You are on page 1of 12

‫‪1‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬

‫حلقات التع ُّلم الإبداعي‬ ‫ثوان‪...‬‬


‫ٍ‬ ‫في‬
‫عندما افتتح الأملاين فريدريك فروبيل رو�ضة الأطفال الأولى من‬ ‫ي�س ُّرنا يف مطلع عام ‪� 2019‬أن ُنق ّدم لكم ملخ�ص ًا‬
‫نوعها يف العامل عام ‪ ،1837‬مل يكن يعلم حينها �أ َّنه كان ب�صدد‬ ‫رائع ًا لكتاب «كيف تق ِّيم حياتك؟ ع�ش ب�أريحية‬
‫وجه تعليمي يالئم احتياجات القرن احلادي والع�شرين‬ ‫ابتداع َت ُّ‬ ‫وتع َّلم من �أف�ضل املمار�سات العاملية»‪ ،‬والذي‬
‫واملتع ِّلمني من كل الأعمار‪ ،‬ف�إنَّ التعليم على نهج ريا�ض الأطفال‬ ‫�أ ّلفه فريق من �أ�ساتذة جامعة هارفارد بقيادة‬
‫هو ما نحتاج �إليه مل�ساعدة النا�س من جميع الأعمار على تطوير‬ ‫الربوفي�سور كاليتون كري�ستن�سني‪ ،‬ويتناول دور‬
‫الإمكانات الإبداعية الالزمة لالزدهار يف ظل املجتمعات �سريعة‬ ‫النظريات يف املمار�سات الإن�سانية على امل�ستويني ال�شخ�صي وامل�ؤ�س�سي‪.‬‬
‫التغي والتط ُّور‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ففي الوقت الذي تكون فيه اخلربات واملعلومات ُمع ِّلم ًا جيد ًا‪ ،‬نواجه �أوقات ًا‬
‫يت�شتَّت �أطفال الرو�ضة يف �أيامنا هذه ما بني م�سائل الريا�ض َّيات‬ ‫ال ن�ستطيع فيها حت ُّمل ُكلفة التعلُّم �أثناء العمل‪ ،‬وهنا تلعب النظريات‬
‫ت�شجعنا على املغامرة يف تف�سري‬ ‫دورها كطريقة عقلية وفل�سفية و�إن�سانية ِّ‬
‫وبطاقات ال�صوتيات بد ًال من الر�سم بالأ�صابع وتركيب املك َّعبات‪،‬‬
‫ما �سيحدث حتى قبل �أن نختربه‪ ،‬كما ت�ساعدنا على التجريب وا�ست�شراف‬
‫�أي �أنَّ الرو�ضة �أ�صبحت تدريجي ًا مثل غريها من مراحل التعليم‬
‫و�صنع ما نريد له �أن يحدث‪ .‬وميكننا بهذا تعريف النظرية ب�أنها العملية‬
‫الأخرى‪� .‬أ َّما ما ندعو �إليه فهو خمتلف متام ًا‪ ،‬فنحن نريد �أن‬ ‫الذهنية �أو الفل�سفية التي تقودنا �إلى ا�ستنتاجها بعد �صوغها يف �شكل‬
‫ت�ستم َّد املراحل التعليمية كافة (بل واحلياة بر َّمتها) �آلياتها‬ ‫عبارات‪ .‬الإجابات ال�سهلة �ساحرة ومغرية‪ ،‬بينما يتط َّلب حل امل�شكالت‬
‫ومنهج َّياتها من النموذج القدمي لريا�ض الأطفال‪ ،‬وهو النموذج‬ ‫فهم ًا عميق ًا‪ ،‬وهذا ما �سوف ت�ساعدنا النظريات على ر�ؤيته من زاوية‬
‫القائم على الإبداع يف املقام الأول‪� ،‬إذ يتط َّلب اال�ستمرار‪ ،‬ف�ض ًال‬ ‫جديدة‪.‬‬
‫املتغي �أن يتع َّلم الأفراد من جميع‬ ‫عن االزدهار‪ ،‬يف عاملنا ِّ‬
‫وانطالق ًا من حر�صنا على �إثراء م�شروع «حتدي الأمية» الذي �أطلقه‬
‫الأعمار كيف يف ِّكرون وميار�سون الإبداع‪ ،‬الأمر الذي لن يحدث‬
‫�صاحب ال�سمو ال�شيخ حممد بن را�شد �آل مكتوم‪ ،‬نائب رئي�س الدولة رئي�س‬
‫�إال بانخراطهم يف حلقات التعلُّم الإبداعي التي ت�ستند �إلى‬
‫جمل�س الوزراء حاكم دبي «رعاه اهلل»‪ ،‬وي�ستهدف ‪ 30‬مليون �شاب وطفل‬
‫الرتكيز املتع ِّمق على التخ ُّيل واالبتكار واللعب وامل�شاركة والت�أ ُّمل‪،‬‬ ‫عربي حتى العام ‪ ،2030‬وذلك بالتعاون بني م�ؤ�س�سة حممد بن را�شد‬
‫متام ًا كما يفعل الأطفال يف الرو�ضات التقليدية‪� ،‬أي �أنَّ احللقات‬ ‫�آل مكتوم للمعرفة‪ ،‬ومنظمة اليون�سكو‪ ،‬وبرنامج الأمم املتحدة الإمنائي‪،‬‬
‫الإبداعية هي ُم ِّرك التفكري االبتكاري‪.‬‬ ‫بادرنا �إلى تلخي�ص كتاب‪« :‬حمو الأم َّية ال يكفي‪ :‬مهارات القرن احلادي‬
‫والع�شرين يف الع�صر الرقمي»‪ ،‬من ت�أليف يل كروكيت و�إيان جوك�س‪،‬‬
‫اليوم تقتحم التكنولوجيا حياة الأطفال بطريقة تدعو �إلى‬
‫حيث ي�ؤ ّكد امل�ؤلفان �ضرورة نقل م�س�ؤولية التعلم من املُعلم �إلى املُتع ّلم؛ ما‬
‫القلق‪ ،‬ال �س َّيما �أنَّ معظم تطبيقات الأطفال والألعاب عالية‬ ‫يعني �أن نت�أ ّكد من �أنَّ طالبنا لن يكونوا بحاجة �إلينا بعدما يتخ َّرجون يف‬
‫التقنية غري م�ص َّممة ل�شحذ التفكري الإبداعي‪ ،‬ولذلك ر�أينا �أن‬ ‫املدر�سة؛ وهذا ما يجب �أن يفعله الآباء مع الأبناء‪ .‬يتمحور حمو الأمية‬
‫نطرح ر�ؤي ًة بديل ًة تُ�س ِّلط ال�ضوء على قدرة الأدوات التكنولوجية‬ ‫الرقمية حول امتالك الطالب ما ي�سمى ذكاء ال�شارع؛ �أي متكني الطالب‬
‫احلديثة‪� ،‬إذا ما ُ�ص ِّممت بال�شكل املطلوب‪ ،‬على توفري فر�ص‬ ‫قبل دخول �سوق العمل من امتالك مهارات التفكري امل�ستقبل والناقد‪ ،‬ما‬
‫للأطفال للتجربة واال�ستك�شاف والتعبري عن �أنف�سهم وهم‬ ‫مي ّكنهم من العمل والتناف�س يف العامل احلقيقي ومواجهة م�شكالت احلياة‬
