات على‬
‫تحقيقها‪ .‬ينظر‪ :‬جيفر روبرت‪ ،‬اليسـتر ادوارد‪ ،‬القاموس الحديث للتحليل السياسـي‪ ،‬ترجمة سـمير عبد الرحيم‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬الدار العربية للموسوعات‪ ،1999 ،‬ص ‪.317‬‬
‫عصام سليمان الموسى‪ ،‬المدخل في االتصال الجماهيري‪ ،‬األردن‪ ،‬مكتبة الكتابي للنشر والتوزيع‪ ،2003 ،‬ص‪.25‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫محمد حسـام الدين إسـماعيل‪ ،‬الصورة والجسـد دراسـات نقدية في اإلعالم المعاصر‪ ،‬بيروت‪ ،‬مركز دراسـات‬ ‫‪ -2‬‬
‫الوحدة العربية‪ ،2008 ،‬ص ‪.37‬‬

‫‪- 175 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫جديـدة‪ ،‬تعبـر عن الواقع وتمده بالحقائق دون تشـويه أو تحريف أي إذا ما أسـتخدم الحكام‬
‫قنوات اتصال جيدة وفعالة تنقل إليهم نبض الجماهير وتطلعاتها وآرائها ومواقفها واتجاهاتها‬
‫الحقيقيـة وتنقـل للمواطنيـن تعليمـات وأوامر الحـكام بدقـة إذا كانت عمليـة التواصل بين‬
‫الحاكم والمحكوم جيدة وتأصل من خاللها النظام السياسي) (((‪.‬‬
‫(عملية بث المعلومات السياسية وتسلمها من جانب العناصر المختلفة لنظام سياسي‬
‫مـا‪ .‬وتعد المعلومات سياسـية باإلشـارة الى محتواهـا وتأثيرها المقصود أو اسـتثمارها من‬
‫المتلقـي وال يقتصـر المفهـوم على محاولة اإلقناع السياسـي والتثقيـف والدعاية وقد تكون‬
‫المعلومات في النوع الذي يبث عن طريق أي وسـيلة مث ً‬
‫ال التقارير اإلحصائية وبيانات اآلراء‬
‫الفرديـة واسـتطالعات الرأي وتقاريـر القرارات والتغطيـة اإلخبارية‪ ...‬الـخ )((( وينظر إلى‬
‫االتصال السياسي على أنه (علم يدرس مجموعة األنشطة والفعاليات التي يزاولها القائمون‬
‫بالعملية االتصالية من أجل تحقيق أهداف سياسية تهمهم على المستوى الذاتي‪ ،‬مثل الزعماء‬
‫السياسـيين والقـادة الحزبيين والبرلمانييـن وينصب جوهر االتصال السياسـي على إحداث‬
‫التأثيـر وتغيـر اآلراء والقناعـات لدى الجمهور المسـتقبل باتجـاه محدد هو مـا يريده القائم‬
‫بالعملية االتصالية)(((‪.‬‬
‫وعليه فاالتصال السياسـي هو (أحد أنماط االتصال وهو نشـاط يؤدي وظيفة سياسية‬
‫للقائميـن عليـه‪ ،‬بمعنـى أن أهدافه ودوافعـه في جوهرها إنمـا تقتصر على إحـداث تأثيرات‬
‫واقعيـة أو محتملـة فـي عمـل وسـلوكيات اآلخرين وتسـعى الـدول على اختلاف أنظمتها‬
‫السياسـية إلى اسـتخدام وسـائل االتصال لتحقيق أهدافها في حالتي «السلم و الحرب» وفي‬
‫مقدمتها األهداف السياسية على المستوى الوطني أو الدولي)(((‪.‬‬

‫مجد هاشم الهاشمي‪ ،‬اإلعالم الدولي والصحافة عبر األقمار الصناعية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.35‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫جيفر روبرت‪ ،‬اليستر ادوارد‪ ،‬القاموس الحديث للتحليل السياسي‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.324‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫علي الجابري‪ ،‬األخبار السياسـية في قناة أبو ظبي الفضائية‪ ،‬رسـالة ماجسـتير غير منشورة‪ ،‬الجامعة المستنصرية‪،‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫المعهد العالي للدراسات السياسية‪ ،‬بغداد‪ ،2003 ،‬ص ‪.8‬‬
‫محمد حمدان المصالحة‪ ،‬االتصال السياسي‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪.37‬‬ ‫‪ -4‬‬

‫‪- 176 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫ولهذا (اهتم علماء السياسـة واالتصال السياسي واالجتماع السياسي بدراسة التفاعل‬
‫بين االتصال والنظام السياسي والعملية السياسية بصفة عامة وأكدوا أهمية العالقة الجوهرية‬
‫بينهما فعالم السياسة يصعب أن يوجد دون االتصال ألنه حلقة الوصل بين الجماهير والنخبة‬
‫الحاكمة صانعة القرارات وينطبق ذلك على النظام السياسـي أي ًا كانت طبيعته فالمواطنون ال‬
‫بد أن يكونوا قادرين على توصيل رغباتهم ومطالبهم إلى الحكومة‪ ،‬وعلى الحكام أن يكونوا‬
‫قادرين على توصيل قراراتهم إلى المواطنين وتبريرها لهم بهدف نيل رضاهم) (((‪.‬‬
‫(وهكذا صارت السياسـة تقتضي وجود إعلام ناجح يعتمد التخطيط الدقيق والدهاء‬
‫والحنكـة وإتقـان فن التقـرب من الجماهيـر ومعرفة خيوط الـرأي العام‪ ،‬فاإلعلام الرديء‬
‫الضعيف والمرتبك ال بد أن يسـيء للسياسـة الناجحة ويؤثر سـلب ًا في صورتها لدى أوسـاط‬
‫الـرأي العـام وعلى العكس من ذلك نجد اإلعالم يضفي على السياسـة الضعيفة بريق ًا ويلقي‬
‫عليهـا هالـة من نور تحسـن صورتها وتبدد الشـكوك والمخـاوف إزاءها) ((( (لقد أسـتغلت‬
‫السياسة الحديثة اإلعالم بكل ما استطاعت من دهاء وقوة وعملت على توظيف طاقته لصالح‬
‫الرأي السياسـي أو أهداف السياسـة الخاصة والعامة وقد أدى هذا االهتمام العالي باإلعالم‬
‫ووسـائله إلـى السـيطرة والتحكم بالخطـاب اإلعالمي وجعلـه صناعة تمتلـك كل مقومات‬
‫النجاح والديمومة) (((‪.‬‬
‫ممـا تقـدم يتضح لنا قوة العالقة بين العملية السياسـية والعملية اإلعالمية ويتضح بأن‬
‫هناك عالقة نفعية بينهما عن طريق اعتماد النظم السياسية على موارد وسائل اإلعالم لتحقيق‬
‫األهداف اآلتية(((‪-:‬‬

‫بسـيوني إبراهيـم حمـادة‪ ،‬دور وسـائل االتصال في صنع القـرارات في الوطـن العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬مركز دراسـات‬ ‫‪ -1‬‬
‫الوحدة العربية‪ ،1993 ،‬ص ‪.49‬‬
‫عبد السـتار جواد‪ ،‬اللغة اإلعالمية دراسـة في صناعة النصوص اإلعالمية وتحليلها‪ ،‬األردن‪ ،‬دار الهالل للترجمة‪،‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫‪ ،1998‬ص ‪.51‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪.52-51‬‬ ‫‪- 3‬‬
‫حسن عماد مكاوي‪ ،‬ليلى حسن السيد‪ ،‬االتصال ونظرياته المعاصرة‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪ ،2004 ،‬ص ‪.320 - 319‬‬ ‫‪ -4‬‬

‫‪- 177 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ )1‬الحفاظ على النظام السياسي وتحقيق التكامل االجتماعي عن طريق بث روح‬


‫اإلجماع وتكوين الرأي العام‪.‬‬
‫‪ )2‬زيادة وتدعيم القيم والمعايير السياسية مثل الحرية‪ ،‬المساواة‪ ،‬إطاعة القوانين‪،‬‬
‫التصويت االنتخابي‪.‬‬
‫‪ )3‬تدعيم الشـعور بالمواطنة لتنفيذ األنشـطة األساسـية مثل الحماس للحرب أو‬
‫المشاركة في التصويت االنتخابي‪.‬‬
‫‪ )4‬التحكم وكسـب الصراعات بين النظام السياسـي ونظـم اجتماعية أخرى مثل‬
‫النظام الديني للفصل بين الدين والدولة‪.‬‬
‫أمـا وسـائل اإلعلام المختلفة فأنهـا تعتمد على النظام السياسـي القائم فـي أي دولة‬
‫لتحقيق األهداف اآلتية‪-:‬‬
‫‪ )1‬اكتساب الحماية التشريعية والقضائية والتنفيذية‪.‬‬
‫‪ )2‬الحصـول علـى معلومـات رسـمية وغيـر رسـمية لتغطيـة األخبـار مثـل عقد‬
‫المؤتمـرات الصحفيـة والحصول على تصريحات بشـأن األوضاع السياسـية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ )3‬تحقيق عائد من اإلعالنات السياسية في أوقات االنتخابات‪.‬‬

‫رابع ًا‪:‬الوظيفة اإلعالمية للسخرية‪-:‬‬


‫مـن أجـل دراسـة الوظيفة اإلعالميـة للسـخرية ينبغي التطـرق أوالً لوظائف وسـائل‬
‫(((‬
‫اإلعالم فقد قدم الدكتور ويلبر شرام(*) ثالث وظائف هي‪-:‬‬

‫* الدكتور ويلبر شـرام مدير معهد البحوث اإلعالمية في جامعة سـتانفورد وهو مؤلف لعدد من الكتب في موضوع‬
‫وسـائل اإلعلام ومستشـار إعالمي لـدى عدد من الحكومات وأسـهم فـي العديد مـن المؤتمرات التـي نظمتها‬
‫اليونسكو‪.‬‬
‫‪ -1‬ويلير شـرام‪ ،‬وسـائل اإلعالم والتنمية القومية‪ ،‬ترجمة أديب يوسف شيش‪ ،‬دمشق‪ ،‬مطابع وزارة الثقافة والسياحة‬
‫واإلرشاد القومي‪ ،1969 ،‬ص ‪.75 - 71‬‬

‫‪- 178 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫‪ - 1‬وظيفة الخفير الرقيب‪-:‬‬

‫وهي أن يبحث البلد النامي عن العون والمعرفة لدى األقطار األكثر تقدم ًا من الناحية‬
‫الفنية للحصول على قدر من المعلومات أكبر من ذي قبل‪.‬‬

‫‪ - 2‬وظيفة السياسة‪-:‬‬

‫البد من توسـيع األسـاس الذي تبنى عليه السياسـة المهمة عن طريق اتخاذ القرارات‬
‫والمشـاركة الفعالـة من الشـعب وقبـول أهداف جديـدة ومواقـف جديدة وعـادات جديدة‬
‫ومسؤوليات جديدة وهذا يقتضي أعالم ًا وإقناعا عن طريق إذاعة المعلومات من األعلى إلى‬
‫األسفل ومن أسفل إلى أعلى وافقي ًا بصورة تجعل الشعب يناقش األمور ويصل إلى قرارات‬
‫جماعية‪.‬‬

‫‪ - 3‬وظيفة التعليم‪-:‬‬

‫يسـتخدم اإلعالم لتشجيع الناس على التعليم ولزيادة التعطش إلى المعرفة وتلك هي‬
‫الوظيفة التعليمية لوسـائل اإلعالم القومية وحين يشـرع القطر بالتنمية يوفر اإلعالم المعرفة‬
‫حيـث تظهر الحاجة إليها ويهيء ميدان ًا للمناقشـة والمبادرة واتخاذ القرارات ورفع مسـتوى‬
‫العام للطموح‪.‬‬
‫أمـا (ماكويل) فيذهب إلى أن وسـائل اإلعلام تتحدد بوظائف أساسـية في المجتمع‬
‫(((‬
‫تنحصر فيما يأتي‪-:‬‬
‫‪ )1‬اإلعالم‪-:‬‬
‫ويعنـي نشـر المعلومـات الخاصـة بالوقائـع واألحـداث التـي تقـع داخـل المجتمع‬
‫وخارجه‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد عبد الحميد‪ ،‬نظريات اإلعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬القاهرة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،1997 ،‬ص ‪.53-52‬‬

‫‪- 179 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ )2‬تحقيق التماسك االجتماعي‪-:‬‬


‫وذلك عن طريق الشرح والتفسير والتعليق على األفكار واألحداث والمعلومات‪ ،‬ثم‬
‫تدعيم الضبط االجتماعي والمعايير الخاصة به‪ ،‬وكذلك التنشئة االجتماعية‪ ،‬ودعم اإلجماع‬
‫حول القضايا والمواقف المختلفة‪.‬‬
‫‪ )3‬تحقيق التواصل االجتماعي‪-:‬‬
‫وذلك عن طريق التعبير عن الثقافة السائدة والكشف عن الثقافات الفرعية والثقافات‬
‫النامية‪ ،‬ودعم القيم الشائعة‪.‬‬
‫‪ )4‬الترفيه‪-:‬‬
‫ويتمثل في تقديم التسلية وتهيئة الراحة واالسترخاء والقضاء على التوتر االجتماعي‬
‫‪ )5‬التعبئة‪-:‬‬
‫وتتمثل في المسـاهمة في الحمالت االجتماعية وبصفة خاصة في األزمات السياسية‬
‫واالقتصادية والحروب‪.‬‬
‫(((‬
‫ويرى ليزي مويلز أن لالتصال تسع وظائف هي‪-:‬‬
‫‪ )1‬وظيفة اإلخبار والتزويد بالمعلومات ورقابة البيئة‪.‬‬
‫‪ )2‬الربط والتفسـير‪ ،‬والهدف منه تحسـين نوعية فائدة المعلومات وتوجيه الناس لما‬
‫يفكرون به وما يعملونه‪.‬‬
‫‪ )3‬الترفيه وهدفه تحرر الناس من الضغط والمصاعب‪.‬‬
‫‪ )4‬التنشـئة االجتماعية وهدفها المسـاعدة في توحيد المجتمع عن طريق توفير قاعدة‬
‫مشتركة للمعايير والقيم والخبرة االجتماعية‪.‬‬

‫‪ -1‬مجد هاشم الهاشمي‪ ،‬اإلعالم الدولي للصحافة عبر األقمار الصناعية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.29‬‬

‫‪- 180 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫‪ )5‬التسويق‪.‬‬
‫‪ )6‬المبادرة في التغيير االجتماعي في المجتمع‪.‬‬
‫‪ )7‬خلـق النمـط االجتماعي وهدفه وضـع النمط للمجتمع بتوفر المثال في الشـؤون‬
‫العامة واآلداب والثقافة ونمط الحياة‪.‬‬
‫‪ )8‬الرقابة ( الحارس العمومي )‪.‬‬
‫‪ )9‬التعليم‪.‬‬
‫(((‬
‫ويرى الدكتور صالح خليل أبو أصبع هذه الوظائف على النحو اآلتي‪-:‬‬
‫‪ )1‬وظيفة اإلخبار‪.‬‬
‫‪ )2‬وظيفة اإلعالم والتعليم‪.‬‬
‫‪ )3‬وظيفة ترابط المجتمع ونقل تراثه‪.‬‬
‫‪ )4‬وظيفة الترفيه‪.‬‬
‫‪ )5‬وظيفة الرقابة‪.‬‬
‫‪ )6‬اإلعالن والترويج‪.‬‬
‫‪ )7‬تكوين اآلراء واالتجاهات‪.‬‬

‫توظيف ألسخرية في االعالم‪:‬‬

‫مثلت الفكاهة بمظاهرها (وسـيلة تواصل وإعالم وأداة تعبير سياسـي) ((( مما جعلها‬
‫(قوة إعالمية مؤثرة ال غنى عنها في حياتنا اليومية سياسي ًا واجتماعي ًا)((( ومن دراسة توظيف‬
‫‪ - 1‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.31-30‬‬
‫‪ -2‬حمدان خضر السالم‪ ،‬تطور الكاريكاتير في الصحافة العراقية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.50‬‬
‫‪ -3‬ينظر‪:‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪- 181 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫السـخرية في االعالم نجـد أن وظيفة اإلخبار احتلت المرتبة الثانية في اإلعالم السـاخر وأن‬
‫الـرأي احتـل الموقـع األول واألهم فيـه ((( كما هو في مقـاالت الرأي واألعمـدة الصحفية‬
‫السـاخرة ورسـوم الكاريكاتيـر والقنـوات الفضائيـة ومواقـع االنترنيـت العربيـة والعالميـة‬
‫المخصصة للفكاهة والضحك ومواقع رسـامي الكاريكاتير وممثلي الكوميديا على الشـبكة‬
‫العنكبوتية‪.‬‬
‫وألن اإلعلام والتعليم وظيفتان تكمـل كل منهما األخرى فبينما تقدم وظيفة اإلعالم‬
‫للمرء المعلومات التي يستفيد منها فأن التعليم في حقيقته وظيفة تقدم له نوع ًا من المعلومات‬
‫المنهجيـة أو معلومـات تكسـب المـرء مهـارات جديـدة في إطـار التعليـم) ((( حيـث يؤثر‬
‫(التلفزيون والكتب وغيرها من ميديا المعلومات واالتصال في طبيعة الفكاهة التي يسـتمتع‬
‫بهـا األطفـال والتي تسـاعدهم في االنتقـال الفعـال داخل البيئة ومـا يتجاوز حدود السـياق‬
‫األسـري عـن طريق إقامـة عالقات تقـوم على أسـاس الضحـك واللعب وتبـادل المواقف‬
‫الضاحكة والتفاعل عن طريق والتي تساعد على ارتقاء النشاط الخيالي الخاص لدى الطفل‬
‫وهي سمة معرفية‪ ،‬وكما هو واضح في الرسوم المتحركة التي تبدو بحكم خطوطها وأشكالها‬
‫وشخصياتها غير واقعية ومن ثم يكون استثارتها للخيال أكبر) (((‪.‬‬
‫لـذا يالحـظ اسـتخدام الرسـوم الكاريكاتيرية في بعـض الكتب المنهجيـة ومجالت‬
‫وكتب األطفال التي تجعل من التعليم غاية رئيسـية لها واستخدام العرائس والدمى والرسوم‬
‫المتحركـة فـي برامج األطفـال التلفزيونية بهدف إيصـال المعلومات إلـى األطفال من أجل‬
‫اكتساب مهارات جديدة في إطار التعليم‪.‬‬
‫وألن (االتصال هو السـبيل الوحيد إلى ترابط المجتمع فهو الذي يربط أفراد األسـرة‬
‫بعضهـم ببعض وأفراد المجتمع بعضهم بالبعض اآلخر والشـعب بحكومته وعن طريق نقل‬

‫حمدان خضر السالم‪ ،‬الصحافة الساخرة في العراق‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪216‬‬‫‪- 1‬‬
‫‪ -2‬مجد هاشم الهاشمي‪ ،‬اإلعالم الدولي والصحافة عبر األقمار الصناعية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -3‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.191 186-‬‬

‫‪- 182 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫تراث الشـعب وقيمه وعاداته وتقاليده) ((( وبما أن لفكاهة (جوانب اجتماعية تهتم بالتفاعل‬
‫االجتماعي أو االتصال االجتماعي بين األشخاص أو الجماعات والتي تظهر فيها المثيرات‬
‫المضحكة وتحدث تأثيراتها السـارة) (((و(تحقق التواصـل واالتصال والتفاعل االجتماعي‬
‫بين األفراد والجماعات وتعزيز التماسـك االجتماعي بينهم) ((( (وترسـيخ عضوية الفرد في‬
‫الجماعة) ((( السـيما كما أسـلفنا أن الضحك (يقوي التعاون االجتماعي وييسر التفاعل بين‬
‫األفـراد والجماعـات ويرفع من مسـتوى الدافعيـة للعمل والنشـاط حيـث يكافئنا الضحك‬
‫لمجرد وجودنا مع ًا فنحن نضحك في قاعات السـينما أو المسـارح مع أناس ال نعرفهم أكثر‬
‫ممـا نضحك عندما نوجد فـي قاعة خالية) ((( (وال تقل الوظيفة الترفيهية لالتصال أهمية عن‬
‫الوظائـف األخـرى وهـي من أقـدم الوظائف التـي عرفها اإلنسـان لالتصـال لتحقيق بعض‬
‫االشـباعات النفسية واالجتماعية ويعبر عنها بالغناء والرقص والنكتة واللعب) ((( (*) (وتمثل‬
‫وظيفـة الرقابـة أحد الدروع األساسـية لحمايـة المجتمع لـذا فقد أطلق على الصحافة اسـم‬
‫السلطة الرابعة فأن وظيفة الرقابة واألشراف على البيئة التي يتم فيها االتصال هي من الوظائف‬
‫التي يجب أن تسـعى الحكومات إليجادها)((( لذا يرى الكاتب السـاخر يوسـف غيشـان أن‬
‫(دورة السـخرية تبدأ من قوة المالحظة (المراقبة) التي تؤدي إلى اكتشـاف صورة األشياء مع‬

‫مجد هاشم الهاشمي‪ ،‬اإلعالم الدولي والصحافة عبر األقمار الصناعية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪390‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.242‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.32‬‬ ‫‪ -5‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪ -6‬‬
‫خالل شهر تموز ‪ 2002‬شهدت لبنان أول مهرجان في الوطن العربي حول الضحك شارك فيه فنانون كوميديون‬ ‫* ‬
‫ورسـامو كاريكاتيـر وفنانـو ألعـاب بهلوانيـة وكثير مـن الفرق المسـرحية الذي قدمـت فيه بعض المسـرحيات‬
‫الكوميدية وقد شارك في هذا المهرجان نحو أربعين دولة وأن فكرة المهرجان ولدت ‪ -‬كما قال وجيه صقر منسق‬
‫المهرجـان ‪ -‬مـن الحاجة الماسـة لدى اللبنانييـن إلى الضحك بعد أن هجـروه نتيجة صعاب الحيـاة االقتصادية‬
‫ال عن المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪25‬‬ ‫والمعيشية والحروب) ينظر جريدة األهرام المصرية‪ /4 ،‬تموز ‪ ،2002 /‬نق ً‬
‫مجد هاشم الهاشمي‪ ،‬اإلعالم الدولي والصحافة عبر األقمار الصناعية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪ -7‬‬

‫‪- 183 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫توفر الجرأة واللغة والموهبة لتجسـدها ويؤكد رسام الكاريكاتير حجاج بأن السخرية األكثر‬
‫تأثير ًا واألكثر إضحاك ًا ارتبطت دائم ًا بكسر الخطوط الحمراء ((( فهي العين الراصدة لألخطاء‬
‫والظواهر التي تكشـف أخطاء الساسـة وفضح عيوب المجتمع ((( وهـذا يتجلى واضح ًا في‬
‫الرسوم الكاريكاتيرية والبرامج التلفزيونية والصحافة الساخرة والنكتة عن طريق (التعبير عن‬
‫االتجاهات العامة نحو السـلطة بأشـكالها كافة) ((( (ويعتبر اإلعالن من الوظائف األساسـية‬
‫لالتصال في المجتمعات الحديثة واإلعالن وهو الوسيلة لترويج السلعة التي عرفت أشكاالً‬
‫(((‬
‫مختلفة)((( ويعد (أسـلوب العرض الفكاهي أحد األسـاليب المسـتخدمة فـي اإلعالن)‬
‫(وأسـتخدمت الفكاهـة بصفتهـا أحد أسـاليب اإلغـراء العاطفية التـي يعتمـد عليها مصمم‬
‫ومخرج اإلعالن)((( (الذي يسـهم في إحداث المتعة والتسـلية لمشـاهدي اإلعالن) ((( لذا‬
‫اسـتخدم الكاريكاتيـر فـي لغة اإلعالن (البوسـتر) وسـيلة لترويـج أي بضاعـة أو تجارة في‬
‫الصحف والمجالت وعلى شاشـة التلفزيون والسـينما) (((‪(.‬كما ظهرت في اآلونة األخيرة‬
‫ظاهـرة التسـويق بالضحـك) ((( (*) وأسـهمت بعـض شـركات اإلعلان في إشـراك ممثلي‬

‫برنامج ساخرون عرض من قناة الجزيرة الفضائية بتاريخ ‪.2006 /1 /27‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫حمدان خضر سالم‪ ،‬تطور الكاريكاتير في الصحافة العراقية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.51‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.390‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫محمـد جودت ناصر‪ ،‬الدعاية واإلعالن والعالقات العامة‪ ،‬عمان‪ ،‬دار مجدالوي للنشـر والتوزيع‪ ،‬ط‪،1998 ،1‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫ص ‪.128‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.139‬‬ ‫‪- 5‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.140‬‬ ‫‪ -6‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.147‬‬ ‫‪ -7‬‬
‫حمدان خضر سالم‪ ،‬تطور الكاريكاتير في الصحافة العراقية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.50‬‬ ‫‪ -8‬‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.8‬‬ ‫‪ -9‬‬
‫قامت مجموعة من المتخصصين في العالج الجماعي لالنهيار العصبي بتشـكيل جوقة للضحك هدفها مسـاعدة‬ ‫* ‬
‫األفـراد على تجـاوز آالمهم النفسـية وقامت هذه الجوقة بتسـجيل إسـطوانه مدمجة للضحك ألغـراض العالج‬
‫النفسـي‪ ،‬وظهرت كتب عديدة في السـنوات األخيرة كانت عناوينها "الضحك خير دواء" و "العالج بالضحك" و‬
‫"الفكاهة من أجل الشـفاء" وما شـابه ذلك من العناوين ويرى الباحث أن هذا األسـلوب أستغل ألغراض تسويقية‬
‫وعالجية في الوقت نفسه‪ .‬ينظر المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.8‬‬

‫‪- 184 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫الكوميديـا فـي تقديـم اإلعالنات بما يتلاءم ويرتبط بالحيـاة االجتماعية والبيئـة والجمهور‬
‫المستهدف الذي يبث إليه اإلعالن ((( (*) (ومن الوظائف الرئيسة التي تؤديها وسائل االتصال‬
‫الجماهيرية وظيفة تكوين اآلراء واالتجاهات لدى األفراد والجماعات والشـعوب إذ إن لها‬
‫دورهـا المهـم في تكوين الرأي العام إزاء قضايا معينة سياسـية‪ ،‬اجتماعيـة‪ ،‬ثقافية‪ ،‬وأحداث‬
‫تجري في العالم وهنا تدخل الدعاية والعالقات العامة ضمن هذه الوظيفة)(((‪.‬‬
‫(ويعد أسـلوب السـخرية أحد األسـاليب المسـتخدمة في الدعاية(**) فتكون وسـيلة‬
‫للتقليل من أهمية الحدث أو أثارة الشكوك لدى أصحابه فاستخدمت الدعاية هذا األسلوب‬
‫للحط من شـخصية ما أو موقف معين بإطالق أوصاف أو نعوت لالستهانة بالخصم والعمل‬
‫على فقدان احترامه وإضعاف شخصيته في األوساط الدولية) (((‪.‬‬
‫وتختلط اإلشـاعة(***) باألسـطورة من جانب وبالنكتة أو الفكاهة الشـعبية من جانب‬
‫اخـر بحيـث يمكـن القول بأنها وسـيلة مـن الوسـائل التي تعبر عـن حاالت الكبت النفسـي‬
‫الجماعي والفردي (((‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد عبد الملك‪ ،‬قضايا إعالمية‪ ،‬األردن‪ ،‬دار مجدالوي للنشر‪ ،‬ط‪ ،1999 ،1‬ص ‪.175‬‬
‫* شارك العديد من فناني الكوميديا العراقيين منهم ماجد ياسين‪ ،‬إحسان دعدوش‪ ،‬عدي عبد الستار‪ ،‬وسعد خليفة‪.‬‬
‫في عدد من اإلعالنات لحساب شركات االتصاالت العاملة في العراق ‪ -‬من متابعات الباحث‪-‬‬
‫‪ )10( -2‬مجد هاشم الهاشمي‪ ،‬اإلعالم الدولي عبر األقمار الصناعية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪31‬‬
‫** الدعايـة‪ :‬هي نشـاط اتصالـي هدفه التأثير في الرأي العام وفي السـلوك االجتماعي للجماهيـر وأن تتبع الجماهير‬
‫السـلوك الـذي حددتـه الدعاية باسـتعمال رموز تأخذ أشـكاالً مختلفـة عبر وسـائل اتصال جماهيرية وبواسـطة‬
‫االتصال الشـخصي المواجهي حتى تسـتطيع أن تتوغل جميع مفاصل الحياة‪ -:‬ينظر د‪.‬حميدة سميسـم‪ ،‬الحرب‬
‫النفسية‪ ،‬مدخل‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.106‬‬
‫‪ -3‬مؤيـد الدليمـي‪ ،‬الهيمنة اإلعالميـة األمريكية وحرب األكاذيب‪ ،‬اسـتخدم الدعاية والتضليل لتبريـر غزو العراق‪،‬‬
‫دمشق‪ ،‬دار الخير للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،2008 ،‬ص ‪.96‬‬
‫*** اإلشاعة هي عبارة عن عملية نقل خبر مرتبط بواقعة أو راي أو صفة مختلفة عن طريق الكلمة المسموعة الشفهية‬
‫تعبير ًا عن حالة معينة من حاالت القلق أو الكبت الجماعي‪ :‬ينظر المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.151‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.151‬‬

‫‪- 185 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫(ومـن الممكن تصور اإلشـاعة وهي تأخذ صورة الفكاهـة كما أنه من الممكن تصور‬
‫الفكاهـة التـي ال ترتفع إلى مرتبة اإلشـاعة فلو انطلقت فكاهة تتضمن الهزء أو السـخرية من‬
‫أحد الزعماء لكنها لن تنتشـر أو تسـري في المجتمع السياسي فأنها تظل فكاهة ال ترتفع إلى‬
‫مرتبة اإلشاعة كذلك إن وجدت فكاهة ولكنها حقيقة ال تتضمن أي اختالف في الخصائص‬
‫(((‬
‫والصفـات أو المعوقـات فأنهـا ال تعدو أن تكون خبـر ًا وال يمكن أن يوصف بأنه شـائعة)‬
‫فالفكاهة أو النكتة هي تعبير جماهيري يسعى إلى حالة االسترخاء أما اإلشاعة فهي قد تنتشر‬
‫تحت غطاء الفكاهة(((‪.‬‬
‫(ومارسـت الدعاية األمريكية أسـلوب السخرية ضد العراق بأطالق بعض األوصاف‬
‫السـاخرة في محاولة إلسـقاط هيبة العراق وقيادته السابقة فعلى حد قولها «إن صدام حسين‬
‫يذرف دموع التماسـيح على الشـعب العراقي» ((( (وبالمقابل استخدم العراق هذا األسلوب‬
‫للحـط من مواقف ومزاعم اإلدارة األمريكية ضد العراق والسـيما بعد اتهام العراق بامتالك‬
‫أسلحة الدمار الشامل‪ ،‬فقال الرئيس العراقي األسبق «هل أسلحة الدمار الشامل حبة أسبرين‬
‫يحملها شخص في جيبه» ((( (*)‪.‬‬
‫كما اسـتخدمت آلة الدعاية الجبارة بقدرتها على االستهزاء والحط من شأن الخصوم‬
‫في تدمير الشيوعية (((‪.‬‬

‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.153‬‬ ‫‪- 1‬‬


‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.167‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫صحيفـة الجمهوريـة العراقيـة‪ ،‬في ‪ 2000 /1 /8‬نق ً‬
‫لا عن مؤيد الدليمـي‪ ،‬الهيمنة اإلعالميـة األمريكية وحرب‬ ‫‪ -3‬‬
‫األكاذيب‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫صـدام حسـين‪ ،‬مقابلة مع (تونـي ين) عضو البرلمـان البريطاني‪ ،‬بغداد‪ ،‬تلفزيون الشـباب‪ ،‬فـي ‪2003 /2 /25‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫ال عن المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.96‬‬ ‫الساعة السابعة نق ً‬
‫أثناء حرب الخليج الثانية قدم العراق برنامج ًا قدمه الفنان عماد بدن يسخر من القيادة األمريكية والجيش األمريكي‬ ‫* ‬
‫أبان االحتالل العراقي للكويت‪ ،‬وهو يدخل من باب اسـتخدام السـخرية في الدعاية للتقليل من شـأن العدو من‬
‫متابعات الباحث‪.‬‬
‫محمد حسام الدين إسماعيل‪ ،‬الصورة والجسد دراسات نقدية في اإلعالم المعاصر‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.117‬‬ ‫‪ -5‬‬

‫‪- 186 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫ويسـتأجر مرشـحو الرئاسـة في أمريكا اآلن بعض كتاب الفكاهة لجعل أنفسـهم أكثر‬
‫قربـ ًا إلـى النـاس عن طريـق الدعابـات والفكاهات التـي يلقونهـا أحيان ًا علـى الجمهور في‬
‫جوالتهم االنتخابية ((( (*)‪.‬‬
‫وتعد (الفكاهة العرقية والقومية بأنها فكاهة تقوم في جوهرها على أساس الخصائص‬
‫العرقيـة والدينية والقومية وكذلك الصفات الخاصـة بمناطق معينة‪ ،‬أو جماعة معينة‪ ،‬أو نوع‬
‫معيـن (ذكـر أو أنثى) أو عمر معين أو غير ذلك مـن الفروق وهي كذلك فكاهة قد تتحيز ضد‬
‫أي فئة من الفئات السابقة وأنها تكون ضد هذه الجماعة أو تلك‪.‬‬
‫وهي فكاهة يكون هدفها المعلن هو السـخرية والضحك من تلك الفئات والحط من‬
‫قدرها وقد يكون مبعثها أيض ًا اإلعجاب والرغبة أو المحاكاة لبعض الجماعات المتفوقة في‬
‫بعـض الخصال أو الخصائـص وقد ينطوي هذا اإلعجاب المبالغ فيـه على تهكم ما ومن ثم‬
‫((( (**)‬
‫على سخرية)‬
‫(وتكـون معظـم الفكاهـات العرقيـة والقوميـة فكاهات محقـرة‪ ،‬أي مقللة من شـأن‬
‫اآلخرين وتنطوي على سخرية مريرة) (((‪.‬واليتوقف االمر عند هذا الحد فقد أصبحت مهمة‬
‫جمع وتحليل النكات احد مهام سـفارات الدول في الخارج وجز ًء من التقارير االسـتخبارية‬
‫التـي تبعـث بها الى مقار وزارات الخارجية التابعة لها في الوطن االم‪،‬كما إن هناك سـفارات‬
‫داخل الدول تكرس أغلب وقتها لصياغة النكات وسيلة من وسائل الحرب النفسية بأساليب‬
‫عنصرية وطائفية من أجل بث روح الكراهية بين ابناء الوطن الواحد حيث تضم مثال سفارات‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.32‬‬ ‫‪ -1‬‬
‫اسـتعانت أحد الكتل السياسية بالرسوم الكاريكاتيرية للترويج عن برنامجها االنتخابي بدالً من صور المرشحين‬ ‫* ‬
‫في انتخابات مجالس المحافظات التي جرت في العراق في ‪ - 2009 /1 /31‬من متابعات الباحث ‪-‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.222-221‬‬ ‫‪- 2‬‬
‫كمـا هو في نكات المسـلمين ضد اليهود أو بالعكس ونكات العرب ضد األكـراد وبالعكس أو نكات طائفة ضد‬ ‫** ‬
‫طائفـة أخـرى أو بالعكـس أو فئـة ضد أخـرى أو بالعكـس كالنكات ضد الصعايـدة في مصر أو حـزب ضد آخر‬
‫كالنكات ضد الشيوعية بعد تحرر بالد أوروبا الشرقية من الشيوعية‪.‬‬
‫محمد حسام الدين إسماعيل‪ ،‬الصورة والجسد دراسات نقدية في اإلعالم المعاصر‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪.225‬‬ ‫‪ -3‬‬

