Professional Documents
Culture Documents
تكنولوجيا المعلومات و بناء القدر على التغيير
تكنولوجيا المعلومات و بناء القدر على التغيير
المطلب الثالث :تكنولوجيا المعلومات واالتصال وبناء القدرة على التغيير في المؤسسة
خاتمة
مقدمة:
تبنت المؤسس ات في المرحل ة الحالي ة مب دأ االهتم ام ب المورد البش ري كأح د الم ؤثرات ال تي تعطي م يزة
تنافسية ،خاصة مع التحول من االقتصاد الصناعي إلى اقتصاد المعرفة ،فالمعرفة التي يمتلكها فرد ما
وم دى اس تعداده إلش راك اآلخ رين فيه ا هي أس اس خل ق القيم ة المض افة ،مم ا يلقي على اإلدارة عبء
االلتزام بتوفير البيانات والمعلومات لرأس مالها البشري في الوقت المحدد وبأقل تكلفة من أجل تحويلها
إلى حل ول وأفك ار ابتكاري ه تس اعد على تحقي ق الري ادة والتم يز مقارن ة م ع المنافس ين ،ويع د اس تخدام
تكنولوجيا المعلومات واالتصال مهما في تفعيل هذه العملية نظرا لقدرتها الفائقة على جمع المعلومات
ومعالجتها واالحتفاظ بها ،ونشرها بأعلى مستوى من السرعة والدقة بدون تعب وال ملل ،يقول الكاتب
اإلداري " frank kalshسيستشعر الناس قدرات التكنولوجيا الحديثة وهم يدركون تماما أن الكمبيوترات
صغيرة الحجم والمرتبطة بإدارة المعلومات فائقة السرعة سيكون لها تأثير عميق على أساليب عملنا
ورغم ذلك مازال الفهم قاصرا على إدراك الكيفية التي سينجلي بها ذلك التأثير".
انطالقا من هذه المقولة تظهر لنا أهمية إحداث التغيير من أجل إستباق تلك التأثيرات واالستفادة من
إدخال تكنولوجيا المعلومات واالتصال ،ولكي يكون التغيير مفيدا وناجحا البد من أن ينشأ االقتناع به،
وأن تكون وسائله وإ مكانياته متوفرة بما يضمن تفادي أي ردة فعل سلبية إتجاه الجهود المبذولة.
أدت توسعات تكنولوجيا المعلومات واالتصال مؤشرات جديدة في شتى المجاالت ،أدى إلى استغاللها ّ
في مؤسسة بريد الجزائر لتحسين الجودة وتسهيل الخدمة على زبائنها.
وعلى ضوء هذا التعريف ومن خالل دراسة حالة وكالة بريد "أوالد سي أحمد" نستخلص ما يلي:
ربحي ة لكس ب
ّ لق د تح ّول اس تخدام تكنولوجي ا المعلوم ات من مج ّرد مكس ب تس تخدمه المؤسس ات س واء
2
ميزة تنافسية إلى ضرورة تفرضها جملة من الخصائص التي تتمتّع بها هذه التكنولوجيا ولع ّل أهمها:
أن الش بكة قابل ة للتوس ع واالنتش ار في مختل ف من اطق الع الم وه ذا م ا
-2-2الش44يوع واالنتش44ار :أي ّ
يسمع بانتشار المعلومة ويكتسبها صفة العالمية.
-2-3الالجماهيرية :أي أن المعلومة يمكن أن توجه إلى فرد واحد أو إلى مجموعة من األفراد.
مم ا يس مح
أن المعلوم ة يمكن أن تت اح في أي وقت يناس ب المس تخدم ّ
-2-4الاللتزامي44ة :وه ذا معن اه ّ
باستغاللها في الوقت المناسب.
-عدنان عواد الشوابكة ،دور نظم وتكنولوجيا المعلومات في اتخاذ القرارات اإلدارية ،دار البازوري لنشر ،األردن، 1
2011م ،ص.169
2
- Souad Boumaila, Fares Boulbakour, impact des ntic sur l'entreprise économique, revue économie et
management N° 03, Mars 2004, P.P 205-206.
-2-5قابلي44ة التوص44يل :أي يمكن الرب ط بين األجه زة االتص الية المختلف ة بغض النظ ر عن البل د أو
الشركة التي يتم فيها الصنع.
-2-6الحركية :أي ّأنها يمكن االستفادة منها في أي مكان يوجد فيه المستخدم شرط امتالكه لمختلف
وساءل االتصال كالحاسوب المحمول واالنترنت الالسلكية.
أن تكنولوجي ا المعلوم ات تك ون مس تمرة العم ل في كاف ة األح وال أي ّأن ه ليس
-2-7الالمركزي44ة :أي ّ
طله تتوقف الخدمة.
هناك كمبيوتر واحد يتح ّكم فيها وحين تع ّ
-2-9العالمية أو الكونية :أي في كل مناطق العالم وسهولة المعامالت التجارية بين مختلف وسائط
العالم.
ومن خالل م ا س بق تتض ح لن ا أهمي ة تكنولوجي ا المعلوم ات واالتص ال ،حيث أص بح يوظّ ف حجم كب ير
من رؤوس األم وال المس تثمرة في إنت اج الحواس يب وأنش طة البحث والتط وير المص احبة له ذا القط اع
وت دريب الق وى البش رية العامل ة في مض مار تعبئ ة المعلوم ات وترك يز االهتم ام بص ناعة البرمجي ات
1
التطبيقية.