‫ُين ُّمون قدراتهم كمف ِّكرين مبدعني‪.‬‬ ‫اليومية وحتدياتها‪.‬‬
‫ونظر ًا لأهمية التعلم مدى احلياة نقدِّ م ملخ�ص ًا من ت�أليف ميت�شل ريزنيك‪،‬‬
‫بعنوان «�إبداع مدى احلياة‪ :‬دور املمار�سة وال�شغف والتعاون واللعب يف �صنع‬
‫ت�ستمد العملية التعليمية منهج َّياتها من منوذج‬
‫َّ‬ ‫الإبداع»‪ ،‬ويرى �ضرورة �أن‬
‫ريا�ض الأطفال القائم على الإبداع يف املقام الأول‪ .‬ويتط َّلب اال�ستمرار‬
‫املتغي �أن يتع َّلم اجلميع كيف يف ِّكرون ويبدعون‬ ‫ِّ‬ ‫واالزدهار يف عاملنا‬
‫املتعمق على التخ ُّيل‬
‫ِّ‬ ‫وينخرطون يف حلقات تعلُّم ت�ستند �إلى الرتكيز‬
‫واالبتكار واللعب وامل�شاركة والت�أ ُّمل‪ ،‬متام ًا كما يفعل الأطفال يف الرو�ضات‬
‫التقليدية‪� ،‬أي �أنَّ احللقات الإبداعية هي ُم ِّرك التفكري االبتكاري‪.‬‬
‫جمال بن حويرب‬
‫المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫‪2‬‬
‫املُق ِّومات الأربعة للتع ُّلم الإبداعي‬
‫بكل �أمناطها‪ ،‬ما ي�سمح للم�شاركني بانتقاء‬ ‫م�سل�سل تلفزيوين‪ .‬كانت «ماهو�آ�شلي» تطمح �إلى‬ ‫�أطلقت جمموعتنا البحثية يف معهد‬
‫امل�شروعات التي ته ُّمهم وتُداعب �شغفهم‪.‬‬ ‫اندماج �أع�ضاء جمتمع «�سكرات�ش» كافة يف هذه‬ ‫ما�سات�شو�ست�س للتكنولوجيا عام ‪ 2007‬لغة‬
‫ا�ستطاعت «ماهو�آ�شلي» تطوير امل�شروعات‬ ‫العملية‪ ،‬ف�أطلقت م�سابقة تتط َّلب من امل�شاركني‬ ‫«�سكرات�ش» الربجمية؛ وذلك لأهداف تربوية‬
‫املرتبطة مبوطن �شغفها‪ ،‬الأنيمي وغريه‬ ‫ت�صميم �أخت لإحدى �شخ�صيات الأنيمي اخلا�صة‬ ‫تعليمية ُت ِّكن الطالب من التعلُّم والتعبري عن‬
‫من الأمناط‪ ،‬كامل�سابقات والدورات‬ ‫بها وفق جمموعة من املعايري‪ .‬تل َّقت املناف�سة �أكرث‬ ‫قدراتهم من خالل تقنيات حديثة‪ ،‬وعلى مدار‬
‫التدريبية‪.‬‬ ‫من ‪ 100‬تعليق وع�شرات التقدميات‪ ،‬وعلى مدار‬ ‫العقد املا�ضي ا�ستخدم ع�شراتُ املاليني من‬
‫‪ ‬الأقران‪ :‬الإبداع عملية جماعية‪ ،‬وقد ا�ستثمرت‬ ‫عام كامل برجمت «ماهو�آ�شلي» و�شاركت �أكرث‬ ‫الأطفال حول العامل لغة «�سكرات�ش» تلك؛ يف‬
‫«ماهو�آ�شلي» اجلانب االجتماعي ملجتمع‬ ‫من ‪ 200‬م�شروع يف �صورة ق�ص�ص وم�سابقات‬ ‫ابتكار ق�ص�ص تفاعلية و�ألعاب ور�سوم متح ِّركة‬
‫«�سكرات�ش» يف م�شاركة م�شروعاتها وخرباتها‬ ‫ودورات تعليمية‪ ،‬وغري ذلك الكثري‪ ،‬وهكذا تط َّورت‬ ‫وم�شاركة هذه الإبداعات عرب جمتمع «�سكرات�ش»‬
‫مع �أع�ضائه وا�ستقاء ردود الفعل منهم‪.‬‬ ‫«ماهو�آ�شلي» كمف ِّكرة �إبداعية من خالل هذه‬ ‫ال�شبكي‪ .‬كانت �إحدى فتيات كاليفورنيا‪ ،‬بالغة‬
‫‪ ‬اللعب‪�ُ :‬ص ِّم َمت لغة «�سكرات�ش» لتدعم التجارب‬ ‫التجربة‪ ،‬ومن خالل التن ُّقل عرب حلقات التعلُّم‬ ‫من العمر �أحد ع�شر عام ًا من �أوائل م�ستخدمي‬
‫املرحة كطريق خمت�صر للإبداع يح ِّفز ال�صغار‬ ‫الإبداعي مرار ًا وتكرار ًا‪.‬‬ ‫«�سكرات�ش»‪ .‬ا�ستخدمت الفتاة لقب «ماهو�آ�شلي»‬
‫�إلى خو�ض املغامرات وجتربة الأ�شياء غري‬ ‫جنحت جمموعتنا البحثية‪ ،‬ا�ستناد ًا �إلى جتربة‬ ‫كا�سم م�ستعار‪ ،‬وكانت مولع ًة بالفن الياباين‬
‫التقليدية‪ .‬تب َّنت «ماهو�آ�شلي» هذه الروح املرحة‬ ‫«�سكرات�ش» وحلقات التعلُّم الإبداعي‪ ،‬يف ا�ستنباط‬ ‫املُ�س َّمى «�أنيمي»‪ ،‬ومن خالل دمج جمموعات‬
‫من خالل اختبار �أنواع خمتلفة من امل�شروعات‬ ‫�أربعة مبادئ رئي�سة لتمكني وت�أهيل وتطوير ال�صغار‬ ‫من كتل «�سكرات�ش» الربجمية ا�ستطاعت‬
‫و�أمناط جديدة للتفاعل مع املجتمع‪.‬‬ ‫ليكونوا مف ِّكرين مبدعني‪:‬‬ ‫حتريك �شخ�صيات الأنيمي التي ابتكرتها‪َّ ،‬ثم‬
‫وهكذا �ش َّكلت املق ِّومات الأربع ُة جمتمع ًة �إطار‬ ‫‪ ‬امل�شروعات‪ :‬د�أبت «ماهو�آ�شلي»‪ ،‬يف خ�ضم‬ ‫جعلتها ترق�ص وتغ ِّني وتتحدَّث‪ .‬جتاوب باقي‬
‫عمل فعا ًال للمع ِّلمني والآباء‪ ،‬وكل من ين�شد‬ ‫جتربتها مع لغة «�سكرات�ش» الربجمية‪ ،‬على‬ ‫�أع�ضاء جمتمع «�سكرات�ش» بحما�س و�أ�ضافوا‬
‫تعزيز التعلُّم الإبداعي بكل �صوره‪ ،‬ونناق�ش‬ ‫ابتكار امل�شروعات وعليه تعميق ا�ستيعابها‬ ‫التعليقات الإيجابية �إلى م�شروعاتها‪ ،‬ونتيجة‬
‫فيما يلي كل واحد من تلك املق ِّومات على‬ ‫لعنا�صر العملية الإبداعية‪.‬‬ ‫لذلك حت َّفزت «ماهو�آ�شلي» ود�أبت على ابتكار‬
‫حدة‪.‬‬ ‫‪‬ال�شـغف‪ :‬تــدعم «�سـكرات�ش» امل�شــروعـات‬ ‫وم�شاركة م�شروعاتها ب�شكل دوري وك�أ َّنه حلقات‬

