Professional Documents
Culture Documents
التسيير التنبؤي للموارد البشرية على مستوى المؤسسة (دراسة نظرية وتطبيقية)
التسيير التنبؤي للموارد البشرية على مستوى المؤسسة (دراسة نظرية وتطبيقية)
net/publication/362685600
CITATIONS READS
0 87
1 author:
Hicham Mahdjouba
UNIVERSITY OF AIN TEMOUCHENT BELHADJ BOUCHAIB
14 PUBLICATIONS 1 CITATION
SEE PROFILE
Some of the authors of this publication are also working on these related projects:
All content following this page was uploaded by Hicham Mahdjouba on 14 August 2022.
رئيسا جامعة بلحاج بوشعيب (عني متوشنت) أستاذ حماضر (أ) د .كوديد سفيان
مشرفا جامعة عبد احلميد بن ابديس (مستغامن) أستاذ التعليم العال أ.د عشوي نصر الدين
ممتحنا جامعة ابراهيم سلطان شيبوط ( جامعة اجلزائر)3 أستاذ التعليم العال أ.د زايد مراد
ممتحنا جامعة عبد احلميد بن ابديس (مستغامن) أستاذ حماضر (أ) د .بودراف اجليالل
ممتحنا جامعة بلحاج بوشعيب (عني متوشنت) أستاذ حماضر (أ) د .زانقي سيد أمحد
ممتحنا جامعة بلحاج بوشعيب (عني متوشنت) أستاذ حماضر (أ) د .بن عامر عبد الكري
رئيسا جامعة بلحاج بوشعيب (عني متوشنت) أستاذ حماضر (أ) د .كوديد سفيان
مشرفا جامعة عبد احلميد بن ابديس (مستغامن) أستاذ التعليم العال أ.د عشوي نصر الدين
ممتحنا جامعة ابراهيم سلطان شيبوط ( جامعة اجلزائر)3 أستاذ التعليم العال أ.د زايد مراد
ممتحنا جامعة عبد احلميد بن ابديس (مستغامن) أستاذ حماضر (أ) د .بودراف اجليالل
ممتحنا جامعة بلحاج بوشعيب (عني متوشنت) أستاذ حماضر (أ) د .زانقي سيد أمحد
ممتحنا جامعة بلحاج بوشعيب (عني متوشنت) أستاذ حماضر (أ) د .بن عامر عبد الكري
السنة اجلامعية2021/2020 :
بسم هللا الرمحن الرحيم
كان من املستحيل أن أجتاهله يف أطروحة خترجي ،لذا أرجوا منكم الدعاء له
ابلرمحة واملغفرة
قائمة احملتوايت
قائمة اجلداول
قائمة األشكال
مقدمة.............................................................................................أ
متهيد .............................................................................................أ
املطلب األول :النظرايت اليت سامهت يف تطور مفهوم إدارة املوارد البشرية 16........................
املطلب الثاين :مراحل تطور إدارة املوارد البشرية 22................................................
املطلب الثالث :ماهية إدارة املوارد البشرية 30.....................................................
املطلب األول :التسيي التنبؤي للموارد البشرية كقيمة مضافة إلدارة املوارد البشرية 92...............
املطلب الثاين :التسيي التنبؤي للموارد البشرية كأداة لتنفيذ إسرتاتيجية املؤسسة95................. .
املطلب الثالث :وضعية التسيي التنبؤي للموارد البشرية يف اهليكل التنظيمي للمؤسسة99............ .
املطلب الرابع :نظام معلومات املوارد البشرية حمور رئيسي للتنبؤ للموارد البشرية102 ............... .
املبحث الثالث :خطوات ،أدوات وتقنيات التسيي التنبؤي للموارد البشرية 108 ......................
املطلب االول :اخلطوات العملية لتطبيق التسيي التنبؤي للموارد البشرية 108 .......................
املطلب الثاين :األساليب والتقنيات العلمية املستخدمة يف التنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية 117 .....
املطلب الثالث :األساليب والتقنيات العلمية املستخدمة يف التنبؤ ابلعرض على املوارد البشرية142 ....
املطلب الرابع :حتليل الفجوات وتصحيح الفروقات 151 ...........................................
خالصة الفصل الثاين158 ...................................................................... :
الفصل الثالث :الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية
متهيد160 ...................................................................................... :
املطلب األول :التنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية من خالل أسلوب حتليل االحندار 188 .............
املطلب الثاين :التنبؤ ابلرتكيبة املستقبلية (العرض) للموارد البشرية 203 ..............................
املطلب الثالث :حتليل الفجوة واختبار الفرضية الثالثة 214 .........................................
املطلب الرابع :حتليل ومناقشة نتائج الدراسة 217 .................................................
خالصة الفصل الثالث 221 .....................................................................
اخلامتة 223 .....................................................................................
املراجع231 ....................................................................................
املالحق244 .................................................................................. :
امللخص 264 ..................................................................................
قائمة اجلداول
متهيد:
يعزى جناح أي مؤسسة من مؤسسات األعمال ابلدرجة األوىل إىل ما متتلكه من موارد ،فتحقيق
األهداف التنظيمية ال ميكن أن حيدث يف غياب العنصر البشري ،ابعتباره أهم العوامل املؤثرة يف حتقيق تكيف
املؤسسة مع املتغريات السائدة يف بيئة أعماهلا ،ومن ث قدرهتا على حتقيق أهدافها احملددة ،هذا وفقا ملقولة
" : Gaston Bergerإن تلبية حاجات اليوم ،اليت مل نتمكن من التنبؤ هبا ابألمس ،سيكلفنا ما حنن
حباجته يف السنوات القادمة" ،1فاملواد البشرية ممثلة يف العاملني ابملؤسسة من خمتلف الفئات واملستوايت
والتخصصات هي الدعامة احلقيقية اليت تستند إليها املؤسسة احلديثة ،كوهنا املصدر احلقيقي لتكوين وتعزيز
القدرة التنافسية للمؤسسة وحتسني أوضاعها السوقية ونتائج أعماهلا.
ومن منطلق أمهية املوارد البشرية ابلنسبة للمؤسسات ابعتبارها أحد العناصر احلاكمة اليت تساعد يف
حتقيق النجاح للمؤسسة ،تعززت قناعة املؤسسات أبن املوارد البشرية تعترب أحد األسلحة اإلسرتاتيجية يف
صراعها من أجل البقاء والنمو؛ وهذا ما أصبح يفرض عليها ضرورة اعتبار هذه املوارد مبثابة شريك اسرتاتيجي
له دوره احليوي ضمن إسرتاتيجية املؤسسة ،وهذا من خالل ربط غاايت وأهداف واسرتاتيجيات املؤسسة مع
أنشطة املوارد البشرية ،لذلك يكمن املتطلب الرئيسي لنجاح أي إسرتاتيجية وحتقيق أهدافها احملددة ،يف ضرورة
توافر األعداد واألنواع املناسبة من املوارد البشرية ذات املهارات الضرورية ألداء املهام اليت تنطوي عليها
اإلسرتاتيجية ،حيث تؤثر إسرتاتيجية املؤسسة على معامل العديد من الوظائف ومتطلباهتا املهارية ومن ث على
مزيج املوارد البشرية املناسب لشغل هذه الوظائف مبا خيدم متطلبات تنفيذها؛
لضمان توفري حاجة إسرتاتيجية املؤسسة من األعداد املناسبة من املوارد البشرية ذوي املهارات
واملواصفات املطلوبة ،واليت تتوافق مع احتياجات التنفيذ الفعال للخطة اإلسرتاتيجية ،ومن ث حتقيق األهداف
املستقبلية ،أصبح يفرض على املؤسسات ضرورة الربط بني جهود التسيري التنبؤي للموارد البشرية وخططها
وتوجهاهتا اإلسرتاتيجية ،حيث يساعد التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف إدراك احتياجات املؤسسة املستقبلية
من املوارد البشرية الالزمة لتنفيذ خططها اإلسرتاتيجية من حيث أعدادها وأنواعها ومهاراهتا ،واملدى الذي
تتوافق فيه قدرات وإمكانيات قوة العمل هبا مع هذه االحتياجات ،وهذا من أجل إجياد أمثل البدائل للتعامل
_________________________________________________________________________
_
1
.Gaston Berger, extrait de Prospective, nº 4, 1959.
أ
املقدمة العامة
مع العجز أو الفائض احملتمل من هذه املوارد ويف الوقت املناسب ،حيث يعترب التسيري التنبؤي للموارد البشرية
جمموعة خطوات ،إجراءات وأساليب اليت هتدف إىل وصف وحتليل خمتلف التغريات املستقبلية املمكن أن
حتدث للمؤسسة (داخليا/خارجيا) من أجل تسليط الضوء على القرارات املتخذة بشأن املوارد البشرية ،وهذا
النوع من التسيري ال ميكنه جتاهل البيئة االقتصادية واالجتماعية املوجودة فيه ،كما أن التطور املستمر ملناخ
العمل واملؤسسات يشكل الشبكة اجلوهرية ملفاهيم التنبؤ.
إشكالية الدراسة:
ازداد االهتمام إبدارة املوارد البشرية يف اآلونة األخرية نظرا للمردودات االجيابية اليت حتققت من خالهلا
اجتماعيا واقتصاداي على كل املستوايت احمللية والعاملية ،وظهر ذلك جليا يف تقييم اآلاثر االجتماعية
للمؤسسات املهتمة ابلعنصر البشري والذي أظهر ضرورة االجتاه إىل استخدام التسيري التنبؤي للموارد البشرية
كأداة فعالة لتحقيق اسرتاتيجيتها سواء للحد من العجز أو التخلص من الفائض بطرق علمية صحيحة حىت
ال أتثر على سوق العمل وسياسات الدولة للقضاء على البطالة ،ومن هذا املنطلق تتبلور معامل إشكالية هذه
الدراسة اليت ميكن صياغتها كما يلي:
-كيف ميكن أن يساهم التسيي التنبؤي للموارد البشرية يف حتقيق التوازن بني الطلب والعرض
الداخلي للمؤسسة؟
لتسهيل اإلجابة على إشكالية الدراسة قمنا بتجزئتها إىل األسئلة الفرعية التالية:
-ما مدى ارتباط عملية التسيري التنبؤي للموارد البشرية إبسرتاتيجية املؤسسة؟
-كيف ميكن التنبؤ ابملوارد البشرية وفقا إلجراءات علمية صحيحة؟ وهل ميكن اعتماد األساليب الرايضية
واإلحصائية للتنبؤ ابملوارد البشرية يف املؤسسات اجلزائرية ابختالف حجمها وطبيعة نشاطها؟
-ما واقع اهتمام املؤسسات اجلزائرية مبوضوع التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف الوقت الذي يغزو فيه سوق
العمل عدد هائل من أصحاب الكفاءات والشهادات؟
-هل يؤثر رقم أعمال والكتلة االجرية على التنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية يف مؤسسة سيفيتال
للصناعات الغذائية جباية؟
ب
املقدمة العامة
-هل يؤثر التقاعد (الفئة العمرية) وحركة تنقل العمال داخل املؤسسة على الرتكيبة املستقبلية ملوارد البشرية
يف مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية جباية؟
فرضيات الدراسة:
انطالقا من القراءات األولية حول املوضوع وبغية االجابة على االشكالية املطروحة ،قمنا بصياغة جمموعة من
الفرضيات اليت نراها أكثر اإلجاابت احتماال على األسئلة املطروحة بغية التأكد من صحتها من خالل كما
يلي:
-الفرضة الرئيسية األوىل :تؤثر الكتلة االجرية ورقم األعمال على التنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية يف
مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية جباية ،وتتفرع من هذه الفرضية الفرضيات اجلزئة التالية:
.1تؤثر الكتلة االجرية على التنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية يف مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية
جباية.
