Professional Documents
Culture Documents
تطور اللامركزية بالمغرب إلى غاية دستور 2011
تطور اللامركزية بالمغرب إلى غاية دستور 2011
عرض بعنوان:
تطور الالمركزية بالمغرب إلى غاية دستور 2011
ويترتب على تحديد اختصاص المجالس المحلية بقانون ,أنخ ال يجوز لإلدارة
المركزية أن تنتقص من اختصاصات تلك المجالس كما ال يجوز للهئيات
الالمركزية أن تحلل من أي اختصاص من االختصاصات المحددة لها قانوناً.
إال أن تحديد تلك االختصاصات ليس باألمر الهين نظراً للتداخل الكبير
الموجود بين الشؤون المحلية والشؤون الوطنية.
-أن يعهد باإلشراف على هذه المصالح إلى هيئات منتخبة :ألن اإلدارة
المحلية تسعى باألساس إلى إسناد المصالح المحلية إلى من يهمهم األمر.
-2ﻧﻔﺴﮫ ،ص.43 :
وذلك إلشباع حاجياتهم المحلية بأنفسهم .ولما كان من المستحيل على
جميع أبناء اإلقليم أو المدينة أن يقوموا بهذه المهمة بأنفسهم مباشرة ,فإن
المشرع قد يجعل إسناد هذه المصالح المحلية إلى من ينتخبونه نيابة عنهم.
ومن ثمة كان االنتخاب هو الطريقة األساسية التي يتم عن طريقها تكوين
المجالس المعبرة عن إرادة الشخص المعنوي العام اإلقليمي.
وبمعنى اَخر فإن الرقابة أو الوصاية اإلدارية تهذف إلى تمكين السلطة
المركزية من التنسيق بين عمل السلطات الالمركزية وبين نشاطها الخاص.
وذلك في اإلطار القانوني لذلك ألنه ال وصالة إال بوجود نص قانوني يقرها.
وفي هذا االطار شهدت الالمركزية الترابية تطورات عبر مراحل عدة إلى غاية
دستور ,2011ومنه تكمن أهمية الموضوع في التعرف على مراحل تطور
الالمركزية الترابية بالوقوف على مختلف النصوص القانونية التي واكبت هذا
التطور إلى حدود سنة .2011ورصد هذه التطورات وإغناء الحقل العلمي بها.
ولمعالجتنا هذا الموضوع إقتضينا االعتماد على المنهج التاريخي; لرصد
التطورات التاريخية التي شهدتها الالمركزية الترابية إلى غاية ,2011ثم المقاربة
التحليلية ,في تحليل وفهم محتوى النصوص القانونية التي واكبت هذا التطور.
ومنه برزت اإلشكالية التالية :ما هي أهم المحطات التي مرت منها الالمركزية
بالمغرب إلى حدود سنة ?2011
وتفرعت عنها مجموعة من األسئلة الفرعية التالية:
• ما هي أهم التعديالت التي دخلت على المنظومة القانونية المؤطرة
للجماعات الترابية?
• ماهي العوامل األساسية التي ابانت عن فشل المقاربة الكالسيكية
للجماعات الترابية بالمغرب في تدبير شؤونها? وهل يمكن اعتبار فشل هذه
المقاربة هي السبب الرئيسي في تبني مرحلة جديدة من الالمركزية بالمغرب
مع التعديل الدستوري ?1992
• ماهي اهم مراحل تطور الجهوية بالمغرب?وماهي النتائج التي خلفتها
تجربة ?1971
• ما هي االسباب التي ادت الى اعادة النظر في الوضع القانوني لظهير
1971واالرتقاء بالجهة الى جماعة محلية?
• ماهي المكانة التي اصبحت تحتلها الجهة في ضوء قانون ?47.96
• ماهي العوائق التي اعترت الجهة وحالت دون تحقيق ال مركزية
جهوية?
• ماهو تصور اللجنة االستشارية حول الجهوية المتقدمة بالمغرب?
• ما هي المقترحات التي خلصت اليها اللجنة االستشارية للجهوية قصد
تطوير الالمركزية الجهوية?
ولمعالجة كل هذه التساؤالت واالشكالية الرئيسية تم وضع التصميم التالي:
3ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﯾﺰ ﻋﺒﺪ ﷲ" :اﻟﻨﻈﺎم اﻹداري ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب ﻣﻨﺬ ﻗﺮون" ﻣﺠﻠﺔ اﻟﺸﺆون اﻹدارﯾﺔ ﻋﺪد 1ﯾﻨﺎﯾﺮ 1983ص .83
4
» A.Sedjari : « Les structures Administratives Territoriales et le Developpement local au Maroc
Rabat 1981, p :31.
الفرع األول:تطور الالمركزية بالمغرب إلى غاية سنة .1976
أهم ما ميز مرحلة ما قبل الحماية هو المركزية المطلقة في المخزن ,و ذلك أن
إدارة المخزن تآلفت آنذاك من عنصرين ,السلطان و الوزراء ,كوزير المالية
العامة )بيت مال المسلمين( وزير الحرب ,وزير الشؤون الخارجية )وزير
البحر(. 5
كذلك من بين أهم السمات التي طبعت هذه الفترة هو إنقسام المغرب إلى "بالد
المخزن" و "بالد السيبة" هذه األخيرة حيث القبائل تحكم نفسها بنفسها بعيدا عن
تدخل المخزن و في ظل السلطة الدينية للسلطان الشريف .فبالد السيبة كونت
لنفسها هيأة مؤلفة من أعيان القبيلة ,تقرر في جميع الميادين و تعين عضوا منفذا
لقراراتها يسمى "األمغار" و الهيأة المشرعة هي "الجماعة" حيث كان مصدر
التشريع لديها هو العرف.
فالجماعة آنذاك كانت تدار من قبل مجلس مختار و تطغى عليه الروح القبلية.
هذه الفترة هي ضحض للفكرة القائلة بعدم وجود تنظيم جماعي قبل دخول
سلطات الحماية إلى المغرب ,بل إن عهد الحماية حين حل عمل على التقليص
من دور و إختصاص الجماعة ,حتى يحد من نفوذها و يقضي على بالد السيبة
ليعمم الوضع لصالحه.6
خالل فترة الحماية أهم ما يمكن أن يقال هو حضور الرقابة المزدوجة,رقابة
المخزن و رقابة السلطة الفرنسية ,حيث أنه و إن كانت رقابة المخزن تأخد برأي
الجماعة ,قبل أي تعيين أو إجراء ,فالرقابة الحماية لم تعير أي إهتمام لرأي
الجماعة و تلجأ لمجالس أخرى جديدة أنشأتها على رأس القبائل و أوكلت لها
5
A.sedjari : op. Cit, p : 32
6
Benbachir : « L’administration Locale au Maroc » Imprimerie Royale Rabat, 1979, p :119
مهمة تسيير األراضي الجماعية .و عملت السلطات الفرنسية على إحداث
وحداث محلية جديدة,حيث منحت صفة بلدية إلى 16مدينة صارت تتمتع
بالشخصية المعنوية و الميزانية المستقلة .عموما فسياسة سلطات الحماية أنذاك
كانت تحاول إبعاد المغاربة من تسيير شؤونهم بأنفسهم ضمانا لمصالحها
اإلستعمارية.
و بعد حصول المغرب على اإلستقالل عرف المغرب قفزات نوعية إلعادة تنظيم
السلطة المركزية و الالمركزية و تكييفها مع المتطلبات و التحديات اإلقتصادية و
اإلجتماعية و تطور المجتمع و حاجات المواطنين .7و يمكن تقسيم هذه
المرحلة إلى مرحلة ما قبل ظهير 30شتنبر 1976و مرحلة ما بعده.
في مرحلة ما قبل ظهير 30شتنبر 1976شرعت الدولة أنذاك في إقامة قواعد
جديدة لالمركزية أساسها الدمقراطية الحقة تبدأ من أسفل الهرم اإلجتماعي و
السياسي للوصول إلى قمته ,فأنشأت مجالس جماعية و إقليمية و برلمانية و كان
البلد في تلك األثناء مقسما إلى حضيرتين مستقلتين الرباط و الدارالبيضاء إضافة
إلى 13منطقة أخرى هي
مكناس,فاس,تازة,وجدة,أكادير,أسفي,الجديدة,بني مالل,مراكش,
ورزازات,تافياللت,الشاوية,على رأسها عمال و باشاوات على المدن.8
في 1959تم وضع قانون اإلنتخابات الجماعية الذي اعتبر خطوة مهمة في إطار
المسلسل الدمقراطي الذي يرمي إلى تهذيب المواطن سياسيا و يؤهله للمشاركة
في تسيير شؤونه المحلية و تأسيس جماعته المحلية.9
هكذا كان ظهير 23يونيو 1960الذي حدد إختصاصات المجلس الجماعي
المنتخب و السلطة المحلية و إستمر العمل بمقتضيات هذا الظهير طيلة السنوات
7ﻣﻨﺠﺰات و أھﺪاف ،ﻣﻄﺒﻮع وزارة اﻷﻧﺒﺎء و اﻟﺴﯿﺎﺣﺔ ،1958 ،ص .5
8
JULIEN : « Le Maroc face aux Imperialismes 1914-1956 » Paris, 1978, p :380.
9
Julien : op.cit, p 474.
التي تلت دون تغيير ,حيث حقق هدا الظهير مستوى من التعايش التدريجي مع
المؤسسة الجماعية ,إلى أن إتضح التفاوت الشاسع بين الجماعات الحضرية و
القروية على مستوى المؤهالت التأطيرية و التقنية و اإلدارية على مستوى التجهيز
األساسي.10لذلك كانت فترة السبعينيات بداية البحث عن الوسائل القانونية
القادرة على جعل الجماعات المحلية"أنذاك" أداة فاعلة في التنمية و التغيير.
