You are on page 1of 18

‫‪www.madjalate-almayadine.

com‬‬ ‫العدد الخاص الول‬ ‫مجلة الميادين للدراسات في العلوم اإلنسانيـة‬

‫المؤتمر الدولي االفتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي‬

‫دور المنظومات النحوية في اكتساب اللغة العربية‬

‫شرح ابن عقيل أنموذجا‪.‬‬

‫د‪ .‬سالمة صالح العمامي‪.‬‬

‫التخصص‪ :‬نحو وصرف وعروض‪.‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫ظهرت منظومة ابن مالك في النحو والصرف في القرن السابع فقد نظم اإلمام ابن مالك ألفيته في قواعد العر ّبية في ألف بيت عرفت بألفية ابن مالك التي انكب‬
‫علماء اللغة واألصول على شرحها وتفصيلها تسهيال لفهم ما بها من إجمال؛ فصار لأللفية شروحات وتعليقات‪ ،‬وهي متون كثيرة ذكرتها كتب التراجم‪ ،‬وقد اشتهر منها‬
‫شرح ابن عقيل الذي أصبح المنظومة التعليمية لطالب التعليم العالي بالمؤسسات الجامعية‪ ،‬حيث أصبح الكتاب األول في تدريس قواعد وفنون العربية؛ فهل ّلبى شرح‬
‫ابن عقيل حاجة متعلمي اللغة في اإللمام بقواعدها؟ وهل كان اكتساب تلك القواعد والمعلومات سهال ميسورا؟ وما هي المعوقات التي يمكن أن تؤدي إلى ضعف التلقي‬
‫نحدث في المحتوى التعليمي لكتاب ابن عقيل حتى نمكن المتعلمين من ربطه بالخبرات المعرفية اللغوية المكتسبة‬
‫المرتبط بكتاب شرح ابن عقيل؟ وكيف يمكن أن ّ‬
‫لديهم؟‬

‫ولهذه األسئلة وغيرها مما ستجيب عليه في هذه الورقة التي وسمت بـ‪ :‬دور المنظومات النحوية في اكتساب اللغة العربية (شرح ابن عقيل أنموذجا)‪ ،‬وتهدف إلى‪:‬‬

‫توضيح مدى فائدة المنظومة في اكتساب اللغة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫التأكيد على أهمية تنقيح الشروحات من األثر المنطقي المرتبط بها‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫تبيين العالقة بين اكتساب اللغة وتيسير أدوات التلقي لها‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫تحديث دراسة المتون بما يتوافق مع أدوات العصر‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫وتقوم الدراسة على المنطلقات اآلتية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تاريخ المنظومات في الفكر اللغوي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أثر الفلسفة في شروح األلفية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬شرح ابن عقيل ماله وما عليه‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تيسير المتون وتطويرها‪.‬‬

‫كلمات مفتاحية‪ :‬شرح ابن عقيل‪ ،‬منظومة‪ ،‬فلسفة‪ ،‬اكتساب‪ ،‬تيسير‪.‬‬

‫‪Summary:‬‬
‫‪The ibn Malik system appeared in grammar and drainage in the 7th century Imam Ibn Malik organized his millennium in the‬‬
‫‪Arabic grammar in a thousand houses known as the Millennium Ibn Malik, which was composed of linguists and originals to‬‬
‫‪explain and detail to facilitate understanding of its totality; Language learners in knowledge of its rules? Was it easy to‬‬
‫‪acquire such rules and information? What are the constraints that can lead to poor receiving associated with ibn Aqeel's‬‬
‫‪commentary book? How can we update the educational content of Ibn Aqeel's book so that learners can link it to their‬‬
‫‪?knowledge-language experiences‬‬

‫‪261‬‬
‫‪www.madjalate-almayadine.com‬‬ ‫العدد الخاص الول‬ ‫مجلة الميادين للدراسات في العلوم اإلنسانيـة‬

‫المؤتمر الدولي االفتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي‬

‫‪These and other questions are answered in this paper, which is named after the role of grammatical systems in acquiring the‬‬
‫‪Arabic language (Ibn Aqeel's explanation of a model), and aims to explain the usefulness of the system in acquiring the‬‬
‫‪language. Emphasizing the importance of revising annotations from the logical effect associated with them. Demonstrate the‬‬
‫‪relationship between language acquisition and the facilitation of receiving tools. Update the study of the muttinin in‬‬
‫‪accordance with the tools of the times‬‬

‫‪The study is based on the following premises: first: the history of systems in linguistic thought. Second, the impact of‬‬
‫‪philosophy on the commentaries of the millennium. Thirdly: Ibn Aqeel explains his money and what it is. Fourth: facilitating‬‬
‫‪and developing the solid. Keywords:‬‬

‫‪. Ibn Aqeel's Explanation, System, Philosophy, Acquisition, Facilitation‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫برزت الشروح اللغوية في الفكر اللغوي عند العرب مرتبطة بما ألف فيه وسطر من متون مثل كتاب‬
‫المسمى التعليقة‪ ،‬وشرح‬
‫ّ‬ ‫سيبويه الذي حظي بكثير من الشروح نحو شرح السيرافي‪ ،‬وأبي علي الفارسي‬
‫الرماني وغيرها من المؤلفات تنوعت بين شروح‪ ،‬وتعليقات‪ ،‬واختصارات‪ ،‬وتفاسير‪ ،‬وهذه الشروحات ونظائرها‬
‫أضفت تجديدا وتنوعا في الفكر اللغوي حيث أفصحت عن تجدد معرفي فكل شارح عمد إلى إضافة فكره‬
‫في ثنايا الشرح فهو يعترض ويفند وينتقد ويضيف؛ وألن المعرفة اللغوية عن المسلمين ارتبطت بالفكر‬
‫الديني وأخذت من مناهجه وأصوله كما نستشف من أدلة الفقه التي ارتبطت بأصل النحو العربي وحددت‬
‫مفاهيمه وحدوده‪.‬‬

‫وعطفا على السالف من القول فإن الشروحات اللغوية ثروة معرفية إذا تمت إعادة صياغتها وفق تفصيل‬
‫وتحليل وتصنيف أفضل لتلك المعرفة‪ ،‬وهذا يؤسس على وجود خطة لغوية تعيد النظر في هذه الشروحات‬
‫وتصنفها طبقا لمناهج اللغة والتعّلم الحديث‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تاريخ المنظومات في الفكر اللغوي‪.‬‬

‫تعزو كتب التراجم نشأة المنظومات اللغوية إلى الخليل بن أحمد فمثل ما كان رائدا في علم العروض‬
‫وغيره كان رائدا في وضع أول منظومة نحوية كما يذكر خلف األحمر في مقدمته التي أورد منها بيتين‪:‬‬

‫َت ْص ُع ُب‬ ‫َفَل ْي َس ْت‬ ‫َو ْأو‬ ‫َوثُـ َّم‬ ‫َوبِال‬ ‫َفاْن ُس ْق َو ِص ْل ِباْلو ِ‬
‫او َق ْوَل َك ُكَّل ُه‬
‫ذاه ِب ْ‬
‫مش َع ُب (‪.)1‬‬ ‫اْلفـاء نـاسق ٌة كـذلك ِعْندنا وسبيُلها رحب الم ِ‬
‫َُْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬

‫‪ ))1‬ينظر‪ :‬خلف األحمر (ت‪180‬هـ) مقدمة في النحو‪ ،‬تحقيق‪ :‬عز الدين التنوخي ‪ ،‬دمشق ‪1961 ،‬م ص‪.85 ،85‬‬

‫‪262‬‬
‫‪www.madjalate-almayadine.com‬‬ ‫العدد الخاص الول‬ ‫مجلة الميادين للدراسات في العلوم اإلنسانيـة‬

‫المؤتمر الدولي االفتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي‬

‫فإن الفكر اللغوي ارتبط بالتعليم في أول نشأته مما يحّفز الدراسين على التعلم‬
‫وإن كان األمر كذلك ّ‬
‫واستظهار المعلومات وقد عرف العرب آنذاك بقوة الحافظة والملكات األمر الذي ّأدى إلى االتساع في العلوم‬
‫اللغوية وتطور علومها‪.‬‬

‫أيضا منظومة في الغريب‬ ‫(‪)2‬‬


‫وألف الشنتمري‬ ‫(‪)1‬‬
‫وفي القرن الرابع ألف الحريري منظومته ملحة اإلعراب‬
‫أما ابن مالك فقد وضع ألفيته الشهيرة في القرن السابع الهجري (‪ ،)3‬وألفية ابن مالك‪ ،‬كما نعلم‪،‬‬
‫والقراءات‪ّ ،‬‬
‫هي متن اشتمل على كثير من قواعد النحو والصرف العربي في منظومة شعرية بلغت أبياتها ألفا وبيتين‪،‬‬
‫وهي أبيات على بحر الرجز أو مشطور الرجز‪.‬‬

‫ومنظومة ابن مالك أو ألفيته من أهم المتون اللغوية التي ّ‬


‫تصدى لشرحها كثير من علماء اللغة واألصول‬
‫حتى صار وجوب اإللمام بها من أهم أدوات اللغوي والعالم؛ وكان ألهميتها في التعليم ّأنها مكنت المتعلمين‬
‫من حفظ قواعد اللغة بسهولة؛ ولذا حظيت بشروح كثيرة لعل من أهمها‪ :‬شرح ابن عقيل الذي هو محور هذه‬
‫الورقة‪.‬‬