‫‪- 187 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫الواليـات المتحـدة االمريكيـة «مجلـس نكته» يعتمـد على صياغـة النكات ونشـرها داخل‬
‫المجتمع الذي تكون فيه (((‪.‬‬
‫واسـتعانت دوائر العالقات العامة في الشـركات والمؤسسـات بالفكاهة في تحسـين‬
‫خدماتها (وصارت بعض شـركات الطيران العالمية تسـتعين ببعـض المهرجين للترويح عن‬
‫الركاب وإضحاكهم ومساعدتهم للتغلب على مخاوفهم في أثناء رحالت الطيران الطويلة أو‬
‫القصيرة) ((( كما (استخدمت الرسوم الكاريكاتيرية مع التعليقات لتوضيح الفكرة في أذهان‬
‫الجمهور الخارجي والداخلي المتعاملين مع المؤسسة أو الشركة بصفتها أسلوب ًا من أساليب‬
‫االتصال في العالقات العامة) ((((*)‪.‬‬
‫يـرى الكاتب أن هناك تبيان ًا في ظهور الفكاهة والسـخرية في الوظائف التي مر ذكرها‬
‫(اتصالية‪ ،‬عالجية‪ ،‬سياسـية‪ ،‬إعالمية) فالحظ أن الفكاهة حينما تهدف إلى التسـلية والترفيه‬
‫والضحك تظهر واضحة جلية في تلك الوظائف‪.‬‬
‫أما السـخرية فنجدها ماثلة في الوظيفة االتصالية والسياسـية وفي البعض من وظائف‬
‫اإلعالم كاألخبار واإلعالم والترفيه (ألن أحد أهدافها الضحك في النهاية) والرقابة وتكوين‬
‫اآلراء واالتجاهات في الدعاية وال تؤدي السخرية وظيفتها في اإلعالن والترويج والعالقات‬
‫العامة ما دام هدفها هو الحط والتقليل من شأن اآلخرين والرقابة وتصحيح األخطاء والتي ال‬
‫تتواءم مع أهداف اإلعالن والترويج والعالقات العامة‪.‬‬

‫مجدي حسين كامل‪ ،‬أشهر النكات السياسية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪.6‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.8‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫مختار التهامي‪ ،‬إبراهيم الداقوني‪ ،‬مبادئ العالقات العامة في البلدان النامية‪ ،‬بغداد‪ ،‬وزارة التعليم العالي والبحث‬ ‫‪ -3‬‬
‫العلمي‪ ،1980 ،‬ص ‪170‬‬
‫أنتجت مفوضية االنتخابات أفالم رسـوم متحركة تتضمن تعليمات للناخبين على لسـان شـخصيتين كارتونيتين‬ ‫* ‬
‫تمثلان الحاج راضي وعبوسـي من وحي أحداث المسلسـل الكوميدي العراقي (تحت موس الحالق) كشـكل‬
‫من‪ ‬أشـكال اسـتخدام الفكاهة في العالقات العامة في انتخابات مجالس المحافظات التي حدثت في العراق في‬
‫‪( 2009 /1 /31‬من متابعات الباحث)‪.‬‬

‫‪- 188 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫خامس ًا‪ :‬الوظيفة السياسية للسخرية‬


‫(الضحـك فـي حياة السياسـي ضرورة ليس ألنه إنسـان عادي مثلنا فحسـب‪ ..‬ولكن‬
‫الضغـوط التـي يتعرض لها تجعلـه أكثر احتياج ًا لمـن يرفه عنه ويبعث في نفسـه البهجة ولو‬
‫لسـاعات قليلـة ما بين فترة وأخـرى فأن أجهزة مخابرات بعض الدول كانت تسـتعين بنجوم‬
‫الكوميديا لتنظيم جلسات إلضحاك المسؤولين الكبار وكانوا يحصلون مقابل هذه الجلسات‬
‫على مبالغ مالية ضخمة‪ ،‬فالضحك خدمة جليلة تستحق أن يدفع فيها الكثير) ((( (*)‪.‬‬
‫مـن جهـة أخرى (يتمثل الرأي الغالب في علم النفس في النظر إلى الفكاهة ‪ -‬ومن ثم‬
‫الضحـك‪ -‬على أنها أحد أهم أسـاليب المواجهة التي تسـتعين بهـا المجتمعات في مواجهة‬
‫بعض مشكالتها السياسية واالقتصادية واالجتماعية) (((‪.‬‬
‫(ويزدهر هذا السلوك في أوقات معينة لدى الشعوب والجماعات فبعضهم يقول‪ :‬إن‬
‫الفكاهة والضحك يزدهران في أثناء األزمات السياسـية واالقتصادية واالجتماعية وبعضهم‬
‫اآلخر يقول‪ :‬العكس هو الصحيح‪ ،‬حيث تؤدي األزمات الشديدة ‪ -‬في رأيهم ‪ -‬إلى حالة من‬
‫االكتئاب الجماعي ال تفيد معها أي فكاهة وال أي ضحكات)((( (**)‪.‬‬
‫وعـن طريـق السـخرية والنكتة والفكاهـة تنتقد بعض المؤسسـات السياسـية وبعض‬
‫الشـخصيات والسـلوكيات بهدف خفـض التوتر أو تصحيح األخطـاء (((‪ .‬ومهاجمة الوضع‬

‫محمد الباز‪ ،‬نكت السيد الرئيس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬كنوز للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،2005 ،2‬ص ‪.8‬‬ ‫‪ -1‬‬
‫أشـار الكاتب المصري أنيس منصور في كتابه "الكبار يضحكون" بأن الفنان الراحل إسـماعيل ياسين كان بعد أن‬ ‫* ‬
‫يفرغ من العمل المسـرحي في القاهرة تأخذه سـيارة إلى اإلسـكندرية إلى مستشفى المواسـاة حيث يرقد المشير‬
‫السالل رئيس اليمن األسبق ليجلس إلى جواره ويحكي له بعض النكت وأن السالل قال له أنه لن ينسى له أبد ًا أنه‬
‫كان المصـدر الوحيـد لشـفائه العاجل وأنه أقـوى من األقـراص والحقن وأن مفعولـه أكيد‪( .‬ويـرى الباحث أن‬
‫الوظيفة السياسية والوظيفة العالجية ظهرت في هذا المثال أيض ًا)‪ .‬ينظر المصدر نفسه ص ‪.23-22‬‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬ص ‪.8‬‬ ‫‪- 2‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.10‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫يرى الباحث بأن الظروف الصعبة التي مرت على الشعب العراقي لم تفقده حبه وميله إلى الفكاهة والضحك‪.‬‬ ‫** ‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.39‬‬ ‫‪ -4‬‬

‫‪- 189 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫الراهن في السياسـة الذي يكون محصلة لممارسـات خاطئة مما ينذر بأخطار ينبغي التحذير‬
‫منهـا ويكون األدب السـاخر أو الفن السـاخر عموم ًا أحد عالمات هـذا التحذير كما أنه أحد‬
‫أشكال المقاومة(((‪.‬‬
‫والسـخرية السياسية تعبر عن مشاعر الناس وهي فض ً‬
‫ال عن ذلك تعبر عن القدر الذي‬
‫تغلي به صدور الناس حيال مواقف سياسـية معينة وهي صورة ملطفة لهذا الغليان ومما يدل‬
‫على أهمية السـخرية السياسية أن السياسيين يعدونها ضغط ًا سياسي ًا ألنها رد فعل الشارع في‬
‫نظرهم هو ضغط سياسـي وعلى ذلك فالسخرية السياسـية ليس هدفها اإلضحاك فقط لكنها‬
‫جزء من الموقف السياسـي والرؤية السياسـية للناس وعلى هذا األساس يمكن أن نفرق بين‬
‫المسـرحيات السياسـية ‪-‬مثلاً‪ -‬التي تهدف إلى اإلضحـاك فقط والمسـرحيات التي تجعل‬
‫اإلضحاك وسيلة إلى النقد السياسي الالذع ال غاية (((‪.‬‬
‫(وقد تسـتخدم الفكاهة بمظاهرها في مهاجمة السـلطة بأشـكالها كافة (السياسـية أو‬
‫الدينية أو األسـرية) ومن أمثلة ذلك النكات التي تشيع في بعض البلدان حول الثراء الفاحش‬
‫ألبناء كبار المسؤولين) (((‪.‬‬
‫(((‬
‫تعبر النكتة‪-‬على سـبيل المثال‪ -‬عن االتجاهات العامة نحو السلطة بأشكالها كافة‬
‫للتنفيس عن مشاعر اإلحباط أو اليأس التي يشعر بها الناس تجاه بعض الشخصيات السياسية‬
‫أو تجـاه ظـروف سياسـية واقتصادية سـيئة فهي قد تكـون موجهة ضد شـخص أو مجموعة‬
‫(((*‬
‫أشخاص في السلطة أو ضد نسق من القيم واألفكار السياسية مثالً‪.‬‬
‫شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك‪ ،‬رؤية جديدة‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.51‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫سمير شريف استيتية‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.60 58-‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.220‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.390‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.391‬‬ ‫‪ -5‬‬
‫أشار التقرير الصادر عن معهد (ليفنيسون)العلمي في والية بنسلفانيا االمريكية والذي استغرق إعداده أربعة اشهر‬ ‫* ‬
‫الـى أن أكثـر رئيـس أمريكي تعـرض للتنكيت هو جورج بـوش االبن‪.‬ينظر‪:‬مجدي حسـين كامل‪،‬أشـهر النكت‬
‫السياسية‪،‬م‪.‬س‪.‬ذ‪،‬ص‪.200‬‬

‫‪- 190 -‬‬


‫_______________________________________________________________________________________ الفصل الثاني ‪ :‬نظريات الفكاهة والضحك ‬

‫(فالنكتـة بتعبيـر فرويـد تتيح لنا اسـتغالل ظاهـرة مضحكة في خصمنـا ال نقوى على‬
‫كشـفها جاديـن متعمديـن لما يعترض سـبيلنا من عقبـات‪ ،‬فالنكتـة تتفادى القيـود وتتخطى‬
‫العقبات وتفتح في وجهنا أبواب ًا للبهجة كانت موصدة دوننا )(((‪.‬‬
‫ويؤكد فرويد بأن النكتة (أحد الوسائل الدفاعية الالشعورية التي يعتمد عليها اإلنسان‬
‫لمواجهة الضغوطات الناجمة عن العالم الخارجي) (((‪.‬‬
‫وتصف الدكتورة نوال السعداوي ثقافة النكتة في كتابها «دور الثقافة النخبوية والشعبية‬
‫فـي الصراع والحوار بين الحضارات» بأنها نوع من المقاومة الفكرية أو التنفيس عن الصراع‬
‫بين الطبقات المقهورة والطبقة الحاكمة داخل الدولة وخارجها (((‪.‬‬
‫فيما يشير الدكتور حسن حنفي إلى النكتة السياسية باعتبارها دلي ً‬
‫ال على حيوية الشعب‬
‫واهتمامه ورغبته في تجاوز األمر الواقع وعدم االستسالم له (((‪.‬‬
‫وفـي حديـث له مع مجلة «تايـم» األمريكية في عددها الصادر يـوم ‪2007 /12/ 10‬‬
‫قـال الروائـي االيطالي امبيرتو ايكـو «الفكاهة كانـت الطريقة الوحيدة لصـون الحقيقة وهي‬
‫طريقة للنجاة وبوسـعها أن تكون سلاح ًا ودرع ًا في مواجهة التعصب واألصولية وبوسـعها‬
‫أيض ًا أن تسوي سجاالت المثقفين‪،‬لكن لن يكون بوسعها في النهاية حل مشاكل الحياة»(((‪.‬‬

‫‪ - 1‬خالد القشطيني‪ ،‬السخرية السياسية العربية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ -2‬النكتة السياسية في العالم العربي‪ ،‬بحث منشور على موقع البوابة بتاريخ ‪2006 /3 /7‬‬
‫‪www. Albawaba.com‬‬
‫‪ - 3‬النكتة السياسية في العالم العربي‪ ،‬المصدر نفسه‪.‬‬
‫‪ -4‬المصدر نفسه‪.‬‬
‫‪ -5‬نق ً‬
‫ال عن جريدة الحياة اللندنية في عددها الصادر يوم األحد ‪.2008 /1 /27‬‬

‫‪- 191 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪- 192 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫الفصل الثالث‬

‫البرامج التلفزيونية الساخرة‬

‫‪- 193 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪- 194 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫المبحث األول‬
‫تلفزيون ما بعد الحداثة‬

‫أو ًال ‪ -:‬التلفزيون وسيلة اتصال جماهيرية ما بعد حداثوية‬


‫إذا كانت هناك وسيلة اتصال تصلح لتكون العالم الحقيقي لثقافة ما بعد الحداثة فأنها‬
‫سـتكون بلا ريـب التلفزيون وعلى حد تعبيـر المنظر الفرنسـي جان بوبديـار فالتلفزيون هو‬
‫وسيلة ما فوق واقعية (‪ )Hyper – real‬أي أنها واقعية أكثر من الواقع أو بعبارات أخرى نحن‬
‫نسـتمد وعينـا بالواقع من التلفزيون‪ ،‬فأي شـيء ال يـذاع في التلفزيون‪ ،‬أقـل واقعية‪ ،‬ألن منه‬
‫تستمد القضايا السياسية أهميتها وتكتسب السلع والخدمات جاذبيتها‪ ،‬وحتى الكتب تستحق‬
‫أن تقرأ عندما تظهر في التلفزيون) (((‪.‬‬
‫فالحداثـة «‪ »Modernism‬وهي(ظاهـرة انطلقـت مـن أوروبـا مـع الثـورة الفرنسـية‬
‫(‪1789‬م)‪ ،‬وعنت التغيير في النظام السياسي من النظام الملكي إلى الديمقراطي‪ ،‬الذي يقوم‬
‫علـى سـلطة الشـعب أو المجالـس الممثلـة للشـعب واعتمـاد الليبراليـة(*) نظامـ ًا اقتصاديا‬
‫والمسـاواة بين الجنسـين على الصعيد االجتماعي‪ ،‬وإلزامية التعليـم لألطفال واالنتقال من‬

‫محمد حسام الدين إسماعيل ‪ ،‬الصورة والجسد دراسات نقدية في اإلعالم المعاصر م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ‪ ،‬ص ‪82‬‬ ‫‪ -1‬‬
‫* الليبراليـة ‪ -:‬وهي تقليد في الفكر السياسـي يتركز في قيمة الحرية الفرديـة ‪ ،‬وعالقتها بالدولة وأن لألفراد حدود ًا‬
‫طبيعيـة وجودها مسـتقل عـن الحكومة أو حتـى عن المجتمـع مكونة قاعدة القيـود الدسـتورية على صالحيات‬
‫الحكومـة مثـل األمن والحرية والملكية ‪ ،‬واالنضمام للجمعيات ‪ .‬ينظر‪ :‬جيفر روبرت‪ ،‬اليسـتر أدوارد‪ ،‬القاموس‬
‫الحديث للتحليل السياسي ‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪. 244‬‬

‫‪- 195 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫نمـوذج الجماعـات والطوائف الدينيـة المتحاربة إلى الوطن‪ ،‬ال الطائفـة أو الدين‪ ،‬وتذويب‬
‫الطوائف واألديان في بوتقة مدنية علمانية واحدة‪ ،‬ال تتميز فيها على أساس عرقي أو ديني أو‬
‫عملي وبهذا تكون عالقة المواطن بالدولة ال بسلطة أخرى)(((‪.‬‬
‫ويؤرخ عدد كبير من الكتّاب لفترة الحداثة منذ سقوط سجن الباستيل في عام ‪1789‬م‬
‫وحتى سقوط حائط برلين في عام ‪1989‬م إال أن إنجازات الحداثة وإخفاقاتها بلغت ذروتها‬
‫في القرن العشرين(((‪.‬‬
‫ومصطلـح «مـا بعـد الحداثـة» ‪ post – modern‬الذي يعـد المفكر اإليطالـي اميتاي‬
‫اتزيونـي أول مـن اقتـرب من هذا المصطلح الذي طـوره المفكرون من بعـده إذ رأى أن هذا‬
‫المفهوم يشـير إلى فترة تتسـم بتحـوالت جذرية فـي تكنولوجيا االتصـال والمعرفة والطاقة‬
‫عقـب الحـرب العالميـة الثانية الذي انتقـل من التعبير عـن األعمال الفنيـة واألدبية إلى غزو‬
‫الفضاء الثقافي واالجتماعي والسياسي (((‪.‬‬
‫(((‬
‫ويتضح أن هناك أربع طرق مختلفة لالقتراب من ظاهرة «ما بعد الحداثة» هي‪:‬‬
‫‪ - 1‬مـا بعد الحداثة هي مرحلـة من الحياة االجتماعية تلـي زمنيا المرحلة التي‬
‫أطلق عليها الحداثة‪.‬‬
‫‪ - 2‬مـا بعـد الحداثة هي شـكل جمالـي يعبر عـن خصائص أخالقيـة وروحية‬
‫أساسية للعصر الذي نعيش فيه‪.‬‬
‫‪ - 3‬ما بعد الحداثة هي شكل من أشكال الحساسية الثقافية المتأثرة بتكنولوجيا‬
‫االتصال وخصائصها والسيما مجاورة الزمان والمكان‪.‬‬
‫ما بعد الحداثة هي طريقة للتفكير مناسبة لتحليل الفترة المعاصرة في حياة البشرية‪.‬‬ ‫‪ - 4‬‬

‫حسن حنفي‪،‬صادق جالل العظم‪ ،‬مالعولمة‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار الفكر‪،‬ط‪، 2002، 2‬ص‪.306‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 52‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫محمد حسام الدين إسماعيل‪ ،‬الصورة والجسد دراسات نقدية في اإلعالم المعاصر م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪. 55‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 57-56‬‬ ‫‪ -4‬‬

‫‪- 196 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫وأشـار بعـض الراديكاليين أمثال ليونار‪ ،‬وبوديار‪ ،‬وايهاب حسـن هـؤالء يعتبرون أن‬
‫الحداثة شي ينتمي إلى الماضي وأن الوضع الثقافي الراهن فوق واقعي وهو لفظ يقصد به أنه‬
‫من صنع وسائل اإلعالم التي تمنح الواقع الذي تقدمه المصداقية‪.‬‬
‫وال يمكـن تفسـير ذيـوع ثقافة مـا بعد الحداثـة بمعزل عن رأسـمالية العولمـة أو كما‬
‫يسميها البعض الرأسمالية المتأخرة وقد أسهمت وسائل اإلعالم واالتصال االلكترونية بأداء‬
‫وظائف عديدة لرأسمالية العولمة فهي تقوم بتسريع توزيع السلع المادية عن طريق اإلعالن‪،‬‬
‫وكذلك فهي تختصر الوقت بين اإلنتاج واالستهالك وهي تعيد تأكيد اإليديولوجية المهيمنة‬
‫وتخلق الطلب السياسي والثقافي لبقاء الرأسمالية التي حولت وسائل اإلعالم ومحتواها إلى‬
‫سوق كبيرة لبيع األفكار والقيم والمنتجات واإلعالء من شأن رؤية الحياة االستهالكية(((‪.‬‬
‫كذلك اعتمدت ثقافة ما بعد الحداثة في تأثيرها على المتلقي عن طريق وقعها ال على‬
‫معناهـا مما أدى إلى أفـول المعنى ويمكن تطبيق ذلك على أغانـي الفيديو كليب التي تحفل‬
‫بالصور التي ال معنى لها (((‪.‬‬
‫ومـن هـذا الباب دخـل هذا االصطلاح عالـم وسـائل اإلعلام والثقافة الشـعبية أو‬
‫الجماهيرية وهو باب تأثير وسائل اإلعالم على المجتمع والقيم التي تحملها هذه الوسائل(((‪.‬‬
‫فالتلفزيـون يمتلـك صفـات ما بعد حداثيـة كاالحتفـاء بالصور على حسـاب الكلمة‬
‫وإحالل اإلشـباع العاطفي بدالً من اإلقناع والتخلي عن المعنى والتمسك باللعب والتسلية‪،‬‬
‫إن قيـم مـا بعد الحداثـة هي خبز التلفزيون اليومـي ((( حيث (يعتمد التلفزيـون على الصورة‬
‫وصـورة واحدة خير مـن ألف كلمة‪ ،‬والصورة مدركة وحية وملموسـة وقـد يكون لها معنى‬

‫‪ - 1‬المصدر نفسه ‪،‬ص‪.58 - 57‬‬


‫‪ -2‬محمد حسام الدين إسماعيل‪ ،‬الصورة والجسد دراسات نقدية في اإلعالم المعاصر المصدر نفسه‪،‬ص‪.61‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 38‬‬
‫‪4- veith, postmodern Times: A Christian Guide to Contemporary Thought and Culter. p.120‬‬
‫نق ً‬
‫ال عن المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 82‬‬

‫‪- 197 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫واحد أو عدد من المعاني الرمزية) (((وال بد من اإلشـارة هنا إلى نظرية مارشـال ماكلوهن‬
‫(*)‬

‫التـي تناولت وسـائل اإلعالم وتأثيرها فـي المجتمعات وهي أول نظرية تنبـأت بالعالقة بين‬
‫مضمون وسـائل اإلعالم وتكنولوجية وسـائل اإلعالم‪ ،‬يقول ماكلوهن « إن مضمون وسائل‬
‫اإلعالم ال يمكن النظر إليه مسـتق ً‬
‫ال عن تكنولوجية الوسـائل اإلعالمية نفسـها فالكيفية التي‬
‫تعرض بها المؤسسـات اإلعالمية الموضوعات والجمهور الذي توجه له كالمه يؤثران على‬
‫ما تقوله تلك الوسائل ولكن طبيعة وسائل اإلعالم التي يتصل بها اإلنسان تشكل المجتمعات‬
‫أكثر مما يشكلها مضمون االتصال»(((‪.‬‬
‫ويرى ما كلوهن «إن وسائل اإلعالم الجديدة تحول العالم إلى قرية عالمية تتصل فيها‬
‫جميع إنحاء العالم ببعضها مباشرة (((‪.‬‬
‫ويمكـن مالحظة أفكار ماكلوهن عن التأثير التوسـعي لتقنيات اإلعالم واالتصال في‬
‫تناوله لهذه التقنيات في كتابة وسـائل اإلعالم (‪ )1964‬علـى أنها امتدادات مكانية للحواس‬
‫البشرية أو للجسم ذاته‪ ،‬كالكتاب امتداد للعين والمذياع امتداد لألذن‪.‬‬
‫وفـي الوقت الذي (اسـتطاع فيـه التلفزيون تصغير الكرة األرضيـة وتحويلها إلى قرية‬
‫عالميـة كما قـال ماكلوهن وتميـز بإمكانية نقل أماكن يصعب على المشـاهد مشـاهدتها في‬

‫‪ -1‬حمـدي عبد المقصود‪ ،‬اإلخراج اإلذاعي والتلفزيونـي البرامج غير الدرامية مثاالً ‪ ،‬تونس ‪ ،‬مجلة اتحاد اإلذاعات‬
‫العربية ‪ ،‬ع‪ ، 2006 ، 4‬ص ‪. 176‬‬
‫* ولد مارشال ماكلوهن في سنة ‪ 1911‬في كندا وحصل على الدكتوراه في سنة ‪ 1943‬من جامعة كامبردج وحاضر‬
‫في عدة جامعات كندية وأمريكية ‪.‬‬
‫‪2- Marshall Mcluban, Quentin Fiore, The Medium is the massge; An inventory of effects‬‬

‫‪(N.Y. Bantom book 1967), p.26‬‬

‫نقال عن‪:‬عن جيهان أحمد رشتي‪ ،‬األسس العلمية لنظريات اإلعالم‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،1975 ،‬ص‪.346‬‬ ‫ ‬
‫ ‪3-‬‬ ‫‪libd p . 62‬‬
‫نق ً‬
‫ال عن المصدر نفسه ص‪353‬‬ ‫ ‬

‫‪- 198 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫الطبيعـة أو التوجـه إليهـا) ((( (*)‪ .‬لكن نظرته تعرضـت النتقادات ويبدو أحـد أوائل منتقدي‬
‫مارشـال ماكلوهـن وهو جوناثان ميلر مشـكك ًا في ادعائـه حول «القرية العالمية» المشـكلة‬
‫تلفازي ًا بأن التجارب البعيدة التي يجلبها لنا التلفاز ((( « وهي «بديلة بشكل أساسي و تشترك‬
‫إال في القليل أو في ال شيء على اإلطالق مع التجارب المحددة للنزعة الجماعية التي تميز‬
‫حيـاة القريـة» ((( وهـذا النقد موجه باألسـاس إلى فشـل مجتمع ماكلوهن فـي الوصول إلى‬
‫الصـورة المثاليـة لمجتمع محلـي يتم التواصل فيه وجه ًا لوجه ويسـتحضر هـذا كل األفكار‬
‫حـول الخصائص الملزمـة أخالقي ًا وعاطفيـ ًا للمجتمع الثانـي مقارنة باألول‪ .‬لكن شـكوكه‬
‫حول قدرة التلفاز على إشراكنا أخالقي ًا وعاطفي ًا في حياة آخرين بعيدين عنا (((‪.‬‬
‫حيث يقول ميلر «على العكس مما يؤكد ماكلوهن فأن التلفاز مرئي بصورة مدهشـة‪،‬‬
‫والصور التي يعرضها منفصلة بشكل قريب عن كل الحواس األخرى حيث يجلس المشاهد‬
‫لرؤيتهـا وهـو مرتاح فـي منزله الخاص منفص ً‬
‫ال عن ألـم وحرارة ورائحة ما يـدور في الواقع‬
‫وتسـاعد كل هذه التأثيرات على إبعاد المشـاهد عن المشـاهد التي يراها وأخير ًا يسـقط في‬
‫التصديق الالوعي بأن األحداث على شاشـة التلفاز تدور في مسـرح للنشـاط البشـري بعيد‬
‫بشـكل ال يمكـن تصديقـه ويضخم التأثيـر المنفر بواسـطة الحقيقة التي تتمثل في أن شاشـة‬
‫التلفاز تصغر الصور إلى الجودة البصرية نفسها وتتبادل المناظر البشعة مع العروض الترفيهية‬
‫على ذلك المستطيل نفسه من الزجاج المنتفخ» (((‪.‬‬

‫‪ - 1‬جـون توملينسـون ‪ ،‬العولمـة والثقافة ‪ ،‬ترجمة د‪ .‬إيهاب عبد الرحيم محمد ‪ ،‬الكويـت ‪ ،‬عالم المعرفة ‪ ،‬المجلس‬
‫الوطني للثقافة والفنون واآلداب ‪ ،‬ع ‪ ، 354 ،‬آب ‪ ، 2008 ،‬ص ‪. 208‬‬
‫* جون توملينسون بريطاني الجنسية أستاذ علم االجتماع الثقافي في جامعة ترينت في توتنغهام ‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪ )4( -2‬المصدر نفسه ‪،‬ص‪.233-232‬‬
‫‪3- Miller,j.1971:Mcluhan.Lonon:fontanaa,p126‬‬
‫نقالعن المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪233‬‬ ‫ ‬
‫المصدر نفسه‪ ،‬ص‪233‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫‪5- Miller,J.1971:Mcluhan.,op.p126‬‬
‫نقال عن جون توملينسون ‪ ،‬العولمة والثقافة ‪ ،‬ترجمة د‪ .‬إيهاب عبد الرحيم محمد‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪233‬‬ ‫ ‬

‫‪- 199 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫و(قد يبتعد بعض األفراد ويسـعون للحفاظ على المسـافة بينهـم وبين األحداث التي‬
‫هي بعيدة عن المطالب الملحة لحياتهم اليومية‪ ،‬بينما قد تستثير الصور والتقارير المعروضة‬
‫في وسـائل اإلعالم أفراد ًا آخرين‪ ،‬فيلقوا بأنفسـهم في حمالت بالنيابة عن جماعات وقضايا‬
‫بعيدة عنهم)(((‪.‬‬
‫(فإن تطور وسـائل اإلعالم وبضمنها التلفزيون قـد قلل من أهمية الوجود المادي في‬
‫تجربـة النـاس واألحـداث وأصبحت األماكـن المقيـدة مادي ًا أقـل أهمية ألنه صـار بإمكان‬
‫المعلومات التدفق واالندفاع عبر المسافات الشاسعة ونتيجة لذلك فقد أصبحت العالقة بين‬
‫المـكان الـذي يوجد فيه الشـخص وبيـن معارفه وتجاربـه أقل فأقل‪ ،‬حيث غيرت الوسـائط‬
‫االلكترونية معنى الزمان والمكان بالنسبة إلى التفاعل االجتماعي)(((‪.‬‬
‫ويتميز التلفزيون بالتفوق السـاحق في نقل األحداث والمناسبات المهمة على الهواء‬
‫مباشـرة مما يجعل عين المشـاهد الذي تحـول ظروفه دون التوجه إلى مـكان الحدث الذي‬
‫ثم يجب فهم الخصائـص المعولمة للتجربة اإلعالمية والتي يقصد‬
‫يرغب مشـاهدته((( ومن َّ‬
‫بها معايشـة العالم في غرفة المعيشة الخاصة بالفرد والتي تختلف عن التجربة المباشرة التي‬
‫تتعلـق بالناحيـة المادية التي يعيش فيها الفـرد ((( (أن الحديث عن العولمة مفعم بالمجازات‬
‫التي تتعلق بالتقارب العالمي وبعالم منكمش من «القرية العالمية»((( لمارشال ماكلوهن إلى‬
‫صياغـة األمـم المتحدة أخيـر ًا تعبيـر «جوارنا العالمـي»(*) لوصف ذلك السـياق السياسـي‬

‫‪1- Thompson,J.B.(1995):TheMedia and Modernity.Cambridge:Polity press,p234.‬‬


‫نقال عن المصدر نفسه‪ ،‬ص‪233‬‬ ‫ ‬
‫‪2- Meyrowitiz, J. 1985 : no sense of place : The impact of electroic media on Social behaviour‬‬
‫‪. new york : Oxford University press‬‬
‫ال عن المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 208‬‬ ‫نق ً‬ ‫ ‬
‫‪ - 3‬ماجي الحلواني ‪ ،‬مدخل إلى الفن اإلذاعي والتلفزيوني والفضائي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬عالم الكتب ‪ ، 2002 ،‬ص‪. 69‬‬
‫‪ -4‬جون توملينسون‪ ،‬العولمة والثقافة ‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪. 210‬‬
‫‪ -5‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 12‬‬
‫ *‬ ‫‪Our Global Neighourhood‬‬

‫‪- 200 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫المتنامي) ((( إلى التقارب والحميمية الذي أوصلته التقنيات اإلعالمية إلى النواحي المحلية‬
‫ويمكـن فهـم «الحميميـة» بمعنـى مكانـي في ضوء دخـول التقنيـات اإلعالمية إلـى أماكن‬
‫االختالء والخصوصية وقيام تلك التقنيات بنشـر األجزاء التي تخصنا على العالم الخارجي‬
‫وجعلنـا متوافرين باسـتمرار وهـذا يعطي داللة علـى مقدرة التقنيـات اإلعالمية على عرض‬
‫أشكالها الفريدة من الحميمية (((‪.‬‬
‫وال يمكن النظر إلى هذه الخدمة من منظار ضيق وفق ما يعلن عنها في صورة مقابالت‬
‫حميمة مثيرة جنسـي ًا في بعض القنوات الفضائية بل يمكن مشـاهدة أحد األمثلة الجديدة في‬
‫اسـتخدام تقنيـات المؤتمـرات الفيديويـة لتوحيد األسـر المتفرقـة مكاني ًا أو بين السياسـيين‬
‫لمناقشة قضايا سياسية عبر الدوائر التلفزيونية المغلقة (((‪.‬‬
‫كما أسـتطاع التلفزيون أن ينقل للمشـاهد صور ًا لشـخصيات عالمية يصعب لإلنسان‬
‫العادي أن يلتقي بها في الحياة العادية مثل الرؤوساء والملوك والحكام والمشاهير (((‪.‬‬
‫وقـد تطـور هـذا األمـر إلـى إقامة نـوع مـن العالقـة اإلعالميـة التخيليـة التـي تتعلق‬
‫بالوصـول إلـى الشـخصيات اإلعالميـة المملوكـة للجمهور وهـي قيمة تلفازيـة كما حدث‬
‫فـي رد الفعـل الكبيـر علـى وفـاة األميرة ديانـا أميـرة ويلز فـي كل أرجـاء العالم الـذي عبر‬
‫عـن الحزن الشـديد الذي سـجل على وجـوه تلك الحشـود فض ً‬
‫ال عـن المجتمـع التلفازي‬
‫العالمـي الهائـل الـذي شـارك فـي هـذا الحـدث ليوضـح مـدى عمـق وتغلغـل العالقات‬
‫اإلعالميـة فـي نسـيج التجربـة اليوميـة إلعـداد هائلـة مـن البشـر ((( (*) (ومـن أهم مـا يميز‬
‫(‪ )3‬ماجي الحلواني‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪.216‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫(‪ )4‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 218-217‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫(‪ )5‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 222-221‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫(‪ )6‬المصدر نفسه ‪ ، :‬ص ‪. 69‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫جون توملينسون‪ ،‬العولمة والثقافة ‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ ‪ ،‬ص ‪. 227-226‬‬ ‫‪ -5‬‬
‫قامت أحدى شـركات الهاتف النقال في عام ‪ 1998‬بحملة إعالمية موجهة نحو سـوق الشـباب عن طريق إجراء‬ ‫* ‬
‫محادثـة فرد ًا لفرد مع احد المشـاهير والذي يعتمد الترويج فيها على الخاصيـة التلفزيونية لبعض الهواتف النقالة‬
‫‪ -:‬ينظر المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 226 – 225‬‬

‫‪- 201 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫التلفزيـون نشـرته اإلخباريـة التـي أصبحـت تنقل العالـم بأحداثه أمـام المشـاهد وذلك من‬
‫(((‬
‫مختلف أنحاء العالم)‬
‫لكـن الدكتـور جون توملينسـون يرى في الوقت الـذي تزداد فيه القـدرة التكنولوجية‬
‫لوسائل اإلعالم العالمية وتعقيدها أن هناك انكماش ًا في تغطية األحداث األجنبية على شاشة‬
‫التلفـاز إذ يشـير الى إنخفـاض التغطية اإلخبارية لألحـداث األجنبية فـي الواليات المتحدة‬
‫بمعـدل الثلثيـن خلال عقدين مـن الزمان وبنسـبة ‪ 40%‬في ما بيـن العاميـن ‪1988‬و ‪1996‬‬

‫وانخفض النتاج الوثائقي الذي يتناول الموضوعات الدولية عبر القنوات التلفازية البريطانية‬
‫األرضية بنسبة‪ 40%‬مابين العامين ‪1989‬و‪.((( 1994‬‬
‫ويعلـق الخبيـر البريطانـي اإلعالمي علـى الحالـة البريطانيـة قائ ً‬
‫ال « إلـى الميل نحو‬
‫التقوقع وينبع هذا الميل جزئي ًا من افتراض واسع بأن البرامج التي تتناول الشؤون الدولية غير‬
‫محبوبـة بفطرتها لدى الجمهور البريطاني ويرغب المشـاهدون فـي رؤية المزيد من البرامج‬
‫التي تتصل بحياتهم وتجاربهم (((‪.‬‬

‫ثاني َا‪ :‬تقنيات تلفزيون ما بعد الحداثة‬


‫تشـهد وسـائل االتصال السـمعية والبصرية منذ سـنوات عديدة تطور ًا علـى غاية من‬
‫األهميـة يعـود إلى تعميم الرقمية وقد واكب ذلك التطور ظهور وسـائل رأت النور بفضل ما‬
‫وقع من توحيد بين وسائل االتصال التقليدية والمعلوماتية ((( فعلى صعيد التلفزيون ظهرت‬
‫التلفزة الكابلية والفضائية والرقمية وتلفزة االتصال التبادلي والحاسوب وال يقتصر استخدام‬

‫‪ - 1‬ماجي الحلواني‪ ،‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 71‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪. 230‬‬
‫‪3- Cleasby,A,1995:What in the world is going on? :British TV and global affairs, London:‬‬
‫‪Third world and Environment Broad casthng project‬‬
‫نقال عن المصدر السابق ص ‪.231‬‬ ‫ ‬
‫‪ -4‬مي العبد الله ‪ ،‬التلفزيون وقضايا االتصال في عالم متغير ‪،‬لبنان‪،‬دار النهضة العربية‪ ، 2006 ،‬ص‪.321‬‬

‫‪- 202 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫هـذه التقنيـات على التنظيمات الكبيرة فحسـب بل أيض ًا من قبل النـاس العاديين في حياتهم‬
‫اليومية(((‪.‬‬