أما في مرحلة ما بعد ظهير 30شتنبر ,1976فهذا اإلصالح عد بحق أهم محطة
في تاريخ الالمركزية بالمغرب ,حيث ساهم في إنفراج المناخ السياسي .كما
اعتبر نقلة نوعية و كمية على مستوى صالحيات المجالس المنتخبة ,حيث
أصبح بإمكان الجماعات المحلية تحديد حاجياتها و تلبيتها وفق مخطط التنمية
اإلقتصادية المنصوص عليه في المادة 30من الظهير.
كما أن الظهير أعطى مجموعة من اإلمتيازات األخرى للجماعات الترابية,
كإقرار نظام جديد للجبايات المحلية ,إعادة هيكلة صندوق التجهيز الجماعي,
دعم النظام الجماعي بالجهوية.
الفرع الثاني :تطور الالمركزية بالمغرب مند سنة 1976إلى غاية سنة .2011
10
Le Vrault : « le fellah Marocain Défenseur du Trône » Paris, 1974, p :5-9.
ظروف موضوعية للتنمية الجهوية المتوازنة '' خاصة على المستوى
االقتصادي11.
وفي سياق تطوير اختصاصات الجماعات المحلية عرف المغرب تنظيم سبع
مناظرات وطنية للجماعات المحلية :الرباط ,1977مراكش ,1980مكناس
,1986الدار البيضاء ,1989الرباط ,1990تطوان ,1994الدار البيضاء
1998لتنظيم العالقة بين الدولة والجماعات المحلية.
وفي بداية تسعينات القرن الماضي ,يجب التذكير بحدثين بارزين ويتعلق األمر
بإعادة النظر في التقسيم اإلداري للمملكة سنة ,1992الذي سمح بإحداث
668جماعة جديدة واالرتقاء بالجهة إلى درجة جماعة محلية وذلك بموجب
الدستور المعدل لسنة .1996
واستمراراً لمسلسل تطور نظامي الالمركزية الترابية وعدم التركيز اإلداري
وإعماال للتوصيات المتراكمة عن المناظرات الوطنية السبع ,حاول المشرع
الميثاق الجماعي لسنة ,122002وعموماً ارتكز الميثاق في محاولته إصالح
وتأهيل العمل الجماعي على المحاور التالية:
Øتدقيق وتوسيع اختصاصات المجالس الجماعية ورؤسائها;
Øإقرار نظام لحقوق وواجبات المنتخب الجماعي;
Øإلغاء نظام المجموعة الحضرية وإقرار وحدة المدينة;
Øمراجعة النظام القانوني الخاص بمكتب المجلس;
Øمراجعة وتحديث قواعد الوصاية;
Øتخليق المرافق العام المحلي;
-اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﯾﺔ :ﻣﻦ اﻟﺘﺴﯿﯿﺮ اﻹداري إﻟﻰ ﺗﺪﺑﯿﺮ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص .349 11
وعليه فقد أرسى الميثاق الجديد دعائم ممارسة سليمة للعمل الجماعي عند
تحديده لالختصاصات الذاتية للمجلس الجماعي ,ونصه على أخرى قابلة
للنقل وثالثة استشارية .كما قدم عدة ضمانات للرفع من مردودية األداء
الجماعي ,وترسيم حدود اختصاص الرئيس خصوصاً في مجاالت الشرطة
اإلدارية وتمثيل الجماعة امام القضاء ,إضافة إلى إقرار نظام خاص بالمنتخب
يوسع حقوقه ويضبط واجباته بهدف تخليق المرفق العمومي المحلي13.
كما قام الميثاق بالتخفيف من الوصاية عبر التقليص من المواد الخاضعة
للمصادفة القبلية وإحالل الرقابة المقربة محل الوصاية المركزية بإسنادها للوالة
والعمال ,مع تخفيض اَجال المصادقة والتأشيرة على مداوالت المجالس
وقرارات الرؤساء ,إضافة إلى تعميم قاعدة تعليل القرارات الوصائية .ولتبسيط
قواعد التسيير ,تمت مراجعة نظام الدورات وإعداد جدول األعمال والنصاب
القانوني وطريقة التصويت على المداوالت ومسطرة تعيين الكاتب ومقرر
الميزانية.
وقد أضحت مالية الجماعات الترابية مع الميثاق الجماعي لسنة 2002أكثر قوة
وعصرنة ,فقد حاول ـ الميثاق ـ تعزيز الدور االقتصادي واالجتماعي للجماعة
عبر الرفع من دورها في إنعاش التنمية وخلق الثروات وإحداث مناصب شغل
وتهيئة التراب ,حيث تم تمتيع ميزانيات الجماعات الترابية بنظام التبويب
-ﻣﻮﻻي ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺒﻮﻋﺰاوي ،ﺗﺤﺪﯾﺚ اﻹدارة اﻟﺘﺮاﺑﯿﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب ﻧﺤﻮ ﺗﺮﺳﯿﺦ اﻟﺪﯾﻤﻮﻗﺮاطﯿﺔ وﻛﺴﺐ رھﺎن اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ ،ﻣﻨﺸﻮرات ﻣﺠﻠﺔ 13
-14اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.55 :
صدر على عقب ذلك سنة 2009تعديل للميثاق الجماعي لسنة ,2002عبر
صدور القانون رقم 1517.08والذي جاء بالعديد من المستجدات التي تهم
باألساس ترسيخ قيم الحكامة والفعالية عبر دعم دور المنتخب المحلي
واإلدارة الجماعية وتعزيز آليات التعاون والشراكة وهي:
(3دعم وتقوية أدوار اللجان الدائمة للمجلس وذلك من خالل) :المادة ( 14
-15اﻟﺠﺮﯾﺪة اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻋﺪد ،536ﻋﺪد 5711ﺑﺘﺎرﯾﺦ 23ﻓﺒﺮاﯾﺮ .2009
-تمكين رئيس اللجنة من التسجيل التلقائي في جدول أعمال دورات
المجلس ,لنقطة تتعلق بتقديم عرض حول المهام المنوطة باللجنة ,أمام
المجلس الجماعي في إطار جلسة عمومية.
-إضافة لجنة دائمة رابعة للجان الدائمة الحالية ,تخص المرافق العمومية
المحلية ,بالنسبة للجماعات التي يزيد عدد سكانها عن 100.000نسمة.
-تمكين رؤساء اللجان الدائمة من تعويضات على غرار النظام المطبق
بخصوص تعويضات أعضاء مكتب المجلس الجماعي.
(6تبسيط المساطر حتى تتاح إمكانية برمجة الفائض المالي في حالة التصويت
بالرفض على الحساب اإلداري ,وذلك باالعتماد على برمجة حساب التسيير
الخاص بالقابض ,في انتظار قرار المجلس الجهوي للحسابات ,ويهدف هذا
اإلجراء إلى تجاوز حاالت الشلل التي تطال سير عدد متزايد من المجالس
المحلية.
(7تمكين أعوان وموظفي الدولة والمؤسسات العمومية المنتخبين رؤساء
للجماعات الحضرية والقروية أو رؤساء لهيآتها ,وذلك بطلب منهم حق التفرغ
التام لممارسة مهامهم ,مع احتفاظهم بوضعيتهم النظامية داخل اإلدارات
التابعين لها.
ولم يقتصر التعديل فقط على الميثاق الجماعي لسنة ,2009بل شمل أيضاً
صدور القانون 45.0816المتعلق بالتنظيم المالي للجماعات المحلية
ومجموعاتها ,وقد جاءت مقتضياته عصرية وتفتح اَفاقاً جديدة أمام التدبير
المالي الجماعي بعد أن أزالت عدة عقبات:
تخفيف الوصاية عن طريق حصر األعمال الخاضعة للمصادقة القبلية ,وتحديد
مجاالتها ,وإلغاء الوصاية القبلية التي كانت تمارسها وزارة المالية.
جعل القواعد والمساطر المتعلقة بالميزانية أكثر مرونة ,لتكريس استقاللية
المجالس ومسؤولية اآلمرين بالصرف والسماح بتعديل الميزانية خالل السنة
-16اﻟﻈﮭﯿﺮ اﻟﺸﺮﯾﻒ رﻗﻢ 09-02اﻟﺼﺎدر ﻓﻲ 22ﺻﻔﺮ 18 ) 1430ﻓﺒﺮاﯾﺮ ( 2009ﺑﺘﻨﻔﯿﺬ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 45.08اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ
ﺑﺎﻟﺘﻨﻈﯿﻢ اﻟﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ وﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺗﮭﺎ ،اﻟﺠﺮﯾﺪة اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻋﺪد .5711
عقلنه تدبير المالية المحلية والتي تنفذ عن طريق:
تشجيع إنجاز برامج متعددة السنوات تندرج في إطار المخطط الجماعي
للتنمية.
وضع مساطر وميكانزمات لتسوية الحاالت الناجمة عن عدم المصادقة أو
رفض الحساب اإلداري.
ضبط عمليات اإلعداد ,والتصويت والموافقة على الميزانية بشكل يضمن
تنفيذها في بداية السنة المالية.
وأخيرا وضع إطار للمراقبة ومحاسبة الجماعات المحلية17.
وعلى مستوى العماالت واألقاليم ولكي تصبح في نفس مرتبة الجماعات فقد
بادر المشرع إلى إصدار قانون جديد رقم 79.0018يهدف إلى جعل العماالت
واألقاليم بالفعل مؤسسة وسيطة بين الدولة والمواطنين وفضاء مهما لتطبيق
آليات الحكامة وأن هذه المؤسسة تحتضن مؤسسة أخرى قائمة بذاتها وهي
الوالي أو العامل الذي يتوفر على وظائف رائدة في ميدان التنمية المحلية19.
