You are on page 1of 22

‫الدكتور مالك دوهان‬

‫مدى حقوق السلطات االتحادية واألقاليم في الغاز والنفط في العراق‬

‫يجمع العراقيون أن اقتصاد العراق اليوم هو في حالة يرثى لها مما يدعو إلى اإلسراع في العمل‬
‫لتطويره‪.‬‬
‫وحيث أن مواد النفط والغاز تلعب دورا كبيرا في تطور هذا االقتصاد‪ ،‬وجد الخبراء العراقيون واألجانب‬
‫أيضا أن من الضروري جدا زيادة أنتاج النفط لترميم االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫ولعدم توفر رأس المال الالزم لذلك‪ ،‬وجب مساهمة االستثمار األجنبي ولو في فترة انتقالية حتى يأتي‬
‫اليوم الذي ينتعش فيه االقتصاد العراقي فيكون من الممكن االعتماد على المال العراقي في االستثمار‬
‫الوطني‪ ،‬وحيث أن كل ذلك ال بد له من تشريع وطني مدروس يأخذ بنظر االعتبار تجنب عنصر‬
‫المجازفة للمستثمر بخصوص الحقول المكتشفة‪.‬‬
‫فليس هناك أي سبب للمبالغة بالحالة االستثنائية ما دام من الممكن استرجاع قدرة البلد على التمويل‬
‫الذاتي خالل سنوات محدودة‪.‬‬
‫وعندما شرع بإصدار مشاريع قوانين لالستثمار بشكل عام واستثمار النفط والغاز بقانون خاص‪ ،‬طرح‬
‫موضوع حقوق السلطات االتحادية المركزية واألقاليم من حيث ملكية النفط والغاز وإدارتهما‪.‬‬
‫وقد أدى كل ذلك إلى وجود أراء متعارضة حول تفسير نصوص الدستور المتعلقة بإدارة وملكية النفط‬
‫والغاز‪.‬‬
‫وبعد االطالع على وجهات النظر المختلفة في هذا الصدد‪ ،‬وجدنا ضروريا أن نبدى رأينا في هذا‬
‫الموضوع‪.‬‬
‫وسنعرض ذلك في فصول ثالثة وخاتمة‪.‬‬
‫الفصل األول‪[ :‬عرض النصوص الواردة في الدستور]‬
‫الفصل الثاني‪[ :‬تفسير هذه النصوص في ثالثة فقرات]‬
‫األولي‪} :‬التفسير الفقهي{‬
‫الثانية‪} :‬التفسير القضائي{‬
‫الثالثة‪} :‬التفسير التشريعي{‬
‫الفصل الثالث‪[ :‬تعديل الدستور]‬
‫‪1‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬

‫الفصل األول‬
‫النصوص الواردة في الدستور‪:‬‬
‫وردت عدة نصوص في الدستور أشير إليها في النقاش الدائر حول حقوق السلطات المركزية واألقاليم‬
‫في ملكية وإدارة النفط والغاز‪.‬‬
‫وحتى يطلع القارئ على النصوص الدستورية المتعلقة في هذا الخالف‪ ،‬وجدنا ضروريا أن ننقلها حرفيا‬
‫في هذا الفصل حتى يسهل اطالع القارئ عليها وبالتالي يمكنه أن يكون رأيا مساندا لهذا الطرف أو ذاك‬
‫من أطراف الحوار‪.‬‬
‫ونعرض لتلك النصوص تباعا‪-:‬‬
‫المادة‪ ]49[ :‬من الدستور العراقي‪-:‬‬
‫نصت الفقرة األولي من هذه المادة على أن مجلس النواب يمثل الشعب العراقي بأكمله ‪ ،‬وهذا هو نصها‪:‬‬
‫[ يتكون مجلس النواب من عدد من األعضاء بنسبة مقعد واحد لكل مائة ألف نسمة من نفوس العراق‬
‫يمثلون الشعب العراقي بأكمله‪ ،‬يتم انتخابهم بطريق االقتراع العام السري المباشر‪ ،‬ويراعى تمثيل سائر‬
‫مكونات الشعب فيه]‪.‬‬
‫المادة‪} -: ]111[ :‬النفط والغاز هو ملك الشعب العراقي في كل األقاليم والمحافظات{‪.‬‬
‫المادة‪} -: ]113[:‬تعد اآلثار والمواقع األثرية والتحف التراثية والمخطوطات والمسكوكات من الثروات‬
‫الوطنية التي هي من اختصاص السلطات االتحادية‪ ،‬وتدار بالتعاون مع األقاليم والمحافظات‪ ،‬وينظم ذلك‬
‫بقانون{‪.‬‬
‫المادة‪} -: ]112[ :‬أوال‪ :‬تقوم الحكومة االتحادية بإدارة النفط والغاز المستخرج من الحقول الحالية مع‬
‫حكومات األقاليم والمحافظات المنتجة‪ ،‬على أن توزع وارداتها بشكل منصف يتناسب مع التوزيع‬
‫السكاني في جميع أنحاء البالد‪ ،‬مع تحديد حصة لمدة محددة لألقاليم المتضررة‪ ،‬والتي حرمت منها‬
‫بصورة مجحفة من قبل النظام السابق‪ ،‬والتي تضررت بعد ذلك‪ ،‬بما يؤمن التنمية المتوازنة للمناطق‬
‫المختلفة من البالد‪ ،‬وينظم ذلك بقانون{‪.‬‬
‫}ثانيا‪ :‬تقوم الحكومة االتحادية وحكومات األقاليم والمحافظات المنتجة معا برسم السياسات اإلستراتيجية‬
‫الالزمة لتطوير ثروة النفط والغاز‪ ،‬بما يحقق أعلى منفعة للشعب العراقي‪ ،‬معتمدة أحدث تقنيات مبادئ‬
‫السوق وتشجيع االستثمار{‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫المادة‪} -: ]114[ :‬تكون االختصاصات اآلتية مشتركة بين السلطات االتحادية وسلطات األقاليم‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أدارة الكمارك بالتنسيق مع حكومات األقاليم والمحافظات غير المنتظمة في أقليم‪ ،‬وينظم ذلك‬
‫بقانون‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تنظيم مصادر الطاقة الكهربائية الرئيسية وتوزيعها‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬رسم السياسة البيئية لضمان حماية البيئة من التلوث‪ ،‬والمحافظة على نظافتها‪ ،‬بالتعاون مع األقاليم‬
‫والمحافظات غير المنتظمة في أقليم‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬رسم سياسات التنمية والتخطيط العام‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬رسم السياسة الصحية العامة‪ ،‬بالتعاون مع األقاليم والمحافظات غير المنتظمة‪.‬‬
‫سادسا‪:‬رسم السياسة التعليمية والتربوية العامة بالتشاور مع األقاليم والمحافظات غير المنتظمة في أقليم‪.‬‬
‫سابعا‪ :‬رسم سياسة الموارد المائية الداخلية‪ ،‬وتنظيمها بما يضمن توزيعا عادال لها‪ ،‬وينظم ذلك بقانون‪.‬‬
‫المادة‪} -: ]115[ :‬كل ما لم ينص عليه في االختصاصات الحصرية للسلطات االتحادية‪ ،‬يكون من‬
‫صالحية األقاليم والمحافظات غير المنتظمة في أقليم‪ ،‬والصالحيات األخرى المشتركة بين الحكومة‬
‫االتحادية واألقاليم‪ ،‬تكون األولوية فيها لقانون األقاليم والمحافظات غير المنتظمة في أقليم‪ ،‬في حالة‬
‫الخالف بينهما{‪.‬‬
‫المادة‪} -: ]120[ :‬يقوم األقليم بوضع دستور له‪ ،‬يحدد هيكل سلطات األقليم‪ ،‬وصالحياته‪ ،‬وآليات‬
‫ممارسة تلك الصالحيات‪ ،‬على أن ال يتعارض مع هذا الدستور{‪.‬‬
‫المادة‪} -: ]121[ :‬أوال‪ :‬لسلطات األقاليم‪ ،‬الحق في ممارسة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية‪،‬‬
‫وفقا ألحكام هذا الدستور‪ ،‬باستثناء ما ورد فيه من اختصاصات حصرية للسلطات االتحادية{‪.‬‬
‫}ثانيا‪ :‬يحق لسلطة األقليم‪ ،‬تعديل تطبيق القانون االتحادي في األقليم‪ ،‬في حالة وجود تناقض أو تعارض‬
‫بين القانون االتحادي وقانون األقليم بخصوص مسالة ال تدخل في االختصاصات الحصرية للسلطات‬
‫االتحادية{‪.‬‬
‫}ثالثا‪ :‬تخصص لألقاليم والمحافظات حصة عادلة من اإليرادات المحصلة اتحاديا‪ ،‬تكفي للقيام بأعبائها‬
‫ومسؤولياتها‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار مواردها وحاجاتها‪ ،‬ونسبة السكان فيها{‪.‬‬
‫}رابعا‪ :‬تأسيس مكاتب لألقاليم والمحافظات في السفارات والبعثات الدبلوماسية لمتابعة الشؤون الثقافية‬
‫واالجتماعية واإلنمائية{‪.‬‬
‫}خامسا‪ :‬تختص حكومة األقليم بكل ما تتطلبه إدارة األقليم وبوجه خاص أنشاء وتنظيم قوى األمن‬
‫الداخلي لألقليم كالشرطة واألمن وحرس األقليم{‪.‬‬
‫المادة‪} -: ]122[ :‬أوال‪ :‬تتكون المحافظات من عدد من األقضيه والنواحي والقرى{‪.‬‬
‫}ثانيا‪ :‬تمنح المحافظات التي لم تنتظم في أقليم الصالحيات اإلدارية والمالية الواسعة‪ ،‬بما يمكنها من‬
‫إدارة شؤونها على وقف مبدأ الالمركزية اإلدارية‪ ،‬وينظم ذلك بقانون{‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫المادة‪} -: ]126[ :‬لرئيس الجمهورية ومجلس الوزراء مجتمعين‪ ،‬أو لخمس (‪ )5/1‬أعضاء مجلس‬
‫النواب‪ ،‬اقتراح تعديل الدستور{‪.‬‬
‫}ثانيا‪ :‬ال يجوز تعديل المبادئ األساسية الواردة في الباب األول‪ ،‬والحقوق والحريات الواردة في الباب‬
‫الثاني من الدستور‪ ،‬إال بعد دورتين انتخابيتين متعاقبتين‪ ،‬وبناء على موافقة ثلثي أعضاء مجلس النواب‬
‫عليه‪ ،‬وموافقة الشعب باالستفتاء العام‪ ،‬ومصادقة رئيس الجمهورية خالل سبعة أيام{‪.‬‬
‫المادة‪} -: ]110[ :‬تختص السلطات االتحادية باالختصاصات الحصرية اآلتية‪:‬‬
‫}أوال‪ :‬رسم السياسة الخارجية والتمثيل الدبلوماسي‪ ،‬والتفاوض بشأن المعاهدات واالتفاقيات الدولية‪،‬‬
‫وسياسات االقتراض والتوقيع عليها وإبرامها‪ ،‬ورسم السياسة االقتصادية والتجارية الخارجية السيادية{‪.‬‬
‫}ثانيا‪ :‬وضع سياسة األمن الوطني وتنفيذها‪ ،‬بما في ذلك أنشاء قوات مسلحة وأدارتها‪ ،‬لتأمين حماية‬
‫وضمان أمن حدود العراق‪ ،‬والدفاع عنه{‪.‬‬
‫}ثالثا‪ :‬رسم السياسة المالية‪ ،‬والكمركية وإصدار العملة‪ ،‬وتنظيم السياسة التجارية عبر حدود األقاليم‬
‫والمحافظات في العراق‪ ،‬ووضع الميزانية العامة للدولة‪ ،‬ورسم السياسة النقدية وإنشاء البنك المركزي‬
‫وإدارته{‪.‬‬
‫}رابعا‪ :‬تنظيم أمور المقاييس والمكاييل واألوزان{‪.‬‬
‫}خامسا‪ :‬تنظيم أمور الجنسية والتجنس واإلقامة وحق اللجوء السياسي{‪.‬‬
‫}سادسا‪ :‬تنظيم سياسة الترددات البيئية والبريد{‪.‬‬
‫[ أ‪ -1-‬نصت على المبادئ األساسية في الدستور‪ ،‬مواد الباب األول وهي [المواد من ‪ ]12-1‬من‬
‫الدستور‪ ،‬و قد تعرضت لنظام الحكم ودين الدولة‪ ،‬وعاصمة العراق‪ ،‬وتنظيم العلم والنشيد الوطني‪،‬‬
‫واللغة الرسمية‪ ،‬وسيادة القانون‪ ،‬وأسلوب تداول السلطة‪ ،‬وعلوية الدستور‪ ،‬والسياسية الخارجية‬
‫للعراق‪ ،‬وتكوين القوات المسلحة‪ ،‬تأكيد احترام العتبات المقدسة‪ ،‬تحديد مكان عاصمة العراق‬
‫}بغداد{‪ ،‬تنظيم علم العراق ونشيده الوطني بموجب قانون]‪.‬‬
‫[ب‪ -2-‬وتعرضت للحقوق والحريات األساسية الواردة في الباب الثاني من هذا الدستور‬
‫[المواد من ‪ ]46-14‬وتكلمت عن حرية التعبير‪ ،‬والمساواة بين العراقيين‪ ،‬وضمان تكافؤ الفرص‪،‬‬
‫وحرمة المساكن والحق في الجنسية العراقية‪ ،‬منع إسقاطها‪ ،‬استقالل القضاء‪ ،‬ومبدأ ال جريمة وال‬
‫عقوبة إال بنص‪ ،‬وعدم سريان القانون الجنائي على الماضي‪ ،‬وكفالة حق الدفاع وغير ذلك]‪.‬‬
‫}سابعا‪ :‬وضع مشروع الموازنة العامة واالستثمارية{‪.‬‬
‫}ثامنا‪ :‬تخطيط السياسات المتعلقة بمصادر المياه من خارج العراق‪ ،‬وضمان مناسيب تدفق المياه إليه‬
‫وتوزيعها العادل داخل العراق‪ ،‬وفقا للقوانين واألعراف الدولية{‪.‬‬
‫}تاسعا‪ :‬اإلحصاء والتعداد السكاني{‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫المادة‪ } ]131[ -:‬كل استفتاء وارد في هذا الدستور يكون ناجحا بموافقة أغلبية المصوتين ما لم ينص‬
‫على خالف ذلك{‪.‬‬
‫المادة‪[ {142} -:‬أوال‪ :‬يشكل مجلس النواب في بداية عمله لجنة من أعضائه تكون ممثلة للمكونات‬
‫الرئيسية في المجتمع العراقي‪ ،‬مهمتها تقديم تقرير إلى مجلس النواب‪ ،‬خالل مدة ال تتجاوز أربعة أشهر‪،‬‬
‫تتضمن توصيته بالتعديالت الضرورية التي يمكن إجراؤها على الدستور‪ ،‬وتحل اللجنة بعد البت في‬
‫مقترحاتها]‪.‬‬
‫[ثانيا‪ :‬تعرض التعديالت المقترحة من قبل اللجنة دفعة واحدة على مجلس النواب للتصويت عليها‪ ،‬وتعد‬
‫مقرة بموافقة األغلبية المطلقة لعدد أعضاء المجلس]‪.‬‬
‫[ثالثا‪ :‬تطرح المواد المعدلة من قبل مجلس النواب وفقا لما ورد في البند }ثانيا{ من هذه المادة على‬
‫الشعب لالستفتاء عليها‪ ،‬خالل مدة ال تزيد عن شهرين من تاريخ قرار التعديل في مجلس النواب]‪.‬‬
‫[رابعا‪ :‬يكون االستفتاء على المواد المعدلة ناجحا‪ ،‬بموافقة أغلبية المصوتين‪ ،‬ما لم يرفضه ثلثا‬
‫المصوتين في ثالث محافظات]‪.‬‬
‫[خامسا‪ :‬يستثنى ما ورد في هذه المادة من أحكام المادة }‪ {126‬المتعلقة بتعديل الدستور‪ ،‬إلى حين‬
‫االنتهاء من البت في التعديالت المنصوص عليها في هذه المادة]‪ ،‬يشير هذا النص الوارد في هذه الفقرة‬
‫إلى أن حكم المادة }‪ {126‬المتعلق بتعديل الدستور ال يمكن المساس به حتى االنتهاء من التعديالت‬
‫المنصوص عليها في هذه المادة‪.‬‬
‫المادة‪[ {142} -:‬يستمر العمل بالقوانين التي تم تشريعها في إقليم كردستان منذ عام ‪ ،1992‬وتعد‬
‫القرارات المتخذة من حكومة إقليم كردستان‪ -‬بما فيها قرارات المحاكم والعقود‪ ،‬نافذة المفعول ما لم يتم‬
‫تعديلها أو إلغاؤها حسب قوانين إقليم كردستان‪ ،‬من قبل الجهة المختصة فيها‪ ،‬وما لم تكن مخالفة لهذا‬
‫الدستور]‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫تفسير النصوص المتعلقة بملكية النفط والغاز وإدارتهما‪:‬‬


‫تقديم‪-:‬‬
‫يقصد بالتفسير هنا التفسير في نطاق القانون‪ ،‬وهو يعنى في النطاق القانوني تحرى نية المشرع أي‬
‫معرفة القصد الذي أراده المشرع من تعبيره بالطريقة التي عبر بها عنه‪ ،‬وال نريد هنا أن ندخل في بحث‬
‫أدوات التفسير المختلفة الن هذا الموضوع له مكانا أخر‪ ،‬ونكتفي اآلن بعرض سريع ألنواع التفسير‪،‬‬
‫والقواعد التي أشار إليها القانون المدني للمساعدة على تفسير أرادة المشرع‪.‬‬
‫أوال‪[ :‬أنواع التفسير] }التفسير القانوني ثالثة أنواع‪ ،‬تفسير قضائي وتفسير فقهي‪ ،‬وتفسير تشريعي{‪.‬‬
‫‪ -1‬التفسير القضائي ‪ :‬القاضي هو المسؤول عن تطبيق القانون الذي هو أداته إلحقاق الحق وإقامة‬
‫العدل‪ ،‬ولكن القاضي قد يالقي مشاكل كثيرة عندما يريد تطبيق القانون‪ ،‬فقد يكون النص القانوني المراد‬
‫تطبيقه على النزاع غامضا أو ناقصا فعليه أن يعمل على إزالة الغموض‪ ،‬وإكمال ذلك النقص عن طريق‬
‫مفهوم المخالفة والقياس من باب أولى وغير ذلك من أدوات التفسير‪.‬‬
‫وقد ال يجد القاضي نصا يحكم النزاع‪ ،‬فعليه أن يطبق العرف فإن لم يجد عرفا يحكم موضوع النزاع‪،‬‬
‫طبق مبادئ الشريعة اإلسالمية األكثر مالئمة ألحكام القانون المدني فإن لم يجد طبق العدالة }مادة (‪{)1‬‬
‫من القانون المدني العراقي‪ .‬وبعد انتهاء القاضي من إيضاح النص أو أكماله‪ ،‬عليه أن يختار النص‬
‫الواجب التطبيق على النزاع‪ ،‬وهنا تبرز نظرية التكييف القانوني‪ ،‬وهي عملية ذهنية يقوم بها القاضي‬
‫لمعرفة الوصف القانوني للواقعة لغرض معرفة النص الواجب التطبيق عليها (‪.)1‬‬
‫ويالحظ أن أي خطأ في تكييف الوقائع يؤدي حتما إلى خطأ في تطبيق القانون‪ ،‬ولذلك نوصي بإخالص‬
‫المحامين والقضاة أن يعطوا أهمية فائقة وعناية خاصة في التعمق في التكييف‪ ،‬وقد يكون التفسير‬
‫القضائي ملزما وقد ال يكون ملزما حسب أحوال تحتاج إلى شرح طويل ال مجال له هنا‪ ،‬والقضاء‬
‫المختص في تفسير الدستور هي المحكمة االتحادية العليا‪.‬‬
‫لقد أوضحنا سابقا المقصود بالتفسير القضائي‪ ،‬ونريد اآلن الحديث عن تفسير نصوص الدستور المختلف‬
‫عليها‪ ،‬فما هو المرجع الدستوري للفصل في هذه التفسيرات المختلفة؟‬
‫تضمن الدستور العراقي الجديد ثالثة مواد تتكلم عن المحكمة االتحادية العليا‪ ،‬وقد نصت المادة }‪{92‬‬
‫على طبيعة المحكمة قائلة [أوال‪ :‬المحكمة االتحادية العليا هي هيئة قضائية مستقلة ماليا وإداريا]‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -1‬أنظر‪ :‬مذاكرتنا التي ألقيت على المحامين الجدد في نقابة المحامين عام ‪1980‬‬