‫الكم الهائل من الشروحات التي انبنت على ألفية ابن مالك وقام عليه وقد‬
‫فإن كتب التراجم تبين ّ‬
‫وحقيقة ّ‬
‫ربا عددها عن المائة شرح‪ ،‬نذكر منها على سبيل التمثيل ال الحصر‪:‬‬

‫شرح األلفية للزواوي إبراهيم بن فائد بن موسى الزواوي القسنطيني (‪ 857- 796‬هـ = ‪- 1394‬‬ ‫‪.1‬‬

‫(‪)4‬‬
‫‪ 1453‬م)‬
‫‪ .2‬شرح األلفية إلبراهيم بن موسى بن بالل بن عمران ابن مسعود بن دمج‪ ،‬برهان الدين الكركي‬
‫(‪)5‬‬
‫(‪ 853- 776‬هـ = ‪ 1449- 1374‬م)‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬الفيروزآبادى ‪،‬مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب (المتوفى‪817 :‬هـ)‪ ،‬البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة‪ ، ،‬الناشر‪ :‬دار سعد الدين‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪1421‬هـ‪2000 -‬م‪ ،‬ص‪.234‬‬
‫‪ ))2‬ينظر‪ :‬السيوطي ‪ ،‬بغية عبد الرحمن بن أبي بكر‪ ،‬جالل الدين (المتوفى‪911 :‬هـ)‪ ،‬الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أبو الفضل‬
‫إبراهيم‪ ،‬الناشر‪ :‬المكتبة العصرية ‪ -‬لبنان ‪ /‬صيدا‪ ،‬ج‪ ،1/‬ص‪.326‬‬
‫‪ ))3‬محمد بن عبد هللا‪ ،‬ابن مالك الطائي الجياني‪ ،‬أبو عبد هللا‪ ،‬جمال الدين‪ :‬أحد االئمة في علوم العربية‪ .‬ولد في جيان (باألندلس) وانتقل إلى دمشق‬
‫فتوفي فيها‪ .‬أشهر كتبه (األلفية ‪ -‬ط) في النحو‪ ،‬وله (تسهيل الفوائد ‪ -‬ط) نحو‪ ،‬و (شرحه له ‪ -‬خ) المجلد األول منه‪ ،‬في الرباط (‪ 213‬أوقاف)‪ ،‬و‬
‫(الضرب في معرفة لسان العرب) و (الكافية الشافية ‪ -‬ط) أرجوزة في نحو ثالثة آالف بيت‪ ،‬و (شرحها ‪ -‬ط) و(سبك المنظوم وفك المختوم ‪ -‬خ)‬
‫نحو‪ ،‬و(المية االفعال ‪-‬ط) و (عدة الحافظ وعمدة الالفظ ‪ -‬خ) رسالة‪ ،‬وشرحها‪ ،‬و (إيجاز التعريف ‪ -‬خ) صرف‪ ،‬و (شواهد التوضيح ‪ -‬ط) و (إكمال‬
‫األعالم بمثلث الكالم ‪ -‬ط) و (مجموع ‪ -‬خ) فيه ‪ 10‬رسائل‪ ،‬و (تحفة المودود في المقصور والممدود ‪ -‬ط) منظومة‪ ،‬و (العروض ‪ -‬خ) و (االعتضاد‬
‫في الفرق بين الظاء والضاد ‪ -‬خ) قصيدة من بحر البسيط على روي الظاء المفتوحة‪ ،‬مشروحة شرحا متقنا ً من انشائه‪ ،‬في ‪ 25‬ورقة‪ ،‬عندي‪ .‬وغير‬
‫ذلك‪ ،‬الزركلي‪ ،‬خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس‪ ،‬الدمشقي (المتوفى‪1396 :‬هـ)‪،‬األعالم‪ ،‬الناشر‪ :‬دار العلم للماليين‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫الخامسة عشر ‪-‬أيار ‪ /‬مايو ‪ 2002‬م‪ ،‬ج‪ ،6/‬ص‪.233‬‬
‫‪ ))4‬ينظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪،1/‬ص‪.57‬‬
‫‪ ))5‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،1/‬ص‪.75‬‬

‫‪263‬‬
‫‪www.madjalate-almayadine.com‬‬ ‫العدد الخاص الول‬ ‫مجلة الميادين للدراسات في العلوم اإلنسانيـة‬

‫المؤتمر الدولي االفتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي‬

‫‪ .3‬شرح األلفية إلبراهيم بن هبة هللا بن علي الحميري‪ ،‬نور الدين اإلسنوي‪ :‬قاض‪ ،‬شافعي (‪- 000‬‬
‫‪ 721‬هـ = ‪ 1321- 000‬م)(‪.)1‬‬
‫‪ .4‬شرح األلفية أل حمد بن إبراهيم بن نصر هللا‪ ،‬أبو البركات‪ ،‬عز الدين الكناني العسقالني االصل‪،‬‬
‫المصري الحنبلي(‪.)2‬‬
‫‪ .5‬شرح األلفية ألحمد بن جعفر بن إدريس‪ ،‬أبو العباس الكتاني‪ :‬من علماء (القرويين) مولده ووفاته‬
‫بفاس‪ 1340- 1293( ،‬هـ = ‪ 1922- 1876‬م)(‪.)3‬‬
‫‪ .6‬شرح األلفية ألحمد بن عمر الحمامي العلواني الخلوتي‪ :‬متصوف‪ ،‬من فضالء الشافعية‪ .‬من أهل‬
‫حماة‪ 1017- 000( ،‬هـ = ‪ 1608- 000‬م)(‪.)4‬‬
‫‪ .7‬شرح األلفية ألحمد بن عمر االسقاطي‪ ،‬أبو السعود‪ ،‬الحنفي المصري‪ 1159- 000( ،‬هـ =‬
‫‪ 1746- 000‬م)(‪.)5‬‬
‫‪ .8‬شرح األلفية ألحمد بن محمد المقري‪ ،‬شهاب الدين المغربي المالكي‪- 000( ،‬بعد ‪000 = 847‬‬
‫‪-‬بعد ‪ 1443‬م)(‪.)6‬‬
‫‪ .9‬شرح األلفية ألحمد بن محمد بن يوسف الخالدي‪ 1034- 000( ،‬هـ = ‪ 1625- 000‬م)(‪.)7‬‬
‫شرح األلفية ألبي بكر بن عبد هللا النابلسي الشافعي‪ ،‬المعروف بابن األخرم (‪- 1001‬‬ ‫‪.10‬‬
‫‪ 1091‬هـ = ‪ 1680- 1593‬م)(‪.)8‬‬

‫وغالب‪ ،‬من سبق ذكرهم‪ ،‬أصوليون من أهل الفقه والمنطق ّ‬


‫مما يدلل على أهمية هذه المنظومة لدى أهل‬
‫العلوم المختلفة كونها تقدم المادة اللغوية مصنفة تصنيفا يسهل من حفظها ودراستها‪.‬‬

‫وقد كانت منظومة ابن مالك من أهم المنظومات التي ألفت في اللغة واألدب األصول أيضا‪ ،‬فتسابق‪،‬‬

‫في هذا المجال‪ ،‬أئمة العلماء لوضع متون مماثلة ّ‬


‫تقدم المعرفة في شكل مقنن غير متناثر‪ ،‬وهو األمر الذي‬
‫برز في القرون المتأخرة بعد ابن مالك ‪ ،‬وتبين هذه المنظومات الفصل بين التأليف في العلوم كونها متونا‬
‫لغوية صرفة كمتن المغني والخصائص مثال وبين التأليف في المتون التعليمية التي تمثلها المنظومات‬
‫كألفية ابن مالك حيث تختلف في المضمون والمنهج أيضا؛ فابن مالك في ألفيته يقدم قالبا تعليميا شديد‬

‫‪ ))1‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،1/‬ص‪.78‬‬


‫‪ ))2‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،1/‬ص‪.88‬‬
‫‪ ))3‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،1/‬ص‪.108‬‬
‫‪ ))4‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،1/‬ص‪.188‬‬
‫‪ ))5‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪،1 /‬ص‪.188‬‬
‫‪ ))6‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،1/‬ص‪227‬‬
‫‪ ))7‬ينظر‪ :‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،1/‬ص‪.237‬‬
‫‪ ))8‬ينظر‪ :‬الزركلي‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪ ،2/‬ص‪.67‬‬

‫‪264‬‬
‫‪www.madjalate-almayadine.com‬‬ ‫العدد الخاص الول‬ ‫مجلة الميادين للدراسات في العلوم اإلنسانيـة‬

‫المؤتمر الدولي االفتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي‬

‫التركيز في سرد المعلومة وصياغتها بشكل يم ّكن من الحفظ واالستدراك ‪ ،‬فهناك عالقة وثيقة بين صياغة‬
‫المعلومة وتلقيها بشكل يؤسس لتقبل حفظها ورسوخها في ذاكرة المتعلم‪.‬‬

