You are on page 1of 37

‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................

‬الشيخ قاسم الطهراين‬


‫‪1‬‬
‫حقيقة القبض والبسط‬
‫وطرق عالج القبض في الفكر العرفاني‬
‫بحث مستل من كلمات ومحاضرات الشيخ قاسم الطهراني‬

‫توطئة‪:‬‬
‫أطوار السالك غريبة جدا؛ ألن النفس مرتبة نازلة من احلق ومتسعة بسعته‪ ،‬فأحيانا ُتف‬
‫فيها اجلبال والعوامل وأحيانا ال خيفى عليها القش وذلك حسب توجه النفس ومراقبتها‪.‬‬
‫تركيبة االنسان‪:‬‬
‫االنسان بشكل عام معجون من االمساء اإلهلية اجلزئية والكلية املتعارضة وهذا التعارض‬
‫الداخل بسبب تعارض مقتضيات األمساء االهلية‪ ،‬فكل منها حياول أن يلتقط زبائن لنفسه‬
‫وهذا التعارض يتضائل بالسلوك القهري‪ ،‬أو االختياري يف النشآت الوجودية شيئا‪ ،‬فشيئا من‬
‫املادة‪ ،‬واملثال‪ ،‬والقيامة‪ ،‬واجلربوت حىت يصل اىل االسم (اهلل) اجلامع لكل االمساء والذي‬
‫تضمحل عنده حدود االمساء ورسومها وبالتايل ينته العراك والتعارض والتزاحم قال تعاىل((يا‬
‫ايها االنسان انك كادح اىل ربك كدحا فمالقيه))(االنشقاق‪.)6 :‬‬
‫وأحيانا يتغلب على االنسان القبض‪ ،‬والتشتت‪ ،‬واالضطراب بسبب خمالفة أوامر االئمة‬
‫(عليهم السالم)‪ ،‬أو األولياء الكملني كاإلمام الرضا (عليه السالم) وقد تطول حالة القبض‬
‫لسنوات‪.‬‬
‫رجوع االسماء الجاللية إلى االسماء الجمالية‪:‬‬
‫إال أن االمساء اجلاللية سينته أمدها يف آخر املطاف وترجع إىل االمساء اجلمالية آفاقيا‪،‬‬
‫وأنفسيا والبد من أصالح األمر مع االمام الذي خالف االنسان أوامره بالتضرع‪ ،‬والتوسل‪،‬‬
‫واالبتهال‪ ،‬و االستغفار‪.‬‬
‫ِ‬
‫ضطََّر إِذا َدعاهُ‬
‫يب الْ ُم ْ‬
‫فالتضرع واالبتهال الناش ء من حالة غلبة حالة االضطرار ((أ ََّم ْن ُُي ُ‬
‫ف السوءَ ))(النمل‪ )6٢ :‬إذا حصلت إلنسان‪ ،‬أو ألي حيوان‪ ،‬أو ألي موجود حالة‬ ‫ِ‬
‫َو يَكْش ُ‬
‫االضطرار إىل اهلل تبارك وتعاىل من خالل ترك التدبري وغلبة حالة التفويض وتوجه بكامل‬
‫وجوده إىل اهلل تبارك وتعاىل وشهد باملشاهدة احلقيقية عدم قدرته على دفع املشاكل والباليا‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪2‬‬
‫والعذاب االهل حينئذ سوف ينصرف عنه البالء وينصرف عنه العذاب‪.‬‬