‫وعقبت الفقرة }ثانيا{ من نفس المادة قائلة [تتكون المحكمة االتحادية العليا من عدد من القضاة‪ ،‬وخبراء‬
‫في الفقه اإلسالمي وفقهاء القانون يحدد عددهم‪ ،‬وتنظيم طريقة اختيارهم‪ ،‬وعمل المحكمة بقانون يسن‬
‫بأغلبية ثلثي أعضاء مجلس النواب]‪.‬‬
‫ونصت المادة }‪ {93‬من الدستور على اختصاصات المحكمة قائلة [أوال‪ :‬الرقابة على دستورية القوانين‬
‫واألنظمة النافذة]‪[ ،‬ثانيا‪ :‬تفسير نصوص الدستور]‪[ ،‬ثالثا‪ :‬الفصل في القضايا التي تنشا عن تطبيق‬
‫القوانين االتحادية‪ ،‬والقرارات واألنظمة والتعليمات واإلجراءات الصادرة عن السلطة االتحادية‪ ،‬ويكفل‬
‫القانون حق كل من مجلس الوزراء وذوي الشأن من األفراد وغيرهم حق الطعن المباشر لدى المحكمة]‬
‫[رابعا‪ :‬الفصل في المنازعات التي تحصل بين الحكومة االتحادية‪ ،‬وحكومات األقاليم والمحافظات‬
‫والبلديات واإلدارات المحلية‪ ،‬إلى أخر نص المادة‪ ،‬هذا النص يوضح آلية تفعيل عمل المحكمة فيحدد‬
‫الطريق الذي يجب سلوكه للوصول إليها لتفسير النص الدستوري محل الخالف]‪.‬‬
‫فعلى من يرغب في الحصول على تفسير لنص دستوري عليه أن يقدم طلبا للمحكمة االتحادية العليا‬
‫يتضمن حل الخالف طالبا رأى المحكمة العليا في تفسير النص محل الخالف‪ ،‬ويجوز لمجلس الوزراء‬
‫عن طريق رئيسه أو ألي كيان أخر فردا كان أو مؤسسة أن يطلب مباشرة من المحكمة االتحادية تفسير‬
‫ذلك النص الدستوري بشرط أن يكون لصاحب الطلب مصلحة مشروعة في ذلك‪ ،‬وعلى ذلك يجوز في‬
‫حالة الخالف بين السلطات المركزية وإقليم من األقاليم حول صالحية أدارة النفط أو ملكيته حسب نص‬
‫مادة معينة من مواد الدستور‪ ،‬أن يطلب من المحكمة االتحادية العليا مباشرة تفسير ذلك النص محل‬
‫الخالف‪ ،‬وقرار المحكمة الدستورية العليا يكون ملزما ويصبح بحكم النص التشريعي‪.‬‬
‫‪ -3‬التفسير الفقهي‪:‬‬
‫يقصد بالتفسير الفقهي التفسير الذي يقوم به الفقهاء وشراح القانون‪ ،‬ويلعب الفقه دورا مهما في التأثير‬
‫على القضاء والمشرع معا‪ ،‬ذلك أن عمل الفقه هو تحري قصد المشرع بوسائل التفسير المختلفة‪ ،‬وهو‬
‫القادر على صياغة النظريات العامة في القانون التي يكون لها أعظم األثر على القضاء والمشرع كذلك‪،‬‬
‫وذلك بما يتصف به الفقيه من منطق قانوني وأفق واسع في مجال القانون‪ ،‬وقد صدق البروفسور‬
‫)‪ (Morin‬موران الفرنسي الجنسية حين قال‪[:‬القضاء يشق الطريق والفقه يعبده]‪ ،‬وهذا يعني أن الفقه‬
‫يسهل على القضاء معرفة المعني الصحيح للنص القانوني بما يملك من قدرة على استنباط الحل من‬
‫مصدره التشريعي‪.‬‬
‫ويالحظ أن ا لفقه ليس ملزما للقضاء‪ ،‬فهو ليس قضاء وال تشريعا وإنما يقتصر دوره على مجرد طرح‬
‫نظريات وإبداء الرأي القانوني‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫والسؤال هو ما هو رأي الفقه في معنى مواد الدستور الخاصة بالنفط والغاز؟‬
‫لقد أختلف الفقه في تفسير نصوص الدستور المتعلقة بالنفط والغاز‪ ،‬ولكل منهما مبرراته ولغرض أبداء‬
‫رأي موضوعي في هذه اإلشكالية‪ ،‬وجدنا ضروريا أن نعرض لشرح تلك النصوص‪ ،‬وقبل البدء في‬
‫شرح تلك النصوص‪ ،‬وجدنا ضروريا أن نعرض لعدد من القواعد الكلية في تفسير القانون وردت في‬
‫القانون المدني في صدد تفسير العقد‪ ،‬ولكنها تنطبق على تفسير التشريع لعدم اختالف التشريع والعقد من‬
‫حيث كون كل منهما تعبير عن إرادة‪ ،‬والمفسر يفتش عن أرادة المتعاقدين في العقد‪ ،‬كما أن مفسر القانون‬
‫يتحرى إرادة المشرع التي تضمنها التعبير التشريعي ونعرض للقواعد التفسيرية كما يلي‪-:‬‬
‫القواعد الكلية لتفسير هذه النصوص‪:‬‬
‫أشار القانون المدني الع راقي إلى عدد من القواعد الكلية التي يستطيع المفسر أن يستعين بها في عمله‬
‫الشاق والمتعب‪ ،‬ونعرض بعضها في حدود تعلق األمر بموضوعنا‪:‬‬
‫القاعدة األولي‪ -1[ :‬العبرة في العقود للمقاصد والمعاني ال لأللفاظ والمباني‪ -2 ،‬على أن األصل في‬
‫الكالم الحقيقة‪ ،‬أما أذا تعذرت الحقيقة فيصار إلى المجاز] مادة‪ 155 :‬من القانون المدني العراقي‪.‬‬
‫القاعدة الثانية‪[ :‬مادة‪ 58 :‬أعمال الكالم أولى من إهماله‪ ،‬لكن أذا تعذر أعمال الكالم يهمل]‪.‬‬
‫القاعدة الثالثة‪[ :‬المطلق يجري على طالقه أذا لم يقم دليل التقييد نصا أو داللة] مادة‪ 160 :‬مدني‪.‬‬
‫وانطالقا من هذه القواعد التفسيرية نعرض لتفسير نصوص الدستور الخاصة بملكية النفط والغاز على‬
‫النحو األتي‪} -:‬أوال‪ :‬ملكية النفط والغاز{‪:‬‬
‫أوال‪ :‬نصت المادة }‪ {111‬من الدستور على أن ملكية النفط والغاز هو ملك الشعب العراقي في كل‬
‫األقاليم والمحافظات‪ ،‬وهذا النص متفق على تفسيره بأن النفط والغاز هو ملك كل الشعب العراقي وأن‬
‫سكان كل إقليم لهم فيه حصة‪ ،‬ولكن هذا النوع من الملكية هو ملكية مشاعة ال تقبل التجزئة‪ ،‬شأنها شأن‬
‫ملكية اآلثار والمواقع األثرية التي أشارت أليها المادة }‪ {113‬من الدستور‪ ،‬حيث أوضح المشرع‬
‫العراقي بأن الملكية في هذه الحالة تكون للسلطات المركزية‪ ،‬ولكن اإلدارة تكون مشتركة بين السلطات‬
‫االتحادية واألقاليم وأوضحت هذه المادة أن طريقة ومدى المشاركة في إدارة اآلثار والمواقع األثرية‬
‫تنظم بقانون‪ ،‬وعليه فأن السلطات المركزية هي التي تقرر طبيعة ونوع المشاركة في هذه اإلدارة‪ ،‬الن‬
‫القانون الذي أشار إليه النص هو القانون الصادر من السلطات االتحادية وبالذات من مجلس النواب الذي‬
‫يمثل كل الشعب العراقي }مادة ‪ {49‬من الدستور‪.‬‬
‫وحيث أن السلطات االتحادية‪ ،‬وخاصة مجلس النواب‪ ،‬هو الممثل لجميع العراقيين‪ ،‬فانه هو المرجع في‬
‫إصدار القوانين المنظمة إلدارة النفط بالتعاون مع األقاليم‪ ،‬وبغير ذلك ال يمكن أن نفهم فائدة النص على‬
‫أن النفط والغاز هو ملك كل الشعب العراقي‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ومع ذلك فإن بعض المسؤولين من كردستان يرى أن نص المادة }‪ {111‬من الدستور يفهم منه أن موارد‬
‫النفط والغاز تبقى حكومية وال يمكن بيعها للقطاع الخاص‪ ،‬والنص اإلضافي في نهاية هذه المادة يؤكد‬
‫حقوق الشعب في األقاليم والمحافظات بهذه الموارد‪.‬‬
‫والسؤال هو ما هي حقوق األقاليم والمحافظات‪ ،‬هل من حقها بيع حصتها الشائعة إلي الغير أو أبرام‬
‫عقود نفطية بمقدار حصتها من النفط المنتج في اإلقليم؟‬
‫رأينا في ذلك قد أوضح في أعاله‪ ،‬ولكن ما هو رأى المسؤول النفطي السيد وزير الموارد الطبيعية في‬
‫حكومة إقليم كردستان‪ ،‬يقول المسؤول المذكور [‪ ...‬من الواضح أنه حتى دور المناولة المحدود المتوفر‬
‫للسلطات الفيدرالية مشروط باتفاق يتم التوصل أليه مع األقاليم والحكومات حول]‪:‬‬
‫أ‪ -‬التوزيع الديمغرافي المتساوي إليرادات النفط والغاز‪.‬‬
‫ب‪ -‬حصة أضافية محددة فوق الحقوق الديمغرافية لفترة من الوقت لكل المناطق المحرومة‪.‬‬
‫[وال ندري من أين جاء ألزام السلطات االتحادية بضرورة التوافق مع األقاليم في هذه المجاالت‪:‬‬
‫لما كان األصل أن النفط هو ملك الشعب العراقي أجمعه‪ ،‬المكتشف حاليا وغير المكتشف‪ ،‬فإن توزيع‬
‫إيرادات النفط والغاز بين السلطات المركزية واألقاليم يعود إلى مجلس النواب الذي يمارس هذا الحق‬
‫بتشريع قانون‪ ،‬وعندئذ ال يوجد أي ألزام قانوني بعقد اتفاقات مع األقاليم وليس صحيحا قول السيد الوزير‬
‫بأن [أي قوانين تتعلق بالمادة‪ {112} :‬يجب االتفاق عليها مع األقاليم والمحافظات‪ ،‬وعليه فالصعوبة‬
‫الوحيدة هنا تحدث أذا لم يتم التوصل إلى أي اتفاق فان األقاليم والمحافظات تحتاج إلى وضع القوانين‬
‫الخاصة بها‪ ،‬وهذه القوانين يكون لها األولوية على القوانين الفيدرالية باالعتماد على استعمال‬
‫الصالحيات وفقا للمادة‪ {115} :‬التي هي في صالحها]‪.‬‬
‫أن تفسيرا من هذا النوع لنصوص الدستور يولد االستفزاز نتيجة التحيز السافر لصالحيات األقاليم‪،‬‬
‫وإقليم كردستان خاصة‪ ،‬ذلك الن القوانين التي تصدرها األقاليم يجب أن تكون موافقة للدستور‬
‫[المادة‪ {121} :‬أوال‪ :‬حيث قضت لسلطات اإلقليم الحق في ممارسة السلطات التشريعية والتنفيذية‬
‫والقضائية‪ ،‬وفقا ألحكام هذا الدستور‪ ،‬باستثناء ما ورد فيه من اختصاصات حصرية للسلطات االتحادية]‪.‬‬
‫واضح من هذا النص أن األقاليم من حقها ممارسة السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية وفق الدستور‬
‫عدا مجال االختصاصات الحصرية للسلطات االتحادية‪ ،‬ولكن أذا شرع اإلقليم قانونا يقرر فيه استثمار‬
‫النفط والغاز غير المستخرجين حاليا‪ ،‬فهل هذا موافق للدستور؟ وإذا شرع قانون إقليمي يعطى لإلقليم‬
‫حصة ¾ النفط المنتج فيه فهل هذا موافق للدستور؟ وإذا كان األمر كذلك فما هي فائدة نصوص المادتين‬
‫}‪ 111‬و ‪ {113‬من الدستور أذا كان بإمكان القانون اإلقليمي تعديلهما؟‬
‫‪ -1‬أليس من الواجب إعمال هاتين المادتين تطبيقا لقاعدة [إعمال الكالم أولى من إهماله؟] هل يجوز‬
‫إلغاؤهما بقانون محلي‪ ،‬لمجرد عدم وجودهما في االختصاصات اإلقليمية للسلطات االتحادية؟‬