س اهمت تكنولوجي ا المعلوم ات واالتص ال كم ورد في المؤسس ة من خالل تطبيقاته ا المختلف ة في بن اء
نموذج تعاوني يسهل عملية التشارك في المعلومات المختلفة للمؤسسة كنظام تخطيط موارد المؤسسة (
)ERPوما يوفره من خاصية تكامل أنظمة ووظائف المؤسسة من خالل توفير قاعدة بيانات موحدة،
كم ا س اهمت ك ذلك في تس هيل ودعم الج انبي العملي والق راري فيه ا ،فعلى المس توى العملي نج د
التطبيق ات المتخصص ة حس ب المهن مث ل تطبيق ات إدارة العالق ة م ع ال زون ( )CRMال تي تس اعد
المؤسسة على بناء عالقات طويلة األمد مع زبائنها ...،فالتطورات التي عرفتها تكنولوجيا المعلومات
واالتص ال في ه ذا المج ال أت احت الفرص ة لتعزي ز العالق ة م ع ال زون من خالل م ا بع رف بالت أثير
االلكتروني وشخصية العروض و بالتسويق التفاعلي المبني على الحوار والتواصل الدائم والمستمر بين
المؤسسة وزبائنها دون قيدي الزمان أو المكان ،ما يسمح للمؤسسة بجمع أكبر قدر من المعلومات عن
زبائنها ويعطيها صورة أوضح حول ميولهم و تفضيالتهم والتعرف الجيد على احتياجاتهم ومن ثم تقديم
عروض تناسب رغباتهم ،ومن المزايا التي يحققها هذا النوع من التسويق القائم بصورة أساسية على
قنوات ووسائط االتصال االلكترونية ( الموقع االلكتروني ؛ شبكات التواصل االجتماعي )...أن ه يقلص
-حسن مظفر الزز ،مقومات االقتصاد الرقمي ومدخل إلى اقتصاديات االنترنت "مركز البحوث 2006م ،ص.318 1
من زمن رد الفعل أي أنه يحقق االستجابة السريعة لكون المؤسسة تحصل على المعلومات في الوقت
الفعلي وكذلك تحصل على التغذية العكسية في وقتها الحقيقي وبصورة مستمرة.1
إن اس تعمال تكنولوجي ا المعلوم ات واالتص ال كم ورد بس اهم في زي ادة تنافس ية المؤسس ة لكن ه يس تدعي
توفر الكفاءات الالزمة التي تتحكم في استعمال هذه الموارد في االتصال والتنسيق وهذا ساهم بدوره
في التغيير داخل المنظمة كظهور مناصب عمل جديدة في المؤسسات مرتبطة بإدارة نظم المعلومات
واالتصال ،وتغير مهام الوظائف القديمة بما يتماشى والتطور الحاصل في مجال استخدام التكنولوجيا
في إدارة األعم ال وه ذا بتطلب زي ادة في التك وين والت دريب لتكييفه ا م ع احتياج ات المؤسس ة
واستراتيجياتها.
إذن تعتبر تكنولوجيا المعلومات واالتصال عامل بارز في تغيير بيئة األعمال وسياق النشاط ،هذا من
جهة ،ومن جهة أخرى تعتبر موردا أساسيا البد أن توفر المؤسسة الكفاءات الالزمة لتحسن استغالله
في تغي ير اس تراتيجياتها وأس اليب عمله ا ال تي تض من له ا البق اء واالزده ار في ظ ل بيئ ة تتم يز ب التغير
المتس ارع ،وال يجب أن تتوق ف المؤسس ة عن د اس تغالل ه ذه التكنولوجي ات في تحقي ق وتنفي ذ مش اريع
التغيير فقط ،بل يجب أن تدعم التعلم المستمر عن طريق ما بتوفر من برمجيات لتطوير مهارات العمل
وبناء العالقات مع الزبائن والموردين والمجتمع ككل ،لتستطيع تطوير قدرتها على التغيير عبر الزمن
2
وتحافظ عليها كقدرة ديناميكية تسمح لها بإنشاء مزايا تنافسية مستديمة.
غول فرحات .)2014( .إدارة التغيير بنجاح أساس تكيف المؤسسة مع بيئتها في ظل أوضاع عالم األعمال الجلي. 1
السالم مؤيد ،والعجلوني محمد .)2008( .جاهزية المنظمات للتغيير :حلقة مفقودة في إدارة التغيير ،ومجتمع المعرفة، 2
إدارة التغيير هي االستعداد المسبق للتحول من الواقع الحالي إلى الواقع المستقبلي المنشود في اقصر
وقت ممكن وبأق ل تكلف ة واق ل جه د من خالل توف ير المه ارات الفني ة والس لوكية واإلداري ة واإلدراكي ة
.
الالزمة الستخدام الموارد المتاحة
كما عرفت بأنها محاولة من طرف القائد لربط األنشطة البشرية والمادية ضمن خطة عمل مدروسة،
تحتوي على اإلجراءات اإلدارية التي تهيمن على ذلك التغيير وتستثمر فرصه وتتجنب تهديداته
وفي ظل تكنولوجيا المعلومات واالتصال يمكن أن نعتبر إدارة التغير بأنها خطة إستراتيجية تتضمن
إطار متكامال ومترابطا لتعميم استخدام تقنيات االتصال المختلفة وشبكة المعلومات والحاسب اآللي من
خالل تحفيز وتأهيل األفراد العاملين وتوفير المتطلبات المادية الالزمة لتنفيذ هذه العملية والسهر على
إنجاحها بأعلى درجة من الكفاءة والفعالية.
وتنط وي إدارة التغي ير في ظ ل تكنولوجي ا المعلوم ات واالتص ال على ع دة مراح ل تتمث ل حس ب ه ذه
الدراسة في:
3--1اختيار الفريق المسؤول عن عملية التغيير :من األهمية أن تتم جهود التغيير
باالستعانة بخبرات فنية وتنظيمية على مستوى عال من الكفاءة ،من بينها خبراء من داخل المؤسسة،
أو من خارجه ا أو من خالل م زيج من الخ براء ال داخليين والخ ارجيين مع ا ،ثم يتم تحدي د العالق ة بينهم
وبين وإ دارة المنظمة بشكل يؤمن الثقة والتعاون والتحديد الواضح لألدوار.
3--2إختيار األسلوب المناسب إلحداث التغيير :يمكن أن يأخذ التغيير أحد البدائل التالية:
-التغيير الشامل :أو ما يدعى بإعادة النظر الكاملة في االتجاه اإلستراتيجي للمنظمة ،ويستهدف تحقيق
النتائج المطلوبة بالتعامل مع جميع المجاالت والعناصر المطلوب تغييرها في آن واحد.
-التغي4ير الم4رحلي :ويتض من تقس يم المج االت والتغي يرات المطل وب إح داثها بالمنظم ة على ع دة مراح ل
وبعد نجاح المرحلة األولى يتم االنتقال إلى المراحل التالية لها .
-التغي4ير الت4دريجي :ويتم الب دء هن ا بإح داث تغي يرات بس يطة ،وبع د إقن اع وال تزام أعض اء المنظم ة بتل ك
التغييرات ،يتم التوسع في عملية التغيير.