‫الجالل والعز اإللهي ال يبقى كثيرا بمعنى(إن القبض اليبقى كثيرا)‪:‬‬


‫العز يف عامل اجلربوت ال يبقى كثريا واألمساء اجلاللية بشكل عام ال تبقى كثريا بل يكون‬
‫جتليها مؤقتا ملاذا؟‬
‫ألن عامل الواحدية عامل الكثرة‪ ،‬والتعدد‪ .‬والكثرة والتعدد تقتض التشبيه وال تقتض‬
‫التنزيه؛ ألن مقام التنزيه إفناء املوجودات ولكن إذا كانت املوجودات متحققة وغري فانية يف عامل‬
‫اجلربوت فصفات اهلل تبارك وتعاىل تتجلى فيها إذن مقام اجلربوت‪ ،‬أو مقام الواحدية يناسب‬
‫التشبيه‪ .‬والعز‪ ،‬واالمساء اجلاللية مؤقتة وليس معىن أهنا مؤقتة يكون وقتها قصريا كخمس دقائق‬
‫بل قد يطول يف بعض املواقف‪ ،‬فف عامل املثال قد يطول مئات السنني‪ ،‬و املواقف يف يوم‬
‫القيامة تطول كثري لكن بالقياس إىل االمتداد الزماين‪ ،‬والسعة املوجودة يف باق العوامل هذا قليل‬
‫ومؤقت و ينته ومن هنا اهلل تبارك و تعاىل مينعنا من القنوط حىت الذين وجب عليهم العذاب‬
‫اهلل تبارك و تعاىل مينعهم عن القنوط ومعناه أن الرمحة اإلهلية ه الصفة الغالبة علينا‪.‬‬
‫إذن العز يأيت ويذهب ولكن ليس بسرعة بل حسب شواكل الناس‪.‬‬
‫إذن مقام العز واجلالل ال يبقى طويال وهو ليس دائميا‪ ،‬وال يستمر لالبد بل مدة موجزة‬
‫باحلسابات اإلهلية مث ينقض وإن كانت املدة املوجزة عند اهلل تتلف حبساباتنا فقد تطول‬
‫شهرا‪ ،‬أو أشهرا‪ ،‬أو سنواتا ولكن يف النهاية‪ ،‬أو النتيجة املتحصلة أنه ال يبقى مث يتحول هذا‬
‫العز إىل مجال‪.‬‬
‫االن نذكر صفة تابعة هلذه الصفة وه أن مقام العز عندما يأيت يأيت بعده اجلمال إذ‬
‫يتحول إىل مجال‪ ،‬أو يأيت اجلمال معه يف نفس املدة يف مكان آخر‪ ،‬فمثال عندما تواجد املغول‬
‫يف مناطق متعددة من العامل االسالم ودخلوا ايران‪ ،‬والعراق وغريها من املناطق وضربت‬
‫احلكومات اليت كانت هتتم بالظاهر وتوقع آنذاك أن ينته اإلسالم بسبب ماليني الصينيني‬
‫الذين جاءوا للبالد االسالمية جند أنه يف الوقت نفسه ظهور وانتشار للتصوف اإلسالم يف‬
‫غرب آسيا وأنتم تعلمون أن التصوف هو يهتم بالباطن‪ ،‬فمقام العز عندما ضرب الدول‬
‫االسالمية اليت هتتم بالظاهر‪ ،‬ومقام العز هو اجلالل برز وظهر الباطن يف غرب آسيا متمثال‬
‫بالتصوف االسالم وقد تواجد جمموعة من اساطني التصوف والطريقة يف وقت واحد وهم من‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪3‬‬
‫الكاملني يف هذا املضمار الباطين بل هم أبرز رموز التصوف اإلسالم وهؤالء هم كل من‬
‫(الشيخ ابن عريب‪ ،‬ومشس التربيزي‪ ،‬وابن الفارض‪ ،‬واجلويين) وهؤالء لرمبا حيتاج إىل ظهور‬
‫شخص واحد منهم قرن من الزمان إال أهنم جتمعوا كلهم يف زمن واحد يف قرن واحد‪ ،‬فنجد أن‬
‫هناك توازن بني الظاهر‪ ،‬والباطن بني التنزيه‪ ،‬والتشبيه‪ ،‬فهنا الظاهر نقص هناك الباطن ارتفع‬
‫وهكذا ولو سألنا ملاذا؟‬
‫ألنه عندما استوىل التنزيه على حاالت االنسان يأيت التشبيه وهكذا القانون كلما ظهر‬
‫التنزيه هناك تشبيه إما يأيت بعده‪ ،‬أو قريب عليه‪ ،‬أو يف مكان آخر‪ ،‬فهذا قانون اهل يف مقام‬
‫االمساء االهلية‪ ،‬فمقام العز غري دائم‪ ،‬فال يستطيع اهلل تبارك وتعاىل أن خيف مجاله دائما‪ ،‬فبعد‬
‫مقام العز يأيت مجال اهلل تبارك وتعاىل من هنا نستطيع أن نفهم قوله تعاىل((إِ َّن َم َع الْعُ ْس ِر‬
‫يُ ْسراً))(الشرح‪ ،)6 :‬أو قوهلم "إن مع القبض بسطا" واالنسان البد أن ال يتزلزل أمام القبض؛‬
‫ألن اهلل تبارك وتعاىل ال يستطيع كتمان مجاله دائما ومن هنا ذكرنا أن االمساء اجلاللية ترجع إىل‬
‫االمساء اجلمالية ونفس هؤالء الذين قتلوا األنبياء وعلى الرغم من أن قتل األنبياء مشكلة كبرية‬
‫وقصة كبرية وتالعب واضح يف آيات اهلل تبارك وتعاىل لكن اهلل تبارك وتعاىل يقول هلم ((قُ ْل يا‬
‫بادي الَّ ِذين أَسرفُوا على أَنْ ُف ِس ِهم ال تَ ْقنَطُوا ِمن ر ْمح ِة اللَّ ِه إِ َّن اللَّه ي ْغ ِفر الذنُوب َِ‬
‫مجيعاً إِنَّهُ ُه َو‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ََ ُ‬ ‫ْ ََ‬ ‫ْ‬ ‫ع َ َ َْ َ‬
‫يم))(الزمر‪(( )٥٣ :‬التقنطوا من رمحة اهلل)) معناها اصربوا وانتظروا زوال مقام العز‬ ‫الْغَ ُفور َّ ِ‬
‫الرح ُ‬ ‫ُ‬
‫اصرب حىت يرجع العز إىل اجلمال‪ ،‬وهذا األمر موجود يف حياتنا‪ ،‬فبعض األشخاص تأتيه‬
‫حاالت حبيث ال تقدر أن تكلمه لغضبه‪ ،‬أو لش ء ما فتتكلم معه لكنه ال يرد‪ ،‬فما عليك إال‬
‫أن تصرب وتنتظر حالته تستقر ومن مث كلمه‪ ،‬فهذه الصفات مأخوذة من مقام العز اإلهل ‪.‬‬
‫حقيقة القبض والبسط موجودة في كل العوالم‪:‬‬
‫حقيقة القبض والبسط موجودة يف الكل وإمنا تتلف باختالف مراتب السري‪ ،‬فبالنسبة‬
‫للمتقني يعرب عنهما باخلوف‪ ،‬والرجاء وبالنسبة ألهل السلوك يعرب عنهما بالقبض‪ ،‬والبسط‪ ،‬أو‬
‫اجلالل‪ ،‬واجلمال‪ ،‬أو التنزيه‪ ،‬والتشبيه‪ ،‬وبالنسبة للكملني يعرب عنهما باحملو والصحو‪ ،‬فجوهرة‬
‫الكل واحدة وإمنا تظهر يف كل مرتبة من مراتب السلوك بنحو خاص‪ ،‬فيسمونه باالسم‬
‫املناسب لتلك املرتبة‪.‬‬
‫فكل احلقائق هلا أصل وحقيقة يف األحدية إذ تكون خزائن االشياء يف األحدية منشأ‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪4‬‬
‫احلقائق يف األحدية وعندما تتنزل هذه احلقائق يف العوامل التالية لألحدية تنصبغ بصبغة العامل‬
‫الذي نزلت فيه‪ ،‬فالتشبيه والتنزيه خيتصان بعامل الصفات ومنشأمها يف األحدية عبارة عن‬
‫الصحو واحملو‪ ،‬فالتنزيه مرتبة نازلة من احملو‪ .‬والتشبيه مرتبة نازلة من الصحو‪ ،‬وعليه تكون‬
‫حقيقة األحدية احملو والصحو‪ ،‬أو الفناء والبقاء هلا امتدادات يف عامل الصفات وعندما تنزل‬
‫هذه االمتدادات حتافظ على أصل العالقات املوجودة يف عامل األحدية فكما أن احملو يقابل‬
‫الصحو‪ ،‬أو الفناء يقابل البقاء يف عامل األحدية كذلك يف عامل الصفات عندما تتنزل هذه‬
‫احلقائق يوجد ما يكون امتداد هلا وحياذيها وحيتفظ بعالقاهتا فيما بينها‪ ،‬فمثال احملو يف األحدية‬
‫يكون له امتداد حياذيه يف عامل الصفات وهو التنزيه وكذلك الصحو يف عامل االحدية له امتداد‬
‫حياذيه يف عامل الصفات وهو التشبيه والعالقة بني التنزيه والتشبيه ه امتداد للعالقة بني احملو‬
‫والصحو وحماذية هلا والقانون الذي حيكم العوامل هو‪" :‬أن كل عامل نازل يكون مرآة للعامل‬
‫األعلى منه" وعليه فإن األحدية متواجدة يف كل عامل حبسبه وأحكامها تظهر وفق ذلك العامل‬
‫الذي نزلت فيه‪.‬‬
‫ومقام احملو والصحو أو الفناء والبقاء يف عامل األحدية عندما ينزل يف عامل الصفات ظهر‬
‫كما ذكرنا التنزيه والتشبيه‪ ،‬وكذلك عندما يتنزل مقام احملو والصحو‪ ،‬أو الفناء والبقاء يف عامل‬
‫األحدية أو ميكن القول عندما تتنزل األحدية مبحوها وصحوها‪ ،‬أو بفنائها وبقائها يف عامل‬
‫الصفات يظهر التشبيه والتنزيه وعندما تتنزل يف عامل اجلربوت يظهر اجلالل واجلمال‪ ،‬فيكون‬
‫اجلالل امتدادا للمحو‪ ،‬أو الفناء يف عامل االحدية وحماذيا له يف عامل اجلربوت وكذلك يكون‬
‫اجلمال امتدادا للصحو‪ ،‬أو البقاء يف عامل األحدية‪ ،‬وحماذيا له يف عامل اجلربوت‪ ،‬وكذلك‬
‫للمحو والصحو امتداد يف العوامل النازلة مبا يناسبها‪ ،‬فف عامل القيامة أيضا يكون اللف امتدادا‬
‫حماذيا ومرتبة نازلة من احملو يف عامل األحدية ويكون النشر امتدادا حماذيا ومرتبة نازلة للصحو يف‬
‫عامل األحدية‪ ،‬فاالحدية موجودة يف كل العوامل‪.‬‬
‫ويف عامل املادة والصورة تظهر صورة األحدية بالقبض والبسط وباخلوف والرجاء‪ ،‬فالقبض‬
‫واخلوف يكونان امتدادا حماذيا ومرتبة نازلة عن احملو يف عامل األحدية والبسط والرجاء يكونان‬
‫امتدادا حماذيا ومرتبة نازلة من الصحو يف عامل األحدية وعليه سيكون هناك خطان‪ ،‬أو‬
‫حقيقتان ممتدتان من عامل األحدية اىل عامل املادة‪ .‬أصل وجودمها يف عامل األحدية عامل‬
‫البساطة احملضة على شكل خزائن متتد يف عامل الصحو واحملو‪ ،‬أو الفناء والبقاء وتنزل لبقية‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪5‬‬
‫العوامل فتكون كل مرتبة أصل للمرتبة األدىن‪ ،‬واملرتبة االدىن امتداد هلا وحتاذيها ومرتبة نازلة منها‬
‫وترجع إليها وهذان اخلطان مها‪:‬‬
‫خط المحو وامتداده نزوال في عالم المادة‪:‬‬
‫خط احملو وينزل منه التنزيه‪ ،‬ومن مث اجلالل‪ ،‬ومن مث اللف‪ ،‬ومن مث القبض‪ ،‬أو اخلوف‬
‫ومبرتبة نازلة (الغم)‪.‬‬
‫خط الصحو وامتداده نزوال في عالم المادة‪:‬‬
‫وخط الصحو وينزل منه التشبيه‪ ،‬ومن مث اجلمال‪ ،‬ومن مث النشر‪ ،‬ومن مث البسط‪ ،‬أو‬
‫الرجاء ومبرتبة نازلة(الفرح)‪.‬‬
‫وعليه كل مرتبة نازلة راجعة للمرتبة األعلى منها‪.‬‬
‫التشبيه والتنزيه يرجعان للخلق‪:‬‬
‫التشبيه والتنزيه راجعان إىل أنفسنا واهلل تبارك و تعاىل يف حد ذاته ليس له ظهور والبطون‬
‫اهلل أجل من الظهور والبطون "يامن هو ظاهر يف باطنه وباطن يف ظاهره"‪.‬‬
‫ال يمكن جعل القبض والبسط دليال على البعد والقرب عن هللا دائما‪:‬‬
‫حصول القبض يف السالك ال يعين دائماً بعده عن اهلل‪ ،‬وال حصول البسط يعين اقرتابه‬
‫منه‪.‬‬
‫بل الشخص الذي يشعر بالقبض يكون فيه اخلري؛ ألن هذا معناه أن الروح شعرت بنقص‬
‫فتأملت منه‪ ،‬فظهر تأمله بصورة القبض ومن هنا كثري من الناس يرتكبون املعاص وال يشعرون‬
‫بالقبض مما يعين تعود ضمائرهم بالفجور واملعصية‪ ،‬وتتلف مراتب القبض باختالف الروح‬
‫تقدما وتاخرا يف التوجه إىل احلق تعاىل‪ ،‬فقبض األولياء بسط املبتدئني يف السلوك والسبب أن‬
‫روح الويل تتأمل من ش ء ال تتأمل منه روح املبتدي ف ((حسنات االبرار سيئات املقربني))‪.‬‬
‫و يف القبض يرى اإلنسان نفسه بعيدا عن احلق تعاىل‪ .‬و إذا التفت أن القبض للسالك‬
‫ليس إال غمزا من اهلل لك يزيد يف شوق السالك‪ ،‬فسوف يتحول القبض اىل البسط‪.‬‬
‫مالحظة االفكار ومعرفة مايشغلها من طرق معرفة القرب والبعد عن هللا تبارك‬
‫وتعالى‪:‬‬
‫وأحد أساليب استکشاف القرب والبعد مالحظة األفکار‪ ،‬فهل ه مشغولة ومتجهة حنو‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪6‬‬
‫العوامل اجملردة واألمساء والصفات اإلهلية أم ال سواء يف حالة القبض‪ ،‬أو البسط‪.‬‬
‫نسبة أفعال السالك هلل تبارك وتعالى من طرق معرفة القرب والبعد عن هللا تبارك‬
‫وتعالى‪:‬‬
‫وکذلك التوجه الباطين إلی أن األفعال احلسنة الصادرة عنه حقيقة ليست منه وإمنا من اهلل‬
‫حقيقة‪ ،‬فهذا الشعور لو استمر دوما سواء يف القبض‪ ،‬أو البسط‪ ،‬فمعناه أن الفتور الذي‬
‫يشاهده يف العبادات رغم أنه ليس بصحيح ولکن ال يعين ابتعاد العبد عن احلق‪ ،‬فهناك‬
‫أسباب وعلل هلذا الفتور ال بد من اکتشافها أوال مث معاجلتها‪.‬‬
‫السبب في عدم شعور أهل المعاصي بالقبض‪:‬‬
‫هناك أشخاص رغم ارتكاهبم لألفعال الشنيعة ال يشعرون بالقبض والسبب إن القبض‬
‫يقوم بدور االشارة الروحية بأن هناك مشكلة يف الروح‪ ،‬فالبد من معاجلتها وهذا خاص مبن مل‬
‫تتسرب اجلرائم إىل باطنه بالكامل‪ ،‬ومل حتط به خطيئاته أما من تسربت اجلرائم إىل باطنه‬
‫وغلبت على أفعاله احلسنة وصفاته احلميدة‪ ،‬فسوف تنجمد النداءات الباطنية الروحية‪ ،‬فال‬
‫يشعر بالقبض متاما مثل املريض‪ ،‬فانه بسبب غلبة املرض ال يشعر باجلوع خبالف االنسان‬
‫السليم الصحيح‪ ،‬فانه يشعر باجلوع‪ ،‬فاجلوع اشارة من اجلسد إىل أنه حباجة إىل أمداد‪ ،‬و وقود‬
‫كذلك القبض اشارة من الروح إىل صاحبها بأن الروح حباجة إىل وقود روحاين‪ ،‬أو أن هناك‬
‫مشكلة حصلت للروح إذن ليس القبض شيئا قبيحا وتوجه القبض إىل السالك ظهور لرمحة اهلل‬
‫تعاىل على عباده‪.‬‬
‫أسباب القبض‪:‬‬
‫القبض مثل احلمى انفعال من الروح جتاه اجلراثيم املعنوية اليت توجهت حنو الروح‪ ،‬فالبد‬
‫من اكتشاف تلك اجلراثيم هل تتص باالعمال اجلوارحية‪ ،‬أو اجلواحنية وحيث إن اجلراثيم‬
‫تتلف كذلك انفعاالت الروح وردات فعلها أيضا تتلف‪.‬‬
‫وأحيانا يشعر االنسان بقبض شديد وكلما يفتش مل ُيد سببا معقوال له يف أعماله‬
‫اجلسدية‪ ،‬أو القلبية‪ ،‬فهنا البد من الفحص عن األسباب اخلارجية‪ ،‬فمن املمكن أن سبب‬
‫القبض مشاهدة شخص فاجر‪ ،‬أو غافل‪ ،‬أو منكر للحقائق التوحيدية‪ ،‬أو اجللوس يف املكان‬
‫الذي جلس هو قبله فيه‪ ،‬فالكدورة تنتقل إليه وفقا لقانون اجملاورة وكذلك األمر يف البسط‪ ،‬فإنه‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪7‬‬
‫إذا مل يكن سببه عمله اجلوارح ‪ ،‬أو اجلواحن ‪ ،‬فمن املمكن سببه جمالسة الصاحلني‪ ،‬أو‬
‫دعاؤهم‪.‬‬
‫وحالة القبض طبيعية لكل سالك ويف البداية يظن أن السبب عدم التفات األستاذ‪ ،‬أو‬
‫الصديق اليه ولكن بالدقة واملراقبة يتعرف إن حالة القبض نشأت من عدم املراقبة يف العمل‪ ،‬أو‬
‫اخلاطر‪.‬‬
‫والقبض يف بعض حاالته ليس إال عالمة علی أن الروح حباجة إلی االبتهال والتضرع وأن‬
‫احلبيب قد طلبه‪:‬‬
‫خون جگرت پس از هزاران‪.‬‬
‫لعلی بشود بروزگاران‬
‫من قصيدة انشدناها قبل ثالثني سنة مفادها‪ :‬إن جترعك لدماء کبدك بعد الف شهر‬
‫يتحول إلی يواقيت بداخلك‪.‬‬
‫االحساس بالقبض في بعض حاالته من أدلة التقدم بالسلوك‪:‬‬
‫ِ‬
‫التقدم يف السلوك واتذكر يوما‬ ‫اإلحساس بالقبض عند التواصل مع أهل الغفلة دليل على‬
‫قلت لسيدي األستاذ السيد مرتضى املقدس (قدس سره) إين مدة من الزمان أشاهد تلك‬
‫اجلماعة (واشرت إىل مجاعة من اصدقائ كانوا مع أحد املدعني السلوك ) أشاهدهم وعلى‬
‫وجوههم غبار من الرماد األسود وكنت أتوقع أن يضجرين ولكنه بدأ بالتحميد هلل وفرح كثريا‬
‫والسبب حتقق امليز النفس ‪.‬‬
‫فكل املشاكل عادة تنجم ّإما من إمهال املراقبة‪ ،‬أو أن السالك تق ّدم‪ ،‬فهو حباجة إىل‬
‫مراقبة مناسبة للمنزل الذي وصل إليه‪.‬‬
‫حالة القبض حالة طبيعية لكل سالك‪:‬‬
‫حالة القبض طبيعية لكل سالك‪ ،‬فكل املوجودات يف طريقهم هلل تبارك وتعاىل وقد ذكر‬
‫ناحْي ِه إِالَّ أ َُم ٌم أ َْمثالُ ُك ْم‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫((و ما ِم ْن َدابٍَّة ِيف ْاأل َْر ِ‬
‫ض َو ال طائ ٍر يَطريُ ِبَ َ‬ ‫القران الكرمي يف قوله تعاىل َ‬
‫تاب ِم ْن َش ْ ٍء ُمثَّ إِىل َرههبِ ْم ُْحي َش ُرو َن))(األنعام‪ ،)٣٨ :‬فكما أن الطري وهو قسم‬ ‫ما فَ َّرطْنا ِيف الْ ِك ِ‬
‫من احليوان عنده حشر وعنده رجوع إىل ربه باق احليوانات بل النباتات بل اجلمادات كلها‬
‫عندها حشر ورجوع هلل تبارك وتعاىل‪.‬‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪8‬‬
‫إذن كل موجود عنده اختيار يف حدود ذاته‪ ،‬ويف حدود شخصيته وماهيته‬
‫البد ان يتجلى عليه االسم اجلمايل‪ ،‬واالسم اجلاليل‪ ،‬فاذا جتلى االسم اجلاليل أحيانا هذا‬
‫االسم اجلاليل يرجع إىل مقام العز االهل وأحيانا يرجع إىل االسم الرب أي الرتبية ويكون على‬
‫أساس الرتبية‪ ،‬فاالسم الرب يريب يف مقام الرتبية واهلداية؛ ألن املوجود أحيانا حباجة إىل اجلمال‪،‬‬
‫وأحيانا إىل اجلالل‪ ،‬فف احلالتني حالة جتل االسم اجلاليل بسبب ظهور مقام العز اإلهل‬
‫وجتل االسم اجلاليل بسبب ظهور االسم الرب للرتبية يعين كل املوجودات اليت تسلك اىل اهلل‬
‫تبارك وتعاىل وقطعا كل املوجودات تسلك إىل اهلل تبارك وتعاىل تظهر عليها االمساء االهلية وه‬
‫معرضة ملقام العز االهل كل حبسب شاكلته وماهيته‪.‬‬
‫إذن هناك أسباب داخلية للقبض وأسباب خارجية‪:‬‬
‫أوال‪ :‬األسباب الداخلية‪ :‬الجوانحية والجوارحية‪:‬‬
‫أ‪ :‬شاكلة السالك وظروفه الروحية‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫حبيث تكون شاكلته قد صيغت بالتنزيه‪ ،‬أو القبض‪.‬‬
‫ب‪ :‬ترك االعمال العبادية المعتادة‪.‬‬
‫ترك بعض العبادات‪ ،‬أو األذكار‪ ،‬واالوراد‪ ،‬أو املندوبات اليت يتعود السالك على أتياهنا‬
‫أحيانا يستجلب القبض‪.‬‬
‫جـ‪ :‬عدم المراقبة في القلب وخطور الخواطر النفسية أو الشيطانية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬األسباب الخارجية‪:‬‬


‫وتتمثل باحمليط اخلارج وانتقال حاالت القبض باجملاورة أو غريها للسالك ومنها‪:‬‬
‫أ‪ :‬مشاهدة أو مجاورة أهل الغفلة‪:‬‬
‫فمثال يكون سبب القبض مشاهدة شخص فاجر‪ ،‬أو غافل‪ ،‬أو منكر للحقائق‬
‫التوحيدية‪ ،‬أو اجللوس يف األمكنة اليت سكنها اهل الغفلة أو املعاص لفرتة حبيث اثر جلوسهم‬
‫مر عليه بعض أهل الظلم‬‫يف املكان‪ ،‬أو بسبب املكان الذي يكون فيه السالك إذا كان ّ‬

