You are on page 1of 157

‫ال َّتـربية اإلسالمـ َّية‬

‫للسنة الثانية بمرحلة التعليم الثانوي‬

‫( للقسمين العلمي و األدبي )‬

‫إعداد‬
‫إدارة المناهج‬

‫‪ 1441 - 1440‬هـ‬
‫‪ 2020 - 2019‬م‬

‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫حقوق ّ‬
‫الطبع والنّشر حمفوظة‬
‫التبوية‬
‫ملركز املناهج التّعليمية والبحوث ّ‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫مـقــدم ــة‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫احلمد هلل رب العاملني‪ ،‬والصالة والسالم على سيدنا حممد سيد األولني واآلخرين‪ ،‬وعلى آله‬
‫وصحبه ومن اتبع هديه إىل يوم الدين أما بعـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد ‪،،،‬‬
‫ ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ال شك أن مادة الرتبية اإلسالمية هلا دور أساس يف تنمية الوعي الديين لدى أجيالنا اجلديدة‪ ،‬ويف‬
‫تكوين رصيد علمي هلم ال بأس به ُي ِكنُهم تنميتُه واإلضاف ُة إليه من خالل االطالع الشخصي والدراسة‬
‫ ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫املستقبلية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وحنن إذ نضع بني أيدي زمالئنا املعلمني وأبنائنا الطالب مفردات املنهج اجلديد ملقرر الرتبية‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫اإلسالمية ملرحلة الثانوية العامة‪ ،‬فإننا اتبعنا فيه ما عليه عقيدة أهل البالد‪ ،‬وهي عقيدة أهل السنة‬
‫واجلماعة‪ ،‬واملدرسة الفقهية املتبوعة وهي مدرسة أهل املدينة املنورة‪ ،‬املدرسة املالكية‪ ،‬كما حرصنا على‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ومقومة ِّ‬
‫وموجه ًة‪،‬‬ ‫تضمينه مجلة من األحاديث النبوية الشريفة اليت تفيد أبناءنا يف حياهتم اليومية ِّ‬
‫مهذبة ِّ‬
‫بعد أن ضبطناها بالشكل حىت يتمكنوا من قراءهتا قراء ًة صحيحة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وقد قسمناه إىل ستة فروع‪ :‬القرآن الكرمي‪ -‬السنة النبوية ‪ -‬العقيدة اإلسالمية ‪ -‬العبادات‪-‬‬
‫السرية‪ -‬هتذيب السلوك‪ ،‬وجعلنا ُج َّل املواضيع املدروسة من خالل هذه الفروع يف السنة األوىل تتناول‬
‫‪‬‬
‫ ‬

‫‪‬‬ ‫اجلوانب األخالقية للفرد واجملتمع‪ ،‬ويف السنة الثانية تتناول جانب اجلهاد‪ ،‬ويف السنة الثالثة رَّكزت املواضيع‬
‫على جانب الرتغيب والتهذيب وجانب التعريف بالفرق الدينية املنتشرة يف عاملنا اليوم‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫واهلل وحده نسأل أن يوفق اجلميع ملا فيه اخلري والسداد وأن حيفظ العباد والبالد من كل سوء‪ ،‬إنه نعم‬
‫اجمليب‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬



















 4
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵







 
 
 
 
 
  
 ‫القرآن الكريم‬ 
 
 
 
 
 
 5
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵




















 6
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵







 
 ‫النص األول‬

 ‫اإليمان باهلل وحده والرضا بقضائه وقدره‬ 
 ))109-104 (( ‫من سورة يونس اآلية‬


  ‫ﭧﭨ‬


 
 
 
 
 
 
 7
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫معاني الكلمات ‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫معناها‬ ‫الكلمة‬


‫الذي يقبض أرواحكم ومييتكم‪ ،‬واملراد‪ :‬أين أعبد اهلل الذي قهر عباده‬ ‫أعبد اهلل الذي يتوفاكم‬
‫باملوت‬
‫‪‬‬ ‫استقم بإقبالك على ما أُ ِم َ‬
‫رت به‬ ‫وأن أقم وجهك‬
‫مائ ً‬
‫ال عن األديان الباطلة‬ ‫حنيفا‬
‫‪‬‬ ‫وال تعبد‬ ‫وال تدع‬
‫يصيبْك‬ ‫ميسسك‬
‫‪‬‬ ‫ما يضرك‬ ‫بضر‬
‫ٍّ‬
‫رافع ومزيل‬ ‫كاشف‬
‫‪‬‬ ‫فال دافع‬ ‫فال ر َّاد‬
‫فمن آمن واتبع الذين احلق‬ ‫فمن اهتدى‬
‫‪‬‬ ‫سلك طريق الضاللة بعيداً عن الدين‬ ‫ضل‬
‫مبجربٍ لكم على اهلداية‪ ،‬وال حبفيظ على أموركم‬ ‫بوكيل‬
‫‪‬‬ ‫التفســير‪-:‬‬
‫‪‬‬ ‫اشتملت هذه اآليات الكرمية على املعاين اآلتية‪:‬‬
‫‪-1‬اإلسالم دين قويم الشك فيه‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫قل يا حممد للكافرين برسالتك‪ :‬إن كنتم تَ ُش ُّكون يف هذا الدين الذي أُْبـلِّ ُغ ُكم إياه‪،‬‬

‫‪‬‬ ‫فاعلموا أَين لن أَعبد ما تعبدون من دون اهلل من تلك األَوثان اليت ال تضر وال تنفع‪،‬‬
‫العدول عنه إىل دين اهلل الصحيح‬ ‫ُ‬ ‫وجيب‬
‫شك فيه‪ُ ،‬‬ ‫فَ ِدينُكم هذا هو الذى يستحق أَن يُ َّ‬

‫‪‬‬ ‫‪8‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫القومي‪ ،‬الذى أدعوكم إليه‪ ،‬إنه ِّ‬
‫الدين الذي يدعو إىل عباد ِة اهللِ القا ِد ِر على كل شي ٍء‪ ،‬فهو‬
‫‪‬‬ ‫الَّذي ُييتُكم حني َتـنْتِهي آجالُكم ﭧ ﭨ ﭽ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬﭭ ﭮ ﭯ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫(((‬
‫ﭰﭱﭲﭳﭴﭵﭶ ﭷﭸﭹﭺﭼ‬ ‫‪‬‬
‫‪ -2‬أوامــر إلهية‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫مح َل رسالَتَه إليكم‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ ﭺ ﭻ ﭼ‬
‫ليعلم الكفار أن اهلل أمرين‪:‬‬
‫وحي َّ‬
‫إيل‪ ،‬وأن أَ ِ‬
‫‪‬‬
‫‪ - 1‬أن أصدق مبا أُ ِ َ‬
‫‪‬‬ ‫ومائل‬
‫ٍ‬
‫(((‬
‫ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﭼ‬
‫ِل بروحي على ذلك الدين القيِّم‪ ،‬غري حائد‬ ‫أن أَتـ َو َّج ُه بقليب وعقلي‪ ،‬وأُقب َ‬
‫‪ -2‬و ْ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫َ‬
‫أجعل بيين وبينَه حجاباً‪،‬‬ ‫أشرك باهلل أحداً‪ ،‬و َّأل‬
‫شفعاء هلم عند اهلل‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ ﯔ‬
‫إىل‪ :‬يهودية‪ ،‬أو نصرانية‪ ،‬أو وثنية‪ ،‬و َّأل َ‬
‫ُ‬
‫يفعل عب َد ُة األصنام الذين جيعلو َن أصنا َمهم‬ ‫كما‬
‫‪‬‬
‫َ‬
‫‪‬‬ ‫(((‬
‫ﯕ ﯖ ﯗﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﭼ‬ ‫‪‬‬
‫‪ -3‬و َّأل أعب َد غريَه –سبحانه وتعاىل– وال أدعو األصنا َم اليت ال تضر وال تنفع يف الدينا‬
‫‪‬‬ ‫ظلمت نفسي‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ ﮋ ﮌ‬ ‫ُ‬ ‫أحداً أكن قد‬‫دعوت ِمن ُدونِه َ‬
‫ُ‬ ‫فإن‬
‫وال يف اآلخرة‪ْ ،‬‬ ‫‪‬‬
‫(((‬
‫ﮍﮎﮏ ﮐ ﮑﮒﭼ‬
‫‪‬‬ ‫‪ -3‬مشيئة اهلل النافذة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يضرك يف نفسك‪ ،‬أو مالك‪ ،‬أو‬ ‫اهلل وحده هو القادر على كل شي ٍء‪ ،‬فإن يصبْك مبا ُّ‬
‫‪‬‬ ‫عيالك‪ ،‬فلن يدفعه عنك أحد‪ ،‬ولو اجتمعت اإلنس واجلن وكل ما يُعب ُد من أوثان لِ َك ِ‬
‫شف‬ ‫‪‬‬
‫هذا الضر عنك ما استطاعوا أن مينعوه؛ ألن اهلل وحده هو الذى ميلك األمر كلَّه‪ ،‬يضر‬
‫‪‬‬ ‫يشاء‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ‬
‫وينفع‪ ،‬ويعطي ومينع‪ ،‬ويعاقب ويغفر كما ُ‬
‫‪‬‬
‫(((‬
‫ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﭼ‬
‫‪‬‬ ‫‪ 1‬سورة األنعام ‪ :‬اآلية ‪ 1‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 2‬سورة المائدة ‪ :‬اآلية ‪ 67‬‬
‫‪ 3‬سورة الروم ‪ :‬اآلية ‪ 30‬‬

‫‪‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 4‬سورة الجن ‪ :‬اآلية ‪ 20‬‬
‫‪ 5‬سورة األنعام ‪ :‬اآلية ‪ 17‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫فص ً‬
‫ال يف كتاب‬ ‫الدين احلق من عند اهلل ُم َّ‬
‫‪ -4‬مــا على الرســول إال الـبالغ‪:‬‬
‫قل يا حممد لقومك‪ :‬يأيها الناس‪ ،‬قد جاءكم ُ‬
‫‪‬‬ ‫اهلل‪ ،‬فمن آمن به واهتدى‪ ،‬وسلك الطريق املستقيم‪ ،‬فاخلري عائ ٌد عليه ال على غريه‪ ،‬وَم ْن‬
‫وحا َد عن احلق‪ ،‬فإن عاقب َة كفرِه وضالله على نفسه‬ ‫كفر به‪ّ ،‬‬
‫وضل عن الطريق املستقيم‪َ ،‬‬
‫‪‬‬ ‫ال على غريه‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﭼ ((( ‪.‬‬
‫مسلَّ ًطا عليهم‪ ،‬وال ُم َوك ً‬
‫ال هبم‪َّ ،‬‬
‫وإنا أَ ْم ُرهم إىل اهلل‪ ،‬وما على‬ ‫لست َ‬
‫قل هلم هذا‪ ،‬فأنت َ‬
‫‪‬‬ ‫الرسول إال البالغ‪.‬‬
‫‪ -5‬الصبر على أذى المشركين‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫وحي اهللُ به إليك‪ِ ،‬‬
‫وس ْر على ُهداه‪ ،‬واستَ ِض ْئ بِنورِه‪ ،‬و ِ ْ‬
‫اصب على‬ ‫اتبع يا حممد ما يُ ِ‬
‫ما يصيبك من أذى املشركني‪ ،‬وما ينالُك من مك ِرِهم‪ ،‬حىت حيكم اهلل بينك وبينهم‪ ،‬وهو‬
‫‪‬‬ ‫ال َّ‬
‫حقه‪ ،‬ويُنيلُه جز َاءه‪.‬‬ ‫القاضي العادل الذى ِّ‬
‫يوف ك ً‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫أذكار‬
‫‪‬‬ ‫دعاء الخروج من المسجد‬
‫‪‬‬ ‫( بسم اهلل والصالة والسالم على رسول اهلل ‪،‬اللهم إني أسألك من فضلك‪ ،‬اللهم‬
‫اعصمني من الشيطان الرجيم )‬

‫‪‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪1‬سورة اإلسراء ‪ :‬اآلية ‪ . 7‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫المناقشة‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ -1‬ماذا تفهم من َو ْص ِف اهللِ بأنه ﭽالذي يتوفاكمﭼ ؟ هات آي ًة مما درست تفيد‬
‫‪‬‬ ‫هذا املعىن‪.‬‬
‫‪‬‬
‫املؤمن غريَ اهلل ؟ وكيف يكون املشرك ظاملًا لنفسه؟‬ ‫س‪ -2‬ملاذا ال يعب ُد‬
‫‪‬‬ ‫ُ‬
‫س‪ -3‬مشيئ ُة اهلل نافذة‪ ،‬وال نافع وال ضار إال اهلل‪ ،‬هات من اآليات ما يدل هل‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫هذا‪ ،‬وماذا على املؤمن أمام هذه احلقيقة؟‬
‫س‪ -4‬ما جزاء من التزم بالدين احلق؟ ومن املنتفع بإميانه؟ وما جزاء من اختذ من‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الضالل طريقا؟ وهل من واجب الرسول صلى اهلل عليه وسلم أن ُيرب الناس على‬
‫اإلميان؟ وضح؟‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ُ‬
‫الرسول بالصرب؟ اذكر مما درست سابقاً بعض املواقف اليت آذى فيها‬ ‫س‪َ -5‬ع َل َم أَ َم َر‬
‫املشركون الرسول صلى اهلل عليه وسلم؟‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أضف إلى معلوماتك‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫)‬ ‫أول مؤذن في اإلسالم سيدنا (بالل بن رباح ‪d‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪11‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬









‫النص الثاني‬
 ‫توجيه اجتماعي‬
 ))32-26 (( ‫من سورة اإلسراء اآلية‬


  ‫ﭧﭨ‬







 12
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫معاني الكلمات ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫‪‬‬
‫أ ْع ِط‬ ‫وءات‬
‫‪‬‬ ‫صاحب القرابة منك نسباً‬ ‫ذا القرىب‬
‫‪‬‬
‫َّ‬
‫‪‬‬ ‫نصيبه‬
‫عابر الطريق الذي ال جيد ما ينفقه‬
‫حقه‬
‫وابن السبيل‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ال تنفق مالك يف غري وجه حق‬
‫مماثلني الشياطني يف الصفات السيئة‬
‫وال تبذر‬
‫إخوان الشياطني‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫مبالغاً يف كفر نعم اهلل‬ ‫كفوراً‬ ‫‪‬‬
‫وإن أعرضت عن هؤالء املذكورين‪.‬‬ ‫ِضن عنهم‬
‫تُعر َّ‬
‫‪‬‬ ‫طلباً لرزق‬ ‫ابتغاء رمح ٍة‬ ‫‪‬‬
‫ال‬ ‫لَيِّناً َ ِ‬
‫جي ً‬ ‫ميسوراً‬
‫‪‬‬ ‫متعباً منقطعاً‬ ‫حمسوراً‬ ‫‪‬‬
‫ُيـ َو ِّس ُعه‬ ‫يبسط الرزق‬
‫‪‬‬ ‫فقر‬ ‫ٍ‬
‫إمالق‬ ‫‪‬‬
‫إمثاً وذَنباً‬ ‫ِخطئاً‬
‫‪‬‬ ‫قُبحاً وخبثاً‬ ‫فاحش ًة‬ ‫‪‬‬
‫َقـبُ َح َطرِيقاً‬ ‫وساء سبي ً‬
‫ال‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪13‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫التفسير‪:‬‬
‫اشتملت هذه اآليات الكرمية على طائفة من األوامر والنواهي اليت أراد اهلل هبا سعادة‬
‫‪‬‬ ‫املبادئ اليت يلتزمها اإلنسان‪ :‬حنو ماله‪ ،‬وحنو غريه‪ ،‬وحنو نفسه‪،‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫فوضعت‬ ‫اجملتمع اإلنساين‪،‬‬
‫وذلك على النحو اآليت‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫أوال – المبادئ التي يلتزمها االنسان نحو ماله‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫ويافظوا عليه‬ ‫مال اهللِ‪ ،‬و ُ‬
‫الناس مجيعاً عبا ُده‪ ،‬فاملال ينبغي أن ينتفعوا به مجيعا‪ُ ،‬‬ ‫املال ُ‬
‫ُ‬
‫مجيعاً‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ُق ُّ‬
‫الش َّح الذي مين ُع البذل‬ ‫مالكي ِه ُخل َ‬
‫حارب اإلسالم يف ِ‬
‫َ‬
‫بد ُد َ‬
‫املال يف غري وجود النفع‪.‬‬
‫وحتقيقاً النتفاع مجيع املسلمني به‬
‫حارب السف َه الذي يُ ِّ‬ ‫واإلنفاق‪ ،‬كما‬
‫َ‬
‫‪‬‬ ‫هلذا كانت تلك األوامر والنواهي لإلنسان تتمثل يف اآليت‪:‬‬
‫ ‪1 .‬األمر ببذل املال لألقارب احملتاجني‪ ،‬وللمساكني‪ ،‬وأبناء السبيل‪ ،‬فإذا ا ُّ‬
‫ُضط َّر اإلنسان‬
‫‪‬‬ ‫رزق جدي ٍد‪ ،‬فينبغي أن‬ ‫إىل اإلعراض عن إعطائهم لعدم وجود املال‪ ،‬أو النتظا ِر ٍ‬
‫أن يَع َد ُهم باإلعطاء عند امليسرة‪.‬‬
‫يعتذر إليهم يف لطف‪ ،‬و ْ‬
‫َ‬
‫‪‬‬ ‫ ‪2 .‬النهي عن التبذير‪ ،‬فال ينبغي أن يُن َف َق املال طلبا للفخر والشهرة‪ ،‬أو يف الشر‬
‫ض املبذرين للفقر واخلراب‪ ،‬وَمَثـلُ ُهم حينذاك َمثَ ُل الشياطني يف‬‫عر ُ‬
‫واملعاصي‪ ،‬فذلك يُ ِّ‬
‫‪‬‬ ‫خروجهم عن طاعة اهلل‪ ،‬ف ِمن شأن الشيطان الك ْف ُر بنِ َع ِم اهلل‪ ،‬واإلفساد‪.‬‬
‫ ‪3 .‬األمر بالتوسط يف اإلنفاق‪ ،‬ففضيلة اإلنفاق حد وسط بني رذيلتني متطرفتني‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫إحدامها‪ :‬اإلسراف‪.‬‬
‫واألخرى‪ :‬التقتري والبخل‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫وما بينهما هو اإلنفاق يف توسط‪.‬‬
‫فال ينبغي أن يكون اإلنسان خبي ً‬
‫ال ميسك يديه عن الرب باحملتاجني‪ ،‬أو مسرفاً ينفق أكثر‬
‫‪‬‬ ‫‪14‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫من دخله‪ ،‬أو يف غري وجوه اخلري‪ ،‬وقد مدح اهلل تعاىل عباده الصاحلني ﭧ ﭨ ﭽ ﯷ‬ ‫‪‬‬
‫(((‬
‫ﯸ ﯹ ﯺﯻﯼﯽﯾﯿﰀﰁﭼ‬

‫‪‬‬ ‫وقد صور القرآن احلالني‪ :‬اإلسراف والتقتري تصويراً بالغياً‪:‬‬


‫فجعل يد البخيل كأهنا مربوطة إىل عنقه‪ ،‬ال يستطيع مدها‪ ،‬وي َد املسرف كأهنا مبسوطة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أمره إىل احلسرة والندم‪،‬‬ ‫ٌّ‬
‫كل البسط‪ ،‬ال تنطوي على شيء‪ ،‬وكل من املسرف واملقرت ينتهي ُ‬
‫حقهم‪ ،‬حمسور منقطع عن الناس‪ ،‬ال يتصلون به وال‬ ‫فالبخيل ملوم من الناس الذين منعهم َّ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫واملسرف ملوم من الناس؛ ألن اإلسراف يضيع ماله‪ ،‬وحيط من شأنه‪ ،‬فيلومه الناس؛ ألنه‬
‫حيرتمونه‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫غن‪ ،‬وأذهلا بعد عزة‪ ،‬ومل يعرف قيمة املال‪ ،‬وكل منهما ملوم حمسور كذلك‬
‫حق النعمة‪ ،‬ومل ُيسنا استعمال املال‪.‬‬
‫نفسه بعد ً‬‫أف َق َر َ‬
‫عند اهلل؛ ألهنما مل يعرفا َّ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪ .4‬األمر بالرضا والشكر‪ ،‬فاملال مال اهلل يعطيه بكثرٍة من بشاء‪ ،‬ويعطيه بقلَّ ٍة من يشاء‪،‬‬
‫َّ‬
‫‪‬‬
‫فقره إىل هاوية‬ ‫أبط َره ِغناه‪ُ ،‬‬
‫ور َّب فقريٍ َزل به ُ‬ ‫َين َ‬
‫فر َّب غ ٍّ‬
‫حلكمة يراها سبحانه وتعاىل‪ُ ،‬‬
‫‪‬‬ ‫الكفر‪ ،‬فعلى كل إنسان الرضا والشكر على ما هو فيه‪ ،‬فاهلل سبحانه خبري بعباده‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫بصري مبا يصلح شؤوهنم يف الدين والدينا ﭧ ﭨ ﭽ ﭰ ﭱ ﭲﭳ‬
‫‪‬‬ ‫(((‬
‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭼ‬ ‫‪‬‬
‫ثانيا‪ :‬المبادي التي يلتزمها اإلنسان نحو غيره تمثلت فيما يلى‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪1 .‬النهي عن قتل األوالد بالوأد أو غريه‪ ،‬سواء كانوا ذكوراً أم إناثاً خماف َة الفقر‪ ،‬فقد‬ ‫‪‬‬
‫َنب كبريٌ؛ ألن فيه قسوًة وظلما‪ ،‬بإزهاق روح‬ ‫ضمن اهلل هلم ولكم الرزق‪ ،‬فقْتـلُ ُهم ذ ٌ‬
‫‪‬‬ ‫ظن بالرازق الكرمي‪.‬‬
‫بريئة خلقها اهلل حلكمة يعلمها‪ ،‬وسوء ٍّ‬ ‫‪‬‬
‫ال عن مباشرته؛ َّ‬
‫ألن قربَه‬ ‫ ‪2 .‬النهي عن الزنا‪ :‬بل عن العزم عليه‪ ،‬أو اإلتيان مبقدماته فض ً‬
‫‪‬‬ ‫داع إىل مباشرته‪ ،‬وهو من أكرب الكبائر‪ ،‬يتجاوز حد القبح؛ ألنه يثري الفنت واألحقاد‪،‬‬
‫ٍ‬
‫‪‬‬
‫‪ 1‬سورة الفرقان ‪ :‬اآلية ‪ 67‬‬
‫‪‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 2‬سورة إبراهيم ‪ :‬اآلية ‪ 7‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫إن كان الولد الذي أتت به زوجته‬
‫الزوج ْ‬
‫عرف ُ‬‫ويؤدي إىل اختالط األنساب‪ ،‬فال يُ ُ‬
‫له أو لغريه‪ ،‬فيتهاون يف تربيته‪ ،‬وفيه انتهاك لألعراض‪ ،‬وظلم بتوريث من ال يستحق‬
‫‪‬‬ ‫املرياث‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ال تنس‬

‫‪‬‬ ‫أن تقول عند التوجه إلى المسجد‪:‬‬


‫(اللهم اجعل في قلبي نوراً‪ ،‬وفي لساني نوراً‪ ،‬واجعل في سمعي نوراً‪ ،‬واجعل في‬
‫‪‬‬ ‫بصري نوراً‪ ،‬واجعل من خلفي نوراً‪ ،‬ومن أمامي نوراً‪ ،‬واجعل من فوقي نوراً‪ ،‬ومن‬
‫تحتي نوراً‪ ،‬اللهم أعطني نوراً)‪ .‬صحيح مسلم (ح‪)763 .‬‬
‫‪‬‬ ‫‪16‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫س‪ -1‬ما نظرة اإلسالم للمال والناس؟ وماذا شرع وسبحانه لتحقيق انتفاع اجلميع به؟‬
‫‪‬‬
‫س‪ -2‬إنفاق املال فيه صفة محيدة بني صفتني رذيلتني‪ .‬وضع هذه العبارة مبيناً كيف‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫صور القرآن الكرمي هاتني الصورتني‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫س‪ -3‬ملاذا يلوم الناس البخيل واملسرف ؟ وملاذا وقعا يف عقاب اهلل؟‬
‫س‪ -4‬على كل إنسان أن يرضى مبا قسمه اهلل له من الرزق‪ .‬أين جتد هذا يف اآليات اليت‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫س‪ -5‬ملاذا كان أهل اجلاهلية يقتلون أوالدهم ؟ ومب وصف القرآن هذا الفعل السيء؟‬
‫درستها؟‬‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫س‪ -6‬ما ملقصود من قوله تعاىل‪:‬ﭽﮊ ﮋ ﮌﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﭼ؟‬
‫وملاذا وصفت اآلية هذه اجلرمية بالفاحشة بسوء السبيل؟‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫معلومات‬
‫‪‬‬
‫عامة‬
‫‪‬‬ ‫رحم اهلل امرأ عرف قدر نفسه‬
‫‪‬‬
‫( بلغ عمر بن عبدالعزيز أن أحد أبنائه اتخذ خاتماً ‪ ،‬واتخذ له فصاً بألف درهم ‪ ،‬فكتب‬
‫‪‬‬ ‫إليه ‪ :‬بلغني أنك اشتريت فصاً لخاتمك بألف درهم ‪ ،‬فبعه وأشبع بثمنه ألف جائع ‪ ،‬واتخذ‬
‫‪‬‬
‫خاتماً من حديد واكتب عليه ‪ :‬رحم اهلل امرأ عرف قدر نفسه ‪) .‬‬
‫‪‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬








 ‫النص الثالث‬
 ‫توجيه اجتماعي‬

 ))33-38 (( ‫من سورة اإلسراء اآلية‬


  ‫ﭧﭨ‬







 18
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫معاني الكلمات‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫معناها‬ ‫الكلمة‬ ‫‪‬‬
‫املعصومة الدم بالدين أو بالعهد‬ ‫حرم اهلل‬
‫اليت َّ‬
‫‪‬‬ ‫إال مبا يباح به القتل يف الشرع‬ ‫إال باحلق‬ ‫‪‬‬
‫سلطة‪ ،‬إن شاء قتل أو عفا عن القاتل‬ ‫سلطاناً‬
‫‪‬‬ ‫فال يتجاوز حد االعتدال يف أخذ احلق‬ ‫فال يسرف‬ ‫‪‬‬
‫ُم َعاناً من اهلل‬ ‫منصوراً‬
‫‪‬‬ ‫يصل سن البلوغ‬ ‫أش َّده‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬
‫يُسأل عنه يوم القيامة‬ ‫مسؤوالً‬
‫‪‬‬ ‫امليزان‬ ‫بالقسطاس‬ ‫‪‬‬
‫عاقبة ومآالً‬ ‫تأوي ً‬
‫ال‬
‫‪‬‬ ‫وال َتـتَّبِع‬ ‫تقف‬
‫وال ُ‬ ‫‪‬‬
‫عجباً ِ‬
‫بنفس َك‬ ‫خمتاالً ُم َ‬ ‫َم َرحاً‬
‫‪‬‬ ‫لن جتعل فيها خرقاً مبشيِك عليها متكرباً متثاق ً‬
‫ال‬ ‫األرض‬
‫متش يف ِ‬
‫وال ِ‬ ‫‪‬‬
‫التفسير‪-:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫أوال‪ -‬المبادئ التي يلتزمها اإلنسان نحو غيره تمثلت فيما يلى‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬النهي عن قتل النفس الربيئة إالَّ ٍّ‬
‫حبق يبيح ذلك‪ ،‬كاالرتداد عن اإلسالم‪ ،‬أو قتل املسلم عمداً‬ ‫‪‬‬
‫ظلماً‪ ،‬أو السعي يف األرض بالفنت والفساد‪ ،‬أو حنو ذلك‪ ،‬ومن قُتِل مظلوماً بغري ٍ‬
‫سبب يوجب‬
‫‪‬‬ ‫القصاص له بالطرق املشروعة‪ ،‬بأن يتقدم أهلُ ُه إىل احلكام ليأخذوا هلم ِّ‬
‫حبقهم‬ ‫َ‬ ‫أوج َب اهللُ‬
‫القتل‪َ ،‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪19‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫من قصاص أو دية‪ ،‬وأمر اهلل احلكام مبعاونتهم ونُصرتِِم يف استيفاء حقهم‪ ،‬فعليهم أن يلتزموا‬
‫حدوَده وال خيالفوه‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ال عن التصرف يف شي ٍء منها‪ ،‬فما ينبغي لألوصياء عليه‬
‫‪2.2‬النهي عن القرب من مال اليتيم فض ً‬
‫– وقد قَبِلُوا الوصاية على اليتيم‪ ،‬وأشهدوا اهلل عليه – ما ينبغي هلم التصرف يف ماله بأي طريق ٍة‬
‫‪‬‬ ‫من ُط ُر ِق التصرف‪ ،‬إال بالطريقة املُثلَى‪ ،‬وهي ُ‬
‫حفظ ُه‪ ،‬وصيانتُه‪ ،‬وتثمريُه‪ ،‬وتنميته‪ ،‬على الوجه‬
‫‪‬‬ ‫املال َّ‬
‫أشده‪ ،‬ويصل إىل متام عقله‪،‬‬ ‫صاحب ِ‬‫َ‬ ‫املشروع‪ ،‬الذي أحلَّه اهللُ‪ ،‬حىت يبلغ ذلك ُ‬
‫اليتيم‬
‫ن أن يَ َّ‬
‫الوصي الفقري أن يأخذ –‬
‫ِّ‬ ‫تعف َف عن أجر رعاية مال اليتيم‪ ،‬وال إمث على‬ ‫َوي ُس ُن بال َغ ِ ِّ‬
‫‪‬‬ ‫باملعروف‪ -‬أجراً على تدبريه‪.‬‬
‫َّ‬
‫قباء على األوصياء‪ ،‬يسألوهنم وحياسبوهنم‪ ،‬فإذا رأوا تصرَفـ ُهم‬ ‫واهلل سبحانه جعل ا ُحلكام مشرفني ُر َ‬
‫‪‬‬ ‫ح ُدوهم‪ ،‬وإذا رأوا غري ذلك عاملوهم حبُك ِم اهلل يف الَّذين يأكلون أمو َال اليتامى ظلما‬
‫حمموداً َ ِ‬

‫‪‬‬ ‫ﭧ ﭨ ﭽ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎﮏ‬
‫(((‬
‫ﮐﮑﭼ‬
‫‪‬‬ ‫كث للعهد‪ ،‬الذي تقتضيه‬
‫األمر بإيفاء الكيل والوزن‪ ،‬فال شك أن عدم إيفائهما خيان ٌة وسرق ٌة‪ ،‬ونَ ٌ‬
‫املبادل ُة بني البائع واملشرتي‪ ،‬أما إيفاؤمها فإنه يُ ِ‬
‫كس ُب صاحبَهما شهرًة بني الناس باألمانة‪ ،‬وبإيتاء‬
‫‪‬‬ ‫حق حقه‪ ،‬ويبعث على الثقة به‪ ،‬والرغبة يف معاملته‪ ،‬فيعود ذلك كلُّه عليه َّ‬
‫بالرواج واخلري‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫كل ذي ٍّ‬
‫‪‬‬ ‫كما أنه سيكون قدوًة لغريه‪ ،‬مرضياً عنه من اهلل تعاىل يف اآلخرة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬المبادئ التي يلتزمها اإلنسان نحو نفسه‪ ،‬وتتمثل في اآلتي‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬عدم اتباع ماال يعلم حقيقته من قول أو عمل‪ ،‬ومن ذلك‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪1‬سورة النساء ‪ :‬اآلية ‪ 10‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫(أ‌) عدم اإلخبار بالكذب كأن يقول اإلنسان‪ :‬مسعت‪ ،‬وهو مل يسمع‪ ،‬أو أبصرت‪ ،‬وهو مل يبصر‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وتعرض لعقاب اهلل على سوء‬
‫ٌ‬ ‫نشر الفنت والشرور بني الناس‪،‬‬
‫أو علمت‪ ،‬وهو مل يعلم‪ ،‬ففي ذلك ُ‬
‫‪‬‬ ‫استعمال احلواس والعقل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫(ب‌) عدم شهادة الزور‪ ،‬فهي تضلل القضا َة وتُضيِّ ُع احلقوق‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫كأن ترى اثنني يتحدثان سراً‪،‬‬
‫(ت‌) عدم االعتماد يف األحكام املختلفة على الظن والتخمني‪ْ ،‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫لص‪ ،‬فتلك األحكام‬ ‫آخ َر اللَّ ِ‬
‫يل فتحكمَ بأنه ٌّ‬ ‫ال يف الطريق ِ‬
‫فتحكم بأهنما يدبران مكيدة‪ ،‬أو ترى رج ً‬ ‫‪‬‬
‫اخلاطئة تدعو إىل ظلم األبرياء‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫كل واح ٍد من هذه األعضاء‬
‫وجدير باإلنسان أن يبتعد عن ذلك‪ ،‬فالسمع والبصر والفؤاد ُ‬ ‫‪‬‬
‫مسؤول عن أحوالِه شاه ٌد على صاحبه‪ ،‬ﭧﭨ ﭽﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ‬
‫‪‬‬ ‫(((‬
‫ﰃﰄﰅ ﰆﭼ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ .2‬اجتناب الكرب واخليالء‪ ،‬فبعض الناس قد يتملكهم الغرور‪ ،‬فيمشون خمتالني معجبني بأنفسهم‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫خرق‬ ‫ضعفاء‪ ،‬وأن ِ‬
‫الكربَ لن جيعلَهم عظماء كما زعموا‪ ،‬فإهنم إن أرادوا َ‬ ‫ُ‬ ‫ناسني أهنم عاجزون‬
‫‪‬‬ ‫تفاع يف الفضاء ليساووا اجلبال‬ ‫ِ‬
‫الضغط عليها‪ ،‬فلن يستطيعوا‪ ،‬وإن أرادوا االر َ‬ ‫األرض َّ‬
‫بشد ِة‬ ‫‪‬‬
‫طوالً‪ ،‬فلن يستطيعوا‪ .‬ليعلم هؤالء املتكربون أهنم يُغضبون اهلل تعاىل‪ ،‬ﭧ ﭨ ﭽ ﮪ ﮫ ﮬ‬
‫‪‬‬ ‫خصال هي خصا ٌل ذميمة هنى اهلل عنها‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫وكل ما تقدم يف هذه اآليات من‬ ‫(((‬
‫ﮭﭼ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أمور قبيحة سيئة‪ ،‬يكرهها سبحانه وال يرضاها لعباده‪.‬‬
‫وهى ُ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1‬سورة فصلت ‪ :‬اآلية ‪ 20‬‬

‫‪‬‬ ‫‪21‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 2‬سورة النحل ‪ :‬اآلية ‪ 23‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬

‫‪‬‬ ‫س‪-1‬اذكر بعضاً من األسباب اليت تدعو إىل قتل النفس املعصومة من قبل الشرع؟‬
‫حق ملن قُتِ َل مظلوماً؟ وماذا أوجب على اجلهات املسؤولة؟‬
‫س‪ - 2‬ماذا شرع اإلسالم من ٍّ‬
‫‪‬‬ ‫الوصي يف التصرف مبال يتيمه؟ ومىت يُسلِّ ُمه لليتيم؟‬
‫َّ‬ ‫س‪ - 3‬مباذا وجه اإلسالم‬
‫س‪ - 4‬ما الفوائد اليت جينيها اجملتمع من الوفاء بالكيل وامليزان؟ ومباذا يعود هذا الصنيع اجلميل‬
‫‪‬‬ ‫على التاجر؟‬
‫‪‬‬ ‫س‪ - 5‬ما األضرار اليت يصاب هبا الفرد واجملتمع إذا مل تكن األخبار صادق ًة؟‬
‫س‪ - 6‬شهادة الزور من أكرب الكبائر‪ .‬ما معناها؟ وماذا تعرف عن مساوئِها؟‬
‫‪‬‬ ‫س‪ - 7‬أعضاء اإلنسان تشهد عليه يوم القيامة‪ .‬ما املطلوب من املسلم إزاء هذه احلقيقة؟‬
‫س‪ - 8‬كيف صور القرآن مشية املتكرب؟ وإىل أي شيء يشري هذا التصوير؟‬
‫‪‬‬ ‫س‪ - 9‬كيف تتخيل جمتمعنا إذا جتنب أفرا ُده هذه الصفات الذميمة كلها؟ اكتب مخسة أسطر يف‬
‫‪‬‬ ‫هذا املعين‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪22‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬







 
 ‫النص الرابع‬

 ‫العمل للدنيا واآلخرة‬ 
 ))11-9 (( ‫من سورة الجمعة اآلية‬ 

  ‫ﭧﭨ‬


 
 
 
 
 
 
 23
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫معاني الكلمات‪:‬‬
‫‪‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫‪‬‬ ‫امشوا واهتموا يف سريكم إىل اجلمعة‬ ‫فاسعوا‬

‫‪‬‬ ‫مساع اخلطبة والصالة‬


‫اتركوا‬
‫ذكر اهلل‬
‫وذروا‬
‫‪‬‬ ‫اطلبوا‬
‫من رزقه‬
‫وابتغوا‬
‫من فضل اهلل‬

‫‪‬‬ ‫ما تلهو به النفس عن احلق‬


‫أسرعوا إليها‬
‫هلواً‬
‫انفضوا‬

‫‪‬‬ ‫على املنرب ختطب‬ ‫قائماً‬

‫التفسير‪-:‬‬
‫‪‬‬ ‫تضمنت هذه اآليات املعاين التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬األمر باإلسراع ألداء صالة الجمعة‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫أمر اهلل املسلمني أن يسرعوا إىل املساجد عندما يسمعون أذان املؤذن الثاين يدعوهم إىل صالة‬
‫اجلمعة‪ ،‬وأن يرتكوا مجيع أنواع املعاملة‪ :‬من بيع‪ ،‬وشراء‪ ،‬وأخذ‪ ،‬وعطاء؛ حلرمة مزاولتها يف هذا‬
‫‪‬‬ ‫أكثر نفعاً و ُ‬
‫أجزل فائدة؛ ملا يف حضور اجلمعة من‬ ‫الوقت‪ ،‬فإن ذلك السعي‪ ،‬وترك البيع والشراء‪ُ ،‬‬
‫‪‬‬ ‫مساع خطب ٍة ُّ‬
‫حتض على اخلري‪ ،‬وتَن َهى عن الشر‪ ،‬وِمن تقوي ِة َروابط احملبة بني الناس‪ ،‬حني يلتقون يف‬
‫اب اهلل يوم القيامة‪.‬‬
‫املؤمن هبا ثو َ‬
‫ينال ُ‬ ‫مكان واحد‪ ،‬وِمن أداء فريض ٍة ُ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪24‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ -2‬السعي للرزق‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫فإذا أدَّى املؤمنون الصال َة كان مباحاً هلم أن يتفرقوا يف األرض‪ ،‬ويعودوا إىل التعامل فيما بينهم‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫وإىل مزاولة أعماهلم‪ ،‬على أال تلهيهم جتارةٌ وال بَي ٌع عن ذكر اهلل‪.‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أهل المدينة‪:‬‬
‫عض ِ‬ ‫‪ِ -3‬ع ٌ‬
‫تاب لبَ ِ‬
‫‪‬‬
‫التاجر‪ ،‬الذي َنـ َزَل املدينة ببضاعته‪،‬‬ ‫لئك الذين تركوا خطب َة اجلمع ِة؛ ليُالقوا َ‬
‫ذاك‬ ‫عاتَ َب اهلل تعاىل أو َ‬
‫‪‬‬ ‫َ‬
‫بي هلم أن الذي عند اهلل ِم َن الثواب واألجر يف بقائِهم باملسجد؛ لسماع‬
‫مث أخذ – سبحانه – يُ ِّ ُ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫دائم‪،‬‬ ‫اخلطبة خريٌ من اللهو ومساع قَرِع الطبول‪ ،‬وِم َن التجارة اليت خافوا نفا َدها؛ ألن ثواب اهلل َّ‬
‫حمق ٌق ٌ‬ ‫‪‬‬
‫الرزق منه‪ ،‬وعليهم أن يُ ِّ‬
‫فضلوا ما عنده من اخلري على ما يلتمسونه عند‬ ‫واهلل خريُ الرازقني‪ ،‬فليطلبوا َ‬
‫‪‬‬ ‫الناس‪.‬‬‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫من ورع أبي حنيفة‬
‫‪‬‬ ‫كان بين أبي حنيفة – رحمه اهلل – وبين رجل من البصرة شركة في تجارة ‪ ،‬فبعث‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫إليه أبو حنيفة سبعين ثوباً ثميناً وكتب إليه " إن في واحد منها عيباً وهو ثوب كذا ‪،‬‬
‫فإذا بعته فبين العيب " ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫فباعها الرجل بثالثين ألف درهم ‪ ،‬وجاء بها إلى أبي حنيفة ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫فقال له أبو حنيفة ‪ :‬هل بيَّنت العيب ؟‬
‫قال ‪ :‬نسيت ‪ ...‬فتصدق أبو حنيفة بجميع ثمنها ولم يأخذ شيئاً‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪25‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬

‫‪‬‬
‫س‪ -1‬هل جاء األمر برتك البيع فقط عند مساع األذان الثاين للجمعة؟ وما الفوائد اليت جينيها املسلم‬
‫‪‬‬ ‫من حضور صالة اجلمعة؟‬
‫‪‬‬ ‫س‪ -2‬هل على املسلم أن يلزم املسجد دائماً للصالة‪ ،‬ويتقوقع فيه دون عمل؟ أين جتد ما يؤيد‬
‫قولك؟‬
‫‪‬‬ ‫س‪ -3‬ما القصة اليت بسببها نزلت هذه اآليات؟ وأيهما أفضل وأكثر نفعاً للمسلم حضور اجلمعة‬
‫أم البيع والشراء يف هذا الوقت؟ وملاذا؟‬
‫‪‬‬
‫ض‬ ‫أ‬
‫ف‬
‫معلومات إكلى ‪‬‬
‫الجدول الزمني لغزوات الرسول � في السنوات التالية ‪-:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ 2‬هجري ودان‪،‬بواط‪،‬العشيرة‪،‬بدر األولى‪،‬بدر الكبرى ‪ ،‬بني سليم ‪ ،‬بني قينقاع ‪ ،‬السويق‪.‬‬
‫‪ 3‬هجري ذي أمر‪ -‬بحران – أحد – حمراء األسد‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ 4‬هجري بني النضير – ذات الرقاع – بدر اآلخرة‪.‬‬
‫‪ 5‬هجري دومة الجندل – بني المصطلق – الخندق – بني قريضة‪.‬‬
‫‪ 6‬هجري بني لحيان – ذي قرد – الحديبية‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ 7‬هجري خيبر – عمرة القضاء‪.‬‬
‫‪ 8‬هجري مؤتة – فتح مكة – حنين – الطائف‪.‬‬
‫‪ 9‬هجري تبوك‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪26‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬







 
 
 
 
 
  
 ‫السنة النبوية‬ 
 
 
 
 
 
 27
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵




















 28
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫الحديث األول‬
‫‪‬‬ ‫السبع المهلكات‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫َّب �‪ ،‬ق َ‬
‫َال‪:‬‬ ‫َع ْن الن ِ ِّ‬ ‫َع ْن أَِب ُه َرْيـ َرة‪d‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الش ْر ُك بِاللَّ ِه‪َ ،‬و ِّ‬
‫الس ْح ُر‪َ ،‬وَقـتْ ُل الَّنـ ْف ِس‬ ‫ول اللَّ ِه‪َ ،‬وَما ُه َّن؟ ق َ‬
‫َال‪ِّ :‬‬ ‫ات‪ .‬قَالُوا‪ :‬يَا َر ُس َ‬ ‫(( ْاجتَنِبُوا َّ‬
‫السبْ َع الْ ُموبِ َق ِ‬ ‫‪‬‬
‫َّوِّل َيـ ْوَم الز َّْح ِف‪َ ،‬وقَ ْذ ُف الْ ُم ْح َصنَ ِ‬
‫ات‬ ‫الربَا‪َ ،‬وأَ ْك ُل َم ِ‬
‫ال الْيَتِي ِم‪َ ،‬والتـ َ‬ ‫الَِّت َح َّرَم اللَّ ُه إَِّل ب َْ‬
‫ِال ِّق‪َ ،‬وأَ ْك ُل ِّ‬
‫‪‬‬ ‫ات الْ َغافِ َل ِت ))(((‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الْ ُم ْؤِمنَ ِ‬
‫معاني الكلمات‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫‪‬‬
‫اتركوا وابتعدوا‪.‬‬ ‫اجتنبوا‬
‫‪‬‬ ‫املهلكات‪.‬‬ ‫املوبقات‬
‫‪‬‬
‫احلرائر العفيفات‪ ،‬سواء كن متزوجات أم ال‪.‬‬ ‫احملصنات‬
‫‪‬‬ ‫شرح الحديث‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫يريد الرسول � ألمته أن تكون ـ ـ كما أرادها اهلل تعاىل ـ ـ أم ًة تَتمتَّع بكامل الصفات احلميدة‪،‬‬
‫وجب‬ ‫الدنَايَا‪ .‬ويف هذا احلديث الشريف يأمرنا النيب � أن جنتنب خصاالً سبعاً‪ ،‬تُ ِ‬‫ومتتنع عن الفواحش و َّ‬
‫‪‬‬
‫لفاعلها اهلالك يف الدنيا واآلخرة‪ .‬واحلق أن اجلرائم املهلكة ليست حمصورًة يف هذه السبع؛ وإمنا َرَّك َز‬
‫‪‬‬ ‫ات لشدة خطرها‪ ،‬حيث جيب أن يبتعد عنها املسلم‪ ،‬وال يُنايف الزيادة عليها يف‬ ‫احلديث على هذه َّ‬
‫بالذ ِ‬ ‫‪‬‬
‫وس؛ فكلها‬ ‫غري هذا احلديث‪ ،‬كشرب اخلمر‪ ،‬وعقوق الوالدين‪ ،‬والسرقة‪ ،‬وشهادة الزور‪ ،‬واليمني ال َغ ُم ِ‬
‫‪‬‬ ‫كبائر جيب أن يتجنبها املسلم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪29‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬متفق عليه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫واملوبقات السبع اليت ذُكرت يف احلديث هي‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬الشرك باهلل‪ :‬وهو أن جتعل نداً وشريكاً هلل‪ ،‬يشاركه يف تدبري شؤون الكون‪ ،‬من إنسان أو مجاد أو‬
‫رك ال يُعقل وقوعه من إنسان سليم احلواس‪ ،‬مستقي ِم الفكر‪ ،‬قوميِ ال ِفطرة؛‬ ‫كوكب أو حيوان‪ .‬وهذا ِّ‬
‫الش ُ‬
‫‪‬‬ ‫ألن كل من يستعمل عقله يُدرك بكل يُ ْس ٍر أن للكون إهلاً واحداً‪ ،‬ال شريك له‪.‬‬
‫والشرك باهلل من أكرب الكبائر‪ ،‬وهو ُظلْم عظيم من اإلنسان لنفسه‪ ،‬كما جاء يف القرآن الكرمي‪ .‬قال اهلل‬
‫‪‬‬ ‫ـ ـ تعاىل ـ ــ‪ ﴿ :‬ﭰﭱﭲ ﭳﭴ ﴾(((‪.‬‬
‫السحر‪ :‬وهو ما يقوم به شياطني اإلنس باالستعانة باجلن؛ لإليقاع بني الناس‪ ،‬ونشر ال ُف ْرقَة بني‬ ‫‪َّ 2.2‬‬
‫‪‬‬ ‫األزواج؛ لتَتَ َش َّرد األُ َس ُر‪ ،‬وغري ذلك من املفاسد‪ .‬وقد حكمت الشريعة على من ميارس السحر بأنه‬
‫كافر‪ ،‬جيب قتله؛ ألن اجلن ال تُ ِعني إال من يكفر باهلل بارتكابه أعماال تنايف اإلميان‪ ،‬ولذلك فقد‬
‫‪‬‬ ‫اتفق العلماء على ُح ْرَم ِة َتـ َعلُّم السحر وتعليمه وممارسته‪.‬‬
‫ني؛ لذلك‬ ‫قتل النَّفس التي حرم اهلل‪ :‬حرص اإلسالم على أمن الناس وسالمتهم حىت يعيشوا ُمتَ َحابِّ َ‬ ‫‪ُ 3.3‬‬
‫‪‬‬ ‫حرم الدين اإلسالمي قتل النفس عمداً؛ ألنه يهدد كيان اجملتمع‪ ،‬وخيلُق الفوضى بني الناس‪َ ،‬وُيـ َؤدِّي‬
‫وخول الشارُع‬ ‫حرمها اإلسالم‪ّ ،‬‬ ‫إىل انتهاج األخذ بالثَّْأرِ‪ ،‬الذي كان عادة من عادات اجلاهلية‪ ،‬اليت ّ‬
‫ّ‬

‫حاكم الدولة ال ُـمتَ َمثِّ َل يف القضاء وأجهزة الدولة بال ِق َصاص من القاتل املتعمد‪ ،‬ال غريهم‪ .‬قال اهلل ـ ـ‬
‫‪‬‬ ‫تعاىل ـ ــ‪ ﴿ :‬ﯔﯕﯖﯗ ﯘﯙﯚﯛ ﴾ ‪.‬‬
‫(((‬
‫َ‬

‫ين‪ ،‬سواء أكان ماالً أم‬ ‫يؤد َّ‬


‫الد َ‬ ‫‪4.4‬أكل الربا‪ :‬وهو ما يزيده الدائن على َم ِدينِه إذا حل أجل الدين‪ ،‬ومل ِّ‬
‫‪‬‬ ‫الربا من الكبائر اليت شدد اإلسالم يف الزجر عنها‪ ،‬ألنه يزرع الكراهية واحلقد يف قلوب من‬ ‫غريه‪ .‬و ِّ‬
‫يتعاملون به‪ ،‬ويتسبب يف أكل أموال الناس بالباطل‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪5.5‬أكل مال اليتيم‪ :‬حرص اإلسالم على محاية الضعيف حىت َيـ ْق َوى‪ ،‬ومن هؤالء الضعفا ِء األيتا ُم‪،‬‬
‫الذين فقدوا آباءهم‪ ،‬فيكونون عرضة لنهب أمواهلم واالعتداء على أرزاقهم‪ ،‬بل وعلى كرامتهم من‬
‫قِبَل َمن ال أخالق له من أفراد عائلتهم‪ ،‬أو ممن له عالقة هبم‪ ،‬كما َنـبَّه اإلسالم على أنه ال جيوز‬
‫‪‬‬ ‫َف‪ ،‬أو ترك أمواهلم ُم َك َّدس ًة‪ ،‬تأكلها الزكاة كل‬‫التصرف يف مال اليتيم مبا يضر املال بالنقص أو الَّتـل ِ‬
‫سنة دون تنمية بتجارة أو غري ذلك‪ ،‬بل من الواجب استغالل مال اليتيم يف جتارة أو حنوها‪ُ ،‬يـ ْرجى‬
‫‪‬‬ ‫الر ْش ِد‪.‬‬
‫صاحب املال ِس َّن ُّ‬
‫ُ‬ ‫اليتيم‬
‫رحبها بعد مشورة أولياء أمر اليتيم‪ ،‬حىت يصل ُ‬
‫‪ 1‬سورة لقمان‪ ،‬اآلية ‪.13‬‬

‫‪‬‬ ‫‪30‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.179‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪6.6‬الَّتـ َولِّي يوم َّ‬
‫الز ْح ِف‪ :‬وهو الفرار من املعركة أثناء مواجهة العدو يف ميدان اجلهاد‪ ،‬فإن ذلك‬ ‫‪‬‬
‫‪ ﴿:‬ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ‬ ‫من الكبائر املهلكة ملرتكبها‪ ،‬قال ‪َ ,‬‬
‫‪‬‬ ‫ﯡﯢﯣﯤﯥﯦﯧ ﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮ‬
‫ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷﯸ ﯹ ﴾(((‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫السب واالِّتـ َها ُم ِّ‬
‫بالزنَا‪ ،‬فمن َرَمى مؤمنة ُْم َصنَ ًة‬
‫الط ْرد من رمحته‪ ،‬وبالعذاب الشديد؛ لِما‬
‫المؤمنات ال َغا ِف َلت‪ :‬ال َق ْذ ُف هو ُّ‬ ‫ِ‬
‫بالزنا فقد ارتكب جرمية ُمنِ َكرة‪َ ،‬تـ َوَّع َده اهلل بسببها باللَّ ْع ِن و َّ‬
‫َ‬
‫‪‬‬
‫‪َ 7.7‬ق ْذ ُف ال ُم ْح َصنَات‬

‫وبث للرذيلة فيه‪ ،‬فال يأمن أحد‬ ‫الشائِ َعات واألباطيل يف اجملتمع‪ٍّ ،‬‬ ‫يرتتب على هذه اجلرمية من نشر َّ‬
‫‪‬‬ ‫ت وفاس ِدي األخالق لَِتـ ْروِيج كذهبم‬ ‫على نفسه أو ِعرضه‪ ،‬ويكون اجملال مفتوحاً أمام أصحاب ال ِف َ ِ‬ ‫‪‬‬
‫َّهم الرجال بالزنا دون‬ ‫وافرتاءاهتم‪ .‬واحلكم ليس خاصا بقذف النساء فقط؛ بل يدخل فيه حىت من َيـت ُ‬
‫‪‬‬ ‫دليل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ما يرشد إليه الحديث‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬حترمي ما ذ ُِك َر يف احلديث من الكبائر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪2.2‬عدم االعتداء على أعراض احلرائر باهتامهن بالزنا أو الفحش‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3.3‬يف اتباع أوامر اهلل السالمة ويف خمالفتها الندامة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪4.4‬كل جمتمع ال يعمل مبقتضى أوامر اهلل مآله للهالك بالفنت والتناحر والتفكك الداخلي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أذكار‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫دعاء الرعد‬
‫‪‬‬
‫" سبحان الذي يُسبح الرعد بحمده والمالئكة من خيفته "‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪31‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬سورة األنفال‪ ،‬اآليتان ‪.16 -15‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬ما معىن املوبقات؟ وهل هي حمصورة يف هذا العدد؟‬
‫‪2.2‬ملاذا كانت عقوبة الساحر القتل؟ ومن ينفذ هذه العقوبة؟ وملاذا؟‬
‫‪‬‬ ‫‪3.3‬كيف ميكن رعاية مال اليتيم؟‬
‫‪4.4‬ما معىن التويل يوم الزحف؟ وملاذا ـ ـ ـ برأيك ـ ـ ـ كان من ضمن كبائر الذنوب؟‬
‫‪‬‬ ‫‪5.5‬اخرت الكلمة املناسبة من بني األقواس ‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫أ‪ .‬الكبائر هي ( العراك مع اجلريان – عدم التلفظ بالسالم – ذنوب ال تغفر إال بالتوبة )‪.‬‬
‫ب‪ .‬التويل يوم الزحف ( مالقاة العدو – مصافحته – اهلروب من املعركة ) ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ج‪ .‬السحر‪ ( :‬كفر – فسق – صغرية من الصغائر)‪.‬‬
‫د‪ .‬الكبائر مجع مفرده ( كربى – كبرية – أكرب )‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ .6‬ضع إشارة ( ‪ ) ‬أمام اإلجابة الصحيحة وإشارة ( × ) أمام اإلجابة غري الصحيحة‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫( )‪.‬‬ ‫ ‪.‬أالسالمة يف اتباع أوامر اهلل وعدم خمالفتها‬


‫( )‪.‬‬ ‫احلر بالزنا يعد من الكبائر‬
‫ ‪.‬باهتام الرجل ّ‬
‫‪‬‬ ‫( )‪.‬‬ ‫ ‪.‬جاهتام غري املتزوجة بالزنا ال يعد من الكبائر‬
‫( )‪.‬‬ ‫ ‪.‬دالشرك باهلل ذنب يغفره اهلل تعاىل‬
‫‪‬‬ ‫( )‪.‬‬ ‫ ‪.‬هينبغي أن نشغل وقت فراغنا مبا يفيدنا‬

‫‪‬‬ ‫‪32‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الحديث الثاني‬ ‫‪‬‬
‫عــدالة اإلسالم‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫َع ْن َعائِ َش َة‪ d‬أَ َّن ُقـ َريْ ًشا أََهَّ ُه ْم َش ْأ ُن الْ َم ْرأَِة الْ َم ْخ ُزوِميَِّة الَِّت َس َرق ْ‬
‫َت َفـ َقالُوا‪َ :‬وَم ْن يُ َكلِّ ُم فِي َها‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫َكلَّ َم ُه أُ َسا َم ُة‪َ ،‬فـ َق َ‬
‫ال‬ ‫ول اللَّ ِه � ؟ ف َ‬
‫ول اللَّ ِه �؟ َفـ َقالُوا‪َ :‬وَم ْن َْي َت ُِئ َعلَيْ ِه إَِّل أُ َسا َم ُة بْ ُن َزيْ ٍد ِح ُّب َر ُس ِ‬
‫‪‬‬
‫َر ُس َ‬

‫‪‬‬ ‫ول اللَّ ِه �‪(( :‬أَتَ ْش َف ُع ِف َح ٍّد ِم ْن ُح ُدوِد اللَّ ِه؟!!»‪ُ ،‬ثَّ قَا َم ف ْ‬
‫َاختَ َط َب‪ُ ،‬ثَّ ق َ‬
‫َال‪:‬‬ ‫َر ُس ُ‬ ‫‪‬‬
‫يف أَقَا ُموا‬ ‫ِم َّ‬
‫الض ِع ُ‬ ‫ِيف َتـ َرُكوُه‪َ ،‬وإِذَا َس َر َق فِيه ْ‬ ‫َك ْم أََّنـ ُه ْم َكانُوا إِذَا َس َر َق فِيه ْ‬
‫ِم َّ‬
‫الشر ُ‬ ‫َك الَّ ِذ َ‬
‫ين َقـْبـل ُ‬ ‫((إَِّنَا أَ ْهل َ‬
‫‪‬‬ ‫ال َّد‪َ ،‬وايُْ اللَّ ِه‪ ،‬لَ ْو أَ َّن فَا ِط َم َة بِنْ َت مَُ َّم ٍد َس َرق ْ‬
‫َت لَ َق َط ْع ُت يَ َد َها))(((‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫َعلَيْ ِه َْ‬
‫معاني الكلمات‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫‪‬‬ ‫َش َغلَ ُه ْم‪.‬‬
‫حبيب‪.‬‬
‫هم‬
‫ّأه ْ‬
‫ِح ُّب‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫يتشجع‪.‬‬
‫ما بَّيـنَه من عقوبات كحد السرقة وحد الزنا وحد اخلمر‬
‫جيرتئ‬
‫حدود اهلل‬
‫‪‬‬
‫من صيغ القسم ‪.‬‬ ‫وامي اهلل‬
‫‪‬‬ ‫شرح الحديث‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫كان اجملتمع العريب يف اجلاهلية يفرق يف املعاملة واحلكم بني أفراد اجملتمع‪ ،‬فالقوي الشريف ُمصان عرضه‪،‬‬
‫مهما صدر عنه من أفعال‪ ،‬أما الضعيف والفقري والعبد فمحسوبة حركاهتم وسكناهتم‪ ،‬مهما َقـلَّ ْت‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وملا جاء اإلسالم احلنيف نسف كل قواعد الظلم واالستبداد والتفرقة اليت كانت سائدة يف‬
‫اجلاهلية‪ ،‬فال فرق بني سيد ومسود‪ ،‬وال فقري وغين‪ ،‬وال شريف ووضيع‪ ،‬فكلهم أمام اهلل سواء‪ ،‬فأكرمهم‬
‫ ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪33‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫عند اهلل أتقاهم‪.‬‬
‫تسمى فاطمة بنت األسود‪ ،‬من قبيلة بين خمزوم‪ ،‬وهي من‬ ‫وحدث أيام رسول اهلل � أن امرأة َّ‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫أشراف العرب‪ ،‬سرقت حليّاً أو قطيفة (نوع من األقمشة)‪ ،‬فح ّز يف نفوس قومها أن يقام عليها ُّ‬
‫احلد‬
‫وتُقطع يدها‪ ،‬زاعمني أن ذلك يسئ إىل مسعتهم وحيط من قدرهم بني العرب‪ ،‬متأثرين بنزعة اجلاهلية اليت‬
‫ال تزال حية يف نفوسهم‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫فكر بنو خمزوم يف الطريقة اليت تنجو هبا ابنتهم من القصاص‪ ،‬واهتدوا إىل إرسال رجل حيبه رسول‬‫ّ‬ ‫ ‬
‫اهلل �؛ ليكلمه يف أمرها‪ ،‬ويشفع هلا عنده‪ ،‬وبالفعل مت اختيار أسامة بن زيد؛ ليكلم الرسول � يف‬
‫‪‬‬ ‫شأن املخزومية السارقة‪ ،‬وأبلغه رغبة قومها يف إعفائها من العقوبة‪ ،‬وهي إقامة حد السرقة عليها لشرفهم‪،‬‬
‫فغضب � غضباً شديداً‪ ،‬وقال ألسامة‪ :‬أتشفع يا أسامة يف حد من حدود اهلل؟‬
‫‪‬‬ ‫انتهز النيب � هذه الفرصة ليعظ الناس‪ ،‬ويطهِّر َ‬
‫نفوسهم من بقايا رذائل اجلاهلية‪ ،‬فقام فيهم‬ ‫ ‬
‫خطيباً موضحاً أسباب هالك األمم السابقة‪ ،‬ومن بينها انتشار الظلم وإضاعة احلقوق والتفريق يف‬
‫‪‬‬ ‫املعاملة‪ ،‬إذ كانوا إذا سرق فيهم الشريف غضوا أبصارهم عنه‪ ،‬وتركوه‪ ،‬وإذا سرق فيهم الضعيف املسكني‬
‫أهانوه‪ ،‬وأنزلوا به أشد العقوبات‪ ،‬وبسبب هذا الظلم والتفرقة هلكوا‪ ،‬وصاروا عربة ملن اعترب‪ ،‬ألن بقاء‬
‫األمم واستمرارها متوقف على مدى تطبيقها لشريعة احلق ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫وقد ضرب النيب � أروع األمثلة يف عدالة اإلسالم‪ ،‬حيث أقسم لو أن ابنته فاطمة ـ ـ ـ رضي اهلل‬ ‫ ‬
‫عنها ـ ـ ـ سرقت ما تردد يف إقامة حد السرقة عليها وقطع يدها‪ ،‬وفائدة هذا القسم تأكيد مبدأ العدالة‬
‫‪‬‬ ‫واملساواة يف اإلسالم ‪.‬‬
‫ما يفهم من الحديث‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬ال جتوز الشفاعة يف حد من حدود اهلل ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪2.2‬ال فرق بني الرجل واملرأة يف إقامة احلدود ‪.‬‬


‫‪3.3‬أسامة بن زيد له مكانة عالية عند رسول اهلل �‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪4.4‬االعتبار باألمم السابقة وما حل هبا نتيجة الظلم‪.‬‬
‫‪5.5‬ال حمسوبية يف اإلسالم ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪34‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬اخرت اإلجابة الصحيحة من بني األقواس‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪2.2‬اختار بنو خمزوم (خالد بن الوليد – عمر اخلطاب – أسامة بن زيد) رضي اهلل عنهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪3.3‬معىن أمههم ( أحبهم – أحكمهم – شغلهم)‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪4.4‬املرأة اليت سرقت هي (فاطمة بنت حممد – فاطمة بنت األسود – حفصة بنت اخلطاب)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪5.5‬كيف كان اجملتمع اجلاهلي يعامل الناس يف العقوبة؟‬
‫‪‬‬ ‫‪6.6‬ما سبب هالك األمم السابقة كما جاء يف احلديث؟‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪7.7‬ما الذي يدل عليه قول الرسول �‪َ (( :‬وايُْ اللَّ ِه‪ ،‬لَ ْو أَ َّن فَا ِط َم َة بِنْ َت مَُ َّم ٍد َس َرق ْ‬
‫َت لَ َق َط ْع ُت‬ ‫‪‬‬
‫يَ َد َها))؟‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ُحسن التأسي‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫قال أحدهم ‪ :‬ما شكوت من الزمان وال برمت بحكم السماء إال عندما حفيت‬
‫‪‬‬ ‫قدماي ‪ ،‬ولم أستطع شراء حذاء ‪ ،‬فدخلت جامع الكوفة ‪ ،‬وأنا ضيق الصدر ‪ ،‬فرأيت‬
‫علي ‪.‬‬ ‫ رج ً‬
‫‪‬‬
‫ال بال رجلين ‪ ،‬فحمدت اهلل وشكرت نعمته ّ‬
‫‪‬‬ ‫‪35‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الحديث الثالث‬
‫‪‬‬ ‫الجاهل َّي ِة‬
‫ِ‬ ‫ِمي َت ُة‬

‫‪‬‬ ‫َّب �‪ ،‬ق َ‬


‫َال‪:‬‬ ‫َع ْن أَِب ُه َرْيـ َرة‪d‬‬
‫َع ْن الن ِ ِّ‬
‫‪‬‬ ‫(( َوَم ْن قَاتَل َْت َت َراي ٍة ِع ِّميَّ ٍة ‪َ ،‬يـ ْغ َض ُب لِ َع َصبِتِ ِه ‪َ ،‬و ُيـ َقاتِ ُل لِ َع َصبِتِ ِه َوَيـنْ ُص ُر َع َصبَتَ ُه ‪َ ،‬فـ ُقتِ َل ‪ ،‬فَ ِقْتـلٌَة‬
‫(((‬
‫َجا ِهلِيٌَّة ))‬
‫‪‬‬ ‫معاني الكلمات‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫معناها‬
‫شعار‪.‬‬
‫الكلمة‬
‫راية‬

‫‪‬‬ ‫األمر األعمى غري الواضح ‪ ،‬الذي ال يستبني وجهه ‪.‬‬


‫التعصب للقبيلة وحنوها ‪.‬‬
‫ِع ِّميَّة‬
‫عصبية‬

‫‪‬‬ ‫شرح الحديث‪:‬‬


‫ما أكرم أن ميوت اإلنسان مدافعاً عن وطنه ضد املعتدين ‪ ،‬أو جماهداً يف سبيل اله لتحرير البالد‬
‫‪‬‬ ‫اإلسالمية اليت ترزح حتث وطأة املستعمرين ‪ ،‬أوميوت شرفه و ِع ِ‬
‫رضه أو ماله عندما حياول العابثون النيل‬
‫من كل ذلك ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫إن هذه امليتة يتمناها كل مسلم ؛ ألنه نه مات يف سبيل اهلل ‪ ،‬أو يف سبيل الواجب ‪ ،‬حيرس احلدود ‪،‬‬
‫ويدافع عن البلد معرضاً نفسه للموت ؛ كي ينعم الوطن باهلدوء‪ ،‬ويعيش الناس يف أمن وسالم ‪ ،‬ويقول‬
‫‪‬‬ ‫� (( عينان ال متسهما النار يوم القيامة ‪ ،‬عني بكت من خشية اهلل ‪ ،‬وعني باتت حترس يف سبيل‬
‫اهلل ))‬

‫‪‬‬ ‫‪36‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬راوه مسلم ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫هؤالء الناس ميوتون ميتة العز والكرامة ‪ ،‬ميتة الشرف والرفعة ‪ ،‬وشتّان بني هؤالء وأولئك الذين يندفعون‬
‫هم‬
‫وراء النعرات القبلية ‪ ،‬متعصبني تعصباً أهوج ‪ ،‬ضلؤبني مبا علموا من شرع اهلل عرض احلائط ‪ ،‬وال َّ‬
‫‪‬‬
‫هلم إال االندفاع وراء العصبيَّة ونصرثها ‪ ،‬مهما كلّف الثمن ‪ ،‬فتكون ميتتُهم ميتة جاهلية ‪،‬قد خسروا‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫الدنيا وألخرة ‪.‬‬
‫فانتبهوا ‪ -‬أيها الشباب‪ -‬من أن تندفعوا وراء أهوائكم ومتيلوا إىل العصبية امل ِقيت ٍة ‪ ،‬اليت تؤدي بكم‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫إىل اهلاوية ‪ ،‬فتخسروا دنياكم وأخراكم ‪ ،‬ومتوتوا ميتة اجلاهلية األوىل ‪ ،‬على غري هدى ‪ ،‬واهلياذ باهلل ‪.‬‬
‫شرح الحديث‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ .1‬املوت قدر على اإلنسان ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ .2‬على املسلم أال يندفع وراء العصبية ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .3‬من قُتل وهو ينصر العصبية فهو غضب اهلل وسخطه ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫أذكار‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫دعاء الريح‬
‫‪‬‬ ‫" اللهم إني أسالك خيرها ‪ ،‬وأعوذ بك من شــرها "‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪37‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬

‫‪‬‬ ‫س‪ -1‬ضع إشارة ( ‪ ) ‬أمام اإلجابة الصحيحة وإشارة ( × ) أمام اإلجابة غري الصحيحة‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫( )‪.‬‬ ‫ ‪.‬أتطلق اجلاهلية على فرتة ما بعد اإلسالم‬
‫( )‪.‬‬ ‫ ‪.‬ب العرب يف جاهليتهم ليسوا متعصبني‬
‫‪‬‬ ‫( )‪.‬‬ ‫ ‪.‬جمن قتل يف عصبية فهو يف اجلنة‬
‫( )‪.‬‬ ‫ ‪.‬د من اليدعو إىل عصبية حيبه العقالء‬
‫‪‬‬ ‫( )‪.‬‬ ‫ ‪.‬ه املسلم ال يندفع وراء أهوائه‬
‫‪‬‬ ‫س‪ -2‬قال ‪ (( � :‬عينان ال متسهما النار يوم القيامة ‪ ،‬عني بكت من خشية اهلل ‪ ،‬وعني باتت‬
‫حترس يف سبيل اهلل ))‪ .‬اشرح هذا احلديث الشريف ‪ .‬وما وجه التوافق بينه وبني حديث الدرس ؟‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪38‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الحديث الرابع‬ ‫‪‬‬
‫المفلس يوم القيامة‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫َع ْن أَِب ُه َرْيـ َرَة‪ d‬أَ َّن الن ِ ِّ‬
‫َّب �‬ ‫‪‬‬
‫َال‪(( :‬إ َِّن الْ ُم ْفلِ َس‬
‫س فِينَا َم ْن َل ِد ْرَه َم لَُه َوَل َمتَ َاع‪ ،‬ق َ‬ ‫َال‪(( :‬أَتَ ْد ُرو َن َم ِن الْ ُم ْفلِ ُس؟‪ ،‬قَالُوا‪ :‬الْ ُم ْفلِ ُ‬ ‫قَ‬
‫‪‬‬ ‫ال َه َذا‪،‬‬‫ِص َل ٍة َو ِصيَا ٍم َوزَكا ٍة‪َ ،‬ويَْأ ِت قَ ْد َشتَ َم َه َذا‪َ ،‬وقَ َذ َف َه َذا‪َ ،‬وأَ َك َل َم َ‬ ‫‪‬‬
‫ِم ْن أَُّم ِت يَْأ ِت َيـ ْوَم الْ ِقيَا َم ِة ب َ‬
‫َو َس َف َك َد َم َه َذا‪َ ،‬و َض َر َب َه َذا‪َ ،‬فـُيـ ْق َضى َه َذا ِم ْن َح َسنَاتِ ِه‪َ ،‬وَه َذا ِم ْن َح َسنَاتِ ِه‪ ،‬فَإ ِْن فَنِيَ ْت َح َسنَاتُُه‬
‫‪‬‬ ‫َطرَِح ْت َعلَيْ ِه‪ُ ،‬ثَّ ُطرَِح ِف النَّا ِر))(((‪.‬‬ ‫َقـبْ َل أَ ْن َيـ ْق ِض َي َما َعلَيْ ِه‪ ،‬أُ ِخ َذ ِم ْن َخ َطايَا ُه ْم‪ ،‬ف ُ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫شرح الحديث‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫بدأ � حديثه باستفها ٍم‪ ،‬الغرض منه إفهام الناس حقيقة غفلوا عنها‪ ،‬فعندما سأهلم‪ :‬أتدرون‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫من املفلس؟ أجابوا بلسان حاهلم إجابة دنيوية‪ ،‬فُهم منها أن املفلس من ال ميلك درمها وال متاعاً‪ .‬وهذا‬ ‫‪‬‬
‫املفهوم ال يقصده النيب �‪ ،‬وإمنا يقصد معا َ‬
‫ين أبعد من ذلك‪ ،‬فأوضح للحاضرين أن اإلفالس احلقيقي‬
‫‪‬‬ ‫ليس يف فراغ اجليب من الدراهم والدنانري‪ ،‬ولكن حمله النفس البشرية وما جيب أن تكون عليه من أخالق‬ ‫‪‬‬
‫حسنة وسرية طيبة مع كل الناس‪ ،‬فإن أفلست البشرية من هذه األشياء‪ ،‬فهي مفلسة إفالساً حقيقاً‪ ،‬ولو‬
‫‪‬‬ ‫كانت متلك مال الدنيا وما فيها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ويوضح احلديث الشريف أن املفلس من املؤمنني من كان يأمتر بأوامر اهلل‪ ،‬فيحافظ على الصالة‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫يف أوقاهتا‪ ،‬ويعطي الزكاة ويصوم رمضان‪ ،‬لكنه كان يقوم بأعمال تناقض ما ق َّ‬
‫َدم من صالة وصوم وزكاة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ومن هذه األعمال‪ :‬شتم الناس وعدم حفظ اللسان عن فضول القول‪َ ،‬فـ َق ْذ ُف الناس يف أعراضهم واهتامهم‬
‫‪‬‬ ‫مبا ليس فيهم‪ ،‬والتحايل على الناس‪ ،‬وأكل أمواهلم بالباطل‪ ،‬واالعتداء عليهم ومقاتلتهم ألتفه األسباب‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪39‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬رواه مسلم‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫فسيطالبه كل من اعتدى عليه يف نفسه أو دمه أو كرامته أو عرضه أو ماله‪ ،‬أو سلبه حقا من حقوقه يوم‬
‫القيامة‪ ،‬وستؤخذ من حسنات الظامل حىت تنتهي حسناته‪ ،‬فإذا كان هناك مطالبة مستمرة مل تنل حقها‪،‬‬
‫فإهنا تطرح سيئاهتم على من ظلمهم يف الدنيا‪ ،‬مث يُرمى به يف نار جهنم والعياذ باهلل‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ما يُرشد إليه الحديث‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬اإلفالس احلقيقي ليس يف فقد املال وإمنا يف إضاعة األخالق‪.‬‬
‫‪2.2‬الدين املعاملة ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3.3‬يوم القيامة يأخذ كل إنسان حقه من اآلخر باحلسنات والسيئات وليس بالذهب والفضة ‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫من أسباب موت القلب ‪...‬‬

‫‪‬‬ ‫قيل إلبراهيم بن أدهم رحمه اهلل ‪ :‬ما بالنا ندعو اهلل فال يستجيب لنا ؟ فقال ‪ :‬ألن قلوبكم‬
‫ماتت بعشرة أشياء ‪:‬‬
‫ •عرفتم اهلل فلم تؤدوا حقه ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ •وقرأمت القرآن فلم تعملوا به ‪.‬‬
‫ •زعمتم حب رسول اهلل � ومل تعملوا بسنته ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ •عرفتم أن الشيطان لكم عدو ووافقتموه ‪.‬‬
‫ •زعمتم أنكم مشتاقون إىل اجلنة ومل تعملوا هلا ‪.‬‬
‫ •وزعمتم أنكم ختافون النار ومل هتربوا منها ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ •وقلتم إن املوت حق ومل تستعدوا له ‪.‬‬
‫ •واشتغلتم بعيوب الناس وتركتم عيوبكم ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ •وأكلتم نعمة اهلل ومل تشكروه عليها ‪.‬‬
‫ •ودفنتم موتاكم فلم تعتربوا هبم ‪ ...‬فكيف يُستجاب لكم ؟؟ ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1.1‬ملاذا ـ ـ برأيك ـ ـ ـ بدأ النيب � حديثه بسؤال؟‬

‫‪‬‬ ‫‪2.2‬هل كانت إجابة الصحابة عن سؤال النيب � عن حقيقة املفلس هي اليت قصدها �؟‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫) حسب صحة اجلملة أو عدم صحتها‪:‬‬ ‫‪3.3‬ضع عالمة ( ‪ ) ‬أو ( ×‬ ‫‪‬‬
‫ ‪ .‬أاملؤمن من يهتم بالعبادات دون األخالق ( )‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪ .‬بيوم القيامة يتسامح الناس ويدخلون اجلنة ( )‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪ .‬جالصالة متحو أكل أموال الناس بالباطل ( )‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ ‪ .‬دتعاليم اإلسالم تشمل العبادات واملعامالت ( )‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪ .‬هاملسلم احلق من حيفظ لسانه من فضول القول ( )‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫أ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫معلوماتك‬ ‫‪‬‬
‫الدعاء إذا نزل المطر‬
‫‪‬‬ ‫" اللهم صيباً نافعاً "‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪41‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫الحديث الخامس‬
‫‪‬‬ ‫اإلصالح بين الناس‬

‫‪‬‬ ‫ول اللَّ ِه � َيـ ُق ُ‬


‫ول‪:‬‬ ‫َع ْن أُِّم ُك ْلثُوٍم بِنْ ِت ُع ْقبَ َة أَ ْخَبـ َرتْ ُه أََّنـ َها َ ِ‬
‫س َع ْت َر ُس َ‬

‫‪‬‬ ‫اب الَّ ِذي يُ ْص ِل ُح بَـ ْي َن النَّ ِ‬


‫اس َفـَيـ ْن ِمي َخْيـ ًرا أَ ْو يَـق ُ‬
‫ُول َخْيـ ًرا))(((‪.‬‬ ‫س الْ َك َّذ ُ‬
‫((لَْي َ‬
‫شرح الحديث‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫معىن كلمة (َيـنْ ِمي) الواردة يف احلديث‪ :‬أَ ْو َص َل احلديث؛ ليصلح بني الناس‪.‬‬
‫اعلموا ـ ـ ـ يا أوالدي ـ ـ ـ أن الكذب رذيلة وكبرية من الكبائر باتفاق العقالء مجيعاً‪ ،‬وقد اختلف‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫العلماء يف الكذب الذي يقصد به صاحبه املصاحلة بني املسلمني‪ ،‬والتأليف بني قلوب املتخاصمني‪،‬‬
‫حبيث ال يرتتب عليه ضرر ألحد وال إمهال يف واجب‪ ،‬فأجاز بعضهم هذا النوع من الكذب مستدلني‬
‫‪‬‬ ‫هبذا احلديث املتفق على صحته‪ ،‬كما اعتمد هذا الفريق من العلماء على حديث آخر عن النيب �‪:‬‬
‫«ال حيل الكذب إال يف ثالث‪ :‬حيَّث الرجل امرأته لريضيها‪ ،‬والكذب يف احلرب‪ ،‬والكذب ليصلح بني‬
‫الناس»‪ ،‬فهذه الثالث مستثناة من الكذب احلرام بنص هذا احلديث؛ ألن الكذب فيها يؤدي إىل‬
‫‪‬‬ ‫مصلحة حقيقية دون إحلاق ضرر بأحد‪ ،‬أو انتقاص حق أحد‪.‬‬
‫أما الطائفة األخرى من العلماء فقد منعت الكذب بكل أنواعه؛ ألنه رذيلة ‪ ،‬والرذيلة ال تتجزأ‪ ،‬وال‬
‫‪‬‬ ‫تكون يف وقت مباحة ويف وقت حمظورة‪ ،‬ولكن ما تقول هذه الطائفة من العلماء يف حديث البخاري‬
‫ومسلم والرتمذي ؟ إهنم ال يردون احلديثني‪ ،‬وال يطعنون يف صحتهما‪ ،‬وإمنا حيملون ما ورد فيهما من‬
‫‪‬‬ ‫إباحة الكذب يف بعض األمور على قول اخلري والسكوت عن الشر‪ ،‬وذكر اإلجيابيات دون السلبيات‪،‬‬
‫ميدح الرجل زوجته مبا فيها من حماسن لريضيها ويتقرب إىل‬
‫كأن َ‬‫واإلشادة باحملاسن والغض عن املساوئ‪ْ ،‬‬
‫قلبها‪ ،‬ويطوي اجلوانب السيئة فيها وال يذكرها‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫وننصحك أيها الشاب‪ ،‬بأن تكون صادقاً دائماً يف أقوالك وأفعالك‪ ،‬وأن تشهد مبا رأيت‪ ،‬وأن‬ ‫ ‬

‫‪‬‬ ‫‪42‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫تصلح بني أصدقائك املتخاصمني ما أوتيت من سبيل‪ ،‬وأن تقول بينهم ما علمت من حلو احلديث‪،‬‬
‫الذي يُقوي حبل الصداقة‪ ،‬وأن تبتعد عما مسعت من أقوال تزيد التوتر وتفسد العالقة بني األصدقاء‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ما يرشد إليه الحديث‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1.1‬داللة ظاهر احلديث على جواز الكذب لإلصالح بني الناس ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪2.2‬احلث على اإلصالح بني الناس‪ ،‬بكل الطرق املتاحة‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫من كتب السنة‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫سنن أبي داود‬
‫‪‬‬ ‫مؤلفه أبو داود سليمان بن األشعث السجستاني‪ ،‬المتوفي سنة ‪ 275‬هـ‪ ،‬اعتنى فيه‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫بجمع أحاديث األحكام وأمهات السنن‪ ،‬ورتبها ترتيباً حسناً يدل على علم المؤلف‬ ‫‪‬‬
‫وفقهه‪ ،‬وهو من كتب السنة المقدمة على غيرها‪ ،‬وله عدة شروح‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪43‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬

‫‪‬‬
‫‪1.1‬اخرت اإلجابة الصحيحة من بني القوسني‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪2.2‬الكذب ( من صفات الناس – من الرذائل – من الفضائل )‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3.3‬الكذاب ( يألفه الناس – حيبه بعض الناس – مكروه من اجملتمع )‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪4.4‬انقسم العلماء إىل فريقني يف إباحة الكذب للمصاحلة‪ ،‬إىل أيهما متيل؟ وملاذا؟‬