‫‪9‬‬
‫في رأينا ما دام النفط والغاز واآلثار من الملكية العامة للشعب‪ ،‬فال يجوز أن يتصرف فيهما أي إقليم دون‬
‫قانون صريح يصدر من مجلس النواب الممثل الوحيد لجميع الشعب العراقي‪.‬‬

‫وال بد لنا من اإلشارة مرة أخرى بأن النتيجة الطبيعية لتملك الشعب للنفط والغاز‪ ،‬أن تكون جميع‬
‫ال تصرفات القانونية بهذه الثروة الوطنية بموجب القانون الذي هو التعبير القانوني الوحيد عن إدارة‬
‫الشعب لماله العام‪.‬‬
‫ويالحظ أن العقود التي أبرمت في كردستان المتعلقة باستثمار النفط أو الغاز تعتبر عقودا باطلة لمخالفتها‬
‫لنصوص الدستور }المواد ‪ 111‬و ‪ {112‬من الدستور‪ .‬وال يمكن التمسك بنص المادة }‪ {142‬من‬
‫الدستور‪ ،‬التي أشرنا أليها في الفصل األول‪ ،‬حيث أن هذه المادة قد نصت صراحة على أن تكون تلك‬
‫العقود والقرارات موافقة للدستور‪ ،‬كما انه ال يجوز إصدار قانون استثمار للنفط في إقليم معين‪ ،‬مستقال‬
‫عن القانون الفيدرالي الستثمار الثر وة النفطية لكل العراق‪ ،‬ذلك الن تصرفا من هذا النوع يؤدي إلى‬
‫ارتباك السياسة االستثمارية لكل النفط في دولة االتحاد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إدارة النفط والغاز‪:‬‬
‫تناولت المادة }‪ {112‬من الدستور أمرين‪ ،‬األول أدارة النفط والغاز المستخرج من الحقول الحالية مع‬
‫حكومات األقاليم والمحافظات المنتجة‪ ،‬على أن توزع وارداتها بشكل منصف يتناسب مع التوزيع‬
‫السكاني في جميع أنحاء البالد‪ ،‬مع تحديد حصة لمدة محددة لألقاليم المتضررة والتي حرمت منها‬
‫بصورة مجحفة من قبل النظام السابق والتي تضررت بعد ذلك‪ ،‬بما يؤمن التنمية المتوازنة للمناطق‬
‫المختلفة من البالد‪ ،‬وينظم ذلك بقانون‪ ،‬والفقرة الثانية تتعلق برسم اإلستراتيجية الالزمة لتطوير ثروة‬
‫النفط والغاز‪ ،‬بما يحقق أعلى منفعة للشعب العراقي‪ ،‬معتمدة أحدث تقنيات مبادئ السوق وتشجيع‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫هذه المادة واضحة عدا أمرين‪[ ،‬األول ما هو المقصود بتعبير النفط والغاز المستخرج من الحقول‬
‫الحالية؟ وجوابا على ذلك هو أن المقصود }بالحقول الحالية{ الحقول التي تنتج وقت وضع الدستور‬
‫الحالي‪ ،‬مهما كانت كميات المنتج ما دام تجاريا]‪[ ،‬واألمر الثاني كيف يتم توزيع المنتجات؟ النص‬
‫واضح في ذلك ولكنه يشير إلى أن ذلك يتم بقانون‪ ،‬وقد يطرح السؤال األتي‪ :‬أذا لم يحصل أتفاق بين‬
‫األقاليم والسلطة المركزية على مقدار نسب توزيع اإليرادات‪ ،‬فهل ينفرد اإلقليم بوضع قانون لتحديدها‪،‬‬
‫أم ال بد من قانون فيدرالي لذلك؟ يقول السيد وزير الثروة الطبيعية في كردستان }يجب االتفاق على‬
‫القوانين المتعلقة بالمادة‪ "112" :‬مع األقاليم والمحافظات والصعوبة هنا تحدث أذا لم يتم التوصل إلى‬
‫أي أتفاق‪ ،‬فإن األقاليم والمحافظات تحتاج إلى وضع القوانين الخاصة بها وهذه القوانين لها األولوية على‬