.2يؤثر رقم أعمال على التنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية يف مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية جباية.
.3تؤثر الكتلة االجرية ورقم األعمال معا على التنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية يف مؤسسة سيفيتال
للصناعات الغذائية جباية.
-الفرضية الرئيسية الثانية :يؤثر التقاعد (الفئة العمرية) وحركة تنقل العمال داخل املؤسسة على الرتكيبة
املستقبلية ملوارد البشرية يف مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية جباية.
.1يؤثر التقاعد (الفئة العمرية) على الرتكيبة املستقبلية ملوارد البشرية يف مؤسسة سيفيتال للصناعات
الغذائية جباية.
.2تؤثر حركة تنقل العمال داخل املؤسسة على الرتكيبة املستقبلية ملوارد البشرية يف مؤسسة سيفيتال
للصناعات الغذائية جباية.
-الفرضية الرئيسية الثالثة :تساعد األساليب الرايضية واإلحصائية يف التنبؤ ابلكشف عن الفجوة بني
الطلب والعرض على املوارد البشرية يف املؤسسة حمل الدراسة.
ج
املقدمة العامة
ان اختياران هلذا املوضوع راجع إىل جمموعة من املربرات متثلت أساسا يف ما يلي:
-اقرتاح املوضوع من طرف األستاذ املشرف واقتناعي بطرحه ،ويندرج ضمن جمال التخصص (إسرتاتيجية
املؤسسة وإدارة املوارد البشرية) .غياب شبه كلي للتسيري التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسات اجلزائرية،
ابلرغم من أمهيتها األساسية يف املؤسسة.
▪ مالحظتنا لواقع التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف شقه الكيفي والتخطيط للموارد البشرية يف خمتلف
املؤسسات الوطنية والرغبة الشخصية للنظر يف مدى إمكانية تطبيق عملية التسيري التنبؤي للموارد
البشرية مبعايري علمية.
تكتسب الدراسة أمهيتها من خالل تزايد االهتمام العاملي حاليا بتنويع وجتديد طرق التنبؤ ابملوارد البشرية
املطلوبة للتوظيف وذلك عن طريق اجناز جسر يربط بني خمرجات سوق العمل (اجلامعة ،مراكز التكوين،
املدارس اخلاصة ... ،إخل) ومتطلبات سوق العمل الداخلي (املؤسسات) ،وهذا من اجل الرفع من كفاءة املورد
البشري املستقدم وتقليل األعباء على املؤسسة ابلتال حتقيق أهدافها يف إطار عمليايت ُحمكم والذي سيفرض
ُ
على املؤسسة االنتقال من املخطط السنوي إىل التسيري التنبؤي للموارد البشرية حيث أن هذا التحول سيكون
له حتما أتثري على واقع سوق التشغيل اجلزائري حيث يساهم التسيري التنبؤي يف تطوير كفاءات ومهارات
املوارد البشرية لتحسني مردوديتهم االنتاجية ،وعليه هندف من خالل هذا البحت للوصول إىل األهداف
التالية:
د
املقدمة العامة
-معرفة مكانة التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف اجلزائر وكذا اإلمكانيات واالجنازات احملققة يف هذا اجملال،
من خالل تسليط الضوء على املؤسسة حمل الدراسة؛
-حتسيس متخذي القرار يف املؤسسات اجلزائرية على أمهية التسيري التنبؤي للموارد البشرية.
املنهج املستخدم :من أجل دراسة اإلشكالية موضوع البحث وحتليل أبعادها مت استخدام املنهج الوصفي من
خالل وصف واستعراض اإلطار النظري للدراسة بوصف متغرياهتا قصد التحكم يف مفاهيم الدراسة انطالقا من
كل ما يتعلق ابملوارد البشرية وصوال للتسيري التنبؤي للموارد البشرية ،ولتحليل طبيعة العالقة بني متغريات
الدراسة ودراسة األثر بينها واختبار الفرضيات وحتليلها هبدف الوصول إىل االستنتاجات والتوصيات اليت ختدم
أهداف الدراسة ،مت ابالعتماد على على أسلوب دراسة احلالة من خالل استخدام إحصائيات ومتثيالت بيانية
ومناذج رايضية وإحصائية من خالل االطالع على جمموعة من البياانت اخلاصة ابملؤسسة حمل الدراسة وكذا
حتليل الربامج احلديثة لتسيري املوارد البشرية يف املؤسسة حمل الدراسة ،خلدمة أغراض البحث وتغطية جوانبه
املختلفة.
أدوات البحث :اعتمدان يف اجلزء النظري من الدراسة على مراجع متنوعة سواء ما توفر منها على شكل ورقي
(الكتب ،اجملالت ،الرسائل واألطروحات ،تقارير واملنشورات الوزارية واجملالت والدورايت املتخصصة وتقارير
املؤسسات واملؤمترات املتعلقة بشؤون املوارد البشرية ،) ...أو ما توفر على حوامل الكرتونية أو مواقع شبكية
تناولت موضوع التسيري التنبؤي للموارد البشرية للتعرف على أساليب والتقنيات الكمية والكيفية للتنبؤ ابلعرض
أو الطلب من املوارد البشرية ابملؤسسة ،ويف اجلزء التطبيقي استخدمنا جمموعة من املقابالت للحصول على
البياانت الداخلية وتقارير اخلاصة ابملؤسسة ،وبعد مجعنا للمعطيات البحثية قمنا مبعاجلتها ابستخدام برانمج
( ،)EXCEL 2007والربانمج اإلحصائي (.)SPSS 22
حدود الدراسة:
مت إجراء هذه الدراسة عن طريق مجع البياانت املتعلقة مبوضوع البحث على سلسلة مشاهدات لـ 18سنة
( 18مشاهدة) ما بني سنة ،2019-2002حيث مت تطبيق هذه الدراسة على مستوى مؤسسة سيفيتال
للصناعات الغذائية الكائن مقرها مبدينة جباية ابجلزائر.
ه
املقدمة العامة
تقسيمات الدراسة:
من أجل دراسة وحتليل اإلشكالية ،قمنا بتقسيم دراستنا إىل ثالثة فصول ابإلضافة إىل مقدمة وخامتة،
حيث تناولنا يف اجلانب النظري ،الفصل األول إدارة املوارد من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي ،وذلك
من خالل التطرق إىل أهم النظرايت اليت سامهت يف تطور مفهوم إدارة املوارد البشرية عرب عرض مراحل
تطورها ،وصوال إىل التخطيط اإلسرتاتيجي للموارد البشرية ،ليتم ختصيص الفصل الثاين لعرض أهم األدبيات
اليت تناولت التسيري التنبؤي للموارد البشرية انطالقا من التعرف على مفهومه ومراحل تطوره ،ث التعريج على
واقع التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة من خالل كونه قيمة مضافة إلدارة املوارد البشرية ابملؤسسة
وأداة لتنفيذ إسرتاتيجية املؤسسة ،وكذا مكانته يف اهليكل التنظيمي للمؤسسة ،لنختم هذا الفصل ابلتعرف على
أهم اخلطوات واألدوات للتسيري التنبؤي للموارد البشرية انطالق من التعرف على أساليب والتقنيات الكمية
والكيفية للتنبؤ ابلعرض أو الطلب من املوارد البشرية ابملؤسسة ،وصوال إىل حتليل الفجوة وما يصاحبها من
إجراءات تصحيحية .يف حني خصصنا الفصل الثالث للجانب التطبيقي للدراسة الذي هو إسقاط للجانب
النظري على املؤسسة حمل الدراسة حيث تناولنا فيه تطبيق أدوات التسيري التنبؤي للموارد البشرية من خالل
أسلوب التنبؤ ابلطلب على تعداد املوارد البشرية إبستخدام أسلوب حتليل اإلحندار ابعتبار كل من رقم األعمال
والكتلة األجرية متغريين مستقلني ،ويف جانب التنبؤ ابلرتكيبة املستقبلية للموارد البشرية على مستوى املؤسسة
(العرض) قمنا إبستخدام أسلوب سالسل ماركوف االنتقالية وكذا توزيع املوارد البشرية ابملؤسسة حسب
الفئات العمرية ملعرفة تعداد املوارد البشرية اليت ستحال على التقاعد يف سنة التنبؤ املقرتحة يف دراستنا ،2024
ويف آخر الفصل مت تفسري وحتليل النتائج بغرض وضع خطة إسرتاتيجية للمؤسسة من أجل تصحيح الفجوة ما
بني الطلب والعرض.
مرجعية الدراسة:
بعد سلسلة األحباث اليت قمنا هبا من اجل معرفة أهم الدراسات اليت تناولت موضوع التسيري التنبؤي
للموارد البشرية سواء يف نفس املوضوع أو من زوااي خمتلفة ،وجدان أن هذه الدراسات تنوعت ما بني الوطنية،
العربية وحىت األجنبية ،ومن خالل حتليل هذه الدراسات سنقدم أهم ما جاءت به مع تقدي وجهة نظران من
خالل أوجه االختالف والتوافق فيما بينها وتوضيح الفجوة العلمية اليت سنعاجله يف موضوع دراستنا احلالية،
و
املقدمة العامة
وفيما يلي سنقدم عرض شامل ملا توصلنا له من دراسات مع التعليق عليها وتوضيح أوجه التشابه واالختالف
فيما بينها ،وكذا التعرف على اختالف ما جاءت به دراستنا عن الدراسات السابقة ،وكذا جوانب استفادتنا
من هذه الدراسات يف إجناز دراستنا احلالية ،ولقد قمنا بتصنيف الدراسات السابقة إىل:
دراسة نصر الدين عشوي ( )2005بعنوان (ختطيط القوى العاملة على املدى الطويل-كنظام)- •
درس األدوات والتقنيات األساسية اليت ميكن استخدامها من قبل امل َخ ِطط (الشخص املسئول عن ختطيط
ُ
املوارد البشرية) لتحديد احتياجات املؤسسة من املوارد البشرية ،وكذا العرض الداخلي ،وفقا ملختلف املهن
ومستوايت املهارة ،الذين ال ميكن االستغناء عنهم من أجل تنفيذ املشاريع املستقبلية املخطط هلا .كما توصل
الباحث على أنه من السهل أن نتحدث عن أساليب التخطيط على املستوى الكلي .ولكن ابلعكس ،فإنه من
الصعب أن نتحدث عنه يف املؤسسة ،بسبب غموض هذه األساليب نظرا لنقص اخلربة اإلدارية يف هذا اجملال.
