You are on page 1of 5

‫مفهوم المدرسة التقليدية‪:  

‬‬

‫المدرسة التقليديّة‪: ‬‬
‫هي الرافد أو أسلوب فكري َظ َهر في نهايات القرن التاسع عشر في َعلم اإلدارة‬
‫وجاءت هذه المدرسة كثمر ٍة لل ّتفاعل الناجم بين عد ٍد من التيّارات" المنتشرة في تلك‬
‫الفترة و ُتعبّر عن محاور التفكير الخاصّة بروّ ادها فيما يتعلق بأمور تقسيم العمل وما‬
‫يتطلبه األمر من أن يكون عليه حتى تتح ّقق الكفاءة اإلنتاجية‪.‬‬
‫و أيضا‬
‫يُمكننا تعريف المدرسة التقليديّة بأنها عبارة عن نهج أو أداة فكريّة ُتنتهج إداريا ً لغايات‬
‫تطبيق العلوم اإلدارية واالقتصادية وإدخالها حيّز التنفيذ في ش ّتى مجاالت الحياة‬
‫اإلنسانية‪ ،‬ويعود السبب في َتسميتها بالكالسيكية كونها ال َمدرسة األولى التي عُنيت‬
‫بوضع القواعد واألساسيّات اإلداريّة‪.‬‬

‫نظريات المدرسة التقليدية‪: ‬‬


‫تتضمن المدرسة التقليدية أو الكالسيكيّة ثالث نظريات رئيسية وهي‪: ‬‬

‫‪ .1‬المبحث الثالث ‪ :‬النظرية البيروقراطية‬


‫البيرقراطية هي مفهوم يستخدم‪ ‬يشير إلى تطبيق القوانين بالقوة في المجتمعات‬
‫المنظمة وتعتمد هذه األنظمة على اإلجراءات الموحدة وتوزيع المسؤوليات بطريقة‬
‫هرمية وهنالك العديد من األمثلة على البيرقراطية المستخدمة يوميا‪ :‬األجهزة‬
‫الحكومات‪ ،‬والقوات المسلحة‪ ،‬والشركات الضخمة‪ ،‬والمستشفيات‪ ،‬والمحاكم‪،‬‬
‫والمدارس‪ .‬يعود أصل كلمة البيرقراطية إلى‪ ‬بيرو وهي كلمه المانيه ومعناها مكتب‪،‬‬
‫المستخدمة في بداية القرن الثامن عشر ليس للتعبير عن كلمة مكتب للكتابة فقط بل‬
‫للتعبيرعن الشركة‪ ،‬وأماكن العمل وكلمة قراطية وهي كلمة مشتقه من األصل‬
‫اإلغريقي‪ ‬كراتس‪ ‬ومعناها القوة أو السلطة والكلمة في مجموعها تعني قوة المكتب أو‬
‫‪1‬‬
‫سلطة المكتب‪.‬‬
‫‪ ‬حيث يشير فيبر في نموذجه بأن الرئيس (أي رئيس المنظمة) يحتاج إلى جهاز‬
‫إداري لتنفيذ األنظمة والقواعد واإلجراءات والتعليمات وفق هيكل تنظيمي ذو سلطة‬
‫هرمية تتجه من األعلى إلى األسفل وهذا الجهاز في تعريف فيبر هو البيروقراطية‬

‫‪1‬‬
‫المنيف‪ 2017.‬ص‪101‬‬
‫‪5‬‬
‫وهذا التعريف ينطبق على المؤسسات في جميع القطاعات في جميع البلدان ومهما كان‬
‫‪2‬‬
‫حجم المؤسسة‪.‬‬
‫‪  ‬ومن هنا أتت كلمة بيروقراطية‪ ،‬والتي تعني "حكم المكتب" باللغة الفرنسية وهو ما‬
‫دعاه إلى الخروج بنظريته عن النموذج المثالي للبيروقراطية باحثا ً فيه عن‬
‫الموضوعية والدقة واالنضباط والرشد من خالل توفر الخصائص التالية في‬
‫المؤسسة‪: ‬‬
‫االلتزام التام بالقواعد والتعليمات واألنظمة واإلجراءات هو ما يحدد تخصص الموظفين‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫أنشطة العمل هي واجبات رسمية منظمة وموزعة على األفراد في تسلسل هرمي‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫توزيع السلطة الرشيدة المشار إليها أعاله على الموظفين حسب واجباتهم ومسؤولياتهم‪.‬‬ ‫‪)3‬‬
‫إعداد وحفظ المستندات وأساليب العمل الرشيدة يجب أن يقوم بها ذوو خبرة‪.‬‬ ‫‪)4‬‬
‫السلطة تتطلب هرمية التنظيم من أعلى إلى أسفل‪.‬‬ ‫‪)5‬‬
‫‪3‬‬
‫تحقيق الرشد والعقالنية في المؤسسة بالمعرفة والمهارة ضرورة حتمية‪.‬‬ ‫‪)6‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬مؤسس النظرية البيروقراطية‬