‫�أو ًال‪ :‬امل�شروعات‬


‫ال�ص َّناع‬
‫حركة ُ‬
‫ال�ص ّناع على م�ستوى القاعدة ال�شعبية يف الطوابق‬ ‫بد�أت حركة ُ‬
‫ال�سفلية للمنازل ومواقف ال�سيارات واملراكز االجتماعية بني الأفراد‬
‫ال�شغوفني ب�صنع الأ�شياء‪ .‬اكت�سبت احلركة بعد ًا جديد ًا عام ‪2005‬‬
‫عندما �أطلق «دايل دوجريتي» جملة ‪ Make‬التي هدفت �إلى دفع‬
‫عجلة الت�صنيع اليدوي من خالل تعزيز مفهوم «ا�صنعها بنف�سك»‬
‫بني عامة النا�س‪ ،‬و�صف الإ�صدار الأول «�أ�شياء رائعة ي�صنعها‬
‫الإن�سان العادي يف املر�آب �أو حديقة منزله اخللفية»‪ ،‬وعلى مدار‬
‫ال�ص َّناع حول العامل لتجذب‬ ‫العقد املنق�ضي‪ُ ،‬ع ِقدَ ت مئات معار�ض ُ‬
‫ماليني الآباء‪ ،‬والأطفال‪ ،‬واملُعلمني‪ ،‬والرواد‪� ...‬إلخ‪.‬‬
‫ال�ص َّناع منهج «امل�شروعات بهدف التعلُّم»‪ ،‬ويتع َّلم‬ ‫تدعم حركة ُ‬
‫الأفراد من خالله مهارات وا�سرتاتيجيات جديدة وهم يعملون‬
‫على م�شروعات ذات قيمة �شخ�صية‪ .‬العمل يف ظل ثقافة الت�صنيع‪،‬‬
‫ال يكفي يف حد ذاته‪ ،‬و� َّإنا تنبثق �أف�ضل اخلربات التعليمية من‬
‫االنخراط الن�شط يف عمليات ت�صميم وبناء وخلق الأ�شياء‪� ،‬أي التعلُّم‬
‫بالت�صنيع‪ ،‬ولي�س بالعمل فح�سب‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫�ألعاب تثري التفكري‬
‫ا�ست�شعار باللم�س �أعلى امل�صعد وط َّورت برنامج‬ ‫‪ ،Logo‬وقد قارن يف كتابه «عا�صفة الذهن»‬ ‫ُتده�شنا االبتكارات التكنولوجية يوم ًا بعد �آخر‪،‬‬
‫اللوغو حتى ُي ِّغي امل�صعد اجتاهه‪ ،‬هبوط ًا‪ ،‬على‬ ‫بني منهج التعليم مب�ساعدة الكمبيوتر الذي‬ ‫ولكن �أن تكون اللعبة ُمب َت َكرة ال يعني بال�ضرورة‬
‫نحو تلقائي مبجرد و�صوله �إلى الطابق الأخري‪.‬‬ ‫«ي�ستخدم الكمبيوتر لربجمة الأطفال» من‬ ‫�أ َّنها جتعل الأطفال ُمبت ِكرين! كيف ميكننا �إذ ًا‬
‫�أتاح اجليل اجلديد من هذه التكنولوجيا‬ ‫ربمج فيه‬ ‫ناحية‪ ،‬وبني املنهج الذي يدعو �إليه و« ُي ِ‬ ‫�أن ننتقي �أف�ضل الألعاب؟ باخت�صار �شديد‪ :‬ال‬
‫للأطفال ا�ستخدام كابالت تربط بني مناذج‬ ‫الطفل الكمبيوتر» من ناحية �أخرى‪.‬‬ ‫ت�س�أل ما الذي ميكن �أن تفعله اللعبة لطفلك‪ ،‬بل‬
‫الليجو التي ي�صنعونها و�أجهزة احلا�سوب‬ ‫بحلول عام ‪ 1983‬انت�شرت لغة اللوغو يف‬ ‫ماذا ي�ستطيع �أن يفعل هو بها؟ ف�إن كان ب�إمكانه‬
‫ال�شخ�صية‪ ،‬ومع ت�ضا�ؤل حجم الإلكرتونيات‬ ‫املدار�س حول العامل‪ .‬اندجمت مك َّعبات الليغو‬ ‫ا�ستخدامها يف التخ ُّيل وابتكار �أ�شياء جديدة‬
‫يوم ًا تلو الآخر‪� ،‬أدركت جمموعة الليغو‪ /‬لوغو‬ ‫مع لغة اللوغو لي�ش ِّكال نظام ًا جديد ًا ي�ؤهِّ ل‬ ‫ُمتن ِّق ًال بني حلقات التعلُّم الإبداعي‪ ،‬فال ترتدَّد‬
‫�أنَّ ب�إمكانهم �شحن �أجهزة احلا�سوب داخل‬ ‫الأطفال لكتابة برامج حا�سوبية بلغة اللوغو‬ ‫ف�ضل الألعاب التي نف ِّكر‬ ‫يف �شرائها‪� ،‬أي �أ َّننا ُن ِّ‬
‫مك َّعب ليغو كبري‪ .‬ي�ستطيع الأطفال بو�ساطة‬ ‫تتح َّكم يف ابتكاراتهم امل�ص َّنعة من الليغو‪،‬‬ ‫بها على الألعاب التي تف ِّكر لنا‪.‬‬
‫هذا «املك َّعب القابل للربجمة» �أن ُيدرجوا ق َّوة‬ ‫ويف واحدة من ور�ش العمل املب ِّكرة‪� ،‬صنعت‬ ‫ُ�ص ِّممت مك َّعبات الليغو‪،LEGO bricks ،‬‬
‫احلا�سوب مبا�شر ًة يف ت�صميمات الليغو بد ًال‬ ‫«فران» (فتاة يف ال�صف اخلام�س) م�صعد ًا‬ ‫خ�صي�ص ًا لإمداد الأطفال بفر�ص للتخ ُّيل‬
‫من تو�صيلها ب�أجهزة خارجية‪ ،‬وبف�ضل ذلك‬ ‫مبك َّعبات الليغو و�أرفقته مبحرك ي�سحب �سل�سلة‬ ‫أطفال حول العامل هذه‬‫واالبتكار‪� ،‬إذ ي�ستخدم ال ُ‬
‫ي�ستطيع ماليني الأطفال اليوم �أن ي�صنعوا‬ ‫جتعل امل�صعد يتحرك �صعود ًا وهبوط ًا‪ .‬بعد‬ ‫املك َّعبات يف بناء املنازل والأبراج والقالع و�سفن‬
‫ويربجموا ابتكاراتهم الروبوتية اخلا�صة‪،‬‬ ‫ذلك كتبت فران برنامج لوغو يجعل املح ِّرك‬ ‫الف�ضاء‪ ،‬وغري ذلك‪ .‬باملقابل؛ ابتكر «�سيمور‬
‫وال�صغار الذين ين�ش�ؤون على الت�صنيع واالبتكار‬ ‫يعمل لفرتات متف ِّرقة من الوقت‪ ،‬ما ي�سمح له‬ ‫بابرت» (عامل الريا�ضيات والكمبيوتر‪ ،‬واملع ِّلم‬
‫هم قادة احلا�ضر وامل�ستقبل‪.‬‬ ‫باالنتقال بني الطوابق‪ ،‬و�أخري ًا �أ�ضافت جهاز‬ ‫الأمريكي) لغة برجمية للأطفال �أطلق عليها‬

