You are on page 1of 8

‫مقياس الرواية العربية‬

‫ماستر ‪1‬‬
‫تخصص ‪:‬أدب الحديث ومعاصر‬
‫أ‪.‬د عبد العالي بشير‬
‫قسم اللغة واألدب العربي‬
‫جامعة تلمسان‬
‫مالحظة‬
‫فيما يخص الدروس‪ A‬التطبيقية يمكن الرجوع إلى كتبي‪.‬‬
‫‪ .1‬تحليل الخطاب السردي والشعري‬
‫‪ .2‬مقاالت في األدب والترجمة‬
‫ظاهرة‪ A‬اإلرهاب في الرواية‪ A‬الجزائرية‬

‫املحاضرة الثالثة‬
‫تطور الرواية العربية‬

‫شهدت الرواية العربية في العقود األخيرة من القرن املاضي تحوالت كبيرة ‪ ،‬سواء على‬
‫ُأ‬
‫صعيد التشكيل أو املضامين ‪ ،‬األمر الذي دفع كثير من النقاد ملحاول‪8‬ة دراس‪8‬تها كظ‪8‬اهرة ‪ ،‬طل‪8‬ق عليه‪8‬ا‬
‫" الرواي‪AA‬ة الجدي‪AA‬دة " رامين من وراء دراس‪88‬تها الوق ‪88‬وف على عوام‪88‬ل نش‪88‬أتها ومحاول ‪88‬ة تحدي ‪88‬د مالمحه ‪88‬ا‬
‫وسماتها الفنية ‪ ،‬إال أن الكثير من هذه الدراسات ـ التي ال مج‪8‬ال ل‪8‬ذكرها اآلن ـ أق‪8‬ل م‪8‬ا يمكن أن يق‪8‬ال‬
‫عنها أنها لم تشفِ غليل القارئ العربي‪ ،‬املتطلع إلى معرفة هذه املوضة الجديدة في الكتاب‪8‬ة الروائي‪8‬ة ‪،‬‬
‫لذا ظلت كثير من األسئلة تبحث عن اإلجابات ‪.‬‬
‫ونس‪88‬تثني من ه‪88‬ذه الدراس‪88‬ات كت‪88‬اب ال‪88‬دكتور‪ 8‬ش‪88‬كري عزي‪88‬ز املاضي ( أنم‪AA‬اط الرواي‪AA‬ة العربي‪AA‬ة‬
‫الجدي‪AA‬دة ) ـ الص‪88‬ادر عن سلس‪88‬لة ع‪88‬الم املعرف‪88‬ة ‪،‬الع‪88‬دد ‪ ، 355‬س‪88‬بتمبر ‪ 2008‬م ـ ال‪88‬ذي حم‪88‬ل إلين‪88‬ا كث‪88‬يرا‬
‫من اإلجاب‪88‬ات ح‪88‬ول ه‪88‬ذه الظ‪88‬اهرة ال‪88‬تي استعص‪88‬ت على القولب‪88‬ة في م‪88‬ذهب معين ‪ ،‬مم‪88‬ا ح‪88‬دا بب‪88‬احثين إلى‬
‫وصفها بفوضى الكتابة الروائية ‪.‬‬
‫ولع‪88‬ل في تع‪88‬دد مص‪88‬طلحاتها‪ 8‬م‪88‬ا يؤك‪88‬د ذل‪88‬ك التخب‪88‬ط ال‪88‬ذي وق‪88‬ع في‪88‬ه النق‪88‬اد أثن‪88‬اء س‪88‬عيهم ملحاول‪88‬ة‬
‫ض‪88‬بط قواع‪88‬د ه‪88‬ذا الن‪88‬وع من الكتاب‪88‬ة الروائي‪88‬ة ‪ ،‬فس‪88‬ميت ‪ :‬رواي‪AA‬ة الالرواي‪AA‬ة ‪ ،‬والرواي‪AA‬ة التجريبي‪AA‬ة ‪،‬‬
‫ورواي ‪AA A‬ة الحساس ‪AA A‬ية الجدي ‪AA A‬دة ‪ ،‬والرواي ‪AA A‬ة الطليعي ‪AA A‬ة ‪ ،‬والرواي ‪AA A‬ة الش ‪AA A‬يئية ‪ ،‬والرواي ‪AA A‬ة الجدي ‪AA A‬دة ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫والتس‪88‬مية األخ‪88‬يرة هي املص‪88‬طلح ال‪88‬ذي اس‪88‬تعمله الك‪88‬اتب واخت‪88‬اره دون س‪88‬واه ؛ لش‪88‬موله ودقت‪88‬ه في وس‪88‬م‬
‫ه‪88‬ذا الن‪88‬وع من الرواي‪88‬ات ال‪88‬تي تح‪88‬وي من الص‪88‬فات املتعارض‪8‬ة‪ 8‬واألل‪88‬وان املتباين‪88‬ة ‪ ،‬م‪88‬ا يجعله‪88‬ا تستعصي‬
‫على التقعي ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬د والتق ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬نين‪.‬‬
‫الكت ‪88‬اب يض ‪88‬م إح ‪88‬دى عش ‪88‬ر فص‪88‬ال‪،‬هي‪ 8‬أق‪88‬رب إلى املب ‪88‬احث منه ‪88‬ا إلى الفص ‪88‬ول‪ ،‬فض‪88‬ال عن مقدم‪88‬ة‬
‫وخاتم‪88‬ة ‪ .‬س‪88‬عى الناق‪88‬د ش‪88‬كري املاض ي من خالل املقدم ‪88‬ة ( التص‪88‬دير) إلى التعري‪88‬ف بالرواي ‪88‬ة الجدي‪88‬دة‬
‫( املص‪88‬طلح ـ املاهي‪88‬ة ـ الس‪88‬ياق ) وق‪88‬د ب‪88‬دأ بط‪88‬رح أس‪88‬ئلة البحث ال‪88‬تي يس‪88‬عى لإلجاب‪88‬ة عليه‪88‬ا من خالل ه‪88‬ذه‬
‫الدراس‪88 8‬ة ‪ ،‬وال‪88 8‬تي تلخص‪88 8‬ت ب‪88 8‬اآلتي ‪ " :‬م‪88 8‬ا املقص‪88 8‬ود بالرواي‪88 8‬ة العربي‪88 8‬ة الجدي‪88 8‬دة ؟ وم‪88 8‬ا ماهيته‪88 8‬ا ؟ وم‪88 8‬ا‬
‫خصائص‪88‬ها وأنس‪88‬اقها‪ 8‬؟ وم‪88‬ا فلس‪88‬فتها الجمالي‪88‬ة الخاص‪88‬ة ؟ وم‪88‬ا العالق‪88‬ة بين منطقه‪88‬ا الف‪88‬ني ومنطوقه‪88‬ا ؟‬
‫وم‪88‬ا عالقته‪88‬ا بنظ‪88‬ام الواق‪88‬ع ‪ ،‬وبنظ‪88‬ام التوص‪88‬يل ؟ وم‪88‬ا ألوانه‪88‬ا وأطيافه ‪8‬ا‪ 8‬؟ وه‪88‬ل هي تط‪88‬ور ط‪88‬بيعي ملس‪88‬ار‬
‫‪1‬‬
‫الرواية العربية الحديثة ؟ أم أنها حلقة جديدة تمثل انقطاعا في ذلك املسار‪.‬‬