‫‪ 1‬للتوسع يف موضوع الشاكلة مراجعة حبث الشاكلة مفهومها وأمهيتها وتطبيقاهتا يف الفكر العرفاين للشيخ قاسم الطهرين‪.‬‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪9‬‬
‫والطغيان والكفر‪ ،‬أو جماورة أهل الغفلة‪ ،‬وأهل املعاص ‪ ،‬فالكدورة تنتقل إليه بشكل غري ارادي‬
‫إذ ينتقل ملكوت أهل املعاص إىل السالك وفقا لقانون اجملاورة اليت ه املسيطرة على العوامل‬
‫املادية واملثالية واملعنوية‪.‬‬
‫وكذلك األمر يف البسط‪ ،‬فإنه إذا مل يكن سببه عمله اجلوارح ‪ ،‬أو اجلواحن ‪ ،‬فمن املمكن‬
‫سببه جمالسة الصاحلني‪ ،‬أو دعاؤهم‪.‬‬
‫أمور البد من التنبيه عليها‪:‬‬
‫االول‪ .‬مجالسة غير أهل الطريق‪:‬‬
‫إذا جالست غري أهل الطريق كثريا‪ ،‬أو قليال وأحسست بالفرح معهم والركون والسكون‬
‫معهم فهذا مؤشر على عدم الصدق يف السلوك‪ .‬أحيانا بعض الناس يضطر للجلوس مع‬
‫املعارضني للعرفان لكن إذا بدأت باملزاح‪ ،‬والفكاهيات‪ ،‬وفتحت قلبك له وهو فتح قلبك له‬
‫وبدأت بالتبادل معه باحلديث وعندما انتهى اجمللس تشعر بالفرح‪ ،‬فأنت منافق‪ ،‬فال تدرس‬
‫الفصوص‪ ،‬وال تدرس أحسن الكتب العرفانية وال تتكلم عن العرفان‪ ،‬والسلوك ولو كنت‬
‫استاذا‪ ،‬فهذا دليل على النفاق‪ ،‬فكيف جتلس مع من ليس بينك وبينه جمانسه والمشاهبة؟‬
‫كيف جتلس؟ وكيف تفرح؟‬
‫هذا دليل على أن الروح ليست عاشقة للطريق وإال لو كانت عاشقة‪ ،‬فهذا العشق الزم‬
‫ينتشر يف كل قواك يف كل وجودك حبيث ماتستطيع أن جتلس مع أهل الغفلة و ماتستطيع أن‬
‫جتلس مع املعارضني للعرفان والعكس صحيح إذا أنت جتلس مع أهل الطريق وتشعر بالفرح‪،‬‬
‫واذا جتلس مع أهل الغفلة واملعارضني تشعر بالضغط يف نفسك تشعر كأنك غري مرتاح هذا‬
‫الش ء وهذا األمر واضح ماحيتاج إىل استدالل ماحيتاج الذهاب اىل الطبيب النفس بل تراجع‬
‫نفسك هل تفرح بالعيش بالكالم باحملادثة مع املعارضني مع أهل الطريق ومع أهل الغفلة‪ ،‬أو‬
‫تشعر بالضغط‪.‬‬
‫هنا أذكر حكايتني األوىل سألوا أحد اهل املعرفة املاضني‪ :‬ماه عالمة السالك الصادق‬
‫وكان من كبار العرفاء قال‪ :‬إذا ُيلس مع غري أهل الطريق يشعر كأنه بالسجن وعندما يغادر‬
‫جملسهم يشعر كأنه خرج من السجن وبالعكس إذا ُيلس مع أهل الطريق لو كان عنده مهوم‬
‫الدنيا وغمومها تزول كل هذه اهلموم وكل هذه الغموم بسبب السنخية بينهم بسبب إن هذا‬
‫الشخص الذي جلس معه روحه لطيفة‪ ،‬و مساخنة معه‪ ،‬فيشعر باالحتاد‪ ،‬فأحيانا االنسان‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪10‬‬
‫ُيلس مع بعض االشخاص يشعر كأن أحدهم اخذ يده وبدا يضغط عليها يف كل االجتاهات‬
‫بقوة حبيث يشعر إنه اآلن ميوت وأحيانا بالعكس ُيلس مع أحد ينسى أنه ماعنده االموال‬
‫وينسى أن عنده ألف مشكلة وألف مرض وألف علة‪.‬‬

‫احلكاية الثانية‪:‬‬
‫اهلل يرحم استاذنا السيد مرتضى املقدس (قدس سره)كان يقول‪ :‬يف قليب ويف صدري‬
‫حب شديد عميق لكل األولياء من أول اخللق إىل اآلن‪ ،‬فقليب مايتحمل‪ .‬قليب مل ء حبب كل‬
‫السالكني‪.‬‬
‫يعين كل السالكني من شىت الطرق‪ :‬األنبياء‪ ،‬واألولياء‪ ،‬وأهل السلوك حبهم موجود يف‬
‫قليب بشده‪ ،‬وأي أحد يف الطريق أنا أحبه ال بالفكر بل بالقلب هذا معناه إنه صادق يف طلبه‪.‬‬
‫حيصل منه على ش ء وال يعطيه ش ء؟ وكل‬ ‫وإال ملاذا االنسان حيب الشخص الذي ال ّ‬
‫الفكر اليوم عند أغلب الناس هو البحث عن الفائدة املرجوة من كل خطوة خيطوهنا‪ ،‬فيسأل‬
‫االنسان بداية ماهو النصيب يل _على خمتلف أنواع النصيب_ اذا يل منه نصيب أنا‬
‫أجلس وإذا اليوجد يل نصيب ال أجلس مثل التجار إذ ال ُيلسون مع أحد إال حيسبون كم‬
‫يصل إليهم منه‪ ،‬أويسألون هل يصل منه ش ء أم ال يصل مع إهنم أثرياء يقولون‪ :‬لو خسرت‬
‫يف يوم من األيام يف التجارة هذا فالن هذا احلاج يساعدين وهو اليعلم إنه لو جاء ذاك اليوم‬
‫وخسر فإن كل الناس جتتمع وتتفق على ركله وسحقه‪.‬‬
‫يف احلقيقة السالك الصادق ليس له شغل يف هذه الدنيا إال الوصول إىل اهلل تبارك وتعاىل‬
‫واجللوس مع أهل الطريق مع الذين حيبون اهلل وقد ورد ((اللهم ارزقين حبك‪ ،‬وحب من حيبك‪،‬‬
‫وحب كل عمل يوصلين إىل قربك)) فالحظ مرتبة العمل يف احلديث متأخرة إذ وقع العمل يف‬
‫املرتبة الثالثة‪ ،‬فحب اهلل‪ ،‬وحب من حيب اهلل ويف الثالثة يأيت حب العمل‪.‬‬
‫من هنا ال ميكن اجلمع بني حمبة رموز التصوف االسالم مثل ابن عريب وحمبة رموز‬
‫الظاهر اعداء التصوف مثل ابن تيمية‪ ،‬والوهابية‪ ،‬وأي أحد يقول أنا مجعت هو كاذب‪،‬‬
‫ومنافق شاء أم أىب؛ ألن التقابل هنا تقابل السلب‪ ،‬واإلُياب ال تقابل الضدين وال تقابل‬
‫املثلني وال تقابل العدم وامللكة‪.‬‬
‫على كل تقدير اجللوس مع أهل الطريق وأن حيب االنسان اجللوس مع أهل الطريق يزيد‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪11‬‬
‫يف طاقات االنسان كأنك ذهبت حملطة الوقود وتزودت بالوقود‪ .‬اهلل يرحم استاذنا السيد كمال‬
‫املوسوي (قدس سره) يف اجملالس اليت كانت تعقد يف خدمته كان يقول‪ :‬كل واحد منا مثل‬
‫كأس املاء‪ ،‬وعندما يصب املاء يف كأس كل واحد منا يصبح حجم املاء الكل كبريا يعين‪ :‬أنا‬
‫ضئيل‪ ،‬وأنت ضئيل لكن كلنا اذا اجتمعنا نصبح كمية كبرية‪ ،‬فاجتماع القلوب هبدف واحد‬
‫يستجلب الرمحة االهلية من السماء واهلل تبارك وتعاىل إذا نظر لواحد من هؤالء تصل نظرته إىل‬
‫الباقني ألن اجتماعهم اجتماع قلوهبم مثل اسالك الكهرباء إذ تنتقل الكهرباء والطاقة من هذا‬
‫إىل هذا لتشمل اجلميع‪.‬‬
‫إذن اجتماع القلوب احتاد القلوب بني أهل الطريق أساس الطريق‪ .‬واالربعينيات واالوراد‪،‬‬
‫واألذكار جيدة أيضا لكن يف املرتبة الثالثة‪ ،‬فإذا متت احملبة يف اهلل‪ ،‬واالجتماع القليب واالحتاد‬
‫القليب يُفتح الطريق أمام السالك للوصول إىل اهلل تبارك و تعاىل‪.‬‬
‫إذن شغلنا الشاغل يف هذه الدنيا عبارة عن الوصل هلل تبارك وتعاىل‪ ،‬ومشاهدته يف‬
‫املظاهر احلسية‪.‬‬
‫وأما اجللوس مع الباقني اجللوس مع أهل الغفلة ضرورة للحياة والضرورات تقدر بقدرها‪،‬‬
‫فباملقدار الضروري جتلس مع الناس كما قال أحد املشايخ‪ :‬أنت متش إىل املخبز تشرتي خبزا‬
‫ماذا تصنع تدفع املال وتأخذ اخلبز؟‬
‫هل تتكلم بالتفاصيل؟ صار كذا وصار كذا ال حبييب التتكلم بالتفاصيل‪ :‬أنا اعط املال‬
‫وأنت اعطيين اخلبز خالص ال تتكلم مع البائع وغريه‪.‬‬
‫اتذكر أحد االشخاص ذهبت زوجته لشراء اخلبز وتأخرت ساعة‪ ،‬أو ساعة ونصف‬
‫وبعدما رجعت هذا الزوج قال هلا‪ :‬لقد تأخرت يف شراء اخلبز‪.‬‬
‫قالت‪ :‬اي صار تأخري‪.‬‬
‫قال هلا‪ :‬هل تكلمت مع أحد‪.‬‬
‫قصت عل ّ‬‫قالت‪ :‬إي‪ .‬امرأة كانت هناك عندها مشاكل يف البيت مشاكل مع األوالد و ّ‬
‫قصتها‪.‬‬
‫قال هلا‪ :‬ماشاء اهلل وأنت ماذا قلت هلا‪.‬‬
‫قالت‪ :‬أنا قلت هلا إن زوج كذا وكذا‪.‬‬
‫قال‪ :‬ماشاء اهلل أنت ذهبت تشرتي خبز أم ماذا؟‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪12‬‬
‫فالدنيا هكذا واجللوس مع االخرين البد يكون على أساس سد الضرورات ال أكثر‪ ،‬فإذا‬
‫جتلس مع أهل الغفلة‪ ،‬أو مع أعداء العرفان أكثر وقتك‪ ،‬فهم يلتقطونك ويأخذونك وتنجذب‬
‫إليهم أكثر‪ ،‬فأكثر بشكل أوتوماتيك ‪.‬‬
‫إذن اجللوس مع هؤالء الزم يكون باملقدار الضروري معه وال تفتح قلبك هلم ال أن تتعارك‬
‫معهم لكن ال تفتح قلبك هلم هذا أول ش ء‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬عدم االصغاء لكلمات المخالفين للتصوف والعرفان‪.‬‬
‫االصغاء لكلمات املخالفني للتصوف واملعاندين للتصوف حبيث يبحث عن كلماهتم‬
‫حبجة التعرف على الكلمات ويقول‪ :‬ألرى ما يقول وكذا‪ ،‬فهذا يضر والسيما املبتدئني؛ ألهنم‬
‫ال يستطيعون جتزئة املطالب وال يستطيعون أن يدركوا املطالب وقد ورد يف الرواية الشريفة عن‬
‫النيب األكرم (صلى اهلل عليه واله وسلم)((من أصغى إىل ناطق فقد عبده))‪ ،‬فتوجه القوى‬
‫الباطنية‪ ،‬والظاهرية حنو من ينكر هذا الطريق‪ .‬وهذا التوجه تدرُييا يولد احلب بينهم وفقا‬
‫لقانون اجملاورة وإذا اثنني وش ء ُياور أحدمها االخر بالتدريج هذا الش ء يتأثر هبذا الذي‬
‫جاوره‪ .‬مثال‪ :‬حنن لو كنا يف سفينة السفينة خرقت وغرقت يف البحر واضطررنا أن ندخل إىل‬
‫جزيرة ليس فيها أحد‪ ،‬فدخلنا يف هذه اجلزيرة ووجدنا قفصا ويف القفص يوجد دب وبقينا يف‬
‫هذه اجلزيرة ملدة سنة‪ ،‬أو سنتني‪ ،‬أو ثالثة سنوات‪ ،‬فعلى الرغم من أن هذا الدب حمجوز و ما‬
‫يضرين‪ ،‬وأنا ال أضره‪ ،‬ولكن تدرُييا حتصل بني االنسان الذي يف اجلزيرة والدب عُلقه حبيث إذا‬
‫يوم من األيام أغادر هذه اجلزيرة أبقى أفكر هبذا الدب؛ ألننا أصبحنا أصدقاء على الرغم من‬
‫أنه ال يوجد كالم بيننا‪ ،‬وال يوجد ش ء بيننا إال انه بقانون اجملاورة فقط حدثت بيننا هذه‬
‫العلقة‪.‬‬
‫فقانون اجملاورة هكذا ووفقا لقانون ب(افلوف) أي اثنني أي شيئني إذا تكررا صار بينهم‬
‫تكرار‪ ،‬فالواحد يدل على اآلخر‪ ،‬واآلخر يدل على الواحد وكذلك حيصل بينهم احلب‪.‬‬
‫أحيانا موجود يف بعض األماكن من عجائب الدنيا أن حيوان معادي حليوان آخر مثال‬
‫الذئب‪ ،‬أو االسد وهو عدو للماعز‪ ،‬أو مايشابه املاعز نالحظ أن كليهما موجودان يف قفص‬
‫واحد (االسد واملاعز) وصار بيناهتم مودة‪ ،‬فال هذا يتعارك مع هذا‪ ،‬والهذا خياف من هذا‪،‬‬
‫فلماذا صار األمر هكذا اجلواب‪ :‬بسبب قانون اجملاورة وصار بينهم تكرار‪ ،‬فمثال أنت ال تعتقد‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪13‬‬
‫بالشيخ ابن تيمية ولكن كل يوم تقرأ كتبه وهذا يعىن أنت جتلس معه وتستمر هذه القراءة‬
‫لعشرين سنة‪ ،‬فهنا قانون اجملاورة يؤثر‪ ،‬فال ُيوز االستماع لكلمات املخالفني واملعاندين‬
‫للتصوف‪.‬‬
‫إذن التستطيع أن تقول‪ :‬أنا أحب أهل الطريق‪ ،‬ويف الوقت نفسه حتب الشيخ ابن‬
‫تيمية‪ ،‬أو االشخاص املناوئني للتصوف‪ ،‬أو تقرأ كالمهم وهتتم هبم‪.‬‬
‫طريقة تقييم أهل المعرفة لطالبي السلوك‪:‬‬
‫ومن هنا أهل املعرفة ال يقيمون األشخاص بالرياضات‪ ،‬وباالربعينيات‪ ،‬وبالكشف‬
‫والشهود بل يقيموهنم من خالل معرفة الطالب مع من ُيلس ومع من مييل قلبه ومن يهوى‪،‬‬
‫فبهذه احلاالت ينكشف باطنك وسرك وأما االربعينيات‪ ،‬فف املراتب النازلة وقد ورد إذا تريد‬
‫أن تعرف شخصا أعرف صديقه‪ ،‬وهذه القاعدة وإن كانت ليست قاعدة عامة ولكن دليل‬
‫على أن قانون اجملاورة يؤثر‪.‬‬
‫أذكر حكايتني‪:‬‬
‫األوىل عن أحد االساتذة الصاحلني وهو السيد عل القاض (قدس سره) و كان يف‬
‫مسجد السهلة وكان هناك هنر قريب من املسجد تتوضأ فيه الناس الذين يريدون الوضوء إذ‬
‫ميشون إليه يتوضؤون وكان هناك شخص يأيت باملاء الطيب الطاهر ويبيعه يف املسجد للوضوء‪،‬‬
‫فالناس الذين لديهم املال يتوضؤون بشراء املاء منه والسيد القاض (قدس سره) على حسب‬
‫قول الشخص املالزم له كان عنده درهم‪ ،‬أو أقل يف ذلك الوقت وكان يريد أن يتوضأ‪.‬‬
‫فيقول الشخص املالزم له قلت‪ :‬يريد يتوضأ فإنه سيمش إىل النهر؛ ألنه ماميتلك املال‬
‫لكن رأيت حترك حنو النهر و رجع وذهب إىل هذا املكان الذي يبيعون فيه املاء ودفع كل ما‬
‫ِبيبه‪ ،‬وأخذ املاء وتوضأ‪.‬‬
‫عندما رجع قلت له بشرائك املاء مابق عندك ش ء فقط هذا الدرهم واشرتيت به املاء‬
‫للوضوء ملاذا اشرتيت به ماء واملاء موجود يف النهر ملَ ملْ تذهب للنهر وتتوضأ؟‬
‫قال‪ :‬رأيت أن هناك قرب النهر يوجد شخص ودرست أنه إذا أذهب إليه وأراه يضرين‬
‫هذا الشخص‪ .‬يضر من! ! ؟ استاذ السري والسلوك! !‬
‫هذا الشخص اذا اقرتب منه استاذ السري والسلوك يضره! ! فكيف بنا؟!‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪14‬‬
‫قال‪ :‬فرأيت أشرتي املاء مبا لدي حىت لو أبقى جائعا حىت الليل‪ ،‬فهذا أفضل من أن أرى‬
‫هذا الشخص‪.‬‬
‫فأنتم يف قائمةً حاجياتكم يف احلياة تدفعون فاتورة املاء‪ ،‬والكهرباء‪ ،‬والغاز‪ ،‬واالنرتنت‪،‬‬
‫واملواصالت‪ ،‬واخلبز‪ ،‬واللحم والبد أن تضعوا يف حساباتكم أيضا أن تضيفوا إىل قائمة‬
‫حاجياتكم شيئا آخر وهو‪ :‬أن تدفعوا املال حىت ال تلتقوا‪ ،‬و ال تشاهدوا بعض االشخاص‬
‫والزم هذا األمر يدخل يف حساباتكم وحسابات حياتكم مثل‪ :‬املاء‪ ،‬والكهرباء‪ ،‬والغاز‪،‬‬
‫وغريها‪.‬‬
‫فالبد أن ال يكون االنسان منهال لكل وارد وطالب للماء من كل هنر‪ ،‬فال جتلس‬
‫مع كل أحد وال تتكلم مع كل أحد حبييب أنت يف شغل وهذا اجللوس يضرك وكل أحد يتكلم‬
‫معك سهم موجه إىل قلبك اهلل يرحم استاذنا السيد مرتضى املقدس (قدس سره) كان عنده‬
‫سبط_ ابن لبنته_ وهو صغري أي دون سن البلوغ ممكن عمره عشر سنوات‪ ،‬أواثنا عشرة سنة‬
‫وقتئذ قال يل‪ :‬يا شيخ عندما أتكلم معه تقبل‪ ،‬أو ماتقبل أذوب مثل الثلج‪.‬‬
‫مع من مع ولد عمره عشر سنوات؛ ألجل ذلك عدم اجملالسة هو األساس ال التعارك و ال‬
‫التكرب‪.‬‬
‫حبييب‪ :‬كل هؤالء عندهم أفكار بعيدة وعندهم نيات خمتلفة كل هذه األمور تؤثر‬
‫فيك‪ ،‬فكيف أنت تسم نفسك سالكا‪ ،‬وتستطيع أن جتلس مع كل أحد‪.‬‬
‫الجمع بين مصاحبة أعداء التصوف وأهل التصوف تسبب النفاق‪:‬‬
‫االنتماء هلذا وهذا يسبب يف باطن هل السلوك تسبب النفاق وينته بالسالك إىل أن‬
‫يصبح مثل بلعم بن باعورا‪ ،‬فبلعم بن باعورا كان من الزهاد ال بل وصل إىل االمساء الكلية‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫االهلية واهلل تبارك و تعاىل يقول(( َو اتْ ُل َعلَْي ِه ْم نَبَأَ الَّذي آتَ ْيناهُ آياتنا فَانْ َسلَ َخ مْنها فَأَتْ بَ َعهُ‬
‫ِ‬
‫ين))(االعراف‪ ،)17٥ :‬فاهلل تبارك و تعاىل أعطاه اآليات وآيات اهلل‬ ‫الشَّْيطا ُن فَكا َن م َن الْغا ِو َ‬
‫هنا تعين أمساء اهلل تبارك وتعاىل‪.‬‬
‫(احملاضرة‪ 16 :‬من حماضرات العز)‬
‫ب‪ :‬االتصال بقوى شريرة كالجن‪:‬‬
‫أو مثال يكون سبب القبض االتصال بقوی شريرة _كاجلن_ ولو مع الواسطة‪ ،‬فال بد من‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪15‬‬
‫االبتعاد عن کل من له صلة باجلان‪ ،‬وإخراج الطالسم‪ ،‬واحلجابات من البيت والعمل مبا ذكرنا‬
‫من الوصايا ال ‪ ۱۹‬للتخلص من اجلان‪ ٢‬فضال عن قراءة دعاء اجلوشن‪ ،‬واستماعه‪ ،‬واالستفادة‬
‫من ملکوت األمکنة‪ ،‬واألزمنة‪ ،‬واألشخاص‪.‬‬
‫جـ‪ :‬مطالعة الكتب تؤثر في السالك قبضا وبسطا حسب حال مؤلف الكتاب‪:‬‬
‫فحسب تلق الروح‪ ،‬وتسديد صاحب الکتاب يكون أثر املطالعة على السالك‪ ،‬أو إن‬
‫املؤلف عنده القبض املناسب له‪ ،‬أي بلحاظ مناشئ القبض‪ ،‬فبقانون اجملاورة يسري إلی‬
‫املطالع‪ ،‬أو له البسط کذلك‪ ،‬فيسري‪ ،‬من هنا يتأذى من اطلع على مؤلفات الشيخية مثال؛‬
‫ألن الغالب عليهم التنزيه احملض املناسب للقبض‪ .‬خبالف من اطلع على مؤلفات أهل املعرفة‬
‫فإن الغالب علی مؤلفاهتم البسط؛ بسبب حتققهم بالعلوم واملعارف اإلهلية املناسبة لبسط احلياة‬

