المحاضرة 6المحور الثاني الاختصاص في مادة الاجراءات المدنية

You might also like

You are on page 1of 15

‫مقدمة‪:‬‬

‫مع التطور التاريخي أصبح لمرفق القض اء ض رورة وج وده لحماي ة الحق وق والحري ات للفص ل م ا بين‬

‫المتخاصمين ومنعهم من اقتصاص حقهم بأنفس هم‪ ،‬فالقض اء يختص دون غ يره من س لطات الدول ة‪ ،‬فق د‬

‫ح دد الدس تور الجزائ ري وظيف ة الس لطة القض ائية المجتم ع والحري ات‪ ،‬وتض من للجمي ع ولك ل واح د‬

‫المحافظة على حقوقهم األساسية واالختصاص عموما أي سواء كان نوعي أو محلي يقصد به والية جهة‬

‫قضائية معينة للفصل في الدعوى دون غيرها وهذا األخير هو موضوع نقاشنا ومن هن ا نط رح اإلش كال‬

‫كالتالي‪:‬‬

‫فيما يتمثل االختصاص النوعي واالختصاص اإلقليمي؟‬

‫ولمعالجة هذا الموضوع اتبعنا الخطة التالية‪:‬‬

‫مقدمة‬

‫المبحث األول‪ :‬االختصاص النوعي‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم االختصاص النوعي‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تحديد االختصاص النوعي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االختصاص اإلقليمي‬

‫المطلب األول ‪:‬مفهوم االختصاص اإلقليمي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬قواعد االختصاص اإلقليمي‬

‫‪1‬‬
‫الخاتمة‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬االختصاص النوعي‬

‫وسنتناول في ه ذا الفص ل ‪ :‬مفه وم اإلختص اص الن وعي وذل ك في المبحث األول ‪ ،‬حيث س نتطرق إلى‬
‫تعريفه في المطلب األول ‪ ،‬وبيان أهميته في المطلب الثاني ‪ ،‬على أن نخصص المطلب الثالث لطبيعته‬

‫أما المبحث الث اني ‪ :‬فس نتطرق في ه إلى تحدي د اإلختص اص الن وعي لمختل ف جه ات القض اء ‪ ،‬فنتن اول‬
‫بذلك ‪ :‬تحديد اإلختصاص النوعي للمحاكم في المطلب األول منه ‪ ،‬أما تحديد اإلختصاص الن وعي للمج ا‬
‫لس القضائية فسنتناوله في المطلب الثاني‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم االختصاص النوعي ‪:‬‬

‫إذا كان االختصاص الوظيفي أو الوالئي يعني توزيع وظيفة أو والية القضاء على مختلف جهتي القض اء‬
‫العادي و اإلداري ‪،‬و باقي الجهات في الدولة على اعتبار انه القسط من القضاء في الدول ة الممن وح لك ل‬
‫جهة قضائية من جهات قضائها ‪.‬‬

‫فإن المقصود من االختصاص النوعي أمر آخ ر ‪،‬و لك ون توزي ع العم ل بين مح اكم القض اء اإلداري ل ه‬
‫عالقة بالقانون اإلداري ‪،‬فان ما يعنينا هنا هو االختصاص المتعلق بالقض اء الع ادي ‪،‬على أنن ا س نتطرق‬
‫الختصاص القضاء المدني و الذي يختلف عن القضاء الجنائي رغم انتمائهم ا لجه ة قض اء واح دة و هي‬
‫القضاء العادي ‪،‬فقد افرد المشرع للقضاء الجنائي تنظيما خاصا به ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تعريف االختصاص النوعي ‪:‬‬

‫يقص د باالختص اص الن وعي والي ة الجه ة القض ائية على اختالف درجاته ا ب النظر في ن وع مح دد من‬
‫الدعاوى فهو توزيع القضايا بين الجهات القضائية المختلفة على أساس نوع الدعوى‬

‫و بعبارة أخرى توزيع العمل بين المحاكم المختلفة في داخل الجهة القضائية الواحد بحسب نوع القضية ‪.‬‬

‫و المعيار الذي لجأ إليه المشرع في هذا الصدد هو ما يسمى بالمعيار النوعي ‪ ،‬و يقصد به ذا المعي ار أن‬
‫يتخذ من نوع النزاع أساس لحديد ن وع المحكم ة المختص ة ‪ ،‬بحيث تختص ك ل محكم ة ب دعاوي مح ددة‬
‫بنوعها و بصرف النظر عن أي اعتبار أخر‬

‫‪3‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أهمية االختصاص النوعي ‪:‬‬

‫تظهر أهمية قواعد االختصاص النوعي في توزيع االختصاص بين المحاكم و المجالس القضائية‪.‬‬

‫فبين هاتين الطبقتين يت وزع االختص اص بنظ ر القض ايا تبع ا لنوعه ا أو قيمته ا ‪،‬أم ا اختص اص مح اكم‬
‫االستئناف فال يثير أية صعوبة ‪ ،‬فهي تختص بنظر الطعون الموجهة ضد أحكام محاكم أول درجة ‪.‬‬

‫كذلك فان اختصاص محكمة النقض يقتصر على نظر الطعون ضد أحكام محاكم االستئناف ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬طبيعة االختصاص النوعي ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 36‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية على ما يلي ‪:‬‬

