You are on page 1of 5

‫”‬

‫‪‬‬ ‫‪2020-11-07‬‬

‫تحضير الطالب‪ :‬ناصر صالح الدين بن دادة – السنة‪ :‬أولى جذع مشترك علوم إنسانية‪ ،‬السنة الدراسية‪2019/2020 :‬‬
‫أ‪ .‬الفهرس‬
‫ب‪ .‬مقدمة البحث‬
‫ج‪ .‬المدرسة الكالسيكية‬
‫تعريفها‪               1.‬‬
‫نشأتها‪                2.‬‬
‫مفهوم االدارة في ظلها ‪3.‬‬
‫د‪ .‬نظريات واهم رواد المدرسة الكالسيكية‬
‫نظرية االدارة العلمية فردريك تايلور‪              1.‬‬
‫نظرية شمولية االدارة او اإلدارة الوظيفية هنري فايول‪              2.‬‬
‫النظرية البيروقراطية ماكس ويبر‪              3.‬‬
‫ه‪ .‬مساهمات المدرسة الكالسيكية في التسيير‬
‫و‪.‬الخاتمة‬
‫ز‪.‬البيبليوغرافية‬
‫ب‪ .‬مقدمة البحث‬
‫كان ظهور ما يعرف في تاريخ الفكر االقتصادي بالمدرسة الكالسيكية مرتبطا تمام االرتباط بالتطور الذي شهدته الدول‬
‫األوروبية في القرن الثامن عشر وما تاله من أزمنة‪ .‬فقد كان هذا التطور كبيرا من حيث التغيرات التي حدثت فيه‪،‬‬
‫وشامال من حيث النواحي التي أثر عليها‪ ،‬ألنه أثر في كل الجوانب التي تتكون منها مختلف أوجه الحياة الحضارية أي‬
‫االقتصادية واالجتماعية والسياسية‪ .‬فإذا كان التطور االقتصادي الذي شهدته المجتمعات األوروبية قد نقلها من مرحلة‬
‫االقتصاد اإلقطاعي إلى مرحلة الرأسمالية التجارية على نحو ما وقفنا عليه لدى التجاريين ‪ ،‬فإن الرأسمالية لم تتوقف‬
‫عند هذا الوضع ‪ ،‬بل تطورت حتى وصلت في حوالي منتصف القرن الثامن عشر إلى أن تأخذ طابعا صناعيا وذلك بفضل‬
‫‪ .‬الثورة الصناعيةالتى شهدها العالم ما بين نهاية قرن ‪ 18‬وبداية القرن ‪19‬‬
‫‪:‬انطالقا من هنا يمكننا طرح اإلشكالية التالية و التي تفيدنا في تعميق البحث وفق ما يلي‬
‫أ‪.‬ماهية المدرسة الكالسيكية في التسيير ؟‬
‫ب‪.‬ما هي خطوات هذه المدرسة ؟‬
‫ج‪ .‬المدرسة الكالسيكية‬
‫إن مفهوم الكالسيكية له عدة مفاهيم تطورت بتطور العامل البشري ولهذا فإننا حاولنا أن نعطي أهم المفاهيم التي عرفتها‬
‫‪.‬المدرسة مع تزامن تطورها‬
‫‪:‬تعريفها‪1.‬‬
‫ً‬
‫إذ يخطئ الكثيرون باعتقادهم أن معنى الكلمة )‪ (CLASSIQUE‬بداية البد لنا أن نعرف معنى كلمة كالسيكية‬
‫هو( الشيء التقليدي أو القديم ) ‪ .‬لكن في الواقع أن معنى كالسيكي هو الطراز األول أو المثالي أو النموذجي أو الممتاز‬
‫وهي كلمة يونانية األصل و المدرسة الكالسيكية ظهرت في القرن الثامن عشر‪،‬إذ أثمرت مجهوداتهم وآلت إلى قيام‬
‫مدرسة اقتصادية عريقة تعرف تحت اسم المدرسة الكالسيكية في بريطانيا وعاشت حوالي مئة عام‪ ،‬حيث أعترف لها‬
‫بالسبق في معالجة القضايا االقتصادية ترقي إلى درجة الكمال واليقين‪.‬وتميزت المدرسة الكالسيكية بالبعد عن الدوافع‬