‫‪5.5‬إذا كنت أسرياً لدى العدو فهل جيوز لك أن تكذب عند استجوابك؟ وملاذا؟‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫أ‬
‫‪‬‬ ‫ى‬
‫معلوماتك‬
‫‪‬‬
‫أول ما يحاسب عليه العبد من أعماله الصلوات الخمس‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪44‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫الحديث السادس‬
‫‪‬‬ ‫التبكـير إلى المساجد‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ول اللَّ ِه � ق َ‬
‫َال‪:‬‬ ‫ـ ـ ـ أَ َّن َر ُس َ‬ ‫َع ْن أَِب ُه َرْيـ َرَة ـ ـ ـ ‪d‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الص ِّف الَْ َّو ِل‪ُ ،‬ثَّ َْل َيِ ُدوا إَِّل أَ ْن يَ ْستَه ُ‬
‫ِموا َعلَيْ ِه َل ْسَتـ َه ُموا‪َ ،‬ولَ ْو‬ ‫َّاس َما ِف النِّ َدا ِء َو َّ‬ ‫((لَ ْو َيـ ْعل َُم الن ُ‬
‫الصبْ ِح لَََتـ ْوَُها‪َ ،‬ولَ ْو َحْبـ ًوا))(((‪.‬‬
‫‪‬‬
‫َيـ ْعل َُمو َن َما ِف الَّتـ ْه ِجريِ َل ْستََبـ ُقوا إِلَيْ ِه‪َ ،‬ولَ ْو َيـ ْعل َُمو َن َما ِف الْ َعتَ َم ِة َو ُّ‬
‫‪‬‬ ‫معاني الكلمات‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫معناها‬ ‫الكلمة‬
‫‪‬‬ ‫األذان‪.‬‬
‫يقرتعون‪.‬‬
‫النداء‬
‫يستهمون‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫التبكري إىل الصالة‪.‬‬
‫ظالم أول الليل بعد مغيب الشفق األمحر‪ .‬واملقصود هنا‪ :‬صالة العشاء‪.‬‬
‫التهجري‬
‫العتمة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الرَكب‪.‬‬
‫زحفاً على األيدي و ُّ‬ ‫حبواً‬
‫‪‬‬
‫شرح الحديث‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫حيثنا الرسول الكرمي � يف هذا احلديث على عبادات فيها الفضل الكبري واألجر العظيم‪،‬‬ ‫ ‬ ‫‪‬‬
‫بأسلوب ُم َش ِّوق َج َّذاب‪ ،‬يَُبِّ ُب إىل النفس طاعة اهلل‪َ ،‬وُيـ َرغ ُ‬
‫ّب يف اإلسراع إىل فعل اخلريات‪ .‬وهذه‬
‫‪‬‬ ‫العبادات هي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪45‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫بألفاظ َم ْعلوَمة؛ لإلعال ِم بدخول وقت الصالة ال َـم ْكتُوبة‪ ،‬وفيه من األجر‬
‫ٍ‬ ‫‪1.1‬األذان‪ :‬وهو َرْف ُع الصوت‬
‫اح َم عليه والَّتـنَاف َ‬
‫ُس فيه‪.‬‬ ‫والثواب ما يَ ْستَ ُّ‬
‫حق الَّتـ َز ُ‬
‫‪‬‬ ‫ْق ِصي َغتِه‬‫‪ 2. 2‬وعلى من يقوم باألَذان أن يكون على معرفة مبواقيت الصالة‪ ،‬وأن ُيـتْ ِقن األذان ِوف َ‬
‫وح ْسنِه‪ .‬وملكانة ال ُـم َؤِّذ ِن يف اإلسالم يقول �‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ووضوحه ُ‬ ‫أصول اللغة‪ ،‬مع قُوِة الصوت‬
‫الشرعية و ِ‬
‫أطول الناس أعناقاً يوم القيامة))(((‪ ،‬وطول أعناقهم ِكنَايٌَة عن تَ َش ِّوقِهم إىل رمحة اهلل يوم‬
‫((إن املؤذنني ُ‬
‫‪‬‬ ‫القيامة‪ .‬وقيل‪ :‬إن أعناقهم تطول يوم القيامة حىت ال يُ ْد ِرُك ُهم ال َع َر ُق الذي يصاب به الناس؛ من ِش َّد ِة‬
‫َه ْو ِل ذلك اليوم‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3.3‬أداء الصالة يف مجاعة‪ ،‬واحلرص على الصف األول‪:‬‬
‫املسلم ينبغي أن يكون حريصاً على أداء الصلوات املكتوبة يف مجاعة‪ ،‬فهو يُ ْسرع إىل املسجد إذا‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫وقت الصالة؛ ليفوَز بالصالة يف الصف األول يف املسجد؛ ألنه أكثر أجراً وثواباً من بَ ِقيَّ ِة الصفوف‬
‫اقرتب ُ‬
‫اليت تليه‪ ،‬وأما من يقف خلف اإلمام يف الصف األول فاألفضل أن يكون من أهل العلم والفقه والعقل‬
‫‪‬‬ ‫الراجح؛ ملعرفة هؤالء بأحكام االستخالف يف الصالة‪ ،‬وت ُّ‬
‫ََكنِهم من ال َفتْ ِح على اإلمام إن ْاشتََبـ َه ْت عليه‬
‫آية أو أخطأ فيها‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫اج َرِة عند اشتداد احلر‪ ،‬والتبكري إىل املسجد ألدائها‪ ،‬وهذا يعين أن‬
‫أطول‪ ،‬ونصيبُه من األجر أوفر‪ .‬والتبكري‬
‫‪4.4‬الذهاب إىل صالة الظهر يف اهلَ ِ‬
‫املصلي يَ ْسبِق غريه يف احلضور إىل املسجد؛ لتكون إقامتُه فيه َ‬
‫إىل املسجد ال يعين الذهاب إليه َج ْرياً أو َه ْرَولَة و ْاستِ ْع َجاالً‪ ،‬فرمبا ُ‬
‫حيدث ما ال ُْي َمد ُع ْقباه نتيجة‬
‫‪‬‬ ‫الصال ِة و َعليْ ُكم َّ‬
‫بالسكينَ ِة و َ‬
‫الوقَار‪ ،‬وال‬ ‫س ْعتُم اإلِقَامة فا ْم ُشوا إىل َّ‬ ‫اجلري أو اهلرولة‪ .‬قال �‪(( :‬إِذَا َ ِ‬
‫َصلُّوا‪ ،‬وما فَاتَ ُك ْم فَأَِتُّوا))((( ‪.‬‬
‫تُ ْسرِعوا‪ ،‬فما أَ ْد ِرْكتًم ف َ‬
‫‪‬‬ ‫صالت ال ِعشاء والصبح مع اجلماعة يف املسجد‪ ،‬ولو يأيت إليهما ال ُـمسلِم َحبْواً؛‬ ‫‪5.5‬احملافظة على َ ِ‬
‫َّام يوم القيامة))(((‪.‬‬‫الظلَ ِم إىل املساجد بالنور الت ِّ‬ ‫ُمبَالغ ًة يف احلث عليهما‪ ،‬قال �‪(( :‬بَ ِّشر ال َـم َّشائِ َ‬
‫ني يف ُ‬
‫‪‬‬ ‫واحملافظة على الصالة يف املسجد مع اجلماعة مطلوبة يف كل الصلوات اخلمس‪ ،‬ولكن ُخ َّصت‬ ‫ ‬
‫أكثر‬
‫صال ُة العشاء وصال ُة الصبح يف احلديث مبزيد الفضل لوقوعها يف وقتني يكون اإلنسان فيهما َ‬
‫‪‬‬ ‫َّوِم‪.‬‬ ‫اسرتخاء‪ ،‬وأ ْميَ ِل إىل َ‬
‫الك َس ِل والنـ ْ‬ ‫ً‬
‫‪ 1‬رواه أحمد ومسلم وابن ماجه‪.‬‬
‫‪ .2‬متفق عليه ‬

‫‪‬‬ ‫‪46‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 3‬رواه أبو داود والترمذي‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ما يرشد إليه الحديث‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫أجره عظيم‪.‬‬
‫‪1.1‬فضل األذان كبري و ُ‬
‫‪‬‬
‫‪2.2‬فضل صالة اجلماعة يف املسجد عظيم وخاصة صالة الصبح وصالة العشاء ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪3.3‬الدعوُة إىل احلرص على الصالة يف الصف األول‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أضف إلى معلوماتك‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ثم‬
‫تزوجت السيدة أسماء بنت عميس – رضي اهلل عنها – بخليفتين من خلفاء رسول اهلل �‪:‬‬
‫فقد تزوجت من أبي بكر الصديق ‪ ‬بعد وفاة زوجها األول جعفر بن أبي طالب ‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫تزوجت من علي بن أبي طالب – كرم اهلل وجهه – بعد وفاة الصديق ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪47‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬

‫‪‬‬
‫‪1.1‬اخرت اإلجابة الصحيحة من بني األقواس‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫أ ‪ .‬عندما نسمع اإلقامة ( نسرع اخلطى – جنري – منشي طبيعياً )‪.‬‬
‫ب‪ .‬من شروط املؤذن ( البلوغ – طول القامة – قوة الصوت ووضوحه )‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ج‪ .‬جنلس يف الصف األول للصالة ( لرؤية اإلمام – للتسبيح – للحصول على أجر أكثر)‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫د‪( .‬االستهام ) معناه ( االشرتاك – اجللوس – االقرتاع )‪.‬‬


‫خص احلديث صاليت العشاء والصبح باحلث عليهما مجاعة يف املسجد ؟‬
‫‪2.2‬ملاذا ّ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫أ‬
‫ضف إلى‬
‫‪‬‬ ‫معلوماتك‬
‫‪‬‬
‫من توفى من المهاجرين في المدينة هو سعد بن أبي وقاص‪ ،‬وكانت وفاته عام ‪ 54‬هـ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪48‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬







 
 
 
 
 
 
  
 ‫العقيدة اإلسالمية‬ 
 
 
 
 
 49
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫االحتجاج بالسنة النبوية‬
‫‪‬‬ ‫‪ .1‬تعريف السنة النبوية‬
‫‪‬‬ ‫‪ -1‬السنة في اللغة‪:‬‬
‫وحسنُها أو سوُؤها إمنا يكون بوصفها أو‬
‫الطريقة املتبعة أو املعتادة‪ ،‬سواء أكانت حسنة أم سيئة‪ُ ،‬‬
‫‪‬‬ ‫باإلضافة إليها‪.‬‬
‫فمن الوصف‪ :‬ما رواه مسلم يف صحيحه من حديث جرير بن عبد اهلل‪(( :‬من سن يف اإلسالم‬
‫‪‬‬ ‫ض ِمن أُجوِرِهم شي ٌء ‪،‬‬ ‫مثل أَ ْج ِر َم ْن َع ِم َل َبا‪ ،‬وال يَن ُق ُ‬
‫ثل ِو ْزِر َمن َع ِم َل هبا‪ ،‬وال‬
‫سن َة حسن َة‪ ،‬ف ُع ِم َل هبا‪ُ ،‬كتِ َب له ُ‬
‫وَمن َس َّن يف اإلسال ِم ُسن ًة َسيِّئ ًة‪َ ،‬فـ ُع ِم َل هبا بَعده‪ُ ،‬كتَ َب عليه ِم ُ‬

‫‪‬‬ ‫ص ِمن أوزا ِرِهم َشي ٌء ))‪.‬‬


‫يَن ُق ُ‬
‫ومن اإلضافة إىل َكلِم ِة "سنة" ما يفيد املدح أو الذم‪ ،‬مثلما جاء يف احلديث‪(( :‬عليكم ُ‬
‫بسنَّيت‬
‫‪‬‬ ‫اش ِد ين ا ملَه ِد يِّني ِمن بَعدي)) ((( فإضافة سنة إىل الضمري الذي يعود عليه صلى‬
‫الر ِ‬
‫وسن ِة ا ُخللفا ِء َّ‬
‫اهلل عليه وسلم تفيد أهنا سن ٌة حسنة حممودة‪.‬‬
‫ُ‬

‫‪‬‬ ‫‪ -2‬السنة في االصطالح‪:‬‬


‫السنة‪ :‬ما أضيف إىل النيب صلى اهلل عليه وسلم من قول‪ ،‬أو فعل‪ ،‬أو تقرير‪ ،‬أو صفة‪ ،‬أو سرية‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫فالسنة عندهم تتضمن هذه األنواع اخلمسة‪ ،‬وهي هبذا مرادفة للحديث‪.‬‬
‫السنة يراد هلا‪ :‬الطريقة اليت كان يتحراها –عليه الصالة والسالم – يف تنفيذ ما بعثه اهلل به من اهلدى‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫السنة تعين املنهاج النبوي‪ :‬النظري والعملي‪ ،‬الذي جاء به ‪ - �-‬يف‬ ‫ودين احلق‪ ،‬وبعبارة أخرى‪ُّ :‬‬
‫َفـ ْه ِم دين اهلل وتطبيقه يف شؤون احلياة كافة‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫ومن أمثلة أقواله�‪(( :‬صلُّوا كما رأيتموين أصلّى)) رواه البخاري‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪50‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬رواه ابن ماجه والنسائي‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ُم عليكم فأكملوا ع ّدة شعبان ثالثني))(((‪.‬‬
‫((صوموا لرؤيته ((أي اهلالل)) وأفطروا لرؤيته‪ ،‬فإن غ ّ‬
‫‪‬‬
‫السنَّة‪ ،‬ومعىن أفعاله � أي ممارساته العملية‬ ‫وأما أفعاله صلى اهلل علية وسلم‪ :‬فتمثل اجلانب الثاين من ُ‬
‫‪‬‬ ‫يف حياته اخلاصة والعامة‪ ،‬الدينية والدنيوية‪ ،‬فكلها قد نُ ِقلَت عنه‪ ،‬حيت أَ َخص األموِر يف حيَاتِ ِه الَبـيْتية‬ ‫‪‬‬
‫وعالقاته الزوجية‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫مثال ذلك‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬قول عبد اهلل بن بُ ْسرٍ‪(( :‬كان إذا أتى باب قوم‪ ،‬مل يستقبل الباب من تلقاء وجهه‪ ،‬ولكن‬
‫‪‬‬ ‫من ركنه األمين‪ ،‬أو األيسر ويقول‪ :‬السالم عليكم‪ ،‬السالم عليكم)) (((‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬حديث أيب ُج َحْيـ َف َة‪(( :‬هنى عن مثن الكلب‪ ،‬ومثن الدم‪ ،‬ومهر البَ ِغ ِّي )) (((‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫فعال‪ ،‬أو يسمع قوالً‪ ،‬أو يعلم‬ ‫وأما تقريره صلى اهلل عليه وسلم‪ :‬فاملراد به أن يرى صلى اهلل عليه وسلم ِّ‬
‫‪‬‬
‫ِض عليه‪ ،‬وال ينكر عليه‪ ،‬مع قُدرته على اإلنكار‪ ،‬فهو عليه الصالة والسالم ال يُ ِق ُّر باطالّ‪،‬‬
‫به‪ ،‬فال يعرت ُ‬
‫‪‬‬ ‫دل على أنه ال حرج فيه‪ ،‬وسكوته على الشيء قد يرافقه مالمح الرضا‬ ‫وال يسكت على منكر‪ ،‬فما أقره َّ‬ ‫‪‬‬
‫والسرور به‪ ،‬وقد ال يرافقه ذلك‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫مثال ذلك‪ :‬إقر ُاره لعب احلبشة حبراهبم يف املسجد يف يوم العيد‪ ،‬وقوله هلم‪(( :‬دونكم يا بين أرفدة))‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫وأذن لعائشة رضي اهلل عنها أن تنظر إليهم‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫السنَّة عند علماء احلديث‪ :‬أكانت ُخلُقية أم ِخلُقية‪ ،‬فمن صفته‬
‫صفته عليه الصالة والسالم‪ ،‬وهو من ُ‬
‫‪‬‬
‫ا ِخللْقية قول أىب سعيد‪(( :‬كان خامت َّ‬
‫النبوة يف ظهره بَضعة ناشزة)) (((‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫وقول أنس‪(( :‬كان َرْبـ َع ًة من القوم‪ ،‬ليس بالطويل البائن‪ ،‬وال بالقصري أزهر اللون‪ ،‬ليس‬ ‫‪‬‬
‫باألبيض األمهق‪ ،‬وال باآلدم))‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫السنَّة – باإلضافة إىل قوله وفعله وتقريره وصفته –سريتَه عليه الصالة والسالم مما مل يدخل يف‬
‫وتشمل ُ‬
‫‪‬‬
‫‪ 1‬متفق عليه عن أبى هريرة‪ ،‬وفي النسائي عن ابن عباس‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪.2‬ر واه أحمد وأبو داود‪.‬‬
‫‪ 3‬رواه البخاري‪ .‬‬
‫‪ 4‬رواه الرتمذي‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪51‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫ ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫األربعة األقسام السابقة املذكورة ولو كان ذلك قبل البعثة‪.‬‬
‫ومن ذلك ما يتعلق بوالدته ورضاعته ونشأته وبعثته‪ ،‬وغري ذلك مما مل يعرف عن طريق قوله عليه الصالة‬
‫‪‬‬ ‫والسالم‪ ،‬ومثل ذلك وفاته وجتهيزه ودفنه ‪ -�-‬بأيب هو وأمي‪.‬‬
‫ومثال ذلك‪ :‬حديث عائشة‪(( :‬أول ما بدئ به رسول اهلل � من الوحي الرؤيا الصادقة‪ ،‬فكان‬
‫‪‬‬

‫‪Q‬‬
‫(((‬
‫ال َيـ َرى رؤيا إال جاءت كفلق الصبح))‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 1‬رواه البخاري ‬
‫‪‬‬ ‫‪52‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫س‪ -1‬عرف السنة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫س‪ -2‬اذكر مثالني للسنة القولية الواردة عن النيب �‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ -3‬اذكر مثالني للسنة الفعلية للنيب �‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫س‪ -4‬هل صفات النيب وسريته تدخل من ضمن السنة؟ مثِّل لكل منهما‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ال تنس‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أن تقول قول رسول اهلل (�) عند الغضب‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫(إني ألعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد‪ ،‬لو قال‪ :‬أعوذ باهلل من الشيطان الرجيم‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫ذهب منه ما يجد)‬
‫صحيح البخاري (ح‪ ،)3282 .‬وصحيح مسلم (ح‪)2610 .‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪53‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫االحتجاج بالسنة النبوية‬
‫‪‬‬ ‫وح ِّجيتُها‬ ‫‪ُ .2‬‬
‫السنٌة من حيث أهميتُها ُ‬

‫‪‬‬
‫السنَة‪ :‬هي املصدر الثاين لإلسالم بعد القران الكرمي‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫فالقرآن هو الدستور الذي حيوي األصول والقواعد األساسية لإلسالم‪ :‬عقائده‪ ،‬وعباداته‪ ،‬وأخالقه‪،‬‬
‫ُ‬

‫السنَّة‪ :‬هي البيان النظري والتطبيق العملي للقرآن الكرمي يف ذلك كله‪.‬‬
‫ومعامالته‪ ،‬وآدابه‪ ،‬و ُ‬
‫‪‬‬ ‫ِ‬
‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم‬ ‫ٍ‬
‫وتوجيهات‪ ،‬فطاع ُة‬ ‫وهلذا جيب اتبا ُعها و ُ‬
‫العمل مبا جاءت به من أحكا ٍم‬
‫من طاع ِة اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪َ -‬د َّل على ذلك القرآن الكرمي‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪َ -‬دلَّت على ذلك السنة نفسها‪.‬‬


‫‪ -‬وَد َّل على ذلك إمجاع األمة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ •الدليل من القرآن الكريم‪:‬‬
‫مع طاعة اهلل‪ ،‬قال تعايل‪ :‬ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ‬ ‫األمر يف القرآن الكرمي بطاعته �‬
‫ورد ُ‬
‫‪‬‬ ‫ذاتا طاع ٌة هلل تعايل‪ :‬ﭡ ﭢ ﭣ ‪‬‬ ‫ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯾ ‪،((( ‬بل ُج ِع ْ‬
‫لت طاعته هي ُ‬

‫‪‬‬ ‫االهتداء ‪‬ﭡ ﭢ ﭣ ‪، ((( ‬كما ُج ِع َل ذلك يف أتباعه من املؤمنني‪:‬‬


‫َ‬ ‫وج ِعلَت مثرُة طاعتِه‬
‫ُ‬
‫(((‬

‫‪‬‬ ‫‪1‬سورة النساء‪ :‬اآلية ‪.59‬‬


‫‪ 2‬سورة النساء‪ :‬اآلية ‪.8‬‬
‫ ‪ 3‬سورة النور‪ ،‬اآلية ‪54‬‬

‫‪‬‬ ‫‪54‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫ ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ُل إ ِْن ُكنْتُ ْم تُِبُّو َن اللَّ َه‬
‫ال على حمبة اهلل ومغفرته‪ :‬ق ْ‬ ‫‪َ ‬واتَّبِ ُعوُه لَ َعلَّ ُك ْم َتـ ْهتَ ُدونَ‪ُ ، ‬‬
‫وج ِعل اتِّبا ُعه دلي ً‬ ‫(((‬ ‫‪‬‬
‫ون ُْيبِبْ ُك ُم اللَّ ُه َوَيـ ْغ ِف ْر لَ ُك ْم ُذنُوبَ ُك ْم ‪ ،((( ‬وأ َم َرهم اهلل يف كتابه باتباعه فيما يأمر وينهى‪َ :‬وَما‬
‫فَاتَّبِ ُع ِ‬
‫‪‬‬ ‫َخ ُذوُه َوَما َنـ َه ُاك ْم َعنْ ُه فَاْنـَتـ ُهوا‪.((( ‬‬ ‫آَتَ ُاك ُم َّ‬
‫الر ُس ُ‬
‫ول ف ُ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫بالرجوع إىل‬ ‫ٍ‬
‫اختالفات‪ ،‬وأ َم َرهم ُّ‬ ‫ٍ‬
‫مشكالت و‬ ‫ِض إليهم من‬
‫وأمرهم بالرجوع إليه يف حياته يف كل ما يَعر ُ‬ ‫‪‬‬
‫(((‬
‫ول إ ِْن ُكنْتُ ْم ُتـ ْؤِمنُو َن بِاللَّ ِه َوالَْيـ ْوِم الَْ ِخرِ‪‬‬ ‫ُسنَّتِه بعد مماته‪:‬فَإ ِْن َتـنَا َزْعتُ ْم ِف َش ْي ٍء َفـ ُردُّوُه إ َِل اللَّ ِه َو َّ‬
‫الر ُس ِ‬
‫‪‬‬ ‫السنَّة‪:‬‬
‫• الدليل من ُ‬
‫‪‬‬
‫األحاديث الكثريُة على وجوب اتباعه ‪ -�-‬وطاعته‪:‬‬
‫ُ‬ ‫السنًّة‪ ،‬فقد َدلَّ ِت‬
‫وأما ُ‬
‫‪‬‬ ‫ُّ‬
‫((كل َّأم ِت يَدخلُو َن اجلنَّ َة إال من َأب قيل‪ :‬وَمن يَ َ‬
‫أب يا‬ ‫ومن ذلك ما رواه أبو هريرة أنه قال‪:‬‬
‫‪‬‬
‫(((‬
‫صان فقد أَ َب))‬ ‫رسول اهلل؟ قال‪َ (( :‬من أطاعين َد َ‬
‫خل اجلنَّ َة ‪ ،‬وَمن َع ِ‬
‫‪‬‬ ‫كت فيكم ما إِ ِن ا ْعتَ َصمتُم بِ ِه لن تَضلِّوا‬ ‫وِمثْ ُل ذلك وصيَّتُُه للمسلمني مجيعاً يف َح َّج ِة ِ‬
‫الوداع‪(( :‬قد تر ُ‬
‫‪‬‬
‫كتاب اهللِ‪ُ ،‬‬
‫وسنََّة نبيِّه))‪.‬‬ ‫أبداً‪َ :‬‬
‫‪‬‬ ‫• إجماع الصحابة واألمة من بعدهم‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫املصدر الثاين لألحكا ِم َّ‬
‫الشرعيَِّة بعد‬ ‫َ‬ ‫السنَِّة‪ ،‬واعتبارِها‬
‫جوع إىل ُ‬
‫الر ِ‬‫رسول اهللِ �على ُّ‬
‫اخللفاء الراشدون‪ ،‬وَمن بَع َد ُهم قَوالً‪ ،‬و َعمالً‪.‬‬
‫ُ‬
‫اب ِ‬ ‫أصح ُ‬
‫أمج َع َ‬
‫القرآن الكرمي‪ ،‬ومضى على ذلك‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ 1‬سورة األعراف‪ ،‬اآلية ‪ .158‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ 2‬سورة آل عمران‪1 ،‬‬
‫ ‬
‫‪ 3‬سورة الحشر‪ ،‬اآلية ‪ 7‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 4‬سورة النساء‪ ،‬الآية ‪ 59‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ 5‬رواه البخاري‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪55‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫ ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫عمر‪ :‬إنَّا جند صالة ا َحل َضر‪ ،‬وصال َة ا َخل ِ‬
‫وف‪،‬‬ ‫بن َ‬‫قال لعب ِد اهللِ ِ‬ ‫َّسائي يف ُسنَنِ ِه َّأن خال َد َ‬
‫بن أسيد َ‬ ‫روى الن ُّ‬
‫بن أخي‪َّ ،‬إن اهلل َ‬
‫بعث إلينا حممداً�‪ ،‬وال ُ‬
‫نعلم‬ ‫ابن عمر‪ :‬يا َ‬ ‫فر يف القرآ ِن؟ َ‬
‫فقال له ُ‬ ‫الس َ‬
‫وال جن ُد صال َة َّ‬
‫‪‬‬ ‫رسول اهلل�))‪.‬‬ ‫الصال ِة يف َّ‬
‫السفر ُسنٌَّة َسنَّها ُ‬ ‫وقص ُر َّ‬ ‫رسول اهللِ ‪ُ -�-‬‬
‫يفعل‪ْ ،‬‬ ‫نفعل كما رأينا َ‬
‫شيئاً‪ ،‬فإمنا ُ‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪56‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ -1‬اذكر الدليل من القرآن على وجوب اتباع السنة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫س‪ -2‬اذكر الدليل من السنة على وجوب اتباع السنة ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ -3‬هل أمجع الصحابة على وجوب اتباع السنة؟ هات مما روي عن الصحاب ِة ما يؤيد قولك‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أذكار‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫من قال (سبحان اهلل وبحمده) مئة مرة غفرت ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪57‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫االحتجاج بالسنة النبوية‬
‫‪‬‬ ‫‪ .3‬عالقة القرآن بالسنة‬

‫‪‬‬ ‫ُ‬
‫وعمدتا‪ ،‬والسنَُّة هي مبينتُُه وشارَِحتُُه‪.‬‬ ‫أساس الشريع ِة‬
‫القرآن الكرمي هو ُ‬
‫وهلذا اعتُِبَ ْت املص َد َر الثاين لإلسالم‪ ،‬فرتبتُها تَلِي مرتَب َة القرآ ِن الكرمي؛ َّ‬
‫ألن مرتب َة البيا ِن بعد َمرتب ِة‬
‫‪‬‬ ‫بت بالتواتر‪،‬‬ ‫السن ِة‪ُ ،‬‬
‫فبعضها ثَ َ‬ ‫يب فيه‪ ،‬خبالف ُّ‬ ‫وألن القرآ َن كلَّه ثبَ َت بالتوات ِر الي َقيين‪ ،‬الذي ال َر َ‬
‫املُ َّبيِ‪َّ ،‬‬
‫ثبت باآلحاد‪.‬‬ ‫َ‬
‫ومعظ ُمها َ‬
‫‪‬‬ ‫طلب يف القرآ ِن َّأوًل‪،‬‬ ‫وقد دل عمل اخللفاء الراشدين‪ ،‬والعلما ِء ِمن بع ِدهم على أ ّن َ‬
‫احلكم الشرعي يُ ُ‬ ‫َّ‬
‫السن ِة‪.‬‬
‫يوج ْد فيه ُطلِ َب يف ُّ‬‫فإْن مل َ‬
‫‪‬‬ ‫َّوج من زوجته‪ ،‬واملرأ ِة ِمن ِ‬
‫زوجها‪،‬‬ ‫وهذا إمنا يكو ُن يف األحكام الواضح ِة َّ‬
‫الدالل ِة يف القرآن‪ ،‬كمري ِ‬
‫اث الز ِ‬
‫و ِع َّد ِة َّ‬
‫احلامل وحنوِها‪ ،‬وما مل يكن كذلك‬ ‫ِ‬ ‫الصغريَِة‪ ،‬و ِع َّد ِة املَُتـ َوَّف عنها ُ‬
‫زوجها غريَ‬ ‫ِس ِة و َّ‬ ‫الط ِ‬
‫الق لآلي َ‬
‫‪‬‬ ‫بات‪ ،‬و ِع َّد ِة احلامل‬
‫اث ا َجل َّد ِة وال َع َص ِ‬ ‫فصل ُة لِ َ‬
‫ألحكا ِم‪ ،‬كمري ِ‬ ‫السنة‪ ،‬فهي املبيِّن ُة واملُ ِّ‬ ‫فاالعتما ُد فيه على ُّ‬
‫زوجها‪ ،‬وحنوِها‪.‬‬ ‫َّ‬
‫املتوف عنها ُ‬
‫‪‬‬ ‫والناظر فيما حفلت به كتب السنة يجده على ثالثة أقسام‪:‬‬
‫قسم مؤِّك ٌد ومؤيد ملا جاء به القرآن‪ ،‬دون أن يضيف إليه تفصي ً‬
‫ال أو بياناً‪ ،‬مثل األحاديث اليت‬ ‫‪ٌ -1‬‬
‫‪‬‬ ‫جاءت تدعو إىل بر الوالدين‪ ،‬وحتذر من عقوقهما‪ ،‬وتدعو إىل صلة الرحم‪ ،‬وحتذر من قطعها‪ ،‬وتدعو‬
‫إىل إكرام اجلار‪ ،‬وحتذر من إيذائه‪ ،‬فإهنا ليست أكثر من تقري ٍر وتأكي ٍد ملا جاء يف القرآن الكرمي‪،‬‬
‫وكذلك كثريٌ من أحاديث الرتغيب والرتهيب واملواعظ والقصص تدخل يف هذا القسم‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ختصيص َما َع َّم َم ُه أو تقيي ِد ما ْأطلَ َقه وحنو‬
‫ِ‬ ‫أجلَ ُه‪ ،‬أو‬
‫بتفصيل ما ْ َ‬
‫ِ‬ ‫مبي للقرآن الكرمي إما‬ ‫‪ -2‬قسم ِّ ٌ‬
‫مثل بيا ِن عد ِد الصلوات كل يوم ومواقيتِها‪ ،‬وعدد ركعتها وكيفية الصالة‪ ،‬وغري‬ ‫فتفصيل املُ ْج َم ُل ُ‬
‫ُ‬ ‫ذلك‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫(((‬
‫ذلك‪ ،‬مما يُعتَربُ بياناً لقوله تعاىل‪ :‬وأقيموا الصالةَ‪‬‬

‫‪‬‬ ‫‪58‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬سورة البقرة ‪:‬اآلية ‪ .43‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ومثل ذلك بيا ُن أنْ َصبَ ِة الزكاة وأمواهلا ومقادير الواجب فيها‪ ،‬ومىت جتب‪ ،‬وغري ذلك‪ ،‬بياناً لقوله تعاىل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬وآتوا الزكاة‪ ،((( ‬ومثل ذلك يقال يف الصيام واحلج واحلدود والبيع والرضاع وغريها‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫احلائض‬
‫ُ‬ ‫وقسم دل على حك ٍم سكت القرآن عنه‪ ،‬فلم َيـنْ ِف ِه‪ ،‬ومل يُثبتْ ُه‪ ،‬كحديث‪(( :‬تقضي‬ ‫ٌ‬ ‫‪ -3‬‬
‫‪‬‬
‫الصوَم ‪ ،‬وال تقضي الصالة))‪ ،‬وحترميِ اجلمع بني املرأة وعمتها أو خالتها‪ ،‬ومرياث َّ‬
‫اجلدة وال َع َصبَ ِة‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫كل ذي ٍ‬
‫ناب‬ ‫الشفع ِة‪ ،‬وأنَّه َيرُم من الرضاع ما َيرُم ِمن النسب‪ ،‬وحترمي َل ِم ا ُحل ُم ِر األهليَِّة‪ ،‬و ِّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وأحكام ُّ‬ ‫‪‬‬
‫الفضة على الرجال والنساء‪ ،‬وحترمي حلية‬ ‫الذهب و َّ‬
‫ِ‬ ‫من السباع‪ ،‬وكل ذي َْمل ٍ‬
‫َب من الطري‪ ،‬وحترمي أواين‬
‫‪‬‬ ‫الذهب واحلرير على الرجال خاصة‪ ،‬والنَّهي عن اختاذ القبور مساجد‪ ،‬ولَ ْع ِن الوامشة واملستومشة‪ ،‬والواصلة‬
‫واملستوصلة‪ ،‬والنَّامصة واملتنمصة‪ ،‬وغري ذلك مما وردت به األحاديث الكثرية يف العبادات واملعامالت‪،‬‬
‫‪‬‬
‫وهذا القسم الثالث ال يعارض ما جاء يف القرآن بوجه من الوجوه؛ ألن الرسول صلى اهلل عليه وسلم ال‬
‫‪‬‬ ‫ينطق‬ ‫ينطق عن هواه وميولِه الشخصية وإمنا كل ما ينطق به هو وحي من اهلل تعاىل‪ ،‬قال تعاىل‪ :‬وما ِ‬ ‫‪‬‬
‫وحى‪.((( ‬‬
‫وحي يُ َ‬
‫عن اهلوى ْإن هو إال ٌ‬
‫‪‬‬ ‫دعوى باطلة والرد عليها‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫بعض الناس الذين يُ ُّ‬
‫سمون‬ ‫يزعمه ُ‬‫بغد هذا البيان ملنزلة السنة النبوية يف اإلسالم‪ ،‬يتضح لنا أن ما ُ‬
‫عوى االستغنا ِء بالقرآ ِن الكرمي عن ُّ‬
‫السنة؛ ليُظهِروا للناس أهنم حمبون للقرآن‪،‬‬ ‫أنفسهم "بالقرآنيني" من َد َ‬
‫َ‬
‫‪‬‬
‫كن عظيم من أركانه‪،‬‬
‫ومعظمون له‪ ،‬وهم يف احلقيقة يهدفون إىل تدمري اإلسالم من الداخل‪ ،‬وحماربته يف ر ٍ‬
‫‪‬‬ ‫وهو السنَّة النبوية‪ ،‬بدعوى أن اهلل تعاىل أنزل القرآ َن‪ :‬تِبيَانًا لِ ُك ِّل َش ْي ٍء‪ ((( ‬فال حاج َة إىل شيء معه‪،‬‬
‫‪‬‬
‫زعم باط ٌل‪ ،‬ودعوى َمردودةٌ‪ ،‬خمالف ٌة للحقائق العلمية‪ ،‬ويردُّها القرآ ُن‬ ‫ضعيف كثريٌ‪ ،‬هو ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫وأن السنة فيها‬
‫‪‬‬ ‫بدليل اآليت‪:‬‬
‫نفسه؛ ِ‬ ‫الكرميُ ُ‬
‫‪‬‬
‫بي ملا أن َزلَه اهلل تعاىل‪ ،‬وكثري من اآليات ال‬
‫الرسول صلى اهلل عليه وسلم ُم ِّ ٌ‬ ‫َ‬ ‫أ‪ -‬مما بيَّنه القرآ ُن الكرمي َّأن‬
‫‪‬‬ ‫الكتاب إالَّ لتبني هلم‬
‫َ‬ ‫ميكن العمل هبا وتطبيقها إال بعد بيان السنة هلا‪ ،‬يقول سبحانه‪ :‬وما أنزلنا عليك‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪ :‬اآلية ‪ .43‬‬
‫‪ 2‬سورة النجم‪ ،‬اآلية‪ .3 ،2 :‬‬
‫‪ 3‬سورة النحل‪ .89 :‬‬

‫‪‬‬ ‫‪59‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫هدى ورمح ًة لقوٍم يؤمنون‪.((( ‬‬
‫الذي اختلفوا فيه ً‬
‫ب‪َّ -‬بي أن طاع َة الرسول صلى اهلل عليه وسلم واجب ٌة‪ ،‬ألهنا من طاعة اهلل تعاىل‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫األمة‪ ،‬كما بينا ذلك من قبل‪ ،‬روى الَبـْيـ َه ِق ُّي يف سننه‪ :‬أن رج ً‬
‫ال قال ملُ َط ِّرف‬ ‫ج ــ‪ -‬وتردُّها السنة وإمجاع َّ‬
‫طرف‪ :‬إنَّا واهلل ما نريد بالقرآن ً‬
‫بدل‪ ،‬ولكنَّا نريد َمن‬ ‫بن عبد اهلل‪ :‬ال حتدثونا إال مبا يف القرآن‪ ،‬فقال له ُم ِّ‬
‫‪‬‬ ‫أعلم بالقرآن ِمنَّا‪ ،‬يقصد َ‬
‫رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪.‬‬ ‫هو ُ‬
‫وقال علماء السلف‪ :‬إذا جاء الرجل بسنَّة‪ ،‬فقال‪ :‬د ْعنَا ِمن هذا‪ ،‬وأنْبِْئـنَا عن القرآن‪ ،‬فاعلم أنَّه ٌّ‬
‫ضال‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ْ‬
‫بأن اإلسال َم هو القرآن وحده ال يقول به مسلم‬ ‫االدعاء َّ‬
‫ُ‬
‫وخالص ُة القول‪ :‬إن إنكار حجية السنة و َ‬
‫أكثرها‬
‫دين اهلل وأحكا َم شريعته متام املعرفة‪ ،‬وهو يصادم الواقع‪ ،‬فإن أحكام الشريعة إمنا ثبت ُ‬ ‫يَعرف َ‬
‫‪‬‬ ‫بالسنة‪ ،‬وما يف القرآن من أحكام إمنا هي ُم َملٌَة وقواع ُد ُكليٌَّة يف الغالب‪ ،‬وإال فأين جند يف القرآن َّأن‬ ‫ُّ‬
‫الصلوات مخسة؟ وأين جند عدد ركعات الصالة؟ ومقادير الزكاة وتفاصيل شعائر احلج وسائر أحكام‬
‫‪‬‬

‫‪Q‬‬
‫املعامالت والعبادات؟‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 1‬سورة النحل‪ ،‬اآلية‪.64 :‬‬
‫‪‬‬ ‫‪60‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫س‪ /1‬هل تعترب السنة مصدراً من مصادر التشريع؟ بني ذلك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ /2‬اذكر بعض العبادات واملعامالت اليت وردت يف القرآن جمملة وقامت السنة ببياهنا‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫س‪ /3‬اذكر أقسام السنة بالنسبة لعالقتها بالقرآن الكرمي‪ ،‬ممث ً‬
‫ال لكل قسم من األقسام‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫س‪َ /4‬م ِن القرآنيون؟ وما دليل دعواهم املزعومة؟ ومب ترد عليهم؟‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ل‬ ‫إ‬ ‫ف‬ ‫ض‬ ‫أ‬
‫‪‬‬ ‫ى‬ ‫‪‬‬
‫معلوماتك‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫السنة ‪ ،‬وباطنه بالمراقبة هلل تعالى ‪ ،‬وأكل‬
‫• قال أحد الصالحين ‪ :‬من َع َمر ظاهره باتباع ُّ‬
‫‪‬‬ ‫الحالل ‪ ،‬وغض بصره عن الحرام ‪ ،‬وابتعد عن الشبهات لم تخطئ له فراسة ‪ ،‬وأجرى اهلل‬
‫الحكمة والصواب على قلبه ولسانه ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪61‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬



















 62
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵







 
 
 
 
 
  
 ‫العبادات‬ 
 
 
 
 
 
 63
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵




















 64
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫صالة الجماعة‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫حكمها‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫حكم صالة اجلماعة خيتلف حسب الصالة ال ُـمقا َمة فرضاً أو نفال‪ ،‬فهي إما أن تكون‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫شرط صحة‪ ،‬وذلك يف صالة اجلمعة‪ :‬فال تُقام صالة اجلمعة إالّ بوجود مجاعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫سنة مؤكدة‪ ،‬وذلك يف الصلوات اخلمس (الصبح‪ ،‬والظهر‪ ،‬والعصر‪ ،‬واملغرب‪ ،‬والعشاء)‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ِيح‪.‬‬ ‫االستِ ْس َقاء‪ ،‬والتـ َ‬
‫َّراو ِ‬ ‫مندوبة‪ ،‬وتكون يف صالة العيد‪ ،‬و ُ‬
‫الك ُس ِ‬
‫وف‪ ،‬و ْ‬
‫‪‬‬
‫مكروهة‪ ،‬يف صالة الَّنـ ْفل ال ُـم ْطلَق إذا كان يف مجاعة كثرية‪ ،‬ويف مكان مشهور كاملسجد‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫فض ُلها ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أجر عظيم ‪ ،‬فقد ورد يف فضلها أحاديث كثرية‪ .‬قال � ‪(( :‬صال ةٌ‬
‫لصالة اجلماعة فضل كبري و ٌ‬
‫أفضل من صالة ِّ‬
‫الفذ بسبع وعشرين درجة)) ((( وقوله أيضاً ‪(( :‬ما من ثالثة يف‬ ‫ُ‬ ‫اجلماعة‬
‫‪‬‬
‫قرية وال بَ ْد ٍو ال تقا ُم فيهم الصالة إال قد استحوذ عليهم الشيطان فعليكم باجلماعة فإمنا‬
‫‪‬‬ ‫الذئب من الغنم القاصية)) (((‪.‬‬
‫ُ‬ ‫يأكل‬ ‫‪‬‬
‫بماذا يحصل فضلها؟‬
‫‪‬‬ ‫ال حيصل فضل اجلماعة إال بإدراك ركعة كاملة بركوعها وسجدتيها‪ ،‬ويتم ذلك بوضع اليدين على‬ ‫‪‬‬
‫الركبتني قبل رفع اإلمام من الركوع‪ ،‬ولو مل يطمئن إال بعده؛ للحديث الذي رواه البيهقي‪(( :‬من أدرك‬
‫‪‬‬ ‫قيم اإلمام ُصلْبَ ُه )) (((‪.‬‬
‫ركعة من الصالة فقد أدركها قبل أن يُ َ‬ ‫‪‬‬
‫ ‬ ‫‪ 1‬متفق عليه أو رواه الشيخان في صحيحها في فضل الجماعة ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ 2‬رواه أبوداود يف سننه ‬


‫‪ 3‬رواه البهيقي يف السسنن الكربى ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪65‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ِمقْدا ُر الجماعة‪:‬‬
‫تنعقد اجلماعة بـُِم َص ٍّل واحد مع اإلمام‪ ،‬رجال كان أو امرأة‪ ،‬بشرط أن يكون بالغاً‪ ،‬خبالف الصىب‪:‬‬
‫فال تتحقق به اجلماعة‪ .‬قال رسول اهلل � ((إذا أيقظ الرجل أهله من الليل ‪ ،‬فصلَّيَا رأو‬
‫‪‬‬ ‫صلى ركعتني ُكتِبَا من الذاكرين اهلل كثرياً والذاكرات)) ((( وهذا ا ُحلكم عام إال يف صالة اجلمعة‪،‬‬
‫َّ‬
‫فال بد فيها من وجود اثين عشر رج ً‬
‫ال على األقل من غري اإلمام‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫إعادة الصالة في جماعة‪:‬‬ ‫(((‬