‫"عدم االختصاص النوعي من النظام العام ‪،‬تقضي به الجهة القضائية تلقائي ا في أي مرحل ة ك انت عليه ا‬
‫الدعوى "‬

‫اعتمادا على نص م ‪ 36‬نجد أن المشرع قد فصل ص راحة في طبيع ة االختص اص الن وعي ‪ ،‬إذ اعت بره‬
‫من النظام الع ام ‪ ،‬و على ه ذا األس اس فال يمكن االتف اق على م ا أتى ب ه النص م ع ع دم ج واز مخالف ة‬
‫أحكامه ‪ ،‬باإلضافة إلى انه للجهة القضائية أن تقضي به تلقائيا و معنى ذلك أنها تقضي به من تلقاء نفسها‬
‫و إن لم يثره األطراف ‪ ،‬و ذلك في أي مرحلة كانت عليها الدعوى ‪.‬‬

‫و من ذلك قرار المحكمة العليا ‪:‬‬

‫غير انه يجب التمييز بين إثارة الدفع بعدم االختصاص و ال تراجع ‪ ،‬ف إذا م ا رأت جه ة قض ائية‬ ‫‪-‬‬
‫باختصاصها و تصدت للموضوع ‪،‬ليس لذات الجهة أن تتراجع فيما بعد عن موقفها فتقضي بعدم‬
‫اختصاصها النوعي ‪ .‬إنما يجوز إثارة الدفع من جديد أمام جهات الطعن و تقض ي في ه بن اء على‬
‫قناعة مستقلة من قضاة هذه الجهات ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تحديد االختصاص النوعي لمختلف محاكم جهة القضاء العادي ‪:‬‬

‫إن المشرع عند وضعه لقواعد االختصاص النوعي ‪،‬قد استجاب لدوافع شتى اهمها ‪ :‬طبيعة ال دعوى‬
‫(مدنية ‪،‬تجارية ‪،‬منازعات العمل ‪...‬الخ ) و اإلسراع في الفصل في النزاع (القسم االستعجالي )‬
‫‪4‬‬
‫لذلك فدور قواع د االختص اص الن وعي يتمث ل في تبي ان المنازع ات ال تي ت دخل ض من والي ة جه ة‬
‫قضائية معينة و تحديد المنازعات التي تخرج من مجال اختصاصها‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬تحديد االختصاص النوعي للمحاكم ‪:‬‬

‫المحاكم هي الجهات القضائية األساسية و تفصل في أول درجة ما لم ينص الق انون على خالف ذل ك‬
‫كما هو الشأن في بعض القضايا العمالية و في أحكام الطالق و هذا حس ب الم ادة (‪ 32/1‬من ق انون‬
‫اإلجراءات المدنية و اإلدارية ) و قانون اإلجراءات المدني ة و اإلداري ة ح دد في الم ادتين (‪)32/33‬‬
‫االختصاص النوعي للمحاكم ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬اختصاص األقسام ‪:‬‬

‫حدد المشرع عدد األقسام المشكلة للمحكم ة و نوعه ا وذكره ا في س تة (‪ )06‬هي األقس ام المدني ة و‬
‫التجارية و البحرية و االجتماعية و العقارية و قضايا شؤون األسرة ‪.‬و تتم جدولة القض ايا أم ام ه ذه‬
‫األقسام بحسب طبيعة النزاع عمال بأحكام المواد (‪ )423‬إلى (‪ )536‬من القانون الجديد ال تي وردت‬
‫تحت عنوان اإلجراءات الخاصة بكل جهة قضائية ‪.‬أما المحاكم التي لم تنشا فيها األقس ام على النح و‬
‫المبين أعاله ‪،‬يبقى القسم المدني هو الذي ينظر في جميع النزاعات باستثناء القضايا االجتماعية ‪.‬‬

‫فبالرجوع إلى أحكام المادتين (‪ )33-32‬نجد المشرع و من خالل قانون اإلج راءات المدني ة نص أن‬
‫المحكم ة هي الجه ة القض ائية ذات االختص اص الع ام و تتش كل من أقس ام وف ق م ا نص على ذل ك‬
‫القانون رقم ‪ 05/11‬المؤرخ في ‪ 17‬يوليو ‪ 2005‬المتعلق بالتنظيم القضائي ‪.‬‬

‫و نجد المشرع قد حدد للقضاء العادي الفاصل في المواد المدنية نوع القضايا التي يفصل فيها س واء‬
‫من حيث طبيعته ا أو نوعه ا من حيث قيمته ا و ح تى من حيث تش كيلتها مح ددا في الم ادة (‪)800‬‬
‫االختصاص النوعي للجهات القضائية اإلدارية‬

‫لكن السؤال الذي يمكن طرحه هو ما هي أهمية األقسام المتواجدة على مستوى ك ل محكم ة وف ق م ا‬
‫نص على ذلك القانون رقم ‪ 11-05‬المتعلق بالتنظيم القضائي المادة ‪ 13‬منه و التي تم التأكيد بالنص‬
‫عليها في المادة ‪ 32‬منة قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية ؟‬
‫‪5‬‬
‫نظريا يتب ادر إلى ال ذهن أن ك ل قس م يختص بن وع معين من القض ايا و في حال ة جدول ة قض ية من‬
‫طبيعة معينة أمام قسم آخر فانه يجوز الدفع لعدم االختصاص النوعي ‪.‬‬