‫وتظهر المنظومة أثر النظم الشعري الذي كان أحد أهم الوسائل المنتهجة للتلقي عند العلماء‪ ،‬وقد أرجع‬
‫بعض الباحثين (‪ )1‬التأليف في المنظومات اللغوية إلى القرن الرابع الهجري فيما نقل عن أبي حيان من ذكره‬
‫َّ‬
‫المتوفي (‪370‬ه)(‪ ،)2‬وتكمن أهمية متن األلفية في أنها‬ ‫األغر اليشكري‬
‫لمنظومة ألحمد بن منصور بن ّ‬
‫جمعت قواعد النحو والصرف بصورة أكثر شموال وربطا لعلم النحو والصرف بغيره من العلوم إذ تبين كثير‬
‫من أبياتها النظر المنطقي الذي تميز به ابن مالك وفيه نظر سنرجع له في محله من البحث‪.‬‬

‫أما الفكر اللغوي وانتظامه في عقد من األبيات التي دمجت المعرفة في قالب انسيابي يم ّكن طالب العلم‬
‫ّ‬
‫أما وضعه في‬‫من حفظ المعرفة اللغوية فأمر ليس باليسير إذ يضارع الخرائط الذهنية في عصرنا الحديث‪ ،‬و ّ‬
‫قالب الرجز لسهولة مأخذه وحفظه فبحر الرجز عرف عند أهل اللغة بحمار الشعر لسهولة النظم فيه‪ ،‬والنظم‬
‫بعامة ييسر حفظاً ويسهل االستذكار‪ ،‬كما أن النظم فن له خصائصه التي بينت براعة اللغويين واتساع‬
‫معارفهم التي يسرت لهم النظم بسهولة في مجال قواعد اللغة وهي أكثر قربا للنظر العقلي منه إلى العاطفة‬
‫التي تالزم البناء الشعري غالبا‪.‬‬

‫وقد كانت األلفية مؤسسة النتشار المنظومات في القرن السابق فعلى سبق كثير من العلماء في التأليف‬
‫في المنظومات اللغوية إال أنها لم تحظ باالنتشار الذي حظيت به ألفية ابن مالك وال باالهتمام من حيث‬
‫الشرح والتعليق وتمكن أسباب هذه األهمية في‪:‬‬

‫‪ .1‬نظم المسائل اللغوية في تبويب لم يسبق له ابن مالك‪.‬‬


‫‪ .2‬قدرة ابن مالك على اإلحالة إلى المذاهب اللغوية في نظمه كالمذهب البصري والكوفي وغيرها‪.‬‬
‫‪ .3‬النظر المنطقي في مسائل اللغة وهو ما أبان عن استفادته ووعيه بأهمية المنطق في المناهج‬
‫اللغوية‪.‬‬
‫مخل‪.‬‬
‫‪ .4‬حسن توظيفه ألصول وقواعد اللغة في إيجاز غير ّ‬
‫ثانيا‪ :‬أثر الفلسفة في شروح األلفية‪.‬‬

‫‪ ))1‬ينظر‪ :‬أبو حيان ‪،‬محمد بن يوسف األندلسي (ت‪745‬هـ) ‪،‬تذكرة النحاة ‪،‬تحقيق‪ :‬عفيف عبد الرحمن ‪ ،‬مؤسسة الرسالة – بيروت ‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى ‪1986 ،‬م‪ ،‬ص‪.670‬‬
‫‪ ))2‬أحمد بن المنصور بن األغر اليشكري‪ ،‬مؤدب األمير أبي محمد الحسن بن عيسى المقتدر باهلل‪ .‬دينوري‪ ،‬توطن بغداد‪ ،‬وحدث بها‪ ،‬وله‬
‫"أرجوزة" في النحو والصرف‪ ،‬تنيف على ألفي بيت‪ ،‬نظمها سهل‪ ،‬وعلمها غزير‪ ،‬أولها‪ :‬الحمد هلل الذي تعالى ‪ ...‬واستخلص العزة والجالال ‪،‬‬
‫ينظر‪ :‬الفيروزآبادى‪ ،‬مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب (المتوفى‪817 :‬هـ)‪ ،‬البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة‪ ،‬ص‪.85‬‬

‫‪265‬‬
‫‪www.madjalate-almayadine.com‬‬ ‫العدد الخاص الول‬ ‫مجلة الميادين للدراسات في العلوم اإلنسانيـة‬

‫المؤتمر الدولي االفتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي‬

‫حفلت الشروحات على األلفية بكثير من اإلشارات الفلسفية التي ظهرت كمصطلحات وتطبيق فعلي على‬
‫ّ‬
‫اللغة؛ ومن هذه الشروحات شرح األشموني الذي يتبين لقارئه االعتناء بالنظر األصولي عن الشارح فهو‬
‫يضع المسألة ضمن قواعده في االستدالل ويحاول أن يضيف لها ما أراد من فكره‪ ،‬وذلك نحو قوله‪" :‬‬
‫والمركب اإلسنادي المعلوم مدلوله ضرورة‪ :‬كالنار حارة‪ ،‬وغير المستقل كجملة الشرط‪ ،‬نحو‪" :‬إن قام زيد"‪،‬‬
‫وغير المقصود‪ ،‬كالصادر من الساهي والنائم"(‪ ،)1‬فقوله‪ ":‬والمركب اإلسنادي المعلوم مدلوله ضرورة" هو‬
‫صورة من صور التأثر بالفلسفة ألن اللفظ الزم الداللة بالوضع عند األصوليين؛ ومنه أيضا قوله مفصال ما‬
‫أجمل‪ " :‬األول‪ :‬اللفظ مصدر أريد به اسم المفعول‪ ،‬أي‪ :‬الملفوظ به‪ ،‬كالخلق بمعنى المخلوق‪ ،‬الثاني‪ :‬يجوز‬
‫في قوله "كاستقم" أن يكون تمثيال وهو الظاهر‪ ،‬فإنه اقتصر في شرح الكافية على ذلك في حد الكالم‪ ،‬ولم‬
‫يذكر التركيب والقصد نظ ار إلى أن اإلفادة تستلزمهما‪ ،‬لكنه في التسهيل صرح بهما وزاد فقال‪ :‬الكالم ما‬
‫تضمن من الكلم إسنادا مفيدا مقصودا لذاته‪ ،‬فزاد "لذاته" قال‪ :‬إلخراج نحو‪" :‬قام أبوه" من قولك‪" :‬جاءني‬
‫الذي قام أبوه" وهذا الصنيع أولى‪ ،‬ألن الحدود ال تتم بداللة االلتزام‪ ،‬ومن ثم جعل الشارح قوله "كاستقم"‬
‫تتميما للحد‪ ،‬الثالث‪ :‬إنما بدأ بتعريف الكالم ألنه المقصود بالذات‪ ،‬إذ به يقع التفاهم‪ ،‬الرابع‪ :‬إنما قال‪" :‬وما‬
‫ي تألف منه" ولم يقل "وما يتركب" ألن التأليف كما قيل أخص؛ إذ هو تركيب وزيادة‪ ،‬وهي وقوع األلفة بين‬
‫الجزأين"(‪.)2‬‬

‫واألشموني ربط بين داللة األلفاظ عند األصوليين كأن يدل اللفظ على الزم معناه ليس مطابقة أو تضمنا‬
‫التضمن من ابن مالك في تعريف حد الكالم ما جعل األشموني‬
‫ّ‬ ‫بداللة االلتزام وربما كان استعمال لفظ‬
‫يستطرد في شرح البيت ويربط شرحه بدالالت األصوليين‪.‬‬

‫وقد استعمل ابن مالك في الفيته كثي ار من المصطلحات األصولية التي تلّقفها الشراح فأثقلوا بها متونها‬
‫شرحا وتفصيال‪ ،‬والمرادي أيضا يسير على نهج األشموني في شرح ألفية ابن مالك المسمى شرح التسهيل‬
‫حين يقول‪ " :‬وأقول‪ :‬تفرقة الواضع بين "أسامة" و"أسد" في األحكام اللفظية "تؤذن" بفرق من جهة المعنى‪،‬‬
‫ومما قيل في ذلك‪ :‬أن "أسدا" وضع ليدل على شخص معين‪ ،‬وذلك الشخص ال يمتنع أنه يوجد منه أمثال‬
‫فوضع "أسدا" على الشياع في جملتها‪ ،‬ووضع أسامة ال بالنظر إلى شخص بل على معنى األسدية المعقولة‬
‫التي ال يمكن أن توجد خارج الذهن وال يمكن أن يوجد منها اثنان أصال في الذهن‪ ،‬ثم صار "أسامة" يقع‬
‫على األشخاص لوجود ما هو ذلك المعنى المفرد الكلي في األشخاص‪ ،‬والتحقيق في ذلك‪ :‬أن تقول‪ :‬اسم‬

‫‪ ))1‬األ ُ ْش ُموني‪ ،‬أبو الحسن‪ ،‬نور الدين الشافعي (المتوفى‪900 :‬هـ)‪ ،‬شرح األشموني على ألفية ابن مالك‪ ،‬علي بن محمد بن عيسى‪،‬‬
‫الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪1419‬هـ‪1998-‬مـ‪ ،‬ج‪ ،1/‬ص‪.23‬‬
‫‪ ))2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪ ".24 ،23‬والنص طويل سقناه للفائدة"‪.‬‬

