Professional Documents
Culture Documents
2021
منشورات ِحبر
أَخْ ِف األجراس في األعشاش
منشورات ِحبر
2021
هذا الكتاب:
للش اعر المغ ربي مب ارك وس اط .فهو يتض من عبارة عن أنطولوجيا َشخص يّة ّ
ّ ّ
درت له حتّى اآلن ،مض افةً إليه ا
ْ مختارات شعريّة وافية من المجموعات التي َص
لم ينشرها بع ُد في مجموعة (ما مجموعه مئة قصيدة).
قصائد من بين تلك التي ْ
--------
مجموعات مبارك وساط الشعرية ،ح ّتى يومنا هذا ( 31غشت ،)2021هي التالية:
جل يبتسم للعصافير (طبع33ة أولى :منش33ورات الجم33ل - 2011 ،طبع33ة ثاني33ة،
َ -ر ُ
3
ِ
سافرت (طبعة أولى :منشورات بيت ّ
الشعر بالمغرب - 2017 ،طبعة ْ يون طالما
ُ -ع ٌ
رقمية :منشورات ِحبر.)2020 ،
ّ ثانية،
وقد صدرت لمبارك وساط مجموعة شعرية بالفرنسية والعربية ،تحت عنوان:
كوين َم ْن ِس ّ
ي ،لعبد ٍ مترجم .ومن ترجماته :شذرات من ِس ْف ِر َت
ِ أن مبارك وساط
كما ّ
األبدي33ة تبحث
ّ التحول ،لفرانتس كافكا (منشورات الجمل3 ،)2014 ،
ّ الجمل،)2012 ،
َ
عن ساعة يد ،قصائد مختارة ألندري بريت33ون (منش33ورات الجم33ل 3 ،)2014 ،دمي
رقمية 3،)2020 ،س ُتـولَ د شمس ٍمن أهدابك ،مختارات ِمن شعر جمال الدين
ّ طبعة
رقمية...)2020 ،
ّ بن شيخ (منشورات ِحبر ،طبعة
-------------------
4
المختارات:
5
-1-
قصائد من مجموعة:
6
خلف نافذتي...
المرصعة بالبروق
َّ خلف نافذتي
نهكة
الم َ
الحقول ُ
في ُ
وأزهار
حيث تتناجى بُق َ ُع َد ٍم ْ
ُ
جندي باسماً
ٌّ بينما يتدل َ ّى
من المشنقة
أولئك أَ ْسالفي
7
علي يتعرفون
َّ وما عادوا
َّ
ت قامتي حقّاًلقد ق َُص َر ْ
الشاحبة
الصباحات ّ
بسبب ّ
التي تضغط على كاه ِلي
عند اليقظة
ِ
متوجساً من هذا
ّ لست
ُ
إذ َ ّ َ
اك ستينَع القبل
الصحراء
وأين هي ُس َ ّرة َ ّ
الصرخة
الحنجرة تنتظر لحظة نُضوج َ ّ
تتأوه على ِقمة المدخنة الجرادة
ّ َّ
هنالك مفاجآت كثيرة في جنبات المدينة:
ريش سنونو
ُ لقد تساقط
ِ
ممر ِضين ُعراة
أنا رأيت ّ
يُجلَدون داخل كهف
ٍ
تابوت من غبار وضع في
ومساءً ي ُ َ
9
وزوجين سعيدين حقّاً
ِ
ذرية من فلّين
لهما ّ
تتزحلقين
ثلوج من َحرير
ٍ على
10
َرفيف أجنحة يُضرم حقوالً
أنص ْت للهسيس المنبعث من أعشاب عقلك ح َمى األخْ ِيلة في ث ُقوب الليلِ ، حين تندلع
ُ ُ ّ
بالدوار .تس مع هينم ةً في م رآة تعكس ُّ المرور إلى ضف َ ّ ٍة مأهول ٍة الذي ينتظر إشارة ُ
ِ
ظالالً؟ إن َ ّه المجنون يُقل ّد عظاءة روحه .لسانُه فالة ٌ ي رقص فيه ا الحج ر .ش رايينُه ُ
ِ
َّ
بالشتائم والهديل .يُفك ّر أن َ ّه نبتة ق َ ُّراص ،أن َ ّه غيمة... ت َ ْجأر
ٍ
شمس من ُصنع أسالفه... والمجنون ي َ َ ّ
تمدد تحت ُ المتاهة،
مكان ما من هذه َ
ٍ في
ائن
َ قطف فاكهةَ نوم ه ِم ْن َجن الم ِ
وحشة ،ست َ ُ حين تُومض في قلبك موسيقى البراري ُ
ُمضاءَ ٍة بِالهذيان.
11
عصـافير سكْرى
ُ
معنى للحياة داخل حنجرة س كّير .الجن ود ال ذين ً بينما تبحث قطرةُ خمر وحيدة عن
ِ
تمثال يترن َ ّح
ٍ قلب إلى َهم ق بناد بون و السراديب وعلى أرصفة المقاهي يص
حاربوا في َ ّ
َُ ّ
نقر لسانَها ال وردي.
والطفلة ُ التي ت َ ْهجع منذ لحظات ،تحلم بعصافير سكرى ت َ ُ
ّ ُمعربداً.
ّ
حه بين صناديق القمام ة ،بحث اً
شحاذ ٌ باسماً ،فيما تتسكّع رو ُ
على عتبة الباب ،يقف َ ّ
خدرةُ الحواس ،ذ َّرة َرمل ت َ ْبكي في
أنت غيمة ٌ ُم ّ
"أنت شجرة مأفونةَ ،
َ قنان فارغة.
عن ٍ
ّ
المحيط ،"...يقول النّادل المقن َ ّع للكهل الذي يعمل ساعي بري د بين النّج وم.
أعماق ُ
َ
ِ
يغطس عمو َده الفقري في َد ْو َرق من نبيذ بابل ،ويُفك ّر في عذاب
ُ لكن هذا األخير كان
ّ
ّ
البشرية الذي يتمرأى في شاشة صمته العنيد.
ٍ
كلمات ،أنفاس ي ستس حبُها أُعي ُد تكوين المشهد ،فأرى وجهي مثق ً
ال بكلمات ذابلة.
شارع يُطارد
ٍ خلفها إلى حيث ترتعش عظامُ البحر ...لحظات وأمضي من شارع إلى
12
مــُراودة
ِ
أنفاسك عيني َولْتُو ِق ْظ
ّ
من ُس ٍ
بات أمنحه لطائر
ض الماء الحي
نب َ
ْ ألمنح ِك
َ
ّ
الصباح سقط ُم َ ّ ً
هشما على إفريز َ ّ
الجمرة.
بتلمس َ ِ
عليك
ُّ
13
على رصيف مقهى
الجندي الوافد ع بر مف اوز موحش ة ،يُط ارد في شطآن آهل ٍة باألجنّة. نحو َ
ُّ ٍ الن ّسيم َ
ِ
يحرك شفتيه .أح دهم ً المرآة كلباً ْ
أجرب .أحدهم يحاول أن يقول شيئا من دون أن ّ
صبي مجن َ ّح يتوق َ ّف قليال عند كل منضدة خلفها رجل
ٌّ يتحس ُس عظاماً تتفت َ ّت في جيبه.
َّ
ّ
الض باب الك ثيف .واألعمى، جريح .ثم يُفرد أص ابعه المخملي ّ ة قب ل أن يختفي في َ ّ
النّائي عن اآلخرين ،يَغوص في مياه وحشته ،أهدابُه مسبلة على صرخات وبروق...
14
تفاصيــل َ ّ
الدهشــة
يضحك العصفور
ُ حيث
ُ
نظرتُك
حيث َ
ُ هذه الغرفة
ورنين أساورك
ُ
بنفسج
َ شالُك ،وآهاتُك التي من
الشراشف
ما تزالُ منثورةً على ّ
ِ
أنفاسك المكتظة ب
ّ
ِ
بالحبر وفوق المنضدة المبقّعة
َ
حيث يُقهقه بوقاحة
15
تم ْت خارج حياتي
َّ
الدهشة
تفاصيل ّ
َ َّ
ألن
تتلعثم في العراء
ُ َّ
ألن أنْفاسي
والسماء ُّ
تنث رذاذ الهذيان َّ
وأنت تتخل َ ّصين من دمك وتجرين
صنوبر المريضة
بين أشجار ال ّ
وعلى األرصفة التي تَغص
ّ
بعذاب الموسيقى.
16
وجهك في بدايات النّهار
َ
وثوانيَك َ ّ
الزرقاء
الساعة الذهبي.
في قلب ّ
ال شيء تغي َّر
لعاب الوسادة
ِ قبل أن أَغمس عيني في
ّ
المرصعة بنومك وعطرك
َّ
وأنصت لطحالب المستنقعات
َ
وهي تنمو بين ضلوعي
منتصف الليل
ُ
17
حرائق
ِ
نصت َ ّ
للضجة الخافت ة البسمات على شفاهنا الكئيبة ،وحاولنا أن ن ُ َ لنرسم
َ كَ ْم َج َهدنا
تترص د خُطى َ ّ
الس اعات ،وفي َّ الطائش ة ،عيونُن ا
األماسي المنخورة بالحكاي ات ّ
أفواهنا تَنمو أغصان الليل المتقيّحة .كَم ُش ِد ْهنا ونحن نسمع المي اهَ تُدم دم ،ون َ رى
ُّ
والرع اةَ إ ْذ الراي ات،
والعانس التي تنسج َ ّ
َ أقماراً معتوهة تسقط في أُحبولة األلم،
ِ
الطفل ة كشموع في البرد .كم ذَرفنا من دموعنا الخضراء ،ونحن نسمع تلك ّ ٍ ينطفئُون
ِ
أن تَكش ف عن أس نانها وم ج ُ الن من ل "جمي ليلة: كل ر كر
ْ ّ َّ المشنوقة بحبال األفق ت ُ ّ
جميل
ٌ أكفان َصمتها.
ِ أن تَقْضي وقتها في جميل من الثّلوج ْ
ٌ ال َذّهبية ِل ُعيون المسهَّدين.
َ
من الفَلوات أن تُل ِقم أثداءها للمرضى الالمرئيين"....
الضوء ن َ ِخ ُز ِجل د
وننثرها على األرائك .بإِ بَر َ ّ كل هذا .نجلب الحشائش أحياناً ،ننسى
ُ َّ
ِ ِ
الس قف .ن ُ َوق ّ ع خُطان ا على الزوايا .ن ُ َعل ّق الكراس ّي إلى َ ّ
ضع الكؤوس في ّ
الغسق .ن َ ُ
ثم نَستكين ،في انْتظار الحرائق الموعودة عند الفجر. ِ
نهر مجنونّ َ .
شطحات ٍ
18
خيمة ُ الغبـار
لنستغرب السوداء، جالس صديقي الذي يشتغل بمنجم ُّكنت ،أيضاً ،أ ُ
َ الدموع َ ّ ُ ُ الحقول.
