You are on page 1of 40

‫الهيئة الوطنية للمحامين بتونس‬

‫الفرع الجهوي للمحامين بتونس‬

‫محاضرة ختم التمرين‬


‫حماية ضحايا االتجار باألشخاص في القانون التونسي‬

‫المحامي المشرف على التمرين‬ ‫المحامي المحاضر‬

‫االستاذ عزالدين العرفاوي‬ ‫األستاذة فادية الخليفي‬

‫السنة القضائية ‪9191 /9102‬‬

‫‪-1-‬‬
‫شكر‬

‫أتوجه بالشكر الى من علمني أصول المحاماة ومبادئها األستاذ عزالدين العرفاوي‪.‬‬

‫‪-2-‬‬
‫قائمة المختصرات‬

‫‪ -‬ق ‪ ꞉‬قانون‬

‫‪ -‬ص ‪ ꞉‬صفحة‬

‫‪ -‬م‪.‬ج ‪ ꞉‬مجلة الجزائية‬

‫‪ -‬م‪.‬ش ‪ ꞉‬مجلة الشغل‬

‫‪ -‬م‪.‬ق‪.‬ت ‪ ꞉‬مجلة القضاء والتشريع‬

‫‪ -‬م‪.‬ا‪.‬ش ‪ ꞉‬مجلة أحوال شخصية‬

‫‪-‬م‪ .‬ح‪ .‬ط‪ ꞉‬مجلة حماية الطفل‬

‫‪ -‬ق‪.‬تع‪.‬ج ‪ ꞉‬قرار تعقيبي جزائي‬

‫‪-3-‬‬
‫المخطط العام‬

‫الجزء األول‪ :‬مظاهر الحماية‬

‫الفصل األول‪ :‬إقرار حقوق أساسية للضحايا‬

‫الفصل الثاني‪ :‬إقرار حماية جزائية للضحايا‬

‫الجزء الثاني‪ :‬نقائص الحماية‬

‫الفصل األول‪ :‬الحماية المحدودة للضحايا‬

‫الفصل الثاني‪ :‬خطورة المسار القضائي للضحايا‬

‫‪-4-‬‬
‫إذا كانت سلطات الدولة على علم بوجود خطر االتجار فان عدم اتخاذها التدابير المناسبة إلبعاد الفرد المعني‬

‫عن ذاك الخطر يشكل انتهاكا لحقوق ذلك الشخص‪.1‬‬

‫‪1‬المحكمة األوروبية˛ قضية را نتسيف ضد قبرص وروسيا˛الدعوى رقم ‪ ˛10/92252‬الحكم الصادر في ‪7‬جانفي ‪˛9101‬الفقرة ‪985‬‬

‫‪-5-‬‬
‫المقدمة‬
‫تحتفظ ذاكرة القضاء التونسي بقضية شهيرة‪ ،‬سميت آنذاك بحادثة فتيات لبنان‪...2‬‬

‫بدأت القضية عندما توجهت فتاة تونسية الى اإلدارة الفرعية للوقاية االجتماعية وقدمت شكاية مفادها بانها سافرت الى‬
‫لبنان للعمل كممرضة بمصحة اال انها تفاجأت بحقيقة االمر المطلوب منها والمتمثل في الرقص ومجالسة الحرفاء بملهى‬
‫ليلي وحثهم على احتساء أكبر قدر من المشروبات الكحولية ومرافقتهم لتلبية رغباتهم الجنسية‪ ،‬وقد رفضت ذلك واتصلت‬
‫مباشرة بصاحب الملهى وطلبت منه ان يمكنها من جواز سفرها لتعود ادراجها فطلب بدوره مبلغا قدره ‪ 0333‬االف دوالر‬
‫ثمن التذكرة والتأشيرة والتحاليل الطبية كما افتك منها هاتفها الجوال كي ال تتصل باي شخص خصوصا بعد ما شاهدته من‬
‫اجبار وضرب وعنف واكراه للتونسيات الالتي يرفضن ممارسة الجنس هناك‪..‬‬

‫وبانطالق األبحاث‪ ،‬قبض على مدير الملهى وعلى ‪ 4‬فتيات ممن يتعاملن معه فيما تحصنت اخرتين بالفرار‪ ،‬وبسماع‬
‫المظنون فيهن تبين وأنهن اعتدن تقديم خدمات جنسية في إطار عملهن مع مدير الملهى المذكور في لبنان مقابل ‪033‬‬
‫دوالر للخدمة الجنسية الواحدة كما اعترفن بضلوع اخريات في تسفير تونسيات عن طريق القطر الجزائري لفائدة نفس‬
‫الشخص مقابل ‪ 033‬دوالر عن كل فتاة‪.‬‬

‫وأحيل مدير الملهى تبعا لذلك من اجل التوسط في الخناء باستعمال االكراه والتحيل في حين احيلت الموقوفات من اجل‬
‫تعاطي الخناء والتوسط فيه وقضي ابتدائيا في حقهم جميعا بالسجن‪.3‬‬

‫اما الفتاة التي قدمت الشكاية فقد اعتبرت بداية متضررة ‚اال انه سرعان ما وقع العدول عن ذلك وتوجيه تهمة تعاطي‬
‫‪4‬‬
‫البغاء السري اليها‬

‫في االثناء ‚قضي في حق مدير الملهى استئنافيا بعدم سماع الدعوى‪ 5‬وايدت محكمة التعقيب‪ 6‬ذلك النتفاء شروط مقاضاته‬
‫من قبل المحاكم التونسية‬

‫وظل ضحايا االتجار الجنسي ‚بعد تلك الواقعة‚ يواجهون خطر العقوبات السجنية الى حين صدور قانون منع االتجار‬
‫باألشخاص ومكافحته في ‪ 30‬اوت ‪.6302‬‬

‫‪ 2‬ـ سمر جعيدي‚ االتجار باألشخاص في تونس‪ ꞉‬قراءة في ملفات قضائية ‚معاينة مادية ل ‪ 91‬محكمة تونسية ‚ جويلية ‪‚ 9102‬ص‪01‬‬
‫‪ - 3‬حكم جناحي ابتدائي عدد ‪9978‬المؤرخ في ‪ 00‬مارس ‚انظر ملحق عدد ‪‚ 0‬يراجع في ذلك ‚سمر جعيدي ‚االتجار باألشخاص مرجع‬
‫سابق ‚ص ‪.01‬‬
‫‪ - 4‬قرار جناحي استئنافي عدد ‪ 5501‬مؤرخ في ‪ 19‬اوت ‪ ”9101‬وحيث يتضح من أوراق قضية الحال انه تم توجيه تهمة تعاطي البغاء‬
‫السري على المسماة ‪ ...‬وقضت محكمة البداية بثبوت ادانتها من اجل ما نسب اليها وبالتالي لم تعد متضررة وانما متهمة في نفس مرتبة‬
‫المتهم في قضية الحال ‟ يراجع في ذلك كذلك سمر جعيدي ‚االتجار باألشخاص في تونس ‚ مرجع سابق ص ‪.01‬‬
‫‪ - 5‬قرار جناحي استئنافي عدد ‪ 5501‬مؤرخ في ‪ 19‬اوت ‪‚9101‬انظر ملحق عدد ‪9‬‬
‫‪ -6‬ق‪ .‬تع عدد ‪ 8901‬مؤرخ في ‪97‬جانفي ‪‚ 9102‬ملحق عدد ‪1‬‬
‫‪-6-‬‬
‫وقد تأثر المشرع في سنه للقانون بأحكام بروتوكول منع وقمع ومعاقبة االتجار باألشخاص وبخاصة النساء‬
‫واالطفال‪ ،‬فتبنى مفاهيمه وتوصياته المتعلقة بحماية الضحايا واقر وسائل عالجية ومساعدات قانونية ومادية ومنح‬
‫فرص إقامة وادماج واحترم رغبة الضحايا في العودة الطواعية وعزز التعاون في تبادل المعلومات ووضع‬
‫السياسات والبرامج والدراسات للحد من استغالل النساء واألطفال‪.‬‬

‫وقد عرف القانون ضحية االتجار بكونها الشخص الذي تضرر من احدى جرائم االتجار‪ 7‬فوقع عليه الفعل او كان محال له‬
‫‪8‬او اعتبرته السلطات المختصة على نحو معقول بانه ضحية اتجار باألشخاص بصرف النظر عما إذا كان مرتكب الجرم‬
‫قد عرفت هويته او قبض عليه او حوكم او أدين‪.9‬‬

‫كما عرف االتجار باألشخاص بكونه" استقطاب او تجنيد اشخاص او نقلهم او تنقيلهم او تحويل وجهتهم او ترحيلهم او‬
‫إيوائهم او استقبالهم باستعمال القوة او السالح او التهديد بهما او غير ذلك من اشكال االكراه او االختطاف او االحتيال او‬
‫الخداع او استغالل نفوذ او تسليم او قبول مبالغ مالية او مزايا او عطايا او وعود بعطايا لنيل موافقة شخص له سيطرة على‬
‫شخص اخر وذلك بقصد االستغالل أيا كانت صوره سواء من طرف مرتكب تلك األفعال او بوضعه على ذمة الغير‬
‫الستغالله ويشمل االستغالل استغالل بغاء الغير او دعارته او غيرها من اشكال االستغالل الجنسي او السخرة او الخدمة‬
‫قسرا او االسترقاق او الممارسات الشبيهة بالرق او االستعباد او التسول او نزع األعضاء او االنسجة او الخاليا او‬
‫اال مشاج او االجنة او جزء منها او غيرها من اشكال االستغالل األخرى "‪..10‬‬

‫وقد شهد مفهوم االتجار باألشخاص نقدا واسعا من قبل أنصار مبدا شرعية الجرائم والعقوبات الذين عابوا عليه امكانية‬
‫فسح المجال ال ضافة أوجه استغالل أخرى قد تمس في المستقبل من مبدا ال جريمة دون نص ومن مبدا المساواة العقابية‬
‫خصوصا وان صور االستغالل المذكورة وردت على سبيل الذكر وليس الحصر‪.‬‬

‫في المقابل‪ ،‬اعتبر أنصار المفهوم ان طبيعة الجريمة استوجبت ان يكون التعريف بصيغة مفتوحة تقدر على استيعاب‬
‫الجرائم المستحدثة وذلك لحماية الضحايا وعدم الوقوع في فراغ تشريعي جديد وغلق الباب على التنظيمات العصابية التي‬
‫قد تستغل مبدا شرعية الجرائم والعقوبات لصالحها فتنشط في صور ال يجرمها القانون‪.‬‬

‫ويبقى هذا الجدل القانوني سابقا ألوانه خصوصا وان تطبيق القانون في المحاكم أنبا بمشاكل أخرى بعيدة كل البعد عن‬
‫اشكالية مبدا شرعية الجرائم والعقوبات والصيغة المفتوحة لمفهوم االتجار‪.‬‬

‫‪ - 7‬العدد ‪ 09‬من الفصل ‪ 9‬لقانون منع االتجار باألشخاص‬


‫‪ -8‬قانون منع االتجار باألشخاص السوري عدد ‪ 1‬لسنة ‪ ‚9101‬الفقرة الثالثة ‚المادة الرابعة‬
‫‪ - 9‬قانون معاقبة جريمة االتجار باألشخاص اللبناني رقم ‪ 461‬لسنة ‪ 1144‬المادة األولى‬
‫‪ -10‬الفصل ‪ 1‬من ق ‪.‬منع االتجار باألشخاص و مكافحته‬
‫‪-7-‬‬
‫اذ تشهد المحاكم تضاربا في التكييف القانوني للوقائع واختالفا في فهم قانون منع االتجار باألشخاص ونقاشات قانونية ما‬
‫بين النيابة العمومية وقضاة التحقيق تنتهي بانتصار المجلس ودائرة االتهام لموقف هذا او ذاك‪ .11‬ولئن قد تودي هاته‬
‫الصعوبات في أولها بحقوق بعض ضحايا االتجار اال انها ساهمت قطعا في اثراء الحديث حول قانون منع االتجار‬
‫باألشخاص وفي التعريف به وفي نشر الثقافة القانونية الخاصة بحقوق الضحايا االمر الذي يجوز من خالله طرح‬
‫اإلشكالية التالية الى أي مدى ساهم قانون منع االتجار باألشخاص ومكافحته في حماية ضحايا االتجار؟‬

‫لم يكن في استطاعة ضحايا قضية” فتيات لبنان‟ اللجوء الى المحاكم الوطنية المختصة إلنصافهم الفعلي من اية اعمال‬
‫تنتهك حقوقهم األساسية وذلك لغياب قانون يسمح لهم آنذاك ببلوغ العدالة الجزائية‪.‬‬

‫اما اليوم ‚وبعد صدور قانون يمنع االتجار باألشخاص ويكافحه‚ يمكن للضحايا بلوغ العدالة الجزائية واللجوء الى المحاكم‬
‫الوطنية (الجزء األول) ليطبق القضاة في شانهم ما يرونه صالحا من قوانين (الجزء الثاني)‪.‬‬