‫‪266‬‬
‫‪www.madjalate-almayadine.com‬‬ ‫العدد الخاص الول‬ ‫مجلة الميادين للدراسات في العلوم اإلنسانيـة‬

‫المؤتمر الدولي االفتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي‬

‫الجنس هو الموضوع للحقيقة الذهنية من حيث هي هي "فأسد" موضوع للحقيقة من غير اعتبار قيد معها‬
‫أصال‪ ،‬وعلم"(‪.)1‬‬

‫يعج بالمفردات والمصطلحات األصولية التي حادت بشروح األلفية عن الغاية التي‬
‫النص أيضا ّ‬‫وهذا ّ‬
‫وضعت لها‪ ،‬كما أشار لها مؤلفوها في مقدماتهم‪ ،‬وهي تيسير تعلم قواعد اللغة في وقت شاع فيه اللحن‬
‫فإن شروح ألفية ابن مالك‬
‫جلية األمر ّ‬
‫وصارت هناك حاجة لوضع مادة تعليمية تعين على تعلمها‪ ،‬وفي ّ‬
‫المتأخرة منها وما وضعت شرحا لشرح على األلفية أصبحت ثرية بمادة أكثر بعدا عن تسير قواعد اللغة‬
‫للمبتدئين إذا بها من المسائل والمنطق ما يجعلها شائكة عسيرة المسلك؛ فهذا الصبان وقد وضع شرحا لشرح‬
‫األشموني على األلفية يقول‪ ":‬وعاب الشارح التعريف إلخ" يعني أنه عابه بلزوم الدور وتقريره أن العلم‬
‫بالصفة المشبهة متوقف على استحسان إضافتها إلى الفاعل واستحسان إضافتها إلى الفاعل متوقف على‬
‫العلم بكونها صفة مشبهة فجاء الدور‪ ,‬ودفعه الشارح بما حاصله منع توقف االستحسان على العلم بل إنما‬
‫حول إسنادها عنه إلى ضمير الموصوف ال يكون‬‫يتوقف على النظر في معناها الثابت لفاعلها بحيث لو ّ‬
‫ٍ‬
‫حينئذ اإلضافة"(‪ ،)2‬والدور واالستحسان من مصطلحات الفقهاء لكنهما استعملتا‬ ‫فيه لبس وال قبح فتحسن‬
‫شبهة لفاعلها‪.‬‬
‫عند النحاة في تفسير بعض المسائل النحوية نحو تفسيرهم إضافة الصفة الم َّ‬

‫وال يختلف الشاطبي عن األشموني في عرض مسائل اللغة في شرحه على األلفية فيمزج بين اللغة‬
‫ومصطلحات األصوليين في شرحه منها قوله‪ " :‬الثاني‪ :‬اعتبار اإلفادة الوضعية ‪-‬أي المتواضع عليه‪-‬‬
‫فتخرج بذلك اإلفادة العرضية والعقلية‪ ،‬فالعرضية‪ :‬كما إذا قلت‪ :‬جاءني غالم زيد‪ ،‬فيفهم من إضافة الغالم‬
‫إلى زيد أن له غالما‪ ،‬فهذه فائدة أفادها هذا الكالم‪ ،‬لكنها إفادة غير وضعية‪ ،‬إذ لم يوضع ألن يدل عليها‬
‫وال يفيدها‪ ،‬وإنما وضع لإلخبار عن غالم زيد بالمجيء‪ ،‬فإفادته أن لزيد غالما عرضية ال وضعية‪ ،‬فلم يكن‬
‫كالما من جهتها‪ ،‬والعقلية كإفادة كالم المتكلم من وراء حائط‪ ،‬أن في ذلك الموضع إنسانا حيا‪ ،‬فإن هذه‬
‫اإلفادة عقلية ال يتكلم فيها النحوي‪ ،‬وإنما كالمه في اإلفادة التي وضع اللفظ لها"(‪ ،)3‬وهذه االستطرادات‬
‫األصولية بعيدة كل البعد عن االتجاه التعليمي لأللفية فإن مناقشة كون اللفظ مفيد بوضعه لداللته أم تكون‬

‫‪ ))1‬المرادي ‪ ،‬أبو محمد بدر الدين حسن بن قاسم بن عبد هللا بن علي المصري المالكي (المتوفى‪749 :‬هـ) ‪ ،‬توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية‬
‫ابن مالك‪ ،‬شرح وتحقيق‪ :‬عبد الرحمن علي سليمان ‪ ،‬أستاذ اللغويات في جامعة األزهر‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر العربي الطبعة‪ :‬األولى ‪1428‬هـ ‪-‬‬
‫‪2008‬م‪ ،‬ج‪ ،1/‬ص‪.401‬‬
‫‪ ))2‬الصبان ‪ ،‬أبو العرفان محمد بن علي الشافعي (المتوفى‪1206 :‬هـ)‪،‬حاشية الصبان على شرح األشموني أللفية ابن مالك‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب‬
‫العلمية بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪ 1417‬هـ ‪1997-‬م‪ ،‬ج‪ ،3/‬ص‪.4‬‬
‫‪ ))3‬الشاطبي ‪ ،‬أبو إسحق إبراهيم بن موسى (المتوفى ‪ 790‬هـ)‪ ،‬المقاصد الشافية في شرح الخالصة الكافية (شرح ألفية ابن مالك)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عبد‬
‫الرحمن بن سليمان العثيمين‪ ،‬الناشر‪ :‬معهد البحوث العلمية وإحياء التراث اإلسالمي بجامعة أم القرى ‪ -‬مكة المكرمة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 1428 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 2007‬م‪ ،‬ج‪ ،1/‬ص ‪.38‬‬

‫‪267‬‬
‫‪www.madjalate-almayadine.com‬‬ ‫العدد الخاص الول‬ ‫مجلة الميادين للدراسات في العلوم اإلنسانيـة‬

‫المؤتمر الدولي االفتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي‬

‫إفادته عرضية يؤثر في تقبل المتعلم للمحتوى العلمي كونه مفيد من عدمه‪ ،‬فليس المتعّلم بحاجة لهذا بقدر‬
‫ما هو بحاجة إلى تقنين المعلومة وتركيزها في قالب تطبيقي معرفي محدد‪.‬‬

‫قدم شرحا مختص ار سهل‬


‫أما المكودي فمع عدم إيغاله في النظر األصولي في شرحه لأللفية إال أنه ّ‬
‫ّ‬
‫المأخذ غير أنه اختلف عن شرح ابن عقيل في بعض األمور نوجزها في اآلتي‪:‬‬

‫‪ .1‬يشرح المكودي البيت وال يكاد يبتعد عنه فهو صورة أخرى مقاربة لبيت األلفية فكان إيجازه مخال‪.‬‬
‫‪ .2‬اهتم المكودي بالقاعدة اللغوية بذاتها دون عرضها وفق مذاهب النحاة‪.‬‬
‫‪ .3‬لم يهتم المكودي بالمسائل الخالفية‪.‬‬
‫‪ .4‬عدم التزامه تماما بترتيب األلفية فال ينطلق منها في شرحه ففي باب التعجب مثال يبدأه بقوله‪":‬‬
‫حد التعجب قول ابن عصفور‪ :‬هو استعظام زيادة في وصف الفاعل خفي سببها‪،‬‬
‫أحسن ما قيل في ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫قل نظيره"‬
‫وخرج بها المتعجب منه لعدم الزيادة عن نظائره أو ّ‬
‫وعلى أية حال فإن شرح المكودي شرح سهل المأخذ قريب المتناول للمتعلمين‪ ،‬وفي شرحه صنيع غريب‬
‫حيث قام بوضع أمثلة عديدة على المسألة في طريقة توزيعية في الصفة المشبهة وهي طريقة حسابية‬
‫ابتدعها المرادي وهي قوله‪ ":‬وغيرهما نحو مررت برجل حسن وجهه‪ .‬والصفة لها حاالن كما تقدم وعملها‬
‫رفع ونصب وجر ومعمولها له اثنتا عشرة حالة كما تقدم فهو من ضرب اثنتي عشرة في ستة باثنتين وسبعين‬
‫وقد ذكر المرادي هذه األوجه كلها وقال إنها من ضرب أحد عشر في ستة والمجموع ست وستون مسألة‪،‬‬

‫والصواب أنها اثنتان وسبعون مسألة‪ ،‬وأنا أرسم لك جدوال كافال يجمعها على ترتيب النظم" ‪ ،‬في ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫نصه‬
‫ابية‪.‬‬
‫يشير إلى استخدام جداول لغوية لترتيب التراكيب اللغوية ومن خاللها يصل إلى أحكامها اإلعر ّ‬