‫نشأة البث الفضائي الدولي وتطوره‪:‬‬

‫تشـكل المحطـات التلفزيونيـة الفضائيـة والبـث الفضائـي المباشـر اليـوم عصـب‬


‫االتصـاالت الدولية بعد أن ألغت المسـافات وحولت العالم إلى قريـة كونية صغيرة‪ ،‬إذ غدا‬
‫اإلعلام يشـكل قضية سياسـية في عصـر تكنولوجيا اإلتصال السـريع والمباشـر ومعايشـة‬
‫األحداث لحظة بلحظة بعد أن تحقق ما يسمى بالبث التلفزيوني المباشر (((‪.‬‬
‫حيـث شـهدت الخريطـة العالمية لالتصـاالت عبر الفضـاء تطورات تقنيـة وإعالمية‬
‫هائلة‪ ،‬فمنذ أن وضع أول قمر لالتصاالت في منتصف الستينيات من القرن العشرين في مدار‬
‫قريب لألرض وحتى بداية األلفية الثالثة أصبحت تقنية االتصال عبر األقمار الصناعية عنصر ًا‬
‫مالزمـ ًا لـكل مظاهر الحيـاة العصرية وأصبح العالم محاط بشـبكات أقمـار صناعية متعددة‬
‫ترسل برامجها عبر الفضاء وأخذت تعكس هذه التقنيات بعد ًا حضاري ًا جديد ًا بدأت مالمحه‬
‫تلوح في األفق عبر البث التلفزيوني المباشر (((‪.‬‬
‫(((‬
‫ويمكن عرض التقنيات الجديدة بصورة مختصرة على النحو اآلتي ‪-:‬‬

‫فريال مهنا‪ ،‬علوم االتصال والمجتمعات الرقمية‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ذ ص‪.389‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫أياد شاكر البكري‪ ،‬عام ‪ 2000‬حرب المحطات الفضائية‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الشروق للنشر و التوزيع ‪ ، 1999 ،‬ص‪.12‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫دريد شدهان محمود الطائي ‪ ،‬البرامج السياسية في قناة العراق الفضائية ‪ ،‬الجامعة المستنصرية ‪ ،‬معهد الدراسات‬ ‫‪ -3‬‬
‫القومية واالشتراكية ‪ ، 2002 ،‬ص ‪. 50‬‬
‫للمزيد عن نشأة وتطور البث الفضائي ينظر ‪-:‬‬ ‫ ‬
‫‪ -‬د‪ .‬انشراح الشال ‪ ،‬اإلعالم الدولي عبر األقمار الصناعية دراسة لشبكات التلفاز ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫‪. 1986‬‬
‫‪ -‬د‪ .‬حسن عماد مكاوي ‪ ،‬تكنولوجيا االتصال الحديثة في عصر المعلومات‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪،‬‬
‫‪. 1997‬‬
‫المصدر نفسه‪،‬ص ‪.392-389‬‬ ‫‪ -4‬‬

‫‪- 203 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫التلفزة الكابلية‬

‫وهي عملية تقنية بسيطة وقليلة التكاليف جاءت ح ً‬


‫ال لتحسين استقبال بعض المناطق‬
‫الريفية التي كانت تعاني من مشـكالت طوبوغرافية وجغرافية في اسـتقبال التلفزة الموجهة‪،‬‬
‫ولكن رغم مزايا هذا النوع من التلفزة األرضية لم يسجل ارتفاع َا كبير َا في الطلب وذلك ألن‬
‫بعـض مجموعـات المصالح شـعرت بأن التلفزة الجديـدة تهدد مصالحهما واسـتطاعت أن‬
‫تضع عراقيل سياسية وقانونية في تطوير هذا النوع من البث التلفزيوني الكابلي‪ .‬وقد تم فيما‬
‫بعـد تجـاوز العوامل التي أسـهمت فـي إبطاء انتشـار التلفـزة الكابلية نتيجة ظهـور تطورين‬
‫جديدين في السـنوات األخيرة أولهما ظهور التلفزة الكابلية المشـفرة مدفوعة الثمن واقتران‬
‫تقنية االتصال الفضائي بتقنية الكابل‪.‬‬

‫التلفزة الفضائية‬

‫قدمـت األقمـار الصناعية مزايا مهمة للبث الفضائي المباشـر وتكمن المزية الرئيسـة‬
‫للتلفزة الفضائية في الوصول المباشـر إلى البث الفضائي‪ ،‬يضع بتصرف المتلقي عدد ًا هائ ً‬
‫ال‬
‫من القنوات ‪،‬ولالتصال عبر األقمار الصناعية خصوصيتان على درجة من األهمية فبواسـطة‬
‫قناة فضائية يمكن توفير خدمات تتطلب اتصاالً ثنائي االتجاه وليس فقط خدمات ذات طابع‬
‫ال حواري ًا بين مشتركين‬
‫انتشاري وحيد االتجاه مثل خدمات فيديو المؤتمرات التي تتيح تفاع ً‬
‫موجوديـن فـي أماكـن بعيدة ومختلفـة‪ .‬والخاصيـة الثانية تتجلى فـي إمكانيـة تعيين وقياس‬
‫االتصاالت االنتشـارية والتفاعلية حسب حاجات المشترك ليس فيما يتعلق فقط بالمضمون‬
‫ولكن‬
‫أيض ًا بالتموضع المكاني حيث يتيح القمر تحقيق ترابط ليس مع محطات أرضية ثابتة‬
‫فحسب بل مع وسائل متحركة كالسفن والطائرات والمحطات المحمولة‪.‬‬

‫‪- 204 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫التلفزة الرقمية ((( ‪:‬‬

‫إن األمـر الذي دفع التلفزيون إلـى االنتقال إلى النظام الرقمي الجديد تمثل في الرغبة‬
‫بتوفيـر صـور أفضـل‪ ،‬وهي رغبة بـدأت فع ً‬
‫لا قبل العصـر الرقمي نفسـه(*) (ويتمتـع ببعض‬
‫المرونـة(**) فهـو قادر على إعطاء صورة عالية الوضوح وصوت متعدد القنوات ضمن قناة ال‬
‫يتعـدى عرضهـا ‪ 6‬ميجاهيرتـز وبإمكانـه أن يرسـل أيض ًا عدة برامـج تلفزيونيـة ضمن نوعية‬
‫الوضوح التي نحصل عليها حالي ًا‪.‬‬

‫(((‬
‫االتصال التبادلي القائم على التلفاز‬

‫وهو عبارة عن تمازج بين عدة تقنيات أدت إلى تركيب نظام الكتروني يتصف باتصال‬
‫تبادلـي يتيح للمشـتركين إرسـال واسـتقبال معطيات من حاسـوب أو من مشـتركين آخرين‬
‫بواسـطة محطـة مركزية قـادرة علـى إظهار نصـوص وصور‪ .‬ويحـدد الدكتور ثـروت مكي‬

‫‪ -1‬مي العبد الله ‪ ،‬التلفزيون وقضايا االتصال في عالم متغير ‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪. 327-323‬‬
‫* فـي أواخر العقد السـادس قامت شـركة ‪ NHK‬وهي محطة تلفزيونية مدعومة مـن الحكومة اليابانية ‪ ،‬بأول غزوة‬
‫لعالم التلفزيون الرقمي العالي الوضوح (‪ )HDTV‬فقد طورت هذه الشـركة بالتعاون مع مصانع االليكترونيات‬
‫فـي اليابـان نظامـ ًا نظيريـ ًا تماثليـ ًا ‪ analog‬أطلـق عليـه ‪ . MUSE‬وهـي الحـروف األولـى من عبـارة «‪sub-‬‬
‫‪ »unyguist encoding multiple‬وكان عبـارة عن مخطط يعطي خمسـة أضعـاف المعلومات التي تتطلبها‬
‫الصـورة األكثر وضوح ًا ولكن المشـكلة هي أن هذه الطريقة كانت تتطلب مجـاالً فضائي ًا أكبر بخمس مرات من‬
‫المجال المطلوب وكان الحل يقضي بمنع استخدام بعض القنوات التي أطلق عليها القنوات الممنوعة ‪Taboo:‬‬
‫‪ channels‬ينظر المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 324-323‬‬
‫** بسـبب هذه المرونة فقد تغير اسـم هذا النظام من ‪ HDTV‬أو التلفزيون العالي الوضوح إلى األسم األوسع داللة‬
‫‪ DTV‬أي التلفزيـون الرقمـي إضافة إلى قدرة هذا النوع من اإلرسـال على تغطية مناطق أوسـع بقوة إرسـال أقل‬
‫بكثير كما أنها قادرة على استيعاب التحسينات التقنية القادمة‬
‫ينظر ‪ :‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 327-326‬‬ ‫ ‬
‫‪ -2‬المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 394-393‬‬

‫‪- 205 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫الجوانب األساسـية للتأثيرات التـي أحدثتها ألثورة التكنولوجية على وسـائل اإلعالم ومنها‬
‫(((‬
‫التلفزيون يمكن تلخيصها بما يأتي‪:‬‬
‫‪ )1‬فرص امتالك التكنولوجيا الرقمية والتعامل مع معطيات العصر الرقمي أساس ًا‬
‫للوجود في الواقع اإلعالمي الجديد‪.‬‬
‫‪ )2‬الخـروج على النمط األحادي في توجيـه البث اإلعالمي والمعلوماتي وتوفير‬
‫بدائل متنوعة في اتجاهات متعددة‪.‬‬
‫‪ )3‬تفتيت الجمهور عن طريق مخاطبة األفراد أو الجماعات الصغيرة المتجانسة‪،‬‬
‫والتركيز في توجيه الرسائل التي تخاطب الميول أو االحتياجات الفردية‪.‬‬
‫‪ )4‬تحكم المتلقي في اختيار المواد والرسـائل التي تناسـبه بما يؤدي تدريجي ًا إلى‬
‫تضييق اهتمامات الجمهور‪.‬‬
‫‪ )5‬إتاحـة كـم كبير من الـرأي اآلخر‪ ،‬األمر الـذي فرض مجموعة مـن التحديات‬
‫السياسـية والمجتمعيـة كما أنها أصبحت وسـيلة مثلـى لتأثير قـوى اجتماعية‬
‫جديدة بما تنفرد به من تخطي الحواجز المادية والرقابية‪.‬‬
‫إن التكنولوجيـا الرقميـة شـكلت تحديـ ًا لبعـض الحكومـات والمجتمعـات بحكم‬
‫السـيطرة السـهلة عليها من بعض الجماعات المسـلحة التي تسـتخدم هـذه التكنولوجيا في‬
‫توجيه نشـاطاتها ضد تلك الحكومات أو المجتمعات كما اسـتخدمت ساحة لبث الشائعات‬
‫والحمالت الموجهة لخدمة أغراض خاصة فض ً‬
‫ال عن اسـتغاللها في بث المضامين الهابطة‬
‫والرسائل المنافية لألخالقيات واآلداب العامة‪.‬‬

‫‪ - 1‬ثـروت مكـي ‪ ،‬تكنولوجيا االتصال والنظام اإلعالمي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مجلة الفـن اإلذاعي ‪ ،‬اتحاد اإلذاعة والتلفزيون ‪،‬‬
‫معهد اإلذاعة والتلفزيون ‪ ،‬ع ‪ ، 19‬نيسان ‪ ، 2008 ،‬ص ‪. 10-9‬‬
‫ال عن ‪:‬عبد الباسـط سـلمان ‪ ،‬ديجتال اإلعالم مفهوم الصحافة والسـينما والتلفزيون والملتميديا رقمي ًا ‪ ،‬الدار‬
‫نق ً‬ ‫ ‬
‫الثقافية للنشر ‪ ، 2008 ،‬ص ‪. 41-40‬‬

‫‪- 206 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫وظائف التلفزيون الدولي في المجتمعات المعاصرة‪:‬‬


‫(((‬
‫يمكن تحديد أهم الوظائف التي يلعبها التلفزيون في المجتمعات المعاصرة بما‪ ‬يأتي‪:‬‬

‫‪ - 1‬الوظيفة اإلخبارية‬
‫تشـكل األخبار المادة األولى ألغلـب المحطات التلفزيونية‪ ،‬ووظـف العلم والتقنية‬
‫المتطورة في عملية نقل الحدث فور وقوعه سواء كانت محلية أو عالمية مباشرة أو عن طريق‬
‫االقمـار الصناعيـة‪ .‬وقـد عمـدت أكثر محطـات التلفزيـون فـي توظيف االخبـار الغراض‬
‫سياسية(*) معينة تتمثل فيما يأتي‪-:‬‬
‫أ ‪ -‬األخبـار سـلعة اسـتهالكية يجـب بيعهـا وتسـويقها إلـى النـاس حسـب المفهوم‬
‫الرأسمالي بقصد اثارة انتباه المتلقين واشباع رغباتهم وميولهم‪.‬‬
‫ب‪ -‬تركز األخبار في كثير من األحيان على األشخاص وليس األحداث ما يطلق عليه‬
‫بالشـخصنة بهدف اإلثارة على الرغم من أن التحليالت السياسـية المعمقة أكثر أهمية لكنها‬
‫أقـل إثارة وأن التركيز على األشـخاص في بـث األخبار يعطي الجمهور صورة مشـوهة عن‬
‫السلطة والقضايا المختلفة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬تقدم األخبار في بعض األحيان نسـخة أخرى من الحدث الفعلي بسبب الخشية‬
‫مـن ردود أفعـال الجمهور إزاء مـا حصل فع ً‬
‫ال وهذا يصـب في مصلحة السياسـيين لتحقيق‬
‫أغراض ومكاسب سياسية لصالحهم‪.‬‬
‫‪1- Wlanee Bennett. News. The polies of 111 usion, Long man New york, 1991, PP.31-35‬‬
‫ال عن المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 57‬‬ ‫نق ً‬ ‫ ‬
‫* وظفت بعض الدول برامجها التلفزيونية الجتذاب المشـاهدين من الدول المجاورة للتأثير فيهم سياسـي ًا واعتبر‬
‫التلفزيـون جـزء ًا من النظام السياسـي القائم في أغلب دول العالـم وقد وصف بأنه الجهـاز العصبي للحكومة أو‬
‫ال عن المصدر نفسه ‪ ،‬ص‪ . 57‬وينظر‪:‬‬ ‫السلطة نق ً‬
‫‪Karl. W. Peuth: The Mervs of Goverments Models of Political Communication control 111‬‬
‫‪Inois. The free press, 1963.‬‬

‫‪- 207 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫د‪-‬اسـتخدام لغة الرموز لتسـويغ أعمال سياسـية معينـة من قبل السياسـيين تقدم عبر‬
‫(((‬
‫شاشة التلفزيون‬

‫‪ - 2‬الوظيفة اإلقناعية‬
‫يسـتخدم التلفزيون وسيلة تفسـير وإقناع وتشـكيل الرأي العام الدولي واستمالته إلى‬
‫قضيـة مـا وكسـب تأييـده عن طريـق طرح القضيـة بأسـلوب مقنع ومؤثـر إلثـارة العواطف‬
‫ووجهات النظر في التأييد‪.‬‬

‫‪ - 3‬التعبئة السياسية‬
‫يقوم التلفزيون بدور الوسيط بين الحكومات والمواطنين واالتصال بالجمهور خارج‬
‫الحدود وفي الداخل بقصد التنشئة وتعميم الوالء السياسي لدى مواطني الدولة أو استخدام‬
‫التلفزيون أداة ضغط للمعارضة للنظام بقصد إبراز عيوبه واستمالة الجمهور المعني للسخط‬
‫عليه ومحاولة الثورة أو االنقالب وتغيير النظام‪.‬‬

‫‪ - 4‬الوظيفة الثقافية‬
‫يعد التلفزيون من أهم مصادر الثقافة الوطنية والدولية وترويجها إذ يقدم سـلع ًا ثقافية‬
‫عـن طريـق االحتكاك بالحضارات العالميـة واالطالع على معالم البلـدان وتوصيل حضارة‬
‫البلد وثقافته الوطنية إلى الجمهور في العالم‪.‬‬

‫‪ - 5‬صنع القرار السياسي‬


‫يسهم التلفزيون في صناعة القرار السياسي المتعلق بالشأن الداخلي أو الخارجي عن‬
‫(((‬
‫طريق وظائف عدة وهي كما يأتي ‪-:‬‬
‫‪ - 1‬اسـتعملت الحكومـة االمريكيـة مصطلـح (غارات وقائية) فـي الحرب ضـد فيتنام وأطلقـت مصطلح (الحرب‬
‫النظيفة) في ضرباتها الجوية عللى العراق في حرب الخليج الثانية عام ‪.1991‬ينظر‪:‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪58‬‬
‫‪ -2‬بسـيوني إبراهيم حمادة ‪ ،‬وسـائل اإلعالم وعملية صنع القرار في الوطن العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية ‪ ، 1993 ،‬ص ‪. 132-128‬‬

‫‪- 208 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫أ‪ -‬تغـذي وسـائل االتصـال ومنهـا التلفزيـون عمليـة صنـع القـرار بتيار مسـتمر من‬
‫المعلومـات تمثـل المدخالت األساسـية للعملية وذلك عـن طريق توجيه االهتمام بشـكل‬
‫انتقائـي إلى جوانب معينة عن البيئة وهي بذلك تشـير وترشـح وتبنـي مدخالت عملية صنع‬
‫القرار‪.‬‬
‫ب‪ -‬توفر وسائل االتصال المعلومات القابلة لالستخدام داخل عناصر وأطراف صنع‬
‫القرار وهي تسمح بذلك بأحكام دائرة المعلومات داخل الحكومة كما أنها تيسر مهام صانعي‬
‫القرار الخاصة بجمع المعلومات وتشغيلها‪.‬‬
‫ج‪ -‬تتيح للمسـؤولين إمكانية الحضور في ذهن الجمهور بعرضها المستمر لنشاطهم‬
‫وصفاتهم الشخصية(((‪.‬‬
‫د‪ -‬تأثيرها في مواقف متخذي القرار وموقف الجمهور باتجاه المسؤولين الحكوميين‬
‫إذا تستطيع التغطية اإلعالمية أن تزيد من التأييد الشعبي لبعض السياسات الحكومية كما أنها‬
‫ولهـا دور مهـم في إحـداث تغييرات جذرية في السياسـات وخلق سياسـات جديـدة عندما‬
‫تستوجب المشاكل التدخل الحكومي أو بنشرها للرأي العام (((‪.‬‬

‫‪ - 6‬السياسة الخارجية (الدولية)‬


‫يعـد التلفزيون أحد وسـائل اإلعالم الفاعلة في ميدان السياسـة الخارجية (تسـتخدم‬
‫الـدول هـذه الوسـائل فـي التعريـف بحضاراتهـا ومصالحها على نطاق دولي واسـع سـواء‬
‫باالسلوب اإلعالمي الذي يتوسل بالحقائق والمعلومات) أو باالسلوب الدعائي الذي يميل‬
‫إلى المبالغة ومخاطبة العواطف) (((‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبـد المنعم كاظم الشـمري ‪ ،‬وسـائل اإلعلام وعملية صنع القرار في العـراق ‪ ،‬إطروحة دكتوراه غير منشـورة ‪،‬‬
‫جامعة بغداد ‪ ،‬كلية اآلداب ‪ ،‬قسم اإلعالم ‪ ،1997 ،‬ص ‪. 106‬‬
‫‪ -2‬عبد المنعم كاظم الشمري ‪ ،‬وسائل اإلعالم وعملية صنع القرار في العراق ‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪ -3‬تيسير أبو عرجة‪ ،‬دراسات في الصحافة واإلعالم‪ ،‬عمان‪ ،‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع ‪ ،2000 ،‬ص‪.282‬‬

‫‪- 209 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫التأثيرات ألسلبية للتلفزيون‬


‫إن التطور التكنولوجي لوسائل اإلعالم بشكل عام والتلفزيون بشكل خاص والذي كان سالح َا‬
‫انطوى على تأثيرات إيجابية عديدة على الصعد والمستويات كافة‪ ،‬والتي تطرق الكاتب إليها‪.‬‬
‫وكانت هناك تأثيرات سـلبية للتلفزيون تخللت تلك االيجابيات أو رافقتها وترشحت‬
‫منها انعكست على المتعرضين لهذا الجهاز ومنها‪.((( -:‬‬
‫‪ )1‬أورث التلفزيون للمشاهدين السلبية‪ ،‬والتلقي طوال ساعات التعرض لمشاهدة‬
‫برامـج متنوعة ومتعـددة‪ ،‬فالتهم وقت القراءة وقلل بذلك من اهتمام الشـباب‬
‫واألطفال بمتابعة الكتب ومطالعتها‪.‬‬
‫‪ )2‬يقـوم التلفزيـون باالسـتحواذ على المشـاهد بصـورة كبيرة وخاصـة األطفال‬
‫ويحرمهم من المشـاركة في اهتمامات وأنشطة أخرى فض ً‬
‫ال عن سيطرة بعض‬
‫األفـكار والقيـم التـي يحصـل عليهـا الطفـل مـن التعـرض كتقليـده بعـض‬
‫الشـخصيات مثـل (رامبـو‪ ،‬وسـوبرمان‪ ،‬وكريندايـزر)(*) كمـا أن كثيـر مـن‬
‫المشاهدين يخضعون أوقاتهم وفق برامج التلفزيون‪.‬‬
‫‪ )3‬قلل التلفزيون من الترابط العائلي فقلما يجتمع أفراد لمناقشة موضوعات تهتم‬
‫أفرادها بل أن كل فرد يكون منشغ ً‬
‫ال ببرنامج يتابعه أكثر من متابعته لمشكلة من‬
‫(**)‬
‫مشكالت أسرته‬
‫‪ )4‬ال يتيح التلفزيون مجاالً للتخيل ألنه يشـغل حواس المشاهد وال يسمح له بأن‬
‫يحلق بخياله كما هو في الراديو والكتاب‪.‬‬
‫‪ - 1‬ماجي الحلواني ‪ ،‬مدخل إلى الفن اإلذاعي والتلفزيوني والفضائي ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ‪ ،‬ص ‪. 76-75‬‬
‫* أسماء شخصيات قدمت بصفتها أبطاالً في أفالم سينمائية وتلفزيونية ورسوم متحركة تعتمد على العنف وقصص‬ ‫ ‬
‫الخيال العلمي ‪.‬‬
‫** بعد أن كان في كل بيت تلفزيون أصبح في كل غرفة تلفزيون بعد انتشار البث الفضائي مما زاد في تشتت األسرة‬
‫داخل البيت الواحد – من مشاهدات الباحث ‪-‬‬

‫‪- 210 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫‪ )5‬التشـابه الكبير في كثيـر من البرامج في مختلف القنـوات التلفزيونية من حيث‬


‫الشـكل والمضمون كلي ًا أو جزئي ًا وعدم التنسيق في عرض البرامج وهذا يدفع‬
‫المشاهد إلى اإلصابة بالملل والشعور بالغضب‪.‬‬
‫‪ )6‬يؤكـد كثيـر من األطباء َّ‬
‫أن المشـاهد يتعـرض لكمية كبيرة من اإلشـعاع مضرة‬
‫بالجسم وعلى درجات متفاوتة حسب نسبة التعرض والجلوس أمام التلفزيون‬
‫مما يؤذي المشاهد سواء في عينيه أو جسمه وخاصة لدى األطفال‪.‬‬
‫‪ )7‬المنافسـة الشـديدة للكثير مـن القنوات المختلفة سـواء األرضيـة أو الفضائية‬
‫المفتوحـة والمشـفرة العربيـة واألجنبية مما جعـل التلفزيون يفقـد الكثير من‬
‫مشاهديه الذي يتابعونه في السابق‪.‬‬

‫((( (((‬
‫الوظائف غير المرغوب فيها للتلفزيون على المستوى السياسي‪-:‬‬
‫تتلخـص الوظائـف غير المرغوب فيها لوسـائل اإلعالم ومنهـا ألتلفزيون وخصوص ًا‬
‫على المستوى السياسي في ما يأتي ‪-:‬‬
‫أ‪-‬الشك السياسي‬
‫يظهر هذا الجانب من تأثير وسائل اإلعالم في احتقار الفرد والعرف والتقاليد والرأي‬
‫العام واألخالق الشـائعة‪ ،‬كما يظهر في تسـفيه العمل السياسي وعدم الثقة في رجال الحركة‬
‫السياسية وأولي األمر‪.‬‬
‫ب‪-‬عدم المباالة والخمول‬
‫يتمثـل فـي عـدم االهتمـام باألفـراد أو المواقـف أو الظواهـر‪ ،‬وفـي عـدم االعتراف‬
‫بالمسؤولية الشخصية أو تحملها‪ ،‬وكذلك في فقدان الشعور والحساسية بعواطف اآلخرين‪.‬‬
‫‪ - 1‬انشـراح الشـال ‪ ،‬الدش واالنترنيت والتلفزيون في إطار علم االجتماع اإلعالمي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬المدينة برس للطباعة‬
‫والنشر والتسويق اإلعالمي ‪ ، 2003 ،‬ص ‪. 170-169‬‬
‫‪ -2‬انشراح الشال ‪ ،‬مدخل إلى علم االجتماع اإلعالمي ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار الفكر العربي ‪ ، 2002 ،‬ص ‪. 187-186‬‬

‫‪- 211 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫ج‪-‬االغتراب‬
‫وهو شـعور الفرد بأن المجتمع والسـلطة ال يحسان به وال يعنيهما أمره وأنه ال قيمة له‬
‫في هذا المجتمع ومن شأن هذا الشعور أن يؤدي إلى فقدان الفرد الحماس والدافع والمشاركة‬
‫الفعالة مما قد يفسر ظهور بعض الجماعات المتطرفة على مستوى العالم النامي بوجه خاص‬
‫في النصف الثاني من القرن العشرين‪.‬‬
‫د‪-‬التبعية‬
‫حالـة التبعيـة تعـد رد فعل لحالة االغتـراب وذلك عندمـا يعتقد الفرد أن السياسـة أو‬
‫الحكومة في بلده يسيرها آخرون لصالح جماعات معينة وأن هذا يتم على أسس وقواعد غير‬
‫عادلـة فتكـون النتيجة أن يصبـح الفرد أسـير ًا لبعض األفـكار الخاطئة أو التيـارات المعادية‬
‫للمجتمع والتي يمكن أن يتبناها هذا الفرد ويتبعها دون وعي‪.‬‬
‫فـي حين نجد أن وسـائل اإلعالم فـي المجتمعات الرأسـمالية تقوم بثلاث وظائف‬
‫(((‬
‫للحد من ظاهرتي االغتراب والتبعية لدى الفرد عن طريق ما يأتي ‪:‬‬
‫(‪ -)1‬التخفيـف مـن حدة الصـراع االجتماعي داخل المجتمـع والتقليل من أعراض‬
‫االغتراب‪.‬‬
‫(‪ -)2‬التقليل من شأن النظم االجتماعية واالقتصادية للنظام الرأسمالي‬
‫(‪ -)3‬تحقيق أكبر قدر من األرباح على أسـاس أن وسائل اإلعالم مشروعات تجارية‬
‫أيض ًا مما يجعل وسائل اإلعالم مستقلة وفي منأى عن التبعية‪.‬‬

‫‪ )3( -1‬عواطف عبد الرحمن ‪ ،‬قضايا التبعية اإلعالمية والثقافية في العالم الثالث ‪ ،‬الكويت ‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪،‬‬
‫المجلس الوطني للثقافة واآلداب والفنون ‪ ، 1984 ،‬ص ‪. 36‬‬

‫‪- 212 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫المبحث الثاني‬
‫البرمجة والبرامج التلفزيونية‬

‫أوال‪ :‬مفهوم البرمجة‬


‫إن مصطلح البرمجة أغنى وأثرى من المفهوم الضيق لمصطلح البرنامج((( فقد عرفت‬
‫وثيقـة تنظيم البـث الفضائي اإلذاعي والتلفزيوني في المنطقـة العربية التي صدرت في ‪/12‬‬
‫شـباط‪ .2008 /‬البرنامـج بأنه (كل مـا يتم إعداده للبث أو بثه عبر أجهـزة البث الفضائي بنية‬
‫اسـتقبالها من قبل الجمهور أو المشـاهدين ومـن ذلك المواد المرئية أو المسـموعة كلها أو‬
‫كالهما وهو موضوع أو نتيجة النشاط الذي تمارسه هيئات البث(*) من أعمال البث أو اإلذاعة‬
‫أو اإلرسـال أو اإلتاحة أو ما يسـبقها من أعمال ومن ذلك المصنفات والبرامج بمعناها الفني‬

‫‪ -1‬رضـا النجـار ‪ ،‬البرمجـة والشـبكة البرامجية ‪ ،‬مقاربة نظريـة ‪ ،‬تونس ‪ ،‬مجلـة اإلذاعات العربيـة ‪ ،‬اتحاد اإلذاعات‬
‫العربية ‪ ،‬ع ‪ ، 2007 ، 1‬ص ‪. 18‬‬
‫* هيئة البث الفضائي ‪ -:‬يقصد بها كل شخص طبيعي أو معنوي أو أي جهة يناط بها أو تكون مسؤولة عن أي عمل‬
‫مـن أعمـال البث الفضائي واإلذاعي والتلفزيوني والذي يسـتوفي شـروط تكوينه طبق ًا لمبـادئ وثيقة تنظيم البث‬
‫الفضائي اإلذاعي والتلفزيوني في المنطقة العربية الصادرة في ‪ /12‬شـباط‪ 2008 /‬وطبق ًا لقانون إنشـائه والذي‬
‫يتم بمبادرة منه وعلى مسـؤوليته أي عمل من أعمال البث الفضائي أو ما يسـبقها من أعمال يقصد البث‪ ،‬ويقصد‬
‫بالبث الفضائي كل إذاعة أو إرسـال أو إتاحة مشـفرة أو غير مشـفرة ألصوات أو لصور أو لصور وأصوات مع ًا أو‬
‫أي تمثيـل آخـر لها أو إلشـارات أو كتابات مـن أي نوع كانت ال تتصـف بطابع المراسلات الخاصة وذلك عبر‬
‫األقمار الصناعية بما يسمح بأن يستقبلها أو يتفاعل معها الجمهور أو فئات أو أفراد معينة منه بما في ذلك الحاالت‬
‫التي يمكن فيها ألفراد من الجمهور أن يختار الواحد منهم بنفسه وقت اإلرسال ومكان استقباله ‪ :‬ص ‪. 7 – 6‬‬

‫‪- 213 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫الدقيق وجميع أنواعها والمواد الناجمة عن تجميع وتخزين مواد اإلذاعة وجدولتها وإرسالها‬
‫في إشـارات سـابقة علـى اإلذاعة ويعـد برنامج ًا على وجـه الخصوص ما يتم بثـه أو إعداده‬
‫صالح ًا للنشـر من المصنفات الفنية والعلمية واألدبية وما يلحق بها من أعمال وأدوات فنية‪،‬‬
‫والبرامـج والمسلسلات واألحـداث الترفيهيـة والرياضيـة وغيـر ذلك من المـواد والصور‬
‫واإلشارات واألصوات والكتابات التي يتم إعدادها للبث أو يتم بثها) (((‪.‬‬
‫أمـا البرمجة اإلذاعيـة والتلفزيونية فهي (برامج من ناحية المحتـوى والترتيب الزمني‬
‫ضمـن خطة البث من حيث المواعيد والتفاعل مع عادات المشـاهدة للجمهور المسـتهدف‬
‫ونسـق الحياة االجتماعيـة وباعتبار تفاعل البرامج مع بعضها وتناسـقها واتزان نوعيتها وهي‬
‫كذلـك نظرة شـاملة لدور أجهزة اإلعالم أو الثقافة فـي المجتمع والتفاعل معه واتصال ذلك‬
‫المجتمـع بالمجتمعـات األخرى) (((‪ .‬وهـي (تقنية تخطيـط وترتيب لعدة برامـج تلفزيونية‬
‫ضمن الكل المبني والمنسجم والذي يطلق عليه تسمية قناة تلفزيونية) (((‪.‬‬
‫وتعتبر البرمجة التلفزيونية مهنة التكوين االجتماعي طالما أنها تحمل رسالة تلفزيونية‬
‫تسـتهدف الجمهـور الذي يتلقاها ((( إذ أصبـح الجمهور طرف ًا ً‬
‫فاعال في االتصال سـواء كان‬
‫حاضر ًا في االسـتوديو أو جالسـ ًا فـي بيته أمام الشاشـة الصغيرة ((( ويمكـن تحديد البرمجة‬
‫(بأنهـا إسـتراتيجية انتقـاء البرامـج وترتيبها عبر خريطـة البرمجة التي يتـم تخطيطها لتجذب‬

‫‪ - 1‬وثيقة مبادئ البث الفضائي اإلذاعي والتلفزيوني في المنطقة العربية الصادرة في ‪( 2008 /2 /12‬الملحق‪.)4-1‬‬
‫‪ -2‬رضا النجار ‪ ،‬البرمجة والشبكة البرامجية ‪ ،‬مقاربة نظرية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 18‬‬
‫‪3- Le champion Remyet Benosit Danard,Television de penurie , television dabondance . des‬‬
‫‪origins alnternit, Ia documentation frqncaise. notes et etudes documentaries, Paris 2000‬‬
‫نق ً‬
‫لا عـن ‪ :‬نصر الديـن العياضي ‪ ،‬قراءة في توجهات البرمجة التلفزيونية العربيـة ‪ ،‬تونس ‪ ،‬مجلة اتحاد اإلذاعات‬ ‫ ‬
‫العربية ‪ ،‬اتحاد اإلذاعات العربية ‪ ،‬ع ‪ ، 2007 ، 1‬ص ‪. 25‬‬
‫‪4- Burtin Jerome : La programmation televeisuelle : une arme stractegique dans Ia guerre des‬‬
‫‪chaines" cite in COMM posite, 2004‬‬
‫نق ً‬
‫ال عن المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 25‬‬ ‫ ‬
‫‪ -5‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪. 26‬‬

‫‪- 214 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫الجماهيـر المسـتهدفة بعنايـة ويحتـاج مسـؤلو البرامـج إلـى المعلومـات والمهـارات التي‬
‫تسـاعدهم على تحديـد الجماهير المسـتهدفة بفئاتها المختلفـة واختيار األوقات المناسـبة‬
‫لتقديم البرامج التي تناسب كل فئة ووضع هذه البرامج ضمن شبكة البرمجة) (((‪.‬‬

‫عناصر البرمجة اإلذاعية والتلفزيونية‪:‬‬


‫(((‬
‫تتمثل عناصر البرمجة اإلذاعية والتلفزيونية فيما يأتي ‪-:‬‬
‫هي برامج ومحتويات ووظائف كم ًا وكيف ًا وجماهير وردود فعل‪.‬‬ ‫‪ )1‬‬
‫توازنات في النوعية والوظائف المقدمة‪.‬‬ ‫‪ )2‬‬
‫(*)‬
‫أوقات في المواعيد والحصص الزمنية طبق ًا ألوقات الجماهير المستهدفة‬ ‫‪ )3‬‬
‫إمكانيـات مادية وبشـرية وكلفة اقتصادية وتوازن بيـن اإلمكانات المتوفرة‬ ‫‪ )4‬‬
‫والطموحات المنشودة‪.‬‬
‫محيـط وطنـي وقومي وعالمي السـيما في عصر األقمـار الصناعية وتعدد‬ ‫‪ )5‬‬
‫قنوات البث األجنبية مع اعتبار المنافسات الموجودة في المحيط‪.‬‬
‫اعتبـار تكامـل األجهزة والقنـوات المتوفرة واجتناب تنافسـها وخاصة في‬ ‫‪ )6‬‬
‫صلب القطاع العمومي الواحد‪.‬‬

‫‪ - 1‬حسـن عمـاد مـكاوي ‪ ،‬عادل عبـد الغفار‪ ،‬مسـتقبل اإلذاعـة في عصر البـث الفضائـي ‪ ،‬تونس ‪ ،‬سلسـلة بحوث‬
‫ودراسات إذاعية (‪ ، 2006 ، )57‬ص ‪. 37‬‬
‫‪ -2‬رضا النجار ‪ ،‬البرمجة والشبكة البرامجية ‪ ،‬مقاربة نظرية ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ‪ ،‬ص ‪. 19-18‬‬
‫* تم تقسيم الوقت إلى الفترات الزمنية االجتماعية اآلتية ‪-:‬‬
‫زمن الذروة ‪ primetime :‬وهي الفترة التي تجمع فيها القناة التلفزيونية أكبر عدد من المشـاهدين الفعليين أو‬ ‫ ‬
‫المحتمليـن وعلى أساسـها تـوزع بقية الفترات وهـي ما قبل زمن الـذروة ‪ Access Time‬وما بعـد زمن الذروة‬
‫‪ Second Time‬أي زمن السـهرة والوقت المتبقي من البث اليومي ‪" Day Time‬ينظر ‪ :‬نصر الدين العياضي‪،‬‬
‫قراءة في توجهات البرمجة التلفزيونية العربية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. "26‬‬

