التطور في مفهوم فكرة حياد القاضي وفقا ً للقانون العراقي
المفهوم المتطور لفكرة حياد القاضي
الكي اظم الم رك ي جعف القاض يقصد بفكرة حياد القاضي هو أن يقف موقفا سلبيا من كال الخصمين في ما يتعلق بإثبات الدعوى ,فالقاض ي ال يمكنه أن يؤسس قناعته إال على عناصر اإلثبات التي أدلى به ا األط راف وال يمكن ه الت دخل تلقائي ا في البحث عن الحقيقة من دون دليل قدم من قبلهما اثناء نظر الدعوى. حيث نصت الم$$ادة 2من ق$$انون االثب$$ات على ((ال زام القاض ي بتح ري الوق ائع الس تكمال قناعته)) ألن س ير الخصومة يخضع لضوابط وقواعد معينة تحدد سلفا دور كل من القاضي واألطراف في إث ارة وتس يير وإنه اء الخصومة و يتركز النزاع الم دني أساس ا على حق وق الخص وم وبالت الي وجب على ه ؤالء إثب ات ادع اءاتهم بالطرق القانونية كما يجب عليهم أن يوفروا للقاضي مادة النزاع وخاصة في ما يتعلق بجوانبه المادية وهو م ا يسمى مبدأ ((ملكية الدعوى للخصوم أو للمتقاضين)). فمبدأ ملكية الدعوى للمتقاضين يفرض على القاضي أن يبت في النزاع في حدود اإلطار الذي حدده األط راف أي باالعتماد على الوقائع التي يستندون إليها في طلباتهم ودف وعهم وه و م ا يق ع تفس يره ع ادة من خالل مب دأ حياد القاضي. فالقاضي يفصل بين المتقاضين على ضوء ما يدلون به من حجج وم ا يتمس كون ب ه من دف وع دون حاج ة إلى البحث عن أدلة أخرى أو السعي إلتمام ما كان ناقصا منها مقتص را على االكتف اء بم ا احتوت ه أوراق ال دعوى من عناصر تجسيما لمبدأ حياد القاضي في النزاع المدني والذي يعتبر من المبادئ األساسية التي يرتكز عليه ا نظام اإلثبات في الدعوى المدنية. لقد حصل تغيير كبير في النظرة إلى دور القاضي في نط$$اق ال$$دعوى المدني$$ة ه$$و أخرج$$ه عن دوره الس$$لبي الذي كان يرسمه له فقه االثبات التقليدي ،الى الدور االيجابي للقاضي في النزاع المدني أساس$$ا في الح$د من سلطة األطراف على عناصر الدعوى المدنية خاصة في ما يتعل$$ق بض$$بط الج$$وانب المادي$$ة لل$$نزاع وجوانب$$ه القانونية. وقد برز هذا االتجاه في المادة /17أوال من قانون االثبات التي نصت ((للمحكمة ان تقرر من تلقاء نفس ها ,او بناء على طلـب الخص م ,اتخ اذ أي إج راء من إج راءات اإلثب ات ت راه الزم ا ً لكش ف الحقيقي ة)) وال ذي يم ّكن المحكم ة من الخ روج من الس لبية والقي ام ب دور مهم في البحث عن الحقيق ة ال تي أص بح من أب رز اهتمام ات المشرع فلم يعد دور القاضي يقتصر على الحقائق النسبية التي يقدمها المتقاض ين ب ل أص بح يبحث بنفس ه عن الحقيقة الموضوعية. وهناك جملة من الوس$ائل المباش$رة وغ$ير المباش$رة تمكن القاض$ي من الوق$وف على الحقيق$ة،وال$تي يمكن حصرها في: الدور االستقرائي للقاضي ودوره في تحدي$$د وق$$ائع ال$$نزاع ,فاألعم ال االس تقرائية كم ا ت دل تس ميتها ته دف أساسا إلى الكشف عن الحقيقة ،و ليس للمحكمة أن تعتمد في قضائها على واقعة لم تعرض عليها ولم تتعهد بها في نطاق إطار النزاع الذي حدده األطراف إال أنه يوجد اس تثناء له ذا المب دأ يتعل ق بالوق ائع الموج ودة ض من عناصر القضية المطروحة على المحكمة. فمثل هذه الوقائع يمكن للمحكمة إثارتها واعتمادها رغم أن األطراف لم يتمسكوا بها صراحة. وبالتالي فقد أصبح الدور الموكول للقاضي ،يقتضي منه تحقيق المعادل ة بين ال تزام الحي اد بمفهوم ه اإليج ابي واالجتهاد في سبيل استجالء الحقيقة.