‫‪ . 1‬أنماط الرواية العربية الجديدة ـ شكري عزيز املاضي ـ عالم املعرفة ـ ع ‪، 355‬سبتمبر ‪ 2008‬ـ ص ‪.7‬‬

‫‪2‬‬
‫كما اشتمل التصدير على عرض موجز ملسار الرواية العربية‪ ،‬والذي تك‪88‬ون من حلق‪88‬ات ثالث‬
‫‪ :‬الرواي‪AA‬ة التقليدي‪AA‬ة ـ الرواي‪AA‬ة الحديث‪AA‬ة ـ الرواي‪AA‬ة الجدي‪AA‬دة ‪ .‬وق‪88‬د اعتم‪88‬د الك‪88‬اتب في تص‪88‬نيفه ه‪88‬ذا على‬
‫القيم الجمالي ‪88 8 8‬ة والخصوص ‪88 8 8‬ية الفني ‪88 8 8‬ة بعي ‪88 8 8‬دا عن التص ‪88 8 8‬نيفات القائم ‪88 8 8‬ة على الت ‪88 8 8‬واريخ السياس ‪88 8 8‬ية‬
‫والتاريخية‪ 8‬أو التصنيفات الدارجة من رومانسية وواقعية ‪.‬‬
‫ولع‪88 8‬ل ه‪88 8‬ذا م‪88 8‬ا يفس‪88 8‬ر تس‪88 8‬مية تص‪88 8‬نيفاته‪ 8‬بالحلق‪88 8‬ات دون املراح‪88 8‬ل ال‪88 8‬تي أعت‪88 8‬اد عليه‪88 8‬ا كث‪88 8‬ير من‬
‫الب‪88‬احثين والنق‪88‬اد ‪ ،‬وق‪88‬د أوض‪88‬ح أس‪88‬باب عدول‪88‬ه عن التقس‪88‬يمات الس‪88‬الفة ال‪88‬ذكر ‪،‬ب‪88‬ل وس‪88‬مها ب‪88‬العقم في‬
‫كتاب‪8‬ه‪ ( 8‬الرواي‪88‬ة العربي‪88‬ة في فلس‪88‬طين واألردن في الق‪88‬رن العش‪88‬رين‪ 2 .‬وفي مع‪88‬رض حديث‪8‬ه‪ 8‬عن الحلق‪88‬ة‬
‫األولى ‪ :‬الرواي‪88 8‬ة التقليدي‪88 8‬ة ‪ ،‬ح‪88 8‬دد الك‪88 8‬اتب اللبس الق‪88 8‬ائم ل‪88 8‬دى الب‪88 8‬احثين ح‪88 8‬ول مص‪88 8‬طلح التقليدي‪88 8‬ة ‪،‬‬
‫وال‪88‬ذي غ‪88‬دا اس‪88‬تعماله عن‪88‬د كث‪88‬يرين مقرون‪88‬ا بالتهم‪88‬ة ‪ ،‬ورأى أن " يس‪88‬تخدم بدالالت‪88‬ه العلمي‪88‬ة الدقيق‪88‬ة ‪،‬‬
‫ألنه يأتي وصفا لوق‪8‬ائع فني‪8‬ة مح‪8‬ددة‪ ،‬ذات مواص‪8‬فات معين‪8‬ة في بنائه‪8‬ا وأس‪8‬لوبها وه‪8‬دفها‪ 8.‬بعب‪8‬ارة أخ‪8‬رى‬
‫إن نعت الرواي‪88 8 8‬ات بالتقليدي‪88 8 8‬ة يس‪88 8 8‬تند الى ماهي ‪8 8 8‬ة‪ 8‬الرواي‪88 8 8‬ات ووظيفته‪88 8 8‬ا املتمثل‪88 8 8‬ة ب‪88 8 8‬التعليم والوع‪88 8 8‬ظ‬
‫واإلرشاد‪. 3 .‬‬
‫كم ‪88‬ا ي ‪88‬رى أن ‪88‬ه من غ ‪88‬ير اإلنص ‪88‬اف إنك ‪88‬ار ال ‪88‬دور ال ‪88‬ذي ق ‪88‬امت ب ‪88‬ه الرواي ‪88‬ات التقليدي ‪88‬ة في مراح ‪88‬ل‬
‫تاريخي ‪88‬ة معين ‪88‬ة على الص ‪88‬عيدين االجتم ‪88‬اعي واألدبي ‪ ،‬فلئن ك ‪88‬انت الرواي ‪88‬ات التقليدي ‪88‬ة فق ‪88‬يرة في بنائه ‪88‬ا‬
‫الفني ‪ ،‬فدالالتها‪ 8‬تعني الكثير في فهم مسار الرواية العربي‪8‬ة ‪ ،‬لع‪8‬ل أهمه‪8‬ا الدالل‪8‬ة األدبي‪88‬ة ال‪88‬تي تتمث‪88‬ل ‪" :‬‬
‫في وعي ال‪88 8‬ذات الجماعي‪88 8‬ة بض‪88 8‬رورة البحث عن أش‪88 8‬كال تعبيري‪88 8‬ة تك‪88 8‬ون ق‪88 8‬ادرة على تجس‪88 8‬يد حساس‪88 8‬ية‬
‫جدي ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬دة أو ذوق ف ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬ني جدي ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬د‪. 4‬‬
‫وفي حديث ‪88‬ه عن الرواي ‪88‬ة الحديث ‪88‬ة يع ‪88‬زو الناق ‪88‬د أس ‪88‬باب نش ‪88‬أتها إلى عوام ‪88‬ل ع ‪88‬دة ‪،‬أهمه ‪88‬ا ‪ :‬ت ‪88‬راكم‬
‫الخ ‪88 8‬برات الفني ‪88 8‬ة واألدبي ‪88 8‬ة ‪،‬وتط ‪88 8‬ور ال ‪88 8‬وعي الجم ‪88 8‬الي واالحتك ‪88 8‬اك والتواص ‪88 8‬ل م ‪88 8‬ع تج ‪88 8‬ارب الروائ ‪88 8‬يين‬
‫األج‪88‬انب ‪ ،‬واتس‪88‬اع القاع‪88‬دة املادي‪88‬ة لفن الرواي‪88‬ة من مثل ‪ :‬زي‪88‬ادة الس‪88‬كان وتعق‪88‬د العالق‪88‬ات االجتماعي‪88‬ة‬
‫واالقتص‪88‬ادية ‪،‬والتوس‪88‬ع قي التعليم وانتش‪88‬ار دور النش‪88‬ر والص‪88‬حافة واملكتب‪88‬ات ‪،‬والكهرب‪88‬اء ( ال‪88‬تي ي‪88‬رى‬
‫أنها أتاحت للكثير فرصة القراءة ليال )‪.‬‬
‫وال يغف‪88‬ل الب‪88‬احث حرك‪88‬ات التح‪88‬رر الوطني‪88‬ة في الع‪88‬الم الع‪88‬ربي وم‪88‬ا ص‪88‬احبها من نه‪88‬وض فك‪88‬ري‬
‫وثق ‪88‬افي وق ‪88‬ومي وسياس ي في الخمس ‪88‬ينيات والس ‪88‬تينيات من الق ‪88‬رن املاض ي ‪ .‬ك ‪88‬ل ه ‪88‬ذه العوام ‪88‬ل دفعت‬
‫الش‪88 8‬عوب العربي‪88 8‬ة إلى اإلحس‪88 8‬اس بض‪88 8‬رورة التغي‪88 8‬ير وتج‪88 8‬اوز األدوات التقليدي‪88 8‬ة الس‪88 8‬ائدة والبحث عن‬
‫‪5‬‬
‫أدوات جديدة تتناسب والعصر املعاش‪.‬‬