-3-3وضع موازن4ة تقديري4ة لعملي4ة التغي4ير :يجب أن يتم وض ع موازن ة تقديري ة لعملي ة التغي ير من
خالل تحدي د التك اليف المطلوب ة له ذه العملي ة ،كمتطلب ات إج راء البح وث وجم ع المعلوم ات وش راء
المع دات الجدي دة ،وتحف يز لألفراد لزي ادة تعاونهم إلنج اح عملي ة التغي ير ،كم ا يجب أن تتض من عملي ة
التغي ير ميزاني تين منفص لتين ،الميزاني ة األولى تعت بر ميزاني ة عملي ة تتض من األم وال الالزم ة للس ير
العادي لألعمال الجارية ،أما الموازنة الثانية التي يضعها قادة التغيير فهي توجه لمواجهة المستقبل.
توفير الدعم المالي المطلوب إلدخال تكنولوجيا المعلومات بمعرفة متطلبات كل جهة إدارية.
لقيام بالتحليل المالي الالزم تجاه استخدام تكنولوجيا المعلومات لتحقيق اقتصاديات تشغيلها.
اعتماد دراسات الجدوى المالية واالقتصادية الالزمة قبل إدخال تكنولوجيا المعلومات لتأكيد فوائدها.
تم ر عملي ة التنفي ذ عموم ا بثالث مراح ل أساس ية س نحاول إس قاطها على اس تخدام تكنولوجي ا المعلوم ات
كما يلي:
أ-إذابة الجليـد :في ه ذه المرحل ة يتم العم ل على التخلص من االتجاه ات والقيم والممارس ات والس لوكيات
ال تي يمارس ها األف راد داخ ل التنظيم والعم ل على خل ق دوافعجدي دة ل ديهم وتقوي ة الش عور بض رورة
استبدال األنماط السلوكية السائدة بأخرى جديدة ،ففي مجال تكنولوجيات المعلومات واالتصال قد يؤدي
استخدام الكمبيوتر إلى مزيد من القلق والتوتر لدى بعض العاملين نتيجة عدم القدرة على التعامل مع
الكم بيوتر والخ وف من الفش ل وفق دان المكان ة أو اإلحالل ال وظيفي ،ل ذلك ينبغي أن تعم ل اإلدارة هن ا
على:
القيام بحملة إعالمية وتحسيسية حول مزايا إدخال تكنولوجيات المعلومات واالتصال في المؤسسة إذ
يجب إعالم الموظفين بالقيمة المضافة التي يمكن أن يولدها مشروع إدخال هذه التكنولوجيا من خالل
تحس ين أدائهم وزي ادة فعالي ة عملهم وإ قن اعهم ب أن ه ذا التغ ير لن ي ؤثر على مناص ب ش غلهم وال على
حرية أدائهم للعمل.
إش راك الم وظفين في مش روع إدخ ال التكنولوجي ا عن طري ق الس ماح لهم ب التعبير عن آرائهم
واقتراح اتهم واالس تماع إلى حاج اتهم ورغب اتهم ،ثم ترجمته ا إلى لغ ة المنط ق والتكنولوجي ا من خالل
إنشاء شبكة اإلنترنت وتحويل اإلجراءات اإلدارية التقليدية إلى إجراءات رقمية.
ب-التغيي ـــر :الترك يز على ض رورة تعلم الف رد أفك ار وأس اليب ومه ارات عم ل جدي دة ,بحيث يت وفر ل دى
األف راد الب دائل الجي دة ألداء األعم ال من خالل م ا تقدم ه اإلدارة لهم ,كم ا يتم العم ل على إج راء تغي ير
وتعديل في الواجبات والمهام وكذلك في التقنيات والهياكل التنظيمية الموجودة حاليا.
تعميم الحاس ب اآللي على كاف ة عملي ات ومع امالت المنظم ة :وذل ك من خالل اس تخدامه في عملي ة
التخطيط والرقابة وتنظيم المواعيد واتخاذ القرارات ،مع األخذ بعين االعتبار ما يلي:
إدخال التطبيقات اإللكترونية بطريقة متدرجة ،ابتداء من عملية التعرف على جهاز الحاسوب ومكوناته
إلى استخدام التطبيقات األكثر تعقيدا.
توفير البرامج التدريبية لتنمية قدرات األفراد فيما يتعلق بالتفكير واالبتكار واإلبداع والتحكم في أصول
وتطبيقات الحاسب اآللي.
مساعدة الموظفين على تجنب المشكالت الخاصة باستخدام تقنية المعلومات .بالنسبة للموظفين ال ذين لم
يتمكن وا من الت أقلم م ع عملي ة اس تخدام الحاس وب وتكنولوجي ا المعلوم ات ،يجب محاول ة تحقي ق التناس ب
بين مهامهم المحددة ودرجة استيعابهم لهذه التكنولوجيا حتى ال يكون هناك ضغط سائد في جو العمل
تع ديل الهيك ل التنظيمي :إن اإلدارة ال تي ك انت ترتك ز على هرمي ة المعلوم ات( ،م دير لدي ه معلوم ات
أك ثر كثاف ة وث راء مقاب ل ع املين ال يملك ون إال الق در اليس ير منه ا إال م ا تعل ق باختص اص العم ل)
أص بحت غ ير م بررة من الناحي ة العملي ة ،فم ع اس تخدام تكنولوجي ا المعلوم ات واالتص ال ال تي تجع ل
قواعد ومستودعات البيانات متاحة للجميع أصبح المدير المركزي يفقد أهم مبررات البقاء على قمة
اله رم واحتك ار اتخ اذ الق رار ،ل ذلك وجب على المؤسس ات ال تي تس عى إلى تنفي ذ مش روع تكنولوجي ا
:
المعلومات واالتصال تغيير هياكلها التنظيمية لصالح
إلغ اء التقس يم التقلي دي بين الم دير(ال ذي يتخ ذ الق رار) والعام ل(ال ذي ينف ذ) واالستش اري (ال ذي يق دم
النصح) ،فمهني المعرفة الذي يعمل على الحاسوب لصالح المنظمة هو الذي يساهم بدرجة كبيرة في
اتخاذ القرار ويقدم النصح لإلدارة أو للمورد أو للزبون وهو الذي ينفذ الصفقة (سواء كانت عقد طلبية
أو عملية بيع أو عملية شراء)
إعادة بناء األدوار والوظائف بما يحول اإلدارة التي كانت صانعة القرار إلى إدارة استشارية تساعد
على إزال ة العقب ات وتنفيذي ة تعم ل على معالج ة المش كالت من أج ل تف رغ عم ال المعلوم ة والمعرف ة
إلنجاز األنشطة المضيفة واألنشطة المنشئة للقيمة .