‫‪2‬‬
‫طرق دفع األجنة ‪:‬االول ‪ :‬اخراج كل الكتابات والطلسمات واالحراز وكتب الطلسمات والكتابات من البيت ومن‬
‫عند األشخاص نهائيا‪،‬واذا كانت فيها كلمات القران الكريم أو األسماء اإللهية فلتكبها في الماء الجاري‬
‫كالنهر او البحر ‪.‬الثاني ‪ :‬بث القران الكريم ليالونهارا بشكل مستمر ولو بصوت ضئيل لتعطير البيت‬
‫وإخراج الجان والشياطين( الطور العراقي طور حزين ومؤثر جدا ومن قراءه عامر الكاظمي وميثم التمار‬
‫ولكن اي واحد من القراء يحس اإلنسان بتاثير تالوته فيه فليستمع له )‪.‬الثالث ‪ :‬تعطير البيت بلبان الذكر‬
‫أو العود والعنبر و العطور غير الكيماوية ‪.‬الرابع ‪ :‬اخراج التماثيل واللعبة والدمية اذا كانت من الحيوان‬
‫أو أالنسان ‪.‬الخامس ‪ :‬اتخاذ الدواجن و السيما الديك االبيض او الحمامة البيضاء في البيت فبسبب‬
‫روحانيتها تهرب منها الجان والشياطين ‪.‬السادس ‪ :‬لبس ثياب ابيض من القطن او الكتان والسيما عند‬
‫النوم ‪.‬السابع ‪ :‬تغطية الرأس بقماش ابيض من القطن عند النوم وفي غير النوم للنساء على الطول‬
‫‪.‬الثامن ‪ :‬اخراج النفايات من البيت او تغطيتها ‪.‬التاسع ‪ :‬سدل الستار على باب الحمام وبيت الخالؤ بحيث‬
‫إذا فتح الباب اليتبين البيت او الغرفة من داخل الحمام ‪.‬العاشر ‪ :‬كتابة آية الكرسي ولو باالصبع على‬
‫جدران كل الغرف وكذلك المظهر الخارجي من البيت مع رعاية الطهارة و الوقت اي بين الطلوعين‪.‬‬
‫احدى عشر ‪ :‬عدم المعاشرة مع اهل الغفلة واهل المعاصي ولو كانوا في زي اهل العلم والسيما المتصلين‬
‫بالجان وأصحاب التسخيرات وكل من يشعر اإلنسان عند لقائه أو بعده بالثقل والضغط والضيق ‪.‬الثانى‬
‫عشر ‪ :‬تبخير الحرمل ( اسفند ) وتدويره لكل زوايا البيت حتى يخمد ووضع الرماد في مكان طاهر ‪.‬الثالث‬
‫عشر ‪ :‬الصاق اآليات والروايات وصور مضاجع اهل البيت عليهم السالم واالولياء العرفاء الكملين في‬
‫البيت وفي الغرف ‪.‬الرابع عشر ‪ :‬اخراج قشر البصل والثوم من البيت سريعا أو وضعهما في مكان‬
‫النفايات مع التغطية ‪.‬فان الجان يتكالبون عليهما ويضعوهما كصداق لنسائهم فهما عندهم كالذهب‬
‫والفضة‪ .‬الخامس عشر ‪ :‬اكل الرمان أو دبسه‪ .‬واكل الزبيب والعنب ودبسه ‪.‬السادس عشر ‪ :‬االبتعاد عن‬
‫الروايح الكريهة والنفايات والمزابل ‪.‬السابع عشر ‪ :‬اصالح يبوسة الراس واألنف ( يعني عدم نزول الماء‬
‫من االنف ) باستخدام دهن البنفسج يبوسة االحشاء بزيت زيتون فإن اليبوسة تمهد الطريق لغلبة االوهام‬
‫والوهم سالح الجان والشياطين ‪.‬الثامن عشر ‪ :‬النوم في الثلث األول من الليل واليقظة في الثلث االخير‬
‫منها فان الشياطين والجان يفتح لهم المجال من الغروب الى السحر واكثر تصرفاتهم في هذه الساعات‬
‫وكذلك اكثر المعاصي للناس تبدأ من الغروب الى السحر وكذلك اكثر االوهام تتوجه نحو الناس في هذه‬
‫الساعات ولالبتعاد عن تصرفاتهم ينبغي النوم في بدايات الليل ‪.‬التاسع عشر ‪ :‬تقوية القوى العقلية بالتفكر‬
‫في األمور الكلية بدال عن األمور الجزئية التافهة والتوجه القلبي دوما الى عالم االحدية واالسماء الكلية‬
‫ومظاهرها كااليمة الطاهرين عليهم السالم واالولياء الكملين كالسيد القاضي وتالمذته كالسيد الحداد‬
‫والطباطبائي والطهراني والمصطفوي وكالشيخ االنصاري الهمداني قدس هللا اسرارهم واالستفاضة من‬
‫أرواحهم بمطالعة مؤ لفاتهم وكذلك الترنم بابيات الكملين كابن الفارض والحافظ الشيرازي ‪.‬‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪16‬‬
‫والعلم‪.‬‬
‫األثر المتبادل للمسانخة بين طالب السلوك‪:‬‬
‫بشکل عام کل من يساخنه السالك يؤثر فيه‪ ،‬ويتأثر من السالك‪ ،‬وکلما اشتدت الصلة‬
‫يکون التأثري والتأثر أکثر‪ ،‬ويف الوقت نفسه لتشديد املراقبة‪ ،‬أو إمهاهلا أثره القوي يف القبض‬
‫والبسط‪.‬‬
‫د‪ :‬بعض األذكار واألوراد الجاللية‪:‬‬
‫بعض األذكار واالوراد اجلاللية تسبب القبض‪ ،‬أو ان شاكلة السالك وظروفه الروحية ال‬
‫تقبلها وهنا يغري االستاذ الذكر‪ ،‬أو خيفف عدده‪ ،‬أو يضيف إليه‪ ،‬أو يعمد إىل أعمال السالك‬
‫أمورا تفف عن القبض‪.‬‬
‫هـ‪ :‬التشتت‪.‬‬
‫التشتت نوع من القبض‪ ،‬أو مرحلة متهيدية له فالتشتت الناجم من التطلع إىل هذا املوقع‪،‬‬
‫وذاك‪ ،‬وهذا الكتاب‪ ،‬أو ذاك‪ ،‬أو متابعة األخبار‪ ،‬واألنباء املتصلة بعامل السياسة‪ ،‬أو ما‬
‫اليتصل بأمور السلوك واالمور اليت ليس من الضرورة متابعتها‪.‬‬
‫أهمال المراقبة لدى السالك‪:‬‬
‫على السالك االهتمام البالغ يف كشف أسباب القبض وهو من املراقبة اليت ه أس‬
‫السلوك وكلما أرتقى السالك يف املراقبة يتعرف على أسباب القبض بسرعة ودقة‪.‬‬
‫وعادة أكثر ما حيصل للسالك املبتدئ من القبض هو نتيجة عدم املراقبة أما يف‬
‫أعضائه اجلوارحية وهو األكثر‪ ،‬أو عدم املراقبة يف القلب و خطور اخلواطر النفسية‪ ،‬أو‬
‫الشيطانية و املراد من املبتدئ يف السلوك ليس املبتدئ زمانا‪ ،‬فأحيانا يدخل أحد يف السلوك‬
‫ويلبث عشرين‪ ،‬أو ثالثني سنة وما زال مبتدئا‪ ،‬بل قد ميوت وما زال مبتدئا‪.‬‬
‫من عالمات القبض الذي اليتعلق باهمال المراقبة أن يأتي بعده بسط مستمر‪:‬‬
‫والقبض املستمر يف السالك إذا مل يرجع إىل قلة املراقبة يلحقه بسط مستمر تطبيقا لقاعدة‬
‫عدم استمرار اجلالل والتنزيه‪.‬‬
‫پري رخ تاب مستوري ندارد‪. . .‬‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪17‬‬
‫چودربندي زروزن سر برارد‪. . .‬‬
‫يعين‪ :‬اجلميلة احلسناء ما تقدر أن تف مجاهلا دائما‪ ،‬فإن أغلقت عليها الباب‪ ،‬فسوف‬
‫تُري نفسها من الشباك‪.‬‬
‫اذن القبض إذامل يكن سببه قلة املراقبة فسوف مير مرور السحاب‪ ،‬فإن هذه احلالة _حالة‬
‫القبض_ أيضا من اهلل كما أن البكاء أيضا كان من اهلل وكل ما كان من اهلل فأهال به ومرحبا‪.‬‬
‫دور المراقبة في السلوك‪:‬‬
‫فاملراقبة ه أس السلوك و اجلذبات اإلهلية حتصل للسالك بعد االجنذاب األويل‪ ،‬مث‬
‫اجملاهدة‪ ،‬واملراقبة‪ ،‬والرياضة‪ ،‬وبعد االجنذاب األويل يأيت دور اجملاهدة‪ ،‬واملراقبة‪ ،‬مث اجلذبات‬
‫االهلية‪ ،‬مث الرياضة‪ ،‬واملراقبة وهكذا حىت يستوي لدى السالك االجنذاب‪ ،‬واجملاهدة‪ ،‬فريى أهنا‬
‫كلها تصرفات منه تعاىل يف مملكته و((ال يُ ْسئَ ُل َع َّما يَ ْف َع ُل َو ُه ْم يُ ْسئَ لُو َن))(االنبياء‪،)٢٣ :‬‬
‫ولتشديد املراقبة‪ ،‬أو إمهاهلا أثره القوي يف القبض والبسط‪.‬‬
‫إذن االرتفاع واالخنفاض يف املبتدئني من أهل السلوك سببه عادة عدم املراقبة املناسبة يف‬
‫األفعال‪ ،‬اىل الكالم‪ ،‬والعني‪ ،‬والسمع‪ ،‬والرجل‪ ،‬واليد‪ ،‬والبطن‪ ،‬ويف األفكار واخلواطر وأما يف‬
‫املتوسطني‪ ،‬فناشئ من تنازعات األمساء اإلهلية الكلية على قلب السالك أما أولياء اهلل تعاىل‪،‬‬
‫فقد جاوزوا اخلوف‪ ،‬والرجاء و وصلوا إىل االسم اجلامع بني اجلالل واجلمال واللذين مها‬
‫مناشىء للخوف والرجا وجذورمهاقال تعاىل((أَال إِ َّن أ َْولِياءَ اللَّ ِه ال َخ ْو ٌ‬
‫ف َعلَْي ِه ْم َو ال ُه ْم‬
‫َْحيَزنُو َن))(يونس‪.)6٢ :‬‬