دراسة عبد هللا لفايدة ( )2006بعنوان (التسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املنشأة اجلزائرية •
حالة شركة سونلغاز توزيع الشرق – SDEقسنطينة) تناولت الدراسة حتليل واقع التسيري التنبؤي للموارد
البشرية على مستوى املؤسسات اجلزائرية من خالل مؤسسة سونلغاز ،حيث توصل الباحث إىل أن التسيري
التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسات يكون له أمهية يف حالة تبنيها خليارات إسرتاتيجية مثل إعادة التنظيم،
االندماج ،االنفصال ،اىل غري ذلك من اإلسرتاتيجيات وهذا ابملوازاة مع طبيعة نشاط املؤسسة ،كما توصل
الباحث اىل ان التسيري التنبؤي للموارد البشرية على مستوى املؤسسة حمل الدراسة من خالل الدراسة النظرية
يعترب مهم جدا خاصة يف مرحلة إعادة التنظيم اليت مرت بيها املؤسسة والحظ انه فيه تطابق ما بني ما هو
نظري و ما هو مطبق من قبل املؤسسة ،كما توصل اىل ان املؤسسة اختذت خيار اسرتاتيجي من اجل احملافظة
على مجيع املوارد البشرية للمؤسسة حىت يف حالة وجود فائض.
• دراسة بن محودة يوسف ( )2010بعنوان ( التخطيط اإلسرتاتيجي للموارد البشرية على مستوى املؤسسة
ودوره يف حتسني أداء األفراد –دراسة نظرية وتطبيقية )-حيث تناول الدراسة الدور الذي يعلبه التخطيط
اإلسرتاتيجي للموارد البشرية على مستوى املؤسسة إبستخدام األساليب الكمية يف حتسني أداء املوارد البشرية،
حيث توصل الباحث إىل ان التخطيط اإلسرتاتيجي للموارد البشرية هو نشاط جوهري ومهم يف إدارة املوارد
البشرية ،وأن سوء استخدامه أو غيابه قد يؤدي إىل حدوث نتائج حتد من كفاءة أداء املورد البشري وابلتال
ز
املقدمة العامة
تراجع يف أداء املؤسسة ككل ،كما أكد الباحث على أن جناح عملية التخطيط اإلسرتاتيجي للموارد البشرية
يرجع إىل حسن اختيار األسلوب والطريقة األنسب اليت تتالءم مع الظروف واألوضاع اليت تعيشها املؤسسة،
ابإلضافة إىل أن نوع األسلوب الذي يتم اختياره يرجع أساسا إىل كمية ونوعية البياانت اليت تتوفر عليها
املؤسسة ،ومدى إمكانية االعتماد عليها يف إجراء التنبؤ.
(The Relationship between Human Resource • دراسة بدر يوسف عبيدات ( )2012بعنوان
Resource Management (HRM) Information System (HRIS) Functions and Human
)Functionalitiesمت مجع البياانت ابستخدام استبيان ،والذي مت االعتماد عليه يف توضيح الفرضيات،
متثلت الفرضية الرئيسية فيما يلي" :هناك عالقة ذات داللة إحصائية بني التنبؤ ،التخطيط ووظائف إدارة املوارد
البشرية ".بعد حتليل نتائج الدراسة اتضح ان نتائج هذا البحث ال يدعم هذه الفرضية ،حيث ال وجود ألي
عالقة بني وظائف إدارة املوارد البشرية ،التنبؤ والتخطيط ،وهذا يعين أن نظام معلومات املوارد البشرية ال يلعب
دورا يف مساعدة إدارة املوارد البشرية يف أحد أدوارها الرئيسية يف املؤسسة الذي هو من جهة الطلب على
املوارد البشرية ومن جهة أخرى العرض احلال واملستقبلي للموارد البشرية ،حيث كانت نتائج هذه الدراسة هي
عكس ما جاء به Lippertو Swierczيف عام 2005حيث اقرتحا أن نظام معلومات املوارد البشرية يدعم
التخطيط االسرتاتيجي من خالل خلق عرض اليد العاملة واالحتياجات وكذا شروط الطلب.
• دراسة زهية موساوي ( )2016بعنوان (دور التسيي التنبؤي للوظائف والكفاءات يف صــيانة رأا املــال
الغــي مــادي كميــزة تنافســية) اهــم مــا جــاءت بــه هــذه الدراســة أن املؤسســة حباجــة دائمــة كميــة ونوعيــة املــوظفني
وكــذا املهــارات الــيت متثــل رأســها غــري املـادي يف الوقــت الــالزم لتنفيــذ اسـرتاتيجيتها وحتقيــق أهــدافها يف بيئــة تتســم
ابلتغ ــري الس ـريع ،والتط ــورات التكنولوجي ــة ،فإن ــه م ــن امله ــم للمؤسس ــة االعتم ــاد عل ــى امل ــنهج ال ــذي يواك ــب ه ــذه
التط ــورات وأتثريه ــا عل ــى الوظ ــائف وامله ــارات ،وال ــيت تنط ــوي عل ــى خمتل ــف أص ــحاب املص ــلحة مث ــل امل ــوظفني،
النقاابت العمالية ،من أجل احلفاظ علـى ميـزة تنافسـية ،و GPECهـي واحـدة مـن األدوات األساسـية إلدارة
العمليات واحلوار االجتماعي.
• دراسة مليود وارزقي ( )2016بعنوان (استعمال طرق التنبؤ يف حتليل خمطط التسيي التقــديري للمــوارد
البشرية يف املديرية العامــة للضـرائب) ،هـدفت الدراسـة اىل توضـيح امهيـة الفهـم اجليـد و االسـتخدام املوضـوعي
للتس ــيري التق ــديري للم ـوارد البش ـرية وكي ــف ميك ــن إلدارة الض ـرائب م ــن ان أتم ــن نفس ــها م ــن خم ــاطر ع ــدم الت ـوازن
والعجــز يف اجلانــب الكمــي والنــوعي وابلتــال جتنبهــا تكــاليف إضــافية وحيســن صــورهتا مــن حيــث التســيري ،حيــث
ح
املقدمة العامة
توصــل الباحــث إىل ان مفهــوم التســيري التقــديري للمـوارد البشـرية يف املؤسســة حمــل الدراســة مييــل بشــكل كبــري إىل
اجلانــب الكمــي أكثــر منــه يف اجلانــب النــوعي كمــا انــه وجــد مــن الصــعب علــى املؤسســة القيــام بعمليــة التنبــؤ مــن
اجـل تلبيـة احتياجاهتـا مـن املـوارد البشـرية ابعتبـار ان هـذا األمـر يفــوق صـالحياهتا وميكنهـا فقـط تقـدي اقرتاحــات
ممــا ال يســمح هلــا بتطبيــق مبــادل التســيري التقــديري للمـوارد البشـرية بصــفة فعالــة ،مــن جهــة أخــرى اقــرتح الباحــث
اعتم ــاد بطاق ــات تقي ــيم جدي ــدة يف عملي ــة تقي ــيم الكف ــاءات حبك ــم ان العملي ــة القدمي ــة قائم ــة عل ــى أس ــاس مع ــايري
جامدة وغري مفهومة أحياان مما يصعب عملية معرفة الكفاءات وابلتال صعوبة املعرفة النوعية للمناصب.
• دراسة بلقمــري انهــد ( )2017حتـت عنـوان (التســيي التنبــؤي للمــوارد البشـرية كمــدخل لــزايدة الفعاليــة
التنظيمية -دراسة ميدانية مبؤسسة كوندور برج بوعريريج ،)-حيث تناولت هذه الدراسة الـدور الـذي يقدمـه
التســيري التنبــؤي للم ـوارد البش ـرية كــنمط تســيريي جديــد مــن حيــث اإلج ـراءات أو السياســات التعديليــة الــيت يــتم
اقرتاحها فيما يتعلق بعنصـر التوظيـف ،التكـوين ،والتحفيـز يف زايدة الفعاليـة التنظيميـة مـن حتقيـق مؤشـرات الرضـا
الوظيفي ،اخنفاض دوران العمل ،متثل أهم ما توصلت اليه الباحثة أن تطبيق التسيري التنبـؤي للمـوارد البشـرية مـن
قبل مؤسسة كوندور له دور هام يف زايدة فعالية هذه األخرية وهذا من خالل ما ميكن ان تقدمـه هـذه السياسـة
مــن يــد عاملــة مؤهلــة يف الوقــت املناســب ابلنــوع و العــدد املطلــوبني ،ضــف اىل ذلــك انــه يقلــل مــن دوران العمــل،
كما أن التكوين يساهم هو األخر يف خفض من نسب حوادث العمل اليت حتدث من جراء نقص املعرفة.
-2الدراسات األجنبية:
أمهية حتليل التنبؤ الذي هو مصمم من أجل اإلجابة عن األسئلة السابقة ،كما انه قام بشرح األسس املبنية
على رؤية املؤسسة ،العالمة التجارية ،ثقافة املؤسسة ،ويبني كيف أن التحليالت التنبؤية تدعمهم ،كما ركز
الباحث على أساسيات التنبؤ واملتضمن إطارا من األسئلة املنطقية للمساعدة على وضع برانمج أو مشروع
حتليلي ،ث متابعته عن طريق تقدميه تفسريات واضحة معتمدا على التطبيقات اإلحصائية ،إذا التحليالت
التنبؤية للموارد البشرية هو دليل تطبيقي مليء ابلنصائح والتوجيهات العلمية واهلادفة.
األنشطة مع ختصيص املوارد ،حيث مت الوصول إىل عدة نتائج أو حاالت :إما أن املوارد البشرية لديها قدرات
لالمتناهية ،أو أن قدراهتم حمدودة وتوزيعها يقتصر على موقع معني ،أما احلالة األخرية هي أن قدراهتم حمدودة
وتوزيعها على املوقع هو متغري حمدود ،هذه املشاكل هي حمددة ويتم منذجتها رايضيا ،مجيع هذه املشاكل يتم
مقارنتها مع مشكلة Bin Packingوهذا مبقارنتها مع املوارد البشرية ذات القدرات الالمتناهية ،أو ترابطها
مع ابقي املشاكل األخرى (حمدودية قدرات املوارد البشرية) .ولقد قدم الباحث عدة اقرتاحات من اجل حل
مشكلة ، Bin Packingوهذا عن طريق حماولة تطبيق هذا النموذج على املوارد البشرية من اجل وضع
املورد املناسب يف املكان املناسب وهذا أبقل تكلفة واقل وقت ممكن.
دراسة )2016( ABDUL AMID AZIZ JALLOHبعنوان “The Effects Of Human •
Resources Planning In The Implementation Of Operational Activites In Large Scale
"Enterpriseهدفت هذه الدراسة إىل تقييم آاثر ختطيط املوارد البشرية يف تنفيذ األنشطة التشغيلية يف
الشركات الكبرية على نطاق كبري ،ولقد مت حتليل النتائج انطالقا من معطيات املتاحة اليت حددت خمتلف
ي
املقدمة العامة
تطورات املهارات والكفاءات وكذا تنبؤات املشاريع القائمة حالية من اجل معرفة الطلب والعرض للقوى
العاملة .كما أن هذه الدراسة تساعد املديرين واملتخصصني يف ممارسة املوارد البشرية يف ختطيط وإدارة األنشطة
العملية (التشغيلية).
من خالل مراجعتنا للدراسات السابقة تبني لنا أن اغلبها اتفقت على هدف مشرتك فيما بينها وهو
ضرورة استخدام األساليب الرايضية واإلحصائية للتنبؤ ابملوارد البشرية سواء من اجلانب الكمي أو النوعي،
ابستثناء دراسة موساوي اليت تناولت اجلانب الكيفي للموارد البشرية من خالل التسيري التنبؤي للوظائف
والكفاءات يف صيانة الرأس املال الغري املادي ،ودراسة بدر يوسف عبيدات توصلت إىل أن نظام معلومات
املوارد البشرية ليس له دور فعال يف عملية التنبؤ ابملوارد البشرية.