العمل على نشر روح الفريق وتدعيم روح المعاونة والمساندة بدال من روح الصراع والمنافسة والتي
قد تؤثر سلبا على سير المعلومة واالستفادة منها ،حيث يتطلب العمل المبدئي للحاسبات التركيز البالغ
وانعزال الفرد لساعات طويلة أمام الكمبيوتر وبالتالي نقص فرص التفاعل مع الزمالء.
االرتب44اط بش44بكة االن44ترنت :باإلض افة إلى توف ير الش روط التقني ة المتعلق ة باالس تفادة من الش بكة الدولي ة
للمعلومات (خط هاتفي ،موديم ،أجهزة حاسوب ،اسم الدخول ،كلمة السر) ،ينبغي على المؤسسة إدارة
موقع لها تتوفر فيه كل عناصر النجاح ،حيث ال يمكن التعامل مع الموقع بوصفه مجرد ملصق ملون
أو صورة كبيرة ذات ارتباط تشعبي فائق وإ نما كهوية للمؤسسة ورسالتها وتمثيل فعال إلستراتيجيتها
بطريقة قادرة على مجاراة المنافسين وتوفير اكبر قدر من المعلومات للمتصفح أو الزبون حول نشاط
المؤسس ة وقواع د بياناته ا وأس عار منتجاته ا وط رق ال دفع وغ ير ذل ك من األم ور المهم ة ال تي تس اعد
المتلقي على اتخاذ قرار الشراء.
ومن جه ة أخ رى يجب حي ازة بري د الك تروني يتم من خالل ه تب ادل الرس ائل متض منة البيان ات الخاص ة
بالمؤسس ة واألف راد وال تي تخ زن في الحاس بات الخاص ة بهم أو في ك ل حاس بات ش بكة االن ترنت وف ق
اتفاقات وتعاقدات بحيث ال يمكن الوصول إليها إال بتصريح من صاحب هذه البيانات.
ج -إعادة التجميـــد :تهدف هذه المرحلة إلى تثبيت التغيير وإ ستقراره عن طريق مساعدة األفراد في
العم ل على دمج األفك ار واألنم اط الس لوكية ال تي تم تعلمه ا في الممارس ات الفعلي ة ،وعلى اإلدارة هن ا
تشجيع األفراد على تعزيز السلوكيات اإليجابية اتجاه تكنولوجيا المعلومات واالتصال حتى يستمروا في
مواصلة هذا السلوك برغبة ورضا ،وذلك من خالل:
الس عي لت امين ثقاف ة تنظيمي ة تعتم د على دور وأهمي ة المعلوم ات في أهمي ة اتخ اذ الق رارات على كاف ة
األصعدة اإلستراتيجية والتشغيلية والتكتيكية.
حث العاملين على التعرف على كل ما هو حديث في مجال تكنولوجيا المعلومات واالتصال.
بعد إدخال هذه التكنولوجيا وربط كل أجهزة الكومبيوتر للمؤسسة عن طريق شبكة االنترنت ،يجب أن
تكون الشروط الموضوعة الستخدام تطبيقاتها تتصف بالمرونة ،حتى يتمكن كل موظف من استخدامها
بسهولة والتدرب عليها واكتساب الخبرة الالزمة ،فيتولد اإلحساس لدى الموظف بأن المؤسسة تثق به .
المطلب الثالث :تكنولوجيا المعلومات واالتصال وبناء القدرة على التغيير في المؤسسة
تعد أبحاث vint bergمن أوائل الدراسات التي اهتمت بمجال إدارة التغيير ،والتي تركز على أهمية
تطوير القدرة على التغيير .لكن بداية االهتمام بدراسة قدرات التغيير کان نهاية التسعينيات حين أظهر
Lernersفي عمل ه النظ ري ح ول ه ذه القض ية كي ف تط ورت نظ رات التغي ير التنظيمي على م دار
األربعين عام ا الماض ية وكي ف بتطلب ه ذا التط ور مراجع ة ط رق القي ام باألش ياء عن د تنفي ذ التغي ير،
وتص ور س يرورة التغ ير في المؤسس ة كس يرورة للتعلم والتط وير والعم ل الجم اعي .ومن ه اتض ح أن
النم اذج الحديثة ال ترتكز على إدارة التغيير نفسه ،ب ل تركز بش كل أكبر على نشر الق درات التنظيمية
التي تسمح للمؤسسة بالتفاعل بشكل أكثر مالءمة مع االضطرابات في بيتها بحيث تكون مستعدة للتغيير
في أي وقت م ا الحظ ه Emersمن انخف اض في مع دالت نج اح نم اذج التغي ير في المؤسس ات ،جعل ه
يقترح االنتقال من مقاربة "إدارة التغيير" إلى مقاربة أخرى تمحورت حول دراسة " القدرة على التغيير"
أو بناء القدرة على التغيير وتطويرها في المؤسسة.1
ه ذا االق تراح دعم ه الكث ير من الب احثين فيم ا بع د منهم ،من بين األس باب ال تي ت ؤدي إلى فش ل مش اريع
التغيير في المؤسسات ،صعوبة حصول المسيرين على الرؤية الشاملة لكل مشاريع التغيير التجارة في
آن واحد ،ألنها عادة ما تكون متعددة ومتداخلة كما أنها تتميز بالحركية المستمرة ويظهر هذا المشكل
بش كل أك بر كلم ا زاد حجم المؤسس ة وتع ددت أنش طتها ،وبالت الي يتم إدارة ك ل مش روع تغي ير في
المؤسس ة على ح دة ،مم ا يؤدي إلى إه دار في الوقت والجه د والتكلف ة ويط رح مش كلة الكف اءة في إدارة
التغيير.
لفهم الق درة التنظيمي ة على التغي ير ،الب د من التع رج على مفه وم الق درة والق درة االس تراتيجية وك ذلك
مفهوم القدرة الديناميكية المتداولة عادة في مجال اإلدارة االستراتيجية.