‫‪ - 11‬سمر جعيدي‚ االتجار باألشخاص في تونس‚مرجع سابق ‚ص ‪08‬‬


‫‪-8-‬‬
‫الجزء األول‬

‫مظاهر الحماية‬

‫كرس قانون منع االتجار باألشخاص حقوقا أساسية (الفصل األول) وحماية جزائية للضحايا (الفصل الثاني) متأثرا في ذلك‬
‫بمقتضيات بروتوكول منع وقمع ومعاقبة االتجار باألشخاص وبخاصة النساء واالطفال‪.‬‬

‫‪-9-‬‬
‫الفصل األول‪ :‬إقرار حقوق أساسية للضحايا‬
‫اقر المشرع بقانون منع االتجار باألشخاص حماية قضائية للضحايا (المبحث األول) وخدمات دعم ومساعدة اجتماعية‬
‫وقانونية تسهر على توفيرها الهيئة الوطنية لمكافحة االتجار باألشخاص (المبحث الثاني) ‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬الحق في الحماية القضائية‬

‫تختص السلطات القضائية باتخاذ التدابير الحمائية الالزمة لضمان سالمة (الفقرة األولى) وخصوصية الضحية (الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الحق في السالمة البدنية‬

‫تنص المادة السادسة من بروتوكول منع وقمع ومعاقبة االتجار باألشخاص على ان” تحرص كل دولة طرف في الحاالت‬
‫التي تقتض ي ذلك وبقدر ما يتيحه قانونها الداخلي على صون الحرمة الشخصية لضحايا االتجار باألشخاص وهويتهم‬
‫وجعل اإلجراءات القانونية المتعلقة بالجريمة سرية”‪.‬‬

‫وتعتبر السالمة البدنية او الشخصية لضحايا االجرام المنظم من اوكد الواجبات المحمولة على الدول المصادقة على‬
‫بروتوكول باليرم وعلى اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية التي تنص بدورها في المادة الخامسة‬
‫والعشرين على ان” تتخذ كل دولة طرف تدابير مالئمة في حدود امكانياتها لتوفير المساعدة والحماية لضحايا الجرائم‬
‫المشمولة بهذه االتفاقية خصوصا في حاالت تعرضهم للتهديد باالنتقام او الترهيب ‟‪.‬‬

‫وقد استلهمت المواثيق الدولية المذكورة توصياتها من مقتضيات اول صك عالمي صدر سنة ‪ 125891‬يعنى بحقوق‬
‫ضحايا االجرام وينص في مبدئه السادس على ضرورة” اتخاذ تدابير ترمي الى االقالل من ازعاج الضحايا الى أدنى حد‬
‫وحماية خصوصياتهم عند االقتضاء وضمان سالمتهم فضال عن سالمة اسرهم والشهود المتقدمين لصالحهم من التخويف‬
‫واالنتقام‪‟ .‬‬

‫ولم يكن المشرع التونسي بمعزل هو االخر عن هذه التوصيات او التطلعات الدولية في ابعاد الضحية عن خطر االيذاء اذ‬
‫يمكن قانون منع االتجار باألشخاص ومكافحته الضحايا من التمتع بالتدابير الكفيلة بحمايتهم الجسدية والنفسية‪ 13‬ويسمح‬
‫لهم في حاالت الخطر الملم ان يطلبوا من السلطة القضائية المتعهدة عدم الكشف عن هويتهم‪.‬‬

‫‪-12‬اعالن األمم المتحدة بشأن المبادئ األساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمة وإساءة استعمال السلطة‚‪ 12‬نوفمبر ‪.4291‬‬
‫‪ - 13‬الفصل ‪ 11‬ق ‪.‬منع االتجار باألشخاص‬
‫‪- 10 -‬‬
‫وفي صورة الموافقة على الطلب تضمن هوية الضحايا وغيرها من البيانات التي من شانها الكشف عنهم بدفتر سري‬
‫مرقم وممضى من وكيل الجمهورية يقع فتحه لديه في الغرض وفي هذه الحالة ال تحرر معطيات الضحايا بمحاضر‬
‫سماعهم وانما ترفق بمحاضر مستقلة تحفظ بملف منفصل عن الملف األصلي‪.14‬‬

‫و يمكن لقاضي التحقيق او لغيره من الهيئات القضائية اجراء اعمال البحث او االذن بانعقاد الجلسة بغير محلها وذلك‬
‫حفاظا على سالمة الضحية‪.15‬‬

‫وتمثل سالمة الضحية المعيار األساسي في اإلبقاء على التدبير الحمائي او رفعه اذ يجوز لقاضي التحقيق االذن برفع‬
‫التدبير المشار اليه بالفصلين ‪ 15‬و‪ 15‬من قانون منع االتجار بناء على طلب يتقدم به المظنون فيه او نائبه في الكشف‬
‫عن هوية األشخاص المشمولين بالحماية ويبت القاضي في مطلب رفع التدبير في اجل أقصاه أربعة أيام من تاريخ تقديمه‬
‫وذلك بعد التأكد من جدية الطل ب ومن عدم تعريض حياة الضحية او افراد اسرتها الى الخطر ويقبل قراره االستئناف لدى‬
‫دائرة االتهام‪ 16‬من طرف وكيل الجمهورية أو بطلب ممن صدر القرار بالكشف عن هويته والمظنون فيه أو محاميه‬
‫والقائم بالحق الشخصي قبل مضي عشرة أيام من تاريخ االطالع بالنسبة لوكيل الجمهورية ومن تاريخ اإلعالم بالنسبة‬
‫‪17‬‬
‫‪.‬‬ ‫لمن عداه‬

‫وال يمكن في أي حال‪ ،‬أن تنال التدابير الحماية من حق المظنون فيه أو نائبه في االطالع على مضمون المحاضر‬
‫‪18‬‬
‫‪.‬‬ ‫وغيرها من أوراق الملف وذلك مع مراعاة أحكام الفصل ‪ 581‬من مجلة اإلجراءات الجزائية‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الحق في الخصوصية‬

‫يحق للضحايا المحميين السيطرة على بياناتهم الشخصية ومنع تداولها لدى العموم بتمكينهم من تعيين محل مخابرتهم لدى‬
‫وكيل الجمهورية المختص ترابيا في صورة دعوتهم الى االدالء بتصريحاتهم لدى مأموري الضابطة العدلية او لدى‬
‫قاضي التحقيق او غيره من الهيئات القضائية وتضمن في هذه الحالة هوياتهم ومقراتهم االصلية بدفتر سري معد للغرض‬
‫مرقم وممضى من قبل وكيل الجمهورية يقع فتحه لديه للغرض‪.19‬‬

‫كما يمكنهم طلب اجراء الجلسات بصورة سرية ويحجر في هذه الحالة نشر المعلومات عن المرافعات أو القرارات التي‬
‫من شأنها النيل من الحياة الخاصة للضحا يا أو سمعتهم دون المساس بالضمانات األخرى المقررة بالنصوص الخاصة‪.20‬‬

‫‪ - 14‬الفصل ‪ 15‬ق‪.‬منع االتجار باألشخاص‬


‫‪ - 15‬الفصل ‪ 14‬ق‪.‬منع االتجار‬
‫‪ - 16‬تنظر دائرة االتهام في مطلب االستئناف في اجل أقصاه ‪ 9‬أيام من تاريخ اتصالها بالملف وقرارها غير قابل للطعن‬
‫‪ - 17‬الفصل ‪ 11‬ق ‪.‬منع االتجار باألشخاص‬
‫‪ - 18‬الفصل ‪ 11‬ق‪.‬منع االتجار باألشخاص‬
‫‪ - 19‬الفصل ‪ 11‬ق‪.‬منع االتجار باألشخاص‬
‫‪ - 20‬الفصل ‪ 16‬ق‪.‬منع االتجار باألشخاص‬
‫‪- 11 -‬‬
‫ويعاقب بالسجن من خمسة أعوام الى عشرة أعوام وبخطية من عشرة االف دينار الى خمسين ألف دينار كل من عرض‬
‫حياة األشخاص المعنيين بالحماية او مكاسبهم الى الخطر وذلك باإلفصاح عمدا عن أي معطيات من شانها الكشف عنهم‪.‬‬

‫هذا‚ و تتم معالجة جميع المعطيات والبيانات المتعلقة بضحايا االتجار باألشخاص وفق التشريع الجاري به العمل في‬
‫مجال حماية المعطيات الشخصية‪.21‬‬

‫وتعتبر معطيات شخصية كل البيانات مهما كان مصدرها او شكلها والتي تجعل شخصا طبيعيا معرفا او قابال للتعريف‬

‫بطريقة مباشرة او غير مباشرة باستثناء المعلومات المتصلة بالحياة العامة او المعتبرة كذلك قانونا‪. 22‬‬

‫ويقصد بمعالجة المعطيات الشخصية العمليات المنجزة سواء بطريقة آلية أو يدوية من شخص طبيعي أو معنوي والتي‬
‫تهدف خاصة إلى جمع معطيات شخصية أو تسجيلها أو حفظها أو تنظيمها أو تغييرها أو استغاللها أو استعمالها أو إرسالها‬
‫أو توزيعها أو نشرها أو إتالفها أو االطالع عليها وكذلك جميع العمليات المتعلقة باستغالل قواعد البيانات أو الفهارس أو‬
‫السجالت أو البطاقات أو بالربط البيني‪.23‬‬

‫ويحجر قانون حماية المعطيات الشخصية معالجة المعطيات الشخصية المتعلقة بالجرائم او بمعاينتها او بالتتبعات الجزائية‬
‫او بالعقوبات او بالتدابير االحترازية او بالسوابق العدلية‪ 24‬ويعاقب مرتكبها بالسجن مدة عامين وبخطية قدرها عشرة‬
‫االف دينار‪.25‬‬

‫كما يعاقب قانون حماية المعطيات الشخصية كل من تعمد إحالة المعطيات الشخصية لغاية تحقيق منفعة لنفسه أو لغيره أو‬
‫إللحاق مضرة بالمعني باألمر‪ 26‬بالسجن مدة عام وبخطية قدرها خمسة آالف دينار دون ان يمنع ذلك من تطبيق العقوبة‬
‫األشد والمنصوص عليها بقانون منع االتجار باألشخاص إذا ما ثبتت المضرة بتعريض حياة الضحية للخطر‪.‬‬

‫وبقدر ما شدد المشرع في حماية المعطيات الشخصية لضحايا االتجار بقدر ما كرس جملة من المساعدات القانونية‬
‫واالجتماعية التي تساهم في النهوض بهم ورد االعتبار إليهم‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الحق في المساعدة‬

‫يحق للضحايا المساعدة القانونية (الفقرة األولى) والحصول على خدمات الدعم المناسبة لتأهيلهم صحيا واجتماعيا‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪- 21‬الفصل ‪ 19‬ق‪.‬منع االتجار باالشخاص‬


‫‪ - 22‬الفصل ‪ 1‬ق‪ .‬حماية المعطيات الشخصية‬
‫‪ - 23‬الفصل ‪ 6‬ق‪.‬حماية المعطيات الشخصية‬
‫‪24‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 45‬ق‪.‬حماية المعطيات شخصية‬
‫‪25‬‬
‫‪ -‬الفصل ‪ 98‬ق‪.‬حماية المعطيات شخصية‬
‫‪-26‬الفصل ‪ 92‬ق‪.‬حماية المعطيات الشخصية‬

‫‪- 12 -‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الحق في المساعدة القانونية‬

‫يحق للضحايا الوصول الى الهيئات القضائية (ا) والجبر الفوري لألضرار التي لحقت بهم (ب)‪.‬‬

‫ا ‪-‬الحق في الوصول الى الهيئات القضائية‬

‫" ينبغي ان يعامل الضحايا معاملة انسانية تحترم كرامتهم وحقوق االنسان الخاصة بهم ‪."27‬‬

‫وتقتضي المعاملة االنسانية للضحية احترام حقها في المساعدة القانونية والحصول على خدمات االرشاد القانوني بلغة‬
‫تفهمها وتمكينها من محام واحترام حقها في الحضور والمشاركة في الخصومة وعدم ترحيلها قسرا الستكمال اجراءات‬
‫التقاضي وبلوغ العدالة الجزائية‪.28‬‬

‫وقد استجاب قانون منع االتجار باألشخاص لهاته المقتضيات فنص على انه‪:‬‬

‫‪ -‬تتكفل الهيئة الوطنية لمكافحة االتجار باألشخاص بإرشاد الضحايا حول األحكام المنظمة لإلجراءات القضائية واإلدارية‬
‫الكفيلة بمساعدتهم على تسوية وضعيتهم والحصول على التعويض المناسب عن األضرار الالحقة بهم وذلك بلغة تفهمها‬
‫الضحية‪. 29‬‬

‫‪ -‬تتولى الهيئة متابعة الملفات الخاصة بالضحايا لدى السلط العمومية بالتنسيق والتعاون مع المنظمات غير الحكومية ومد‬
‫بحقوقهم‪.‬‬ ‫ي د المساعدة لهم عند االقتضاء لرفع العراقيل التي قد تعيق التوصل‬

‫‪ -‬ت منح اإلعانة العدلية لضحايا االتجار باألشخاص لمباشرة اإلجراءات القضائية المدنية أو الجزائية المتعلقة بهم وتتولى‬
‫الهيئة مساعدتهم على تكوين ملفاتهم قصد الحصول على اإلعانة العدلية طبقا لإلجراءات القانونية الجاري بها العمل‬
‫وينظر في مطلب اإلعانة العدلية مع مراعاة الوضعية الخصوصية للضحية‪.30‬‬