‫‪10‬‬
‫القوانين الفيدرالية وفقا للصالحيات الممنوحة لها بموجب المادة‪ "115" :‬من الدستور التي هي في‬
‫صالحها‪.]..‬‬
‫وبالرجوع إلى نص المادة }‪ {115‬نجدها تقول [كل ما لم ينص عليه في االختصاصات الحصرية‬
‫للسلطات االتحادية‪ ،‬يكون من صالحية األقاليم والمحافظات غير المنتظمة في إقليم‪ ،‬والصالحيات‬
‫األخرى المشتركة بين الحكومة االتحادية واألقاليم‪ ،‬تكون األولوية فيها لقانون األقاليم والمحافظات غير‬
‫المنتظمة في إقليم‪ ،‬في حالة الخالف بينهما] هذا يعني أنه في حالة عدم وجود اتفاق بين األقاليم‬
‫والسلطات المركزية حول موضوع يتعلق بالغاز والنفط خارج االختصاصات الحصرية للسلطة‬
‫المركزية‪ ،‬تكون من صالحيات األقاليم والمحافظات وكذلك تكون األولوية لقوانين األقاليم والمحافظات‬
‫في حالة الخالف على الصالحيات المشتركة‪.‬‬
‫ولكن كيف تمارس األقاليم والمحافظات صالحياتها التشريعية؟ المادة‪ {120} :‬من الدستور تجيب على‬
‫هذا السؤال بما يلي‪[ -:‬يقوم األقليم بوضع دستور له‪ ،‬يحدد هيكل لسلطات األقليم‪ ،‬وصالحيات وآليات‬
‫ممارسة تلك الصالحيات‪ ،‬على أن ال يتعارض مع الدستور وعليه فإن القوانين المشرعة في األقاليم ال‬
‫تكون نافذة إال أذا كانت موافقة للدستور‪ ،‬وما من شك فإن جميع األعمال التشريعية اإلقليمية مقيدة بهذا‬
‫القيد‪ ،‬وعلى ذلك فإن أي قانون محلي يتعرض إلى تنظيم يتعلق بالنفط والغاز ال يكون دستوريا أذا تجاوز‬
‫على نص صريح في الدستور االتحادي‪ ،‬وحيث أن النفط والغاز هو ملك الشعب العراقي فإن أي خالف‬
‫بين األقاليم والمركز حول االختصاصات النفطية ال بد أن يكون الحل الحاسم فيه إلى الممثل الشرعي‬
‫للشعب العراقي وهو مجلس النواب}مادة ‪ 49‬من الدستور{]‪.‬‬
‫‪ -3‬التفسير التشريعي‪:‬‬
‫سبق أن عرفنا التفسير التشريعي بأنه قيام المشرع نفسه بتفسير النص التشريعي الغامض الذي ترتب‬
‫على غموضه اختالف كبير في المفهوم في التطبيقات القضائية أو اإلدارية‪ ،‬فإذا أريد تجنب هذه النتائج‬
‫يقوم مجلس الوزراء باقتراح يقدم بمذكرة إلى الجهة التشريعية يطلب منها تفسير النص الغامض في ذلك‬
‫القانون‪ ،‬وبناءا على هذا الطلب تقوم الجهة التشريعية بدراسة الطلب وتصدر تفسيرا لذلك النص‬
‫الغامض‪.‬‬
‫ويعتبر هذا التفسير بحكم القانون‪ ،‬وهذا ما يسمى بالتفسير التشريعي‪ ،‬فهل بإمكان مجلس الوزراء أن‬
‫يطلب من مجلس النواب حاليا تفسير النصوص الغامضة في الدستور وخاصة المتعلقة بملكية النفط‬
‫والغاز وإدارتهما؟‬
‫يستطيع مجلس النواب أن يفعل ذلك بشرط أن يقوم بكل اإلجراءات الالزمة لتشريع دستور‪ ،‬وعليه ال بد‬
‫من التصويت على التفسير في مجلس النواب بالطريقة التي يعمل فيها لتشريع دستور‪ ،‬ومن ثم يعرض‬
‫هذا التفسير على الشعب لالستفتاء العام‪ ،‬والبد هنا من اإلشارة إلى الضمانات المقررة في الدستور‬

‫‪11‬‬
‫لحماية األقليات ومن أهمها أن التصويت ال يكون مقرا أذا اعترض عليه ثلثا أصوات السكان في ثالثة‬
‫محافظات‪ ،‬ويالحظ أن هذا الطريق ليس مأمون النتائج أذا أريد اللجوء إليه‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫تعديل الدستور‪:‬‬
‫يرى البعض ضرورة اللجوء إلى تعديل الدستور لحل الخالف القائم حول ملكية وإدارة النفط والغاز‬
‫والفيدرالية وغيرها من نقاط الخالف‪ ،‬وعند الرجوع إلى نصوص الدستور نجده مليئا بالنصوص‬
‫المعوقة لتعديله وخاصة فيما يتعلق باختصاصات األقاليم والمحافظات‪.‬‬
‫فالمادة‪ {126} :‬من الدستور قضت في فقرتها أوال‪ :‬على ما يلي‪[ :‬لرئيس الجمهورية ومجلس الوزراء‬
‫مجتمعين‪ ،‬أو لخمس ‪ 5/1‬أعضاء مجلس النواب اقتراح تعديل الدستور]‪.‬‬
‫ولكن الفقرة }ثانيا{ من هذه المادة منعت التعديل في المبادئ األساسية الواردة في الباب األول‪،‬‬
‫والحريات الواردة في الباب الثاني من الدستور‪ ،‬إال بعد دورتين انتخابيتين متعاقبتين‪ ،‬وبناءا على موافقة‬
‫ثلثي أعضاء مجلس النواب‪ ،‬وموافقة الشعب باالستفتاء العام‪ ،‬ومصادقة رئيس الجمهورية خالل سبعة‬
‫أيام‪.‬‬
‫وقررت الفقرة }رابعا{ من نفس المادة عدم جواز تعديل أي مواد في الدستور من شأنه أن ينقص من‬
‫صالحيات األقاليم التي ال تكون داخلة ضمن االختصاصات الحصرية للسلطات االتحادية‪ ،‬إال بموافقة‬
‫السلطة التشريعية في األقليم المعني‪ ،‬وموافقة أغلبية سكانه باستفتاء عام‪.‬‬
‫هذا النص يمنع تعديل الدستور في كل األحوال التي يؤدي فيها التعديل إلى إنقاص اختصاصات األقاليم‪.‬‬
‫وإذا كان المنع الوارد على المبادئ األساسية والحريات العامة المنصوص عليها في الدستور له مدة‬
‫معينة هي دورتان انتخابيتان متتابعتان‪ ،‬فإن المنع الوارد على عدم المساس باختصاصات األقاليم جاء‬
‫بشكل مطلق دون زمان معين له‪.‬‬
‫وعليه فإن أي خالف ح ول مواد الدستور الخاصة بملكية النفط والغاز ال يمكن حله بسهوله عن طريق‬
‫طلب تعديل الدستور‪ ،‬وهناك عقبة أخرى تحول دون تعديل مواد الدستور الخاصة بالنفط والغاز هي‬
‫المادة‪ {142} :‬من الدستور التي تجيز تحكم األقلية باألكثرية وهذا نصها [يشكل مجلس النواب في بداية‬
‫عمله لجنة من أعضائه تكون ممثله للمكونات الرئيسية في المجتمع العراقي (محاصصة)‪ ،‬مهمتها تقديم‬
‫‪12‬‬
‫تقرير إلى مجلس النواب‪ ،‬خالل مدة ال تتجاوز أربعة أشهر‪ ،‬يتضمن توصية بالتعديالت الضرورية التي‬
‫يمكن إجراءها على الدستور وتحل اللجنة بعد البت في مقترحاتها]‪.‬‬
‫ونصت الفقرة }ثانيا{ من نفس المادة على ضرورة عرض المقترحات الخاصة بالتعديل دفعة واحدة على‬
‫مجلس النواب للتصويت عليها‪ ،‬وتعد مقرة بموافقة األغلبية المطلقة لعدد أعضاء المجلس‪.‬‬
‫وبعد ذلك تطرح المواد المعدلة على الشعب للتصويت عليها‪ ،‬خالل مدة ال تتجاوز الشهرين من تاريخ‬
‫أقرار التعديل في مجلس النواب‪.‬‬
‫وجاءت الفقرة }رابعا{ من نفس المادة بوضع عقبة على نجاح االستفتاء وذلك إلمكانية استعمال حق‬
‫}‪ {Veto‬فيتو على التعديل‪ ،‬فقد اشترطت الفقرة }رابعا{ حتى يكون التصويت على التعديل ناجحا‪ ،‬عدم‬
‫التصويت ضده من ثلثي أصوات ثالثة محافظات‪.‬‬
‫واضح من ذلك أن أي تعديل يجرى على الحقوق والصالحيات الخاصة باألقاليم غير ممكن‪ ،‬ما دام حق‬
‫النقض قائما ألكثرية ثلثي أصوات ثالثة محافظات‪.‬‬
‫ويالحظ من قراءة هادئة لنصوص الدستور أن هنالك قصدا في هذه النصوص يدفع إلى سيادة الواليات‬
‫على السلطات المركزية‪ ،‬ومن مظاهر ذلك حصر صالحيات السلطات االتحادية‪ ،‬وترك باقي‬
‫الصالحيات لألقاليم‪ ،‬وليس هذا وحسب وإنما يضع الدستور ضمانة الفيتو على كل تعديل يقلل من‬
‫صالحيات المحافظات‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫الخاتمة‬

‫يتضح من كل ما تقدم أن الصراع الدائر حول الفيدرالية واختصاصات األقليم في نطاق ملكية الغاز‬
‫والنفط ‪ ،‬ال يمكن حله بالرجوع إلى الدستور ما دام هناك خالف حاد في تفسير النصوص المنظمة لملكية‬
‫النفط والغاز‪ ،‬وذلك لعدم توفر حسن النية لدى األطراف المتنازعة‪.‬‬
‫وإذا استمر الوضع على ما هو عليه سنكون أمام احتقان سياسي شديد يهدد باالنفجار مما يزيد الوضع‬
‫الحالي السيئ سوءا وخطرا‪.‬‬
‫أن العراق بلد الجميع‪ ،‬وأنه أحتضن الجميع وأنعم عليهم بخيراته الواسعة‪ ،‬وهو بذلك يستحق منا جميعا‬
‫أن نكون له أوفياء‪.‬‬
‫وأهم مظاهر الوفاء هو التعاون والتكاتف واإلخالص لمصلحة هذا البلد‪ ،‬ويتحقق ذلك بتأجيل تنفيذ‬
‫الفيدراليات في المناطق األخرى عدا كردستان‪ ،‬وتطبيق الالمركزية اإلدارية لفترة أخرى تكفي إلعادة‬
‫بناء العراق بجهد الجميع‪ ،‬وبعد االستقرار والرخاء االقتصادي المنشود‪ ،‬يمكن التفكير في تنفيذ النظام‬
‫الفيدرالي‪.‬‬
‫هذا ولتحقيق مصلحة العراق يجب الرجوع إلى مجلس النواب لطرح الخالفات وتدارسها من جميع‬
‫الكيانات البرلمانية على أن يكون الهدف هو الوصول إلى ما يخدم مصلحة الجميع‪.‬‬
‫هذا هو الحل المنصف والمخلص أذا ما أريد مصلحة هذا البلد‪ ،‬وهلل من وراء القصد‪.‬‬
‫هذا ولغرض اطالع القارئ على وجهة النظر المخالفة لما نذهب أليه‪ ،‬رأينا من األفضل تثبت ذلك في‬
‫هذا البحث وأليك المقابلة الصحفية التي أجريت مع السيد وزير الموارد الطبيعية في كردستان العراق‪.‬‬