أما من حيث االختصاصات المتاحة لمجالس العماالت و األقاليم ,فالقانون
79.00جاءت مواده المنظمة الختصاصات مجالس العماالت و األقاليم أكتر
تفصيال و وضوحا من الظهير 1963حيت تم تدعيم الدور الذي تلعبه العمالة أو
اإلقليم في إنعاش التنمية القروية ودعم برامج التجهيز بالجماعات القروية
وإنعاش التضامن بين الجماعات المكونة للعمالة أو اإلقليم و تقليص الفوارق
التنموية بينهما ,فضال عن تقوية الدور الموكول لهذه الجماعة الترابية في ميدان
العمل االجتماعي والثقافي وإنعاش التضامن لفائدة المناطق أو الفئات
-17أﻧﻈﺮ ﻣﻮﻗﻊ ﺑﻮاﺑﺔ اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺘﺮاﺑﯿﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮبhttp://www.pncl.gov.ma/ :
-18اﻟﺠﺮﯾﺪة اﻟﺮﺳﻤﯿﺔ ﻋﺪد 5058ﺑﺘﺎرﯾﺦ 2002/11/21اﻟﺼﻔﺤﺔ .3490
-19اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ ﻗﺮﯾﺸﻲ :اﻟﺘﺪﺑﯿﺮ اﻟﻤﺤﻠﻲ واﻟﺤﻜﺎﻣﺔ اﻟﺘﺮاﺑﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﯿﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ،ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ،ﺳﻠﺴﻠﺔ
اﻟﺪراﺳﺎت اﻟﺪﺳﺘﻮرﯾﺔ واﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ ،اﻟﻌﺪد اﻟﺮاﺑﻊ ،2015 ،ص.249:
المحرومة ,...كل هاته االختصاصات تصب في قالب واحد وهو التنمية,
وذلك عن طريق حكامة ترابية تتوخى التدبير الجيد للشؤون اإلقليمية بشكل
فعال يخلق الثورة ويساهم في حل مختلف اإلشكاليات االجتماعية.
فبعد أن أصبح تنظيم العماالت واألقاليم أحد العوامل الحاسمة لتحقيق التنمية
االقتصادية واالجتماعية ,في إطار مواجهة التحوالت العميقة التي يعرفها تدبير
الشأن المحلي ,وإلرساء سياسة جديدة للتدبير ,تم منح اختصاصات مهمة و
مفصلة شيئا ما لمجالس العماالت و األقاليم .
أ -فالبنسبة " لالختصاصات الذاتية " والتي نصت عليها مقتضيات المادة 36من
القانون 79.00فإن المجلس يتكلف بالشؤون المتعلقة بالتنمية االقتصادية أو
االجتماعية المتعلقة بالعمالة أو اإلقليم وكذلك برامج التجهيز والتنمية إضافة
إلى األعمال المتعلقة بالبث في إحداث مقاوالت وشركات االقتصاد المختلط,
ذات الفائدة للعمالة أو اإلقليم أو المساهمة فيها ,إضافة إلى كل األعمال
الخاصة بإنعاش التشغيل طبقا للتوجهات واألهداف الوطنية.
ويتكلف مجلس العمالة أو اإلقليم بإبرام اتفاقيات التعاون أو الشراكة مع
اإلدارات العمومية أو الجماعات المحلية والهيئات العمومية أو الخاصة,
والفاعلين االجتماعيين ,وكذلك توقيع اتفاقيات التوأمة و التعاون الالمركزي و
االنخراط والمشاركة في أنشطة المنظمات المهتمة بالشؤون المحلية ,و كل
أشكال التبادل مع الجماعات الترابية األجنبية.
أما فيما يخص باقي "اختصاصات مجلس العمالة أو اإلقليم" فيتعلق جزء منها
بالشؤون المالية وأمالك العمالة أو اإلقليم ,بحيث يتكلف المجلس بدراسة
الميزانية والحساب اإلداري ,وكذلك فتح حسابات خصوصية وإعتمادات
جديدة ,رفع مبالغ االعتمادات وتحويلها من فصل إلى فصل ,و تحديد سعر
الرسوم و تعرفة الواجبات ومختلف الحقوق التي تقبض لفائدة العمالة أو
اإلقليم ,إضافة إلى التقرير في االقتراضات والضمانات ,والمحافظة على
ممتلكات العمالة أو اإلقليم ,وتأهيلها و صيانتها ,واالقتناءات والتفويتات
والمعاوضات واإلكتراءات و كل المعامالت المتعلقة بالملك الخاص التابع
للعمالة أو اإلقليم ,واالحتالل المؤقت للملك العمومي .
أما "االختصاصات المتعلقة بالمرافق العمومية والتجهيزات العمومية" فإن
مجلس العمالة أو اإلقليم يتكلف بإحداث المرافق العمومية و تحديد طرق
تدبيرها ,و كذلك إنجاز و صيانة الطرق التابعة للعمالة أو اإلقليم ,والبث في
إحداث المرفق العمومي للنقل بين الجماعات و تحديد طرق تدبيره.
أما "االختصاصات المتعلقة بالشؤون االجتماعية و الثقافية و التعمير و البيئة ",
فإن المجلس مكلف بإنجاز برامج اإلسكان أو إعادة هيكلة النسيج الحضري,
والسكن غير الالئق بالوسط الحضري والقروي ,ويقوم أيضا بالمحافظة على
المواقع الطبيعية والتراث التاريخي و الثقافي والفني ,إضافة إلى إنعاش الرياضة
وكل أعمال التضامن االجتماعي أو ذو طابع إنساني ,كما يهتم أيضا بالسهر
على حماية شؤون البيئة .
وبصفة عامة يمكن القول أن القانون 79.00قد حاول إخراج العماالت
واألقاليم من جمودها اإلداري ومحدوديتها التنموية ,وحاول أن يفتح لها اَفاقاً
واعدة على صعيد التدبير االقتصادي .لكن ذلك لم يتحقق ,إذ لم يتم إرفاقه
بوسائل مالية وطاقات بشرية من شأنها أن تترجم طموحاتها واستراتيجيتها إلى
أرض الواقع وأن تكون بالفعل جماعة وسطية بين الدولة والمواطنين20.
ولكن في سياق كل هذه اإلصالحات والمستجدات والتي اقترنت في مقارباتها
األخيرة بالحكامة الترابية التي أشارت إليها التوجهات الملكية ,أبان كل ذلك
-20اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص.250 :
عن فشلها وسنعرض من خالل المطلب الثاني من هذا المبحث; األسباب التي
أدت إلى هذا الفشل.
إن هيكلة الجماعات الترابية الذي عملت به لمدة طويلة ,تظهر أن هذه األخيرة
ال زالت مهامها تنصب حول تأطير سياسي وإداري للسكان ,في حين ظلت
السلطة المركزية وممثلوها تمارس االختصاصات الجوهرية وتستحوذ على
الوسائل الكفيلة بخلق تنمية حقيقة في التصور والعمل ,فالهياكل الكالسيكية
وجدت أصال لتأمين وظائف الحكم وتأطير السكان ,وغير قابلة للقيام بالمهام
الجديدة في التنمية االقتصادية واالجتماعية ,22فهي من حيث أهدافها المعلنة
جماعة ترابية تدخل في نطاق الالمركزية ,لكن من حيث وظائفها تعتبر مؤسسة
أو مقاطعة إدارية تابعة للدولة ,خاصة على مستوى الجماعات القروية ,حيث
تبقى دائرة ذات طابع إداري وسياسي ,إذ لم تكتسب بعد بعدا اجتماعيا
كجماعة ترابية.
إن إطاللة سريعة على التشريعات الخاصة بالجماعات الترابية ,يظهر لنا بجالء
أنه لم تكن لدى واضعي ميثاق 1960رؤية واضحة واستراتيجية متكاملة للدور
التنموي الذي يمكن أن تلعبه الجماعات الترابية ,وحتى إذ تعمقنا مع ظهير
1976نجده الزال حبيس اعتبارات لم تستطع معها الجماعات الترابية أن
تتخلص من اإلطار اإلداري الضيق.
-22ﻋﺰﯾﺰي ﻣﻔﺘﺎح ،أطﺮوﺣﺔ ﻟﻨﯿﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم" ،اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﯿﯿﺮ اﻹداري إﻟﻰ ﺗﺪﺑﯿﺮ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ" ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺨﺎﻣﺲ ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ -أﻛﺪال ،اﻟﺮﺑﺎط – اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ،2001-2000ص.130
ومن خالل قراءة أفقية للنصوص القانونية التي تأطر عمل لجماعات الترابية
بالمغرب في فترة ممتدة من 1960إلى حدود سنة 2010يمكن استخالص
نتيجتين:23
هجانة البنيات وروتينية وظائف الجماعات الترابية ,عملت السلطات العمومية
غداة االستقالل على إبقاء النموذج االستعماري في التسيير اإلداري العام ,مع
بعض اإلصالحات الطفيفة المستوحاة من التجربة الفرنسية ,وهي إصالحات ال
تتماشى مع الخصوصيات الوطنية ,الشيء الذي جعل هذه النماذج المستوردة
غير مالئمة للواقع السياسي واالجتماعي واإلداري المغربي.
ولذلك فالجماعات الترابية بالمغرب التي كانت من المفروض أن تشكل البنية
األساسية لتأطير مختلف األنشطة الالمركزية ,لم تستطيع أن تقوم بهذا الدور
التنموي ,نظرا لهجانة بنياتها وهيمنة البعد اإلداري في المؤسسة والناتج أساسا
عن تأثر الواضح لدى واضعي ميثاق 1960بقانون 1884الفرنسي.24
الواقع أن المسألة الجماعية بالمغرب لم تكتسب أبعادها الحقيقية وتكرس
واقعها العملي ,إال بعد 1976في المجال الحضري على األقل ,ولذلك فإن
أهم العيوب التي ال زالت تطبع النصوص المنظمة للجماعات الترابية هي أنها ال
تطرح أهمية التباينات القائمة بين الجماعات الترابية وخاصة بين القروية
والحضرية إذ ظلت النصوص تتكلم عن نفس االختصاصات ونفس الموارد ,
وبالتالي ظلت بنية الجماعات القروية رهينة لمثالية المشرع المغربي دون أن
تستفيد من أي تطور عملي قصد التقليص الفرق الهائل بينها وبين مجموعة من
الجماعات على المستوى الحضري.