‫الشخصية واألخالقية وباالعتماد على أدوات التحليل المنطقي وباتجاهاتها الموضوعية في التحليل‪.‬وبهذا أعطت االقتصاد‬
‫[صفته العلمية الحديثة التي عرف بها منذ ذلك الحين‪1[ ‬‬
‫‪:‬نشأتها‪2.‬‬
‫ظهرت المدرسة الكالسيكية والتي تمثل الرافد االول من الفكر االداري في اواخر القرن الثامن عشر‪ ,‬وتعتبر نتاج التفاعل‬
‫‪ :‬بين عدة تيارات كانت سائدة خالل هذه الفترة وفيما يلي أهم المراحل التاريخية التي مرت بها المدرسة‬
‫‪:‬مرحلة ظهور الثورة الصناعية‪ :‬أبرز ما تميزت به هذه الفترة تبرزه من خالل النقاط التالية *‬
‫‪.‬التوسع في استخدام اآلالت وإحاللها محل العمال) ‪1‬‬
‫احمد صقر‪ ،‬تاريخ النظرية االقتصادية ‪ ،‬ليبا طبعة ‪ 7، 2000‬ص‪[1[  ‬‬
‫‪.‬ظهور مبدأ التخصص والتقسيم العملي للعمل )‪2‬‬
‫‪.‬تجمع عدد كبير من العمال في مكان العمل وهو المصنع )‪3‬‬
‫‪.‬إنشاء المصانع الكبرى التي تستوعب اآلالت الجديدة والطاقة العاملة )‪4‬‬
‫مرحلة الثانية ظهور حركة اإلدارة ‪ :‬كان من أبرز مهندسي هذه المرحلة المهندس األمريكي فريدرك تايلور بعرضه *‬
‫لفكرة التقسيم المنهجي للعمل والمبادئ األربعة لإلدارة إلى جانبه ”فرنك جلبرت” و”وهنري جانت” و ‘هنري فايول”‬
‫‪.‬و”ماكس ويبر” من خالل بعض اإلضافات إلى أفكار تايلور حيث كانت البوادر االولي لميالد المدرسة الكالسيكية‬
‫مرحلة نمو المنظمات العمالية والوعي القومي ‪ :‬كان ظهور ونمو النقابات والمنظمات العالمية نتيجة حتمية للرد على*‬
‫ممارسات اإلدارة وبدا االنسان يتخلي عن افكار العشوائية في تسيير االدارى وكان تأثره لمبادئ تايلور وبذور االولي في‬
‫ظهور الكالسيكية؛‬
‫هناك العديد من األسباب تفسر االهتمام المتزايد نشاة الكالسيكية كوظيفة إدارية متخصصة وكفرع من فروع علم اإلدارة‬
‫‪:‬وتحملها فيها فيما يلي‬
‫التوسع الصناعي الذي تم في العصر الحديث حيث ساهم في ظهور اشياء جديدة لم يعرفها االنسان من قبل *‬
‫[ زيادة التدخل الحكومي في عالقات العمل بين العمال ورجال األعمال عن طريق إصدار القوانين‪* 2[.‬‬
‫‪.‬المهدي الطاهر ‪ ،‬مبادئ إدارة الحديثة ‪ ،‬دار الثقافة ونشر‪ ‬عمان طبعة‪24 ،2002 ‬ص‪[2] ‬‬
‫‪:‬مفهوم اإلدارة في ظلها ‪3.‬‬
‫من مواليد الواليات المتحدة األمريكية مارس ‪ 1856‬عمل في أحد مصانع ‪ Fredrick Taylor‬عرفها فريدريك تايلور‬
‫الحديد في والية فيالدلفيا مهندسا‪ ،‬وأثناء عمله الحظ انخفاض اإلنتاجية وضياع الوقت والجهد والمواد دون تحقيق فائدة‬
‫إنتاجية‪ ،‬وسرعان ما قام بإجراء التجارب الميدانية من أجل زيادة الكفاءة اإلنتاجية‪ ،‬ونشر تجاربه بعد ذلك في كتابه‬
‫المعروف بمبادئ اإلدارة العلمية عام ‪ 1911‬هو أبو اإلدارة العلمية‬

‫العولمة الحديثة والقرن الحالي‪(Read more)  ‬‬