َ َ
الدهاة كمن ُ وا ل ه ذاتلكن القن ّاصين ُّ ال من ُطفولة الن ّيازك وبُكاء الحجر اليتيمّ َ . قلي ً
ِ
ظمي يُدن دن في حان ة، كل َع ِ
كل هَ ْي ٍ صرت أتطل َ ّع إلى
ُ وم َذّ َ
اك، ُ مسا ٍء في خَيمة الغبار.
ّ ّ
ِ ِ ِ
الس نَاجب ٍ
بقيت دم اء ُ َ ّ
ْ نسيت مالمحه كل ّي ةً. ُ وكل مي ّت يُحمحم تحت نافذتي ،إلى أن
ّ
ائل على هيئ ة سالس ل،
َ ل لي رس
المرارة ،الذي ك ان يحم ُ
تَزورني .وساعي بريد َ
ل فيها الغربان ...وطلع حراثو األمواج ِ
الخص بة ،من أك واخهم تسع ُ
ُ ِ
وبطاقات بريد
ّ
ِ
مقر إقامة
في عمق المحيط ،ليقوموا بمسيرة احتجاج من ساحة األلم العظيم حتى ّ
حراس قوس
الجر المعذّبة .جاء ّ
ّ الرعاة العميان أيضاً .و ُ
حروف الع ْظم المتأللئ .جاء ُّ
َ
ومضت الحش ود على ِض ف َ ّة الن ّ ار،
ِ خ بني حام...
وغاليين ُسو ٌد كأنها من ُشيو ُ
ُ قزح،
19
الزرقاء ...في ذلك الوقت ،كانت األزق ّ ة الخلفي َ ّ ة تتل وى
ّ ضاربةً في أرض الوحشة َ ّ
ِ
الطبول. والمطرُ ،م َ ً
شعثا ،يتقافز على إيقاع ق َْر ِع ُّ
ّ ُ على أعناق الذّئاب،
20
أمـاكـن
شارع جانبي
ٍ في
ّ
وجه ٌ أليف
يتكاثر في انتظاري
طقوس نَدمها
َ قبيلة ٌ تُقيم
في ذاكرتي
21
على رصيف مقهى
َمر ينزف
ق ٌ
في ُس َ ّرة ميت
22
ُشــرفــة
ِ
رصاصات الليل والنّهار
ُ حة،المتقي ّ
ضجيج النّهارات ُ
ُ رنين عضالت الليل المعدنيّة،
ُ
انطلقت .وه ا هي
ُ الرماد :ذاك ما تعرفه أيضا أفواهُنا .من ه ذه الن ُّقط ة
الطائشةّ َ ،
شحاذ .أطل ق وإب ً
ال من ُ
تتدحرج اآلن نحو الن ّقطة المجاورة ،حيث جلس رجل بهيئة ّ
أقداح َمكسورة .بكى تحت
ٍ الدموع في َّ
الشتائم ،قاصداً ال أح َد ،ربَّما .شرب نشيداً من ُّ
أس
تح ّج إلى َمهبلها ،وتمنحني عند اليقظة ك َ ُ
التنهّدات التي ُ من شرفتها ،ترعى قافلة
23
أ َ ْص ِف ُق نوافذ النّوم
الصدفة
حدث ذلك بِمحض ُّ
َ
الحلم واليقظة،
بين ُ
عيني اللتين ن َ ْ
مت فيهما أمام
َّ
أعشاب الكوارث األليفة
ُ
وأجنحة ٌ سوداء
24
ِ
ظالل المهاجرين
َ ودمُ األشجار يُدث ّر
تُفتّتها أحزانُها
المثقَل بصرخة
في فمي ُ
تنطلق دائماً في اللحظة المناسبة
ِ
ْ
خلفَهحطم الجدار الذي تحتمي َ ِ
لت ُ ّ
الصفعات
الرايات من ّ
َّ
والر َ ّ
ضع من نُباح الساعات المريضة: ُّ
سقطت دموع الغراب
ْ الصدفة
بمحض ُّ
25
سقطت األغصان الحمقاء في َش َرك الريح
الياسمين...
ِ
ً
متأججا ،ذلك الهيكل العظمي »،
ّ « كان
تطايرت
ْ ومن ِجراحي
فراشات زرقاء...
إذ َ ّ َ
اك بدأ جنو ٌد من َزبد
26
بدأت هذه الث ُّلوج تصدأ...
ْ
ِ
شكاوى عج زة ومتس ولين يتقاس مون خ بز المالحم
َ َّ
تتردد خلفها أقف تحت نافذ ٍة
ُ
ّ
مطر يقضم نهد ع ذراء ت ركض في مف ازة الع ذاب ،خالل ه ذا ٍ أقف تحتالقديمةُ .
ِ
فساتين من عوسج .طواحينُه تُفت ّت عظام المالئكة .وأنا الذي
َ يرف ُل في
المساء الذي ْ
أقدام الم وتى ،مغروس ةً في
َ استهللت هذا اإلعصار الجميل ،ال أرى على شاشته إال
ُ
27
-2-
قصائد من مجموعة:
محفوفاً بأرخبيالت...
28
َرحــيـل
يداي
َ انسحبت
ْ
ِم ْن ُطفولة ال َذّهب
29
همة م
ُ َّ
ِانْتخبت ِني الليالي
الغواني
30
أَبَـدي َ ّـة
ِ
وكأن ّي االمتدا ُد الحي
ّ
لزوبع ٍة
أَأَتلف َ ّ ُع بِحرير َ ّ
الشمس
في أحداق
ال ُخزامى
31
من كارثة
32
ـسرة
َم َ ّ
جاءها مخموراً
الرمل
أشراك َ ّ
أنّه أفلت من ْ
وكمائن المصادفات
ِ
مجرات بعيدة
ّ إلى
جاءها مخموراً
في عينيه
السهر والترحال...
هلوسات ّ
ومعها أقام تحت مظل َ ّة الهديل
33
محفوفاً بأرخبيالت
يحزن أبداً
ْ ولم
األغصان الجريحة
َ ِ
سماعه لدى
ُّ
تلتف على قلبه العاشق
َم ْخموراً
34
بـراءة
نياشين ال ُخزامى
َ سر ْق
لم ي َ ِ
إلى مفاوز
أكفاناً راعشة
يستطيع أن يجلس
35
إلى ِخوان النسيم
يُمكنه أن يمتزج َ ّ
بالزبد
له ُ خيمة
الريح
يستريح فيها حواري ُّو ّ
حين يتعبون
36
حـاشيــة
ثمة بَ ٌ
حر في َس ْمت َملك
َّ
حوله حاشية ٌ من الغَرقى
37
للشتاء أسماؤه...
ّ
الس ّرية
للشتاء أسماؤه ّ
ّ
في ردني معطفه
تتخف َ ّى العنادل
تُقامر مع أسالفنا
َّ
وفضة الغيوم بعظام النّوارس
عرق األبالسة
ُ يسيل منها
على آذان
نهر لنا
ٍ
السجينة
الصباحات ّ
نتناسى َ ّ
38
في قناني المروج
وتنتظر...
ِمن مياه.
39
ِذ ْكر مـا جرى
مناقير َ ّ
الدقائق ُ كانت
ْ
تنقر ِردف امرأة بدينة
ُ
الصغير الْتَفت َ
كلبُها َ ّ
الطلْق:
وأثنى على الهواء َ ّ
40
هــامـش لصهــيل فنـار
ٌ
ِ ِ
المفاتيح ُرين ث وتن هيرة، الظ واليب د كين ـ ك فت وأنت يح، الر ِ
َ ّ َ َ ُ ّ هُنا ،تَحت أهدابِك أي َ ّتها ّ
ِ
ل ثَخيناً إلى خياشيمنا، نس ُّ
َ َ ي ثم مت، الص
َ
ُ ُ ّ ج ينض حيث ت، على َص ْدر المي ّ
ِ
الصدأ العالقِ ِ
الطرقاتَ ،ومن َّ تحت أهدابك ،تخل َ ّصنا من خُطانا الفائضة عما تُحب ّذه ُّ
ُ
وتشملْنا بنجيع
َّ بسجاًّل ت أنفاسناَ .وأَ ْدنا الن َ ّغمات التي استخرجنا من عويل العربات،
ُّ
تجتث الس نابك المقْ ِل ِع َ
ين عن مع اقرة وس واس الخي ول! وإذا َ ّ نحن ُ
ُ نسيج ُس ِ
هادنا، َ
الدقائق .وأهدابُنا تق ذف شرا َر اللبالب .ي َ ا م ا
صفير الحدائق .واللقالق تَقضم لحم ّ
قد الغواية في أروقتنا ،بين مرايانا وخطايانا. تأود ُّ
َّ
الس ُهول المتأنقة .يا ما
صادقْنا ُّ
ِ
عواصف وليدة ،نحن لم نيأس. َ وحت َ ّى حين بدأت فراشات نزقة تُرب ّي في آذاننا
الصبر!
ّ
41
رقصــة
على كمنجات
الغواية...
42
أ ُمسيــة
تمارين المطر
َ
والبهلوان يترن َ ّح في األعلى...
ُ
لم يكن أح ٌد ليرفع عقيرته
لتوقظ األشجار
َ لم تكن ٌّ
كف
ُورود َ ّ
الشفق
الحضور َساهمينوبدا ُ
ِ
فهم ،ال شك ،يُفك ّرون
بعناية ،تحرسهم...
شحوب الباب
ِ لحظةَ
43
كل تلك الطيور التي
ُّ
بدأت تهزج
ْ
نعرجات مصائرنا!
َ في ُم
44
كي ال ننـسى
ْ
ي َ ْحدث
ابتعد األعمى
إذا ْ
مخفوراً بهسيس الظالم
عصافير
ُ
بَ َ ّراقة
وأحياناً
ومرةً
َّ
رأينا عراَ ّفين
45
الر ِ
ماد صنعون من َ ّ
يَ ُ
ظالماً
ومرةً
ّ
فك َ ّرنا
الحمقاء
ْ للطحالب
َّ
ق كثيف
فَنما قل ٌ
أقزام
ٍ بأذقان
يستعبدون المستنقعات
وأجراس أرواحنا
َ
لكن
ْ
نقش هذا َّ
يتوجب ُ
كي ال ننسى
أن َ ّه يحدث
46
اح...
كان صب ٌ
47
ال ِع ُ
شت كَما طوي ً
ال ِع ُ
شت كَما طوي ً
الهدير
نهراً ال يُبالي
عاش أو انتحر
َ إن
ْ
كنت أقر ُع أجراس الفوضى
ُ
الطرقات
في ّ
الدوار وأ َ ُ
جلس إلى موائد ّ
في مقا ٍه
كوابيس َو ْر َساء
َ أرعى ِسرب
ْ
السهاد
في ُسهوب ُّ
وكنت ِمن بين الفرسان
ُ
48
الذين نادموا ِظاللهم
قليل من الوسواس...
على ٍ
ِ
أمس مساءً
كانت ُسحب ُمشاكسة
ْ
تكسو رأسي
ِسعال األبالسة
ب ُ
وبعد أن تسل َ ّ ُ
لت ِخلسةً
الطقس
من بين أسنان َ ّ
مضيت أِل َتيه
ُ
للحياة
49
أقبـل الفجــر
أخيراً،
ـرح قانياً
سال الف َ َ حر َر أجنحتَه من أصفاد الخرافة .وقتها ً
َ الفجر جريحا ،وقد َ ّ
ُ أقبل
تتعر ُف علينا.