-23أﺣﻤﺪ ﺑﺮداري ،أطﺮوﺣﺔ ﻟﻨﯿﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم " ،اﻷﺑﻌﺎد اﻟﺴﯿﺎﺳﯿﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ ﻟﻨﻈﺎم اﻟﺠﮭﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب" ،ﺟﺎﻣﻌﺔ
ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺨﺎﻣﺲ ،ﻛﻠﯿﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ -أﻛﺪال ،اﻟﺮﺑﺎط – اﻟﺴﻨﺔ اﻟﺠﺎﻣﻌﯿﺔ ،2001-2000ص .82
-24ﻋﺰﯾﺰي ﻣﻔﺘﺎح ،أطﺮوﺣﺔ ﻟﻨﯿﻞ اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﻌﺎم" ،اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﺘﺴﯿﯿﺮ اﻹداري إﻟﻰ ﺗﺪﺑﯿﺮ اﻟﺘﻨﻤﯿﺔ" ،ﻣﺮﺟﻊ
ﺳﺎﺑﻖ ،ص .134
أما بالنسبة للعماالت واألقاليم ,فالتنظيم اإلقليمي جعل من العامل الجهاز
المنفذ لمقرارات المجلس ,وصاحب السلطة األولى في اإلقليم.
إن التأمل في االختصاصات التي منحت للعماالت واألقاليم يتضح لنا بجالء أن
هذه األخيرة ظلت تعاني من مجموعة من اإلكراهات حالت دون القيام هذه
األخيرة بوظائفها من قبيل ,هيمنة العامل على سائر الحياة االقتصادية ,مما
يجعل منه الرئيس الفعلي في حين تبقى وظيفة المجالس التداولية اإلقليمية
شكلية.25
ضعف السلطات االقتصادية للجماعات الترابية ,لقد تم إحداث الجماعات
الترابية في المغرب ما بعد االستعمار بهدف خلق ال مركزية إدارية وليست
اقتصادية ,مما جعل اإلطار القانوني المعتمد عليه وكذا بنيته الترابية من خالل
التقسيم اإلداري لم تكن إال استجابة لمعطيات سياسية وإدارية دون إقحام البعد
االقتصادي واالجتماعي في القاعدة األساسية لبناء الجماعات الترابية.
وهذا ما جعل المشرع المغربي منذ ظهير 1960ال يعطي للجماعات الترابية إال
اختصاصات تنصب أساسا في المجاالت اإلدارية العادية :الحالة المدنية,
التعليم ,في حين أن ان إصالح 1976وعلى الرغم من توسيعه لدائرة
االختصاصات وتجديد التدخل في بعض المجاالت االقتصادية واالجتماعية
والقافية ,فقد أبقاها محدودة ال من حيث إطارها القانوني العام بل أيضا من
حيث جوانبها المادية والبشرية.26
ولعل عمومية النص على التنمية بأبعادها الثالثة ,تؤدي إلى غموض فيما يرجع
لتحديد مختلف هذه المجاالت وقياس درجة التدخل ,بالمقابل لم يتحقق
التدخل االقتصادي والجتماعي للجماعات الترابية كما هو مطلوب للرفع من
-25اﻟﻤﺼﻄﻔﻰ اﻟﻘﺮﯾﺸﻲ " ،اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﻲ ﻟﻠﻌﻤﺎﻻت واﻷﻗﺎﻟﯿﻢ ﻣﺴﺘﺠﺪات ﻣﺤﺪودة وآﻓﺎق ﻣﺒﮭﻤﺔ" ،اﻟﺘﺪﺑﯿﺮ اﻟﻤﺤﻠﻲ واﻟﺤﻜﺎﻣﺔ
اﻟﺘﺮاﺑﯿﺔ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء اﻟﻘﻮاﻧﯿﻦ اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﯿﺔ اﻟﺠﺪﯾﺪة ،ﻣﻨﺸﻮرات ﻣﺠﻠﺔ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ ،ص.241:
-26ﻧﻔﺴﮫ ،ص .153
المستوى التنموي سواء بواسطة إنشاء مرافق محلية أو عن طريق تقنيات غير
مباشرة ,كأن تقوم بتوفير اإلطار المالئم لتشجيع واستقبل االستثمار الخاص.
تعرضت النخبة المحلية لعدة انتقادات مرادها ضعف األداء خصوصا من داخل
اإلدارة الترابية ,حيث رغم سعي المشرع إلى النص على عدة مقتضيات قانونية
كفيلة بتوفير الشروط الذاتية والموضوعية للرفع من هذا األداء إال أن انحراف
السلوك الوظيفي والغموض في االختصاص اإلداري ظل سمته األساسية.
وعند الخوض الموضوعي في مردودية النخبة المحلية من خالل التراكمات
السوسيو-ثقافية ,السياسية واإلدارية لفهم معيقات التحديث اإلداري الترابي,
سنجد أن هذه األخيرة ظلت حبيسة الشكالنية والعقم اإلبداعي والسلوكي
وكانت فيها المنفعة الذاتية والزبونية واالرتباط السلبي بالقبيلة واالرتباط السلبي
بالقبيلة أو الجماعة محدد وموجها ألدائها.27
فالنخبة القروية مثال تعتمد في تعبئتها لقواعدها وحصولها على تمثيليتها النيابية
على المحددات القبلية والفوائد الرمزية والمادية التي يرى عبرها الناخب عملية
التصويت ,أي أن نوايا التصويت ترتكز إلى محددات مادية أكثر منها
موضوعية ,والحديث هنا عن المقاربة السلوكية في تحديد التوجه االنتخابي
للناخب.28
-27ﻓﺎطﻤﺔ اﻋﻠﯿﻠﻮش ،اﻟﺪﯾﻤﻘﺮاطﯿﺔ اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ ﻓﻲ ظﻞ اﻟﻌﮭﺪ اﻟﺠﺪﯾﺪ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻨﯿﻞ اﻟﻤﺎﺳﺘﺮ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن واﻟﻌﻠﻮم اﻹدارﯾﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﯿﺔ ،ﻛﻠﯿﺔ
اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﯿﺔ واﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ طﻨﺠﺔ ،2009-2010 ،ص.117:
-28ﻣﻮﻻي ﻣﺤﻤﺪ اﻟﺒﻮﻋﺰاوي ،ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ ،ص43 :
فهذه البنية التقليدية الجامدة أثرت على عملية التحديث في كل مستويات
اإلدارية والمجالية وغيرهما ,وخلقت اختالال واضحا في معادلة الواقع
المفروض توازنها بين الالمركزي والالمتمركز أي بين الناخب والمعين.
مما يوضح أن النخب المحلية المفرزة سياسيا أو مجتمعيا ليست مؤهلة كفاية
لتحمل مسؤولياتها كاملة والمحافظة على اختصاصات كاملة غير منقوصة,
كما أنه من المهم التحلي بالقدرة الالزمة للوفاء بها وليس التهرب منها في
ممارسة سياسية متواكلة.29
أدى تطور القانوني المتعلق بتوسيع وتدقيق اختصاصات الجماعات الترابية -
الجماعات الحضارية والقروية والعماالت واألقاليم – خاصة بعد إصالح سنة
2002إلى إعطاء هذه األخيرة صالحيات واختصاصات ال يقابلها تحويل في
الموارد ورصد االعتمادات.
إن أهم المداخل نحو تحديث اإلدارة الترابية والرفع من تنافسيتها المالية هو
إعادة النظر في طرق إعداد ميزانيات الجماعات الترابية وتنفيذها ونظام
الجبايات المحلية ,فالمداخيل الذاتية لهذه األخيرة حسب المعطيات ال تغطي
في أحسن األحوال 60في المائة من نفقاتها ,فإذا إذا كانت المداخيل الذاتية ال
تستطيع حتى تغطية نفقات المجال المنتخبة والموظفين وباقي النفقات
االستهالكية فكيف يمكنها أن تمول المشاريع وبرامج تنموية.
-29ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ ،ص.44 :
فالمداخيل الذاتية الجماعات الترابية حققت سنة 2005ما يفوق 7.2مليار
درهم وأغلبها مداخيل جبائية ,في حين تتعدى تحمالت هذه األخيرة 12مليار
درهم ,وتوضح لنا بجالء هذه المؤشرات ضعف التمويل الذاتي واالتكال على
االعتمادات المحولة من الدولة.
إضافة إلى مجموعة من األسباب األخرى التي أدت إلى فشل الالمركزية
الكالسيكية:
التقسيم الجماعي.
القانون االنتخابي.
التقطيع االنتخابي.
نمط االقتراع.
وفي ختام هذا المطلب ,جاز لنا طرح الفرضية التالي :هل فعال أن فشل
المقاربة الكالسيكية لالمركزية كانت السبب الرئيسي في تبني الجهوية ذات بعد
اقتصادي واجتماعي ,وهذا ما سوف نحاول اإلجابة عنه في المبحث الثاني.
المبحث الثاني :مسار الالمركزية الجهوية بالمغرب
بعد استحضار اهم المحطات التي مر منها التنظيم الالمركزي بالمغرب فيما
يخص العماالت واالقاليم ,سنتطرق في هذا المبحث الى الالمركزية على
مستوى الجهات ,من خالل التعرف على المسار الذي مرت منه هذه األخيرة منذ
الحماية الى غاية صدور القانون رقم ) 96-74المطلب األول( ,ثم مقترحات
اللجنة االستشارية كمرحلة انتقالية في مسار الجهوية )المطلب الثاني(.
