Professional Documents
Culture Documents
يجمع العراقيون أن اقتصاد العراق اليوم هو في حالة يرثى لها مما يدعو إلى اإلسراع في العمل
لتطويره.
وحيث أن مواد النفط والغاز تلعب دورا كبيرا في تطور هذا االقتصاد ،وجد الخبراء العراقيون واألجانب
أيضا أن من الضروري جدا زيادة أنتاج النفط لترميم االقتصاد الوطني.
ولعدم توفر رأس المال الالزم لذلك ،وجب مساهمة االستثمار األجنبي ولو في فترة انتقالية حتى يأتي
اليوم الذي ينتعش فيه االقتصاد العراقي فيكون من الممكن االعتماد على المال العراقي في االستثمار
الوطني ،وحيث أن كل ذلك ال بد له من تشريع وطني مدروس يأخذ بنظر االعتبار تجنب عنصر
المجازفة للمستثمر بخصوص الحقول المكتشفة.
فليس هناك أي سبب للمبالغة بالحالة االستثنائية ما دام من الممكن استرجاع قدرة البلد على التمويل
الذاتي خالل سنوات محدودة.
وعندما شرع بإصدار مشاريع قوانين لالستثمار بشكل عام واستثمار النفط والغاز بقانون خاص ،طرح
موضوع حقوق السلطات االتحادية المركزية واألقاليم من حيث ملكية النفط والغاز وإدارتهما.
وقد أدى كل ذلك إلى وجود أراء متعارضة حول تفسير نصوص الدستور المتعلقة بإدارة وملكية النفط
والغاز.
وبعد االطالع على وجهات النظر المختلفة في هذا الصدد ،وجدنا ضروريا أن نبدى رأينا في هذا
الموضوع.
وسنعرض ذلك في فصول ثالثة وخاتمة.
الفصل األول[ :عرض النصوص الواردة في الدستور]
الفصل الثاني[ :تفسير هذه النصوص في ثالثة فقرات]
األولي} :التفسير الفقهي{
الثانية} :التفسير القضائي{
الثالثة} :التفسير التشريعي{
الفصل الثالث[ :تعديل الدستور]
1
الخاتمة:
الفصل األول
النصوص الواردة في الدستور:
وردت عدة نصوص في الدستور أشير إليها في النقاش الدائر حول حقوق السلطات المركزية واألقاليم
في ملكية وإدارة النفط والغاز.
وحتى يطلع القارئ على النصوص الدستورية المتعلقة في هذا الخالف ،وجدنا ضروريا أن ننقلها حرفيا
في هذا الفصل حتى يسهل اطالع القارئ عليها وبالتالي يمكنه أن يكون رأيا مساندا لهذا الطرف أو ذاك
من أطراف الحوار.
ونعرض لتلك النصوص تباعا-:
المادة ]49[ :من الدستور العراقي-:
نصت الفقرة األولي من هذه المادة على أن مجلس النواب يمثل الشعب العراقي بأكمله ،وهذا هو نصها:
[ يتكون مجلس النواب من عدد من األعضاء بنسبة مقعد واحد لكل مائة ألف نسمة من نفوس العراق
يمثلون الشعب العراقي بأكمله ،يتم انتخابهم بطريق االقتراع العام السري المباشر ،ويراعى تمثيل سائر
مكونات الشعب فيه].
المادة} -: ]111[ :النفط والغاز هو ملك الشعب العراقي في كل األقاليم والمحافظات{.
المادة} -: ]113[:تعد اآلثار والمواقع األثرية والتحف التراثية والمخطوطات والمسكوكات من الثروات
الوطنية التي هي من اختصاص السلطات االتحادية ،وتدار بالتعاون مع األقاليم والمحافظات ،وينظم ذلك
بقانون{.
المادة} -: ]112[ :أوال :تقوم الحكومة االتحادية بإدارة النفط والغاز المستخرج من الحقول الحالية مع
حكومات األقاليم والمحافظات المنتجة ،على أن توزع وارداتها بشكل منصف يتناسب مع التوزيع
السكاني في جميع أنحاء البالد ،مع تحديد حصة لمدة محددة لألقاليم المتضررة ،والتي حرمت منها
بصورة مجحفة من قبل النظام السابق ،والتي تضررت بعد ذلك ،بما يؤمن التنمية المتوازنة للمناطق
المختلفة من البالد ،وينظم ذلك بقانون{.
}ثانيا :تقوم الحكومة االتحادية وحكومات األقاليم والمحافظات المنتجة معا برسم السياسات اإلستراتيجية
الالزمة لتطوير ثروة النفط والغاز ،بما يحقق أعلى منفعة للشعب العراقي ،معتمدة أحدث تقنيات مبادئ
السوق وتشجيع االستثمار{.
2
المادة} -: ]114[ :تكون االختصاصات اآلتية مشتركة بين السلطات االتحادية وسلطات األقاليم:
أوال :أدارة الكمارك بالتنسيق مع حكومات األقاليم والمحافظات غير المنتظمة في أقليم ،وينظم ذلك
بقانون.
ثانيا :تنظيم مصادر الطاقة الكهربائية الرئيسية وتوزيعها.
ثالثا :رسم السياسة البيئية لضمان حماية البيئة من التلوث ،والمحافظة على نظافتها ،بالتعاون مع األقاليم
والمحافظات غير المنتظمة في أقليم.
رابعا :رسم سياسات التنمية والتخطيط العام.
خامسا :رسم السياسة الصحية العامة ،بالتعاون مع األقاليم والمحافظات غير المنتظمة.
سادسا:رسم السياسة التعليمية والتربوية العامة بالتشاور مع األقاليم والمحافظات غير المنتظمة في أقليم.
سابعا :رسم سياسة الموارد المائية الداخلية ،وتنظيمها بما يضمن توزيعا عادال لها ،وينظم ذلك بقانون.
المادة} -: ]115[ :كل ما لم ينص عليه في االختصاصات الحصرية للسلطات االتحادية ،يكون من
صالحية األقاليم والمحافظات غير المنتظمة في أقليم ،والصالحيات األخرى المشتركة بين الحكومة
االتحادية واألقاليم ،تكون األولوية فيها لقانون األقاليم والمحافظات غير المنتظمة في أقليم ،في حالة
الخالف بينهما{.
المادة} -: ]120[ :يقوم األقليم بوضع دستور له ،يحدد هيكل سلطات األقليم ،وصالحياته ،وآليات
ممارسة تلك الصالحيات ،على أن ال يتعارض مع هذا الدستور{.
المادة} -: ]121[ :أوال :لسلطات األقاليم ،الحق في ممارسة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية،
وفقا ألحكام هذا الدستور ،باستثناء ما ورد فيه من اختصاصات حصرية للسلطات االتحادية{.
}ثانيا :يحق لسلطة األقليم ،تعديل تطبيق القانون االتحادي في األقليم ،في حالة وجود تناقض أو تعارض
بين القانون االتحادي وقانون األقليم بخصوص مسالة ال تدخل في االختصاصات الحصرية للسلطات
االتحادية{.