‫‪ -‬يمنح لألجنبي الذي يحتمل أن يكون ضحية إحدى جرائم االتجار باألشخاص الحق في التمتع بفترة تعافي وتفكير يمكن‬
‫أن تمتد شهرا قابلة للتجديد مرة واحدة ويمارس المعني باألمر هذا الحق بطلب منه لمباشرة اإلجراءات القضائية‬
‫واإلدارية ويمنع ترحيله في بحر تلك المدة‪.31‬‬

‫‪ -‬تنظر المصالح المعنية في طلبات الضحايا األجانب الخاصة باإلقامة مؤقتا بالبالد التونسية أو التمديد فيها لمباشرة‬
‫إجراءات التقاضي الرامية إلى ضمان حقوقهم‪ ،‬مع مراعاة وضعيتهم الخاصة‪.32‬‬

‫‪ -27‬مبادئ األمم المتحدة األساسية والتوجيهية المتعلقة بحق ضحايا االنتهاكات الجسيمة للقانون الدولي لحقوق االنسان واالنتهاكات‬
‫الخطيرة للقانون اإلنساني الدولي في التقاضي والتعويض مبادئ فان بوفن بسيوني القرار عدد ‪ 61/418‬المؤرخ في ‪ 46‬ديسمبر ‪1111‬‬

‫‪ - 28‬رشيدة الجالصي‚ موقع الضحية في الخصومة الجزائية‚ مقال ‚ بصدد النشر‬


‫‪ -29‬الفصل‪ 64‬ق‪.‬منع االتجار باألشخاص‬
‫‪ - 30‬الفصل ‪ 61‬ق‪.‬منع االتجار باألشخاص‬
‫‪-31‬الفصل ‪ 61‬ق‪.‬منع االتجار باألشخاص‬
‫‪- 13 -‬‬
‫ب‪ -‬الحق في التعويض‬

‫يمثل التعويض أكثر اشكال االنتصاف شيوعا ويستحق دفعه عن الضرر الناجم من فعل غير مشروع دوليا من ذلك‬
‫جرائم االتجار باألشخاص‪.‬‬

‫ويمكن في هاته الحالة ان يشمل االنتصاف التعويض الذي يدفع عن الضرر البدني والنفسي والفرص الضائعة وفقدان‬
‫الدخل والضرر المعنوي والتكاليف الطبية والقانونية وغيرها من المصاريف الناتجة عن االنتهاكات الجسيمة التي لحقت‬
‫بالفرد جراء استغالله‪.33‬‬

‫وقد نص قانون منع االتجار باألشخاص على الحق في التعويض من خالل تمكين الضحايا‪ ،‬الصادرة لفائدتهم أحكام باتة‬
‫بالتعويض تعذر تنفيذها على المحكومين ضدهم‪ ،‬من أن يطلبوا الحصول على تلك المبالغ من خزينة الدولة مقابل حلول‬
‫هاته األخيرة محلهم في استخالص المبالغ التي وقع صرفها‪.34‬‬

‫ويأتي التعويض من خزينة الدولة في مرحلة الحقة لمحاولة رد حق الضحايا بالتنفيذ على المجرمين " ينبغي أن يدفع‬
‫المجرمون أو الغير المسؤولون عن تصرفاتهم‪ ،‬حيثما كان ذلك مناسبا‪ ،‬تعويضا عادال للضحايا أو ألسرهم أو لمعاليهم‪.‬‬
‫وينبغي أن يشمل هذا التعويض إعادة الممتلكات ومبلغا لجبر ما وقع من ضرر أو خسارة‪ ،‬ودفع النفقات المتكبدة نتيجة‬
‫لإليذاء‪ ،‬وتقديم الخدمات ورد الحقوق‪."35‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الحق في المساعدة الطبية واالجتماعية‬

‫ت عمل الهيئة الوطنية لمكافحة االتجار باألشخاص بالتنسيق مع المصالح والهياكل المعنية على توفير المساعدة الطبية‬
‫واالجتماعية الضرورية للضحايا‪.‬‬

‫ويتمتع الضحايا بالمساعدة الطبية وبمجانية العالج والتداوي صلب الهياكل الصحية العمومية وتقوم الهيئة الوطنية‬
‫‪36‬‬
‫لمكافحة االتجار باألشخاص بالتنسيق مع المنظمات والجمعيات بتوفير ما يلزم لضمان التعافي الجسدي والنفسي لهم‬
‫وقد خلقت لذلك أرضية تعاون بينها وبين مختلف المتداخلين لدعم مجهوداتها‪ ،‬في مكافحة االتجار باألشخاص وحماية‬
‫الضحايا وتوفير المساعدة والرعاية الالزمة لهم‪ ،‬فأبرمت اتفاقيات شراكة مع جمعيات‪ 37‬تعهدت بضمان االحاطة الطبية‬
‫للضحايا من ذلك‪:‬‬

‫‪ -32‬الفصل ‪ 61‬ق‪ .‬منع االتجار باألشخاص‬


‫‪ -33‬حقوق االنسان واالتجار باالشخاص ‚ المفوضية السامية لألمم المتحدة ‚صحيفة وقائع عدد ‪‚ 56‬نيويورك و جنيف ‪‚ 1141‬ص‪.51‬‬
‫‪ -34‬الفصل ‪ 65‬ق‪ .‬منع االتجار باألشخاص‬
‫‪ -35‬المبادئ األساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمة وإساءة استعمال السلطة قرار عدد ‪ 11/51‬المؤرخ في ‪ 12‬نوفمبر ‪4291‬‬
‫‪ -36‬الفصل ‪ 12‬ق‪ .‬منع االتجار باألشخاص‬
‫‪ -37‬يراجع في ذلك التقرير السنوي للهيئة الوطنية لمكافحة االتجار باألشخاص ‪ ‚9108‬الهيئة الوطنية لمكافحة االتجار باألشخاص‚ وزارة‬
‫العدل‚ تونس‚‪ 91‬جانفي ‪.9102‬‬
‫‪- 14 -‬‬
‫‪ -‬جمعية امل للعائلة والطفل‬

‫‪ -‬جمعية بيتي‬

‫‪-‬جمعية معهد تونس لتأهيل الناجين من التعذيب‬

‫كما ينتفع الضحايا بالمساعدة االجتماعية الضرورية إليوائهم وتيسير اعادة ادماجهم في الحياة االجتماعية مع االخذ بعين‬
‫االعتبار سنهم وجنسهم وحاجياتهم الخصوصية واالمكانيات المتاحة لذلك‪.38‬‬

‫وتلعب الجمعيات دور رئيسي في إيواء الضحايا وتوفير الحاجيات الغذائية الالزمة كما تعمل صحبة الهياكل والمؤسسات‬
‫‪39‬‬
‫على االلمام بكافة متطلبات الضحية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬إقرار حماية جزائية للضحايا‬


‫تتمثل هاته الحماية في اعفاء الضحية من العقاب وذلك من خالل عدم االعتداد برضائها لتقدير وقوع جريمة االتجار‬
‫باألشخاص (المبحث األول) وعدم مؤاخذاتها الرتكابها جرما مرتبطا ارتباطا مباشرا بإحدى جرائم االتجار باألشخاص‬
‫(المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬عدم االعتداد برضاء الضحية لتقدير وقوع جريمة االتجار باألشخاص‬
‫ال يعتد برضاء الضحية إذا استعملت في جرائم االتجار باألشخاص احدى الوسائل المنصوص عليها‬
‫بالفصل الثاني من قانون منع االتجار باألشخاص (الفقرة األولى) او إذا كانت الضحية طفال او شخصا عديم االهلية او‬
‫من ذوي اإلعاقة الذهنية‪( 40‬الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬عند استعمال احدى الوسائل المنصوص عليها في القانون‬


‫وردت الوسائل المستعملة في جرائم االتجار بالعدد األول من الفصل الثاني لقانون منع االتجار باألشخاص ومن المعلوم‬
‫ان يؤثر استخدامها في أرادة الضحية نظرا لخطورتها وقوتها على االنفس واالجسام وهي من قبيل الجرائم المستقلة بذاتها‬
‫في المجلة الجزائية والقانون الجزائي‪.‬‬

‫وتتمثل هاته الوسائل في استعمال‪:‬‬

‫‪ -‬القوة أي اللجوء الى العنف بالضرب والجرح وقطع عضو من البدن او جزء منه او تشويه بالوجه‪.41‬‬

‫‪ -38‬الفصل ‪ 61‬ق‪ .‬منع االتجار باألشخاص‬


‫‪-39‬الملحق عدد ‪0‬‬
‫‪ -40‬الفصل ‪ 1‬ق ‪.‬منع االتجار باألشخاص‬
‫‪- 15 -‬‬
‫‪42‬‬
‫‪ -‬السالح‬
‫‪43‬‬
‫‪ -‬التهديد أي توعد الجاني للضحية بشر يصيبها في شخصها او في اقاربها إذا لم تنفذ او ترضخ لالتجار‬
‫‪44‬‬
‫‪ -‬االكراه أي اجبار الضحية بالقوة على إتيان فعل او تسليط ضغط نفسي عليها للتأثير في تصرفاتها‬

‫‪ -‬االختطاف أي نقل الضحية من مكان تواجدها الى مكان اخر بقصد اخفائها واحكام السيطرة المادية عليها‪.45‬‬

‫‪ -‬االحتيال أو الخداع أي إظهار خالف ما يخفيه االنسان كان توعد الضحية بإمكانية حصولها على اذن عمل وإقامة‬
‫قانونية وظروف نظامية لتفاجأ الحقا بخالف ذلك‪.46‬‬

‫‪ -‬حالة االستضعاف أي استغالل كل وضع يعتقد فيه الشخص انه مضطر للخضوع لالستغالل الناجم عن كونه طفال او‬
‫عن وضعي ته غير القانونية او حالة الحمل لدى المرأة او حالة االحتياج الشديد او حالة المرض الخطير او حالة اإلدمان‬
‫او حالة قصور ذهني او بدني يعوق الشخص المعني عن التصدي للجاني‪.47‬‬

‫‪ -‬النفوذ أي استغالل سلطة الشخص األدبية او الفعلية او القانونية‪.48‬‬

‫وتشمل الوسائل كذلك تسليم او قبول مبالغ مالية او مزايا او عطايا او وعود بعطايا لنيل موافقة شخص له سيطرة على‬
‫شخص اخر لتجنيده لالتجار‪.49‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إذا كانت الضحية طفال او شخصا عديم االهلية او من ذوي اإلعاقة الذهنية‬

‫يتميز قانون منع االتجار باألشخاص عن المجلة الجزائية وعن مجلة حماية الطفل بتطوره وتشبعه بمبادئ علم‬
‫الضحية ويعتبر القانون كل من الطفل وعديم االهلية وذو اإلعاقة الذهنية فئة تؤسس لحالة استضعاف‪50‬يمنع بموجبها‬
‫مؤاخذتهم او اعتبارهم باي حال من األحوال شركاء في األفعال المجرمة ‪51‬ليتجاوز بذلك نطاق االعفاء من العقاب‬

‫‪ -41‬نجاة الجوادي‚ االتجار بالنساء في القانون الجزائي‚ أطروحة دكتوراه في القانون الخاص‚ كلية الحقوق والعلوم السياسية تونس‬
‫المنار‚ السنة الجامعية ‪‚ 9108– 9107‬ص ‪08‬‬
‫‪ -42‬صنفه الفصل األول من القانون عدد ‪ 55‬لسنة ‪ 4262‬المتعلق بضبط توريد األسلحة واالتجار فيها ومسكها وحملها‬
‫‪ -43‬رامي متولي القاضي ‚مكافحة االتجار بالبشر في القانون المصري والتشريعات المقارنة ‚دار النهضة العربية ‚القاهرة ‪‚1144‬‬
‫ص‪.442‬‬
‫‪ -44‬مصطفى العدوي ‚ االتجار بالبشر ماهيته واليات التعاون الدولي لمكافحته ‚ دائرة القضاء ‚ابو ظبي االمارات العربية المتحدة ‚‪1141‬‬
‫‚ص‪11‬‬
‫‪ -45‬رامي متولي القاضي ‚مكافحة االتجار بالبشر في القانون المصري والتشريعات المقارنة‚مرجع سابق ‚ص‪448‬و‪449‬‬
‫‪ -46‬نجاة الجوادي‚ تجريم االتجار بالنساء في القانون التونسي‚مرجع سابق‚ص‪11‬‬
‫‪-47‬العدد ‪ 1‬من الفصل ‪ 1‬ق‪.‬منع االتجار باالشخاص‬
‫‪ -48‬نجاة الجوادي‚ تجريم االتجار بالنساء في القانون التونسي‚مرجع سابق‚ص‪18‬‬
‫‪-49‬العدد ‪ 4‬من الفصل ‪ 1‬ق‪.‬منع االتجار باالشخاص‬
‫‪ -50‬تعني حالة االستضعاف استغالل كل وضع يعتقد فيه الشخص انه مضطر للخضوع لالستغالل الناجم عن كونه طفال او عن وضعيته‬
‫غير القانونية او حالة الحمل لدى المرأة او حالة االحتياج الشديد او حالة المرض الخطير او حالة اإلدمان او حالة قصور ذهني او بدني‬
‫يعوق الشخص المعني عن التصدي للجاني‪.‬‬
‫‪-51‬الفصل ‪ 1‬ق ‪.‬منع االتجار باالشخاص‬
‫‪- 16 -‬‬
‫المكرس بالمجلة الجزائية (ا) ونطاق الحماية الواردة للطفل المهدد بمجلة حماية الطفل (ب) ويفرض صفة الضحية‬
‫وما يتبعها من نتائج على المنظومة القانونية‪.‬‬