‫االضطرار والتفويض‪:‬‬
‫فتحصيل حالة االضطرار والفقر إىل اهلل تبارك وتعاىل من الطرق ملعاجلة مقام العز اإلهل‬
‫بالتايل معاجلة حالة القبض اليت مير هبا االنسان باعتبار ان القبض مرتبة من مراتب العز أو‬
‫ضطََّر إِذا َدعاهُ َو‬
‫يب الْ ُم ْ‬ ‫ِ‬
‫مظهر من مظاهر العز االهل يف هذا العامل‪ .‬قال تعاىل ((أ ََّم ْن ُُي ُ‬
‫ض أَ إِلهٌ َم َع اللَّ ِه قَلِيالً ما تَ َذ َّك ُرو َن ))( النمل‪)6٢ :‬‬
‫ف السوءَ َو َُْي َعلُ ُك ْم ُخلَفاءَ ْاأل َْر ِ‬ ‫ِ‬
‫يَكْش ُ‬
‫الضر والقبض من آثار مقام العز االلهي‪:‬‬
‫هناك آثار ترتتب على توجه مقام العز اإلهل يف عامل االمساء حنو مصاديق هذه‬
‫الضّر وعدم التوفيق‪:‬‬
‫املوجودات أو مصاديق هذه االمساء أو مظاهرها‪ ،‬ومن تلك االثار ُ‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪18‬‬
‫ني ))(االنبياء‪:‬‬ ‫َين م َّس ِين الضر و أَنْت أَرحم َّ ِِ‬ ‫قال تعاىل(( و أَي َ ِ‬
‫الرامح َ‬ ‫َ َ َُْ‬ ‫وب إ ْذ نادى َربَّهُ أ ه َ َ‬ ‫َ‬
‫‪)٨٣‬يف قصة النيب ايوب (عليه السالم) اهلل جعل هذا املرض حتت اسم الضر ومساه بالضر‪،‬‬
‫فمقام العز اإلهل عندما يأيت يسبب الضر ويسلب التوفيق عن االنسان‪ ،‬فاإلنسان خلقه اهلل‬
‫ألجل أن يعيش يف هذا العامل ومن خالل عيشه يتحقق ويطلع على االمساء االهلية شهودا ويف‬
‫قلبه وعلى الناس وعندما يرجع إىل اهلل تبارك وتعاىل يرجع مستجمعا هلذه الكماالت اليت‬
‫حصلها يف هذه الدنيا بسبب االطالع والتحقق باألمساء اإلهلية لكن عندما يأيت مامينعك عن‬
‫التحقق هبذه االمساء االهلية كاملوت بسبب توجه العذاب أو بسبب املرض أو أي ش ء مينعك‬
‫الضهر وعدم التوفيق ‪ ،‬وكذلك‬ ‫عن التحقق هبذه األمساء اإلهلية يكون هذا املانع عبارة عن ُ‬
‫القبض من آثار العز االهل باعتبار ان القبض ضمن خط احملو يف االحدية كما تقدم ونزوال مير‬
‫باللف واجلالل والقبض نزوال للغم‪.‬‬
‫كل موجود له حالة اضطرار هلل تبارك وتعالى‪:‬‬
‫كل واحد منا يف حياته له جتربه أو جتارب حول مسألة تضرعه واضطراره ملسألة ما إذ‬
‫حتصل عنده حالة االضطرار مث يتوجه للدعاء والطلب من اهلل تبارك وتعاىل ان يدفع عنه البالء‬
‫واهلل تبارك وتعاىل يكشف عنه الضر وُييب له طلبه كل واحد بل كل موجود‪ ،‬فاألمر غري‬
‫خمتص باالنسان‪ ،‬فاحليوانات واالشجار اكيدا عندهم حالة االضطرار وبالنسبة للحيوان نعرف‬
‫حباله ونشاهد مواقف كثرية له تثبت أنه عند االضطرار يدعوا اهلل تبارك وتعاىل ودعاء هذا‬
‫احليوان يوثر له تاثري‬
‫اتذكر مرة نقل أحد اساتذتنا أنه دخل ملكان يف يوم من األيام فوجد حيوانا صغريا وحاول‬
‫ان خيرجه بسد املنافذ وكذا إىل أن عرف هذا احليوان أن املنافذ قد سدت عليه فرفع يديه‬
‫للسماء كحال املتضرع فهذا يعين أن احليوان يتضرع وله اضطرار يتوجه به هلل‪.‬‬
‫وميكن االستدالل باآلية نفسها فقوله تعاىل((أمن ُييب املضطر)) فاخلطاب فيها عام‬
‫و(من )للعاقل فتثبت أن حالة االضطرار التتص باملسلم على اختالف مذهبه والتتص‬
‫باليهودي والتتص باملسيح بل عامة لكل إنسان أو لكل من ميتلك العقل بل كل‬
‫املوجودات بالعامل فاحليوان ميتلك شيئا من العقل واإلحساس والفهم وقد صرح القران ان هناك‬
‫ِ ِ‬ ‫تعاىل((و ما ِم ْن َدابٍَّة ِيف ْاأل َْر ِ‬
‫ض َو ال طائ ٍر يَطريُ‬ ‫َ‬ ‫حشر ملن يدب يف االرض وللطيور يف قوله‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪19‬‬
‫تاب ِم ْن َش ْ ٍء ُمثَّ إِىل َرههبِ ْم ُْحي َش ُرو َن))(االنعام‪)٣٨ :‬‬‫ِِبَناحْي ِه إِالَّ أُمم أ َْمثالُ ُكم ما فَ َّرطْنا ِيف الْ ِك ِ‬
‫ْ‬ ‫ٌَ‬ ‫َ‬
‫فمن دب يف األرض يشمل احليوانات والنباتات إذ للنباتات دبيب يناسبها فضال عن‬
‫احليوانات وكذلك الطيور اليت ذكرهتا اآلية كلها متتلك شيئا من العقل مبا يناسبها وإذا كان‬
‫هناك حشر هلا يوم القيامة فهناك إذن مشاكل يف حياهتم واهلل حياسبهم‪ ،‬فاآلية تثبت أن‬
‫للنباتات واحليوانات حشر وحساب وميكن أن نثبت ان اجلمادات لديها شيئا من الفهم‬
‫ض َو َم ْن فِي ِه َّن َو إِ ْن‬
‫السْب ُع َو ْاأل َْر ُ‬
‫ات َّ‬
‫السماو ُ‬ ‫واالحساس والعقل بدليل قوله تعاىل ((تُ َسبه ُح لَهُ َّ‬
‫يح ُه ْم إِنَّهُ كا َن َحلِيماً َغ ُفوراً))(االسراء‪)٤٤ :‬‬ ‫ِ ِِ ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫م ْن َش ْ ء إالَّ يُ َسبه ُح حبَ ْمده َو لك ْن ال تَ ْف َق ُهو َن تَ ْسبِ َ‬
‫وايات كثرية تثبت تسبيح املوجودات الذي يدل على الفهم واالحساس‪ ،‬فاحلشر الخيتص‬
‫باإلنسان بل يشمل کل املوجودات املادية والصورية‪ .‬و التسبيح الخيتص باالنسان بل يشمل‬
‫کل املوجودات املاديه واملثاليه وامللکوتيه واجلربوتيه وفقا لاليه الكرمية وقوله تعاىل((أمن ُييب‬
‫املضطر إذا دعاه)) تعين أن استجابة الدعاء يشمل کل من يشعر باالضطرار اال ان اضطرار کل‬
‫حتصل اهلل‬‫موجود حبسبه وفقا لالية الكرمية وحالة االضطرار موضوع هلذه اآلية املباركة مىت ّ‬
‫تبارك وتعاىل يستجيب‪.‬‬
‫تحصيل حالة اإلضطرار‪:‬‬
‫حتصيل وحتقيق حالة االضطرار يف اإلنسان تعتمد على أمرين‪:‬‬
‫االمر األول‪ :‬االعتراف بالخطأ والتقصير‪.‬‬
‫فيجب على اإلنسان أن يعرتف باخلطأ والبد أن ال يربر البالء‪ ،‬فمثال البد أن تعرف أن‬
‫حدوث الزلزال أوهجوم اجلراد على البالد هبذه الكثرة هذا عذاب اهل بسبب الذنوب‬
‫واألخطاء بسبب التقصري يف حقوق اهلل ال تقول أن هذا بسبب وجود اعداء‪ ،‬أو أمور جغرافية‬
‫أو بسبب كذا صار هذا البالء‪ ،‬أو ذاك‪ ،‬فالتربر حدوث الزلزال بأننا ضمن خط الزلزال‬
‫العامل ال تربر انه السبب بيوتكم ضعيفة والعالج نبين بيوتا قوية أو غريها من حلول الزم‬
‫تعرف أهنا عقوبة اهلية بسبب انعدام الرمحة بيننا فافراد اجملتمع اليرتامحون والقلوب متفرقة‪،‬‬
‫فعندما مل نكن رمحاء بيننا انسحبت الرمحة االهلية وإذا انسحبت الرمحة اإلهلية يايت دور العز‬
‫االهل ؛ ألن العز اإلهل مقابل الرمحة اإلهلية والرمحة ه أبرز االمساء اجلمالية‪ ،‬واذا خلت الرمحة‬
‫من الساحة والساحة حباجة السم يأيت‪ ،‬فالعز اإلهل يأيت دور العذاب االهل ‪ ،‬واالمساء‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪20‬‬
‫اجلاللية؛ ألن كل ش ء من األشياء البد أن يتصف بأحد االمساء االهلية جزئية أوكلية وهذا‬
‫الش ء اذا مل يتصف بالرمحة االهلية يايت دور االسم اآلخر وهو العز االهل ‪.‬‬
‫إذن أول ش ء الزم تعرتف بأنك اخطات وقبلت بأن هذا العذاب بسبب اخطاؤك‬
‫البسبب األعداء أو بسبب الطبيعة فإن كان هناك أعداء يستهدفون البالد فأنت رتب‬
‫أوراقك مع اهلل ورتب نفسك حىت اهلل يدفع عنك االعداء وكيدهم وهذا األمر أيضا ينطبق على‬
‫القبض يف بعض أسبابه وحاالته إذ هو بسببك أنت‪ ،‬وبسبب عدم رعاية املراقبة املناسبة لك‬
‫يأيت القبض‪.‬‬
‫األمر الثاني‪ :‬ترك التدبير والعمل بالتفويض‪.‬‬
‫صل حالة االضطرار هلل تبارك وتعاىل عند تعطيل‬ ‫يستطيع اإلنسان بل كل موجود أن حيُ ّ‬
‫تدبريه وعدم اتكاله على نفسه وخرباته وجتاربه وفهمه وادراكه وشعوره‪.‬‬
‫يعين للتجاوز عن املشكلة البد أن تعطل تدبريك ويكون حال االنسان بأنه أنا ال استطيع‬
‫أن أحل املشكلة‪ ،‬وال أيب‪ ،‬وال أخ ‪ ،‬وال أي شخص يف العامل يستطيع حلها‪ ،‬فهنا حيصل لديه‬
‫االضطرار‪ ،‬ومادام االنسان متكل على نفسه‪ ،‬وعلى اآلخرين‪ ،‬فلن حتصل له حالة االضطرار‪،‬‬
‫فالبد من تعطيل حالة التدبري‪ ،‬وتعطيل التوجه إىل الغري إذ عندما تعطل حالة التدبري تلتفت إىل‬
‫القدرة االصلية االساسية‪ ،‬فاطلب من اهلل خبالص وجودك و من صميم قلبك فاهلل يستجيب‬
‫لك‪.‬‬
‫التفويض كسر ربوبية النفس‪:‬‬
‫النفس االنسانية هلا حالة الربوبية وتتصور أهنا تستطيع أن تصنع أي ش ء؛ ألننا يف حياتنا‬
‫أي ش ء نريده نسعى لتحصيله وأحيانا إذا مانستطيع أن حنصله نعرف السبب وجنعله سببا‬
‫ماديا‪ ،‬فبسبب كذا وكذا وكذا مل أقدر على حتصيل كذا ومل استطيع التسلط على هذه األعمال‬
‫وهذه األمور بسبب عدم قدريت وكان بامكاين أن أكون قويا واجتاوز هذه االمور لو أن يل‬
‫القدرة الكافية‪ ،‬ومن هنا النفس يف مواجهة املشكالت اليت تقع يف حياهتا ترى أن حتصيل‬
‫القدرة من الواجبات والزم حتصل على القدرة حىت تتمكن من جتاوز املشكالت‪ .‬والقدرة اليت‬
‫يسعى اإلنسان إىل حتقيقها إما قدرة بدنية‪ ،‬أو قدرة فكرية من هنا يتبني ملاذا الناس يتخاصمون‬
‫ويتنافسون على حتصيل األموال ويصرفون أعمارهم يف حتصيل األموال؛ ألهنم يرون إن املال‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪21‬‬
‫يوسع من دائرة قدراهتم وإذا عندك كذا مليون دوالر يف البنك تصنع أي ش ء تريد‪ ،‬فالسبب‬
‫كما قلنا يف تاصم وتزاحم الناس على األموال هو السع لتوسيع دائرة القدرة إذ يرى‬
‫الشخص إنه إذا كان قويا‪ ،‬فنفس تتصرف أكثر‪ ،‬فتكون لنفس الربوبية أكثر واستطيع أُخضع‬
‫الناس استطيع أُخضع االمور‪ ،‬فال اهتم حىت بالزلزال إذا جاء على درجات عالية من مقياس‬
‫رخرت؛ ألين ابين بيوتا قوية‪.‬‬
‫ولو كنت مريضا فأستطيع أن اذهب اىل أفضل األطباء بل أراجع دوال غربية مثل باريس‬
‫أو لندن بل أعمل على اجراء فحوصات دورية كل ستة أشهر حىت أشخص حاليت اجلسدية‬
‫وأتأكد من عدم اصابيت باالمراض أما هوالء املساكني الذين ميوتون فهم يصل واحدهم‬
‫لالربعني من العمر ومل يعمل حتليال واحدا‪ ،‬أو فحص عام واحد؛ ألن هؤالء املساكني‬
‫صل املال حىت تتوسع دائرة نفسيته وربوبيته وقدرته‪.‬‬ ‫الميتلكون األموال‪ ،‬فالزم اإلنسان ُحي ّ‬
‫و اليقتصر األمر يف تدبري النفس على املاديات‪ ،‬فكثري من املشاكل الحتتاج األموال‬
‫الحتتاج النفوذ واألشخاص الحتتاج املاديات إذ حتل بالفكر الدقيق بالفكر العميق وكلها داخلة‬
‫يف اطار التدبري ومقابلة التفويض‪ ،‬إذن القدرة من مظاهر ربوبية النفس ومادام االنسان يرى إن‬