}ثالثا :تخصص لألقاليم والمحافظات حصة عادلة من اإليرادات المحصلة اتحاديا ،تكفي للقيام بأعبائها
ومسؤولياتها ،مع األخذ بعين االعتبار مواردها وحاجاتها ،ونسبة السكان فيها{.
}رابعا :تأسيس مكاتب لألقاليم والمحافظات في السفارات والبعثات الدبلوماسية لمتابعة الشؤون الثقافية
واالجتماعية واإلنمائية{.
}خامسا :تختص حكومة األقليم بكل ما تتطلبه إدارة األقليم وبوجه خاص أنشاء وتنظيم قوى األمن
الداخلي لألقليم كالشرطة واألمن وحرس األقليم{.
المادة} -: ]122[ :أوال :تتكون المحافظات من عدد من األقضيه والنواحي والقرى{.
}ثانيا :تمنح المحافظات التي لم تنتظم في أقليم الصالحيات اإلدارية والمالية الواسعة ،بما يمكنها من
إدارة شؤونها على وقف مبدأ الالمركزية اإلدارية ،وينظم ذلك بقانون{.
3
المادة} -: ]126[ :لرئيس الجمهورية ومجلس الوزراء مجتمعين ،أو لخمس ( )5/1أعضاء مجلس
النواب ،اقتراح تعديل الدستور{.
}ثانيا :ال يجوز تعديل المبادئ األساسية الواردة في الباب األول ،والحقوق والحريات الواردة في الباب
الثاني من الدستور ،إال بعد دورتين انتخابيتين متعاقبتين ،وبناء على موافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب
عليه ،وموافقة الشعب باالستفتاء العام ،ومصادقة رئيس الجمهورية خالل سبعة أيام{.
المادة} -: ]110[ :تختص السلطات االتحادية باالختصاصات الحصرية اآلتية:
}أوال :رسم السياسة الخارجية والتمثيل الدبلوماسي ،والتفاوض بشأن المعاهدات واالتفاقيات الدولية،
وسياسات االقتراض والتوقيع عليها وإبرامها ،ورسم السياسة االقتصادية والتجارية الخارجية السيادية{.
}ثانيا :وضع سياسة األمن الوطني وتنفيذها ،بما في ذلك أنشاء قوات مسلحة وأدارتها ،لتأمين حماية
وضمان أمن حدود العراق ،والدفاع عنه{.
}ثالثا :رسم السياسة المالية ،والكمركية وإصدار العملة ،وتنظيم السياسة التجارية عبر حدود األقاليم
والمحافظات في العراق ،ووضع الميزانية العامة للدولة ،ورسم السياسة النقدية وإنشاء البنك المركزي
وإدارته{.
}رابعا :تنظيم أمور المقاييس والمكاييل واألوزان{.
}خامسا :تنظيم أمور الجنسية والتجنس واإلقامة وحق اللجوء السياسي{.
}سادسا :تنظيم سياسة الترددات البيئية والبريد{.
[ أ -1-نصت على المبادئ األساسية في الدستور ،مواد الباب األول وهي [المواد من ]12-1من
الدستور ،و قد تعرضت لنظام الحكم ودين الدولة ،وعاصمة العراق ،وتنظيم العلم والنشيد الوطني،
واللغة الرسمية ،وسيادة القانون ،وأسلوب تداول السلطة ،وعلوية الدستور ،والسياسية الخارجية
للعراق ،وتكوين القوات المسلحة ،تأكيد احترام العتبات المقدسة ،تحديد مكان عاصمة العراق
}بغداد{ ،تنظيم علم العراق ونشيده الوطني بموجب قانون].
[ب -2-وتعرضت للحقوق والحريات األساسية الواردة في الباب الثاني من هذا الدستور
[المواد من ]46-14وتكلمت عن حرية التعبير ،والمساواة بين العراقيين ،وضمان تكافؤ الفرص،
وحرمة المساكن والحق في الجنسية العراقية ،منع إسقاطها ،استقالل القضاء ،ومبدأ ال جريمة وال
عقوبة إال بنص ،وعدم سريان القانون الجنائي على الماضي ،وكفالة حق الدفاع وغير ذلك].
}سابعا :وضع مشروع الموازنة العامة واالستثمارية{.
}ثامنا :تخطيط السياسات المتعلقة بمصادر المياه من خارج العراق ،وضمان مناسيب تدفق المياه إليه
وتوزيعها العادل داخل العراق ،وفقا للقوانين واألعراف الدولية{.
}تاسعا :اإلحصاء والتعداد السكاني{.
4
المادة } ]131[ -:كل استفتاء وارد في هذا الدستور يكون ناجحا بموافقة أغلبية المصوتين ما لم ينص
على خالف ذلك{.
المادة[ {142} -:أوال :يشكل مجلس النواب في بداية عمله لجنة من أعضائه تكون ممثلة للمكونات
الرئيسية في المجتمع العراقي ،مهمتها تقديم تقرير إلى مجلس النواب ،خالل مدة ال تتجاوز أربعة أشهر،
تتضمن توصيته بالتعديالت الضرورية التي يمكن إجراؤها على الدستور ،وتحل اللجنة بعد البت في
مقترحاتها].
[ثانيا :تعرض التعديالت المقترحة من قبل اللجنة دفعة واحدة على مجلس النواب للتصويت عليها ،وتعد
مقرة بموافقة األغلبية المطلقة لعدد أعضاء المجلس].
[ثالثا :تطرح المواد المعدلة من قبل مجلس النواب وفقا لما ورد في البند }ثانيا{ من هذه المادة على
الشعب لالستفتاء عليها ،خالل مدة ال تزيد عن شهرين من تاريخ قرار التعديل في مجلس النواب].
[رابعا :يكون االستفتاء على المواد المعدلة ناجحا ،بموافقة أغلبية المصوتين ،ما لم يرفضه ثلثا
المصوتين في ثالث محافظات].
[خامسا :يستثنى ما ورد في هذه المادة من أحكام المادة } {126المتعلقة بتعديل الدستور ،إلى حين
االنتهاء من البت في التعديالت المنصوص عليها في هذه المادة] ،يشير هذا النص الوارد في هذه الفقرة
إلى أن حكم المادة } {126المتعلق بتعديل الدستور ال يمكن المساس به حتى االنتهاء من التعديالت
المنصوص عليها في هذه المادة.
المادة[ {142} -:يستمر العمل بالقوانين التي تم تشريعها في إقليم كردستان منذ عام ،1992وتعد
القرارات المتخذة من حكومة إقليم كردستان -بما فيها قرارات المحاكم والعقود ،نافذة المفعول ما لم يتم
تعديلها أو إلغاؤها حسب قوانين إقليم كردستان ،من قبل الجهة المختصة فيها ،وما لم تكن مخالفة لهذا
الدستور].