‫ا ‪ -‬تجاوز نطاق االعفاء من العقاب الوارد بالمجلة الجزائية‬

‫” ال يعاقب من لم يتجاوز سنه ثالثة عشر عاما عند ارتكابه الجريمة او كان فاقدا للعقل‪‟52 .‬‬

‫باستثناء هذا النص الذي يحمي الصغير غير المميز والمجنون فان الصغير المميز وضحايا االتجار الرشد ومنقوصي‬
‫االهلية يواجهون خطر اإلحالة وعدم االعفاء من المسؤولية الجزائية دون أدني اعتبار للظروف او الوسائل التي‬
‫استعملت إلخضاعهم ‚ وهو ما حصل في حادثة فتيات لبنان الالتي احلن من اجل تعاطي الخناء والتوسط فيه‪.‬‬

‫لذلك مثل قانون منع االتجار باألشخاص ومكافحته دعامة لحماية الطفل اذ تجاوز نطاق مبدا االعفاء من العقاب الوارد‬
‫بالفصل ‪ 59‬م ج ووسع من الفئة المشمولة بعدم المؤاخذة الجزائية ليشمل الصغير المميز والغير مميز واعتبر انه من‬
‫غير الضروري توفر الوسيلة لقيام اركان جريمة االتجار عندما تكون الضحية طفال او شخصا عديم االهلية او ذو‬
‫إعاقة ذهنية‪.53‬‬

‫ويقصد بالطفل كل انسان عمره اقل من ‪ 81‬عاما ما لم يبلغ سن الرشد بمقتضى احكام خاصة‪ ‚54‬اما عديم االهلية فهو‬
‫الصغير غير المميز الذي لم يتجاوز سنه ‪ 81‬عاما ‪55‬والمجنون الذي فقد عقله بصفة دائمة او متقطعة‪ ‚ 56‬اما ذو‬
‫اإلعاقة الذهنية فهو كل شخص له نقص دائم في القدرات العقلية او الحسية ولد به او لحق به بعد الوالدة يحد من‬
‫قدرته على أداء نشاط او أنشطة ويقلص من فرص ادماجه في المجتمع‪.57‬‬

‫ب ‪ -‬تجاوز نطاق الحماية الواردة بمجلة حماية الطفل‬

‫للوقوف على مدى تجاوز قانون منع االتجار باألشخاص ومكافحته للحماية الواردة بمجلة حماية الطفل وجب التطرق‬
‫﴿أوال﴾ لمفهوم الطفل المهدد و﴿ثانيا﴾ لنطاق حماية الطفولة المهددة بمجلة حماية الطفل‪.‬‬

‫‪ - 4‬مفهوم الطفل المهدد‬

‫ينص الفصل ‪ 02‬من م ح ط على انه‪:‬‬


‫" تعتبر بوجه خاص من الحاالت الصعبة التي تهدد صحة الطفل أو سالمته البدنية أو المعنوية‬

‫‪ -52‬الفصل ‪ 18‬م ج‬
‫‪ -53‬الفصل ‪ 2‬ق‪.‬منع االتجارباالشخاص‬
‫‪-54‬الفصل ‪ 1‬م ح ط‬
‫‪ -55‬الفصل ‪ 025‬م ا ش‬
‫‪ -56‬الفصل ‪ 051‬م ا ش‬
‫‪-57‬القانون التوجيهي عدد ‪ 81‬لسنة لسنة ‪ 9112‬المؤرخ في ‪ 02‬اوت ‪ 9112‬المتعلق بالنهوض باألشخاص ذوي اإلعاقة و حمايتهم‬
‫‪- 17 -‬‬
‫أ) فقدان الطفل لوالديه وبقاؤه دون سند عائلي‪.‬‬
‫ب) تعريض الطفل لإلهمال والتشرد‪.‬‬
‫ج) التقصير البيّن والمتواصل في التربية والرعاية‪.‬‬
‫د) اعتياد سوء معاملة الطفل‪.‬‬
‫ه) استغالل الطفل ذكرا كان أو أنثى جنسيا‪.‬‬
‫و) استغالل الطفل في اإلجرام المنظم على معنى الفصل ‪ 81‬من هذه المجلة‪.‬‬
‫ز) تعريض الطفل للتسول أو استغالله اقتصاديا‪.‬‬
‫ح) عجز األبوين أ و من يسهر على رعاية الطفل عن اإلحاطة والتربية "‬

‫و يعد من قبيل االستغالل الجنسي للطفل ذكرا كان أو أنثى تعريضه ألعمال الدعارة سواء بمقابل أو بدونه‬
‫وبطريقة مباشرة أو غير مباشرة‪.58‬‬

‫اما االستغالل االقتصادي فهو تعريض الطفل للتسول أو تشغيله في ظروف مخالفة للقانـون أو تكليفه بعمــل من‬
‫شأنه أن يعوقــه عن تعليمـه أو يكــون ضـارا بصحته أو بسالمتـه البدنيـة أو المعنوية‪.59‬‬

‫‪ - 1‬نطاق حماية الطفولة المهددة بمجلة حماية الطفل‬

‫تضمن المجلة حق الطفل في التمتع بمختلف التدابير الوقائية ذات الصبغة االجتماعية والتعليمية والصحية وغيرها من‬
‫األحكام واإلجراءات الرامية إلى حمايتـه من كافة أشكال العنف أو الضرر أو اإلسـاءة البدنية أو المعنوية أو الجنسية أو‬
‫اإلهمال أو التقصير التي تؤول إلى إساءة المعاملة أو االستغالل‪ ‚60‬كما تمتعه بكل ضمانات القانون اإلنساني الدولي‬
‫المنصوص عليها بالمعاهدات الدولية المصادق عليها بصفة قانونية‪ ‚61‬وتمنع تشريكه في الحروب والنزاعات المسلحة او‬
‫استغالله في مختلف أشكال اإلجرام المنظم بما في ذلك زرع أفكار التعصب والكراهيـة فيـه وتحريضـه على القيــام‬
‫‪62‬‬
‫‚و تؤكد على ضرورة مراعاة مصلحة الطفل الفضلى في جميع اإلجراءات التي تتخذ بشأنه‬ ‫بأعمــال العنف والترويـع‬
‫سواء من قبل المحاكم او السلطات اإلدارية او مؤسسات الرعاية االجتماعية العمومية او الخاصة‪.63‬‬

‫‪ -58‬الفصل‪ 11‬م ح ط‬
‫‪ -59‬الفصل ‪ 16‬م ح ط‬
‫‪-60‬الفصل‪ 1‬م ح ط‬
‫‪-61‬الفصل ‪ 49‬م ح ط‬
‫‪-62‬الفصل ‪ 42‬م ح ط‬
‫‪-63‬الفصل ‪ 1‬م ح ط‬
‫‪- 18 -‬‬
‫وقد اهتمت المجلة بالتدابير الوقائية واألليات الحمائية للطفل المهدد فكانت اجراءات التعاطي مع المشكل بطيئة تفرض‬
‫إشعار مندوب حماية الطفولة واالستعانة باألبحاث االجتماعية وتحديد اإلجراء المناسب واقتراح التدابير المالئمة ذات‬
‫الصبغة االتفاقية أو تقرير رفع األمر إلى قاضي األسرة‪..‬‬

‫في المقابل‚ تعتبر المجلة بان الصغير الذي بلغ الخامسة عشر عاما له القدرة على خرق القوانين الجزائية اذ ينص الفصل‬
‫‪ 81‬منها على انه " يتمتع الطفل الذي لم يبلغ سنه ثالثة عشر عاما بقرينة غير قابلة للدحض على عدم قدرته على خرق‬
‫القوانين الجزائية وتصبح هذه القرينة بسيطة إذا ما تجاوز الثالثة عشر عاما ولم يبلغ بعد الخامسة عشرة "‚وتكمن الخطورة‬
‫هنا إذا ما قام الطفل بفعل مجرم ولم تتفطن السلطات الى كونه ضحية اتجار او الى كون ذلك الفعل مرتبط بإحدى جرائم‬
‫االتجار ليجد نفسه جانحا تطبق في شانه مجلة حماية الطفل والمجلة الجزائية‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫اال انه تجاوز نطاق حماية‬ ‫ولئن اخضع بدوره قانون منع االتجار باألشخاص ومكافحته االطفال الى مجلة حماية الطفل‬
‫الفصل ‪ 81‬ليصبح كل من لم يبلغ سنه ‪ 81‬عاما ال يعتد برضاه وال يشترط في حقه لقيام جريمة االتجار باألشخاص‬
‫استعمال احدى الوسائل المنصوص عليها بالفصل ‪ 0‬من القانون كما انه ال يؤاخذ من اجل ارتكابه جرما مرتبطا بإحدى‬
‫جرائم االتجار التي كان ضحيتها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عدم مؤاخذة الضحية في ارتكابها جرم مرتبط مباشرة بإحدى جرائم االتجار باألشخاص‬

‫ال يؤاخذ من ارتكب جرما مرتبطا ارتباطا مباشرا بإحدى جرائم االتجار باألشخاص (الفقرة األولى) التي كان ضحية‬
‫لها‪( 65‬الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬ضرورة االرتباط المباشر للجرم بإحدى جرائم االتجار باألشخاص‬

‫ال يمكن للضحية ان تنتفع بمبدأ عدم المؤاخذة اال متى أمكن لها اثبات ان الجريمة التي اقترفتها ‚على غرار دخول بلد ما‬
‫بطريقة غير شرعية او تزوير وثائق سفر او التسول او الدعارة ‚ متصلة او متعلقة بصورة مباشرة بكونها متاجر بها‪.66‬‬

‫وقد تبنى المشرع هذا المبدأ بالفصل السادس من قانون منع االتجار باألشخاص اال انه سكت عن ذكر الجرائم المرتبطة‬
‫التي قد تقترفها الضحية مما أدى بالبعض الى اعتبار األفعال المنصوص عليها بالفصل ‪ 55‬و ‪ 51‬و ‪ 51‬من قبيل‬
‫‪67‬‬
‫التي يقصدها الفصل السادس و قد استندوا في ذلك الى القانون النموذجي لألمم المتحدة الذي فسر مفهوم‬ ‫االفعال‬
‫الجرائم المرتبطة باالتجار واعتبرها خصوصا من قبيل ‪꞉‬‬

‫‪64‬‬
‫‪-‬الفصل ‪ 1‬ق‪.‬منع االتجار باالشخاص‬
‫‪ -65‬الفصل ‪ 6‬ق منع االتجار باألشخاص‬
‫‪ -66‬حلمي التومي‚ دليل حول قانون منع االتجار باألشخاص ومكافحته في تونس ‚قانون عدد ‪ 50‬لسنة ‪ ‚9105‬تونس ‚ماي ‪ 9102‬ص‪. 91‬‬
‫‪ -67‬عمر اليحياوي ‚ خصوصية التجريم في قانون االتجار باألشخاص ‚ محاضرة مرقونة‚ملتفي دولي حول االتجار بالنساء واألطفال أيام ‪8‬‬
‫و ‪ 9‬ديسمبر‪ ‚1149‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‚تونس المنار‬
‫‪- 19 -‬‬
‫”‪-‬اعداد محل الجتماع افراد جماعة إجرامية منظمة‬

‫‪ -‬توفير باي وسيلة كانت أموال او أسلحة او معدات او وسائل نقل او تجهيزات او مؤونة او خدمات لفائدة جماعة‬
‫اجرامية منظمة‬

‫‪ -‬ارشاد او تدبير او تسهي ل او مساعدة او التوسط او التنظيم باي وسيلة كانت ولو بدون مقابل دخول شخص الى التراب‬
‫التونسي او مغادرته بصفة قانونية او خلسة‬

‫‪ -‬وضع كفاءات او خبرات على ذمة جماعة إجرامية منظمة‬

‫‪ -‬افشاء او توفير او نشر معلومات مباشرة لفائدة جماعة‬


‫‪68‬‬
‫‪ -‬صنع او افتعال وثائق هوية او سفر او إقامة لفائدة جماعة إجرامية منظمة‟‬
‫‪69‬‬
‫‪ -‬االمتناع عن االشعار‬
‫‪70‬‬
‫‪ -‬عرقلة سير العدالة‬

‫وتعتبر هاته األفعال من قبيل الجرائم المسهلة لالتجار لكنها قد تختلف في كثير من األحيان عما تجبر على فعله الضحية‬
‫كإرغامها على استهالك المخدرات وبيعها او استقطاب ضحايا اخرين او التجسس او الزج بها في مشاريع وهمية قصد‬
‫تبييض األموال وغيرها من األفعال التي ال يمكن حصرها بقدر ما يمكن كشفها في إطار األبحاث والتقصي‪.‬‬