ان التنظيم الجهوي الحالي الذي اخذ به المغرب هو تتويج لمراحل تاريخية مرت
منها الجهة ,فاذا كانت الجهة قبل دخول سلطات الحماية الى المغرب غير منظمة
ومقننة على أسس وقواعد تشريعية بقدر ما كان هناك نزاعات جهوية تستمد
أصولها وتنظيمها من الخصوصيات الجغرافية والقبلية ,فانه خالل فترة الحماية
سيعرف تنظيما جهويا يخضع الى االعتبارات األمنية والعسكرية وذلك بغية تشديد
المراقبة على كل أجزاء التراب الوطني قصد اخضاعها للسيطرة االستعمارية )
الفرع األول(.
اما بعد االستقالل فقد عرف المغرب تنظيما جهويا ال يحمل من مواصفات الجهة
اال االسم ) الفرع الثاني( ,لكن هذا لم يدم حتى عرفت الجهة الطار الدستوري
والمؤسساتي لها لكي يصبح الحديث ممكنا عن الجهة باعتبارها جماعة محلية
ومدى تفعيلها الليات وأساليب التنمية المحلية ) الفرع الثالث(.
الفرع األول :الجهة خالل فترة الحماية
لقد كان من اهداف سلطات الحماية هو تشديد المراقبة اإلدارية والترابية على
أجزاء المغرب خوفا من ردود الفعل السلبية اتجاه السلطات االستعمارية .من هذا
المنطلق وضعت سلطات الحماية تنظيما جهويا يعتمد على األساليب العسكرية
واألمنية .لهذا كان هدف هذه األخيرة من احداث المناطق والجهات هو تسهيل
عملية السيطرة على كل انحاء المغرب .لذا تم احداث جهات عسكرية بقرار
صادر عن المقيم العام الفرنسي في 4غشت .1912اما الجهات المدنية فقد
أحدثت ابتداءا من 27مارس ,1919وهي جهة الدار البيضاء وجهة الرباط ثم
جهة وجدة في 22دجنبر 1919في حين أحدثت جهة الغرب سنة .1920لكنه
ابتداء من سنة 1923تم تعديل التقسيم الترابي للمغرب وذلك بتقسيم المغرب الى
اربع جهات مدنية وهي الرباط -الدار البيضاء – وجدة – الغرب .وثالث مراقبات
وهي اسفي – مزاكان )الجديدة( وموغدور ) الصويرة( ,واحدثت ثالث جهات
عسكرية وهي فاس – مكناس – مراكش.
اال ان هذا التقسيم سيعرف تغييرا سنة 1935بحيث تم تقسيم المغرب الى
منطقتين فقط:
المنطقة المدنية وتضم ثالث جهات وهي :وجدة -الرباط -الدار البيضاء وثالثة
أقاليم وهي :اسفي – ميناء ليوطي – مزاكان.
المنطقة العسكرية وتضم ثالث جهات وهي :فاس – مكناس – مراكش ,وأربعة
أقاليم وهي تازة – تافياللت – تخوم درعة – وسط االطلس.
ويمكن القول بان التنظيم الجهوي الذي ساد خالل فترة الحماية قد املته
االعتبارات األمنية والعسكرية المتمثلة في ضرورة اخضاع كل المناطق وجهات
البالد الى سلطات الحماية ,كما ان المغرب باعتباره بلد ذو مساحة شاسعة قد
دفع بسلطات الحماية الى احداث هذا النوع من التنظيم الجهوي ذو الطبيعة
اإلدارية واألمنية التي يهدف من وراءها هو تشديد المراقبة على اطراف التراب
30
الوطني بصرف النظر عن االعتبارات االقتصادية واالجتماعية.
يمكن اعتبار التحديات التي واجهها المغرب بعد االستقالل ,هي التي جعلته
يعتمد الجهوية االقتصادية بمقتضى ظهير 1-71-77بتاريخ 16يونيو 1971وذلك
للتخفيف من ظاهرة ومركزية القرار ولتفادي تعثر التنمية وللحد من الفوارق
الجهوية ,حيث أعطت األهمية للعامل االقتصادي ليكون الحافز األساسي في
انشاء الجهات خاصة بعدما اتضح ان الجماعات المحلية واإلقليمية ال تتسع
للقيام بالمشاريع الكبرى.
ومن هنا اصبح ينظر لفكرة الجهوية من الزاوية االقتصادية ,حيث ان هذه األخيرة
بإمكانها ان تخفف العبء االقتصادي عن الدولة .خاصة وان الطريقة المركزية
في تسيير شؤونه المتعلقة بالتنمية االقتصادية قد ابانت عن فشلها وعد نجاحها,
كما ان المستويات السفلى من اإلدارة الالمركزية أصبحت هي األخرى غير قادرة
على القيام بمهامها بفعالية نظرا لقلة مواردها المالية والبشرية.
30
اﻟﻣﮭدي ﺑﻧﻣﯾر ،اﻟﺟﮭﺔ ﺑﯾن اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ واﻟﻼﺗﻣرﻛز اﻹداري" دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻟﻠﺟﮭوﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟرﺳﺎﻟﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ ﺣول اﻟﺗدﺑﯾر اﻟﻼﻣﺗﻣرﻛز ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر"،
ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ واﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،ﻋدد ،2002 ،10ص 17
لهذا أصبحت هناك ضرورة لوجود مستوى ترابي واداري وسيط بين السلطة
المركزية والجماعات المحلية بغية االشراف على التخطيط والتفكير للتنمية
الجهوية والمحلية.31
وهكذا اعطى ظهير 1971ميالد المؤسسة الجهوية واضفى الطابع الرسمي على
سياسة الجهوية ,ووضع اللبنة األولى لتنظيم حقيقي للجهة بالمغرب ,حيث
وضعها في اطار قانوني مؤسسي مبنيا وظيفتها وحدود مشاركتها في المسلسل
الوطني للتنمية وجاء كذلك ليترجم التوجه الجهوي الذي اصبح من صميم
االختيارات االقتصادية بالمغرب.
اال انه ال يجب ان يفهم من ذلك ان الظهير قد احدث تحوال في سياسة الجهوية,
واالرتقاء بالجهة الى مكانتها المالئمة ,ففي ظل هذا الظهير تظهر دونية الجهات
االقتصادية ,قانونيا وعمليا مقارنة مع الجماعات المحلية األخرى ,االمر الذي
يجعلها فقط مجرد اطار عمل اقتصادي للقيام بالدراسات وإنجاز المشاريع
وبرامج جهوية اكثر منها اطارا لتحقيق تنمية شاملة متوازنة ومنسجمة لمختلف
أجزاء المملكة.
وبالفعل اذا رجعنا الى المقتضيات القانونية خاصة الفصل 2من الظهير المذكور
نصادف التعريف التالي ":يراد بالجهة مجموعة من األقاليم التي تربط بينها او
يحتمل ان يربط بينها على الصعيد الجغرافي واالقتصادي واالجتماعي عالقات
كفيلة بتقوية نموها والتي تقتضي من جراء ذلك القيام بتهيئة عامة فيها."...
اذن فالجهة ال تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي ,وال تدخل في نطاق
ال الجماعات غير المركزة ,وال في صف الجماعات الترابية الالمركزية ,فهي
مجرد اطار لعدم تركيز اعمال الدولة واداة النجاز الدراسات والمشاريع الجهوية.
31
ﺣﻣﺑد اﺑوﻻس ،ﻣﺎرﯾﺎ زﻣﺑوﻧﯾﻧو ﺑوﻟﯾﺗو " ،دراﺳﺔ ﺣول اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب واﺳﺑﺎﻧﯾﺎ" ،ص 103
وفيما يخص تأليف المجالس الجهوية فقد كانت تضم المستشارين الجماعيين
المنتخبين ضمن مجالس العماالت واالقاليم ثم عناصر تمثل السلطة المركزية
والمصالح المهنية :
رؤساء المجالس اإلقليمية ومجالس العماالت الداخلة في دائرة النفوذ الترابي
للجهة.
ممثلي الغرف الفالحية وغرف الصناعة التقليدية والتجارة والصناعة العصرية في
حظيرة المجالس التابعة للجهة
خمسة أعضاء عن كل مجلس من المجالس اإلقليمية الداخلة في تراب الجهة
والذين يتم انتخابهم من طرف هذه المجالس لتمثيلها في المجالس الجهوية.
عمال العماالت واالقاليم الداخلة في دائرة نفوذ الجهة ومساعديهم ورؤساء
المصالح الخارجية لمختلف الوزارات ,فهؤالء يمكنهم حضور جلسات هذه
المجالس وكذا جلسات اللجان التي يمكن ان تكونها هذه المجالس.
وقد اسند المشرع مهمة رئاسة هذه المجالس الى رؤساء مجالس العماالت
واالقاليم لكن التجربة ابانت عن هيمنة ممثلي الدولة أي العمال على مستوى
المجالس الجهوية فهم يحضرون اجتماعات المجلس ,فضال عن ذلك فالفصل
7من الظهير المنظم للجهات اسند للعمال الكتابة العامة للهيئة االستشارية وربط
االتصال بين هذه الهيئة والسلطات المركزية والمحلية.فالعمال يعتبرون السلطة
المتحكمة فيها ,بحكم ان ممثلي المجالس اإلقليمية ليس لهم استقالال حقيقيا
فهم في تبعية تامة للعامل بمقتضى ظهير 1963المتعلق بالتنظيم اإلقليمي.
غير ان هذه المجالس الجهوية االستشارية كما يدل على ذلك اسمها ال تمارس
سوى اختصاصات استشارية فهي ليست بهيئات محلية تقريرية ,ومن ثم فهذه
المجالس ال يمكنها ان تتخذ أي قرار او تدبير يخص تنمية الجهة.