‫و من ثم فأساس التقسيم المعتمد قانونا بالنسبة للمحاكم المدنية هو لحس ن س ير مرف ق العدال ة و ح تى‬
‫يتم الفصل في الدعاوي على أكمل وجه و من قبل قضاة متخصصين‬

‫و ق د قض ت المحكم ة العلي ا ‪ :‬م تى ك ان مق ررا قانون ا أن المح اكم هي الجه ات القض ائية الخاص ة‬
‫بالقانون العام و هي تفصل في جميع القضايا المدنية و التجارية أو دعاوى الشركات التي تختص بها‬
‫محليا فان إنشاء بعض الفروع لدى المحاكم ال يعد اختصاصا نوعيا لهذه الفروع بل هي تنظيم إداري‬
‫بحت ‪،‬و من ثم فإن الدفع بالقرار بدعوى خرق قواعد االختصاص النوعي غ ير س ليم يتعين رفض ه‪.‬‬
‫حسب (الملف رقم ‪ ) 54288‬قرار بتاريخ ‪. 19/02/1989‬‬

‫ثانيا ‪ :‬االستثناء األول عن القاعدة العامة ‪ :‬اختصاص القسم االجتماعي ‪:‬‬

‫و الذي يعتبر اختصاصا من النظام العام يثيره القاضي من تلق اء نفس ه و ال يج وز للخص وم االتف اق‬
‫على خالف ه و ه و م ا أكدت ه أيض ا (م ‪500‬ق‪.‬إ‪.‬م‪.‬إ) ال تي نص ت على (يختص القس م االجتم اعي‬
‫اختصاصا مانعا‪ )...‬و قد جاءت المادة تحت عنوان (في االختصاص النوعي للقسم االجتماعي و هذا‬
‫يع ود للتش كيلة الخاص ة للقس م االجتم اعي أي من ق اض رئيس و مس اعدين و طبق ا لنص (م‪)500‬‬
‫يختص القسم االجتماعي دون سواه بمعنى انه اختصاص ن وعي من النظ ام الع ام يث يره القاض ي من‬
‫تلقاء نفسه أو األطراف و في أي مرحلة كانت عليها الدعوى في الدعاوي التالية (إثبات عق ود العم ل‬
‫و التكوين و التمهين ‪/‬تنفيذ و تعلي ق و إنه اء عق ود العم ل و التك وين و التمهين ‪ /‬منازع ات انتخ اب‬
‫من دوبي العم ال ‪/‬المنازع ات المتعلق ة بممارس ة الح ق النق ابي ‪/‬المنازع ات المتعلق ة بممارس ة ح ق‬
‫اإلض راب ‪/‬منازع ات الض مان االجتم اعي و التقاع د ‪/‬المنازع ات المتعلق ة باالتفاق ات و االتفاقي ات‬
‫الجماعية للعمل )‬

‫ثالثا‪:‬االستثناء الثاني عن القاعدة العامة‪ :‬األقطاب المتخصصة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫تنص الفقرة ‪ 7‬من المادة ‪ 32‬على ان تختص األقط اب المتخصص ة المنعق دة في بعض المح اكم ب النظر‬
‫دون سواها في المنازعات المتعلقة بالتجارة الدولية واإلفالس والتسوية القضائية في المنازع ات المتعلق ة‬
‫بالبنوك ومنازعات الملكية الفكرية والمنازعات البحرية والنقل الجوي ومنازعات التأمينات‪.‬‬

‫ومهما يكن فانه طبقا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية فان اختصاص األقطاب المتخصصة اختصاص‬
‫فرعي من النظام العام عكس األقسام المكونة للمحكمة‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬اإلحالة ما بين األقسام ‪:‬‬

‫الحكمة من اإلحالة هي االقتصاد في الوقت وفي اإلجراءات والنفقات حتى ال يتحمل الم دعي أعب اء رف ع‬
‫دعوى جديدة ‪ .‬واإلحالة التي اقرها المشرع بموجب المادة ‪ 320‬من (ق إ م إ) بين األقسام المشكلة لنفس‬
‫المحكمة فهي تخص حالة جدولة قضية أمام قسم غير القسم المعني بالنظر فيه ا فيح ال المل ف الى القس م‬
‫المعني عن طريق أمانة الضبط بعد إخبار رئيس المحكمة مسبقا‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تحديد االختصاص النوعي للمجالس القضائية ‪:‬‬

‫لم يحدد القانون العضوي عدد المجالس القضائية بل يجب الرجوع إلى عددها المحدد بثماني ة وأربع ون (‬
‫‪ )48‬المنصوص عليها في التشريع الساري المفعول‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اختصاص المجالس القضائية كجهات استئنافية ‪:‬‬