‫الفقرة الثاني‪ :‬ضرورة توفر صفة الضحية لمرتكب الجرم‬

‫اتى قانون منع االتجار باألشخاص ومكافحته بمبدأ عدم االعتداد برضاء الضحية في تقدير وقوع جريمة االتجار‬
‫باألشخاص وأضاف مبدا عدم مؤاخذتها الرتكابها جرما مرتبطا ارتباطا مباشرا بإحدى جرائم االتجار‪.‬‬

‫ويجد هذا االعفاء سنده في كون الضحية قد ترغم أحيانا‪ ،‬لغاية اخضاعها‪ ،‬على ارتكاب جملة من األفعال التي تخدم افراد‬
‫التنظيم العصابي المنظم كاستغاللها في بيع المخدرات او تشريكها في استقطاب غيرها وتمكينها من ان تمارس عليهم ما‬
‫مورس عليها في السابق من وسائل وافعال غير قانونية كالخداع او االحتيال او االيهام او التدليس او التستر او عرقلة‬
‫سير العدالة او عدم اشعار السلط وغيرها من الجرائم الكفيلة بإقناعها انها مذنبة في حق الدولة والمجتمع‪.‬‬

‫اما إذا ارتكبت الضحية فعال مجرما بعيدا كل البعد عن ارتباطه بإحدى جرائم االتجار فان مسؤوليتها الجزائية تظل قائمة‬
‫وال يمكن لها باي حال من األحوال ان تنتفع بتبعية الحماية المنصوص عليها بالفصل السادس من قانون منع االتجار‬

‫‪-68‬الفصل‪ 44‬ق‪.‬منع االتجار باألشخاص‬


‫‪ -69‬الفصل ‪ 41‬ق‪.‬منع االتجار باألشخاص‬
‫‪ -70‬الفصل ‪ 41‬ق‪.‬منع االتجار باألشخاص‬

‫‪- 20 -‬‬
‫باألشخاص‪ ،‬وهو فصل على اهميته كفيل بإنقاذ العديد من الضحايا ذلك انه لو تواجد زمن قضية فتيات لبنان لما وقعت‬
‫احالتهن من اجل التوسط في الخناء و العتبرت االفعال من قبيل الجرائم المرتبطة باالتجار الن الفتيات وقع استغاللهن‬
‫جنسيا وتجنيدهن الستقطاب غيرهن من التونسيات وقد ذكرت المتضررة ذلك في األبحاث اال ان المحكمة االبتدائية‬
‫بتونس رات خالف ذلك وقضت في شانهم بالسجن متمسكة في ذلك بمبدأ شرعية الجرائم والعقوبات وبغياب نص‬
‫منصف لضحايا االتجار آنذاك ‪.‬‬

‫خالصة الجزء األول‬

‫اقر قانون منع االتجار باألشخاص حق الضحية في الحماية القضائية وفي المساعدة القانونية واالجتماعية والصحية وقد‬
‫تأثر في ذلك بجملة من الصكوك الدولية أهمها بروتوكول منع وقمع ومعاقبة االتجار باألشخاص وبخاصة النساء‬
‫واألطفال وبإعالن األمم المتحدة بشأن المبادئ األساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمة وإساءة استعمال السلطة‪.‬‬

‫كما اقر قانون منع االتجار باألشخاص حماية جزائية للضحية واعتبر انها غير مسؤولة عن افعالها إذا استعملت في حقها‬
‫الوسائل المنصوص عليها بالعدد األول من الفصل الثاني لقانون منع االتجار باألشخاص او إذا ارتبطت تلك االفعال‬
‫بطريقة مباشرة بإحدى جرائم االتجار التي كانت ضحية لها‪.‬‬

‫وقد نجح قانون منع االتجار باألشخاص في تطوير المنظومة الجزائية وفي تكريس تقاليد جديدة من شانها ان ترد‬
‫االعتبار للضحية وان تحفظ حقها امام الدولة والمجتمع‪..‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫الجزء الثاني‬

‫‪- 22 -‬‬
‫نقائص الحماية‬

‫كشف تطبيق قانون منع االتجار باألشخاص عن تداخل قوانين أخرى ساهمت في الحد من حماية الضحايا (الفصل األول)‬
‫كما كشف تطبيق القانون عن عدم التكوين الجيد للمتدخلين في المسار القضائي للضحية وعن خطورة ذلك على مال‬
‫الملفات الموضوعة امام القضاء (الفصل الثاني)‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬الحماية المحدودة للضحايا‬


‫تعاني الضحية األجنبية من محدودية فترة التعافي والتفكير الى جانب إمكانية ترحيلها في صورة تطبيق مقتضيات القانون‬
‫المتعلق بحالة األجانب بالبالد التونسية (المبحث األول) كما يعاني الطفل من إمكانية استغالله اقتصاديا في ظل تواجد‬
‫قوانين أخرى تقر عقوبات أخف من تلك المنصوص عليها بقانون منع االتجار باألشخاص (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ ꞉‬الحماية المحدودة للضحية األجنبية‬

‫يمنع قانون منع االتجار باألشخاص ترحيل الضحية األجنبية اثناء فترة التعافي والتفكير‪( 71‬الفقرة األولى) في حين يجيز‬
‫القانون المتعلق بحالة األجانب بالبالد التونسية طردها إذا ما شكل تواجدها خطرا على االمن العام للبالد ‪(72‬الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫‪ -71‬الفصل ‪ 61‬ق ‪.‬منع االتجار باألشخاص‬


‫‪- 23 -‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬محدودية فترة المنع من الترحيل‬

‫منع القانون التونسي ترحيل األجنبي الذي يمكن ان يكون ضحية اتجار اثناء فترة التعافي والتفكير المقدرة بشهر قابل‬
‫للتجديد مرة واحدة‪.‬‬

‫وقد اعتمد المشرع الفرنسي نفس المدة وهوما دفع باللجنة االستشارية الفرنسية لحقوق االنسان ان تقترح إمكانية التمديد‬
‫في فترة التعافي والتفكير لتصل الى حدود ثالثة أشهر‪.73‬‬

‫اما المشرع اإليطالي فقد مكن ضحايا االتجار األجانب من فترة تعافي وتفكير معقولة تقدر ب ‪ 8‬أشهر كما اذن بمنحهم‬
‫اإلقامة خالل تلك المدة بغض النظر عن تعاونهم او ادالئهم بشهاداتهم‪.74‬‬

‫ويعتبر موقف المشرع االيطالي ‚ بخصوص منح اإلقامة ‚ مخالف لما توخاه المشرع التونسي اذ تنظر السلط التونسية‬
‫المعنية في منح اإلقامة المؤقتة لضحية االتجار المتعاونة التي تقرر االنخراط في التتبعات الجزائية‪ 75‬وتسند لها بطاقة‬
‫إقامة مؤقتة‪ ،‬وفق القانون عدد ‪ 7‬لسنة ‪ 8181‬المتعلق بحالة األجانب بالبالد التونسية‪ ،‬ال تتجاوز مدة صلوحيتها العام اال‬
‫بترخيص من كاتب الدولة للداخلية‪.76‬‬

‫اال ان هاته المدة تعتبر غير كافية الستكمال االجراءات وبلوغ العدالة الجزائية والحصول على حكم بات في التعويض‬
‫لتواجه الضحية بذلك خطر الترحيل إذا ما رفض التمديد ولم تراعى وضعيتها الخاصة في ذلك‪.‬‬

‫وقد تزداد األمور تعقيدا إذا ما كانت الضحية األجنبية قاصر اذ لم يخص المشرع األطفال األجانب بأحكام استثنائية تتعلق‬
‫باإلقامة المؤقتة او العادية خاصة إذا كانوا غير مصحوبين بأوليائهم كما لم تتطرق مجلة حماية الطفل لحقوق الطفل‬
‫االجنبي‪.77‬‬

‫في المقابل‚ تعتبر وضعية ضحايا االتجار األجانب ‚ بالبلدان األوروبية ‚ واضحة وقد نظمتها اتفاقية مجلس أوروبا بالمادة‬
‫‪ " 84‬تسلم كل دولة طرف رخصة إقامة قابلة للتجديد لفائدة الضحايا في حال‪:‬‬

‫‪-‬إذا ارتأت السلطة المختصة ان اقامتهم ضرورية نظرا لوضعهم الشخصي‪.‬‬

‫‪-‬إذا اعتبرت السلطة المختصة ان اقامتهم ضرورية بسبب تعاونهم مع السلطات ألغراض التحقيق‪".‬‬

‫‪ - 72‬القانون عدد ‪ 8‬لسنة ‪ 4269‬المتعلق بحالة األجانب بالبالد التونسية‬


‫‪73‬‬
‫‪-- la CNCDH recommande de prévoir un délai raisonnable de rétablissement qui en toute hypothèse ,ne‬‬
‫‪saurait être inférieur trois mois, Rapport sur la lutte contre la traite et l’exploitation des etres humains‬‬
‫‪p,162‬‬
‫‪- voir ꞉4eme Rapport General sur les activités du GRETA,Strasbourg ,2015‬‬
‫‪74‬‬

‫‪ -75‬الفصل ‪ 61‬ق‪.‬منع االتجار باالشخاص‬


‫‪-76‬الفصل ‪ 41‬ق‪.‬عدد ‪ 8‬لسنة ‪4269‬‬
‫‪ -77‬نجاة الجوادي‚ االتجار بالنساء في القانون الجزائي‚مرجع سابق ‚ص‪.411‬‬
‫‪- 24 -‬‬
‫والمادة ‪ 84‬ثانيا "عندما تكون إقامة األ طفال الضحايا ضرورية من الناحية القانونية‪ ،‬يتم منحهم رخصة اإلقامة وفقا‬
‫لمصلحتهم الفضلى وعند االقتضاء تجدد هذه الرخصة وفق الشروط نفسها‪"..‬‬

‫الفقرة الثانية ‪꞉‬إمكانية الترحيل الضحية االجنبية‬

‫لئن كان الفصل ‪ 41‬من قانون منع االتجار باألشخاص واضح وصريح في منعه لترحيل األجنبي الذين يحتمل ان يكون‬
‫ضحية اتجار اثناء فترة التعافي والتفكير اال ان التطبيق كشف عن عدم احترام تلك المدة وعن الترحيل القسري للضحايا‬
‫بسبب عدم االخذ بعين االعتبار جدية المؤشرات التي تفيد بأنهم ضحايا اتجار وبسبب تطبيق مقتضيات القانون عدد ‪7‬‬
‫‪78‬‬
‫لسنة ‪ 5849‬المتعلق بحالة األجانب بالبالد التونسية‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫ويعتبر هذا القانون اجنبيا الشخص الذي ليست له الجنسية التونسية سواء كانت له جنسية اجنبية او لم تكن له جنسية‬
‫كما يجيز طرده إذا شكل وجوده بالتراب التونسي خطرا على االمن العام‪.80‬‬

‫ويواجه الضحايا المحتملين خطر تطبيق هاته المقتضيات خصوصا إذا كانت اقامتهم غير شرعية او كانوا محل تتبعات‬
‫جزائية او إذا لم يقع اعالم الهيئة الوطنية لمكافحة االتجار باألشخاص في شانهم‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الحماية المحدودة للضحية الطفل‬

‫حد قانون القضاء على العنف ضد المرأة من الحماية المفترضة لألطفال ضحايا العمل المنزلي وذلك بتعارضه مع احكام‬
‫قانون منع االتجار باألشخاص وتسببه في حصول الجناة على عقوبات سجنية ال تتجاوز مبدئيا الستة أشهر‪( 81‬الفقرة‬
‫األولى)‪ ،‬كما ساهمت مجلة الشغل بعقوباتها المالية البسيطة في عدم ردع المسيرين عن استغالل األطفال وتشغيلهم في‬
‫األعمال التي يمكن بحكم طبيعتها أو الظروف التي يقع القيام بها أن تعرض صحة أو سالمة أو أخالق األطفال للخطر‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تجنيح عمل األطفال بالمنازل‬

‫يعتبر البعض انه من الصعب اثبات جريمة االتجار باألشخاص لذلك فانه من الضروري وجود نص اخر يقضي بإدانة‬
‫ومعاقبة مشغلي األطفال بالمنازل حتى لو كانت العقوبة المقررة في ذلك اقل بكثير من تلك المنصوص عليها بقانون منع‬
‫االتجار باألشخاص ومكافحته‪.‬‬

‫‪ -78‬انظر ملحق عدد ‪1‬‬


‫‪ -79‬الفصل األول ق‪.‬عدد‪ 8‬لسنة ‪4269‬‬
‫‪ -80‬الفصل ‪ 49‬ق‪.‬عدد‪ 8‬لسنة ‪4269‬‬
‫‪ -81‬ينص الفصل ‪ 11‬من ق‪ .‬القضاء على العنف ضد المراة” يعاقب بالسجن من ثالثة أشهر إلى ستة أشهر وبخطية من ألفي دينار إلى‬
‫خمسة آالف دينار كل من يتعمد تشغيل األطفال كعملة منازل بصفة مباشرة أو غير مباشرة ويسلط نفس العقاب المذكور بالفقرة المتقدمة‬
‫على كل من يتوسط لتشغيل األطفال كعملة منازل‪"..‬‬
‫‪- 25 -‬‬
‫في حين‪ ،‬يعتبر البعض االخر انه من الضروري التقيد بقانون منع االتجار باألشخاص وانه يجب مراجعة كل النصوص‬
‫القانونية التي تتعارض معه بما في ذلك مراجعة الفصل ‪ 02‬من قانون القضاء على العنف ضد المرأة الحتوائه على‬
‫عقوبة سجنية ال تتجاوز الستة أشهر في حق مشغلي األطفال بالمنازل‪.‬‬