‫‪ . 2‬ينظر ‪ :‬الرواية العربية في فلسطين واألردن ـ شكري عزيزاملاضي ـ دار الشروق ـ عمان ـ ‪ 2003‬ـ ص ‪،15‬‬
‫‪ . 3‬أنماط الرواية العربية الجديدة ـ ص‪8‬‬
‫‪ .‬نفسه ـ ص‪.9‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ . 5‬ينظر ‪ :‬نفسه ـ ص‪.13‬‬

‫‪3‬‬
‫ُ‬
‫أما الرواية الجديدة ـ التي تعد بيت القص‪8‬يد في ه‪8‬ذا الكت‪8‬اب ـ فق‪8‬د أرج‪8‬ع الناق‪8‬د ش‪8‬كري املاضي‬
‫نشأتها لعامل رئيس ُيجمع عليه جل الباحثين ‪،‬تمثل في هزيمة ‪ ، 1967‬والتي بها س‪8‬قطت قيم وتفس‪88‬خت‬
‫أي ‪88‬ديولوجيات س ‪88‬ائدة‪ .‬وإذا ك ‪88‬انت الهزيم ‪88‬ة ق ‪88‬د خلخلت منظوم ‪88‬ة قيم كث ‪88‬يرة ك ‪88‬انت س ‪88‬ائدة ‪ ،‬سياس ‪88‬ية‬
‫واجتماعي‪88‬ة واقتص‪88‬ادية وعس‪88‬كرية ‪ ،‬ف‪88‬إن منظوم‪88‬ة القيم الفني‪88‬ة واملع‪88‬ايير الجمالي‪88‬ة لم تنجُ هي األخ‪88‬رى‬
‫ويرى الباحث أن الرواية الجديدة ‪ :‬تعبير فني عن حدة األزمات املصيرية التي‬ ‫من هذا املصير‬
‫تواج‪88‬ه اإلنس‪88‬ان ‪ ،‬من غم‪88‬وض يع‪88‬تري حرك ‪8‬ة‪ 8‬الواق‪88‬ع ‪ ،‬وتهدي‪88‬د لل‪88‬ذات اإلنس‪88‬انية بال‪88‬ذوبان أو التالشي‪.‬‬
‫وفي ظ ‪88‬ل تفتت القيم وتش ‪88‬تت ال ‪88‬ذات الجماعي ‪88‬ة وحيرته ‪88‬ا ‪ ،‬وغم ‪88‬وض الحاض ‪88‬ر واآلتي وتش ‪88‬ظي املنط ‪88‬ق‬
‫املألوف واملعت ‪88 8‬اد ‪ ،‬في ظ ‪88 8‬ل ه ‪88 8‬ذا كل ‪88 8‬ه يص ‪88 8‬بح الفن الس ‪88 8‬ائد غ ‪88 8‬ير ق ‪88 8‬ادر على تفس ‪88 8‬ير الواق ‪88 8‬ع وتحليل ‪88 8‬ه‬
‫وفهمه ‪،‬إلى جانب عجزه عن التعبير عنه ‪ .‬من هنا أصبحت الحاجة ماسة إلى فعل إبداعي يعي‪88‬د النظ‪8‬ر‬
‫في ك ‪88‬ل ش يء ‪،‬وي ‪88‬دعو إلى ق ‪88‬راءة مش ‪88‬كالت املجتم ‪88‬ع ق ‪88‬راءة جدي ‪88‬دة ‪،‬وتأس ‪88‬يس ذائق ‪88‬ة جدي ‪88‬دة ‪ ،‬أو وعي‬
‫جم ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬الي‪ 8‬جدي ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬د ‪ ،‬وه ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬و م ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬ا تس ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬عى إلي ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬ه الرواي ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬ة الجدي ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬د‪.6‬‬
‫وفي اس‪88‬تعراض الك‪88‬اتب ملس‪88‬ار الرواي‪88‬ة العربي‪88‬ة من خالل الحلق‪88‬ات الثالث ‪ ،‬التقليدي‪88‬ة والحديث‪88‬ة‬
‫والجدي ‪88‬دة وفي حديث ‪88‬ه عن أس ‪88‬باب نش ‪88‬أة ك ‪88‬ل حلق ‪88‬ة وخصائص ‪88‬ها الفني ‪88‬ة‪ ،‬خلص الب ‪88‬احث ـ في تص ‪88‬ديره‬
