Professional Documents
Culture Documents
ماركس هوركايمر – تيودر أدورنو – فريدرك بولوك – هربرت ماركيوز –فالتر بنيامين\ الجيل الثاني ألفريد شميث – يورجين هابرماس –
أولبرت فيلمر
:خالصة
نقدوا فكر السيطرة والهيمنة وبدالً من أن تصبح غاية العقل االكتشاف واالبتكار وقراءة الطبيعة تحقيقا لحياة أفضل ,أصبح العقل أداة في يد
السلطة والشركات واستخدموا اإلعالم في نزع الطابع التبريري لإلنسان ,ليدور في دائرة من المطامع الفردية التي نمتها هذه األجهزة .لهذا
كانت هناك أهمية بالغة للنقد الذاتي الذي يجب أن يمارسه عقل أي أمة ألن هذا النقد يتيح لألمة الوجود وفهم موقعها من خريطة العقول
المعاصرة المتصارعة في المصالح]19[.
مفهوم الثقافة قد يشير إلى مجاالت اإلنتاج الفكري ,استخدمت Xالسلطة السياسية مفهوم الثقافة طوال التاريخ لتؤكد على مفاهيم بعينها تريد
لألفراد أن يتحلوا بها ويعملوا على تحقيقها ]25[.تسود هذه النظرية في الدوائر األكاديمية بإنجلترا ومن روادها ستيوارت هول ,وتهتم
بالتحليل الثقافي لتسجيل مدى ارتباط ما تقدمه وسائل اإلعالم بحياة الناس .وتعتبر هذه المدرسة أن الهيمنة التي ترددها دائما ً في بحوثها هي
األسلوب المناسب Xوالسائد للعالقة بين من يملكون ومن ال يملكون .ويعتقد هول أن وظيفة وسائل اإلعالم هي دعم الهيمنة لمن هم في مراكز
القوة ,لكنه يرفض التفسير الماركسي االقتصادي حيث ال يرى أن هناك عالقة متكافئة Xبين الثروة والتفكير السياسي[.]26في بريطانيا
توجهت النظرية النتقاد وسائل اإلعالم التي رأت أن تكرس تقسيم المجتمع ونظام الطبقات فيه الذي يقسم بين طبقة النبالء وعامة الشعب.
ويتميز اتجاه النظرية بمحاولة فهم معنى الثقافة الجماهيرية ودورها في حياة الجماعات Xالمختلفة .كما تركز على االتجاه الثقافي في تفسير
دور الثقافة الجماهيرية في إخضاع الجماعات Xوالعناصر المعارضة والمتنافرة في المجتمع ,وجمع شتاتها .النظرية نابعة من النظرية
النيوماركسية .خالصتها أن المجتمع يعاني من ظلم واستعباد أولئك الناس الذين يسيطرون على وسائل اإلعالم]27[.تركز النظرية على
أهمية التعددية الثقافية ,ألن األمة التي تتعدد فيها وتتوازن أنماط الحياة تصبح أقل تعرضا ً للمفاجآت Xوأكثر قدرة على االستجابة للمواقف
الجديدة
يمكن نقل األفكار وتلقيها من أحدى اإلعالم دون وعي منا ,نتلقى الكثير من األفكار والعادات بصور ٍة يومية ,نتلقاها ونتبناها كمسلمات
,أحياناً ,من التلفاز أو السينما أو المسرح أو الموسيقى أو االنترنت .فدور الفن ثقافيا ً مهم جداً في تلقين وتلقي األفكار ايجابيا ً وسلبياً .فعلى
سبيل المثال األفالم األمريكية أثرت بزرع ثقافتها ووجدنا أنفسنا نتبع الثقافة األمريكية ونتلبسها ونحاكيها في اللغة واللبس والعادات .أن جذر
المشكلة في قوة تأثير السينما ,على سبيل المثال ,هو نمط التعامل غير المحترس معها باعتبارها مجرد لون من الترفيه ،دون مراقبة لألفكار
التي تحقنها بعقل المشاهد ،وينقل عن بعض المتخصصين شدة تأثير السينما بسبب جمعها Xبين الصور المتحركة واألصوات الناطقة
والمؤثرات الموسيقية ،وأنه من المحتمل أن تكون الحقا ً الوسيلة الوحيدة للتأثير في العالم! كما ينقل عن ريتشارد دريفوس قوله "هناك فنّانون
سينمائيون أثّروا ف ّي أكثر من أي كتاب مقرر ،أو معلم ،أو حتى الكثير مما علمه لي أبي وأمي" .مثالً كيف تعرض األفالم األمريكية الصورة
الوردية للجندي األمريكي ،أو إظهار النقد بدهاء عبر تصوير الخطأ باعتباره خطأ فردي شاذ عن قيم الجندية األمريكية المثالية ،وإظهار
.الجندي األمريكي في صورة البطل الذي ال يقهر
أول عملية دعائية حكومية في العصر الحديث كانت أثناء إدارة الرئيس ويلسون الذي انتخب رئيسا ً للواليات المتحدة األمريكية عام ,1916
وفق برنامج انتخابي بعنوان "سالم بدون نصر" ضمن منتصف الحرب العالمية األولى .في تلك األثناء كان المواطنون مسالمين ألقصى
الدرجات ولم يروا سببا ً لالنخراط والتورط في حرب أوروبية باألساس .قامت إدارة الرئيس بإنشاء لجنة للدعاية الحكومية أطلق عليها "لجنة
كريل" وقد نجحت اللجنة خالل ستة أشهر في تحويل المواطنين المسالمين إلى مواطنين تتملكهم الهستيريا والتعطش للحرب ,والرغبة في
تدمير كل ما هو ألماني وخوض حرب وإنقاذ العالم]37[.
خالصة النظرية
تهدف النظرية الثقافية النقدية إلى نقد وسائل اإلعالم التي تقوم بإنتاج ثقافات سريعة ومتنوعة ورغبوية تعيد صوغ األذواق والحاجات
.لمصلحتها
:نقدها
في تناول المنظرين النقديين للثقافة الجماهيرية قد أجروا قطيعة ساذجة مع ماضيهم الماركسي بإفراطهم الزائد في تقدير أهمية عناصر البنية
.الفوقية وتجاهلهم العوامل االقتصاديةة