Professional Documents
Culture Documents
توطئة:
أطوار السالك غريبة جدا؛ ألن النفس مرتبة نازلة من احلق ومتسعة بسعته ،فأحيانا ُتف
فيها اجلبال والعوامل وأحيانا ال خيفى عليها القش وذلك حسب توجه النفس ومراقبتها.
تركيبة االنسان:
االنسان بشكل عام معجون من االمساء اإلهلية اجلزئية والكلية املتعارضة وهذا التعارض
الداخل بسبب تعارض مقتضيات األمساء االهلية ،فكل منها حياول أن يلتقط زبائن لنفسه
وهذا التعارض يتضائل بالسلوك القهري ،أو االختياري يف النشآت الوجودية شيئا ،فشيئا من
املادة ،واملثال ،والقيامة ،واجلربوت حىت يصل اىل االسم (اهلل) اجلامع لكل االمساء والذي
تضمحل عنده حدود االمساء ورسومها وبالتايل ينته العراك والتعارض والتزاحم قال تعاىل((يا
ايها االنسان انك كادح اىل ربك كدحا فمالقيه))(االنشقاق.)6 :
وأحيانا يتغلب على االنسان القبض ،والتشتت ،واالضطراب بسبب خمالفة أوامر االئمة
(عليهم السالم) ،أو األولياء الكملني كاإلمام الرضا (عليه السالم) وقد تطول حالة القبض
لسنوات.
رجوع االسماء الجاللية إلى االسماء الجمالية:
إال أن االمساء اجلاللية سينته أمدها يف آخر املطاف وترجع إىل االمساء اجلمالية آفاقيا،
وأنفسيا والبد من أصالح األمر مع االمام الذي خالف االنسان أوامره بالتضرع ،والتوسل،
واالبتهال ،و االستغفار.
ِ
ضطََّر إِذا َدعاهُ
يب الْ ُم ْ
فالتضرع واالبتهال الناش ء من حالة غلبة حالة االضطرار ((أ ََّم ْن ُُي ُ
ف السوءَ ))(النمل )6٢ :إذا حصلت إلنسان ،أو ألي حيوان ،أو ألي موجود حالة ِ
َو يَكْش ُ
االضطرار إىل اهلل تبارك وتعاىل من خالل ترك التدبري وغلبة حالة التفويض وتوجه بكامل
وجوده إىل اهلل تبارك وتعاىل وشهد باملشاهدة احلقيقية عدم قدرته على دفع املشاكل والباليا
حقيقة القبض والبسط .....................................الشيخ قاسم الطهراين
2
والعذاب االهل حينئذ سوف ينصرف عنه البالء وينصرف عنه العذاب.
1للتوسع يف موضوع الشاكلة مراجعة حبث الشاكلة مفهومها وأمهيتها وتطبيقاهتا يف الفكر العرفاين للشيخ قاسم الطهرين.
حقيقة القبض والبسط .....................................الشيخ قاسم الطهراين
9
والطغيان والكفر ،أو جماورة أهل الغفلة ،وأهل املعاص ،فالكدورة تنتقل إليه بشكل غري ارادي
إذ ينتقل ملكوت أهل املعاص إىل السالك وفقا لقانون اجملاورة اليت ه املسيطرة على العوامل
املادية واملثالية واملعنوية.
وكذلك األمر يف البسط ،فإنه إذا مل يكن سببه عمله اجلوارح ،أو اجلواحن ،فمن املمكن
سببه جمالسة الصاحلني ،أو دعاؤهم.
أمور البد من التنبيه عليها:
االول .مجالسة غير أهل الطريق:
إذا جالست غري أهل الطريق كثريا ،أو قليال وأحسست بالفرح معهم والركون والسكون
معهم فهذا مؤشر على عدم الصدق يف السلوك .أحيانا بعض الناس يضطر للجلوس مع
املعارضني للعرفان لكن إذا بدأت باملزاح ،والفكاهيات ،وفتحت قلبك له وهو فتح قلبك له
وبدأت بالتبادل معه باحلديث وعندما انتهى اجمللس تشعر بالفرح ،فأنت منافق ،فال تدرس
الفصوص ،وال تدرس أحسن الكتب العرفانية وال تتكلم عن العرفان ،والسلوك ولو كنت
استاذا ،فهذا دليل على النفاق ،فكيف جتلس مع من ليس بينك وبينه جمانسه والمشاهبة؟
كيف جتلس؟ وكيف تفرح؟
هذا دليل على أن الروح ليست عاشقة للطريق وإال لو كانت عاشقة ،فهذا العشق الزم
ينتشر يف كل قواك يف كل وجودك حبيث ماتستطيع أن جتلس مع أهل الغفلة و ماتستطيع أن
جتلس مع املعارضني للعرفان والعكس صحيح إذا أنت جتلس مع أهل الطريق وتشعر بالفرح،
واذا جتلس مع أهل الغفلة واملعارضني تشعر بالضغط يف نفسك تشعر كأنك غري مرتاح هذا
الش ء وهذا األمر واضح ماحيتاج إىل استدالل ماحيتاج الذهاب اىل الطبيب النفس بل تراجع
نفسك هل تفرح بالعيش بالكالم باحملادثة مع املعارضني مع أهل الطريق ومع أهل الغفلة ،أو
تشعر بالضغط.
هنا أذكر حكايتني األوىل سألوا أحد اهل املعرفة املاضني :ماه عالمة السالك الصادق
وكان من كبار العرفاء قال :إذا ُيلس مع غري أهل الطريق يشعر كأنه بالسجن وعندما يغادر
جملسهم يشعر كأنه خرج من السجن وبالعكس إذا ُيلس مع أهل الطريق لو كان عنده مهوم
الدنيا وغمومها تزول كل هذه اهلموم وكل هذه الغموم بسبب السنخية بينهم بسبب إن هذا
الشخص الذي جلس معه روحه لطيفة ،و مساخنة معه ،فيشعر باالحتاد ،فأحيانا االنسان
حقيقة القبض والبسط .....................................الشيخ قاسم الطهراين
10
ُيلس مع بعض االشخاص يشعر كأن أحدهم اخذ يده وبدا يضغط عليها يف كل االجتاهات
بقوة حبيث يشعر إنه اآلن ميوت وأحيانا بالعكس ُيلس مع أحد ينسى أنه ماعنده االموال
وينسى أن عنده ألف مشكلة وألف مرض وألف علة.
احلكاية الثانية:
اهلل يرحم استاذنا السيد مرتضى املقدس (قدس سره)كان يقول :يف قليب ويف صدري
حب شديد عميق لكل األولياء من أول اخللق إىل اآلن ،فقليب مايتحمل .قليب مل ء حبب كل
السالكني.
يعين كل السالكني من شىت الطرق :األنبياء ،واألولياء ،وأهل السلوك حبهم موجود يف
قليب بشده ،وأي أحد يف الطريق أنا أحبه ال بالفكر بل بالقلب هذا معناه إنه صادق يف طلبه.
حيصل منه على ش ء وال يعطيه ش ء؟ وكل وإال ملاذا االنسان حيب الشخص الذي ال ّ
الفكر اليوم عند أغلب الناس هو البحث عن الفائدة املرجوة من كل خطوة خيطوهنا ،فيسأل
االنسان بداية ماهو النصيب يل _على خمتلف أنواع النصيب_ اذا يل منه نصيب أنا
أجلس وإذا اليوجد يل نصيب ال أجلس مثل التجار إذ ال ُيلسون مع أحد إال حيسبون كم
يصل إليهم منه ،أويسألون هل يصل منه ش ء أم ال يصل مع إهنم أثرياء يقولون :لو خسرت
يف يوم من األيام يف التجارة هذا فالن هذا احلاج يساعدين وهو اليعلم إنه لو جاء ذاك اليوم
وخسر فإن كل الناس جتتمع وتتفق على ركله وسحقه.