‫‪- 215 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫ضبط سياسة واضحة ألجهزة اإلعالم‪.‬‬ ‫‪ )7‬‬


‫وضع اإلمكانات المادية والبشرية في خدمة السياسة المختارة‪.‬‬ ‫‪ )8‬‬
‫تنفيذ تلك السياسة بالبرمجة المالئمة‪.‬‬ ‫‪ )9‬‬
‫‪ )10‬متابعة ردود فعل الجماهير المستهدفة‪.‬‬
‫‪ )11‬المراقبة المستمرة للبرمجة وتعديلها المتواصل‪.‬‬
‫‪ )12‬تقييم تلـك البرمجة مقارنـة باألهداف المنشـودة واإلمكانـات المرصودة‬
‫والنتائج الحاصلة‪.‬‬

‫(((‬
‫أسس البرمجة وقواعدها‬

‫إن األسـس والقواعـد التي تعتمد عليهـا إدارة البرمجة في القنوات أثناء إعداد شـبكة‬
‫البرامج تكاد تنطبق تقريب ًا على كل القنوات التلفزيونية واالختالف يكمن في تقدير أصحاب‬
‫القرار لثقل بعض األسـس في كفة أعداد شـبكة البرامج التلفزيونية وهذه األسـس والقواعد‬
‫هي‪:‬‬
‫‪- 1‬الجمهور ‪-:‬‬
‫أصبـح الجمهـور يحتل مكانة أساسـية في قلـب اسـتراتيجيات القنـوات التلفزيونية‬
‫والتجاريـة تحديـد ًا‪ .‬إن معرفـة نسـبة مشـاهدة برنامج أو قناة تلفزيونية تخدم بشـكل مباشـر‬
‫وديناميكي عملية البرمجة لمعرفة نقاط القوة والضعف في خارطة برامجهم وتزودهم بكمية‬
‫من المعلومات والمعطيات التي تعينهم في اختيار البرامج المطلوبة‪.‬‬
‫‪- 2‬المنافسة ‪-:‬‬

‫‪ -1‬نصـر الديـن العياضي ‪ ،‬يوسـف تمار ‪ ،‬فن البرمجـة ‪ ،‬وإعداد الخارطـة البرامجية في القنـوات التلفزيونية العربية‬
‫جدلية التصور والممارسة ‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 42-18‬‬

‫‪- 216 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫تفرض المنافسـة الشرسـة على معد شـبكة البرنامج التلفزيوني في القنـاة التلفزيونية‬
‫التدخـل بسـرعة وأنية لتصحيـح بنية البرامـج التي يعرضها واقتـراح البرنامج المناسـب في‬
‫الوقت المناسب بالنظر لما تبثه القنوات التلفزيونية المنافسة‪.‬‬
‫‪ - 3‬اإلعالن وضغط المعلنين ‪-:‬‬
‫إن تأثير اإلعالن على البرمجة يظهر بشـكل جلي في تدخله المرن أو حتى اآلمر لبث‬
‫ٍ‬
‫العتقـاد أنها تضـر بسـمعة المعلن‬ ‫بعـض البرامـج التلفزيونيـة وحـذف محتويـات بعضهـا‬
‫وبمصالحة الذي يتدخل أحيان ًا في تقديم أو تأخير بث بعض المواد التلفزيونية حتى تتناسب‬
‫مـع الفئة االجتماعية التي يتوجه إليها المعلن والسـلعة المعلـن عنها أو توقف بعض البرامج‬
‫ألخفقاها في تحقيق العائد اإلعالني المأمول‪.‬‬
‫‪ - 4‬اإلمكانيات المالية ‪-:‬‬
‫اإلمكانـات الماليـة المرتفعـة يمكـن أن تزود القنـاة التلفزيونيـة بالعديد مـن البرامج‬
‫الجديـدة والمتنوعـة بينما تـؤدي الميزانيـة المتواضعة بالقنـاة التلفزيونية إلـى إعداد خارطة‬
‫برامج تتسم بإعادة بث البرامج والمسلسالت القديمة وإلى شراء البرامج التلفزيونية بالجملة‪.‬‬
‫‪ - 5‬القوانين والتشريعات ‪-:‬‬
‫إن التدخـل المعاصـر للسـلطات العموميـة في مجـال القطاع السـمعي – البصري في‬
‫األلفية الحالية تطورت أشـكاله وتنوعت أسـاليبه بتطور المجتمعات ولهذا الغرض أنشـئت‬
‫هيئات مسـتقلة تختلف تشـكيلتها وصالحيتها من دولة إلى أخرى من المراقبة والتحكم إلى‬
‫الردع والعقاب وسنت مجموعة من القوانين التي تختلف من دولة إلى أخرى‪.‬‬
‫وتتعلق بالموضوعات اآلتية ‪-:‬‬
‫اإلعالن التلفزيوني‪.‬‬ ‫أ‪ -‬‬
‫ب‪ -‬المواد الدرامية والتربوية وحجمها ولغة بثها‪.‬‬

‫‪- 217 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫ج‪ -‬البرامج اإلخبارية‪.‬‬


‫برامج المسابقات واأللعاب التلفزيونية‪.‬‬ ‫د‪ -‬‬
‫‪ - 6‬إيقاع الحياة االجتماعية ‪-:‬‬
‫إن البرمجة التلفزيونية ترتبط أساسـ ًا بإيقـاع الحياة االجتماعية الذي تتدخل فيه جملة‬
‫من العوامل منها ‪-:‬‬
‫ساعات العمل الرسمي ومدته‪.‬‬ ‫أ‪ -‬‬
‫ب‪ -‬الطابع الغالب لنشاط الجمهور‪.‬‬
‫ج‪ -‬اإلجازات وأيام األعياد الوطنية والدولية‪.‬‬
‫فالبرمجة الناجحة هي تلك التي تلتصق بالتحوالت التي تطرأ على هذا اإليقاع وتغير‬
‫طبيعتهـا بالنظـر إلى نمط حيـاة الجمهور وخاصة فـي فصل الصيف الذي يتسـم باإلجازات‬
‫والراحة واالستجمام‪.‬‬
‫‪ - 7‬هوية القناة التلفزيونية ‪-:‬‬
‫إن هويـة القنـاة التلفزيونيـة أو مـا يعرف بخطهـا التحريـري والذي يعبر عنـه مواقفها‬
‫واتجاهاتها السياسـية المتجانسـة مـن مختلف القضايا التـي تتناولها في برامجهـا اإلخبارية‬
‫والدراميـة بـل يمتد ليشـمل اإلسـتراتيجية التي تمكـن القناة من البـروز في حالتهـا المفردة‬
‫والمختلفة فهوية القناة تؤثر في البرمجة فتحدد توجهاتها ومضامينها‪.‬‬
‫‪ - 8‬الحدس والمخاطرة ‪-:‬‬
‫بفضل هامش الحرية الذي يتمتع به معد برامج التلفزيون وحدسـه دخلت العديد من‬
‫التغيرات على شـبكة البرامج التلفزيونية مثل برامج نادي السـينما والسهرات المسرحية إلى‬
‫الشاشة الصغيرة‪.‬‬

‫‪- 218 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫(((‬
‫تقنيات البرمجة التلفزيونية ‪-:‬‬

‫إن إعداد شبكة البرمجة التلفزيونية تأخذ بعين االعتبار ظاهرتين أساسيتين هما ‪-:‬‬
‫‪ - 1‬تواتر المشـاهدة التي لم تعد تقتصر على مزاج شـبابي بل امتدت إلى قطاع واسع‬
‫من المشاهدين الذين أصبحوا أصحاب القرار في برمجة ما يشاهدون‪.‬‬
‫‪ - 2‬تزايد عدد القنوات التلفزيونية وتنوعها الذي أدى إلى تشرذم الجمهور وفعل المشاهدة‪.‬‬
‫لهذين السببين أصبحت القنوات التلفزيونية تستند إلى جملة من التقنيات في البرمجة‬
‫التلفزيونية نذكر منها ما يأتي ‪-:‬‬

‫أ‪-‬تقنية البرمجة المعارضة أو المعاكسة ‪-:‬‬


‫تتمثل هذه التقنية في سحب الحصص التلفزيونية التي تشترك هذه القنوات التلفزيونية‬
‫المنافسـة فـي بثها مع بقية القنوات التلفزيونية ومعاكسـتها بحصـص تلفزيونية تختلف تمام ًا‬
‫لتفتيت المشاهد داخل األسرة التي تعد خلية مشاهدة التلفزيون عن طريق التالعب بالبرامج‬
‫والتوجـه إلـى فئات اجتماعية مختلفـة ببرامج بديلة كتقديـم البرامج اإلخباريـة القائمة على‬
‫التحقيـق والريبورتاج عندمـا تبث القنوات المنافسـة األفالم وبث المسلسلات ذات العدد‬
‫الكبير من الحلقات أثناء بث القنوات التلفزيونية الجرائد المصورة في منتصف النهار‪.‬‬

‫ب‪ -‬تقنية البرمجة بالمحاكاة‬


‫وهي العكس تمام ًا من التقنية األولى وتتطلب تقليد القنوات المنافسة ببرامجها سواء‬
‫باعتماد التنظيم ذاته الذي تسـتخدمه القناة المنافسـة في خارطة البرامج التلفزيونية أو تقديم‬
‫برامج مماثلة في التصور سـواء في الوقت ذاته أو في وقت مغاير لسـحب جمهورها أو على‬
‫األقل اقتسامه‪.‬‬

‫‪ -1‬نصر الدين العياضي ‪ ،‬قراءة في توجهات البرمجة التلفزيونية العربية ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ‪ ،‬ص ‪. 31-30‬‬

‫‪- 219 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫(((‬
‫تصنيف البرمجة التلفزيونية ‪:‬‬

‫يصنف الباحث جون ستوك البرمجة التلفزيونية إلى نوعين هما‪:‬‬


‫أ‪ -‬البرمجة العمودية‬
‫يعطي هذا النوع األولوية للبرامج الجديدة ويتمسك بتواصل البرامج التلفزيونية وتعاقبها‬
‫بال تكرار بهدف اجتذاب الجمهور وإبقائه أطول فترة ممكنة أمام الشاشة الصغيرة ليتابعها‪.‬‬
‫ب‪-‬البرامج األفقية‬
‫يراهـن هـذا النوع من البرمجة علـى برامج معينة تبث في مواعيد محددة يسـتأنس بها‬
‫المشاهدون فيتابعونها ويتعودون عليها حتى تصبح جزء ًا من حياتهم وتحتل موقع ًا في أجندة‬
‫نشـاطهم االجتماعي ويسـعى هذا النوع إلى اجتذاب الجمهور بشكل دوري ومنتظم لمتابعة‬
‫برنامج محددة سواء كان مستحدث ًا أو قديم ًا‪.‬‬

‫(((‬
‫أساليب البرمجة التلفزيونية‬

‫لتحقيـق غايـات التلفزيون في بلـوغ أهداف البرمجـة العمودية والبرمجـة األفقية في‬
‫اجتذاب المشاهدين فقد طورت البرمجة التلفزيونية األساليب اآلتية‪:‬‬
‫‪ - 1‬تقديـم برنامـج معيـن وبثه في خمسـة أيام متتالية في األسـبوع لترويجـه وتعويد‬
‫الجمهور عليه‪.‬‬
‫‪ - 2‬بـث خمـس برامج مختلفة في األسـبوع في موعد واحد وثابـت كاألفالم لتنويع‬
‫برامج التلفزيون من جهة ولمعالجة النقص المسجل في المواد التلفزيونية‪.‬‬
‫‪ - 3‬إقحام مادة تلفزيونية جديدة في شبكة البرامج وسط مادتين ناجحتين لتستفيد من‬
‫صيتها وتضمن قدر ًا من النجاح في انطالقتها‪.‬‬
‫‪ - 1‬نصر الدين العياضي ‪ ،‬قراءة في توجهات البرمجة التلفزيونية العربية ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 31‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه ‪ :‬ص ‪. 33-31‬‬

‫‪- 220 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫‪ - 4‬بـث المـواد األكثر شـعبية وانتشـار ًا في بداية المشـاهدة التلفزيونيـة لتضمن بقاء‬
‫الجمهور متابع ًا للقناة‪.‬‬
‫‪ - 5‬بث مسلسل تلفزيوني ناجح وسط مادتين تلفزيونيتين جديدتين لتستفيد من نسبة‬
‫مشـاهدة المسلسل المرتفعة وتضطر القناة التلفزيونية باستخدام هذا األسلوب في حال عدم‬
‫مقدرتها على تطبيق األسلوب الثالث المذكور في أعاله‪.‬‬
‫‪ - 6‬إحـداث تغييـر مفاجئ في انتظام شـبكة البرامج التلفزيونية بإقحـام بعض المواد‬
‫التلفزيونية أو البرامج المتعلقة باألحداث الطارئة بتكديس بثها خالل عدة أيام‪.‬‬
‫‪ - 7‬ترقية األفالم والمسلسالت الجديدة بضمان حد أدنى من النجاح في وقت قياسي‬
‫التي تضم ممثلين قاموا بأدوار في مسلسالت وأفالم حققت نجاح ًا كبير ًا‪.‬‬
‫‪ - 8‬االسـتعانة بحضـور نجـم برنامـج تلفزيونـي ناجـح فـي برنامـج تلفزيونـي آخر‬
‫لمساعدته في رفع مستوى مشاهديه‪.‬‬
‫‪ - 9‬الوصول إلى عدد أكبر من الجمهور بالعرض التدريجي من عرض برامج األطفال‬
‫فالشـباب وصـوالً إلـى اجتماع أفراد األسـرة لمشـاهدة التلفزيـون وهناك بعض األسـاليب‬
‫الحديثة التي جربت في مجال البرمجة ومنها‪- :‬‬
‫أ‪ -‬محاكاة سلوك المشاهدين بتقديم برامج ذات إيقاع سريع‪.‬‬
‫ب‪ -‬الشـروع قـي تقديـم البرنامج التالي قبـل الومضات اإلعالنية المعتـادة لمحاولة‬
‫إبقاء الجمهور في انتظاره‪.‬‬
‫جــ‪ -‬بث برامج تلفزيونية قصيـرة مثيرة ومتميزة لترضي متابعـي القناة التلفزيونية من‬
‫المشاهدين والمعلنين‪.‬‬
‫د‪ -‬بث البرامج المشـابهة مع القنوات المنافسـة باالسـتفادة من بعض الثواني لتحقيق‬
‫السبق في بثها‪.‬‬

‫‪- 221 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫هـ‪ -‬اسـتثمار التفاعلية لرفع شعبية بعض البرامج التلفزيونية فيتحول المشاهد في بيته‬
‫إلى طرف في البرنامج بتصويته على المتنافسين وهذا ما نشاهده في برامج تلفزيون الواقع‪.‬‬

‫ثاني َا‪ :‬أنواع البرامج التلفزيونية شك ً‬


‫ال ومضمون ًا‬
‫ال ومضمون ًا‬
‫(*)‬
‫تناولت العديد من الدراسـات السابقة البرامج التلفزيونية وأنواعها شك ً‬
‫لذا سـيتناول الكاتب هذا الموضوع بشـكل مختصر منع ًا للتكرار حيث ال تكاد تخلو دراسـة‬
‫ال ومضمون ًا‬
‫تناولت البرامج التلفزيونية من دون أن تتطرق إلى أنواع البرامج التلفزيونية شـك ً‬
‫حتى أصبحت معروفة للدارسين والباحثين‪.‬‬
‫وقبل التطرق إلى أنواع البرامج التلفزيونية ينبغي معرفة خطوات اإلعداد السـليم ألي‬
‫برنامج تلفزيوني‪.‬‬

‫(((‬
‫خطوات أعداد البرنامج‬

‫‪ - 1‬الفكرة‬
‫إن أهـم خطـوة في األعداد هي معرفة األسـاس الذي سـيقوم عليـه البرنامج فتحديد‬
‫الفكـرة أو مجموعـة األفـكار التـي تهدف فـي مجملها إلى خلـق برنامج متكامـل يعتبر أمر ًا‬
‫ضروري ًا وفكرة البرنامج أما أن تكون ‪-:‬‬

‫* ينظر‪ -:‬ادوارد ستاشيف ‪ ،‬رودي بريتز ‪ ،‬ترجمة أحمد طاهر ‪ ،‬برامج التلفزيون انتاجها ‪ ،‬اخراجها ‪ ،‬مؤسسة سجل‬
‫العرب ‪. 1956 ،‬‬
‫‪ -‬مسـعود عبد الحميد دهلوي ‪ ،‬المعايير اإلحصائية الموحدة لتحليل البرامج في التلفزيونات الخليجية العربية ‪،‬‬
‫سلسلة بحوث ودراسات تلفزيونية ‪ ،‬جهاز تلفزيون الخليج ‪ ،‬الرياض ‪. 1983 ،‬‬
‫‪ -‬ماجي الحلواني ‪ ،‬مقدمة في الفنون اإلذاعية والسمعبصرية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مركز جامعة القاهرة للتعليم المفتوح ‪. 1999‬‬
‫‪ -‬نواف عدوان ‪ ،‬نحو تصنيف عربي موحد للبرامج التلفزيونية ‪ ،‬مجلة بحوث ‪ ،‬المركز العربي لبحوث المستعمين‬
‫والمشاهدين ‪ ،‬العدد‪ ، 4‬شباط ‪ ،‬بغداد ‪، 1981 ،‬‬
‫‪ -1‬عاصف حميدي‪ ،‬العمل اإلذاعي والتلفزيوني مفاتيح النجاح وأسرار اإلبداع‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪،‬ص‪.152-149‬‬

‫‪- 222 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫أ‪ -‬بنا ًء على حاجة المحطة لبرنامج ما فيكلف أحد المعدين بالعمل على إنتاج برنامج‬
‫ضمن فكرة مسبقة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الفكرة من قبل المعد نفسه الذي يعمل على خلق البرامج الجديدة والمتنوعة‪.‬‬
‫‪ - 2‬تحديد المحاور العامة‬
‫وهـذه المحـاور تبلورها الفكرة الرئيسـية المشـتملة علـى الهدف وفي هـذا البند من‬
‫الممكـن أن يضع المعـد جميع المحاور والزوايا التي قد تالمس الفكرة وتتحدث في صلبها‬
‫دون استثناء وعليه أن يضع جميع تصوراته لزوايا البرنامج وكيفية معالجتها‪.‬‬
‫‪ - 3‬تحديد المواضيع‬
‫بعد كتابة جميع المحاور التي سيتضمنها البرنامج ال بد من توضيح كل محور والعمل‬
‫على تحديد المادة المقصودة في الحلقة‪.‬‬
‫‪ - 4‬التوقيت‬
‫تحديد الوقت المخصص للبرنامج األمر الذي يؤدي دور ًا مهم ًا في تحديد المواضيع‬
‫وأسلوب معالجتها وتسهل على المعد تحديد وقت َا لكل فقرة من فقرات البرنامج‪.‬‬
‫‪ - 5‬جمع المعلومات‬
‫وهـي الخطـوة التي يقوم بهـا المعد بجمع كل مـا يتعلق بمادة البرنامـج وتهيئة المادة‬
‫المكتوبـة وبعـض التسـجيالت وإجـراء المقابلات التـي يحتاجهـا أحيانـ ًا للحصـول على‬
‫معلومات عن الشخصية التي يتم استضافتها والقضية التي ستطرح في البرنامج‪.‬‬
‫‪ - 6‬التنسيق ‪:‬‬
‫يعمـل المعد علـى ترتيب المواعيد مـع األطراف المعنيـة كافة بالبرنامـج كالضيوف‬
‫ومقدم البرنامج كذلك تحضير األسـتوديوهات وترتيب التسجيالت مع المراسلين والمكتبة‬
‫وتحديد موعد البث إذا كان البرنامج مباشر ًا والتسجيل إذا كان البرنامج غير مباشر‪.‬‬

‫‪- 223 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ - 7‬ترتيب فقرات البرنامج‬


‫بعد انجاز كل الخطوات السابقة يعمل المعد على ترتيب جميع الفقرات التي يتضمنها‬
‫البرنامج بما في ذلك الفقرات المخصصة لمقدم البرنامج والفواصل الموسـيقية والمشـاهد‬
‫التلفزيونية ويعد هذا التخطيط خريطة واضحة ومحددة للبرنامج‪.‬‬

‫أشكال البرامج التلفزيونية‬

‫يعـد التصنيـف الـذي وضعه الباحثـان (ادوارد ستاشـيف) و (رودي بريتز) الشـكال‬
‫البرامـج التلفزيونيـة من التصانيف المهمـة والمعتمدة في هذا المجال الـذي صنف البرامج‬
‫(((‬
‫على النحو اآلتي ‪-:‬‬
‫‪ - 1‬البرامج الالدرامية ‪-:‬‬
‫وتتمثـل عـادة هـذه البرامـج بالبرامـج الفكريـة والمسـابقات واأللعـاب والحوادث‬
‫والمناقشـات وهي ال تحاول خلق هالة من الوهم بأن الحادث يقع في أي ناحية من النواحي‬
‫غير األستوديو أو في أي وقت من األوقات غير الوقت الذي يشاهده فيه المشاهد ‪،‬وقد طور‬
‫التلفزيون هذا النوع من البرامج بعدما أقتبسه من الراديو وجعله مرئي ًا على شاشة التلفزيون‪.‬‬
‫‪ - 2‬البرامج اإلخبارية ‪-:‬‬
‫سـواء كانت نشـرة عادية أم تعليق ًا وقد جرت العادة أن تقرن األخبار بأفالم متحركة أو‬
‫شرائح صور وخرائط جغرافية وبيانية وغيرها من المبتكرات المرئية‪.‬‬
‫‪ - 3‬برامج المناقشات‬
‫وهي برامج لها عدة أنواع ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬مناقشات مع شخصيات بارزة‪.‬‬

‫‪ )1( -1‬ادوارد ستاشيف‪ ،‬رودي بريتز‪ ،‬برامج التلفزيون ‪ ،‬إنتاجها ‪ ،‬إخراجها ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ‪ ،‬ص ‪. 77 62-‬‬

‫‪- 224 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫ب‪ -‬مناقشات موضوعية تتعلق بموضوع معين مع ضيف متخصص‪.‬‬


‫جـ‪ -‬مناقشـات جماعية وفي هذه البرامج يقوم عدد من الصحفيين أو المشاهدين بتوجيه‬
‫أسئلة إلى شخصية سياسية بارزة وهي برامج شعبية قليلة التكاليف تقوم على خدمة الشعب‪.‬‬
‫‪ - 4‬برامج األلعاب المسلية واأللغاز والمسابقات ‪-:‬‬
‫وهي من برامج الترفيه والتسلية للمشاهدين الذين يجدون متعة في مشاهدتها كما في‬
‫المسابقات الرياضية أو الذهنية والتي يشترك فيها أحيان ًا المشاهد وهو في المنزل مع من هم‬
‫في األستوديو‪.‬‬
‫‪ - 5‬برامج المرأة‬
‫وهـي البرامـج التي تتنـاول أخبار المـرأة واهتماماتها الشـخصية والمنزليـة من طبخ‬
‫وأزياء‪ ،‬وتجميل‪ ،‬وديكور وغيرها من شؤون النساء‪.‬‬
‫‪ - 6‬برامج األطفال‬
‫وهي البرامج التي يكون جمهورها المستهدف هم األطفال وتكون ذات أنواع متعددة‬
‫مثل أفالم الرسوم المتحركة ومسابقات األطفال واأللعاب واألغاني والقصص‪.‬‬
‫‪ - 7‬برامج األحداث‬
‫وهـي البرامج التي تختص بفئة المراهقين ويتناسـب مضمونها مـع هذه الفئة العمرية‬
‫من الذكور واإلناث لجذب انتباههم كبرامج األغاني التي تالئم سـنهم أو اسـتضافة شخصية‬
‫محبوبة لديهم أو اسـتضافة مجموعة من األحداث في األسـتوديو لمناقشـتهم حول موضوع‬
‫يهمهم‪.‬‬
‫‪ - 8‬البرامج التعليمية‬
‫وهـي البرامج التي تنتجها أو تتعاون في إنتاجهـا هيئة تعليمية (جامعة‪ ،‬أو دار كتب أو‬
‫متحـف) كمـا حددتها لجنة االتصـاالت الفيدرالية‪ .‬كمـا أن البرامج التـي تنتجها المحطات‬

‫‪- 225 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫التلفزيونيـة وتحمـل مضمون ًا تعليمي ًا يتعلق بالمناهج المدرسـية أو يهـدف لتعليم الصغار أو‬
‫الكبار تعد برامج تعليمية‪.‬‬
‫‪ - 9‬البرامج الدينية‬
‫وهـي البرامج التـي تتناول فـي مضمونها الطقـوس الدينية من ابتهـاالت وصالوات‬
‫ومناقشات وندوات بشأن المواضيع الدينية وسير الشخصيات والرموز الدينية ونقل الشعائر‬
‫ذات الطابع الديني‪.‬‬
‫‪ - 10‬المنوعات والبرامج الموسيقية‬
‫وهـي البرامج التـي تقوم على عرض األغاني والموسـيقى واألوبريت وفنون الرقص‬
‫بهدف إشاعة الترفيه والتسلية ومعرفة ثقافات الشعوب في هذا المجال‪.‬‬
‫‪ - 11‬البرامج الدرامية‬
‫وهـي البرامـج التي تقـدم على شـكل تمثيليات ومسلسلات وأفالم من على شاشـة‬
‫التلفزيون‪.‬‬
‫‪ - 12‬البرامج الفكاهية‬
‫وهي برامج تقدم على شـكل تمثيليات أو مسلسلات أو برامج تعتمد على المواقف‬
‫ال واحد ًا‬
‫المضحكة ‪،‬فيما رأى عاصف حميدي أن البرامج على إختالف أنواعها ال تتخذ شك ً‬
‫بل هناك أشكال عديدة وفق ًا لألفكار المتعددة والمختلفة كذلك فأن الفترة الزمنية المخصصة‬
‫للبرنامج تؤدي دور ًا أساسي ًا في تحديد شكل تتفيذه وصنف البرامج اإلذاعية والتلفزيونية من‬
‫حيث أشكالها إلى أربعة أصناف رئيسية هي ((( ‪-:‬‬
‫‪ - 1‬برامج المتن‬
‫وهـي البرامـج التي تعتمـد على النص المكتـوب فقط بحيث يكـون البرنامج معتمد ًا‬
‫على قراءته من قبل المقدم دون تقسيم البرنامج إلى زوايا وفقرات وقد تتخلله بعض الفواصل‬
‫عاصف حميدي ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ‪ ،‬ص ‪177-174‬‬ ‫‪)1( -1‬‬

‫‪- 226 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫الموسـيقية فقـط إذا كان النص مطوالً وهذه البرامج تكون ذات مـدة زمنية قصيرة ال تتجاوز‬
‫العشرة دقائق تضاف إلى البرنامج إشارة البداية وإشارة النهاية‪.‬‬
‫‪ - 2‬برامج اللقاءات والندوات‬
‫وهي البرامج التي تقدم داخل األستوديو أو خارجه وتعتمد على استضافة شخصيات‬
‫اجتماعية أو فنية أو سياسية أو ثقافية‪ . ..‬ألخ ‪،‬للحديث عن موضوع ما بحيث يكون البرنامج‬
‫بأكمله معتمد ًا على هؤالء األشـخاص وقد يتضمن بعض االسـتراحات القصيرة كالفواصل‬
‫الموسـيقية أو المقاطع الغنائية وهذه البرامج تسـمى برامج (الطاولة المستديرة) أي البرامج‬
‫التي تستضيف أكثر من شخصية للحديث عن موضوع ما أو مواضيع مختلفة ويكون اإلعتماد‬
‫على مقدم البرنامج بوصفه المحرك والمرتب لمجريات األمور داخل األستوديو‪.‬‬
‫‪ - 3‬برامج المجلة‬
‫وهي األكثر شـيوع ًا وتعداد ًا والمقصود ببرامج المجلة وهي البرامج التي تحتوي على أكثر‬
‫من زاوية وعلى أكثر من موضوع في الحلقة الواحدة وقد تبث مسجلة أو على الهواء مباشرة‪.‬‬
‫‪ - 4‬البرامج الجماهيرية المباشرة «االرتجالية»‬
‫وهو شـكل من أشـكال البرامج الذي يقوم اعداده على محاور عامة للموضوع الذي‬
‫يناقش على الهواء مباشـرة بمشاركة الجمهور عن طريق الهاتف أو البريد االليكتروني أو مع‬
‫جمهور داخل األسـتوديو إذ يقوم على مبدأ المشـاركة الجماهيرية حول موضوع أو أكثر من‬
‫دون علم مقدم البرنامج بتفاصيل حديث الجمهور أو آرائه‪.‬‬
‫(((‬
‫وصنف حميدي البرامج من حيث المضمون فيما يلي ‪-:‬‬
‫‪ - 1‬البرامج الثقافية والتربوية‬
‫إن البرامج الثقافية هي التي تعالج القضايا الثقافية بما فيها أخبار المثقفين وإنجازاتهم‬
‫وآخـر اإلصدارات وغيرها وصياغة البرنامج الثقافي يجب أن تخاطب الجمهور الموجهة له‬
‫فالمضمون الثقافي في الغالب ما يكون جمهوره من المثقفين‪.‬‬

‫‪ -1‬عاصف حميدي‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪. 169-156‬‬

‫‪- 227 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ - 2‬البرامج االجتماعية‬
‫وهي البرامج التي تعالج المشـاكل االجتماعية المتعلقة باألسرة والشباب أو األطفال‬
‫أو المـرأة وغيرهـا ويعتمد مضمون البرنامج االجتماعي علـى الموضوع والفئة الموجهة لها‬
‫ويتصـف بقربـه من الجمهور المسـتهدف ويقوم على المشـاركة الجماهيرية فـي إنتاجه عن‬
‫طريق المقابالت الميدانية أو اإلتصاالت الهاتفية أو من خالل الرسائل التي تصل للبرنامج‪.‬‬
‫‪ - 3‬البرامج االقتصادية (التنموية)‬
‫يرتكز هذا النوع من البرامج على مناقشة جميع القضايا التنموية في المجاالت الزراعية‪،‬‬
‫الصناعيـة‪ ،‬التجارية كافة‪ ،‬وبرامج االقتصاد والمال واألعمال ويرتكز هذا النوع من البرامج في‬
‫مضمونه على التثقيف والتوعية والشرح من أجل التنمية في المجاالت االقتصادية‪.‬‬
‫‪ - 4‬البرامج الدينية‬
‫وهـي البرامـج التـي تغطـي الوقائـع والمناسـبات الدينية فض ً‬
‫لا عن تقديـم الفقرات‬
‫والبرامـج التـي تعالج القضايا الدينية ومـن الممكن أن تكون تثقيفية أو إرشـادية وأن أهم ما‬
‫يميز مضمون البرنامج الديني أسـناده إلى التشـريع وتوثيقه على أسـاس ديني كالرجوع إلى‬
‫القرآن الكريم أو الحديث الشريف‪.‬‬
‫‪ - 5‬البرامج الرياضية‬
‫إن أهم ما يمكن تقديمه عن طريق البرامج الرياضية هي األخبار الرياضية سواء كانت‬
‫محليـة أو اقليميـة أو دولية وبعض المعلومـات الرياضية حول لعبة رياضية معينة أو مناقشـة‬
‫المسائل الرياضية مع بعض المتخصصين‪.‬‬
‫‪ - 6‬البرامج الخفيفة (المنوعة)‬
‫إن هـذه البرامـج تتنوع بتنـوع أفكارها وغالب ًا ما تكـون فنية أو غنائيـة أو برامج تحوي على‬
‫فقرات خفيفة ومنوعة وتركز على المرح بهدف إمتاع الجمهور والتخفيف عنه والترويح عن نفسه‪.‬‬

‫‪- 228 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫كما صنف إبراهيم بن مراد البرامج التلفزيونية بحسـب أنواعها وأهدافها إلى خمسـة‬
‫(((‬
‫أنواع وهي ‪-:‬‬
‫‪ - 1‬البرامج اإلخبارية‪.‬‬
‫‪ - 2‬البرامج الثقافية‪.‬‬
‫‪ - 3‬البرامج التنشيطية‪.‬‬
‫‪ - 4‬البرامج الدرامية‪.‬‬
‫برامج المنوعات‪.‬‬ ‫‪ - 5‬‬
‫وتوصل الدكتور سعد مطشر إلى أن التصنيف العالمي لمنظمة اليونسكو والذي يشير‬
‫صراحـة إلى أن البرامج اإلذاعية والتلفزيونية تتخذ أشـكالها أو قوالبهـا الفنية طبق ًا لوظائفها‬
‫(اإلخبارية والثقافية والترفيهية) وهو التصنيف الجامع والشـامل والعلمي الذي من الممكن‬
‫االسـتفادة منـه علمي ًا في عملية رصد ومتابعـة الجانب الميداني لبرامـج أي محطة تلفزيونية‬
‫محلية أو عربية أو عالمية (((‪.‬‬
‫قسم البرامج‬
‫وكان النظام الدولي الموحد لإلحصاءات الذي وضعته (اليونسـكو) قد ّ‬
‫اإلذاعيـة والتلفزيونيـة وفـق معاييـر متعـددة ومنها معاييـر الوظيفـة (الغـرض المقصود من‬
‫(((‬
‫البرنامج)‪ ،‬إذ صنفت البرامج ووضعت بحسب الوظيفة على النحو اآلتي ‪-:‬‬

‫‪ - 1‬إبراهيم بن مراد ‪ ،‬في مسألة االستعمال اللغوي في البرامج اإلذاعية والتلفزيونية تونس ‪ ،‬مجلة اإلذاعات العربية ‪،‬‬
‫إتحاد اإلذاعات العربية ‪ ،‬ع ‪ ، 2000 ، 2‬ص ‪. 43‬‬
‫‪ -2‬سـعد مطشـر ‪ ،‬المضامين واألشـكال الفنية للبرامـج التلفزيونية في تلفزيـون العراق والتلفزيون العربي السـوري‬
‫دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية اإلعالم‪ ،2005 ،‬ص‪.34‬‬
‫‪3- UNESCO , international flow of Television programs , paris , 1985 , p 15 .‬‬
‫نق ً‬
‫لا عـن ‪ -:‬حسـين جاسـم جابـر الربيعي ‪ ،‬األشـكال الفنيـة للبرامـج التعليمية فـي القنـوات الفضائيـة العربية‬ ‫ ‬
‫المتخصصة ‪ ،‬دراسـة تحليل المضمون للبرامج في قناة النيل للتعليم العالي الفضائية المصرية ‪ ،‬رسـالة ماجستير‬
‫غير منشورة ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬كلية اإلعالم ‪ ، 2007 ،‬ص ‪. 36-35‬‬

‫‪- 229 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ - 1‬برامج إعالمية وتتضمن ‪-:‬‬


‫برامـج يقصد بها بالدرجة األولـى اإلعالم عن حقائق وأحداث أو نظريات‬ ‫أ‪ -‬‬
‫أو تقديم معلومات أساسية إيضاحية‪.‬‬
‫ب‪ -‬نشرات إخبارية وتعليقات على األخبار (بما في ذلك األخبار الرياضية)‬
‫جـ‪ -‬برامج إعالمية أخرى مثل البرامج المتعلقة بالشؤون السياسية واالقتصادية‬
‫والعلمية والثقافية واالجتماعية واألحداث الخاصة‪.‬‬
‫برامج تعليمية وتتضمن ‪-:‬‬ ‫د‪ -‬‬
‫(‪ -)1‬برامـج يقصد بها بالدرجة األولـى التعليم ويكـون العنصر التربوي‬
‫أساس ًا فيها‪.‬‬
‫(‪ -)2‬برامج تعليمية تتعلق بمنهج دراسـي معين (مثل المناهج المدرسـية‬
‫والجامعية)‪.‬‬
‫(‪ -)3‬برامج تعليمية ألغراض التنمية الريفية‪.‬‬
‫(‪ -)4‬برامج تعليمية أخرى‪.‬‬
‫هـ‪ -‬برامج ثقافية وتتضمن ‪-:‬‬
‫(‪ -)1‬برامج يقصد بها بالدرجة األولى استثارة الفضول الفني أو الفكري‪.‬‬
‫(‪ -)2‬برامج يمكن إعتبارها أدا ًء أو نشاط ًا فني ًا في حد ذاتها‪.‬‬
‫(‪ -)3‬برامـج يقصـد منها بالدرجة األولـى اثراء معـارف الجمهور بطريقة‬
‫غير تلقينية‪.‬‬
‫برامج المنوعات وتتضمن ‪-:‬‬ ‫و‪ -‬‬
‫(‪ -)1‬االستعراض الغنائي والموسيقي‪.‬‬
‫(‪ -)2‬برامج تعتمد على االبهار والظرافة وتقديم شخصيات محببة‪.‬‬
‫(‪ -)3‬برامج كوميدية تقوم على االضحاك والفكاهة‪.‬‬
‫(‪ -)4‬برامج المسابقات واأللغاز‪.‬‬