‫للكتاب ـ إلى جملة من النتائج لخصها على شكل عن‪8‬وانين إض‪88‬افية رافقت عن‪88‬اوين التص‪88‬دير الداخلي‪88‬ة ‪،‬‬
‫فقد وصف الرواية التقليدي‪8‬ة بأنه‪8‬ا تص‪8‬ميم يعي‪8‬د إنت‪8‬اج ال‪8‬وعي الس‪8‬ائد ‪ ،‬بينم‪8‬ا الرواي‪8‬ة الحديث‪8‬ة تص‪8‬ميم‬
‫يجسد رؤية وثوقية للعالم ‪ ،‬أما الرواية الجديدة فهي تجسيد لرؤية ال يقينية للعالم‪.‬‬
‫لقد انطلق الناقد في تحليله لألعمال الروائي‪8‬ة من منهج ي‪8‬رى الرواي‪8‬ة عمال فني‪8‬ا ال ش‪8‬ريحة من‬
‫الحياة والواقع ‪ ،‬فاهتم في تحليله بالتقنيات واألساليب ‪،‬واستخالص الدالالت الفنية الكامن‪8‬ة في ثناي‪8‬ا‬
‫التفاصيل البنائية والتشكيالت اللغوية‪ .‬وقد قسم كتابه إلى أحد عشر فصال‪.‬‬
‫الفص‪AA‬ل األول‪ :‬الس‪88‬رد املهجن واملفارق‪88‬ات‪ 8.‬اس‪88‬تهل الك‪88‬اتب حديث‪88‬ه في‪88‬ه عن املفارق ‪8‬ة‪ 8‬ودوره‪88‬ا في أدبي‪88‬ة‬
‫األدب ‪ ،‬تال ذل ‪88‬ك بي ‪88‬ان أن ‪88‬واع املفارق ‪88‬ات‪ 8‬ال ‪88‬تي ش ‪88‬ملتها رواي ‪88‬ة إمي ‪88‬ل حبي ‪88‬بي( الوق ‪88‬ائع الغريب ‪88‬ة في اختف ‪88‬اء‬
‫س ‪88‬عيد أبي النحس املتش ‪88‬ائل )‪ .‬وال ‪88‬تي ت ‪88‬وزعت مفارقاته ‪88‬ا بين العن ‪88‬وان ‪ ،‬واملوض ‪88‬وع ‪ ،‬والرؤي ‪88‬ة ‪ .‬ب ‪88‬رزت‬
‫ج‪88‬دة الس‪88‬رد في ه‪88‬ذه الرواي‪88‬ة من خالل تل‪88‬ك التوليف‪88‬ة من األس‪88‬اليب الس‪88‬ردية القديم‪88‬ة ‪،‬ال‪88‬تي تمثلت في‬
‫فن املقام‪88 8‬ة ‪ ،‬وفن الس‪88 8‬يرة ‪ ،‬وفن امللحم‪88 8‬ة ‪ ،‬وفن الرواي‪88 8‬ة التاريخي‪88 8‬ة التقليدي‪88 8‬ة ‪ ،‬ناهي‪88 8‬ك عن الس‪88 8‬رد‬
‫الجديد الذي تداخل مع األساليب السردية السالفة ال‪8‬ذكر‪،‬وال‪8‬تي اس‪8‬تطاع ال‪8‬روائي توظيفه‪8‬ا جميع‪8‬ا في‬
‫نس‪88‬ج بن‪88‬اء س‪88‬ردي جدي‪88‬د ‪ ،‬أظه‪88‬ر براع‪88‬ة ال‪88‬روائي إمي‪88‬ل حبي‪88‬بي ‪ ،‬وقدرت ‪8‬ه‪ 8‬على خل‪88‬ق مفارق‪88‬ات متع‪88‬ددة ‪،‬‬
‫ب ‪88 8‬رزت جلي ‪88 8‬ة في تل ‪88 8‬ك التقاطع ‪88 8‬ات القائم ‪88 8‬ة بين الس ‪88 8‬رود املختلف ‪88 8‬ة ‪ .‬إال أن املفارق ‪88 8‬ات‪ 8‬لم تقتص ‪88 8‬ر على‬
‫األس‪88‬اليب الس‪88‬ردية ‪ ،‬ب‪88‬ل تع‪88‬دتها إلى العن‪88‬وان والح‪88‬دث والشخص‪88‬ية واللغ‪88‬ة ‪ .‬األمر ال‪88‬ذي دف‪88‬ع الناق‪88‬د إلى‬
‫جع‪88‬ل املفارق‪88‬ة س‪88‬مة فني‪88‬ة أساس‪88‬ية لرواي‪88‬ات إمي‪88‬ل حبي‪88‬بي‪ .‬وق‪88‬د أرج‪88‬ع حض‪88‬ورها‪ 8‬املكث‪88‬ف إلى كونه‪88‬ا أداة‬

‫‪ . 6‬ينظر ‪ :‬أنماط الرواية العربية الجديدة ـ شكري عزيز املاضي ـ عالم املعرفة ـ ص‪.15‬‬