5
الفصل الثاني
6
-1أنظر :مذاكرتنا التي ألقيت على المحامين الجدد في نقابة المحامين عام 1980
وعقبت الفقرة }ثانيا{ من نفس المادة قائلة [تتكون المحكمة االتحادية العليا من عدد من القضاة ،وخبراء
في الفقه اإلسالمي وفقهاء القانون يحدد عددهم ،وتنظيم طريقة اختيارهم ،وعمل المحكمة بقانون يسن
بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس النواب].
ونصت المادة } {93من الدستور على اختصاصات المحكمة قائلة [أوال :الرقابة على دستورية القوانين
واألنظمة النافذة][ ،ثانيا :تفسير نصوص الدستور][ ،ثالثا :الفصل في القضايا التي تنشا عن تطبيق
القوانين االتحادية ،والقرارات واألنظمة والتعليمات واإلجراءات الصادرة عن السلطة االتحادية ،ويكفل
القانون حق كل من مجلس الوزراء وذوي الشأن من األفراد وغيرهم حق الطعن المباشر لدى المحكمة]
[رابعا :الفصل في المنازعات التي تحصل بين الحكومة االتحادية ،وحكومات األقاليم والمحافظات
والبلديات واإلدارات المحلية ،إلى أخر نص المادة ،هذا النص يوضح آلية تفعيل عمل المحكمة فيحدد
الطريق الذي يجب سلوكه للوصول إليها لتفسير النص الدستوري محل الخالف].
فعلى من يرغب في الحصول على تفسير لنص دستوري عليه أن يقدم طلبا للمحكمة االتحادية العليا
يتضمن حل الخالف طالبا رأى المحكمة العليا في تفسير النص محل الخالف ،ويجوز لمجلس الوزراء
عن طريق رئيسه أو ألي كيان أخر فردا كان أو مؤسسة أن يطلب مباشرة من المحكمة االتحادية تفسير
ذلك النص الدستوري بشرط أن يكون لصاحب الطلب مصلحة مشروعة في ذلك ،وعلى ذلك يجوز في
حالة الخالف بين السلطات المركزية وإقليم من األقاليم حول صالحية أدارة النفط أو ملكيته حسب نص
مادة معينة من مواد الدستور ،أن يطلب من المحكمة االتحادية العليا مباشرة تفسير ذلك النص محل
الخالف ،وقرار المحكمة الدستورية العليا يكون ملزما ويصبح بحكم النص التشريعي.
-3التفسير الفقهي:
يقصد بالتفسير الفقهي التفسير الذي يقوم به الفقهاء وشراح القانون ،ويلعب الفقه دورا مهما في التأثير
على القضاء والمشرع معا ،ذلك أن عمل الفقه هو تحري قصد المشرع بوسائل التفسير المختلفة ،وهو
القادر على صياغة النظريات العامة في القانون التي يكون لها أعظم األثر على القضاء والمشرع كذلك،
وذلك بما يتصف به الفقيه من منطق قانوني وأفق واسع في مجال القانون ،وقد صدق البروفسور
) (Morinموران الفرنسي الجنسية حين قال[:القضاء يشق الطريق والفقه يعبده] ،وهذا يعني أن الفقه
يسهل على القضاء معرفة المعني الصحيح للنص القانوني بما يملك من قدرة على استنباط الحل من
مصدره التشريعي.
ويالحظ أن ا لفقه ليس ملزما للقضاء ،فهو ليس قضاء وال تشريعا وإنما يقتصر دوره على مجرد طرح
نظريات وإبداء الرأي القانوني.
7
والسؤال هو ما هو رأي الفقه في معنى مواد الدستور الخاصة بالنفط والغاز؟
لقد أختلف الفقه في تفسير نصوص الدستور المتعلقة بالنفط والغاز ،ولكل منهما مبرراته ولغرض أبداء
رأي موضوعي في هذه اإلشكالية ،وجدنا ضروريا أن نعرض لشرح تلك النصوص ،وقبل البدء في
شرح تلك النصوص ،وجدنا ضروريا أن نعرض لعدد من القواعد الكلية في تفسير القانون وردت في
القانون المدني في صدد تفسير العقد ،ولكنها تنطبق على تفسير التشريع لعدم اختالف التشريع والعقد من
حيث كون كل منهما تعبير عن إرادة ،والمفسر يفتش عن أرادة المتعاقدين في العقد ،كما أن مفسر القانون
يتحرى إرادة المشرع التي تضمنها التعبير التشريعي ونعرض للقواعد التفسيرية كما يلي-:
القواعد الكلية لتفسير هذه النصوص:
أشار القانون المدني الع راقي إلى عدد من القواعد الكلية التي يستطيع المفسر أن يستعين بها في عمله
الشاق والمتعب ،ونعرض بعضها في حدود تعلق األمر بموضوعنا:
القاعدة األولي -1[ :العبرة في العقود للمقاصد والمعاني ال لأللفاظ والمباني -2 ،على أن األصل في
الكالم الحقيقة ،أما أذا تعذرت الحقيقة فيصار إلى المجاز] مادة 155 :من القانون المدني العراقي.
القاعدة الثانية[ :مادة 58 :أعمال الكالم أولى من إهماله ،لكن أذا تعذر أعمال الكالم يهمل].
القاعدة الثالثة[ :المطلق يجري على طالقه أذا لم يقم دليل التقييد نصا أو داللة] مادة 160 :مدني.
وانطالقا من هذه القواعد التفسيرية نعرض لتفسير نصوص الدستور الخاصة بملكية النفط والغاز على
النحو األتي} -:أوال :ملكية النفط والغاز{:
أوال :نصت المادة } {111من الدستور على أن ملكية النفط والغاز هو ملك الشعب العراقي في كل
األقاليم والمحافظات ،وهذا النص متفق على تفسيره بأن النفط والغاز هو ملك كل الشعب العراقي وأن
سكان كل إقليم لهم فيه حصة ،ولكن هذا النوع من الملكية هو ملكية مشاعة ال تقبل التجزئة ،شأنها شأن
ملكية اآلثار والمواقع األثرية التي أشارت أليها المادة } {113من الدستور ،حيث أوضح المشرع
العراقي بأن الملكية في هذه الحالة تكون للسلطات المركزية ،ولكن اإلدارة تكون مشتركة بين السلطات
االتحادية واألقاليم وأوضحت هذه المادة أن طريقة ومدى المشاركة في إدارة اآلثار والمواقع األثرية
تنظم بقانون ،وعليه فأن السلطات المركزية هي التي تقرر طبيعة ونوع المشاركة في هذه اإلدارة ،الن
القانون الذي أشار إليه النص هو القانون الصادر من السلطات االتحادية وبالذات من مجلس النواب الذي
يمثل كل الشعب العراقي }مادة {49من الدستور.
وحيث أن السلطات االتحادية ،وخاصة مجلس النواب ،هو الممثل لجميع العراقيين ،فانه هو المرجع في
إصدار القوانين المنظمة إلدارة النفط بالتعاون مع األقاليم ،وبغير ذلك ال يمكن أن نفهم فائدة النص على
أن النفط والغاز هو ملك كل الشعب العراقي.