‫[ اإلدارة هي المعرفة الدقيقة لما تريد من الرجال أن يعملوه ثم التأكد من أنهم يقومون بعمله بأحسن طريقة وأرخصها [‪3‬‬
‫فرنسي األصل‪ ،‬عمل مديراً تنفيذيا ً لشركة صناعية صغيرة في ‪ (Henry Fayol) (1841-1925) ،‬أما هنري فايول‬
‫فرنسا‪ ،‬ومن خاللها نال خبرته العملية التي قادته إلى النجاح في مجال اإلدارة الصناعية‪ ،‬وعمل على تطوير منهجية‬
‫‪.‬النظرية اإلدارية‪ ،‬ووثق ذلك في كتابه المشهور اإلدارة العامة والصناعية عام ‪1916‬م‬
‫الذي يعتبر بحق األب الحقيقي لإلدارة الحديثة فيعرفها قائالً أن تقوم اإلدارة معناه أن تتنبأ وأن تخطط وأن تنظم وأن‬
‫[تصدر األوامر وأن تنسق وأن تراقب[‪4‬‬
‫(‪ 21‬أبريل ‪ 14 – 1864‬جوان )‪: Maximilian Carl Emil Weber‬باأللمانية( أما ماكسيميليان كارل إميل ويبر‬
‫‪ )1920‬كان عال ًما ألمانيًا في االقتصاد والسياسة‪ ،‬وأحد مؤسسي علم االجتماع الحديث ودراسة اإلدارة العامة في‬
‫مؤسسات الدولة‪ ،‬وهو من أتى بتعريف البيروقراطية‪ ،‬وعمله األكثر شهرة هو كتاب “األخالق البروتستانتية وروح‬
‫الرأسمالية” حيث أن هذا أهم أعماله المؤسسة في علم االجتماع الديني وأشار فيه إلى أن الدين هو عامل غير حصري‬
‫في تطور الثقافة في المجتمعات الغربية والشرقية‪ ،‬وفي عمله الشهير أيضا “السياسة كمهنة” عرف الدولة‪ :‬بأنها الكيان‬
‫‪.‬الذي يحتكر االستعمال الشرعي للقوة الطبيعية‪ ,‬وأصبح هذا التعريف محوريا في دراسة علم السياسة‬
‫محمد قاسم القريوتي ‪ ،‬اإلدارة و المهارات ‪ ،‬المكتبة األكاديمية طبعة ‪16 ،1998‬ص‪]3[ ‬‬
‫‪                                               ‬محمد قاسم القريوتي ‪ ،‬نفس المرجع السابق‪19 ،‬ص‬
‫‪.‬درس فيبر جميع األديان وكان يرى أن األخالق البروستنتانتية أخالق مثالية ومنها استقى النمودج المثالي للبيروقراطية‬
‫[فقد عرفا اإلدارة بأنها ‪ :‬وظيفة تنفيذ المهمات عن طريق اآلخرين ومعهم [‪5‬‬
‫‪ :‬اهم تعاريف الموجودة لالدارة‬
‫التعريف األول‪ ” :‬عملية ذهنية وسلوكية تسعى إلى اإلستخدام األمثل للموارد البشرية والمادية لبلوغ أهداف المنظمة‬
‫“ والعاملين بها بأقل تكلفة وأعلى جودة‬
‫التعريف الثاني‪ ” :‬هي االستخدام الفعال والكفء للموارد البشرية والمادية والمالية والمعلومات واألفكار والوقت من‬
‫[ خالل العمليات اإلدارية المتمثلة في التخطيط‪ ،‬والتنظيم والتوجيه والرقابة بغرض تحقيق األهداف “[‪6‬‬
‫‪:‬هذا ويقصد بـالموارد‬
‫‪.‬الموارد البشرية‪ :‬األفراد الذين يعملون في المنظمة –‬
‫‪..‬الموارد المادية‪ :‬كل ما يوجد في المنظمة من مباني وأجهزة وآالت –‬
‫‪.‬الموارد المالية‪ :‬كل المبالغ من المال التي تستخدم لتسيير األعمال الجارية واالستثمارات الطويلة األجل –‬