‫‪4‬‬
‫يس‪88‬عى ال‪88‬روائي من خالله‪88‬ا إلى إع‪88‬ادة الت‪88‬وازن إلى الحي‪88‬اة ال‪88‬تي يعيش‪88‬ها ش‪88‬عبه الفلس‪88‬طيني وإع‪88‬ادة الثق‪88‬ة‬
‫بالذات واإلبقاء على درجة ما من التوازن ‪ ،‬فهو يحاول سرد تاريخ شعبه عبر مراحل القض‪88‬ية ‪ ،‬ه‪88‬ذه‬
‫املراح‪88 8‬ل املثقل‪88 8‬ة ب‪88 8‬الجراح والنكب‪88 8‬ات املس‪88 8‬تمرة على امت‪88 8‬داد نص‪88 8‬ف ق‪88 8‬رن ال يتحمله‪88 8‬ا أي ش‪88 8‬كل روائي‬
‫م‪88‬ألوف ‪ ،‬ل‪88‬ذا ك‪88‬ان الب‪88‬د من البحث عن ش‪88‬كل روائي جديد ‪ ،‬ق‪88‬ادر على تج‪88‬اوز تل‪88‬ك اله‪88‬زائم والك‪88‬وارث ‪،‬‬
‫وتقبل املأساة بالضحك ‪،‬فكانت املفارقات ‪ ،‬والسرد الساخر الفكاهي‪ 8‬خير عون‬
‫للروائي على ذلك‪. 7‬‬
‫الفص‪AA‬ل الث‪AA‬اني ‪ :‬بني‪88‬ة الس‪88‬رد الغن‪88‬ائي ‪ ،‬ض‪88‬م أح‪88‬د عش‪88‬ر مبحث‪88‬ا ‪،‬ج‪88‬اءت عناوينه‪88‬ا على النح‪88‬و اآلتي ‪ :‬مع‪88‬نى‬
‫الس ‪88‬رد الغن ‪88‬ائي ومحت ‪88‬واه ‪،‬وس ‪88‬ؤال الع ‪88‬الم ال ‪88‬روائي ‪ ،‬االنح ‪88‬راف املتك ‪88‬رر في مج ‪88‬رى الس ‪88‬رد‪ ،‬الحلق ‪88‬ات‬
‫الس ‪88‬ردية املتداخل ‪88‬ة الس ‪88‬رد وتفج ‪88‬ير منط ‪88‬ق الحبك ‪88‬ة ‪ ،‬انكس ‪88‬ار ال ‪88‬زمن ال ‪88‬روائي ‪،‬اخ ‪88‬تزال ال ‪88‬زمن ‪ ،‬نفي‬
‫ال‪88 8‬زمن ‪ ،‬النم‪88 8‬و اإلس‪88 8‬تعاري الش‪88 8‬عري ‪ ،‬االس‪88 8‬تغراق في التفاص‪88 8‬يل ‪ ،‬الح‪88 8‬وار الرم‪88 8‬زي ‪( /‬االفتراض ي )‪.‬‬
‫تناول هذا الفصل روايات سليم بركات رواية ( هاته عاليا‪ ،‬ه‪8‬ات النف‪8‬ير على آخ‪88‬ره‪ "....‬س‪8‬يرة الص‪8‬با " )‬
‫ورواية (أرواح هندسية) ورواية ( فقهاء الظالم ) ورواية ( الريش )‪.‬‬
‫الفص ‪AA‬ل الث ‪AA‬الث ‪ :‬بني ‪88‬ة الس ‪88‬رد ‪ /‬ال ‪88‬دوائر الداللي ‪88‬ة ‪ .‬قس ‪88‬مه الك ‪88‬اتب إلى دوائ ‪88‬ر داللي ‪88‬ة س ‪88‬ت ‪.‬اقتص ‪88‬رت‬
‫تطبيق ‪88‬ات ه ‪88‬ذا الفص ‪88‬ل على رواي ‪88‬ة ( مملك ‪88‬ة الغرب ‪88‬اء ) لل ‪88‬روائي إلي ‪88‬اس خ ‪88‬وري ‪.‬وق ‪88‬د ب ‪88‬دأ الك ‪88‬اتب ه ‪88‬ذا‬
‫الفصل وختمه بالحديث عن فعل الكتابة وفعل القراءة‪.‬‬
‫الفص ‪AA‬ل الرابع ‪ :‬بني ‪88‬ة الس ‪88‬رد الفسيفس ‪88‬ائي ‪ .‬تن ‪88‬اول الك ‪88‬اتب في ‪88‬ه بالتحلي ‪88‬ل رواي ‪88‬ة ( النخ ‪88‬اس) لص ‪88‬الح‬
‫ال‪88‬دين بوج‪88‬اه ‪،‬وق‪88‬د ت‪88‬وزع على ع‪88‬دة عن‪88‬اوين ‪ ،‬هي ‪ :‬مع‪88‬نى الس‪88‬رد الفسيفس‪88‬ائي ‪ ،‬تم‪88‬اهي األزمن‪88‬ة وثب‪88‬ات‬
‫املك‪88‬ان ‪ ،‬تع‪88‬دد ال‪88‬ذات وتحوالته‪88‬ا ‪ ،‬حيوي‪88‬ة الس‪88‬رد وبهجت‪88‬ه ‪ ،‬النس‪88‬يج اللغ‪88‬وي ‪،‬وكلم‪88‬ة أخ‪88‬يرة وص‪88‬ف فيه‪88‬ا‬
‫رواية ( النخاس ) بالرواية الطموحة ؛لرؤيتها الشمولية والكلية التي يسعى الروائي من خاللها للتعبير‬
‫عن أزمة اإلنسان عامة منذ القدم وحتى يومنا هذا‪.‬‬
‫الفصل الخامس ‪ :‬بنية السرد‪ /‬جمالية التفكك والتشظي ‪ .‬بدأ الكاتب حديثه في ه‪8‬ذا الفص‪88‬ل ـ بش‪8‬كل‬
‫نظري ـ عن جمالي‪8‬ة‪ 8‬التفك‪8‬ك وجمالي‪8‬ة التش‪8‬ظي ‪ ،‬موض‪8‬حا الف‪8‬رق بين الفسيفس‪8‬اء والتش‪8‬ظي ‪ .‬ثم تن‪8‬اول‬
‫جمالي ‪88‬ات التفك ‪88‬ك والتش ‪88‬ظي في رواي ‪88‬ة ( أنت من ‪88‬ذ الي ‪88‬وم ) لل ‪88‬روائي تيس ‪88‬ير س ‪88‬بول ‪ ،‬بوص ‪88‬فها أنموذج ‪88‬ا‬
‫لرواي ‪88‬ة التفك ‪88‬ك والتش ‪88‬ظي ‪ ،‬عارض ‪88‬ا جمالياتهم ‪88‬ا في املوض ‪88‬وع والشخص ‪88‬يات والزم ‪88‬ان واملك ‪88‬ان واللغة ‪.‬‬
‫الفص ‪AA‬ل الس ‪AA‬ادس ‪ :‬البني ‪88‬ة الس ‪88‬ردية ‪ /‬س ‪88‬يرة األش ‪88‬ياء ‪ .‬مث ‪88‬ل الك ‪88‬اتب له ‪88‬ذا الن ‪88‬وع من الرواي ‪88‬ات برواي ‪88‬ة‬
‫(هليوب‪88‬وليس) لألديب‪88‬ة مي التلمس‪88‬اني ‪ ،‬وال‪88‬تي رأى الك‪88‬اتب فيه‪88‬ا تجرب‪88‬ة جدي‪88‬دة ببنائه‪88‬ا ومادته‪88‬ا وفلس‪88‬فتها‬
‫وأس‪88‬لوبها وه‪88‬دفها‪ 8،‬وتث‪88‬ير العق‪88‬ل ال العواط‪88‬ف ‪ .‬وق‪88‬د تمث‪88‬ل الجدي‪88‬د في ه‪88‬ذه الرواي‪88‬ة بس‪88‬لطة األش‪88‬ياء ‪،‬إلى‬
‫جانب تفتت الذات والتعالي على التكرار‪.‬‬
‫الفصل السابع ‪ :‬بنية السرد ‪ /‬النمو االستعاري ‪ .‬وقد وقف الناقد في هذا الفص‪88‬ل على رواي‪88‬ة ( وردة‬
‫لل‪88‬وقت املغ‪88‬ربي ) لل‪88‬روائي أحم‪88‬د املديني ‪ ،‬وال‪88‬تي تم‪88‬يزت بنس‪88‬ج لغ‪88‬وي يتس‪88‬م بـ ‪ /1 :‬اإليق‪88‬اع الس‪88‬ريع ب‪88‬ديال‬
‫‪ . 7‬نفسه ص‪.35‬‬