8
ومع ذلك فإن بعض المسؤولين من كردستان يرى أن نص المادة } {111من الدستور يفهم منه أن موارد
النفط والغاز تبقى حكومية وال يمكن بيعها للقطاع الخاص ،والنص اإلضافي في نهاية هذه المادة يؤكد
حقوق الشعب في األقاليم والمحافظات بهذه الموارد.
والسؤال هو ما هي حقوق األقاليم والمحافظات ،هل من حقها بيع حصتها الشائعة إلي الغير أو أبرام
عقود نفطية بمقدار حصتها من النفط المنتج في اإلقليم؟
رأينا في ذلك قد أوضح في أعاله ،ولكن ما هو رأى المسؤول النفطي السيد وزير الموارد الطبيعية في
حكومة إقليم كردستان ،يقول المسؤول المذكور [ ...من الواضح أنه حتى دور المناولة المحدود المتوفر
للسلطات الفيدرالية مشروط باتفاق يتم التوصل أليه مع األقاليم والحكومات حول]:
أ -التوزيع الديمغرافي المتساوي إليرادات النفط والغاز.
ب -حصة أضافية محددة فوق الحقوق الديمغرافية لفترة من الوقت لكل المناطق المحرومة.
[وال ندري من أين جاء ألزام السلطات االتحادية بضرورة التوافق مع األقاليم في هذه المجاالت:
لما كان األصل أن النفط هو ملك الشعب العراقي أجمعه ،المكتشف حاليا وغير المكتشف ،فإن توزيع
إيرادات النفط والغاز بين السلطات المركزية واألقاليم يعود إلى مجلس النواب الذي يمارس هذا الحق
بتشريع قانون ،وعندئذ ال يوجد أي ألزام قانوني بعقد اتفاقات مع األقاليم وليس صحيحا قول السيد الوزير
بأن [أي قوانين تتعلق بالمادة {112} :يجب االتفاق عليها مع األقاليم والمحافظات ،وعليه فالصعوبة
الوحيدة هنا تحدث أذا لم يتم التوصل إلى أي اتفاق فان األقاليم والمحافظات تحتاج إلى وضع القوانين
الخاصة بها ،وهذه القوانين يكون لها األولوية على القوانين الفيدرالية باالعتماد على استعمال
الصالحيات وفقا للمادة {115} :التي هي في صالحها].
أن تفسيرا من هذا النوع لنصوص الدستور يولد االستفزاز نتيجة التحيز السافر لصالحيات األقاليم،
وإقليم كردستان خاصة ،ذلك الن القوانين التي تصدرها األقاليم يجب أن تكون موافقة للدستور
[المادة {121} :أوال :حيث قضت لسلطات اإلقليم الحق في ممارسة السلطات التشريعية والتنفيذية
والقضائية ،وفقا ألحكام هذا الدستور ،باستثناء ما ورد فيه من اختصاصات حصرية للسلطات االتحادية].
واضح من هذا النص أن األقاليم من حقها ممارسة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وفق الدستور
عدا مجال االختصاصات الحصرية للسلطات االتحادية ،ولكن أذا شرع اإلقليم قانونا يقرر فيه استثمار
النفط والغاز غير المستخرجين حاليا ،فهل هذا موافق للدستور؟ وإذا شرع قانون إقليمي يعطى لإلقليم
حصة ¾ النفط المنتج فيه فهل هذا موافق للدستور؟ وإذا كان األمر كذلك فما هي فائدة نصوص المادتين
} 111و {113من الدستور أذا كان بإمكان القانون اإلقليمي تعديلهما؟
-1أليس من الواجب إعمال هاتين المادتين تطبيقا لقاعدة [إعمال الكالم أولى من إهماله؟] هل يجوز
إلغاؤهما بقانون محلي ،لمجرد عدم وجودهما في االختصاصات اإلقليمية للسلطات االتحادية؟
9
في رأينا ما دام النفط والغاز واآلثار من الملكية العامة للشعب ،فال يجوز أن يتصرف فيهما أي إقليم دون
قانون صريح يصدر من مجلس النواب الممثل الوحيد لجميع الشعب العراقي.
وال بد لنا من اإلشارة مرة أخرى بأن النتيجة الطبيعية لتملك الشعب للنفط والغاز ،أن تكون جميع
ال تصرفات القانونية بهذه الثروة الوطنية بموجب القانون الذي هو التعبير القانوني الوحيد عن إدارة
الشعب لماله العام.
ويالحظ أن العقود التي أبرمت في كردستان المتعلقة باستثمار النفط أو الغاز تعتبر عقودا باطلة لمخالفتها
لنصوص الدستور }المواد 111و {112من الدستور .وال يمكن التمسك بنص المادة } {142من
الدستور ،التي أشرنا أليها في الفصل األول ،حيث أن هذه المادة قد نصت صراحة على أن تكون تلك
العقود والقرارات موافقة للدستور ،كما انه ال يجوز إصدار قانون استثمار للنفط في إقليم معين ،مستقال
عن القانون الفيدرالي الستثمار الثر وة النفطية لكل العراق ،ذلك الن تصرفا من هذا النوع يؤدي إلى
ارتباك السياسة االستثمارية لكل النفط في دولة االتحاد.
ثانيا :إدارة النفط والغاز:
تناولت المادة } {112من الدستور أمرين ،األول أدارة النفط والغاز المستخرج من الحقول الحالية مع
حكومات األقاليم والمحافظات المنتجة ،على أن توزع وارداتها بشكل منصف يتناسب مع التوزيع
السكاني في جميع أنحاء البالد ،مع تحديد حصة لمدة محددة لألقاليم المتضررة والتي حرمت منها
بصورة مجحفة من قبل النظام السابق والتي تضررت بعد ذلك ،بما يؤمن التنمية المتوازنة للمناطق
المختلفة من البالد ،وينظم ذلك بقانون ،والفقرة الثانية تتعلق برسم اإلستراتيجية الالزمة لتطوير ثروة
النفط والغاز ،بما يحقق أعلى منفعة للشعب العراقي ،معتمدة أحدث تقنيات مبادئ السوق وتشجيع
االستثمار.
هذه المادة واضحة عدا أمرين[ ،األول ما هو المقصود بتعبير النفط والغاز المستخرج من الحقول
الحالية؟ وجوابا على ذلك هو أن المقصود }بالحقول الحالية{ الحقول التي تنتج وقت وضع الدستور
الحالي ،مهما كانت كميات المنتج ما دام تجاريا][ ،واألمر الثاني كيف يتم توزيع المنتجات؟ النص
واضح في ذلك ولكنه يشير إلى أن ذلك يتم بقانون ،وقد يطرح السؤال األتي :أذا لم يحصل أتفاق بين
األقاليم والسلطة المركزية على مقدار نسب توزيع اإليرادات ،فهل ينفرد اإلقليم بوضع قانون لتحديدها،
أم ال بد من قانون فيدرالي لذلك؟ يقول السيد وزير الثروة الطبيعية في كردستان }يجب االتفاق على
القوانين المتعلقة بالمادة "112" :مع األقاليم والمحافظات والصعوبة هنا تحدث أذا لم يتم التوصل إلى
أي أتفاق ،فإن األقاليم والمحافظات تحتاج إلى وضع القوانين الخاصة بها وهذه القوانين لها األولوية على
10
القوانين الفيدرالية وفقا للصالحيات الممنوحة لها بموجب المادة "115" :من الدستور التي هي في
صالحها.]..