فاختصاصاتها تنحصر في تقديم رايها في كل ما يخص برامج التنمية االقتصادية
واالجتماعية والتهيئة الترابية التي تهم نطاق الجهات ,وينبغي ان تحاط علما
بحالة تقدم تنفيذ هذه البرامج.ويمكنها ان تطلب من السلطات المختصة تزويدها
بكل المعلومات حول مجرى االعمال والصعوبات التي تعرقل او تؤخر إنجازها,
ويمكنها كذلك ان تتقدم بكل المقترحات التي تهم انجاز المشاريع االقتصادية
واالجتماعية والتي من شانها ان تساعد على االزدهار االقتصادي واالجتماعي
للجهة ,فاختصاصات المجالس الجهوية هي اختصاصات استشارية ودورها يظل
دورا محدودا32.
التقسيم الجهوي وفق ظهير : 1971
اسفر ظهير 1971عن تقسيم التراب الوطني الى سبع جهات اقتصادية بناء على
مجموعة من الدراسات التي أعدتها مجموعة البحوث حول الجهوية GRE33
وهي:
الجهة الشمالية الوسطى تحتضن الحسيمة ,فاس ,تازة ,تاونات ,مساحتها تقدر
ب 43950كلم 2ساكنتها تفوق 2.720.000نسمة بكثافة سكانية تقدر 62,5
نسمة في الكلم المربع
الجهة االقتصادية الوسطى تضم والية الدار البيضاء واقاليم الجديدة سطات بن
سليمان خريبكة بني مالل وازيالل ,تغطي هذه الجهة % 5,8من مجموع التراب
الوطني ويفوق عدد سكانها 6.440.000نسمة حسب إحصاء سنة ,1987اكثر
من % 58منهم يعيشون في الوسط الحضري.
32
اﻟﺳﻌﯾدي ﻣزروع ﻓﺎطﻣﺔ ،اﻹدارة اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻷوﻟﻰ ،2003ص 128
33
رﺷﯾد ﺗوﻧﻔﻲ ،اﻟﺗﻘﺳﯾم اﻟﺗراﺑﻲ اﻟﺟﮭوي ﺑﺎﻟﻣﻐرب ،دراﺳﺔ ﻓﻲ أﻧﻣﺎط اﻟﺗﻘﺳﯾم واﻧﻌﻛﺎﺳﺎﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺟﮭوي ، 2015-1912رﺳﺎﻟﺔ ﻟﻧﯾل ﺷﮭﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر
ﺗﺧﺻص اﻟدراﺳﺎت اﻹدارﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق اﻛدال ،ص 41
الجهة االقتصادية الشرقية وتشتمل على أقاليم وجدة الناظور و فكيك يبلغ عدد
سكاتها 1.777.00وكثافة سكانية تتعدى 2346كلم 2كما تبلغ مساحتها
28.750كلم.2
الجهة االقتصادية الوسطى الجنوبية تضم أقاليم مكناس ,ايفران ,خنيفرة,
والراشيدية تمتد مساحتها على 79210كلم 2أي ما يعادل % 11,44من مساحة
البالد ,وعدد سكانها حسب إحصاء 1987وصل 1.698.000نسمة بكثافة
سكانية تبلغ % 21,5كلم.2
الجهة االقتصادية تانسيفت وتضم والية واقاليم مراكش اسفي الصويرة وقلعة
السراغنة تقدر مساحتها بحوالي 39000كلم 2عدد سكانها 3,5ماليين نسمة.
الجهة الشمالية الغربية وتضم والية الرباط سال واقاليم القنيطرة العرائش طنجة
تطوان شفشاون والخميسات ,تبلغ مساحتها 29955كلم 2وعدد سكانها يناهز
4.788.000نسمة وكثافة سكانية تقدر ب 5969ن/كلم.2
الجهة الجنوبية وتتكون من أقاليم اكادير تزنيت تارودانت طاطا كلميم طانطان
العيون السمارة بوجدور واد الذهب ورزازات ,تبلغ مساحتها 397025كلم, 2
اما عدد السكان فيصل الى 2.773.000نسمة بكثافة تبلغ . 6.98
ومن بين اهم االختالالت التي نتجت عن التقسيم الجهوي لظهير 1971عدم
التوازن على مستوى التقطيع الترابي .فبالعودة الى مضامين هذا التقسيم نجد ان
النتائج المحصل عليها كانت بعيدة عن األهداف المتوخاة منه من حيث منطق
الالتوازن وعدم التكافؤهما السمتان البارزتان اللتان سادتا بين مختلف جهات
المملكة.
وهكذا نجد الخريطة الجهوية التي انبثقت عن تجربة 1971ظلت تعاني من عدة
اختالالت يمكن اجمالها في مستتويين:
المستوى األول :ويتعلق االمر بالخريطة الجغرافية للتقسيم الجهوي بحيث نجد
تفاوتا من حيث النفوذ الترابي بين جهة تضم 11إقليم "الجهة الجنوبية" وجهة ال
تتعدى 3أقاليم "الجهة الشرقية" كما عانت بعض الجهات من غياب واضح من
حيث تكامل مواردها وامكانياتها مما نتج عنه تجميع عدة أقاليم فقيرة داخل
الجهة الواحدة مثل الجهة الشرقية التي تضم أقاليم اجدير الناظور وفكيك.
المستوى الثاني ويتعلق بغياب معيار التخصص القطاعي بين الجهات فاغلب هذه
الجهات شكلت تجميعا عشوائيا لالقاليم ,فقد تم الفصل بين إقليم فاس
ومكناس مثال رغم الترابط السوسيو ثقافي والمجالي للمنطقة.
ورغم التوازن الذي طبع التقسيم من كون جل الجهات توفرت على منفذ بحري
على الساحل األطلسي او المتوسطي ,فان جهة واحدة استثنيت من هذا االمتياز
وهي الجهة الوسطى الجنوبية مما جعلها كيانا ترابيا مغلقا على المنافذ الخارجية.
ويمكن القول ان جهات 1971كان من أسس تنظيمها الجانب الطبيعي قبل
البشري ,على اعتبار ان التقطيع الخاص ياالقليم يحترم حدود المجموعات
البشرية بمختلف مستوياتها ,فكان من وظائف التقطيع االقتصادي محاولة توزيع
الثروات الطبيعية بشكل متكافئ بين مختلف الجهات لتعميم حظوظ وفرص كل
مجموعة من األقاليم في اإلقالع االقتصادي.
اما فيما يتعلق باختصاصات المجالس الجهوية التي أحدثت بمقتضى ظهير
,1971فيمكن القول انها كانت تفتقد الى الكثير من الفعالية بسبب غياب الطابع
التقريري الذي كان باإلمكان ان يجعل من تدخالتها امرا ملموسا وذا جدوى ونفع
في مختلف الميادين االقتصادية واالجتماعية ,فحينما نرجع الى ظهير 1971فاننا
نجده قد منح المجالس الجهوية اختصاصات استشارية حيث لم يمكنها من اية
قوة قانونية ملزمة وكفيلة بتفعيل تدخلها والتاثير في العملية التنموية34...
34
ﺣﻣﯾد أﺑوﻻس ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق ،ص 106
الفرع الثالث :التجربة الجهوية وفق منظور قانون 96.47وجوانب القصور
والضعف
35
اﺣﻣد ﺳرداري "،اﻻﺑﻌﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﻧظﺎم اﻟﺟﮭﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب" اطروﺣﺔ ﻟﻧﯾل اﻟدﻛﺗوراه ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ،وﺣدة ﻋﻠم اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻟﻘﺎﻧون
اﻟدﺳﺗوري ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد اﻟﺧﺎﻣس ،ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق اﻛدال ،2002-2001 ،ص 18
مارس 1989اقر الملك الحسن الثاني ..." :وعلى الصعيد الجهوي
والمحلي...نتابع العمل الذي شرعنا فيه والهادف الى تحقيق الالمركزية"...
كما ان الرسالة الملكية الموجهة الى المؤتمر 21للعلوم اإلدارية المنعقد بمراكش
بتاريخ 24يوليوز من نفس السنة ترسخ هذا التوجه حيث جاء فيها .... " :ان
الالمركزية كانت ومازالت جزءا ال يتجزأ من المسلسل الديمقراطي الذي شهدته
بالدنا منذ االستقالل36....
وجل هذه الخطابات الملكية كرسها التعديل الدستوري لسنة ,1992والذي
جعل من الجهة جماعة محلية بموجب الفصل " 94الجماعات المحلية بالمملكة
هي الجهات والعماالت واألقاليم والجماعات الحضرية والقروية ,وال يمكن
إحداث أي جماعة محلية أخرى إال بقانون37 " .
وبعد مرور 4سنوات على هذا التعديل الدستوري الذي جعل من الجهة جماعة
محلية ,صدر القانون ,3896-47والذي حاول تفادي محدودية نتائج ظهير
16يونيو 1971وعجزه عن تفعيل نظام الجهة ببالدنا بسبب ضعف االطار
المؤسساتي .39تاله مرسوم 17غشت 1997والذي بموجبه الغيت التقسيمات
الترابية الجهوية ل 1971بعدما تبث فشلها بسبب سيطرة منطق اإلقليم على كل
توجه جهوي للمركز في مجال التخطيط والتنمية االقتصادية واالجتماعية.اضافة
للدور الكالسيكي للجماعات المحلية التقليدية األخرى الذي اصبح متجاوزا
وعاجزا عن مواكبة التطورات المتسارعة اعتبارا لوسائلها وحجمها ,اذ لم تعد
قادرة على االستجابة للمتطلبات الحديثة وإيجاد حلول مالئمة للمشاكل
الكبرى.