‫‪5‬‬
‫لحركة‪ 8‬األحداث‪ / 2.‬النمو االس‪8‬تعاري ب‪8‬ديال للنم‪8‬و العض‪8‬وي ‪ / 3.‬اس‪8‬تلهام األس‪8‬اليب التراثي‪8‬ة ‪ /4‬اللغ‪8‬ة‬
‫الش ‪88 8‬عرية ‪،‬عص ‪88 8‬ب الس ‪88 8‬رد ‪.‬أض ‪88 8‬ف إلى ذل ‪88 8‬ك اس ‪88 8‬تعانة الرواي ‪88 8‬ة بتقني ‪88 8‬ة امليت ‪88 8‬اقص ‪ ، fiction‬والنس ‪88 8‬ق‬
‫الرمزي ‪ ،‬وتعدد األصوات ( صوت ‪ :‬الزمن ‪،‬املكان ‪ ،‬الشخصيات‪ ،‬السارد )‪.‬‬

‫الفص‪AA‬ل الث‪AA‬امن ‪ :‬بني‪88‬ة الس‪88‬رد ‪ /‬الرواي‪88‬ة = القص‪88‬يدة ‪ .‬مه‪88‬د الك‪88‬اتب في‪88‬ه بالح‪88‬ديث عن انس‪88‬يابية الش‪88‬كل‬
‫الروائي وقدرته على استيعاب تقنيات فنية متنوعة من الش‪8‬عر وال‪8‬دراما والس‪8‬ينما وال‪8‬تراث القصصي‬
‫الش ‪88‬فاهي ‪ ،‬وغيره ‪88‬ا ‪ .‬ثم اس ‪88‬تعرض الك ‪88‬اتب ـ من خالل رواي ‪88‬ة ( الديناص ‪88‬ور األخ ‪88‬ير‪ ،‬قص ‪88‬يدة ـ رواي ‪88‬ة )‬
‫لفاض‪88‬ل الع‪88‬زاوي ـ إش‪88‬كالية العن‪88‬وان ‪ ،‬ومس‪88‬ألة املؤثرات األجنبي‪8‬ة‪ ( 8‬املحاك‪88‬اة ‪ ،‬التفاع‪88‬ل ‪،‬االس‪88‬تلهام ) ‪،‬‬
‫فضال عن تناوله للشكل الخارجي للرواية ‪ ،‬ومالمح السارد من خالل عالقاته بـ‪ (:‬اآلخر ‪ ،‬واألنا)‪.‬‬
‫الفص‪AA‬ل التاسع ‪ :‬بني‪88‬ة الس‪88‬رد‪ /‬التناس‪88‬ل الالعض‪88‬وي وتراس‪88‬ل األجن‪88‬اس‪ . 8‬قس‪88‬م الك‪88‬اتب حديث‪88‬ه في ه‪88‬ذا‬
‫الفص‪88 8‬ل إلى مح‪88 8‬ورين ‪ ،‬األول ‪ :‬تن‪88 8‬اول في‪88 8‬ه التناس‪88 8‬ل الالعض‪88 8‬وي من خالل رواي‪88 8‬ة ( ح‪88 8‬ارس‪ 8‬املدين‪88 8‬ة )‬
‫لل‪88‬روائي إب‪88‬راهيم نص‪88‬ر هللا ‪،‬وال‪88‬تي ب‪88‬رز فيه‪88‬ا ‪ :‬التم‪88‬اهي بين املتخي‪88‬ل وال‪88‬واقعي ‪ ،‬وغي‪88‬اب البطول‪88‬ة وتناس‪88‬ل‬
‫األحالم ‪ ،‬ودور املتلقي في إع‪88 8‬ادة ت‪88 8‬رتيب الع‪88 8‬الم ال‪88 8‬روائي ‪ .‬أم‪88 8‬ا املح‪88 8‬ور الث‪88 8‬اني ‪ :‬فق‪88 8‬د ك‪88 8‬ان عن تراس‪88 8‬ل‬
‫األجناس ‪ ،‬والذي قصد به الناقد ذلك الجدل ال‪8‬ذي يتجس‪8‬د بين األجن‪8‬اس‪ 8‬األدبي‪8‬ة وغ‪8‬ير األدبي‪8‬ة داخ‪8‬ل‬
‫العمل الروائي الواحد‪ .‬وقد تجلى ذلك كله في رواية ( شرفة الهذيان ) لألديب إبراهيم نصر‪.‬‬
‫الفص ‪AA‬ل العاشر ‪ :‬بني ‪88‬ة الس ‪88‬رد‪ /‬جمالي ‪88‬ات ال ‪88‬رعب وانهي ‪88‬ار املج ‪88‬از والترم ‪88‬يز ‪ .‬ويع ‪88‬زو الناق ‪88‬د ظه ‪88‬ور ه ‪88‬ذا‬
‫الن ‪88‬وع من الرواي ‪88‬ات إلى " التح ‪88‬ول في ماهي‪8 8‬ة‪ 8‬الرواي ‪88‬ة ومهمته ‪88‬ا ‪ .‬فلم تع ‪88‬د الرواي ‪88‬ة أداة لتفس ‪88‬ير الع ‪88‬الم‬
‫وفهم‪8‬ه ‪،‬أ و طموح‪88‬ا لتغي‪8‬يره ‪ ،‬ب‪8‬ل أص‪88‬بحت وس‪8‬يلة تعب‪88‬ير وتص‪8‬وير ‪ ،‬وش‪8‬اهدة على م‪8‬ا ج‪8‬رى ويج‪8‬ري من‬
‫تفكك واضطراب واهتزاز للثوابت واأليديولوجيات واألبنية االجتماعية واالقتصادية والسياسية‪.8‬‬
‫وي ‪88‬رى الناق ‪88‬د أن ال ‪88‬روائي الط ‪88‬اهر وط ‪88‬ار في مرحلت ‪88‬ه الثاني ‪88‬ة ـ مرحل ‪88‬ة الرواي ‪88‬ة الجدي ‪88‬دة ـ يع ‪88‬د‬
‫نموذج‪88‬ا ب‪88‬ارزا له‪88‬ذا التح‪88‬ول في مس‪88‬ار الرواي‪88‬ة العربي‪88‬ة الجدي‪88‬دة‪ .‬وق‪88‬د تجلى ه‪88‬ذا التح‪88‬ول عن‪88‬د وط‪88‬ار في‬
‫( الش‪88 8‬معة وال‪88 8‬دهاليز) و( ال‪88 8‬ولي الط‪88 8‬اهر يع‪88 8‬ود إلى مقام‪88 8‬ه ال‪88 8‬زكي) و( ال‪88 8‬ولي‬ ‫روايات‪88 8‬ه الثالث ‪:‬‬
‫الطاهر يرفع يديه بالدعاء ) ‪ .‬وقد أوقف الناقد هذا الفصل لدراسة هذه الروايات الثالث‪.‬‬
‫الفص ‪AA‬ل الح ‪AA‬ادي عشر ‪ :‬تفتت البني ‪88‬ة الس ‪88‬ردية وانكس ‪88‬ار املع ‪88‬نى ‪ .‬وتتمث ‪88‬ل ه ‪88‬ذه البني ‪88‬ة الس ‪88‬ردية بتل ‪88‬ك‬
‫الرواية التي تصاغ بعيدا عن أي أسس فنية أو معايير جمالية ‪ ،‬ويصدق وصفها بالركام من اللقطات‬
‫والومض‪88‬ات املفكك‪88‬ة ‪،‬أو مجموع‪8‬ة مكدس‪8‬ة من الص‪8‬ور الس‪88‬ردية و الوص‪88‬فية والحواري‪8‬ة ‪ .‬وي‪88‬رى الناق‪88‬د‬
‫أن خير مثال لهذا النوع من الروايات نص ( بيضة النعامة ) لألديب رؤوف مسعد‪.‬‬