وبالرجوع إلى نص المادة } {115نجدها تقول [كل ما لم ينص عليه في االختصاصات الحصرية
للسلطات االتحادية ،يكون من صالحية األقاليم والمحافظات غير المنتظمة في إقليم ،والصالحيات
األخرى المشتركة بين الحكومة االتحادية واألقاليم ،تكون األولوية فيها لقانون األقاليم والمحافظات غير
المنتظمة في إقليم ،في حالة الخالف بينهما] هذا يعني أنه في حالة عدم وجود اتفاق بين األقاليم
والسلطات المركزية حول موضوع يتعلق بالغاز والنفط خارج االختصاصات الحصرية للسلطة
المركزية ،تكون من صالحيات األقاليم والمحافظات وكذلك تكون األولوية لقوانين األقاليم والمحافظات
في حالة الخالف على الصالحيات المشتركة.
ولكن كيف تمارس األقاليم والمحافظات صالحياتها التشريعية؟ المادة {120} :من الدستور تجيب على
هذا السؤال بما يلي[ -:يقوم األقليم بوضع دستور له ،يحدد هيكل لسلطات األقليم ،وصالحيات وآليات
ممارسة تلك الصالحيات ،على أن ال يتعارض مع الدستور وعليه فإن القوانين المشرعة في األقاليم ال
تكون نافذة إال أذا كانت موافقة للدستور ،وما من شك فإن جميع األعمال التشريعية اإلقليمية مقيدة بهذا
القيد ،وعلى ذلك فإن أي قانون محلي يتعرض إلى تنظيم يتعلق بالنفط والغاز ال يكون دستوريا أذا تجاوز
على نص صريح في الدستور االتحادي ،وحيث أن النفط والغاز هو ملك الشعب العراقي فإن أي خالف
بين األقاليم والمركز حول االختصاصات النفطية ال بد أن يكون الحل الحاسم فيه إلى الممثل الشرعي
للشعب العراقي وهو مجلس النواب}مادة 49من الدستور{].
-3التفسير التشريعي:
سبق أن عرفنا التفسير التشريعي بأنه قيام المشرع نفسه بتفسير النص التشريعي الغامض الذي ترتب
على غموضه اختالف كبير في المفهوم في التطبيقات القضائية أو اإلدارية ،فإذا أريد تجنب هذه النتائج
يقوم مجلس الوزراء باقتراح يقدم بمذكرة إلى الجهة التشريعية يطلب منها تفسير النص الغامض في ذلك
القانون ،وبناءا على هذا الطلب تقوم الجهة التشريعية بدراسة الطلب وتصدر تفسيرا لذلك النص
الغامض.
ويعتبر هذا التفسير بحكم القانون ،وهذا ما يسمى بالتفسير التشريعي ،فهل بإمكان مجلس الوزراء أن
يطلب من مجلس النواب حاليا تفسير النصوص الغامضة في الدستور وخاصة المتعلقة بملكية النفط
والغاز وإدارتهما؟
يستطيع مجلس النواب أن يفعل ذلك بشرط أن يقوم بكل اإلجراءات الالزمة لتشريع دستور ،وعليه ال بد
من التصويت على التفسير في مجلس النواب بالطريقة التي يعمل فيها لتشريع دستور ،ومن ثم يعرض
هذا التفسير على الشعب لالستفتاء العام ،والبد هنا من اإلشارة إلى الضمانات المقررة في الدستور
11
لحماية األقليات ومن أهمها أن التصويت ال يكون مقرا أذا اعترض عليه ثلثا أصوات السكان في ثالثة
محافظات ،ويالحظ أن هذا الطريق ليس مأمون النتائج أذا أريد اللجوء إليه.
الفصل الثالث
تعديل الدستور:
يرى البعض ضرورة اللجوء إلى تعديل الدستور لحل الخالف القائم حول ملكية وإدارة النفط والغاز
والفيدرالية وغيرها من نقاط الخالف ،وعند الرجوع إلى نصوص الدستور نجده مليئا بالنصوص
المعوقة لتعديله وخاصة فيما يتعلق باختصاصات األقاليم والمحافظات.
فالمادة {126} :من الدستور قضت في فقرتها أوال :على ما يلي[ :لرئيس الجمهورية ومجلس الوزراء
مجتمعين ،أو لخمس 5/1أعضاء مجلس النواب اقتراح تعديل الدستور].
ولكن الفقرة }ثانيا{ من هذه المادة منعت التعديل في المبادئ األساسية الواردة في الباب األول،
والحريات الواردة في الباب الثاني من الدستور ،إال بعد دورتين انتخابيتين متعاقبتين ،وبناءا على موافقة
ثلثي أعضاء مجلس النواب ،وموافقة الشعب باالستفتاء العام ،ومصادقة رئيس الجمهورية خالل سبعة
أيام.
وقررت الفقرة }رابعا{ من نفس المادة عدم جواز تعديل أي مواد في الدستور من شأنه أن ينقص من
صالحيات األقاليم التي ال تكون داخلة ضمن االختصاصات الحصرية للسلطات االتحادية ،إال بموافقة
السلطة التشريعية في األقليم المعني ،وموافقة أغلبية سكانه باستفتاء عام.
هذا النص يمنع تعديل الدستور في كل األحوال التي يؤدي فيها التعديل إلى إنقاص اختصاصات األقاليم.
وإذا كان المنع الوارد على المبادئ األساسية والحريات العامة المنصوص عليها في الدستور له مدة
معينة هي دورتان انتخابيتان متتابعتان ،فإن المنع الوارد على عدم المساس باختصاصات األقاليم جاء
بشكل مطلق دون زمان معين له.
وعليه فإن أي خالف ح ول مواد الدستور الخاصة بملكية النفط والغاز ال يمكن حله بسهوله عن طريق
طلب تعديل الدستور ،وهناك عقبة أخرى تحول دون تعديل مواد الدستور الخاصة بالنفط والغاز هي
المادة {142} :من الدستور التي تجيز تحكم األقلية باألكثرية وهذا نصها [يشكل مجلس النواب في بداية
عمله لجنة من أعضائه تكون ممثله للمكونات الرئيسية في المجتمع العراقي (محاصصة) ،مهمتها تقديم
12
تقرير إلى مجلس النواب ،خالل مدة ال تتجاوز أربعة أشهر ،يتضمن توصية بالتعديالت الضرورية التي
يمكن إجراءها على الدستور وتحل اللجنة بعد البت في مقترحاتها].