‫يُعتبر الرّ ائد اإلداري األلماني ماكس فيبر هو مؤسس نظرية البيروقراطية‬
‫وواضعها ويُعتبر الهدف من إيجاد هذه النظرية هو تقديم وصف مفصّل حول‬
‫الجهاز اإلداري للتنظيمات وما يتركه من أثر على األداء والسلوك التنظيمي‪.‬‬
‫ماكس فيبر (‪1864‬م – ‪1920‬م) الذي قدم النموذج البيروقراطي كان ضابطا في‬
‫الجيش األلماني كما كان عالما ً في علم االجتماع وكان آلرائه تاثير على علماء‬
‫االجتماع والسياسة وقد كان مهتما ً بدراسة هيكل المجتمع االقتصادي والسياسي وأثر‬
‫التصنيع على تنظيم المنظمات الكبيرة والمعقدة ولم تكن أفكاره عن النموذج المثالي‬
‫‪4‬‬
‫للبيروقراطية سوى جزءاً من نظرية اجتماعية عامة كان يعمل عليها‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المفاهيم و االسس االدارية‬


‫ومن اهم المفاهيم واالسس التي تضمنتها نظرية (ماكس فيبر) ما يلي‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫المنيف‪ 2017.‬ص‪102‬‬
‫‪3‬‬
‫المنيف‪2017.‬ص‪103-102‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Kast 1970 p69‬‬
‫‪5‬‬
‫تدرج الوظائف‪ :‬ترتيب الوظائف ترتيبا هرميا يوجد نوع من التدرج الهرمي‬ ‫أ‪-‬‬
‫في مجال الوظائف اإلشرافية والمسؤوليات داخل التنظيمات البيروقراطية فكل‬
‫وظيفة من الوظائف التنظيمية تؤدي تحت إشراف الوظيفة التي تعلوها في نسق‬
‫التدرج الوظيفي ويعني تدرج المراكز والوظائف أن هناك تدرجا ً في الحريات‬
‫والمسؤوليات فكل رئيس له قدر من الحرية في إصدار األوامر إلى المرؤوسين‬
‫في حدود صالحياته ومسؤولياته وفي ضوء القواعد أو المعايير التنظيمية‬
‫السائدة وهكذا ال تكون السلطة البيروقراطية سلطة مطلقة لكنها سلطة رشيدة‬
‫حيث هنا تلتزم بالضوابط التنظيمية الرسمية والمحددة‪.‬‬
‫توزيع األعمال بناء على التخصص و بشكل رسمي‪ :‬تقسيم العمل بين‬ ‫ب‪-‬‬
‫األفراد على أساس من التخصص المبني على المؤهالت والخبرة فالتنظيم‬
‫البيروقراطي يتسم بالتقسيم الرسمي للعمل بين أعضائه‪.‬‬
‫تنفيذ العمل على اساس لوائح رسمية مكتوبة لضمان النمطية في االداء‪ :‬ان‬ ‫ت‪-‬‬
‫االلتزام بتلك اللوائح و التقييد بها يضمن تحقيق النمطية في العمل لكن شريط ان‬
‫تكون واضحة و مفهومة من قبلهم ألنها تعتبر حماية للمرؤوسين من تعسف‬
‫رؤسائه و توحد المعاملة بينهم وتمنع التحيز في التعامل مع االخرين كما هو‬
‫الحال الجهاز الحكومي‪.‬‬
‫التدوين الكتابي‪ :‬تعتمد اإلدارة البيروقراطية األسلوب الرسمي في التعامل مع‬ ‫ث‪-‬‬
‫األفراد العاملين فيها على الوثائق‪ ،‬والسجالت‪ ،‬والمستندات ويجري حفظ هذه‬
‫الوثائق بصورة يسهل معهـا تيسير أعمال المنظمة‪.‬‬
‫عدم التحيز‪ :‬اي ان تكون المصلحة العامة قبل المصلحة الشخصية و على‬ ‫ج‪-‬‬
‫البيروقراطي عدم استغالل وظيفته لخدمة اغراضه الشخصية‪.‬‬
‫االدارة المهنية‪ :‬هي ان تشغل الوظائف االدارية الرئاسية بفئة من المديرين‬ ‫ح‪-‬‬