‫‪ . 8‬نفسه ـ ص‪207،208‬‬

‫‪6‬‬
‫الخاتمة‬
‫خلص الب ‪88 8‬احث في خاتم ‪88 8‬ة بحث ‪88 8‬ه الى جمل ‪88 8‬ة من النت ‪88 8‬ائج ‪،‬يمكن أن نبلوره ‪8 8‬ا‪ 8‬على النح ‪88 8‬و اآلتي ‪:‬‬
‫‪1‬ـ البيئة واملرحلة الزمنية ‪ :‬ظهرت الرواية الجديدة في البيئة العربية كلها ‪،‬ولم يقتصر ظهورها على‬
‫بيئي‪88 8‬ة عربي‪88 8‬ة مح‪88 8‬ددة ‪.‬كم‪88 8‬ا أنه‪88 8‬ا ظه‪88 8‬رت في مرحل‪88 8‬ة زمني‪88 8‬ة معين‪88 8‬ة تمثلت ب‪88 8‬العقود األخ‪88 8‬يرة من الق‪88 8‬رن‬
‫العش ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬رين‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ موق‪AA A‬ف الرواي‪AA A‬ة من التقالي‪AA A‬د الس‪AA A‬ائدة ‪ :‬ت‪88 8‬رفض الرواي‪88 8‬ة الجدي‪88 8‬دة األس‪88 8‬س الجمالي‪88 8‬ة والفكري‪88 8‬ة‬
‫واأليديولوجي‪88‬ة الس‪88‬ائدة ‪ ،‬وتس‪88‬عى لص‪88‬ياغة قيم التع‪88‬دد وإرس‪88‬اء التي‪88‬ه والغم‪88‬وض والرؤي‪88‬ة الاليقني‪88‬ة‪، .‬‬
‫ويصبح التمرد على السائد سمتها البارزة ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ الرواي‪A‬ة الجدي‪A‬دة واملف‪A‬اهيم الجدي‪A‬دة ‪ :‬تنه‪88‬ل الرواي‪88‬ة الجدي‪88‬دة ـ لخل‪88‬ق ماهيتهاـ من الفلس‪88‬فات الفني‪88‬ة‬
‫الجديدة ‪ ،‬وتستند في بنائها الى جماليات التفكك والتش‪8‬ظي ‪ ،‬واملفارق‪8‬ات‪ 8‬والص‪8‬ور الش‪8‬عرية والس‪8‬ردية‬
‫الغرائبية ‪ ،‬وتنوع األساليب والتقنيات‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ الرواي‪AA A A‬ة الجدي‪AA A A‬دة والبطولة ‪ :‬ال وج‪88 8 8‬ود لبطول‪88 8 8‬ة أو شخص‪88 8 8‬ية محوري‪88 8 8‬ة في الرواي‪88 8 8‬ة الجدي‪88 8 8‬دة ‪،‬‬
‫فالشخصيات بال أبعاد أو مالمح ‪ ،‬وليست سوى رموز‪،‬أو ضمائر ليس إال‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ الرواية الجديدة والزمن ‪ :‬يفق‪8‬د ال‪8‬زمن في ه‪8‬ذه التج‪8‬ارب أهم خصائص‪8‬ه‪ : 8‬التت‪8‬ابع وال‪8‬تراكم ‪،‬ويب‪8‬دو‬
‫ً‬
‫فيه‪8‬ا مخ‪8‬تزال مبهم‪8‬ا ‪ ،‬يعكس غي‪8‬اب املنط‪8‬ق‪،‬وقل‪8‬ق اإلنس‪8‬ان في ه‪8‬ذا العص‪8‬ر‪ ،‬ال‪8‬ذي ال يُرى في‪8‬ه إال الس‪8‬حق‬
‫لكل ما هو إنساني جميل‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ الرواي‪AA‬ة الجدي‪AA‬دة واللغة ‪ :‬تس ‪88‬عى لغ ‪88‬ة الرواي ‪88‬ة الجدي ‪88‬دة ـ إلى ج ‪88‬انب مهمته ‪88‬ا البنائي ‪88‬ة والداللي ‪88‬ة ـ إلى‬
‫ج ‪88 8‬ذب الق ‪88 8‬ارئ من خالل تولي ‪88 8‬د التس ‪88 8‬اؤالت املس ‪88 8‬تمرة ل ‪88 8‬دى الق ‪88 8‬ارئ ‪،‬وتع ‪88 8‬دد املس ‪88 8‬تويات اللغوي ‪88 8‬ة ‪،‬‬
‫والتك ‪88‬ثيف اللغ ‪88‬وي واملفارق ‪88‬ات والس ‪88‬خرية وبن ‪88‬اء لغ ‪88‬ة تهكمي ‪88‬ة وص ‪88‬هر األس ‪88‬اليب القديم ‪88‬ة والحديث ‪88‬ة في‬
‫بوتقة واحدة ‪،‬و خلق صور شعرية تغني حركتها‪ 8‬اإليقاعية عن حركة السرد واألحداث‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ الرواي‪AA‬ة الجدي‪AA‬دة وجمالي‪AA‬ة التلقي ‪ :‬إذا ك‪88‬انت الرواي‪88‬ة الحديث‪88‬ة تس‪88‬عى إلى ج‪88‬ذب الق‪88‬ارئ من خالل‬
‫اإليه‪88‬ام بالواقعي‪88‬ة ‪،‬ف‪88‬إن الرواي‪88‬ة الجدي‪88‬دة تنفي ه‪88‬ذه املس‪88‬ألة ‪ ،‬وتس‪88‬عى إلى االس‪88‬تحواذ على الق‪88‬ارئ من‬
‫خالل آلي‪88‬ات أخ‪88‬رى تتمث‪88‬ل بـ ‪ :‬كس‪88‬ر أف‪88‬ق التوق‪88‬ع ل‪88‬دى الق‪88‬ارئ ‪،‬واعتم‪88‬اد املفارق‪88‬ات‪، 8‬واللجؤ إلى تقني‪88‬ة‬
‫امليتاقص ‪ ،‬ومخاطبة القارئ مباشرة من خالل تدخالت السارد املتعددة‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ الرواي‪AA‬ة الجدي‪AA‬دة ومفه‪AA‬وم الكتاب‪AA‬ة الروائية ‪ :‬تنطل ‪88‬ق الرواي ‪88‬ة الجدي ‪88‬دة من مفه ‪88‬وم جدي ‪88‬د للكتاب ‪88‬ة‬
‫الروائي‪88‬ة ي‪88‬رى أن الكتاب‪88‬ة فع‪88‬ل ال يكتم‪88‬ل إال بفع‪88‬ل الق‪88‬راءة‪ ،‬وأن الكتاب‪88‬ة الروائي‪88‬ة غاي‪88‬ة في ح‪88‬د ذاته‪88‬ا ال‬
‫وسيلة ‪ ،‬تهدف إلى إثارة الدهشة بعيدا عن االجترار ونقل التجارب أو التحريض والتعبئة‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ الرواي ‪88‬ة الجدي ‪88‬دة واألجناس ‪88‬ية ‪ :‬تتم ‪88‬رد الرواي ‪88‬ة الجدي ‪88‬دة على ك ‪88‬ل األش ‪88‬كال والق ‪88‬والب الفني ‪88‬ة ‪،‬ب ‪88‬ل‬
‫يصل تمردها ليشمل مفهوم الن‪8‬وع وح‪8‬دوده وعالقاته ‪ ،‬وه‪8‬و م‪8‬ا ُعرف عن‪8‬د الك‪8‬اتب بتراس‪8‬ل األجن‪8‬اس‪8،‬‬
‫أو ج‪88‬دل التج‪88‬نيس‪.‬إذ تص‪88‬وغ الرواي‪88‬ة الجدي‪88‬دة مادته‪88‬ا من أجن‪88‬اس أخ‪88‬رى ‪،‬أدبي‪88‬ة أو غ‪88‬ير أدبي‪88‬ة ‪ ،‬فتنه‪88‬ل‬