‫ملاذا الرتكيز على امل�شروعات؟‬


‫تعالت الأ�صوات املنادية بحتمية تعلُّم برجمة احلا�سوب‪� ،‬أو الرتميز والتكويد كما ن�سميه‪ ،‬يف ال�سنوات القليلة املا�ضية‪ ،‬فالرتميز هو �أحد �أ�شكال‬
‫الف�صاحة والتعبري‪ ،‬متام ًا كالكتابة‪ ،‬وت�ساعدك الف�صاحة؛ �سواء الكتابية �أو الرتميزية‪ ،‬على‪:‬‬
‫‪ .1‬تطوير التفكري‬
‫لب امل�شكلة وتعاجلها‪ ،‬وكيف‬‫تتح�سن قدرتك على التفكري بينما متار�س الرتميز‪ ،‬وتتع َّلم كيف ُت ِّلل امل�شكالت املع َّقدة �إلى �أجزاء �صغرية‪ ،‬وكيف حتدِّ د َّ‬
‫َّ‬
‫ترت�سخ لديك مهارات التفكري هذه‪ ،‬ت�ستطيع �أن تط ِّبقها على الأن�شطة بجميع �صورها؛ فتت�أهَّ ل‬ ‫ت�صقل وتط ِّور الت�صميمات مبرور الوقت‪ .‬مبجرد �أن َّ‬
‫ب�شكل �أف�ضل الكت�شاف �أ�سباب �إخفاق و�صفة طعام جديدة‪� ،‬أو عندما ت�ض ُّل الطريق و�أنت تتبع �إر�شادات �شخ�ص ما‪.‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫‪4‬‬
‫‪ .3‬تطوير الهو َّية‬ ‫العبارة تفاعلية‪ ،‬بحيث يتح َّول كل واحد منها‬ ‫‪ .2‬تطوير التعبري‬
‫عندما يتقن الأطفال توظيف التكنولوجيا‬ ‫مبجرد النقر عليه مب�ؤ�شر الفارة‪� ،‬إلى كلمة‪،‬‬ ‫ي�ؤهِّ لك الرتميز لكتابة �أمناط جديدة‪،‬‬
‫الرقمية يف التعبري عن �أنف�سهم وم�شاركة‬ ‫وبينما يتح َّرك امل� ِّؤ�شر حول ال�شا�شة تظهر‬ ‫كالق�ص�ص التفاعلية والألعاب‪ ،‬والر�سوم‬
‫�أفكارهم من خالل الرتميز‪ ،‬ف�إ َّنهم يرون‬ ‫ر�سال ٌة تقول‪�« :‬أنا �أحبك! عيد �أم �سعيد يا �أمي»‪.‬‬ ‫املتح ِّركة‪ ،‬ومناذج املحاكاة‪ .‬نتناول فيما يلي‬
‫�أنف�سهم من منظور جديد‪ ،‬وي�ست�شعرون قيمة‬ ‫لقد جنح م� ِّؤ�س�س هذا امل�شروع يف تطوير قدرته‬ ‫مثا ًال حي ًا من جمتمع «�سكرات�ش»‪ .‬قبل �سنوات‬
‫�إ�سهاماتهم الن�شطة يف املجتمع كونها جزء ًا ال‬ ‫على التعبري عن نف�سه بطرق غري معهودة‪،‬‬ ‫عدَّة بد�أ �أحد امل�شروعات بعبارة «يوم �أم �سعيد»‬
‫يتج َّز�أ من امل�ستقبل‪.‬‬ ‫وتوظيف �آليات الرتميز يف حياته اليومية‪.‬‬ ‫مكتوبة على ر�أ�س قلب كبري‪ .‬كانت كل حروف‬

‫ثاني ًا‪ :‬ال�شغف‬


‫اجلدران العري�ضة‬
‫تكت�سب التكنولوجيا فاعل َّيتها من قدرتها على تقدمي �أ�ساليب �سهلة‬
‫(طوابق منخف�ضة) للمبتدئني كي يخطوا خطواتهم الأولى ويف‬
‫الوقت نف�سه تقدمي �أ�ساليب ت�ساعدهم على العمل على م�شروعات‬
‫غاية يف التعقيد مبرور الوقت (�سقوف عالية)‪ ،‬وقد �أ�ضفنا �إلى‬
‫هذين العن�صرين عن�صر ًا جديد ًا �أكرث �أهمية‪ ،‬وهو اجلدران‬
‫العري�ضة‪ ،‬مبعنى ت�صميم �أدوات تكنولوجية تدعم �شريحة عري�ضة‬
‫من امل�شروعات واملناهج‪ .‬ملاذا؟ لأنَّ الأطفال يحتاجون �إلى العمل‬
‫على م�شروعات تت�سق مع �شغفهم واهتماماتهم ال�شخ�صية‪.‬‬
‫نظم فريق بحثي تابع ملعهد ما�سات�شو�ست�س للتكنولوجيا ور�شة عمل‬ ‫َّ‬
‫روبوتات لأ�سبوعني ملجموعة من الفتيات تراوحت �أعمارهن بني‬
‫العا�شرة والثالثة ع�شرة‪ .‬كان مو�ضوع الور�شة «�إن كان ب�إمكانك‬
‫ابتكار �شيء ُي�س ِّهل حياتك اليومية‪ ،‬فماذا �سيكون؟»‪.‬‬
‫توافرت للطالبات �أنواع متعدِّ دة من الأدوات وامل�ستلزمات‪ .‬اختارت‬
‫«التي�شا» العمل على نظام حماية ملذ ِّكراتها اليومية‪� ،‬إذ اعتادت �أن‬
‫ت�ضيف تفا�صيل �شخ�صية �إلى مذ ِّكراتها‪ ،‬كتاب ًة ور�سم ًا‪ ،‬كل ليلة‪،‬‬
‫وبعد �أن ر�أت منوذج ًا ملك َّعبات الليغو القابلة للربجمة‪� ،‬أحلقت‬
‫«التي�شا» جهاز ا�ست�شعار باللم�س �إلى املكب�س امل�س�ؤول عن فتح وغلق‬
‫دفرت املذ ِّكرات‪� ،‬إ�ضافة �إلى كامريا �صغرية‪ .‬بعد ذلك كتبت قاعدة‬
‫جديدة للمك َّعب املربمج تقول �إ َّنه يف حال َّمت ال�ضغط على املكب�س‬
‫املرفق باملذ ِّكرات‪ ،‬تعمل الكامريا تلقائي ًا لتلتقط �صور ًة فوري ًة لكل‬
‫من يحاول فتحها‪.‬‬
‫�أ�سهم عديد من العنا�صر يف جناح ور�شة العمل هذه‪ ،‬و�أ َّولها �أنَّ‬
‫الطالبات متتَّعن بحرية ا�ستخدام كثري من الأدوات وامل�ستلزمات‪،‬‬
‫ما بني اجلديد وامل�ألوف والتقليدي وعايل التقنية‪ ،‬بهدف �إ�شعال‬
‫خميلتهن‪ ،‬كذلك عملت الطالبات حتت �إ�شراف فريق من املبدعني‬
‫الن�شطني‪ .‬الأهم من هذا هو ت�شجيع الطالبات على مالحقة‬
‫�شغفهن‪ ،‬فـ«التي�شا»‪ ،‬مث ًال‪ ،‬كانت حتمي �أثمن مقتنياتها و�أح َّبها‬
‫�إلى قلبها‪� ،‬أي �أنَّ اجلدران الوا�سعة لور�شة العمل هي النبع الذي‬
‫انبثقت منه م�شروعات متن ِّوعة و�إبداعات منقطعة النظري‪.‬‬
‫‪5‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫اللعب ولي�س التالعب‬
‫املكاف�أة‪.‬‬ ‫يح�صل طالب املجموعة الأولى على مقابل‬ ‫�أ�صبحت الل ْو َع َبة‪� ،‬أي تطبيق عنا�صر اللعبة‬
‫يت�ضح من هذه التجربة �أنَّ املكاف�آت ت�ؤتي‬ ‫مادي لكل لغز ينتهون منه يف حني ال تنال‬ ‫و�آليات عملها يف �سياقات وجماالت �أخرى‬
‫نتائج عك�سية يف �سياق الأن�شطة الإبداعية‪،‬‬ ‫املجموعة الثانية �أي �شيء‪ .‬كما هو متوقع‪،‬‬ ‫غري مرتبطة بالألعاب‪ ،‬مبثابة العملة الأكرث‬
‫ف�إن كان هدفك تدريب �شخ�ص على مه َّمة‬ ‫ا�ستغرق طالب املجموعة الأولى وقت ًا �أكرب‬ ‫تداو ًال يف ع�صرنا هذا‪ ،‬ففي الف�صول‬
‫حم َّددة يف وقت حم َّدد‪ ،‬فقد جتدي الألعاب‬ ‫يف حماوالت حلل اللغز مقارن ًة باملجموعة‬ ‫مث ًال ُيكاف�أ الطالب باملل�صقات والنجوم‬
‫التناف�سية نفع ًا؛ فقط ح ِّول امله َّمة �إلى لعبة‬ ‫الثانية‪ ،‬يف اليوم الثاين للتجربة ُطلب من‬ ‫الذهبية‪ ،‬ويف التطبيقات التعليمية ُيكاف�ؤون‬
‫واطرح النقاط وغريها من املح ِّفزات كنوع‬ ‫املجموعتني حل مزيدٍ من الألغاز‪ ،‬ولكن دون‬ ‫بالنقاط وال�شارات‪ ،‬وانطالق ًا من هذا‬
‫من املكاف�أة‪ ،‬و�سرتى كيف ي�ستوعب وينجز‬ ‫مقابل مادي هذه املرة‪ .‬ما الذي حدث هنا؟‬ ‫االنت�شار الوا�سع عنيت البحوث احلديثة‬
‫امله َّمة يف وقت �أق�صر وبفاعلية �أكرب‪� .‬أ َّما‬ ‫ا�ستغرق طالب املجموعة الأولى وقت ًا �أقل‬ ‫بدرا�سة القيمة بعيدة املدى لهذا النهج‬
‫�إن كان هدفك تطوير مف ِّكرين مبدعني‪،‬‬ ‫بكثري يف حماوالت حل الألغاز من املجموعة‬ ‫ال�سلوكي‪ ،‬ال �سيما يف الأن�شطة الإبداعية‪.‬‬
‫فمن الأف�ضل �أن يت�سق نهجك مع دوافعهم‬ ‫الثانية‪� ،‬أي �أنَّ الطالب الذين تلقَّوا مقاب ًال‬ ‫يف �إحدى الدرا�سات التي تر�أَّ�سها �إدوارد‬
‫الذاتية‪� ،‬أي رغبتهم يف العمل على م�شكالت‬ ‫مادي ًا يف اليوم الأول �أ�صبحوا �أقل دافعي ًة‬ ‫دي�سي‪ُ ،‬ط ِلب من طالب اجلامعة ح ُّل الألغاز‬
‫وم�شروعات تُ�شبع ف�ضو َلهم وتُداعب‬ ‫و�إ�صرار ًا‪ ،‬مقارن ًة بالطالب الذين مل يتلقَّوا‬ ‫من خالل �إعادة تنظيم القطع بع�ضها بجوار‬
‫�شغفهم‪.‬‬ ‫مقاب ًال على الإطالق‪ ،‬وذلك مبجرد غياب‬ ‫بع�ض‪ُ .‬ق ِّ�سم الطالب �إلى جمموعتني بحيث‬