‫الدكتور مالك دوهان الحسن‬

‫‪14‬‬
‫العراق‪ :‬حقوق األقاليم والمحافظات في النفط والغاز‬

‫أخبار بالك أنثم العسكرية ‪ ERBIL‬العراق‪ 15 ،‬حزيران ‪2006‬‬


‫ردا على استفسارات عديدة‪ ،‬أجاب الدكتور أشتي أ‪.‬حورامي‪ ،‬وزير الموارد الطبيعية في حكومة إقليم‬
‫كردستان‪ ،‬على أسئلة حول الحقوق الدستورية لألقاليم والمحافظات الخاصة بموارد النفط والغاز‪ ،‬أعدت‬
‫اإلجابات وفقا لمشورة دستورية مستقلة قدمت للوزير‪.‬‬
‫هنالك بعض اآلراء في وسائل اإلعالم وعدد من المقاالت والتصريحات ووجهات النظر الصحفية‪،‬‬
‫تطلب تعديل مواد الدستور الفيدرالي المتعلقة بموارد النفط والغاز‪.‬‬
‫ما هي وجهات نظر ‪ KRG‬في هذه المسائل؟‬
‫دكتور حورامي‪ :‬هذه الدعوات خارجة عن الموضوع‪ ،‬أطلقها أصحاب اآلراء المعارضة للفيدرالية‬
‫المدعومة من بعض المتعاطفين مع النظام السابق‪ ،‬يبدو أن هؤالء الناس نسوا أن الدستور موجود فعال‪،‬‬
‫وتمت المصادقة عليه في استفتاء عام في جميع أنحاء الوطن وعلى هذا األساس شكل العراق أول حكومة‬
‫منتخبة ديمقراطيا‪.‬‬
‫مفهوم أنه ليس كل الناس راضون عن المواد‪ ،‬ولكن تم تبني الدستور كرزمة واحدة من قبل كل الشعب‪:‬‬
‫أنها وثيقة واحدة‪.‬‬
‫وعليه ال يمكن تعديل مواده بشكل مفرد لتالئم وجهات نظر ورغبات أشخاص أو أحزاب‪.‬‬
‫حقوق األقاليم والمحافظات واضحة وال يمكن تعديلها بأي شكل من األشكال لتعزيز صالحيات السلطات‬
‫الفيدرالية‪.‬‬
‫هل تفكر حكومة إقليم كردستان ‪ KRG‬بإعادة التفاوض أو تعديل هذه المواد المتعلقة بموارد النفط‬
‫والغاز؟‬
‫دكتور حورامي‪ :‬أصبحت المفاوضات الدستورية خلفنا اآلن وعلينا العيش مع الدستور واحترامه كقانون‬
‫نهائي للبالد‪ ،‬مواد النفط والغاز هامة لكامل البالد‪ ،‬لذلك فنحن اآلن نحتاج للتركيز على توفير التوجيهات‬
‫الضرورية للبرلمانات الفيدرالية واإلقليمية لكل السلطات األخرى في المحافظات لكتابة مسودة قوانين‬
‫البترول‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫ويجب القيام بذلك بخصوصية دون تدخل ضيوف غير مرغوب بهم أو منظري اإلعالم والصحافة‪.‬‬
‫هل ناقشت حكومة كردستان العراق مع السلطات الفيدرالية وضع قوانين البترول وعالقاتها مع بغداد؟‬
‫دكتور حورامي‪ :‬حكومة إقليم كردستان على اتصال منتظم من خالل كبار األعضاء األكراد بالحكومة‬
‫الفيدرالية‪ ،‬وقبل مقابالتنا بهذا الخصوص التقيت الدكتور شهرستاني وزير النفط في بغداد‪ ،‬واتفقنا على‬
‫التعاون الكامل من أجل مصلحة كل العراق‪ ،‬ستمثل األقاليم والمحافظات وستشارك في صياغة قوانين‬
‫البترول‪ ،‬وتنوي حكومة إقليم كردستان أن تكون فعالة وبناءة ومتعاونة في هذه المسائل الهامة‪.‬‬