َّ من أنوفنا التي ما عادت
50
َشكوى
السماء ملتاثة
هذه ّ
تنفك تَلُوك
ّ إنها ما
ِثمار كآبتَها
قاذفةً بالنوى
جماجمنا المعدنيّة
ُ التي هي
في بُحيرات النّدم.
51
أَلَق
تنسج من نُخاع َ ّ
الزمن
زالت بع ُد لم تستيقظ...
ْ ما
والطبيب المسؤول عن َ ّ
صحة الزبد َّ
إن رآنا
ما ْ
ِ
حت َ ّى سارع إلى التخف ّي
ِ
تحت كثافة ِظل ّه...
52
تلعق أجفانها...
وألسنة ُ الموت َ
ما يلتمع على جسدها
برقاً في ِحداد
ليس ْ
السوداء ُ ِلريح إن َ ّها ُّ
الدموع َ ّ
الط ْير
تأكل َ ّ
من ِ
رأسها...
53
َمصيــــر
موعها من حليب
َو ُد ُ
كف َ ّاها مفتوحتان
ِلضحك األعشاب
ِ
تلتقط ِم َزق األحالم
ُ صباح كل وفي
ّ
المتساقطة من أجفان الكواكب
َوتُخفيها في عيوننا
سي ُ ْصلبون.
54
المطر يفاجئني
ُ بَدأ َ
تتمدد شقيقة َ ّ
الزبد َّ
ُم ْذ ُص ِع ُ
قت ببروق جسدها
بضفائرها
بأقواس ق َُزح.
ِ حافلة ٌ
55
-3-
قصائد من مجموعة
الـــهواء
َ رايـــة
56
العين
ترعة ِ
بملْح اللّيل الم َ
الكأس ُ
ُ
تجر ْعناها
ّ
الحمى أَ ْس َر َع قلي ً
ال من
ُ ّ
باروداً كثيفاً
أقمار
ٌ ثمة
ّ
ِ
فضاء بيتنا في
دما
وتضخ ً
ّ تنبض
ُ
ب
الح ّ
سنابل ُُ كانت
ْ ام
أي ّ َ
خ لهذيان َ ّ
الشمس تُصي ُ
57
الشجرة الجميلة
وكانت تلك ّ
تطوف ببراري نومنا
بحثاً عن يمامة
لت فجأة
قد ت َ َح ّو ْ
كانت ْ
ْ
إلى غمامة»
« -واآلن،
إ ْذ سنرحل ،فَل ْ ِ
تعلمي
المها
عيون َ
َ أن
ّ
َّ
هن اللّواتي سي ُ ْسعفننا
الجسر
على ِ
أعلى قلي ً
ال
الحمى» من
َّ
السكاكين ال َذّهَب
أن تأخ َذ َ ّ
58
فثمة في طريقنا
ّ
جبل صامت
ٌ
أنفاس العصافير
َ كنز
يَ ُ
الم ْد ِلجين ُ
الع ّزل ويرمي ُ
ِب َأ ْعين
الجرائم»
أسهل حقّاً
ُ الرق ُْص
ّ
قلب الموسيقَى
لكن َ
ّ
قل ب ِِملح الليل
ُم ْث ٌ
والعازف؟
59
جاء أطب َّاء ُ
مختصون في العين
ّ
والكعب والحنجرة
بحبال
ٍ
َص ْو ِتيّة
يان
يان تتدل ّ ْ
قدماه تتدل ّ ِ
تنبسطان
ْ تنقبضان
ِ
ان
إنهما ت ُ َد ْو ِزن َ ْ
أوتار
َ
ريح
الصــبَا!
َّ
60
ـب
الح ّ
أمـام بــاب ُ
أرض وهّاجة
ٌ
أصائل بيضاء
َ خالل
ولم
من هنالك ِج ْئتْ ،
يَك ُْن في طريقي من ُمفاجآت
سوى َ ّ
أن بِضع ُشجيرات
61
بجوارح سبق أن َسف َ ّت
َ
من َط ْمي العدم...
ِ
افتحي الباب واآلن،
المتصاعد من أهدابي
افتحي بسرعة
روح العالَم
ُ والتي هي
أدغال
ِ في
كوكب
ٍ
بعيد!..
62
ِ
بِلَـمسة من أك ُ ّ
ف النسيم...
تتقدمين .والمسافة التي بيننا ،بلمس ٍة ّ مرح الفهود ،ولكنّك إلي ُم َم َ ّوهة ٌ بآثار َ ِ
طريقك
ّ
ـتْ وإن أح ُده ُ ْم أنْ ِشـب َ
ْ تصير نهراً ميّتاً .أما الغرقى فيـه فـأحياء.
ّ ُ أكف النسيم، من ّ
في ُعنقه األظافر التي من فيروز ،فسرعان ما يُلف َ ُظ إلى أقرب ضفّة .والك راكي هي
ّ
ِ
قلت لك إن ّي أنا نفسي كنت نهراً ميت اً،
َن في أجمل نجمة ...هل ُ
التي ستمضي به لي ُ ْدف َ
ووثبت بق وة ،في هيئ تي اآلدمي َ ّ ة
ُ تطوف حولي ،فغافلتُه ا
ُ وبدأت
ْ تماسيح
ُ ثم جاءت
ّ
ِ
وأنت وج ُد بانتظارك؟هاته ،وحمل ْتني ساقاي بأقصى سرعة إلى هذه المدينة ،حيث أ ُ َ
ِ
ام ب ابي ،فيم ا
َ أم ين ستص ِل َ
ين ذات فج ر يق ذف من بين ش فتيه موس يقي ّ
ِ ِ
أنت،
ِ
السيمفونيات التي تُقاسمني غرفتي ،تشم ُر عن سيقانها وتقفز من النّوافذ .وستتكلمين
ّ
ّ
أرض الث ُّلوج العمياء ،ذات أصيل َ قطع ِت ِ
مررت بها ،وتروين كيف ْ الدساكر التي
عن ّ
المنجم ون ،وكي ف ُج ْس ِت
ّ ُّ
الدب األكبر في األحبولة التي نص بها ل ه سقط خالله
رتفعات ،حيث كنت أبدو ِ
لك ،أحياناً ،في مدخل كهف ،أو حت َ ّى على قم ة ش جرة، ِ الم
ّ ُ
63
طريق ُ ِك إلي
ّ
ت ُ ْر ِع ِشينَـها
بِخطوة.
64
أكثــر زرقــة
66
صن َ ْت
األمطار ت َ َح َ ّ
ل َ ْم تَكوني
بناره كُنْ ُ
ت أصطلي ِ
ِ
وكنت مقيمةً في شتائك
وم َط ٌر جميل
َ
يَهمي على
لمتيك
َح َ
غريبات
ٌ إناث
ٌ جاءت
ْ ثم
َّ
ماجنات ت َ ِقيّات
ٌ
أله ْينَني زمناً
َ
67
عن النوم في حديقة
ولما ،أخيراً
ّ
في حديقة ِن ْم ُ
ت
ت
أس ْف ُ
وما ت َ ّ
ت
فقد ت َ َع َ ّو ْد ُ
الحنين
ُ يتكاثف
َ أن
في أظافري
تغرقي
أن َْ
في ميا ِه ْ
أعماقي
أن تتحولي
ث ْوكان ي َ ْح ُد ُ
َ
ّ
ريحاً مراهقة
ِ
ألَو ُح لك بيدي
ّ ّ
فَت ُ ْس ِق َ
طين أوراقاً
68
وتهبّين في أحداق
ق ِ
ُلت :نَلْتَهي باآلالم
الوهم
جمع ضوء َ
نَ ُ
نتضامن
َ بأهدابنا
العصفور
مع دم ُ
الهجير كُ ُ
نت في َ
أذاب إناثاً غريبات
َ
ن ألفاظاً َس َ ّ
خ َ
فت ّ َر رعشات
لكن اللغات
ّ
هبطت من أعالي الجبال
ْ
ـت
تـحصـن َ ْ
َّ واألمطار
َ
في الخرائط
كانت ل َ ْف َظتُك
ْ ناعمةً
انسكبت في قواريري
ْ أعيا ُد ِك
69
والمقَل المغروسة في الثّلج
ُ
ت ت ُ ْز ِهر
بَ َدأَ ْ
في الثّلج
نكن
ولم ْ
بالسفر
ّ حين غذّينا
الطويل
السهر ّ
ّ
ٍ
طلقات فاسنا
وجهنا أنْ َ
حين ّ
إلى قلبينا
في اآلبار
70
وإذا جاءنا البَحر
هديره
ُ بح
حتّى ي ُ ْص َ
ٍ
أبعاد فلسفية ذا
السكينة
فتنسدل ّ
السواحل
على ّ
وتُقيم الموسيقى
قبل أن أعرفَك
ض ذكرياتك
وم َ
فت ْ
َع َر ُ
كنت قد فقدت
ميولي االجتماعية
ذات أحالم
أجراساً
َع َد ًما ِ
ناضجاً
71
أنيقاً
ي ُ َو ْش ِو ُش لي:
الس ّر كلّه
ستج ُد ّ
في انقصاف عمر سلحفاة
ستكتشف زمنك
ُ
ل أن تريني
ق َْب َ
سر ْت ِك لوعتي
ّ
َح ّدق ِْت في انعدامي
ظالم
ٍ قط ْف ِت بتالت
في ضاحية
72
ِ
أقدامنا فيما ،أمام
ور كثيرة ٌ
كانت ُج ُس ٌ
ْ
تَتَب َ َ ّ
خر!
73
-4-
قصائد من مجموعة
74
كوكب ُمعربد...
ٌ
عربد
كوكب ُم ْ
ٌ
فوق رأسي
ينزف مطراً
ُ
الطير
ّ
تبقى يداي سعيدتين
ْ
لهما الن َ ّبيذ
يهمس ُ
َ بعد أن
بنشيد طفولته
75
لفائـف سحريـة ()1
يَشيخ سعيداً
لفائف
َ خن
نُنصت ،نُد ّ
يخف وزنُنا
ّ ِسحري َ ّة،
ض ن ْف ُسها
األر ُ
ْ
عادت تجتذبنا
ْ َت ،فما
داخ ْ
ويبدو أنّها كف ّ ْت
الدوران!