36ﻋﺒﺪ اﻟﻤﻮﻟﻰ اﻟﻤﺴﻌﯿﺪ " ،ﻣﺴﺎر وﺗﺤﻮﻻت ﺳﯿﺎﺳﯿﺔ اﻟﻼﻣﺮﻛﺰﯾﺔ اﻟﺘﺮاﺑﯿﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب ﺳﻌﯿﺪ" ،اﻟﺪار اﻟﺒﯿﻀﺎء :ﺻﻮﻣﺎدﯾﻞ،2012 ،
ص 91
37
ظﮭﯾر ﺷرﯾف رﻗم 1.92.155ﺻﺎدر ﻓﻲ 11ﻣن رﺑﯾﻊ اﻵﺧر 9) 1413أﻛﺗوﺑر (1992ﺑﺗﻧﻔﯾذ ﻣراﺟﻌﺔ اﻟدﺳﺗور .
38
ظﮭﯾر رﻗم 1.97.84اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ 2ﻓﺑراﯾر 1997واﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺗﻧﻔﯾذه اﻟﻘﺎﻧون ،47.96ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻧص اﻟﻣﻧظم ﻟﻠﺟﮭﺔ .
39
ﺣﻣﯾد اﺑوﻻس ،ﻣﺎرﯾﺎ زﻣﺑوﻧﯾﻧو ﺑوﻟﯾﺗو ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق،ص .108
ويمكن القول ان جل الدوافع وراء اقرار الجهوية كتقسيم ترابي وتنظيمي ,ذات
هدف تنموي بامتياز ,بعد ان تأكد فشل المركزية في االستجابة لمتطلبات
سوسيو -اقتصادية محلية متزايدة 40
االطار القانوني :
الجهة كجماعة محلية المركزية أصبحت تتوفر بمقتضى قاون 47.96على
هياكل وأجهزة تسهر على ضمان التدبير الديمقراطي للشؤون الجهوية طبقا
للنصوص الدستورية ,وهكذا تبرز أجهزة منبثقة عن التمثيلية االنتخابية )المجلس
الجهوي باألساس( كجهاز تداولي ,وأخرى تعتمد على التعيين )العامل/الوالي(
باعتباره جهازا تنفيذيا .
الجهاز التداولي:
استنادا الى المبدا الدستوي الذي يعطي للجهة حقها في إدارة شؤونها بطريقة
ديمقراطية لضمان تنميتها االقتصادية واالجتماعية والثقافية ,نصت المادة األولى
في فقرتها الثالثة من قانون 47.96على تولية مجلس جهوي منتخب بطريقة
ديمقراطية لمدة ست سنوات وفقا للشروط المحددة في مدونة االنتخابات ,قصد
إدارة شؤون الجهة بحرية.
المجلس الجهوي يتكون من ممثلين منتخبين للجماعات المحلية والغرف المهنية
والمأجورين كما يضم المجلس كذلك باإلضافة الى أعضاء البرلمان المنتخبين
في اطار الجهة ,رؤساء مجالس العماالت واالقاليم الواقعة داخل الجهة الذين
يحضرون اجتماعاته بصفة استشارية.
40
ﻣوﻻي ﻣﺣﻣد اﻟﺑوﻋزاوي " ،ﺗﺣدﯾث اﻹدارة اﻟﺗراﺑﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﻐرب ﻧﺣو ﺗرﺳﯾﺦ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ وﻛﺳب رھﺎن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،ﻣرﺟﻊ ﺳﺎﺑق،ص .145
وحسب المادة 10من نفس القانون ينتخب المجلس الجهوي من بين أعضائه
رئيسا وعدة نواب للرئيس يؤلفون مكتب المجلس المذكور ,وينتخب أعضاء
المكتب لمدة 3سنوات قابلة للتجديد.
يقوم الرئيس الذي يستعين في ممارسة اختصاصاته بمصالح الدولة في الجهة
بواسطة عامل العمالة او اإلقليم مركز الجهة ,يقوم بتعيين الكاتب العام للجهة
والمكلفون بالمهمة والمكلفون بالدراسات بمقرر يصدره ,غير انه البد ان
يحصل على تأشيرة عامل العمالة او اإلقليم مركز الجهة.
الجهاز التنفيذي:
القرارات الصادرة عن المجلس الجهوي ينفذها عامل العمالة او اإلقليم مركز
الجهة حسب المادة 54من قانون 47.96ولهذه الغاية فهو يتخذ التدابير الالزمة
بعد اخذ راي المجلس الجهوي.
كما يقوم وفقا لقرارات المجلس الجهوي وطبق الشروط المنصوص عليها في
المادة 54ب:
إنجاز أعمال الكراء والبيع والشراء وإبرام صفقات األشغال والتوريدات -1
وتقديم الخدمات ;
تنفذ الميزانية وإعداد الحساب اإلداري ; -2
اتخاذ قرارات ألجل فرض الرسوم واألتاوى ومختلف الحقوق وفقا -3
للنصوص التشريعية الجاري بها العمل في هذا المجال.
التقطيع الترابي:
تم احداث 16جهة بناء على المادة 4من القانون 96-47التي تنص على انه
يحدد بمرسوم عدد الجهات وأسماؤها وحدودها الترابية ومراكزها .ويحدد عدد
المستشارين الجهويين الواجب انتخابهم قي كل جهة وكذا توزيع المقاعد على
مختلف الهيئات الناخبة وفقا للتشريع الجاري به العمل.
وهو مرسوم 17غشت 1997والذي بموجبه الغيت التقسيمات الترابية الجهوية ل
1971بعد ثبوت فشلها بسبب سيطرة منطق االقليم على كل توجه جهوي للمركز
في مجال التخطيط والتنمية االقتصادية واالجتماعية.
جوانب القصور والضعف في قانون 96-47
ال خالف بان قانون 96-47المنظم للجهات كان يعد مكسبا هاما في تعزيز
وتقوية الصرخ الديمقراطي المحلي كان من شانه اغناء واثراء التجربة الجهوية
الالمركزية وتطويع النخب المحلية على كيفية ممارسة الشان الجهوي بما يخدم
متطلبات التنمية الجهوية.
لكن التجربة افرزت مجموعة من االختالالت والعديد من المعيقات القانونية
واالدارية ,والتي يمكن ابرازها على مستويات عدة:
المستوى القانوني :ان المعيار العام الذي استند عليه المشرع المغربي في تحديد
االختصاص الجهوي ,لم يسعف في توزيع االدوار بشكل واضح وصريح ,ولم
يرق الى وضع الحدود الفاصلة بين تدخالت كل من الدولة والجهة وباقي
الجماعات المحلية االخرى.
المستوى االداري :يشكل التقطيع الجهوي احد الحدود االدارية ,ذلك ان
المعايير التي اعتمدت في هذا التقسيم غلب عليها هاجس المراقبة واالمن اكثر
مما راعت تحقيق التوازن واالنسجام الداخلي لكل جهة والتكامل االقتصادي
واالجتماعي بين الجهات
على مستوى الموارد المالية للجهة :يتوزع نظام التمويل الجهوي الى مصادر
التمويل العادي ومصادر التمويل االستثنائي ,حيث تتشكل االولى من مصادر
ذاتية تتجلى في مجموعة من الضرائب والرسوم المحدثة لفائدة الجهات باالضافة
الى حصة من حصيلة ضرائب الدولة المحولة لفائدة الجماعات المحلية
والمتمثلة اساسا في الضريبة العامة على الدخل والضريبة على الشركات وضريبة
اضافية على الضريبة السنوية الى جانب ضرائب اخرى تم التنصيص عليها في
القانون المنظم للجهة ,41غير ان حصة الجهة من تلك الضرائب والتي ال تتجاوز
في الغالب نسبة ضئيلة تقدر ب % 1تظل رهينة بقوانين المالية مما يجعلها ترتبط
بوضعية المالية العامة وبالتالي التقلبات التي يمكن ان تتاثر بها هذه األخيرة,
سيؤثر بدون شك على حصة الجهة من الضرائب42.
المطلب الثاني :اللجنة اإلستشارية للجهوية ورهــان تطوير النموذج الجهوي
بالمغرب
تم تنصيب اللجنة اإلستشارية للجهوية من طرف الملك يوم 3يناير ,2010عهد
إليها بلورة نموذج وطني لجهوية متقدمة تواكب ورش اإلصالحات الدستورية,
خلصت اللجنة إلى إعداد تقرير يحتوي ثالث كتب ,وملحقات: 43
الكتاب األول :يقدم التصور العام للجهوية المتقدمة ,ويمهد أيضا لسلسلة من
المقترحات حول المشروع;
الكتاب الثاني :يتضمن تقارير موضوعاتية انبنت عليها المقترحات المشكلة
للتصور العام المعروض في الكتاب األول;
41
اﻟﻔﺻل 66اﻟﻔﻘرة 1ﻣن ﻗﺎﻧون 96-47اﻟﻣﻧظم ﻟﻠﺟﮭﺎت
42
اﻟﻣﺻطﻔﻰ ﺑﻠﻘزﺑور ،ﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﯾن اﻟدوﻟﺔ واﻟﺟﮭﺎت ،اﻟﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻣﻐرﺑﯾﺔ ﻟﺑﺣوث اﻹدارة واﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﻣﺎل ،اﻟﻌدد اﻟﺛﺎﻧﻲ ،ص 82
43اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻹﺳﺘﺸﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺠﮭﻮﯾﺔ ،ﺗﻘﺮﯾﺮ ﺣﻮل اﻟﺠﮭﻮﯾﺔ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ،اﻟﻜﺘــﺎب اﻷول ،اﻟﺘﺼﻮر اﻟﻌﺎم
الكتاب الثالث :يتضمن دراسة عن الجهوية باعتبارها أداة للتنمية اإلقتصادية
واإلجتماعية.
تضمن المشروع مقترحات عديدة ,يمكن إجمالها في اآلتي :
فيما يتعلق بالكتاب األول فقد عرض في قسمه التمهيدي القيم المؤسسة
للنموذج المقترح للجهوية المتقدمة وللغايات المتوخاة منه .