‫كسر ربوبية النفس‬‫نفسه قادرة على كل ش ء مادي ومعنوي‪ ،‬فال تفويض حيصل له مامل يُ ّ‬
‫وقدرهتا بالتفويض وأي وقت يأيت التدبري يعين ال يوجد اهلل تبارك وتعاىل‪.‬‬
‫وعليه عندما هتب رياح العز االهل (أو القبض) وألجل مقاومة ودفع هذه الرياح الزم‬
‫تتجاوز عن تدبريك وتتوجه إىل أن نفسك مع ربوبيتها مع قدرهتا مع تدبريها التستطيع أن‬
‫تصنع أي ش ء أمام العز االهل ‪.‬‬
‫و هذا املعىن البد أن تتيقن به من صميم ذاتك و إذا عرفت هذا املعىن الزم تضع التدبري‬
‫جانبا وإذا وضعت التدبري على جانب يأيت دور التفويض ولسان حالك‪ :‬ياهلل مااستطيع صنع‬
‫أي ش ء‪ ،‬فإذا جاء العز االهل اليوجد طريق اال التسليم مقابل مقام العز االهل ترفع يديك‬
‫إىل السماء ترتك التدبري التفكر بأنك تستطيع هترب‪ ،‬أو تصنع شيئا بل ضع التدبري إىل جنب‬
‫واجته حنو االضطرار قال تعاىل ((أمن ُييب املضطر إذا دعاه ويكشف السوء))وعندها‬
‫توجهت حنو االضطرار الذي معناه تفويض األمور إليه‪.‬‬
‫إذن أمرين لتحصيل االضطرار‬
‫أول ش ء االعرتاف القليب بأن ماتوجه إليك هو عذاب إهل ثاين ش ء أن ترتك التدبري‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪22‬‬
‫وإذا مت هذان االمرين حتصل لك حالة االضطرار واالضطرار عبارة أخرى عن االفتقار احملض‬
‫وإذا حصل لك الفقر احملض اهلل تبارك و تعاىل يفرج عنك‪.‬‬
‫حتول األمساء اجلاللية إىل امساء مجالية‪:‬‬
‫مقام العز اليدوم واالمساء االهلية اجلاللية يف النهاية تتحول إىل امساء مجالية فقصة النيب‬
‫يونس (عليه السالم) حتولت االمساء اجلاللية إىل مجالية يف النهاية وهناك اية كرمية ه قوله‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني ))(الصافات‪)1٤٣ :‬فاهلل تبارك وتعاىل جتلى على نبيه‬ ‫تعاىل (( فَلَ ْو ال أَنَّهُ كا َن م َن الْ ُم َسبهح َ‬
‫يونس (عليه السالم) بالعز يعين ابتاله هبذا االمر حىت حتصل له حالة االضطرار بسرعة او‬
‫تطول‪ ،‬فف قصة النيب يونس ظهور غريب لالمساء اجلاللية االهلية ولالمساء اجلمالية وكيفية‬
‫اهلروب من االمساء اجلاللية إىل االمساء اجلمالية‪ ،‬مث يف آخر األمر ما الذي صار؟ النيب يونس‬
‫(عليه السالم) مثاال وامنوذجا لكل السالكني إىل يوم القيامة صار من خالل الذكر اليونس‬
‫عز اهل وجالل اهل باالخري يتحول إىل مجال إهل ‪.‬‬ ‫يعين هذا العمل الذي يف ظاهره ّ‬
‫قصة السيدة (هاجر )على الرغم من أهنا مل تكن نبيا‪ ،‬أو وليا ولكن صاحلة ه ذهبت‬
‫ورجعت بني جبل الصفا واملروة سبع مرات لتطعم إمساعيل(عليه السالم) باألخري اهلل تبارك‬
‫وتعاىل فجر املاء أمامها بعني مسيت عني زمزم هذه الشخصية صار عملها سنُة بل من‬
‫الواجبات بعدها ولآلن عملها منهاج لكل االنبياء والصاحلني الكل تلتزم وهذه للرتكيز‪ ،‬فاهلل‬
‫تبارك وتعاىل ال يفرق بني النيب وغري النيب وأي واحد حيقق حالة االضطرار ويعمل هبذا يفتح له‬
‫املشاكل سواء كان هاجر‪ ،‬أو غري هاجر ال فرق عند اهلل تبارك وتعاىل‪.‬‬
‫االستغفار ودوره في دفع رياح العز اإللهي وبالتالي دفع القبض‪:‬‬
‫من أساليب مواجهة مقام العز اإلهل ‪ ،‬واهلروب من مقام العز االهل هو االستغفار‬
‫احلقيق ‪ ،‬فاالنسان‪ ،‬أو احليوان‪ ،‬أو أي موجود إذا يريد أن يبتعد عن العذاب ويبتعد عن توجه‬
‫العذاب اإلهل الناشىء من ظهور العز اإلهل البد أن يكون مستغفرا‪ ،‬واآليات صرحية حول‬
‫ت فِي ِه ْم‬ ‫ِ‬
‫((و ما كا َن اللَّهُ ليُ َع هذبَ ُه ْم َو أَنْ َ‬
‫هذا املعىن فقد ورد يف القران أن اهلل تبارك وتعاىل يقول َ‬
‫َو ما كا َن اللَّهُ ُم َع هذبَ ُه ْم َو ُه ْم يَ ْستَ ْغ ِف ُرو َن))(األنفال‪ ،)٣٣ :‬فيا أيها النيب إذا كنت يف قوم وبني‬
‫قوم‪ ،‬فاهلل اليعذب هؤالء القوم وإن بلغوا مابلغوا يف جرائمهم‪ ،‬فاهلل بربكتك‪ ،‬واحرتامك‪،‬‬
‫وحبرمتك ما يوجه إليهم العذاب والعقاب الدنيوي وأول ش ء يلفت انظارنا يف قضية االستغفار‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪23‬‬
‫أن اإلنسان يف االستغفار يقر بالذنب‪ ،‬فف االستغفار اظهار للذلة‪ ،‬فأنت تُذل نفسك وتقر‬
‫بالذنب‪ ،‬واإلقرار بالذنب حبد ذاته إقرار بالذلة واخلشوع وهذا االستغفار يف احلقيقة كسر للعزة‬
‫اليت االنسان يدعيها؛ ألن العزيز ال يستغفر وعندما تستغفر‪ ،‬فأنت لست عزيزا‪ ،‬وهبذا تقرتن‬
‫مبقام العز اإلهل ؛ ألنك ترى نفسك ليس بش ء‪ ،‬وترى نفسك مذنبا وتتنحى أمام اهلل تظهر‬
‫الركوع والسجود على مراتب واملهم حتصل لك حالة االنكسار وحالة الذلة وهبذا تقرتب من‬
‫ٍ‬
‫فحينئذ العز االهل ماذا يصنع؟ هو يستعد لينسف الذين قاموا بوجهه الذين‬ ‫مقام العز االهل ‪،‬‬
‫ادعوا العزة أما الذين ادعوا االنكسار ادعوا الذل‪ ،‬فالعز االهل اليشملهم‪ ،‬فاذن يكون‬
‫خروجهم مطابق القاعدة االصولية‪ ،‬فخروجهم خروج تصص ليس خروج تصيص حسب‬
‫املصطلح االصويل‪.‬‬
‫إذن املستغفر يصبح مساخنا مع مقام العزة اإلهلية‪ ،‬فأين ما يكون عند الرم بعيدا‪ ،‬أو‬
‫قريبا للرام وليس بعيدا عنه‪ ،‬فإنه ليس هدفا للرام فقد خرج تصصا بعد أن سانخ مقام‬
‫العز‪ ،‬سانخ غايات مقام العز إذ مقام العز يريد كسر العزة‪ ،‬و األنا وهذا املستغفر أعلن ذلته‬
‫وفقره مقدما‪.‬‬
‫أهمية االستغفار الكمي‪:‬‬
‫وال خيفى أنه البد يف االستغفار أن يكون فيه‪ ،‬أو يالحظ فيه االستمرار سواء‬
‫استفدنا هذا االستمرار يف االستغفار من حرف السني‪ ،‬فأصل االستغفار مأخوذ من مادة‬
‫(غفر) و إن السني تدل على االستقبال‪ ،‬والتوسع‪ ،‬واالستمرار‪ ،‬أو أن االستغفار يدل على‬
‫الطلب والطلب حالة نفسانية‪ ،‬واحلاالت النفسية دائما تستمر كحالة الغضب اليت حتصل‬
‫لالنسان‪ ،‬فالغضب يبقى ساعة‪ ،‬أو ساعتني وهذه احلاالت النفسانية بشكل عام تستمر قليال‪،‬‬
‫أو كثريا حسب حالة صاحبها‪ ،‬وعليه االستغفار ال يكون للحظة واحدة بل الزم يستمر؛ ألنه‬
‫عبارة عن طلب الغفران‪ ،‬فضال عن إن الطلب املوجود يف االنسان ال نسميه طلبا‪ ،‬والنطلق‬
‫عليه طلبا إذا جاء سريعا بثانية واحدة فقط بل ألجل تسميته بالطلب البد أن يكون ساعة‪،‬‬
‫أو نصف ساعة‪ ،‬ويف كل يوم ساعة‪ ،‬أو ساعتني‪ ،‬أو دائما‪.‬‬
‫إذن البد يف االستغفار من االستمرار واالستمرار عبارة أخرى عن استمرار الذل‪ ،‬واستمرار‬
‫الفقر‪ ،‬واستمرار االعرتاف‪ ،‬واالقرار بالذنب أمام اهلل تبارك وتعاىل وهذا االستمرار يكف أن‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪24‬‬
‫ُيعلك تدخل بداخل مقام العز االهل يعين مينع مقام العز االهل من التوجه اليك؛ ألنك‬
‫تستغفر وهذا االستغفار مستمر ليس حلظة واحدة وينته وهنا االستغفار ليس خيرج تصصا‬
‫فقط بل يكون املستغفر امتدادا ملقام العز وداخال فيه‪.‬‬
‫آثار االستغفار‪:‬‬
‫استَ ْغ ِف ُروا َربَّ ُك ْم‬
‫ت ْ‬‫وأما أصل االستغفار فله آثار كثرية موجود هذا املعىن يف القران ((فَ ُق ْل ُ‬
‫السماء علَي ُكم ِم ْدراراً‪ .‬و ميُْ ِد ْد ُكم بِأَمو ٍال و بنِني و َُيعل لَ ُكم جنَّ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ات َو‬ ‫ْ ْ َ َ َ َ َْ ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫إنَّهُ كا َن َغفَّاراً‪ .‬يُْرس ِل َّ َ َ ْ ْ‬
‫َُْي َع ْل لَ ُك ْم أ َْهناراً))(نوح‪ ،)1٢-1٠‬فالذين يطلبون الرزق ويكون رزقهم فيه إشكال فعليهم‬
‫األكثار من االستغفار ومن أهم التعاليم اليت يعلمها اساتذة العرفان والسلوك هو االكثار من‬
‫االستغفار‪ ،‬فانه يستجلب الرزق ويأيت به‪.‬‬
‫االستغفار واظهار العجز‪:‬‬
‫الولد الصغري هل يستطيع يصنع شيئا لنفسه؟ مايستطيع يصنع شيئا‪.‬‬
‫هل يستطيع أن ُيلب منافعه ويدفع مضاره؟ مايستطيع‪.‬‬
‫هل يستطيع أن يطبخ االكل؟ مايستطيع‪.‬‬
‫الش ء الذي يستطيع فعله البكاء فقط‪ ،‬فعندما ُيوع جل مايفعله أنه يبك ‪ ،‬فعندما‬
‫يبك الكل تتجه له األب‪ ،‬واألم‪ ،‬واألخ‪ ،‬واألخت‪ ،‬واخلالة‪ ،‬والعمة‪ ،‬واجلار‪ ،‬وكل الناس‬
‫ُيتمعون ويلبون حاجته والكل تنادي إن الولد يبك ‪ .‬والطفل عندما يبك ‪ ،‬فهو يظهر العجز‪،‬‬
‫فلماذا أنت تتعب حالك و حياتك من الصبح إىل الليل تذهب ميينا‪ ،‬ومشاال‪ ،‬وتسعى‪ ،‬وجتد‬
‫يف الطلب‪ ،‬وتتصارع‪ ،‬وتتعارك مع هذا‪ ،‬وهذا‪ ،‬ورمبا تصاب بسبب هذا اجلهد‪ ،‬واحلركة‬
‫باألمراض‪ ،‬فبدل هذه احلركة اعمل باالستغفار والناس يأتون إليك واحد يأيت باألكل‪ ،‬و واحد‬
‫يأيت باخلبز‪ ،‬وهكذا كل واحد يأيت يقدم لك شيئا؛ ألنك باالستغفار احلقيق اظهرت العجز‬
‫وهذا العجز يستجلب الرزق يف نظام العامل مثل الطفل بكاءه يستجلب رزقه‪ ،‬و حىت‬
‫احليوانات عندما يرون الطفل يبك بعض احليوانات تأيت إليه وحتاول إسعاده وحىت املالئكة‬
‫أمام بكاء الطفل عاجزة ويسعون لتلبية حاجة الطفل وحىت اجلان أوسخ املوجودات أمام الطفل‬
‫تكون عاجزة والوحوش أحيانا امامه عاجزة‪ ،‬وامللوك و السالطني كجنكيز خان و هتلر وستالني‬
‫عندما يرون طفال يبك حياولون اسكاته بش ء‪ ،‬أو يبدأون بالضحك أمامه ويعملون أفعاال‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪25‬‬
‫وأعماال كاملهرجني وهذا يعين إهنم نزلوا عن سطوهتم و نزلوا عن قهاريتهم و نزلوا عن مقام‬
‫عزهتم بسبب اللطافة اليت ميتلكها الطفل‪ ،‬الطفل يسخر العامل يسخر املوجودات ولكن مباذا‬
‫يسخرها بفكره‪ ،‬و بتخطيطاته‪ ،‬و بأعوانه‪ ،‬و بأنصاره ال بل بلطافته بإظهار عجزه‪ ،‬فلنكن‬
‫كذلك يف حياتنا نظهر العجز بأي ش ء علينا أن نبك أمام اهلل تبارك وتعاىل‪ ،‬فاالستغفار من‬
‫هذا الطريق يشبه بكاء الطفل والشخص الذي مل يرزق بأطفال أحد التعاليم اليت تعطى له انه‬
‫يبدأ ‪ ٥٠٠٠‬مرة يعمل باالستغفار باألسحار‪ ،‬أو يوزعه على اليوم وعمل كثري من الناس هبذا‬
‫التعليم وحصلوا على الولد ومن يريد الزواج عليهم باالستغفار ومن يريد األموال عليه‬
‫باالستغفار‪.‬‬