‫ويشهد قانون القضاء على العنف ضد المرأة انتقادات شديدة بسبب ذلك الفصل الذي يسمح تطبيقه‪꞉‬‬

‫‪ -‬بإقرار عقوبة بسيطة على مشغلي األطفال خصوصا وان القضاة يرفضون تطبيق قانون منع االتجار باألشخاص على‬
‫‪82‬‬
‫العائالت ويعتبرون عقوباته قاسية ومن شانها ان تودي باألسر واالولياء‬

‫‪ -‬بالتشجيع على مواصلة استغالل األطفال‬

‫‪ -‬بالحد من الحماية المفترضة لألطفال‬

‫‪ -‬بالتعارض مع المخطط الوطني لمكافحة عمل األطفال في تونس للفترة الممتدة بين ‪ 5151-5151‬والذي اكدت بمقتضاه‬
‫وزارة الشؤون االجتماعية ان تجربة العمل المنزلي لدى الفتيات العامالت تبتدأ في سن الحادية عشر بالنسبة ل ‪% 91‬‬
‫منهن‪.83‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مخالفة استغالل األطفال بالمناجم والمقاطع والحضائر‬

‫على الرغم من صدور قانون منع االتجار باألشخاص‚ مازال المشرع يعتبر ان تشغيل األطفال بالمقاطع والمناجم‬
‫والحضائر من قبيل المخالفة الموجبة للعقاب بخطية مالية ال تتجاوز الستين دينار وان لمتفقدي الشغل المطالبة بإبعاد‬
‫األطفال الواقع استخدامهم إذا ما تراوح سنهم بين ‪00‬و‪ 02‬عاما‪.‬‬

‫وتمنع مجلة الشغل استغالل األطفال وتشغيلهم في األعمال التي يمكن بحكم طبيعتها أو الظروف التي يقع القيام بها أن‬
‫تعرض صحة أو سالمة أو أخالق األطفال للخطر من ذلك العمل تحت األرض أو المناجم أو المقاطع او العمل بالحضائر‬
‫التي تجري بها عمليات استرجاع المعادن القديمة أو تحويلها أو إيداعها والعمل بالمؤسسات الفالحية التي تتطلب قدرة‬
‫بدنية كبيرة إلنجاز األشغال المعهودة ‪.84‬‬

‫وتعاقب المجلة كل مسير أو رئيس يخالف أحكامها ويضبط بصدد تشغيل أطفال في األماكن السابق ذكرها بخطية مالية‬
‫تتراوح قيمتها بين اثنتي عشر دينار وستون دينار على أال تفوق قيمة الخطايا في المجمل خمسة آالف دينار‪.85‬‬

‫‪ -82‬سمر جعيدي ‚االتجار باألشخاص في تونس‚ مرجع سابق ‚ص‪11‬‬


‫‪ - 83‬المخطط الوطني لمكافحة عمل األطفال في تونس وزارة الشؤون االجتماعية ‚مكتب العمل الدولي ‚تونس ‪‚ 1141‬ص ‪46‬‬
‫‪ -84‬تراجع في ذلك الفصول من ‪ 15‬الى ‪ 88‬م‪.‬ش‪.‬‬
‫‪ -85‬تراجع في هذا الشأن الفصول التالية ‪ 155 ، 155‬مكرر ‪ 151 ، 151 ،‬مكرر ‪ 156 ،‬و ‪ 158‬من م‪.‬ش‪.‬‬
‫‪- 26 -‬‬
‫وتتعارض هاته االحكام مع قانون منع االتجار باألشخاص الذي يعتبر ان استغالل األطفال اقتصاديا‪ 86‬من قبيل الجنايات‬
‫‪87‬‬
‫الموجبة للعقاب بالسجن مدة خمسة عشر عاما وبخطية من خمسين ألف دينار إلى مائة ألف دينار‬

‫الفصل الثاني‪ :‬خطورة المسار القضائي لضحايا االتجار باألشخاص‬


‫يصعب التعرف على الضحية من قبل اغلب المتدخلين في مسارها القضائي لعدم تلقيهم التدريبات الكافية في قانون منع‬
‫االتجار باألشخاص (المبحث األول) مما يؤثر سلبا على االحاالت القضائية التي تشهد بدورها تباين في تطبيق قانون منع‬
‫االتجار باألشخاص (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬صعوبة التعرف على الضحية‬

‫يطرح المتدخلون في المسار القضائي للضحية عديد التساؤالت اهمها كيفية التمييز بين ضحية االتجار الجنسي والمتهمة‬
‫بممارسة الدعارة‪( 88‬الفقرة األولى) اذ ربما يتم اعتبار االولى من الذين مارسوا الدعارة طوعا دون االخذ بالظروف التي‬
‫أحاطت بها فتعاقب على ذاك األساس وربما تكون الثانية مذنبة وانخرطت بكل طواعية في شبكة الدعارة وللهروب من‬
‫العقاب ادعت بانها ضحية اتجار‪ 89‬فكيف يمكن التمييز بين الضحية والمجرم وكيف يقع تجاوز هذا االشكال (الفقرة‬
‫الثانية)‬

‫الفقرة األولى‪ :‬بسبب عدم تكوين المتدخلين في المسار القضائي للضحية‬


‫يعتبر القضاة والمحامين واعوان الضابطة العدلية المتدخلين الفعليين في المسار القضائي للضحية‪.‬‬

‫‪ -86‬ينص الفصل ‪ 1‬على انه ” ـ يُقصد بالمصطلحات التالية على معنى هذا القانون‪ -1 :‬االتجار باألشخاص‬
‫يعد اتجارا باألشخاص استقطاب أو تجنيد أشخاص أو نقلهم أو تنقيلهم أو تحويل وجهتهم أو ترحيلهم أو إيواءهم أو استقبالهم باستعمال‬
‫القوة أو السالح أو التهديد بهما أو غير ذلك من أشكال اإلكراه أو االختطاف أو االحتيال أو الخداع أو استغالل حالة استضعاف أو استغالل‬
‫نفوذ أو تسليم أو قبول مبالغ مالية أو مزايا أو عطايا أو وعود بعطايا لنيل موافقة شخص له سيطرة على شخص آخر وذلك بقصد‬
‫االستغالل أيا كانت صوره سواء من طرف مرتكب تلك األفعال أو بوضعه على ذمة الغير الستغالله‪.‬‬
‫ويشمل االستغالل استغالل بغاء الغير أو دعارته أو غيرها من أشكال االستغالل الجنسي أو السخرة أو الخدمة قسرا أو االسترقاق أو‬
‫الممارسات الشبيهة بالرق أو االستعباد أو التسول أو نزع األعضاء أو األنسجة أو الخاليا أو األمشاج أو األجنة أو جزء منها أو غيرها من‬
‫أشكال االستغالل األخرى‪”.‬‬
‫‪-87‬ينص الفصل ‪ 15‬على انه” يكون العقاب بالسجن مدة خمسة عشر عاما وبخطية من خمسين ألف دينار إلى مائة ألف دينار إذا ارتكبت‬
‫جريمة االتجار باألشخاص‪:‬‬
‫ـ ضد طفل أو باستخدامه‪،‬‬
‫ـ ضد امرأة حامل‪،‬‬
‫ـ ضد شخص عديم األهلية أو من ذوي اإلعاقة الذهنية او باستخدامه‬
‫ـ ضد مجموعة من ثالثة أشخاص فأكثر‪،‬‬
‫ـ إذا كان مرتكب الجريمة زوجا للضحية أو أحد أصولها أو فروعها أو وليها أو كانت له سلطة عليها‪،‬‬
‫ـ إذا ارتكبت الجريمة ممن استغل صفته أو السلطة أو التسهيالت التي خولتها له وظيفته أو نشاطه المهني‪،‬‬
‫ـ إذا ارتكبت الجريمة بتدليس وثائق الهوية أو السفر او اإلقامة‬
‫ـ إذا ارتكبت الجريمة باستخدام مواد مخدرة أو مؤثرات عقلية‪،‬‬
‫ـ إذا نتج عن الجريمة إصابة الضحية بسقوط أو عجز بدني مستمر لم تتجاوز درجته العشرين بالمائة”‪.‬‬
‫‪ -88‬سمر جعيدي‚ االتجار باألشخاص في تونس‚ مرجع سابق‚ص‪58‬‬
‫‪ -89‬سمر جعيدي‚ االتجار باألشخاص في تونس‚ مرجع سابق‚ص‪58‬‬
‫‪- 27 -‬‬
‫ويواجه هؤالء إشكالية جدية في التعرف عليها بسبب عدم تلقيهم التكوين الكافي حول قانون منع االتجار باألشخاص‪.‬‬

‫وقد كشفت الدراسة الميدانية للملفات القضائية ب ‪ 51‬محكمة تونسية تفاوت التكوين بالنسبة لجميع المتداخلين ليؤكد‬
‫القضاة المتعهدون بمثل هذه الجرائم انه ال وجود لتكوين فعلي في الغرض وانه ليس هناك اختصاص على مستوى‬
‫المحاكم وان التكوين الذي تلقاه البعض منهم نظري باألساس‪.90‬‬

‫بدورهم أكد المحامون المتعهدون بقضايا الضحايا األجانب انهم لم يتلقوا تكوينا خاصا في هذا المجال وان مكونات‬
‫المجتمع المدني تجعل من دورهم محدودا من خالل تكليفهم بتحرير شكاية دون مطالبتهم بمتابعتها وال ببيان مالها‪.91‬‬

‫اما اعوان الضابطة العدلية فقد شهدوا تدريب الفرقة المركزية بتونس واحداث وحدة مكافحة االتجار باألشخاص في‬
‫اإلدارة الفرعية للوقاية االجتماعية غير ان االشكال بالنسبة إليهم يكمن في ان جرائم االتجار باألشخاص متواجدة على‬
‫كامل تراب الجمهورية يبحث فيها أعوان الحرس واعوان الشرطة ممن ليسوا مكونين في الغرض وهو ما سيؤثر على‬
‫كيفية سماع الضحية والتفطن اليها والتعهد بها‪.92‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬دور الهيئة في التعريف بالضحية‬

‫تلعب الهيئة الوطنية لمكافحة االتجار باألشخاص دورا هاما في إنجاح المسار القضائي للضحية وتعمل على تلقي‬
‫االشعارات واستقبال الضحايا الذين باتوا يتوجهون اليها مباشرة فتقوم بسماعهم وارشادهم واالحاطة بهم‪.93‬‬

‫كما وفرت الهيئة ‪ 19‬مساعدة قضائية من مجمل ‪ 815‬حالة مشتبه في كونها اتجار باألشخاص كما تدخلت لمنع ترحيل‬
‫األجانب المشتبه في كونهم ضحايا وهي بصدد التنسيق مع وزارة الداخلية لتفعيل حقهم في اإلقامة الوقتية ومتابعة‬
‫قضاياهم‪.94‬‬

‫وتقوم الهيئة بتنظيم دورات تكوينية للمتدخلين في المسار القضائي للضحية من قضاة ومحامين واعوان ضابطة عدلية‬
‫وصحافيين ومجتمع مدني بهدف تعزيز تمكنهم من قانون منع االتجار باألشخاص وتعرفهم على الضحايا وحمايتهم لهم‬
‫اال انها تواجه في ذلك صعوبات مالية كبيرة منعتها من تعزيز تلك الدورات ومن القيام بالمهام الموكولة اليها بمقتضى‬
‫الفصل ‪ 14‬من قانون منع االتجار باألشخاص‪.‬‬

‫ومن المهام الموكولة اليها ‪꞉‬‬


‫ـ وضع استراتيجية وطنية تهدف إلى منع االتجار باألشخاص ومكافحته واقتراح اآلليات الكفيلة بتنفيذها‪،‬‬