‫كيف تفسر حكومة إقليم كردستان المواد الخاصة بالنفط والغاز؟‬


‫دكتور حورامي‪ :‬بنفس طريقة كل المعلقين الذين يتذمرون منها هذه المواد واضحة لكل المعنيين‪ ،‬لذلك‬
‫فإننا ال نفسرها بشكل مختلف عن الذين يتذمرون منها‪ ،‬والفرق الوحيد هو أننا راضين بها وهم غير‬
‫راضين عنها‪.‬‬
‫هل يمكن شرح وتفصيل مواد النفط والغاز خصوصا دور بغداد‪ ،‬وتوزيع اإليرادات‪ ،‬والتحكم بعمليات‬
‫حقوق النفط والعالقة مع أوبك ‪ OPEC‬والصادرات البترولية؟‬
‫دكتور حورامي‪ :‬هنالك مادتين محددتين ومادة حاكمة في الدستور الفيدرالي تتعلق بموارد النفط والغاز‪.‬‬
‫المادة‪ {111}:‬تنص [النفط والغاز ممتلكات لكل الشعب العراقي في كل األقاليم والمحافظات]‪.‬‬
‫هذه المادة تهدف لتوضيح أن هذه الموارد الطبيعية تبقى حكومية وال يمكن بيعها للقطاع الخاص‪ ،‬والنص‬
‫اإلضافي في نهاية هذه المادة يؤكد حقوق الشعب في األقاليم والمحافظات بهذه الموارد‪ ،‬ولكنها ال تتعامل‬
‫مع المشاركة في اإليرادات حيث أن هذا شرح بشكل منفصل في المادة }‪.{112‬‬
‫المادة‪ {112} :‬فيها جزئيين متميزين‪.‬‬
‫الجزء األول‪ :‬يتعامل مع الحقول المنتجة القائمة وتنص على ما يلي‪:‬‬
‫[تقوم الحكومة الفيدرالية بالتعاون مع األقاليم والمحافظات المنتجة بإدارة النفط والغاز المستخرج‬
‫(المنتج) من حقول النفط والغاز الموجودة بشرط التوزيع المتساوي لإليرادات مرفقا للتوزيع السكاني في‬
‫جميع أنحاء البالد‪ ،‬ويجب تخصص حصة محددة من اإليرادات لفترة محددة من الوقت لألقاليم التي‬
‫كانت محرومة ظلما من قبل النظام السابق وتأثرت به‪ ،‬لتحقيق تنمية متوازنة للمناطق المختلفة من البالد‬
‫وسيتم تنظيم هذا بالقانون]‪.‬‬
‫هذا الجزء من المادة }‪ {112‬يجعل من الواضح أن دور السلطات الفيدرالية هو دور إداري ينحصر في‬
‫المناولة‪ ،‬أي تصدير وتسويق النفط والغاز من حقوق منتجة موجودة‪.‬‬
‫وهذا ال يخول السلطات الفيدرالية دورا أوسع في العمليات‪ ،‬وإال لما كانت كلمة مستخرج "منتج" قد‬
‫أدخلت في النص‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫وحق مناولة النفط والغاز المستخرج تتعلق مباشرة بتوزيع اإليرادات وعليه‪ ،‬فإن الدور اإلداري‬
‫الفيدرالي ال يمتد لعملية استخراج النفط والغاز الفعلية‪ ،‬مثل الحفر‪ ،‬وعمليات الحقل‪ ،‬والتشغيل واإلدارة‬
‫اليومية لحقول النفط والغاز وال يجب أن تشكل هذه مشكلة آلن هذه المهام حاليا‪ ،‬كما كانت دائما‪ ،‬تدار‬
‫محليا من قبل الناس الذين يعيشون في األقاليم والمحافظات‪.‬‬
‫وبموجب الدستور الجديد‪ ،‬فإن السلطات المنتخبة في األقاليم والمحافظات المنتجة لها الحق اآلن في إدارة‬
‫ومراقبة عملية االستخراج‪ ،‬ويمضى أخر فإن مدراء حقول النفط المحلية معرضون للمحاسبة من قبل‬
‫السلطات المحلية‪ ،‬وهذه ليست بالشئ المهم‪ ،‬ففي النهاية كلنا نعيش في العراق الواحد‪.‬‬
‫كما أن من الواضح أنه حتى دور المناولة المحدود المتوفر للسلطات الفيدرالية مشروط باتفاق يتم‬
‫التوصل إليه مع األقاليم والحكومات حول‪:‬‬
‫أ‪ -‬التوزيع الديمغرافي المتساوي إليرادات النفط والغاز‪.‬‬
‫ب‪ -‬حصة إضافية محددة فوق الحقوق الديمغرافية‪ ،‬لفترة من الوقت لكل المناطق المحرومة‪.‬‬
‫هذا يعنى أن اتفاقا من قبل السلطات الفيدرالية مع األقاليم والحكومات يجب التوصل إليه على مجموعة‬
‫من المعادالت المحددة بوضوح والملزمة قانونيا للتخصص غير المشروط والنسبة اإلضافية من‬
‫اإليرادات لكل إقليم ومحافظة لفترة أولية "يتم تحديدها" لتحقيق التوازن‪ ،‬وكذلك المستحقات طويلة األمد‬
‫بعد الفترة األولية‪ ،‬وال خالف على أن إقليم كردستان والكثير من محافظات الجنوب كانت مناطق‬
‫محرومة لفترة طويلة من الوقت‪ ،‬وعليه فإنها تتوقع أن تتلقى نصيب معقول من اإليرادات اإلضافية‪.‬‬
‫}الجزء ‪ 2‬من المادة ‪ {112‬يتناول قضايا السياسة اإلستراتيجية وينص على‪:‬‬
‫[تقوم الحكومة الفيدرالية مع حكومات األقاليم والمحافظات بوضع السياسات اإلستراتيجية المطلوبة‬
‫لتطوير موارد النفط والغاز الطبيعي من أجل تحقيق أعلى المزايا للشعب العراقي يتبنى أحدث مبادئ‬
‫تحريك السوق وأساليب تشجيع االستثمار]‪.‬‬
‫التأكيد هنا على اتفاق يتم التوصل أليه بين السلطات الفيدرالية واألقاليم والمحافظات المنتجة لوضع‬
‫سياسات إستراتيجية لكل العراق‪.‬‬
‫وهذا يعود بشكل أساسي ألهداف وحدود اإلنتاج الكلية قصيرة ومتوسطة وطويلة األمد المطلوب تحقيقها‬
‫أو المسموح بها من كل إقليم ومحافظة وللعالقات الكلية الخاصة بحصة أوبك ‪ OPEC‬للعراق‪.‬‬
‫أي قوانين تتعلق بالمادة ]‪ {112‬يجب االتفاق عليها مع األقاليم والمحافظات‪ ،‬وعليه الصعوبة الوحيدة هنا‬
‫تحدث إذا لم يتم التوصل إلي أي اتفاق‪ ،‬فإن األقاليم والمحافظات تحتاج إلى وضع القوانين الخاصة بها‪.‬‬
‫وهذه القوانين يكون لها األولوية على القوانين الفيدرالية باالعتماد على استعمال الصالحيات وفقا للمادة‬
‫}‪ {115‬والتي هي في صالحها‪.‬‬
‫في حين أن هذا قد يحدث فقط إذا أصبح أحد األطراف غير منطقي ويجب أن نبقى متفائلين بأن هذا لن‬
‫يحدث‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫هل المادة }‪ {115‬خاصة بالنفط والغاز فقط‪ ،‬وكيف تعمل؟‬
‫دكتور حورامي‪ :‬هذه مادة عامة ذات أولوية تنطبق على موارد النفط والغاز ولكل الحقوق المشتركة‬
‫األخرى لألقاليم والمحافظات بموجب الدستور‪.‬‬
‫تنص المادة }‪ {115‬على النحو التالي‪:‬‬
‫[أية حقوق لم تذكر تحت الصالحيات الحصرية للسلطات الفيدرالية تصبح تحت سلطات األقاليم‬
‫والمحافظات وبخصوص كل السلطات المشتركة بين الحكومة الفيدرالية واألقاليم والمحافظات تكون‬
‫األولوية لقوانين األقاليم والمحافظات في حالة الخالف بينهم‪.‬‬
‫تنص هذه المادة على تفوق القوانين اإلقليمية على القوانين الفيدرالية ويمكن رفضها إذا لم يتم التوصل‬
‫إلى اتفاق حول إدارة موارد النفط والغاز وتوزيع اإليرادات بموجب المواد }‪ 111‬و ‪.{112‬‬
‫وهذا ينشأ فقط إذا أصبح أحد األطراف غير منطقي‪ ،‬وهذا غير محتمل‪ ،‬إذا حدث هذا‪ ،‬فإن األقاليم‬
‫والمحافظات قد تمارس السيطرة الكاملة على كل الحقول القديمة والجدية‪ ،‬بما في ذلك بعض صادرات‬
‫النفط والغاز‪ ،‬وتحصيل اإليرادات وتوزيعها‪.‬‬
‫من الذي يسيطر على مرافق البنية التحتية ونشاطات سير العمل‪ ،‬واالستكشاف والصادرات ذات العالقة‬
‫واإليرادات من الحقول الجديدة؟‬
‫دكتور حورامي‪ :‬ضممت المواد على كثير من نواحي صناعة النفط والغاز ولكن أي شئ لم يذكر تحت‬
‫الصالحيات الفيدرالية أو الصالحيات المشتركة يصبح تحت السلطة المطلقة لألقاليم والمحافظات ومثال‬
‫ذلك‪ ،‬ما ذكره كثيرون بالنسبة لموارد النفط والغاز لم ترد أي أشارة لما يلي‪ ،‬وبالتالي فإن هذه ستكون‬
‫لألقاليم والمحافظات حصريا‪.‬‬
‫أ‪ -‬المادة }‪ {112‬لم تذكر أي شئ عن الحقول المكتشفة غير المطورة‪ ،‬أو عن أي حقول جديدة‪ ،‬أو‬
‫أي من المناطق غير المستكشفة‪.‬‬
‫ب‪ -‬المادة }‪ {112‬لم تذكر مناولة النفط والغاز المستخرج‪ ،‬أو اإليرادات المتعلقة به‪ ،‬من الحقول‬
‫غير المطورة‪ ،‬أو أي حقول جديدة الناتجة عن أي عمليات حفر والنشاطات االستكشافية‬
‫األخرى‪.‬‬
‫ج‪ -‬لم تتناول المادة }‪ {112‬أي من البنية التحتية والنشاطات الالحقة مثل التصفية‪ ،‬ومرافق التخزين‬
‫وخطوط األنابيب ومحطات الضخ‪ ،‬ومحطات التصدير‪ ،‬وناقالت النفط‪ ،‬ومحطات التعبئة‬
‫والمباني‪ ،‬ولذلك فإن هذه ملكا لألقاليم والمحافظات‪.‬‬
‫من الذي يسيطر على العقود الجديدة‪ ،‬واتفاقيات المشاركة في اإلنتاج وعقود الخدمات الرئيسية؟‬
‫دكتور حورامي‪ :‬ومرة أخرى‪ ،‬حيث أن هذه غير محددة بموجب الصالحيات المشتركة‪ ،‬سيكون لألقاليم‬
‫والمحافظات السيطرة الكاملة عليها‪ ،‬وسيكون من األفضل للجميع تبنى عقود مشتركة بشروط مالية‬
‫ونماذج مشتركة لتبسيط األمور وتجنب التشويش مع المستثمرين المحتملين ومزودي الخدمات‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ومرة أخرى‪ ،‬فهذا ليس باألمر كبير األهمية‪ ،‬فنحن جميعا نعيش في العراق الواحد لذلك فإن العقود يمكن‬
‫أن تحال وتدار محليا‪ ،‬ولكن المسؤولين حيثما كانوا يجب أن يتمتعوا بالشفافية الكاملة وان يكونوا‬
‫مسؤولين أمام برلماناتهم وسلطاتهم عن كل قراراتهم‪.‬‬
‫يجب أن ال نستمع لوجهات النظر المحذرة من أن هذه الترتيبات لن تنجح وقد تخرج عن السيطرة‪ ،‬إذا‬
‫كان عدد قليل من األشخاص يجلسون في مكاتبهم في بغداد يمكن الثقة بهم للقيام بكل هذه األشياء‪ ،‬فلماذا‬
‫ال نثق بالناس الحقيقيين الذين يقومون بكل العمل الفعلي في األقاليم والمحافظات للقيام بنفس الشئ؟ قد‬
‫يقول البعض أن األقاليم والمحافظات وقد تنقصها الخبرة للقيام ببعض المهام في هذه العقود‪.‬‬
‫ولكن حتى لو كان هذا هو الحال‪ ،‬فإن الجواب هو عدم تغيير المواد‪ ،‬ولكن بإرسال الخبراء للعمل في‬
‫األقاليم والمحافظات بدال من الجلوس في بغداد‪.‬‬
‫هل أحالت حكومة كردستان عقودا جديدة؟‬
‫دكتور حورامي‪ :‬حققنا استكشافنا الممتاز من قبل ‪ DNO‬مطلع هذا األسبوع تحت الدستور الجديد وهذا‬
‫جيد لجذب مزيد من االستثمارات إلى إقليم كردستان ولعموم العراق في المستقبل‪.‬‬
‫تتقدم حكومة إقليم كردستان إلى األمام بنشاطاتها المحلية كما هي محددة في الدستور وتبحث العقود‬
‫المحتملة مع عدة أطراف‪.‬‬
‫هل أدى تعينك كوزير جديد للموارد الطبيعية في حكومة إقليم كردستان وخلفيتك كمدير نفط دولي سابق‬
‫خبير معروف جيدا إلى مزيد من االستفسارات؟‬
‫دكتور حورامي‪ :‬نعم منذ عودتي تلقت حكومة إقليم كردستان عدد من االستفسارات من شركات صاحبة‬
‫خبرة وسمعة جيدة ترغب في إقامة قواعد لها في أربيل أو السليمانية لالستثمار في هذا األقليم وربما‬
‫جنوبا عند تحسن الوضع األمني‪.‬‬
‫ما أنواع العقود التي تنوي إصدارها وماذا عن الشفافية؟‬
‫دكتور حورامي‪ :‬سنكون في غاية الشفافية وسنتبنى نماذج تعاقدية معترف بها دوليا‪ ،‬يمكن الدفاع عنها‬
‫في كل األوقات‪ ،‬ونأمل أن تكون ناتجة عن قوانين البترول التي تأمل أن موضع التنفيذ خالل البضعة‬
‫أشهر القادمة‪.‬‬
‫إقليم كردستان سليم وأمن‪ ،‬ومستقر‪ ،‬وبدأنا المناقشة والتفاوض مع بعض الشركات المعروفة‪ ،‬ونأمل أن‬
‫يمهد هذا الطريق لباقي العراق في المستقبل القريب‪.‬‬
‫إعداد ميا ايرلي‬
‫رئيس تشجيع االستثمار‬
‫مؤسسة تطوير كردستان – لندن‬
‫‪http://www.knrdistancorporation.com‬‬
‫‪http://www.theotheriraq.com‬‬
‫دشن رئيس وزراء حكومة إقليم كردستان عمليات حفر آبار النفط‪.‬‬
‫فالح مصطفي باكير‬
‫‪19‬‬
‫دشن رئيس وزراء إقليم كردستان‬
‫ليشير فان برزاني مشروع حفر آبار من قبل شركات تركية وسويسرية في طقطق بالقرب من أربيل‪،‬‬
‫حضر االحتفال نائب رئيس الوزراء عمر فتاح وممثلي الشركة‪ ،‬وغيرهم من كبار الضيوف‪.‬‬
‫طقطق – كردستان – العراق‬
‫كلمة رئيس وزراء كردستان نيشر فان برزان‬