‫‪.‬المعلومات واألفكار‪ :‬تشمل األرقام والحقائق والقوانين واألنظمة –‬
‫‪.‬الوقت‪ :‬الزمن المتاح إلنجاز العمل –‬
‫‪                                                       ‬محمد قاسم القريوتي ‪ ،‬نفس المرجع السابق‪23 ،‬ص ‪5- ‬‬
‫احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪ 13 ،2004‬ص ‪6-‬‬
‫د‪ .‬نظريات واهم رواد المدرسة الكالسيكية‬
‫إن االهتمام بإدارة في جميع االقتصاديات بصفة عامة؛ برزت أفكار المدرسة الكالسيكية فقد أصبحت اإلدارة األساسية‬
‫‪.‬بالنسبة ألي تنظيم وعرفت نمو أفكار المدرسة بالتسلسل وفق ظهورها‬
‫‪:‬نظرية اإلدارة العلمية فردريك تايلور‪1.‬‬
‫يعتبر فردريك تايلور المؤسس األول لحركة اإلدارة العلمية ‪ ،‬و يهمنا في حياة العالم فرديك تايلور العملية أن كان في‬
‫البداية عامال في مصنع ‪ ،‬ثم تدرج في السلم الوظيفي حتى أصبح مهندسا ‪ ،‬ثم أصبح على قمة الهرم الوظيفي‬
‫لالستشاريين من المهندسين في احد المصانع األمريكية ن وكان حجر األساس في مبادئ تايلور العلمية هو تحقيق أقصى‬
‫‪ .‬كفاية إنتاجية لألفراد واآلالت المستخدمة في اإلنتاج من خالل ما يعرف بدراسة الزمن والحركة‬
‫‪:‬ويحدد تايلور مبادئه في اإلدارة العلمية على النحو التالي‬
‫أ‌‪ -‬إحالل األسلوب العلمي في تحديد العناصر الوظيفية بدال من أسلوب الحدس و التقدير‪ ،‬وذلك من خالل تعريف طبيعة‬
‫العمل تعريفا دقيقا ‪ ،‬واختبار أفضل طرق األداء ‪ ،‬وأهم الشروط للعمل من حيث المستوى ‪ ،‬والمدة الزمنية المطلوبة‬
‫‪.‬لتحقيقه‬
‫‪.‬ب – إحالل األسلوب العلمي في اختيار وتدريب األفراد لتحسين الكفاءة اإلنتاجية‬
‫‪.‬ج – تحقيق التعاون بين اإلدارة والعاملين من اجل تحقيق األهداف‬
‫‪.‬د ‪-‬تحديد المسئولية بين المديرين والعمال ‪ ،‬بحيث تتولى اإلدارة التخطيط والتنظيم ‪ ،‬ويتولى العمال التنفيذ‬
‫‪.‬هـ – ربط تأدية أو نجاح الفرد في عمله باألجر أو المكافآت لرفع الكفاءة اإلنتاجية‬
‫و – إحكام اإلشراف والرقابة على العاملين في المستوى األدنى ألنهم يفتقدون المقدرة والمسئولية في القدرة على‬
‫التوجيه الذاتي‪]7[ .‬‬
‫أن هذا األسلوب العلمي الذي جاء به تايلور في مجال اإلدارة كان له بعض الجوانب السلبية‪ ,‬فإصرار المنظمات على‬
‫األخذ بأصول اإلدارة العلمية حرصا ً على تحقيق أهداف المنظمة وزيادة اإلنتاج واألرباح سنوياً‪ ,‬جاء على حساب‬
‫تضحيات من جانب العنصر البشري الذي كان عليه أن ينتظم في خط اإلنتاج تماما ً كاآللة‪ ,‬تحسب عليه حركاته‪ ,‬ويعمل‬
‫وفقا ً لخطوات روتينية متكررة تبعث على السأم والملل‪ ,‬وتقتل المبادأة واالبتكار والطموح‪ ,‬وقد أدى ذلك إلى مقاومة‬