‫‪- 230 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫وفي تقسـيم حديث للبرامج اإلذاعية والتلفزيونية وضعـه الدكتور األمريكي روبرت‬
‫هيلارد(*) فـي كتابه (الكتابـة للتلفزيون واإلذاعة ووسـائل اإلعلام الحديثة) قسـم البرامج‬
‫التلفزيونية واإلذاعية إلى األقسام اآلتية (((‪-:‬‬

‫‪ - 1‬برامج األخبار‬
‫وهي البرامج التي تضم نشرات األخبار ومواجيزها و التي تحوي األخبار والمقابالت‬
‫اإلخباريـة والتقارير المحلية والدولية واألخبار الرياضية والنشـرة الجوية واألخبار الخفيفة‬
‫واإلعالنات في بعض األحيان‪ ،‬فض ً‬
‫ال عن برامج األخبار العامة هناك برامج إخبارية مكرسـة‬
‫لمواضيع محددة‪ ،‬المشهد الدولي‪ ،‬التقارير االقتصادية‪ ،‬األخبار الجامعية وما يشبه ذلك من‬
‫أخبار وهناك أخبار تقدم على شـكل تقارير اسـتقصائية في كل المجاالت الممكنة كفضيحة‬
‫الرئيس األمريكي األسبق نيكسون في (وترغيت) وفضيحة التحرش الجنسي التي اشتهر بها‬
‫الرئيس األمريكي األسبق بل كلنتون‪.‬‬

‫(((‬
‫‪ - 2‬برامج التحقيقات العامة والبرامج الوثائقية ‪-:‬‬
‫عـادة ما تقع برامج التحقيقات العامة والبرامج الوثائقية تحت أشـراف قسـم األخبار‬
‫التابـع لمحطـة التلفزيـون أو اإلذاعـة أو شـبكة األخبـار وتتعامل هـذه البرامج مـع األخبار‬
‫والمعلومات واآلراء حيث تغطي األحداث واألفكار الجارية أو التاريخية والقضايا المطلقة‬
‫غير المحددة بزمن وتكون ذات مضمون أكاديمي أو ثقافي‪.‬‬
‫لا رياضي ًا ثـم كاتبا ومخرجا فـي التلفزيون‬
‫* بـدأ روبـرت هيلارد مهنة الكتابة لوسـائل االعلام عام ‪ 1943‬مراس ً‬
‫وحصل على الدكتوراه من جامعة كولومبياعمل محاضرا في مجال االذاعة والتلفزيون في جامعة نورث كاروالينا‬
‫االمريكيـة وعمـل في هيئـة االتصاالت الفيدرالية ‪ FFC‬بواشـنطن واصبح في عام ‪ 1980‬عميدا لكلية امرسـون‬
‫للدراسات العليا ويعمل استاذا للفنون االعالمية وله اكثر من ‪ 25‬مؤلفا‪.‬‬
‫‪ -1‬روبـرت هيلارد ‪ ،‬الكتابـة للتلفزيون واإلذاعة ووسـائل اإلعالم الحديثة ‪ ،‬تر مؤيد حسـن فـوزي ‪ ،‬اإلمارات‪ ،‬دار‬
‫الكتاب الجامعي ‪ ،‬ط‪ ، 2003 ، 7‬ص ‪. 182-149‬‬
‫‪ -2‬روبرت هيالرد ‪ ،‬الكتابة للتلفزيون واإلذاعة ووسائل اإلعالم الحديثة ‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 242-205‬‬

‫‪- 231 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫ويعـرف هذا النوعان من البرامج تعريف ًا واحد ًا علـى أنهما النمطان البرامجيان اللذان‬
‫يتعامالن مع األمور غير الخيالية ويقدمانها على شـكل أخبار مباشرة أو مقابالت أو نقاشات‬
‫ويمكـن أن تكـون برامج التحقيقـات العامة والوثائقيـة درامية ولكن ليـس بالمعنى الدرامي‬
‫المتعارف عليه في المسرح ويجب أن يقدم كل من هذين البرنامجين عرض ًا ملخص ًا لموقف‬
‫حقيقـي وهذا ال يعني بأن كل البرامج حقيقية فعلـى الرغم من أنها تتضمن معلومات حقيقية‬
‫إال أن طريقة عرضها يمكن أن تبعدها عن الحقيقة‪.‬‬
‫ومن أنواع البرامج الوثائقية هي ‪-:‬‬
‫برامج تغوص تحت سـطح األحداث وتختـار العناصر الدرامية الخفية من‬ ‫أ‪ -‬‬
‫حياة بعض الشخصيات‪.‬‬
‫ب‪ -‬برامـج تتناول مشـكلة أثـرت على العديد مـن الناس مع ذكـر الطريقة التي‬
‫يمكن عن طريق معالجة تلك المشكلة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬برامج تلقي الضوء على أحدى مشاكل الحياة بشكل درامي لكنها غير مثيرة‬
‫حيث نشاهد الناس واألشياء كما هي على أرض الواقع ونتسلم المعلومات‬
‫من دون موقف أو وجهة نظر مسبقة أو إثارة‪.‬‬
‫برامج تتضمن السـير الشـخصية ويسـمى هذا النـوع من البرامـج بالبرامج‬ ‫د‪ -‬‬
‫الوثائقية التجميعية‪.‬‬
‫هـ‪ -‬البرامـج الوثائقية المصغرة وهي البرامج التي تمزج بين األخبار والفقرات‬
‫الترفيهية التي يتراوح زمنها ما بين ‪ 20-15‬دقيقة مثل برنامج (ستون دقيقة)‬
‫وتختار الفكرة أو الموضوع من مصادر مختلفة‪.‬‬

‫‪- 232 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫(((‬
‫‪ - 3‬برامج الحوار والمقابالت‪:‬‬
‫تشـمل برامج الحوار والنقاش والمقابالت التي تتناول مواضيع السـاعة المهمة(*) أو‬
‫حـول قضايـا محـددة مع الشـخصية المسـؤولة التي يسـتضيفها البرنامـج وغالب ًا ما يشـترك‬
‫الجمهـور فـي الحوار والنقاش عبـر االتصاالت الهاتفية مباشـرة وال تتطلـب برامج الحوار‬
‫واللقاءات إعداد نصوص ثابتة بل يتم وضع الخطوط العامة لها على شكل ملخص أو صيغة‬
‫نموذجية لمثل هذه البرامج والسبب يعود في ذلك إلى ‪-:‬‬
‫يتطلـب تفاعـل وتضـارب آراء ومشـاعر المشـاركين إلـى االرتجـال وعـدم‬ ‫أ‪ -‬‬
‫التخطيط‪.‬‬
‫ب‪ -‬ال يمكن للمشاركين حفظ أو قراءة النص المعد دون توتر أو تكلف‪.‬‬
‫وتسـتخدم فقـرة المقابالت واللقاءات فـي العديد مـن البرامج اإلخباريـة والوثائقية‬
‫والثقافية والبرامج الخاصة بأحداث الساعة‪.‬‬
‫(**)‬
‫وهناك ثالثة أنواع رئيسية من المقابالت وهي ‪-:‬‬
‫(‪ -)1‬المقابالت لطرح اآلراء ‪-:‬‬
‫وهـي أي مقابلة تركز على طرح معتقدات وأفكار شـخص واحـد يمكن اعتبارها من‬
‫نوع المقابالت لطرح اآلراء‪.‬‬

‫‪ - 1‬روبرت هيالرد ‪ ،‬الكتابة للتلفزيون واإلذاعة ووسائل اإلعالم الحديثة المصدر نفسه‪ :‬ص‪. 254 251-‬‬
‫* أثرت اتجاهات الرأي العام وانعكسـت في زيادة برامج الحوار وزيادة عدد المعلقين السياسـيين وفي التسعينيات‬ ‫ ‬
‫من القرن الماضي ازداد أيض ًا ظهور برامج حوارية غير دائمة تعتمد على ضيوف البرنامج فقط في مناقشة القضايا‬
‫السياسـية واالجتماعية المهمة مثل برنامج "أوبرا" الذي ال يطرح آراء ومواقف فقط وإنما يعرض أيض ًا تجارب‬
‫ومشاعر عاطفية ‪ .‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه ‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪.252-251‬‬
‫** الفـرق األساسـي بين برامـج المقابالت االعتياديـة وبرامج المقابلات اإلخبارية يتعلق بالوقت وكميـة المادة إذ‬
‫تسـتغرق المقابلات اإلخبارية ما بين دقيقة أو أقـل وتكون مكثفة ونموذجية ودقيقة قـدر اإلمكان في نقل جوهر‬
‫الخبر ‪ :‬ينظر المصدر نفسه ‪ :‬ص ‪. 273‬‬

‫‪- 233 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫(‪ -)2‬المقابالت إلعطاء معلومات ‪-:‬‬


‫هـذا النـوع من المقابلات يجري لتقديـم خدمات عامـة وقد يكون ضيـف البرنامج‬
‫شـخصية غيـر معروفـة نسـبي ًا أو مرموقة فـي مجال عملـه ألن الهدف األساسـي هـو إعطاء‬
‫وتوصيل المعلومات‪.‬‬
‫(‪ -)3‬المقابالت الشخصية ‪-:‬‬
‫وهـذا النـوع من المقابالت يجذب اهتمام الناس أكثر من غيره ألن الهدف األساسـي‬
‫من المقابلة هو معرفة تفاصيل الحياة الشـخصية للضيف أو إحراجه أو الثناء عليه وقد يكون‬
‫مرن ًا فيمزج ويربط بين هذه األشياء جميع ًا‪.‬‬
‫(((‬
‫أما األنواع الرئيسية لبرامج الحوار هي ‪-:‬‬
‫أوالً‪ :‬المناقشات العامة‪.‬‬
‫ثاني ًا‪ :‬الحلقات النقاشية‪.‬‬
‫ثالث ًا‪ :‬الجدلية‪.‬‬
‫رابع ًا‪ :‬المناظرة‪.‬‬
‫ويجب عدم الخلط بين برامج المناقشـات الخاصة وبين برامج المناقشات العامة من‬
‫نـوع برامج المقابالت أو المناقشـات العامة التحقيقية وهي األكثر شـيوع ًا ومرونة بين أنواع‬
‫برامـج المناقشـات حيث يجتمع عدد من الناس لتبـادل اآلراء حول بعض المواضيع المهمة‬
‫وال توجد صيغة محددة أو وقت محدد لمشاركات األفراد وحتى ال توجد قيود على القضايا‬
‫التي ستناقش أما مهمة رئيس الجلسة فهو توجيه النقاش لكي ال يخرج عن السيطرة أو يبتعد‬
‫كثير َا عن الموضوع‪.‬‬

‫‪ -1‬روبرت هيالرد ‪ ،‬الكتابة للتلفزيون واإلذاعة ووسائل اإلعالم الحديثة ‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪،‬ص ‪. 279‬‬

‫‪- 234 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫(((‬
‫‪ - 4‬البرامج الموجهة لألقليات العرقية‪-:‬‬
‫وهي البرامج التي تتناول قضايا األقليات حيث ال يكون لديهم سـوى القليل جد ًا من‬
‫المنافذ اإلعالمية التي تهتم بشـؤونهم وقضاياهم وتكون عادة برامج خاصة أو برامج وثائقية‬
‫تعرض غالبيتها مشـاكل سياسـية أو اقتصاديـة أو اجتماعية وقد تعدى األمـر في ذلك إلى أن‬
‫تكون قنوات إذاعية وتلفزيونية فضائية خاصة باألقليات العرقية‪.‬‬

‫(((‬
‫‪ - 5‬البرامج الرياضية ‪-:‬‬
‫تختلـف البرامج الرياضية عن األخبار الرياضية الصرفة والتي تكون جزء ًا من البرامج‬
‫اإلخبارية الصباحية والمسائية ويمكن للبرنامج الرياضي المتكامل أن يتضمن مقابالت حية‬
‫أو مسـجلة مع الشـخصيات الرياضية واألخبار الرياضية المثيرة الهتمامات الناس أو بعض‬
‫القصص عن األحداث الرياضية ويمكن للبرنامج الرياضي أن يجمع عدة أسـاليب من النقد‬
‫والتلخيـص أو التركيـز على موضوع رياضـي معين وتعد المبـاراة الرياضيـة الحية هي أكثر‬
‫البرامـج الرياضيـة شـعبية وإثارة للمشـاهدين مـن الذكور واإلناث شـباب ًا ومسـنين وخاصة‬
‫لأللعاب المحببة إليهم‪.‬‬

‫(((‬
‫‪ - 6‬برامج الموسيقى والمنوعات والكوميديا‪:‬‬
‫حقـق هذا النوع من البرامج نجاح ًا كبير ًا عند بعض المشـاهدين وخاصة البرامج التي‬
‫تضـم الكوميديـا والمنوعات والبرامج الموسـيقية التـي تمزج بين المعاصرة والكالسـيكية‬
‫وتدور بعض البرامج الموسيقية حول موضوع مركزي مثل شخصية معينة أو حادثة معينة أو‬
‫أي شيء يضفي عليها نوع ًا من التماسك والوحدة‪ ،‬وفي بداية القرن الواحد والعشرين ارتفع‬

‫‪ - 1‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 292‬‬


‫‪ -2‬المصدر نفسه ‪ :‬ص ‪. 198-196‬‬
‫‪ -3‬روبرت هيالرد ‪ ،‬الكتابة للتلفزيون واإلذاعة ووسائل اإلعالم الحديثة ‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪،‬ص ‪. 320-299‬‬

‫‪- 235 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫عدد شبكات التلفزيون الموسيقية وأصبحت كل شبكة تنافس األخرى التي تقدم السيمفونيات‬
‫واألغاني العاطفية التي ترافقها مجموعة من األشياء المرئية والمشاهد الدرامية التلفزيونية أو‬
‫قد يكون البرنامج الموسـيقي يضم مواقف كوميدية أو عن طريق االسـتعانة بممثل كوميدي‬
‫كمؤدي رئيسـي فض ً‬
‫ال عن ضيـوف مرموقين أو يعلن عن االنتقاالت مـا بين فقرة وأخرى أو‬
‫عن طريق برامج كوميدية مليئة بالسخرية والتهكم والهجاء أو االستعانة بمقطوعات موسيقية‬
‫تقدم أحد المهرجين وهو يقوم بحركات كوميدية مضحكة‪.‬‬

‫(((‬
‫‪ - 7‬برامج الشركات‪:‬‬
‫تعـد برامـج الشـركات التـي تتضمـن اإلعالنـات التجاريـة وبرامـج المعلومـات‬
‫والتدريـب األكثـر رواجـ ًا في سـوق البرامـج وكثيـر ًا ما يطلـق على هـذه البرامـج بالبرامج‬
‫الصناعيـة وتشـمل كل أنـواع البرامـج التي تـم تناولهـا فالبرامـج اإلعالميـة الصناعية تضم‬
‫علـى سـبيل المثـال ال الحصـر برامـج الحـوار التـي تقـدم مـدراء ومؤسسـات أو خبـراء‬
‫ليناقشـوا أحـدث طـرق البيـع ومعالجـة المـواد صناعيـ ًا وتقـدم برامج مناقشـات عـن بعد‬
‫حيـث يتـم عقـد اجتماعـات صغيـرة أو كبيرة مـن موقعيـن مختلفين عـن طريـق التلفزيون‬
‫ويمكـن عبـر هذه البرامـج أن يوجه أحـد المـدراء حديث ًا إلى مرؤوسـيه أو إلـى عامة الناس‬
‫أو لمناقشـة التوزيـع الداخلي والخارجـي للمبيعات وبرامـج التدريب والتثقيف الرسـمية‪.‬‬
‫وتقـدم البرامـج الوثائقيـة معلومات تاريخيـة وعلمية وخدمـات عامة من أحدى الشـركات‬
‫مما يعزز صورتها أمام الجماهير‪.‬‬
‫أما البرامج اإلخبارية فتقدم معلومات عن الشركة وانجازاتها خالل فترة زمنية محددة‬
‫أو تقـدم نشـرة يومية عنها في بعـض األحيان ولقد اندمجـت اإلعالنات التجاريـة والبرامج‬
‫الخاصة واإلخبارية في نوع جديد من البرامج يسمى (برامج المعلومات التجارية) وتوحدت‬
‫البرامج الوثائقية والخاصة واإلعالنات التجارية في برامج العالقات العامة‪.‬‬

‫‪ -1‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 339-325‬‬

‫‪- 236 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫والنـوع األخر من البرامج الصناعية هو دليل الشـراء التلفزيوني إلرشـاد المتلقي إلى‬
‫(*)‬
‫منافذ البيع بالتجزئة ليؤثر في قرارات المترددين في شراء سلعة معينة‬
‫ويحذر روبرت هليارد من اسـتخدام األسـلوب الفكاهي في أفالم وبرامج الشـركات‬
‫ويرى فيه نوع ًا من المجازفة حيث تعتقد بعض الهيئات اإلدارية أن استخدام الحس الفكاهي‬
‫في العمل فيه شـيء من االسـتخفاف والتقليل من شـأن منتوجها أو خدماتها ونادر ًا ما ينجح‬
‫هذا األسلوب في هذه البرامج‪.‬‬

‫(((‬
‫‪ - 8‬البرامج التعليمية الرسمية‪:‬‬
‫تعد البرامج التعليمية الرسـمية المعدة للتدريس األساسـي الذي يعتمد عليه إعداد البرامج‬
‫التعليمية اإلذاعية والتلفزيونية‪ ،‬ويميل الكثير من المسؤولين عن التعليم إلى اعتبار وسائل اإلعالم‬
‫جـزء من قاعة الـدرس أو امتداد ًا لها فيقحمون في البرامج التعليمية أسـاليب التدريس المدرسـية‬
‫والتي يمكن أن تكون فعالة في الصف ولكنها ليست كذلك في البرامج اإلذاعية والتلفزيونية‪.‬‬

‫(((‬
‫‪ - 9‬برامج األطفال‪:‬‬
‫تعـد برامـج األطفـال مـن البرامـج التعليمية غير الرسـمية إذ تقـدم عدد مـن البرامج‬
‫التلفزيونية خليط ًا من المعلومات واألفكار واألخالقيات والفقرات المسلية للمشاهدين من‬
‫األطفـال في وقت واحد و مع ذلك فإن القليل من برامج األطفال(**) فيما عدا أفالم الرسـوم‬
‫المتحركة تستمر في التلفزيون‪.‬‬

‫ظهرت في اآلونة األخيرة قنوات فضائية للتسوق عن طريقها على غرار التسوق عبر االنترنيت مثل قناة أميمه وقناة‬ ‫* ‬
‫أصول وقناة العقارية لشراء وبيع العقارات – من متابعات الكاتب ‪-‬‬
‫روبرت هيالرد ‪ ،‬الكتابة للتلفزيون واإلذاعة ووسائل اإلعالم الحديثة ‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 392‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫المصدر نفسه ‪ :‬ص ‪. 401‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫هنـاك قنـوات فضائية مخصصة لألطفـال وتعرض إعالنات تجاريـة موجهة لألطفال مثـل ‪spaseton ، mbc3‬‬ ‫** ‬
‫والجزيرة أطفال ‪ . .. ..‬الخ ‪.‬‬

‫‪- 237 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫فقـد مضى زمـن األعمال الدراميـة غير الدعائيـة الخاصة باألطفـال وأصبحت أفالم‬
‫الرسـوم المتحركة ذات حبكة وتتابع أحداث لكن معظمها هابط المسـتوى ومليء بمشـاهد‬
‫العنـف والجنس أو تكون عبارة عن إعالنات تجارية مطولـة يركز فيها الفيلم الكرتوني على‬
‫لعبة من األلعاب يرغب المعلن بيعها لألطفال‪.‬‬
‫وعليـه (فهنـاك ثالثة أنواع مـن برامج األطفـال التي تعـرض تلفزيوني ًا وهـي البرامج‬
‫(***) (((‬
‫الثقافية(*) والبرامج الدرامية الجادة(**) وبعض كوميديات الموقف الكارتونية)‬

‫(((‬
‫‪ - 10‬برامج المرأة‪:‬‬
‫وهي من البرامج التي تهتم بشـؤون المرأة واهتماماتها وقضاياها وأنشطتها وشخصياتها‬
‫النسـائية حيث أن بعض البرامج التلفزيونية واألعمال الدرامية أظهرت صور ًا سـلبية عن المرأة‬
‫وأظهرت الشـخصية النسـائية تعانـي من نقاط ضعف معينـة تجعلها أقل قدرة مـن نظيراتها من‬
‫الشـخصيات الرجالية وخالل العقود األخيرة من القرن العشـرين أخذت بعض البرامج تعرض‬
‫الشخصيات النسائية في التلفزيون بصورة ايجابية كمتخصصات في بعض المهن المهمة‪.‬‬

‫(((‬
‫‪ - 11‬البرامج الواقعية أو برامج الواقع‪:‬‬
‫ظهرفـي منتصف التسـعينيات من القرن الماضـي نوع جديد من البرامـج يطلق عليها‬
‫«البرامج الواقعية» أو «برامج الواقع»(****) تقدم هذه البرامج أحداث ًا حقيقية مع التفسـيرات‬

‫* مثل برنامج أفتح يا سمسم العربي وبرنامج شارع السمسم األمريكي واللذان عرضا في العديد من التلفزيونات العربية ‪.‬‬
‫** مثل القصص والحكايات العالمية التي تعرض على شكل رسوم متحركة أو مسلسالت جادة موجهة لألطفال ‪.‬‬
‫*** مثل مسلسلي مستر بن وجاكي شان ألكرتونيان وسلسلة توم وجيري ‪ -‬من متابعات الكاتب‪-‬‬
‫‪ -1‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 456‬‬
‫‪ -2‬روبرت هيالرد ‪ ،‬الكتابة للتلفزيون واإلذاعة ووسائل اإلعالم الحديثة ‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪.465‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 448‬‬
‫**** يقـول (كورتر سـاتر) المدير السـابق لشـبكة (‪ )NBC‬إن برامج الواقع هي حلقة وصـل عاطفية بين القصص‬
‫والمشاهدين إال أن هناك من النقاد من يعتقد بأن البرامج الواقعية ال تصور الواقع بل تشوهه ألنها أحداث مختارة‬
‫من الواقع تعرض بطريقة مسرحية أكثر مما هي واقعية ‪ .‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه ‪ :‬ص ‪. 449‬‬

‫‪- 238 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫لهـذه األحـداث يقوم بها أناس حقيقيون مثل التحقيقات الجنائية ووسـائل اإلنقاذ المحفوفة‬
‫(*)‬
‫بالمخاطر واإلسعافات األولية وجلسات المحاكم وما إلى ذلك‪.‬‬

‫(((‬
‫‪ - 12‬التمثيلية التلفزيونية‪:‬‬
‫تعـد التمثيليـة التلفزيونية والمسلسلات التمثيلية هـي من ضمن البرامـج التي تتمتع‬
‫بشـعبية كبيـرة ويعتمـد بنـاء النص علـى العناصـر التقليدية لكتابة المسـرحية وهـي العرض‬
‫والصـراع والتعقيـد والـذروة والحل وتكـون التمثيلية األسـاس الـذي تقوم عليـه الفقرات‬
‫التلفزيونية سـواء كانت تلك الفقرات كوميديات مواقف أو مغامرات أو مسلسلات تاريخية‬
‫أو اجتماعية‪.‬‬

‫(((‬
‫وحدة التمثيلية التلفزيونية‪:‬‬

‫إن وحدتـي الزمان والمكان هما وحدتان غير متراصتين في التلفزيون حيث تسـتطيع‬
‫التمثيليـة التلفزيونية أن تقدم أماكن وأزمنـة متعددة في دقائق وأن وحدة الفعل (الحبكة) هي‬
‫قضية مهمة للتمثيلية التلفزيونية وعلى الكاتب التلفزيوني أن يتأكد من وجود الوحدة وينبغي‬
‫ان تكـون كل حلقـة متصلـة اتصاالً وثيقـ ًا بالحلقـة السـابقة وبالحلقة الالحقـة ألن كل هذه‬
‫الحلقات تسهم في خلق التأثير الكلي للتمثيلية‪.‬‬

‫* مـن برامـج تلفزيون الواقع التي عرضتها الفضائيات العراقية برنامج ما ال يقال وبرنامج الحل عدنة من قناة البغدادية‬
‫وبرنامج ‪ Free‬وصاية وصرماية من قناة الشرقية – من متابعات الكاتب ‪. -‬‬
‫‪ -1‬المصدر نفسه ‪ :‬ص ‪. 410-409‬‬
‫‪ -2‬المصدر نفسه ‪ :‬ص ‪. 418‬‬

‫‪- 239 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫(((‬
‫مخطط (‪ )4-1‬يوضح التطور والتصاعد في البناء الدرامي‬

‫عناصر الشكل والمضمون في التمثيلية التلفزيونية ‪-:‬‬

‫مـا يزال الشـكل والمضمون يشـكل قضيـة مهمة عند كثيـر من المنظرين والفالسـفة‬
‫فهنـاك من يرى أن الشـكل أهـم من المضمون وهناك من يرى أن المضمون أهم من الشـكل‬
‫وهناك من يرى أن يحمل أحدهما أهمية أكثر من اآلخر (((‪.‬‬

‫‪ - 1‬نق ً‬
‫ال عن ‪ :‬عبد الباسط سلمان ‪ ،‬اإلخراج والسيناريو في السينما والقنوات الفضائية التلفزيونية ومؤسسات أخرى‪،‬‬
‫القاهرة ‪ ،‬الدار الثقافية للنشر ‪ ، 2006 ،‬ص ‪.161‬‬
‫‪ -2‬سعد عبد الجبار ثامر‪ ،‬التطابق الحركي والسكوني بين الشكل والمضمون ‪ ،‬أطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬جامعة‬
‫بغداد ‪ ،‬كلية الفنون الجميلة ‪ ، 1999 ،‬ص ‪. 30‬‬

‫‪- 240 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫(((‬
‫عناصر الشكل ‪-:‬‬
‫‪ )1‬اإلضاءة ‪-:‬‬
‫لإلضاءة دور في رسـم األشـكال لكثير من األعمال الدرامية سـواء في السـينما أم في‬
‫التلفزيون وتؤدي دور ًا بارز ًا في تجسيد قيم ومبادئ للمضامين في الدراما وتخلق جو ًا نفسي ًا‬
‫عام ًا عن طريق قدرتها على خلق اللون من استخدام مؤثراتها في تقنية جهاز اإلضاءة ذاته‪.‬‬
‫‪ )2‬الديكور ‪-:‬‬
‫يؤدي الديكور دور ًا في خلق التأثيرات بالمتلقي عن طريق إمكانياته وقدرته الواسـعة‬
‫في إبراز مظاهر مؤثرة في نفسية المتلقي لما يتضمنه الديكور من عناصر كثيرة ومفردات عدة‬
‫من كتل وألوان وتراكيب متعددة تدخل في تكوين الشـكل يسـاعد في خلق كثير من األجواء‬
‫والمضامين ذات التأثير في المتلقي‪.‬‬
‫‪ )3‬المكياج ‪-:‬‬
‫للمكيـاج دور كبيـر فـي تحقيق العديد مـن التأثيـرات المرئية في المتلقـي وفي خلق‬
‫االفتراضات التي يعتمدها المخرج في العمل وذلك عن طريق خلق شخصيات يبتكرها دور‬
‫المكياج في الخلق المقنع لدى المتلقي في تقديم شـخصيات غريبة ومؤثرة كأن تكون تلك‬
‫الشخصيات قادمة من كواكب أخرى أو شخصيات مهجنة وما شابه ذلك تستطيع أن تعكس‬
‫بأشكالها عند المتلقي كثرة من التأويالت في أفكار ومضامين عديدة‪.‬‬
‫‪ )4‬االزياء ‪-:‬‬
‫لألزيـاء قـدرة كبيرة فـي تحقيق المزيد من اإلثـارة والمصداقية في األعمـال الدرامية‬
‫حيـث أنها تكمل الحـركات والديكورات واألداء وتعكس مضامين متعددة ومتنوعة في كثير‬
‫من المجتمعات وتؤثر فيها‪.‬‬

‫‪ -1‬المصدر السابق ‪ :‬ص ‪. 183-170‬‬

‫‪- 241 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ )5‬االيقاع ‪-:‬‬
‫ال يخلو أي فيلم أو أي عمل درامي مهما كان نوعه من اإليقاع فكل عمل مرئي درامي‬
‫لـه دفق من اللقطات التي توعز بكم من األشـكال واأللوان والحركات والمكونات األخرى‬
‫للصـورة والتـي تشـكل مجتمعـة حصيلة تدعـى اإليقاع الـذي يولد عنـد المتلقـي حالة من‬
‫االنسجام ضمن نوع من المتابعة من األحداث‪.‬‬
‫‪ )6‬الميزانين ‪-:‬‬
‫يخلـق الميزانين تناغم ًا كبير ًا ألحداث العمل الدرامـي لما له من عناصر متعددة ذات‬
‫أهمية بالغة في العمل الدرامي فهو نتاج‬
‫موضع الجسم ‪ +‬المستوى ‪ +‬المنطقة ‪ +‬الفضاءات والمسافات ‪ +‬التكرار ‪ +‬التقوية ‪+‬‬
‫التناقض ‪ +‬التركيز‪.‬‬
‫إن أي عنصـر مـن تلك العناصـر يمتلك قدرة في بذر مضامين مهمة في شـكل العمل‬
‫تهدف في إعالن حقيقة لصالح غرض من األغراض التي يخطط لها العمل الدرامي‪.‬‬

‫عناصر المضمون‬
‫‪ )1‬الفكرة ‪-:‬‬
‫هي القاعدة التي يستند إليها المخرج في وضع الشكل للعمل وهي المرتكز والمنطق‬
‫للمادة الدرامية ليسـت بوصفها وحدة نسـيج النص فحسـب وإنما تشكل كل مجتمع الدراما‬
‫انطالقـا بالنص مـرور ًا بفهـم المخرج ومعالجاتـه وتفاعالته مـع الممثلين وصـوالً إلى آلية‬
‫التقنيات التلفزيونية‪.‬‬
‫‪ )2‬الصراع ‪-:‬‬
‫تكمـن قيمة األعمال الدرامية وراء الصراع الـذي تحمله وقوته َّ‬
‫إن أقطاب الصراع في‬
‫العمل الدرامي تشكل دور ًا أساسي ًا لبناء تلك الدراما ولغرض تحقيق الصراع يخلق الموقف‬

‫‪- 242 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫الدرامي أرادتين متعارضتين تمثل األولى على سبيل المثال الخير واإلرادة الثانية الشر حيث‬
‫تتضارب هاتان اإلرادتان وينشـأ الصراع الذي تكون بدايته بداية الحبكة ونهايته نهاية الحبكة‬
‫وما يكون بين البداية والنهاية يكون تطور األحداث‪.‬‬
‫‪ )3‬الشخصيات ‪-:‬‬
‫قـد تكون الشـخصيات من أبـرز المؤثرات التي تؤدي دور ًا أساسـي ًا في نقل أو عكس‬
‫المضاميـن لما يؤهلها في التوغل بالمتلقي وخلـق التعاطف معه لما تحمله من صفات ذاتية‬
‫لنفسـه في أكثر الشـخصيات في الدراما حيث أن الشـخصيات تنقل الواقع للمتلقي وكذلك‬
‫التقاليد والقيم بحكم كونها األكثر شبها معه‪.‬‬
‫‪ )4‬الحوار ‪-:‬‬
‫الحوار جزء أساسـي من الخط الصوتي في الدراما اإلذاعية والتلفزيونية والسـينمائية‬
‫فهـو ينقل المعلومات واألفكار للمتلقي ألنه يعرب عن صدى كل شـخصية من شـخصيات‬
‫العمـل ليحقـق الصـراع في الدراما وهـو الذي يحرك الشـخصيات ويطور األحـداث ليدفع‬
‫الدراما إلى أمام‪.‬‬
‫‪ )5‬الحبكة ‪-:‬‬
‫الحبكـة هي التي تنظم األفعال الدرامية وتخلق األحداث عن طريق الحركة المنتظمة‬
‫للشـخصيات علـى وفـق الخط الدرامـي المدروس‪ ،‬حيـث أنها تخلـق منطقيـة للدراما مما‬
‫تجعلها مقبولة أمام المتلقي فهي تبرز المواقف لتخلق سـببية لكل فعل من األفعال التي تنشأ‬
‫في العمل‪.‬‬

‫‪- 243 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪- 244 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫المبحث الثالث‬
‫مضامين البرامج التلفزيونية الساخرة‬

‫أو ًال‪ :‬نشأة وتطور مضامين البرامج التلفزيونية الساخرة‪:‬‬


‫فـي األيام األولـى للتلفزيون كانـت تعرض تمثيليـات فكاهية تقـدم مغامرات تتصل‬
‫بعائلـة يتميز أفرادهـا بالذكاء والمواهب النـادرة يقع أفرادها في مشـاكل تثير الضحك وكان‬
‫ذلـك هو اإلطار الرئيسـي الذي يدور حوله ك ُتٌـاب الروايات في التلفزيـون ومثال على ذلك‬
‫البرنامج الفكاهي «ماما» ومسلسل «أنا أحب لوسي» وكانت تذاع مثل هذه البرامج حية بال‬
‫تسـجيل وظهرت أيض ًا مسلسلات عديدة ضمن هذا االطار والتي أستمرت تعرض لسنوات‬
‫عديدة في التلفزيون األمريكي(((‪.‬‬
‫وقـد تطورت مضاميـن البرامج الفكاهية من المشـاكل العائلية المثيـرة للضحك إلى‬
‫السخرية من السياسيين ويعد البرنامج الحواري الكوميدي األمريكي «‪ »To night show‬أو‬
‫(عرض الليلة)(*) الذي تبثه قناة ‪ NBC‬ويقدمه جان لينو موعد مع الفكاهة والسخرية إلى آخر‬
‫‪ )1( - 1‬ادوارد ستاشيف ورودي بريتز ‪ ،‬برامج التلفزيون إنتاجها وإخراجها م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ‪ ،‬ص ‪. 77‬‬
‫حول إلقاء النكات السياسـية إلى‬‫* عرف هذا البرنامج ألول مرة عام ‪ 1961‬عن طريق المذيع جوني كارسـن الذي ّ‬ ‫ ‬
‫مهنة منظمة يمارسـها آالف األشـخاص ونجح خالل عشر سنوات واستقطاب آالف المشاهدين ورفع أجره إلى‬
‫أثنين مليون دوالر سنوي ًا في سبعينيات القرن الماضي وأستمر كارسن في برنامجه حتى ‪ /22‬آيار ‪ 1992 /‬حينما‬
‫خلفـه المقـدم الحالي للبرنامج جان لينو بعد أن قدم ‪ 531‬ونجح البرنامج في اسـتضافة العديد من الشـخصيات‬
‫السياسـية مثـل الرئيس االمريكي جـورج بوش وهيالري كلنتون وزيرة الخارجيـة االمريكية الحالية وهو اول من‬
‫حول الجنس الى موضوع للنكته غير البذيئة ويبلغ دخل المقدم جان ليو ‪25‬مليون دوالر سنوي ًا ‪.‬‬