‫وأثّر الحشو بالتعليل والمنطق في نفور وعجز المتعلمين عن تعلم العر ّبية إلغراقهم في تفسير مسائل‬
‫األلفية‬
‫ّ‬ ‫اللغة وتفسير سلوكها‪ ،‬كما أثّر أيضا على مدى تقبل المتعلمين للنحو‪ ،‬وعلى كثرة الشروحات على‬
‫وغيرها من المتون كالمغني مثال إال أن النحاة وضعوا شروحهم‪ ،‬فيما يبدو‪ ،‬لتظهر كأنها تعقيبات على‬
‫األلفية ليست الغاية منها المتعلمين بقدر ما حوت فكرهم اللغوي فهي تعبر عن مؤلفيها وليست مواكبة للغاية‬
‫التي وضعت لها المتون المشروحة‪.‬‬

‫‪ ))1‬المكودي‪ ،‬شرح المكودي‪ ، ،‬أبو زيد عبد الرحمن بن علي بن صالح (المتوفى‪ 807 :‬هـ)‪ ،‬على األلفية في علمي النحو والصرف تحقيق‪ :‬الدكتور‬
‫عبد الحميد هنداوي (مدرس البالغة والنقد األدبي واألدب المقارن بكلية دار العلوم ‪ -‬جامعة القاهرة)‪ ،‬الناشر‪ :‬المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت – لبنان‪،‬‬
‫ص‪.200‬‬
‫‪ ))2‬المكودي‪ ،‬شرح المكودي ‪ ،‬ص‪.136‬‬

‫‪268‬‬
‫‪www.madjalate-almayadine.com‬‬ ‫العدد الخاص الول‬ ‫مجلة الميادين للدراسات في العلوم اإلنسانيـة‬

‫المؤتمر الدولي االفتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي‬

‫وإذا كانت الشروح على المنظومات النحوية قد حادت في مجملها عن الغاية التعليمية التي وضعت‬
‫أن الركون‬
‫لها‪ ،‬وهي تسهيل قواعد النحو وإيجازها في نظم يستطيع المتعلم حفظه واستظهاره عند الحاجة ّإال ّ‬
‫إليها أصاب الدرس اللغوي بالركود‪ ،‬فقد أصبحت هذه الشروحات تعقبا وتزيدا على العلماء على ما بها من‬

‫فضل علم ومعرفة لكنها اقتصرت على الشرح‪ ،‬حتى صار الفكر اللغوي لفترة ما محدودا في ّ‬
‫كم إنتاج‬
‫المؤلفات العلمية الخاصة بمؤلفيها وليس شرحا أو تعقبا أو تعليقا؛ وألن الحواشي والشروحات في أصل‬
‫تأليفها هي محاولة لتفسير المتن األساس لها وتقريبه من األفهام ولكن تلك الغاية األصل شابها ما شابها‬
‫من الغموض والتزّيد الذي ال طائل من ورائه‪ ،‬وقد جاءت محاوالت التيسير القديمة ممثلة في ابن مضاء‬
‫القرطبي الذي أدرك أن النحو العربي امتأل بقيود من القياس‪ ،‬والتعليل‪ ،‬والعلل‪ ،‬والمنطق والنقدي‪ ،‬والتأويل‪،‬‬
‫وأن هذه القيود حالت دون تعلمه بسهولة حتى وسم بالتعقيد والغلو وكثرة المنطق وابتعد عن جوهره وهو‬
‫تعليم الناشئة قواعده لحفظ اللغة وصونها‪ ،‬ومن أهم محاوالت التيسير في العصر الحديث ما قام بها شوقي‬
‫ضيف من محاولة لتيسير النحو في كتابه تجديد النحو الذي أوضح في مقدمته عن تأثره بابن مضاء‬
‫القرطبي بعد تحقيقه لكتابه الرد على النحاة مؤكدا أن النحو صار يشبه الشباك المعقدة نتيجة لكثرة من به‬
‫من علل وأقيسة وتقديرات‪ ،‬وأنه البد من إعادة تنسيق أبواب النحو بالشكل الذي ال يشتت دارس النحو‬
‫ويصرفه عن أسس تعلم اللغة‪ ،‬وأوضح أنه من الضرورة إلغاء اإلعراب التقديري والمحلي للجمل(‪،)1‬‬

‫فإن الشروحات اللغوية هي امتداد للمؤلفات في اللغوية ذات الطابع العلمي ال‬
‫وإن كان األمر ذاك ّ‬
‫ص اللغوي لم جاء على صورة؟ وكيف وضع عليها؟‪ ،‬وكيف يتصرف اللفظ‬ ‫تعليمي‪ ،‬وهي تعليل وتفسير للن ّ‬
‫في التركيب؟ وهل عالمته اإلعرابية واجبة أم جائزة؟ ولم الوجوب؟ ولم الجواز؟‪ ،‬وهذا المنهج لدى كثير من‬
‫الشراح حيث يبحث أغلبهم عن تعليالت للقاعدة اللغوية أو النص اللغوي مما شكلت كثرة التعليالت تخمة‬
‫ّ‬
‫معنوية في فهم قواعد اللغة التي كان‪ ،‬من األولى‪ ،‬أن توضع مجردة عن كل تلك اإلضافات‪ ،‬وقد أ ّكد ابن‬
‫الرد على النحاة على ضرورة حذف العلل الثواني والثوالث والعوامل من النحو العربي (‪.)2‬‬
‫مضاء في كتابه ّ‬
‫وقد ارتبطت دعوات تسيير النحو بفكر ابن مضاء في كتابه الرد على النحاة حيث حاول كثير من‬
‫المحدثين تجريد النحو العربي مما قد يؤثر في تقبله وتل ّقيه عند المتعلمين‪ ،‬إال أن التأليف في مناهج اللغة‬
‫ظل مرتبطا ولقرون متأخرة بأرث لغوي غلب عليه طابع االستطراد واإلضافة بالتعليق والشرح؛ على أن هذا‬
‫لم يكن مانعا من جود مؤلفات لغوية فريدة في نهجها فكرها كالمغني واالرتشاف والخصائص‪ ،‬أما كتب‬

‫‪ ))1‬ينظر‪ :‬شوقي ضيف‪ ،‬تجديد النحو العربي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار المعارف‪ ،‬ط‪2013 ،6/‬م ‪،‬ص‪,4 ،3‬‬
‫‪ ))2‬ينظر‪ :‬ابن مضاء القرطبي‪ ،‬الرد على النحاة‪ ،‬تحقيق‪ :‬شوقي ضيف‪ ،‬الناشر‪ :‬دار المعارف‪ ،‬ص‪.131 ،77‬‬

‫‪269‬‬
‫‪www.madjalate-almayadine.com‬‬ ‫العدد الخاص الول‬ ‫مجلة الميادين للدراسات في العلوم اإلنسانيـة‬

‫المؤتمر الدولي االفتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي‬

‫الشروحات فهي ثروة فكرية ألنها تبين قدرة اللغويين المسلمين على الجدل والمحاورة واالستفادة من العلوم‬
‫التي أثرت في توجههم اللغوي‪.‬‬

‫الكم من شروح األلفية التي ذكرتها كتب التراجم إال أن شرح ابن عقيل يكاد يكون الكتاب‬ ‫وعند هذا ّ‬
‫هيأ له أن يتصدر هذه المكانة من بين‬
‫الجامعي األول في أقسام اللغة العربية بمؤسساتنا الجامعية فما الذي ّ‬
‫مئات الشروحات التي تناولت ألفية ابن مالك؟‬

‫ثالثا‪ :‬شرح ابن عقيل ماله وما عليه‪.‬‬

‫شرح ألفية ابن مالك كثير من العلماء كما تذكر ذلك كتب التراجم وقد ذكرهم األستاذ محي الدين عبد‬
‫الحميد في مقدمته على شرح ابن عقيل‪،‬‬

‫ومنهم‪:‬‬

‫‪ .1‬الحكري (‪ 780 - 000‬هـ = ‪ 1378 - 000‬م) إبراهيم بن عبد هللا الحكري‪ ،‬برهان الدين‪ :‬نحوي‪،‬‬
‫من أهل (الحكرة) بقرب الطائف‪ .‬سكن مصر‪ ،‬وتولى القضاء بالمدينة‪ ،‬وناب بالحكم في القدس‬
‫والخليل‪ .‬له (شرح االلفية) البن مالك في النحو(‪.)1‬‬
‫‪ .2‬الشاطي (‪ 790 - 000‬هـ = ‪ 1388 - 000‬م) إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الغرناطي‬
‫الشهير بالشاطي‪ :‬أصولي حافظ‪ .‬من أهل غرناطة‪ ،‬كان من أئمة المالكية‪ ،‬من كتبه (الموافقات في‬
‫أصول الفقه ‪ -‬ط) أربع مجلدات‪ ،‬و (المجالس) شرح به كتاب البيوع من صحيح البخاري‪ ،‬و‬
‫(اإلفادت واإلنشادات ‪ -‬خ) رسالة في االدب‪ ،‬نشرت نبذة منها في مجلة المقتبس (المجلد الثامن)‬
‫و (االتفاق في علم االشتقاق) و (أصول النحو) و (االعتصام ‪ -‬ط) في أصول الفقه‪ ،‬ثالث‬
‫مجلدات‪ ،‬و (شرح االلفية) سماه (المقاصد الشافية في شرح خالصة الكافية ‪ -‬خ) خمسة مجلدات‬
‫ضخام(‪.)2‬‬
‫‪ .3‬االبناسي‪ 802- 725( ،‬هـ = ‪ 1399- 1325‬م) إبراهيم بن موسى بن أيوب‪ ،‬برهان الدين أبو‬
‫إسحاق االبناسي‪ ،‬ثم القاهري‪ :‬من كتبه (العدة من رجال العمدة ‪-‬خ) كراسان من أوله‪ ،‬في الرباط‬
‫(‪)3‬‬
‫(‪ 3175‬ك) وهو في تراجم عمدة االحكام و (الدرة المضية في شرح األلفية ‪-‬خ) في دار الكتب‬