‫العمال لهذا األسلوب‪ ,‬فقد تبينوا أنهم مجرد آالت وأن الهدف األساسي لإلدارة العلمية هو زيادة اإلنتاج على حسابهم‪,‬‬
‫فعارضوا تطبيقها‪ ,‬ودخلت النقابات العمالية‪ ,‬وأخيراً تدخلت الحكومة األمريكية لمنع تطبيق مبادئ اإلدارة العلمية في‬
‫‪.‬الترسانة الحكومية وغيرها من المصالح‬

‫اليقظة اإلستراتيجية كعامل للتغيير في المؤسسة‪(Read more)  ‬‬

‫والواقع أن اهتمام تايلور بتحقيق كفاية اإلنتاج واالقتصاد عن طريقة دراسة الوقت والحركة كان دعوة للتركيز كلية على‬
‫المشروع‪ ,‬ولجذب االنتباه إلى زيادة اإلنتاج‪ ,‬لدرجة أن دراسة اإلدارة اقتصرت إلى حين على دراسة ترشيد إدارة‬
‫المصنع‪ ,‬بينما أهملت االعتبارات المتصلة بالجوانب االجتماعية واإلنسانية للعاملين فيه‪]8[ .‬‬
‫ونلخص من هذا العرض لنظرية اإلدارة العلمية أنها بهذا الشكل تندمج تحت طائفة النظريات الكالسيكية المثالية التي‬
‫تصف مايجب أن يكون‪ ,‬وأنها ركزت على عنصر واحد من عناصر التنظيم وهو العمل ‪ ,‬وأهملت اإلنسان والعالقات‬
‫اإلنسانية داخل التنظيم‪ ,‬كما أنها لم تكن نعنى سوى العمل اإلنتاجي على مستوى المصنع‪ ,‬ولم تعط االهتمام الكافي لحقيقة‬
‫‪.‬التفاعل والتبادل بين التنظيم‬
‫احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪ 23، 2004‬ص]‪[7‬‬
‫المهدى الطاهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االعمال ليبيا طبعة ‪ 13، 2002‬ص‪[8] ‬‬
‫‪:‬نظرية شمولية اإلدارة أو اإلدارة الوظيفية هنري فايول‪2.‬‬
‫ً‬
‫إن أهم ما يميز كتابات هذه النظرية هو سعيها للوصول إلى مبادئ إدارية نظرية لتكون أساسا لعمليات التنظيم والتصميم‬
‫اإلداري وقد جاء دعاة هذه النظرية من بلدان مختلفة‪ ,‬حيث إن هنري فايول فرنسي‪ ,‬وليندال أرويك بريطاني‪ ,‬أما لوثر‬
‫جيوليك وموني ورايلي فهم أمريكيون والذي جمعهم في مدرسة واحدة أنهم كانوا معنيين بالوصول إلى المبادئ اإلدارية‬
‫التي تحكم التنظيم في البيئات المختلفة‪ ,‬وذلك فإن أفكار هذه النظرية كانت أكثر عمقا ً وتجريداً من نظرية اإلدارة العلمية‬
‫واسترشد كتابها بالتنظيمات الصناعية العسكرية وغيرها للوصول إلى هذه المبادئ التي اعتبروها أساسا ً إليجاد علم‬
‫‪.‬إداري‬
‫لقد تميز هنري فايول عن فريدريك تايلور رغم أنه كان هو اآلخر مهندسا ً ‪ ,‬بأنه كان من بين الكتاب األوائل الذين حاولوا‬
‫تطوير نظرية عامة لإلدارة ألنه كان يشغل منصبا ً إداريا‪ ,‬بينما كان تايلور يعمل في خط اإلنتاج‪ ,‬ومن ثم اهتم فايول‬
‫‪.‬بوظائف اإلدارة على المستويات المختلفة‪ ,‬وحاول يطور نظاما ً فكريا ً إداريا ً يمكن تعليمه ودراسته‬
‫وقد كتب فايول كأحد العاملين باإلدارة‪ ,‬ومن هنا قدم خبراته الطويلة ومالحظاته المهمة التي أسهمت في تحديد أسس‬