‫‪7‬‬
‫من األحالم واله‪88 8‬واجس والوص‪88 8‬ف والس‪88 8‬رد والش‪88 8‬عر والرس‪88 8‬م وتقني‪88 8‬ات الس‪88 8‬ينما واملس‪88 8‬رح والص‪88 8‬ور‬
‫الفوتوغرافية ‪،‬والتاريخ ومخزون الذاكرة‬
‫ال ‪88 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8 8‬ذاكرة ‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ الرواي ‪AA A‬ة الجدي‪AA A‬دة والق ‪AA A‬راءة النقدية ‪ :‬ت‪88 8‬تيح التج‪88 8‬ارب الروائي‪88 8‬ة الجدي‪88 8‬دة مج‪88 8‬اال واس‪88 8‬عا أم‪88 8‬ام‬
‫ً‬
‫القراءات املتعددة ‪،‬تاركة‪ 8‬بذلك الباب مشرعا لتأويالت النقاد‪.‬‬
‫وفي خاتم‪88‬ة الخاتم‪88‬ة ي‪88‬رى الك‪88‬اتب أن ه‪88‬ذه التج‪88‬ارب الروائي‪88‬ة الجدي‪88‬دة تع‪88‬د إنج‪88‬ازا فني‪88‬ا ‪ُ ،‬يكس‪88‬ب املس‪88‬ار‬
‫العام للرواية العربية تعددا وتنوعا‪ ،‬كما أنها تعكس صورة املجتمع الع‪8‬ربي املمزق‪8‬ة واملترهل‪8‬ة في نهاي‪8‬ة‬
‫الق ‪88 8‬رن العش ‪88 8‬رين وأوائ ‪88 8‬ل الق ‪88 8‬رن الواح ‪88 8‬د والعش ‪88 8‬رين ‪.‬كم ‪88 8‬ا ُيح ‪88 8‬دد الك ‪88 8‬اتب ـ أيضاـ أهم الص ‪88 8‬عوبات‬
‫والتحديات التي تواجه هذه التجارب اإلبداعية ‪ .‬وفي سطوره األخيرة ُيوصي الناقد بالعكوف الطويل‬
‫ُ‬
‫على الحرك‪88 8‬ة اإلبداعي‪88 8‬ة العربي‪88 8‬ة إلدراك مش‪88 8‬كالتها ومواقفه‪88 8‬ا وأس‪88 8‬ئلتها املتم‪88 8‬يزة ‪،‬ال‪88 8‬تي تعلي من ش‪88 8‬أن‬
‫ً‬
‫الفك‪88‬ر ال‪88‬روائي الع‪88‬ربي ‪ ،‬وتجع‪88‬ل من‪88‬ه راف‪88‬دا تجدي‪88‬ديا ‪،‬وإض‪88‬افة‪ 8‬نوعي‪88‬ة إلى حق‪88‬ل الرواي‪88‬ة ونظري‪88‬ة األدب‬
‫عامة ‪.‬ويرى أن ذلك هو السبيل األنجع لتجاوز أزمة النقد املستفحلة في الوطن العربي‪.‬‬

‫‪8‬‬

You might also like