ونصت الفقرة }ثانيا{ من نفس المادة على ضرورة عرض المقترحات الخاصة بالتعديل دفعة واحدة على
مجلس النواب للتصويت عليها ،وتعد مقرة بموافقة األغلبية المطلقة لعدد أعضاء المجلس.
وبعد ذلك تطرح المواد المعدلة على الشعب للتصويت عليها ،خالل مدة ال تتجاوز الشهرين من تاريخ
أقرار التعديل في مجلس النواب.
وجاءت الفقرة }رابعا{ من نفس المادة بوضع عقبة على نجاح االستفتاء وذلك إلمكانية استعمال حق
} {Vetoفيتو على التعديل ،فقد اشترطت الفقرة }رابعا{ حتى يكون التصويت على التعديل ناجحا ،عدم
التصويت ضده من ثلثي أصوات ثالثة محافظات.
واضح من ذلك أن أي تعديل يجرى على الحقوق والصالحيات الخاصة باألقاليم غير ممكن ،ما دام حق
النقض قائما ألكثرية ثلثي أصوات ثالثة محافظات.
ويالحظ من قراءة هادئة لنصوص الدستور أن هنالك قصدا في هذه النصوص يدفع إلى سيادة الواليات
على السلطات المركزية ،ومن مظاهر ذلك حصر صالحيات السلطات االتحادية ،وترك باقي
الصالحيات لألقاليم ،وليس هذا وحسب وإنما يضع الدستور ضمانة الفيتو على كل تعديل يقلل من
صالحيات المحافظات.
13
الخاتمة
يتضح من كل ما تقدم أن الصراع الدائر حول الفيدرالية واختصاصات األقليم في نطاق ملكية الغاز
والنفط ،ال يمكن حله بالرجوع إلى الدستور ما دام هناك خالف حاد في تفسير النصوص المنظمة لملكية
النفط والغاز ،وذلك لعدم توفر حسن النية لدى األطراف المتنازعة.
وإذا استمر الوضع على ما هو عليه سنكون أمام احتقان سياسي شديد يهدد باالنفجار مما يزيد الوضع
الحالي السيئ سوءا وخطرا.
أن العراق بلد الجميع ،وأنه أحتضن الجميع وأنعم عليهم بخيراته الواسعة ،وهو بذلك يستحق منا جميعا
أن نكون له أوفياء.
وأهم مظاهر الوفاء هو التعاون والتكاتف واإلخالص لمصلحة هذا البلد ،ويتحقق ذلك بتأجيل تنفيذ
الفيدراليات في المناطق األخرى عدا كردستان ،وتطبيق الالمركزية اإلدارية لفترة أخرى تكفي إلعادة
بناء العراق بجهد الجميع ،وبعد االستقرار والرخاء االقتصادي المنشود ،يمكن التفكير في تنفيذ النظام
الفيدرالي.
هذا ولتحقيق مصلحة العراق يجب الرجوع إلى مجلس النواب لطرح الخالفات وتدارسها من جميع
الكيانات البرلمانية على أن يكون الهدف هو الوصول إلى ما يخدم مصلحة الجميع.
هذا هو الحل المنصف والمخلص أذا ما أريد مصلحة هذا البلد ،وهلل من وراء القصد.
هذا ولغرض اطالع القارئ على وجهة النظر المخالفة لما نذهب أليه ،رأينا من األفضل تثبت ذلك في
هذا البحث وأليك المقابلة الصحفية التي أجريت مع السيد وزير الموارد الطبيعية في كردستان العراق.
14
العراق :حقوق األقاليم والمحافظات في النفط والغاز
15
ويجب القيام بذلك بخصوصية دون تدخل ضيوف غير مرغوب بهم أو منظري اإلعالم والصحافة.
هل ناقشت حكومة كردستان العراق مع السلطات الفيدرالية وضع قوانين البترول وعالقاتها مع بغداد؟
دكتور حورامي :حكومة إقليم كردستان على اتصال منتظم من خالل كبار األعضاء األكراد بالحكومة
الفيدرالية ،وقبل مقابالتنا بهذا الخصوص التقيت الدكتور شهرستاني وزير النفط في بغداد ،واتفقنا على
التعاون الكامل من أجل مصلحة كل العراق ،ستمثل األقاليم والمحافظات وستشارك في صياغة قوانين
البترول ،وتنوي حكومة إقليم كردستان أن تكون فعالة وبناءة ومتعاونة في هذه المسائل الهامة.
16
وحق مناولة النفط والغاز المستخرج تتعلق مباشرة بتوزيع اإليرادات وعليه ،فإن الدور اإلداري
الفيدرالي ال يمتد لعملية استخراج النفط والغاز الفعلية ،مثل الحفر ،وعمليات الحقل ،والتشغيل واإلدارة
اليومية لحقول النفط والغاز وال يجب أن تشكل هذه مشكلة آلن هذه المهام حاليا ،كما كانت دائما ،تدار
محليا من قبل الناس الذين يعيشون في األقاليم والمحافظات.
وبموجب الدستور الجديد ،فإن السلطات المنتخبة في األقاليم والمحافظات المنتجة لها الحق اآلن في إدارة
ومراقبة عملية االستخراج ،ويمضى أخر فإن مدراء حقول النفط المحلية معرضون للمحاسبة من قبل
السلطات المحلية ،وهذه ليست بالشئ المهم ،ففي النهاية كلنا نعيش في العراق الواحد.
كما أن من الواضح أنه حتى دور المناولة المحدود المتوفر للسلطات الفيدرالية مشروط باتفاق يتم
التوصل إليه مع األقاليم والحكومات حول:
أ -التوزيع الديمغرافي المتساوي إليرادات النفط والغاز.
ب -حصة إضافية محددة فوق الحقوق الديمغرافية ،لفترة من الوقت لكل المناطق المحرومة.
هذا يعنى أن اتفاقا من قبل السلطات الفيدرالية مع األقاليم والحكومات يجب التوصل إليه على مجموعة
من المعادالت المحددة بوضوح والملزمة قانونيا للتخصص غير المشروط والنسبة اإلضافية من
اإليرادات لكل إقليم ومحافظة لفترة أولية "يتم تحديدها" لتحقيق التوازن ،وكذلك المستحقات طويلة األمد
بعد الفترة األولية ،وال خالف على أن إقليم كردستان والكثير من محافظات الجنوب كانت مناطق
محرومة لفترة طويلة من الوقت ،وعليه فإنها تتوقع أن تتلقى نصيب معقول من اإليرادات اإلضافية.
}الجزء 2من المادة {112يتناول قضايا السياسة اإلستراتيجية وينص على:
[تقوم الحكومة الفيدرالية مع حكومات األقاليم والمحافظات بوضع السياسات اإلستراتيجية المطلوبة
لتطوير موارد النفط والغاز الطبيعي من أجل تحقيق أعلى المزايا للشعب العراقي يتبنى أحدث مبادئ
تحريك السوق وأساليب تشجيع االستثمار].