الق 44درة :ح اول إيج اد ترجم ة للمص طلع اإلنجل يزي " "capabilityفلم يج د ترجم ة ترادف ه في اللغ ة
الفرنس ية ألن ه بعكس مع ان كث يرة في ذات ال وقت في تع بر عن :الس عة ،االس تعداد ،المه ارة ،الق وة،
االس تطاعة....إلخ ،لكن ه اعت بر مص طلح " "capacitéاألنس ب لعكس تعري ف المص طلح االنجل يزي "
."capabilityوإ ذا ما بحثنا عن ترجمة ل" "pacityبالفرنسية نجدها أيضا " ."capacitكذلك األمر في
اللغة العربية نجد استعمال كلمة قدرة للتعبير عن المصطلح capability Capacityفي نفس الوقت،
غير أن األنجلوساكسون يستعملون " "capabilityعند التعبير عن المهارات والمعارف المرتبطة بمهمة
مح ددة المه ارات والمع ارف ال تي يجب أن تت وفر ل دى الم دير لقي ادة التغي ير مثال ويمكن تطويره ا
بالتدريب والتكوين أما " "capacityفيشمل قدرات القائد والفريق والمنظمة ككل ،وبالتالي تجد الترجمة
األص ح للق درة التنظيمي ة على التغي ير هي :أن تك ون ل ديك الق درة ،ه و أن تمتل ك االس تعداد والمه ارة
لتحقيق شيء ما وفقا لألهداف التي حددتها تبتك األولية ،أو بعبارة أخرى ،فإن مفهوم القدرة هو ما
يمال الفجوة بين النية والنتيجة إذا توافقت النتيجة مع النية األصلية.
الق44درة التنظيمي44ة والق44درة اإلس44تراتيجية :ق د يتناس ب مفه وم الق درة بش كل جي د م ع وص ف الف رد ،لكن
يمكنن ا م ع ذل ك اس تخدامه على المس توى التنظيمي لوص ف مه ارة أو اس تعداد المنظم ة على تنفي ذ
أنشطتها :تعرف القدرة التنظيمية بأنها "تشر ودمج وتنسيق الموارد والكفاءات والمعرفة عبر التدفقات
المختلف ة للقيم ة من أج ل تحقي ق أه داف اس تراتيجية" .إذن الق درة االس تراتيجية لمنظم ة ه ا ،م اهي إال
الم وارد والكف اءات ال تي تجتم ع وتم تزج لتعم ل مع ا على الحف اظ على بق اء المنظم ة ومنه ا التنافس ية
وبالتالي يحقق لها االستمرار واالزدهار.2
أوهالل ادريس ( ،)2019قواعد الحزم :دليلك إلى القيادة الجازعة (اإلصدار .)1مجموعة األكادميات الدولية.IAG 1
تع بر الم وارد عن األص ول ال تي تمتلكه ا المنظم ة أو ال تي يمكنه ا تعبئته ا (من خالل الش راكات
والموردين) .إذا كانت الموارد هي مصدر قدرات المؤسسة ،فإن القدرات هي المصدر الرئيسي لمعتها
التنافس ية :وتع بر الكف اءات عن األنش طة ال تي تس تعمل أو نس تغل المنظم ة من خالله ا موارده ا ،بعب ارة
أخرى تعبر موارد المنظمة عما" تملکه" وتعبير الكفاءات عما "تحسن فعله" بطريقة جيدة كما عرفها
" :Zarifianتتمث ل في ال ذكاء التط بيقي أو العملي ال ذي يمتلك ه الف رد في حال ة معين ة وال ذي يمکن ه من
تعبئ ة وتحوي ل الم وارد والمع ارف .بحيث تتأص ل المع ارف في الكف اءة ،لكن ه ذه األخ يرة تحت اج إلى
الموارد لوضعها موضع التنفيذ".
ت وفر الم وارد المادي ة ،المالي ة ،والبش رة غ ير ك اف لخل ق القيم ة ب ل الب د من وج ود أنظم ة وس يرورات
تس مح باالس تغالل األمث ل له ا ،والب د من ت وفر التع اون بين األف راد ،ق درتهم على التكي ف واالبتك ار،
قدرتهم على بناء عالقات مع الزبائن والموردين باإلضافة إلى تراكم الخبرة ،إذ البد من وجود االثنين
مع ا -أي الم وارد والكف اءات-ح ق تتحق ق الق درة في المؤسس ة ،وبغي اب إح داهما تفق د األخ رى قيمته ا
وكمث ال على ذل ك امتالك منظم ة م ا ألح دث الوس ائل التكنولوجي ة دون أن تتقن اس تعمالها هن ا بص بح
مورد "التكنولوجيا" غير ذو قيمة في غياب كفاءة "االستعمال الجيد" .بل يجب النظر إليهما من منظور
نظامي برط الموارد والكفاءات والمعرفة بصورة ديناميكية وجماعية حتى تصبح روتينا أو مجموعة
من الروتينات التي تتدفق في شكل مدخالت وتمنع إدارة المنظمة مجموعة من الخيارات لتتخذ من بينها
ق رارات اإلنت اج مخرج ات مهم ة من ن وع معين وه ذا م ا يمن ع المؤسس ة الق درة التنظيمي ة .إذن يح دد
مفه وم الق درة التنظيمي ة اس تعداد واس تطاعة المنظم ة على تنفي ذ أنش طتها بكف اءة وفعالي ة بواس طة نش ر
ودمج وتنسيق مواردها وكفاءاتها من خالل سيرورات مختلفة لخلق القيمة ،حسب األهداف التي حددتها
مسبق ،أخذ باالعتبار أن النتيجة تتوافق مع النية األصلية ومع أي تغيير في تلك النية.1
تعكس القدرة التنظيمي ة التف اعالت المعق دة التي تتط ور بين م وارد المنظم ة وكفاءاته ا عن د وضعها قيد
تنفيذ سيروراتها .حيث يتوافق تنفيذ السيرورة مع كل من تنفيذ القدرة التنظيمية والتعبير عنها في ذات
الوقت .بعبارة أخرى ،تنبثق القدرة التنظيمية من الفعل ،action'Lفهي أصل الفعل ونتائجه .وبالتالي
بس يرورات الفع ل ال تي تس مح ب التعبير عن أفع ال المنظم ة ،وتجس يدها في نفس ال وقت فتحدي د س يرورة
الفعل کموضوع يسهل لنا تحليل وعرض القدرة التنظيمية ومتابعة تطورها.