‫‪ ))1‬الزركلي‪ ،‬األعالم‪ ،‬ج‪.49 ،1/‬‬


‫‪ ))2‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،1/‬ص‪.75‬‬
‫‪ ))3‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪،1/‬ص‪.75‬‬

‫‪270‬‬
‫‪www.madjalate-almayadine.com‬‬ ‫العدد الخاص الول‬ ‫مجلة الميادين للدراسات في العلوم اإلنسانيـة‬

‫المؤتمر الدولي االفتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي‬

‫المسماة بالخالصة البن مالك حظها الوافر من الشرح فقد شاعت دراسة األلفية وانشغل‬
‫ّ‬ ‫ونالت األلفية‬
‫بها النحاة والفقهاء فألفت عليها الشروحات ووضعت لها التعليقات حتى ربت شروحها عن األربعين شرحا‪،‬‬
‫وهذه الشروحات على كثرتها وقيمتها كمتون لغوية إال أنها ظلت أقل أهمية بالنسبة للدرس التعليمي مقارنة‬
‫بشرح ابن عقيل‪.‬‬

‫وشرح ابن عقيل شرح وضعه "ابن عقيل (‪ 769- 694‬هـ = ‪ 1367- 1294‬م) عبد هللا بن عبد‬
‫الرحمن بن عبد هللا بن محمد القرشي الهامشي‪ ،‬بهاء الدين ابن عقيل‪ :‬من أئمة النحاة‪ ،‬من نسل عقيل ابن‬
‫أبي طالب‪ ،‬مولده ووفاته في القاهرة"(‪ ،)1‬ال يختلف اثنان في المكانة المنهجية لكتاب شرح ابن عقيل في‬
‫أقسام اللغة العربية حيث تلزم مؤسساتنا العلمية الطالب بدراسة هذا المقرر طيلة سنوات أو فصول الدراسة‬
‫الجامعية‪ ،‬فما الدواعي الكامنة في اختيار متن ابن عقيل منهجا للمتعلمين في أقسام اللغة العربية؟ ‪.‬‬

‫إن المطالع لهذا الشرح يلحظ كثي ار من الخصائص والميزات التي انماز بها شرح ابن عقيل عن غيره من‬
‫الشروح لعل من أهمها‪:‬‬

‫‪ .1‬ابتعاد الشارح عن االستطراد المخل وميله لإليجاز في شرح أبيات األلفية‪.‬‬


‫‪ .2‬يعمد ابن عقيل إلى تبيين مواضع الخالف ومواضع الشذوذ ويبين كل ما يحيط ببيت األلفية من‬
‫أدلة متفق عليها لدى النحاة‪.‬‬
‫‪ .3‬ابتعد ابن عقيل عن مزج المسائل األصولية بالنحو إال إذا دعت لذلك ضرورة يؤيدها منطق اللغة‬
‫الطبيعي‪.‬‬
‫‪ .4‬أشار ابن عقيل إلى رأيه دون أن يوحي للمتعلم بوجوب هذا الرأي أو غيره فقد كان منصفا في‬
‫شرحه وتحليله‪.‬‬
‫لب المسألة إال فيما يضيف إليها يقول‪ ":‬فأما الرفع والنصب فيشترك فيهما‬‫‪ .5‬لم يبتعد ابن عقيل عن ّ‬
‫أما‬
‫أما الجر فيختص باألسماء نحو‪ :‬بزيد‪ ،‬و ّ‬‫األسماء واألفعال نحو‪ :‬زيد يقوم‪ ،‬وإن زيدا لن يقوم‪ ،‬و ّ‬
‫الجزم فيختص باألفعال نحو‪ :‬لم يضرب‪ ،‬والرفع يكون بالضمة‪ ،‬والنصب يكون بالفتحة والجر يكون‬
‫بالكسرة‪ ،‬والجزم يكون بالسكون‪ ،‬وما عدا ذلك يكون نائبا عنه كما نابت الواو عن الضمة في (أخو)‬
‫(‪)2‬‬
‫والياء عن الكسرة في (بني) من قوله‪ :‬جاء أخو بني نمر "‬
‫‪ .6‬وفي سياق االستدالل كانت أدلته محدودة واضحة‪.‬‬

‫‪ ))1‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،4/‬ص‪.96‬‬


‫‪ ))2‬ابن عقيل ‪ ،‬عبد هللا بن عبد الرحمن العقيلي الهمداني المصري (المتوفى‪769 :‬هـ)‪ ،‬شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد محيي‬
‫الدين عبد الحميد‪ ،‬الناشر‪ :‬دار التراث ‪ -‬القاهرة‪ ،‬دار مصر للطباعة ‪ ،‬سعيد جودة السحار وشركاه‪ ،‬الطبعة‪ :‬العشرون ‪ 1400‬هـ ‪ 1980 -‬م‪ ،‬ج‪،1/‬‬
‫ص‪.43‬‬

‫‪271‬‬
‫‪www.madjalate-almayadine.com‬‬ ‫العدد الخاص الول‬ ‫مجلة الميادين للدراسات في العلوم اإلنسانيـة‬

‫المؤتمر الدولي االفتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي‬

‫قدم ابن عقيل شرحه مبوبا وفق المنهج الذي أتبعه ابن مالك في ألفيته‪.‬‬
‫‪ّ .7‬‬
‫‪ .8‬اتصافه بأمانة النقل التي تتجّلى في كثرة إحالته وإشارته إلى رأي المصنف بقوله‪ ":‬ذكر المصنف"‬
‫أو "يريد" ونحوه في نوع من الربط بين الشرح والمتن المشروح وهو األمر الذي يسهو عنه كثير من‬
‫الشراح إليغالهم في الشرح حتى يصير المتن المشروح ثلة من األلغاز تجعل المتعلم يلجأ إلى العودة‬
‫وتكر ار حتى ال يميز بينها الشرح والمتن "وإنما قال المصنف‪ :‬كالمنا ليعلم‬
‫إلى المتن المشروح م ار ار ا‬
‫أن التعريف إنما هو للكالم في اصطالح النحويين ال في اصطالح اللغويين‪ ،‬وهو في اللغة اسم‬
‫(‪)1‬‬
‫لكل ما يتكلم به مفيدا كان أو غير مفيد"‬
‫‪ .9‬يؤكد على كون المسألة خالفية وال يطنب في عرضها" وهذا الذي ذكره المصنف مبني على أن‬
‫(‪)2‬‬
‫أسماء األفعال ال محل لها من اإلعراب والمسألة خالفية وسنذكر ذلك في باب أسماء األفعال"‬
‫أو يشير لها بلفظ (خالف) وال يستطرد في عرض آراء العلماء بل يكتفي بذكر أسمائهم‪.‬‬
‫حسن تبويبه في عرض المسألة من ذلك قوله‪ ":‬ذكر النحويون إلعراب هذه األسماء‬ ‫‪.10‬‬
‫بالحروف شروطا أربعة‪ :‬أحدها‪ :‬أن تكون مضافة واحترز بذلك من ّأال تضاف فإنها حينئذ تعرب‬
‫بالحركات الظاهرة نحو هذا أب ورأيت أبا ومررت بأب‪ ،‬الثاني‪ :‬أن تضاف إلى غير ياء المتكلم‬
‫نحو هذا أبو زيد وأخوه وحموه فإن أضيفت إلى ياء المتكلم أعربت بحركات مقدرة نحو هذا أبي‬
‫ورأيت أبي ومررت بأبي ولم تعرب بهذه الحروف وسيأتي ذكر ما تعرب به حينئذ"(‪.)3‬‬

‫يقول األستاذ محمد محي الدين عبد الحميد معلقا على منهج ابن عقيل في شرحه " ومن هؤالء الذين‬
‫سلكوا طريقا بين الطريقين بهاء الدين بن عقيل‪ ،‬فإنه لم يعمد إلى اإليجاز حتى يترك بعض القواعد الهامة‪،‬‬
‫ولم يقصد إلى اإلطناب‪ ،‬فيجمع من هنا ومن هنا‪ ،‬ويبين جميع مذاهب العلماء ووجوه استداللهم‪ ،‬ولم يتعسف‬
‫في نقد الناظم‪ :‬بحق‪ ،‬وبغير حق‪ ،‬كما لم ينحز له بحيث يتقبل كل ما يجئ به‪ :‬وافق الصواب‪ ،‬أو لم‬
‫يوافقه"(‪.)4‬‬