يف احلقيقة السالك الصادق ليس له شغل يف هذه الدنيا إال الوصول إىل اهلل تبارك وتعاىل
واجللوس مع أهل الطريق مع الذين حيبون اهلل وقد ورد ((اللهم ارزقين حبك ،وحب من حيبك،
وحب كل عمل يوصلين إىل قربك)) فالحظ مرتبة العمل يف احلديث متأخرة إذ وقع العمل يف
املرتبة الثالثة ،فحب اهلل ،وحب من حيب اهلل ويف الثالثة يأيت حب العمل.
من هنا ال ميكن اجلمع بني حمبة رموز التصوف االسالم مثل ابن عريب وحمبة رموز
الظاهر اعداء التصوف مثل ابن تيمية ،والوهابية ،وأي أحد يقول أنا مجعت هو كاذب،
ومنافق شاء أم أىب؛ ألن التقابل هنا تقابل السلب ،واإلُياب ال تقابل الضدين وال تقابل
املثلني وال تقابل العدم وامللكة.
على كل تقدير اجللوس مع أهل الطريق وأن حيب االنسان اجللوس مع أهل الطريق يزيد
حقيقة القبض والبسط .....................................الشيخ قاسم الطهراين
11
يف طاقات االنسان كأنك ذهبت حملطة الوقود وتزودت بالوقود .اهلل يرحم استاذنا السيد كمال
املوسوي (قدس سره) يف اجملالس اليت كانت تعقد يف خدمته كان يقول :كل واحد منا مثل
كأس املاء ،وعندما يصب املاء يف كأس كل واحد منا يصبح حجم املاء الكل كبريا يعين :أنا
ضئيل ،وأنت ضئيل لكن كلنا اذا اجتمعنا نصبح كمية كبرية ،فاجتماع القلوب هبدف واحد
يستجلب الرمحة االهلية من السماء واهلل تبارك وتعاىل إذا نظر لواحد من هؤالء تصل نظرته إىل
الباقني ألن اجتماعهم اجتماع قلوهبم مثل اسالك الكهرباء إذ تنتقل الكهرباء والطاقة من هذا
إىل هذا لتشمل اجلميع.
إذن اجتماع القلوب احتاد القلوب بني أهل الطريق أساس الطريق .واالربعينيات واالوراد،
واألذكار جيدة أيضا لكن يف املرتبة الثالثة ،فإذا متت احملبة يف اهلل ،واالجتماع القليب واالحتاد
القليب يُفتح الطريق أمام السالك للوصول إىل اهلل تبارك و تعاىل.
إذن شغلنا الشاغل يف هذه الدنيا عبارة عن الوصل هلل تبارك وتعاىل ،ومشاهدته يف
املظاهر احلسية.
وأما اجللوس مع الباقني اجللوس مع أهل الغفلة ضرورة للحياة والضرورات تقدر بقدرها،
فباملقدار الضروري جتلس مع الناس كما قال أحد املشايخ :أنت متش إىل املخبز تشرتي خبزا
ماذا تصنع تدفع املال وتأخذ اخلبز؟
هل تتكلم بالتفاصيل؟ صار كذا وصار كذا ال حبييب التتكلم بالتفاصيل :أنا اعط املال
وأنت اعطيين اخلبز خالص ال تتكلم مع البائع وغريه.
اتذكر أحد االشخاص ذهبت زوجته لشراء اخلبز وتأخرت ساعة ،أو ساعة ونصف
وبعدما رجعت هذا الزوج قال هلا :لقد تأخرت يف شراء اخلبز.
قالت :اي صار تأخري.
قال هلا :هل تكلمت مع أحد.
قصت عل ّقالت :إي .امرأة كانت هناك عندها مشاكل يف البيت مشاكل مع األوالد و ّ
قصتها.
قال هلا :ماشاء اهلل وأنت ماذا قلت هلا.
قالت :أنا قلت هلا إن زوج كذا وكذا.
قال :ماشاء اهلل أنت ذهبت تشرتي خبز أم ماذا؟
حقيقة القبض والبسط .....................................الشيخ قاسم الطهراين
12
فالدنيا هكذا واجللوس مع االخرين البد يكون على أساس سد الضرورات ال أكثر ،فإذا
جتلس مع أهل الغفلة ،أو مع أعداء العرفان أكثر وقتك ،فهم يلتقطونك ويأخذونك وتنجذب
إليهم أكثر ،فأكثر بشكل أوتوماتيك .
إذن اجللوس مع هؤالء الزم يكون باملقدار الضروري معه وال تفتح قلبك هلم ال أن تتعارك
معهم لكن ال تفتح قلبك هلم هذا أول ش ء.
الثاني :عدم االصغاء لكلمات المخالفين للتصوف والعرفان.
االصغاء لكلمات املخالفني للتصوف واملعاندين للتصوف حبيث يبحث عن كلماهتم
حبجة التعرف على الكلمات ويقول :ألرى ما يقول وكذا ،فهذا يضر والسيما املبتدئني؛ ألهنم
ال يستطيعون جتزئة املطالب وال يستطيعون أن يدركوا املطالب وقد ورد يف الرواية الشريفة عن
النيب األكرم (صلى اهلل عليه واله وسلم)((من أصغى إىل ناطق فقد عبده)) ،فتوجه القوى
الباطنية ،والظاهرية حنو من ينكر هذا الطريق .وهذا التوجه تدرُييا يولد احلب بينهم وفقا
لقانون اجملاورة وإذا اثنني وش ء ُياور أحدمها االخر بالتدريج هذا الش ء يتأثر هبذا الذي
جاوره .مثال :حنن لو كنا يف سفينة السفينة خرقت وغرقت يف البحر واضطررنا أن ندخل إىل
جزيرة ليس فيها أحد ،فدخلنا يف هذه اجلزيرة ووجدنا قفصا ويف القفص يوجد دب وبقينا يف
هذه اجلزيرة ملدة سنة ،أو سنتني ،أو ثالثة سنوات ،فعلى الرغم من أن هذا الدب حمجوز و ما
يضرين ،وأنا ال أضره ،ولكن تدرُييا حتصل بني االنسان الذي يف اجلزيرة والدب عُلقه حبيث إذا
يوم من األيام أغادر هذه اجلزيرة أبقى أفكر هبذا الدب؛ ألننا أصبحنا أصدقاء على الرغم من
أنه ال يوجد كالم بيننا ،وال يوجد ش ء بيننا إال انه بقانون اجملاورة فقط حدثت بيننا هذه
العلقة.
فقانون اجملاورة هكذا ووفقا لقانون ب(افلوف) أي اثنني أي شيئني إذا تكررا صار بينهم
تكرار ،فالواحد يدل على اآلخر ،واآلخر يدل على الواحد وكذلك حيصل بينهم احلب.
أحيانا موجود يف بعض األماكن من عجائب الدنيا أن حيوان معادي حليوان آخر مثال
الذئب ،أو االسد وهو عدو للماعز ،أو مايشابه املاعز نالحظ أن كليهما موجودان يف قفص
واحد (االسد واملاعز) وصار بيناهتم مودة ،فال هذا يتعارك مع هذا ،والهذا خياف من هذا،
فلماذا صار األمر هكذا اجلواب :بسبب قانون اجملاورة وصار بينهم تكرار ،فمثال أنت ال تعتقد
حقيقة القبض والبسط .....................................الشيخ قاسم الطهراين
13
بالشيخ ابن تيمية ولكن كل يوم تقرأ كتبه وهذا يعىن أنت جتلس معه وتستمر هذه القراءة
لعشرين سنة ،فهنا قانون اجملاورة يؤثر ،فال ُيوز االستماع لكلمات املخالفني واملعاندين
للتصوف.
إذن التستطيع أن تقول :أنا أحب أهل الطريق ،ويف الوقت نفسه حتب الشيخ ابن
تيمية ،أو االشخاص املناوئني للتصوف ،أو تقرأ كالمهم وهتتم هبم.