عن ّ
تحسب أنّها كواكب
ُ غربان
ٌ
بدأت تدور حولها
ْ
76
لفائف سحرية ()2
ِ
بألسنة الذين ركضوا نُغنّي
جر ِد ما ُو ِلدوا
ب ُِم َ ّ
ثالث غيمات
ُ ِفيما
األ ُ ّم ُ
هات في هذا المقهى
الساقط لكنّنا
أخانا ّ
بجله
نُ ّ
ِمن ّ
الدخان ُص ْغنا أطفاالً
وهناك تأللؤوا
77
لفائف سحريّة ()3
قلوب صغيرة ت ُ ِ
شقشق ٌ ِمن حولنا
بأس شديد
ٌ
خن وجداولُ النّسيم
لكنّنا ند ّ
بحنُو تُالمس أكتافنا
ُ ّ
أن جسدينا قد يضيعان
نعلم ّ
ُ
في هذه العاصفة
ِلتستعملها العنادل
المضروبة ُ األعناق
78
ـربّـعات
الم َ
ـرسـو ُ
َت ْ
بارومتر اآلالم
الساحل
انزاحت نحو ّ
ْ كلّما
كل
الشفقٌّ ،
نتأمل ّ كلّما بدأنا
ّ
في ق َعر كأسه
الم َربّعات
إال وترسو ق ُرب رؤوسنا ُ
العصافير
التي تأسر بين أضالعها َ
بدأت أرقامنا
ْ
ـعـنا!
تـتـب َ ُ
ثم سقط وجهي الحجري
ّ
على وجهي
ت الرحيل
مع ُ
أز ْ
وها إنّي ْ
79
بعيداً ،بعيداً
الكدمات
80
الص ْحراء
حتّى ّ
الدموع
كل هذي ّ أُفكّرِ :لم
َ ّ
التي تتشك َ ّل ِخ ْفيةً
أظافرنا
ِ تحت
ْ
األشجار
ْ تتوج ُس
ّ و ِل َم
الصحراء
حتّى ّ
التي تَنْبت فيها المسامير
ق في غابة
ب َر ٌ
الصيف
شرر في عيون ّ
ٌ
81
في ربيع العمر
الدموع
لم نُوقظ ّ
رأفةًْ ،
المتمددة جنب رأسينا
ّ
عم األرق َ
وكل ّما ّ
أعالي الجبال
َ
الم ْن َهكة
الجداول ُ
َ زو ْدنا
ّ
ومسكّنات
بنغمات ُ
كُن َ ّا بع ُد في ربيع ُ
العمر
نعد
ثم طار بعيوننا فلم ْ
ّ
نُدرك منه
الرفيف
إال ّ
82
لكنّنا ،بكل تأكيد
ّ
سنسترجع هاتيك العيون
خير
ٍ
83
حـيـرة
فخاً لطائر
أنصب ّ
ْ لم
ْ
ب َشجرة
ال جنْ َ ِن ُ
مت قلي ً
الطائر
لم ّح ُ
غرس ُ
وانْ َ
جذورها
ِ أسافل
ِ حتّى
عين تجوس
ٌ وثمة
ّ
الصفر نفسه
دائرةَ ّ
الذي َر َس َم ْته ُ أنْفاسي
الو ْعر
أمضي في سبيلي َ
ـطت
وسـق َ ْ
ت َوإذا ما تعث ّ ْر ُ
حك واقفاً حتّى الغيمة
الض ُ
ي َ ْبعـث ُني ّ
كانت أمي قد سل ّ َم ْتها التي
ْ ّ
إلى سماء األيتام
الو ْعر
أمضي في طريقي َ
ْ
كانت قدماي المارقتان
ْ إن
ال أقل ُق ْ
تنبُشان المثل َ ّثات تنفُشان َ
ريشها
84
وال آبه ُ حتّى بصورتي التي
ِ
ـب المرآة
بدأت تُـثـقـّ ُ
ْ
أن أفعله
فما الذي ي ُ ْمكن ْ
بكل تلك الحبال التي ستتدلّى
ّ
من هاتيك الثـقوب
ت يوماً
رأي ُ
-أنا الذي ْ
جدوالً
يتسلّل
يتحصن
ّ وقلت :جاء ِل
حلم
في ُ
الشجرة
تستطيعه ّ
ُ ما الذي
تأجيل المطر
ُ تم
أن ّ
بعد ْ
وأين طريقي ،اآلن
الضوء يتخفّى
وقد بدأ ّ
في الذّهب؟
85
ِذ ْكـرى
اُ ُ
صم ْت
أشتري النّوم
ت ْأنا الذي ك ْن ُ
ٍ
بنقود مسكوكة من أعصاب الجبين
الحلم سوى
وال أرى في ُ
شجر ٍة ِمن ماء
الع ْصفور
يغرق ُ
ُ فيها
الريح
طفئ جمرةُ ّ
وتنْ ُ
قم لتكون حاضراً لالستقبال
قال أبي
86
بِحنين
أستدرج كوابيس
ُ أحياناً،
ـل
صمتي َجـب َ ٌ
مكسو بالجليد
ّ
أن أُمسك
علي إال ْ فـما
ّ
عن الكالم
ألتزل َ ّج وأنْـتَـشي
أمتع من هذا
ُ لكن
ْ
بعض الكوابيس
ُ
87
رســالـة إلى نفسي
السماء ُملبّدة
ّ
بِزعيق صفّارات اإلنذار
السمكة
في وسط النّهر ،تَظهر ّ
آكلة ُ الغرقى.
تتعرى.
ّ المقابلة ،امرأة ٌ
الضفة ُ
على ّ
وها هي تَسبح على ظهرها ،تتلذّذ
ِمن ُركبتيها.
ٍ
فرات اع ُد َش
ص َغضبُها ي َ َ ّ
تُصيب الكثير من صغار الطير.
88
أبقى على هاته ِ
الضفّة هل ْ
التّعيسة؟
خائف من َ ّ
الشفرات ٌ ربّما هو
احتضنت
ْ التي
حبّه األول.
ُ
ّ
أأبقى هنا
ِم ْن عظامي؟
89
اكـتـئـاب
وطن العين
ُ
حجر أو منطاد
َم ِ
الصعود
بالمنطاد يمكنك ّ
في الفضاء
وصهيل األرض
ُ
ينداح من كتفيك غناؤها من
ُ
عينيك
قد ت َ ْغ ِمز ُ
العشب تُقَبّل النّدى
فلها شفاه
ِ
حانات المدينة تجوب
ُ وربّما
ُ
أثْناء نوم أصحابها
الشكيمة
قوي ّ كُنا َشعباً
ّ
الع ُدو عيونُنا تقْ ِذ ُف
َ ّ
90
جيل ِ
ِش ُه ٍب بحجارة من س ّ
ب ُ
هدير الموج
ُ فيها ي ُ ْس َم ُع
مالحم عظيمة
ُ وت ْنعكس
حين نت َذكر ّ
أن عيونَنا
ت َ َصل ُّباً
قعر
كل في ْ
ننزوي ،كئيبينٌّ ،
موجة
عيون غرقى
َ ألن لنا
ّ
ألن حياتـنـا
ّ
الدموع!
خالية من ّ
91
كُـ ْن ُ
ـت مـن أبـطال هومـيروس
أري ُد نهراً ي ُ َو ّ
شح صدري
الحلم
رأيت في ُ
ُ فالبارحة،
نازلت آخيل
ُ أني
في اإللياذة
ِمن هذا
92
البِـئـر
حلم!)
(كما في ُ
خار ونصالُ النّغم تتصاعد من البئر التي يُنكران ُوجو َده ا في غُرف ة الف ُن دق
كان ب ُ ٌ
هاته وأنا أؤكّـده ...عـبـثـاً ي َ ْسعـيـان -ج اري ِولْي ام األرمنــي والخادمة -إلى
إقـنـاعي !
94
يـوتـوبـيــا
القلب بوحشتك
ُ أخيراً ،أيّها
القليلة الغامضة
غطى حدائق
يا قلبي الذي َ ّ
بالنبضات
الضوء
أنت ،يا هذا ّ
وها َ
ب متحمسا
ته ّ
ُ
ّ
الطيور
ائتمنتك ّ
َ فقد
الشجعان اَّل
والم حون ّ
التحقوا بنا
بنادقهم
95
كنت من مشاهير الكماة
فـقد ُ
سينير طريقنا
ُ الضوء
ّ
والمالحون َسيمخرون بنا عباب البحر
وقوسي وكنانتي
على كتفي!
الرتيبة
حر ُر األمواج من حياتها ّ
سن ُ ّ
ونجعلها تمشي على أقدام
غيداً مرحات
السوسنات ً
أعشاشا بين ّ
ْ
وبقصائد مضيئة
96
الحروب القديمة
سنفتدى َسبايا ُ
والغيمةَ التي ما زالوا يأسرون
لماياكوفسكي
الصبايا ْ
ومن تشأ من ّ
تحولن إلى أسماك
َ اللواتي
ن ُ ِع ْدها َ
سيرتها األولى!
سننجح!
97
وقـــــائــــع
الحـقـتـني
الصباحَ ،
هذا ّ
السنجاب
على امتداد شارع ّ
حيثَ ،دوماً
ُ -
أقوم بنزهتي-
جذور وعصافير!
ٌ لها
الظهيرة ،ك ُ ْن ُ
ت أمشي وأثناء ّ
الشاطئ
على ّ
98
وكانت ،أيضا ،تتبعني!
ْ
تثير زوبعة رمل صغيرة!
كانت ُ
فقلت :يا أنا يا أنا
إبطها
دغدغت ْ
َ إن
ْ
فستهذي بأسمائك
لم
أن شيئا من ذلك ْ
إال ّ
ت
فابت َ َس ْم ُ
يتحقق ْ
ْ
ت غابةً بأكم ِلها
تذكر ُ
ْ لكنّي
واح ٍد من ْ
أحالم طفولتي كانت ،في َ
ْ
قد اجتُـث َ ّ ْ
ـت!
أمام عيني
ّ
معافاةً ،رهيفةً ،منسابةً
99
وقفت فجأة ،وحيدةًَ ،مشيقةً
ْ
ق ُبالتي ،واقت َ َربَ ْت ،جريئة...
السلطعون الذي
ثم كان ّ
ّ
الصخر
ينحت في ّ
ُ
والفلكيّات البرمائيّات
عاشقات األعشاش!
ُ آه! الفلكيات
خطوةً
في شارع
السنجاب!
ّ
100
حـكـايـة
أن يُال ِك َم َ ّ
الزبَد يستطيع ْ
ُ
مع هذاِ ،ج ّد رقيق
فأجهش بالبكاء
َ
ومن ُدموعه
جددا تكو ِ
نت اليدان ُم ّ ّ
مرة ،نزل َ ّ
الدرج أكثر من عشرين ّ
َ
نحو غ ُْرفة األحد
101
الدم
إال من رائحة ّ
وبقايا كوابيس
102
وقفت إلى جانب البئر
ُ
ِ
السحليّـة ِ ِ
أنت لست اآلن في الغرفة -ألنك تبحثين في الحديق ة ،عن ّي أو عن ّ
غارت في رائحة العسل -فيما ،من النافذة ،ت دلف اآله ة ،قادم ة من فم
ْ التي
أذهب غ داً
َ مرر يدي على س نام منض دة ،وأُدرك أني لنُ
وها أنا ،من جديد ،أ ّ
جدي ،وأنك ستصفينني بالكسول ،العبثي ،بالتائه األبدي.