.4الفجوة العلمية:
من خالل أوجه التشابه واالختالف بني الدراسات السابقة ،جند أن دراستنا هذه تتفق مع
الدراسات السابقة يف عنواهنا الرئيسي وكذا اهلدف العام ،إال أهنا ختتلف يف جوانب عديدة وهذا
االختالف هو ما ميثل الفجوة العلمية اليت حاولنا معاجلتها يف موضوع دراستنا هذه واليت متثلت يف:
تضمنت دراستنا ربط لإلشكالية الرئيسية والتساؤالت الفرعية للدراسة ابملتغريات املعاصرة. -1
ك
املقدمة العامة
مل تقتصر دراستنا على جانب واحد فقط يف منهجية التسيري التنبؤي للموارد البشري ،بل تضمنت -2
جتميع خمتلف األساليب الرايضية واإلحصائية املستخدمة يف عملية التنبؤ ابملوارد البشرية سواء فيما
خيص الطلب أو العرض وكذا حتليل الفجوة فيما بينهما.
تعدد أدوات الدراسة خاصة يف اجلانب التطبيقي لتشمل أساليب االحندار اخلطي املتعدد للتنبؤ -3
ابلطلب على املوارد البشرية عن طريق إدخال متغري الكتلة األجرية الذي مل يتم تناوله يف الدراسات
السابقة من جهة وأسلوب مصفوفة ماركوف االنتقالية مع إدخال متغري التوظيف للتنبؤ ابلرتكيبة
املستقبلية للموارد البشرية ابملؤسسة حمل الدراسة.
ومن خالل العرض السابق يتضح أننا حاولنا يف هذه الدراسة معاجلة الفجوة العلمية من عدة جوانب وهذا
ابلتطرق ملوضوع حتليل الطلب والعرض كأحد أهم املراحل يف عملية التنبؤ ابملوارد البشرية ،وكذا تعدد أدوات
الدراسة ومنهجيتها.
إن الدراسات السابقة سامهت كثريا يف إجنازان للدراسة احلالية حيث حاولنا توظيف الكثري من خمرجات
الدراسات السابقة للوصول إىل تشخيص دقيق لإلشكالية وحماولة معاجلتها بشكل شامل ،ومن بني أهم
جوانب استفادتنا العلمية من الدراسات السابقة جند:
-استفادتنا من الدراسات السابقة يف الوصول إىل منهجية حبث مالئمة وصياغة خطتها انطالقا من عنوان
الدراسة.
-األخذ بعني االعتبار التوصيات واالقرتاحات اليت توصلت إليها الدراسات السابقة وتوظيفها يف دراستنا.
-استفادتنا من دراسة كل من عشوي نصر الدين وبن محودة يوسف يف صياغة أدوات الدراسة.
-استفادتنا من دراسة كل من Jac Fitz-enz & John Mattoxو Fred C.
Lunenburgيف صياغة التصور املقرتح لدراستنا.
-استفادتنا كذلك من دراسة EZUGWUوOLOGUNيف إعداد مصفوفة االنتقال ملاركوف يف
جانب التنبؤ ابلرتكيبة املستقبلية للموارد البشرية ابملؤسسة حمل الدراسة.
ل
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
متهيد:
أصبحت املؤسس ات اليوم تواجه عقبات ومشاكل يف إدارة واستثمار مكوانهتا املادية واملعنوية هبدف رفع
أدائها وتعزيز قدراهتا التنافسية ،هذه املكوانت اليت أكد Olivier Sheldonعلى ضرورة إحداث التوازن فيما
بينها لضمان البقاء والنمو ،ولعل أمهها املكون املعنوي اليت يعترب احملرك األساس والقوة اإلسرتاتيجية والذي يشمل
على جمموع املوارد والقدرات اليت تسمح للمؤسسة بكسب ميزة تنافسية كون أن تلك املوجودات ترتكز على
االبتكار والتحسني املستمر من خالل تفعيل قدراهتا ،حيث اعتربت اجلمعية األمريكية للتدريب والتطوير أن املورد
البشري يعترب أحد أهم املكوانت يف هيكل قيمة املؤسسة ،وقد اعرتف األكادمييون واملمارسون على حد سواء أبن
كفاءة أداء املؤسسات بصفة عامة تتوقف على كفاءة تسيري العنصر البشري ،أي أن احلصول عليهم وتنميتهم
وحتفيزهم واحملافظة عليهم يعترب نشاطا ضروراي كي تبلغ املؤسسة غايتها وحتقق أهدافها املرجوة ،وابلتال يصبح من
الالزم على أي مؤسسة أن ختطط وتنظم وتقود وتقيم مواردها البشرية بطرق علمية مدروسة ومن هذا املنطلق
قسمنا هذا الفصل إىل ثالثة مباحث أساسية هي كالتال:
ومن بني األسباب اليت سامهت يف تطور إدارة املوارد البشرية وال زالت تساهم يف ذلك هي التحوالت البيئية
املستمرة ،والسعي وراء معرفة أفضل الطرق للحصول على املوارد البشرية واالستفادة منها .هذه البيئة التنظيمية
املتغرية يف السوق دفعت املدراء إىل حتسني الكفاءة يف عمليات اإلنتاج ونوعية اخلدمات املقدمة من خالل زايدة
قدرهتم على استخدام أفضل ملمارسات إدارة املوارد البشرية ،واليت من بينها تقنيات إدارة املوظفني ،اللجوء
15
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
لألساليب اليت م ن شأهنا حتسني اإلنتاج ،ختفيض تكاليف تقدي اخلدمات ،ويف الوقت نفسه ضمان توفر املوارد
ذات كفاءة يف املؤسسة بصفة مستمرة.
ولقد خصصنا هذا املبحث كتمهيد إلعطاء فكرة شاملة على كيفية تطور مفهوم إدارة املوارد البشرية
ووصوهلا للمرحلة احلالية وإظهار الطريقة اليت تعمل هبا وكيف تؤثر على إدارة األفراد العاملني يف املؤسسات
املعاصرة.
املطلب األول :النظرايت اليت سامهت يف تطور مفهوم إدارة املوارد البشرية
لقد استمدت إدارة املوارد البشرية مبادئها وأصوهلا وتقنياهتا من النظرايت املوجودة يف خمتلف
التخصصات ،1لذلك سنحاول إعطاء حوصلة لبعض النظرايت ذات الصلة اليت تقوم عليها إدارة املوارد البشرية.
__________________________________________________________________________
1. R. Schuler and S.E. Jackson," Human resource management andorganizational effectiveness:yesterday
and today”, Journal of Organizational Effectiveness: People and Performance Vol. 1 No. 1, 2014 pp. 35-55
2 . K. Cameron et D. Whitton, "Perceptions de l'efficacité organisationnelle par rapport au cycle de vie
organisationnel" Science administrative trimestrielle, 1981, pp : 68-82.
3. J.O Prochaska & C.C. Di Clemente, "Stages of Change and Modification of Problem Behaviour". In: M.
Hersen, R.M. Eisler & P.M. Miller, eds, Progress in Behaviour modifications. Sycamore Press.1992. p23.
16
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
اجلديد يف العاملني ،ويتم استخدام نظام املكافآت للحث وتعزيز سلوك العمل اإلجيايب ،يف حني يتم اللجوء إىل
نظام العقوابت للسيطرة على السلوك السليب.
__________________________________________________________________________
1. Amy J. Hillman, Michael C. Withers, Breian J. Collins, "Resource Dependence Theory: A Review", Journal
of Management, Vol 35, Issue 6, 2009, p47.
2 . Brunsson N. et Jacobsson B, "Standardisation as Institutionalisation", Oxford University Press, New York,
2000.p18.
17
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
__________________________________________________________________________
1 . Oliver E. Williamson, "The Economics of Organization: The Transaction Cost Approach" American
Journal of Sociology, no: 3 (Nov 1981): pp548-577.
2 . Costinot A and Donaldson D, "Ricardo’s Theory of Comparative Advantage: Old Idea, New Evidence",
American Economic Review, 2012, 102(3): pp : 453–458.
3 . Porter M. E, “The Competitive Advantage: Creating and Sustaining Superior Performance”, NY: Free
Press, 1985, p 40-43.
18
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
من عدة مكوانت وأجزاء اليت ترتبط فيما بينها وأي فشل أو عطل يف أي عنصر من هذا النظام يؤدي إىل فشل
النظام ككل (. 1(Lars Skyttner
وضحت هذه النظرية مفهوم املؤسسة كنظام حيث اعتربت إدارة املوارد البشرية عنصر من عناصر نظامها
مثل ابقي اإلدارات األخرى (احملاسبة ،التخطيط ،التسويق ،وما إىل ذلك) ومن أجل أن تستطيع املؤسسة النمو
واستمرار القدرة على املنافسة ،جيب أن يكون هناك تكامل ما بني أقسام ووحدات املؤسسة وإن يدعم كل منهما
اآلخر .ومن بني اهم مدخالت املؤسسة من البيئة هي املوارد البشرية ،فإذا حدث أي خطأ يف إسرتاتيجية
التوظيف ،سيكون هلذا أتثري سليب على املؤسسة أبكملها ،ويف املقابل إذا مل يتم معاجلة مدخالت العملية االنتاجية
أبفضل الطرق املمكنة وابجلودة املطلوبة من قبل املوارد البشرية املتاحة للمؤسسة ،فإن ذلك سينعكس على نوعية
وسعر السلع واخلدمات املقدمة للمستهلك من خالل آليات التغذية العكسية ،وقد يكلف هذا عدم بيع السلع أو
اخلدمات ابألسعار املتوقعة.
وأهم ما ميز نظرية رأس املال البشري أهنا غريت من اجتاه معادلة أن التدريب والتطوير هي عبارة عن
"تكاليف ينبغي على املؤسسة أن تقلل منها " إىل اعتبار التدريب والتطوير" استثمارات" واليت ينبغي عليها أن
تكون جزءا من رأس املال االستثماري للمؤسسة .لذلك ،جيب أن تكون القرارات والتدابري املتخذة خبصوص
__________________________________________________________________________
1 . Skyttner L, " General Systems Theory: Problems, Perspectives, Practice" World Scientific, 2nd Edition,
Singapore 2005, pp: 49-56.
2 . Beker.G, " Human Capital: a Theoretical and Empirical Analysis, with Special Reference to
Education", National Bureau of Economic Research, 2nd Edition, New York ;1964, pp19-23.
3 . Robert J. Barro, «Economic Growth in a Cross Section of Countries”, The Quarterly Journal of
Economics, Vol. 106, No. 2. (May, 1991), pp407-443.
4 . G. Psacharopoulos & M. Woodhall “Education for Development: An Analysis of Investment Choice”.
New York Oxford University Press.1991.
19
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
تدريب وتطوير املوارد البشرية مبنية على أساس مناذج االستثمار الرأمسال واليت ميكن أن تعود أبموال على املؤسسة
سواء يف املدى البعيد أو القريب.