‫المحترفين من اصحاب الخبرة و الممارسة في العمل االداري من اجل سالمة‬
‫اتخاذ القرارات في المنظمة مستثنيا بذلك المناصب السياسية في جهاز االدارة‬
‫العامة من هذه القاعدة‪ :‬رئيس الجمهورية – المحافظ – الوالي – و من يتم‬
‫انتخابهم بموجب انتخابات عامة‪.‬‬
‫وجود نظام خدمة خاصة باألفراد‪ :‬تؤدي المنظمة البيروقراطية إلى تحقيق‬ ‫خ‪-‬‬
‫األمن الوظيفي ألفرادها من خالل التقاعد‪ ،‬وزيادة الرواتب وإجراءات" الترقية‬
‫والتقدم المهني ويأتي ذلك من خالل زيادة حماس األفراد وإخالصهم ورفع‬
‫‪5‬‬
‫كفاءتهم الفنية وخلق سبل الرقابـة علـى األداء واسـتخدام األساليب العقالنية في‬
‫‪5‬‬
‫زيادة اإلنتاج وتحسين نوعيته‪.‬‬
‫د‪ -‬االدارة المكتبية في المنظمة البيروقراطية‪ :‬تتطلب و تحتاج لخبرة لذلك فإن‬
‫التدريب امرا ضروريا‪.‬‬
‫ذ‪ -‬السرية‪ :‬على البيروقراطي ان يراعي في عمله السرية و تتفاوت السرية و‬
‫تتفاوت السرية من عمل ألخر‪.‬‬
‫ر‪ -‬اعتبار الخدمة عمالء المنظمة هدفا‪ :‬على البيروقراطي اعتبار خدمة العمالء‬
‫هدفا منشوذا و تسهيل مهامه‪.‬‬
‫الخصائص األساسية للنموذج البيروقراطي‪: ‬‬ ‫‪ ‬‬
‫البيروقراطية كما استخدمه فيبر ال يحمل أي معان غير مرغوبة إنما‬ ‫‪ ‬‬
‫استخدمه ليصف به نموذجا ً مثاليا ً للتنظيم يقوم على أساس فكرة التخصص وتقسيم‬
‫العمل وتوزيع السلطة بين الموظفين أضف إلى ذلك الخصائص التالية الهامة جدا‪: ‬‬
‫تقسيم التنظيم إلى عدة مستويات وبشكل هرمي‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫االعتماد على المستندات والكتابات في كل شيء‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫االلتزام التام باألنظمة والقواعد والتعليمات المؤسسية‪ ،‬وان تتصف‬ ‫‪)3‬‬
‫بالشمولية والعمومية والثبات النسبي لتحقيق المصلحة العامة‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬االنتقدات الموجهة الى النظرية البيروقراطية‬
‫إهمال الفرد ومعاملته كآلة مما يؤدي إلى انخفاض الكفاءة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫البيروقراطية تعالج التنظيم على أنه نظام مغلق وليس نظاما مفتوحا يؤثر في‬ ‫‪‬‬
‫البيئة و يتأثر بها‪.‬‬
‫التركيز في تطبيق الرقابة و اإلشراف يؤدي إلى زيادة احتمال محاولة‬ ‫‪‬‬
‫االنحراف عن القواعد و المعايير‪.‬‬
‫االلتزام الشديد بالهرمية و الرسمية و السلطة جميعها مظاهر تؤدي إلى الجمود‬ ‫‪‬‬
‫و عدم المرونة‪.‬‬
‫التركيز على العقالنية و اآللية يؤدي إلى فشل المنظمات في التعامل مع السلوك‬ ‫‪‬‬
‫االنساني‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪،‬أمين فؤاد الضرغامي‪ :‬بيئة السلوك التسويقي‪ ،‬دار النهضـة العربيـة‪ ،‬القـاهرة‬
‫مصر‪1979 ،‬‬
‫‪5‬‬
‫ورغم جملة االنتقادات الموجهة للنظرية إال أنها تملك ميزة أساسية تكمن في‬
‫كفاءتها الفنية ودقتها الكبيرة و في الرقابة العميقة‪.‬‬
‫‪5‬‬

You might also like