ّ ِلرؤية عظام
ّ ّ
ترض سبيلـك ،تتم ّددُ أحيانــاً ،تكون ماضياً فـي طريقك ،فإذا بنحل ة تع
أمامك في عرض الشارع ،فتبقـى واقفاً فوق ضحكتك ،ويحيّيك صديق يُون اني
لم تـلُـ ْذ يَبذر قمح اإللياذة في أثالم كفـــه اليس رى ،فتق ف مش دوهاًْ ،
إن ْ
بال ِفرار.
103
والت ّفاحة في يدي...
بع
لكن لم يكن قد بقي منه إال س ُ
وأردنا أن نتأ ّمل البحرْ .
ْ نفسينا على الشاطئ،
104
لتقيت بالحصان
ُ ا
إن ماءه ا ٍ أمضي شاحباً ،ال أتوقف إال جنب الفتاة التي ّ
تمد يدها فوق بحيرة تق ولُ ّ
الطحالب ذات األحذية الحديد.
ِ استمر ِت السمكة الحمراء في ّ
عض ّ سينضب إن
دول،
ٍ يوم بل غ أش ّده ق رب ج
وأنا لم أركب اليوم حصاني ألنه كان قد نسي حدوة َ
ِ
الضفاف!
وأصبح يهاب ّ
التقيت بالحصان في آخر تانغو بباريس ،وبالفت اة حين كن ّ ا نلبس جواربن ا أم ام
ُ
روت لي كي ف
ْ إحدى الكاتدرائيات ،وسرعان ما وجدنا نفسينا ن َ ْصـ ِف ُ
ـر في طنج ة.
ِ ِ
َ
الشتاء أغنامــه .وقالت إن ّها بدورها ربّت ّ فيها ي ب كانت ترسم دوائر خضراء ِلـيـر
ُ َ َّ
فراشة من هيدروجين في َش ْعرها.
105
الصـبـاح... ُ إن كُـنْ ُ
ـت مـنْـذ ّ ْ
حس ب
لعوم أو في أنابيب القص بَ ،
ساب في ب ُ ٍ
ُ أترك قلقاً ينْ
ُ ت من يُجامل.
لس ُ
ْ
كنت من ذ
وإن ُ
ْ مزاج زهرة اآلس على كت ف النّديم ة لين ا.
ُ وكيف هو
َ الطقس
ام المآسي،
تتحم ُس أي ّ َ الصباح في هذه الحانة ،جنب هذه النّافذة ،بعظامي التي
ّ
ّ
فذلك للتعبير عن تضامني.
جارها
َ أش
جعلت منهم الغاب ة القريب ة ْ
ْ مع من! م ع أولئ ك األق زام ال ذين
القَصيرة!
هر،
أظ ُ
ث ْ
حي ُ
كررْ ، ِح ِ
صات ِل َصفير أظافري المأخوذة ب ُاألَ ْولى اآلن اإلنْ
المت َ ّ
لمها ُ ُ
ممرض ة -يتّض ُح أنّه ا
تقترب منّي امرأة في لب اس ّ
ُ بدايةً ،في شاطئ .بعدها،
ليست سوى لينا -حاملةً في يدها حقن ةً تق ولُ إنّه ا ممل وءة بفودك ا روس يّة
ْ
وجه ُ إبرتها نحو ذراعي!
ثم ت ُ ّ
خالصة! ّ
فجأةً ،أتنبّه ِلما َحولي.
وأ ُ ُ
شيح بوجهي نحو النّافذة ،فما الذي أراه في األعالي؟
طيور غريبة تحل ّ ق ف وق الغاب ة القريب ة ،ال تي جعلت من أولئ ك األق زام
ٌ
المساكين أشجارها القصيرة!
106
-5-
قصائد من مجموعة
جل ِ
يبتسم للعصافير َر ُ
107
ُمنذ دهر
السأم. َ
ول ْم أصطد سوى ّ
قزح ينزل
غ ْي َر قوس ٍ
ال أرى َ
ي ُ َط ّر ُز حواشي األمواج
يئز كَنحلة
وال أسمع سوى أنفي الذي ّ
ت ِزقّي.
أفرغ ُ
ْ كلما
حام ً
ال َط َي أجفانه
ّ
َس َمكاً كثيراً وفي كفّيه
حار طفولتي!
َم ُ
108
ِم ْروحة
ِا ْب َ
ـق في بيتك فال جديد في الخارج
عظامها
ُ كت
التي تفك ّ ْ
لفظتَها بال رأفة
بعد أن ْ
ْ
أي ُّها القاسي
109
حمائم
َ هديل
ُ ِ
يصلُني
ِمن نَبيذ
110
مقادير مجهولة
مغاو َر بالشاطئ
ِ جاءت من
ْ َم َع الفجر
ِح َس ٌ
ان ُمشاكسات
وبأنغام النّايات
أشجار
ِ ن في تهييج
شرع َ
ْ
ارع الكبير َّ
الش ِ
الصباح ت َ َو ّز َع في جنبات المدينة
في َ ّ
أطفال ٌ من مرجان
عميان
ٌ ٍ
بارات يؤمها ليحرسوا
ّ
وخيولُهم
مايلز
ارة ْ
كانت َس َ
ْ في سينما ِميا ِل ْ
يس فيما
الشتائم
في َد ْو ِر ابنة راي َ ْن تتلقّى ّ
مذعورةً
باح
أش ُب ُ َع ْي َد الغروب ظهرت ْ
111
دراجاتنا القديمة
ّ
اعترضت ُسبلنا
ْ وبدافع الحنين
وج ُز المدينة
في الليل ربّما ت ُ َ
هل حقّاً ستُصبح
كمقادير مجهولة
َ
الريح
في ُمعادالت ّ
والليالي
112
سينما
ارات
ُ يس ،ما إن ُس ِم ْ
عت ص ف ّ الظهيرة ،ونحن في طريقنا إلى سينما ِميَا ِل ْ
خالل تلك ّ
يارات إس عاف تن اغي جرحاه ا ،حتّى
ُ دأت س
ْ وطلقات رصاص ،ما إن ب
ُ اإلنذار
أن َ
أوشكت أ ْي ُزومي ،اليابانيّة العج وز ،ال تي ك انت تمشي أمامن ا ،ال تي كنّا نعلم ّ
تخضر وسط األعش اب -
ّ تعرف كيف
ُ قدما داهية
أن لها ً
مسالت رفيعة ،و ّ
ٌ عظامها
َ
انت الس يّارات ك
الص فّارات وزعيق ّ َ
ْ أوشكت أن تتهاوى ك ْربا ،رغم أن أص وات ّ
ْ
تتناهى إلينا من فيلم على وشك االنتهاء في سينما مياليس.
حراس
قبالة السينما ،بار مياليس ،في مدخله ّ
الداخلين
يتطلعون إلى ّ
بعيون من كحول.
مرة؟
أول ّ فت إليهنتعر ُ
10خطاطيف يحلّقن فوق رأسينا .تسألين كيف ّ
ّ ّ
ِ
وجه إلينا نظ رات تعارفنا ،ذات صبيحة بعيدة بين شجرتي كافور ،كانت َ ّ
الش ْمس ت ُ ّ
فلة-الساحرة ،بِق ُ ْربي ،تُخرج من ُس َ ّر ِتها كريّات زجاجية وترمي بها إلي.
ّ والط
ّ حتدةً،
ُم ّ
بالس ّر ،رغم
ّ كنت أس بح في ه،
أحدث ُك ،أيضا ،عن ذلك الجزء من البَحر الذي ُ
ّ فه ْل
َ
أنّهم كانوا قد اتّخذوه متحفاً لعظام الغَواصين القدامى؟..
ّ
113
ِ
كأسك حتى ال يفوتنا الفيلم. واآلن ،أَنْ ِهي
المرة،
ّ امنا أيزومي ُم َج ّدداً .لكنّها في هذه
حين ينتهي العرض ونغادر القاعة ،نرى ق ُّد َ
ركتهن في قريتها البعي دة،
ّ للحظات أخوا ِتها الالئي ت
ٍ تمشي مرحة ،خفيفة ،متناسية
تكسرة:
الم ّ
بدأت تغنّي ،بفرنسيتها ُ
ْ هنالك قرب طوكيو .بل ها هي قد
العظمي
ّ
فأ ِق ْم عندي
أن
إلى ْ
تكتسي باللحم
114
جدي ومأثور أقواله
نصائح ّ
ِ من
لهم إذا
تأبه ْ
ْ -ال
ص أحالمك في األقداحُر َ ّ
ُد َس الكهرباء في األحجار
ّ
ضدك
فلن يعثروا ّ
على دليل
115
الراقصات
رأيت الجرا َد يغزو رئات َ ّ
َ -إذا
الدواء
وعز ّ
ّ َو ُز ِكمت الغ ُ َر ُف
رأيت مجنوناً ي َ ّ
لف صرختَه حول ساعده َ إذا
حرب جديدة
ٌ فاعلم أنّها
ْ
تتهيأ في ال َخفاء
الشخير
ينبعث منها ّ
ُ إذا كان
116
أو َح َجران
غيرانها
ست من خطاك
توج ْ
ّ فاعلم أنها
ق
السجائر في َش ّ
اندست ّ
ّ -إذا
حائط
117
ش َّ
ق عليها ال ت َ ُ
مرغمةً
ِا ِ
مض لتتجول بعض الوقت
ّ
جدول لُعاب
ِ مررت جنب
َ وإذا
للشفاه
سجن ّ
ٍ اعلم أنه تسل َ ّل من
ْ
المهندس الذي
واسأل عن بيت ُ
ْ
اكتشف آبار نفط
في جمجمته
إنّه َع ُمك
ّ
الذي أنجب ْته ُ لي امرأة
السحيق
من الماضي َ ّ
فت إليها وهي بع ُد
تعر ُ
ّ
الشمال
محملة ٌ بموج ّ
ّ
في سنة زحفت فيها الكهوف
على المدن
118
أيّامها
المتهاطل من ذاكرتها
اختفت
ْ إلى أن
كلية
كنت في سفر
-إذا َ
نفسك على مشارف
َ ووجدت
َ
غابة
قوسك
رج َأَخْ ْ
األصلب من ِسهامك
َ اخت َ ِر
119
جميلة َو َشبِقة
تجدها في استقبالك
عاريةً
120
ربّما يكون لي حصان
السادسة عشرة
أحببت وأنا في ّ
ُ الفتاة التي
ثم نسيتُها
حزنت ّ
ُ
ثم
يحل األحد ،فأمضي إلى البار ّ
ُّ
إلى ملعب كرة القدم لتشجيع الفريق الذي أُناصره
السادسة عشرة
وأنا في ّ
أضاج ُع
ِ وأصبحت
ُ ت لُعبة الت َ ّخيل تلك
سئم ُ بعد ٍ
وقت ْ
121
مريم باعتبارها مريم فحسب
ِ
حب وا ِلدها العسكري وأمها
قصة ّ
التي تروي لي ّ
ّ
قضت طفولتها في اليونان
ْ التي
ِ
سيف أبيها ثم في ِغمد
ّ
لكن القصص ،كما ال يخفى عليكم ،ال تنتهي
ّ
كل يوم أحد
َّ
السادسة عشرة
أحببت وأنا في ّ
ُ تخرج الفتاة التي
َّ
تتمشى على قارعة الطريق تتلقّى