هذا النموذج حسب تصور اللجنة ,من شأنه أن يفتح السبيل إلرساء عالقات
جديدة بين الدولة والجماعات الترابية مبنية على الشراكة واإلشراف والمراقبة
المرنة عوض الوصاية; كما يعتبر التعاقد النهج المقترح إلقامة هذه الشراكة ,مع
ضرورة تنسيق السياسات العمومية الوطنية والترابية ,ومراجعة آليات
المراقبة من طرف الدولة بتفضيل اللجوء إلى التقييمات البعدية ..
تفعيل هذا المشروع كما تصورته اللجنة ,لن يتأتى إال تدريجيا على مراحل,
وتفعيله يرافقه تقييم مستمر يتجلى من خالل :
-على الصعيد المؤسساتي :الشروع في تفعيل الجهوية المتقدمة اليستدعي
مراجعة الدستور بل مجرد إعادة النظر في الالزم من المقتضيات التشريعية
والتنظيمية المعمول بها;
-من حيث اختصاصات الجهات ومنها أساسا اختصاصات مجالسها المنتخبة,
فيجب توسيع هذه اإلختصاصات للمجاالت اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية
والبيئية;
المقترحات :
تم تقديم هذه المقترحات بأسلوب توصيفي تيسيرا إلدراكها اإلجمالي ,وتتعلق
هذه المقترحات على التوالي ب :
– 1الحياة الديموقراطية الجهوية;
– 2توزيع اإلختصاصات وتمفصلها;
– 3أدوات الجهات في التنمية المندمجة والموارد المرتبطة بها;
– 4الحكامة والمراقبة من طرف الدولة;
– 5الالتمركز اإلداري والتقطيع الجهوي;
– 6التدابير الدستورية والتشريعية المواكبة لتفعيل المشروع;
46اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻹﺳﺘﺸﺎرﯾﺔ ﻟﻠﺠﮭﻮﯾﺔ ﺗﻘﺮﯾﺮ ﺣﻮل اﻟﺠﮭﻮﯾﺔ اﻟﻤﺘﻘﺪﻣﺔ ..ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ اﻟﺼﻔﺤﺔ . 43
إشراك اإلدارة الجهوية وبتشاور مع الفاعلين العموميين في الجهة .
47ﯾﻨﺺ اﻟﻔﺼﻞ 100ﻣﻦ دﺳﺘﻮر 1996ﻋﻠﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ ":اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﻤﺤﻠﯿﺔ ﺑﺎﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ھﻲ اﻟﺠﮭﺎت واﻟﻌﻤﺎﻻت واﻷﻗﺎﻟﯿﻢ واﻟﺠﻤﺎﻋﺎت
اﻟﺤﻀﺮﯾﺔ واﻟﻘﺮوﯾﺔ ،وﻻ ﯾﻤﻜﻦ إﺣﺪاث أي ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻣﺤﻠﯿﺔ أﺧﺮى إﻻ ﺑﻘﺎﻧﻮن"
-التكريس الدستوري لمبدأ اإلقتراع العام المباشر;
-تعديل الفصل 38من الدستور بالتنصيص فيما يعود لتمثيل الجماعات الترابية
لمجلس المستشارين في البرلمان ,على هيئتين ناخبتين عوض واحدة ,األولى
تتكون من أعضاء المجلس الجهوي ,والثانية تضم ممثلي باقي الجماعات
الترابية على صعيد الجهة;
-دسترة مواد جديدة وذلك بغرض إدراج بعض مبادئ الجهوية بغية تعزيز
استقاللية الجماعات الترابية خاصة في المجال المــالي ,تعنى هذه المبادئ ب :
-حرية التصرف بالموارد في حدود القانون;
-المعادلة بين الموارد واإلختصاصات ,ويتعلق األمر بالتكريس الدستوري
لمبدأ نقل الموارد تبعا لنقل اإلختصاصات من الدولة إلى الجهات;
-التعاون بين الجماعات الترابية;
-التضامن بين الجماعات.
ﺧـــﺎﺗﻤﺔ:
تظهر الالمركزية بالمغرب إلى حدود سنة ,2011في أنها شهدت محطات مختلفة
في نموها وتطورها ,إال أن هذه المحطات اعتبرت باألساس مصنفة ضمن مقاربة
كالسيكية ,رغم جهود المشرع في تحيين النصوص القانونية المتعلقة
بالالمركزية الترابية ,سواء في الشق اإلداري أو النصوص المالية المتعلقة
بالجماعات الترابية ـ المحلية أنذاك ـ مما أدى في نهاية األمر إلى التطور من
المركزية تعتمد على مؤسستين ترابيتين وهما الجماعات ـ الحضرية والقروية في
السابق ـ و العماالت واألقاليم ,إلى إضافة الجهة كوحدة المركزية ترابية تتضمن
اختصاصات واسعة وكذلك ذات خصوصية تنموية باألساس .وجاءت هذه
المحطة بناءاً على توصيات أدلت بها اللجنة االستشارية حول الجهوية المتقدمة
وكذلك انطالقا من الرغبة المتجلية في القرار السياسي وكذلك الصناعة التشريعية
لهذه المحطة عبر النصوص المنظمة لها.
وبالتالي أضحى المغرب يتوفر على ثالث وحدات ترابية الممركزة شهدت تطوراً
مع النصوص القانونية المرتبطة بها والتي سنتعرف عليها من خالل الالمركزية
الترابية بعد سنة 2011أو بعد بعد دستور فاتح يوليوز 2011وهو العرض الموالي
في سلسلة عروض هذه الوحدة.
الئحة المراجع المعتمدة:
باللغة العربية:
vالكتب:
vعبد المولى المسعيد " ,مسار وتحوالت سياسية الالمركزية
الترابية بالمغرب سعيد" ,الدار البيضاء :صوماديل.2012 ,
üمليكة الصروخ ,النظرية العامة للتنظيم اإلداري :نظرية
الشخصية المعنوية ,األسس العامة للتنظيم اإلداري :التنظيم اإلداري
في المغرب :المركزية اإلدارية ,الالمركزية اإلدارية ,دار القلم,
الطبعة األولى.2010 ,
üالسعيدي مزروع فاطمة ,اإلدارة المحلية الالمركزية بالمغرب,
الطبعة األولى .2003
üعبد العزيز عبد الله" :النظام اإلداري بالمغرب منذ قرون" مجلة
الشؤون اإلدارية عدد 1يناير .1983
üحمبد ابوالس ,ماريا زمبونينو بوليتو " ,دراسة حول الالمركزية
اإلدارية والسياسية في المغرب واسبانيا".
vالمجالت:
üموالي محمد البوعزاوي ,تحديث اإلدارة الترابية بالمغرب نحو
ترسيخ الديموقراطية وكسب رهان التنمية ,منشورات مجلة العلوم
القانونية ,سلسلة البحث األكاديمي ,الطبعة األولى.
üالمصطفى قريشي :التدبير المحلي والحكامة الترابية على ضوء
القوانين التنظيمية الجديدة ,مجلة العلوم القانونية ,سلسلة الدراسات
الدستورية والسياسية ,العدد الرابع.2015 ,
üالمهدي بنمير ,الجهة بين الالمركزية والالتمركز اإلداري"
دراسة تحليلية للجهوية على ضوء الرسالة الملكية حول التدبير
الالمتمركز لالستثمار" ,سلسلة الالمركزية والجماعات المحلية,
عدد .2002 ,10
üالمصطفى بلقزبور ,توزيع االختصاص بين الدولة والجهات,
السلسلة المغربية لبحوث اإلدارة واالقتصاد والمال ,العدد الثاني.
المواقع الرسمية:
üبوابة الجماعات الترابية بالمغرب http://www.pncl.gov.ma :
:باللغة الفرنسية
Les Ouvrages : v
A.Sedjari : « Les structures Administratives ü
Territoriales et le Developpement local au
.Maroc » Rabat 1981
Benbachir : « L’administration Locale au Maroc ü
.» Imprimerie Royale Rabat, 1979
JULIEN : « Le Maroc face aux Imperialismes ü
.1914-1956 » Paris, 1978
Le Vrault : « le fellah Marocain Défenseur du ü
.Trône » Paris, 1974
اﻟﻔــــﮭــــﺮس
مقدمة الموضوع 2 .................................................................... :
المبحث األول :الالمركزية بين فتاوة التجربة و فشل التدبير الكالسيكي ”الجماعات و
العماالت و األقاليم“ 7 ................................................................
المطلب األول :مراحل تطور الالمركزية بالمغرب 7 ...........................................
الفرع األول:تطور الالمركزية بالمغرب إلى غاية سنة 8 ................................ .1976
الفرع الثاني :تطور الالمركزية بالمغرب مند سنة 1976إلى غاية سنة 10 .............. .2011
المطلب الثاني :أسباب فشل الالمركزية الكالسيكية 20 .......................................
الفرع األول :الجماعات الترابية الكالسيكية إطار للتسيير اإلداري 21 .........................
الفرع الثاني :ضعف أداء النخب المحلية 24 ...................................................
الفرع الثالث :ضعف الموارد المالية للجماعات الترابية مقابل توسيع االختصاصات 25 ......
المبحث الثاني :مسار الالمركزية الجهوية بالمغرب 27 .................................
المطلب األول :تطور مسلسل الجهوية بالمغرب 27 ..........................................
الفرع األول :الجهة خالل فترة الحماية 28 ....................................................
الفرع الثاني :التجربة الجهوية وفق ظهير 1971ومحدوديتها في تهيئة المجال وتحقيق التنمية
29 .............................................................................................
الفرع الثالث :التجربة الجهوية وفق منظور قانون 96.47وجوانب القصور والضعف 35 ....
المطلب الثاني :اللجنة اإلستشارية للجهوية ورهــان تطوير النموذج الجهوي بالمغرب 40 ...
ﺧـــﺎﺗﻤﺔ 50 ..................................................................... :
الئحة المراجع المعتمدة 52 .......................................................... :