طريقة تقييم أهل المعرفة لطالبي السلوك:
ومن هنا أهل املعرفة ال يقيمون األشخاص بالرياضات ،وباالربعينيات ،وبالكشف
والشهود بل يقيموهنم من خالل معرفة الطالب مع من ُيلس ومع من مييل قلبه ومن يهوى،
فبهذه احلاالت ينكشف باطنك وسرك وأما االربعينيات ،فف املراتب النازلة وقد ورد إذا تريد
أن تعرف شخصا أعرف صديقه ،وهذه القاعدة وإن كانت ليست قاعدة عامة ولكن دليل
على أن قانون اجملاورة يؤثر.
أذكر حكايتني:
األوىل عن أحد االساتذة الصاحلني وهو السيد عل القاض (قدس سره) و كان يف
مسجد السهلة وكان هناك هنر قريب من املسجد تتوضأ فيه الناس الذين يريدون الوضوء إذ
ميشون إليه يتوضؤون وكان هناك شخص يأيت باملاء الطيب الطاهر ويبيعه يف املسجد للوضوء،
فالناس الذين لديهم املال يتوضؤون بشراء املاء منه والسيد القاض (قدس سره) على حسب
قول الشخص املالزم له كان عنده درهم ،أو أقل يف ذلك الوقت وكان يريد أن يتوضأ.
فيقول الشخص املالزم له قلت :يريد يتوضأ فإنه سيمش إىل النهر؛ ألنه ماميتلك املال
لكن رأيت حترك حنو النهر و رجع وذهب إىل هذا املكان الذي يبيعون فيه املاء ودفع كل ما
ِبيبه ،وأخذ املاء وتوضأ.
عندما رجع قلت له بشرائك املاء مابق عندك ش ء فقط هذا الدرهم واشرتيت به املاء
للوضوء ملاذا اشرتيت به ماء واملاء موجود يف النهر ملَ ملْ تذهب للنهر وتتوضأ؟
قال :رأيت أن هناك قرب النهر يوجد شخص ودرست أنه إذا أذهب إليه وأراه يضرين
هذا الشخص .يضر من! ! ؟ استاذ السري والسلوك! !
هذا الشخص اذا اقرتب منه استاذ السري والسلوك يضره! ! فكيف بنا؟!
حقيقة القبض والبسط .....................................الشيخ قاسم الطهراين
14
قال :فرأيت أشرتي املاء مبا لدي حىت لو أبقى جائعا حىت الليل ،فهذا أفضل من أن أرى
هذا الشخص.
فأنتم يف قائمةً حاجياتكم يف احلياة تدفعون فاتورة املاء ،والكهرباء ،والغاز ،واالنرتنت،
واملواصالت ،واخلبز ،واللحم والبد أن تضعوا يف حساباتكم أيضا أن تضيفوا إىل قائمة
حاجياتكم شيئا آخر وهو :أن تدفعوا املال حىت ال تلتقوا ،و ال تشاهدوا بعض االشخاص
والزم هذا األمر يدخل يف حساباتكم وحسابات حياتكم مثل :املاء ،والكهرباء ،والغاز،
وغريها.
فالبد أن ال يكون االنسان منهال لكل وارد وطالب للماء من كل هنر ،فال جتلس
مع كل أحد وال تتكلم مع كل أحد حبييب أنت يف شغل وهذا اجللوس يضرك وكل أحد يتكلم
معك سهم موجه إىل قلبك اهلل يرحم استاذنا السيد مرتضى املقدس (قدس سره) كان عنده
سبط_ ابن لبنته_ وهو صغري أي دون سن البلوغ ممكن عمره عشر سنوات ،أواثنا عشرة سنة
وقتئذ قال يل :يا شيخ عندما أتكلم معه تقبل ،أو ماتقبل أذوب مثل الثلج.
مع من مع ولد عمره عشر سنوات؛ ألجل ذلك عدم اجملالسة هو األساس ال التعارك و ال
التكرب.
حبييب :كل هؤالء عندهم أفكار بعيدة وعندهم نيات خمتلفة كل هذه األمور تؤثر
فيك ،فكيف أنت تسم نفسك سالكا ،وتستطيع أن جتلس مع كل أحد.
الجمع بين مصاحبة أعداء التصوف وأهل التصوف تسبب النفاق:
االنتماء هلذا وهذا يسبب يف باطن هل السلوك تسبب النفاق وينته بالسالك إىل أن
يصبح مثل بلعم بن باعورا ،فبلعم بن باعورا كان من الزهاد ال بل وصل إىل االمساء الكلية
ِ ِ ِ
االهلية واهلل تبارك و تعاىل يقول(( َو اتْ ُل َعلَْي ِه ْم نَبَأَ الَّذي آتَ ْيناهُ آياتنا فَانْ َسلَ َخ مْنها فَأَتْ بَ َعهُ
ِ
ين))(االعراف ،)17٥ :فاهلل تبارك و تعاىل أعطاه اآليات وآيات اهلل الشَّْيطا ُن فَكا َن م َن الْغا ِو َ
هنا تعين أمساء اهلل تبارك وتعاىل.
(احملاضرة 16 :من حماضرات العز)
ب :االتصال بقوى شريرة كالجن:
أو مثال يكون سبب القبض االتصال بقوی شريرة _كاجلن_ ولو مع الواسطة ،فال بد من
حقيقة القبض والبسط .....................................الشيخ قاسم الطهراين
15
االبتعاد عن کل من له صلة باجلان ،وإخراج الطالسم ،واحلجابات من البيت والعمل مبا ذكرنا
من الوصايا ال ۱۹للتخلص من اجلان ٢فضال عن قراءة دعاء اجلوشن ،واستماعه ،واالستفادة
من ملکوت األمکنة ،واألزمنة ،واألشخاص.
جـ :مطالعة الكتب تؤثر في السالك قبضا وبسطا حسب حال مؤلف الكتاب:
فحسب تلق الروح ،وتسديد صاحب الکتاب يكون أثر املطالعة على السالك ،أو إن
املؤلف عنده القبض املناسب له ،أي بلحاظ مناشئ القبض ،فبقانون اجملاورة يسري إلی
املطالع ،أو له البسط کذلك ،فيسري ،من هنا يتأذى من اطلع على مؤلفات الشيخية مثال؛
ألن الغالب عليهم التنزيه احملض املناسب للقبض .خبالف من اطلع على مؤلفات أهل املعرفة
فإن الغالب علی مؤلفاهتم البسط؛ بسبب حتققهم بالعلوم واملعارف اإلهلية املناسبة لبسط احلياة
2
طرق دفع األجنة :االول :اخراج كل الكتابات والطلسمات واالحراز وكتب الطلسمات والكتابات من البيت ومن
عند األشخاص نهائيا،واذا كانت فيها كلمات القران الكريم أو األسماء اإللهية فلتكبها في الماء الجاري
كالنهر او البحر .الثاني :بث القران الكريم ليالونهارا بشكل مستمر ولو بصوت ضئيل لتعطير البيت
وإخراج الجان والشياطين( الطور العراقي طور حزين ومؤثر جدا ومن قراءه عامر الكاظمي وميثم التمار
ولكن اي واحد من القراء يحس اإلنسان بتاثير تالوته فيه فليستمع له ).الثالث :تعطير البيت بلبان الذكر
أو العود والعنبر و العطور غير الكيماوية .الرابع :اخراج التماثيل واللعبة والدمية اذا كانت من الحيوان
أو أالنسان .الخامس :اتخاذ الدواجن و السيما الديك االبيض او الحمامة البيضاء في البيت فبسبب
روحانيتها تهرب منها الجان والشياطين .السادس :لبس ثياب ابيض من القطن او الكتان والسيما عند
النوم .السابع :تغطية الرأس بقماش ابيض من القطن عند النوم وفي غير النوم للنساء على الطول
.الثامن :اخراج النفايات من البيت او تغطيتها .التاسع :سدل الستار على باب الحمام وبيت الخالؤ بحيث
إذا فتح الباب اليتبين البيت او الغرفة من داخل الحمام .العاشر :كتابة آية الكرسي ولو باالصبع على
جدران كل الغرف وكذلك المظهر الخارجي من البيت مع رعاية الطهارة و الوقت اي بين الطلوعين.