‫ب أن يعيد صالته مأموماً؛ لتحصيل‬‫ِص ٍِّ‬


‫ُنْ َدب ملن صلى وحده أو مل يُدرك ركعة كاملة مع اإلمام أو صلى ب َ‬
‫‪‬‬ ‫مكون ًة‬
‫فضل اجلماعة‪ ،‬ولو بالوقت الضروري للصالة‪ ،‬على أن تكون اجلماعة اليت يرغب أن يعيد معها َّ‬
‫من غريه‪ ،‬أي يوجد إمام ومأموم على األقل‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫وهذه اإلعادة مع اجلماعة يف غري صالة املغرب‪ ،‬ويف غري صالة العشاء اليت أوتر بعدها‪ .‬وذلك ملا يلزم‬
‫على إعادة صالة املغرب من صريورهتا زوجية وهى وتر‪ ،‬ومن الَّتـَنـ ُّفل بثالث ركعات وهو مكروه؛ ألن‬
‫‪‬‬ ‫ال ُـم َعا َدة يف حكم النفل‪ .‬أما صالة العشاء ملن أوتر بعدها فإنه يلزم من إعادهتا بعد الوتر خمالفة لقوله‬
‫� ((اجعلوا آخر صالتكم من الليل وتراً)) ‪ ، 2‬وقوله كذلك‪(( :‬ال وتران يف ليلة)) ((( ‪ ،‬وهلذا‬
‫‪:‬‬
‫فإن من َش َرَع يف اإلعادة ساهياً قطع صالته ما مل َيـ ْع ِق ْد ركعة‪ ،‬وإالّ َض ّم إليها ركعة أخرى وسلّم‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫المشي والخروج إليها‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫املشي إىل املسجد يف سكينة ووقار؛ ألن اإلنسان يف حكم املصلى من حني خروجه إىل املسجد‪،‬‬‫يندب ُ‬
‫وكوهنا يف املسجد األبعد الذي جيتمع فيه العدد الكثري أفضل؛ لقوله عليه الصالة والسالم‪(( :‬إذا أتيتم‬
‫الصالة فعليكم بالسكينة)) (((‪ ،‬وقوله أيضاً‪(( :‬إن أعظم الناس يف الصالة أجراً أبعدهم إليها‬
‫‪‬‬ ‫ممشى)) (((‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ 1‬رواه أبوداود في سننه‪ .‬‬

‫‪ 2‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪ 3‬رواه أمحد‬

‫‪‬‬ ‫ ‪.‬‬‫‪4‬رواه مسلم‬


‫‪5‬رواه البخاري ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪66‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫ ‬
‫ ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫كيفية وقوف المأموم مع إمامه‪:‬‬
‫يُستحب وقوف الواحد عن ميني اإلمام‪ ،‬صبياً أو رجالً‪ ،‬والرجالن فأكثر خلفه‪ ،‬وإن كانت معهم امرأة أو‬
‫‪‬‬
‫نسوة قامت خلف الرجال‪ .‬ومن صلّى بامرأة صلَّت خلفه‪ ،‬كما تصلى إذا كان مع اإلمام رجل واحد ‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫ففي مجيع احلاالت النساء يصلني خلف اإلمام والرجال‪ ،‬قال أنس رضي اهلل عنه‪(( :‬صليت أنا ويتيم‬ ‫‪‬‬
‫يف بيتنا خلف النيب � ‪ ،‬وأ ّمي «أم سليم» خلفنا)) (((‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫شروط اقتداء المأموم باإلمام‪:‬‬
‫‪‬‬
‫ويف اقتداء املأموم باإلمام يشرتط ما يلى‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬النية ‪ :‬وذلك بأن ينوي االقتداء به‪ ،‬أو املأمومية‪ ،‬أو الصالة يف مجاعة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪2.2‬المتابعة في اإلحرام والسالم‪ :‬فيفعلهما املأموم بعد فراغ اإلمام منهما‪ ،‬فلو أحرم أو سلم قبله‬
‫أو معه بطلت صالته‪ ،‬أما بقية الفروض من ركوع وسجود وقيام فالسبق غري مبطل‪ ،‬لكنه حرام‪،‬‬
‫‪‬‬
‫واملساواة فيها ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3.3‬المساواة في ذات الصالة‪ :‬كظهر خلف ظهر‪ ،‬فال يصح ظهر خلف عصر‪ .‬واملساواة يف صفتها‬
‫‪‬‬
‫كأداء خلف أداء‪ ،‬وقضاء خلف قضاء؛ فال يصح أداء خلف قضاء وال العكس‪ .‬واملساواة يف زمنها‬
‫‪‬‬ ‫كقضاء ظهر يوم اخلميس خلف قضاء ظهر اخلميس ذاته‪ ،‬فال يصح قضاء ظهر يوم األحد خلف‬ ‫‪‬‬
‫ظهر يوم االثنني‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫أما اإلمام فال تجب عليه نية اإلمامة إال في الصلوات اآلتية ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.1‬صالة الجمعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الج ْم ِع بين العشاءين (المغرب والعشاء) ليلة المطر مثال‪.‬‬
‫‪ .2‬صالة َ‬
‫‪‬‬ ‫‪.3‬صالة الخوف‪.‬‬
‫‪.4‬صالة االستخالف ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪67‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 1‬راوه البخاري ‪ .‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫شروط اإلمام‪:‬‬
‫يشرتط يف اإلمام ما يأيت ‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫ ‪ .1‬الذكورة‪ :‬فال تصح إمامة املرأة‪ ،‬ولو ملثلها‪ ،‬سواء أكانت الصالة فرضاً أم نفال‪.‬‬
‫ ‪ .2‬اإلسالم‪ :‬فال تصح إمامة الكافر وال صالته‪ ،‬وال صالة من صلى خلفه‪ .‬ويعيدون صالهتم أبداً‪.‬‬
‫ ‪ .3‬العقل‪ :‬فإمامة اجملنون املطبق والسكران ال تصح‪ ،‬وتصح إمامة اجملنون يف حالة إفاقته‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪ .4‬البلــوغ فــي الفــرض‪ :‬فــا تصــح إمامــة الصــى يف صــاة الفــرض للبالغــن‪ ،‬وتكــره يف النفــل‪ ،‬وتصــح‬
‫إمامتــه ملثلــه يف فــرض ونفــل‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪ .5‬القــدرة علــى أداء األركان‪ :‬مــن ركــوع وســجود وقيــام وحنــو ذلــك‪ ،‬فإمامــة العاجــز ال تصــح إال ملثلــه‬
‫يف صفــة العجــز‪ ،‬كأن يعج ـزا عــن الركــوع أو الســجود معــا‪.‬‬
‫ ‪ .6‬كونه غير مأموم‪ :‬فال تصح خلف املأموم إال إذا كان قد أدرك مع اإلمام أقل من ركعة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫العلم مبا ال تصح الصالة إال به من قراءة وشروط وأركان وحكم سهو‪.‬‬
‫ ‪ .7‬أن يكــون ُحـ ًاـر مقيم ـاً مســتوطنا‪(:‬وهذا الشــرط خــاص بصــاة اجلمعــة)؛ فــا تصــح اجلمعــة خلــف‬
‫‪‬‬ ‫عبــد‪ ،‬وال خلــف إمــام مســاف ٍر‪ ،‬وال خلــف مقيــم غــر مســتوطن؛ وهــو الــذي تكــون إقامتــه يف املــكان‬
‫غــر دائمــة‪ ،‬كمــن يشــتغل باحلقــول النفطيــة مثــا‪.‬‬
‫‪.8‬أن يكــون ُحـ ًاـر مقيم ـاً مســتوطنا‪( :‬وهــذا الشــرط خــاص بصــاة اجلمعــة)؛ فــا تصــح اجلمعــة خلــف‬
‫‪‬‬ ‫عبــد‪ ،‬وال خلــف إمــام مســاف ٍر‪ ،‬وال خلــف مقيــم غــر مســتوطن؛ وهــو الــذي تكــون إقامتــه يف املــكان‬
‫غــر دائمــة‪ ،‬كمــن يشــتغل باحلقــول النفطيــة مثــا‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ا‬ ‫ك‬‫ذ‬ ‫أ‬
‫ر‪‬‬
‫دعاء الكرب‬
‫‪‬‬ ‫( ال إله إال اهلل العظيم الحليم ‪ ،‬ال إله إال اهلل رب العرش العظيم ‪ ،‬ال إله إال اهلل رب‬
‫السموات ورب العرش الكريم )‬
‫‪‬‬ ‫‪68‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ س‪ِّ /1‬بي حكم أداء الصلوات اآلتية مجاعة‪:‬‬
‫‪‬‬
‫الظهر‪ -‬اجلمعة‪ -‬العيد‪ -‬ركعيت نفل أمام الناس‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫بيي فضل صالة اجلماعة‪.‬‬ ‫ س‪ /2‬هات حديثاً ِّ‬
‫‪‬‬
‫ س‪ /3‬هــل يتحصــل مــن صلــى وحيــداً خلــف إمــام علــى فضــل اجلماعــة؟ وهــل يأخــذ احلكــم‬
‫‪‬‬ ‫ذاتــه لــوكان املأمــوم صبيــا؟ أو كانــت الصــاة مجعــة‪.‬‬
‫ س‪ /4‬مىت ُتنع إعادة صالة اجلماعة؟‬
‫‪‬‬
‫ س‪ /5‬أيــن يقــف املأمــوم مــن اإلمــام إذا كان(امـرأة واحــدة‪ -‬رجــان‪ -‬امـرأة مــع رجــال‪ -‬رجــال‬
‫‪‬‬ ‫وحدهــم)‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ س‪ /6‬اذكر شروط اقتداء املأموم باإلمام‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ س‪ /7‬مــا حكــم الصــاة إذا مل ينــو اإلمــام نيــة اإلمامــة‪ ،‬وكانــت الصــاة‪ :‬صــاة عشــاء‪ -‬مجعــة‪-‬‬
‫مجعـاً بــن املغــرب والعشــاء‪ -‬صــاة خـ ٍ‬
‫ـوف‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ س‪ /8‬ما حكم إمامة اإلمام إذا كان ‪ :‬صبيا بالغا عاقال مســلما‪ -‬جمنونا كافرا‪ -‬مشــلوالً شــلال‬
‫تامــا‪ -‬كان قــد صلــى ركعــة كاملــة خلــف إمــام قبلــه‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪69‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫صالة اخلوف‬
‫‪‬‬ ‫حكمهــا‪ :‬صــاة اخلــوف ســنة يف قتـ ٍ‬
‫ـال مــأذون فيــه شــرعاً‪ ،‬سـواء أكان واجبـاً كقتــال احملاربــن البغــاة‪ ،‬أم‬
‫‪‬‬ ‫مباحـاًكقتــال ُمعتَـ ٍـد علــى مــال غــره مــن املســلمني‪ ،‬وال تكــون إال يف الصلـوات اخلمــس ويف صــاة اجلمعــة‪.‬‬
‫احلكمــة مــن مشــروعيتها‪ :‬احملافظــة علــى أداء الصــاة يف مجاعــة‪.‬‬
‫دليل مشروعيتها‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫قوله ‪ -‬تعاىل ‪:-‬‬

‫‪‬‬ ‫﴿‬

‫‪‬‬ ‫﴾(((‪.‬‬
‫وقد صالها النيب ‪ ‬يف غزوات النخيل‪ ،‬وذات الرقاع ‪ ،‬وعسفان‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫كيفيتها ‪:‬‬
‫ أ‪ .‬يف صــاة الســفر والصبــح يقســم اإلمــام اجليــش طائفتــن‪ ،‬ويعلمهــم كيفيتهــا وجوبـاً إن جهلـوا‪ ،‬وندبـاً‬
‫‪‬‬ ‫إن كان ـوا عاملــن حــى ال يقــع خلــل يف أدائهــا‪.‬‬
‫فطائفــة تقــف جتــاه العــدو للدفــاع واملراقبــة‪ ،‬وتأتــى الطائفــة الثانيــة وتصطــف وراء اإلمــام‪ ،‬فيصلــى هبــم‬
‫الركعــة األوىل‪ ،‬مث يقــف ويثبــت قائمـاً إمــا داعيـاً بالنصــر والفــرج أو ســاكتاً‪ ،‬أو قارئـاً للفاحتــة والســورة‬
‫‪‬‬ ‫حــى تتــم الطائفــة األوىل صالهتــا أفــذاذاً وتســلم وتتجــه حنــو العــدو‪ ،‬مث تأتــى الطائفــة الثانيــة‪ ،‬فتُ ْحــرم‪،‬‬
‫فيصلــى هبــا الركعــة الثانيــة‪ ،‬فــإذا سـلّم قامـوا لقضــاء مــا فاهتــم مــن الركعــة األوىل أفــذاذاً‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ ب‪ .‬ويف الصــاة الرباعيــة واملغــرب ‪ :‬حينمــا يكــون القتــال يف احلضــر‪ ،‬وال قصــر للصــاة فيــه‪ ،‬فيصلــى‬
‫بالطائفــة األوىل ركعتــن‪ ،‬مث يقــوم داعي ـاً بالنصــر وقهــر األعــداء أو ســاكتاً ال غــر‪ ،‬حــى تُتــم الطائفــة‬
‫األوىل صالهتــا أفــذاذاً‪ ،‬وتســلم وتنصــرف جتــاه العــدو للدفــاع واملراقبــة‪ ،‬فتــأيت الطائفــة الثانيــة فُ ِ‬
‫تحــرم‬
‫‪‬‬ ‫خلــف اإلمــام فيصلــى هبــا مــا بقــي مــن الصــاة‪ ،‬وهــي ركعــة يف املغــرب وركعتــان يف الصــاة الرباعيــة‪،‬‬

‫‪‬‬ ‫‪70‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬سورة النساء‪ ،‬اآلية ‪ 101‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫الظهــر والعصــر والعشــاء‪ ،‬فــإذا ســلم اإلمــام قامـوا لقضــاء مــا فاهتــم بفاحتــة وســورة جهـرا يف اجلهريــة وسـرا‬
‫يف الس ـرية‪.‬‬
‫وىف احلالتــن الســابقتني إذا ســها اإلمــام مــع الطائفــة األوىل ســجدت بعــد إمتامهــا لصالهتــا‪ :‬القبلــي قبــل‬
‫‪‬‬ ‫الســام‪ ،‬والبعــدي بعــد الســام‪ .‬وســجدت الطائفــة الثانيــة‪ :‬القبلــي مــع اإلمــام والبعــدي بعــد قضــاء مــا‬
‫فاهتــا مــن الركعــة أو الركعتــن‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ج ‪ .‬وحينمــا يشــتد القتــال وال ميكــن أن يرتكــه بعضهــم صلـوا فـرادى آخــر الوقــت املختــار بركــوع وســجود‬
‫‪‬‬ ‫إن أمكــن‪ ،‬وإال فباإلميــاء خبفــض للســجود أكثــر مــن الركــوع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫د‪ .‬وجــاز هلــم عنــد االلتحــام بالعــدو يف الصــاة‪ :‬املشــي والركــض واهلرولــة واجلــري وضــرب العــدو والطعــن‬
‫‪‬‬ ‫والــكالم وعــدم التوجــه للقبلــة‪ ،‬وإمســاك الســاح امللطــخ بالــدم‪ .‬وإذا حصــل األمــان وقــت صــاة‬
‫االلتحــام أمتوهــا بركــوع وســجود‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪71‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬ما حكم صالة اخلوف؟ ويف أي قتال جتوز صالة اخلوف؟‬
‫‪2.2‬ما احلكمة من مشروعيتها؟ وما دليلها؟‬
‫‪‬‬ ‫‪ِّ 3.3‬بي كيف تؤدى الصالة الثنائية يف حال اخلوف؟ وكيف تؤدى الصالة غري الثنائية؟‬

‫‪4.4‬إذا التحم اجليش مع العدو كيف تؤدى الصلوات؟‬


‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أذكار‬
‫الدعاء لمن صنع إليك معروفاً‬
‫‪‬‬
‫( َج َز َ‬
‫اك اهلل خيراً )‬
‫‪‬‬ ‫‪72‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫صالة المريض‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫فرض اهلل الصالة‪ ،‬وأمر بأدائها حسب استطاعة املصلى‪ ،‬وهي ال تسقط عن املريض وغريه‪ ،‬إال إذا غاب‬
‫ـباب متنــع املريــض‬
‫‪‬‬
‫وجـ ُـد أسـ ٌ‬ ‫عنــه عقلــه‪ ،‬ولكــن الصــاة مبــا فيهــا مــن ركــوع وســجود وجلــوس وقيــام قــد تُ َ‬
‫‪‬‬ ‫مــن أدائهــا علــى هيئتهــا املطلوبــة‪ ،‬فــكان مــن مساحــة الـ ـ ـ ــدين ويس ـ ـ ـ ـ ــره أن أبــاح للـ ـ ـ ـ ــمريض أن يت ـ ـ ــرك‬ ‫‪‬‬
‫بع ـ ــض واجباهتـ ـ ـ ــا ‪ ،‬ويصليـ ــها طبق ـ ـ ـ ـاً مل ـ ـ ــا تقتضي ـ ـ ــه حالت ـ ـ ــه الصحيـ ـ ـ ــة﴿‬
‫﴾((( ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫وهــذه األســباب كثــرة منهــا‪ :‬عجـ ٌـز حلــق بــه‪ ،‬أو مشــقة فادحــة ال يســتطيع معهــا القيــام أو اجللــوس ‪ ،‬أو‬
‫خوفــه مــن أدائهــا قائمـاً حــدوث مــرض أو زيادتــه أو تأخــر برئــه ‪ ،‬أو خــروج حــدث منــه كريــح مثــا ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫كيف يؤدي المريض الصالة ؟‬
‫(أ) صالة المستند ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫يتيمــم إن عجــز عــن الوضــوء يســتند ندبـاً إن عجــز عــن القيــام اســتقالال علــى‬
‫بعــد أن يتوضــأ املريــض أو ّ‬
‫حائــط مثــا ‪ ،‬أو َحْبــل يعلــق يف الســقف وميســك بــه يف قيامــه أو علــى شــخص غــر حائــض أو جنــب‬
‫‪‬‬
‫‪ ،‬ويتمــم بقيــة الصــاة علــى وجههــا املطلــوب ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫(ب) صالة الجالس ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إذا تعــذر عليــه القيــام مســتنداً صلــى وجوبـاً جالسـاً مســتقالً إن قــدر‪ ،‬وإال فمســتنداً ويرتبــع ندبـاً يف احلالــة‬
‫‪‬‬ ‫الــي جيــب القيــام فيهــا للصــاة ال يف حالــة اجللــوس بــن الســجدتني والتشــهد ‪ ،‬وعنــد الركــوع يومـ ًـي‬
‫برأســه مث يســجد إن اســتطاع‪ ،‬وإال فيخفــض رأســه للســجود أكثــر مــن الركــوع ‪ .‬وهكــذا حــى ينتهــي‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫مــن الصــاة ‪.‬‬
‫(ج) صالة المضطجع ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫إذا مل يقــدر املريــض علــى اجللــوس حبالتــه ينــدب لــه أن يصلــي إميــاء علــى شــقه األميــن مث األيســر‪ ،‬مث علــى‬
‫‪‬‬ ‫أســه للقبلــة‪.‬‬
‫ظهــره‪ ،‬ورجــاه إىل القبلــة‪ ،‬مث إذا مل يقــدر علــى ظهــره يصلــى مضطجعـاً علــى بطنــه ور ُ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪73‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪ .285‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫والرتتيــب بــن الظهــر والبطــن واجــب‪ ،‬وهلــذا تبطــل صــاة مــن قــدَّم البطــن علــى الظهــر‪ .‬أمــا الرتتيــب بــن‬
‫‪‬‬ ‫الظهــر والشــق األميــن أو األيســر فهــو منــدوب‪ ،‬وال تبطــل الصــاة بتقــدمي الظهــر علــى أحــد الشــقني‬
‫‪ :‬األميــن واأليســر‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫(د) صالة القادر على القيام فقط ‪:‬‬
‫صالتــه تكــون باإلميــاء للركــوع والســجود‪ ,‬وهــو قائــم‪ .‬أمــا مــن كان قــادراً علــى القيــام مــع اجللــوس دون‬
‫‪‬‬ ‫الركــوع والســجود فيصلــي وجوبـاً باإلميــاء للركــوع مــن القيــام وللســجود مــن اجللــوس‪ .‬ويف مجيــع إميائــه‬
‫للســجود جيــب عليــه رفــع عمامتــه عــن جبهتــه‪ ،‬حبيــث لــو ســجد ألمكــن وضــع جبهتــه علــى األرض‪.‬‬
‫وللقــادر علــى أداء مجيــع أركان الصــاة إال أنــه إذا ركــع وســجد ورفــع منهــا ال يقــدر علــي القيــام بعــد‬
‫‪‬‬ ‫ذلــك ‪ ،‬صلــى الركعــة األوىل مــن قيــام ومتــم بقيــة صالتــه مــن اجللــوس‪.‬‬
‫(هـ) صالة العاجز عن جميع األركان‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫صالتــه حينئــذ بالنيــة؛ بــأن ينــوي الدخــول يف الصــاة‪ ،‬ويســتحضرها ويــأيت بالســام إن قــدر عليــه‪ ,‬وال‬
‫يؤخــر الصــاة عــن وقتهــا‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪74‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ .1‬مىت تسقط الصالة عن املسلم؟ وهل جيب عليه أن يؤديها بركوعها وسجودها يف مجيع‬
‫أحواله؟‬
‫‪‬‬
‫‪.2‬بي كيفية أداء الصالة للمرضى اآلتية أحواهلم‪:‬‬
‫ِّ‬
‫‪‬‬ ‫أ‪ .‬مريض ال يستطيع القيام استقالالً‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ب‪ .‬مريض ال يستطيع القيام مطلقاً وله قدرة على الركوع والسجود‪.‬‬
‫ج‪ .‬مريض عاجز عن القيام والركوع والسجود‪.‬‬
‫‪‬‬
‫د‪ .‬مريض عاجز عن القيام واجللوس كذلك ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ه ‪ .‬مريض ال قدرة له إال على االضطجاع على أحد جنبيه‪.‬‬
‫و‪ .‬مريض ملقى على ظهره وال يستطيع احلركة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ز‪ .‬مريض قادر على القيام أو النوم على الظهر‪.‬‬
‫ح‪ .‬مريــض قــادر علــى أداء فرائــض الصــاة ولكنــه ال يســتطيع النهــوض مــن األرض إن جلــس‬
‫‪‬‬
‫أو ســجد‬
‫‪‬‬ ‫خ ‪ .‬مشلول شلال كامال‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أضف إلى معلوماتك‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أول ذنب عصي اهلل به في السماء هو الحسد (يوم حسد إبليس آدم) وهو أيضاً‬
‫أول ذنب عصي اهلل به في األرض (يوم حسد ابن آدم أخاه فقتله)‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪75‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫سجود التالوة‬
‫‪‬‬
‫حكمه‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫ســجود التــاوة ســنة مؤكــدة يف حــق القــارئ للقــرآن‪ ،‬ويف حــق املســتمع لــه‪ ،‬بالشــروط اآلتيــة‪ .‬وكيفيتــه أن‬
‫يســجد كل منهمــا ســجدة هلل ســبحانه عنــد مواضــع حمــددة مــن القــرآن‪ ،‬وشــروط ســجود املســتمع هــي‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬أن يكون قاصداً االستماع أو جلس ليتعلم من القارئ ‪.‬‬
‫‪2.2‬أن يصلح القارئ لإلمامة ‪.‬‬
‫‪3.3‬أن جتتمع فيهما شروط الصالة‪ ،‬وإال سجد املتطهر فقط‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪4.4‬أال جيلس القارئ ليسمع الناس حسن صوته ‪.‬‬
‫ويشرتط لسجود التالوة ما يشرتط للصالة من طهارة وسرت للعورة واستقبال للقبلة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫وهــو مشــروع بقولــه عليــه الصــاة والســام‪":‬إذا ق ـرأ ابــن آدم الســجدة اعتــزل الشــيطان يبكــي يقــول‪ :‬يــا‬
‫ويلــه‪ ،‬أُمــر بالســجود فســجد فلــه اجلنــة ‪ ،‬وأ ُِمــرت بالســجود فعصيــت فلــي النــار"((( ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫صفتها‪:‬‬
‫هــي ســجدة واحــدة بــا تكبــرة إحـرام وال ســام‪ .‬بــل ي ّكــر للهــوي هلــا والرفــع منهــا اســتناناً‪ ،‬والقائــم يهــوي‬
‫مــن قيــام‪ ،‬وال جيلــس ليــأيت هبــا مــن جلــوس والراكــب علــى حيـوان أو ســيارة ينــزل ويســجدها علــى األرض‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫إال إذا كان مســافراً‪ ،‬فيومــئ هلــا اجتــاه ســفره‪ ،‬وتكـَّـرر الســجدة كلمــا تكــررت اآليــات املوجــودة هبــا إال مــن‬
‫معلِّـ ٍم ومتعلِّــم‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ومواضعها من القرآن الكريم هي‪:‬‬
‫﴿ويسبحونه وله يسجدون﴾ من سورة األعراف آية (‪. )206‬‬
‫‪‬‬ ‫﴿واآلصال﴾ من سورة الرعد آية (‪.)15‬‬
‫﴿يفعلون ما يؤمرون﴾ من سورة النحل آية (‪.)50‬‬
‫‪‬‬ ‫﴿خشوعا﴾ من سورة اإلسراء آية (‪.)109‬‬

‫‪‬‬ ‫‪76‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫مسلم)‬
‫‪ ( 1‬رواه ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫﴿وبكيا﴾ من سورة مرمي آية (‪.)58‬‬
‫﴿إن اهلل يفعل ما يشاء﴾ من سورة احلج آية (‪.)77‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫﴿ وزادهم نفوراً ﴾ من سورة الفرقان آية (‪.)60‬‬
‫﴿ رب العرش العظيم ﴾ من سورة النمل آية (‪. )26‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫﴿ وهم ال يستكربون ﴾ من سورة السجدة آية (‪. )15‬‬ ‫‪‬‬
‫﴿ وخر راكعا وأناب ﴾ من سورة ص آية (‪. )24‬‬
‫‪‬‬ ‫﴿ إن كنتم إياه تعبدون ﴾ من سورة فصلت آية (‪. )37‬‬ ‫‪‬‬
‫ويســتحب لإلمــام أن جيهــر باآليــة حمــل الســجود‪ ،‬إذا كان يف صــاة سـرية؛ ليســمع املأمومــون ويســجدوا‬
‫‪‬‬ ‫معــه حــى ولــو مل يُســمعهم الق ـراءة وصحــت صالهتــم إن مل يتبعــوه‪ .‬وتُســتحب ق ـراءة شــيء مــن القــرآن‬
‫بعــد أدائهــا وقبــل الركــوع للركعــة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ويكــره تعمــد قـراءة آيــة الســجود بفريضــة للفــذ واإلمــام‪ ،‬ويســجد هلــا قارئهــا‪ ،‬كمــا يُكــره تــرك الســجود ملــن‬
‫‪‬‬ ‫حتصــل علــى شــروطها وقــت جـواز النافلــة‪ ،‬ويُكــره االقتصــار علــى قـراءة اآليــة للســجود‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪77‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬

‫‪‬‬ ‫سن يف حق السامع لقار ٍئ؟‬


‫‪1.1‬ما حكم سجود التالوة؟ ومىت يُ ُّ‬
‫‪2.2‬من ليس على وضوء هل يُسن يف حقه السجود للتالوة؟ أو ليس ساتراً للعورة؟‬
‫‪‬‬ ‫‪3.3‬مىت جيوز سجود التالوة إىل غري القبلة؟‬
‫‪4.4‬صف لنا كيفية سجود التالوة؟‬
‫‪‬‬ ‫‪5.5‬ماذا يفعل اإلمام إذا وصل إىل آية سجدة يف صالة سرية؟‬
‫‪6.6‬ما األفضل ملن قام من سجدة تالوة يف الصالة؟‬
‫‪‬‬ ‫‪7.7‬هــل لإلمــام أن يتعمــد ق ـراءة آيــة فيهــا ســجدة يف صــاة الفريضــة؟ وهــل للمأمــوم أن يــرك‬
‫الســجود معــه؟‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ضف إلى‬
‫أ‬

‫‪‬‬ ‫معلوماتك‬

‫‪‬‬ ‫النبي الذي لقب بخليل اهلل هو سيدنا إبراهيم – عليه السالم ‪. -‬‬

‫‪‬‬ ‫‪78‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫قضاء الصالة‬ ‫‪‬‬
‫صلِّ َهــا إ َذا ذَ َكَرهــا‪َ ،‬ل َك َّفــارَة هلــا َّإل‬ ‫ِ‬
‫صـ َـا ًة فـَْليُ َ‬
‫((مـ ْـن نَسـ َـي َ‬
‫عــن أنــس رضــي اهلل عنــه أن النــي ‪((( ‬قــال‪َ :‬‬
‫‪‬‬ ‫الصـ َـا َة لِ ِذ ْكـ ِري﴾ ‪.‬‬ ‫﴿وأَقِـ ِـم َّ‬‫ذلــك ))‪َ ،‬‬
‫‪‬‬
‫الصـ َـا ِة‬ ‫وقــال‪(( :‬لَيــس ِف النَّـ ِ‬
‫ـت َّ‬ ‫الصـ َـا َة َحـ َّـى َِيــيءَ َوقـ ُ‬ ‫صـ ِّـل َّ‬ ‫ط َعلَــى َمــن َل يُ َ‬ ‫ط‪ ،‬إَِّنـَـا التَّف ِري ـ ُ‬
‫ـوم تَف ِري ـ ٌ‬ ‫َ‬
‫‪‬‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫(((‪.‬‬
‫ُخـ َـرى))‬
‫األ ْ‬ ‫‪‬‬
‫ـب يف‬ ‫صلـ َـوات َحـ َّـى َذ َهـ َ‬‫ـوم اخلَنـ َـدق َعــن أربَـ ِع َ‬ ‫ـي ‪ ‬يـ َ‬ ‫أن املُ ْشـ ِركني َشــغَلُوا النـ َّ‬ ‫وعــن عبــد اهلل بــن مســعود َّ‬
‫‪‬‬ ‫صلَّــى‬ ‫صلَّــى َ‬
‫العصـ َـر‪ُ ،‬ثَّ أَقـ َ‬
‫ـام فَ َ‬ ‫ـام فَ َ‬ ‫صلَّــى الظُّهـ َـر‪ُ ،‬ثَّ أَقَـ َ‬ ‫اللَّيـ ِـل َمــا يَشــاءُ اهللُ‪ ،‬فَأ ََمــر بِــاالً فَــأذَّ َن‪ُ ،‬ثَّ أَقَـ َ‬
‫ـام‪ ،‬فَ َ‬
‫ـام فَصلَّــى العِشــاءَ»‪.‬‬ ‫ب‪ُ ،‬ثَّ أقـ َ‬ ‫املَغـ ِر َ‬
‫‪‬‬
‫وقال ‪(( : ‬إذا أصبح أح ُد ُكم َومل يُوتِْر فـَْليُوتِْر)) (((‪ ،‬ويف هذا دليل يؤيد ما ذهب إليه مجهور الفقهاء‬
‫‪‬‬ ‫أن مــن فاتــه وقــت أو أكثــر مــن أوقــات الصــاة يتعــن عليــه قضــاؤه‪ ،‬سـواء أكان مفرطــا عامــدا‪ ،‬أم كان‬ ‫‪‬‬
‫معــذوراً لنســيان أو نــوم أو التحــام يف معركــة أو مــا إىل ذلــك‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫وقضــاء الصــاة يكــون بنفــس الكيفيــة الــي كانــت عليهــا الصــاة الفائتــة‪ ،‬فالسـرية تُقضــى سـرية‪ ،‬واجلهريــة‬
‫تقضــى جهريــة‪ ،‬واحلضريــة تقضــى حضريــة‪ ،‬والســفرية تقضــى ســفرية‪ ،‬وهكــذا‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ويؤخــذ مــن النصــوص املتقدمــة أن قضــاء الفائتــة يتعــن علــى الناســي أو ال ـ ُـم َفِّر ِط أو غــره ُ‬
‫أداؤهــا مــى‬
‫ذكرهــا علــى الفــور‪ ،‬ويف أي وقــت مــن الليــل والنهــار‪ ،‬وحتــرم عليــه صــاة التطــوع أو النفــل حــى يقضــي‬
‫‪‬‬
‫مــا عليــه مــن الفوائــت‪ ،‬عــدا نافلــة الفجــر والشــفع والوتــر وحتيــة املســجد وصــاة العيديــن واخلســوف‬
‫‪‬‬ ‫والكســوف‪ ،‬فيجــوز للمكلــف أداؤهــا مــع الفوائــت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫واملفرط آمث باتفاق العلماء‪ ،‬وتلزمه التوبة مع قضاء ما فاته‪ ،‬يقول تعاىل‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫﴿‬ ‫‪‬‬
‫﴾ (((‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ 1‬سورة طه األية ‪ 14‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 2‬رواه البيهقي‬
‫‪‬‬ ‫‪79‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 3‬رواه ‬
‫الرتمذي ‬
‫سورة مرمي‪ ،‬اآليتان ‪.59-58‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ترتيب الفوائت في نفسها‪:‬‬
‫جيــب وجوبــا شــرطا مــع التذكــر ترتيــب احلاضرتــن‪ ،‬ومهــا الظه ـران والعشــاءان‪ ،‬بــأن يصلــى الظهــر قبــل‬
‫‪‬‬ ‫العصــر‪ ،‬واملغــرب قبــل العصــر‪ ،‬واملغــرب قبــل العشــاء‪ ،‬فــإن خالــف الرتتيــب بطلــت َّ‬
‫املقدمــة منهمــا علــى‬
‫حملهــا ‪.‬‬
‫وتقــدم الفوائــت اليســرة وجوبًــا غــر شــرط علــى الصــاة احلاضــرة‪ ،‬ولــو خــاف خــروج وقــت احلاضــرة‪ ،‬مــا‬
‫‪‬‬ ‫مل تــزد الفوائــت علــى مخــس صلـوات‪ ،‬فــإن زادت عليهــا تُقــدَّم احلاضــرة‪.‬‬
‫ومــن عليــه فوائــت ال يعــرف عددهــا‪ ،‬جيــب عليــه أن يقضــي حــى يغلــب علــى ظنــه بـراءةُ ذمتــه‪ ،‬وال يكفــي‬
‫‪‬‬ ‫قضــاء فوائــت يــوم مــع يــوم حاضــر‪ ،‬وقيــل‪ :‬يكفــي يومــان مــع يــوم‪ ،‬وهــذا بالنســبة للخــاص مــن إمث التأخــر‪،‬‬
‫أمــا بـراءة الذمــة فحاصلــة علــى حــال‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫وتسقط الصالة عن املرأة احلائض والنفساء يف أيام احليض والنفاس‪ ،‬فليس عليهما قضاء فوائت‪.‬‬
‫ومــن دخــل يف الصــاة احلاضــرة ناســيا الفائتــة اليســرة فــا خيلــو حالــه‪ :‬إمــا أن يذكــر الفائتــة قبــل عقــد ركعــة‬
‫مــن القائمــة أم ال‪ ،‬فــإن ذكرهــا قبــل عقــد ركعــة بســجدتيها فيهــا قطــع الصــاة وجوبــا‪ ،‬إن كان فــذاً ‪،‬أمــا‬
‫‪‬‬ ‫املأمــوم فــا يقطــع إال إذا قطــع اإلمــام‪ ،‬ويعيدهــا ندبــا يف الوقــت فقــط‪.‬‬
‫أمــا إذا ذكــر الفائتــة بعــد عقــد ركعــة بســجدتيها‪ ،‬فإنــه يضــم إليهــا ركعــة أخــرى بســجدتيها‪ ،‬ويســلم وتصــر‬
‫‪‬‬ ‫صالتــه نفــا‪ ،‬فــإن ذكرهــا بعــد ركعتــن يف مغــرب أو بعــد ثالثــة يف رباعيــة فإنــه ال يقطــع‪ ،‬بــل يتــم وتصــح‬
‫احلاضــرة مث يقضــى الفائتــة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪80‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1.1‬هات نصوصا من القرآن أو السنة تدل على وجوب قضاء الفوائت‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ِّ 2.2‬بي كيفية قضاء الصالة‪ :‬احلضرية‪ ،‬والسفرية‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪3.3‬هل على املفرط يف قضاء الصلوات إمث؟ وماذا يُطلَب منه فعله؟‬
‫‪‬‬ ‫‪4.4‬ما الصلوات املطلوب الرتتيب فيما بينها؟ وملاذا؟‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أذكر‬ ‫‪‬‬
‫اهلل‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الدعاء ملن صنع إليك معروفاً‬ ‫‪‬‬
‫" َجَز َاك اهلل خرياً "‬
‫‪‬‬ ‫‪81‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ما يُف َعل بالميت‬
‫‪‬‬
‫فعــل بامليــت مخســة أشــياء‪ ،‬حكــم كل منهــا فــرض كفايــة‪ ،‬وهــي‪ :‬الغُســل‪ ،‬وال َكفــن‪ ،‬والصــاة عليــه‪ ،‬ومحلــه‬
‫يُ َ‬
‫‪‬‬ ‫إىل القــر‪ ،‬ودفنــه‪.‬‬

‫أو ًال‪ -‬تغسيل الميت المسلم‪:‬‬


‫‪‬‬ ‫ِ‬
‫غســل‪َ :‬مــن ُولــد واســتقرت حياتــه بعــد والدتــه ولــو حلظــة‪ ،‬حبيــث اسـ َّ‬
‫ـتهل صارخـاً‪ ،‬أو قامــت‬ ‫مــن الــذي يُ َّ‬
‫بــه أمــارة تــدل علــى حياتــه‪ ،‬بشــرط أال يكــون شــهيد حــرب شــرعية‪ ،‬وأال يُف َقـ َـد ثلثــا جســده‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫واجبــات الغُســل‪ :‬جيــب علــى الغاســل ســر عــورة امليــت‪ ،‬وعــورة الذكــر مــع الذكــر مــن سـرته إىل ركبتــه‪،‬‬
‫وكذلــك األنثــى مــع األنثــى‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫وأما عورة الذكر مع حمرمه األنثى فجميع بدنه‪ ،‬وكذلك األنثى مع حمرمها من الرجال‪.‬‬
‫وعند فقد احملرم تيمم املرأة امليت األجنيب عنها إىل مرفقيه‪ ،‬وييممها إىل كوعيها‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ويكــون الغســل مبــاء مطلــق‪ ،‬كالغُســل مــن اجلنابــة واحليــض متامــا إال أنــه يُســتحب فيــه تكـرار تعميــم اجلســد‬
‫ـك امليــت‪ ،‬إن خــاف َمــن يغســله ِمــن‬‫باملــاء‪ ،‬وأمــا غســل اجلنابــة وغريهــا فــا يُطلَــب ذلــك‪ ،‬ويســقط دلـ ُ‬
‫تسـلُّخ جلــده‪ ،‬أو إن كثــر عــدد املوتــى حبيــث يصعــب دلكهــم مجيعـاً‪ ،‬خوفـاً مــن تغــر حالتهــم‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫وإن فُِقد املاء الصاحل للتغسيل أو خيف من تقطع جسد امليت أو تسلخه ُيِّم بدل الغُ ِ‬
‫سل‪.‬‬
‫ويُســتحب وضــع امليــت علــى مــكان مرتفــع عنــد الغســل‪ ،‬ويُســتحب أن يكــون الغســل وت ـراً‪ ،‬وأن تُعصــر‬
‫‪‬‬ ‫بطنــه برفــق؛ إلخـراج مــا يف بطنــه مــن النجاســة‪ ،‬واإلكثــار مــن صــب املــاء عنــد غســل خمرجيــه‪ ،‬وأن يُســتعمل‬
‫الصابــون أو مــا يشــبهه يف الغســلة األوىل‪ ،‬وجيــب لــف خرقــة كثيفــة علــى الكــف أو لبــس قفــاز كثيــف عنــد‬
‫‪‬‬ ‫ضمــت معــه‬ ‫ِ‬
‫غســل العــورة‪.‬‬
‫ويكــره حلــق رأس امليــت إن كان رجـاً وحيــرم يف حــق األنثــى‪ ،‬ويكــره قلــم أظافــره‪ ،‬فــإن فُعــل ُ‬
‫يف الكفــن‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ويُكــره تغســيل مــن فُِقــد أكثــر مــن ثلثــه‪ ،‬وكذلــك تُكــره الصــاة عليــه‪ ،‬ويُكــره تغســيل مــن مل يســتهل صارخـاً‬
‫ولــو حتــرك أو بــال‪ ،‬أو عطــس إن مل تتحقــق حياتــه‪ ،‬كمــا تُكــره الصــاة عليــه‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪82‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الواجب من الكفن ما يسرت مجيع جسد امليت على أي ٍ‬
‫وجه كان‪ ،‬وما زاد فمندوب‪.‬‬
‫ثانياً‪ -‬التكفين‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ويعــل للذكــر‬ ‫بخــر أو يُطيَّــب‪ُ ،‬‬
‫ويُســتحب البيــاض يف الكفــن‪ ،‬وأن يكــون مــن كتــان أو قطــن‪ ،‬وأن يُ َّ‬
‫مخســة قطــع‪ :‬لفافتــان‪ ،‬وقميــص‪ ،‬وإزار وعمامــة‪ .‬وللمـرأة مثــل ذلــك ولكــن بزيــادة لفافتــن أخريــن زيــاد ًة‬
‫‪‬‬
‫يف الســر‪ ،‬وبــدل العمامــة ُيعــل للمـرأة مخــار يُلــف علــى رأســها ووجههــا‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ثالثاً‪-‬الصالة‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وقتهــا‪ :‬يُصلَّــى علــى امليــت يف كل وقــت مــن ليــل أو هنــار‪ ،‬إال عنــد طلــوع الشــمس وعنــد غروهبــا فإهنــا‬
‫حرام‪ ،‬وتُكره قرهبما‪ ،‬إال إذا خيف من تأخري الصالة فســاد امليت وتغريه‪ ،‬فيُصلَّى عليه يف كل وقت‪.‬‬
‫‪‬‬
‫مــن ال يُصلَّــى عليــه‪ :‬كل مــن ال يُ َّ‬
‫غســل ال يُصلَّــى عليــه‪ ،‬وهــم الكافــر‪ ،‬والشــهيد‪ ،‬ومــن ولــد ميتــا‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫ومــن فًقــد ثلثــاه‪ .‬باإلضافــة إىل‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1 .1‬امليــت الغائــب؛ ألن الصــاة خمصوصــة بامليــت احلاضــر املســجى أمــام املصلــن‪ ،‬وخاصــة إذا‬
‫‪‬‬ ‫ُ‬ ‫صلــي عليــه يف البلــد الــذي مــات فيــه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬
‫صلي عليه‪ ،‬فال يُصلى عليه مرة أخرى حاضرا كان أم غائبا‪.‬‬ ‫‪2 .2‬امليت الذي ُ‬
‫‪‬‬ ‫أركانها‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1.1‬النية‪ ،‬بأن يقصد الصالة على هذا امليت‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪2.2‬القيــام هلــا للقــادر‪ ،‬ويُنــدب أن يقــف اإلمــام وســط الرجــل‪ ،‬وعنــد منكــي املـرأة‪ ،‬جاعـاً الـرأس عــن‬
‫‪‬‬
‫ميينــه‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3.3‬أربع تكبريات بتكبرية اإلحرام‪.‬‬
‫‪4.4‬الدعــاء للميــت بعــد كل تكبــرة مبــا تيســر‪ ،‬فــإن مل يــدع املصلــي بعــد التكبــر بــأن تابــع التكبــر وسـلَّم‬
‫‪‬‬
‫أعــاد الصــاة مــا مل يُدفــن امليــت‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪5.5‬السالم‪ ،‬بأن يسلم اإلمام واملأموم تسليمة واحدة‪ ،‬جهراً من اإلمام وسراً من املأموم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪83‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫حكــم المســبوق‪ :‬املســبوق بالتكبــر ينتظــر وجوبـاً حــى يكــر اإلمــام‪ ،‬فــا يكــر أثنــاء الدعــاء‪ ،‬فــإن‬
‫كــر صحــت التكبــرة وال يُعتـ ُّـد هبــا‪ ،‬ويكــر مــا فاتــه بعــد ســام اإلمــام مــع الدعــاء إن مل يُرفــع امليــت‪،‬‬
‫فــإن ُرفــع تابــع التكبــر دون دعــاء وسـلَّم‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫رابعاً‪ -‬الدفن‪:‬‬
‫الواجــب يف القــر أن مينــع خــروج الرائحــة وحيفــظ جســد امليــت مــن احليوانــات والعبــث هبــا‪ ،‬وال حــد‬
‫‪‬‬ ‫ألكثــره‪ ،‬ولكــن ال تُســتَحب املبالغــة يف تعميقــه‪.‬‬
‫وللقبر طريقتان جائزتان‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1 .1‬اللحــد‪ :‬وهــو أن ُتفــر حفــرة مث ُيفــر يف جنــب احلفــرة مــن جهــة القبلــة بقــدر مــا يوضــع امليــت‪،‬‬
‫فضــل يف األرض الصلبــة‪.‬‬
‫ويُ َّ‬
‫‪‬‬ ‫‪2 .2‬الشــق‪ :‬وهــو أن يوضــع امليــت يف وســط القــر بعــد أن تُبــى جوانــب القــر األربعــة باحلجــارة أو‬
‫فضــل يف األرض الرخــوة‪.‬‬ ‫غريهــا‪ ،‬ويُســقف عليهــا‪ ،‬ويُ َّ‬