‫اإلدارة‪ ,‬ولعل أهمية كتاباته في الفكر اإلداري الحديث تكمن في تحليالته العميقة للنشاط اإلداري‪ ,‬وفي إيمانه القوي‬
‫بوجود مبادئ لإلدارة تتميز بعموميتها‪ ,‬ووجوب تدريسها‪ .‬فلقد اهتم فايول باإلدارة في قطاع األعمال‪ ,‬ولما كانت األصول‬
‫العامة لإلدارة يمكن أن تسرى في ميداني اإلدارة العامة وإدارة األعمال‪ ,‬ونظراً للحقائق المهمة التي أبرزها فإننا نقدم‬
‫‪.‬ملخصا ً آلرائه التي اثرث الفكر اإلداري‬
‫‪ :‬لقد وجد فايول أن النشاط في إدارة األعمال يمكن أن يقسم إلى سنة مجموعات رئيسة‪ , ,‬وهي على النحو التالي‬
‫‪.‬النشاطات الفنية ( اإلنتاج والتصنيع)‪1-‬‬
‫‪.‬النشاطات التجارية ( المشتريات‪ ,‬المبيعات والتبادل) ‪2-‬‬
‫‪.‬النشاطات التمويلية ( الموارد المالية ‪ ,‬االستثمارات والمصروفات) ‪3-‬‬
‫‪.‬النشاطات األمنية ( الممتلكات واألشخاص) ‪4-‬‬
‫‪).‬النشاطات المحاسبية تقدير التكاليف واإلحصاءات ‪5-‬‬
‫‪.‬النشاطات اإلدارية ( التخطيط‪ ,‬التنظيم والتوجيه‪ ,‬التنسيق والرقابة) ‪6-‬‬
‫وقد بين فايول أن هذه المهام تتواجد في كل منظمة مهما كان حجمها‪ .‬كما أكد على أهمية النشاطات اإلدارية بالنسبة‬
‫‪.‬للوظائف العليا‪ ,‬فإذا استطاع اإلداري القيام بهذه المهام اإلدارية فإن قيادته ستكون ناجحة وفعالة‬
‫‪:‬ولقد تضمن مؤلف فايول موضوعات تعالج النواحي التالية‬
‫‪.‬صفات اإلداريين وتدريبهم )‪1‬‬
‫‪.‬األسس العامة لإلدارة )‪2‬‬
‫وظائف اإلدارة‪3) ]9[ .‬‬
‫‪:‬النظرية البيروقراطية ماكس ويبر‪3.‬‬
‫عتبر نظرية البيروقراطية كما وصفها ماكس ويبر هي البداية لنظرية التنظيم العلمية‪ ,‬وقد هدف فيبر من نظريته عن‬
‫‪.‬البيروقراطية إلى وصف الجهاز اإلداري للتنظيمات وكيف يؤثر على األداء والسلوك التنظيمي‬
‫ويعتبر مفهوم البيروقراطية من المفاهيم الغامضة نسبيا ً لما تتضمنه من معان متعددة‪ ,‬وفق الهدف من استعماله‪ ,‬وذلك‬
‫بمعنى حكم‪ ,‬والكلمة ‪ Cracy‬بمعنى مكتب و ‪ Bureau‬يتكون من كلمتين )‪ (Bureaucracy‬أن مصطلح البيروقراطية‬
‫في مجموعها تعني سلطة المكتب أو حكم المكتب‪ ,‬وبعبارة أخرى فإن البيروقراطية تعني أسلوب ممارسة العمل اإلداري‬
‫تعني ‪ Bureaucrats‬من خالل التنظيم المكتبي الذي يكتسب سلطته من خالل هذا التنظيم‪ ,‬ومن جهة أخرى‪ ,‬فإن كلمة‬
‫‪.‬الموظفين المكتبيين‪ ,‬أي الذين يعملون في الوظائف المكتبية واإلدارية في المكاتب الحكومية‬
‫‪.‬احمد ماهر ‪ ،‬مبادئ االدارة االسكندرية طبعة ‪ 26، 2004‬ص]‪[9‬‬
‫‪:‬وتتعدد معاني المفهوم في االستعماالت التي شاع فيها‪ ,‬فعلى سبيل المثال‬
‫‪.‬قد تعني البيروقراطية تنظيما إداريا ضخما ً يتسم بخصائص ومميزات معينة ‪1-‬‬