"Casesالتغيري التنظيمي أبنه" :العملية اليت تنتقل هبا املؤسسات من حالتها احلالية إىل حالة مستقبلية من اجل
زايدة فعاليتها" .1وتتغري املؤسسات استجابة للتطورات العديدة اليت حتدث يف البيئة الداخلية واخلارجية مثل
التكنولوجيا ،السياسات والقوانني وحىت التغري احلاصل لدى املستهلك .هذه التطورات تؤثر على جوانب خمتلفة
من إدارة املوارد البشرية ،واستجابة لذلك يتعني على املؤسسات إعادة النظر يف هيكلها التنظيمي والطريقة اليت يتم
من خالهلا إدارة املوارد البشرية ،ابإلضافة إىل مراجعة كل من تصميم العمل ،إجراءات التوظيف ،التدريب ...وكل
ما يتعلق إبدارة املوارد البشرية .فتقرتح هذه النظرية حتسني التغيري التنظيمي للمؤسسة واألداء ابستخدام أدوات
مناسبة لتطوير إسرتاتيجية التغيري الفعال يف إدارة املوارد البشرية.
ومن خالل اجلدول أدانه ميكن مقارنة كافة النظرايت اليت تطرقنا إليها وكيف سامهت يف تطور إدارة املوارد
البشرية وأهدافها الرئيسية.
__________________________________________________________________________
1 . Gareth R. Jones, “ Organizational Theory, Design, and Change: Texts and Cases”, Pearson Education,
7Th edition, New Delhi, 2012, pp223-229.
2. Argyris and D. A. Schön ,” Organizational Learning: A Theory of Action Perspective”, Reis: Revista
Española de Investigaciones Sociológicas, No. 77/78, Spain, 1997, pp. 345-348.
20
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
املؤسسة متر بعدة مراحل :بدء التشغيل ،النمو ،النضج ،واخنفاض وجتديد ( إعادة االنطالق). - نظرية دورة حياة
يتم إدارة املوارد البشرية وفقا لكل مرحلة من مراحل دورة حياة املؤسسة. - املؤسسة
نسبة االستجابة للوظيفة (من خالل سلوك العامل) ُحيَ َدد من خالل الوسائل اليت تستخدمها -
املؤسسة إلرسال وإيصال املعلومات الوظيفية.
النظرية السلوكية
على إدارة املوارد البشرية أن تركز على حتسني وتطوير نظام املعلومات خاصة تلك املتعلقة أبداء -
موظفيها(املعلومات الوظيفية).
مجيع املؤسسات متر أبشكال ومستوايت من اجلودة ،وحاالت خمتلفة مع مرور الوقت - نظرية التغيي
على إدارة املوارد البشرية أن تتأكد من تطابق األهداف املوضوعة ،التغيريات واألداء املتوقع. - التنظيمي
هي وجهة نظر اقتصادية حلوكمة املؤسسات يف املعامالت التجارية. -
تركز على :تكلفة إنشاء املؤسسة ،الرقابة ،التقييم ،وتطبيق املبادالت(العقود -االتفاقيات)...- - نظرية تكاليف
وجب أن تكون هناك تدابري للحد من املخاطر املرتتبة على عملية اختاذ القرار ،وهذا راجع حملدودية - املعامالت
املعلومات املتوفرة لدى املسريين من أجل صنع القرار قبل البدء يف املعامالت.
جناح املؤسسة يعتمد ابلدرجة األوىل على قدرهتا يف التعلم. -
نظرية التعلم
املعارف املكتسبة مسبقا لدى املوارد البشرية يسهل عليهم عملية تعلم معارف جديدة. -
التنظيمي
على إدارة املوارد البشرية أن تسهل عملية التعلم املستمر لكافة املوارد البشرية يف املؤسسة. -
Source: Randall S. Schuler, «The internationalization of human resource management »,
)بتصرف( Journal of International Management, 6, North Holland, 2000, pp 246-248.
21
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
النظرايت املذكورة سابقا وامللخصة يف اجلدول ( )1-1ساعدت بشكل كبري جدا يف تشكيل خمتلف
املناقشات واملمارسات املهنية يف عملية تطوير وتطور إدارة املوارد البشرية على مر الزمن ابعتبارها علم وأحد فروع
االقتصاد املعاصر ويف نفس الوقت هي مهنة وفرع من فروع أي هيكل تنظيمي للمؤسسة .والفائدة وراء
االستنتاجات املتوصل إليها من خالل هذه النظرايت سوف نكشفه وحنن منر بعملية تطور إدارة املوارد البشرية
خالل القرن املاضي (.)2000-1900
مصطلحات ذات صلة إبدارة املوارد البشرية واليت بدأ مفهومها يتشكل بصورة أوضح ،جند منها :القيادة -تقسيم
العمل – املسؤولية -املكافآت والعقوابت إىل غري ذلك من املصطلحات.
ومع ذلك ،فإن تطور ممارسات إدارة املوارد البشرية ميكن أن نربطها بفرتة االزدهار اليت عرفها االقتصاد
)& DICKSON 3
األورويب يف بداية القرن التاسع عشر ( )1900كما جاء به روثليسربغ وديكسون
حيث خلق .»Management and the Worker 1939 (ROETHLISBERGيف كتاب (اإلدارة والعامل)"
هذا االقتصاد البيئة الالزمة لتفكري أبكثر جدية بشأن الدور الفعال إلدارة األفراد يف ذلك الوقت .آنذاك كان
االقتصاد العاملي على أبواب احلرب العاملية األوىل وما يرتتب عنها من عواقب ،حيث كانت الصناعة تتطلب قدرا
__________________________________________________________________________
1 . H. Munsterberg, “Psychology and Industrial Efficiency”. Boston: Houghton Mifflin,1913.
2. F.W Taylor,“What is Scientific Management”, Classics in Management. New York: American Management
Association, 1960.
3 . F. J Roethlisberg & W.J. Dickson,“Management and the Worker”.Cambridge:Harvard University Press,
1939.
22
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
من القوى العاملة املنظمة واملنضبطة وذات املهارة الكافية ،حيث دارت التحدايت حول كيفية تعبئة املوارد مبا يف
ذلك املوارد البشرية ،وهذا ما أدى إىل ثورة فكرية وتطور يف إدارة املوارد البشرية يف أربعة مراحل وصوال إىل ما هي
عليه اآلن وهذا ما يوضحه الشكل ( )1-1والذي سوف نفصل فيه أكثر من خالل التطرق لكل مرحلة من هذه
الشكل رقم ( :)1-1مراحل تطور إدارة املوارد البشرية املراحل:1
اإلدارة اإلسرتاتيجية
املراحل
__________________________________________________________________________
1 . R Tubey, K.Jacob Rotich, History, "Evolution and Development of Human Resource Management: A
Contemporary Perspective", European Journal of Business and Management, Vol.7, No.9, 2015, pp 140-145
23
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
مع هذه التطورات املتسارعة يف أورواب كان تسيري القوى العاملة املتزايدة يف املؤسسات الصناعية (اليت كانت
معروفة بتعقيدها) يشكل أكرب حتدي ،ما أدى إىل البحث عن احللول مبا يف ذلك كيفية تنظيم العاملني وتسيري
شؤوهنم وابلتال احلاجة إىل أساليب علمية أفضل إلدارة العاملني واليت مل تكن ضرورية قبل سنوات قليلة .ومن هنا
ظهر مصطلح " تسيري شؤون العاملني " الذي يعترب مصطلح اجتماعي يف مرافقة العاملني أكثر ما هو علمي.
.2املرحلة الثانية تغيي الرتكيز من تسيي شؤون العاملني إىل تسيي األفراد (:)1930 – 1920
بدأ العمل مبصطلح "تسيري األفراد" مع عشرينيات القرن املاضي إىل غاية منتصف الثالثينات (-1920
،1)1930وكان هذا نتيجة لتغري البيئة الداخلية واخلارجية للمؤسسات يف ذلك الوقت ،ومن بني هذه التغيريات
تزايد حجم املؤسسة والضغوطات اليت كانت متارس على أصحاهبا من اجل رفع وحتسني اإلنتاجية .هذه الظروف
وغريها أدت إىل ظهور مصطلحات علمية جديدة (نذكر منها :التدريب-التقييم-التحفيز-املراقبة) واليت ساعدت
املؤسسات يف عملية اختيار العاملني ابلطريقة اليت تسمح هلم بتحسني إنتاجية املؤسسة عن طريق حتسني مستوى
العامل حبد ذاته.
ومبا أن وظيفة "تسيري شؤون العاملني" قد تغريت يف طبيعتها واتسع جمال عملها وأصبحت أكثر تطلبا من
حيث املعارف واملهارات والصفات السلوكية ،فقد أصبح استعمال هذا املصطلح ليس جيدا مبا فيه الكفاية
لوصف ما حيدث فعال .كل هذا ساعد يف بروز أبعاد جديدة هلذه الوظيفة وكان البد من تغيري امسها إىل " تسيري
األفراد".
تغطي هذه املرحلة الفرتة خالل وبعد احلرب العاملية الثانية ،ففي األربعينيات واخلمسينات من القرن
التاسع عشر بدأ الدور األساسي لتسيري األفراد يف تزايد مستمر ملواجهة التحدايت اجلديدة والتطورات احلاصلة
على مستوى الوظيفة خاصة املتعلقة ابألعمال احلرفية ،التدريب ،وصراعات العمل اليت كانت هتدد املوظفني
والكفاءة التنظيمية للمؤسسة .وقد بدأت هذه األبعاد اجلديدة يف تسيري األفراد يف تزايد من خالل املستجدات يف
األوساط األكادميية واألحباث يف هذا اجملال حيث كانت أغلب اجلهود مكرسة فقط لدراسة العوامل السلوكية
لألفراد وانعكاساهتا على األداء الوظيفي.2
__________________________________________________________________________
1 . R Tubey, K.Jacob Rotich, Ibid , p 141-142.
2 . R Tubey, K.Jacob Rotich, Ibid, p 142-143.
24
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
وأهم مدرسة برزت يف هذه املرحلة هي مدرسة العالقات اإلنسانية لرائدها إلتون مايوElton Mayo
الذي أشار إىل حتسني بيئة العمل وجمموعات العمل كإسرتاتيجية لتحسني اإلنتاجية .حيث أصبح التعامل مع
العامل كإنسان بدال من آلة معتقد جديد يكشف عن جوانب أخرى من إدارة األفراد يف املؤسسة .وهنا ُجيدر
ابلذكر أن تركيز مدراء املؤسسات يف هذه الفرتة اجته إىل إدارة جمموعات العمل بدال من إدارة الفرد الواحد حبد
سنة 1970أبهم مسامهة له “هرم ماسلو للحاجات Abraham Maslow ذاته.ث جاء أبراهام ماسلو
( MOTIVATION اإلنسانية” الذي اعتربه دافع أساسي لتحفيز العامل أكثر على اإلنتاجية من خالل كتابه
،1)AND PERSONALITYوخالل فرتة اخلمسينيات والستينيات من القرن العشرين ،أصبحت إدارة األفراد
مبثابة ختصص علمي نتيجة لتميز معظم النظرايت اليت تطرقت إىل إدارة األفراد من خالل املمارسات اليت نعرفها
اليوم .حيث وابإلضافة إىل ما قدمته املراحل السابقة من إضافات ،كانت هنالك مستجدات تتعلق مبجاالت
أخرى ترتبط بوظائف إدارة األفراد ،حيث جند منها على سبيل املثال :التطوير التنظيمي ،وختطيط القوى العاملة.