احدى عشر :عدم المعاشرة مع اهل الغفلة واهل المعاصي ولو كانوا في زي اهل العلم والسيما المتصلين
بالجان وأصحاب التسخيرات وكل من يشعر اإلنسان عند لقائه أو بعده بالثقل والضغط والضيق .الثانى
عشر :تبخير الحرمل ( اسفند ) وتدويره لكل زوايا البيت حتى يخمد ووضع الرماد في مكان طاهر .الثالث
عشر :الصاق اآليات والروايات وصور مضاجع اهل البيت عليهم السالم واالولياء العرفاء الكملين في
البيت وفي الغرف .الرابع عشر :اخراج قشر البصل والثوم من البيت سريعا أو وضعهما في مكان
النفايات مع التغطية .فان الجان يتكالبون عليهما ويضعوهما كصداق لنسائهم فهما عندهم كالذهب
والفضة .الخامس عشر :اكل الرمان أو دبسه .واكل الزبيب والعنب ودبسه .السادس عشر :االبتعاد عن
الروايح الكريهة والنفايات والمزابل .السابع عشر :اصالح يبوسة الراس واألنف ( يعني عدم نزول الماء
من االنف ) باستخدام دهن البنفسج يبوسة االحشاء بزيت زيتون فإن اليبوسة تمهد الطريق لغلبة االوهام
والوهم سالح الجان والشياطين .الثامن عشر :النوم في الثلث األول من الليل واليقظة في الثلث االخير
منها فان الشياطين والجان يفتح لهم المجال من الغروب الى السحر واكثر تصرفاتهم في هذه الساعات
وكذلك اكثر المعاصي للناس تبدأ من الغروب الى السحر وكذلك اكثر االوهام تتوجه نحو الناس في هذه
الساعات ولالبتعاد عن تصرفاتهم ينبغي النوم في بدايات الليل .التاسع عشر :تقوية القوى العقلية بالتفكر
في األمور الكلية بدال عن األمور الجزئية التافهة والتوجه القلبي دوما الى عالم االحدية واالسماء الكلية
ومظاهرها كااليمة الطاهرين عليهم السالم واالولياء الكملين كالسيد القاضي وتالمذته كالسيد الحداد
والطباطبائي والطهراني والمصطفوي وكالشيخ االنصاري الهمداني قدس هللا اسرارهم واالستفاضة من
أرواحهم بمطالعة مؤ لفاتهم وكذلك الترنم بابيات الكملين كابن الفارض والحافظ الشيرازي .
حقيقة القبض والبسط .....................................الشيخ قاسم الطهراين
16
والعلم.
األثر المتبادل للمسانخة بين طالب السلوك:
بشکل عام کل من يساخنه السالك يؤثر فيه ،ويتأثر من السالك ،وکلما اشتدت الصلة
يکون التأثري والتأثر أکثر ،ويف الوقت نفسه لتشديد املراقبة ،أو إمهاهلا أثره القوي يف القبض
والبسط.
د :بعض األذكار واألوراد الجاللية:
بعض األذكار واالوراد اجلاللية تسبب القبض ،أو ان شاكلة السالك وظروفه الروحية ال
تقبلها وهنا يغري االستاذ الذكر ،أو خيفف عدده ،أو يضيف إليه ،أو يعمد إىل أعمال السالك
أمورا تفف عن القبض.
هـ :التشتت.
التشتت نوع من القبض ،أو مرحلة متهيدية له فالتشتت الناجم من التطلع إىل هذا املوقع،
وذاك ،وهذا الكتاب ،أو ذاك ،أو متابعة األخبار ،واألنباء املتصلة بعامل السياسة ،أو ما
اليتصل بأمور السلوك واالمور اليت ليس من الضرورة متابعتها.
أهمال المراقبة لدى السالك:
على السالك االهتمام البالغ يف كشف أسباب القبض وهو من املراقبة اليت ه أس
السلوك وكلما أرتقى السالك يف املراقبة يتعرف على أسباب القبض بسرعة ودقة.
وعادة أكثر ما حيصل للسالك املبتدئ من القبض هو نتيجة عدم املراقبة أما يف
أعضائه اجلوارحية وهو األكثر ،أو عدم املراقبة يف القلب و خطور اخلواطر النفسية ،أو
الشيطانية و املراد من املبتدئ يف السلوك ليس املبتدئ زمانا ،فأحيانا يدخل أحد يف السلوك
ويلبث عشرين ،أو ثالثني سنة وما زال مبتدئا ،بل قد ميوت وما زال مبتدئا.
من عالمات القبض الذي اليتعلق باهمال المراقبة أن يأتي بعده بسط مستمر:
والقبض املستمر يف السالك إذا مل يرجع إىل قلة املراقبة يلحقه بسط مستمر تطبيقا لقاعدة
عدم استمرار اجلالل والتنزيه.
پري رخ تاب مستوري ندارد. . .
حقيقة القبض والبسط .....................................الشيخ قاسم الطهراين
17
چودربندي زروزن سر برارد. . .
يعين :اجلميلة احلسناء ما تقدر أن تف مجاهلا دائما ،فإن أغلقت عليها الباب ،فسوف
تُري نفسها من الشباك.
اذن القبض إذامل يكن سببه قلة املراقبة فسوف مير مرور السحاب ،فإن هذه احلالة _حالة
القبض_ أيضا من اهلل كما أن البكاء أيضا كان من اهلل وكل ما كان من اهلل فأهال به ومرحبا.
دور المراقبة في السلوك:
فاملراقبة ه أس السلوك و اجلذبات اإلهلية حتصل للسالك بعد االجنذاب األويل ،مث
اجملاهدة ،واملراقبة ،والرياضة ،وبعد االجنذاب األويل يأيت دور اجملاهدة ،واملراقبة ،مث اجلذبات
االهلية ،مث الرياضة ،واملراقبة وهكذا حىت يستوي لدى السالك االجنذاب ،واجملاهدة ،فريى أهنا
كلها تصرفات منه تعاىل يف مملكته و((ال يُ ْسئَ ُل َع َّما يَ ْف َع ُل َو ُه ْم يُ ْسئَ لُو َن))(االنبياء،)٢٣ :
ولتشديد املراقبة ،أو إمهاهلا أثره القوي يف القبض والبسط.