‫تك رس الم ادة (‪ )34‬من ق إ م) مب دأ التقاض ي على درج تين بحيث يج وز الطعن باالس تئناف في جمي ع‬
‫األحكام الصادرة عن المحاكم في الدرجة األولى وفي جميع المواد حتى ولو كان وص فها خاطئ ا والم ادة‬
‫الجدي دة هي عب ارة عن تص حيح في الص ياغة للم ادة (‪ 5‬من ق ا م ) و الم راد من تمدي د الطعن ليش مل‬
‫األحكام التي كان وصفها خاطئ ا تمكين المجلس من بس ط واليت ه على األحك ام الص ادرة من أول درج ة‬
‫لمنع التعسف ومراقبة التكييف القانوني‪ ،‬فقد يأتي وصف الحكم على انه نهائي بينما هو ابت دائي‪ ،‬في مث ل‬
‫هذه الحالة يجوز للمجلس أن ينظر في االستئناف وال يتوقف عند الوص ف الخ اطئ ل ه‪ ،‬ومع نى ذل ك ان‬
‫الوصف القانوني هو الذي يحدد طرق الطعن وليس الوصف القضائي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اختصاص المجالس القضائية في طلبات رد القضاة‪:‬‬


‫‪7‬‬
‫إن الثقة في القاض ي وحكم ه اس مى األه داف ال تي تطمح إلى تحقيقه ا األنظم ة القانوني ة المعاص رة وال‬
‫يسوغ لها ذلك إذا لم تتوفر للمتقاضي الوسائل القانونية والمادية ال تي تجعل ه يطمئن ألحك ام القض اء‪ ،‬من‬
‫بينها نظام رد وتنحي القاضي الذي يهدف إلى توفير اكبر ق در من الض مان واالطمئن ان إلى م ا يص دره‬
‫القاضي‪ ،‬وكذلك لحماية القاضي من نفسه‪ .‬وقد حدد المشرع الجزائري جملة من األسباب ال تي يج وز إذا‬
‫ت وفرت أن يتنحى القاض ي من تلق اء نفس ه أو بم وجب أم ر ب التنحي بع د رف ع طلب ال رد أم ام الجه ة‬
‫المختصة‪ .‬وبقراءة (م ‪ 241‬ق ا م ) نج دها ج اءت بص يغة الج واز وه ذا أم ر مؤس ف ألن ه على عكس‬
‫بعض األنظمة القض ائية المقارن ة جعلت نظ ام ال رد والتنحي من النظ ام الع ام يجع ل الحكم الص ادر من‬
‫القاضي باطال وقد حص رت (م ‪ 241‬ق ا م ا) األس باب ل تي يمكن أن يؤس س عليه ا طلب ال رد أو ال تي‬
‫يمكن أن يتنحى القاضي اختياريا عن الحكم في القضية المعروضة أمامه‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اختصاص المجالس القضائية في تنازع االختصاص بين القضاة ‪:‬‬

‫يكون ثمة تن ازع في االختص اص بين القض اة عن دما تقض ي جهت ان قض ائيتان و أك ثر في نفس ال نزاع‬
‫باالختصاص او عدم االختصاص‪.‬‬

‫إذا كانت المحاكم تابعة لنفس المجلس القضائي تقدم عريضة الفص ل في التن ازع أم ام الجه ة ال تي تح دد‬
‫الجهة القضائية المختصة وتحيل القضية عليها لتفصل فيها طبقا للق انون‪ ،‬وإذا ك انت ه ذه المح اكم تابع ة‬
‫لمجالس قضائية مختلفة تقدم العريضة أمام الغرفة المدنية للمحكمة العليا‪.‬‬

‫إذا قضى مجلسان قضائيان باختصاصهما أو بعدم اختصاص هما أو إذا وق ع تن ازع بين محكم ة ومجلس‬
‫قضائي تقدم العريضة أمام الغرفة المدنية للمحكمة العليا‪ ،‬تعين المحكمة العليا الجه ة القض ائية المختص ة‬
‫وال يجوز لهذه األخيرة التصريح بعدم االختصاص‪.‬‬

‫تقدم عريضة الفصل في تنازع االختصاص بين القضاة أمام الجهة القض ائية المختص ة في اج ل ش هرين‬
‫ويسري ابتداء من تاريخ التبليغ الرسمي ألخر حكم الى الخصم المحك وم علي ه تق دم عريض ة الفص ل في‬
‫التنازع االختصاص بين القضاة أمام المجلس القض ائي وفق ا للقواع د المق ررة لرف ع عريض ة االس تئناف‬
‫وتخضع العريضة التي تقدم أمام المحكمة العليا للقواعد المقررة لعريضة الطعن بالنقض‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬االختصاص اإلقليمي‪:‬‬

‫المطلب األول ‪:‬مفهوم االختصاص اإلقليمي‬

‫لقد حددت المواد من ‪ 37‬إلى ‪ 40‬من قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية االختصاص اإلقليمي للجهات‬
‫القضائية‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف االختصاص اإلقليمي‬

‫يقصد باالختصاص اإلقليمي والية الجه ة القض ائية ب النظر في ال دعاوى المرفوع ة أمامه ا إس تنادا إلى‬
‫معيار جغرافي يخضع للتقسيم القضائي‪.‬‬