‫ينبغي للسالك أن يعرف‪:‬‬


‫‪ .1‬املهم _للسالك_ االستقامة على الطريق يف حاالت القبض وطلوع األمساء اجلاللية‬
‫مرتددة بني اجلمال‬
‫مثل الشجرة اليت تارة تُسقى باملياه وأخرى تبقى بال مياه‪ ،‬فكلّما كانت ّ‬
‫واجلالل تكون أقوى وأصمد وأرسخ جذوراً من الشجرة اليت دائماً تُسقى‪.‬‬
‫وحصول احلاالت اجلمالية تقريباً سهل إال أن االحتفاظ هبا صعب بسبب اإلمهال يف‬
‫املراقبة واجللوس مع أهل الغفلة‪ ،‬أو ترك الوظائف كتالوة القرآن واستماعه وترك احملاضرات‬
‫التوحيدية واالستغفار يف األسحار‪.‬‬
‫‪ .٢‬إن السالك لن يتزعزع بسبب القبض بل يبحث اكثر عن اسباب حتقق القبض‬
‫فيكشفها مث يزيلها حيت يزول القبض وذلك بالتشديد يف املراقبة قلبا وجوارحا‪.‬‬
‫‪ .٣‬واالنسان البد أن ال يتزلزل أمام القبض؛ ألن اهلل تبارك وتعاىل ال يستطيع كتمان‬
‫مجاله دائما ومن هنا ذكرنا إن االمساء اجلاللية ترجع إىل االمساء اجلمالية‪.‬‬
‫‪ .٤‬من أركان السلوك االستقامة على الطريق وعدم التنازل عن األسس اليت وصل اليها‬
‫السالك‪.‬‬
‫خطوات عملية لمعالجة حالة القبض‪:‬‬
‫‪ .1‬تالوة القران بصوت حزين‪ ،‬و استماعه‪ ،‬فللقرآن استماعا وتالوة وال سيما يف‬
‫االسحار والعصر دور كبري يف حتويل القبض إىل البسط‪.‬‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪26‬‬
‫‪ .٢‬التوسل بالنيب األكرم(صلى اهلل عليه واله وسلم) وباالئمة (عليهم السالم) وال سيما‬
‫نيب الرمحة صلى اهلل عليه واله‪ ،‬فالوجود املبارك للرسول األكرم (صلى اهلل عليه واله وسلم)‬
‫ت فِي ِه ْم‬ ‫ِ‬
‫بصورة عامة مانع للبالء ودافع لنزوله بنص القرآن الكرمي(( َو ما كا َن اللَّهُ ليُ َع هذبَ ُه ْم َو أَنْ َ‬
‫َو ما كا َن اللَّهُ ُم َع هذبَ ُه ْم َو ُه ْم يَ ْستَ ْغ ِف ُرو َن))(األنفال‪ ،)٣٣ :‬فهذه اآلية الشريفة تثبت أن وجود‬
‫الرسول املبارك دافع للبالء النازل من مقام العز اإلهل فلم يرد على األمة بالء عاما يف حياة‬
‫الرسول األكرم (صلى اهلل عليه واله وسلم) نعم‪ .‬بعد وفاة الرسول األكرم وانتقاله إىل جوار ربه‬
‫بدأت املشاكل تدرُييا تأيت لإلمة اإلسالمية ومل تصل لإلمة البالءآت بسرعة بل تأخرت مدة‬
‫من الزمن‪ ،‬فاآلية الكرمية تقول ((وأنت فيهم)) أنت فيهم ليس ِبسدك فقط بل فيهم هبيبتك‬
‫وهيمنتك الروحية‪ ،‬فالنيب بعد وفاته كانت هيمنته الروحية على القلوب موجودة وهيبته موجود‬
‫فالناس آنذاك مازالت حتب النيب وتراه أمامها على الرغم من انتقاله وعندما أمتد الزمن وخفت‬
‫اهليمنة الروحية واهليبة يف قلوب املسلمني للرسول األكرم بدأت املشاكل‪ .‬ولليوم إذا اإلنسان‬
‫أو السالك ان استطاع أن يتصل معنويا في المعنى ال في الصورة بالنبي األكرم وهذه‬
‫الصلة قوية فإن العذاب لن يصل إليه وإن كانت هذه الصلة ال تتحقق بسهولة بل تحتاج‬
‫إلى تضرع وابتهال مستمر لكن تحققها مانع وعاصم عن البالء‪.‬‬

‫‪ .٣‬اعطاء الصدقات على الرغم من قلتها فورا واالهداء إىل أحد االئمة (عليهم السالم)‪،‬‬
‫أو أحد االولياء الكملني‪.‬‬
‫‪ .٤‬قراءة االدعية العرفانية كدعاء اجلوشن الكبري واملناجاة الشعبانية ومناجاة االمام‬
‫السجاد (عليه السالم) وغريها‪.‬‬
‫‪.٥‬تغيري املكان من غرفة إىل غرفة‪ ،‬أو من بيت إىل بيت آخر‪ ،‬أو من مدينة إىل مدينة‬
‫أخرى كثريا ما يبدل القبض إىل البسط؛ ألن الروح متحدة مع اجلسد‪ ،‬فبتغيري مكان اجلسد‬
‫تتغري الروح‪ ،‬فتنتقل من حالة إىل حالة‪ .‬بعبارة أخرى تغيري املكان والسفر وتفريح النفس‬
‫باالستمتاع من املباحات‪.‬‬
‫‪ .6‬قراءة و استماع القصائد العرفانية والرتمن هبا‪.‬‬
‫‪ .7‬لقاء مع االقارب و االصدقاء من اهل الطريق او االتصال هبم‪.‬‬
‫‪ .٨‬مالحظة إن حالة القبض ه ايضا يف يد اهلل تعايل و هناك مصاحل‪.‬‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪27‬‬
‫‪ .9‬املراقبة ملعرفة ما هو سبب للقبض؟ هل تتجادل مع الناس؟ او تستمع الغيبة؟ او تقول‬
‫عبثا و لغوا؟ او ترك بعض الواجبات؟ مث تسعى إلصالحها‬
‫‪ .1٠‬االقرتاب الظاهري والباطين من األنبياء‪ ،‬واألولياء الكملني‪ ،‬فالبد أن نقرتب منهم‬
‫وال نبتعد عنهم‪ ،‬فاالقرتاب منهم مينع من توجه العذاب إلينا‪ ،‬مينع من توجه مقام العز االهل‬
‫إلينا؛ ألننا باالقرتاب من األنبياء واألولياء الكملني نكون اقرتبنا إىل اهلل‪ ،‬واالقرتاب من اهلل‬
‫ُيعلك تقرتب من الرام ‪ ،‬فهذا الرام الذي يرم بسهم يف أي مكان كنت يستطيع أن‬
‫يصيبك بسهمه إال إن تواجدت ِبنب الرام ‪ ،‬فإذا كنت ِبنب الرام ‪ ،‬الرام ما يستهدفك؛‬
‫ألنه سيستهدف نفسه‪ ،‬فاألنبياء واالولياء االهليون والكمل من االولياء هم مظاهر هلل تعاىل‪،‬‬
‫فإذا اقرتبت منهم ابتعد عنك السوء‪ ،‬ابتعد عنك السهم واليتوجه عليك سهم البالء والعذاب‬
‫والنقمة والعزة‪ .‬بعبارة أخرى‪ :‬اجللوس مع أهل الطريق وكلما كان أقوى يف السلوك يكون تأثريه‬
‫أكثر يف التخلص من العذاب والقبض‪.‬‬
‫‪ .11‬مطالعة احوال العرفاء وكلماهتم‪.‬‬
‫‪ .1٢‬تقبيل أيدي األب‪ ،‬أو األم‪ ،‬أو اجلد‪ ،‬أو اجلدة‪.‬‬
‫ملحق‪:‬‬
‫قصيدتان للشيخ قاسم الطهراني(دامت توفيقاته) من المجربات في رفع القبض‪:‬‬
‫القصيدة األولى‪ :‬القصيدة الغديرية بحق االمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين‬
‫(عليه السالم)‪:‬‬
‫اح األمري‬
‫يا ّأم عمرو اسقين ر َ‬
‫بشرى لكل الناس قد جاء الغدير‬

‫يا طريُ َغ هن َعلَ ٰى غصون حدائق ال‬


‫اطرب قد بدا ورد األمري‬
‫جنات و ُ‬

‫سكر الربيةُ من شراب غديره‬


‫َّ‬
‫فكأن العامل صار كاليوم النقري‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪28‬‬
‫فتح اإلله خزائن السر املصون‬
‫للخلق إمتاماً ًً؛ فقد فاح العبري‬

‫وترى السرور على وجوه راضية‬


‫وترى ملطخةً وجوهاً بالغبري‬

‫ظهر اإلله َعلَ ٰى اخلالئق دائماً‬


‫تشبيه وتنز ٍيه مثري‬
‫ما بي ن ٍ‬

‫ك يف إسالمه‬
‫كم بي ن من قد ُش َّ‬
‫وبي ن من قيل هو احل القدير‬

‫يف الذات ممسوس عل ٌّ يف األزل‬


‫أي‪ :‬كان مصحوباً مع احلق اخلبري‬

‫العز ال‬
‫فاق العُلى يف اجملد و ّ‬
‫عل ّ يف كل إقليم هو نعم األمري‬

‫ولقد جتلى احلق فيه بكامل ال‬


‫أمساء واألوصاف والشأن الكبري‬

‫األقل من اجلبال وال من الش‬


‫ليس َّ‬
‫البصري‬
‫ُ‬ ‫جر الَّ ِذي نادى‪ :‬أنا احلق‬

‫هو نقطة البا للوجود ولو أذن‬


‫ألبا َن أسراراً معبّأة بالضمري‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪29‬‬