ومت إدخال عمليات وتقنيات أفضل الختيار وتوظيف األفراد ،التدريب ،األجور ،وتقييم األداء .ويف جمال آخر
خيص العالقات ،أصبح مدير إدارة األفراد خبريا يف قانون العمل وميثل مؤسسته يف املنازعات.
كل هذا ساعد يف تطور إدارة األفراد كنوع من اإلدارة يف املؤسسات لتصبح ختصصا متميزا .ولعل أحد
أكثر التعاريف املقبولة على نطاق واسع ملفهوم ومعىن إدارة األفراد هو التعريف الذي قدمه مايكل أرمسرتونج سنة
. 1995مع العلم أن هذا التعريف ال خيتلف كثريا عن التعريف الوارد يف الطبعات املنقحة (الطبعة الثالثة عشر
)2014ابإلضافة إىل الكتب األخرى املتعلقة إبدارة املوارد البشرية طوال العقد األول من القرن احلادي والعشرين،
حيث عرف أرمسرتونج ( )1995إدارة األفراد أبهنا " :العملية واملمارسة اليت يتم من خالهلا احلصول على
األشخاص يف املؤسسة ،تقييم أداء األفراد ومكافأهتم ،ابإلضافة إىل تطوير كامل إمكانياهتم لتحقيق أهداف
املؤسسة" ،2وفيما يلي أهم املهام اليت أوكلت إلدارة األفراد يف هذه املرحلة:3
• إنشاء وتصميم اهليكل التنظيمي للمؤسسة :ينطوي ذلك على إنشاء اهليكل التنظيمي بطريقة متكن
املؤسسة من حتقيق املهمة ،الرؤية ،األهداف واالسرتاتيجيات واملهام املوضوعة مسبقا .وال ميكن هليكل
تنظيمي واحد أن يتناسب مع مجيع املؤسسات ألن مالئمة اهليكل التنظيمي يعتمد على بيئة تواجد املؤسسة
وآفاقها املستقبلية .فعلى سيبل املثال إذا كان هدف املؤسسة يرتكز على منو وتوسع سريعني ،فليس من
__________________________________________________________________________
1 .A.H Maslow, “Motivation and Personality”. New York: Harper and Row, 1970.
2 . M. Armstrong, "A Handbook of Personnel Management Practice". London: Kogan page, 1995, p 22
3 . R. Jayaprakash, “ Personnel Management”, APH Publishing, India, 2004, pp 5-8.
25
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
الصواب وجود هيكل تنظيمي بريوقراطي ألن مثل هذا اهليكل يبطئ من عملية صنع القرار ،مما يؤدي بدوره
إىل كبح املرونة واإلبداع واالبتكار .ومبا أن مدير إدارة األفراد على إطالع اتم مبستوايت األفراد املتاحني حتت
تصرفه فهو ابلتال يتحمل املسؤولية األساسية خبصوص فعالية اإلدارة يف املؤسسة ،وهذا ما جيعله جزءا من
فريق تصميم اهليكل التنظيمي للمؤسسة.
• توفي املوارد البشرية :إن توفري املوارد هو مفهوم نشأ ابستخدام مصطلح "ختطيط املوارد البشرية" كما سنرى
الحقا .وهو ينطوي على عملية متكني املؤسسة من أن يكون متوفر لديها األشخاص املناسبني ،وأن يقوموا
ابلوظائف املناسبة يف الوقت املناسب .ويتماشى ذلك مع التحدايت اليت تواجه مدراء إدارة األفراد يف
املؤسسات .وهي تتعلق بتخطيط عدد ونوعية األفراد املطلوبني يف فئات الوظائف املختلفة املوجودة ابملؤسسة
والتأكد من فعالية عملية التوظيف مثل االستقطاب ،االختيار والتعيني وكذلك الرتقيات والتحويالت وحىت
خفض عدد املوظفني من خالل التسريح أو التقاعد املسبق.
• إدارة تقييم األداء :من بني أهم املهام اليت على عاتق إدارة األفراد هي الشروع يف إعداد نظام عمليات،
وتقنيات وأدوات خاصة لقياس األداء التنظيمي سواء للفرد الواحد أو جملموعة عمل متكونة من عدة أفراد.
وابلتال فإن عليها التأكد من وضع وحتديد األداء املتوقع لألفراد والفرق واألقسام واإلدارات واالتفاق عليها
مبا يتماشى مع أهداف املؤسسة واختاذ اإلجراءات الالزمة ملعاجلة الفجوات واالحنرافات ما بني األداء الفعلي
وما كان متوقعا .وتعترب هذه املهمة من املهام الصعبة إلدارة األفراد ألهنا تتطلب احلُكم على قيم األفراد.
والواقع أنه ال توجد جماالت أخ رى إلدارة األفراد جتعل موظفيها غري مراتحني من وظيفة التقييم .ذلك ألن
أي عملية أو أداة تستخدم لتقييم األفراد ومكافأهتم وفقا لذلك ،يقابله دائما عدم رضا ضمين أو صريح من
األفراد على أساس الشعور أبن هذه القرارات حتمل يف مضموهنا نوعا من التحيز.
• تدريب وتنمية األفراد :مبا أن أداء املؤسسة يعتمد على كفاءة القوى العاملة ،فإن التدريب والتنمية مهمان
ليس فقط ابلنسبة للوظيفة احلالية ولكن أيضا ابلنسبة للوظائف واملؤسسة يف املستقبل .ويتعني على رئيس
إدارة األفراد تصميم أدوات لتقييم احلاجة إىل التدريب الذي سيستخدم لتحديد االحنرافات يف التدريب
والتنمية ووضع اسرتاتيجيات وبرامج فعالة لتدريب األفراد وتطويرهم .ويف معظم املؤسسات الكربى ،توجد
إدارات وموظفون مسئولون عن ضمان وتنفيذ مهام تدريب األفراد وتطويرهم بفعالية.
• إدارة العالقات بني األفراد :أهم شيء ترتكز عليه إدارة األفراد يف أي مؤسسة هو تعزيز العالقات بني
صاحب العمل والعامل ،وبني األفراد فيما بينهم يف مكان العمل .وهذا لتجنب النزاعات اليت ستؤدي يف
26
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
هناية املطاف إىل سلوك غري منتج .وتتمتع إدارة األفراد مبوقع جيد يف هذا اجملال ،إذ أن لديها موظفني
مدربني على إدارة شؤون األفراد ،وال سيما يف قوانني العمل وإدارة النزاعات.
• وظائف روتينية أخرى :هناك عدد ال حيصى من مهام إدارة األفراد األخرى ،اليت هي أساسا أعمال روتينية
وتشكل أنشطة إدارية يومية يقوم هبا رؤساء إدارة األفراد تبعا حلجم ونوع املؤسسة .وتشمل هذه الوظائف،
على سبيل املثال ال احلصر ،الصحة ،النقل ،األمن والسالمة املهنية ،وما إىل ذلك من األعمال الروتينية
األخرى.
27
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
حتدي .وقد اعترب ان عدم االستجابة هلذه التحدايت من خالل وضع اسرتاتيجيات سليمة إلدارة األفراد يعترب
سقوط حر واهنيار للمؤسسات ذات اجلذور التارخيية الطويلة يف األعمال التجارية الناجحة.
• املنافسة التجارية :عرفت بيئة العمل مع بداية التسعينات اضطرااب وفوضى وعدم استقرار يف كثري من
األحيان ،وشكلت املنافسة املتزايدة من املؤسسات الياابنية وغريها من املؤسسات العاملية ذات السلع األقل مثنا
واألكثر جودة حتداي للمؤسسات األمريكية واألوروبية .وكنتيجة للمنافسة اجلديدة وكإسرتاتيجية ملواجهة األزمة
شهد عدد كبري من املؤسسات عمليات االندماج ،ابملقابل علقت بعض املؤسسات أعماهلا ومت غلق اخرى
لعدم قدرهتا على املنافسة ،ورافق ذلك أيضا خسائر مالية كبرية يف بيئة العمل ،مما فرض االعتماد على
املهارات املتعددة لألفراد كطريقة ملواجهة هذا التحدي الذي يواجهه إدارة األفراد ،أن يتغري من رد الفعل إىل
االستباقية ومن النهج الروتيين إىل النهج االسرتاتيجي إلدارة وظائف املوظفني حبيث يكون قادرا على مواءمة
البيئة اليت ال ميكن التنبؤ هبا.
• التغييات يف احتياجات الزبون وتوقعاته :إن التغيري الدائم يف ذوق الزبون ونوعية السلع الذي يعكس سعر
الشراء وضع املزيد من الضغوط على املؤسسات للحصول على أفضل النتائج من نظم اإلنتاج والعمليات
واملوظفني ،وال ميكن حتقيق ذلك إال من خالل احلصول على أفضل األفراد من سوق العمل ،والتأكد من أن
هذه األخرية ملتزمة بتقدي خدمات عالية اجلودة للمؤسسة ،والعمل على تطويرهم ومكافأهتم لتحقيق هذه
األهداف ،فأصبحت هناك حاجة إىل بيئة تسمح لألفراد العاملني ابملؤسسة لتقدي إبداعاهتم وابتكاراهتم ،وكان
هلذا املطلب اجلديد أثر ال أبس به على معايري التوظيف واالختيار.
• التغي التكنولوجي :أصبحت املنافسة قوية ما بني املؤسسات اليت كانت تعتمد التكنولوجيا كأداة لتلبية
حاجيات الزبون وتوقعاهتم ،وما ترتب على ذلك من أاثر على املؤسسات اليت أصبح لديها عدد أقل من
األفراد املدربني تدريبا أفضل للتعامل مع التغريات التكنولوجية السريعة ،يف حني أصبح التعلم والتكيف
املستمران مع هذه التغريات جماال للرتكيز على إدارة األفراد ،حيث دمرت التكنولوجيا احتكار املعرفة،
وأصبحت قوة املعرفة تكمن يف كيفية استخدامها أبفضل السبل ال من ميلكها فقط.
• التطورات يف األحباث األكادميية :استنادا إىل املعارف املرتاكمة يف العقود السابقة والبحوث اليت أجريت يف
الثمانينات وأوائل التسعينات حول االدارة ،اتضح أن اإلسرتاتيجية التنظيمية والنهج االسرتاتيجي إلدارة األفراد
28
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
كاان مها أفضل خيار لالستجابة للتحدايت اليت واجهت املؤسسات ،1وأصبحت مدرسة إدارة املوارد البشرية،
اليت تقدم هبا أكادمييون من أمريكا وأورواب ،واليت قادت مفهوم "النهج االسرتاتيجي" إلدارة األفراد ،مركزا
للمناقشات ولتطوير إدارة املوارد البشرية كفلسفة متميزة عن إدارة األفراد.
كما جيدر اإلشارة هنا إال انه هذا التطور املتسارع إلدارة املوارد البشرية حنو املنظور اإلسرتاتيجي مت بناءا على
ثالث فرضيات ومالحظات ،وهي:4
-حجم وسرعة التغريات البيئية.
-ضرورة خلق كفاءات إسرتاتيجية وتنظيمية جديدة.
-اإلبداع يف نظم إدارة املوارد البشرية.
__________________________________________________________________________
1 . Chris Hendry, « Human Resource Management », Routledge, London, 2012, pp 71-77.