‫‪‬‬ ‫ويُســتحب أن يضــع امليــت يف قــره أقاربــه‪ ،‬فــإن كانــت امـرأة فمحارمهــا‪ ،‬ويُسـ َـر فــم القــر بقمــاش سـرا‬
‫هلــا مــن أعــن النــاس‪.‬‬
‫ويوضــع امليــت يف قــره علــى شــقه األميــن موجهــا إىل القبلــة‪ ،‬ويُثبــت جيــدا‪ ،‬ويُســند رأســه بالـراب‪ ،‬ويقــول‬
‫‪‬‬ ‫من يتوىل ذلك‪ :‬بســم اهلل وعلى ســنة رســول اهلل ‪ ، ‬مث يُســد عليه القرب‪.‬‬
‫وال جيوز كتابة شيء من القرآن على القرب‪ ،‬أو البسملة أو ذكر اهلل‪ ،‬صونا له من اإلهانة‪.‬‬
‫ويُستحب أن يدعو احلاضرون للميت بالتثبيت واملغفرة والرمحة‪ ،‬فقد كان ‪ ‬إذا فرغ من دفن امليت‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫وقف عليه‪ ،‬فقال‪ (( :‬اســتغفروا ألخيكم‪ ،‬وســلوا له التثبيت‪ ،‬فإنه اليوم يُســأل))((( ‪.‬‬
‫التعزية‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫ومعناهــا‪ :‬تســلية املصــاب ومحلــه علــى الصــر والرضــا بالقضــاء‪ ،‬وليــس هلــا ألفــاظ حمــددة‪ ،‬وإمنــا يكــون‬
‫حبســب قــدرة املعــزي علــى احلديــث‪ ،‬وجيمــع بــن التخفيــف عــن املصــاب والدعــاء للميــت‪.‬‬
‫ويُعــزى كل مــن تأثــر بفقــد امليــت سـواء أكان قريبــا أم صديقــا‪ ،‬أم جــارا‪ ،‬أم عزيـزاً‪ ،‬وجتــوز تعزيــة الكافــر‬
‫‪‬‬ ‫وعوضــك‬‫مــن أهــل الذمــة إذا أكان جــارا أو زمي ـاً يف فقــده لعزيــز‪ ،‬ويقــال لــه‪ (( :‬أهلمــك اهلل الصــر َّ‬
‫خـرا))‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪84‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬رواه أبو داود‪ .‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وقت التعزية ومكانها‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تكــون التعزيــة قبــل الدفــن وبعــده‪ ،‬واألفضــل أن تكــون يف البيــت بعــد الدفــن‪ ،‬وال مانــع مــن جلــوس أهــل‬
‫‪‬‬ ‫امليت يف بيت أو غريه؛ الســتقبال املعزين‪.‬‬
‫طعام الميت‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫مــن الســنة أن يتــوىل اجل ـران إطعــام أهــل امليــت ومــن حضــر مــن املعزيــن؛ ألن أهــل امليــت لديهــم مــا‬
‫يشــغلهم‪ ،‬إال إذا اجتمع ـوا للنياحــة فــا يُصنــع هلــم شــيء؛ ألن يف ذلــك عونــا هلــم علــى املعصيــة‪،‬‬
‫‪‬‬
‫وإذا كان الطعــام مــن مــال ورثــة امليــت البالغــن وباختيارهــم‪ ،‬وال مفاخــرة فيــه فقــد اتفــق العلمــاء علــى‬
‫‪‬‬ ‫أن االجتمــاع لــأكل عنــد امليــت مــن البــدع املكروهــة إال ملســافر أو غريــب‪.‬‬
‫وأمــا إن كان الطعــام مــن مــال الورثــة وكانـوا يتامــى صغــاراً فمــن أكل منــه فهــو ممــن يــأكل أمـوال اليتامــى‬
‫‪‬‬
‫ظلما‪ ،‬وســيصلى ســعريا‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪85‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬
‫‪‬‬
‫‪1.1‬ما األمور اليت تُفعل بامليت؟ وما حكمها شرعاً؟‬
‫‪‬‬ ‫غسل؟ ومن الذي ال يُغسل؟‬ ‫‪2.2‬من الذي يُ َّ‬
‫‪3.3‬مــن واجبــات الغســل ســر عــورة امليــت‪ .‬بـ ِّـن عــورة الذكــر واألنثــى بالنســبة لــكل مــن‪ :‬الرجــل األجنــي‪-‬‬
‫املـرأة األجنبيــة‪ -‬احملــرم مــن اجلنــس اآلخــر‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫املغسل إذا فقد املاء‪ ،‬أو وجد جلد امليت متفسخاً؟‬ ‫‪4.4‬كيف يتصرف ِّ‬
‫‪5.5‬اذكر حكم ما يأيت‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫أ‪ .‬رفع امليت على مكان مرتفع عند التغسيل‪.‬‬
‫ب‪ .‬اإلكثار من صب املاء عند غسل خمرجي امليت‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪‬‬ ‫ج‪ .‬لف خرقة كثيفة على كف املغسل عند غسل العورة‪.‬‬
‫د‪ .‬حلق شعر امليت‪.‬‬
‫ ‬
‫ ‬
‫ه‪ .‬تقليم أظافره‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫و‪ .‬تغسيل من فُقد أكثر من ثلث جسده‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ .6‬ما الواجب يف مقدار الكفن؟ وما املندوب؟‬


‫‪ .7‬ما املستحب يف مواصفات الكفن؟ وما عدد القطع املطلوبة بالنسبة للذكر واألنثى؟‬
‫‪ .8‬مىت حترم الصالة على امليت؟ ومىت تُكره؟ ومىت جتوز؟‬
‫‪‬‬ ‫‪ .9‬من األموات من ال يُصلَّى عليه‪ .‬اذكرهم‪.‬‬
‫‪ .10‬عدِّد أركان صالة اجلنازة‪.‬‬
‫‪ .11‬كيف يتم املسبوق صالة اجلنازة؟‬
‫‪‬‬ ‫‪ .12‬ما الواجب يف القرب؟ وما طريقتاه؟ وأيهما أفضل؟‬
‫‪ .13‬كيف يوضع امليت يف قربه؟ ومن يضعه؟ وما حكم الدعاء له؟ ومىت؟‬
‫‪‬‬ ‫عزى أصدقاء امليت؟ وماذا يقول املعزي؟ ومىت تكون التعزية؟‪.‬‬ ‫‪ .14‬هل يُ َّ‬
‫‪ .15‬هل يؤكل من طعام امليت إذا كان أوالده صغارا؟‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪86‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫النوافــل‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫النفل في اللغة‪ :‬يطلق على الزيادة‪ ،‬واملراد به هنا‪ :‬ما زاد على الفرض‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وفي االصطالح‪ :‬ما فعله النيب �‪ ،‬وداوم على بعضه‪ ،‬ومل يداوم على البعض اآلخر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫والنوافل قسمان‪ :‬منها ما هو مؤقت بوقت يتجدد كل يوم‪ ،‬ومنها ما هو مؤقت بوقت يتجدد كل عام‪،‬‬
‫ومنها ما هو ُم َعلَّق على سبب ال تؤدَّى إال بوجوده‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ومن هذه النوافل ما واظب عليها الرسول �‪ ،‬ومنها ما كان يدعه أحيانا‪ ،‬ويسمى النوع األول‬ ‫‪‬‬
‫(السنن املؤكدة)‪ ،‬والنوع الثاين (السنن اخلفيفة)‪.‬‬
‫ ‬

‫‪‬‬ ‫ويجدر التأكيد على أن النافلة تؤدى في كل وقت عدا األوقات اآلتية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أوقات الكراهة‪ :‬بعد طلوع الفجر إىل أن ترتفع الشمس مقدار رمح أي بعد ثلث ساعة من زمن‬
‫الشروق‪ ،‬وبعد أداء صالة العصر حىت الغروب‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أوقات الحرمة‪:‬‬
‫‪1.1‬عند طلوع الشمس‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪2.2‬عند غروهبا‪.‬‬
‫‪3.3‬عند تذكر صالة فائتة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪4.4‬عند إقامة الصالة للحاضرة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪5.5‬عند خطبة اجلمعة‪.‬‬
‫‪6.6‬عند ضيق وقت الصالة للحاضرة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪87‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫والنوافل المؤكدة خمسة‪ ،‬هي‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫أوال‪ -‬صالة الوتر‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫وهي سنة مؤكدة‪ ،‬وتعترب من آكد السنن ‪.‬‬

‫ووقتها االختياري بعد الفراغ من صالة العشاء إىل طلوع الفجر‪.‬‬


‫‪‬‬ ‫وهي ركعة واحدة مسبوقة بركعيت الشفع‪ ،‬منفصلتني عنها بسالم‪ ،‬ويستمر وقتها الضروري الذي يبدأ من‬
‫طلوع الفجر حىت متام صالة الصبح‪ .‬وإن كان يُكره تأخريها إىل الوقت الضروري بغري عذر‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫وُيـ َع ُّد الوتر من صالة الليل اليت مدحها الرسول �‪ ،‬وأثىن على من يؤدوهنا‪ ،‬ودعا هلم بالرمحة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ثانيا‪ -‬صالة العيدين‪:‬‬

‫وهي سنة مؤكدة‪ ،‬خيا َطب هبا كل من تلزمه صالة اجلمعة‪ ،‬وهو كل عاقل بالغ ذكر مقي ٍم‪ ،‬وتندب لغريه‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ووقتها‪ :‬زمن ِح ِّل النافلة (وهو بعد شروق الشمس بثلث ساعة تقريبا) إىل الزوال (وهو بداية وقت صالة‬
‫‪‬‬ ‫الظهر)‪ ،‬ولو بإدراك ركعة منها‪.‬‬

‫وصفتها‪ :‬ركعتان من غري أذان وال إقامة‪ ،‬يُ َكبِّ فيها اإلمام أو املنفرد سبع تكبريات يف الركعة األوىل‪ ،‬مبا‬
‫‪‬‬ ‫يف ذلك تكبرية اإلحرام‪ ،‬ومخس تكبريات يف الركعة الثانية بعد تكبرية القيام‪ ،‬وال يرفع يديه إال يف تكبرية‬
‫اإلحرام‪ ،‬وال جيعل ً‬
‫فاصل زمنيا بني التكبريات‪ ،‬إال أن اإلمام يرتك فاصال بقدر تكبرية املأموم‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫أنقص تكبريًة أو أكثر سهواً قبل السالم‪ ،‬وبعده للزيادة‪ ،‬وَمن َدخل‬
‫ويسجد سجديت السهو من َ‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫كب مخسا بعد تكبرية اإلحرام‪ ،‬وعند قيامه لتكملة‬
‫مع اإلمام بعد التكبري‪ ،‬وأدرك القراءة يف الركعة الثانية َّ‬
‫الركعة الفائتة يكرب سبعاً بتكبرية القيام‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪88‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫مندوباتها‪:‬‬
‫ •يندب ملن فاتته صالهتا أن يؤديها سراً‪ ،‬وال يُطلَب أداؤها ِمن احلاج‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ •يُندب االغتسال هلا والتطيب ولُبْس اجلديد إن أمكنولو كان لونه أسوَد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ •وأن يرجع املصلي من طر ٍ‬
‫يق غري اليت جاء منها‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ •واإلفطار قبل الذهاب إىل املصلى يف عيد الفطر‪ ،‬ويندب اإلفطار بعد الرجوع من الـمـُ َصلَّى يف‬
‫‪‬‬
‫عيد األضحى؛ ليكون فطره من كبد أضحيته‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ •وتُن َدب قراءة سورة سبح بعد الفاحتة يف الركعة األوىل‪ ،‬وقراءة والشمس وضحاها يف الركعة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الثانية جهراً‪ ،‬مث يقوم اإلمام بعد الصالة فيخطب خطبتني تشتمالن على تكبري ويكرب املصلون‬
‫بتكبرية وهتليل والصالة والسالم على النيب �‪ ،‬مع تذكريه بزكاة الفطر وأوجه إنفاقها‪ ،‬وما يُفعل‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وسنِّها‪ .‬ويُندب أن تكون‬‫باألضحية إن كان عيد األضحى‪ ،‬وما يتعلق بسالمتها من العيوب ِ‬
‫ُدمتا أُ ِعي َدتا‪.‬‬
‫اخلطبتان بعد الصالة فإن ق ِّ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ثالثا‪ -‬صالة كسوف الشمس‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الكسوف هو ذهاب ضوء الشمس‪ ،‬كله أو بعضه‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫وهي سنة مؤكدة‪ ،‬يؤمر هبا من جتب عليه صالة اجلمعة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ووقتها من الكسوف إىل الزوال‪ ،‬وقال بعض العلماء‪ :‬يستمر وقتها إىل العصر‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫وهى ركعتان‪ ،‬ويُ َّ‬
‫فضل تأديتها يف املسجد مجاعة دون أذان وال إقامة‪ .‬وتشتمل الركعة الواحدة على ركوعني‬
‫‪‬‬
‫قرأ سورة‬
‫قرأ يف القيام األول الفاحتة وسورة البقرة‪ ،‬والفاحتة وسورة آل عمران يف القيام الثاين‪ ،‬وتُ َ‬
‫وقيامني‪ ،‬يُ َ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫النساء بعد الفاحتة يف القيام األول من الركعة الثانية وسورة املائدة بعد الفاحتة يف القيام الثاين منها‪ ،‬وتكون‬
‫القراءة سراً مع إطالة الركوع‪ ،‬حبيث يكون مساويًا لوقت القراءة‪ ،‬وال جيوز إعادة الصالة يف ذات اليوم‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫إذا مل تَنكسف الشمس‪ ،‬وجاز إعادهتا يف اليوم التايل‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪89‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫رابعاً‪ :‬صالة خسوف القمر‪:‬‬
‫اخلسوف هو ذهاب ضوء القمر كله أو بعضه‪ ،‬وهى ركعتان كسائر النوافل جهراً‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ووقتها من زمن اخلسوف إىل طلوع الفجر‪ ،‬أو إىل أن ينكشف القمر‪.‬‬
‫وتُستحب صالهتا يف البيوت‪ ،‬وتُكرر استحبابا حىت ينجلي اخلسوف‪ ،‬أو يغيب القمر‪ ،‬أو يطلع الفجر‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫وصالة الكسوف واخلسوف ُتـ َؤَّديَان عندما تظهر بعض اآليات العجيبة من آيات اهلل املبيِّنة لقدرة اهلل‬
‫سبحانه‪ ،‬وهيمنته على هذا الكون‪ ،‬وحتكمه فيه؛ ليزداد املؤمن إميانا‪ ،‬فيُ ِّ‬
‫عب املؤمن عن كل هذا بالركوع‬
‫‪‬‬ ‫بني يدي اهلل‪ ،‬كما يف الزالزل والرياح الشديدة وشدة الظلمة وغريها من آيات اهلل اليت ال حتصى‪.‬‬
‫خامساً‪ :‬صالة االستسقاء‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫تعريفها‪ :‬هي شرعاً طلب السقي من اهلل؛ ألجل إنبات زرع أو شرب حيوان أو آدمي بسبب ختلف‬
‫مطر أو جفاف هنر أو عني‪ .‬وتكرر صالة االستسقاء يف أيام أخرى‪ ،‬إذا مل حيصل السقي‪ ،‬أو حصل‬
‫‪‬‬ ‫دون ما فيه الكفاية‪.‬‬
‫حكمها‪ :‬سنة مؤكدة‪ ،‬وقد فعلها �‪ ،‬كما قال عبد اهلل بن زيد‪(( :‬خرج النيب � يستسقي‪ ،‬فتوجه‬
‫‪‬‬ ‫وحول رداءه‪ ،‬مث صلى ركعتني جهر فيهما بالقراءة))(((‪.‬‬ ‫إىل القبلة‪ّ ،‬‬
‫ووقتها من ِح ِّل النافلة إىل الزوال؛ لقول عائشة رضي اهلل عنها‪(( :‬خرج إليها رسول اهلل � حني بدا‬
‫‪‬‬ ‫حاجب الشمس ))(((‪.‬‬
‫مندوباتها‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬صيام ثالثة أيام قبل صالة االستسقاء‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫تيسر‪.‬‬
‫‪2.2‬التصدق على الفقراء مبا َّ‬
‫‪3.3‬لإلمام أن يأمر الناس بالصوم والصدقة والتوبة ورد املظامل إىل أصحاهبا‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪4.4‬ابتداء اخلطبة باالستغفار‪ ،‬وكذلك يف اخلطبتني بدال من التكبري يف صالة العيد‪.‬‬
‫‪ 1‬رواه البخاري‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪90‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 2‬رواه أبو داود في سننه‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫صفتها‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫بعد إعالهنا خيرج هلا اإلمام والناس مشا ًة بثياب املهنة‪ ،‬يف خشوع وخضوع وقت الضحى‪ ،‬فيصلى‬ ‫‪‬‬
‫هبم اإلمام ركعتني‪ ،‬جيهر فيهما بالقراءة‪ :‬يقرأ يف الركعة األوىل بعد الفاحتة سورة «األعلى»‪ ،‬ويف الثانية‬
‫‪‬‬ ‫الناس‬
‫سورة «والشمس وضحاها»‪ ،‬مثل صالة العيد‪ ،‬غري أنه يستبدل بالتكبري االستغفار‪ ،‬مث يستقبل َ‬ ‫‪‬‬
‫وخيطب‪ ،‬وهو واقف على األرض خطبتني‪ ،‬يُكثِر فيهما من االستغفار‪ ،‬ويدعو اهلل أن ميدهم بالغيث‬
‫‪‬‬ ‫حيول رداءه‬
‫يؤمنُون على دعائه‪ .‬مث إذا فرغ من اخلطبتني استقبل القبلة بوجهه قائماً‪ ،‬مث ّ‬
‫النافع‪ ،‬والناس ِّ‬ ‫‪‬‬
‫جبعل ما على عاتقه األيسر على األمين بدون تنكيس‪ ،‬ويبالغ يف الدعاء برفع الكرب وإنزال الغيث‪ ،‬مث‬
‫‪‬‬ ‫حيول الذكور فقط وهم جالسون أرديتهم كتحويل اإلمام متضرعني إىل اهلل برفع القحط وإنزال الغيث‬
‫ِّ‬ ‫‪‬‬
‫النافع‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أ‬
‫‪‬‬
‫ضف إلى‬
‫‪‬‬ ‫معلوماتك‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫( النبي الذي سخر اهلل له الجبال تسبح معه سيدنا (داود عليه السالم )‪) .‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪91‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬

‫‪‬‬ ‫‪1.1‬ما معىن النفل لغة واصطالحاً؟ وما النوافل املؤكدة؟‬


‫‪‬‬ ‫‪2.2‬ما الوقت االختياري لصالة الوتر؟ وما كيفية أدائها؟‬
‫‪3.3‬ما حكم صالة العيدين؟ وعلى من جتب؟ ويف حق من تُن َدب؟ ومىت تؤدَّى؟ وما صفة أدائها؟‬
‫‪‬‬ ‫‪4.4‬إذا سها املصلي عن بعض تكبريات صالة العيد‪ ،‬فكيف يتصرف؟ وكيف يؤديها املسبوق؟ وأين‬
‫موقع اخلطبة من الصالة؟‬
‫‪‬‬ ‫‪5.5‬اذكر حكم ما يأيت‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫أ‪ .‬خطبة العيد بعد الصالة ‪.‬‬


‫ب‪.‬إحياء ليلة العيد بالذكر والعبادة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ج‪ .‬االغتسال والتطيب ألداء صالة العيد‪.‬‬
‫د‪ .‬اإلفطار يوم العيد هل يطلب قبل الصالة أم بعدها؟‬
‫‪‬‬ ‫‪ .6‬ما حكم صالة الكسوف؟ وعلى من جتب؟ وما سببها؟ ومىت تُؤدى؟‬
‫‪ .7‬لصالة الكسوف صفة ختتلف عن غريها من الصلوات‪ .‬وضح ذلك‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ .8‬هل جيوز تكرار صالة اخلسوف؟ وأين يُستَحب أداؤها؟‬
‫‪‬‬ ‫‪ .9‬ما معىن االستسقاء؟ وكيف تؤدَّى صالهتا؟ وما دليلها؟ وما وقت أدائها؟‬

‫‪ .10‬تندب أمور قبل صالة االستسقاء‪ .‬اذكرها‪ .‬مث اذكر ما الفرق بني خطبيت اجلمعة واالستسقاء؟‬
‫‪‬‬ ‫‪92‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫السنن غير المؤكدة‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬النوافل الراتبة‪ :‬الصالة ال تكون كاملة إال باستكمال شروطها من دخول للوقت‪ ،‬وإتقان لطهارهتا‪،‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وإيتا ٍء بأركاهنا‪ ،‬وأدائها خبشوع‪ ،‬حبيث يكون املصلي مدبراً عن الدنيا ومهومها‪ .‬وجلرب النقص الذي‬
‫سن الشارع قبل الصلوات املفروضة وبعدها نوافل َت ُب نقصها‪،‬‬ ‫ميكن أن حيصل يف الصالة املفروضة َّ‬
‫‪‬‬
‫وتسمى النوافل الراتبة‪ ،‬وهي‪ :‬ركعتان قبل الظهر أو أربع‪ ،‬واثنتان بعدها‪ ،‬واثنتان أو أربع قبل العصر‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫وركعتان بعد املغرب‪ ،‬وركعتان بعد العشاء‪ ،‬وركعتان قبل الصبح (وتسمى رغيبة)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وس َّن الشارع كذلك نافلة الضحى‪ ،‬وأقلها ركعتان‪ ،‬وأكثرها مثان‪ ،‬وتُ َسر القراءة يف‬ ‫‪2.2‬صالة الضحى‪َ :‬‬
‫‪‬‬ ‫مصل آخر فيُ ِس ُّر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النافلة هناراً‪ُ ،‬وي َهر هبا ليالً‪ ،‬ما مل يُ َشوش على ٍ‬
‫‪3.3‬النوافل ذوات السبب‪ ،‬ومنها‪ :‬صالة حتية املسجد‪ ،‬وصالة االستخارة‪ ،‬وصالة احلاجة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪4.4‬صالة التراويح‪ :‬وهي يف ليايل رمضان‪ ،‬ووقتها بعد صالة العشاء وقبل ركعيت الشفع وركعة الوتر‪،‬‬
‫ويستحب هلا اجلماعة‪ ،‬ويندب إقامتها يف البيوت منفردين أو مجاعات‪ ،‬ما مل تعطل املساجد وإال‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫فاملسجد أفضل‪ .‬وهى ثالث عشرة ركعة بالشفع والوتر‪ ،‬يؤديها املصلي ركعتني ركعتني‪ ،‬مث يصلي‬
‫الشفع والوتر‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 5‬صالة الفجر‪ :‬وهى رغيبة‪.‬وصورهتا ركعتان قبل صالة الصبح بنية متيزها عن غريها من النوافل‪ ،‬يقرأ‬
‫‪‬‬ ‫درك فيه‬
‫فيها سراً بالفاحتة فقط يف الركعتني‪ ،‬ويستمر وقتها االختياري إىل قبيل شروق الشمس مبقدار ما تُ َ‬
‫‪‬‬
‫ركعة من صالة الصبح‪ ،‬فإن ضاق الوقت على إدراك ركعة من صالة الصبح أو أشرقت الشمس َّ‬
‫تعي‬
‫‪‬‬ ‫أداء صالة الصبح أوالً وتأخري ركعيت الفجر إىل ِّ‬
‫حل النافلة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫خبالف غريها من النوافل املطلقة‪ ،‬يكفي فيها نية الصالة‪ ،‬فإن كانت يف أول النهار مسيت‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫ضحى‪ ،‬وعند دخول املسجد مسيت حتية‪ ،‬ويف ليايل رمضان مسيت تراويح‪ ،‬وكذا النوافل التابعة للصلوات‬
‫املفروضة‪ ،‬وسائر العبادات املطلقة من حج وصيام ال حتتاج إىل نية تعيني الصالة‪ ،‬خبالف الفرائض‬
‫‪‬‬
‫والسنن املؤكدة والرغيبة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪93‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬

‫‪‬‬
‫‪1.1‬مىت تكون الصالة كامل ًة؟ وما احلكمة من مشروعية النوافل؟‬
‫‪‬‬
‫‪2.2‬حدد السنن الرواتب للصلوات املفروضة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3.3‬ما حكم صالة الضحى؟ وكم عدد ركعاهتا؟‬

‫‪‬‬ ‫‪4.4‬مىت تُصلَّى صالة الرتاويح؟ ومىت وقت أدائها؟ وأيهما أفضل البيت أم املسجد ألداء صالة الرتاويح؟‬
‫وكم عدد ركعاهتا؟‬
‫‪‬‬ ‫‪5.5‬ما حكم صالة الفجر؟ وما صورهتا؟ مث حدد وقت أدائها‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أذكار‬
‫‪‬‬
‫الدعاء لمن صنع إليك معروفاً‬
‫‪‬‬ ‫( َج َز َ‬
‫اك اهلل خيراً )‬
‫‪‬‬ ‫‪94‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الصوم‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫تعريفه‪:‬‬
‫‪‬‬
‫في اللغة‪ :‬اإلمساك ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫وفي الشرع‪ :‬اإلمساك عن املفطرات يوماً كام ً‬
‫ال من طلوع الفجر إىل غروب الشمس بني ٍة‪ ،‬قبل الفجر‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أو معه‪.‬‬
‫حكمته‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الصوم مدرسة هتذيبية‪ :‬تُعد املسلم لتقوى اهلل‪ ،‬وحتصن نفسه باخلشية منه‪ ،‬وتدربه على ضبط‬
‫وتعوده النظام يف املعيشة والصرب على املشقة‪ ،‬وحتقق املساواة بني‬
‫نفسه‪ ،‬وإحكام أمره‪ ،‬وتقييد شهواته‪ِّ ،‬‬
‫ ‬‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫مجيع املسلمني أغنيائهم وفقرائهم‪ ،‬وتربز وحدة املسلمني وتضامن مجاعتهم‪.‬‬
‫أقسامه ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪1.1‬الصوم الواجب وهو ‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫أ‪ .‬صوم رمضان أداء وقضاء ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ب‪ .‬صوم الكفارة ‪.‬‬
‫ج‪ .‬صوم النذر ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المحرم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪2.2‬الصوم‬
‫‪‬‬
‫د‪ .‬إمتام صوم النفل بعد الشروع فيه‪ ،‬وكذا قضاؤه إذا تعمد إفساده‪.‬‬

‫‪3.3‬الصوم المندوب‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ 4.4‬الصوم المكروه ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪95‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وإليك بيان هذه األقسام ‪:‬‬
‫أو ًال‪ :‬الصوم الواجب‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫أ‪ .‬صوم رمضان‪.‬‬
‫حكمه ‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫هو فرض على املكلف‪ .‬وكانت فرضيته يف شهر شعبان من السنة الثانية هلجرة الرسول ﷺ إىل املدينة‪.‬‬
‫دليل فرضيته ‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫ثبتت فرضيته بالكتاب والسنة واإلمجاع ‪.‬أما الكتاب فقوله تعاىل‪:‬‬ ‫ ‬
‫( ((‬
‫﴿ ﭣﭤﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ ﭯ ﭰ ﴾‬
‫‪‬‬ ‫وقوله تعاىل‪﴿ :‬ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﴾(((‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫وأما السنة فقوله ﷺ‪(( :‬بين اإلسالم على مخس‪ ،‬شهادة أن ال إله إال اهلل وأن حممداً رسول‬
‫اهلل‪ ،‬وإقامة الصالة ‪ ،‬وإيتاء الزكاة ‪ ،‬وصوم رمضان‪ ،‬وحج البيت ملن استطاع إليه سبيالً))(((‪.‬‬
‫ ‬

‫‪‬‬ ‫وأما اإلمجاع فقد اتفقت األمة على فرضيته‪ ،‬ومل خيالف فيها أحد من املسلمني؛ فهي معلومة‬
‫من الدين بالضرورة‪ ،‬ومنكرها كافر كمنكر فرضية الصالة والزكاة واحلج‪.‬‬
‫ ‬

‫‪‬‬ ‫لصوم رمضان ركنان‪:‬‬


‫أركانه ‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪1.1‬النية‪ ،‬وهى قصد الصوم‪ .‬ووقتها‪ :‬من غروب الشمس إىل قبيل طلوع الفجر‪ ،‬واألفضل أن تكون‬
‫متقدمة على اجلزء األخري من الليل؛ ألنه أحوط‪ .‬وتكفى نية واحدة يف أول شهر رمضان للشهر‬
‫‪‬‬ ‫كله‪ ،‬وكذلك يف كل صوم جيب تتابعه كصوم الكفارة‪.‬‬
‫‪2.2‬اإلمساك عن املفطرات من شهويت البطن والفرج من طلوع الفجر إىل غروب الشمس‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪96‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪. 183‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.185‬‬
‫‪ 3‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫شروطه‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫لصوم رمضان شروط وجوب فقط‪ ،‬وشروط صحة فقط‪ ،‬وشروط وجوب وصحة معا‪.‬‬ ‫ ‬
‫فأما شروط وجوبه فاثنان‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬البلوغ‪.‬‬
‫‪2.2‬القدرة على الصوم ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫فال جيب صوم رمضان على صىب‪ ،‬وال جيب على وليه أن يأمره به‪ ،‬وال يندب له‪ ،‬كما ال‬
‫جيب الصوم على العاجز‪.‬‬
‫ ‬ ‫‪‬‬
‫وأما شروط صحته فاثنان‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬اإلسالم؛ فال يصح من الكافر وإن كان واجباً عليه‪ ،‬ويعاقب على تركه زيادة على عقاب الكفر‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪2.2‬الزمان القابل للصوم؛ فال يصح يف يومي العيد‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫وأما شروط وجوبه وصحته معا فثالثة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1.1‬العقل فال جيب على اجملنون واملغمى عليه‪ ،‬وال يصح منهما‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪2.2‬الطهارة من دم احليض والنفاس‪ ،‬فال جيب الصوم على حائض وال على نفساء‪ ،‬وال يصح منهما‪،‬‬
‫ومىت طهرت إحدامها قبل الفجر ولو بلحظة واحدة وجب عليها تبييت النية‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3.3‬دخول شهر رمضان فال جيب الصوم قبل ثبوت الشهر‪ ،‬وال يصح ‪.‬‬
‫ما يثبت به الصوم والفطر ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫أ‪ .‬يثبت شهر رمضان بأحد أمرين‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬رؤية هالله‪ ،‬إذا كانت السماء خالية مما مينع الرؤية‪ ،‬كالغيم والدخان والغبار وحنوها‪.‬‬
‫‪‬‬
‫وتثبت الرؤية بشهادة عدلني أو مجاعة مستفيضة ( وهى اجلماعة الكثرية اليت يُؤمن اتفاقها‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫على الكذب‪ ،‬ويفيد خربها العلم )‪.‬‬
‫‪2.2‬إكمال عدة شعبان ثالثني يوماً إذا مل تكن السماء خالية مما مينع الرؤية لقوله ﷺ‪(( :‬صوموا‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ُم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثالثني يوماً))(((‪.‬‬
‫لرؤيته‪ ،‬وأفطروا لرؤيته‪ ،‬فإن غ َّ‬
‫ومىت ثبتت رؤية اهلالل يف قطر من األقطار وجب الصوم على سائر األقطار‪ ،‬ال فرق بني‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫القريب من جهة الثبوت أو البعيد منها‪ ،‬إذا بلغهم من طريق موجب للصوم‪ ،‬وال عربة باختالف‬
‫‪‬‬ ‫مطالع اهلالل‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 1‬أخرجة البخاري يف كتاب الصوم باب قول النيب ﷺ ( إذا رأيتم الهالل فصوموا ‪ )..‬وأخرجة مسلم يف كتاب الصيام باب وجوب صوم‬
‫‪‬‬ ‫‪97‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫رمضان لرؤية اهلالل ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ب‪ .‬ويثبت الفطر برؤية هالل شوال ‪.‬‬
‫ني أو مجاعة مستفيضة‪ ،‬سواء كانت السماء صحواً أم ال‪ .‬فإن مل متكن‬ ‫وذلك برؤية َع ْدلَ ْ‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫رؤية هالل شوال أكملت عدة رمضان ثالثني يوماً‪.‬‬
‫آداب الصوم ‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫يستحب للصائم أمور منها ‪:‬‬
‫ ‪-‬تعجيل الفطر بعد حتقق الغروب وقبل الصالة‪ ،‬ويندب أن يكون على رطب‪ ،‬فتمر‪ ،‬فحلو‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫فماء‪ ،‬وأن يكون ما يفطر عليه من ذلك وتراً (ثالث فأكثر)‪.‬‬
‫ ‪-‬الدعاء عند فطره باملأثور‪ ،‬كأن يقول‪(( :‬اللهم لك ُصمت‪ ،‬وعلى رزقك أفطرت‪ ،‬وعليك‬
‫‪‬‬ ‫توكلت‪ ،‬وبك آمنت‪ ،‬ذهب َّ‬
‫الظ َمأُ‪ ،‬واْبـَتـلَّت العروق‪ ،‬وثبت األجر‪ ،‬يا واسع الفضل اغفر يل‪،‬‬
‫احلمد اهلل الذي أعانين فصمت‪ ،‬ورزقين فأفطرت))‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪-‬السحور على شيء وإن ّ‬
‫قل‪ ،‬ولو جرعة ماء‪ ،‬لقوله ﷺ‪(( :‬تسحروا فإن يف السحور بركة))‪،‬‬
‫ويدخل وقت السحور بنصف الليل األخري‪ ،‬وكلما تأخر كان أفضل‪ ،‬حبيث ال يؤدى تأخريه‬
‫‪‬‬ ‫إىل الوقوع يف شك يف طلوع الفجر‪.‬‬
‫كف اللسان عن فضول الكالم‪ ،‬وأما كفه عن احلرام ‪،‬كالغيبة والنميمة فواجب يف كل زمان‪،‬‬
‫ ‪ّ -‬‬
‫‪‬‬ ‫ويتأكد وجوبه يف رمضان‪.‬‬
‫غض البصر وكفه عما حرم اهلل‪ ،‬فإن النظرة سهم من سهام إبليس‪ ،‬من تركها ذاق حالوة‬
‫ ‪ّ -‬‬
‫‪‬‬ ‫اإلميان‪.‬‬
‫ ‪-‬اإلكثار من الصدقة واإلحسان إىل ذوى األرحام والفقراء واملساكني‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪-‬االشتغال بالعلم وتالوة القرآن والذكر والصالة على النيب ﷺ كلما تيسر ذلك لي ً‬
‫ال أو هناراً‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪-‬قيام ليله‪ ،‬فمن قام رمضان إميانا واحتسابا غفر اهلل له ما تق ّدم من ذنبه‪.‬‬
‫ ‪-‬االعتكاف يف العشر األواخر من رمضان‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪98‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫األعذار المبيحة للفطر‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬املرض‪ :‬فإذا مرض الصائم‪ ،‬وخاف زيادة املرض أو تأخر الُبـ ْرِء إن صام‪ ،‬جاز له الفطر‪ .‬كذلك‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫إن كان مريضاً ال يقدر على الصوم‪ ،‬أو خياف اهلالك من املرض أو الضعف فالفطر واجب‪ ،‬وإن‬
‫قدر مبشقة فالفطر جائز‪ ،‬وعليه القضاء‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪2.2‬احلامل واملرضع‪ :‬إذا خافتا على نفسيهما أو ولديهما من الصيام‪ .‬وعليهما القضاء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪3.3‬السفر بشرط‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫أ‪ .‬أن يكون سفراً مبيحاً لقصر الصالة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ب‪ .‬أن يشرع فيه قبل طلوع الفجر؛ حبيث يصل املكان الذي يبدأ منه قصر الصالة قبل طلوع الفجر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فإن كان السفر ال يبيح قصر الصالة مل جيز له الفطر؛ مثل أن يكون السفر ملعصية‪ ،‬أو دون‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫مسافة القصر‪ ،‬وإذا شرع يف السفر بعد طلوع الفجر َح ُرم عليه الفطر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫واألفضل للمسافر الصوم إن مل حتصل له مشقة؛ لقوله ـ ـ ـ تعاىل ـ ـ ــ‪﴿ :‬ﮎﮏﮐﮑﮒ﴾(((‪،‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫فإن ش ٌق عليه كان الفطر أفضل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وحرم الصيام‪ ،‬ولو صامتا‬
‫‪4.4‬احليض والنفاس‪ :‬فلو حاضت الصائمة أو نفست وجب عليها الفطر ُ‬
‫‪‬‬ ‫فصومهما باطل‪ ،‬وعليهما القضاء‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪5.5‬كرب السن‪ :‬فالشيخ اهلرم الفاين الذي ال يقدر على الصيام يف مجيع فصول السنة يفطر‪ ،‬ويستحب‬
‫له الفدية‪( :‬وهي إطعام مسكني عن كل يوم وجبتني كاملتني)‪ ،‬ومثله املريض الذي ال يُرجى‬
‫‪‬‬
‫شفاؤه‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪6.6‬اجلنون‪ :‬فلو طرأ على الصائم ولو حلظة مل جيب عليه الصوم وال يصح منه‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪7.7‬اإلكراه‪ :‬فمن أُ ْكرِه على الفطر جاز له أن يفطر‪ ،‬وعليه القضاء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪99‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪ ،‬اآلية ‪.184‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫مبطالت الصوم ‪:‬‬
‫األمور اليت تبطل الصوم منها ما يوجب على الصائم القضاء فقط‪ ،‬ومنها ما يوجب عليه‬ ‫ ‬
‫القضاء والكفارة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫وإنما تجب الكفارة بشروط‪:‬‬
‫‪1.1‬أن يكون الفطر يف أداء رمضان‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪2.2‬أن يفطر متعمداً خمتاراً قاصداً انتهاك حرمة الشهر‪ ،‬عاملاً حبرمة الفطر‪ ،‬ولو كان جيهل وجوب‬
‫الكفارة عليه‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫ ‪-‬األكل أو الشرب متعمداً‪.‬‬
‫ ‪-‬اجلماع الذي يوجب ال ُغسل‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪-‬إخراج املين بال مجاع مع لذة معتادة‪ ،‬بنظر أو تفكر مع استدامتهما‪.‬‬
‫ ‪-‬رجوع شيء من القيء الذي تعمد إخراجه إىل جوفه‪ ،‬سواء كان الرجوع عن طريق العمد أو‬
‫‪‬‬ ‫ ‪-‬الدخان الذي تعود الناس شربه مىت وصل شيء منه إىل احللق‪ ،‬وإن مل يصل إىل املعدة‪.‬‬
‫الغلبة‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫ ‪-‬وصول سائل أو غريه إىل املعدة عن طريق الفم‪.‬‬