إذن االرتفاع واالخنفاض يف املبتدئني من أهل السلوك سببه عادة عدم املراقبة املناسبة يف
األفعال ،اىل الكالم ،والعني ،والسمع ،والرجل ،واليد ،والبطن ،ويف األفكار واخلواطر وأما يف
املتوسطني ،فناشئ من تنازعات األمساء اإلهلية الكلية على قلب السالك أما أولياء اهلل تعاىل،
فقد جاوزوا اخلوف ،والرجاء و وصلوا إىل االسم اجلامع بني اجلالل واجلمال واللذين مها
مناشىء للخوف والرجا وجذورمهاقال تعاىل((أَال إِ َّن أ َْولِياءَ اللَّ ِه ال َخ ْو ٌ
ف َعلَْي ِه ْم َو ال ُه ْم
َْحيَزنُو َن))(يونس.)6٢ :
االضطرار والتفويض:
فتحصيل حالة االضطرار والفقر إىل اهلل تبارك وتعاىل من الطرق ملعاجلة مقام العز اإلهل
بالتايل معاجلة حالة القبض اليت مير هبا االنسان باعتبار ان القبض مرتبة من مراتب العز أو
ضطََّر إِذا َدعاهُ َو
يب الْ ُم ْ ِ
مظهر من مظاهر العز االهل يف هذا العامل .قال تعاىل ((أ ََّم ْن ُُي ُ
ض أَ إِلهٌ َم َع اللَّ ِه قَلِيالً ما تَ َذ َّك ُرو َن ))( النمل)6٢ :
ف السوءَ َو َُْي َعلُ ُك ْم ُخلَفاءَ ْاأل َْر ِ ِ
يَكْش ُ
الضر والقبض من آثار مقام العز االلهي:
هناك آثار ترتتب على توجه مقام العز اإلهل يف عامل االمساء حنو مصاديق هذه
الضّر وعدم التوفيق:
املوجودات أو مصاديق هذه االمساء أو مظاهرها ،ومن تلك االثار ُ
حقيقة القبض والبسط .....................................الشيخ قاسم الطهراين
18
ني ))(االنبياء: َين م َّس ِين الضر و أَنْت أَرحم َّ ِِ قال تعاىل(( و أَي َ ِ
الرامح َ َ َ َُْ وب إ ْذ نادى َربَّهُ أ ه َ َ َ
)٨٣يف قصة النيب ايوب (عليه السالم) اهلل جعل هذا املرض حتت اسم الضر ومساه بالضر،
فمقام العز اإلهل عندما يأيت يسبب الضر ويسلب التوفيق عن االنسان ،فاإلنسان خلقه اهلل
ألجل أن يعيش يف هذا العامل ومن خالل عيشه يتحقق ويطلع على االمساء االهلية شهودا ويف
قلبه وعلى الناس وعندما يرجع إىل اهلل تبارك وتعاىل يرجع مستجمعا هلذه الكماالت اليت
حصلها يف هذه الدنيا بسبب االطالع والتحقق باألمساء اإلهلية لكن عندما يأيت مامينعك عن
التحقق هبذه االمساء االهلية كاملوت بسبب توجه العذاب أو بسبب املرض أو أي ش ء مينعك
الضهر وعدم التوفيق ،وكذلك عن التحقق هبذه األمساء اإلهلية يكون هذا املانع عبارة عن ُ
القبض من آثار العز االهل باعتبار ان القبض ضمن خط احملو يف االحدية كما تقدم ونزوال مير
باللف واجلالل والقبض نزوال للغم.
كل موجود له حالة اضطرار هلل تبارك وتعالى:
كل واحد منا يف حياته له جتربه أو جتارب حول مسألة تضرعه واضطراره ملسألة ما إذ
حتصل عنده حالة االضطرار مث يتوجه للدعاء والطلب من اهلل تبارك وتعاىل ان يدفع عنه البالء
واهلل تبارك وتعاىل يكشف عنه الضر وُييب له طلبه كل واحد بل كل موجود ،فاألمر غري
خمتص باالنسان ،فاحليوانات واالشجار اكيدا عندهم حالة االضطرار وبالنسبة للحيوان نعرف
حباله ونشاهد مواقف كثرية له تثبت أنه عند االضطرار يدعوا اهلل تبارك وتعاىل ودعاء هذا
احليوان يوثر له تاثري
اتذكر مرة نقل أحد اساتذتنا أنه دخل ملكان يف يوم من األيام فوجد حيوانا صغريا وحاول
ان خيرجه بسد املنافذ وكذا إىل أن عرف هذا احليوان أن املنافذ قد سدت عليه فرفع يديه
للسماء كحال املتضرع فهذا يعين أن احليوان يتضرع وله اضطرار يتوجه به هلل.
وميكن االستدالل باآلية نفسها فقوله تعاىل((أمن ُييب املضطر)) فاخلطاب فيها عام
و(من )للعاقل فتثبت أن حالة االضطرار التتص باملسلم على اختالف مذهبه والتتص
باليهودي والتتص باملسيح بل عامة لكل إنسان أو لكل من ميتلك العقل بل كل
املوجودات بالعامل فاحليوان ميتلك شيئا من العقل واإلحساس والفهم وقد صرح القران ان هناك
ِ ِ تعاىل((و ما ِم ْن َدابٍَّة ِيف ْاأل َْر ِ
ض َو ال طائ ٍر يَطريُ َ حشر ملن يدب يف االرض وللطيور يف قوله
حقيقة القبض والبسط .....................................الشيخ قاسم الطهراين
19
تاب ِم ْن َش ْ ٍء ُمثَّ إِىل َرههبِ ْم ُْحي َش ُرو َن))(االنعام)٣٨ :ِِبَناحْي ِه إِالَّ أُمم أ َْمثالُ ُكم ما فَ َّرطْنا ِيف الْ ِك ِ
ْ ٌَ َ
فمن دب يف األرض يشمل احليوانات والنباتات إذ للنباتات دبيب يناسبها فضال عن
احليوانات وكذلك الطيور اليت ذكرهتا اآلية كلها متتلك شيئا من العقل مبا يناسبها وإذا كان
هناك حشر هلا يوم القيامة فهناك إذن مشاكل يف حياهتم واهلل حياسبهم ،فاآلية تثبت أن
للنباتات واحليوانات حشر وحساب وميكن أن نثبت ان اجلمادات لديها شيئا من الفهم
ض َو َم ْن فِي ِه َّن َو إِ ْن
السْب ُع َو ْاأل َْر ُ
ات َّ
السماو ُ واالحساس والعقل بدليل قوله تعاىل ((تُ َسبه ُح لَهُ َّ
يح ُه ْم إِنَّهُ كا َن َحلِيماً َغ ُفوراً))(االسراء)٤٤ : ِ ِِ ِ ٍِ ِ
م ْن َش ْ ء إالَّ يُ َسبه ُح حبَ ْمده َو لك ْن ال تَ ْف َق ُهو َن تَ ْسبِ َ
وايات كثرية تثبت تسبيح املوجودات الذي يدل على الفهم واالحساس ،فاحلشر الخيتص
باإلنسان بل يشمل کل املوجودات املادية والصورية .و التسبيح الخيتص باالنسان بل يشمل
کل املوجودات املاديه واملثاليه وامللکوتيه واجلربوتيه وفقا لاليه الكرمية وقوله تعاىل((أمن ُييب
املضطر إذا دعاه)) تعين أن استجابة الدعاء يشمل کل من يشعر باالضطرار اال ان اضطرار کل
حتصل اهللموجود حبسبه وفقا لالية الكرمية وحالة االضطرار موضوع هلذه اآلية املباركة مىت ّ
تبارك وتعاىل يستجيب.
تحصيل حالة اإلضطرار:
حتصيل وحتقيق حالة االضطرار يف اإلنسان تعتمد على أمرين:
االمر األول :االعتراف بالخطأ والتقصير.
فيجب على اإلنسان أن يعرتف باخلطأ والبد أن ال يربر البالء ،فمثال البد أن تعرف أن
حدوث الزلزال أوهجوم اجلراد على البالد هبذه الكثرة هذا عذاب اهل بسبب الذنوب
واألخطاء بسبب التقصري يف حقوق اهلل ال تقول أن هذا بسبب وجود اعداء ،أو أمور جغرافية
أو بسبب كذا صار هذا البالء ،أو ذاك ،فالتربر حدوث الزلزال بأننا ضمن خط الزلزال
العامل ال تربر انه السبب بيوتكم ضعيفة والعالج نبين بيوتا قوية أو غريها من حلول الزم
تعرف أهنا عقوبة اهلية بسبب انعدام الرمحة بيننا فافراد اجملتمع اليرتامحون والقلوب متفرقة،
فعندما مل نكن رمحاء بيننا انسحبت الرمحة االهلية وإذا انسحبت الرمحة اإلهلية يايت دور العز
االهل ؛ ألن العز اإلهل مقابل الرمحة اإلهلية والرمحة ه أبرز االمساء اجلمالية ،واذا خلت الرمحة
من الساحة والساحة حباجة السم يأيت ،فالعز اإلهل يأيت دور العذاب االهل ،واالمساء
حقيقة القبض والبسط .....................................الشيخ قاسم الطهراين
20
اجلاللية؛ ألن كل ش ء من األشياء البد أن يتصف بأحد االمساء االهلية جزئية أوكلية وهذا
الش ء اذا مل يتصف بالرمحة االهلية يايت دور االسم اآلخر وهو العز االهل .
