You are on page 1of 2

‫التطور في مفهوم فكرة حياد القاضي وفقا ً للقانون العراقي‬

‫المفهوم المتطور لفكرة حياد القاضي‬


‫الكي‬ ‫اظم الم‬ ‫رك‬ ‫ي جعف‬ ‫القاض‬
‫يقصد بفكرة حياد القاضي هو أن يقف موقفا سلبيا من كال الخصمين في ما يتعلق بإثبات الدعوى‪ ,‬فالقاض ي ال‬
‫يمكنه أن يؤسس قناعته إال على عناصر اإلثبات التي أدلى به ا األط راف وال يمكن ه الت دخل تلقائي ا في البحث‬
‫عن الحقيقة من دون دليل قدم من قبلهما اثناء نظر الدعوى‪.‬‬
‫حيث نصت الم‪$$‬ادة ‪ 2‬من ق‪$$‬انون االثب‪$$‬ات على ((ال زام القاض ي بتح ري الوق ائع الس تكمال قناعته)) ألن س ير‬
‫الخصومة يخضع لضوابط وقواعد معينة تحدد سلفا دور كل من القاضي واألطراف في إث ارة وتس يير وإنه اء‬
‫الخصومة و يتركز النزاع الم دني أساس ا على حق وق الخص وم وبالت الي وجب على ه ؤالء إثب ات ادع اءاتهم‬
‫بالطرق القانونية كما يجب عليهم أن يوفروا للقاضي مادة النزاع وخاصة في ما يتعلق بجوانبه المادية وهو م ا‬
‫يسمى مبدأ ((ملكية الدعوى للخصوم أو للمتقاضين))‪. ‬‬
‫فمبدأ ملكية الدعوى للمتقاضين يفرض على القاضي أن يبت في النزاع في حدود اإلطار الذي حدده األط راف‬
‫أي باالعتماد على الوقائع التي يستندون إليها في طلباتهم ودف وعهم وه و م ا يق ع تفس يره ع ادة من خالل مب دأ‬
‫حياد القاضي‪.‬‬
‫فالقاضي يفصل بين المتقاضين على ضوء ما يدلون به من حجج وم ا يتمس كون ب ه من دف وع دون حاج ة إلى‬
‫البحث عن أدلة أخرى أو السعي إلتمام ما كان ناقصا منها مقتص را على االكتف اء بم ا احتوت ه أوراق ال دعوى‬
‫من عناصر تجسيما لمبدأ حياد القاضي في النزاع المدني والذي يعتبر من المبادئ األساسية التي يرتكز عليه ا‬
‫نظام اإلثبات في الدعوى المدنية‪.‬‬
‫لقد حصل تغيير كبير في النظرة إلى دور القاضي في نط‪$$‬اق ال‪$$‬دعوى المدني‪$$‬ة ه‪$$‬و أخرج‪$$‬ه عن دوره الس‪$$‬لبي‬
‫الذي كان يرسمه له فقه االثبات التقليدي‪ ،‬الى الدور االيجابي للقاضي في النزاع المدني أساس‪$$‬ا في الح‪$‬د من‬
‫سلطة األطراف على عناصر الدعوى المدنية خاصة في ما يتعل‪$$‬ق بض‪$$‬بط الج‪$$‬وانب المادي‪$$‬ة لل‪$$‬نزاع وجوانب‪$$‬ه‬
‫القانونية‪. ‬‬
‫وقد برز هذا االتجاه في المادة ‪ /17‬أوال من قانون االثبات التي نصت ((للمحكمة ان تقرر من تلقاء نفس ها‪ ,‬او‬
‫بناء على طلـب الخص م‪ ,‬اتخ اذ أي إج راء من إج راءات اإلثب ات ت راه الزم ا ً لكش ف الحقيقي ة)) وال ذي يم ّكن‬
‫المحكم ة من الخ روج من الس لبية والقي ام ب دور مهم في البحث عن الحقيق ة ال تي أص بح من أب رز اهتمام ات‬
‫المشرع فلم يعد دور القاضي يقتصر على الحقائق النسبية التي يقدمها المتقاض ين ب ل أص بح يبحث بنفس ه عن‬
‫الحقيقة الموضوعية‪.‬‬
‫وهناك جملة من الوس‪$‬ائل المباش‪$‬رة وغ‪$‬ير المباش‪$‬رة تمكن القاض‪$‬ي من الوق‪$‬وف على الحقيق‪$‬ة‪،‬وال‪$‬تي يمكن‬
‫حصرها في‪:‬‬
‫الدور االستقرائي للقاضي ودوره في تحدي‪$$‬د وق‪$$‬ائع ال‪$$‬نزاع ‪ ,‬فاألعم ال االس تقرائية كم ا ت دل تس ميتها ته دف‬
‫أساسا إلى الكشف عن الحقيقة‪ ،‬و ليس للمحكمة أن تعتمد في قضائها على واقعة لم تعرض عليها ولم تتعهد بها‬
‫في نطاق إطار النزاع الذي حدده األطراف إال أنه يوجد اس تثناء له ذا المب دأ يتعل ق بالوق ائع الموج ودة ض من‬
‫عناصر القضية المطروحة على المحكمة‪.‬‬
‫فمثل هذه الوقائع يمكن للمحكمة إثارتها واعتمادها رغم أن األطراف لم يتمسكوا بها صراحة‪.‬‬
‫وبالتالي فقد أصبح الدور الموكول للقاضي‪ ،‬يقتضي منه تحقيق المعادل ة بين ال تزام الحي اد بمفهوم ه اإليج ابي‬
‫واالجتهاد في سبيل استجالء الحقيقة‪.‬‬

You might also like