‫وبمعنى آخر الحيز الجغ رافي ال ذي تختص ك ل محكم ة النظ ر والفص ل في المنازع ات ال تي تث ار في ه‬
‫والذي يتم تحديده عن طري ق التنظيم‪ ،‬ف دور قواع د االختص اص اإلقليمي إذن هي تحدي د محكم ة معين ة‬
‫يمكن أن تقدم إليها الدعوى‪.‬‬

‫ونشير هن ا إلى أن م ا يالح ظ على النص الجدي د ه و اعتم اد المش رع على مص طلح اإلقليمي ب دال من‬
‫المحلي وذلك لالنسجام مع أحكام الدستور من الناحية االصطالحية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أهمية االختصاص اإلقليمي‬

‫ويستلزم تسيير التقاض ي و س رعة فض النزاع ات تع دد المح اكم وانتش ارها‪ ،‬لتك ون بق در من اإلمك ان‬
‫قريبة من موطن الخصوم أو من محل تواجد موضوع النزاع القائم بينهم‪.‬‬

‫وهذه القواعد تخص المحاكم والمجالس القضائية فحس ب‪ ،‬ألن ه ال توج د س وى محكم ة علي ا واح دة له ا‬
‫اختصاص يشمل كامل التراب الوطني ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪:‬طبيعة االختصاص اإلقليمي‬

‫على خالف االختص اص الن وعي‪ ،‬ال يعت بر االختص اص اإلقليمي من النظ ام الع ام وبالت الي يج وز‬
‫لألطراف االتفاق على خالفه إال في حاالت استثنائية وردت على سبيل الحصر وقد تض منتها الم ادة ‪40‬‬
‫من القانون الجديد والتي تنص‪ " :‬ترفع الدعاوى أمام الجهات القضائية المبينة أدناه دون سواها ‪"....‬‬

‫‪9‬‬
‫فقد حددت المادة جملة من الدعاوى ال تي ال يمكن رفعه ا إال أم ام جه ات قض ائية مح ددة ومن بين ه ذه‬
‫الدعاوى مثال نذكر‪:‬‬

‫‪ .1‬في المواد العقارية أو األشغال المتعلقة بالعقار‪ ،‬أو دعاوى اإليجارات بما فيها التجارية المتعلق ة‬
‫بالعقارات‪ ،‬و الدعاوى المتعلقة باإلشغال العمومية‪ ،‬حيث ال يجوز رفعها إال أمام المحكمة التي يق ع‬
‫في دائرة اختصاصها العقار‪ ،‬أو المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مكان تنفيذ األشغال‪.‬‬

‫‪ .2‬في مواد الميراث‪ ،‬دعاوى الطالق أو الرجوع‪ ،‬الحضانة‪ ،‬النفقة الغذائي ة والس كن على الت والي‪،‬‬
‫أمام المحكم ة ال تي يق ع في دائ رة اختصاص ها م وطن المت وفى‪ ،‬مس كن الزوجي ة‪ ،‬مك ان ممارس ة‬
‫الحضانة‪ ،‬موطن الدائن بالنفقة‪ ،‬مكان وجود السكن‪.‬‬

‫‪ -‬هذا باإلضافة إلى دعاوى أخرى كمواد اإلفالس أو التسوية القضائية للش ركات وم واد الملكي ة الفكري ة‬
‫والمواد المتعلقة بالخدمات الطبية وغيرها من المواد التي ذكرتها المادة ‪ 40‬من هذا القانون‪.‬‬

‫و يترتب على كون االختصاص اإلقليمي ليس من النظام العام عدة أمور‪:‬‬

‫‪ .1‬ال يجوز للقاضي إثارته من تلقاء نفسه‪.‬‬

‫‪ .2‬يجوز للخصوم الحضور باختي ارهم أم ام القاض ي‪ ،‬ح تى ول و لم يكن مختص ا إقليمي ا وه و م ا‬
‫نصت عليه المادة ‪ 46‬من القانون نفسه‪.‬‬

‫‪ .3‬انه يجب إثارة الدفع بعدم االختصاص اإلقليمي قبل أي دفاع في الموضوع أو دفع بع دم القب ول‬
‫وإسقاط الحق في ذلك‪ ،‬ويترتب على هذا االستثناء ال وارد على ج واز اتف اق األط راف على خالف‬
‫ما ينص عليه قانون اإلجراءات المدنية و اإلدارية فيما يتعلق باالختصاص اإلقليمي ما دام ليس من‬
‫النظام العام‪ -‬وهو االستثناء الذي جاءت به المادة ‪ 40‬بأنه ال يجوز رفع بعض الدعاوى أمام جهات‬
‫قضائية أخرى غير المنصوص عليها في المادة ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬أنه يعتبر الغيا وعديم األثر‪ ،‬كل شرط يمنع االختصاص اإلقليمي لجهة قضائية غير مختص ة إال إذا تم‬
‫بين التجار‪ ،‬وقد نصت على ذلك المادة ‪.45‬‬

‫وترمي المادة من وراء ذلك أساسا إلى حماية األط راف الض عيفة في العق ود الس يما في عق ود اإلذع ان‬
‫حيث يفرض الطرف القوي في العقد شروطا مسبقة بما فيها مسالة انعقاد االختصاص‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬قواعد االختصاص اإلقليمي‬