إذن أول ش ء الزم تعرتف بأنك اخطات وقبلت بأن هذا العذاب بسبب اخطاؤك
البسبب األعداء أو بسبب الطبيعة فإن كان هناك أعداء يستهدفون البالد فأنت رتب
أوراقك مع اهلل ورتب نفسك حىت اهلل يدفع عنك االعداء وكيدهم وهذا األمر أيضا ينطبق على
القبض يف بعض أسبابه وحاالته إذ هو بسببك أنت ،وبسبب عدم رعاية املراقبة املناسبة لك
يأيت القبض.
األمر الثاني :ترك التدبير والعمل بالتفويض.
صل حالة االضطرار هلل تبارك وتعاىل عند تعطيل يستطيع اإلنسان بل كل موجود أن حيُ ّ
تدبريه وعدم اتكاله على نفسه وخرباته وجتاربه وفهمه وادراكه وشعوره.
يعين للتجاوز عن املشكلة البد أن تعطل تدبريك ويكون حال االنسان بأنه أنا ال استطيع
أن أحل املشكلة ،وال أيب ،وال أخ ،وال أي شخص يف العامل يستطيع حلها ،فهنا حيصل لديه
االضطرار ،ومادام االنسان متكل على نفسه ،وعلى اآلخرين ،فلن حتصل له حالة االضطرار،
فالبد من تعطيل حالة التدبري ،وتعطيل التوجه إىل الغري إذ عندما تعطل حالة التدبري تلتفت إىل
القدرة االصلية االساسية ،فاطلب من اهلل خبالص وجودك و من صميم قلبك فاهلل يستجيب
لك.
التفويض كسر ربوبية النفس:
النفس االنسانية هلا حالة الربوبية وتتصور أهنا تستطيع أن تصنع أي ش ء؛ ألننا يف حياتنا
أي ش ء نريده نسعى لتحصيله وأحيانا إذا مانستطيع أن حنصله نعرف السبب وجنعله سببا
ماديا ،فبسبب كذا وكذا وكذا مل أقدر على حتصيل كذا ومل استطيع التسلط على هذه األعمال
وهذه األمور بسبب عدم قدريت وكان بامكاين أن أكون قويا واجتاوز هذه االمور لو أن يل
القدرة الكافية ،ومن هنا النفس يف مواجهة املشكالت اليت تقع يف حياهتا ترى أن حتصيل
القدرة من الواجبات والزم حتصل على القدرة حىت تتمكن من جتاوز املشكالت .والقدرة اليت
يسعى اإلنسان إىل حتقيقها إما قدرة بدنية ،أو قدرة فكرية من هنا يتبني ملاذا الناس يتخاصمون
ويتنافسون على حتصيل األموال ويصرفون أعمارهم يف حتصيل األموال؛ ألهنم يرون إن املال
حقيقة القبض والبسط .....................................الشيخ قاسم الطهراين
21
يوسع من دائرة قدراهتم وإذا عندك كذا مليون دوالر يف البنك تصنع أي ش ء تريد ،فالسبب
كما قلنا يف تاصم وتزاحم الناس على األموال هو السع لتوسيع دائرة القدرة إذ يرى
الشخص إنه إذا كان قويا ،فنفس تتصرف أكثر ،فتكون لنفس الربوبية أكثر واستطيع أُخضع
الناس استطيع أُخضع االمور ،فال اهتم حىت بالزلزال إذا جاء على درجات عالية من مقياس
رخرت؛ ألين ابين بيوتا قوية.
ولو كنت مريضا فأستطيع أن اذهب اىل أفضل األطباء بل أراجع دوال غربية مثل باريس
أو لندن بل أعمل على اجراء فحوصات دورية كل ستة أشهر حىت أشخص حاليت اجلسدية
وأتأكد من عدم اصابيت باالمراض أما هوالء املساكني الذين ميوتون فهم يصل واحدهم
لالربعني من العمر ومل يعمل حتليال واحدا ،أو فحص عام واحد؛ ألن هؤالء املساكني
صل املال حىت تتوسع دائرة نفسيته وربوبيته وقدرته. الميتلكون األموال ،فالزم اإلنسان ُحي ّ
و اليقتصر األمر يف تدبري النفس على املاديات ،فكثري من املشاكل الحتتاج األموال
الحتتاج النفوذ واألشخاص الحتتاج املاديات إذ حتل بالفكر الدقيق بالفكر العميق وكلها داخلة
يف اطار التدبري ومقابلة التفويض ،إذن القدرة من مظاهر ربوبية النفس ومادام االنسان يرى إن
كسر ربوبية النفسنفسه قادرة على كل ش ء مادي ومعنوي ،فال تفويض حيصل له مامل يُ ّ
وقدرهتا بالتفويض وأي وقت يأيت التدبري يعين ال يوجد اهلل تبارك وتعاىل.
وعليه عندما هتب رياح العز االهل (أو القبض) وألجل مقاومة ودفع هذه الرياح الزم
تتجاوز عن تدبريك وتتوجه إىل أن نفسك مع ربوبيتها مع قدرهتا مع تدبريها التستطيع أن
تصنع أي ش ء أمام العز االهل .
و هذا املعىن البد أن تتيقن به من صميم ذاتك و إذا عرفت هذا املعىن الزم تضع التدبري
جانبا وإذا وضعت التدبري على جانب يأيت دور التفويض ولسان حالك :ياهلل مااستطيع صنع
أي ش ء ،فإذا جاء العز االهل اليوجد طريق اال التسليم مقابل مقام العز االهل ترفع يديك
إىل السماء ترتك التدبري التفكر بأنك تستطيع هترب ،أو تصنع شيئا بل ضع التدبري إىل جنب
واجته حنو االضطرار قال تعاىل ((أمن ُييب املضطر إذا دعاه ويكشف السوء))وعندها
توجهت حنو االضطرار الذي معناه تفويض األمور إليه.
إذن أمرين لتحصيل االضطرار
أول ش ء االعرتاف القليب بأن ماتوجه إليك هو عذاب إهل ثاين ش ء أن ترتك التدبري
حقيقة القبض والبسط .....................................الشيخ قاسم الطهراين
22
وإذا مت هذان االمرين حتصل لك حالة االضطرار واالضطرار عبارة أخرى عن االفتقار احملض
وإذا حصل لك الفقر احملض اهلل تبارك و تعاىل يفرج عنك.
حتول األمساء اجلاللية إىل امساء مجالية:
مقام العز اليدوم واالمساء االهلية اجلاللية يف النهاية تتحول إىل امساء مجالية فقصة النيب
يونس (عليه السالم) حتولت االمساء اجلاللية إىل مجالية يف النهاية وهناك اية كرمية ه قوله
ِ ِ
ني ))(الصافات)1٤٣ :فاهلل تبارك وتعاىل جتلى على نبيه تعاىل (( فَلَ ْو ال أَنَّهُ كا َن م َن الْ ُم َسبهح َ
يونس (عليه السالم) بالعز يعين ابتاله هبذا االمر حىت حتصل له حالة االضطرار بسرعة او
تطول ،فف قصة النيب يونس ظهور غريب لالمساء اجلاللية االهلية ولالمساء اجلمالية وكيفية
اهلروب من االمساء اجلاللية إىل االمساء اجلمالية ،مث يف آخر األمر ما الذي صار؟ النيب يونس
(عليه السالم) مثاال وامنوذجا لكل السالكني إىل يوم القيامة صار من خالل الذكر اليونس
عز اهل وجالل اهل باالخري يتحول إىل مجال إهل . يعين هذا العمل الذي يف ظاهره ّ
قصة السيدة (هاجر )على الرغم من أهنا مل تكن نبيا ،أو وليا ولكن صاحلة ه ذهبت
ورجعت بني جبل الصفا واملروة سبع مرات لتطعم إمساعيل(عليه السالم) باألخري اهلل تبارك
وتعاىل فجر املاء أمامها بعني مسيت عني زمزم هذه الشخصية صار عملها سنُة بل من
الواجبات بعدها ولآلن عملها منهاج لكل االنبياء والصاحلني الكل تلتزم وهذه للرتكيز ،فاهلل
تبارك وتعاىل ال يفرق بني النيب وغري النيب وأي واحد حيقق حالة االضطرار ويعمل هبذا يفتح له
املشاكل سواء كان هاجر ،أو غري هاجر ال فرق عند اهلل تبارك وتعاىل.