‫ ‪-‬وصول شيء إىل املعدة من أثر السواك الرطب الذي يتحلل عادة‪ ،‬كاملعجون وقشر اجلوز‪ ،‬مىت‬
‫تعمد االستياك هناراً‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪-‬رفع نية الصوم ورفضها هناراً‪ ،‬وكذلك لي ً‬
‫ال إذا استمر رافضاً هلا حىت طلوع الفجر‪.‬‬
‫ومن األمور التي توجب القضاء فقط ‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪-‬احليض والنفاس‪.‬‬
‫ ‪-‬تعمد إخراج القيء‪ ،‬سواء مأل الفم أم ال‪ ،‬إذا مل يرجع منه شيء إىل جوفه‪.‬‬
‫ ‪-‬رجوع شيء من القيء الذي غلبه إىل جوفه‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪-‬وصول مانع إىل احللق عن طريق الفم أو غريه‪ ،‬كاألذن واألنف والعني غلبة‪ ،‬ومنه غلبة ماء‬
‫املضمضة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪-‬الفطر خطأ‪ ،‬بأن أكل أو شرب معتقداً بقاء الليل أو معتقداً غروب الشمس‪.‬‬
‫ ‪-‬أفطر ناسياً أو مكرهاً فظن اإلباحة ومل ميسك‪ ،‬واستمر مفطراً‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪100‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪-‬رأى هالل شوال هناراً فظن إباحة الفطر فأفطر‪.‬‬
‫ ‪-‬الفطر عمداً يف صيام التطوع‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫واملراد بالقضاء‪ :‬صوم يوم عوضاً عن كل يوم أفطر فيه‪.‬‬
‫واملراد بالكفارة‪ :‬أحد أمور ثالثة على التخيري‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬إعتاق رقبة مؤمنة سليمة من العيوب املضرة‪.‬‬
‫‪2.2‬صيام شهرين متتابعني باألهلة‪ ،‬فإن صام يف أول الشهر العريب أكمله وما بعده‪ ،‬وإن ابتدأ يف أثناء‬
‫‪‬‬
‫الشهر العريب صام باقيه‪ ،‬وصام الشهر الذي يليه‪ .‬وال ُي َسب يوُم القضاء من الكفارة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ويشترط في صيامها‪ :‬النية والتتابع؛ حبيث لو أفسد يوماً أثناءها صار ما صامه نفالً‪ ،‬وواجب عليه‬
‫استئنافها؛ النقطاع التتابع الواجب فيها‪.‬‬
‫‪‬‬
‫مبد الرسول ﷺ‪ ،‬ويكون ذلك امل ّد من غالب طعام أهل‬ ‫‪3.3‬إطعام ستني مسكيناً‪ ،‬لكل مسكني ُم ٌد ِّ‬
‫‪‬‬ ‫البلد‪ ،‬وقُ ّدر مبلء اليدين املتوسطتني ال مقبوضتني وال مبسوطتني‪.‬‬
‫‪‬‬
‫وجيوز إعطاؤها ألقاربه الذين ال تلزمه نفقتهم‪ ،‬كإخوته وأخواته وأجداده‪ ،‬إذا كانوا فقراء‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫وأفضل هذه األنواع اإلطعام فالعتق فالصيام‪.‬‬
‫وتتعدد الكفارة بتعدد األيام اليت حصل فيها ما يقضى الكفارة‪ ،‬فإن عجز عن مجيع أنواع‬
‫‪‬‬
‫ ‬
‫الكفارات استقرت يف ذمته إىل حني قدرته على واحد منها‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫وأما الفدية‪:‬‬
‫‪‬‬
‫فهي إطعام مسكني عن كل يوم‪ ،‬وذلك بإعطائه ُم ًدا مبد الرسول ﷺ كما تقدم يف الكفارة‪،‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫وتسمى‪« :‬الكفارة الصغرى»‪ ،‬وجتب على‪:‬‬
‫ ‪-‬من ّفرط يف قضاء رمضان حىت دخل عليه رمضان آخر‪ ،‬وكان متمكناً من القضاء قبل دخول‬
‫‪‬‬
‫رمضان الثاين‪ ،‬وذلك زيادة على القضاء‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪-‬املرضع مع القضاء كذلك‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ ‪-‬الشيخ الفاين غري القادر على القضاء‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ميجه؛ لئال يصل شيء منه إىل‬
‫من مكروهات الصيام‪:‬‬
‫ ‪-‬ذوق الطعام ولو كان الصائم صانعاً له‪ ،‬فإذا ذاقه وجب عليه أن َّ‬
‫‪‬‬
‫حلقه‪ ،‬فيفسد صومه‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪-‬مقدمات اجلماع كالقبلة والفكر والنظر‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ ‪-‬عالج األسنان ( فساد أصوهلا ) هناراً‪ ،‬إال إذا خاف الضرر بتأخريها إىل الليل‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪101‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪-‬االستياك بالرطب الذي يتحلل منه شيء‪ ،‬وإالّ جاز يف كل النهار؛ بل يُندب ملقتضى شرعي‬
‫كالصالة والوضوء‪.‬‬
‫ج‪ .‬صوم الكفارات‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫الكفارات أنواع منها‪:‬‬
‫كفارة صوم رمضان ( وقد سبق بياهنا )‪ ،‬وكفارة الظهار‪ ،‬وكفارة القتل اخلطأ‪ ،‬وكفارة اليمني‪ .‬واليك بياهنا‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫كفارة ِّ‬
‫الظهار‪:‬‬
‫ّ‬
‫الظهار هو تشبيه الرجل زوجته باحملرمة عليه حترميا مؤبداً بنسب أو رضاع‪ .‬ومثال ذلك ‪ :‬أن يقول لزوجته‬
‫‪‬‬ ‫علي كظهر أمي أو أخيت»‪ ،‬فإن صدر منه ذلك ال جيوز له مجاعها وال تقبيلها وال النظر إىل شعرها‬
‫حىت يُ َك ّفر‪ .‬واألصل يف ذلك قوله تعاىل‪﴿ :‬ﮀﮁﮂﮃﮄﮅ ﮆﮇﮈﮉ‬
‫«أنت ّ‬

‫‪‬‬ ‫ﮊﮋﮌﮍﮎﮏﮐﮑﮒﮓﮔﮕﮖﮗﮘﮙﮚﮛﮜ‬
‫ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ‬
‫ﮬﮭﮮﮯﮰﮱ ﯔ ﯕﯖ ﴾‬
‫(((‬
‫‪‬‬ ‫فكفارة ّ‬
‫الظهار ـ ـ ـ كما حددها القرآن الكرمي ـ ـ ـ أحد أمور ثالثة على الرتتيب‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬عتق رقبة‪.‬‬
‫‪2.2‬الصيام‪.‬‬
‫‪3.3‬اإلطعام‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫واملراد بالصيام‪ :‬صيام شهرين متتابعني باألهلة ـ ـ ـ كما بينا يف كفارة صوم رمضان ـ ـ ـ وجتب يف‬
‫صيامها النية والتتابع‪ ،‬فإن انقطع التتابع استأنف الصيام من جديد‪ ،‬واعترب ما صامه نفالً‪.‬‬
‫ ‬

‫‪‬‬ ‫كفارة القتل‪:‬‬


‫واملراد القتل اخلطأ‪ ،‬كهؤالء الذين يُقتلون يف حوادث السيارات‪ ،‬ويف هذه احلال جيب على القاتل بعد‬ ‫ ‬
‫كفر‪ ،‬واألصل يف ذلك قوله ـ ـ تعاىل ـ ــ‪﴿ :‬ﭚﭛﭜﭝﭞﭟ‬ ‫دفع ال ّدية إىل أهل القتيل أن يُ ِّ‬
‫‪‬‬ ‫ﭠﭡﭢﭣ ﭤﭥﭦﭧ‪ ،(((﴾. .‬إىل قوله ـ ـ ـ تعاىل ـ ـ ـ ‪﴿ :‬ﭨﮃﮄﮅﮆ‬
‫ﮇﮈﮉﮊﮋﮌﮍﮎ ﮏﮐﮑ ﴾(((‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 1‬سورة المجادلة‪ ،‬اآليتان ‪.4 ،3‬‬

‫‪‬‬ ‫‪102‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 2‬سورة النساء‪ ،‬من اآلية ‪.91‬‬
‫‪ 3‬سورة النساء‪ ،‬من اآلية ‪.91‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫فكفارة القتل اخلطأ ـ ـ بعد دفع الدية إىل أهل القتيل ـ ـ هي‪ :‬حترير رقبة مؤمنة‪ ،‬فمن مل جيد فصيام‬
‫شهرين‪ ،‬يشرتط فيه النية والتتابع كما سبق بيانه‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫كفارة اليمين‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إذا حنث املسلم يف ميينه املنعقدة وجبت عليه الكفارة ‪،‬واألصل يف ذلك قوله ـ ـ تعاىل ـ ‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫﴿ﯓﯔﯕﯖﯗﯘﯙ ﯚﯛﯜﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ‬ ‫‪‬‬


‫ﯢﯣﯤﯥﯦﯧﯨﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴﯵ‬
‫‪‬‬ ‫ﯶ ﯷﯸﯹ ﯺﯻ ﯼﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄ﴾(((‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فكفارة اليمني أحد أمور أربعة‪ ،‬ثالثة منها على التخيري‪ ،‬وهى‪ :‬إطعام عشرة مساكني‪ ،‬أو‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫كسوهتم‪ ،‬أو حترير رقبة‪ ،‬فمن مل جيد فالصوم؛ وهو ثالثة أيام‪ ،‬ويندب تتابعها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الصوم المندوب‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬صوم يوم عرفة لغري احلاج‪ ،‬والثمانية األيام اليت قبله‪ ،‬لقوله ﷺ‪« :‬ما من أيام العمل الصاحل فيها‬
‫‪‬‬
‫أحب إىل اهلل عز وجل من هذه األيام»‪ ،‬يعىن األيام من ذي احلجة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪2.2‬صوم احملرم‪ ،‬وأفضله التاسع والعاشر منه؛ لقوله ﷺ عندما ُسئِل‪ :‬أي الصيام أفضل بعد رمضان؟‬
‫‪‬‬
‫«شهر اهلل الذي تدعونه احملرم»‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3.3‬صوم رجب وشعبان‪ ،‬ومن أراد االقتصار على أقل عدد من األيام ميكنه أن يصوم النصف‬
‫‪‬‬
‫األخري من شهر شعبان‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪4.4‬صوم ثالثة أيام من كل شهر‪ ،‬ولعل احلكمة يف ذلك أن احلسنة بعشرة أمثاهلا‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ثالثا‪ :‬الصوم المكروه‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬صوم يوم الشك‪ ،‬وهو يوم الثالثني من شعبان إذا كانت السماء ُم َغيّمة ليلته‪ ،‬ومل ُيـ َر ُ‬
‫هالل‬
‫‪‬‬
‫رمضان‪ ،‬وصامه لالحتياط على أنه من رمضان‪ ،‬لكن جيوز صيامه للنذر أو التطوع أو قضاء‬
‫‪‬‬ ‫رمضان‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪103‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪.89‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ .2‬صوم يوم عرفة للحاج‪ ،‬لنهيه ﷺ عن ذلك‪.‬‬
‫‪ .3‬قصد صوم األيام البيض‪ :‬وهي اليوم الثالث عشر وتالياه من كل شهر عريب‪ ،‬ومسيت بذلك‬
‫‪‬‬ ‫لبياض لياليها بالقمر‪ ،‬وذلك خوفاً من حتديد أيام بعينها بالصوم‪.‬‬
‫‪ .4‬صيام اليوم الرابع من عيد األضحى‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ .5‬صوم يوم أو يومني قبل رمضان‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ .6‬صوم يوم املولد النبوي؛ ألنه شيبه باألعياد‪.‬‬


‫‪ .7‬إفراد يوم اجلمعة أو يوم السبت بالصوم‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ .8‬صوم التطوع ملن عليه صوم واجب كالقضاء‪.‬‬
‫المحرم‪:‬‬
‫ّ‬ ‫رابعاً‪ :‬الصوم‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬صوم احلائض والنفساء؛ لفقدمها شرطاً من شروط وجوب الصيام وصحته‪ ،‬وهو اخللو من دم‬
‫احليض والنفاس‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪2.2‬صيام يومي العيد (عيد الفطر وعيد األضحى)؛ لقول عمر ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ــ‪« :‬هذان يومان هنى‬
‫رسول اهلل ﷺ عن صومها‪ :‬يوم فطركم من صومكم‪ ،‬واليوم الذي تأكلون فيه من نسككم»‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3.3‬صيام اليومني التاليني لعيد األضحى‪ ،‬ملا ثبت من أن رسول اهلل ﷺ أرسل صائحاً يصيح يف‬
‫(مىن) «ال تصوموا هذه األيام‪ ،‬فإهنا أيام أكل وشرب وذكر اهلل»‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪4.4‬صيام املريض الذي خيشى على نفسه اهلالك؛ لقوله ـ ـ ـ تعاىل ـ ــ‪﴿ :‬ﯖﯗﯘﯙﯚﯛﯜﯝ‬
‫ﯞ﴾(((‪ .‬وقوله تعاىل‪﴿ :‬ﮪﮫ ﮬﮭﮮﮯﮰ﴾(((‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪5.5‬صيام املرأة نفال بغري إذن زوجها‪ ،‬أو بغري علمها برضاه‪ ،‬إال إذا كان غائباً أو ُْمرِماً أو معتكفاً‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 1‬سورة البقرة‪ ،‬من االية ‪.184‬‬

‫‪‬‬ ‫‪104‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 2‬سورة الحج‪ ،‬من االية ‪.76‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ ‪ .1‬مثِّل للصيام الواجب‪ ،‬وللصيام احملرم‪ ،‬وللصيام املندوب وللصيام املكروه‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪ .2‬ما أركان الصوم؟ مث حدد نوع الشرط فيما يأيت‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ اإلسالم‪ -‬العقل‪ -‬الطهارة من دم احليض والنفاس‪ -‬الزمان القابل للصوم‪ -‬دخول الشهر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ ‪ .3‬اذكر بعضاً من مستحبات الصوم‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪ .4‬اذكر حكم الصيام فيما يأيت تفصي ً‬
‫ال ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ -‬سافر يف رمضان هناراً سفر معصية‪ ،‬فهل يصوم؟ وضح‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ ‬

‫‪ -‬شيخ هرم ال يقدر على الصيام‪.‬‬ ‫ ‬


‫‪‬‬ ‫‪ -‬طرأ على الصائم جنون هنار رمضان‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ ‬
‫‪‬‬ ‫‪ -‬صائم أُكرِه على الفطر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ ‬

‫‪ -‬مرضع خافت على رضيعها إن صامت‪.‬‬ ‫ ‬


‫‪‬‬ ‫‪ -‬أكل متعمداً هنار رمضان‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ ‬
‫‪‬‬ ‫املتعمد هنار رمضان غلب ًة ‪.‬‬
‫‪ -‬رجع شيء من قيئه َّ‬ ‫‪‬‬
‫ ‬

‫‪َّ -‬‬
‫دخن الدخان هناراً يف رمضان‪.‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫‪ -‬تعمد القيء ومل يرجع إىل جوفه شي ٌء‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ ‬
‫‪‬‬ ‫‪105‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ -‬أفطر ناسياً فاستمر يف فطره ظاناً أن صيامه فسد‪.‬‬ ‫ ‬

‫‪‬‬ ‫‪ -‬أفطر متعمداً يف صيام التطوع‪.‬‬ ‫ ‬

‫يؤذن له فشرب‪ ،‬مث تبني أنه أُ ِّذن له‪.‬‬


‫‪ -‬ظن أن الفجر مل َّ‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫ ‪ .5‬ما شروط صيام الكفارة؟ وأي أنواع الكفارة أفضل؟ مث اذكر أمثل ًة لصيام الكفارات‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫ ‪ .6‬اشرح لنا الفدية يف الصيام‪ ،‬ما هي؟ وممن تُطلَب؟‬


‫ ‪ .7‬اذكر حكم الصيام اآليت‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫ صيام يوم عرفة ‪ -‬صيام رجب ‪ -‬إفراد يوم اجلمعة بالصيام‪ -‬صيام شهر احملرم‪ -‬صيام ثالثة أيام من‬
‫كل شهر‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪106‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬







 
 
 
 
 
 
  
 ‫السيرة‬ 
 
 
 
 
 107
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵




















 108
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫بناء المجتمع اإلسالمي بعد الهجرة‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ؤســس لبنــاء الدولــة اإلســاميّة يف َم ْه ِدهــا اجلديـ ِـد‬ ‫ـول اهلل � املدينـةَ املنــورَة بــدأ يُ ِّ‬‫بعــد أن قَـ ِـد َم رسـ ُ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ووضـ َـع ُدســتُورا جديــدا يُنظِّــم‬
‫ـام‪َ ،‬‬ ‫ال ــم ْش ِرق بنــور اإلميــان‪ ،‬فبــى مسـ ِـج َده لِينشــر منــهُ تعاليــم اإلسـ ِ‬
‫ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫اجملتمــع اإلســامي يقــوم علــى قانــون ال ــمؤ ِ‬
‫ُ‬ ‫‪‬‬
‫ـكن يف‬ ‫ومـ ْـن يسـ ُ‬ ‫اخاة‪ ،‬ونظَّــم العالقــات بــن املســلمني َ‬ ‫َُ َ‬ ‫َّ َ ُ‬ ‫َ‬
‫‪‬‬ ‫ـاب؛ بِوض ـ ِع العهــود وال ــمواثِ ِيق بــن ِ‬
‫الفئَت ـَ ْ ِ‬
‫ـن‪.‬‬ ‫ََ‬ ‫َ ْ ُُ‬
‫املدينــة املنــورة مــن أهـ ِـل الكتـ ِ‬ ‫‪‬‬
‫بناء المسجد‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫هاج ـرا؛ فعندمــا وصــل‬ ‫بعــد قدومــه إىل املدينــة م ِ‬
‫ُ‬ ‫أول عمــل قــام بــه �‬ ‫كان بنــاءُ املســجد َ‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫اجلاهلِيَّـ ِـة) رغــب كل مســلم مــن‬ ‫ف بــه املدينـةُ ال ــمنـ َّورة يف ِ‬
‫َُ‬ ‫إىل يثــرب (وهــو االســم الــذي كانــت تُعـَـر ُ‬ ‫‪‬‬
‫ضون ناقتَهُ �‪ ،‬فيقول هلم‪َ :‬خلُّوا َسبِيلَ َها فَِإنَّ ا‬ ‫أهلها أن يـَْن ِزل رسول اهلل � يف داره‪ ،‬وكانوا يـَْع َِت ُ‬
‫‪‬‬ ‫أرض لِيَتِيمـ ْ ِ‬
‫ـن مــن بــي النجــار‪ ،‬فنــزل عنهــا �‪ ،‬وسـأَل عــن هــذه األرض‬
‫وسـ َـهْي ٍل ابــي عمــرو‪ ،‬ومهــا يتيمــان يل ســأرضيهما‬ ‫ِ‬
‫ـورةٌ‪ ،‬حــى بـََرَكــت يف ٍ َ‬ ‫َمأْ ُمـ َ‬
‫ل َمــن هــي‪ ،‬فقــال لــه ُم َعــاذُ بــن َع ْفـَـراءَ‪ :‬هــي ل َسـ ْـه ٍل ُ‬
‫ِ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫فاتـ ْذهُ َم ْسـ ِـجدا‪.‬‬
‫منهــا‪َِّ ،‬‬
‫‪‬‬
‫فأقــام � يف دار أيب أيـّـوب األنصــاري حــى بـُـي املســجد وبـُـي جبانبــه ُح ُجـرات ألزواجــه‪،‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫وقــد شــارك � يف بنائــه بيديــه الشـريفتني‪ ،‬فــكان ال ـ َـمنَ َارَة الــي انطلقــت منهــا الدعــوة‪ ،‬وكان املنـ َ‬
‫ـر‬ ‫‪‬‬
‫السياسـ ّـي الــذي ينظّــم الدولــة‪ ،‬واملــكان الــذي تُســتَقبَل فيــه الوفــود‪ ،‬ومركـزا لقيــادة اجليــش تنعقــد فيــه‬
‫‪‬‬ ‫األلويــة‪ ،‬وكان حمرابــا ألهــل العلــم يتف ّقهــون يف الديــن يف ســاحاته‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪109‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫صا ِر‪:‬‬ ‫ِ‬
‫الم َهاج ِر َ‬
‫ين واألَنْ َ‬ ‫الم َؤا َخاةُ بين ُ‬
‫ُ‬
‫وحتملـوا أَ َذى ُم ْشـ ِركي َم ًّكــة‪ ،‬مث هاجــروا‬
‫املهاجــرون هــم الذيــن اتّبعـوا الرســول � مــن غــر أهــل املدينــة ‪ّ ،‬‬
‫‪‬‬ ‫ـار هــم ُسـ َّـكان املدينــة مــن قَبِيلَـ َْ‬
‫ـي األ َْو ِس‬ ‫صـ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫إىل املدينــة عندمــا أُمــروا بذلــك‪ ،‬وتـََركـوا أهلَهــم وأمواهلــم‪ ،‬واألنْ َ‬
‫الع َقبَــة األوىل والثانيــة‪ ،‬وقــد جعــل رســول اهلل � لـ ُك ِّل واحــد مــن‬ ‫واخلـَ ْـزَرج الذيــن بايعـوا الرســول � يف َ‬
‫‪‬‬ ‫املهاجريــن أخــا مــن األنصــار يـَُق ِاسُــهُ داره ومالــه‪ ،‬قــال ـ ـ ـ تعــاىل ـ ـ ــ‪ ﴿ :‬ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ‬
‫ﯬﯭﯮﯯﯰﯱﯲﯳﯴ ﯵﯶﯷﯸﯹﯺﯻﯼ‬
‫‪‬‬ ‫ـس التعامــل بــن املســلمني‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ُس‬
‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫ض‬‫و‬‫و‬‫َ‬ ‫‪،‬‬ ‫(((‬
‫ﯽﯾﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅ ﴾‬

‫‪‬‬ ‫ُخ َّوة‪.‬‬


‫تضمنــت عــدة َمبــادئ‪ ،‬منهــا‪:‬‬
‫يف صحيفــة املدينــة‪ ،‬الــي ّ‬
‫ُخ َّوِة‬
‫الدخول يف اإلسالم‪ ،‬فجميع الفوارق وال ُـم َميِّزات ال قيمة هلا يف نطاق هذه األ ُ‬
‫ُ‬ ‫‪1.1‬أساس األ ُ‬
‫‪‬‬ ‫عاوُنم ِّ‬
‫لسد حاجاهتم الدنيوية‪.‬‬ ‫‪2.2‬التَّكافُ ُل بني املسلمني وتَ ُ‬
‫‪3.3‬األخذ على يد الظامل واملعتدي والذي يبغي الفتنة بني املسلمني‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫فذ َّمته ُمتمة ِ‬
‫وجو ُاره حمفوظ‪.‬‬ ‫ِ‬
‫‪4.4‬للمؤمن حرمة ال حيق ألي أحد انتها ُك َها‪َ َ ْ ُ ،‬‬
‫‪‬‬ ‫ف فيه هو كتاب اهلل وسنة نبيّه �‪.‬‬ ‫‪5.5‬مصدر التشريع فيما ِ‬
‫اختُل َ‬
‫ْ‬
‫العهود والمواثيق بين المسلمين و اليهود‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫ـاث قبائــل مــن اليهــود‪ ،‬هــم‪ :‬بنــو الن ِ‬
‫َّضــر‪ ،‬وبنــو قـَُريْظَــة‪ ،‬وبنــو قـَيـْنـَُقــاع‪،‬‬ ‫كان يســكن املدينــة املنــورة ثـ ُ‬ ‫ ‬
‫وكان ـوا يُ ِكنُّــون العــداء لــأوس واخلــزرج قبــل اإلســام‪ ،‬وبعــد أن هــدى اهلل هاتــن القبيلتــن إىل اإلســام‬
‫‪‬‬ ‫وحقدهــم‪ ،‬قــال ‪﴿:,‬ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ‬ ‫ُ‬ ‫ازداد ُحْنـ ُـق اليهــود‬
‫ِِ‬
‫‪‬‬ ‫ع فيهــا‬ ‫ﯗ﴾ ‪ ،‬ومــع ذلــك مل يُعادهــم رســول اهلل �‪ ،‬بــل كتــب املواثيــق يف صحيفــة املدينــة‪َ ،‬و َاد َ‬
‫(((‬

‫‪ 1‬سورة الحشر‪ ،‬اآلية ‪.9‬‬


‫‪ 2‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪.82‬‬

‫‪‬‬ ‫‪110‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ـود وعاهدهــم‪،‬‬
‫اليهـ َ‬
‫‪‬‬
‫أقرهــم علــى دينهــم وأمواهلــم‪ ،‬حيــث جــاء فيهــا‪ .. ( :‬وإن اليهــود ينفقــون مــع املؤمنــن مــا دام ـوا حماربــن‬
‫‪‬‬ ‫‪ ،...‬لليهــود دينهــم وللمســلمني دينهــم‪ ،‬مواليهــم وأنفســهم‪ ،‬إال مــن ظَلَـ َـم وأمث فإنــه ال يُوتـِ ُـغ((( إال نفســه‬
‫‪‬‬
‫وأهــل بيتــه‪ ...‬إن علــى اليهــود نفقتُهــم وعلــى املســلمني نفقتُهــم‪ ،‬وإن بينهــم النصــر علــى مــن حــارب أهــل‬
‫‪‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هــذه الصحيفــة‪ ...‬مــن خــرج مــن املدينــة آمــن ومــن قـََعــد آمــن إال مــن ظَلَـ َـم وأَثَ)‪ .‬فــكان العهــد ينـ ّ‬
‫ـص علــى‬
‫‪‬‬
‫ُسـ ِ‬
‫ـس التاليــة‪:‬‬ ‫األ ُ‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬إذا رضــي اليهــود دينَهــم عــن اإلســام فلهــم دينـهــم وللمســلمني دينهــم‪ ،‬وبذلــك ِ‬
‫ضمــن هلــم ُحِّريَّـةَ‬ ‫ُُ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫االعتقــاد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال ْزيَِة مقابل ذلك‪.‬‬
‫‪2.2‬على املسلمني محايتُهم ما عاشوا بينهم‪ ،‬وعليهم دفع ِ‬
‫‪‬‬ ‫‪3.3‬التعاون مع ُوالة األمر من املسلمني يف رد الظلم والعدوان‪.‬‬
‫‪‬‬

‫‪Q‬‬
‫‪4.4‬لليهود حريّة التنقل فمن رضي باملكوث يف املدينة‪ ،‬فله األمان‪ ،‬ومن خرج له األمان‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ض اليهود تلك العهود‪ ،‬فأجالهم رسول اهلل � عن املدينة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫فـَنـََق َ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ 1‬يهلك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪111‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬

‫‪‬‬ ‫ُسس اليت قام عليها اجملتمع اإلسالمي يف املدينة؟‬


‫‪1.1‬ما األ ُ‬

‫‪‬‬ ‫‪2.2‬اخرت اإلجابة الصحيحة من بني األقواس فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬أقام الرسول � عند بناء املسجد يف دار‪:‬‬


‫‪‬‬ ‫(األرقم بن األرقم – أيب أيوب األنصاري – أيب بكر الصديق)‪.‬‬

‫ب‪ .‬األنصار هم من قبيليت‪:‬‬


‫‪‬‬ ‫(األوس واخلزرج – األوس وقريش – األوس وبين قريظة)‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3.3‬كان الرسول � قدوة يف التعاون والتواضع عند بناء املسجد‪ّ .‬‬
‫وضح ذلك‪.‬‬
‫ُس ِ‬
‫س التعامل بني املسلمني؟‬ ‫‪4.4‬ما املبادئ اليت تضمنتها صحيفة املدينة لوضع أ ُ‬
‫‪‬‬ ‫ ‪ ﴿5.‬ﭬﭭﭮﭯ ﴾‪ .‬من فهمك لآلية ناقش عالقة املسلمني باليهود بعد صحيفة املدينة‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪6.6‬اذكر سببا واحدا ملا يلي‪:‬‬

‫أ‪ .‬اهلجرة إىل املدينة‪.‬‬


‫‪‬‬ ‫ب‪ .‬بناء املسجد النبوي‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫ج‪ .‬اقتتال األوس واخلزرج قبل اإلسالم‪.‬‬

‫د‪ .‬إجالء اليهود عن املدينة ّ‬


‫املنورة ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪112‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الصحابة‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫يف حياته مؤمناً ومات على ذلك ‪.‬‬ ‫تعريف الصحابي ‪ :‬كل من لقي النيب �‬
‫‪‬‬
‫سيرة الصحابة وتاريخهم ‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫" كانوا خري هذه‬ ‫من أقوى مصادر القوة اإلميانية والعاطفة الدينية سرية أصحاب حممد " �‬
‫‪‬‬ ‫" حلمل‬ ‫األمة أبرها قلوباً وأعمقها علماً وأقلها تكلفاً ‪ ،‬قوم أختارهم اهلل لصحبة نبيه " �‬
‫األمانة أمانة القرآن مث السنة ‪ ،‬ألهنم رضوان اهلل عليهم كلهم عدول ثقات فضالء ‪ ،‬أفضلهم‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫اخللفاء الراشدون و العشرة املبشرون باجلنة مث أهل بدر مث أهل أحد ‪ ،‬مث أهل بيعة الرضوان "‬
‫" ‪ ،‬فهو من العدول الفضالء‬ ‫ومن كتبة الوحي معاوية " ‪D‬‬ ‫رضي اهلل تعاىل عنهم أمجعني"‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫" طاهرة حمصنة عفيفة بريئة ومربأة من‬
‫وهذه الصفات النبيلة‬ ‫(((‬
‫والصحابة النجباء ‪ ،‬وأن السيدة عائشة " زوج النيب �‬
‫فوق سبع السموات بقوله تعاىل‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﴾‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫"‪.‬‬ ‫تسري على مجيع أمهات املؤمنني من أزواج النيب " �‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬عدالة الصحابة ‪ :‬الصحابة كلهم عدول باإلمجاع مع التفاوت يف الفضل والرتبة وقد خصهم اهلل‬
‫‪‬‬ ‫هبذه الفضيلة دون غريهم فض ً‬
‫ال من اهلل ورمحة (((‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬الطعن في الصحابة وسبَّهم ‪ :‬قال اخلطيب البغدادي رمحه اهلل " باب ما جاء يف تعديل اهلل ورسوله‬
‫‪‬‬ ‫للصحابة رضي اهلل عنهم ‪ ،‬وأنه ال حيتاج إىل سؤال عنهم ‪ ،‬وإمنا جيب فيمن دوهنم " مث أردف قوله ‪ " :‬عدالة‬
‫‪‬‬
‫(((‬
‫الصحابة ثابتة معلومة بتعديل اهلل هلم وأخباره عن طهارهتم واختياره هلم يف نص القرآن والسنة النبوية ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1‬سورة النور اآلية رقم (‪ )11‬‬
‫‪ 2‬الباعث الحثيث ص (‪ )183‬البن كثير ‪ +‬لمعة االعتقاد ص (‪ )24‬البن قدامة أصول الدين ص (‪ )304‬البغدادي عبد القاهر ‬
‫‪‬‬ ‫‪ 3‬الكفاية يف علم الرواية ص (‪ – )46-47‬اخلطيب البغدادي ‪ ،‬االستيعاب ‪ 1/19‬البن عبد الرب ‪ .‬‬

‫‪113‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ وأمجع أهل السنة كلهم على عدالة الصحابة " رضوان اهلل عليهم " والطعن فيهم من‬
‫‪‬‬ ‫طرف الشيعة وطوائفها واخلوارج ُّ‬
‫وجل طوائفهم وبعض املعتزلة ومن حناحنوهم من املعاصرين‬
‫(((‬
‫يف القرن العشرين واحلادي والعشرين ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ و ُع ّد الطعن فيهم من احملرمات أو الكبائر وقليل من العلماء قالوا بتكفري سب الصحابة‬
‫‪ ،‬لذلك نقول اطباق العلماء من أهل السنة واجلماعة على حرمة سب الصحابة وجترحيهم‬
‫‪‬‬ ‫احلط من قدرهم ومكانتهم ‪ ،‬وكفى مبن َّ‬
‫عد له رسول اهلل " � " شرفاً‬ ‫‪ ،‬أو الطعن فيهم و ُ‬
‫(((‬
‫وعزة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ -‬األدلة على طهارتهم ونزاهتهم وعدالتهم ‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫أو ًال ‪ :‬القرآن الكريم‬


‫قال اهلل تعاىل ‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫مث قال اهلل تعاىل مؤكداً هذا الرضى ‪ ﴿ :‬ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ‬ ‫(((‬
‫ﭙ ﭚ ﭛ ‪﴾ ...‬‬
‫ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ‪. ((( ﴾ ..‬‬
‫‪‬‬ ‫وقال يف آخر سورة الفتح ‪ ﴿ :‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ‬
‫ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ‪. ((( ﴾....‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ 1‬فتح املغيث للسخاوي ‪ 3/103‬‬
‫‪ 2‬مقدمة أسد الغابة ‪ 1/16-18‬البن األثري ‬
‫‪ 3‬سورة التوبة ‪ :‬آية (‪ )100‬‬
‫‪ 4‬سورة الفتح ‪ :‬آية (‪ )19 – 18‬‬
‫‪‬‬ ‫‪114‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 5‬سورة الفتح ‪ :‬اآلية (‪ )29‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫األدلة من السنة ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫( ال تسبوا أصحايب ‪ ،‬فو الذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل‬ ‫ ‬ ‫قال رسول اهلل �‬ ‫‪‬‬
‫أُ ُحد ذهباً ما أدرك م ّد أحدهم وال نصيفه ) ((( وقوله عليه الصالة والسالم ‪(:‬خري أميت قرين‬
‫‪‬‬ ‫(((‬
‫مث الذين يلوهنم مث الذين يلوهنم )‬ ‫‪‬‬
‫وقوله � ‪ ( :‬النجوم آمنة للسماء ‪ ,‬فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما تو َع ُد وأنا أمنة‬
‫‪‬‬ ‫الصحاب ‪ ،‬فإذا ذهبت أتى أصحايب ما يوعدون وأصحايب أمنة الميت فإذا ذهب أصحايب‬
‫‪‬‬
‫‪.‬‬ ‫(((‬
‫أتى أميت ما يوعدون )‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫والخالصة ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الصحابة كلهم عدول ومزكون ‪ ،‬ومتفاوتون يف األفضلية ومل خيالف ذلك إال أهل‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫الضالل واملبتدعة من القدماء واحملدثني ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ 1‬أخرجه البخاري ‪ :‬يف صحيحه يف كتاب فضائل الصحابة باب قول النيب صلى اهلل عليه سلـ ــم ) لو كنت متخذاً خلي ً‬
‫ال ‪ ،..‬وأخرجه اإلمام‬
‫مسلم يف صحيحه كتاب فضائل الصحابة باب حترمي سب الصحابة رضي اهلل عنه ‪ .‬‬
‫‪ 2‬أخرجه البخاري ‪ :‬يف كتاب الشهادات ‪ ،‬باب ال تشهد على شهادة جور إذا شهد ومسلم يف كتاب فضائل الصحابة ‪ ،‬باب فضل الصحابة مث‬
‫‪‬‬
‫الذين يلوهنم ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ 3‬أخرجه مسلم ‪ :‬يف كتاب فضائل الصحابة ‪ ،‬باب بيان أن بقاء النيب صلى اهلل عليه وسلم أمان ‬

‫‪115‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫للمزيد من اإلطالع على حياة الصحابة بالتفضيل عليك بالكتب اآلتية ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -1‬االستيعاب ‪ :‬البن عبد الرب أبو عمر يوسف ت (‪ )463‬هـ ـ ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ -2‬حلية األولياء ‪ :‬أمحد بن عبد اهلل االصبهاين ت (‪ )430‬ه ـ ‪.‬‬

‫‪M‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ -3‬أسد الغابة يف معرفة الصحابة ‪ :‬عز الدين بن األثري أبو احلسن ت (‪ )630‬ه ـ‬

‫‪ -4‬اإلصابة يف معرفة الصحابة ‪ :‬للحافظ بن حجر العسقالين ت (‪ )852‬هـ ـ ـ ‪.‬‬


‫‪‬‬ ‫‪ -5‬حياة الصحابة ‪ :‬حممد يوسف الكاندهلوي (‪ )1384‬هـ ـ ‪ 1965 ،‬م وكلها مطبوعة مع توفرها‬
‫يف املكتبات العامة ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪116‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫س‪ – 1‬من الصحايب ؟‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫س‪ – 2‬من الذين نقلوا إلينا القرآن والسنة النبوية ؟‬

‫‪‬‬ ‫س‪ – 3‬هل الصحابة عدول ؟ وما الدليل على ما تقول ؟‬ ‫‪‬‬
‫س‪ – 4‬ملاذا املنحرفون والضالون يطعنون يف الصحابة ؟‬
‫‪‬‬ ‫س‪ – 5‬من هم العشرة املبشرون باجلنة واخللفاء الراشدون وُكتاب الوحي ؟‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫سب معاوية أو علياً أو عائشة أو عثمان أو عمر أو الزبري ؟‬
‫س‪ – 6‬ما حكم من َّ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪117‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الفاروق عمر بن الخطاب‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫شخصية عمر ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ قبل اإلسالم‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫عاش عمر بن اخلطاب ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ يف اجلاهلية كأمثاله من أبناء قريش‪ ،‬وامتاز عنهم مبعرفته‬
‫للقراءة والكتابة‪ ،‬وقوة جسمه وُفـ ُر ِ‬
‫وسيَّته‪ ،‬كان يعمل بالرعي وجيمع احلطب‪ ،‬مث اشتغل بالتجارة وربح‬
‫ ‬

‫‪‬‬ ‫منها‪ ،‬فأصبح من أثْرياء مكة‪ ،‬واحتل مكانة بارزة يف قريش‪ ،‬فكان سفريَها يف احلرب ُم ِ‬
‫فاخرا أو ُمنافرا‪،‬‬
‫فدافع عن قريش دفاعا مستميتا‪ ،‬وكان َّ‬
‫أشد أهل مكة بَ ْطشاً بـال ُـم ْستَ ْض َع ِفني من املسلمني‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬كان يضرب َجا ِرَيـتَه َض ْربا ُمَبـ ِّرحا لدخوهلا يف اإلسالم‪ ،‬وكان ال يَ ُك ُّف عن ضرهبا إال َم َلالً‪ ،‬فاشرتاها‬
‫منه أبو بكر وأ ْعَتـ َقها‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪2.2‬كان َيـَتـ َوعَّد بقتل حممد �‪ ،‬وقد أَ ْوَكلَت قريش إليه هذه املهمة بعد أن َر ّشح نفسه هلا‪ ،‬وعندما مسع‬
‫عن اجتماع املسلمني برسوهلم يف دار األرقم‪ ،‬اجته إليهم ُمَتـ َو ِّشحاً سي َفه عازما على القتل‪ ،‬لوال أن‬
‫‪‬‬ ‫فغي و ِْج َهتَه إىل بيت أخته‪.‬‬
‫أسل ََمت‪ّ ،‬‬
‫صرفه عن ذلك مسا ُعه أن أختَه ْ‬
‫زوجها‪ ،‬فلما أرادت الدفاع عن زوجها ضرهبا وأَ ْد َمى‬
‫وض َرب َ‬
‫‪3.3‬داهم بيت أخته عندما علم بإسالمها َ‬
‫‪‬‬ ‫أسلمت‪َ .‬فـ َر َّق قلبُه بعد‬
‫ُ‬ ‫كنت فاعال فافعل؛ فقد‬
‫َض َب‪ :‬يا ابن اخلطاب ما َ‬
‫وجهها‪ ،‬فقالت وهي غ ْ‬
‫قِراءته الصحيفة اليت كانت معها‪ ،‬وشرح اهلل صدره لإلسالم‪ ،‬فكان له ع ّزا ونصرا‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪118‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫َصق ُ‬
‫ْل اإلسال ِم شخصي َة َ‬
‫عمر ـ ـ ـ رضي اهلل عنه‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أ‪ .‬تأثره بالرسول �‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫أساسها حب رسول اهلل � واالقتداء به‪،‬‬
‫استطاع الرسول � أن ُيـ َرّب أصحابه خريَ تربية‪ُ ،‬‬
‫‪‬‬
‫ ‬
‫فقد جاء يف احلديث أن رسول اهلل � قال‪« :‬ال يُؤِمن أح ُدكم حىت أكو َن َّ‬
‫أحب إليه من والده وولده‬
‫‪‬‬ ‫يل من كل أحد‪ ،‬إالّ من‬ ‫والناس أمجعني»‪ ،‬فقال عمر ـ ـ ـ رضي اهلل عنه‪ :‬واهلل يا رسول اهلل لََنت ُّ‬
‫أحب إ ّ‬
‫‪‬‬
‫إيل من نفسي‪،‬‬‫أحب َّ‬
‫أحب إليك من نفسك»‪ ،‬قال عمر‪ :‬فأنت ُّ‬ ‫نفسي‪ ،‬قال‪« :‬ال يا عمر‪ ،‬حىت أكون َّ‬
‫‪‬‬ ‫قال‪« :‬اآلن يا عمر»(((‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫كان من ِ َ‬
‫سات شخصية سيدنا عمر ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ ا ُجلرأ ُة يف قول احلق‪ ،‬لكنه كان يراجع‬
‫نفسه عندما يبني له الرسول � أسباب الرتيث يف كثري من األمور اليت كان لعمر رأي آخر فيها‪ .‬ومن‬
‫‪‬‬
‫ ‬