‫رابعا‪ :‬تيسير المتون وتطويرها "شرح ابن عقيل أنموذجا"‬

‫‪ ))1‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،1/‬ص‪.14‬‬


‫‪ ))2‬المصدر نفسه‪ ،‬ج‪ ،1/‬ص‪.33‬‬
‫‪ ))3‬ابن عقيل‪ ،‬شرح ابن عقيل ‪ ،‬ج‪ ،1/‬ص‪.53‬‬
‫‪ ))4‬المصدر نفسه‪ ،‬مقدمة المحقق‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫‪www.madjalate-almayadine.com‬‬ ‫العدد الخاص الول‬ ‫مجلة الميادين للدراسات في العلوم اإلنسانيـة‬

‫المؤتمر الدولي االفتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي‬

‫ليس الهدف من هذا العنوان التأريخ لبداية التيسير أو أعالمه بقدر ما هو البحث عن الوصول لحل‬
‫إجرائي تطبيقي للعمل على تحديث المتون وتطويرها بالشكل الذي يشكل دافعا لدى الناشئة لإلقبال عليها‬
‫وتقبل مدارستها للوصول إلى فوائدها الجمة التي‪ ،‬في غالب الظن‪ ،‬تتمثل في‪:‬‬

‫‪ .1‬التعود على مالزمة المتون يعزز الفصاحة والبيان لدى المتعلمين‪.‬‬


‫‪ .2‬التعرف على أساليب العلماء الرصينة وتعابيرهم البديعة‪.‬‬
‫‪ .3‬النظر إلى كمية المعرفة اللغوية والتعرف على سجال العلماء العلمي وحجاجهم‪.‬‬
‫‪ .4‬محاكاة لغة العلماء واكتساب ملكة الكتابة من خالل قراءة المتون‪.‬‬

‫ماسة إلى تجديد هذه المعرفة وتعريف الناشئة بها بدل أن يأكلها الجمود في أرفف مكتباتنا‪،‬‬
‫ونحن بحاجة ّ‬
‫والتجديد المنهجي الذي قاده المجددون من علمائنا مثل د‪ .‬شوقي ضيف في كتابه تجديد النحو‪ ،‬و د‪.‬‬
‫إبراهيم مصطفي في إحياء النحو‪ ،‬وقد انطلق هؤالء العلماء من نظرة ابن مضاء القرطبي من إلغاء العامل‬
‫والعلل والتقدير وهي أهم ما دعا إليه ابن مضاء واستند عليه في التيسير حتى قال بإلغاء أبواب كاالشتغال‬
‫غلو(‪ ،)1‬وقد عرض د‪ .‬شوقي ضيف في مقدمة كتابه التجديد منهجه المتبع‬ ‫والتنازع لما فيها من تكلف و ّ‬
‫في التيسير الذي يظهر حرصه على إعادة ترتيب أبواب النحو بما يتناسب مع المتعلمين بعيدا عن التزيد‬
‫في القواعد والمسائل بشكل يظهر القاعدة أكثر بساطة وسالسة(‪.)2‬‬

‫وهو أيضا ما طمح إليه د‪ .‬إبراهيم مصطفى غير أنه لم يكن على النهج التي سار عليها د‪ .‬شوقي ضيف‬
‫فكتاب إحياء النحو كتاب يبين مواضع الغلو عند النحاة وكذلك اإلشكاالت في حده ومصطلحاته فهو كتاب‬
‫(‪)3‬‬
‫أقرب ما يكون إلى المنهج النقدي منه إلى التيسير‬

‫وظلت الحاجة إلى التيسير مّلحة ومستمرة أمام عزوف متزايد على اإلقبال على تعّلم العربية بل ووسمها‬
‫عدت لغة ثانية لإلقبال على الوظيفة في بالد الناطقين بها‪.‬‬
‫بالركود وعدم مواكبة الحضارة حتى ّ‬

‫وينبغي‪ ،‬تأسيسا على الذي سلف من القول‪ ،‬النظر في تراثنا اللغوي ألنه منشأ هذه المعرفة وأساسها‬
‫وتجديده وفق ما يتطلبه عصرنا من أدوات ولعل أهم هذه األدوات دمج المعرفة اللغوية عند العرب " المتون‬
‫اللغوية" في إطار مواكب للعصر وحداثته من حيث المنهج ووسائل فتحدث هذه المتون على نحو أكثر يس ار‬
‫في التناول ويهدف هذا التحديث إلى‪:‬‬

‫)‪ (1‬ينظر‪ :‬ابن مضاء القرطبي‪ ،‬الرد على النحاة‪ ،‬ص‪.110 _75‬‬
‫‪ ))2‬ينظر‪ :‬شوقي ضيف‪، ،‬تجديد النحو‪ ،‬مقدمة الكتاب‪.‬‬
‫‪ ))3‬ينظر‪ :‬إبراهيم مصطفى‪ ،‬إحياء النحو‪ ،‬الناشر‪ :‬دار المعارف‪2013 ،‬م‪ ،‬ص‪.40_11‬‬

‫‪273‬‬
‫‪www.madjalate-almayadine.com‬‬ ‫العدد الخاص الول‬ ‫مجلة الميادين للدراسات في العلوم اإلنسانيـة‬

‫المؤتمر الدولي االفتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي‬

‫‪ .1‬زيادة إقبال المتعلمين وغيرهم في قراءة كتب المتون في صورة أكثر حداثة‪.‬‬
‫‪ .2‬تيسر القواعد اللغوية والعرض للمتن بشكل أكثر جذبا لقارئه‪.‬‬
‫‪ .3‬غرس الوعي بأهمية المتون اللغوية في اإلضافة إلى المعلمين المتعلمين‪.‬‬

‫وهذا نموذج مقترح لباب من أبواب شرح ابن عقيل يوضح الشكل والخطة المتبعة للتيسير‪.‬‬

‫• غالف الكتاب صورة لعالم لغة تمثل ابن عقيل‪.‬‬


‫• إضافة نبذة عنه مختصرة تشبه الهوية الشخصية‪ :‬تشمل‪ ،‬االسم‪ ،‬العصر‪ .‬المؤلفات‪ ،‬واالستعانة‬
‫بأعالم الزركلي في ذلك‪ ،‬تكون على النحو اآلتي‪:‬‬

‫صورة العالم" افتراضية"‪:‬‬

‫بطاقة هوية‪:‬‬

‫مؤلفاته‪:‬‬ ‫تاريخ الميالد‬ ‫مكان الميالد‬ ‫االسم‪:‬‬


‫والوفاة‪:‬‬ ‫والوفاة‪:‬‬
‫شرح ألفية ابن مالك‪ ،‬التعليق الوجيز على الكتاب‬ ‫عبد هللا بن عبد الرحمن‬
‫العزيز‪ ،‬الجامع النفيس في فقه الشافعية‪ ،‬في‬ ‫‪1367_1294‬م‬ ‫القاهرة‪.‬‬ ‫بن عبد هللا بن محمد‬
‫شرح التسهيل‪ ،‬وتيسير االجتهاد لرتبة االستعداد‪.‬‬ ‫القرشي الهامشي‬

‫قصة ابن عقيل‪:‬‬

‫توضع قصة حياة العالم مختصرة‪.‬‬

‫أسماء اإلشارة‬

‫الدرس‪:‬‬

‫‪274‬‬
‫‪www.madjalate-almayadine.com‬‬ ‫العدد الخاص الول‬ ‫مجلة الميادين للدراسات في العلوم اإلنسانيـة‬

‫المؤتمر الدولي االفتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي‬

‫األلفية‪ :‬اإلشارة إ المفرد‪.‬‬


‫ّ‬ ‫بيت‬

‫بذي وذه تي تا على األنثى اقتصر‬ ‫بذا لمفرد مذكر أشر ‪...‬‬

‫اإلشارة تكون‬

‫م‬

‫مؤنث(ذي‪ ،‬ذه‪ ،‬تي‪ ،‬تا‪ِ ،‬‬


‫ذه)‬ ‫مذكر (ذا)‬
‫ْ‬

‫بصري ذا‪.‬‬ ‫خــــــــــــالف‬

‫كوفي األصل َذ‪.‬‬

‫اإلشارة للمثنى‪ :‬بيت األلفية‪.‬‬

‫وذان تان للمثنى المرتفع ‪ ...‬وفى سواه ذين تين اذكر تطع‬
‫م‬

‫اإلشارة تكون‪:‬‬

‫المذكر في الرفع (ذان) هذان رجالن‬

‫في النصب (ذين) رأيت هذين الرجلين‬

‫في الجر (ذين) مررت بهذين الرجلين‬

‫‪275‬‬
‫‪www.madjalate-almayadine.com‬‬ ‫العدد الخاص الول‬ ‫مجلة الميادين للدراسات في العلوم اإلنسانيـة‬

‫المؤتمر الدولي االفتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي‬

‫المؤنث في الرفع (تان) هاتان فتاتان‬

‫في النصب (تين) رأيت هاتين الفتاتين‬

‫في الجر (تين) مررت ب هاتين الفتاتين‬

‫األلفية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫اإلشارة للجمع‪ :‬بيت‬