االستغفار ودوره في دفع رياح العز اإللهي وبالتالي دفع القبض:
من أساليب مواجهة مقام العز اإلهل ،واهلروب من مقام العز االهل هو االستغفار
احلقيق ،فاالنسان ،أو احليوان ،أو أي موجود إذا يريد أن يبتعد عن العذاب ويبتعد عن توجه
العذاب اإلهل الناشىء من ظهور العز اإلهل البد أن يكون مستغفرا ،واآليات صرحية حول
ت فِي ِه ْم ِ
((و ما كا َن اللَّهُ ليُ َع هذبَ ُه ْم َو أَنْ َ
هذا املعىن فقد ورد يف القران أن اهلل تبارك وتعاىل يقول َ
َو ما كا َن اللَّهُ ُم َع هذبَ ُه ْم َو ُه ْم يَ ْستَ ْغ ِف ُرو َن))(األنفال ،)٣٣ :فيا أيها النيب إذا كنت يف قوم وبني
قوم ،فاهلل اليعذب هؤالء القوم وإن بلغوا مابلغوا يف جرائمهم ،فاهلل بربكتك ،واحرتامك،
وحبرمتك ما يوجه إليهم العذاب والعقاب الدنيوي وأول ش ء يلفت انظارنا يف قضية االستغفار
حقيقة القبض والبسط .....................................الشيخ قاسم الطهراين
23
أن اإلنسان يف االستغفار يقر بالذنب ،فف االستغفار اظهار للذلة ،فأنت تُذل نفسك وتقر
بالذنب ،واإلقرار بالذنب حبد ذاته إقرار بالذلة واخلشوع وهذا االستغفار يف احلقيقة كسر للعزة
اليت االنسان يدعيها؛ ألن العزيز ال يستغفر وعندما تستغفر ،فأنت لست عزيزا ،وهبذا تقرتن
مبقام العز اإلهل ؛ ألنك ترى نفسك ليس بش ء ،وترى نفسك مذنبا وتتنحى أمام اهلل تظهر
الركوع والسجود على مراتب واملهم حتصل لك حالة االنكسار وحالة الذلة وهبذا تقرتب من
ٍ
فحينئذ العز االهل ماذا يصنع؟ هو يستعد لينسف الذين قاموا بوجهه الذين مقام العز االهل ،
ادعوا العزة أما الذين ادعوا االنكسار ادعوا الذل ،فالعز االهل اليشملهم ،فاذن يكون
خروجهم مطابق القاعدة االصولية ،فخروجهم خروج تصص ليس خروج تصيص حسب
املصطلح االصويل.
إذن املستغفر يصبح مساخنا مع مقام العزة اإلهلية ،فأين ما يكون عند الرم بعيدا ،أو
قريبا للرام وليس بعيدا عنه ،فإنه ليس هدفا للرام فقد خرج تصصا بعد أن سانخ مقام
العز ،سانخ غايات مقام العز إذ مقام العز يريد كسر العزة ،و األنا وهذا املستغفر أعلن ذلته
وفقره مقدما.
أهمية االستغفار الكمي:
وال خيفى أنه البد يف االستغفار أن يكون فيه ،أو يالحظ فيه االستمرار سواء
استفدنا هذا االستمرار يف االستغفار من حرف السني ،فأصل االستغفار مأخوذ من مادة
(غفر) و إن السني تدل على االستقبال ،والتوسع ،واالستمرار ،أو أن االستغفار يدل على
الطلب والطلب حالة نفسانية ،واحلاالت النفسية دائما تستمر كحالة الغضب اليت حتصل
لالنسان ،فالغضب يبقى ساعة ،أو ساعتني وهذه احلاالت النفسانية بشكل عام تستمر قليال،
أو كثريا حسب حالة صاحبها ،وعليه االستغفار ال يكون للحظة واحدة بل الزم يستمر؛ ألنه
عبارة عن طلب الغفران ،فضال عن إن الطلب املوجود يف االنسان ال نسميه طلبا ،والنطلق
عليه طلبا إذا جاء سريعا بثانية واحدة فقط بل ألجل تسميته بالطلب البد أن يكون ساعة،
أو نصف ساعة ،ويف كل يوم ساعة ،أو ساعتني ،أو دائما.
إذن البد يف االستغفار من االستمرار واالستمرار عبارة أخرى عن استمرار الذل ،واستمرار
الفقر ،واستمرار االعرتاف ،واالقرار بالذنب أمام اهلل تبارك وتعاىل وهذا االستمرار يكف أن
حقيقة القبض والبسط .....................................الشيخ قاسم الطهراين
24
ُيعلك تدخل بداخل مقام العز االهل يعين مينع مقام العز االهل من التوجه اليك؛ ألنك
تستغفر وهذا االستغفار مستمر ليس حلظة واحدة وينته وهنا االستغفار ليس خيرج تصصا
فقط بل يكون املستغفر امتدادا ملقام العز وداخال فيه.
آثار االستغفار:
استَ ْغ ِف ُروا َربَّ ُك ْم
ت ْوأما أصل االستغفار فله آثار كثرية موجود هذا املعىن يف القران ((فَ ُق ْل ُ
السماء علَي ُكم ِم ْدراراً .و ميُْ ِد ْد ُكم بِأَمو ٍال و بنِني و َُيعل لَ ُكم جنَّ ٍ ِ ِ
ات َو ْ ْ َ َ َ َ َْ ْ ْ َ َ إنَّهُ كا َن َغفَّاراً .يُْرس ِل َّ َ َ ْ ْ
َُْي َع ْل لَ ُك ْم أ َْهناراً))(نوح ،)1٢-1٠فالذين يطلبون الرزق ويكون رزقهم فيه إشكال فعليهم
األكثار من االستغفار ومن أهم التعاليم اليت يعلمها اساتذة العرفان والسلوك هو االكثار من
االستغفار ،فانه يستجلب الرزق ويأيت به.
االستغفار واظهار العجز:
الولد الصغري هل يستطيع يصنع شيئا لنفسه؟ مايستطيع يصنع شيئا.
هل يستطيع أن ُيلب منافعه ويدفع مضاره؟ مايستطيع.
هل يستطيع أن يطبخ االكل؟ مايستطيع.