‫حكومة إقليم كردستان‬


‫األحد ‪2006/5/14‬‬

‫الضيوف األعزاء‪ ،‬سيداتي سادتي‪،،‬‬


‫أحب أن أرحب بكم جميعا‪.‬‬
‫أنا مسرور لحضوري إلى هنا اليوم للمشاركة معكم في هذا الحدث الهام الذي سيسهم كثيرا في تطوير‬
‫االقتصاد‪.‬‬
‫نيابة عن حكومة إقليم كردستان وشعب إقليم كردستان أحب أن أرحب بكم للمشاركة بشكل خاص الذين‬
‫عملوا بجد في هذا المشروع‪.‬‬
‫منذ ‪ ،1960‬كان معروفا أن طقطق به بترول ولكن لم تتحرك أية حكومة عراقية الستغالل موارد النفط‬
‫في إقليم كردستان خارج منطقة كركوك‪.‬‬
‫كان هدف نظام صدام حسين ومن قبله إضعاف إقليم كردستان‪ ،‬فقد أهملوا اقتصادنا وبقي متخلفا مقارنة‬
‫مع األجزاء األخرى من البالد‪.‬‬
‫استعمل صدام حسين موارد النفط في كركوك لتدمير اآلالف من تجمعاتنا السكنية‪ ،‬ورحل وهجر‬
‫مواطنينا‪ ،‬وهاجمنا باألسلحة الكيماوية‪ ،‬في أيدي نظام صدام حسين لم يكن النفط نعمة‪ ،‬بل كان نقمة‬
‫وسبب المعاناة الشديدة لشعبنا‪.‬‬
‫بعد تحرير العراق‪ ،‬تغير هذا الوضع الرهيب‪ ،‬فألول مرة في التاريخ لدينا بلد بدستور يعترف ويؤكد‬
‫ألول مرة أن العرب واألكراد شركاء في العراق الجديد‪ ،‬ويعلب ممثلي كردستان دورا رائدا في إعادة‬
‫بناء البلد‪ ،‬وكما تعلم فإن رئيس العراق جالل الطالباني وزمالء آخرين يعملون بجد لبناء حكومة وحدة‬
‫وطنية‪.‬‬
‫المادة‪ {108} :‬من دستور العراق تؤكد أن الحكومة الفيدرالية واألقاليم المنتجة للنفط معا تقومان بإدارة‬
‫حقول النفط المنتجة حاليا‪ ،‬وإيرادات هذا النفط ستوزع بالتساوي بين كل األقاليم وكل الشعب العراقي‬
‫ولكن حقول النفط الجديدة‪ ،‬غير المنتجة تجاريا في وقت صياغة الدستور ستبقى مسؤولية الحكومات‬
‫اإلقليمية حيث توجد‪ ،‬وهذه الحكومات ستتخذ القرارات اإلدارية الخاصة باستثمارات وكذلك الترتيبات‬
‫التعاقدية الخاصة باالستكشاف واإلنتاج‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫حيث أن لحكومة إقليم كردستان الكثير من البرامج والمبادرات‪ ،‬ال شئ أهم لمستقبلنا من تأمين قيمة‬
‫موارد الطاقة لخدمة شعبنا‪ ،‬نحن ال نرى النفط كثروة للنمو االقتصادي وازدهار شعبنا بل نراه كعامل‬
‫رئيسي في استقرار منطقتنا وبلدنا‪ ،‬وتحقيق السالم واالقتصاد‪.‬‬
‫وكما أعلنا في برنامج حكومتنا‪ ،‬وزيادة قدرتنا على توفير طاقة آمنة من أعلى أولوياتنا‪ ،‬فمنذ ‪1991‬‬
‫عانينا الكثير بسبب نقص إمدادات الطاقة‪ ،‬لقد اعتمدنا على اآلخرين دائما الذين لديهم القوة لمنع إمدادات‬
‫الطاقة عنا على شكل كهرباء ووقود إليذائنا‪.‬‬
‫ففي بعض األحيان لجأ شعبنا إلى قطع األشجار لتلبية احتياجاتهم األساسية مما تسبب في القضاء على‬
‫الغابات واألضرار بالبيئة‪.‬‬
‫ووفقا للدستور العراقي الجديد‪ ،‬فإن لنا كل الحق في استكشاف وإنتاج نفط بلدنا واستغالله لتلبية‬
‫االحتياجات السليمة لشعبنا‪ ،‬وقمنا بتأمين هذه الحقوق من خالل تضحية وكفاح شعبنا‪ ،‬حيث استشهد‬
‫اآلالف من أجل هذه األرض‪ ،‬كما نزح اآلالف عن ديارهم لذلك لن نكون مستعدين أبدا للتنازل عن هذه‬
‫الحقوق‪ .‬وكل نشاطاتنا وخطواتنا بهذا الخصوص ستكون وفقا ألحكام الدستور العراقي‪ ،‬وستفيد نشاطاتنا‬
‫كل من إقليم كردستان وكامل البالد‪.‬‬
‫نعتقد أن الدستور يؤمن حقوق كل المجموعات في كل أجزاء العراق‪ ،‬وأعمال االستكشاف التي تجري‬
‫في الحقول الجديدة ستمهد الطريق لزيادة ديناميكية جديدة في اإلنتاج والمشاركة العادلة بالفوائد لكل‬
‫العراقيين‪.‬‬
‫بدأنا حفر آبار جديدة في الخريف الماضي ونتوقع نتائج جيدة‪ ،‬تقديرنا وعملنا يستند على حقيقة أننا‬
‫أعطينا هبة قيمة لتحسين معيشة شعبنا‪.‬‬
‫لقد عملنا بجد لتأمين األمن الشخصي واالستقرار السياسي‪ ،‬لذلك فإننا تحت رعاية حكومة إقليم كردستان‬
‫ستؤدي لتقوية االقتصاد القومي وتعزيز االتحاد الطوعي للعراق‪.‬‬
‫أود شكر الحكومة التركية على دعمها للتنمية االقتصادية في إقليم كردستان من خالل هذا العقد‪ ،‬والذي‬
‫هو في مصلحة كل من تركيا والعراق‪.‬‬
‫لعبت تركيا دورا مهما‪ ،‬وسيستمر لها دورا هاما‪ ،‬في دعم اقتصاد إقليم كردستان والشكر الخاص لشركة‬
‫"جنال انيرجي" التركية والشركة السويسرية ‪ Addax‬على المهنية والخبرة التي جاءوا بها لهذا‬
‫المشروع‪.‬‬
‫نذكر تركيا كجار هام في األوقات الصعبة‪ ،‬وننظر بجزيل الشكر دعم تركيا لمنطقة "حظر الطيران"‬
‫الوقائية والمساعدة المقدمة في عملية ‪ ،Provide Comfort‬وبالتطلع إلى الخط السعيد المتبادل‪ ،‬فإننا‬
‫نريد من تركيا‪ ،‬كما فعلت من قبل أن تكون األولي في توفير الحماية لشعبنا‪ ،‬وتستمر في لعب دور هام‬
‫في دعم تنمية اقتصادنا‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫في الوقت الذي نطور فيه هذه الموارد الطبيعية‪ ،‬هنالك مبادئ معينة‪ ،‬هذا المورد لنا جميعا‪ ،‬وعليه فإننا‬
‫نتعاقد مع شركات مؤهلة وخبيرة لتقديم أحدث التكنولوجيا الخيرة لمساعدتنا بطرق جديدة مبتكرة‬
‫ومبدعة‪.‬‬
‫سندير نفطنا بفعالية وشفافية‪ ،‬في حين أن النفط موجودات هامة للتنمية االقتصادية‪ ،‬فإننا ال نريد تجاهل‬
‫النواحي ال هامة األخرى‪ ،‬وان نأخذ في االعتبار أنه في الوقت الذي نستكشف ونستغل فيه مواردنا‬
‫الطبيعية‪ ،‬لن ندمر بيئتنا‪.‬‬
‫فالنفط في األعماق ليس فقط لألجيال الحالية‪ ،‬ولكن كل األجيال المستقبلية‪ ،‬وعليه سنسير بطريقة تحمي‬
‫مواردنا الطبيعية لقائدة مستقبل كردستان‪.‬‬
‫رغم أن احتياجات نا كبيرة‪ ،‬فستعمل بطرق تزيد القائد في الوقت الحاضر وللمستقبل غير المنظور‪،‬‬
‫وسننظر بشفافية لتطوير اقتصادنا‪.‬‬
‫سنعمل دائما لمصلحة شعبنا وأرضنا والبيئة االقتصادية إلقليم كردستان‪ ،‬سنعمل لتقديم مزيد من الخدمات‬
‫األفضل لكل شعبنا‪ ،‬ولتحقيق هذه األهداف سيكون الضامن إدارتنا للفوائد من مواردنا الطبيعية‪.‬‬
‫وأخيرا‪ ،‬أحب مرة أخرى أن أتقدم بالشكر واالمتنان لكل من عملوا بجد في هذا المشروع إليصاله إلى‬
‫النجاح الذي نشهده اليوم‪.‬‬
‫وشكرنا الخاص للسيد ديلشارد عبد الرحمن من مشروع جنرال انتربرايز فورسبيشال بروجيكتر في‬
‫السليمانية‪ ،‬ولكل المهندسين والفنيين‪ ،‬على العمل الجاد والنجاح‪.‬‬
‫أتمنى لكم التوفيق في عملكم‪.‬‬
‫وأشكركم على مشاركتكم ومساهمتكم في بناء وتطوير إقليم كردستان ومرة أخرى نرحب بكم جميعا‪.‬‬
‫شكرا لكم‪.‬‬

‫‪22‬‬

You might also like