الرجل البدين
فيخجل ّ
بالسوق
ّ واق
وينصرف ويقوم بجولة في ِر ٍ
ِ
فيه الن َ ّ ُ
ايات بحثاً األسبوعي تبا ُع ِ
ّ
عن ناي مسحور
122
يُمكنه أن يعزف لك تلقائيّاً سيمفونيةً
لمنْ ِدل ْ ُز ْ
ون لموتسارت لهايدن ِ
من تمبوكتو
أعرف أنّها
ُ في البداية ،لم أكن
ِض َ ّد َ
الحكم الذي أَعلن عن ركلة جزاء
123
قضيتُها مع واحد ٍة من أجمل فتيات تمبوكتو
ْ
اكتشفت َ ّ
أن ضجيعتي ُ
السادسة عشرة
في ّ
استعملت قناعاً ْ
إذن ْ لقد
124
صافحك بأطراف أذنابِها
َ تُ
من شرار
جداً رو ُ
حه حصان هادئ ّ
من مسحوق الذّهب
دراجة
ربّما تكون لي ّ
السراب
تستطيع بصرير عجالتها أن تَصنع ّ
الذي يجتذب عابرين كثيرين
ٍ
شهيرات ٍ
صات را ِق
مثل الجوكندة
وأبطاالً في القفز ُ
العلوي
حمورابي مثل
ُّ
بعد سنة بعد اثنتين بعد ثالث
125
قد حاصرت القطارات واألرامل
عن التّميّز
ك
أصبت َش ْع َر َ
ُ لقد
فتُجيبْ :
برصاصاتي
أعز أصدقائي
وفي شارع اإلربيانة ،أجد ّ
في انتظاري نمضي لنشرب معاً ،إنّه ذو ُسلطة
السيّارات
أيائل ُمتَخفّية خلف عجالت ّ
فيما أفكّر في ُمستقبلي
126
ث لي
وما سأفعل وما سيح ُد ُ
بعد ثالث
127
السناجب
ُقرب َ ّ
العشيقة غائبة منذ أيام
وتناثرت ِق َ
طع زجاج ْ
إن ِلل ْ ُممثل القصير أنفاً من الهمهمات
قالوا َ ّ
قالوا إذا أ ُ ْغ ِم َي ثانية على َ ّ
الشفَق
سيَظهر من جديد
ويهطل المطر
128
ليس الزماً أن تكون هاملت لتشفق على أوفيليا
وقظ الغرفة
من أجل أن ت ُ َ
المهيبة
الحبر َ
ِ ق ُرب قطرة
ترن
ّ وأجراس النّحو التي
ِ
السلوفان
ياه! في األعالي غيومٌ من ّ
تُخشخش في الريح الباردة
129
أن يتناثر أحدهم شظايا
السناجب الهاربة
قرب َ ّ
من ال ِغـيـت ُّوات
130
رسالة
131
ل ش يء س يمفونية تاس عة وأراد أن الم جميل وك منهم هَ َم َس في أذ ِني ِا ْبت َ ِس ْم الع
ُّ ُ
الطيب يعطيَني تلغراماً
يدي كانتا متشابكتين خلف ظهري فيا لساعي البريد ّ
ّ
لكن
ّ
كل ه ذا وأنا أفتق دك ودميتك اللع وب لم ت َ ُعد تحش ُر خ َْط َمها في ُس ّرتها كما أنّي
ّ
أعتني كثيرا باأللوان الخمسة التي هي أطفال اللوحة المعلّقة في غرفتنا وحتّى أثناء
132
َج ّد
أقدامهم التي َ ّ
مشطت َشعر الحقول جاؤوا ْ على
نبشوا دموعاً
من كابوس القبيلة كانوا قد ُ
السبعة
ليستعملوها في أيام الحداد َ ّ
كانوا من عشيرة يشترك أبناؤها َدوماً
شتاءً
133
الطابق الرابع للملهاة
وفي ّ
الصديق على أريكة في البلكون
أجلسوا ّ
الم ْسبَح الذي يبدو ،من عل،
وجهه شطر َ
َ ُم َولّين
الصديق ُم َو َ ّ
جهتان إلى أسفل عينا ّ
كأن َ ّما هو ،أيضاً ،يتملّى بخضرة الماء
غضة
بمرأى أجساد ّ
دورهن ـن ُص ٍ
ّ إلناث يـ َْحـق ُ ّ
ِقليل من َوهَج األصيل
ب ٍ
الصديق
الثّالثة شربُوا في صحة ّ
لكنه يُدرك َ ّ
أن ُمجالسيه
134
ليلي كانوا قد اشتروها – للمناسبة -من ُسوق
ْ ّ
كانت قد تبنّت ك ُ َ
وساةً ونحلتين
ِ
قبل أن تتيه في الحقولُ ،ملوحة للفراغ
ّ
بجدائل تعود إلى أيام
طفولتها
أصبحت من عجين
ْ
وكيف أقلع -أمام عينيه-
ببالطات اقتلعها
135
من قبور
ليزورها
َ ما كان أح ٌد ،بع ُد،
المسبح
يستشف جنب َ
ّ لكنّه ،اآلن ،ال
ُود ِحسان
يتحدثون عن خ ٍ
َّ فيما جلساؤه
ظهورهن النّسيم
ّ يدغدغ
ِ
قطرات ماء خضراء عن
نهد
تلتمع على أرومة ْ
العين نَجالء
ُ وكانت
136
ينوء بحمولته من األجراس
ِ
كيف لمي ّت أال يتّخذ بين جلسائه
ستجيئه عصافير
أغصان في جرح
ٍ من
لميت
لكن ،كيف ْ
يضجر بين األحياء
َ أاّل
137
ظهرت َح َدبَته
ْ والمساء ُ قد
وارب
وثمة أطفال أطلّوا من باب ُم َ
ّ
فروا خائفين
ثم ّ
استمتعوا برفقته
أيرمونه في البحر؟
مستودع األموات
جار
شكٍ ،
ّ فالبحث عنه ،ال
أكبرهم
ُ هذا ما اقترح
138
سيتركها تحت ِ
رأسه
ابيضت
ّ ترفو ثيابه إلى أن
عيناها
ِحار
الذي غطس في أعماق ب َ
َظ َهر في أحالم سفن
مدن
شارك في تشييد ٍ
َ
من َمرجان واشتغل
بمهن أخرى
ٍ
139
أراغن
َ أنق َذ
ارتمت
ْ كانت ،من فرط كآب ِتها ،قد
في اآلبار
قط
حض ْر ُّ
الذي لم ي َ ُ
ُرى بعيدة
اب ق ً إعدام شمعةَ ،
وج َ َ
حصان من
ٍ على َصهوة
ينفث الكلمات
ُ من
140
-6-
قصائد من مجموعة
سافرت
ْ يون طالَما
ُع ٌ
141
بَ ْحر أسود
ضعاً في ُمهود
ضع ُر ّ
تَ ُ
وص َرخا ِت ِه ْم في صناديق الب َ ْرد
َ
َوت َ ِع ُدني بحيا ٍة َجديدة
ِمن هذا ُ
الحلم العنيف!
142
نزل ِق ْرميداً من العربة
نُ ِ
143
كان يبدأ بالجيم
الح َ ّريقة
ولم نعد مغروسين بين نباتات ُ
ٍ
واحد من أوائل ِ
عليه في كما كُن َ ّا
أحالمي
ِ
نمدحك يا ُمترنّحة وكم ِ
ود ْدنا
ذات ليلة
َ فقد َع َر ْفنا أن َ ّ ِك ّ
جدتُنا بعد أن سمعناك
ِ
بالشباك
ّ ضعاً كيف يصطادون ُشهباً تُعلّمين ُر ّ
ذات سهرة كنت تُربّتين
َ وقيل إن ّ ِك
الراقصة
على حدبة ّ
اله ْرمونيكات
خ في َ
فيما كنّا نَنف ُ
خ ون َ ْنفخ
نَنف ُ
السجون ْ
فَيُلقَى بها في غياهب ّ
144
ت
...ر ْ
مر ْر ْر َ
ت بنا آه ْ
مر ْ
ننفخ ونُغَنّيّ :
ت
...ر ْ
مر ْر ْر َ
ت بنا ْ
مر ْ
ّ
أن ننتهي من البناء َو َو ْقتَها
وهكذا إلى ْ
سنُقيم َح ْف ً
ال
ِصداعها
والم َد ّرسة ب ُ
ُ السبيل
وابن ّ
ُ
النّصفي
ّ
وكذلك الوجو ُد والعدم
قلوبهن
ّ فتحن
َ والتّلميذات اللطيفات اللواتي
بِال عجالت
145
أنا اآلن
جدي
أنا اآلن في قرية ّ
أقتعد كرسيّاً صغيراً تحت حائط الجامع القديم الذي
خلف الجامع
ٍ
بأصوات خافتة ومتوتّرة
قويّةً
ِ
متأججةً
ّ وتتناثر في الجو
ّ
ٍ
خوف شديد أت ُ َرى كان ذلك من
146
بحصان صغير
ٍ
جاز تتنامى
كانت أنغامُ ٍ
ْ اعتَها
وس َ
َ
في أذني اليمنى
حدادون
وفي الي ُ ْسرى كان ي ُ ْس َم ُع ّ
وهم ينهالون بمطارقهم على
وخسرت حصاني
ُ َح َد ٍ
وات
الصغير
ّ
وها أنا تحت حائط هذا الجامع القديم
عجيب أَ ْم ُرهَا
ٍ رواي ٍة رهيب ٍة
ياه!
147
ق ُْبيل الغروب
الحقُول
ضت ُُبيل الغ ُ ُروب ،نَف َ َ
ق َ
المواشي ،فلم ت َ َذ ْر
هورها ق ُطعان َ
َعن ُظ ِ
لها من أثر
ُّ
الرعاةُ عادوا َح َزانَى
فيضحك
َ
هم ِ
وصياح ْ من قفزا ِت ْ
هم
ِ
بنداء ِ
وم ْن َر ْف ِع ِه ْم لعقائرهم
أمها ِتهم
ّ
148
ِ َ
بدلتها
ن ْالمعل ّمة ت ُ َزي ّ ُ
ُ
ِ َ
بدلتها ب َِطائر
ن ْالمعل ّمة ت ُ َزي ّ ُ
ُ
إن المعادالت
الدرس تقول ّ
في حجرة ّ
اختفت فجأةً من رأسها حين كانت تَسبح
ْ
في البحر
مما يَجب
َّ َّ
لكن من يصفّق منّا أكثر
مرات
سبع َ ّ
بالطواف َ
ّ سي ُ ْحك َُم عليه
محطة البنزين
َّ ب
ق ُْر َ
149
غريب أ َ ُ
مر هذا الحقل... ٌ
المراهقة
أيام ُ
َ
ووزع ْتها وها قد َول َ ْ
دت ق ُمصانا ّ
الدالء الهائمين
على حاملي ّ
غريب أمر هذي المداخن
ٌ
السطوح
المهجورة على ّ
حين ننظر إليها بعيوننا التي طالما
سافرت
ْ
رفقة لقالق
الطفولة
ّ
150
ق َ َدمٌ َم ْن ِسي َّة
كتاب نادر" :كيف تُصبح بَرمائي اً في خمس ة أي ام" .أبي أحرق ه ألن ّ ه،
ٌ كان عندي
السالحف وأشباهها.