فورتيل ه جون تر إدارة تح ديات المس تقبل ج دول أعم ال سياس ي و اقتص ادي للق رن ( 21اإلص دار )1الق اهرة :مرك ز 2
کنجنیجل ،أندرسون نیل )2004( ،ترجمة محمود حسن حسني ،إدارة أنشطة االبتكار والتغيير دلیل انتقادي للمنظمات 1
القدرة الديناميكية :هي تحقق القدرة االستراتيجية ميزة تنافسية للمؤسسة بجب أن تتطور هذه القدرة مع
الزمن وأال تبقى ساكنة ،هذه القدرة المتجددة والمتطورة باستمرار أطلق عليها David Teeceالقدرة
الديناميكي ة ،وهي الق درة ال تي تعم ل المنظم ة على تجدي دها واع ادة تش كيلها باس تمرار حس ب متطلب ات
البيئة المتغيرة والديناميكية بدورها ،وما يكسب القدرات التنظيمية ديناميكيتها هو :التعلم التنظيمي.
د-القدرة على التغيير وأبعادها :من ك ل م ا تق دم يمكنن ا أن نس تخلص تعري ف للق درة على التغي ير بأنه ا
استعداد المؤسسة إلحداث أي تغيير فيها (استراتيجياتها ،تنظيمها ،طرق العمل فيها )...من خالل توفير
الم وارد المس هلة لعملي ة التغي ير (مادي ة ،بش رية ،ومالي ة) واس تعمالها بكف اءة ل دفع س يرورة التغي ير في
المؤسس ة نح و تحقي ق أه دافها باس تمرار ،كم ا يمكن تص ور الق درة التنظيمي ة على التغي ير بأنه ا الق درة
الشاملة للمنظمة لها على االستعداد أو على االستجابة الفعلية لسياق بين متقلب تزداد فيه درجة الالتأكد
وتقل فيه القدرة على التنبؤ يوما بعد يوم ،وبالتالي فالقدرة التنظيمية على التغيير في قدرة استراتيجية
ديناميكي ة متع ددة األبع اد تمكن المنظم ة من ترقي ة أو إعادة تش كيل كفاءاته ا التنظيمي ة الموجودة وتنمي ة
كفاءات جديدة تسمح لها بالبقاء واالزدهار ،هذه القدرة الشاملة تضم ثالث مكونات أساسية:1
وي رى ( )Buona & kerberأن بن اء الق درة على التغي ير ل دى المنظم ات بتطلب ت دخال على ثالث
مستويات هي :المستوى الجزئي يتمثل في أعضاء المنظمة ،والذي يتطلب فهم وتقبل المناهج المختلفة
للتغيير ،ومن ثم االستعداد له :أما على المستوى المتوسط ويتمثل في الهيكل ،فيعد توفير البنية التحتية
الميس رة للتغي ير والم وارد المناس بة ل ه ض روريا :ثم الثقاف ة الميس رة للتغي ير ،خاص ة نش ر ثقاف ة التعليم
المستمر والتخطيط االستراتيجي كمجاالت للتدخل تمم المستوى الكلي للمنظمة.
اللوش غنية .) 2016-2015( .أثر استخدام تكنولوجيا المعلومات واالتصال علي إدارة أعمال المؤسسة -دراسة حالة 1
ف رع الهياك ل الص ناعية بالروبي ة CIRالت ابع لمجم ع المؤسس ة الوطني ة للس يارات الص ناعية بالروبية .SNVأطروح ة
دكتوراه في علوم التسيير .الجزائر :جامعة الجزائر.3
تظه ر "الق درة على التغي ير" من خالل ثالث ة أبع اد كم ا ح ددها (Autissier Vandangeon-
)Derumezهي :سيرورة األفعال ،المحتوى ،السياق.
السيرورة :Processusترتبط بتعبئة الموارد وایتاء األفعال التي تحقق التغيير في المؤسسة وتعبر
س يرورة األفع ال عن جمل ة من األفع ال الجزئي ة ال تي تص ب في تحقي ق أه داف التغي ير أو ق د تك ون في
ش كل مراح ل كم ا ه و الح ال في نم وذج Lewinال ذي تقس م س يرورة التغي ير في المؤس تة إلى ثالث ة
مراحل:1
مرحلة إذاب4ة الجلي44د :تع بر ه ذه المرحل ة عن ايج اد الش عور بالحاج ة إلى ش يء جدي د أو اكتش اف أفك ار
جدي دة والرغب ة في تغي ير االتجاه ات الحالي ة والممارس ات أو الس لوكيات المرتبط ة به ا ب أخرى جدي دة
ويتطلب ذلك تعلم معارف ومهارات جديدة.
مرحل44ة التغي44ير :بع د تعلم الف رد في المؤسس ة أفك ارا واتجاه ات جدي دة تتغ ير تص رفاته وبالت الي يس لك
س لوكا جدي دا وي ؤدي عمل ه بطريق ة جدي دة أينطب ق ذل ك على مس توى الف رد كم ا ينطب ق على مس توى
المنظم ة كك ل) ،ه ذه المرحلة تش مل التغي ير الفعلي لألداء أو التقني ات ،أو االس تراتيجيات ،أو الهيك ل
التنظيمي ... ،إلخ.
مرحل4ة إع4ادة التجمي4د :ويطل ق عليه ا أيض ا مرحل ة التث بيت ،فهي المرحل ة ال تي تتح ول فيه ا التغي يرات
الس ابقة إلى س لوكيات وممارس ات فعلي ة ج ارة في الموس عة وت دمع وتس تقر تص رفات األف راد والمنظم ة
ككل على االتجاهات الجديدة.
ال تتحق ق الق درة على التغي ير ل دى المؤسس ة في غي اب اهتمامه ا ببع دين آخ رين ال يقالن أهمي ة عن
"س يرورة التغي ير" ب ل ال تتم ه ذه األخ يرة ب دونهما هم ا الم وارد (تتح دد انطالق ا من س ياق التغي ير)
والكف اءات (تتح دد انطالق ا من محت وى التغي ير) الل ذان ال تظه ر قيمتهم ا إال من خالل ش بكة تفاعالتهم ا
أثناء سيرورة األفعال التي تمزج كل من الموارد والكفاءات في شكل ممارسات .وتظهر قيمة المرورية
بعد من أبعاد القدرة على التغيير في التحسين المستمر لوضعية المؤسسة.
السياق :ContextEيمثل تأثير البيئة على المؤسسة ويشمل كل العناصر الداخلية (كاعتماد توجهات
جدي دة في العمل سواء ك انت طرقا أو أدوات )...والخارجية (ك التغيرات االقتص ادية واالجتماعي ة،)...