‫الفرع األول‪ :‬القاعدة العامة في االختصاص اإلقليمي‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 37‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على أنه‪:‬‬


‫‪10‬‬
‫" يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه‪ ،‬وإن لم‬
‫يكن له موطن معروف‪ ،‬فيعود االختص اص للجه ة القض ائية ال تي يق ع فيه ا آخ ر م وطن ل ه‪ ،‬وفي حال ة‬
‫اختيار موطن‪ ،‬يؤول االختصاص اإلقليمي للجهة القضائية التي يق ع فيه ا الم وطن المخت ار‪ ،‬م ا لم ينص‬
‫القانون على خالف ذلك‪.‬‬

‫ومن خالل هذا النص نالح ظ أن القاع دة العام ة في االختص اص اإلقليمي هي م وطن الم دعي علي ه أو‬
‫مقامه كما يطلق عليه البعض‪ ،‬والموطن معناه المحل الذي يوجد فيه السكن الرئيسي للشخص‪ ،‬وفي حال ة‬
‫عدم وجوده يحل محلها مكان اإلقامة العادي‪ ،‬ويعتبر المكان الذي يمارس في ه الش خص تج ارة أو حرف ة‬
‫موطنا خاصة بالنسبة إلى المعامالت المتعلقة بهذه التج ارة أو المهن ة وم وطن القاص ر والمحج ور علي ه‬
‫والمفقود و الغائب هو موطن من ينوب عن هؤالء قانونا‪.‬‬

‫و ذلك طبقا للمواد‪ 38 ،37 ،36 :‬من القانون المدني‪:‬‬

‫ويتمثل الفرق بين الموطن ومحل اإلقامة في أن األول هو المحل الذي يحتم ل في ه إقام ة الش خص قانون ا‬
‫( الموطن الحكمي )‪ ،‬أما الثاني فهو مح ل اإلقام ة الفعلي ة‪ ،‬ونظ را الحتم ال أن يك ون الم وطن مختلف ا و‬
‫بعيدا عن محل اإلقامة‪ ،‬فمصلحة المدعى علي ه تتطلب رف ع ال دعوى إلى المحكم ة ال تي يق ع في دائرته ا‬
‫محل إقامته‪.‬‬

‫مبررات القاعدة‪:‬‬

‫تكاد تجمع تشريعات دول العالم على عقد االختصاص المكاني لمحكمة مقام المدعي عليه كقاعدة عام ة‪،‬‬
‫يرجع ذلك إلى أن األصل هو براءة الذم ة ومن ثم فعلى من يط الب خص مه بش يء أن يس عى إلى أق رب‬
‫محكمة إليه‪.‬‬

‫ثم إن المدعي هو الذي أخذ زمام المبادرة فرف ع ال دعوى في ال وقت ال ذي يناس به ه و‪ ،‬فيجب أن يك ون‬
‫هناك توازن فال يختار أيضا المحكمة التي تناسبه وهي عادة الواقع في دائرتها مقامه‪ ،‬وإنما تلك التي يقع‬
‫بها مقام المدعى عليه‪.‬‬

‫وق د ك ان نص الم ادة ‪ 8‬ال وارد في الق انون و ال تي أوردت اس تثناءا على ذل ك بالنس بة لمجموع ة من‬
‫الطلبات تقدم خصيصا أمام الجهات القض ائية ال تي ح ددتها وق د ك ان نص م‪ 8‬ال وارد في الق انون الق ديم‬
‫ينص على ما يلي‪:‬‬

‫"يكون االختصاص للجهة القضائية التي يقع في دائرتها موطن الم دعى علي ه بالنس بة لل دعاوى الخاص ة‬
‫باألموال المنقولة و دعاوى الحقوق الشخص ية العقاري ة‪،‬وك ذلك جمي ع ال دعاوى ال تي لم ينص فيه ا على‬
‫اختصاص محلي خاص‪ ،‬فإن لم يكن للمدعى عليه موطن معروف يعود الختصاص للجهة القضائية ال تي‬

‫‪11‬‬
‫يقع في دائرتها محل إقامته‪ ،‬و إن لم يكن له مح ل إقام ة مع روف‪ ،‬فيك ون االختص اص للجه ة القض ائية‬
‫الواقع بدائرتها أخر موطن له ‪.‬‬

‫غير أنه‪"....‬‬

‫و لقد أخذ المشرع الجزائري بقاعدة اختص اص محكم ة م وطن الم دعى علي ه في الحق وق الشخص ية و‬
‫العينية على أساس ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬في الحقوق الشخصية تفترض براءة الذمة فال يكون أي شخص مدينا لألخر‪.‬‬

‫‪ -2‬في الحقوق العينية يجب حماية الوضع الظاهر بافتراض شرعيته إلى غاي ة إثب ات العكس‪ ،‬فمن‬
‫يحوز ماال يفترض كونه مالكا له‪.‬‬