‫ال�شخ�صنة‬
‫نظمت �إحدى �شركات الن�شر التعليمية‪ ،‬منذ �سنوات عدة‪ ،‬م�ؤمتر ًا عن‬ ‫َّ‬
‫التعلُّم ال�شخ�صي‪ .‬ر َّكز العر�ض التقدميي على الربجميات احلديثة‬
‫املُ�ص َّممة ل�شخ�صنة �أ�ساليب التدري�س وطرح املحتويات للطالب‪ ،‬فمن‬
‫املفرت�ض �أن يطرح الربنامج على الطالب بع�ض الأ�سئلة ب�شكل دوري‪،‬‬
‫ثم يُعدِّ ل �أ�ساليب التدري�س وفق ًا لطريقة �إجابة الطالب عن الأ�سئلة‬
‫املطروحة‪ ،‬ف�إذا كانت �إجابة الطالب خاطئة‪ ،‬يقدم النظام �شرح ًا‬
‫متع ِّمق ًا عن املو�ضوع حمل النقا�ش �إلى �أن يتقنه الطالب‪.‬‬
‫متتاز هذه الربجميات بربيق جذاب تعجز النف�س عن مقاومته‪،‬‬
‫فمن م َّنا ال يتم َّنى مع ِّلم ًا خا�ص ًا يط ِّور من نف�سه ويتك َّيف با�ستمرار مع‬
‫احتياجاتنا ال�شخ�صية؟‬
‫مما �سبق‪ ،‬تظل هناك بع�ض امل�آخذ على مثل هذه الأنظمة‪،‬‬ ‫على الرغم َّ‬
‫�أه ُّمها �أ َّنها تعمل بكفاءة فقط يف املو�ضوعات واملجاالت ذات املعرفة‬
‫املن َّمقة وبالغة التنظيم‪ ،‬يف مثل هذه املجاالت ُتق ِّيم �أجهزة احلا�سوب‬
‫ا�ستيعاب الطالب ملو�ضوع ما من خالل �أ�سئلة اخليارات املتعدِّ دة‬
‫وغريها من �أ�ساليب التقييم املبا�شرة‪� ،‬إال �أنَّ �أجهزة احلا�سوب تعجز‬
‫عن تقييم م�ستوى �إبداع ت�صميم ما‪� ،‬أو روعة ق�صيدة‪� ،‬أو رجاحة‬
‫مناظرة! الأهم من ذلك هو م�س�ألة ال�سيطرة‪ ،‬فهل حق ًا نريد �أن ت�سيطر‬
‫املحو�سبة على �سرعة وحمتوى وجمريات العملية التعليمية؟‬ ‫َ‬ ‫الأنظمة‬
‫باملقابل عندما يتح َّكم املتع ِّلم فيما يدور حوله‪ ،‬ويتمتَّع بحرية اختيار‬
‫كيفية وماهية وتوقيت العملية التعليمية‪ ،‬ف�إ َّنه ُي ِّت مواطن �شغفه‬
‫ويتح َّفز �أكرث للعملية بر َّمتها‪.‬‬
‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫‪6‬‬
‫�صادمة مع غريه من مواقع تعليم الرتميز التقليدية‬ ‫وامليكروفونات امللحقة ب�أجهزة احلا�سوب‬ ‫يف خ�ضم تطويرنا ملوقع «�سكرات�ش»‪ ،‬وانطالق ًا‬
‫التي تعتمد على �سل�سلة من الألغاز النمطية التي‬ ‫ال�شخ�صية‪� ،‬إ�ضافة �إلى ما �سبق ط َّورنا برنامج‬ ‫من �إمياننا ب�أهمية �شخ�صنة الطالب‬
‫يحلُّها الطالب‪ ،‬دون �أدنى م�ساحة للتنفي�س عن‬ ‫متخ�ص�ص ًا و�سهل اال�ستخدام ي�سمح‬ ‫ِّ‬ ‫ر�سم‬ ‫مل�شروعاتهم‪� ،‬أحتنا لهم �إمكانية اقتبا�س‬
‫امليول ال�شخ�صية‪� ،‬أي �أنَّ «�سكرات�ش» اكت�سب قيمته‬ ‫لهم بر�سم ال�شخ�صيات واخللفيات التي‬ ‫املل َّفات ال�صوتية واملرئية من املواقع الأخرى‪،‬‬
‫من تقديره لالهتمامات الفردية للأطفال وحتفيز‬ ‫يريدون‪ ،‬وبالتايل ف�إنَّ النهج الذي اتبعه موقع‬ ‫و�س َّهلنا عليهم «ترك ب�صمة �شخ�صية على‬
‫خميالتهم‪.‬‬ ‫«�سكرات�ش» حيال ال�شخ�صنة‪� ،‬أدخله يف مقارنة‬ ‫امل�شروعات» بال�سماح لهم با�ستخدام الكامريات‬