التأكيد هنا على اتفاق يتم التوصل أليه بين السلطات الفيدرالية واألقاليم والمحافظات المنتجة لوضع
سياسات إستراتيجية لكل العراق.
وهذا يعود بشكل أساسي ألهداف وحدود اإلنتاج الكلية قصيرة ومتوسطة وطويلة األمد المطلوب تحقيقها
أو المسموح بها من كل إقليم ومحافظة وللعالقات الكلية الخاصة بحصة أوبك OPECللعراق.
أي قوانين تتعلق بالمادة ] {112يجب االتفاق عليها مع األقاليم والمحافظات ،وعليه الصعوبة الوحيدة هنا
تحدث إذا لم يتم التوصل إلي أي اتفاق ،فإن األقاليم والمحافظات تحتاج إلى وضع القوانين الخاصة بها.
وهذه القوانين يكون لها األولوية على القوانين الفيدرالية باالعتماد على استعمال الصالحيات وفقا للمادة
} {115والتي هي في صالحها.
في حين أن هذا قد يحدث فقط إذا أصبح أحد األطراف غير منطقي ويجب أن نبقى متفائلين بأن هذا لن
يحدث.
17
هل المادة } {115خاصة بالنفط والغاز فقط ،وكيف تعمل؟
دكتور حورامي :هذه مادة عامة ذات أولوية تنطبق على موارد النفط والغاز ولكل الحقوق المشتركة
األخرى لألقاليم والمحافظات بموجب الدستور.
تنص المادة } {115على النحو التالي:
[أية حقوق لم تذكر تحت الصالحيات الحصرية للسلطات الفيدرالية تصبح تحت سلطات األقاليم
والمحافظات وبخصوص كل السلطات المشتركة بين الحكومة الفيدرالية واألقاليم والمحافظات تكون
األولوية لقوانين األقاليم والمحافظات في حالة الخالف بينهم.
تنص هذه المادة على تفوق القوانين اإلقليمية على القوانين الفيدرالية ويمكن رفضها إذا لم يتم التوصل
إلى اتفاق حول إدارة موارد النفط والغاز وتوزيع اإليرادات بموجب المواد } 111و .{112
وهذا ينشأ فقط إذا أصبح أحد األطراف غير منطقي ،وهذا غير محتمل ،إذا حدث هذا ،فإن األقاليم
والمحافظات قد تمارس السيطرة الكاملة على كل الحقول القديمة والجدية ،بما في ذلك بعض صادرات
النفط والغاز ،وتحصيل اإليرادات وتوزيعها.
من الذي يسيطر على مرافق البنية التحتية ونشاطات سير العمل ،واالستكشاف والصادرات ذات العالقة
واإليرادات من الحقول الجديدة؟
دكتور حورامي :ضممت المواد على كثير من نواحي صناعة النفط والغاز ولكن أي شئ لم يذكر تحت
الصالحيات الفيدرالية أو الصالحيات المشتركة يصبح تحت السلطة المطلقة لألقاليم والمحافظات ومثال
ذلك ،ما ذكره كثيرون بالنسبة لموارد النفط والغاز لم ترد أي أشارة لما يلي ،وبالتالي فإن هذه ستكون
لألقاليم والمحافظات حصريا.
أ -المادة } {112لم تذكر أي شئ عن الحقول المكتشفة غير المطورة ،أو عن أي حقول جديدة ،أو
أي من المناطق غير المستكشفة.
ب -المادة } {112لم تذكر مناولة النفط والغاز المستخرج ،أو اإليرادات المتعلقة به ،من الحقول
غير المطورة ،أو أي حقول جديدة الناتجة عن أي عمليات حفر والنشاطات االستكشافية
األخرى.
ج -لم تتناول المادة } {112أي من البنية التحتية والنشاطات الالحقة مثل التصفية ،ومرافق التخزين
وخطوط األنابيب ومحطات الضخ ،ومحطات التصدير ،وناقالت النفط ،ومحطات التعبئة
والمباني ،ولذلك فإن هذه ملكا لألقاليم والمحافظات.
من الذي يسيطر على العقود الجديدة ،واتفاقيات المشاركة في اإلنتاج وعقود الخدمات الرئيسية؟
دكتور حورامي :ومرة أخرى ،حيث أن هذه غير محددة بموجب الصالحيات المشتركة ،سيكون لألقاليم
والمحافظات السيطرة الكاملة عليها ،وسيكون من األفضل للجميع تبنى عقود مشتركة بشروط مالية
ونماذج مشتركة لتبسيط األمور وتجنب التشويش مع المستثمرين المحتملين ومزودي الخدمات.
18
ومرة أخرى ،فهذا ليس باألمر كبير األهمية ،فنحن جميعا نعيش في العراق الواحد لذلك فإن العقود يمكن
أن تحال وتدار محليا ،ولكن المسؤولين حيثما كانوا يجب أن يتمتعوا بالشفافية الكاملة وان يكونوا
مسؤولين أمام برلماناتهم وسلطاتهم عن كل قراراتهم.
يجب أن ال نستمع لوجهات النظر المحذرة من أن هذه الترتيبات لن تنجح وقد تخرج عن السيطرة ،إذا
كان عدد قليل من األشخاص يجلسون في مكاتبهم في بغداد يمكن الثقة بهم للقيام بكل هذه األشياء ،فلماذا
ال نثق بالناس الحقيقيين الذين يقومون بكل العمل الفعلي في األقاليم والمحافظات للقيام بنفس الشئ؟ قد
يقول البعض أن األقاليم والمحافظات وقد تنقصها الخبرة للقيام ببعض المهام في هذه العقود.
ولكن حتى لو كان هذا هو الحال ،فإن الجواب هو عدم تغيير المواد ،ولكن بإرسال الخبراء للعمل في
األقاليم والمحافظات بدال من الجلوس في بغداد.
هل أحالت حكومة كردستان عقودا جديدة؟
دكتور حورامي :حققنا استكشافنا الممتاز من قبل DNOمطلع هذا األسبوع تحت الدستور الجديد وهذا
جيد لجذب مزيد من االستثمارات إلى إقليم كردستان ولعموم العراق في المستقبل.
تتقدم حكومة إقليم كردستان إلى األمام بنشاطاتها المحلية كما هي محددة في الدستور وتبحث العقود
المحتملة مع عدة أطراف.
هل أدى تعينك كوزير جديد للموارد الطبيعية في حكومة إقليم كردستان وخلفيتك كمدير نفط دولي سابق
خبير معروف جيدا إلى مزيد من االستفسارات؟
دكتور حورامي :نعم منذ عودتي تلقت حكومة إقليم كردستان عدد من االستفسارات من شركات صاحبة
خبرة وسمعة جيدة ترغب في إقامة قواعد لها في أربيل أو السليمانية لالستثمار في هذا األقليم وربما
جنوبا عند تحسن الوضع األمني.