. 2مدوري نور الدين ،اإلدارة اإلسرتاتيجية للموارد البشرية يف ظل التغيات التكنولوجية –دراسة حالة مؤسسة اتصاالت اجلزائر مبستغامن،-
مذكرة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجيستري يف علوم التسيري ،جامعة ايب بكر بلقايد-تلمسان ،2011/2010 ،ص.41
. 3علي عبد الوهاب ،إدارة األفراد منهج حتليلي ،القاهرة املكتبية عني الشمس ،1974 ،ص ،36نقال عن مدوري نور الدين ،مرجع سابق.
4 . Bélanger l, et al, Gestion Stratégique Et Opération Des Ressources Humaines, chicotin Gaétan Morin,
1999, p 125.
29
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
__________________________________________________________________________
1 . Charmine E.J « Human Resource Management», Pearson, Australia, 2014, pp 6-7.
30
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
استخدام املورد البشري إلنتاج منتجات ذات قيمة مضافة إذا كان مدراب ومكوان على النحو الصحيح ،على
أن يقوم بعمله ويكافئ وفقا لذلك.1
• التزام املوارد البشرية :جناح أي مؤسسة ال أييت إال إذا التزمت املوارد البشرية التزاما كامال برسالة املؤسسة،
أهدافها ،وقيمها ،وفهم املوارد البشرية ملستقبل املؤسسة ومستقبلهم يف املؤسسة حيفزهم على االلتزام ابلتال
استمرارية املؤسسة ،ويقع على عاتق اإلدارة مهمة تشجيع املوارد البشرية وحتفيزهم على هذا االلتزام ،وبناء
ثقافة تنظيمية قوية من خالل استخدام التواصل ،التدريب ،التوجيه ،إدارة األداء.2
ما يالحظ من خالل هذه الفلسفات أهنا ال متتاز ابلطابع اإلنساين لعالقات العمل ،ألنه ويف نواح عديدة
تضيق اخلناق على بعض جوانب العمل داخل املؤسسة ،اين كان أرابب العمل أاننيون جدا يف حماولة لتحقيق
أقصى قدر من الفوائد املمكنة على حساب املوارد البشرية العاملة لديهم ،وتغري الرتكيز يف التسعينيات إىل حد ما
حنو االجتاه أكثر اىل العمل اجلماعي ،ومتكني املوارد البشرية ومنح التعلم التنظيمي ،وحتقيق الكفاءة القائمة على
إدارة املوارد البشرية ،فكزت دراسات إدارة املوارد البشرية يف التسعينات وما بعدها على حماولة فهم هذه املفاهيم
اجلديدة ومدى فائدهتا يف حتسني وظائف إدارة املوارد البشرية يف املؤسسات احلديثة.
يف ظل التغيريات اليت شهدها العامل أعيد تعريف إدارة األفراد فاعتمد مفهوم املوارد البشرية بدال من
األفراد ،فاعتمد تطور مفهوم إدارة املوارد البشرية على أساس احباث املدرسة األمريكية من جامعة هارفارد واملدرسة
األوروبية حتت قيادة األكادمييني الربيطانيني ،من جامعة النكسرت.
فحسب ما جاء به ميشال أمسرتونغ فإن أعمال كل من (بوكسال ،1992بري & سبيكتور ،1985
بري وآخرون ،) 1994تعترب من أهم األعمال الرئيسية ملختلف املفاهيم والتخصصات اليت تشكل جمال إدارة
املوارد البشرية يف أمريكا ، 3واليت مت اعتمادها الحقا أو تكييفها أو إسقاطها من قبل علماء آخرين يف مجيع أحناء
العامل ،يف الواقع هي متثل ما يسمى يف كثري من األحيان ابسم مدرسة الفكر األمريكية من جامعة هارفارد
__________________________________________________________________________
1 M. Armstrong, « A Handbook of Strategic Human Resource Management». London: Kogan page, 5th ed,
2011, pp 7-8
2 . D. Farnham & J. Pimlott, «Understanding industrial relations». 5th ed. London: Cassell,1995, p75.
3 . Armstrong, M, "A Handbook of Personnel Management Practice", London: Kogan page, 10th ed, 2006,
pp 6-7.
31
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
واملسامهة يف فهم إدارة املوارد البشرية يف املؤسسات املعاصرة ،حيث تتشكل احملاور الرئيسية هلذه املدرسة يف الفئات
األربعة التالية:1
الشكل رقم ( :)2-1خريطة إلدارة املوارد البشرية.
اهتمامات أصحاب
املصلحة
النتائج على املدى البعيد نتائج املوارد البشرية اختيار سياسة -املسامهني
-تكوين املورد البشري -االلتزام إدارة املوارد البشرية -اإلدارة
-الفعالية التنظيمية -االنسجام -أتثري العامل -احلكومة
-بناء الكيان االجتماعي -املردودية -تدفق املوارد البشرية -اجملتمع
-نظام املكافأة عوامل املوقف
-نظم العمل -خصائص القوى العاملة
-ظروف وإسرتاتيجية العمل
-فلسفة اإلدارة
-سوق العمل.
-التكنولوجيا
-القيم االجتماعية والقوانني
(بتصرف) Source: Beer.M et al,” Managing Human Assets”, Free Press, New York, 1984, p 16.
__________________________________________________________________________
1 . Beer.M et al, " Managing Human Assets" , Free Press, New York, 1984, pp 15-38.
32
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
املؤسسة أكثر من غريهم ،فإن هذا خيلق نوعا من التوتر ،وعدم الرضا ،لذلك جيب على مديري املوارد
البشرية ضمان مصاحل املوظفني موازنة مع مصاحل أصحاب املصلحة اآلخرين.
• الفئة الثالثة :اعترب املورد البشري عامل أساسي يف التأثري على استمرارية املؤسسة ومنوها ،ابلتال على
وظائف إدارة املوارد البشرية أن تكون هلا أتثري إجيايب على مواردها البشرية.
• الفئة الرابعة :هو املنهج االسرتاتيجي إلدارة موارد البشرية ،حيث ستظل املؤسسة قادرة على املنافسة إذا
ركزت أكثر على القضااي واملسائل اإلسرتاتيجية التنظيمية وبيئتها ،ويشمل هذا املنهج االسرتاتيجي صياغة
مهمة املؤسسة ،أهدافها ،واإلسرتاتيجيات املتخذة لذلك ،وقد أثر هذا األسلوب أتثريا قواي على اإلدارة
اإلسرتاتيجية للموارد البشرية اليت هي عليها اآلن.
من خالل كتابه " New Perspectives on Human Resource وصف ستوري Storeyيف سنة 1989
"Managementالدور الذي لعبه ديفيد غاست David Guestيف صياغة وتشكيل خمتلف النقاشات اليت دارت
حول إدارة املوارد البشرية يف أورواب ضمن املدرسة األوروبية (املدرسة الربيطانية) ،حيث يعترب هؤالء املؤلفان أن
اجملاالت اليت جيب الرتكيز عليها يف إدارة املوارد البشرية هي:1
• احلاجة إىل املزج بني إسرتاتيجية املؤسسة واملوارد البشرية ،مبعىن اخر على اإلسرتاتيجيات املوضوعة
إلدارة املوارد البشرية أن تصب يف تطوير ومحاية اسرتاتيجيات املؤسسة.
• ثقافة تنظيمية قوية يقابلها التزام ضمين للعامل ،هذه الفرضية أساسها أن العامل امللتزم سوف يبذل
أقصى جهد له من أجل قيامه ابألداء املطلوب منه.
• هاجس اجلودة ،ففي عامل من املنافسة املتزايدة ،والتنوع املستمر لرغبات الزبون اجلديدة ،ال ميكن ألي
مؤسسة االستمرار دون املعاجلة اليومية ألمور اجلودة ،وتكمن أمهية اجلودة ابلنسبة إلدارة املوارد البشرية
يف نقطة البداية ،أي أثناء عملية التوظيف ،حيث ينبغي على املؤسسة أن حتصل على املوظفني
املناسبني على الفور وابجلودة املطلوبة.
• اإلبداع واالبتكار مها عامالن حامسان مييزان بني مؤسسة وأخرى عن كيفية استجابتها للبيئة ،فيجب
على املوارد البشرية املتاحة للمؤسسة أن تكون قادرة على التوصل إىل أفكار جديدة ووضعها حيز
التنفيذ من أجل استغالل الفرص التجارية واحلصول على أكرب حصة سوقية هلا.
__________________________________________________________________________
1 . Storey. J, “New Perspectives in Human Resources Management”. London: Routledge, 1989, pp 11-12.
33
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
ولعل اهم مفهوم إلدارة املوارد البشرية هو ذلك الذي اقرتحه ستوري وأرمسرتونغ الذي استند إىل
استعراض جمموعة من األعمال والدراسات األمريكية واألوروبية اليت سامهت ومازالت حلد اآلن تساهم يف إضافة
الكثري إلدارة املوارد البشرية ،حيث ينظر إىل إدارة املوارد البشرية على اهنا " :هنجا مميزا إلدارة العمالة يسعى إىل
حتقيق امليزة التنافسية من خالل النشر االسرتاتيجي لقوى عاملة ملتزمة وقادرة على استخدام جمموعة متكاملة من
التقنيات الثقافية واهليكلية واملوظفني" ، 1فكان تركيز إدارة املوارد البشرية على التقنيات املوجهة حنو اكتساب ميزة
تنافسية اعتمادا على إسرتاتيجية (العمل أو املؤسسة) املعتمدة ،كما يؤكد أرمسرتونغ على دور االسرتاتيجيات
وعلى احلاجة إىل أنظمة قوية للموارد البشرية واحلفاظ عليها ابعتبارها رأس مال بشري قابل لالستثمار ،وعرف
إدارة املوارد البشرية اهنا" :هنج اسرتاتيجي ومتماسك يف إدارة األصول األكثر قيمة للمنظمات -األشخاص الذين
يعملون هناك الذين يسامهون بشكل فردي ومجاعي يف حتقيق أهداف األعمال" ،2استمد هذا التعريف من مدارس
الفكر األمريكية واألوروبية اليت سامهت ومازالت حلد اآلن تساهم يف إضافة الكثري لعلم إدارة املوارد البشرية
ابلرجوع ملختلف الدراسات األكادميية واملمارسات إدارة املوارد البشرية ،ومما سبق ميكن تعريف إدارة املوارد البشرية
على أهنا منهج اسرتاتيجي وممارسة إدارية إلدارة املوارد البشرية حبيث يكون هناك حتقيق مستدام لرسالة املؤسسة
وأهدافها.
ابلرجوع إىل الكتاابت األكادميية لكل من بيري وسبيكتور ،Beer & Spector3 1985كومينغ 1985
،Cuming4أمسرتونج Amstrong5 1995وكذلك ديسلر Dessler6 2005فإن إدارة املوارد البشرية تستمد
أهدافها من خالل الفلسفات اليت تربط بني ظهور إدارة املوارد البشرية وتطورها ،على حد سواء ابعتبارها ختصص
أكادميي ومهنة يف نفس الوقت ،حيث ميكن تلخيص هذه األهداف يف:
__________________________________________________________________________
1 . Storey.J, "Human Resource Management: A Critical Text" , Routledge, London, 1995, p 42.
" 2. Armstrong, M, A Handbook of Personnel Management Practice", London: Kogan page, 5th ed, 1995, p
42.