‫ثالث ًا‪ :‬تعاون الأقران‬


‫�أندية الكمبيوتر‬
‫ت�شمل �أندية الكمبيوتر م�ساحات تعليمية تو ِّفر للطالب حرية الو�صول‬
‫واال�ستفادة من �أحدث التقنيات الرقمية‪ ،‬ومن �أ�شخا�ص ملهمني‬
‫وداعمني ي�ساعدونهم وهم ي�صنعون م�شروعاتهم الإبداعية‪ .‬ت� َّأ�س�س‬
‫نادي الكمبيوتر الأول عام ‪ 1993‬على م�ساحة ‪ 1000‬قدم مربع يف‬
‫الطابق ال�سفلي ملتحف الكمبيوتر يف مدينة بو�سطن‪ .‬خالل العامني‬
‫الأ َّولني من الت�شغيل‪ ،‬جذب النادي �أكرث من ‪� 1000‬شخ�ص تراوحت‬
‫�أعما ُرهم بني العا�شرة وال�ساد�سة ع�شرة‪ ،‬بن�سبة ‪ %98‬من جمتمعات‬
‫تعاين من نق�ص اخلدمات‪ ،‬وا�ستثمرت �شركة ‪ ،Intel‬ما بني عامي‬
‫التوجه‪ ،‬وبف�ضلها‬ ‫‪ 2000‬و‪ ،2015‬ما يزيد على ‪ 50‬مليون دوالر يف هذا ُّ‬
‫ناد يف ‪ 18‬دولة‪.‬‬
‫تغطي وتدعم قرابة ‪ٍ 100‬‬ ‫�أ�صبحت �شبكة الأندية ِّ‬
‫ينعك�س دور الأقران داخل �أندية الكمبيوتر ب�أكرث من طريقة‪ ،‬يف بع�ض‬
‫مما يعمل عليه الآخرون دون �أن‬ ‫احلاالت ي�ستمد الأع�ضاء �إلهامهم َّ‬
‫يعملوا مع ًا ب�شكل مبا�شر‪ ،‬ويف حاالت �أخرى يتعاون بع�ض الأع�ضاء‬
‫ذوي املهارات املتباينة لي�ش ِّكلوا فريق عمل بهدف �إجناز م�شروع‬
‫ما‪ ،‬فقد يتعاون ع�ضو متم ِّر�س يف جمال الت�صوير مع �آخر خبري يف‬
‫ال�صوتيات بهدف �صناعة فيديو مو�سيقي‪ .‬من خالل هذا التالحم‬
‫ي�ستطيع الأع�ضاء �إجناز م�شروعات �أكرب من �أن يتح َّملها �شخ�ص‬
‫مبفرده‪ .‬التحقت جمموعة م�ؤ َّلفة من ت�سع فتيات يف ال�صف الرابع‬
‫معظم امل�شرفني بوقتهم‪ ،‬وعادة ما يرتاوح عددهم ما بني اثنني وثالثة يف‬ ‫ب�أحد �أندية مدينة بو�سطن يف فرتة ما بعد املدر�سة‪ .‬بعد حماوالت عدة‬
‫النادي الواحد؛ فتجد املهند�سني يتعاونون مع �أع�ضاء النادي يف م�شروعات‬ ‫للعمل على م�شروعات فردية �صغرية‪ ،‬اتفقت الفتيات على العمل مع ًا‬
‫الروبوتات‪ ،‬يف حني ي�شارك الفنانون يف م�شروعات الر�سوم املتح ِّركة وي�شارك‬ ‫بهدف ابتكار «مدينة امل�ستقبل» باالعتماد على تكنولوجيا الروبوتات‬
‫املربجمون يف م�شروعات الألعاب التفاعلية‪.‬‬ ‫ملعهد ما�سات�شو�ست�س للتكنولوجيا‪ .‬جنحت الفتيات يف �صناعة وبرجمة‬
‫بهذه الطريقة تتعاطى �أندية الكمبيوتر مع مبد�أ «حرية الو�صول» على م�ستوى‬ ‫م�صاعد وحافالت ومر�شد �سياحي للمدينة‪� ،‬أي �أنَّ الأندية ت�ضع املزج‬
‫مما نت�ص َّور‪ ،‬ف�إلى جانب الو�صول �إلى التقنيات احلديثة‪ ،‬يحتاج‬ ‫�أعمق َّ‬ ‫بني مبادئ ال�شغف والتعاون على قائمة �أولوياتها‪ .‬اجلدير بالذكر �أنَّ‬
‫ال�صغار �إلى حرية و�سهولة الو�صول �إلى �أ�شخا�ص ي�ستخدمون هذه التقنيات‬ ‫هذه ال ِفرق ال تت�ش َّكل ب�شكل �إجباري؛ و� َّإنا تت�أ َّلف ب�شكل غري ر�سمي‬
‫بطرق ممتعة وغري معهودة‪ .‬هذا النوع من الو�صول هو ما تفتقر �إليه الف�صول‬ ‫ومبح�ض �إرادة الأع�ضاء وهم ي�ستك�شفون ويدجمون اهتماماتهم‬
‫التقليدية التي يتجاوز عدد طالبها الثالثني مقابل مع ِّلم واحد فقط!‬ ‫عال من املرونة واحليوية‪.‬‬
‫امل�شرتكة‪ ،‬لهذا تكون الفرق على قد ٍر ٍ‬
‫�أهم ما مي ِّيز م�شروعات �أندية الكمبيوتر �أ َّنها ال تتخذ �شك ًال ثابت ًا؛ و� َّإنا تنمو‬ ‫تت�أ َّلف �أندية الكمبيوتر �أي�ض ًا من فريق �إ�شراف متعدِّ د الثقافات‪ ،‬وهو‬
‫وتتط َّور مبرور الوقت‪ .‬مث ًال قد يبد�أ �أحد امل�شرفني بفكرة ب�سيطة فين�ض ُّم �إليه‬ ‫متخ�ص�صني وطالب جامعة متم ِّر�سني يف الفنون واملو�سيقى‬ ‫عبارة عن ِّ‬
‫بع�ض الأع�ضاء لفرتة‪َّ ،‬ثم تبد�أ جمموعة �أخرى يف العمل على م�شروع ذي �صلة‪،‬‬ ‫والعلوم والتكنولوجيا‪ .‬يعمل امل�شرفون مبثابة مد ِّربني وحم ِّفزين‬
‫وهكذا‪ .‬ويختلف هذا النهج ب�شكل �صادم عن املناهج املتبعة يف معظم املدار�س‪.‬‬ ‫وم�ست�شارين و�ص َّناع للأفكار التي تنبثق منها �أف�ضل امل�شروعات‪ .‬يتط َّوع‬
‫‪7‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫تال�شي احلدود بني التعليم والتدري�س‬
‫ت�شوب ا�سرتاتيجيات التدري�س وتقدمي املحتويات التقليدية عديد من ال�شوائب‪� ،‬إذ تعتمد هذه اال�سرتاتيجيات على ر�ؤيتني ال ثالث لهما‪ ،‬ف�إ َّما �أن‬
‫ت�ستحوذ على عملية ال�شرح �أو تن�سحب ً‬
‫متاما وترتك الطالب يتع َّلمون ب�أنف�سهم! �إال � َّأن التدري�س الفعال يعتمد على التبديل بني �أدوار عدة ُّ‬
‫ت�صب‬
‫كلُّها يف م�صلحة الطالب‪ ،‬ويف العادة ال يلعب كل هذه الأدوار �إال املع ِّلمون املتميِّزون من خالل التدري�س الر�شيق ولعب الأدوار ب�سال�سة وحرية يف‬
‫الأداء والتنفيذ‪.‬‬
‫‪ ‬املح ِّفز‪ :‬يف علم الكيمياء يلعب دور ال�شرارة التي ت�س ِّرع التفاعالت الكيميائية‪ ،‬وعلى املنوال ذاته‪ ،‬وعندما يَع َلق الطالب يف املراحل املبكرة‬
‫مل�شروع ما‪ ،‬يطرح املع ِّلم مناذج مل�شروعات �شبيهة ت�شعل فتيل خميالتهم وتع ِّزز ا�ستيعابهم ملا هو ممكن‪ ،‬وعادة ما تكون الأ�سئلة الطريق الأق�صر‬
‫تو�صلت �إلى هذه الفكرة؟»‪� ،‬أو «مباذا تف�سر ما‬ ‫لإ�شعال فتيل العمل‪ ،‬ففي �أندية الكمبيوتر مث ًال ن�شجِّ ع امل�شرفني على طرح �أ�سئلة مثل‪« :‬كيف َّ‬
‫حدث؟»‪� ،‬أو «ما الذي ميكنك تغيريه؟»‪� ،‬أو «�أي العنا�صر �أده�شك �أكرث؟»‪ ،‬فمن خالل طرح الأ�سئلة املالئمة يف الوقت املنا�سب‪ ،‬يح ِّفز امل�شرف‬
‫روح الت�أمُّل واال�ستك�شاف لدى الطالب‪ ،‬الذين يُبقون على حما�سهم متقد ًا على مدار العملية ب�أكملها‪.‬‬

‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬


‫‪8‬‬
‫‪ ‬النا�صح‪ :‬ميار�س م�شرفو �أندية الكمبيوتر دور النا�صح ب�أكرث من طريقة‪ ،‬فبع�ضهم ميار�س دور النا�صح التقني الذي يقدِّم �إر�شادات حول ا�ستخدام‬
‫التقنيات احلديثة‪ ،‬ويعمل بع�ضهم الآخر كنا�صح �إبداعي ي�ساعد الأع�ضاء على تطوير وتنقيح �أفكارهم وحتويلها �إلى م�شروعات‪ ،‬و� ً‬
‫أحيانا يقدِّم النا�صح‬
‫الدعم العاطفي من خالل ت�أهيل الأع�ضاء لتفنيد �شكوكهم وفح�ص افرتا�ضاتهم والثبات رغم كل ما يواجههم من م�شكالت‪ ،‬ويف جميع الأحوال ال يكون‬
‫هدفهم تقدمي التعليمات‪ ،‬بل �إيجاد �أف�ضل الطرق لدعم الأع�ضاء على امل�ستويات كافة‪.‬‬
‫و�صل‪ :‬من ال�ضروري �أن ي�ضع املع ِّلم الطالب يف قلب جمموعات مع �آخرين يتع َّلمون معهم ومنهم‪ .‬د�أب جاكي جونزالز‪ ،‬م�شرف ِّ‬
‫ومن�سق �أندية‬ ‫‪ ‬املُ ِّ‬
‫الكمبيوتر يف «بو�سطن» على جمع الأع�ضاء بع�ضهم ببع�ض‪ ،‬وكان يقول‪�« :‬إذا ر�أيت ع�ضو ًا يحتاج �إلى م�ساعدة بتقنية «الفوتو�شوب»‪ ،‬فعلى الفور �أجمعه‬
‫ب�آخر يتقن هذه التقنية‪ ،‬فهديف خلق جمتمع التعلُّم امل�شرتك يف املقام الأول»‪.‬‬

‫رابع ًا‪ :‬اللعب‬


‫مالعب الأطفال املتن ِّقلة‬
‫رغم ما ت�ؤ ِّكده الدرا�سات‪ ،‬ال يزال بع�ض الآباء واملع ِّلمني ي�ش ِّككون يف‬
‫متانة العالقة بني اللعب والتعلُّم‪ .‬بالطبع ال نق�صد كل �أنواع اللعب؛‬
‫فبع�ضه يف�ضي �إلى خربات تعليمية �إبداعية‪ ،‬وبع�ضه ال يف�ضي �إلى‬
‫�شيء‪.‬‬
‫ت�ؤكد «مارينا بريز»‪� ،‬أ�ستاذ تنمية الطفل يف جامعة «تافت�س»‪،‬‬
‫على الفرق بني مالعب الأطفال املفتوحة وحجريات اللعب‬
‫املتن ِّقلة باعتبارهما ا�ستعارتني ت�س ِّلطان ال�ضوء على �أمناط اللعب‬
‫املختلفة‪ ،‬وكذلك على التعلُّم‪� ،‬إذ تع ُّد احلجريات املتنقلة‪ ،‬التي‬
‫�شاع ا�ستخدامها كبيئات لعب �آمنة للأطفال‪ ،‬بيئات مق َّيدة ذات‬
‫م�ساحات وفر�ص ا�ستك�شاف حمدودة‪� ،‬أ َّما مالعب الأطفال فتو ِّفر‬
‫م�ساحات مفتوحة للأطفال ليتفاعلوا وي�ستك�شفوا العامل من‬
‫حولهم‪ ،‬ثم يخطون خطواتهم الأولى نحو التفكري الإبداعي‪.‬‬
‫ُت ِّ�سد مك َّعبات الليغو منط اللعب املفتوح‪ .‬امنح الأطفال جمموع ًة‬
‫من هذه املك َّعبات و�سيت�س َّنى لهم ت�صميم كل ما ميكن تخ ُّيله‪� .‬إال‬
‫�أنَّ الأطفال يتبعون يف بع�ض الأحيان تعليمات البناء خطوة بخطوة‬
‫واملد َّونة على ال�سطح اخلارجي ل�صندوق املك َّعبات‪ .‬ه�ؤالء الأطفال‬
‫يقبعون يف الواقع داخل «حجريات»‪ ،‬ولي�س مالعب الليغو‪ .‬بالطبع‬
‫قليل من الإر�شاد ال ي�ضر؛ فبالإر�شاد يكت�سب الأطفال خربة التعامل‬
‫مع املتط َّلبات ويتع َّلمون تقنيات و�آليات جديدة لبناء الت�صميمات‪،‬‬
‫ولكن �إن كانت غايتنا هي التفكري الإبداعي‪ ،‬ففي هذه احلالة تكون‬
‫�إر�شادات اال�ستخدام جمرد نقطة انطالق‪ ،‬ولي�ست وجهة نهائية‪.‬‬
‫ننظم ور�ش عمل للأطفال‪ ،‬ف�إ َّننا نو ِّفر هياكل متن ِّوعة‬ ‫عندما ِّ‬
‫مل�ساعدتهم على االنطالق‪ ،‬ففي ور�ش مك َّعبات الليغو الروبوتية‬
‫مث ًال‪ ،‬نقرتح فكرة رئي�سة على غرار «مغامرات حتت املاء»‪� ،‬أو‬
‫«احلديقة التفاعلية» بهدف �إ�شعال فتيل الأفكار‪ ،‬كما نعر�ض عليهم‬
‫جت�سد �أمناط ًا خمتلفة للحركة‪ ،‬ولك َّننا يف‬‫مناذج من الآليات التي ِّ‬
‫النهاية ن�سمح للأطفال ب�إنتاج �أفكارهم وخططهم اخلا�صة‪ ،‬وهذا‬
‫هو جوهر منط اللعب املفتوح الذي يقت�ضي تقرير الأطفال ملاهية‬
‫وكيفية ما ي�صنعون‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫النمطيون والدراميون‬
‫يف �إحدى الدرا�سات التي اهت َّمت بر�صد �آليات تفاعل‬
‫الأطفال مع �ألعابهم‪ ،‬ك�شف «ديني وولف» و«هوارد‬
‫جاردنر» عن منطني رئي�سني للعب؛ النمط الأول يع ُّد‬
‫بع�ض الأطفال منطيني وبع�ضهم الآخر دراميني‪ .‬ينبهر‬
‫النمطيون بالهياكل والأمناط وي�ستمتعون بالألغاز‬
‫والرتكيبات‪ ،‬يف حني مييل الدراميون �إلى الق�ص�ص‬
‫والتفاعالت االجتماعية واللعب بالدمى واحليوانات‬
‫املح�ش َّوة‪.‬‬
‫عندما َّمت اختبار مك َّعبات الليغو الروبوتية للمرة الأولى‬
‫يف ف�صول �إحدى املدار�س االبتدائية‪ ،‬ق َّرر الطالب‬
‫ت�صميم حديقة ترفيهية‪� .‬شرعت جمموعة من الطالب‬
‫يف ا�ستخدام مك َّعبات الليغو واحلزم والرتو�س لبناء‬
‫وت�شغيل لعبة اخليول‪ ،‬ثم كتب الأطفال برنامج كمبيوتر‬
‫يجعل اخليول تدور‪ ،‬و�أ�ضافوا �إليها جهاز ا�ست�شعار‬
‫باللم�س للتح ُّكم بها‪ ،‬وقد ا�ستغرق امل�شروع ب�أكمله ب�ضع‬
‫�ساعات‪.‬‬
‫بينما ق َّررت جمموعة �أخرى من الطالب بناء دوالب‬
‫هواء‪ ،‬وبعد ق�ضاء ثالثني دقيقة يف العمل على البنية‬
‫الرئي�سة‪ ،‬و�ضعوه جانب ًا وبد�ؤوا يف ت�أ�سي�س عربة‬
‫مرطبات بجوار الدوالب‪ ،‬ثم �ش َّيدوا جدار ًا حول‬ ‫ِّ‬
‫احلديقة ب�أكملها‪ ،‬وموقف ًا لل�سيارات‪ ،‬ونرثوا مناذج‬
‫م�صغرة لأ�شخا�ص يتج َّولون يف احلديقة‪ .‬ط َّور الطالب‬
‫ق�ص�ص ًا تف�صيلية عن الأ�سر التي جاءت من خمتلف‬
‫�أنحاء املدينة لق�ضاء يوم باحلديقة‪ .‬عند هذه املرحلة‬
‫فقط‪ ،‬وبعد اكتمال امل�شهد الإن�ساين‪ ،‬عاد الطالب‬
‫ال�ستكمال بناء وبرجمة دوالب الهواء‪.‬‬
‫تو�صف املجموعة الأولى من الطالب بالنمطيني‪� ،‬إذ‬
‫توجه تركيزهم �صوب ت�شغيل د َّوامة اخليول‪� ،‬أما طالب‬ ‫َّ‬
‫املجموعة الثانية فيو�صفون بالدراميني‪ ،‬فلم يكن بنا ُء‬
‫دوالب الهواء ممتع ًا بالن�سبة �إليهم بقدر الق�صة التي‬
‫تخ َّيلوها حول التجربة ب�أكملها‪.‬‬
‫وجتدر الإ�شارة هنا �إلى �ضرورة البحث عن �أ�ساليب‬
‫تدعم كال النمطني‪ ،‬ففي التجربة ال�سابق ذكرها مل‬
‫نكتف بتوفري الرتو�س واحلزم و�أجهزة اال�ست�شعار‬ ‫ِ‬
‫كور�ش العمل التقليدية‪ ،‬و� َّإنا ز َّودناها بنماذج م�صغَّرة‬
‫لأ�شخا�ص مع كل امل�ستلزمات ال�ضرورية خللق ق�صة‬
‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫‪10‬‬
‫�إن�سانية حت ِّفز خيال الدراميني‪ .‬من املهم �أي�ض ًا توفري وقت ٍ‬
‫كاف‬
‫كتب مشابهة‪:‬‬ ‫ومرن نظر ًا �إلى �أنَّ بع�ض الأمناط ي�ستغرق وقت ًا �أطول من غريه‪.‬‬