‫وقد تعني مجموعه اإلجراءات التي يجب إتباعها في مباشرة العمل الحكومي بصورة عامة داخل المكاتب أو التنظيمات ‪2-‬‬
‫‪.‬اإلدارية‬

‫كتاب ادارة األداء‪ :‬منظور التميز المؤسسي‪(Read more)  ‬‬

‫‪.‬وقد تستعمل البيروقراطية السلطة التي يمارسها الموظف العام‪ ,‬أو التنظيم اإلداري الحكومي ‪3-‬‬
‫الذي يمارسه الموظفون العموميون في إطار النظام السياسي وذلك لتنفيذ )‪ ( Role‬وقد تعني البيروقراطية الدور ‪4-‬‬
‫‪.‬السياسة العامة في الدولة‬
‫يمكن النظر إلى البيروقراطية من خالل خصائص بناء التنظيم على أساس أنها مرادفة لمفهوم بناء السلطة الهرمية ‪5-‬‬
‫‪.‬في التنظيم اإلداري والذي يتحقق فيه تقسيم واضح للعمل )‪( Hierarchical‬‬
‫واإلجراءات المحددة )‪ (Rules‬هناك اتجاه يقول بأن البيروقراطية نمط معين من السلوك الذي يعتمد على القواعد ‪6-‬‬
‫‪.‬سلفا ً‬
‫قد تتحدد فكرة البيروقراطية على أساس أنها تعني ذلك التنظيم الذي يحقق أكبر قدر من الكفاية في اإلدارة وفي تحديد ‪7-‬‬
‫‪.‬الوسائل التي تحكم التنظيم االجتماعي بدقة‬
‫قد يعني مفهوم البيروقراطجية معنى آخر يتسم بالسلبية حيث تعتبر البيروقراطية مصدراً للروتين وتعقيد اإلجراءات ‪8-‬‬
‫وصعوبة التعامل مع الجماهير‪]10[ .‬‬
‫‪.‬محمد قاسم القريوتي‪ ،‬مبادئ االدارة الحديثة عمان طبعة ‪ 35، 2005‬ص‪ [10] ‬‬
‫ه‪ .‬مساهمات المدرسة الكالسيكية في التسيير‬
‫‪:‬يمكن حصر أهم المساهمات من خالل تسلسل النظريات‬
‫مساهمات فردريك تايلور‪:‬أرسى قواعد حركة اإلدارة العلمية‪ ،‬فهو الذي حدد المبادئ التي يقوم عليها‪ ،‬وهو الذي أعلن‬
‫األهداف الحقيقية التي تسعى إليها وهي زيادة اإلنتاج وإحالل السالم والتفاهم محل الخصام والتطاحن بين اإلدارة‬
‫والعمال‪ ،‬وإقناع الطرفين بأن الذي يحكم العالقة بينهما مصالح مشتركة وليست مصالح متضاربة ال يمكن التوفيق بينها‪.‬ـ‬
‫‪:‬وكانت المساهمة األساسية لتايلور في إرساء المبادئ األساسية لإلدارة العلمية هي‬
‫ـ إحالل الطرق العلمية محل الطرق البدائية في العمل‪1‬‬
‫‪.‬ـ االختبار العلمي للعمال وتدريبهم على أساس علمي‪2‬‬
‫‪.‬ـ تعاون كل من اإلدارة والعمال طبقا للطريقة العلمية‪3‬‬
‫‪.‬ـ تقسيم عادل للمسؤولين بين المديرين والعمال مع قيام المديرين بتخطيط وتنظيم العمل‪ ،‬وقيام العمل بالتنفيذ‪4‬‬
‫‪:‬مساهمات هنري فايول ‪ :‬في تكوين نظرية اإلدارة؛ تتركز هذه المساهمات في اآلتي‬
‫‪:‬أـ تقسيم أوجه النشاط التي تقوم بها المشروعات الصناعية إلى‬
‫ا‪ -‬فنية كاإلنتاج‪.‬ـ تجارية كالشراء ـ البيع ـ المبادلة مالية كالحصول على رأس المال‪ ،‬االستخدام األمثل له تأمينية كحماية‬
‫‪ .‬األفراد والممتلكات محاسبية كالتكاليف واإلحصاءات إدارية كالتخطيط ـ التنظيم ـ التوجيه ـ التنسيق ـ الرقابة‬