‫‪- 245 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫المسـتجدات السياسـية حتـى أصبـح األمريكيـون ينظرون لهـذا البرنامـج نوع ًا مـن الوجبة‬
‫الضرورية للفهم السياسـي بطابعها الكوميدي (((وكذلك برنامج (‪ )Tv nation‬لميشـيل مور‬
‫الذي يسـخر فيه من بعض المؤسسـات واألفكار المحرم المساس بها في الواليات المتحدة‬
‫األمريكيـة والعالـم والـذي حـاز علـى جائـزة ايمي ونـال استحسـان النقـاد والغته شـبكتا‪،‬‬
‫(‪ )CBS) (FOX‬التلفزيونيتـان علـى الرغم من وصول آالف الرسـائل المؤيدة للبرنامج من‬
‫الجمهـور(((‪ .‬ومثلما يلقي فكاهيـو التلفزيون ‪،‬كما في امريكا وبريطانيـا‪ ،‬وعامة الناس نكات ًا‬
‫عـن السياسـيين‪ ،‬قرر االذكياء من السياسـيين أن يلقوا نكات ًا عن أنفسـهم‪ ،‬مثـل رئيس وزراء‬
‫البريطاني وينسـتون تشرشل‪ ،‬وكذلك الرؤسـاء االمريكيين توماس جفرسون ورونالد ريغان‬
‫وجورج بوش وغيرهم من قادة العالم‪.‬ومن هذه النكت‪ ..‬جاءت سـيدة الى تشرشـل غضبى‬
‫مـن الغلاء وقالت لـه‪ :‬لوكنت زوجي لقدمـت إليك فنجان ًا مـن القهوة أضع فيه السـم حتى‬
‫(((‬
‫تموت بسرعة ‪،‬فما كان من تشرشل إال أن قال لها ‪:‬ولو كنت زوجتي لشربت الفنجان فور ًا‪.‬‬

‫ثاني ًا‪ :‬الكوميديا في البرامج التلفزيونية ‪:‬‬


‫تحظـى الكوميديـا بقبـول جماهيـري وتسـتأثر بإهتمام كبير يرجع سـببه فـي الغالب‬
‫إلـى طبيعـة خصائـص الكوميديـا الداخليـة وقوة الجـذب والتأثير الـذي تنطـوي عليها إلى‬
‫جانـب تعـدد الوظائـف التـي تنهـض بهـا وقدرتهـا علـى االسـتجابة لمتطلبـات الحاجـة‬
‫النفسـية للجمهـور لذلـك يحـرص مخططـو ومنسـقو البرامـج فـي محطـات التلفزيـون‬
‫المختلفـة أن تكـون للكوميديا حصتهـا في خرائط البرامـج وهذا يختلف من قنـاة تلفزيونية‬
‫إلـى أخـرى وذلك طبقـ ًا لنوع الضوابـط التي تخضـع لها قنـوات التلفزيون وحسـب طبيعة‬
‫عائدية هذه المحطات (((‪.‬‬

‫جريدة الرياض السعودية ‪ ،‬العدد ‪ /15 ، 14115‬شباط ‪.2007 /‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫روبرت هيالرد ‪ ،‬الكتابة للتلفزيون واإلذاعة ووسائل اإلعالم الحديثة ‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص ‪. 22‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫مجدي حسين كامل‪ ،‬أشهر النكت السياسية‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ذ ‪،‬ص‪.7‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫ناطق خلوصي‪ ،‬الدراما التلفزيونية العربية ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬دار الشؤون الثقافية ‪ ، 2000 ،‬ص ‪.63‬‬ ‫‪ -4‬‬

‫‪- 246 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫وينبغـي على العمل الكوميدي في التلفزيـون أن يراعي جملة اعتبارات منها ما يرتبط‬
‫بوجوب أن ال يستفز مشاعر أو تقاليد هذه الشريحة أو تلك من المشاهدين وأن ال يمس القيم‬
‫االجتماعية واألخالقية وأن ال يشـكل خروج ًا عن الـذوق العام وقد يجد الممثل الكوميدي‬
‫في التلفزيون ضعف ًا في الحس الكوميدي لديه بسبب غياب عنصر التفاعل اآلني مع الجمهور‬
‫على العكس ما هو موجود في المسرح ((( (((‪.‬‬
‫ويــرى الدكتــور أيــاد عبيــد اختصاصــي فــي الــرأي العــام والدعايــة فــي هــذه‬
‫البرامــج أنهــا «وليــدة المجتمعــات األوربيــة والغربيــة التــي تقــوم علــى الليبراليــة المطلقة‬
‫فــي اإلعــام والحريــة الكاملــة فــي التعبيــر وحدودهــا مرتبطــة فــي المجتمــع وأن هــذه‬
‫البرامــج تخلــق حيويــة إعالميــة باســتقطاب الجمهــور ألنهــا تقــدم ترفيهــ ًا « وتســلية‬
‫وتســخر مــن شــخصيات سياســية بمــا يتيــح لهــا إذا كانــت ضــد هــذه الشــخصيات‬
‫الشعور باالنتصار عليها (((‪.‬‬
‫يقول الكاتب الكوميدي (هول روشـبيرك) في كتابه الموسـوم «االتصاالت السمعية‬
‫والبصريـة» من أجل أن تكتب شـيئ ًا كوميدي ًا عليك بصورة كوميدية ثـم يقدم بعض النصائح‬
‫الموجزة منها ‪-:‬‬
‫افهم مشـاهديك هل سـيضحك هؤالء المشـاهدون عندما يرون مسـرحية‬ ‫أ‪ -‬‬
‫هابطة متسمة بالخشونة أم أنهم يفضلون الكوميديا ذات المستوى العالي؟‬
‫ب‪ -‬اجعـل الفكاهـة تصدر من الشـخصيات والمواقف وأن يجد المشـاهدون‬
‫نوع ًا من المصداقية في المواقف والشخصيات‪.‬‬

‫‪ - 1‬المصدر نفسه‪،‬ص ‪.64‬‬


‫‪ -2‬روبرت هيالرد ‪ ،‬الكتابة للتلفزيون واإلذاعة ووسائل اإلعالم الحديثة‪ ،‬م‪.‬س‪.‬ذ‪ ،‬ص ‪320-318‬‬
‫‪ -3‬لميس فرحات ‪ ،‬برامج التلفزيون السـاخرة "فشـة" خلق اللبنانيين منشـور على الموقع الرسـمي لتيار المستقبل‬
‫بتاريخ ‪ /9‬تشرين أول‪ ، 2008 /‬تاريخ الدخول على الموقع ‪. 2009 /2 /3‬‬

‫‪- 247 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫جـ‪ -‬اسـتثمر كل مـا عندك مـن أدوات مرئية ومسـموعة مـن أفلام وكاريكاتير‬
‫ووسائل مرئية أخرى ومؤثرات صوتية‪.‬‬
‫الميزانيـة الجيدة ال يمكـن أن تحقق برامج كوميدية ناجحة ما لم تكن معها‬ ‫د‪ -‬‬
‫موهبة خالقة فالمال وحده غير كاف‪.‬‬
‫هـ‪ -‬اجعل نكاتك نظيفة ومحتشمة‪.‬‬
‫ال تكرر نكتة واحدة عدة مرات حتى لو كانت جيدة جد ًا‪.‬‬ ‫و‪ -‬‬
‫اخلط النكات مع بعضها وأستعمل طرقأ منوعة لإلضحاك‪.‬‬ ‫ز‪ -‬‬
‫ح‪ -‬اسـتمر في اإلضحاك حيث يرغب المشـاهدون رؤية الجانب المشرق من‬
‫الحيـاة فالضحك المتشـائم قد ال ينجـح في البرامج اإلذاعيـة والتلفزيونية‬
‫وهـذا ال يعنـي أن الضحك الموجـه والعميق ال ينجح كما هـو في النجاح‬
‫الـذي تحصل عليه بعـض البرامـج اإلذاعيـة والتلفزيونية المليئـة بالهجاء‬
‫السياسي‪.‬‬
‫ط‪ -‬جربها مع نفسك قبل أن تقدم الضحك إلى المشاهد‪.‬‬
‫ي‪ -‬ال تتوقع أن تكون محبوب ًا وال تسـتعجل سماع التصفيق من المشاهدين إال‬
‫بعد أن يعرض البرنامج‪.‬‬
‫ك‪ -‬الكتابـة للبرامج الكوميدية تتطلب قراءة ومتابعة ما يحدث في العالم وتابع‬
‫البرامج التي يكتبها اآلخرون‪.‬‬
‫اسأل نفسك هل نجحت في تبليغ المشاهدين بما تطمح إليه؟ ما هو هدف‬ ‫ل‪ -‬‬
‫نكاتك؟ هل هناك هدف آخر غير اإلضحاك ؟‬

‫‪- 248 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫ثالث ًا‪ :‬تطور الكوميديا في التلفزيونات العربية ((( ‪:‬‬


‫شـكلت مضاميـن األعمـال التلفزيونيـة الدراميـة علـى صعيـد التلفزيونـات العربية‬
‫ذات الطابـع الكوميـدي نسـبة ‪ 15%‬فـي التلفزيـون المصـري وهـي درامـا إجتماعيـة فـي‬
‫األصـل تقـدم بأسـلوب يثيـر االبتسـام والضحـك عـن طريـق السـخرية والمفارقـات‬
‫المضحكـة بأسـلوب مبالغ فيه فقـد عالجت هذه األعمـال األوضاع السياسـية واالقتصادية‬
‫والسـيما علـى صعيـد القضية الفلسـطينية والعـراق جنب ًا إلى جنـب مع الشـواغل المصرية‬
‫واتسـمت بعـض المسلسلات بالجـرأة فـي االقتراب مـن المسـائل اإلشـكالية كاإلرهاب‬
‫واألصوليـة والطائفية والفسـاد السياسـي وإنعكسـات كل ذلك على المجتمع وبشـكل عام‬
‫فـإن الكوميديـا التلفزيونيـة المصرية تعاني المشـكلة نفسـها للكوميديـا التلفزيونيـة العربية‬
‫عامـة إذ يغلـب عليهـا الميل إلـى التهريج وإفتعـال المواقـف والمفارقات مقابـل عدد قليل‬
‫مـن األعمـال الناجحـة ذات المضامين النقديـة الهادفة مثـل « بكيزة و زغلـول»‪ ،‬وللرجال‬
‫فقط و مذكرات ونيس»‪.‬‬
‫وفي سـوريا انتقل مجموعة من الممثلين الكوميديين الذين كانوا يعملون في اإلذاعة‬
‫السـورية إلى التلفزيون السـوري بعد انطالقه في عام ‪ 1960‬والذين كانوا يعرفون بأسـمائهم‬
‫المسـتعارة «أبو رشـدي» أبو فهمي‪ ،‬أم كامل‪ ،‬أبو صياح‪ ،‬غوار الطوشـي‪ ،‬حسني البورزان»‬
‫مقدميـن أعمـاالً كوميدية وتطورت هـذه التجربة في سـبعينيات وثمانينيـات القرن الماضي‬
‫وخصوصـ ًا لـدى دريد لحام ونهاد قلعي وياسـر العظمـة التي كانت أعمالهـم نوع ًا من النقد‬
‫السياسـي واالجتماعي مسـتعرض ًا جوانب الحياة في سـورية والوطن العربي كافة مثال ذلك‬
‫صـح النوم‪ ،‬حارة المسـك‪ ،‬مرايـا‪ ،‬بقعة ضوء و تشـكل الكوميديا ‪ 10%‬مـن إجمالي اإلنتاج‬
‫الدرامي السـوري وتميزت التجربة التونسـية بكثرة األعمال الكوميديـة الهادفة التي تميزت‬
‫بالنقد الساخر ذات التوجه االجتماعي الواقعي كما في أكثر األعمال الكوميدية التونسية مثل‬

‫‪ -1‬قمر الزمان علوش وآخرون ‪ ،‬الدراما التلفزيونية العربية في مطلع األلفية الثالثة ‪ ،‬تونس ‪ ،‬سلسلة بحوث ودراسات‬
‫إذاعية (‪ ، )53‬أتحاد إذاعات الدول العربية ‪ ، 2004‬ص ‪. 47-23‬‬

‫‪- 249 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫«الحـاج كلوف (‪« )1966‬خبونـي وادللت» (‪ )1983‬و «تقطيع وترييـش (‪ )1991‬و «عند‬
‫عزيـز» (‪ )2003‬وغيرها من األعمال الكوميدية التـي قدمت نخبة من الكوميديين الذين ذاع‬
‫ذكرهم في المغرب العربي نذكر منهم «حمودي معالي» و «البشير الرحال» و «عبد السالم‬
‫البش» ويبلغ نسبة اإلنتاج الكوميدي ‪.40%‬‬
‫أمـا الكويـت فتعتبر من الدول ذات اإلنتاج الدرامي المحـدود فعلى صعيد الكوميديا‬
‫التلفزيونيـة وخلال مدة قصيرة نسـبي ًا صـارت نوع ًا تلفزيونيـ ًا مرغوب ًا فيه فـي معظم األقطار‬
‫العربيـة وصـار بعـض الممثلين الكويتييـن معروفيـن على صعيـد العالم العربـي مثل «عبد‬
‫الحسين عبد الرضا و داود حسين و سعاد عبد الله» وهناك أعمال كوميدية تلفزيونية معروفة‬
‫مثـل درب الزلـق‪ ،‬الحيالة‪ ،‬كركيعـان وغيرها وتتسـم الكوميديا الكويتية بالعفوية والبسـاطة‬
‫وتقدم رؤى نقدية مغلفة بالتهكم والسـخرية وعرفت التجربة السـعودية في مجال الكوميديا‬
‫مـن المسلسـل السـعودي «طاش ما طاش» الـذي يقوم على مبـدأ اللوحـات المتعددة التي‬
‫تتنـاول الواحـدة منهـا ظاهرة اجتماعية أو سياسـية والتـي يتم تناولها بأسـلوب خفيف الظل‬
‫ورشاقة المعالجة برؤيا جديدة‪.‬‬
‫وفـي قطر بلغت نسـبة األعمال التلفزيونيـة الكوميدية ‪ 14%‬وفـي البحرين ‪ 10%‬وفي‬
‫السودان ‪ 35%‬وفي األردن تحتل الكوميديا والبرامج المنوعة ‪.40%‬‬
‫وفي لبنان يقدرها البعض بسبب غياب اإلحصائية إلى أكثر من ‪.50%‬‬
‫فإن الحيز الذي تشـغله الدراما الكوميدية في اإلنتاج العربي يتراوح بين ‪ 10%‬و ‪30%‬‬

‫من إجمالي الدراما العربية ومع ذلك فأن الكوميديا المنتجة في معظم البلدان العربية ما تزال‬
‫المجال األكثر تذبذب ًا‪.‬‬

‫‪- 250 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫جدول(‪)1‬‬
‫*‬
‫يوضح نسبة االعمال الدرامية الكوميدية في بعض الدول العربية‬
‫النسبة المئوية للدراما الكوميدية‬ ‫البلد‬
‫‪50%‬‬ ‫لبنان‬
‫‪40%‬‬ ‫االردن‬
‫‪40%‬‬ ‫تونس‬
‫‪35%‬‬ ‫السودان‬
‫‪21%‬‬ ‫المغرب‬
‫‪15%‬‬ ‫مصر‬
‫‪14%‬‬ ‫قطر‬
‫‪10%‬‬ ‫سوريا‬
‫‪10%‬‬ ‫البحرين‬

‫‪5%‬‬ ‫ليبيا‬

‫أما نسـبة المشـاهدة لألعمـال التلفزيونية العربيـة ذات الطابع الكوميـدي فحلت في‬
‫المرتبـة الثانية بنسـبة مشـاهدة ‪ % 43,3‬بعد المسلسلات اإلجتماعية التـي يفضل الجمهور‬
‫مشاهدتها بنسبة ‪ 66,1%‬وقد يرجع ذلك إلى أن المسلسالت االجتماعية أكثر تعبير ًا عن واقع‬
‫المجتمعـات العربية وعن المشـكالت التي تالمس هموم المشـاهدين كما أن الكوميديا من‬
‫أكثر األشـكال التي تجذب المشـاهد العربي وتسـتطيع أن تقوم بتوصيـل العديد من األفكار‬
‫الهادفة عن طريق الفكاهة (((‪.‬‬
‫* واجه المسلسـل السعودي (طاش ماطاش) هجوم ًا عنيفا َومطالبة بمحاكمة صناعه‪ ،‬فهو عمل درامي ينتقد الكثير‬
‫مـن السياسـات الداخلية والفردية ‪ ،‬ويتمتع بحس نقدي عال مع خفـة ظل ‪ :‬ينظر‪ -‬نهوند القادري‪ ،‬قراءة في ثقافة‬
‫الفضائيات العربية الوقوف على تخوم التفكيك‪ ،‬بيروت‪ ،‬مركز دراسات الوحدة الوطنية‪ ،‬ط‪، 2008 ،1‬ص‪.127‬‬
‫‪ -1‬رانيـا أحمـد محمود مصطفـى ‪ ،‬تأثير الدرامـا العربية واألجنبيـة المقدمة في القنـوات الفضائيـة العربية على قيم‬
‫واتجاهـات الشـباب العربـي ‪ ،‬دراسـة مقارنـة ‪ ،‬اطروحة دكتوراه غير منشـورة ‪ ،‬جامعـة القاهرة ‪ ،‬كليـة اإلعالم ‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص ‪. 317‬‬

‫‪- 251 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫فيمـا جاء ترتيب المسلسلات الكوميدية األجنبية في الترتيب األول بنسـبة مشـاهدة‬
‫قدرها ‪ 57,4%‬خاصة وأن المسلسالت الكوميدية األجنبية تعرض بشكل أكبر في الفضائيات‬
‫العربيـة فيمـا جاءت المسلسلات األجنبيـة االجتماعية في الترتيب الثاني بنسـبة مشـاهدها‬
‫قدرها ‪.((( 48,6%‬‬

‫رابع ًا‪ :‬الكوميديا في التلفزيون العراقي‬


‫ترتبـط الكوميديـا في تلفزيون العراق مع بداية تأسيسـه في ‪ /2‬مايـس‪ )*(1956 /‬فقد‬
‫اعتمد على الفرق المسرحية التي كانت متواجدة على الساحة العراقية ((( (**) وكانت تعرض‬
‫في ذلك الوقت المواضيع والقصص المستنبطة من الحياة االجتماعية التي يعيشها المجتمع‬
‫بأسـلوب تراجيـدي كوميـدي والـذي كان يضفـي عليـه الطابـع المحلـي واللهجة الشـعبية‬
‫وبمعالجة كوميدية لها تكون أقرب إلى جمهور المتلقين لبساطة حياتهم ومفرداتها (((‪.‬‬

‫(‪ )2‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 319‬‬ ‫‪ -1‬‬


‫كانت فقرات اليوم األول للبث في تلفزيون العراق هي ‪-:‬‬ ‫* ‬
‫‪ - 1‬في السـاعة السـابعة والدقيقة العشـرين بدأ التلفزيون ارسـاله لصورة مـن الجو لمدينة بغـداد أعقبها بصور‬
‫ساليدات أخرى ‪.‬‬
‫‪ - 2‬أول برنامج غنائي قدم بعد مراسـيم االفتتاح غنت فيه المطربة عفيفة اسـكندر وكذلك غنى كل من حضيري‬
‫أبو عزيز وناظم الغزالي ‪.‬‬
‫‪ - 3‬أول برنامـج قـدم في التلفزيون كان عن مشـروع الثرثار قدمه المذيع محمد علـي كريم وأخرجه االنكليزي‬
‫هيلكـس ‪ .‬ينظـر ‪ -:‬أحمـد إبراهيم جلال ‪ ،‬بناء الموقف الكوميدي فـي النص التلفزيوني العراقي ‪ ،‬رسـالة‬
‫ماجستير غير منشورة ‪ ،‬جامعة بغداد ‪ ،‬كلية الفنون الجميلة ‪ ، 1989 ،‬ص ‪. 18‬‬
‫سعاد حسن وادي ‪ ،‬دور العناصر الفنية في تفعيل االضحاك في الكوميديا التلفزيونية رسالة ماجستير غير منشورة‪،‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫جامعة بغداد ‪ ،‬كلية الفنون الجميلة ‪ ، 2007 ،‬ص ‪.65‬‬
‫تمثيلية «يريد ايعيش» كانت تقدم بصفتها مسـرحية على قاعة األمير عبد الله – قاعة الحرية اآلن – في الكاظمية‬ ‫** ‬
‫– عـام ‪ 1954‬كتبهـا إبراهيـم الهنـداوي وأخرجهـا جعفر السـعدي ثـم قدمت للتلفزيـون بنفس صيغـة العرض‬
‫المسـرحي في التلفزيون في منتصف عام ‪ 1956‬وأخرجها للتلفزيون المخرج كاميران حسـني ‪ :‬ينظر ‪ :‬المصدر‬
‫نفسه‪ :‬ص ‪. 20‬‬
‫سعاد حسن وادي‪ ،‬دور العناصر الفنية في تفعيل االضحاك في الكوميديا التلفزيونية‪ ،‬م‪ .‬س‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪.17‬‬ ‫‪ -3‬‬

‫‪- 252 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫وتعـد تمثيليـة فـي «مهب الريـح» التـي كتبها للتلفزيـون خليل شـوقي وبنى لهـا أحداث ًا‬
‫تراجيديـة وكوميديـة وإخراجهـا تلفزيونيـ ًا الفنان إبراهيـم الدبوني بتاريـخ ‪ 1956 /8 /29‬أول‬
‫تمثيلية تلفزيونية عرضت في تلفزيون العراق والتي كتبها المؤلف بأسـلوب تلفزيوني من خالل‬
‫تجزئة المنظر ضمن إمكانيات االسـتوديو المتواضعة آنذاك ((( وكانت البرامج بكل أنواعها تبث‬
‫((((*)‬
‫على الهواء مباشرة لعدم وجود أجهزة البث الصوري الفيديوتيب (‪)video Type‬‬
‫وفـي مطلع السـتينيات وبعد عودة الشـباب الدارسـين من الخارج أخـذت الكوميديا‬
‫منحى جديد ًا تمثل في أعمال مثل «المدمـن» عام ‪ 1961‬من تأليف توفيق البصري‬
‫َ‬ ‫العراقيـة‬
‫وإخراج جعفر السـعدي مسرحي ًا «وكمال عاكف تلفزيوني ًا تناقش بعض العادات السلبية في‬
‫(((‬
‫المجتمع كاإلدمان على الخمر بشكل كوميدي ساخر‬
‫وكتـب سـليم البصري عدد ًا مـن حلقات البرنامـج التمثيلي «تحت مـوس الحالق»‬
‫وشكل سليم البصري و حمودي الحارثي ثنائي ًا كوميدي ًا نال شهرة واسعة ((( وقدم هذا العمل‬
‫في ‪ 1969 /11 /28‬وكان من إخراج عمانوئيل رسام (((‪.‬‬
‫وفـي ‪ 1970 /4 /30‬عرض المسلسـل الكوميدي «زعتر» مـن تأليف وتمثيل خليل‬
‫الرفاعي وإخراج ناظم الصفار‪.‬‬
‫وفــي ‪ 1974 /9 /8‬عــرض التلفزيــون تمثيليــة «عبــود يغنــي» وهــي مأخــوذة مــن‬
‫مجموعــة (خمــارة القــط األســود) ومعــدة عــن قصــة‪( .‬الســكران يغنــي) للكاتــب‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 21‬‬ ‫‪- 1‬‬


‫المصدر نفسه ‪. 15 ،‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫في ‪ 1964 /6 /9‬نصب جهاز التسجيل الصوري المغناطيسي (الفيديوتيب) في تلفزيون العراق وبعد يومين تم‬ ‫* ‬
‫نصـب جهـاز آخر ليفتـح بذلك عهد ًا جديـد ًا إلنتاج البرامـج في التلفزيون في مجال تسـجيل وإعـادة بث المادة‬
‫الصورية ينظر ‪ :‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 23‬‬
‫ناطق خلوصي ‪ ،‬الدراما التلفزيونية العربية ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ‪ ،‬ص ‪. 66‬‬ ‫‪- 3‬‬
‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 65‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 68‬‬ ‫‪ -5‬‬

‫‪- 253 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫(نجيــب محفــوظ) ســيناريو وحــوار (عبــد الوهــاب الداينــي) وإخــراج (إبراهيــم عبــد‬
‫الجليل) (((‪.‬‬
‫ومن السالسل الكوميدية آنذاك حلقات مسلسل «كاريكاتير» التي كتبها معاذ يوسف‬
‫وكانـت ذات طبيعـة نقدية سـاخرة ومسلسـل «مـا ضاع وانمحى مـن نوادر جحـا» للكاتب‬
‫ذاته(((‪.‬‬
‫وفـي ثمانينيـات القـرن الماضـي أصـاب الكوميديـا التلفزيونيـة ركـود ًا واضحـ ًا‬
‫بسـبب‪ ‬الظروف االسـتثنائية التـي مر بهـا المجتمـع العراقي أثنـاء الحرب العراقيـة اإليرانية‬
‫‪ ((( 1988-1980‬ويعد مسلسل «الكذبة األولى» الذي كتبه «معاذ يوسف» وأخرجه حسن‬
‫حسني في اثنتي عشرة حلقة وأشارت مقدمته إلى أنه كوميديا شعبية وقد حاول عن طريق نقد‬
‫الممارسات السلبية وكشف القناع عن ممارسيها (((‪.‬‬
‫ويـرى الباحـث أن الكوميديـا في تلك المرحلـة كانت تقتصر على النقـد االجتماعي‬
‫والسـخرية من الظواهر االجتماعية ولم تتناول شـأن ًا سياسي ًا داخلي َا بالنقد والسخرية منه ألنه‬
‫كان يعد من المحظورات والخطوط الحمراء التي ال يجب تجاوزها‪.‬‬
‫وبعـد االجتيـاح األمريكـي للعـراق واحتاللـه فـي ‪ 2003/4/9‬الذي رافقـه دخول‬
‫هوائيات اإلرسـال الخاصة بالبث المباشر وإنتشار القنوات األرضية والفضائية العراقية التي‬
‫أسـهمت في إنتاج برامج درامية وغير درامية ساخرة تضمنت نقد ًا سياسي ًا واجتماعي ًا للوضع‬
‫الراهـن في العراق وقـد انطلقت مضامين البرامج التلفزيونية السـاخرة من االحداث الكبيرة‬
‫التي مر بها العراق بعد ‪ 2003/4/9‬على االصعدة السياسية واالجتماعية واالقتصادية(((‪.‬‬

‫المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 69‬‬ ‫‪- 1‬‬


‫ناطق خلوصي ‪ ،‬الدراما التلفزيونية العربية ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ‪ ،‬ص ‪. 203‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫سعاد حسن وادي ‪ ،‬دور العناصر الفنية في تفعيل اإلضحاك في الكوميديا التلفزيونية ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ‪ ،‬ص ‪.69‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫المصدر السابق ‪ ،‬ص ‪. 203‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫ملحق (‪)4-2‬يوضح اهم االحداث السياسية التي مر فيها العراق بعد ‪2003/4/9‬‬ ‫‪ -5‬‬

‫‪- 254 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫وانفردت قناتا الشـرقية والبغدادية الفضائيتان في تقديم برامج ذات مضمون سياسـي‬
‫ساخر والذع للوضع السياسي في البالد ولممارسات قوات االحتالل في العراق‪.‬‬
‫فقدمت قناة الشرقية أعماالً كوميدية من هذا النوع تناولت مواضيع سياسية واجتماعية‬
‫بقالب كوميدي سـاخر مثل سلسـلة كاريكاتيـر و»جحا الفيدرالي» للكاتـب والمخرج علي‬
‫حنون ومجموعة الممثلين ماجد ياسين وسعد خليفة‪ ،‬وبشرى إسماعيل‪ ،‬وسلسلة «الحكو‪..‬‬
‫‪ ..‬مات» و «انباع الوطن» ومسلسل حب وحرب الذي كتبه ومثله قاسم المالك وشاركته في‬
‫التمثيل عواطف السلمان واخرجه جمال عبد جاسم‪.‬‬
‫كذلك قدمت قناة البغدادية الفضائية ثالثة أجزاء من سلسلة «نص أخمس» التي كتبها‬
‫طالب السـوداني ومثلها سـامي محمود و جاسـم شـرف و أسـماء صفاء وآخرون وسلسـلة‬
‫مسـامير وجزئيـن مـن برنامج حوار الطرشـان الـذي يعده ويقدمـه الصحفـي داود الفرحان‬
‫((( (*)‬
‫وبرنامج صاحب االمتياز الذي يعده ويقدمه الدكتور كاظم المقدادي‬

‫خامس ًا‪ :‬تصنيف البرامج التلفزيونية الساخرة‬


‫تبايـن تصنيف البرامج التلفزيونية الكوميدية في خارطة البرامج التلفزيونية من باحث‬
‫إلى آخر فقد وضع ادوارد ستاشـيف ورودي بريتز الكوميديات الموسـيقية وما يقترن بها من‬
‫عناصـر الفكاهـة والكوميديـا والغناء والرقـص ضمن المنوعـات والبرامج الموسـيقية (((‪.‬‬
‫والفكاهـات القائمـة على المواقف ضمـن البرامج الدرامية (((‪ .‬فيمـا أعتبر عاصف حميدي‬

‫‪ -1‬ينظر‪ -:‬موقع قناة الشرقية ‪www. Alshaqiya tv . com‬‬


‫‪ -‬موقع قناة البغدادية ‪www. Albagdiadi . com‬‬‫ ‬
‫‪ -‬جريدة الزمان ‪ ،‬العدد ‪. 2003 /8 /13 ، 1582‬‬ ‫ ‬
‫‪ -‬سعاد حسن وادي‪ ،‬دور العناصر الفنية في تفعيل االضحاك في الكوميديا التلفزيونية ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ‪ ،‬ص‪.69‬‬ ‫ ‬
‫* من متابعات الباحث لقناتي الشرقية والبغدادية الفضائيتين‬
‫‪ -2‬ادوارد ستاشيف و رودي بريتز ‪ ،‬برامج التلفزيون إنتاجها وإخراجها م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ‪ ،‬ص ‪. 75‬‬
‫‪ -3‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 77‬‬

‫‪- 255 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫البرامج التي تحوي فقرات خفيفة ومتنوعة وتبتعد في مجملها عن الجد بل تركز على المرح‬
‫بهـدف أمتـاع الجمهـور والتخفيف عنه والترويـح عن نفسـه بالبرامج الخفيفـة المنوعة (((‪.‬‬
‫ووضع علي فائق زغلول البرامج الفكاهية الصرفة كأحد أنواع برامج المنوعات معتمد ًا على‬
‫أنها تعتمد جميع ًا على درجة االثارة التي تحدثها في نفس المتلقي ومدى تحققه من تسلية أو‬
‫أضحاك وفي هذا تعتمد على عدد من الوسـائل يمكن بمقتضاها تقسيم برامج المنوعات من‬
‫(((‬
‫حيث موضوعها إلى األقسام اآلتية ‪:‬‬
‫‪ - 1‬برامج تعتمد على الشخصيات الالمعة‪.‬‬
‫‪ - 2‬البرامج الفكاهية الصرفة‪.‬‬
‫‪ - 3‬البرامج العائلية الخفيفة‪.‬‬
‫‪ - 4‬برامج األلغاز‪.‬‬
‫‪ - 5‬البرامج المثيرة أو المسلية‪.‬‬
‫‪ - 6‬البرامج االستعراضية‪.‬‬
‫فيمـا صنف النظام الدولـي الموحد لإلحصاءات الذي وضعته «اليونسـكو» البرامج‬
‫الكوميديـة التي تقوم على اإلضحـاك والفكاهة ضمن برامج المنوعات ((( ويرى الباحث أن‬
‫ليس هناك تصنيف واضح للبرامج التلفزيونية الكوميدية والسـاخرة فهي موزعة بين البرامج‬
‫الدرامية وغير الدرامية وبرامج المنوعات إذ لم تثبت على تصنيف وشكل معين مع تباين في‬
‫المضمون والوظيفة‪.‬‬

‫‪ - 1‬عاصف حميدي‪ ،‬العمل اإلذاعي والتلفزيوني مفاتيح النجاح وأسرار االبداع ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ‪ ،‬ص ‪.169‬‬
‫‪ -2‬علي فائق زغلول ‪ ،‬برامج المنوعات لماذا ولمن ؟ ‪ ،‬بغداد ‪ ،‬مجلة اإلذاعة والتلفزيون ‪ ،‬العدد ‪ ، 269‬أيار ‪،1978 ،‬‬
‫ص‪.4‬‬
‫‪3- UNESCO , International flow of Television programs , op . p 15‬‬
‫نق ً‬
‫ال عن حسين جاسم جبر الربيعي ‪ ،‬األشكال الفنية للبرامج التعليمية في القنوات الفضائية العربية المتحصصة ‪،‬‬ ‫ ‬
‫م ‪ .‬س ‪ .‬ذ ‪ ،‬ص ‪. 36‬‬

‫‪- 256 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫وبنـاء على ما تقدم يقتـرح الباحث تصنيف ًا للبرامج التلفزيونية السـاخرة تبع ًا لوظيفتها‬
‫وهدفها ومضمونها كما يلي ‪-:‬‬
‫‪ -‬برامج تلفزيونية فكاهية تهدف إلى األضحاك والترفيه والتسلية‪.‬‬
‫‪ -‬برامج تلفزيونية فكاهية تهدف إلى النقد االجتماعي والسياسي‪.‬‬
‫‪ -‬برامج تلفزيونية فكاهية تهدف إلى الدعاية والحرب النفسية‪.‬‬
‫‪ -‬برامج تلفزيونية فكاهية تهدف إلى التثقيف والتعليم‪.‬‬
‫‪ -‬برامـج تلفزيونية فكاهية تهدف إلى اإلعالن والترويـج والعالقات العامة‪ .‬ومن‬
‫الممكن تقسيمها على النحو اآلتي ‪-:‬‬
‫‪ - 1‬البرامج الفكاهية غير الدرامية وتشمل ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬البرامج الفكاهية المنوعة‪.‬‬
‫ب‪ -‬البرامج الفكاهية الساخرة‪.‬‬
‫جـ‪ -‬البرامج الفكاهية الممنهجة أو الدعائية‪.‬‬
‫د‪-‬البرامج الفكاهية التثقيفية والتعليمية‪.‬‬
‫هـ‪ -‬البرامج الفكاهية اإلعالنية‪.‬‬
‫‪ - 2‬البرامج الفكاهية الدرامية وتشمل ‪-:‬‬
‫التمثيليات والمسلسالت الفكاهية ذات المضامين ‪-:‬‬
‫(‪ -)1‬االضحاكية والترفيهية المسلية‪.‬‬
‫(‪ -)2‬السياسية الناقدة والساخرة‪.‬‬
‫(‪ -)3‬االجتماعية الناقدة والساخرة‪.‬‬
‫(‪ -)4‬التثقيفية والتعليمية‪.‬‬

‫‪- 257 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪- 258 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫‪- 259 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪- 260 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫‪- 261 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪- 262 -‬‬


‫_____________________________________________________________________________________ الفصل الثالث ‪ :‬الربامج التلفزيونية الساخرة ‬

‫‪- 263 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪- 264 -‬‬


‫____________________________________________________________________________________________________ االستنتاجات والتوصيات ‬

‫االستنتاجات‬

‫توصل الكاتب عن طريق الدراسة إلى عدد من االستنتاجات وهي كما يلي‪-:‬‬
‫أوالً ‪ -:‬اإلطار النظري‬
‫‪ - 1‬توصل الباحث إلى اعتبار الخطاب الساخر نوع ًا مستق ً‬
‫ال من أنواع الخطاب‪.‬‬
‫‪ - 2‬اقتـرح الباحـث تصنيف ًا خاصـ ًا بالبرامج التلفزيونية السـاخرة يضاف الى تصنيف‬
‫البرامج التلفزيونية باعتبارها برامج مستقلة بذاتها من ناحية الشكل والمضمون والهدف‪.‬‬

‫التوصيات‬

‫‪ - 1‬االهتمام بمضامين البرامج التلفزيونية السـاخرة وال يقتصر هذا االهتمام على ما‬
‫الـذي تقولـه تلك البرامج التلفزيونية السـاخرة كيف تقوله تلك البرامج ومـا تريد قوله ؟ في‬
‫ضوء مواكبة التطور المتسارع في التقنيات والتخصصات المتصلة بإنتاج البرامج التلفزيونية‬
‫الساخرة وتجديد أدواتها ورفد كوادرها بالدماء الشابة من اجل التجديد والتطوير‪.‬‬
‫‪ - 2‬قيـام المؤسسـات االعالميـة والمؤسسـات الثقافيـة الحكوميـة والجهـات ذات‬
‫العالقة بالتشجيع على كتابة البرامج التلفزيونية الساخرة والعمل على انتاجها‪.‬‬

‫‪- 265 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ - 3‬االهتمـام بزيـادة المسـاحة المخصصـة للبرامـج التلفزيونيـة السـاخرة وتنويعها‬