‫االرجتال‬
‫االرجتال لي�س فكرة م�ستحدثة؛ فهو مزيج من اللعب والت�صنيع‪.‬‬
‫‪Creative Schools‬‬
‫‪The Grassroots Revolution That›s‬‬ ‫تنزع املدار�س بطبيعة احلال �إلى �إعالء قيمة التخطيط فوق‬
‫‪Transforming Education.‬‬
‫ومقن ومدرو�س وف َّعال‪ ،‬يف حني‬ ‫االرجتال لأنَّ التخطيط نظامي َّ‬
‫‪By Sir Ken Robinson, and Lou‬‬
‫‪Aronica. 2016‬‬ ‫مييل االرجتال �إلى الفو�ضى‪ .‬ي�سلك املرجتلون منهج ًا عك�سي ًا؛‬
‫�إذ ي�ؤمنون بالنماذج وليدة اللحظة والتكرار‪ ،‬وبالتايل جتدهم‬
‫عند ت�صميم �أي م�شروع يرجتلون �شيئ ًا �سريع ًا ويختربونه مرار ًا‬
‫وتكرار ًا‪ ،‬وي�ستقون ردود الأفعال‪ ،‬ثم ي�صنعون ن�سخة جديدة‬
‫‪What School Could Be‬‬
‫‪Insights and Inspiration from‬‬ ‫معدلة‪ ،‬وهكذا حتى الو�صول �إلى الن�سخة الأف�ضل على الإطالق‪،‬‬ ‫َّ‬
‫‪Teachers across America.‬‬
‫�أي �أنَّ ما ينق�صهم على م�ستوى الد َّقة يفي�ض عن م�ستوى الإبداع‬
‫‪By: Ted Dintersmith. 2018‬‬
‫والر�شاقة واملرونة‪ ،‬وعند وقوع الأزمات التي حتتاج �إلى تدخُّ ل‬
‫�سريع يعالج املرجتلون املوقف �أف�ضل من �سواهم‪.‬‬
‫يرف�ض بع�ض املع ِّلمني االرجتال الفتقاره �إلى النظام الالزم‬
‫‪Coding as a Playground‬‬
‫لتحقيق النجاح‪� ،‬إال �أنَّ االرجتال قد يبد�أ بالفعل بعملية‬
‫‪Programming and Computational‬‬
‫‪Thinking in the Early Childhood‬‬
‫ا�ستك�شاف ع�شوائية‪ ،‬ولك َّنه ال ينتهي عندها‪ .‬املرجتلون املاهرون‬
‫‪Classroom.‬‬ ‫يدركون كيفية حتويل الأفكار العفوية �إلى �أن�شطة ُمر َّكزة‬
‫‪By Marina Umaschi Bers. 2017‬‬ ‫وم�شروعات ممنهجة‪.‬‬
‫وعليه يجب علينا �إمداد �أطفالنا مبزيد من الفر�ص لالرجتال‪،‬‬
‫�سواء على امل�ستوى املادي �أو الرقمي‪ ،‬فعلى الرغم من �أنَّ‬
‫قراءة ممتعة‬ ‫التخطيط املحكم يتمخَّ �ض عن نتائج باهرة‪ ،‬فال ميكنك �أن‬
‫تخطط وتر�سم طريقك �إلى الإبداع يف كل الظروف! وكثري ًا ما‬‫ِّ‬
‫ص‪.‬ب‪214444 :‬‬ ‫ينبع الإبداع من قلب االرجتال‪.‬‬
‫دبي‪ ،‬اإلمارات العربية المتحدة‬
‫هاتف‪04 423 3444 :‬‬
‫نستقبل آراءكم على ‪pr@mbrf.ae‬‬ ‫نحو جمتمع مبدع‬
‫ميتد طريق رحلة التعلُّم والإبداع من املهد �إلى اللحد‪� ،‬إلى ما ال‬
‫تواصلوا معنا على‬
‫نهاية‪ ،‬وهي رحلة �شاقة حتتاج �إلى �سنوات من العمل امل�ضني‪،‬‬
‫و�أ�شخا�ص خمل�صني‪ ،‬ويتط َّلب تطوير تقنيات وا�سرتاتيجيات‬
‫�أف�ضل تدفع الأطفال �إلى حلبات وحلقات التعلُّم الإبداعي‪،‬‬
‫ف�ض ًال عن توفري م�ساحات ت�سمح لهم بالتعبري عن مكنون‬
‫�صدورهم وممار�سة �شغفهم ومتتني �إمكاناتهم‪ ،‬ومهما ازدادت‬
‫‪qindeel_uae‬‬ ‫ال�صعوبات وتوالت العقبات يظل الأمر جدير ًا باجلهد والوقت؛‬
‫‪qindeel_uae‬‬ ‫وهو ما يقودنا يف نهاية املطاف �إلى املجتمعات الإبداعية التي‬
‫‪qindeel.uae‬‬
‫نن�شدها‪.‬‬
‫‪qindeel.ae‬‬

‫‪11‬‬ ‫ملخصات لكتب عالمية تصدر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة‬
‫رشكة تأمني تعتمد عليها‬
‫أســاس لـحــيــاة أكـثـر‬
‫مـن سعيدة‬

‫‪ss‬‬
‫‪ee‬‬

‫|‬
‫‪by‬‬ ‫جوائز “اليف واير” الخاصة بالمؤسسات لعام ‪ 2018‬و ‪ 2017‬و ‪ | 2015‬جوائز بانكر ميدل إيست لعام ‪ 2017‬و ‪ 2016‬و ‪2015‬‬
‫جائزة الشرق األوسط للتأمين والمخاطر – جائزة التميز لعام ‪ | 2016‬جائزة أفضل تجربة تطبيق على الهاتف المحمول من مهرجان الجوائز الخاص‬
‫قبل ستاندرد آند بورز‬‫قبل آيزو ‪ 9001‬لعام ‪ | 2015‬تصنيف بدرجة (‪ )A-‬من َ‬ ‫معتمدة من َ‬
‫َ‬ ‫لعام ‪ | 2015‬جائزة االبتكار والتميز ‪| 2015‬‬

You might also like