يحب ّ
ّ حسبما قال ،لم يكن
قلت في نفسي لعلّها قدمُ أبينا آدم التي كان ركل بها تفّاحةَ الجنة لي ُ َص يرها بالون اً
ُ
ّ
جل اإلصابات في
تستحق أن تكون قدم العب كرة قدم ُمحترف يُهاجم وي ُ َس ّ
ّ وهي حقّاً
الجنّة.
151
حانة ٌ
حانة ٌ ت ُ ِطل على بركة صغيرة ،ق ُْربَ َها
ّ
ِ
الطفل
شجرة ٌ تُحسن حمايةَ ّ
ل راكضاً من جهة البحر الذي ِ
يص ُ
يُطارده خُف َ ّا أبيه الغاضب
الشاطئ
وهو يَمضي نحو ّ
بحار ً
ُم َر ّددا أغنية ّ
والظالم يهبط ل من نافذتها يحدث أن أ ُ ِط حانة ٌ،
ّ َّ ُ
خ النّبيذ
يشي ُ
في مسامي!
ّ
152
ِخرفان الليل
يعصرها وبعدها
ثم ُ ٍ
نفسه ،وهاهو يقوم ،كالمعتاد ،بحركات توحي بأنّه يَقطف غيمات ّ
ُ
ذات ليلة ،قبل سنة ،فوق صخرة
َ يُطلقُها لتعود إلى الفضاء مثلما حمائم .حين التقيتُه
تشرف على البحر ،قال لي إنّه يُسمي نفسه سيزيف الجديد .كانت األم واج لحظتَه ا
ّ
كل من ّ ا
ثم تهرب من جديد .وكان ٌّ
ثم تعودّ ،
تنفك تهربّ ،
ّ خرفاناً ُملْتهبة المزاج ،ما
153
غرفة ضيّقة
الرصيف
َوق ُْع حذائي على ّ
عبر نافذ ِة غرفتي
ينفذ إلى أذن َ َ ّيَ ،
إنّه ُ الحذاء الهارب من الخدمة
سيره في الخارج
يُتابع َ
وقدماي تستغربان
هذا العقوق
هما َصنْجاه
ِ
فراض بالبقاء في هذه الغرفة َ ّ
الضي ّقة ٍ أما أنا
ضجرت حقّاً
ُ لكن ،متى
أركض فيها
ُ
وكنوز مخفيّة
ٌ وكتب كثيرة،
ٌ
في رئات العصافير
الح ْزن
بل ٌد كبير ودائري ،حيث ُ
يُزال بالمماحي
هو النّسيم
155
اع َي اللت َ ْي ِن َطال َ َما...
َ ب ِِذ َر
ّ
ب من إحصاء الكهوف
كنت أ ْت َع ُ
حين ُ
ٍ َ
عابسات إن ّ ُه َ ّ
ن الجرادات السبع،
156
ِ
بالتّأكيد ،ي ُ َحل ّل ْ َ
ن واقعة الهجوم تلك
أَ ْو ُج ِه َها
157
كنت ِللت َّ ِّو ْ
قد َو َصلْت ُ
شاط ِئها
ِ احون على
َ جر
وكان َّ
غريق ِجيءَ بِه من ُع ْمق الي َ ّم
ٍ ي ُ ْخ ِرجون من ُجم ِ
جمة ْ
طحالب وقواقع
َ
جرد ما يُعيدونَها إلى البحر
وب ُِم َّ
إغالق ُجمجمته
َ ي َ ِق ُف ذلك الغريق ويُكْمل
بيديه
ور بإشارة
ض َالح ُ
وي ُ َحيِّي ُ
ضون بغريق جديد وي ُ َم ّددونه
َ مر
بَ ْع َدها يأتي ُم ّ
على سرير الجراحة
يكون سابقُه ُ قد َر ِك َ
ب ُ فيما
158
وسيالحظون أن لَه ُ في الر ِ
قص ّ ّ
هَ ّزةَ ٍ
كتف
ضاهَى
ال ت ُ َ
159
ِ
وأنت ِبلباس البحر
تهتز إ ْذ
ّ ُم ْرت َ ِفعةً عن األرض وأطراف ُها
أليفةً لعيني
ّ
نهضت
ُ مشدوهاً
160
ومضيت باتّجاه التّلة:
ُ
ِ
كانت االبتسامة ُ العريضة خلفَها،
بلباس
ِ ِ
وجهك وأنت على
البحرَ ،سلْوى
ِ
ٍ
نظرات لَم نكن ،قبل تلك اللحظة ،قد تبادلْنا سوى
نحوي!
161
بسبب أوراق ميّتة
باالبتدائي
ّ
وفي تلك األيّام البعيدة ،كانت قد أ ُ ِصيبت
سقطت من شجرة
على ركبتيها
محطة ِقطار
ّ في
خن كثيرا
وكانت تد ّ
ْ
يومها إنّها في طور التّحول
قالت َ
ّ
إلى سيجارة ضخمة
162
سيجارة ذات فم وعينين
سيجارة ضخمة
163
حلَفاء
ُ
حرب شعواء
ٌ لقد أُع ِل ْ
نت علينا ْ
الطرف القوي فيها! ولسنا ّ
ّ
وفي شوارع مدينتنا ُر ِئي َ ْت تلميذات صغيرات
هن
يتظاهرن بالمرح وصرخات ُ ّ
رموشهن
ّ تحت
عو َدنا والمغنّي الذي كان قد
َّ
على َم َرحه و َدنْدناته
انكمش في زاوية بزقاق مهجور
وسات ِع ِ
ظامه ِ حيث بدأ يتتبّع هَل ْ
ُ
كما لو كانت مشاهد
في شريط سينمائي!..
ّ
يكون قد جاء لنجدتنا
َ أن
جميل ْ
ٌ لكن
ْ
هذا الفيلق من العميان
الدخان
خنون وينفثون ّ
الذين يد ّ
من عيونهم
وهذه البِركة التي يُقال إنّها
ٍ
جليد َمهيب جبل
سليلة ُ ِ
كل هذي األجراس وصلت جميل أن تكون قد
ُّ ْ
164
السمكة التي هي كُبرى
وهذي ّ
وزيرات البحر
هذه العجوز التي تظهر عادةً في نهاية كل خريف
ّ
لتكنس
َ
الغابات
الشجعان
وهؤالء األطفال ّ
الذين أنقذوا عصافير في بِيد
فلكم نحن محظوظون
بحلفاء
من هذا القبيل!
165
أسالف
ار كثير
في هذا البيت ،في زمن قديم ،تطاي َ َر َش َر ٌ
رأسه
طم ُجد ،بعد أن َر َ
من َج َسد ّ
بسقف ق ُبّعته
َّ
المقد َس الذي ركان
َ واتّخذوا ِإلَهاً الب ُ
أصبح في مكانه اآلن
ن كبير
ف ُْر ٌ
البي ِت ِ
نفسه أنا ،خالل هذه الليلة ،في هَذا ْ
ِ
الساللة ُّ
أستمر في كتابة تاريخ ُّ
باس ِمها من كل
ناطقون ْ
َ فَي َ ْد ِل ُف إلى غرفتي
ّ
العصور
ُ
166
عين
َ
الجدة .لقد أ ُ ْغ ِم َ
ضت ّ عين
ُ كانت
ْ تلك
لكن ،أكي ٌد أنّها اآلن
منذ سنواتْ .
وس في غابات
ت َ ُج ُ
167
ُرى عجيبات
وفي ق ً
وتتتب َّع ُمغامرات
يات في حكايات
تقوم بها ِجن ّ ٌ
168
ال ي ُ ِخيف ُ ِني ِإاَّل شيء ِ
واحد ْ ٌ
صديق طفولتي
َ
ولطالَما حرص على إضاءَة طريقي
169
فَ َأ ْح ِد ُج ُه ْم
بهم
أنا ال آبه ْ
اللح َظ ِة ،ال ي ُ ِخيف ُ ِني ِإاَّل شيء ِ
واحد: وفي هذه ْ
ْ ٌ
الطفُولة َ
ي الن ّ ْجم صديقي منذ ُّ أن ي َ ْه ِو َ
ْ
األرض الحزينة
ِ القوى على هذه
َ واهن
َ
فيما أبقى أنا واقفاً هنا
ل ِم ْن أجله
أن أ ْف َع َ
قادر على ْ
ٍ غ ْير
َ
شيئاً
170
حميميّة
171
ِ
الدهان يا ُمق َ َ ّ
شر َة ّ
ت ُ ْز ِع ُجني ق َ َّصة ُ َش ْعرك يا نجمة
إن لها رائحةَ نعجة ُمبل َ ّلة
ّ
قمر هذه الليلة
ُك يا َ
ال أحب ّ َ
فأنت ال تتفوه إال
ّ
ٍ
بكلمات نابية
ِ
ِ ِ
الحظ أن الذين يحش ُمون بِش ّدة
ّ ح ْس ِن ِ
وم ْن ُ
ه ُ ْم ِإ َما ُص ّم
ّ
أو يَغ ُ ّطون في ن َ ْو ِم ِه ْم
ِ
الدهان أنت يا ُمق َ َ ّ
شرةَ ّ أما ِ
ّ
ّ المصابة بِالهذيان ُ
الرعاشي الجدران ُ ِ ذات
َ يا
ّ
يا عجوزاً ُم َعلّقة
ت ُ ْث ِل ُج ِمن أَخْ َم ِص ق َ َد َم ْي َها
يا غ ُْرفَ ِتي
ارد
فَ َج ْوف ُك بَ ْح ٌر بَ ِ
ِ
ونظرات ماؤه من ُدخان سجائري
ُّ
تعجبي
استطعت أن أ ُ َ
غافل ُ وأنا ،متى
بَ ْر َدك ،سأه ُج ُرك وأمضي
حمائم صديقَة
َ ِ
ابتسامات منزلقاً على
حتّى هونولولو
172
ففي هونولووووولو
الجميالت
احات َ
ُ القد
ّ
للرقص للوافد الجديد ِ
تُبَادر ّ
ِ
صامدةً والمدافئ الكهربائيّة تعيش
وتموت واقفةً
شعرت بالغربة في هونولوووووولو
َ وإذا
يمكنُك ،بحرك ٍة من رأسك
ِ
ٍ
بدفء فتشعر نفسك، ي أن تحي
َ ْ ُ َّ
ٍ
إنساني عظيم!