‫هو برزخ بي ن اإلله وخلقه‬


‫فإىل الصعود إِ َ ٰىل النزول هو املشري‬

‫هو مظهر للروح‪ ،‬أي‪ :‬روح القدس‬


‫صري‬‫فإليه كل اخللق كدحاً سي ِ‬
‫ََ‬

‫آدم‬ ‫ِ‬
‫الويل قُبيل خلقة َ‬
‫صار ُ‬
‫افق مع كل أصناف البشري‬
‫ومر ٌ‬

‫الوجود رهي ن ِ‬
‫جود جنابِِه‬ ‫ِ‬ ‫كل‬
‫ُ‬
‫كوع َعلَ ٰى الفقري‬
‫اخلامت ر َ‬
‫َّق ْ‬ ‫صد َ‬
‫وتَ َ‬

‫ِ‬
‫بصوت حيدر مرًة‬ ‫احلبيب‬ ‫ناد‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫فوق العروش وفوق ذي القوس األخري‬

‫أنت اجلنان وال نريد سواك يا‬


‫ش القرير‬
‫العْي َ‬
‫من يُقسم األرزاق و َ‬

‫جهنم يا بَاحلسن‬
‫عد عنك ٌ‬‫البُ ُ‬
‫ال يرتضيه سوى صوْحيَ ِ‬
‫اب احلمري‬ ‫َُ‬

‫ما ذرةٌ يف الكون حتوي قدرةً‬


‫ِ‬
‫أو علماً إالَّ ٌ‬
‫طالب عو َن األمري‬

‫احلول منك أبا احلسن‬


‫وقد استمد َ‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪30‬‬
‫أشقى الورى يف الضرب بالسيف املبري‬

‫كل الصور‬ ‫الكل يف ه‬


‫صحبت َّ‬
‫َ‬ ‫ولقد‬
‫وبك استجار الكل يا نعم اجملري‬

‫يكف لغربةِ ذرةٍ من نظرةٍ‬


‫تصعد هبا فتصري كالقمر املنري‬

‫كنت يف قعر اجلحيم موطَّناً‬


‫لو َ‬
‫موالي أخرجك وألبسك احلرير‬

‫شحاداً حليفاً للثَّرى‬


‫كنت ّ‬
‫لو َ‬
‫َّتوجك املوىل وأعطاك السرير‬

‫نادر يف العجم‬
‫أعطى حزام امللك َ‬
‫نزع احلز َام ويف املكان عن الشرير‬

‫سيد خامنه‬
‫أعطى لواء امللك َ‬
‫وقتاً يعز عليه من ٍ‬
‫سند ظهري‬ ‫ّ‬

‫عني اهلدى‪ ،‬كهف الورى‪ ،‬غوث السوا‬


‫مضطر إذا نادى األمري‬
‫ٍّ‬ ‫وجميب‬
‫ُ‬

‫ك بَلِيَّةٌ أ َْو نَكْبَةٌ‬


‫وإذا أَتَ ْت َ‬
‫فاطلبه غوثاً؛ إِنَّهُ نِ ْع َم النصري‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪31‬‬
‫حب له‬
‫عجباً ملن يف قلبه ٌّ‬
‫كيف خياف من اللظى ومن السعري‬

‫إن كان ذنبك كاجلبال تراكماً‬


‫ال تفزع يا نفس من غضب النذير‬

‫حيدر تم ْد أمام إرادتِه‬


‫يل ٌ‬ ‫َ‬
‫ثلج الزمهرير‬
‫ويذوب ُ‬
‫ُ‬ ‫اجلحيم‬
‫ْ‬ ‫نار‬
‫ُ‬

‫ولقد سرى يف كل ذرةٍ امسُه‬


‫السميع هو البصري‬
‫ُ‬ ‫فهو الويل هو‬

‫افل‬ ‫حديث ِ‬
‫قرب نو ِ‬ ‫ُ‬ ‫يشهد عليه‬
‫ورواه طائفتا ْن وكان هو الشهري‬

‫نسب إليك ُساللةً‬


‫عجباً ملن يُ ْ‬
‫قلت يف اجلم الغفري‬
‫نكر بياناً َ‬
‫يُ ْ‬

‫اخلطاب ُمقطَّعاً يف أَثْرنا‬


‫َ‬ ‫وترى‬
‫ورواتُه واعون للعلم الغزير‬

‫بن طلحةَ شافع ْ بتواتُِر ال‬


‫شهد ُ‬
‫َ‬
‫املسمى بالبيان وقد أُعري‬
‫خرب ّ‬

‫االسم واملذهب لدى أهل اهلوى‬


‫العكس اجلدير‬ ‫و ِ‬
‫الت و ُ‬‫اجلهل والغَ َف ْ‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪32‬‬

‫شيعة أو ٍ‬
‫سنة‬ ‫وعشرييت من ٍ‬
‫العشري‬
‫ُ‬ ‫نعم‬
‫قدره‪َ ،‬‬
‫من كان يعرف َ‬

‫األمر الذي‬
‫ينكر َ‬ ‫وقطيعيت من ُ‬
‫ذات اهللِ ح ّقاً لألمري‬
‫آتاه ُ‬

‫فإىل جهنم صار كل مش ّك ٍ‬


‫ك‬ ‫َ َ‬
‫بئس املصري‬ ‫لقد‬ ‫‪،‬‬‫ً‬‫ال‬ ‫فض‬ ‫ر‬ ‫أو ِ‬
‫منك ٍ‬
‫َ‬

‫مثل ما‬
‫عجز الفالسف ْة أن يقولوا َ‬
‫قال األمري‬ ‫حول ِ‬
‫اإلله احل هق قد َ‬ ‫َ‬

‫داخل يف الش ء ال باالمتزا‬


‫هو ٌ‬
‫ِج وخار ُج األشياء من دون النكري‬

‫أهل القلوب عليه جمموعون‪ ،‬أي‪:‬‬


‫فإىل أمري املؤمنني هو النفري‬

‫حنن صنائع ربنا قول له‬


‫والناس بعد عليه بالدور يسري‬

‫روح فداك أبا تراب إنين‬


‫ترب لنعلك فارحم الولد الصغري‬

‫دت وجه بالذنوب َوإَِّمنَا‬


‫سو ُ‬
‫َّ‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪33‬‬
‫لت أن تنظر إىل هذا الضرير‬
‫َّأم ُ‬

‫زرعت بِ ِسهرهِ‬
‫أجنز لقاس ِم ما َ‬
‫يات ليس بالصعب العسري‬ ‫من أُمنَ ٍ‬
‫ْ‬

‫أهل احلجاب يرون شيئاً مشكالً‬


‫مسهول يسري‬
‫ٌ‬ ‫كل األمور لديك‬

‫ض لنا‬ ‫ِ‬
‫يا حبر توحيد اإلله أَف ْ‬
‫اخلري الكثري‬
‫ُجَرعاً بر ٍاح يوجب َ‬

‫طَهر بنور ِو َ‬
‫الك أرواحاً لنا‬
‫‪٣‬‬
‫ت بأنو ٍاع من الشرك املرير‬ ‫ِ‬
‫َجن َس ْ‬
‫فبإذنه يسلك صراط احلق إي‬
‫حقا صراط عل أدق من الشعري‬

‫قطب رحى التوحيد أقصى مقصدا‬


‫لقوافل السالّك يا نعم األمري‬

‫ناد عليّا يف النوازل واحملن‬


‫‪٤‬‬
‫سريد باإلعجاز يف الوقت القصري‬‫ّ‬

‫‪ 3‬كتب هذا المقطع بتاريخ‪ 18:‬ذو ا ْلح َِّجة ‪1433‬في بيروت الضاحية الجنوبية‪.‬‬

‫‪ 4‬تكملة للقصيدة في مشهد المقدسة مجاورا السلطان علي بن موسى الرضا المرتضى صلوات هللا وسالمه‬
‫عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين‪.‬‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪34‬‬
‫القصيدة الثانية‪ :‬بحق االمام الجواد(عليه السالم)‪:‬‬
‫وه ومن اجملربات الرتفاع القبض وحتصيل البسط بواسطة التوسل باالمام اجلواد (عليه‬
‫السالم)‬

‫إن صار قليب حزينا من البعاد‬


‫او موجعا من ظلم العباد‬
‫فما له غري تسليم وجه‬
‫حنو التق الطاهر اجلواد‬
‫من قصيدة أنشدها شيخنااالستاذ الطهراين(حفظهاهللتعالی) لإلمام اجلواد(ارواحنافداه)‪.‬‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪35‬‬
‫المحتويات‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪1 ......................................................‬‬
‫وطرق عالج القبض يف الفكر العرفاين ‪1 ........................................‬‬
‫حبث مستل من كلمات وحماضرات الشيخ قاسم الطهراين ‪1 .......................‬‬
‫توطئة‪1 .................................................................... :‬‬
‫تركيبة االنسان‪1 ............................................................ :‬‬
‫رجوع االمساء اجلاللية إىل االمساء اجلمالية‪1 .................................... :‬‬
‫اجلالل والعز اإلهل ال يبقى كثريا مبعىن(إن القبض اليبقى كثريا)‪٢ ................ :‬‬
‫حقيقة القبض والبسط موجودة يف كل العوامل‪٣ ................................. :‬‬
‫خط احملو وامتداده نزوال يف عامل املادة‪٥ ........................................:‬‬
‫خط الصحو وامتداده نزوال يف عامل املادة‪٥ ..................................... :‬‬
‫التشبيه والتنزيه يرجعان للخلق‪٥ ............................................... :‬‬
‫ال ميكن جعل القبض والبسط دليال على البعد والقرب عن اهلل دائما‪٥ ............ :‬‬
‫مالحظة االفكار ومعرفة مايشغلها من طرق معرفة القرب والبعد عن اهلل تبارك وتعاىل‪:‬‬
‫‪٥ ..............................................................................‬‬
‫نسبة أفعال السالك هلل تبارك وتعاىل من طرق معرفة القرب والبعد عن اهلل تبارك‬
‫وتعاىل‪6 ........................................................................ :‬‬
‫السبب يف عدم شعور أهل املعاص بالقبض‪6 .................................. :‬‬
‫أسباب القبض‪6 ............................................................ :‬‬
‫االحساس بالقبض يف بعض حاالته من أدلة التقدم بالسلوك‪7 ................... :‬‬
‫حالة القبض حالة طبيعية لكل سالك‪7 ........................................:‬‬
‫أوال‪ :‬األسباب الداخلية‪ :‬اجلواحنية واجلوارحية‪٨ .................................. :‬‬
‫أ‪ :‬شاكلة السالك وظروفه الروحية‪٨ ........................................... :‬‬
‫ب‪ :‬ترك االعمال العبادية املعتادة‪٨ ........................................... .‬‬
‫ج ‪ :‬عدم املراقبة يف القلب وخطور اخلواطر النفسية أو الشيطانية‪٨ ................. .‬‬
‫ثانيا‪ :‬األسباب اخلارجية‪٨ .................................................... :‬‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪36‬‬
‫أ‪ :‬مشاهدة أو جماورة أهل الغفلة‪٨ ............................................ :‬‬
‫أمور البد من التنبيه عليها‪9 .................................................. :‬‬
‫االول‪ .‬جمالسة غري أهل الطريق‪9 .............................................. :‬‬
‫الثاين‪ :‬عدم االصغاء لكلمات املخالفني للتصوف والعرفان‪1٢ ................... .‬‬
‫طريقة تقييم أهل املعرفة لطاليب السلوك‪1٣ ..................................... :‬‬
‫اجلمع بني مصاحبة أعداء التصوف وأهل التصوف تسبب النفاق‪1٤ ............. :‬‬
‫ب‪ :‬االتصال بقوى شريرة كاجلن‪1٤ .......................................... :‬‬
‫ج ‪ :‬مطالعة الكتب تؤثر يف السالك قبضا وبسطا حسب حال مؤلف الكتاب‪1٥ .. :‬‬
‫األثر املتبادل للمساخنة بني طالب السلوك‪16 ................................. :‬‬
‫د‪ :‬بعض األذكار واألوراد اجلاللية‪16 ......................................... :‬‬
‫ه ‪ :‬التشتت‪16 ............................................................. .‬‬
‫أمهال املراقبة لدى السالك‪16 ................................................ :‬‬
‫من عالمات القبض الذي اليتعلق بامهال املراقبة أن يأيت بعده بسط مستمر‪16 .... :‬‬
‫دور املراقبة يف السلوك‪17 .................................................... :‬‬
‫االضطرار والتفويض‪17 ..................................................... :‬‬
‫الضر والقبض من آثار مقام العز االهل ‪17 .................................... :‬‬
‫كل موجود له حالة اضطرار هلل تبارك وتعاىل‪1٨ ................................ :‬‬
‫حتصيل حالة اإلضطرار‪19 ................................................... :‬‬
‫االمر األول‪ :‬االعرتاف باخلطأ والتقصري‪19 .................................... .‬‬
‫األمر الثاين‪ :‬ترك التدبري والعمل بالتفويض‪٢٠ .................................. .‬‬
‫التفويض كسر ربوبية النفس‪٢٠ .............................................. :‬‬
‫االستغفار ودوره يف دفع رياح العز اإلهل وبالتايل دفع القبض‪٢٢ ................. :‬‬
‫الكم ‪٢٣ ................................................... :‬‬
‫أمهية االستغفار ّ‬
‫آثار االستغفار‪٢٤ .......................................................... :‬‬
‫االستغفار واظهار العجز‪٢٤ ................................................. :‬‬
‫ينبغ للسالك أن يعرف‪٢٥ ................................................. :‬‬
‫حقيقة القبض والبسط ‪.....................................‬الشيخ قاسم الطهراين‬
‫‪37‬‬
‫خطوات عملية ملعاجلة حالة القبض‪٢٥ ........................................ :‬‬
‫ملحق‪٢7 .................................................................. :‬‬
‫قصيدتان للشيخ قاسم الطهراين(دامت توفيقاته) من اجملربات يف رفع القبض‪٢7 .... :‬‬
‫القصيدة األوىل‪ :‬القصيدة الغديرية حبق االمام عل بن أيب طالب أمري املؤمنني (عليه‬
‫السالم)‪٢7 .....................................................................:‬‬
‫القصيدة الثانية‪ :‬حبق االمام اجلواد(عليه السالم)‪٣٤ ............................. :‬‬

You might also like