‫ب ـ تقديم مبادئ عامة لإلدارة تتصف بالمرونة ولكنها ليست مطلقه‪ ،‬ويجب أن تستخدم في ضوء الظروف المتغيرة‬
‫والخاصة بكل مشروع‪ ،‬ومن أهم هذه المبادئ التخصص‪ ،‬وحدة األمر‪ ،‬السلطة والمسؤولية‪ ،‬االلتزام بالقواعد‪ ،‬المركزية‪،‬‬
‫‪ .‬تسلسل القيادة‪ ،‬العدالة‪ ،‬العمل بروح الفريق‪ ،‬خضوع المصلحة الشخصية للمصلحة العامة‬
‫‪:‬مساهمات ماكس ويبر‪ :‬ومن أهم المبادئ التي قدمها ويبر ما يلي‬
‫أـ تدرج السلطة‪ :‬ويقصد به ضرورة االلتزام بالخط الرسمي للسلطة حيث يجب أن تنساب السلطة من أعلى إلى أسفل‪،‬‬
‫‪.‬ويكون محل فرد مسؤوالً أمام رئيسه عن تصرفات وقرارات مرؤوسيه‬
‫‪.‬ب ـ وجود معايير رشيدة للتوظف‬
‫ج ـ ارتفاع درجة الرسمية‪ :‬ويشير هذا المبدأ إلى وجود قواعد محددة وثابتة مكتوبة توجه العمل وتحكم عملية اتخاذ‬
‫‪.‬القرارات في المنظمة‬
‫د ـ وجود سجالت رسمية ونظام معلومات مركزي في زيادة درجة توثيق البيانات والمستندات مما يعطي صورة محددة‬
‫‪.‬ودقيقة عن المنظمة‬
‫تقييم المدخل الكالسيكي‪:‬مما سبق نجد أن المدرسة الكالسيكية بصفة عامة قدمت عدة إسهامات إيجابية ال زالت سارية‬
‫حتى اآلن‪ ،‬واالتجاه نحو االعتماد على األسلوب العلمي بدالً من الطرق العشوائية سواء في تصميم العمل أو اختيار‬
‫العاملين أو في التدريب‪.‬ـ ولكن يؤخذ على هذه المدرسة انخفاض اهتمام روادها بالعنصر اإلنساني والتركيز على كيفية‬
‫تحسين اإلنتاج فقط‪ ،‬األمر الذي أثار العديد من المشاكل في بدايات القرن العشرين بين العمال وأصحاب العمل وكذلك‬
‫افتراض أن المنظمة واألداء اإلداري بها يمثل نظا ًما مغلقًا ال يتأثر بالعوامل الخارجية‪ ،‬وكذلك افتراض وجود وظائف‬
‫إدارية ومبادئ لها صفة العمومية مهمالً أثر ‪]11[.‬‬
‫‪.‬المهدى الطاهر‪ ،‬مبادئ إدارة األعمال ليبيا طبعة ‪ 27، 2002‬ص‪[11] ‬‬
‫و‪.‬الخاتمة‬
‫إن تطور الفكر االقتصادي مر بعدة مراحل وفي كل مرحلة نجد ظهور مدرسة اقتصادية أثرى روادها الفكر االقتصادي‬
‫وقاموا بنقد المدرسة التي قبلهم والن كل مدرسة ظهرت في زمن وبيئة معينة واهتمامات مختلفة أي كل مدرسة استمدت‬
‫أفكارها ونظرياتها في وضع االقتصاد التي ظهرت في فترته ومن بين هذه المدارس نجد المدرسة الكالسيكية والتي‬
‫‪.‬عرفنا أفكارها ونشأتها ومساهماتها التي أدت إلى بروز مدارس أخرى‬
‫ز‪.‬البيبليوغرافية‬
‫‪.‬مبادئ إدارة األعمال”‪ ،‬الدكتور المهدي الطاهر دار النشر ليبيا طبعة ‪“2002‬‬
‫‪.‬مبادئ اإلدارة الحديثة “‪ ،‬محمد قاسم القريوتي‪ ،‬عمان طبعة ‪“2005‬‬
‫‪.‬تاريخ النظرية االقتصادية”‪ ،‬الدكتور احمد صقر‪ ،‬اإلسكندرية طبعة ‪“2005‬‬
‫اإلدارة والمهارات”‪ ،‬دكتور احمد ماهر‪ ،‬مكتبة األكاديمية طبعة ‪“1998‬‬

You might also like