ال تي تجع ل المنظم ة وأعض اءها م دركين ألهمي ة التغي ير ومس تعدين ل ه في نط اق البيئ ة ال تي تنش ط
وتتطور المؤسسة فيها ،وبالتالي تحتاج المؤسسة للقيام بتشخيص بيتها الداخلية والخارجية لتتمكن من
المعاضيدي معن وعد اهلل جار اهلل( .ال توجد) .قدرات تقنية المعلومات وأثرها في خفة الحركة االستراتيجية المجلة 1
حدد ((Soparnatأيضا ثالثة أبعاد للقدرة على التغيير ،هي :السياق وهو بعد يتكون من الموارد التي
تس هل نج اح عملي ة التغي ير ،الس يرورة أو العملي ة وتش مل مب ادئ واج راءات تنفي ذ التغي ير ويتعل ق البع د
الثالث بالتعلم أي التعلم من أجل التغيير وإ عداد أفراد المنظمة (لمشاريع التغيير).
إذن نستنتج أن السياق يعبر عنه بجملة الموارد المتوفرة في بيئة المؤسسة الداخلية والخارجية ،ويرتبط
المحتوى بالكفاءات التي تظهر من خالل األنشطة المختلفة المرتبطة بالتغيير في المؤسسة أما السيرورة
فهي كل األفعال الممارسة لدمج الموارد والكفاءات والتنسيق بينها ونشرها وإ عادة تشكيلها لبناء القدرة
على التغيير.
الجاهزية تعني االستعداد المسبق ألمور تتوقع االدارة مواجهتها في المستقبل أثناء سعيها نحو تحقيق
أه دافها المح ددة ال تي خططت له ا وق د تتمث ل ه ذه األم ور في ف رص أو مش اكل وعوائ ق ،إذن المنظم ة
الجاهزة هي المنظمة المستعدة والمتأهبة لمواجهة أمر معين بتوقع حدوثه ويستحق التدبر المسبق ،فال
تكون الجاهزة فاعلة إال إذا كانت قبل وقوع الحدث وليس بعده ،ألن التصرف البعدي لن يكون سوى
ترميمات ومعالجات.1
فالجاهزية للتغيير changereadinessأو االستعداد للتغيير ،هي حالة ذهنية ترتكز عادة على المدى
الذي يدرك فيه أعضاء المنظمة الحاجة إلى تغيير معين في وقت معين وهذا ما يميز بين هذا االس تعداد
للتغيير والقدرة على التغيير ،فقدرة المنظمة على التغيير ال يكون لمرة واحدة وفقط ،وإ نمـا هـو مـسـار
يمث ل قـدرة المؤسس ة على التنق ل بنج اح في مجموع ة من التغي يرات اس تجابة وتوقع ا لظ روف الس وق
المتغ يرة باس تمرار ،ولمط الب الزب ائن والض غوط التنافس ية ،ل ذا فالق درة على التغي ير تتطلب مجموع ة
أكثر شموال من التدخالت في تمثل مفهوما أوسعا من الجاهزية.
زريق عمر .)2017( .أثر القدرات االستراتيجية على أداء المؤسسات االقتصادية .مجلة العلوم االقتصادية والنسيين 1
رغم ما تحققه المؤسسات من خطوات كبيرة في قيادة التغيير ،ورغم تحسن قدراتها على التغير بشكل
س مح له ا ب التغيير بش كل أس رع مم ا ك ان علي ه في الس ابق .إال أن ه في ال وقت نفس ه ،تس ارعت وت يرة
التغيير الذي تمليه الظروف البيئية (كوصول لوائح جديدة ،دخول منافسين جدد للسوق ،ظهور تقنيات
جديدة ،حدوث أزمات اقتصادية عالمية) بشكل أسرع من زيادة قدرة المؤسسات على التغيير ،جعل ذلك
مؤسس ات الي وم في معظم القطاع ات وب اختالف أوج ه نش اطاتها تواج ه دورات تغي ير أقص ر من م دة
تنفيذها أي أن المؤسسة أصبحت مطالبة ببدء تغيير جديد قبل انتهائها من تغيير سابق ولم يعد باإلمكان
إدراك التغيير باعتباره لحظة في حد ذاتها مقيدة بفترة زمنية لها بداية ونهاية بل أصبح التعامل معه
كسيرورة دائمة ومستمرة ،لذلك أصبح من الضروري بناء القدرة على التغيير وأصبحت هذه األخيرة
تمث ل مع تزة تنافس ية حقيقي ة ،ال يقتص ر األم ر على بنائه ا فق ط ،وإ نم ا الحف اظ عليه ا وتطويره ا إلى أن
تصبح قدرة ديناميكية باالعتماد على التعلم التنظيم المستمر ،خاصة في ظل التطور المستمر في مجال
تكنولوجيا المعلومات واالتصال التي غيرت بدورها من ظروف المنافسة ،مما استدعي المؤسسات إلى
تغيير استراتيجياتها وطرق عملها واالعتماد على هذه التكنولوجيات في تعمير مهامها لمواجهة المنافسة
أكثر من أي وقت مضى.1
نظرا لكون "...التحول الجاري نحو عولة االقتصاد والمركزية المؤسسات المرتبطة بذلك ،لم يقتصر
على المؤسسات الكبيرة وحدها ،بل أقدمت المؤسسات الصغيرة والمتوسطة على وضع التنمية وانتاج
السلع والخدمات على مستوى العالم کله أيضا وبدأت في طرح منتجاتها على النطاق العالمي .أصبح
ذل ك ممكن ا من خالل اإلمكاني ات المتزاي دة لالتص االت ال تي تواص ل تحوي ل المعلوم ات بوص فها أح د
عوامل اإلنتاج إلى مصدر قوة تتزايد مرونته باطراد".
أص بحت تكنولوجي ا االن ترنت حاض نة القتص اد جدید ق ائم على الش بكات ،ينظ ر له ا على أنه ا مص در
للمزايا التنافسية سواء المرتبطة بالتكاليف أو التمايز الذي يتيح فرعها االستقطاب زبائن جدد أو ولوج
أس واق جدي دة فق د س اهمت ه ذه التكنولوجي ا في تغي ير ش روط المنافس ة وتحقي ق المزاي ا التنافس ية
للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وفق األبعاد التالية:
خفض التكاليف نظرا لتقليل وقت العمل والجهد وسرعة معالجة البيانات ونقلها بين المنظمات.