‫لذا من الطبيعي عند إرادة نقض إحدى القاعدتين أن يلتزم المدعى بتقديم دليله كقاعدة عامة أمام المحكم ة‬
‫التي تقع في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه إذ ال يعق ل أن يس تدعي الم دعى خص مه إلى موطن ه‬
‫ليدافع عن نفسه في دعوة قد يتبين في النهاية عدم تأسيسها فضال عن أنه لو تترك للم دعى حري ة اختي ار‬
‫المحكمة المختصة يمكن ان يتعسف في ذل ك ان ك ان س يئ الني ة فيخت ار محكم ة بعي دة ج دا عن م وطن‬
‫المدعى عليه‪.‬‬

‫و قد ميز المشرع الجزائري بين حالتين في القاعدة العامة موطن المدعى عليه " لالختصاص اإلقليمي‪:‬‬

‫‪ .1‬عند وجود مدعى عليه واحد‪.‬‬

‫‪ .2‬عند تعدد المدعى عليه‪.‬‬

‫فعندما يكون المدعى عليه شخصا واحدا‪ ،‬يتم إعمال القاعدة العامة إذ ترفع ال دعوى أم ام المحكم ة ال تي‬
‫يقع في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه وفق المادة ‪.37‬‬

‫أما إذا تعدد المدعى عليهم‪ ،‬فللمدعي االختي ار ب أن يرف ع ال دعوى أم ام المحكم ة الواق ع في دائرته ا أي‬
‫منهم‪.‬‬

‫المادة ‪:38‬‬

‫" في حال ة تع دد الم دعى عليهم‪ ،‬ي ؤول االختص اص اإلقليمي للجه ة القض ائية ال تي يق ع في دائ رة‬
‫اختصاصها موطن أحدهم"‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫و الهدف من تقرير هذه القاعدة هو تفادي رف ع قض ايا متع ددة دون م برر‪ ،‬و للم دعي الح ق في اختي ار‬
‫موطن أحد المدعى عليهم وتطبق هذه القاعدة حتى و لو كان أحد المدعى عليهم شخص معنوي‪.‬‬

‫لكن يجب إحترام بعض الشروط‪:‬‬

‫‪ -‬يجب أن يكون هناك أكثر من مدعى عليه واحد ( تعدد المدعى عليهم )‪.‬‬

‫‪ -‬أن تكون الجهة القضائية المرفوع النزاع أمامها مختصة نوعيا للنظ ر في ال نزاع المرف وع ض د جمي ع‬
‫المدعى عليهم ثم أن تكون هذه الجهة مختصة إقليميا بنظر المرفوع ضد أحدهم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القواعد الخاصة لالختصاص اإلقليمي‪:‬‬

‫لقد رأينا أن المحكمة المختصة إقليميا هي مبدئيا المحكمة التي يقع في دائرتها موطن المدعى علي ه ولكن‬
‫أدخل القانون على هذا المبدأ استثناءات كثيرة فبعد أن أخض ع بعض الم واد لمحكم ة غ ير ال تي يق ع به ا‬
‫موطن المدعى عليه أجاز خيار االختصاص في بعض الحاالت ونظرا للتداخل بين االختص اص اإلقليمي‬
‫والن وعي ال ذي يتم يز ب ه تش ريعنا فيجب في بعض الح االت التنس يق بين ه ذين االختصاص ين لتحدي د‬
‫المحكمة المختصة محليا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعيين محكمة محددة‬

‫حددت الم ادة ‪ 37‬من ق انون اإلج راءات المدني ة واإلداري ة المحكم ة المختص ة إقليمي ا للنظ ر في بعض‬
‫الدعاوى بغض النظر عن موطن المدعى عليه وهذه الدعاوى قد تكون مدني ة أو تجاري ة أو اجتماعي ة أو‬
‫متعلقة باألحوال الشخصية أو باالستعجال‪.‬‬

‫أ‌‪ -‬القضايا المدنية‪ :‬فيما يخص الدعاوى العقارية تكون المحكم ة ال تي يق ع العق ار في دائ رة اختصاص ها‬
‫هي المختصة كلما تعلق األمر بدعوى عقارية‪.‬‬

‫ب‌‪ -‬القض ايا التجارية‪ :‬في ال دعاوى المتعلق ة بالش ركات بالنس بة لمنازع ات الش ركاء يرف ع الطلب إلى‬
‫المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها المركز الرئيسي للش ركة وم ادام المش رع لم يح دد ن وع الش ركة‬
‫فتطبق القاعدة سواء تعلق األمر بشركة تجارية أو مدنية‪.‬‬

‫ت‌‪ -‬القضايا االجتماعية‪ :‬النزاعات الفردية في العمل والمنازعات في مجال الضمان االجتماعي ال تطب ق‬
‫أمام المحكمة الفاصلة في المسائل االجتماعي ة قاع دة اختص اص م وطن الم دعى علي ه ق د يك ون م وطن‬
‫صاحب العمل أو صاحب األجرة بعيدا عن مكان العمل والمحكمة الفاصلة في المسائل االجتماعية أنشئت‬
‫لتطبق على المتقاضين العادات المتداولة محليا في المهنة وهذا االهتمام هو الذي دفع المش رع إلى إق رار‬
‫قواعد خاصة طرأت عليها بعض التعديالت فيها بعد‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ث‌‪ -‬قض ايا األح وال الشخص ية‪ :‬في دع اوى الطالق ترف ع ال دعوى أم ام المحكم ة ال تي يق ع في دائ رة‬
‫اختصاصها مسكن الزوجية‪ .‬وفي دعاوى الحضانة تختص المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها مك ان‬
‫ممارسة الحضانة وأما الدعاوى المتعلقة بالنفقة فيجب أن يرفع الطلب أم ام المحكم ة ال تي يق ع في دائ رة‬
‫اختصاصها موطن أو مسكن الدائن بقيمة النفقة‪ .‬وفي مواد الميراث يرفع الطلب أم ام المحكم ة ال تي يق ع‬
‫في دائرة اختصاصها مكان التركة‪.‬‬