‫وبشـكل علمي بما يضمن التعرض الواسـع لفئات كبيرة من المتلقيـن ولرفع الوعي الرقابي‬
‫لدى الجمهور‪.‬‬
‫‪ - 4‬اعتمـاد القنـوات الفضائيـة العراقية بشـكل خـاص والعربية األسـاليب والطرق‬
‫المعاصرة لتوظيفها في البرامج التلفزيونية الساخرة في مجاالت األعداد والتقديم واإلخراج‬
‫بما يخدم المصلحة الوطنية‪.‬‬
‫‪ - 5‬إنشـاء مراكـز بحـوث واسـتطالعات رأي المتلقيـن لغـرض قيـاس أداء البرامج‬
‫التلفزيونيـة السـاخرة ومدى تأثيرها ومعرفة رغبات الجمهـور واألخذ بها عند وضع الخطط‬
‫للدورات البرامجية المستقبلية‪.‬‬
‫‪ - 6‬إعـداد مركز خاص للبرامج التلفزيونية السـاخرة في القنوات الفضائية يقوم على‬
‫التخطيط واألعداد المتقن لهذه البرامج‪.‬‬
‫‪ - 7‬األخـذ بنظـر االعتبار في ان تكون البرامج التلفزيونية السـاخرة على قدر كبير من‬
‫المهنيـة والموضوعيـة وان تكـون بمنـأى عن السـخرية العدوانيـة التي تهدف إلى التشـهير‬
‫باألشخاص ال باألفعال‪.‬‬

‫‪- 266 -‬‬


‫___________________________________________________________________________________________________________ املصادر واملراجع ‬

‫المصادر والمراجع‬

‫أوال‪ :‬القرآن الكريم‬

‫ثانيا‪ :‬المعاجم‬
‫ابراهيم حمادة‪ ،‬معجم المصطلحات الدرامية والمسرحية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مطبعة دار الشعب‪.1971 ،‬‬ ‫‪ .1‬‬
‫ابو منصور الثعالبي‪ ،‬فقه اللغة وسر العربية‪ ،‬تحقيق مصطفى السقا‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مطبعة مصطفى‬ ‫‪ .2‬‬
‫بابي الحالبي‪ ،‬ط‪ ،3‬الفصل ‪.26‬‬
‫أحمد زكي بدوي‪ ،‬معجم مصطلحات العلوم االجتماعية‪ ،‬بيروت‪.1977 ،‬‬ ‫‪ .3‬‬
‫جيرار دوروزي واندريه روسل‪ ،‬قاموس ناثان الفلسفي‪ ،‬تعريب اكرم انطاكي‪ ،‬بدون سنة طبع‪.‬‬ ‫‪ .4‬‬
‫جيفر روبرت‪ ،‬اليستر ادوارد‪ ،‬ترجمة سمير عبد الرحيم‪ ،‬القاموس الحديث للتحليل‬ ‫‪ .5‬‬
‫السياسي‪ ،‬بيروت‪ ،‬الدار العربية للموسوعات‪ ،‬ط‪.1999 ،1‬‬
‫الخليل بن احمد الفراهيدي‪ ،‬كتاب العين‪ ،‬تحقيق مهدي المخزومي‪ ،‬ابراهيم السامرائي‪،‬‬ ‫‪ .6‬‬
‫ج‪ ،3‬حرف الفاء ‪ -‬حرف الياء‪ ،‬قم‪ ،‬انتشارات أسوة‪ ،‬ط‪1425 ،2‬هجرية‪.‬‬
‫ـــــــــــ‪ ،‬كتاب العين‪ ،‬تحقيق مهدي المخزومي‪ ،‬ابراهيم السامرائي‪ ،‬ج‪ ،2‬حرف الزاي –‬ ‫‪ .7‬‬
‫حرف الغين‪ ،‬قم‪ ،‬انتشارات أسوة‪ ،‬ط‪1425 ،2‬هجرية‪.‬‬
‫مجدي وهبي وكامل المهندس‪ ،‬معجم المصطلحات العربية في اللغة واألدب‪ ،‬لبنان‪ ،‬مكتب‬ ‫‪ .8‬‬
‫لبنان‪.1979 ،‬‬
‫منير البعلبكي‪ ،‬المورد الوسيط‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار العلم للماليين‪.1977 ،‬‬ ‫‪ .9‬‬

‫‪- 267 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫ثالثا‪ :‬الكتب العربية‬


‫أحمد الكبيسي‪ ،‬قصص القرآن الكريم‪ ،‬العراق‪ ،‬وزارة الثقافة‪ ،‬ط‪.2005 ،4‬‬ ‫‪ - 1‬‬
‫أحمد عبد الملك‪ ،‬فضائيات‪ ،‬عمان‪ ،‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪.2000 ،1‬‬ ‫‪ - 2‬‬
‫ـــــــ‪ ،‬قضايا إعالمية‪ ،‬األردن‪ ،‬دار مجدالوي للنشر‪ ،‬ط‪.1999 ،1‬‬ ‫‪ - 3‬‬
‫أديب خضور‪ ،‬دراسات في المنهجية والسيمولوجية وتحليل المضمون‪ ،‬دمشق‪ ،‬مطبعة‬ ‫‪ - 4‬‬
‫خالد بن الوليد‪.1987 ،‬‬
‫إمام عبد الفتاح إمام‪ ،‬الديمقراطية والوعي السياسي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬إصدارات شركة نهضة مصر‪،‬‬ ‫‪ - 5‬‬
‫ط‪.2006 ،1‬‬
‫انشراح الشال‪ ،‬اإلعالم الدولي عبر األقمار الصناعية دراسة لشبكات التلفاز‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار‬ ‫‪ - 6‬‬
‫الفكر العربي‪.1986 ،‬‬
‫ــــــ‪ ،‬الدش واالنترنيت والتلفزيون في إطار علم االجتماع اإلعالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬المدينة‬ ‫‪ - 7‬‬
‫برس للطباعة والنشر والتسويق اإلعالمي‪.2003 ،‬‬
‫ــــــ‪ ،‬مدخل إلى علم االجتماع اإلعالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،2002 ،‬ص ‪.187 - 186‬‬ ‫‪ - 8‬‬
‫حرب المحطات الفضائية‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الشروق للنشر و‬ ‫‪2000‬‬ ‫أياد شاكر البكري‪ ،‬عام‬ ‫‪ - 9‬‬
‫التوزيع‪ ،‬ط‪.1999 ،1‬‬
‫‪ - 10‬بسيوني إبراهيم حمادة‪ ،‬دور وسائل االتصال في صنع القرارات في الوطن العربي‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫مركز دراسات الوحدة العربية‪.1993 ،‬‬
‫‪ - 11‬بوعلي ياسين‪ ،‬بيان الحد بين الهزل والجد‪ ،‬دراسة في أدب النكتة‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار المهدي‬
‫للثقافة والنشر‪.‬‬
‫‪ - 12‬تيسير أبو عرجه‪ ،‬دراسات في الصحافة واإلعالم‪ ،‬عمان‪ ،‬دار مجدالوي للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫ط‪.2000 ،1‬‬
‫‪ - 13‬ثروت مكي‪ ،‬تكنولوجيا االتصال والنظام اإلعالمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مجلة الفن اإلذاعي‪ ،‬اتحاد‬
‫اإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬معهد اإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬ع ‪ ،19‬نيسان‪.2008 ،‬‬
‫‪ - 14‬جبر مجيد حميد‪ ،‬طرق البحث االجتماعي‪ ،‬الموصل‪ ،‬دار الكتب للطباعة والنشر ‪.1991 /‬‬
‫‪ - 15‬جميل الجبوري‪ ،‬حبزبوز في تاريخ صحافة الهزل والكاريكاتير في العراق‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار‬
‫الشؤون الثقافية العامة‪.1986 ،‬‬

‫‪- 268 -‬‬


‫___________________________________________________________________________________________________________ املصادر واملراجع ‬

‫‪ - 16‬جورج البهجوري‪ ،‬فن الكاريكاتير‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة واإلعالم العراقية‪.1982 ،‬‬
‫‪ - 17‬جيهان أحمد رشتي‪ ،‬األسس العلمية لنظريات اإلعالم‪ ،‬دار الفكر العربي‪.1975 ،‬‬
‫‪ - 18‬الحارث عبد الحميد حسن‪ ،‬اللغة السيكولوجية في العمارة المدخل في علم النفس‬
‫المعماري‪ ،‬سورية‪ ،‬دار صفحات للدراسات والنشر‪ ،‬ط‪.2007 ،1‬‬
‫‪ - 19‬حامد عبده الهوال‪ ،‬السخرية في أدب المازني‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪.1982 ،‬‬
‫‪ - 20‬حسن حنفي‪ ،‬تحليل الخطاب‪ ،‬تحليل الخطاب العربي‪ ،‬بحوث مختارة‪ ،‬األردن‪ ،‬منشورات‬
‫جامعة فيالديفيا‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬ط‪.1988 ،1‬‬
‫‪ - 21‬حسن حنفي‪ ،‬صادق جالل ألعظم‪ ،‬مالعولمة‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬ط‪.2002 ،2‬‬
‫‪ - 22‬حسن عماد مكاوي‪ ،‬عادل عبد الغفار‪ ،‬مستقبل اإلذاعة في عصر البث الفضائي‪ ،‬تونس‪،‬‬
‫سلسلة بحوث ودراسات إذاعية (‪.2006 ،)57‬‬
‫‪ - 23‬ـــــــــ‪ ،‬ليلى حسن السيد‪ ،‬االتصال ونظرياته المعاصرة‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية‪.2004 ،‬‬
‫‪ - 24‬ـــــــــ‪ ،‬تكنولوجيا االتصال الحديثة في عصر المعلومات‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الدار المصرية‬
‫اللبنانية‪.1997 ،‬‬
‫‪ - 25‬حسن يوسفي‪ ،‬المسرح والمرايا‪ ،‬كتاب منشور على موقع أتحاد كتُاب المغرب‪.‬‬
‫‪ - 26‬حسين رامز محمد رضا‪ ،‬الدراما بين النظرية والتطبيق‪ .‬بيروت‪ .‬المؤسسة العربية للدراسات‬
‫والنشر‪.1970 .‬‬
‫‪ - 27‬حسين علي لوباني‪ ،‬الملف السري للنكتة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،‬مؤسسة االنتشار العربي‪ ،‬ط‪.2005 ،1‬‬
‫‪ - 28‬حميد جاعد محسن‪ ،‬أساسيات البحث المنهجي‪ ،‬ج‪ ،1‬بغداد‪ ،‬شركة الحضارة للطباعة‬
‫والنشر‪.2004 ،‬‬
‫‪ - 29‬حميدة سميسم‪ ،‬الحرب النفسية (مدخل)‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار الكتب للطباعة‪.2000 ،‬‬
‫‪ - 30‬ـــــــ‪ ،‬مفهوم الخطاب اإلعالمي‪ ،‬تحليل الخطاب العربي‪ ،‬بحوث مختارة‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫منشورات جامعة فيالدلفيا‪ ،‬كلية األداب‪ ،‬ط‪.1988 ،1‬‬
‫‪ - 31‬ديوان ابن هاني األندلسي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار صادر‪.1973 ،‬‬
‫‪ - 32‬ديوان أبو الطيب المتنبي‪ ،‬بشرح عبد الرحمن البرقوقي‪ ،‬دار األرقم ‪.1996‬‬
‫‪ - 33‬زكريا فؤاد‪ ،‬جمهورية إفالطون‪ ،‬دراسة وترجمة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة العامة للكتاب‪.1985 ،‬‬

‫‪- 269 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ - 34‬زكي إسماعيل‪ ،‬االنثربولوجيا والفكر اإلنساني‪ ،‬جدة‪ ،‬شركة مكتبات عكاظ للنشر والتوزيع‪.1982 ،‬‬
‫‪ - 35‬سامي عبد القوي‪ ،‬علم النفس العصبي‪ ،‬األسس وطرق التقييم‪ ،‬العين‪ ،‬مطبوعات جامعة‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‪.2001 ،‬‬
‫‪ - 36‬سمير شريف استيتية‪ ،‬اللغة وسيكولوجية الخطاب‪ ،‬عمان‪ ،‬المؤسسة العربية للدراسات‬
‫والنشر‪ ،‬ط‪.2002 ،1‬‬
‫‪ - 37‬سمير محمد حسن‪ ،‬بحوث األعالم‪ ،‬دراسات في مناهج البحث العلمي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬عالم‬
‫الكتب‪ ،‬ط‪.1999 ،2‬‬
‫‪ - 38‬سمير محمد حسين‪ ،‬تحليل المضمون‪ ،‬القاهرة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط‪.1996 ،2‬‬
‫‪ - 39‬السيد عبد الحليم محمد حسين‪ ،‬السخرية في أدب الجاحظ‪ ،‬ليبيا‪ ،‬الدار الجماهيرية للنشر‬
‫والتوزيع واإلعالن‪ ،‬ط‪.1988 ،1‬‬
‫‪ - 40‬شاكر عبد الحميد‪ ،‬الفكاهة والضحك رؤيا جديدة‪ ،‬الكويت‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬المجلس‬
‫الوطني للثقافة والفنون واألدب ‪.2003‬‬
‫‪ - 41‬شهاب الدين محمدبن احمد ابي الفتح االبشيهي‪ ،‬ألمستطرف في كل فن مستظرف‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬ط‪.2008 ،‬‬
‫‪ - 42‬شوقي ضيف‪ ،‬في الشعر والفكاهة في مصر‪ ،‬مصر‪ ،‬دار المعارف‪.1999 ،‬‬
‫‪ - 43‬صباح ياسين‪ ،‬االعالم النسق القيمي وهيمنة القوة‪ ،‬بيروت‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪،‬‬
‫ط‪.2006 ،1‬‬
‫‪ - 44‬صالح فضل‪ ،‬بالغة الخطاب وعلم النص‪ ،‬الكويت‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬المجلس الوطني‬
‫للثقافة والفنون واالداب‪.1992 ،‬‬
‫‪ - 45‬عاصف حميدي‪ ،‬العمل اإلذاعي والتلفزيوني‪ ،‬مفاتيح النجاح وأسرار النجاح‪ ،‬أبو ظبي‪،‬‬
‫ط‪.2004 ،2‬‬
‫‪ - 46‬عباس محمود العقاد‪ ،‬جحا الضاحك المضحك‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة النهضة‪ ،‬ب‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ - 47‬عبد الباسط سلمان‪ ،‬اإلخراج والسيناريو في السينما والقنوات الفضائية التلفزيونية‬
‫ومؤسسات أخرى‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الدار الثقافية للنشر‪ ،‬ط ‪.2006 ،1‬‬
‫‪ - 48‬ــــــــ‪ ،‬ديجتال اإلعالم مفهوم الصحافة والسينما والتلفزيون والملتميديا رقمي ًا‪ ،‬الدار‬
‫الثقافية للنشر‪ ،‬ط‪.2008 ،1‬‬

‫‪- 270 -‬‬


‫___________________________________________________________________________________________________________ املصادر واملراجع ‬

‫‪ - 49‬عبد الرحمن عزي‪ ،‬دراسات في نظرية االتصال نحو فكر اعالمي متميز‪ ،‬بيروت‪ ،‬مركز‬
‫دراسات الوحدة العربية‪ ،‬سلسلة كتب المستقبل العربي (‪ ،)28‬ط‪.1 ،2003 ،‬‬
‫‪ - 50‬عبد الستار جواد‪ ،‬اللغة اإلعالمية دراسة في صناعة النصوص اإلعالمية وتحليلها‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫دار الهالل للترجمة‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫‪ - 51‬عبد العزيز شرف‪ ،‬االدب الفكاهي‪ ،‬مصر‪ ،‬الشركة المصرية العالمية للنشر‪ ،‬ط‪.1992 ،1‬‬
‫‪ - 52‬عبد الفتاح عوض‪ ،‬السخرية في روايات بابيستر دراسة لغوية سيكولوجية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬عين‬
‫للدراسات والبحوث اإلنسانية واإلجتماعية‪ ،‬ط‪.2001 ،1‬‬
‫‪ - 53‬عصام سليمان موسى‪ ،‬المدخل في االتصال الجماهيري‪ ،‬االردن‪ ،‬مكتبة الكناني‪ ،‬ط ‪.1986 ،1‬‬
‫‪ - 54‬عصام نجيب‪ ،‬األسس النفسية للخطاب العربي‪ ،‬تحليل الخطاب العربي‪ ،‬بحوث مختارة‪،‬‬
‫االردن‪ ،‬منشورات جامعة فيالدلفيا‪ ،‬كلية األداب‪ ،‬ط‪.1988 ،1‬‬
‫‪ - 55‬علي سالم الحالق‪ ،‬اللغة والتفكير الناقد‪ ،‬األردن‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪.2007 ،1‬‬
‫‪ - 56‬عواطف عبد الرحمن‪ ،‬قضايا التبعية اإلعالمية والثقافية في العالم الثالث‪ ،‬الكويت‪ ،‬سلسلة‬
‫عالم المعرفة‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة واآلداب والفنون‪.1984 ،‬‬
‫‪ - 57‬فؤاد زكريا‪ ،‬التفكير العلمي‪ ،‬الكويت‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة‬
‫والفنون واألداب‪.1978 ،‬‬
‫‪ - 58‬فائز عزيز اسعد‪ ،‬دراسة ناقدة لدستور جمهورية العراق‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار البستان للصحافة والنشر‪.2005 ،‬‬
‫‪ - 59‬فريال مهنا‪ ،‬علوم االتصال والمجتمعات الرقمية‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‬
‫المعاصر‪ ،‬ط‪.2002 ،1‬‬
‫‪ - 60‬فضل عباس‪ ،‬البالغة فنونها وآدابها‪ ،‬علم البيان والبديع‪ ،‬عمان‪ ،‬دار الفرقان‪.2000 ،‬‬
‫‪ - 61‬فالح كاظم المحنه‪ ،‬البرامج االذاعية والتلفزيونية‪ ، ،‬جامعة بغداد‪ ،‬بيت الحكمة‪ ،‬من دون‬
‫سنة‪ ‬طبع‪.‬‬
‫‪ - 62‬قمر الزمان علوش وآخرون‪ ،‬الدراما التلفزيونية العربية في مطلع األلفية الثالثة‪ ،‬تونس‪،‬‬
‫سلسلة بحوث ودراسات إذاعية (‪ ،)53‬أتحاد إذاعات الدول العربية ‪.2004‬‬
‫‪ - 63‬كاظم المقدادي‪ ،‬البحث عن حرية التعبير‪ ،‬باريس‪ ،‬منشورات العالم العربي‪ ،‬ط‪.1984 ،1‬‬
‫‪ - 64‬كرم شلبي‪ ،‬فن الكتابة للراديو والتلفزيون‪ ،‬جده‪ ،‬دار الشروق للنشر والتوزيع والطباعة‪،‬‬
‫ط‪.1977 ،1‬‬

‫‪- 271 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪ - 65‬مؤيد الدليمي‪ ،‬الهيمنة اإلعالمية األمريكية وحرب األكاذيب‪ ،‬استخدم الدعاية والتضليل‬
‫لتبرير غزو العراق‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار الخير للطباعة والنشر والتوزيع‪.2008 ،‬‬
‫‪ - 66‬ماجي الحلواني‪ ،‬مدخل إلى الفن اإلذاعي والتلفزيوني والفضائي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬عالم الكتب‪.2002 ،‬‬
‫‪ - 67‬ـــــــ‪ ،‬مقدمة في الفنون اإلذاعية والسمعبصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مركز جامعة القاهرة للتعليم‬
‫المفتوح ‪.1999‬‬
‫‪ - 68‬مجد هاشم الهاشمي‪ ،‬اإلعالم الدولي والصحافة عبر األقمار الصناعية‪ ،‬عمان‪ ،‬دار المناهج‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪.2003 ،2‬‬
‫‪ - 69‬مجدي حسين كامل‪ ،‬أشهر النكت السياسية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬ط‪.2008 ،1‬‬
‫‪ - 70‬محمد الباز‪ ،‬نكت السيد الرئيس‪ ،‬القاهرة‪ ،‬كنوز للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪،2005 ،2‬‬
‫‪ - 71‬محمد جودت ناصر‪ ،‬الدعاية واإلعالن والعالقات العامة‪ ،‬عمان‪ ،‬دار مجدالوي للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫‪ - 72‬محمد حسام الدين إسماعيل‪ ،‬الصورة والجسد دراسات نقدية في اإلعالم المعاصر‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬ط‪.2008 ،1‬‬
‫‪ - 73‬محمد حمدان مصالحة‪ ،‬االتصال السياسي مقترب نظري تطبيقي‪ ،‬االردن‪ ،‬دار وائل للنشر‪.1996 ،‬‬
‫‪ - 74‬محمد رجب النجار‪ ،‬جحا العربي‪ ،‬الكويت‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة‬
‫والفنون واآلداب‪.1978 ،‬‬
‫‪ - 75‬محمد عبد الحميد‪ ،‬نظريات اإلعالم واتجاهات التأثير‪ ،‬القاهرة‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬ط‪.1997 ،1‬‬
‫‪ - 76‬ــــــــ‪ ،‬البحث العلمي في الدراسات اإلعالمية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬عالم الكتب‪.2000 ،‬‬
‫‪ - 77‬ــــــــ‪ ،‬تحليل المحتوى في بحوث اإلعالم‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار ومكتبة الهالل‪.1983 ،‬‬
‫‪ - 78‬محمد قنطاره‪ ،‬انتاج البرامج العلمية والتكنولوجية في االذاعات العربية‪ ،‬تونس‪ ،‬سلسلة‬
‫بحوث ودراسات اذاعية (‪ ،)54‬اتحاد اذاعات الدول العربية‪.2006 ،‬‬
‫‪ - 79‬محمود عودة‪ ،‬أساليب االتصال والتغير االجتماعي‪ ،‬الكويت‪ ،‬ذات السالسل للطباعة‬
‫والنشر‪ ،‬ط‪.1989 ،2‬‬
‫‪ - 80‬محمود فهمي‪ .‬الصوت والصورة‪ .‬القاهرة‪ .‬مكتبة النهضة المصرية‪ .‬بال تاريخ‪..‬‬
‫‪ - 81‬مختار التهامي‪ ،‬إبراهيم الداقوني‪ ،‬مبادئ العالقات العامة في البلدان النامية‪ ،‬بغداد‪ ،‬وزارة‬
‫التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬ط‪.1980 ،1‬‬

‫‪- 272 -‬‬


‫___________________________________________________________________________________________________________ املصادر واملراجع ‬

‫‪ - 82‬مسعود عبد الحميد دهلوي‪ ،‬المعايير اإلحصائية الموحدة لتحليل البرامج في التلفزيونات الخليجية‬
‫العربية‪ ،‬سلسلة بحوث ودراسات تلفزيونية‪ ،‬جهاز تلفزيون الخليج‪ ،‬الرياض‪.1983 ،‬‬
‫‪ - 83‬المنصف العياري‪ ،‬محمد عبد الكافي‪ ،‬القنوات التلفزيونية العربية المتخصصة‪ ،‬تونس‪،‬‬
‫اتحاد اذاعات الدول العربية‪ ،‬سلسلة وبحوث ودراسات إذاعية (‪.2006 ،)56‬‬
‫‪ - 84‬مي العبد الله‪ ،‬التلفزيون وقضايا االتصال في عالم متغير‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫ط‪.2006 ،1‬‬
‫‪ - 85‬ناطق خلوصي‪ ،‬الدراما التلفزيونية العربية‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار الشؤون الثقافية‪.2000 ،‬‬
‫‪ - 86‬نبيل جاسم‪ ،‬سطور من تاريخ الصحافة العراقية بعد عام ‪ ،2003‬بغداد‪ ،‬من دون دار نشر‪.2009 ،‬‬
‫‪ - 87‬نبيل راغب‪ ،‬فن التلفزيون‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع‪.2006 ،‬‬
‫‪ - 88‬نعمان محمد أمين طه‪ ،‬السخرية في األدب العربي حتى نهاية القرن الرابع الهجري‪.‬‬
‫‪ - 89‬نعمان محمد أمين طه‪ ،‬جرير حياته وشعره‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار المعارف‪ ،‬ط‪.1998 ،1‬‬
‫‪ - 90‬نهوند القادري‪ ،‬قراءة في ثقافة الفضائيات العربية الوقوف على تخوم التفكيك‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫مركز دراسات الوحدة الوطنية‪ ،‬ط ‪.2008 ،1‬‬
‫‪ - 91‬نور الدين السد‪ ،‬مقارنة الخطاب األدبي للمرجع‪ ،‬تحليل الخطاب العربي بحوث مختارة‬
‫منشورات جامعة فيالدلفيا‪ ،‬كلية األداب‪ ،‬ط‪.1988 ،1‬‬
‫‪ - 92‬هادي نعمان الهيتي‪ ،‬االتصال والتغير الثقافي‪ ،‬الجمهورية العراقية‪ ،‬الموسوعة الثقافية‪،‬‬
‫منشورات وزارة الثقافة والفنون‪.1998 ،‬‬
‫‪ - 93‬ــــــــ‪ ،‬ثقافة األطفال‪ ،‬الكويت‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون‬
‫واآلداب‪.1988 ،‬‬
‫‪ - 94‬هادي نعمان الهيتي‪ ،‬في فلسفة اللغة واالعالم‪ ،‬الدار الثقافية للنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.2006 ،1‬‬

‫رابعا‪ :‬الكتب المترجمة‬


‫أ‪ .‬أنبكست‪ ،‬تاريخ دراسة الدراما‪ ،‬ترجمة ضيف الله مراد‪ ،‬دمشق‪ ،‬منشورات وزارة الثقافة‬ ‫‪ - 1‬‬
‫السورية‪ ،‬المعهد العالي للفنون المسرحية‪.2000 ،‬‬
‫ادوارد ستاشيف‪ ،‬رودي بريتز‪،‬برامج التلفزيون انتاجها واخراجها ‪،‬تر احمد طاهر‪،‬‬ ‫‪ - 2‬‬
‫القاهرة‪،‬مؤسسة سجل العرب ‪،‬دار االتحاد العربي للطباعة ‪.1956،‬‬

‫‪- 273 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫آرثر بوالرد‪ ،‬الهجاء‪ ،‬ترجمة عبد الواحد لؤلؤة‪ ،‬موسوعة المصطلح النقدي بغداد‪ ،‬دار‬ ‫‪ - 3‬‬
‫الرشيد للنشر‪.1979 ،‬‬
‫آماريتا صن‪ ،‬الهوية والعنف‪ ،‬وهم المصير الحتمي‪ ،‬ترجمة سحر توفيق‪ ،‬الكويت‪ ،‬المجلس‬ ‫‪ - 4‬‬
‫الوطني للثقافة والفنون‪.2008 ،‬‬
‫اندريه فيليبيه‪ ،‬الممثل الكوميدي‪ ،‬ترجمة محمد مهدي قناوي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الهيئة المصرية‬ ‫‪ - 5‬‬
‫العامة للكتاب‪.2003 ،‬‬
‫جان كلود برتراند‪،‬أدبيات االعالم ‪،‬تر رباب العابد‪،‬بيروت‪،‬المؤسسة الجامعية للدراسات‬ ‫‪ - 6‬‬
‫والنشر والتوزيع ‪،‬ط‪.2008 ،1‬‬
‫جلين ويلسون‪ ،‬سيكولوجية فنون أالداء‪،‬ترجمة شاكر عبد الحميد‪،‬الكويت‪،‬سلسلة عالم‬ ‫‪ - 7‬‬
‫المعرفة ‪،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واالداب‪.2000،‬‬
‫جورج تنيت ‪ -‬بيل هارلو‪،‬في قلب العاصفة‪،‬تر عمر االيوبي‪،‬لبنان‪،‬دار الكتاب العربي‪2007،‬‬ ‫‪ - 8‬‬
‫جون توملينسون‪ ،‬العولمة والثقافة‪ ،‬ترجمة د‪ .‬إيهاب عبد الرحيم محمد‪ ،‬الكويت‪ ،‬عالم‬ ‫‪ - 9‬‬
‫المعرفة‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪ ،‬ع‪ ،354 ،‬آب‪.2008 ،‬‬
‫‪ - 10‬خالد القشطيني‪ ،‬السخرية السياسية العربية‪ ،‬ترجمة‪ :‬كمال اليازجي‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الساقي‬
‫ط‪.1992 ،2‬‬
‫‪ - 11‬روبرت‪ ،‬ثاولس‪ ،‬التفكير المستقيم والتفكير األعوج‪ ،‬ترجمة حسن سعيد الكرمي‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫المجلس الوطني للثقافة والفنزن‪ ،‬سلسلة عالم المعرفة‪ 1979 ،‬علي سامي علي الحالق‪،‬‬
‫اللغة والتفكير الناقد‪ ،‬األردن‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪.2007 ،1‬‬
‫‪ - 12‬روبرت هيالرد‪ ،‬الكناية للتلفزيون واإلذاعة ووسائل اإلعالم الحديثة‪ ،‬تر مؤيد حسن فوزي‪،‬‬
‫اإلمارات‪ ،‬دار الكتاب الجامعي‪ ،‬ط‪.2003 ،7‬‬
‫‪ - 13‬رودني أي‪.‬سموال‪،‬حق الشعب في أن يعرف الشفافية في المؤسسات الحكومية‪،‬أوراق‬
‫الديمقراطية‪،‬مجموعة اقرأ فقط لحقوق اإلنسان‪،‬بغداد‪ ،‬مطبعة النور‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ - 14‬روس هاوارد‪،‬صحافة حساسة للنزاعات‪،‬تر ايمان إمبابي‪،‬كندا‪،‬معهد االعالم والسياسة‬
‫والمجتمع المدني‪،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ - 15‬غريغ راسيل‪ ،‬الدستورية امريكا وما يتعداها‪ ،‬راسل اوراق الديمقراطية‪ ،‬مجموعة إقرأ فقط‬
‫لحقوق االنسان‪ ،‬بغداد‪ ،‬مطبعة النور‪ ،‬ط‪ ،1‬بدون تاريخ‪.‬‬

‫‪- 274 -‬‬


‫___________________________________________________________________________________________________________ املصادر واملراجع ‬

‫‪ - 16‬لورنس فشلر وآخرون‪ ،‬جرائم الحرب‪ ،‬ترجمة‪ :‬غازي مسعود‪ ،‬األردن‪ ،‬دار آمنة للنشر‪ ،‬ط‪.2003 ،1‬‬
‫‪ - 17‬ماري كلود كانوفا‪ ،‬الكوميديا‪ ،‬ترجمة عالء شطنان التميمي‪ ،‬بغداد‪ ،‬دار الشؤون الثقافية‬
‫العامة‪ ،‬ط‪.2006 ،1‬‬
‫‪ - 18‬مولين مير شنت‪ ،‬كليفورد ليتش‪ ،‬الكوميديا والتراجيديا‪ ،‬ترجمة علي أحمد محمود‪،‬‬
‫الكويت‪ ،‬سلسة عالم المعرفة‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب‪.1979 ،‬‬
‫‪ - 19‬نيقولو مكيافللي ‪،‬االمير تراث الفكر السياسي قبل االمير وبعده‪،‬تعقيب فاروق سعد‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫دار االفاق الجديدة‪ ،‬ط‪.1988، 9‬‬
‫‪ - 20‬هنري برجسون‪ ،‬الضحك في داللة المضحك‪ ،‬ترجمة سامي الدروبي وعبد الله النديم‬
‫القاهرة‪ ،‬المؤسسة المصرية العامة للكتاب‪.1998 ،‬‬
‫‪ - 21‬وليام بولك ‪،‬لكي نفهم العراق ‪،‬تقديم عبد الحي يحيى زلوم‪،‬االردن‪ ،‬المؤسسة العربية‬
‫للدراسات والنشر‪.2006،‬‬
‫‪ - 22‬ويلير شرام‪ ،‬وسائل اإلعالم والتنمية القومية‪ ،‬ترجمة أديب يوسف شيش‪ ،‬دمشق‪ ،‬مطابع‬
‫وزارة الثقافة والسياحة واإلرشاد القومي‪.1969 ،‬‬

‫خامسا‪ :‬الكتب االجنبية‬


‫‪1. Ainsworth-Land,G.(1986)Grow‬‬ ‫‪orDie,The unifing principle of trans‬‬
‫ ‪2.‬‬ ‫‪Attardo. S. (1994). Linguistic theories of Humor Bertin: Mouton de Gruyter.‬‬
‫ ‪3.‬‬ ‫‪Burtin Jerome: La programmation televeisuelle: une arme stractegique dans Ia‬‬
‫‪guerre des chaines» cite in COMM posite, 2004‬‬
‫ ‪4.‬‬ ‫‪Charles S.Mudd and Mocolm O.Sillars,Specch:Contentand Communication‬‬
‫‪New york T.Y.C.1969.‬‬
‫‪5. Cleasby,A,1995:What in the world is going on? :British TV and global affairs,‬‬
‫‪London: Third world and Environment Broad casthng project‬‬
‫ ‪6.‬‬ ‫‪Goldsmith, M. T, (1991). Nonrepresentational from of Comic, houmor, irony‬‬
‫‪and jokes: n. y: peter lang.‬‬
‫ ‪7.‬‬ ‫‪Hobbes, T. (1996). Leviathan. Cambridge: univ. press. 6.‬‬

‫‪- 275 -‬‬


________________________________________________________________________________________________  ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية‬

8. James Compell and L.w.Hepler,Dimensions in communication Readings.


Colifornia :w.olnc,1966.
9. Karl.W.Peuth:The Nervs of Goverments Models of political Communication
control 111 inois.The free press.1963
10. Kris, E, (2000). psychoanalytic Exploration in art. Connecticut: international
unive. Press..
11. Le champion Remyet Benosit Danard,Television de penurie, television
dabondance. des origins alnternit, Ia documentation frqncaise. notes et
etudes documentaries, Paris 2000
12. Lippit. J. (2000). Humour and Irong in Kierkegaards Thought, N.Y :st. Martins
press.
13. Marshall Mcluban,Quentin Fiore,The Medium is the massge;An inventory of
effects(N.Y.Bantom book 1967.
14. Meyrowitiz, J. 1985: no sense of place: The impact of electroic media on
Social behaviour. new york: Oxford University press
15. Miller,j.1971:Mcluhan.Lonon:fontanaa.

16. Monro, P. H. (1963). Argument of laughter. Notre Dame, Indiana: univ. of


notive Dame press.
17. Roeckelein. Jone. (2002). The Psychology of humor, areference guide and
annoted bibligrapgy. London: Greenwood press..
18. Ruch, W. (1998). The sense of houmor, exploration of apersonality
characteriatic, Berlin: moutan de gruter.
19. S.A. Arab,Bridging the Gap:Language,Culture and Literature(Alger.Office
des publications universitaires.
20. Sanders, B. (1995). Sudden Glory: laugther as subversive history. Boston:
Beacon press..
21. Thompson,J.B.(1995):TheMedia and Modernity.Cambridge:Polity press.
22. veith, postmodern Times :A Christian Guide to Contemporary Thought and
Culter..