‫‪ -90‬سمر جعيدي‚ االتجار باألشخاص في تونس‚ مرجع سابق ‚ص‪14‬‬


‫‪ -91‬سمر جعيدي‚ االتجار باألشخاص في تونس‚ مرجع سابق ‚ص‪11‬‬
‫‪ -92‬سمر جعيدي‚ االتجار باألشخاص في تونس‚ مرجع سابق ‚ص‪14‬و ‪11‬‬
‫‪ -93‬سمر جعيدي‚ االتجار باألشخاص في تونس‚ مرجع سابق ‚ص‪58‬‬
‫‪ -94‬سمر جعيدي‚ االتجار باالشخاص في تونس‚ مرجع سابق ‚ص‪51‬و ‪59‬‬
‫‪- 28 -‬‬
‫ـ تنسيق الجهود في مج ال تطبيق إجراءات حماية الضحايا والشهود والمبلغين وكذلك آليات مساعدة الضحايا‪،‬‬
‫ـ تلقي اإلشعارات حول عمليات االتجار باألشخاص وإحالتها على الجهات القضائية المختصة‪،‬‬
‫ـ إصدار المبادئ التوجيهية الكفيلة بتمكين كافة المتدخلين وبصفة خاصة الناقلين التجاريين ومتفقدي الشغل و مندوبي‬
‫حماية الطفولة واألخصائيين االجتماعيين و النفسانيين والمصالح المكلفة بمراقبة الحدود واألجانب ووثائق الهوية والسفر‬
‫والتأشيرات واإلقامة من ترصّ د عمليات االتجار باألشخاص واإلبالغ عنها‪،‬‬
‫ـ إصدار المبادئ التوجيهية الكفيلة بالتعرف على ضحايا االتجار باألشخاص وتوفير المساعدة الالزمة لهم‪،‬‬
‫ـ تيسير االتصال بين مختلف المصالح والجهات المعنية بهذا المجال وتنسيق جهودها وتمثيلها على الصعيدين الوطني‬
‫والدولي‪،‬‬
‫ـ التعاون مع منظمات المجتمع المدني و سائر المنظمات ذات الصلة بمكافحة االتجار باألشخاص ومساعدتها على تنفيذ‬
‫برامجها في هذا المجال‪،‬‬
‫ـ جمع المعطيات والبيانات واإلحصائيات المتعلقة باالتجار باألشخاص إلحداث قاعدة بيانات بهدف استغاللها في إنجاز‬
‫المهام الموكولة لها‪،‬‬
‫ـ اقتراح اآلليات و اإلجراءات الكفيلة بالحد من الطلب الذي يحفز جميع أشكال استغالل األشخاص ونشر الوعي‬
‫اال جتماعي بمخاطر االتجار بهم عن طريق الحمالت التحسيسية والبرامج الثقافية والتربوية وإقامة المؤتمرات والندوات‬
‫وإصدار النشريات واألدلة‪،‬‬
‫ـ تنظيم الدورات التدريبية واإلشراف على برامج التكوين على الصعيدين الوطني والدولي في المجاالت ذات العالقة‬
‫بنشاطها‪،‬‬
‫ـ التعريف بالتدابير التي اتخذتها الدولة لمكافحة االتجار باألشخاص وإعداد األجوبة على المسائل التي تطلب المنظمات‬
‫الدولية إبداء الرأي فيها ذات العالقة بميدان تدخلها‪،‬‬
‫ـ المساهمة في تنشيط البحوث والدراسات لتحديث التشريعات المنظمة للمجاالت ذات العالقة باالتجار باألشخاص على‬
‫ضوء المعايير الدولية وأفضل الممارسات بما يحقق تنفيذ برامج الدولة في التصدي لهذه الظاهرة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تمايز التوجهات القضائية في جرائم االتجار باألشخاص‬

‫أثر عدم التكوين الجيد لمختلف المتدخلين في المسار القضائي للضحية على مال الملفات المطروحة امام القضاء‬
‫خصوصا المتعلقة منها بجرائم االستغالل الجنسي (الفقرة األولى) واالقتصادي (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬بخصوص جرائم االستغالل الجنسي‬

‫‪- 29 -‬‬
‫نظرت محكمة قرمبالية مؤخرا في شبهتي اتجار ب قصد االستغالل الجنسي وقد قضت في األولى بسند قانوني مخالف‬
‫لنص االتجار وذلك باعتبار " األفعال المنسوبة للمتهمين من قبيل استخدام شخص قاصر بقصد الخناء او بدفعه الى‬
‫‪95‬‬
‫الفجور او الفساد وفق احكام الفصلين ‪ 555‬رابعا و‪ 555‬أوال من المجلة الجزائية "‬

‫وتعود وقائع هاته القضية الى شروع مسير فعلي بملهى ليلي الى استقطاب فتيات قصر ودعوتهن الى الفجور ومجالسة‬
‫الحرفاء وممارسة الجنس معهم مقابل مبالغ مالية متفاوتة‪.‬‬

‫وقد احيل المسير من اجل االتجار باألشخاص في حين احيل البقية من اجل المشاركة في ذلك اال ان المحكمة اعتبرت ان‬
‫الجريمة ال تستقيم في حق المتهمين لغياب حالة االستضعاف لدى القصر " وحيث ان ما اتاه المظنون فيهم ال يمكن ان‬
‫يشكل األركان القانونية لجريمة اإلحالة ضرورة ان فصل قانون منع ومكافحته يقتضي عند حالة االستضعاف ان يكون‬
‫في اعتقاد الضحية انه في حالة تضطره ل لخضوع لالستغالل كان يكون في حالة االحتياج الشديد او في وضعية غير‬
‫قانونية ‪ ..‬وحيث ان الوضعية االجتماعية والمادية للفتيات القصر المغرر بهن في قضية الحال بدءا بابنتي المظنون فيها ال‬
‫‪96‬‬
‫يمكن ان تشكل حالة استضعاف‪"..‬‬

‫ويطرح موقف المحكمة أكثر من تساؤل حول حسن تطبيق مقتضيات الفصل الخامس من قانون منع االتجار باألشخاص‬
‫الذي ينص على انه "‪ ..‬ال يشترط لقيام أركان االتجار باألشخاص استعمال تلك الوسائل إذا كانت الضحية طفال أو‬
‫شخصا عديم األهلية أو من ذوي اإلعاقة الذهنية‪"..‬‬

‫وحول مفهوم حالة االستضعاف ذلك ان المحكمة بحثت في حالة الخضوع الناجم بسبب االحتياج او الوضعية غير‬
‫القانونية للشخص وتناست أولى حاالت الخضوع المنصوص عليها بقانون منع االتجار باألشخاص وهي صغر سن الفرد‬
‫" يُقصد بالمصطلحات التالية على معنى هذا القانون‪:‬‬

‫‪ -‬حالة استضعاف‪:‬‬

‫أيّ وضع يعتقد فيه الشخص أنه مضطر للخضوع لالستغالل الناجم خاصة عن كونه طفال أو عن وضعيته غير القانونية‬
‫أو حالة الحمل لدى المرأة أو حالة االحتياج الشديد أو حالة المرض الخطير أو حالة اإلدمان أو حالة قصور ذهني أو‬
‫للجاني‪.".‬‬ ‫بدني يعوق الشخص المعني عن التصدي‬

‫واما شبهة االتجار الثانية فقد وجه فيها قاضي التحقيق لدى المحكمة االبتدائية بقرمبالية "تهمة مواقعة انثى بدون رضاها‬
‫على المظنون فيه واعتبار األفعال المنسوبة للمظنون فيها من قبيل استخدام شخص بدفعه الى الفجور والفساد وحفظ‬
‫مازاد على ذلك لعدم كفاية الحجة "‬

‫‪ -95‬حكم جناحي ابتدائي عدد ‪ 9142‬مؤرخ في ‪1149/8/1‬‬


‫‪ -96‬قرار ختم البحث في القضية عدد ‪ 51142/1‬مؤرخ في ‪1149/1/41‬‬
‫‪- 30 -‬‬
‫تفيد وقائع هاته القضية قيام شخص بربط عالقة جنسية متكررة مع فتاة مستغال في ذلك إعاقتها وضعف السمع والنطق‬
‫لديها وتأخرها الذهني وقيام اخرى بإدماجها في السهر والحانات وارتياد مجالس السواح الجزائريين وارغامها على ربط‬
‫عالقات جنسية معهم بوضع مخدر لها في المشروب او باستعمال الضرب والتهديد واالحتجاز‪.97‬‬

‫وقد كانت طلبات النيابة العمومية المضمنة بملف قضية الحال تتمثل في ان " ما اتاه المتهمان من أفعال ال يمكن اال ان‬
‫تندرج ضمن خانة استقطاب او إيواء شخص باستعمال التهديد او االكراه والخداع واالحتيال واستغالل حالة استضعاف‬
‫وذلك بنية االستغالل المادي وتحصيل األموال بالنسبة للمتهمة وباستغالل الضحية جنسيا في البغاء والتسول واالستغالل‬
‫الجنسي لخاصة نفسه بالنسبة للمتهم مما يشكل في جانب المتهمين جريمة االتجار باألشخاص " اال ان قاضي تحقيق رأى‬
‫خالف ذلك وفتح النقاش بين النيابة والتحقيق ايدت فيه دائرة االتهام والمجلس قرار ختم التحقيق ليقضى مؤخرا في‬
‫القضية وفق اإلحالة المذكورة أعاله ووفق نصها‪.98‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬بخصوص جرائم االستغالل االقتصادي‬

‫قضت الدائرة الجنائية لدى المحكمة االبتدائية بسليانة بتاريخ ‪55‬نوفمبر ‪ 5157‬في القضية عدد ‪ 591‬بعدم سماع الدعوى‬
‫في حق المتهمين باالتجار باألشخاص‪.99‬‬

‫وتتلخص وقائع القضية في االشتباه بأجنبي يتوسط ألبناء بلده اإليفواريين في العمل باجر شهري يتراوح بين ‪ 511‬و‪111‬‬
‫د مقابل عمولة خالصة لنفسه تقدر بأجرة عمل ‪ 5‬او ‪ 1‬أشهر يقبضها في حق االيفواريين الذين يباشرون العمل طيلة تلك‬
‫الفترة من دون اجر‪.100‬‬

‫ولئن وجه قاضي التحقيق تهمة االتجار باألشخاص لألجنبي وتهمة المشاركة في االتجار باألشخاص للتونسيين الذين‬
‫تعامال معه اال ان المحكمة رات غير ذلك وقضت في حقهم جميعا بعدم سماع الدعوى‬

‫بناء على‪:‬‬

‫‪ -‬تصريحات المتهم " وحيث ثبت من تصريحاته ان غايته كانت اعانة أبناء بلده على إيجاد شغل وانه يتم توفير شغل‬
‫محترم باجر قدره ‪511‬و‪ 111‬د شهريا مقابل ساعات عمل قانونية ولم يصدر عنه أي فعل الستغاللهم"‬

‫‪ -‬وتصريحات الشهود الذين أكدوا عدم تعرضهم ألي استغالل اقتصادي او جنسي او اي نوع اخر من األذى‪.‬‬

‫‪ -97‬يراجع في ذلك قرار ختم البحث المذكور أعاله وكذلك سمر جعيدي ‚ االتجار باألشخاص في تونس ‚مرجع سابق ص ‪49‬‬
‫‪ -98‬سمر جعيدي‚ االتجار باالشخاص في تونس‚ مرجع سابق ‚ص‪49‬‬
‫‪ -99‬ملحق عدد ‪6‬‬
‫‪ -100‬سمر جعيدي‚ االتجار باالشخاص في تونس‚ مرجع سابق ‚ ص ‪11‬‬
‫‪- 31 -‬‬
‫ويشهد هذا الحكم انتقادات شديدة في ظل تواجد شاهدتين من شانهما ادانة األجنبي وهما شهادة "راوول" و "كاراموكو"‬
‫حيث صرح ‟راوول‟ لدى قلم التحقيق بان ثمن تذكرة الطائرة يقدر ب‪ 8272‬د لكن جوزي اخذ ‪8022‬د وانه لم يستطع‬
‫المناقشة على الرغم من المساس بحقوقه ألنه في موقف ضعف ويرغب في الشغل وال يعرف أحد وهو في بلد أجنبي‬
‫فقبل على مضض كما أضاف بان جواز سفره سلمه جوزي للمؤجر وتم ارجاعه له من قبل باحث البداية عند سماعه لديه‬
‫‚في حين افاد ‟كاراموكو‟ بان عائلته هي من دفعت له ثمن التذكرة وان جوزي استولى على مبلغ قدره ‪8222‬د من‬
‫‪101‬‬
‫المؤجر وتركه هناك ليعمل دون اجر‪‟..‬‬

‫ويبدو ان المحكمة قد اهملت هاتين الشهادتين وأنها لم تكرس حماية فعلية للضحايا باإلضافة الى عدم اعتماد األبحاث‬
‫على وسائل طرق التحري الخاصة فكانت النتيجة انكار الضحايا لواقعة االتجار وكشف هوية المبلغ عن شبهة االتجار‬
‫واالفراج عن المتهم وضياع حقوق االفراد واندثار حادثة االتجار‪..‬‬

‫ويتحمل جميع المتدخلين في المسار القضائي للضحايا االيفواريين هاته النتيجة التي قد تتسبب في إمكانية معاودة إيذائهم‬
‫في المستقبل‪...‬‬

‫‪ -101‬قرار ختم بحث عدد ‪8192/1‬‬


‫‪- 32 -‬‬
‫خالصة الجزء الثاني‬

‫كشف تطبيق قانون منع االتجار باألشخاص عن عديد الصعوبات التي يجب الوقوف عندها ومعالجتها من ذلك ضرورة‬
‫مراجعة القوانين التي تتعارض مع احكامه وتتسبب اما في سجن الضحية واما في افالت الجناة من العقاب ومعاودة إيذاء‬
‫الضحايا‪.‬‬