ما أنواع العقود التي تنوي إصدارها وماذا عن الشفافية؟
دكتور حورامي :سنكون في غاية الشفافية وسنتبنى نماذج تعاقدية معترف بها دوليا ،يمكن الدفاع عنها
في كل األوقات ،ونأمل أن تكون ناتجة عن قوانين البترول التي تأمل أن موضع التنفيذ خالل البضعة
أشهر القادمة.
إقليم كردستان سليم وأمن ،ومستقر ،وبدأنا المناقشة والتفاوض مع بعض الشركات المعروفة ،ونأمل أن
يمهد هذا الطريق لباقي العراق في المستقبل القريب.
إعداد ميا ايرلي
رئيس تشجيع االستثمار
مؤسسة تطوير كردستان – لندن
http://www.knrdistancorporation.com
http://www.theotheriraq.com
دشن رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان عمليات حفر آبار النفط.
فالح مصطفي باكير
19
دشن رئيس وزراء إقليم كردستان
ليشير فان برزاني مشروع حفر آبار من قبل شركات تركية وسويسرية في طقطق بالقرب من أربيل،
حضر االحتفال نائب رئيس الوزراء عمر فتاح وممثلي الشركة ،وغيرهم من كبار الضيوف.
طقطق – كردستان – العراق
كلمة رئيس وزراء كردستان نيشر فان برزان
20
حيث أن لحكومة إقليم كردستان الكثير من البرامج والمبادرات ،ال شئ أهم لمستقبلنا من تأمين قيمة
موارد الطاقة لخدمة شعبنا ،نحن ال نرى النفط كثروة للنمو االقتصادي وازدهار شعبنا بل نراه كعامل
رئيسي في استقرار منطقتنا وبلدنا ،وتحقيق السالم واالقتصاد.
وكما أعلنا في برنامج حكومتنا ،وزيادة قدرتنا على توفير طاقة آمنة من أعلى أولوياتنا ،فمنذ 1991
عانينا الكثير بسبب نقص إمدادات الطاقة ،لقد اعتمدنا على اآلخرين دائما الذين لديهم القوة لمنع إمدادات
الطاقة عنا على شكل كهرباء ووقود إليذائنا.
ففي بعض األحيان لجأ شعبنا إلى قطع األشجار لتلبية احتياجاتهم األساسية مما تسبب في القضاء على
الغابات واألضرار بالبيئة.
ووفقا للدستور العراقي الجديد ،فإن لنا كل الحق في استكشاف وإنتاج نفط بلدنا واستغالله لتلبية
االحتياجات السليمة لشعبنا ،وقمنا بتأمين هذه الحقوق من خالل تضحية وكفاح شعبنا ،حيث استشهد
اآلالف من أجل هذه األرض ،كما نزح اآلالف عن ديارهم لذلك لن نكون مستعدين أبدا للتنازل عن هذه
الحقوق .وكل نشاطاتنا وخطواتنا بهذا الخصوص ستكون وفقا ألحكام الدستور العراقي ،وستفيد نشاطاتنا
كل من إقليم كردستان وكامل البالد.
نعتقد أن الدستور يؤمن حقوق كل المجموعات في كل أجزاء العراق ،وأعمال االستكشاف التي تجري
في الحقول الجديدة ستمهد الطريق لزيادة ديناميكية جديدة في اإلنتاج والمشاركة العادلة بالفوائد لكل
العراقيين.
بدأنا حفر آبار جديدة في الخريف الماضي ونتوقع نتائج جيدة ،تقديرنا وعملنا يستند على حقيقة أننا
أعطينا هبة قيمة لتحسين معيشة شعبنا.
لقد عملنا بجد لتأمين األمن الشخصي واالستقرار السياسي ،لذلك فإننا تحت رعاية حكومة إقليم كردستان
ستؤدي لتقوية االقتصاد القومي وتعزيز االتحاد الطوعي للعراق.
أود شكر الحكومة التركية على دعمها للتنمية االقتصادية في إقليم كردستان من خالل هذا العقد ،والذي
هو في مصلحة كل من تركيا والعراق.
لعبت تركيا دورا مهما ،وسيستمر لها دورا هاما ،في دعم اقتصاد إقليم كردستان والشكر الخاص لشركة
"جنال انيرجي" التركية والشركة السويسرية Addaxعلى المهنية والخبرة التي جاءوا بها لهذا
المشروع.
نذكر تركيا كجار هام في األوقات الصعبة ،وننظر بجزيل الشكر دعم تركيا لمنطقة "حظر الطيران"
الوقائية والمساعدة المقدمة في عملية ،Provide Comfortوبالتطلع إلى الخط السعيد المتبادل ،فإننا
نريد من تركيا ،كما فعلت من قبل أن تكون األولي في توفير الحماية لشعبنا ،وتستمر في لعب دور هام
في دعم تنمية اقتصادنا.
21
في الوقت الذي نطور فيه هذه الموارد الطبيعية ،هنالك مبادئ معينة ،هذا المورد لنا جميعا ،وعليه فإننا
نتعاقد مع شركات مؤهلة وخبيرة لتقديم أحدث التكنولوجيا الخيرة لمساعدتنا بطرق جديدة مبتكرة
ومبدعة.
سندير نفطنا بفعالية وشفافية ،في حين أن النفط موجودات هامة للتنمية االقتصادية ،فإننا ال نريد تجاهل
النواحي ال هامة األخرى ،وان نأخذ في االعتبار أنه في الوقت الذي نستكشف ونستغل فيه مواردنا
الطبيعية ،لن ندمر بيئتنا.
فالنفط في األعماق ليس فقط لألجيال الحالية ،ولكن كل األجيال المستقبلية ،وعليه سنسير بطريقة تحمي
مواردنا الطبيعية لقائدة مستقبل كردستان.
رغم أن احتياجات نا كبيرة ،فستعمل بطرق تزيد القائد في الوقت الحاضر وللمستقبل غير المنظور،
وسننظر بشفافية لتطوير اقتصادنا.
سنعمل دائما لمصلحة شعبنا وأرضنا والبيئة االقتصادية إلقليم كردستان ،سنعمل لتقديم مزيد من الخدمات
األفضل لكل شعبنا ،ولتحقيق هذه األهداف سيكون الضامن إدارتنا للفوائد من مواردنا الطبيعية.
وأخيرا ،أحب مرة أخرى أن أتقدم بالشكر واالمتنان لكل من عملوا بجد في هذا المشروع إليصاله إلى
النجاح الذي نشهده اليوم.
وشكرنا الخاص للسيد ديلشارد عبد الرحمن من مشروع جنرال انتربرايز فورسبيشال بروجيكتر في
السليمانية ،ولكل المهندسين والفنيين ،على العمل الجاد والنجاح.
أتمنى لكم التوفيق في عملكم.
وأشكركم على مشاركتكم ومساهمتكم في بناء وتطوير إقليم كردستان ومرة أخرى نرحب بكم جميعا.
شكرا لكم.
22