‫‪‬‬ ‫هذه املواقف ما يلي‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪1.1‬يف غزوة بين املصطلق كادت الفتنة َتـ ْع ِصف باملسلمني عندما تقاتل أجري لعمر بن اخلطاب ورجل من‬
‫‪‬‬ ‫األنصار لتزامحهما على املاء‪ ،‬فنادى األجري‪ :‬يا َم ْع َشر املهاجرين‪ ،‬ونادى اآلخر‪ :‬يا معشر األنصار‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ُول رئيس املنافقني املوقف‪ ،‬فقال لقومه‪ :‬أَ َو َفـ َعلُوَها! قد نَاَفـ ُرونا وَكاَثـ ُرونَا‬ ‫ب بن َسل ٍ‬ ‫فاسَتـ َغ َّل عبد اهلل بن أَُ ِّ‬
‫‪‬‬ ‫رسول اهلل �‪ ،‬وكان‬ ‫َل ‪ .‬فبلغ ذلك َ‬ ‫األعز منها األَذ َّ‬
‫يف ب َِل ِدنا‪ ...‬واهلل لَئِ ْن َرَج ْعنَا إىل املدينة لَيُ ْخرَِج َّن ُّ‬ ‫‪‬‬
‫ِش ٍر فليقتله‪ ،‬فقال رسول اهلل �‪ :‬فكيف‬ ‫بن ب ْ‬
‫معه عمر ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ فقال عمر‪ُ :‬م ْر به َعبَّاد َ‬
‫‪‬‬ ‫حممدا يقتل أصحابه! فعفا الرسول � عنه وَتـ َرفَّ َق به‪ ،‬حىت كان بعد‬ ‫يا عمر إذا حتدث الناس أن ّ‬
‫‪‬‬
‫احلدث عاتبه قوُمه و َعَّنـ ُفوه‪ .‬فقال � لعمر ـ ـ رضي اهلل عنه‪ :‬كيف ترى يا عمر؟‬
‫َ‬ ‫زمن إذا أَ ْح َد َث‬
‫‪‬‬ ‫آنف لو ُ‬
‫أمرتا اليوم بقتله لقَتـلَتْه(((‪ ،‬فقال عمر‪ :‬قد‬ ‫ألرعدت له ٌ‬
‫ْ‬ ‫قلت يل اقُتـ ْل ُه‬
‫أما واهلل لو قتلتُه يوم َ‬ ‫‪‬‬
‫واهلل َعلِ ْم ُت لََ ْم ُر رسول اهلل � ُ‬
‫أعظم بركة من أمري‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ 1‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 2‬أي لو أمر بقتله كما طلب عمر لغضب قومه وثأروا له‪ ،‬ولكنهم اليوم بعد العفو ال يحتملون خطأه‪ ،‬ولو أُ ِمروا بقتله لقتلوه‬
‫‪‬‬ ‫‪119‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫بأيديهم‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ ‪ .2‬اعرتض على صلح احلديبية‪ ،‬وأعلن ذلك للرسول � قائال له‪َ :‬‬
‫ألست برسول اهلل؟ قال‪ :‬بلى‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫قال‪ :‬أولسنا باملسلمني؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬أو ليسوا باملشركني؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪َ :‬فـ َع َل َم ُنـ ْع ِطي َّ‬
‫الدنِيََّة يف‬
‫أخالف أمرُه ولن يُ َضِّيـ َع ِن‪ .‬فلما تبيّنت له احلكمة من هذا الصلح‬
‫َ‬ ‫ديننا؟ قال‪ :‬أنا عبد اهلل ورسوله لن‬
‫‪‬‬ ‫جعل يتصدق ويصلي ويصوم وُيـ ْعتِ ُق؛ خمافة كالمه الذي تكلم به‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫ب‪ .‬تأثره بأبي بكر رضي اهلل عنه ‪:‬‬


‫كان عمر ‪ d‬يرى يف أيب بكر مثاال ُْيتَ َذى به يف قوة إميانه وحبه للرسول �‪ ،‬فهو ال َيـَتـ َو َان يف‬
‫‪‬‬ ‫تصديق الرسول � وتنفيذ أوامره دون تردد‪ ،‬أما عمر ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ فقد كان كثريا ما حياول إِ ْع َم َ‬
‫ال‬
‫عقله يف معرفة أسباب األحكام قبل تنفيذها‪ .‬ومن ذلك‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫النيب � جاء إىل أيب بكر ـ ـ ـ‬
‫‪1.1‬يف صلح احلديبية عندما اعرتض عمر ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ على قرار ّ‬
‫‪‬‬ ‫رضي اهلل عنه ـ ـ ـ وسأله‪ :‬أَلَ ْسنَا باملسلمني؟ أليسوا باملشركني؟ أجاب أبو بكر‪َ :‬بـلَى‪ ،‬فسأل عمر‪:‬‬
‫َع َل َم ُنـ ْع ِطي َّ‬
‫الدنِيَّ َة يف ديننا؟ قال له أبو بكر‪ :‬الزم غرزه(((‪ ،‬فإين أشهد أنه رسول اهلل‪ .‬فسكت عمر‬
‫‪‬‬ ‫رضي اهلل عنهما‪.‬‬

‫‪2.2‬كان ينافس أبا بكر ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ يف املسارعة لتنفيذ أوامر رسول اهلل �‪ .‬ذكر عمر ـ ـ رضي‬
‫‪‬‬ ‫اهلل عنه‪ :‬أمرنا رسول اهلل � أن نتص ّدق‪ ،‬ووافق ذلك ماال عندي ‪ ،‬فقلت‪ :‬اليوم أسبق أبا بكر‪،‬‬
‫قال‪ :‬فجئت بنصف مايل‪ ،‬فقال �‪ :‬ما أبقيت ألهلك؟ قلت‪ِ :‬مْثـلَ ُه‪ ،‬وجاء أبو بكر ِّ‬
‫بكل ما عنده‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫فقال‪ :‬يا أبا بكر ما أبقيت ألهلك‪ ،‬قال‪ :‬أبقيت هلم اهلل ورسوله‪ُ ،‬‬
‫فقلت‪ :‬ال أسبقه إىل شيء أبدا‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫وملا كان عمر جمتهدا يف أحكام مل ترد يف نصوص الكتاب والسنة‪ ،‬موافقا فيها الصواب‪ ،‬اختذه‬
‫الصديق ‪ d‬وزيرا يالزمه‪ ،‬ويأخذ برأيه يف كثري من األمور‪:‬‬
‫ ‬

‫‪‬‬ ‫‪120‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬أي الزم أمره‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫مر َعلَى أيب بكر ـ ـ ـ رضي اهلل عنهما ـ ـ ـ جبمع القرآن عند موت كثري من الصحابة يف حروب‬
‫‪ .1‬أشار ُع ُ‬
‫الرّدة‪ ،‬فقال‪ :‬كيف أفعل شيئا مل يفعله رسول اهلل �؟! قال الصديق ـ ـ رضي اهلل عنه‪ :‬ما زال عمر‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫يراجعين حىت شرح اهلل صدري للذي شرح له صدر عمر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ِس األْقـ َرِع‪ ،‬طلب منهما أن‬ ‫‪ .2‬عندما اقتطع الصديق ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ أرضا ل ُعَيـْيـنَ َة بن ِح ْص ٍن َ‬
‫وحاب ٍ‬
‫‪‬‬ ‫يأخذا رأي عمر يف ذلك‪ ،‬فأخذ عمر منهما الصحيفة‪ ،‬وحما ما فيها‪ ،‬وطلب منهما أن يأكال من َك ِّدمها‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫فغضبا وذهبا أليب بكر يقوالن له‪ :‬أأنت اخلليفة أم عمر؟ قال ‪ :‬ال‪ ،‬بل هو إن كان شاء‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫خالفة عمر رضي اهلل عنه‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫درستِم فيما سبق أن أبا بكر الصديق ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ َع ِه ِد باخلالفة من بعده لعمر‪ ،‬بعد أن‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫استشار الصحابة ـ ـ ـ رضوان اهلل عليهم ـ ـ ــ‪ ،‬فتوىل عمر ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ اخلالفة بناء على هذا العهد‪،‬‬
‫‪‬‬
‫الص ِّديق ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ بعد وفاهتما‪ ،‬فبلغت الدولة اإلسالمية يف عهده‬
‫النيب � و ِّ‬
‫وسار على َه ْد ِي ّ‬
‫‪‬‬ ‫قِ َّم َة اال ْزِدهار‪ ،‬وكانت أهم املبادئ اليت حكم هبا عمر ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ما يلي‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪1.1‬مبدأ العدل والمساواة‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫كان العدل من الدعائم اليت أقام عمر ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ الدولة عليها‪ ،‬استنادا لقوله تعاىل‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫﴿ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ‬
‫ﯘ ﯙﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞﯟ ﯠ ﯡﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﴾(((‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ويهودي يف االقتصاص من الظامل واألخذ بيد‬
‫ّ‬ ‫يفرق بني ُقـ َر ِش ّي وغري ُقـ َر ِش ّي‪ ،‬وال بني مسلم‬
‫فلم ّ‬
‫‪‬‬ ‫ ‬
‫املظلوم‪ ،‬فشهد له أعدا ُؤه بالعدل‪ .‬واملواقف اليت تدل على ذلك كثرية‪ ،‬منها‪ :‬أنه جاءه رجل يشكو إليه‬
‫‪‬‬ ‫ص‬‫عامال لعمر ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ أنه ضربه مائة َس ْوط‪ ،‬فقال عمر ـ ـ رضي اهلل عنه‪ :‬فِ َيم َض َرْبـتَه؟ ق ُْم فاْقـتَ َّ‬ ‫‪‬‬
‫فعلت هذا يكثر عليك ويكون ُسنًَّة يأخذ هبا من‬ ‫منه؟ فقام عمرو بن العاص فقال‪ :‬يا أمري املؤمنني‪ ،‬إن َ‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫بعدك‪َ ،‬فـ ْلُنـ ْر ِض ِه‪ ،‬قال‪ُ :‬دونَكم فأَ ْر ُضوُه‪ ،‬ولو مل يرضوه القتص منه ـ ـ رضي اهلل عنه‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪121‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪.9‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪.2‬مبدأ ُّ‬
‫الشوَرى‪:‬‬
‫كان عمر ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ يستشري الصحابة ‪ d‬يف أمور الدولة؛ عمال بقوله ـ ـ تعاىل ـ ـ ــ‪:‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫﴿ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﴾(((‪ ،‬من‬
‫ذلك أخ ُذه بقول الصحابة عندما استشارهم يف قتال الفرس‪ ،‬واستشارهتم يف رجوعهم عن الشام النتشار‬
‫‪‬‬ ‫الطاعون فيها‪ ،‬فأخذ برأي بعض الصحابة‪ ،‬فقال أبو عبيدة‪ :‬أفرارا من قدر اهلل؟ قال عمر‪ :‬نعم‪ ،‬نَ ِف ُّر من‬
‫قدر اهلل إىل قدر اهلل‪ ،‬فقال عبد الرمحن بن عوف‪ :‬مسعت رسول اهلل � يقول‪« :‬إذا مسعتم هبذا الوباء‬
‫‪‬‬ ‫يف بلد فال َتـ ْق ِدموا عليه‪ ،‬وإذا وقع ببلد أنتم فيه فال خترجوا فرارا منه»‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪.3‬حسن التصرف الماليّ ‪:‬‬


‫كان عمر ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ حمافظا على بيت مال املسلمني حفاظه على ماله اخلاص‪ ،‬فكان‬ ‫ ‬

‫‪‬‬ ‫يتحرج من األخذ منه‪ ،‬وكان يتوىل توزيع الغنائم والصدقات بنفسه‪ ،‬ومن املواقف اليت تبني ُزْه َده وخوفه‬
‫من التصرف يف مال املسلمني‪:‬‬

‫‪‬‬ ‫أ‪ .‬قال علي بن أيب طالب ‪d‬رأيت عمر َيـ ْع ُدو‪ ،‬فسألته‪ :‬أين تذهب يا أمري املؤمنني؟ قال ‪ :‬بَ ِعري َش َرَد‬
‫ْت اخللفاء من بعدك‪ ،‬قال‪ :‬يا أبا احلسن ال َتـل ُْم ِن؛ لو شاةٌ ذهبت‬ ‫من أبل الصدقة‪ ،‬فقلت‪ :‬لقد أ ْذلَل َ‬
‫‪‬‬ ‫بشاطئ الفرات ألُ ِخ َذ هبا ُعمر يوم القيامة‪.‬‬
‫فو ِص َف له العسل‪ ،‬وكان يف بيت مال املسلمني ز ٌّ‬
‫ِق صغري‪ ،‬فقال‪ :‬إن‬ ‫ب‪ .‬اشتكى عمر ‪ d‬شكوى ُ‬
‫‪‬‬ ‫أَ ِذْنـتُم يل فيه أَ َخ ْذتُه‪ ،‬وإال فإنه َعل َّ‬
‫َي حرام‪ ،‬فأذنوا له فيه‪.‬‬
‫َّج ُر وهو خليفة ‪ ،‬فجهَّز ِعريا إىل الشام‪ ،‬فبعث إىل رجل يستقرضه ماال‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬قل له‬
‫ج‪ .‬كان َيـت ِ‬
‫‪‬‬ ‫فش َّق على عمر ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ ذلك وقال‪ :‬إن ِم ُّت قبل أن َ‬
‫جتيء‬ ‫يأخذها من بيت املال مث لريّدها‪ُ ،‬‬
‫قلتم أخذها أمري املؤمنني‪ ،‬دعوها له وأُ ْؤخذ هبا يوم القيامة‪ ،‬ال ولكن ُ‬
‫أردت أن آخ َذها من رجل‬
‫‪‬‬ ‫حريص على ماله‪ ،‬حىت إذا ِم ُّت أخذها من مايل‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪122‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬سورة الشورى‪ ،‬اآلية ‪.38‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الح ْكم‪:‬‬
‫الش َّد ُة في ُ‬
‫‪ِ .4‬‬ ‫‪‬‬
‫كان عمر ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ قويا شديدا‪ ،‬قال رسول اهلل �‪« :‬أَ َش ُّد أُم َِّت يف أمر اهلل عمر»(((‪ .‬جاء‬
‫‪‬‬ ‫َنـ َف ٌر إىل عبد الرمحن بن عوف ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ فقالوا‪َ :‬كلِّ ْم عمر بن اخلطاب ـ ـ رضوان اهلل عليه ـ ـ ـ فإنه‬
‫قد أخشانا حىت واهلل ما نستطيع أن ندمي إليه أبصارنا‪ ،‬فذكر عبد الرمحن لعمر ذلك‪ ،‬فقال عمر ـ ـ ـ رضي‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ْت اهلل يف ذلك‪ ،‬ولقد اشتددت عليهم حىت خفت اهلل يف ذلك‪.‬‬ ‫اهلل عنه‪ :‬واهلل لقد لِنْ ُت هلم حىت َّ‬
‫ختوف ُ‬ ‫‪‬‬
‫وكان ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ ال يتواىن يف عقاب ُوَلتِه إذا أنكر منهم عمال‪ ،‬فعزل أمريا الستهزائه بعظيم من‬
‫‪‬‬ ‫أهل احلرية؛ إ ْذ أ َع َّد لألمري طعاما‪ ،‬فمسح بلحية الرجل‪ ،‬فبلغ ذلك عمر فعزله‪ ،‬ورمى باحلجارة يزي َد بن‬ ‫‪‬‬
‫أيب سفيان وخالد بن الوليد وأبا عبيدة عندما قدم إىل الشام فرآهم يستقبلونه بثياب فاخرة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫أهم األعمال التي قام بها عمر ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ لبناء الدولة‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫اض‪ ،‬وُتـ ْف َرض منه ُم َرَّتـبَ ُ‬
‫ات الناس من‬ ‫‪1.1‬إنشاء الديوان‪ :‬وكان يُ َس ّجل للناس فيه ممتلكاهتم من دور وأر ٍ‬ ‫‪‬‬
‫عاملني بالديوان إىل مجيع املسلمني‪ ،‬وكان قد ميّز َقـ َرابة رسول اهلل � األقرب فاألقرب‪ ،‬والذين‬
‫أبناءهم‪ ،‬ومل ُيـ َف ِّض ْل عن أهل بدر إال أزو َاج النيب �‪ ،‬وكانت هذه املرتبات سنوية‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫شهدوا بدرا و َ‬
‫وجعل للمولود مائة درهم‪ ،‬حىت إذا نشأ وترعرع جعل له مائتني‪ ،‬وجعل لِلَّ ِق ِ‬
‫يط ُمرتبا شهريا له ولوليه؛‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫جيش إسالمي‪ :‬كان الرسول � وبعده أبو بكر ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ يستنفرون يف احلرب‪،‬‬
‫لتشجيع الناس على كفالتهم‪.‬‬

‫‪2.2‬إِنْ َشا ُء ٍ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫فيح ِمالن من َيـ َريَان أنه جدير باجلهاد‪ ،‬ولكن عمر ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ َجنَّد‬
‫فيأيت املسلمون للجهاد‪ْ ،‬‬
‫اجلنود‪ ،‬وفرض مرتبات هلم وخليوهلم وألسلحتهم وألهلهم‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫َرَبـيْ َجا ُن وأَ ْرِمينِيَة‬
‫وحات اإلسالمية‪ :‬فُتِ َحت يف عهده الشام والعراق ومصر وليبيا وِديَ ُار بَ ْك ٍر وأَذ ْ‬
‫‪‬‬
‫‪3.3‬ال ُفتُ ُ‬
‫وبالد فارس وغريها‪ ،‬وغنموا منها غنائم وفرية‪ ،‬فازداد َد ْخ ُل الدولة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ 1‬رواه أحمد والترمذي‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪123‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫وول على كل إقليم عامال عليه‪،‬‬ ‫قسم عمر الدولة على حسب األقاليم‪َّ ،‬‬ ‫ ‪ .4‬الواليات اإلسالمية‪ّ :‬‬
‫‪‬‬ ‫ُضاة كل بلد قاضيا؛ لِيُ ِع َ‬
‫ني الوايل يف أمور‬ ‫وول على ق َ‬ ‫وأوصى أن يستمر العامل سنة منذ َتـ َولِّي ِه‪ّ ،‬‬
‫الكنْ ِدي‪ ،‬وعلى مصر َقـيْ َس بن أيب العاص‬ ‫احلكم‪َ :‬فـ َولَّ على ق َ‬
‫ُضا ِة الْ ُكوفَ ِة ُش َريْ َح بن احلارث ِ‬
‫‪‬‬ ‫ِي على البصرة‪ ،‬وكان ذلك يف السنة اليت‬ ‫ُضاة املدينة‪ ،‬وأبا موسى الَْ ْش َعر َّ‬ ‫الس ْه ِمي‪ ،‬وأبا الدرداء على ق َ‬
‫َّ‬
‫قُتِل فيها عمر‪ ،‬فَأََقـ َّر عثمان بن ع ّفان ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ُع َّمال عمر َسنَ ًة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬

‫‪a‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪124‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬مب متيزت شخصية عمر رضي اهلل عنه قبل اإلسالم؟‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪2.2‬ما األسس اليت قامت عليها الدولة اإلسالمية يف عهد عمر؟‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3.3‬كيف كان يتعامل عمر رضي اهلل عنه مع والته؟‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪4.4‬ما الذي استحدثه عمر ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ يف بناء هيكل الدولة اإلسالمية؟‬

‫‪5.5‬اذكر موقفا من سرية عمر يبني شدة حرصه على املال العام للمسلمني‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪125‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ذو النورين عثمان بن عفان‬
‫‪‬‬ ‫صهر رسول هللا �‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫اسمه ونسبه‪ :‬هو عثمان بن عفان بن أيب العاص بن أُ َميََّة بن عبد مشس بن عبد مناف‪ ،‬فهو ُقـ َرشي‬
‫أُ َموِي يلتقي مع النيب � يف عبد مناف‪ ،‬وهو أحد الذين بُ ِّشروا باجلنّة‪ ،‬وثالث اخللفاء الراشدين‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد مشس بن عبد مناف‪ ،‬وأم أروى البيضاء بنت عبد‬
‫املطلب عمة رسول اهلل �‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ولُ ِّقب بذي النورين ألنه تزّوج ببنيت ّ‬
‫النيب � ُرَقـيَّة و ُّأم كلثوم‪ ،‬وكانتا متزّوجتني ب ُعتْبَة وُعَتـيْبَة ابين أيب‬
‫هلب‪ ،‬فلما أعلن � دعوته أمر أبو هلب ابنيه مبفارقة ابنيت رسول اهلل �‪َّ ،‬‬
‫فزوج رقيّة لعثمان رضي‬
‫‪‬‬ ‫اهلل عنه‪ ،‬وبعد موهتا َزّوجه أم كلثوم‪.‬‬

‫‪‬‬
‫صفاته‪ :‬كان رجال قريش يأتونه ويألفونه؛ إذ كان من كبار ّ‬
‫التجار َح َس َن املعاملة‪ ،‬شديد احلياء‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫قال رسول اهلل �‪« :‬أصدق أميت حياء عثمان»(((‪ ،‬وكان يقوم الليل فال يوقظ أحدا من أهله أو خدمه‬
‫أمرت اخلدم لَ َك َف ْو َك‪ ،‬فقال‪ :‬ال‪ ،‬الليل هلم يسرتحيون فيه‪ .‬وكان حييي الليل‬
‫ليناوله وضوءه‪ ،‬فقيل له لو َ‬
‫‪‬‬ ‫فيقرأ القرآن كله يف ركعة‪ ،‬وكان يصوم َّ‬
‫الد ْه َر‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫إسالمه ‪ :‬أسلم عثمان ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ بعد سن الثالثني‪ ،‬وكان ذلك قبل دخول الرسول � دار‬
‫األرقم‪ ،‬دعاه أبو بكر الص ّديق ـ ـ رضي اهلل عنهما ـ ـ ـ إىل الذهاب واالستماع إىل رسول اهلل �‪ ،‬فما إن‬

‫‪‬‬ ‫‪126‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬رواه ابن ماجة وأحمد‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫عمه ال َـح َكم بن أيب العاص؛ إذ أوثقه وأمره بالعودة‬
‫ذهب ودعاه � حىت أسلم‪ ،‬ولَ ِق َي أذى كبريا من ّ‬
‫عن دينه فأىب‪ ،‬فلما رأى ا َحل َكم صالبته تركه‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫هجرته‪ :‬عندما اشتد أذى قريش للمسلمني أمر ّ‬
‫النيب � املسلمني باهلجرة إىل احلبشة‪ ،‬وكان عثمان‬ ‫‪‬‬
‫ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ أول من هاجر وزوجه رقيّة بنت رسول اهلل �‪ ،‬وتبعه بعد ذلك املسلمون‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ُّ‬
‫تخلفه عن بدر‪ ،‬وبيع ُة الرضوان‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫النيب � يف غزواته إال يوم بدر؛ فقد أذن له رسول اهلل‬
‫مل يتخلّف عثمان ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ عن ّ‬
‫� أن يَبقى يف املدينة لتمريض زوجه اليت ماتت‪ ،‬ودفنت يوم جاء البشري بنصر املؤمنني‪ ،‬وقد ضرب‬
‫‪‬‬ ‫ ‬

‫‪‬‬ ‫رسول اهلل � بسهم عثمان ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ يف الغنائم‪ ،‬فهو ُيـ َع ّد بذلك من البدريّني‪ .‬أما يف بيعة‬
‫النيب � إىل مكة رسوال‪ ،‬فاحتبسه املشركون وتأخر‪ ،‬وعندما بايع املسلمون ّ‬
‫النيب‬ ‫الرضوان فقد أرسله ّ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫� وضع يده اليمىن على اليسرى قائال «هذه يد عثمان»‪ ،‬وأي شرف ناله عثمان ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ‬
‫إذ نابت ي ُد رسول اهلل � الشريفة عن يده‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أهم أعماله‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1.1‬تجهيز جيش ال ُعسرِة(((‪ :‬عندما أمر حممد � أصحابه باإلنفاق لتجهيز اجليش الذي سيتجه إىل‬
‫‪‬‬ ‫الص ِّديق ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ مباله‬
‫تبوك لقتال الروم‪ ،‬وكان ذلك يف سنة شديدة ا َجل ْذ ِب وال َق ْح ِط‪ ،‬جاء ِّ‬
‫‪‬‬
‫كله‪ ،‬وجاء عمر رضي اهلل عنه بنصف ماله‪ ،‬وأنفق من املسلمني من أنفق‪ ،‬وتوىل عثمان جتهيز باقي‬
‫‪‬‬ ‫اجليش‪ ،‬فقال رسول اهلل �‪« :‬ما ّ‬
‫ضر عثما َن ما َ‬
‫عمل بعد اليوم»‪ ،‬وقال‪« :‬من ج ّهز جيش العسرة‬
‫‪‬‬
‫فله اجلنة» (((‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪2.2‬شراء بئر رومة وتص ّدقه بمائه‪ :‬مسع عثمان ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ رسول اهلل � يقول‪« :‬من حيفر بئر‬
‫‪‬‬
‫ليهودي ورفض بيعها‪ ،‬فاقرتح عثمان ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ أن يبيع نصفها‪،‬‬ ‫رومة فله اجلنة»(((‪ ،‬وكانت‬
‫‪‬‬ ‫ّ‬
‫‪ 1‬سمي بجيش العسرة نسبة إلى قوله ــ تعالى ــ‪﴿ :‬الذين اتبعوه في ساعة العسرة﴾‪ .‬سورة التوبة‪ ،‬اآلية ‪.117‬‬
‫‪ 2‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 3‬رواه البخاري‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪127‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫اليهودي إىل عثمان ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ وقال‬
‫ّ‬ ‫‪1.1‬وترك عثمان ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ يومه للمسلمني‪ ،‬فذهب‬
‫َي بئري فاشرت النصف اآلخر‪ ،‬فاشرتاها منه‪ ،‬وتص ّدق مبائها للمسلمني‪.‬‬
‫له‪ :‬أفسدت َعل َّ‬
‫‪‬‬ ‫النبوي‪ :‬كان املسجد النبوي يف عهد الرسول � مبنيّا باللَّ َ ِ‬
‫ب‬ ‫ّ‬ ‫‪2.2‬توسعة المسجد الحرام والمسجد‬
‫وسقفه اجلريد وُع ُم ُده خشب النخل‪ ،‬ويف عهد عمر ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ زاد يف مساحته وبناه كما بناه‬
‫‪‬‬ ‫�‪ ،‬أما عثمان ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ فزاد يف مساحته‪ ،‬وبىن جدرانه وأعمدته باحلجارة املنقوشة‪ ،‬وجعل‬
‫أبوابه ستة كما جعلها عمر ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ــ‪ ،‬أما املسجد احلرام فقد زاد فيه عمر ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ‬
‫‪‬‬ ‫وح ّفه جبدار دون القامة‪ ،‬فلما كان عهد عثمان ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ زاد فيه أيضا‪ ،‬وكانت الزيادة تتم‬
‫بابتياع الدور اليت حول املسجد من أهلها عن رضا‪ ،‬وإدخاهلا يف املسجد‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫العثماني‪ :‬ملا رأى الصحايب ُح َذْيـ َف ُة بن الْيَ َما ِن ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ اختالف أهل‬
‫ّ‬ ‫‪3.3‬كتابة ال ُم ْص َحف‬

‫‪‬‬ ‫األمصار يف قراءة القرآن‪ ،‬وَيـ ْزُعم أهل كل مصر أن قراءهتم خري من قراءة غريهم‪َّ ،‬‬
‫توج َه إىل اخلليفة ـ ـ‬
‫رضي اهلل عنه ـ ــ‪ ،‬وأشار عليه أن َيمع األمة على مصحف؛ لئال خيتلفوا اختالف اليهود والنصارى‪،‬‬

‫‪‬‬ ‫فاستشار عثمان ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ كبار الصحابة‪ ،‬فأشاروا عليه بذلك‪ ،‬فطلَب من َح ْف َصة بنت عمر‬
‫مصاحف‪،‬‬
‫َ‬ ‫الص ِّديق أيام الرّدة‪ ،‬فنسخ منها‬
‫الصحف اليت مجعها ِّ‬
‫َ‬ ‫بن اخلطاب ـ ـ رضي اهلل عنهما ـ ـ‬
‫وأُ ِ‬
‫‪‬‬ ‫رسلت إىل األمصار‪ ،‬وأمر حبرق ما سواها‪.‬‬

‫‪4.4‬بداية الفتوحات البحريّة‪ :‬بعد عزل عمرو بن العاص عن مصر وَتـ َوِّل عبد اهلل بن أيب سرح استطاع‬
‫‪‬‬ ‫غنائم كثرية‪ ،‬و َعلِم ابن أيب سرح بإعداد‬
‫بن ِه َرق َ‬
‫األخريُ هزمية جيش الروِم وقتل قائدهم (جرجري)‪ ،‬وغنموا َ‬
‫معاوية أسطوال حبريا يف الشام‪َّ ،‬‬
‫ْل‬ ‫ُس َطنْ ِط ُ‬
‫ني ُ‬ ‫أس ُطوال آخر يف ميناء اإلسكندرية‪َّ ،‬‬
‫فوج َه ق ْ‬ ‫فأعد ْ‬
‫‪‬‬ ‫أُ ْس ُطوالً لتحطيمه‪ ،‬وخرج عبداهلل يف مائيت سفينة للقتال‪ ،‬والتحم ْ‬
‫األس ُط َول ِن‪ ،‬ودارت بينهما يف البحر‬
‫معرك ٌة مسيت بذات الصواري عام ‪ 34‬ه‪،‬ـ اليت انتهت هبزمية الروم هزمي ًة ساحق ًة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪128‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬اخرت اإلجابة الصحيحة من بني األقواس فيما يلي‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫أ‪ .‬هاجر عثمان رضي اهلل عنه إىل احلبشة‪:‬‬

‫بالنيب �)‪.‬‬
‫(للتجارة – هربا من أذى املشركني – للحاق ّ‬
‫‪‬‬ ‫ب‪ِّ ُ .‬‬
‫سي عثمان بن عفان بـ ـ ـ (الفاروق – الصديق – ذي النورين)‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ج‪ .‬ختلّف عثمان بن عفان ـ ـ رضي اهلل عنه عن‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫(غزويت أُ ُحد وتبوك – غزويت بدر واخلندق – غزوة بدر وبيعة الرضوان)‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪2.2‬قام عثمان ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ بأعمال ضمنت له اجلنة‪ .‬فما تلك األعمال؟‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وضح ذلك‪.‬‬
‫‪3.3‬كانت خالفة عثمان ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ـ بداية عهد جديد يف الفتوحات اإلسالمية‪ّ .‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪129‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬













 
 ‫التهذيب و األخالق‬




 130
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫التسامح مع أهل الديانات‬ ‫‪‬‬
‫السماوية‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫اإلسالم هو خامت الديانات السماوية‪ ،‬وسيدنا حممد � هو آخر األنبياء عليهم السالم‪ ،‬ولقد‬ ‫‪‬‬
‫جرت ُسنَُّة اهلل ـ ـ ـ تعاىل ـ ـ ـ على الرسول اللَّ ِحق أن يد ُع َو أَُّمتَه لإلميان مبن سبقه من األنبياء ‪ ،‬كما فعل سيِّ ُد‬
‫ ‬

‫‪‬‬ ‫البشر حممد �؛ ألن األصول االعتقادية واحدةٌ لألديان السماوية‪ .‬قال ‪﴿ :,‬ﭣ ﭤ ﭥ‬ ‫‪‬‬
‫ﭦ ﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ ﭰﭱﭲﭳ‬
‫‪‬‬ ‫ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁَ﴾(((‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ات؛ إذ ال جند فيه ِّاتاما ِض َّد نيب‪ ،‬أو هجوما‬ ‫فاإلسالم ُيارب الَّتـ َع ُّص َب الذميم واحلقد ضد ِّ‬
‫الديَانَ ِ‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫ِج َلل لكل األنبياء‪ .‬قال ‪ ﴿ :,‬ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ﴾(((‪ ،‬وقال النيب‬ ‫تقدير وإ ْ‬
‫على دين‪ ،‬بل هو ٌ‬ ‫‪‬‬
‫ي الَْنْبِيَا ِء»(((؛ ألن االسالم هو شريعة اهلل اليت تَ َك َّفلَت للبشر مجيعا يف أن يعيشوا يف‬
‫«ل تَُِّيـ ُروا َبـ ْ َ‬
‫�‪َ :‬‬
‫‪‬‬ ‫َع ْد ٍل كامل من آمن منهم به‪ .‬ولقد توصل االسالم إىل نزع األحقاد الدينية‪ ،‬والتعصب العنصري الذميم؛‬
‫ََشياً مع اختالف النفس البشريَّ ِة يف احلكم على األشياء‪ ،‬وإدراك املسلمني وعلمهم بأن اختالف‬ ‫ت ِّ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الناس يف ُمعتقداهتم هي سنة اهلل يف خلقه‪ ،‬وإرادته اليت َخلَ َقت الناس على هذا االختالف‪ ،‬وعليهم أال‬
‫حيقدوا أو يَ ْض َطهِدوا من خيالفهم يف الدين‪ ،‬عمال بقوله ‪ ﴿ :,‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ﭗ ﭘﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤﭥ ﭦ ﭧ‬
‫ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﴾(((‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ 1‬سورة البقرة اآلية ‪.136:‬‬
‫‪ 2‬سورة البقرة‪ :‬اآلية ‪.136‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 3‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪131‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 4‬سورة هود اآلية ‪.119 ،118:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫ ‬
‫‪‬‬ ‫َّسا ُم ِح‪ ،‬ومل مين ْعنَا من ِ‬
‫البِّ بغري املسلمني الذين خيالفوننا يف الدين‪.‬‬ ‫والقرآن الكرمي يدعونا إىل الت َ‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫والِْبُّ فوق الْ َع ْد ِل‪ ،‬فهو ال يأيت إال من العطف وا ُحلُنـ ِّو والرغبة يف اخلري‪ ،‬ما داموا يف ِس ْل ٍم معنا‪.‬‬
‫قال ‪ ﴿:,‬ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞﭟ‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﴾(((‪ ،‬وهنا يبدو أدب‬
‫أساس من الْ َع ْقل واحلجة ال ُـم ْقنِ َع ِة واملناقشة باحلسىن‪ ،‬فالرسول �‬
‫املناقشة َجلِياً مع أهل الكتاب‪ ،‬على ٍ‬
‫‪‬‬ ‫ْق واحلكمة واملوعظة ا َحل َسنة‪ ،‬وليس ُم َكلَّفا بأن َْي ِمل الناس عليها‬
‫َّض ُح من قوله ‪ ﴿ :,‬ﯟﯠﯡﯢﯣﯤﯥﯦ ﴾(((‪.‬‬
‫بالقوة‪ ،‬كما َيـت ِ‬
‫ُم َكلَّف بتبليغ الدعوة االسالمية ِّ‬
‫بالرف ِ‬

‫‪‬‬ ‫وإذا كان قد قاتل وحارب‪ ،‬فليس ذلك إلكراه أح ٍد من الناس على الدخول يف اإلسالم‪ ،‬وإمنا‬ ‫ ‬
‫لتَ ْحطيم ا َجلبَاب َِرة الذين يستعبدون الناس‪ ،‬ويَُولُون بينهم وبني معرفة دين اهلل‪ ،‬ومينعوهنم من توحيد اهلل‬
‫‪‬‬ ‫وعبادته وحده؛ لينْفرِدوا باستعباد الناس‪ ،‬قال ‪ ﴿ :,‬ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ‬
‫ِج َارة الْ ُـمشرِك إذا لَ َـجأَ‬
‫ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ﴾ ‪ ،‬فاإلسالم يأمرنا بإ َ‬
‫(((‬

‫‪‬‬ ‫إلينا واحتمى بنا‪ ،‬مث ُنـبْلِ ُغه َم ْأ َمنَ ُه‪ .‬كما أمرنا بوفاء العهود ملن عاهدنا منهم‪ ،‬وأال ُْن ِب أحدا على ترك‬
‫دينه‪ .‬قال ‪ ﴿ :,‬ﯿﰀﰁﰂﰃﰄﰅﰆ ﰇﰈ ﴾(((‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ونرى الرسول � قد عقد مع قبيلة َتـ ْغلِ َب يف السنة التاسعة للهجرة‪ ،‬وأباح هلم البقاء على‬ ‫ ‬
‫نَ ْص َرانِيَّتِهِم‪ ،‬وصاحل نصارى َْن َرا َن باليمن عندما َوفِ ُدوا إليه‪ ،‬وَفـ َر َش هلم َعبَ َاءتَه ودعاهم إىل اجللوس عليها‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫ول اللَّ ِه � َإل أَ ْه ِل الْيَ َم ِن أَنَُّه‪َ « :‬م ْن َكا َن َعلَى َيـ ُهوِديَّ ٍة أَ ْو نَ ْص َرانِيٍَّة‪،‬‬
‫وتركهم أحرارا يف دينهم‪ ،‬وَكتَ َب َر ُس ُ‬
‫ت َعْنـ َها»(((‪ ،‬وقال أيضا‪« :‬أََل َم ْن َظل ََم ُم َعا َهدا أو انَتـ َق َص ُه أو َكلَّ َفه فوق طاقته أو أخذ منه‬ ‫فَإِنَُّه َل ُيـ ْف َ ُ‬
‫‪‬‬ ‫اص ُمه وأُ َح ِ‬
‫اج ُجه يوَم القيامة»‪.‬‬ ‫يجه»(((‪ ،‬أي أنا الذي أُ َخ ِ‬ ‫شيئا بغري ِط ِ‬
‫يب َنـ ْف ٍس فأنا َح ِج ُ‬
‫‪ 1‬سورة العنكبوت اآلية ‪.46:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ 2‬سورة الغاشية اآليتان‪.22 ،21‬‬
‫‪ 3‬سورة التوبة اآلية‪.6:‬‬
‫‪ 4‬سورة البقرة اآلية‪.256:‬‬
‫سلم في كتاب األموال‪ ،‬وانظر نصب الراية للزيلعي‪.‬‬‫‪ 5‬رواه ابن َّ‬

‫‪‬‬ ‫‪132‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 6‬أخرجه أبو داود في سننه بإسناد صحيح‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫كما أَ َح َّل للمسلم األكل من أهل الكتاب‪ ،‬بشرط أن يكون املأكول حالال‪ ﴿،‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫بقاءهن على دينِهِن إن ِشئْ َن‪ ،‬من‬ ‫أح َّل َّ‬
‫الزَو َاج من ِ‬
‫الكتَابِيَ ِ‬
‫ات‪ ،‬وأجاز َ‬ ‫ﯣ ﯤﯥﯦﯧ﴾ ‪ ،‬و َ‬
‫(((‬
‫‪‬‬
‫غري ُفـ ْقدانِِ َّن للحقوق الزوجية‪ ،‬وال ُـم َؤ َاكلَ ُة وال ُـم َصا َه َرُة من األسباب الداعية إىل حسن ال ُـم َع َ‬
‫اش َرة‪ ،‬وصفاء‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫املعاملة‪ ،‬وبَ ِّث ُروح التَّسا ُمح‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪q‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪133‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬سورة المائدة اآلية‪.5:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫المناقشة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬جتتمع الديانات السماوية يف أصوهلا االعتقادية‪ .‬وضح هذه األصول‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪2.2‬ما الدليل على حماربة اإلسالم للتعصب ضد الديانات السماوية؟‬
‫‪‬‬
‫‪3.3‬من الذي يكون النيب � خصمه يوم القيامة ؟ و َع َل َم يَ ُد ُّل ذلك؟‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪4.4‬ما واجب املسلم حنو من استجاره من املشركني؟‬

‫‪‬‬ ‫‪5.5‬ماذا أحل اهلل لنا من أهل الكتاب؟‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪134‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫المساواة والعدالة االجتماعية‬
‫‪‬‬ ‫في اإلسالم‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫اإلسالم دين يفي حباجات البشرية‪ ،‬وقادر على حتقيق سعادهتم واستقرارهم الروحي‪ ،‬ملا اشتمل عليه‬ ‫‪‬‬
‫من قواعد ونظم فيها صالح الدنيا واآلخرة؛ ألنه من عند اهلل احلكيم اخلبري‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫وقد كفل اإلسالم احلرية بأنواعها املختلفة من دينية وفكرية وعلمية‪ ،‬كما كان له الفضل األول‬
‫‪‬‬ ‫ ‬
‫وشتَّ حقوق اإلنسان‪ ،‬وحيثما جند املساواة جند ال َع ْد َل‪ ،‬ولكنها ليست املساواة‬ ‫يف تقرير العدالة واملساواة َ‬
‫‪‬‬ ‫ت هبا كثري من أنصاف ال ُـمَثـ َّقفني‪ ،‬بل املساواة احلقيقية اليت تُ َسايِر سنن اهلل الفطرية‬
‫‪‬‬
‫الش ْكلِيَّة اليت ُيـ ْف َ ُ‬
‫َّ‬
‫وطبيعة خلقه‪ .‬ومن مظاهرها‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬املساواة يف القيمة اإلنسانية املشرتكة‪ ،‬قال ‪:,‬‬
‫‪‬‬
‫﴿ ﭑﭒﭓﭔﭕﭖﭗﭘﭙﭚﭛﭜﭝ‬
‫‪‬‬ ‫ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ‬
‫‪‬‬
‫ﭭ ﭮ ﴾(((‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬ ‫ ‬

‫‪‬‬ ‫ففي اآليات الكرمية يدعو اهلل الناس كافة‪ ،‬ومل يَ ْدُع قبيلة واحدة‪ ،‬وال أمة بعينها‪ ،‬بل يدعو الناس‬
‫بأصلهم األول وهو آدم وحواء‪ ،‬زمن كان أبوهم واحدا وأمهم واحدة‪ ،‬فليس هناك جمال ألن يَ َّد ِعي‬
‫ ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الس ُم َّو على بعض من ناحية اجلنس‪ .‬وهم وإن تفرقوا يف البالد‪ ،‬واختلفوا يف األجناس واللغات‬ ‫بعضهم ُّ‬
‫واأللوان‪ ،‬فإن وجوه هذا االختالف ال تُزِيل عنهم ِص َف َة األُ ُخ َّوة اليت ذكرها اهلل ـ ـ ـ ‪ ,‬ـ ـ ـ بقوله‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪135‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 1‬سورة النساء اآلية‪.1:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫﴿ ﯜﯝﯞ ﴾(((‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫فاألُ ُخ َّوُة تقتضي املساواة‪ ،‬إذ ال ُم َس ِّوغ لتفضيل أخ على أخيه ومها متماثالن‪ ،‬كما توجب‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫عليهم التعارف والتََّآلُف والتعاون‪ ،‬وال تشعر نفس اإلنسان هبذا املبدأ اإلنساين السامي إال بالتخلي عن‬
‫اسيَة كأسنان املِ ْش ِط‪ ،‬وأن التقوى هي‬
‫التعصب ألمة أو قبيلة أو نسب‪ ،‬حيث ُيـ َق ِّرر اإلسالم أن الناس َس َو ِ‬
‫‪‬‬ ‫أساس التفاضل بني الناس‪ ،‬قال ـ ـ ـ ‪ ,‬ـ ــ‪ ﴿ :‬ﮀﮁﮂﮃﮄﮅ ﴾(((‪.‬‬