‫ج‌‪ -‬القض ايا المس تعجلة‪ :‬تخفي ف قواع د االختص اص المحلي في م واد االس تعجال للحص ول على أم ر‬
‫استعجالي من المفروض أن ترفع القضية لرئيس المحكمة التي يكون مختصا محليا للفص ل في موض وع‬
‫اإلشكال ولكن باعتبار ضرورة تدخل القاضي بصفة مستعجلة فإن المشرع أق ر قواع د خاص ة إذا أوجب‬
‫رفع الدعوى أمام المحكمة الواقعة في دائرة اختصاصها (مكان الشكل التنفيذي) أو (التدبير المطلوب)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خيار االختصاص‬

‫أجاز المشرع للمدعي في بعض المواد أن يختار بين محكمتين أو أكثر عند تق ديم طلب ه وه ذا الخي ار ق د‬
‫يكون على محكمتين بمعنى أنه يمكن للمدعي أن يرفع طلبه أمام المحكمة التي يقع في دائ رة اختصاص ها‬
‫موطن المدعى عليه وإما أمام محكمة أخرى كما ق د يك ون ه ذا االختي ار متع ددا أي يك ون االختص اص‬
‫المحلي موزعا على أكثر من محكمتين وفي بعض الحاالت االستثنائية قد يكون االختصاص وطني يجيز‬
‫رفع الدعوى أمام أي محكمة من محاكم الجزائر‪.‬‬

‫أ‌‪ -‬الحاالت التي تختص فيها محكمتين مختلفتين‪:‬‬

‫‪ -‬الدعاوى المختلطة‪ :‬يجوز في مثل هذا النوع من الدعاوى أن يرفع الطلب إما إلى المحكمة التي يقع في‬
‫دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه أو مسكنه وإما أمام الجهة القضائية التي يقع في دائرة اختصاصها‬
‫مقر األموال‪.‬‬

‫‪ -‬دعاوى تعويض الضرر الناشئ من جريم ة‪ :‬إذا ك انت متعلق ة بتع ويض الض رر الناش ئ من جناي ة أو‬
‫جنحة أو مخالفة‪ ،‬يجوز أن يرفع الطلب إما إلى محكمة موطن الم دعى علي ه وإم ا أم ام الجه ة القض ائية‬
‫التي وقع في دائرة اختصاصها الفعل الضار‪ .‬في حالة اختيار الموطن فإن المحكمة المختص ة إقليمي ا إلى‬
‫جانب المحكمة التي يقع في دائرة اختصاصها موطن المدعى عليه هي الجهة القضائية للموطن المختار‪.‬‬

‫ب‌‪ -‬الحاالت التي تختص فيها عدة محاكم‪:‬‬

‫تختص عدة محاكم في حالة تعدد المدعى عليهم‪ ،‬المنازعات المتعلقة بالتوريدات واألشغال وأجور العمال‬
‫أو الصناع‪ ،‬الدعاوى التجارية‪ ،‬الدعوى المرفوعة ضد شركة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ت‌‪ -‬القضايا التي تختص فيها أي محكمة من المحاكم‪:‬‬

‫إذا لم يكن للمدعى عليه موطن أو مسكن في الجزائ ر يج وز رف ع ال دعوى أم ام المحكم ة ال تي يختاره ا‬
‫المدعي وتطبق هذه القاعدة خاصة في المنازعات المتعلقة بتنفيذ العقود التي أبرمها أجنبي في بل د أجن بي‬
‫مع جزائري أو المنازعات الناشئة عن تنفيذ التزامات تعاقد عليها جزائري في بلد أجنبي‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫إن من الحقوق التي كفلها الدستور للمواطنين هو حق اللجوء إلى القضاء و ضمانا لحس ن س ير العدال ة و‬

‫لتقريب العدالة من المتقاضين أقر المشرع مبدأ التقاضي على درجات ( اختصاص نوعي ) و هذا ي ؤدي‬

‫إلى تحديد درجة المحكمة المختصة ( محكمة‪ ،‬مجلس قضائي‪ ،‬محكم ة علي ا ) و أق ر تع دد المح اكم ذات‬

‫الدرجة الواحدة مما يؤدي إلى وضع قواعد تبين أية محكمة من مح اكم الدرج ة الواح دة تختص بالفص ل‬

‫في النزاع و هذا كله يؤدي إلى نتيجة حتمية و هي األهمية البالغة للقواعد التي ت بين نص يب ك ل محكم ة‬

‫من المنازعات نوعيا أو إقليميا‪.‬‬

‫‪15‬‬

You might also like