- 276 -
‫___________________________________________________________________________________________________________ املصادر واملراجع ‬

‫ ‪23.‬‬ ‫‪websters third new international dictionary of the English language‬‬


‫‪unabridged(1993).‬‬
‫ ‪24.‬‬ ‫‪William O.beeman, Department of anthropology, Brown Vniversity 2:9,2000‬‬
‫ ‪25.‬‬ ‫‪Wlanee Bennett.News.The polies of 111 usion,Long man Newyork,1991.‬‬

‫سادسا‪ :‬البحوث والدراسات المنشورة‬


‫إبراهيم بن مراد‪ ،‬في مسألة االستعمال اللغوي في البرامج اإلذاعية والتلفزيونية تونس‪ ،‬مجلة‬ ‫‪ .1‬‬
‫اإلذاعات العربية‪ ،‬إتحاد اإلذاعات العربية‪ ،‬ع ‪.2000 ،2‬‬
‫ابن عيسى عسلون‪ ،‬حاالت الخطاب اإلعالمي العربي ومداخل انفتاحاته‪ ،‬مجلة اتحاد‬ ‫‪ .2‬‬
‫اإلذاعات العربية‪ ،‬تونس‪ ،‬العدد ‪.2006 ،4‬‬
‫أنور حميدو علي فشوان‪ ،‬فن السخرية في شعر جرير‪ ،‬مجلة الدراسات للدراسات والبحوث‪،‬‬ ‫‪ .3‬‬
‫جامعة الملك بن عبد العزيز‪ ،‬كلية المعلمين بجدة (بدون تاريخ) العدد ‪9‬‬

‫باسيل يوسف بجك‪ ،‬مشروع االتفاقية األمنية بين الطرق والواليات المتحدة األمريكية‬ ‫‪ .4‬‬
‫االحتالل التعاهدي عبر منهج اتفاقيات مركز القوات األمريكية بيروت‪ ،‬مجلة المستقبل‬
‫العربي‪ ،‬ع‪ ،354‬آب ‪.2008‬‬
‫حمدي عبد المقصود‪ ،‬اإلخراج اإلذاعي والتلفزيوني البرامج غير الدرامية مثاالً‪ ،‬تونس‪،‬‬ ‫‪ .5‬‬
‫مجلة اتحاد اإلذاعات العربية‪ ،‬ع‪.2006 ،4‬‬
‫نصر الدين العياضي‪ ،‬قراءة في توجهات البرمجة التلفزيونية العربية‪ ،‬تونس‪ ،‬مجلة اتحاد‬ ‫‪ .6‬‬
‫اإلذاعات العربية‪ ،‬اتحاد اإلذاعات العربية‪ ،‬ع ‪.2007 ،1‬‬
‫نصر الدين العياضي‪ ،‬يوسف تمار‪ ،‬فن البرمجة‪ ،‬وإعداد الخارطة البرامجية في القنوات‬ ‫‪ .7‬‬
‫التلفزيونية العربية جدلية التصور والممارسة‪ ،‬تونس‪ ،‬سلسلة بحوث ودراسات إذاعية‬
‫(‪ ،)59‬اتحاد اإلذاعات العربية‪.2007 ،‬‬
‫رائد حسين عباس المال‪ ،‬مهارات اإلتصال الجماهيري عن طريقة لغة الخطاب القنوات‬ ‫‪ .8‬‬
‫الفضائية النموذجية‪ ،‬بغداد‪ ،‬مجلة الباحث االعالمي‪ ،‬العدد الثالث‪.2007 ،‬‬
‫رضا النجار‪ ،‬البرمجة والشبكة البرامجية‪ ،‬مقاربة نظرية‪ ،‬تونس‪ ،‬مجلة اإلذاعات العربية‪،‬‬ ‫‪ .9‬‬
‫اتحاد اإلذاعات العربية‪ ،‬ع ‪.2007 ،1‬‬
‫سماح الحمامي‪ ،‬القيم الفنية والتعبيرية في االعالنات التلفزيونية‪ ،‬تونس‪ ،‬مجلة اتحاد‬ ‫‪ .10‬‬
‫اإلذاعات العربية‪ ،‬ع ‪.2007 ،1‬‬

‫‪- 277 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫عبد االمير جعفر‪ ،‬المربعات الشعبية بغداد‪ ،‬مجلة االذاعة والتلفزيون‪ ،‬العدد‪،273 ،‬‬ ‫‪ .11‬‬
‫‪  /3‬تموز ‪.1978 / ‬‬
‫عبد الجبار ناصر‪ ،‬المونولوج هل يعود من جديد ؟‪ ، ،‬بغداد العدد ‪ ،267‬آيار‪.1978 ،‬‬ ‫‪ .12‬‬
‫عبد الكريم قابوس‪ ،‬النقد التلفزيوني في العالم العربي نقد النقد ونقد الذات‪ ،‬تونس‪ ،‬مجلة‬ ‫‪ .13‬‬
‫اتحادات اإلذاعات العربية‪ ،‬ع‪.2000 ،1‬‬
‫علي فائق زغلول‪ ،‬برامج المنوعات لماذا ولمن ؟‪ ،‬بغداد‪ ،‬مجلة اإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬العدد‬ ‫‪ .14‬‬
‫‪ ،269‬أيار‪.1978 ،‬‬
‫عمرو هاشم ربيع‪ ،‬مدخل عام لالنتخابات البرلمانية‪ ،‬كراس تغطية االنتخابات البرلمانية‪،‬‬ ‫‪ .15‬‬
‫االردن مركز حماية وحرية الصحفيين‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫قاسم مطر التميمي‪ ،‬الفن الساخر بين الدعاية السياسية‪ ،‬جريدة الصباح العراقية‪2008/2/24‬‬ ‫‪ .16‬‬
‫لميس فرحات‪ ،‬برامج التلفزيون الساخرة «فشة» خلق اللبنانيين منشور على الموقع الرسمي‬ ‫‪ .17‬‬
‫لتيار المستقبل بتاريخ ‪ /9‬تشرين أول‪ ،2008 /‬تاريخ الدخول على الموقع ‪.2009 /2 /3‬‬
‫محمد شاويش‪ ،‬الضحك عند برجسون‪ ،‬مناقشة‪ ،‬بحث منشور على موقع البوابة‬ ‫‪ .18‬‬
‫بتاريخ‪2006 /3  /7 ‬‬

‫نواف عدوان‪ ،‬نحو تصنيف عربي موحد للبرامج التلفزيونية‪ ،‬مجلة بحوث‪ ،‬المركز العربي‬ ‫‪ .19‬‬
‫لبحوث المستعمين والمشاهدين‪ ،‬العدد‪ ،4‬شباط‪ ،‬بغداد‪،1981 ،‬‬

‫سابع ًا‪ :‬الرسائل واالطاريح‬


‫أحمد إبراهيم جالل‪ ،‬بناء الموقف الكوميدي في النص التلفزيوني العراقي‪ ،‬رسالة ماجستير‬ ‫‪ .1‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية الفنون الجميلة‪.1989 ،‬‬
‫حسين جاسم جابر‪ ،‬االشكال الفنية للبرامج التعليمية في القنوات الفضائية العربية‬ ‫‪ .2‬‬
‫المتخصصة رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية اإلعالم‪.2007 ،‬‬
‫حسين جاسم جابر الربيعي‪ ،‬األشكال الفنية للبرامج التعليمية في القنوات الفضائية العربية‬ ‫‪ .3‬‬
‫المتخصصة‪ ،‬دراسة تحليل المضمون للبرامج في قناة النيل للتعليم العالي الفضائية‬
‫المصرية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية اإلعالم‪.2007 ،‬‬

‫‪- 278 -‬‬


‫___________________________________________________________________________________________________________ املصادر واملراجع ‬

‫‪ ،-1939‬رسالة ماجستير غير‬ ‫‪0909‬‬ ‫حمدان خضر سالم‪ ،‬الصحافة الساخرة في العراق‬ ‫‪ .4‬‬
‫منشورة‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية اآلداب‪.1990 ،‬‬
‫ـــــــــ‪ ،‬تطور الكاريكاتير في الصحافة العراقية‪ ،‬إطروحة دكتوراه غير منشورة‪ ،‬كلية‬ ‫‪ .5‬‬
‫اآلداب‪ ،‬بغداد‪.2000 ،‬‬
‫حوراء عدنان فائق‪ ،‬القيم السياسية في الدراما العراقية‪ ،‬دراسة تحليلية لألعمال الدرامية في‬ ‫‪ .6‬‬
‫قناة الشرقية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية اإلعالم‪ ،‬جامعة بغداد‪.2007 ،‬‬
‫دريد شدهان محمود الطائي‪ ،‬البرامج السياسية في قناة العراق الفضائية‪ ،‬الجامعة المستنصرية‪،‬‬ ‫‪ .7‬‬
‫معهد الدراسات القومية واالشتراكية‪.2002 ،‬‬
‫رانيا أحمد محمود مصطفى‪ ،‬تأثير الدراما العربية واألجنبية المقدمة في القنوات الفضائية‬ ‫‪ .8‬‬
‫العربية على قيم واتجاهات الشباب العربي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬اطروحة دكتوراه غير منشورة‪،‬‬
‫جامعة القاهرة‪ ،‬كلية اإلعالم‪.2006 ،‬‬
‫سعاد حسن وادي‪ ،‬دور العناصر الفنية في تفعيا االضحاك في الكوميديا التلفزيونية رسالة‬ ‫‪ .9‬‬
‫ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية الفنون الجميلة‪.2007 ،‬‬
‫سعد عبد الجبار ثامر‪ ،‬التطابق الحركي والسكوني بين الشكل والمضمون‪ ،‬رسالة دكتوراه‬ ‫‪ .10‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية الفنون الجميلة‪.1999 ،‬‬
‫سـعد مطشـر‪ ،‬المضاميـن واألشـكال الفنيـة للبرامـج التلفزيونيـة فـي تلفزيـون العـراق‬ ‫‪ .11‬‬
‫والتلفزيـون العربـي السـوري دراسـة مقارنـة‪ ،‬أطروحـة دكتـوراه غيـر منشـورة‪ ،‬جامعة‬
‫بغداد‪ ،‬كلية اإلعالم‪.2005 ،‬‬
‫ضياء الحجار‪ ،‬رسم الكاريكاتير المعاصر في العراق‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة‬ ‫‪ .12‬‬
‫بغداد‪ ،‬كلية الفنون الجميلة‪.1990 ،‬‬
‫عبد الكريم حسن السوداني‪ ،‬وظيفة اللغة الصورية في البرامج التلفزيونية‪ ،‬إطروحة دكتوراه‬ ‫‪ .13‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية الفنون الجميلة‪.1996 ،‬‬
‫عبد المنعم كاظم الشمري‪ ،‬وسائل اإلعالم وعملية صنع القرار في العراق‪ ،‬إطروحة دكتوراه‬ ‫‪ .14‬‬
‫غير منشورة‪ ،‬جامعة بغداد‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬قسم اإلعالم‪.‬‬
‫عزيزة السيد‪ ،‬العدوانية واستجابة الضحك ‪ -‬دراسة باستخدام رسوم الكاريكاتير‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪ .15‬‬
‫دار المعارف‪.1990 ،‬‬

‫‪- 279 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫علي الجابري‪ ،‬األخبار السياسية في قناة أبو ظبي الفضائية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪،‬‬ ‫‪ .16‬‬
‫الجامعة المستنصرية‪ ،‬المعهد العالي للدراسات السياسية‪ ،‬بغداد‪.2003 ،‬‬
‫علي حنون الساعدي‪ ،‬الشكل واغناء المضمون في الدراما التلفزيونية العراقية‪ ،‬رسالة‬ ‫‪ .17‬‬
‫ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة بغداد‪ -‬كلية الفنون الجميلة‪.1989 ،‬‬

‫ثامن ًا‪ :‬الوثائق‬


‫‪1-‬‬ ‫‪UNESCO, international flow of Television programs, paris, 1985‬‬

‫‪ - 2‬وثيقة مبادئ البث الفضائي اإلذاعي والتلفزيوني في المنطقة العربية الصادرة في ‪.2008/2/12‬‬

‫تاسع ًا‪ :‬المقابالت الصحفية المنشورة‬


‫كمال لطيف سالم‪ ،‬لقاء صحفي مع الفنان فاضل رشيد‪ ،‬بغداد‪ ،‬مجلة اإلذاعة والتلفزيون‪،‬‬ ‫‪ - 1‬‬
‫ع‪.1978/6/12 ،271‬‬
‫كمال لطيف‪ ،‬لقاء صحفي مع الفنان علي حسين‪ ،‬بغداد‪ ،‬مجلة اإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬ع‪،270‬‬ ‫‪ - 2‬‬
‫‪.1978/5/19‬‬
‫سمير حنا‪ ،‬لقاء صحفي مع الفنان علي الدبو‪ ،‬بغداد‪ ،‬مجلة اإلذاعة والتلفزيون‪ ،‬ع‪،268‬‬ ‫‪ - 3‬‬
‫‪.1978/5/15‬‬

‫أحد عشر‪ :‬الصحف والنشرات‬


‫جريدة األهرام المصرية‪ /4 ،‬تموز ‪.2002 /‬‬ ‫‪ .1‬‬
‫جريدة الجزيرة العراقية ع‪ 68‬في ‪.2009/3/15‬‬ ‫‪ .2‬‬
‫جريدة الحياة اللندنية في عددها الصادر يوم األحد ‪2008 /1 /27‬‬ ‫‪ .3‬‬
‫جريدة الرياض السعودية‪ ،‬العدد ‪ /15 ،14115‬شباط ‪2007 /‬‬ ‫‪ .4‬‬
‫جريدة الزمان‪ ،‬العدد ‪2003 /8 /13 ،1582‬‬ ‫‪ .5‬‬
‫جريدة الصباح العراقية ‪2 / 24‬‬ ‫‪ .6‬‬

‫‪- 280 -‬‬


‫___________________________________________________________________________________________________________ املصادر واملراجع ‬

‫جريدة الكفاح العربي في ‪1999/ 12 /16‬‬ ‫‪ .7‬‬


‫جريدة الشرق األوسط اللندنية‪ ،‬العدد ‪ 10801‬في ‪ /24‬حزيران ‪.2008 /‬‬ ‫‪ .8‬‬
‫صحيفة الجمهورية العراقية‪ ،‬في ‪2000 /1 /8‬‬ ‫‪ .9‬‬
‫مجلة االذاعة والتلفزيون العراقية‪ ،‬األعداد ‪271 ،270 ،269 ،268 ،267‬لعام‪1978‬‬ ‫‪ .10‬‬
‫نشرة داخلية صادرة من قناة البغدادية‪.2007 ،‬‬ ‫‪ .11‬‬

‫اثني عشر‪ :‬مواقع االنترنيت‬


‫‪www.aljazeera.net‬‬ ‫موقع قناة الجزيرة الفضائية ‬ ‫‪ - 1‬‬
‫‪www.albagdiadi.com‬‬ ‫موقع قناة البغدادية الفضائية ‬ ‫‪ - 2‬‬
‫‪www.alsharqiya.tv.com‬‬ ‫موقع قناة الشرقية الفضائية ‬ ‫‪ - 3‬‬
‫‪www.alsakher.com‬‬ ‫موقع الساخر االلكتروني ‬ ‫‪ - 4‬‬
‫‪www.kau.sa‬‬ ‫موقع كلية المعلمين بجدة ‬ ‫‪ - 5‬‬
‫‪www.asbu.net‬‬ ‫موقع اتحاد إذاعات الدول العربية ‬ ‫‪ - 6‬‬
‫‪www.unecina.net‬‬ ‫موقع اتحاد كتاب المغرب ‬ ‫‪ - 7‬‬

‫‪www.iraqwriter.com‬‬ ‫موقع كتاب العراق ‬ ‫‪ - 8‬‬

‫‪www.alriyadh.com‬‬ ‫موقع جريدة الرياض السعودية ‬ ‫‪ - 9‬‬

‫‪www.almustaqbal.org‬‬ ‫‪ - 10‬الموقع الرسمي لتيار المستقبل ‬

‫‪www.aqlam.org‬‬ ‫‪ - 11‬موقع مجلة األقالم الثقافية االلكترونية ‬

‫‪www.albawaba.com‬‬ ‫‪ - 12‬موقع البوابة االلكترونية ‬

‫‪- 281 -‬‬


‫________________________________________________________________________________________________‬ ‫ السخرية يف الربامج التلفزيونية ‬

‫‪- 282 -‬‬


‫منشورات‬

‫عراقيات‬
‫الرحيل الى ميزوبوتاميا‪...............................................................................................................................................................‬امل بورتر‬
‫العراق ما بين الحربين ‪ -‬رسائل ضابط انكليزي‪................................................................................................................................‬امل بورتر‬
‫العراق المعاصر برؤى أجنبية ‪..........................................................................................................................‬ترجمة ‪ :‬د‪ .‬محمود أحمد القيسي‬
‫ثورة وزعيم‪...............................................................................................................................................................‬د‪ .‬عبد الخالق حسين‬
‫الطائفية السياسية ومشكلة الحكم في العراق‪...................................................................................................................‬د‪ .‬عبد الخالق حسين‬
‫أشجان وأوزان الهوية العراقية‪..............................................................................................................................................‬د‪ .‬ميثم الجنابي‬
‫التوليتارية العراقية‪............................................................................................................................................................‬د‪ .‬ميثم الجنابي‬
‫الحركة الصدرية ولغز المستقبل ‪...........................................................................................................................................‬د‪ .‬ميثم الجنابي‬
‫فلسفة الثقافة البديلة في العراق‪...........................................................................................................................................‬د‪ .‬ميثم الجنابي‬
‫فلسفة الهوية العراقية ‪.......................................................................................................................................................‬د‪ .‬ميثم الجنابي‬
‫العراق ‪ -‬حوار البدائل ‪...............................................................................................................................‬د‪ .‬ميثم الجنابي ‪ -‬حاوره مازن لطيف‬
‫الصحافة الرسمية في العراق ما قبل جريدة الوقائع العراقية‪...........................................................................................................‬سالم االلوسي‬
‫الطاغية والطغيان في العراق‪...............................................................................................................................................‬شامل عبد القادر‬
‫رحلة يوسف رزق اهلل غنيمة الى ايران‪.....................................................................................................................................‬طارق الحمداني‬
‫بغداد تبوح باسرارها‪...............................................................................................................................................................‬عباس عبود‬
‫بغداد ذلك الزمان‪.....................................................................................................................................................................‬عزيز الحاج‬
‫صحائف بغداد‪.............................................................................................................................................................................‬فؤاد طه‬
‫مثقفون عراقيون‪.....................................................................................................................................................................‬مازن لطيف‬
‫محاولة في فهم شخصية الفرد العراقي ‪.....................................................................................................................................‬محمد مبارك‬
‫االن والغد‪..........................................................................................................................................................................‬مهدي الحافظ‬
‫العراق‪ ..‬نبؤات االمل‪............................................................................................................................................................‬مهدي الحافظ‬
‫نصوص بغدادية نادرة‪..............................................................................................................................................‬د‪ .‬طارق نافع الحمداني‬
‫فيصل ملك العراق ‪ ....................................................................................................................................................‬مز ستورث أرسكين‬
‫شارع الرشيد في الذاكرة العراقية‪ ...........................................................................................................................................‬سالم االلوسي‬
‫حكاية من بغداد ‪ ...........................................................................................................................................................‬أثيل ستيفانا درور‬
‫بغداد في عهد الخالفة العباسية ‪ . .............................................................................................................................................‬غي ليسترنج‬
‫تقويم العراق‪ ........................................................................................................................................................................‬رفائيل بطي‬
‫وزراء بغداد ‪ . ..........................................................................................................................................................................‬طارق حرب‬
‫التحضر في المجتمع العراقي ‪................................................................................................................................................‬منى العينة جي‬
‫لطيف العاني‪ ..‬مصور من العراق‪ ..............................................................................................................................................‬لطيف العاني‬

‫األعالم‬
‫االمام علي ‪ -‬القوة والمثال ‪..................................................................................................................................................‬د‪ .‬ميثم الجنابي‬
‫هادي العلوي ‪ ..‬المثقف المتمرد ‪ (3‬طبعات)‪..............................................................................................................................‬د‪ .‬ميثم الجنابي‬
‫محمد مكية ‪ :‬رائد العمارة العراقية ‪..............................................................................................................................................‬علي ثويني‬
‫محطات في فكر وحياة هادي العلوي‪.............................................................................................................................................‬مازن لطيف‬
‫مير بصري ‪ ..‬سيرة وتراث‪................................................................................................................................................‬فاتن محيي محسن‬
‫االب انستاس الكرملي‪...............................................................................................................................................‬كريم عبد الحسين فرج‬
‫معاوية الثاني والتشيع في البالط االموي‪.......................................................................................................................‬محسن خزعل المحسن‬

‫العراق ‪ -‬بغداد‪ -‬شارع المتنبي ‪ -‬البريد االلكتروني‪ - hamawendi@yahoo.com Mazin24@ymail.com :‬موبايل ‪7905139941 :‬‬
‫منشورات‬

‫الجواهري بلسانه وبقلمي‪ .....................................................................................................................................................‬سليم البصون‬


‫استذكارات فنية ‪ . ........................................................................................................................................................‬قحطان جاسم جواد‬
‫انور شاؤل‪ ..‬الريادة في االدب والصحافة ‪.......................................................................................................................................‬محمد جبير‬
‫عامر عبد اهلل‪ ...‬النار ومرارة االمل‪.....................................................................................................................................‬عبد الحسين شعبان‬
‫رجال وتاريخ ‪.....................................................................................................................................................................‬حميد السعدون‬

‫العلوم اإلنسانية‬
‫الثقافة القانونية للمهندسين والمقاولين ‪.....................................................................................................................‬د‪ .‬حميد لطيف الدليمي‬
‫منهجية البحوث العلمية‪............................................................................................................................................‬د‪ .‬حميد لطيف الدليمي‬
‫التثقيف الصحي والبيئي‪................................................................................................................................................‬علي اسماعيل الجاف‬
‫في االحوال واالهوال ‪ ..........................................................................................................................................................‬فالح عبد الجبار‬
‫أثر التنشئة الجتماعية في البناء الديمقراطي‪..............................................................................................................‬عقيلة عبد الحسين الدهان‬

‫الفلسفة‬
‫استعادة ماركس ‪.............................................................................................................................................................‬سعد محمد رحيم‬
‫مفهوم االخالق عند ابي حيان التوحيدي ‪..........................................................................................................................‬محمد مخلف الدليمي‬
‫حكمة الروح الصوفي ‪............................................................................................................................................................‬ميثم الجنابي‬
‫كتاب الجيب للمحكومين باالعدام ‪...............................................................................................................................................‬خضر ميري‬

‫السياسة‬
‫تجارب دنماركية‪......................................................................................................................................................................‬ضياء حميو‬
‫عن الثورة واليسار‪...............................................................................................................................................................‬عصام الخفاجي‬
‫إشكالية الدولة ‪................................................................................................................................................................‬علي حسن الفواز‬
‫اليسار الصعب ‪.......................................................................................................................................................................‬كاظم حبيب‬
‫الثورة العربية والمستقبل‪....................................................................................................................................................‬د‪ .‬ميثم الجنابي‬
‫الفوضى االمريكية‪..........................................................................................................................................................‬د‪ .‬حميد السعدون‬
‫أزمة االسالم‪.........................................................................................................................................................................‬برناد لويس‬
‫الماسونية ‪..................................................................................................................................................................‬عبد الكريم الزهيري‬

‫األديان‬
‫الصابئة المندائية‪............................................................................................................................................................‬نعيم عبد مهلهل‬
‫هيئة الدفاع عن ابتاع الديانات والمذاهب في العراق‪.......................................................................................................................‬كاظم حبيب‬
‫يهود العراق‪...........................................................................................................................................................................‬مازن لطيف‬
‫التاريخ المنسي ليهود العراق ‪ ....................................................................................................................................................‬مازن لطيف‬
‫موسوعة االضرحة والمزارات العراقية‪...........................................................................................................................................‬مازن لطيف‬
‫االستشراق اليهودي‪.......................................................................................................................................................‬عباس سليم زيدان‬

‫التاريخ‬
‫بغداد في عصر الخالفة العباسية‪(...................................................................................................................................................‬ليسترنج)‬
‫تأسيس بغداد‪ ..‬الفلسفة والرموز ‪.............................................................................................................................................‬زهير الهواري‬

‫العراق ‪ -‬بغداد‪ -‬شارع المتنبي ‪ -‬البريد االلكتروني‪ - hamawendi@yahoo.com Mazin24@ymail.com :‬موبايل ‪7905139941 :‬‬
‫منشورات‬

‫الشعر‬
‫المنتفض ‪..............................................................................................................................................................................‬احمد كريم‬
‫اجمل المخلوقات رجل‪....................................................................................................................................................‬بلقيس حميد حسن‬
‫اللىء طيفها ألق ‪...........................................................................................................................................................‬حميد نجم الزبيدي‬
‫عن الوردة وهي تطيح بحياتي ‪...................................................................................................................................................‬حيدر الحجاج‬
‫ربما ‪..‬من يدري؟ ‪................................................................................................................................................................‬خزعل الماجدي‬
‫شـــوغات ‪.........................................................................................................................................................................‬خزعل الماجدي‬
‫كفوف المالئكة‪.................................................................................................................................................................‬د‪ .‬مهدي المانع‬
‫ثالث مدن ‪ ،‬ثالثة اسابيع في الصين ‪.........................................................................................................................................‬سعدي يوسف‬
‫االعمال الشعرية الكاملةج‪............................................................................................................................................. 1‬سلمان داود محمد‬
‫االعمال الشعرية الكاملةج‪............................................................................................................................................. 2‬سلمان داود محمد‬
‫أسئلة طويلة مقلقة ‪.........................................................................................................................................................‬عبد العزيز الحيدر‬
‫قمة الهاوية‪....................................................................................................................................................................‬عبد النبي الشايع‬
‫هواجس ملتبسة ‪..............................................................................................................................................................‬عبد النبي الشايع‬
‫غواية الساعات‪...................................................................................................................................................................‬عدنان الفضلي‬
‫اوروك سليل التعب ‪.................................................................................................................................................................‬علي الشيال‬
‫نبي األنوثة‪.......................................................................................................................................................................‬فاطمة العراقية‬
‫ذاكرة الرماد‪.....................................................................................................................................................................‬كاظم الواسطي‬
‫كثر الحديث ‪........................................................................................................................................................................‬كريم العراقي‬
‫مرثية البياض‪.......................................................................................................................................................................‬محمد حريب‬
‫ضماد االسئلة‪....................................................................................................................................................................‬ناظم الساعدي‬
‫الف ميل من الوجع‪...................................................................................................................................................................‬ناظم رشيد‬
‫سقوف ‪..............................................................................................................................................................................‬هادي الناصر‬
‫طريقة في الغناء (شعر) ‪........................................................................................................................................................‬ريسان الخزعلي‬
‫الليالي العراقية‪ ....................................................................................................................................................................‬دنيا ميخائيل‬
‫هوامش كحل‪ .......................................................................................................................................................................‬حامد الراوي‬
‫خريف األسئلة‪..........................................................................................................................................................................‬علي طالب‬
‫البنفسج المر‪ ........................................................................................................................................................................‬عالء جاسب‬
‫خسارات فاتنة‪ ......................................................................................................................................................................‬ماجد طوفان‬
‫منك وإليك‪.................................................................................................................................................................‬عبد النعيم الساعدي‬
‫صحبة ليل طويل‪ ...........................................................................................................................................................‬عزيز عبد الصاحب‬
‫رائعة ماجدولين‪.....................................................................................................................................................................‬نادية عزيزة‬
‫موسيقى الصباح ‪................................................................................................................................................................‬رسمية محيبس‬
‫يحدث دائما ‪.........................................................................................................................................................................‬سامي مهدي‬

‫شعر شعبي‬
‫مرايات ونده‪...........................................................................................................................................................................‬حمود كعيد‬
‫ابو سرحان‪ ..‬كرستال القصيدة الشعبية العراقية‪........................................................................................................................‬ريسان الخزعلي‬
‫الحاج زاير ‪.........................................................................................................................................................................‬ريسان الخزعلي‬
‫مدخل للشعر الشعبي‪........................................................................................................................................................‬عبد الكريم هداد‬

‫العراق ‪ -‬بغداد‪ -‬شارع المتنبي ‪ -‬البريد االلكتروني‪ - hamawendi@yahoo.com Mazin24@ymail.com :‬موبايل ‪7905139941 :‬‬
‫منشورات‬

‫عرس الماي‪...........................................................................................................................................................................‬كاظم غيالن‬


‫لون الليالي صعب‪...................................................................................................................................................................‬كاظم غيالن‬
‫شذارت من العامي والمولد‪..........................................................................................................................................‬محمد حسين االعرجي‬
‫عرس الماي ‪..........................................................................................................................................................................‬كاظم غيالن‬
‫وضوح أول‪ ..........................................................................................................................................................................‬طارق ياسين‬
‫حزن منفى‪......................................................................................................................................................................‬عبد الكريم هداد‬
‫ضوه بسرداب‪ ........................................................................................................................................................................‬أدهم عادل‬
‫غنائيات وردة جمر‪ . ............................................................................................................................................................‬ريسان الخزعلي‬
‫الهايكو السومري‪...............................................................................................................................................................‬ريسان الخزعلي‬
‫شواطي الروح‪.....................................................................................................................................................................‬بشير العبودي‬

‫نصوص‪/‬مقاالت‬
‫عراق رومي شنايدر‪...........................................................................................................................................................‬نعيم عبد مهلهل‬
‫غراميات شاكيرا وسلمان المنكوب‪.......................................................................................................................................‬نعيم عبد مهلهل‬
‫الجبايش ‪.......................................................................................................................................................................‬نعيم عبد مهلهل‬
‫الناصرية‪.......................................................................................................................................................................‬نعيم عبد مهلهل‬
‫غابريل ماركيز يكتب عن سامراء ‪.........................................................................................................................................‬نعيم عبد مهلهل‬
‫وجوه مرت‪ ..‬بورتريهات عراقية‪...............................................................................................................................‬عبد الرحمن مجيد الربيعي‬
‫اصباع السرد‪ ...................................................................................................................................................................‬وارد بدر السالم‬
‫انطقة المحرم‪.................................................................................................................................................................‬سعد محمد رحيم‬

‫الرواية والقصة‬
‫نبوءة متأخرة(قصص)‪...........................................................................................................................................................‬الفريد سمعان‬
‫الزمرد والذباب(رواية) ‪ ..................................................................................................................................................‬عبد الكريم العبيدي‬
‫بائع الضحك(قصص)‪............................................................................................................................................................‬ابراهيم سبتي‬
‫العربة الخضراء(رواية)‪..........................................................................................................................................................‬اسماعيل شاكر‬
‫الكلب المالك(قصص) ‪....................................................................................................................................................‬صفاء سالم أسكندر‬
‫الشاكرية( رواية)‪...................................................................................................................................................................‬كريم العراقي‬
‫وهم الطائر(قصص)‪................................................................................................................................................................‬ناصر قوطي‬
‫فيروز األحدب (قصص)‪..........................................................................................................................................................‬نيران العبيدي‬
‫المعدان (قصص) ‪................................................................................................................................................................‬وارد بدر سالم‬
‫العودة الى البيت (رواية)‪............................................................................................................................................................‬وديع شامخ‬
‫المعبث(قصص) ‪...................................................................................................................................................................‬علي الحديثي‬
‫الشاكرية(رواية)‪....................................................................................................................................................................‬كريم العراقي‬
‫هروب الموناليزا(رواية)ط‪1+‬ط‪......................................................................................................................................2‬بلقيس حميد حسن‬
‫للهروب خطوة اخرى(رواية)‪.........................................................................................................................................‬توفيق حنون المعموري‬
‫حكاية حب في بغداد(رواية مترجمة)‪...................................................................................................................................‬اثيل ستيفانا دورو‬
‫بوصلة غضبان بن شداد(رواية) ‪...........................................................................................................................................‬حسن عبد الرزاق‬
‫ابواب الفردوس(رواية)‪..........................................................................................................................................................‬ناطق خلوصي‬
‫موت اكبر من موت(قصص)‪........................................................................................................................................................‬جوتيار تمر‬

‫العراق ‪ -‬بغداد‪ -‬شارع المتنبي ‪ -‬البريد االلكتروني‪ - hamawendi@yahoo.com Mazin24@ymail.com :‬موبايل ‪7905139941 :‬‬
‫منشورات‬

‫رسائل حب يهودية(رواية)‪.........................................................................................................................................................‬جاسم المير‬


‫العودة الى الجذور(رواية)‪.......................................................................................................................................................‬سيف االلوسي‬
‫صباوررواية) ‪..........................................................................................................................................................................‬شكار المياح‬
‫الزنبقة البيضاء(قصص)‪.........................................................................................................................................................‬جمانة القروي‬
‫عابر حدود(رواية)‪.................................................................................................................................................................‬حميد الكفائي‬
‫االلهة والجوامسي في مديرية االمن(رواية) ‪...........................................................................................................................‬نعيم عبد مهلهل‬
‫نصف للقذيقة(رواية)‪..........................................................................................................................................................‬سمية الشيباني‬
‫مشرحة بغداد(رواية)‪..............................................................................................................................................................‬برهان شاوي‬
‫عائلة الحرب(قصص)‪...............................................................................................................................................................‬صالح زنكنه‬

‫المذكرات‬
‫راحلون وذكريات‪......................................................................................................................................................................‬عزيز الحاج‬
‫رحالت تمفصلية‪.......................................................................................................................................................................‬عزيز الحاج‬
‫مذكرات داود سمرة‪.................................................................................................................................................................‬داود سمرة‬
‫حدث بين النهرين‪....................................................................................................................................................................‬عزيز الحاج‬
‫غصمن مطعم بشجرة غريبة‪ ....................................................................................................................................................‬صالح نيازي‬
‫نقاط الحبر األخير(مذكرات أمير الحلو) ‪............................................................................................................................................‬أمير الحلو‬
‫سجين الشعبة الخامسة ‪.......................................................................................................................................................‬محمد السعدي‬

‫النقد األدبي والثقافي‬


‫مالمح اسلوبية في الشعر الحديث ‪...........................................................................................................................................‬جاسم الخالدي‬
‫حوارات في النقد العراقي من التأثر الى الحداثة‪............................................................................................................................‬جاسم محمد‬
‫حفريات النص الشعري ‪...........................................................................................................................................................‬حمد الدوخي‬
‫سيمياء النص‪.......................................................................................................................................................................‬حمد الدوخي‬
‫أقنعة النص ‪............................................................................................................................................................................‬صفاء خلف‬
‫الثقافة العراقية‪ -‬مقتربات في النقد الثقافي‪............................................................................................................................‬علي حسن الفواز‬
‫خطاب الحداثة‪ -‬دراسة ثقافية لتجربة الشعر الحر في العراق ‪..........................................................................................................‬كريم شغيدل‬
‫المثقف التابع‪..........................................................................................................................................................................‬مازن لطيف‬
‫الطائر والنخلة_قراءة في تجربة الشاعرة حسب الشيخ جعفر‪..........................................................................................................‬ريسان الخزعلي‬
‫في الطريق الى الحداثة‪ . .......................................................................................................................................................‬سامي مهدي‬
‫ذاكرة الشعر‪ . ......................................................................................................................................................................‬سامي مهدي‬
‫اصابع السرد ‪ . .................................................................................................................................................................‬وارد بدر السالم‬
‫الدروايش والمرايا ‪ ...............................................................................................................................................................‬حمد الدوخي‬
‫افاق نقدية‪ ..‬قراءة في المتون وفي مناهج التحليل ‪........................................................................................................................‬سامي مهدي‬
‫الروائيون العراقيون اليهود ‪ -‬دراسة في الثقافة والمتخيل والتجريب الروائي‪......................................................................................‬د‪.‬خالدة حاتم‬
‫المجالت العراقية الريادية ‪.......................................................................................................................................................‬سامي مهدي‬

‫المسرح‬
‫االخراج المسرحي في العراق ‪....................................................................................................................................................‬عدنان منشد‬
‫قبل النخيل ارى الغروب(نصوص مسرحية)‪.........................................................................................................................‬محمد السيد محسن‬

‫العراق ‪ -‬بغداد‪ -‬شارع المتنبي ‪ -‬البريد االلكتروني‪ - hamawendi@yahoo.com Mazin24@ymail.com :‬موبايل ‪7905139941 :‬‬
‫منشورات‬

‫علم الجمال في المسرح الحديث ‪.......................................................................................................................................‬ماري آن شاربونيير‬


‫الخروج الى الداخل‪.................................................................................................................................................................‬حيدر الكناني‬
‫فن المسرح واالنسان الحديث ‪...........................................................................................................................................‬بينجي علي عزاوي‬

‫الفن التشكيلي‬
‫الفن التشكيلي والمدينة‪.......................................................................................................................................................‬ياسين النصير‬
‫التشكيل الجميل الجمالي‪.........................................................................................................................................................‬عقيل مهدي‬
‫ضياء العزاوي ‪ ..‬منوغرافيا‪.......................................................................................................................................................‬ضياء العزاوي‬
‫فائق حسن ‪ ..‬الحضور الحي والبصمة الساحرة‪ ............................................................................................................................‬قاسم محسن‬

‫العمارة‬
‫محمد مكية‪ ..‬رائد العمارة العراقية ‪..............................................................................................................................................‬علي ثويني‬
‫في رحاب مأذنة سوق الغزل ‪................................................................................................................................................‬معتز عناد غزوان‬

‫دار ميزوبوتاميا‬
‫طبع _ نشر _ توزيع‬
‫العراق _ بغداد_ شارع المتنبي‬
‫البريد االلكتروني‪hamawendi@yahoo.com :‬‬
‫‪Mazin24@ymail.com‬‬
‫موبايل ‪07905139941 :‬‬

‫العراق ‪ -‬بغداد‪ -‬شارع المتنبي ‪ -‬البريد االلكتروني‪ - hamawendi@yahoo.com Mazin24@ymail.com :‬موبايل ‪7905139941 :‬‬

You might also like