الش ء الذي يستطيع فعله البكاء فقط ،فعندما ُيوع جل مايفعله أنه يبك ،فعندما
يبك الكل تتجه له األب ،واألم ،واألخ ،واألخت ،واخلالة ،والعمة ،واجلار ،وكل الناس
ُيتمعون ويلبون حاجته والكل تنادي إن الولد يبك .والطفل عندما يبك ،فهو يظهر العجز،
فلماذا أنت تتعب حالك و حياتك من الصبح إىل الليل تذهب ميينا ،ومشاال ،وتسعى ،وجتد
يف الطلب ،وتتصارع ،وتتعارك مع هذا ،وهذا ،ورمبا تصاب بسبب هذا اجلهد ،واحلركة
باألمراض ،فبدل هذه احلركة اعمل باالستغفار والناس يأتون إليك واحد يأيت باألكل ،و واحد
يأيت باخلبز ،وهكذا كل واحد يأيت يقدم لك شيئا؛ ألنك باالستغفار احلقيق اظهرت العجز
وهذا العجز يستجلب الرزق يف نظام العامل مثل الطفل بكاءه يستجلب رزقه ،و حىت
احليوانات عندما يرون الطفل يبك بعض احليوانات تأيت إليه وحتاول إسعاده وحىت املالئكة
أمام بكاء الطفل عاجزة ويسعون لتلبية حاجة الطفل وحىت اجلان أوسخ املوجودات أمام الطفل
تكون عاجزة والوحوش أحيانا امامه عاجزة ،وامللوك و السالطني كجنكيز خان و هتلر وستالني
عندما يرون طفال يبك حياولون اسكاته بش ء ،أو يبدأون بالضحك أمامه ويعملون أفعاال
حقيقة القبض والبسط .....................................الشيخ قاسم الطهراين
25
وأعماال كاملهرجني وهذا يعين إهنم نزلوا عن سطوهتم و نزلوا عن قهاريتهم و نزلوا عن مقام
عزهتم بسبب اللطافة اليت ميتلكها الطفل ،الطفل يسخر العامل يسخر املوجودات ولكن مباذا
يسخرها بفكره ،و بتخطيطاته ،و بأعوانه ،و بأنصاره ال بل بلطافته بإظهار عجزه ،فلنكن
كذلك يف حياتنا نظهر العجز بأي ش ء علينا أن نبك أمام اهلل تبارك وتعاىل ،فاالستغفار من
هذا الطريق يشبه بكاء الطفل والشخص الذي مل يرزق بأطفال أحد التعاليم اليت تعطى له انه
يبدأ ٥٠٠٠مرة يعمل باالستغفار باألسحار ،أو يوزعه على اليوم وعمل كثري من الناس هبذا
التعليم وحصلوا على الولد ومن يريد الزواج عليهم باالستغفار ومن يريد األموال عليه
باالستغفار.
.٣اعطاء الصدقات على الرغم من قلتها فورا واالهداء إىل أحد االئمة (عليهم السالم)،
أو أحد االولياء الكملني.
.٤قراءة االدعية العرفانية كدعاء اجلوشن الكبري واملناجاة الشعبانية ومناجاة االمام
السجاد (عليه السالم) وغريها.
.٥تغيري املكان من غرفة إىل غرفة ،أو من بيت إىل بيت آخر ،أو من مدينة إىل مدينة
أخرى كثريا ما يبدل القبض إىل البسط؛ ألن الروح متحدة مع اجلسد ،فبتغيري مكان اجلسد
تتغري الروح ،فتنتقل من حالة إىل حالة .بعبارة أخرى تغيري املكان والسفر وتفريح النفس
باالستمتاع من املباحات.
.6قراءة و استماع القصائد العرفانية والرتمن هبا.
.7لقاء مع االقارب و االصدقاء من اهل الطريق او االتصال هبم.
.٨مالحظة إن حالة القبض ه ايضا يف يد اهلل تعايل و هناك مصاحل.
حقيقة القبض والبسط .....................................الشيخ قاسم الطهراين
27
.9املراقبة ملعرفة ما هو سبب للقبض؟ هل تتجادل مع الناس؟ او تستمع الغيبة؟ او تقول
عبثا و لغوا؟ او ترك بعض الواجبات؟ مث تسعى إلصالحها
.1٠االقرتاب الظاهري والباطين من األنبياء ،واألولياء الكملني ،فالبد أن نقرتب منهم
وال نبتعد عنهم ،فاالقرتاب منهم مينع من توجه العذاب إلينا ،مينع من توجه مقام العز االهل
إلينا؛ ألننا باالقرتاب من األنبياء واألولياء الكملني نكون اقرتبنا إىل اهلل ،واالقرتاب من اهلل
ُيعلك تقرتب من الرام ،فهذا الرام الذي يرم بسهم يف أي مكان كنت يستطيع أن
يصيبك بسهمه إال إن تواجدت ِبنب الرام ،فإذا كنت ِبنب الرام ،الرام ما يستهدفك؛
ألنه سيستهدف نفسه ،فاألنبياء واالولياء االهليون والكمل من االولياء هم مظاهر هلل تعاىل،
فإذا اقرتبت منهم ابتعد عنك السوء ،ابتعد عنك السهم واليتوجه عليك سهم البالء والعذاب
والنقمة والعزة .بعبارة أخرى :اجللوس مع أهل الطريق وكلما كان أقوى يف السلوك يكون تأثريه
أكثر يف التخلص من العذاب والقبض.
.11مطالعة احوال العرفاء وكلماهتم.
.1٢تقبيل أيدي األب ،أو األم ،أو اجلد ،أو اجلدة.
ملحق:
قصيدتان للشيخ قاسم الطهراني(دامت توفيقاته) من المجربات في رفع القبض:
القصيدة األولى :القصيدة الغديرية بحق االمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين
(عليه السالم):
اح األمري
يا ّأم عمرو اسقين ر َ
بشرى لكل الناس قد جاء الغدير
ك يف إسالمه
كم بي ن من قد ُش َّ
وبي ن من قيل هو احل القدير
العز ال
فاق العُلى يف اجملد و ّ
عل ّ يف كل إقليم هو نعم األمري
آدم ِ
الويل قُبيل خلقة َ
صار ُ
افق مع كل أصناف البشري
ومر ٌ
الوجود رهي ن ِ
جود جنابِِه ِ كل
ُ
كوع َعلَ ٰى الفقري
اخلامت ر َ
َّق ْ صد َ
وتَ َ
ِ
بصوت حيدر مرًة احلبيب ناد
َ َ
فوق العروش وفوق ذي القوس األخري
جهنم يا بَاحلسن
عد عنك ٌالبُ ُ
ال يرتضيه سوى صوْحيَ ِ
اب احلمري َُ
نادر يف العجم
أعطى حزام امللك َ
نزع احلز َام ويف املكان عن الشرير
سيد خامنه
أعطى لواء امللك َ
وقتاً يعز عليه من ٍ
سند ظهري ّ
افل حديث ِ
قرب نو ِ ُ يشهد عليه
ورواه طائفتا ْن وكان هو الشهري
شيعة أو ٍ
سنة وعشرييت من ٍ
العشري
ُ نعم
قدرهَ ،
من كان يعرف َ
األمر الذي
ينكر َ وقطيعيت من ُ
ذات اهللِ ح ّقاً لألمري
آتاه ُ
مثل ما
عجز الفالسف ْة أن يقولوا َ
قال األمري حول ِ
اإلله احل هق قد َ َ
زرعت بِ ِسهرهِ
أجنز لقاس ِم ما َ
يات ليس بالصعب العسري من أُمنَ ٍ
ْ
ض لنا ِ
يا حبر توحيد اإلله أَف ْ
اخلري الكثري
ُجَرعاً بر ٍاح يوجب َ
طَهر بنور ِو َ
الك أرواحاً لنا
٣
ت بأنو ٍاع من الشرك املرير ِ
َجن َس ْ
فبإذنه يسلك صراط احلق إي
حقا صراط عل أدق من الشعري
3كتب هذا المقطع بتاريخ 18:ذو ا ْلح َِّجة 1433في بيروت الضاحية الجنوبية.
4تكملة للقصيدة في مشهد المقدسة مجاورا السلطان علي بن موسى الرضا المرتضى صلوات هللا وسالمه
عليه وعلى آبائه وأبنائه الطاهرين.
حقيقة القبض والبسط .....................................الشيخ قاسم الطهراين
34
القصيدة الثانية :بحق االمام الجواد(عليه السالم):
وه ومن اجملربات الرتفاع القبض وحتصيل البسط بواسطة التوسل باالمام اجلواد (عليه
السالم)