‫كما كشف تطبيق قانون منع االتجار باألشخاص على عدم تمكن القضاة والمحامين واعوان الضابطة العدلية من التعرف‬
‫على الضحية او تمييزها عن المجرم وعلى عدم فهمهم عناصر الركن المادي لجريمة االتجار باألشخاص ويعود ذلك‬
‫باألساس الى عدم تلقيهم تكوينا كافيا في الغرض‪.‬‬

‫وقد أثر ذلك على مال الملفات الموضوعة امام القضاء وعلى حقوق الضحايا وعلى نجاعة القانون ونجاحه في‬
‫حمايتهم‪...‬‬

‫‪- 33 -‬‬
‫الخاتمة‬

‫يمثل االتجار باألشخاص ثالث مصدر للربح من الجريمة المنظمة بعد تجارة المخدرات واألسلحة ويشمل الرجال والنساء‬
‫واألطفال ممن يقعون ضحية الخطف القسري واالستدراج لممارسة أشكال مهينة من األعمال لمصلحة المتاجرين بهم‪.102‬‬

‫ويختلف هذا النوع من التجارة عن التجارة بمفهومها االقتصادي إذ يتخذ من اإلنسان موضوعا له ويجعله سلعة ويتيح‬
‫تداوله واستغالله بوسائل غير مشروعة تشكل انتهاكا يتنافى مع القوانين واألعراف الدولية‪.103‬‬

‫ورغم صدور مجموعة متنوعة من الصكوك الدولية التي تعنى بمكافحة استغالل األشخاص عموما إال أن بروتوكول منع‬
‫وقمع االتجار باألشخاص وبخاصة النساء واألطفال المكمل التفاقية األمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية‬
‫يعتبر أول صك عالمي يتناول على وجه الخصوص جميع جوانب االتجار باألشخاص‪.104‬‬

‫وقد استجاب المشرع التونسي في قانون منع االتجار باألشخاص ومكافحته للتوصيات الواردة بأحكام البروتوكول فاقر‬
‫حقوقا أساسية للضحية واعفاها من المسؤولية الجزائية وأحدث منهجية جديدة في التعامل معها تحفظ حقوقها وخصوصيتها‬
‫‚اال ان التطبيق كشف عن صعوبات عدة تحد من نطاق الحماية المذكورة وذلك بسبب عدم تكوين المتدخلين في المسار‬
‫القضائي للضحية بشكل كاف يمكنهم من التعرف عليها و تمييزها عن بقية المجرمين‚ وبسبب تواجد قوانين أخرى في‬
‫المنظومة القانونية تقر عقوبات ابسط بكثير من تلك المنصوص عليها بقانون منع االتجار باألشخاص‬

‫‪ -102‬هشام عبد العزيز مبارك ‚ماهية االتجار بالبشر بالتطبيق على القانون البحريني رقم ‪ 0‬لسنة ‪ 9118‬بشان مكافحة االتجار باألشخاص‚‬
‫‪‚9112‬ص‪9‬‬
‫‪ -103‬مكافحة االتجار بالبشر‚ مركز الدراسات و البحوث القانونية ‪ ،‬جامعة نايف للعلوم األمنية الرياض ‪‚ 1141‬ص‪19‬‬
‫‪ -104‬حافظ العبيدي‪ ،‬خصوصيات االتجار بالبشر‚ مجلة القضاء والتشريع‪ ،‬العدد ‪ ‚0‬افريل ‪‚ 9109‬ص ‪65‬‬

‫‪- 34 -‬‬
‫لذلك وجب مراجعة المنظومة ومعالجة النصوص التي تتعارض مع قانون منع االتجار وتتسبب في معاودة إيذاء الضحية‬
‫كما وجب تامين دورات تكوينية مكثفة لكافة المتدخلين في المسار القضائي للضحية ليساهموا بدورهم في تطبيق‬
‫مقتضيات قانون منع االتجار باألشخاص على الوجه األمثل‪.‬‬

‫المالحق‬

‫‪- 35 -‬‬
‫قائمة المالحق‬

‫الصفحة‬ ‫الملحق‬ ‫العدد‬


‫حكم جناحي ابتدائي عدد‪ 6622‬بتاريخ ‪ 04‬مارس ‪ 6300‬المحكمة‬ ‫‪0‬‬
‫االبتدائية بتونس‬
‫قرار جناحي استئنافي عدد ‪ 2240‬بتاريخ ‪ 6‬اوت ‪6300‬‬ ‫‪9‬‬
‫قرار تعقيبي جزائي عدد ‪ 2643‬بتاريخ ‪ 62‬جانفي ‪ 6300‬محكمة‬ ‫‪1‬‬
‫التعقيب بتونس‬
‫قائمة في الجمعيات الوطنية المتخصصة في استقبال وايواء النساء‬ ‫‪0‬‬
‫ضحايا العنف‬
‫جدول بياني في ترحيل االيفواريات للسنوات ‪6302-6302-6302‬‬ ‫‪2‬‬
‫حكم جناحي ابتدائي عدد‪ 023‬بتاريخ‪00‬نوفمبر ‪ 6302‬المحكمة‬ ‫‪5‬‬
‫االبتدائية بسليانة‬

‫‪- 36 -‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫باللغة العربية‬ ‫‪.I‬‬

‫‪ .0‬المؤلفات الخاصة‬
‫‪-‬هشام عبد العزيز مبارك ‚ماهية االتجار بالبشر بالتطبيق على القانون البحريني رقم ‪ 0‬لسنة ‪ 6332‬بشان‬
‫مكافحة االتجار باألشخاص‚ ‪. 6339‬‬

‫‪-‬مصطفى العدوي ‚ االتجار بالبشر ماهيته واليات التعاون الدولي لمكافحته ‚ دائرة القضاء ‚ابو ضبي االمارات‬
‫العربية المتحدة ‚‪6304‬‬

‫‪ -‬رامي متولي القاضي ‚ مكافحة االتجار بالبشر في القانون المصري والتشريعات المقارنة‚‬

‫‪ .9‬االطروحات‬
‫‪ -‬نجاة الجوادي‚ االتجار بالنساء في القانون الجزائي‚ أطروحة دكتوراه في القانون الخاص‚ كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية تونس المنار‚ السنة الجامعية ‪6302– 6302‬‬
‫‪ .1‬الدراسات والتقارير‬
‫ـ سمر جعيدي‚ االتجار باألشخاص في تونس‪ ꞉‬قراءة في ملفات قضائية ‚معاينة مادية ل ‪ 63‬محكمة تونسية ‚‬
‫جويلية ‪6309‬‬
‫‪ -‬حلمي التومي‚ دليل حول قانون منع االتجار باألشخاص ومكافحته في تونس ‚قانون عدد ‪ 20‬لسنة ‪‚6302‬‬
‫تونس ‚ماي ‪6309‬‬
‫‪ -‬التقرير السنوي للهيئة الوطنية لمكافحة االتجار باألشخاص ‪ ‚6302‬الهيئة الوطنية لمكافحة االتجار‬
‫باألشخاص‚ وزارة العدل‚ تونس‚‪ 60‬جانفي ‪.6309‬‬

‫‪ -‬حافظ العبيدي‪ ،‬خصوصيات االتجار بالبشر‚ مجلة القضاء والتشريع‪ ،‬العدد ‪ ‚4‬افريل ‪.6306‬‬

‫‪- 37 -‬‬
‫‪ -‬مكافحة االتجار بالبشر‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث‪ ،‬جامعة نايف للعلوم األمنية‪ ،‬الرياض ‪5155‬‬
‫‪ -‬حقوق االنسان واالتجار باألشخاص ‚ المفوضية السامية لألمم المتحدة ‚ صحيفة وقائع عدد ‪ ‚ 54‬نيويورك‬
‫و جنيف ‪.5151‬‬
‫‪ .0‬المحاضرات والمقاالت‬
‫‪ -‬رشيدة الجالصي‚ موقع الضحية في الخصومة الجزائية‚ مقال ‚بصدد النشر‪.‬‬
‫‪ -‬عمر اليحياوي ‚ خصوصية التجريم في قانون االتجار باألشخاص ‚ محاضرة مرقونة ‚ ملتقى دولي حول‬
‫االتجار بالنساء واألطفال أيام ‪2‬و‪ 2‬ديسمبر ‪‚ 6302‬كلية الحقوق والعلوم السياسية تونس المنار ‪.‬‬

‫باللغة الفرنسية‬ ‫‪.II‬‬


‫‪1. Conférences‬‬ ‫‪et rapports‬‬

‫‪- Charles- eric- cless, les organisations internationales et la traite des êtres‬‬
‫‪humains, fondements et objectifs des incriminations et des peines en droit européen et‬‬
‫‪international, colloque organisé par FUSL a Bruxelles ,2013.‬‬

‫‪- Lisa Dumoulin Rapport sur la lutte contre la traite et l’exploitation des êtres humains ,l‬‬
‫‪approche financiere en question‚ 2014‬‬

‫‪- 4eme Rapport General sur les activités du GRETA , Strasbourg ,2015‬‬

‫‪- 38 -‬‬
‫الفهرس‬

‫‪9‬‬ ‫المقدمة‬
‫‪55‬‬ ‫الجزء األول مظاهر الحماية‬
‫‪55‬‬ ‫الفصل األول إقرار حقوق أساسية للضحايا‬
‫‪55‬‬ ‫المبحث األول الحق في الحماية القضائية‬
‫‪55‬‬ ‫الفقرة األولى الحق في السالمة البدنية‬
‫‪55‬‬ ‫الفقرة الثانية الحق في الخصوصية‬
‫‪55‬‬ ‫المبحث الثاني الحق في المساعدة‬
‫‪55‬‬ ‫الفقرة األولى الحق في المساعدة القانونية‬
‫‪55‬‬ ‫ا‪ -‬الحق في الوصول الى الهيئات القضائية‬
‫‪51‬‬ ‫ب‪ -‬الحق في التعويض‬
‫‪51‬‬ ‫الفقرة الثانية الحق في المساعدة الطبية واالجتماعية‬
‫‪54‬‬ ‫الفصل الثاني إقرار حماية جزائية للضحايا‬
‫‪54‬‬ ‫المبحث األول عدم االعتداد برضاء الضحية لتقدير وقوع جريمة االتجار باألشخاص‬
‫‪54‬‬ ‫الفقرة األولى عند استعمال احدى الوسائل المنصوص عليها في القانون‬
‫‪57‬‬ ‫الفقرة الثانية إذا كانت الضحية طفال او شخصا عديم االهلية او من ذوي اإلعاقة الذهنية‬
‫‪57‬‬ ‫ا‪ -‬تجاوز نطاق االعفاء من العقاب الوارد بالمجلة الجزائية‬
‫‪59‬‬ ‫ب‪ -‬تجاوز نطاق الحماية الواردة بمجلة حماية الطفل‬
‫‪59‬‬ ‫‪-5‬مفهوم الطفل المهدد‬
‫‪51‬‬ ‫‪ -5‬نطاق حماية الطفل المهدد‬
‫‪51‬‬ ‫المبحث الثاني عدم مؤاخذة الضحية في ارتكابها جرما مرتبطا بإحدى جرائم االتجار‬
‫‪51‬‬ ‫الفقرة األولى ضرورة االرتباط المباشر للجرم بإحدى جرائم االتجار‬
‫‪51‬‬ ‫الفقرة الثانية ضرورة توفر صفة الضحية لمرتكب الجرم‬
‫‪55‬‬ ‫خالصة الجزء األول‬
‫‪55‬‬ ‫الجزء الثاني نقائص الحماية‬
‫‪51‬‬
‫الفصل األول الحماية المحدودة للضحايا‬
‫‪51‬‬ ‫المبحث األول الحماية المحدودة للضحية األجنبية‬
‫‪51‬‬ ‫الفقرة األولى محدودية فترة المنع من الترحيل‬
‫‪51‬‬ ‫الفقرة الثانية إمكانية ترحيل الضحية األجنبية‬
‫‪54‬‬ ‫المبحث الثاني الحماية المحدودة للصحية الطفل‬
‫‪54‬‬ ‫الفقرة األولى تجنيح عمل األطفال بالمنازل‬
‫‪57‬‬ ‫الفقرة الثانية مخالفة استغالل األطفال بالمناجم والمقاطع والحضائر‬

‫‪- 39 -‬‬
‫‪57‬‬ ‫الفصل الثاني خطورة المسار القضائي للضحايا‬
‫‪57‬‬ ‫المبحث األول صعوبة التعرف على الضحية‬
‫‪59‬‬ ‫الفقرة األولى بسبب عدم تكوين المتدخلين في المسار القضائي للضحية‬
‫‪59‬‬ ‫الفقرة الثانية دور الهيئة في التعريف بالضحية‬
‫‪58‬‬ ‫المبحث الثاني تمايز التوجهات القضائية في جرائم االتجار باألشخاص‬
‫‪58‬‬ ‫الفقرة األولى بخصوص االستغالل الجنسي‬
‫‪51‬‬ ‫الفقرة الثانية بخصوص االستغالل االقتصادي‬
‫‪55‬‬ ‫خالصة الجزء الثاني‬
‫‪55‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪51‬‬ ‫المالحق‬
‫‪54‬‬ ‫المراجع‬
‫‪59‬‬ ‫الفهرس‬

‫‪- 40 -‬‬

You might also like