‫‪2.2‬املساواة يف العبادة‪ :‬ويظهر ذلك جليًا يف الصالة؛ حيث يقف املصلون يف صفوف منتظمة تضم‬
‫‪‬‬ ‫الغين والفقري‪ ،‬العريب واألعجمي‪ ،‬واألبيض واألسود‪ ،‬وكلهم يتجه إىل اهلل بقلبه ُم َسبِّ ًحا حبمده‪،‬‬
‫رب احلجاج إىل رهبم؛ آملني يف ُغ ْف َرانِه‪ُ ،‬ملَبِّ َ‬
‫ني‬ ‫ناش ًدا رِضوانه وتَوبته‪ ،‬وكذلك يف احلج حيث َيـَتـ َق ُ‬
‫‪‬‬ ‫بصوت واحد «لبيك اللهم لبيك‪ ،»...‬ويف الصوم إذ يُْ ِسك الصائمون عن الطعام والشراب يف شهر‬
‫رمضان‪ ،‬ويفطرون معا يف حلظة واحدة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3.3‬املساواة أمام الشريعة يف احلقوق العامة‪ ،‬ويف حتقيق تَ َكافُؤ ال ُف َرص بني الناس يف شؤون االقتصاد‪ ،‬وقد‬
‫أىب � أن َ‬
‫يرض َخ لطلب زعماء قريش عندما قالوا له‪ :‬كيف جنلس إليك يا حممد‪ ،‬وأنت جتلس إىل‬
‫‪‬‬ ‫وص َهيْ ٍب الرومي وآل ياسر وسواهم من العبيد وعامة الناس؟!‬
‫مثل بالل احلبشي وسلمان الفارسي ُ‬
‫حنضر جملسك‪ ،‬ونسمع دعوتك‪.‬‬
‫اطردهم وحنن ُ‬
‫‪‬‬ ‫ويروى أنه � آمل جنديًا‪ ،‬وهو يُ ِّ‬
‫عدل الصفوف جبريدة‪ ،‬قال اجلندي‪ :‬آملتين يا رسول اهلل‪ ،‬فناوله‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫ص مين» وأظهر له بطنه‪ ،‬فأقبل اجلندي على الرسول � ُيـ َقبِّل بَ ْطنه‪ ،‬حىت يكون‬
‫اجلريدة وقال له‪« :‬اْقـتَ َّ‬
‫آخر عهده بالدنيا ملسه جلسد رسول اهلل �‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ومن أقوال عمر بن اخلطاب رضي اهلل عنه اخلليفة العادل‪« :‬أما العدل فال رخصة فيه ‪ ...‬إن اهلل‬ ‫ ‬
‫ض‬
‫القضاء حىت يكون ُع َم ُر ورجل من َع ْر ِ‬
‫َ‬ ‫ليس بينه وبني أحد نسب إال طاعته ‪ ...‬واهللِ‪ ،‬ال يُ ُ‬
‫درك َزي ٌد‬
‫‪‬‬ ‫ب بن كعب إىل قاضي املدينة‪.‬‬ ‫الطريق لديه سواء»‪ ،‬وذلك عندما حتاكم زيد بن ثابت مع أَُ ِّ‬
‫‪ 1‬سورة الحجرات اآلية‪.10:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪136‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 2‬سورة الحجرات اآلية‪.13:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫المناقشة‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪1.1‬ما املزايا اليت اختص اهلل هبا اإلسالم؟‬

‫‪‬‬ ‫‪2.2‬ما مظاهر املساواة يف الدين اإلسالمي؟ حتدث عن إحداها‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫‪‬‬ ‫‪3.3‬ما معيار املفاضلة بني الناس؟ وما أساس التفاضل بينهم يف القرآن الكرمي؟‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪4.4‬أي العبادات اليت تَظهر فيها مظاهر املساواة؟‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪5.5‬كان الرسول � مثال للمساواة بني الناس‪ .‬اذكر موقفا يدل على ذلك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪137‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫حسن اختيار األصدقاء‬
‫‪‬‬ ‫حاجة اإلنسان إلى الصديق‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫ال يستطيع اإلنسان أن يعيش منفردا وحيدا‪ ،‬بل حيتاج إىل اختاذ األصدقاء ومعاشرهتم‪ ،‬فهم خري‬
‫مكسب يف الدنيا‪ ،‬زينٌَة يف الرخاء‪ ،‬وُع َّدة يف الشدة‪.‬‬
‫ ‬

‫‪‬‬ ‫األخيار‪ ،‬ومنهم األشرار‪ ،‬وجيب علينا أن خنتار األصدقاء األخيار‪ ،‬ذوي‬ ‫ُ‬ ‫إن من األصحاب‬ ‫ ‬
‫واألصدقاء نوعان‪:‬‬

‫األخالق العالية‪ ،‬و ِّ‬


‫‪‬‬ ‫الطبَاع احلسنة‪ ،‬الذين يتقون اهلل؛ ألن الصديقني يُ َك ِّم ُل أحدمها اآلخر يف الرأي‬
‫ِب واملعارف‪ ،‬فهو ُيـ ْؤنِ ُسه يف و ِْح َدتِه‪ ،‬وُيـنَِّبـ ُهه على عيوبه‪ ،‬ويساعده على قضاء حوائجه‪ ،‬كما‬ ‫والتجار ِ‬

‫‪‬‬ ‫ين َخلِيلِ ِه‪َ ،‬فـ ْلَيـنْ ُظ ْر‬


‫احه‪ ،‬ويُفيده بعلمه وأخالقه‪ ،‬قال رسول اهلل �‪« :‬الْ َم ْرُء َعلَى ِد ِ‬
‫يشاركه أفراحه وأْتـ َر َ‬
‫أَ َح ُدُك ْم َم ْن يَُالِ ُل»(((‪ ،‬فيجب علينا أن نبتعد عن مرافقة املفسدين األشرار الذين يقضون أوقاهتم فيما ال‬
‫يرضي اهلل؛ َك ُمشاهدة األفالم الضارة يف القنوات اليت َتـبُ ُّث مسوما للمجتمعات‪ ،‬وتَ َص ُّف ِح ال َـم َواقع السيئة‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫ائض اهللِ َ‬
‫وآداب اإلسالم‬ ‫أو قضاء الوقت على أرصفة الشوارع إليذاء ال َـم َّارة بالكالم القبيح‪ ،‬ناسني فر َ‬
‫اليت حثنا عليها‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫أثر الصداقة‪:‬‬
‫الش ِّر ُير يستطيع أن ُيـ ْف ِسد اآلخرين إذا مل َيـ ْرَد ُعوه‬ ‫وإن املرء يتأثر غالبا مبن يصاحبه ويعاشره‪ ،‬والصديق ِ‬
‫‪‬‬ ‫الس ْوِء َك َحا ِم ِل الْ ِم ْس ِك َونَافِ ِخ الْ ِكريِ‪،‬‬ ‫يس َّ‬ ‫اللِ ِ‬
‫الصالِ ِح َو َْ‬ ‫يس َّ‬ ‫اللِ ِ‬ ‫عن َغيِّ ِه وضالله‪ ،‬قال النيب �‪َ « :‬مثَ ُل َْ‬
‫َحا ِم ُل الْ ِم ْس ِك إ َِّما أَ ْن ُْي ِذيَ َك‪َ ،‬وإ َِّما أَ ْن َتـبْتَ َاع ِمنْ ُه‪َ ،‬وإ َِّما أَ ْن َتِ َد ِمنْ ُه ِرحيًا َطيِّبَ ًة‪َ ،‬ونَافِ ُخ الْ ِكريِ إ َِّما أَ ْن ُْير َِق‬
‫فَ‬
‫‪‬‬ ‫ثِيَابَ َك‪َ ،‬وإ َِّما أَ ْن َتِ َد منه ِرحيًا َخبِيثَ ًة»(((‪.‬‬
‫‪ 1‬أخرجه أحمد في مسنده‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪138‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 2‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫َقبول هفوات األصدقاء‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ست أخالقه فهو‬ ‫إن األصدقاء ُع ْر َضة لل َهفوات «أي‪ :‬ال َغل َ‬
‫ْطات الصغرية»؛ ألن اإلنسان مهما ََ‬ ‫ ‬ ‫‪‬‬
‫غري معصوم عن الزلَّ ت‪ ،‬كأن يَتخلف عن موعد‪ ،‬أو يتأخر عن هتنئة‪ ،‬أو يتكاسل عن ُم َو َ‬
‫اسا ٍة‪...‬اخل‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫الص ِديق أن يتغاضى عن هفوات صديقه بَِتـنَاسي اهلفوة‪ ،‬أو قُبول العذر‬
‫فالكمال هلل وحده‪ ،‬وعلى َّ‬
‫‪‬‬ ‫ ‬
‫منه‪ ،‬أو ُح ْس ِن الظن بصاحبه‪ ،‬أو بالعتاب الرقيق اللطيف‪ ،‬قال ‪ ﴿: ,‬ﯓﯔﯕ ﴾(((‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫وقال أيضا‪ ﴿ :‬ﮱﯓ ﯔﯕﯖﯗ ﯘ﴾(((‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الدين يحثنا على معاشرة األخيار‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫لقد حثنا القرآن الكرمي والسنة املطهرة على معاشرة أهل اخلري‪ ،‬واختاذ األصدقاء األوفياء‪ ،‬وجتنب‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫أهل السوء وصحبتهم‪ ،‬قال ‪ ﴿ :,‬ﭥﭦﭧﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮ ﭯﭰ ﴾(((‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وليس تآخي األنصار واملهاجرين يف املدينة املنورة سوى األثر الطيب للصداقة اإلسالمية اليت‬
‫دعا إليها الدين احلنيف‪ ،‬وليس األُ ْخ َوُة واألَ َخ َوات والزوجة وَذ ُوو األرحام والزُّمالء يف املدرسة والعمل‬
‫ ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫سوى أصحاب هلم علينا حقوق‪ ،‬جيب أن ُنـ َؤِّديَها هلم؛ لي ُع َّم احلب والتعاون يف جمتمعنا الذي نعيش فيه‪،‬‬
‫الرفاق األشرار لرفاقهم‪ ،‬باصطحاهبم إىل‬
‫وخباصة يف هذا العصر الذي انتشر فيه الفساد‪ ،‬وكثر إفساد ِّ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الرذيلة‪ ،‬ومواطن اللهو وضياع الوقت‪.‬‬
‫أماكن َّ‬
‫ِ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ 1‬سورة الحجر اآلية ‪.85:‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 2‬سورة الشورى اآلية ‪.40:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪139‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 3‬سورة الكهف اآلية‪.28:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫المناقشة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬ما أمهية الصداقة لإلنسان؟‬
‫‪‬‬ ‫‪2.2‬األصدقاء نوعان‪ .‬أيهما تفضل؟ وملاذا؟‬

‫‪‬‬ ‫‪3.3‬ماذا تفعل إذا‪:‬‬

‫ ‪ .‬أرأيت أحد أصدقائك َيـ ْل ِمز الناس يف الطريق‪.‬‬


‫‪‬‬ ‫ ‪ .‬بتأخر صديق لك عن حفل أقمتَه مبناسبة جناحك‪.‬‬

‫ ‪ .‬جرأيت صديقا لك يستهزئ بصديق آخر َيـ ْق ِضي وقت الفراغ يف مكتبة املدرسة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪ .‬دكنت جتلس مع أصدقائك وحان وقت الصالة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪140‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫السعي في طلب الرزق‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫يشبه جمتمعنا الذي نعيش فيه َخلِيََّة النحل‪ ،‬فإن لكل حنلة فيها عمال‪ ،‬فهذه حترس الصغار‪ ،‬وتلك‬
‫‪‬‬ ‫ص الرحيق لتصنع منه عسال فيه شفاء للناس‪ ،‬وأخرى تطارد أعداء اخللية‪ ،‬ورابعة تبين ‪...‬اخل‪ ،‬ولو‬ ‫تَْتَ ُّ‬ ‫‪‬‬
‫وط هبا ألصاب اخللية ضرر مَُ َّق ٌق‪.‬‬
‫تركت أي حنلة عملها ال َـمنُ َ‬
‫‪‬‬ ‫وكذلك شأن أفراد اجملتمع‪ ،‬فإن لكل فرد فيه عمال‪ ،‬فهذا يزرع‪ ،‬وذلك يتاجر‪ ،‬وآخر يعاجل‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫املرضى‪ ،‬أو ُيـ َعلِّم الطالب‪ ،‬أو حيرس البالد والعباد ممن أراد سوءا بنا‪ ،‬أو يفصل بني املتخاصمني‪ ،‬أو‬
‫‪‬‬ ‫يشرف على تقدم البالد ‪...‬اخل وغريهم كثري‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫مضار البطالة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫لو ترك أي فَرد عمله‪ ،‬وأمهل واجبه املفروض عليه حلل مبجتمعه ضرر حمتوم‪ ،‬ولَ َكُثـ َر العاطلون‪ ،‬وانتشر‬
‫‪‬‬ ‫الغالء‪ ،‬وعندما ال جيد العاطل ما يأكل أو يلبس سيتجه إىل السرقة والَّنـ ْهب وارتكاب اجلرائم‪ ،‬وتتوقف‬ ‫‪‬‬
‫مصاحلنا العامة واخلاصة‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫مطالب الحياة‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫لكل فرد مطالب ورغائب كثرية يف هذه احلياة‪ ،‬فال بد من ماء ْيروِي َظ َمأَ ُه‪ ،‬وغذاء يُشبِع جوعه‪،‬‬
‫ومنزل يأوي إليه ‪ ،‬ورداء يسرت جسده ‪ ...‬وهذه الضروريات يف حياتنا لن حنصل عليها وحنن قَابِعون يف‬
‫‪‬‬
‫ ‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫منازلنا متكاسلني وُمَتـ َقا ِع ِسني‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪141‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫دعوة الدين إلى العمل‪:‬‬
‫إن القرآن الكرمي يدعونا إىل العمل والسعي يف طلب الرزق احلالل املشروع‪ ،‬قال ‪:,‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫﴿ ﭤﭥﭦﭧ ﭨﭩﭪﭫﭬﭭﭮﭯ ﴾(((‪ ،‬وقال‪﴿ :‬ﭨ ﭩ ﭪ‬

‫‪‬‬ ‫ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ﴾(((‪.‬‬
‫والرسول � يقول‪َ « :‬ما أَ َك َل أَ َح ٌد َط َعا ًما ق ُّ‬
‫ب اللَّ ِه‬
‫َط َخْيـ ًرا ِم ْن أَ ْن يَْأ ُك َل ِم ْن َع َم ِل يَ ِد ِه َوإ َِّن نَِ َّ‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫النيب �‬ ‫الس َلم َكا َن يَْأ ُك ُل ِم ْن َع َم ِل يَ ِد ِه»(((‪ ،‬وكان داود عليه السالم نبيا وَملِكا‪ ،‬وقد رعى ُّ‬ ‫َدا ُوَد َعلَيْ ِه َّ‬
‫األغنام‪ ،‬وعمل بالتجارة؛ ليكسب رزقا حالال مشروعا‪ ،‬وليكون قُ ْد َوة حسنة لنا‪ ،‬وما أكثر األحاديث‬
‫‪‬‬ ‫النبوية اليت تَُُّثـنَا على العمل احلالل‪ .‬والصحابة الكرام والسلف الصاحل من بعدهم قد اقتدوا بالرسول‬
‫�‪ ،‬فكان لكل واحد منهم ِح ْرفَة تَ ُد ُّر عليه ماال‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫من ذلك عندما آخى � بني عبد الرمحن بن عوف وسعد بن الربيع‪ ،‬آََثـ َر عبد الرمحن بن عوف‬ ‫ ‬
‫وق على أن َيـ ْقتَ ِسم معه ماله‪ ،‬فَأَْقـ َر َض ُه مبلغا صغريا‪ ،‬واجته به إىل السوق اشرتى وابتاع‬
‫الس َ‬
‫أن يُ ِريَ ُه سع ٌد ُّ‬
‫‪‬‬ ‫كون ثروة كبرية‪َ ،‬ك َفتْ ُه ُس َؤال الناس‪.‬‬
‫إىل أن َّ‬

‫‪‬‬ ‫َّس ُّو َل ويدعو إىل العمل‪ ،‬قال �‪« :‬اليد العليا خري من اليد السفلى»(((‪،‬‬
‫وهكذا حيارب اإلسالم الت َ‬
‫العمل إلِ ْغنَاء النفس عن التسول جهادا يف سبيل اهلل‪ .‬كان النيب � جالسا يوما مع أصحابه‬‫وجعل َ‬
‫ ‬

‫‪‬‬ ‫َفرأَ ْوا شابا ذا َجلَ ٍد وُقـ َّوة يسعى‪ ،‬فقالوا‪ ،‬لو كان ُ‬
‫شباب هذا ونشا ُطه يف سبيل اهلل كان خريا له منها‪،‬‬
‫فانتهى قوهلم حىت بلغ رسول اهلل �‪ ،‬فقال‪ :‬ما قلتم؟ قلنا‪ :‬كذا وكذا‪ ،‬قال‪« :‬أ َما أنه إن كان يَ ْس َعى‬

‫‪‬‬ ‫على والديه أو أح ِدمها فهو يف سبيل اهلل‪ ،‬وإن كان يسعى على ِعيَال يكفيهم‪ ،‬فهو يف سبيل اهلل‪ ،‬وإن‬
‫كان يسعى على نفسه فهو يف سبيل اهلل عز و جل»(((‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ 1‬سورة الملك اآلية ‪.15:‬‬


‫‪ 2‬سورة الجمعة اآلية ‪.10:‬‬
‫‪ 3‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪ 4‬متفق عليه‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪142‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 5‬أخرجه البيهقي في السنن الكبرى‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫الكسب الحرام ومحاربة االحتكار‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫وج ْه َل الفقراء‪ ،‬فيأخذون أمواهلم بال َـميْ ِس ِر‬
‫أما أولئك األغنياء األشرار الذين َيـنْتَهِزون غَباء اجلهالء َ‬
‫‪‬‬
‫ ‬
‫أو بالغش أو الربا أو أساليب االحتكار‪ ،‬فإن كسبَهم حرام وغريُ مشروع‪ ،‬واهلل يَْ َح ُق الربا وأمثاله‪ ،‬وُيـ ْرِب‬
‫‪‬‬ ‫الص َدقَات؛ فاإلسالم عقيدة وعمل‪ .‬قال ـ ـ ـ ‪ ,‬ـ ــ‪ ﴿:‬ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ‬ ‫الكسب احلالل و َّ‬
‫‪‬‬

‫‪v‬‬
‫الرجل فُيـ ْع ِجبُين‪ ،‬فأقول هل له‬ ‫ﯤ ﯥ ﯦ﴾(((‪ ،‬وقال الفاروق ـ ـ ـ رضي اهلل عنه ـ ـ ــ‪ :‬إين لََ َرى َ‬
‫‪‬‬ ‫ِح ْرفَة؟ فإن قالوا‪ :‬ال‪َ ،‬س َق َط من عيين‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪143‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 1‬سورة التوبة اآلية ‪.105:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫المناقشة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬هل يستطيع اإلنسان َس َّد حاجاتِه مبفرده؟‬

‫‪‬‬ ‫‪2.2‬للبطالة َم َضاُّر َو ِخ َيمة‪ .‬ما أثرها على الفرد؟ وكيف تُ ْسهِم يف اهنِيَار اجملتمع؟‬

‫‪‬‬ ‫‪3.3‬كيف يكون الكسب مشروعا؟‬

‫‪‬‬ ‫‪4.4‬مىت يكون العمل جهادا يف سبيل اهلل؟‬

‫‪‬‬ ‫‪5.5‬هناك طرق سهلة لتكوين ثروة ‪َ .‬ع ِّد ْد َها‪ ،‬وَبـ ِّ ْ‬
‫ي موقف اإلسالم منها ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪6.6‬نسمع من شبابنا اليوم أنه ال ميكن لإلنسان أن يكون غنيا إال إذا توفر له َرأْ ُس مال كبري‪ .‬هذا القول‬
‫َتـْنـ ُق ُضه حقيقة تارخيية حصلت من بعض الصحابة‪َ ،‬بـِّيـْنـ َها‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪144‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الغش مضاره على الفرد والمجتمع‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الغش ظاهرة اجتماعية يف املعامالت خاصة ويف شىت امليادين االجتماعية ‪ ،‬كل عامل‬
‫يف عمله يبيع ويشرتي ‪ ،‬حىت املوظف يف وظيفته واملعلم يف دروسه والواعظ يف وعظه‪ ،‬والتلميذ‬
‫‪‬‬ ‫ ‬

‫‪‬‬ ‫والطالب يف مدرسته ومعهده وكليته كلهم مسؤولون يف محل األمانة واحملافظة عليها والدفاع‬
‫عليها بإخالص وتضحية وصدق ووفاء فحماية األمانة مصلحة دينية ووطنية ‪ ،‬فمن أخلص‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫يف عمله بأداء وإتقان وقدمه على الوجه األفضل واألكمل الذي حيقق الغرض املقصود منه‪،‬‬
‫ويرضى به ربه وضمريه ‪ ،‬كان ما يتقاضاه يف مقابلة العمل حمفوفاً باخلري والربكة‪ ،‬مثمراً يف‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫نفسه وأسرته وكان هو حمل ثقة عند من يعامله ‪ ،‬فتعظم منزلته عند الناس ويقع القبول‬
‫عليه من الناس ويزداد خريه وعطاؤه ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫من أساء يف معاملته وعمله وخدع َّ‬
‫‪‬‬ ‫وغش ‪ ،‬ومهه احلصول على املال الذي يرضي‬ ‫َّأما ْ‬
‫شهوته فقط ‪ ،‬غري مكرتث باملصلحة العامة ‪ ،‬وغري مقدر لغضب اهلل وسخطه وعقابه ‪،‬‬
‫ ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫وناس نفسه أنه من املفسدين والظاملني‪ ،‬وال ريب سيكشف أمره ويتعرى ويفضح وينبذ يف‬
‫اجملتمع ويغمز له بأنه غاش وخمادع وخائن ‪ ،‬فتسوء مسعته بني الناس ‪ ،‬ويصبح إنسان معزوالً‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ومذموماً يف األوساط االجتماعية ويشار إليه بأرذل األوصاف ‪ ،‬مث يرمى به كالثوب اخللق‬
‫‪‬‬
‫البايل ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪145‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ -‬أثر الغش في المجتمع ‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫وقـ ــد أنزل اهلل سورة يف شأن الغش وفيما يكال أو يوزن ‪ ،‬سورة تسمى بسورة ( املطففني ) بدايتها‬
‫دعاء وهالك يف التطفيف والتنقيص فيما يبخس يف املكيال وامليزان بلفظة ويل ‪.‬‬
‫ ‬

‫‪‬‬ ‫وكانت رسالة سيدنا شعيب هدفها اقتالع هذا املرض اخلبيث من بين قومه قال اهلل‬
‫تعاىل ‪﴿:‬ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀﮁ‬
‫ ‬

‫ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ‬
‫‪‬‬ ‫ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﴾((( ‪.‬‬
‫دعوة شعيب عليه السالم ‪ :‬قائمة على األمر بالتوحيد ‪ ،‬وبعدها النهي عن خبس الناس أشياءهم‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫وهو تشريع يف املعامالت بني األمة ‪ ،‬وهو األصل الثاين يف أصول دعوة شعيب " عليه السالم " والغش‬
‫يعد من الفواحش اليت تفسد عالقــات اجملتمع يف التعامل وينجم عن هذا السلوك السئ اآلت ـ ــي‪-:‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬الغش واخلديعة من أسباب اهنيار اجملتمعات ‪.‬‬
‫‪2.2‬إثارة األحقاد والبغضاء بني الناس ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪3.3‬فقدان الثقة بني الناس وقطع الصالت فيما بينهم ‪.‬‬
‫‪4.4‬انتشار الفساد يف األرض ‪ ،‬وتضييع احلقوق وأكل أموال الناس بالباطل ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪5.5‬إضاعة األمانة وتضييع املصلحة العامة ‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ -‬الغش في السوق ‪:‬‬


‫َّمر النيب " � " برجل يبيع الطعام ‪ ،‬فأعجبه ظاهره فأدخل يده فوجد به بل ً‬
‫ال ‪ ،‬فقال للبائع ‪:‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫ما هذا الطعام ؟ قال البائع أصابته السماء يريد املطر نزل عليه ‪ ،‬فقال � ‪ :‬فهال أبقيته فوق الطعام‬
‫حىت يراه الناس ‪ ،‬مث قال رســول اهلل � ‪َ " :‬م َْن ّ‬
‫غشنا فليس ِمنَّا "((( احلديث يشمل مجيع أنواع الغش‬
‫‪‬‬ ‫‪ ،‬وفيه زجر ووعيد وهتديد هلذا اإلنسان الكاذب املنافق ‪ ،‬واإلنسان املسلم مبقتضى إميانه يكون صادقاً‬
‫‪1‬سورة األعراف ‪ :‬اآلية رقم (‪)85‬‬
‫‪‬‬ ‫" من غشنا فليس منا " ‬ ‫�‬ ‫‪ 2‬رواه مسلم يف كتاب اإلميان باب قول النيب‬

‫‪146‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫نقياً خملصاً والغش يهدم كل ذلك ‪ ،‬فيجعل صاحبه من املفسدين ‪ ،‬ويهوي به إىل مكان سحيق ‪ ،‬ألن‬
‫الغش تقدمي الباطل يف صورة احلق ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -‬حكمه ‪ :‬حكم الغش من احملرمات ومن الكبائر مثل الزنا واخلمر و القذف ‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪-‬الغش في االمتحانات ‪:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫الغش بكل أنواعه جرمية وسعي يف اإلفساد والتدمري ‪ ،‬ال فرق يف الغش يف السوق واالمتحانات‬
‫كلها وبال وسرطان خبيث يئول على اجملتمع باخلراب واالحنطاط والتأخر وتصرف مذموم وفاحشة‬
‫‪‬‬ ‫ ‬

‫‪‬‬ ‫منكرة ‪ ،‬الغش يف االمتحانات ظاهرة رديئة وحتريف الطيب إىل اخلبيث وظلم واعتداء على األخالق‬
‫وحقائق اإلصالح يف البنية التعليمية ‪ ،‬والتلميذ والطالب ملزم بنظام االمتحانات ولوائحه اليت حتظر الغش‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫بكل وسيلة كانت ظاهرة أو خفية ‪ ،‬وهذا احلظر يف لوائح االمتحانات معتمد على حديث رسول اهلل‬
‫َشنا فليس ِمنّا ) ((( ‪ .‬واحلديث يدل بوضوح على حترمي الغش ‪ ،‬وال أحد‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ‪َ ( :‬م ْن غ َ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫يقول جبواز الغش ‪ ،‬باعتباره تغيرياً وتبدي ً‬
‫ال للمبادئ السامية واملكارم النبيلة ‪ ،‬وسبباً من أسباب تأخر‬
‫األمة ‪ ،‬فالبد من معاجلته من الناحية الشرعية والرتبوية ‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫ال تنس‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫أن تقول عند لبس الثوب‪:‬‬
‫‪‬‬
‫(اللهم إن أسالك من خيره وخير ما هو له‪ ،‬وأعوذ بك من شره وشر ما هو له)‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪147‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪ 1‬سبق خترجيه ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‬
‫ ‬
‫‪‬‬ ‫المناقشة‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫س‪ -1‬هل الغش من الفضائل أم من الرذائل ؟‬

‫س‪ -2‬ملاذا الغش حمرم يف كل املعامالت ؟‬


‫‪‬‬ ‫س‪ -3‬ما هي اآلثار اليت تنجم عن الغش ؟‬

‫‪‬‬ ‫س‪ -4‬هل جيوز الغش يف االمتحانات ؟‬

‫‪‬‬ ‫س‪ -‬كيف نعاجل الغش شرعياً وتربوياً ؟‬

‫‪‬‬
‫أ‬
‫‪‬‬ ‫ضف إلى‬
‫معلوماتك‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫النبي الذي لقب بخليل اهلل هو سيدنا إبراهيم – عليه السالم ‪. -‬‬

‫‪‬‬ ‫‪148‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫والص ْل ُح خ ـيــر‬
‫ُّ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫لقد حض الشارع احلكيم على اإلصالح بني الناس‪ ،‬وحث على تقريب القلوب‪ ،‬وَتـنْ ِقيَتِها مما‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫علق هبا من أ ْد َران الفساد وعوامل ِّ‬
‫الش َقاق ودواعي ال ُف ْرقَ ِة‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫كائن َم ْن‬
‫أمر الشارع بذلك لعلمه أن الناس يف حاجة مستمرة بعضهم إىل بعض؛ فما من إنسان ٍ‬
‫َكان إال وفيه حاجة إىل الناس‪ ،‬والناس يف حاجة إليه‪ ،‬فهم يف هذه الدار قد فُرِض عليهم أن يتجاوروا‪ ،‬وأن‬
‫ ‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫يتقاربوا‪ ،‬وأن َيـَتـ َق َار ُضوا‪ ،‬أَ َحبُّوا أم َك ِرُهوا‪َ ،‬ما ِم ْن ذلك بُ ٌّد‪ ،‬واجملتمع يصلح بصالح أفراده‪ ،‬ويفسد بفسادهم‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فإذا أردنا أن حنقق جمتمعا صاحلا فاضال وجب علينا أن نبدأ بإصالح الفرد أوال‪ ،‬مث ُنـ ْع َن العناية‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫كلها بصالح األسرة‪ ،‬وإصالح الزوجني‪ ،‬مث ننتقل خطوة ثالثة فُنـ َق ِّرب بني اجلماعات‪ ،‬ونصل ما بني‬ ‫‪‬‬
‫بعضه بعضا‪.‬‬ ‫وص‪ ،‬يَ ُش ُّد ُ‬ ‫األُ َسرِ‪ ،‬وبذلك تصري األُ َّمة كالُبـْنـيَان ال َـم ُ‬
‫رص ِ‬
‫‪‬‬ ‫الصعود حنو ال َـم ْج ِد‪ ،‬إذا كان أفرا ُدها‬
‫وكيف تستطيع أمة أن حتاول الوصول إىل الكمال أو ُّ‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫احر ٍ؟‬ ‫ُ‬
‫ومجاعاتا يف تنافُ ٍر وتَ َدابُ ٍر وَتـنَ ُ‬
‫‪‬‬ ‫والتاريخ حيدثنا أن األمة تستطيع أن تصل إىل أَ ْوِج درجات ِّ‬
‫الرْفـ َعة وأن تأيت بالعجائب إذا َ‬
‫تطهَّرت‬ ‫ ‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫من أغْالل ا ِحلقد والَبـ ْغ َضا ِء و َّ‬
‫الش ْحنَاء‪ ،‬أما تلك األمة اليت َد َّب فيها َقـ ْرن الشيطان‪ُ ،‬‬
‫وعظ َمت فيها رؤوس‬ ‫‪‬‬
‫الفتنة فإهنا تبدأ باالهنيار السريع‪ ،‬والَّتـ َق ْه ُق ِر واالنِْ َزام‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫َضوا وال تََ َ‬
‫اس ُدوا وال تَ َداَبـ ُروا وال َتـ َقا َط ُعوا‪،‬‬ ‫عن أنس بن مالك ‪ d‬أن النيب � قال‪« :‬ال َتـبَاغ ُ‬ ‫‪‬‬ ‫ ‬
‫وكونوا عبا َد اهلل إخوانا‪ ،‬وال حيل ملسلم أن َيـ ْه ُج َر أخاه ْفو َق ثالث»(((‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪149‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬متفق عليه‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ويف حوادث املاضي واحلاضر ما يغنينا عن ضرب األمثال وترديد األقوال‪ ،‬هلذا جعل الشارع‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫مج ِع َّ‬
‫الشتَ ِ‬
‫ات‪.‬‬
‫احلكيم اإلصالح عمال مَُبَّبا إىل اهلل‪ِ ،‬‬
‫يوجب الثناء والثواب يف العاجل واآلجل‪ ،‬وأوجب على املسلمني‬
‫ورأْ ِب َّ‬ ‫أن يُسارعوا يف لَـِّم َّ‬
‫الص ْدِع‪ ،‬و ْ‬ ‫الش ْم ِل‪َ ،‬‬
‫‪‬‬ ‫وقد سلك القرآن يف ذلك أسلوبا نفسيا حكيما‪ ،‬فلفت نظرهم إىل أهنم أُ ْخ َوةٌ يف اإلنسانية‪،‬‬ ‫ ‬
‫وأُ ْخ َوةٌ يف الدين‪ ،‬قال ‪ ﴿:,‬ﯜﯝﯞﯟﯠﯡﯢﯣﯤ ﯥﯦ ﴾(((‪،‬‬
‫‪‬‬ ‫َّوُّد ِد والتواصل‬ ‫مشريا بذلك إىل أن إصالحهم ومراعاتِِم هلذه األخوة ُيـنْتِ َجا ِن هذه ال َـم ْرََ‬
‫حة والتـ َ‬
‫﴿ ﯥﯦ ﴾‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫صالح األسرة‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫الوَهن‪ ،‬وَيـ َغ ُار عليها من‬ ‫كثري من الناس من يُ ِّ‬
‫قدس رابطة القرابة وصلة النسب وخياف عليها من َ‬
‫الَّتـ َف ُّك ِك‪ ،‬فأثار القرآن يف هؤالء حب هذه الرابطة‪ ،‬قال‪ ﴿:,‬ﭜ ﭝ ﭞ ﭟﭠ ﭡ‬
‫‪‬‬ ‫ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﴾(((‪.‬‬

‫وطاعة اهلل ورسوله إمنا تعين هنا اإلصالح بني األقارب‪ ،‬واخلتم بقوله ﴿ ﭣ ﭤ ﭥ ﴾ إشارة‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫إىل أن هذا الفعل من موجبات اإلميان‪ ،‬ومن املظاهر العملية على استقرار اإلميان يف القلب‪.‬‬

‫ويتناول القرآن احلديث يف إصالح األسرة حديثا مستفيضا ُم َف َّصال؛ ألن األسرة ركن اجملتمع‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫أساسه الذي ال يتم إال به‪ ،‬قال ‪ ﴿:,‬ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ‬
‫و ُ‬
‫ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﴾(((‪ ،‬ويف مكان‬
‫‪‬‬ ‫آخر قال‪ ﴿:‬ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ‬
‫ﭡ ﭢ ﴾(((‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ 1‬سورة الحجرات اآلية‪.10:‬‬
‫‪ 2‬سورة األنفال اآلية‪.1:‬‬
‫‪ 3‬سورة النساء اآلية‪35:‬‬

‫‪‬‬ ‫‪150‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 4‬سورة النساء اآلية‪.128:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلصالح بين القبائل‪:‬‬
‫‪‬‬ ‫وبعد أن تناول القرآن الكرمي إصالح الفرد وإصالح األقارب ‪ ،‬أخذ حيث على اإلصالح بني‬
‫‪‬‬
‫ ‬
‫‪‬‬ ‫الطوائف والقبائل ‪ ،‬وقد تَ َد َّرج تَ َد ُّرجا طبيعيا ‪ ،‬با ِدئا باألَ ْدىن ‪ ،‬وانتهى باألعلى ‪ :‬قال ـ ـ ‪ ,‬ـ ـ ـ‪:‬‬‫‪‬‬
‫﴿ ﮙﮚﮛﮜﮝﮞﮟﮠﮡﮢﮣ ﮤﮥ‬
‫‪‬‬ ‫ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖﯗ‬ ‫‪‬‬
‫ﯘ ﯙ ﯚ ﴾(((‪.‬‬
‫‪‬‬ ‫للم َش ِّ‬
‫اق ‪ ،‬ورمبا احتاج إىل بذل املال؛ لذلك كان‬ ‫وال شك أن اإلصالح حيتاج إىل صرب وتََ ُّم ٍل َ‬
‫‪‬‬
‫ ‬
‫ثواب اإلصالح لذات البني عظيما‪ .‬قال النيب �‪« :‬أال أخربكم بأفضل درجة من الصيام والصالة‬
‫‪‬‬ ‫والصدقة ؟ قالوا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬إصالح ذات البني‪ ،‬فإن فساد ذات البني هي احلالقة‪ ،‬ال أقول حتلق الشعر‬
‫‪‬‬

‫‪H‬‬
‫ولكن حتلق الدين»‪ ( .‬رواه الرتمذي )‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪151‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪ 1‬سورة الحجرات اآلية ‪.9:‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫المناقشة‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬كيف حنقق جمتمعا فاضال ؟‬

‫‪‬‬ ‫‪2.2‬قارِن بني األمة اليت ختلصت من أغالل احلقد واألمة اليت عظمت فيها الفنت‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪3.3‬دعانا الدين اإلسالمي إىل التوافق والتآلف‪ .‬هات نصا من القرآن يدل على ذلك‪.‬‬

‫‪‬‬ ‫‪4.4‬ملاذا اهتم القرآن باإلصالح بني الزوجني؟ وما ا ُخلطوات اليت جيب القيام هبا عند اإلصالح بني القبائل‬
‫املتناحرة؟‬
‫‪‬‬
‫‪5.5‬ما فضل إصالح ذات البني ؟ ومل مسي إفسادها باحلالقة؟‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪152‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬







 
 
 
 
 


 
 
 
 
 
 
 
 153
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫المقدمة ‪3................................................................................‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬القرآن الكريم ‪5..............................................................‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬اإليمان باهلل وحده والرضا بقضائه وقدره ‪7.........................................‬‬

‫‪‬‬ ‫‪2.2‬توجيه اجتماعي(‪12................................................................ )1‬‬

‫‪3.3‬توجيه اجتماعي(‪18................................................................ )2‬‬


‫‪‬‬ ‫‪4.4‬العمل للدنيا واآلخرة ‪23...............................................................‬‬

‫ثانياً ‪ :‬السنة النبوية‪27..........................................................‬‬


‫‪‬‬ ‫‪ -1‬السبع المهلكات ‪29.....................................................................‬‬

‫‪‬‬ ‫‪ -2‬عدالة اإلسالم ‪33.......................................................................‬‬

‫‪ - 3‬ميتة جاهلية ‪36........................................................................‬‬


‫‪‬‬ ‫‪ -4‬المفلس يوم القيامة ‪39.................................................................‬‬

‫‪-5‬اإلصالح بين الناس ‪42.................................................................‬‬


‫‪‬‬ ‫‪ -6‬التبكير إلى المساجد ‪45................................................................‬‬

‫‪‬‬ ‫‪154‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬العقيدة اإلسالمية‪49.....................................................‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪1.1‬تعريف السنة النبوية‪50................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫‪2.2‬السنة من حيث أهميتها وحجتيها‪54...................................................‬‬
‫‪‬‬ ‫ ‪3.‬عالقة القرأن بالسنة ‪58...............................................................‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫رابعاً ‪:‬العبادات‪63..............................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .1‬صالة الجماعة ‪65................................................................‬‬ ‫ ‬
‫‪‬‬ ‫‪ .2‬صالة الخوف ‪70..................................................................‬‬
‫‪‬‬
‫ ‬
‫‪‬‬ ‫‪ .3‬صالة المريض‪73.... ............................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫ ‬

‫‪ .4‬صالة سجود التالوة‪76............................................................‬‬ ‫ ‬


‫‪‬‬ ‫‪ .5‬قضاء الصالة‪79............................................................. ...‬‬
‫‪‬‬
‫ ‬
‫‪‬‬ ‫‪ .6‬مايفعل الميت ‪82..................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ .7‬النوافل‪87................................................................. .......‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ .8‬السنن غير المؤكدة ‪93............................................................‬‬
‫‪‬‬
‫ ‬
‫‪‬‬ ‫‪ .9‬الصوم ‪95..........................................................................‬‬ ‫‪‬‬
‫خامساً‪ :‬السيرة ‪107..........................................................‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ .1‬بناء المجتمع اإلسالمي بعد الهجرة ‪109...........................................‬‬
‫‪‬‬
‫ ‬

‫‪‬‬ ‫‪155‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪ .2‬الصحابة ‪113.........................................................................‬‬
‫‪‬‬ ‫‪ .3‬الفاروق عمر‪118........................................................... d‬‬ ‫ ‬

‫‪‬‬ ‫‪ .4‬ذو النورين عثمان‪ 126......................................................d‬‬ ‫ ‬

‫سادساً‪ :‬التهذيب و األخالق ‪130...........................................‬‬


‫‪‬‬ ‫‪ .1‬التسامح مع أهل الديانات السماوية‪131..........................................‬‬ ‫ ‬

‫‪‬‬ ‫‪ .2‬المساواة والعدالة االجتماعية في اإلسالم ‪135...................................‬‬

‫‪ .3‬حسن اختيار األصدقاء ‪138.......................................................‬‬


‫ ‬

‫ ‬
‫‪‬‬ ‫‪ .4‬السعي في طلب الرزق ‪141......................................................‬‬ ‫ ‬

‫‪ .5‬الغش مضاره على الفرد والمجتمع ‪145.........................................‬‬ ‫ ‬


‫‪‬‬ ‫‪ .6‬والصلح خير ‪149..................................................................‬‬ ‫ ‬

‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬
‫‪‬‬ ‫‪156‬‬
‫‪]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵‬‬







 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 157
]ËeË’;z;ÏÁÊd2’\;oÊue’\Â;ÏË⁄Ë÷¬i’\;r·]fi∏\;á—ÖŸ;z’;ÏΩÊ •;–ÊŒ¢\;√˵


You might also like