عالق حنان ،وحديد نوفيل ( .)2020أثر التسويق التفاعلي عن تحسين جودة العالقة مع الزبون -دراسة حالة البنك 1
الوطني الجزائري وكالة بوزريعة -المؤسسة ،المجلد ( 9العدد ،)1الجزائر :جامعة الجزائر ،الصفحات .303-289
استخدامات الويب تساهم في ابتكار خدمات ومنتجات جديدة لتحقيق استراتيجية التمايز من خالل تسهيل
مراقبة ومقارنة المنتجات والخدمات التي يقدمها الموردون والمنافسون على سبيل المثال.
إنشاء موقع إلكتروني يساعد المؤسسة على تنفيذ استراتيجية التسويق ويجلب لها عددا أكبر من الزبائن
ويساهم في توسعها وكسبها لحصص سوقية في أسواق جديدة.
تساعد االنترنت في زيادة تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في السوق العالمي وبأقل التكاليف.
صارت بذلك المؤسسة الناجحة هي المؤسسة التي تملك قدرات تكنولوجية والمقصود بذلك ،المؤسسة
التي تجيد االستثمار في مختلف الوسائل والمعدات التكنولوجية القادرة على توفير معلومات تفيدها في
مواكب ة التغ يرات والتط ورات المختلفة في بيئ ة األعم ال وتقوده ا نحو تحقيق ميزة تنافس ية وأداء فع ال
ومتم يز من خالل تحت كف اءة وفعالي ة أنظمته ا وعملياته ا ،فم ا ت وفر ه ذه التكنولوجي ات من معلوم ات
تمكن المؤسس ة من وض ع ق رارات مناس بة واس تراتيجية ت دعم األداء في مختل ف الوح دات الوظيفي ة
وتجعل ه أك ثر مرون ة على الم دى الطوي ل ،تتض من ه ذه الق درات التكنولوجي ة :ق درات البحث والتط وير
التكنولوجي؛ قدرات الشبكات؛ وقدرات االتصال.
خاتمة:
إن المنظمات الحديثة لن تتطور وترتقي إال بنظم معلومات متقدمة تعتمد على قواعد متكاملة للبيانات
مم ا يتطلب ض رورة اس تيعابها لتكنولوجي ا المعلوم ات واالتص ال واس تخدامها بش كل امث ل في إدارة
المعرفة ،فالمجتمعات اليوم قد انقسمت إلى صفين ،صف يعرف وصف ال يعرف وليس من يملك وال
يمل ك وبالت الي أص بح مح ور التق دم ه و المعرف ة والتق دم العلمي ،وظه رت الحاج ة إلى إدارة التغي ير
لمواكب ة ه ذه المس تجدات ،وق د ح اولت ه ذه الدراس ة توض يح ذل ك من خالل إب راز أهمي ة تكنولوجي ا
المعلومات واالتصال في توفير البيانات والمعلومات الدقيقة ومعالجتها وجعلها في متناول متخذ القرار
في الوقت المناسب ،فضال عن دورها في تعريف األفراد بما يدور حولهم وإ مدادهم بصورة مستمرة
ب التطورات ال تي تحي ط بهم ،كم ا تم الترك يز على كيفي ة إدارة التغي ير من أج ل إدخ ال ه ذه التكنولوجي ا
الحديثة على المنظمة بتوفير المتطلبات المادية وتحديث تقنيات ومناهج اإلدارة ،وتدريب األفراد على
استخدامها.
قائمة المراجع:
-ع دنان ع واد الش وابكة ،دور نظم وتكنولوجي ا المعلوم ات في اتخ اذ الق رارات اإلداري ة ،دار
البازوري لنشر ،األردن2011 ،م
- Souad Boumaila, Fares Boulbakour, impact des ntic sur l'entreprise
économique, revue économie et management N° 03, Mars 2004.
-حس ن مظف ر ال زز ،مقوم ات االقتص اد ال رقمي وم دخل إلى اقتص اديات االن ترنت "مرك ز البح وث
2006م
غول فرحات .)2014( .إدارة التغيير بنجاح أساس تكيف المؤسسة مع بيئتها في ظل أوضاع عالم
األعمال الجلي .المؤسسة ،المجلد ،3العدد ،03الجزائر :جامعة الجزائر 3
السالم مؤيد ،والعجلوني محمد .)2008( .جاهزية المنظمات للتغيير :حلقة مفقودة في إدارة التغيير،
ومجتمع المعرفة ،جامعة الزيتونة ،األردن.
أوهالل ادريس ( ،)2019قواع د الح زم :دليل ك إلى القي ادة الجازع ة (اإلص دار .)1مجموع ة
األكادميات الدولية.IAG
فورتيل ه جون تر إدارة تح ديات المس تقبل ج دول أعم ال سياس ي و اقتص ادي للق رن ( 21اإلص دار )1
القاهرة :مركز األهرام للترجمة والنشر.
کنجنیجل ،أندرسون نیل )2004( ،ترجمة محمود حسن حسني ،إدارة أنشطة االبتكار والتغيير دلیل
انتقادي للمنظمات دار المريخ للنشر ،المملكة العربية السعودية.
الل وش غني ة .)2016-2015( .أث ر اس تخدام تكنولوجي ا المعلوم ات واالتص ال علي إدارة أعم ال
المؤسسة -دراسة حالة فرع الهياكل الصناعية بالروبية CIRالتابع لمجمع المؤسسة الوطنية للسيارات
الصناعية بالروبية .SNVأطروحة دكتوراه في علوم التسيير .الجزائر :جامعة الجزائر.3
المعاض يدي معن وع د اهلل ج ار اهلل( .ال توج د) .ق درات تقني ة المعلوم ات وأثره ا في خف ة الحرك ة
االستراتيجية المجلة العراقية للعلوم اإلدارية ،المجلد ( 07العدد )29
زري ق عم ر .)2017( .أث ر الق درات االس تراتيجية على أداء المؤسس ات االقتص ادية .مجل ة العل وم
االقتصادية والنسيين والعلوم التجارية ،المجلد ( 10العدد ،)18الجزائر
عالق حنان ،وحديد نوفيل ( .)2020أثر التسويق التفاعلي عن تحسين جودة العالقة مع الزبون -
دراسة حالة البنك الوطني الجزائري وكالة بوزريعة -المؤسسة ،المجلد ( 9العدد ،)1الجزائر :جامعة
الجزائر