ّ
يحدث في هونولووووولو
ُ حقّاً ،قد
ِ
ناقص أَ ْن أب َ
ِيت ليلةً ما في فندق
التّدفئة
اعت َ ْين
اللم َ
َّ
ريرة بعينيها علي الق ُ َش ْع َ لفت ُ ِط َ
ّ ّ
نسيت
ُ من النّافذة التي أَكُون ْ
قد
ِ
إغالقها جيداً
ّ
ن بي عان ما ستل ْ َحقْ َ لكن َس ْر َْ
يا حليفاتي الحمائم
ِ ٍ
ذوات َّ
مناقيركن وبضربات من
البأس والبسمات
تُك َبّدن عصابات البرد اللعين
أفدح ال َخسائر!
َ
173
المهرج
ّ يَغمسون رأس
175
شمس صغيرة
ٌ
تكون قد اعت ُ ِم َد ْ
ت َ شك ،أن
ّ من الخطأ ،وال
ِ ِ
السن المبك ّرة
في هذه ّ
شمساً ِف ْع ِليّة.
جرحة ال َخ َ ّد ْين َ
إن ّه يراها اآلن ُم َ ّ
ُم َعف َ ّرة الجبِين
او ِتك ي َ ْسألُ :هل ُع ْد ِت ُم ّ
جدداً إلى َشق َ َ
احنَات خد ِ
اك في ُم َش َ وت َ َج َ ّر َح ّ
وت َ َد ْح َر ْج ِت على أ ْت ِربَة؟
ويسمع َها تقول:
ُ
غربان معدنيّة
ٌ بل طار َد ْت ِني
الْ ،
ماسو ِنيّون ْ
لهم وجوه ٌ أس ِري ُ وحاول ْ
َ
ِم ْن َحجر
ح ْمر ٍ
هنود ُ ولجأت إلى
ُ
ي َ ْص َخبُون في َحانَات...
المقْ َهى
يتابع طريقَه إلى َ
يشرب فيه ،في العادة،
ُ ال َ ّ ِذي
الصباحيّة
ق َْهوتَه ّ
176
كالم
َ سمع
َ هو فرح ،فقد
ِ
-الط ْفلة، َّ ِ
الش ْمس ّ
وبعد لحظات ،ومن ألقِ عينيه
صور أطفال من سنّها
سيرسم لها َ
لتالعبهم
أوان
ُ يحين
َ حتّى
غروبها!
177
أتهيّأ لإلبحار
تحت صفير غيمة
َ مشيت
ُ
كانت تتلهّى
ْ
بتتبّع شريط ذكرياتي
كانت عشيقتي
ْ والقرويّة التي
بيدر ما
ٍ ذات يوم في
َ
ظهرت بدورها خلف نافذة بعيدة
ْ
ِ
باسمةً ومحاطةً بالعصافير
ِ
باسمةً وتنقُر
الرصينة
على طبلة أذن الريح ّ
يا عشيقتي يا عشيقتي
كوني لي خيمةً
على جبل الكهرباء
رفعت عقيرتي وأنا ،في غ ِ
ُرفة ُ بهذا
نَومي ،أتهيّأ لإلبحار
كأس غريبة
ٍ في
178
كوميديا سوداء
سبق أن ك ُ َ
نت َ ك
أن ّ َ
ِ
بطةً بَ ّرية في حيَا ٍة َسا ِبقَة؟ َّ
ِ
ذاكرتك بَ ْل حتّى
َ ب في هل ِف ْعال تُنَق ّ ُ
ِ
في مسامك ِلت َ ِج َد جواباً
ّ
عن تساؤُلك هذا؟
ْ
ث َ ُّم باهلل َعليك
أصبحت تَرى
َ كونك ،حسبَما تقول،
َ ِم ْن
البط فينتابُك ح ِن ٌ
ين غريب صوت َّ وتسمع
ُ
أي ريش ٍة طائرة ثير انتباهك
وت ُ ُ
َ َ ُّ
كانت واهية؟
ْ مهما
ثير القلق
الطريقة ،ت ُ ُ
لكنّك ،بهذه ّ
في نفسي يا صديقي
دائم ُّ
الشرود َ وتجعل ُ ِني
179
وم عن جفونيوت َ ْمن َ ُع الن ّ َ
ِ
غ ْفوة،
كل َ أصبحت ،عند
ُ ألن ّي
ِّ
الحلم
بنادق في ُ
َ أرى
واستثار اهتمامي
َ إاّل
لمحت َج ْمرةً
ُ وكلّما
وأنت بَ َ ّطة
َ ك
أن قنصت ُ َ
وحدث ْ
َ
ت منك؟..
أن َط َه ْو ُ
ث َْو َح َد َ
180
السير في المرآة ُ
يَغذّ ّ
إن َ ّها َم َ
اشا الجميلة التي غرقت في ذلك البلد البعيد
نحو ِ
نفسه
ِ ٍ ٍ
روسي قديم! شتاء من
ّ
181
بالضبط
ّ في هذه اللحظة
مت
حسبت أنّي ّ
ُ بالضبط،
ّ في هذه اللحظة
الروح القلقة،
انْ ِزلي ،أيّتها ّ
انزلي فوراً
ِ
حيث ِ
كنت ُ َو ُعودي إلى
ثم أَ َ
ض ْفت: ثت إليهاّ ،
تحد ُ
هكذا ّ
هيّا انْ ِزلي،
كفاك عبثاً!
182
أعزف على هَ ْرمونيكا خياليّة
ُ
ِ
غُيُومٌ داكنة ت َ ْسري في األعالي ُمت َ َجهّمةً
وض ِجرة
كأنّما هي بِدورها ُمتعبة ٌ َ
ثم
أسير في هذا االتّجاه ّ
ُ هذا ما قلته لنفسي وأنا
في ذاك
183
ترافق ِع ْط ُرها َوق َلَقي لدي بعد أن
َ َّ
في ُط ُر ٍق وفي العديد
محطات القطارات
َّ من
الشاطئ
في هذا ّ
لجرادة
السنة الماضية
انقلبت في ّ
ْ وقد
حوريّةَ بَ ْحر!
العابر بقربي
ُ إليك أي ُّها
َ
ِ
إليك أي َ ّتُها العابرةُ جنبي
المتوحشة
ّ ال يَد ِلف َ ْن أَح ٌد منكما إلى هذي الحديقة
184
لتمع َدمٌ
إن شاء أال يُك َْس َر له ضلع أو ي َ َ
على جبينه
أحجارنا ما تزال
َ لكن كبرنا اآلن طبعاً
ّ
على ن َ َزقها
ج ها ً ْ
إليها ُم َو َ ّ
185
له ذاكرة ٌ َحيّة
ابتسامات األشباح
مطر من ْ
ٍ تحت
ُّ
الحر اشتد فيه
ّ لقد ُو ِلد ذات يوم
على المجانين
نفسها التي
السيجارة ُ
فتذكّر أنّها ّ
سبق أن رآها في حلم
186
التي تعاني من ال َخرف
وبالرياح الفقيرة
ّ
ِ
جاجات الثّالث والد
ّ
النّاسكات
187
الساهرين
وأصبحت سيِّ َد ّ
ُ
حيا َة الليل
الساهرين
سي ّ َد ّ
ِ
منتصفات بدأت أ ُ َرى في
ُ حين
َ وحسبُوني ُج ِن ُ
نت ِ
الليالي
جوم ِ
ابتسامات ن ُ ٍ
غيوم الليل
ِ ِ
همهمات أو
ْ
أو حتّى حصاناً ُم َجنّحاً لطيفاً
ْ
188
ي َ ْحملني على ظهره
ٍ
رحالت عجيبة وي َ ْمضي بي في
189
-7-
قصائد مختارة
190
على ِقمة جبل
ّ
مسكن البرد
َ ذاك كان
عد له من القرون
منذ ما ال ّ
مرة قادمة
في ّ
سأرسم لوحة وأعلّقها على بابه
ُ
يستحق منّي
ّ البر ُد على ِعاّل ته
هديّة صغيرة
أسراب عصافير
َ أن
رغم ّ
بدأت تُبرق
ْ
وجل َد هذه الساعة
ِ
كُرة القدم
هدافاً شهيراً
ّ
يركل بقوة بالقدمين
ّ
كما يُحسن ضرب الكرة برأسه الذي
192
ق َْبل اإلفطار
تود لو تَنوح
وإذ أشعر أنّها ّ
أُسارع إلى إنقاذها
معرضة
في زاوية ّ
لتيار الهواء.
193
ي ُ َسمد الحقل…
ّ
السنة أن
آثر في هذه ّ
َ
ي ُ َسمد حقلَه بالكالم
ّ
وألن له لساناً أصبح ال ّ
يكف عن الثّرثرة ّ
-منذ أن فتن ْته امرأة في السوق األسبوعي -
ّ
شك
ّ فالحقل سي ُ ِ
خصب وال
وبينهما
لكن سوف ي ُ ِ
فعم الفرح قلبَه بعد الحصاد ْ
وسيكون هنالك عتّالون كُثر
وص ْف ُق أبواب
َ
وسوف ترتفع عقائر بالغناء
وتتنحنح قناديل
وتتساقط ثلوج
194
على رؤوس نسوة حزينات
195
كيف لي…
قصة األميرة ذات الهمة وولدها عبد الوهاب في ليلتي هات ه ال تي
كيف لي أن أنهي ّ
ّ
يُضيئها فحسب بُؤبؤا عصفور؟
لن أبحث عن جواب ما دامت هذه ال ّريح البطيئ ة لم تنت ه من مس ح الع رق عن
ٍ
حصاني المطاطي المركون قرب النّافذة .حقّاً ،كانت لي ريشات هندي أحمر ح ول
ّ
جدي .ح دث ه ذا من ذ وقت .وكلّم ا
صباح في حقل ّ
ٍ ذات
َ سقطت منّي
ْ رأسي ،لكنّها
جدي
أذنيّ . الصفير في
رت في العودة إلى ذلك الحقل ألجلب منه ريشاتي ،يتعالى ّ فك ّ ُ
ّ
صفيره من بعي د
َ بشدة صفيره .بط ً
ال في ذلك الميدان كان .تسمع ناقتُه ّ كان معروفاً
196
يتبدى بداخلها
تلك القبة لكنّي بعد لحظات اكتشفت أنّها في الحقيقة تنّورة أسطوانية ّ
تسران ناظري ..أتلبث قلي ً
ال ألستريح بين ّ ردفان مكوران جميلان وفخذان صقيلتان
ّ ّ
الساقين( .يجب اإلقرار بأنّي كنت طفلا صغير حجم الجسد وقتها) .وإذ ت دفّئُني
تينك ّ
سخونة المكان بما يكفي ،أخرج من تحت التنورة وأتطل ّ ع إلى ف وق ،ف أرى وجه اً
أنثويّاً جمي ً
ال يبتسم لي.
على األقل تلعب مع أقرانك تحت األشجار .هك ذا ع دت إلى ال بيت وفتحت قص ة
197
في عربة
حجمها في تناقص.
ُ
أهي حالة شيخوخة مباغتة؟
ِ
أطل منها على البحر.
ّ
ْترلَاّل ْترلَاّل ْترلَاّل ْترلَاّل ْترلَاّل ْترلَاّل
قبل أن تنام.
199
فـهـرس
-قصائد ِم ّما لم ي ُ َ
نشر بعد في مجموعة 190 ------------------------------------------
200