‫وبأولى أشر لجمع مطلقا ‪ ...‬والمد أولى ولدى البعد انطقا‬


‫بالكاف حرفا دون الم أو معه ‪ ...‬والالم إن قدمت ها ممتنعه‬

‫استعمال أولي في اإلشارة‪:‬‬

‫أولي لجمع العاقل كثير (المذكر والمؤنث)‪.‬‬

‫أولئك األوالد‪.‬‬

‫أولئك البنات‪.‬‬

‫أولي لغير العاقل قليل‪.‬‬

‫ذم المنازل بعد منزلة اللوى ‪ ...‬والعيش بعد أولئك األيام‪ .‬وقيل"األقوام فال شاهد"‬

‫فائدة‪ :‬لغات في أولي‪:‬‬

‫• الحجازية جاء بها القرآن وهي المد‪.‬‬


‫• التميمية وهي القصر‪.‬‬

‫اإلشارة للبعيد = ذا‪+‬ك‪.‬‬

‫اإلشارة للبعيد=ذ‪+‬لـ‪+‬ك‬

‫• فائدة لغوية‪ :‬الكاف في اإلشارة للتنبيه ال محلتلها من اإلعراب‪.‬‬

‫‪276‬‬
‫‪www.madjalate-almayadine.com‬‬ ‫العدد الخاص الول‬ ‫مجلة الميادين للدراسات في العلوم اإلنسانيـة‬

‫المؤتمر الدولي االفتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي‬

‫• فائدة لغوية‪ :‬إذا تقدم اسم اإلشارة هاء التنبيه أتيت بالكاف وحدها وال تأتي بالالم تقول‪ :‬هذاك‬
‫وال تقول‪ :‬هذالك‪.‬‬
‫بيت طرفة‪ :‬رأيت بني غبراء ال ينكرونني ‪ ...‬وال أهل هذاك الطراف الممدد‪.‬‬
‫• فائدة لغوية‪ :‬لإلشارة مراتب‪ :‬قربى‪،‬وسطى‪ ،‬بعدى‪.‬‬

‫وبهنا أو ههنا أشر إلى ‪ ...‬داني المكان وبه الكاف صال‬


‫في البعد أو بثم فه أو هنا ‪ ...‬أو بهنالك انطقن أو هنا‬

‫هنا تشير للقريب‪.‬‬


‫هناك تشير للبعيد‪.‬‬
‫هنالك تشير للبعيد‪.‬‬

‫فائدة لغوية‪ :‬وهنا بفتح الهاء وكسرها مع تشديد النون و بثم وهنت وعلى مذهب غيره "هناك"‬
‫للمتوسط وما بعده للبعيد‪.‬‬
‫فهذا تصور على نمط آخر من شرح ابن عقيل بشكل بسيط ومركز دون اإلخالل بمحتوى‬
‫الدرس‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫فإن المتون ثروة مهمة تساعد في ربط الناشئة باللغة وتربطهم بالفكر واألصول وتعيد توجيه‬
‫ّ‬
‫الملكات وتحفز الطالب بربطه بأساليب العلماء الرصينة وأمام هذه الرؤية فإن البحث في متون‬
‫يعد يزيد من المعلومات والمهارات على السواء‪ ،‬ولهذا فإن‪:‬‬
‫اللغة ّ‬
‫‪ .1‬المنظومات اللغوية هي إضافة لفكر العلماء ورصد لتحوالت الدرس التعليمي لديهم‪.‬‬
‫تعد الشروح على المنظومات امتدادا لها‪.‬‬
‫‪ّ .2‬‬
‫‪ .3‬حوت المنظومات النحوية تنظي ار فكريا بديعا جمع بين اللغة واألصول‪.‬‬
‫‪ .4‬غلبت على المنظومات النحوية الفكر األصولي إضافة للغوي وهو ما جعلها عسيرة‬
‫الفهم على المتعلم المبتدئ‪.‬‬
‫‪ .5‬يجب تيسير النحو بتجديد أدوات العرض‪.‬‬

‫‪277‬‬
‫‪www.madjalate-almayadine.com‬‬ ‫العدد الخاص الول‬ ‫مجلة الميادين للدراسات في العلوم اإلنسانيـة‬

‫المؤتمر الدولي االفتراضي مقررات اللغة العربية في التعليم الجامعي‬

‫المصادر والمراجع‪:‬‬
‫إبراهيم مصطفى‪ ،‬إحياء النحو‪ ،‬الناشر‪ :‬دار المعارف‪2013 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫أبو حيان‪ ،‬محمد بن يوسف األندلسي (ت‪745‬هـ)‪ ،‬تذكرة النحاة‪ ،‬تحقيق‪ :‬عفيف عبد الرحمن‪ ،‬مؤسسة الرسالة – بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪1986 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫األشموني‪ ،‬علي بن محمد بن عيسى‪ ،‬أبو الحسن‪ ،‬نور الدين الشافعي (المتوفى‪900 :‬هـ)‪ ،‬شرح األشموني على ألفية ابن مالك‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب‬ ‫‪.3‬‬
‫العلمية بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪1419‬هـ‪1998-‬م‪.‬‬
‫ابن عقيل‪ ،‬عبد هللا بن عبد الرحمن العقيلي الهمداني المصري (المتوفى‪769 :‬هـ)‪ ،‬شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد محيي الدين‬ ‫‪.4‬‬
‫عبد الحميد‪ ،‬الناشر‪ :‬دار التراث ‪-‬القاهرة‪ ،‬دار مصر للطباعة‪ ،‬سعيد جودة السحار وشركاه‪ ،‬الطبعة‪ :‬العشرون ‪ 1400‬هـ ‪ 1980-‬م‪.‬‬
‫ابن مضاء القرطبي‪ ،‬الرد على النحاة‪ ،‬تحقيق‪ :‬شوقي ضيف‪ ،‬الناشر‪ :‬دار المعارف‪ ،‬ص‪.131 ،77‬‬ ‫‪.5‬‬
‫خلف األحمر(ت‪ 180‬هـ)‪ ،‬مقدمة في النحو‪ ،‬تحقيق‪ :‬عز الدين التنوخي‪ ،‬دمشق‪1961 ،‬م‪.‬‬ ‫‪.6‬‬

‫الزركلي‪ ،‬خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس‪ ،‬الدمشقي (المتوفى‪1396 :‬هـ)‪ ،‬األعالم‪ ،‬الناشر‪ :‬دار العلم للماليين‪ ،‬الطبعة‪ :‬الخامسة‬ ‫‪.7‬‬
‫عشر ‪-‬أيار ‪ /‬مايو ‪ 2002‬م‪ ،‬ج‪ ،6/‬ص‪.233‬‬
‫السيوطي‪ ،‬عبد الرحمن بن أبي بكر‪ ،‬جالل الدين (المتوفى‪911 :‬هـ)‪ ،‬بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد أبو الفضل إبراهيم‪،‬‬ ‫‪.8‬‬
‫الناشر‪ :‬المكتبة العصرية ‪-‬لبنان ‪ /‬صيدا‪.‬‬
‫الشاطبي‪ ،‬أبو إسحق إبراهيم بن موسى (المتوفى ‪ 790‬هـ)‪ ،‬المقاصد الشافية في شرح الخالصة الكافية (شرح ألفية ابن مالك)‪ ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬عبد‬ ‫‪.9‬‬
‫الرحمن بن سليمان العثيمين‪ ،‬الناشر‪ :‬معهد البحوث العلمية وإحياء التراث اإلسالمي بجامعة أم القرى ‪-‬مكة المكرمة‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى‪ 1428 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪ 2007‬م‪ .‬الصبان‪ ،‬أبو العرفان محمد بن علي الشافعي (المتوفى‪ 1206 :‬هـ)‪ ،‬حاشية الصبان على شرح األشموني أللفية ابن مالك‪ ،‬الناشر‪ :‬دار‬
‫الكتب العلمية بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪ 1417‬هـ ‪1997-‬م‪.‬‬
‫‪ .10‬الفيروزآبادى‪ ،‬مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب (المتوفى‪ 817 :‬هـ)‪ ،‬البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار سعد الدين للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة‪ :‬األولى ‪1421‬هـ‪2000-‬م‪.‬‬
‫المرادي‪ ،‬أبو محمد بدر الدين حسن بن قاسم بن عبد هللا بن علي المصري المالكي (المتوفى‪749 :‬هـ)‪ ،‬توضيح المقاصد والمسالك بشرح ألفية ابن‬ ‫‪.11‬‬
‫ّ‬
‫مالك‪ ،‬شرح وتحقيق‪ :‬عبد الرحمن علي سليمان‪ ،‬أستاذ اللغويات في جامعة األزهر‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر العربي الطبعة‪ :‬األولى ‪1428‬هـ ‪2008-‬م‪.‬‬
‫‪ .12‬المكودي‪ ،‬أبو زيد عبد الرحمن بن علي بن صالح (المتوفى‪ 807 :‬هـ)‪ ،‬شرح المكودي‪ ،‬على األلفية في علمي النحو والصرف‪ ،‬تحقيق‪ :‬الدكتور عبد‬
‫الحميد هنداوي (مدرس البالغة والنقد األدبي واألدب المقارن بكلية دار العلوم ‪-‬جامعة القاهرة)‪ ،‬الناشر‪ :‬المكتبة العصرية‪ ،‬بيروت – لبنان‪ ،‬ص‪.200‬‬

‫‪278‬‬

You might also like