3. BEER, M. & B. SPECTOR, “Corporate Wide Transformationin Human Resource Management ",
Boston: Havard Business School,1985.
4. CUMING. M,” The Theory and Practice of Personnel Management”. London: Heinemann, 1985.
5. ARMSTRONG. M, Ibid, 1995.
6. DESSLER.G, ”Human Resource Management”, Pearson: Prentice Hall, 2005.
34
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
• يكمن اهلدف األساسي إلدارة املوارد البشرية يف حماولة حتقيق رسالة وغاية املؤسسة وأهدافها ابستخدام املوارد
البشرية كموارد قيمة ،وخالفا ملا جاءت به النظرية التقليدية إلدارة األفراد حيث كانت تنظر إىل املوارد البشرية
على أهنا أداة إلجناز العمل يف املؤسسات ،فإن مديري إدارة املوارد البشرية تعرتف وتقدر املوارد البشرية وتضعها
على رأس جدول أعماهلا من أجل حتقيق األهداف التنظيمية ،ومبا أن قوة املؤسسة تعتمد على طبيعة القوى
العاملة ،فإن وضع املوظفني أوال يف مجيع وظائف إدارة املوارد البشرية يف املؤسسة وجعلهم يشعرون أبهنم يف
القمة يعترب خطوة أبعد يف وضع املؤسسة ألول مرة بني املنافسني.
• ان املؤسسات الناجحة هي تلك اليت ميكن أن تستفيد االستفادة الكاملة من إمكانيات مواردها ابستخدام
االمثل لقدرات املوارد البشرية ،ويتجلى هذا يف األساليب املختلفة املستخدمة يف تصميم الوظائف حبيث ميكن
أن يقوم هبا شخص واحد ،وتعيني موارد ذات مهارات متعددة ،من خالل االستقطاب والتوظيف.
• ضمان التزام املوارد البشرية بوظائفهم وفرق عملهم وإداراهتم واملؤسسة أبكملها ،هبدف احلد من النزاعات
والصراعات غري الضرورية بني املوظفني واإلدارة واليت ميكن أن تؤدي إىل اخنفاض ما يسمى ابلروح املعنوية بني
مواردها البشرية ،ابلتال اخنفاض اإلنتاجية يف هناية املطاف ،ويتم تعزيز االلتزام من خالل استخدام
اسرتاتيجيات خمتلفة مبا يف ذلك املوارد البشرية اليت يتم التكفل هبا من خالل التدريب ،التوجيه ،والتنمية.
• ضمان دمج األنظمة والعمليات واألنشطة التنظيمية وتناسقها من خالل ثقافة تنظيمية قوية ،فتتألف هذه
الثقافة التنظيمية من القيم واملواقف واملعايري واملمارسات اليت ميكننا معرفتها من خالل اإلجابة على السؤال
اآليت :كيف تتم األمور؟ ،وينظر إىل فئات خمتلفة من الوظائف واملهن على أهنا كاملة بدال من أهنا انقصة،
وتستخدم الرموز التنظيمية ،واملوسيقى ،والرسومات وغريها لتعزيز ثقافة التميز عن الغري ،مما جيعل املوارد البشرية
يشعرون ابلفخر بوظائفهم وابملؤسسة اليت ينتمون إليها.
• االستخدام األمثل للموارد املتاحة ،ففي لغة االقتصاد تتميز املوارد بندرهتا حيث ال ميكن للمؤسسات أن تنجح
إذا كانت املوارد (البشرية ،املالية ،اآلالت واملعدات ،والطاقة) متوفرة أكثر من استخدامها ،او اهنا غري مستغلة
أو يتم استخدامها يف الوقت اخلطأ أو يف املكان اخلطأ ،لذلك فأن مطابقة املوارد مع األداء هو آلية لرصد
الكفاءة التنظيمية ،ففي كثري من األحيان يستخدم (الوقت /األنشطة /النتائج /امليزانية) ملطابقة املوارد مع
األداء ،ويرتتب على أي نقص يف استخدام املوارد أو استغالهلا على حنو مفرط آاثر فيما يتعلق بكيفية
استخدام املوارد البشرية واختاذ التدابري وفقا لذلك.
35
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
• العمل على حتفيز اإلبداع واالبتكار والعمل اجلماعي وإدارة عالية اجلودة ابعتبارها احملركات الرئيسية للتميز،
حيث يف وقت يتطلب فيه التطابق ما بني احتياجات الزبون وتوقعاته املتغرية وجب وجود بيئة لإلبداع
واالبتكار والعمل اجلماعي وجبودة عالية ،هذه األفكار مستوحاة إىل حد كبري من عدد كبري من علماء
االقتصاد نذكر منهم :توم بيرتز وروبرت ووترمان Tom Peters and Robert Watermanعلى وضع مثال
شومبيرت Joseph Schumpeter للمؤسسات الفعالة حبثا عن التميز ’’ ،“In search Of Excellenceجوزيف
Joseph ،"The Power Of Creativity Andجوزيف جوران " Innovation يف قوة اإلبداع واالبتكار
،Juranإدواردز دميينغ وإيشيكاوا كاورو Edwards Deming and Ishikawa Kaoruمن خالل الرتكيز على
اجلودة أوال وعيوب معدومة كجزء من الثقافة التنظيمية يف إدارة ذات جودة عالية ،هذه هي التفسريات الرئيسية
وراء متيز املؤسسات الياابنية وغريها من شرق آسيا ونذكر كذلك الالمركزية يف صنع القرار إىل أدىن املستوايت
يف اهليكل التنظيمي ،املكاتب املفتوحة ،Open Officeواستخدام دوائر اجلودة يف األداء الوظيفي هي بعض
االسرتاتيجيات تستخدم للحفاظ على املؤسسة يف الرايدة.
36
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
هندسة العمل وتطبيقات علم النفس الصناعي يتوافق مع احلاجة إىل حتسني اإلنتاجية وإضفاء مزيد من املوضوعية
على ممارسات املوارد البشرية ،1لذلك فان ختطيط املوارد البشرية من أجل القيام بعمل معني ليس ابلشيء اجلديد،
فالتقنيات والوسائل املتاحة لإلدارة اليوم ما هي إال نتائج فرتة طويلة من التطور يف ممارسات إدارة املوارد البشرية،
واليت بدأت منذ عقود بطرق بسيطة ،براغماتية ،وقصرية املدى ،وكانت التقنيات املستخدمة من قبل اإلدارة
تناسب ا لظروف واألحداث املعاصرة هلا يف ذلك الوقت ،فتمثلت التحوالت اليت مر هبا ختطيط املوارد البشرية فيما
يلي:
• أثناء احلرب العاملية الثانية وما بعد احلرب ،وما صاحبه من تركيز مكثف على إنتاجية املورد البشري
آنذاك ،ظهر نوع من القلق إزاء وجود موظفني إداريني خمتصني ،حيث كان هناك نقص يف الكفاءات يف
ظل الطلب املتزايد على السلع واخلدمات ،اين أضافت التكنولوجيات واملصاحل اجلديدة يف اجلوانب
السلوكية للعمل تعقيدات كثرية على عملية ختطيط القوى العاملة.
• يف الستينيات ازداد الطلب على اليد العاملة من ذوي املهارات والكفاءات العالية بسبب ظهور برامج
التكنولوجيا العالية والتوسع السريع للمؤسسات وتنويعها ،ومن أجل معاجلة هذه الزايدة ،ركزت ممارسات
ختطيط القوى العاملة على موازنة العرض مع الطلب ،وال سيما الطلب على اإلداريني واملهنيني والتقنيني،
3
حيث كان ينظر إىل ختطيط القوى العاملة على أنه نظام يربط املؤسسة ببيئتها ،2ويوضح جيمس والكر
James Walkerأن الرؤية األكثر وضوحا وانتشارا لتخطيط القوى العاملة يف ذلك الوقت واليت هيمنت
لغاية الثمانينيات ،هو أن املؤسسات تتوقع احتياجاهتا من القوى العاملة مستقبال ،ويف نفس الوقت تتوقع
العرض املتاح لديها من العمالة الداخلية لتلبية هذه االحتياجات ،ومن ث حتديد الفجوة بني ما هو
مطلوب وما هو متاح (العرض-الطلب) ،ويف مقابل ذلك يضع القائمني على ختطيط القوى العاملة
خططا لتعيني واختيار موظفني جدد ،وتوفري التدريب والتطوير وتوقع الرتقيات والتحويالت الضرورية اليت
ستصاحب ذلك.
• حتول اهتمام اإلدارة يف السبعينيات إىل ختطيط العمل اإلجيايب فاعتمدت العديد من املؤسسات جمموعة
من التقنيات اليت استخدمتها املؤسسات الرائدة خالل العقود السابقة ،إال أن البعض اآلخر قام بتجربة
__________________________________________________________________________
1 . Merrill. H F, "Classics Management", American Management Association, USA, 1960, pp217-218.
2 . Patten H.T, "Manpower Planning and The Development of Human Resources", Wiley-Interscience,
1971, p30.
Rabin. J, "Handbook of Public Personnel Administration", CRC Press, 1994, p238.
3 . James W. Walker, "Human Resource Planning", McGraw-Hill, USA, 1980, p25.
37
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
أدوات جديدة مثل التخطيط الوظيفي ،وحتليل األنشطة وهيكلة الوظائف ،1فما لوحظ خالل هذه الفرتة
أن أغلبية املؤسسات كانت مهتمة أساسا ابالمتثال للوائح احلكومية والتشريعات والقرارات القضائية
اجلديدة اليت حتكم التمييز والسالمة واملعاشات التقاعدية ،وبوجه عام كان عقدا غري مستقر ،حيث كان
يتعني على املديرين خالل هذه الفرتة أن يتعاملوا مع عدة أزمات مثل :الطاقة ،التكاليف واألرابح غري
املؤكدة ،وتباطؤ توسع األعمال التجارية ،وحسب ما جاء به برامهام فإن خالل هذه الفرتة الزمنية استبدل
استخدام مصطلح ختطيط القوى العاملة إىل ختطيط املوارد البشرية ،وأصبحت هذه الوظيفة عبارة عن
نشاط كباقي األنشطة الروتينية يف أكرب املؤسسات اخلاصة وحىت املؤسسات احلكومية.
• خالل الثمانينيات وأوائل التسعينات ،اجته الباحثون واملختصون يف جمال إدارة املوارد البشرية إىل الرتكيز
بشكل أكرب على سلوك املوارد البشرية وتطوير اسرتاتيجيات املوارد البشرية للبحث عن تعزيز اجلانب
اإلجيايب لسلوكياهتم والتزامهم ،2وعموما فإن هذه املمارسات اليت طبقت وطورت خالل هذه الفرتة كانت
تفتقر إىل الرتكيز الكايف على احلاجة إىل التحكم يف تدفق املوارد البشرية داخل احلدود التنظيمية
للمؤسسة وخارجها ،وهذا يعين أن ختطيط املوارد البشرية اختذ خطوة متخلفة يف وضع األولوايت يف إطار
النظام الشامل إلدارة املوارد البشرية ،وبسبب املناخ االجتماعي واالقتصادي غري املؤكد خالل
التسعينيات ،كان من املتوقع أن تصبح وظيفة ختطيط املوارد البشرية هي النشاط الرئيسي واملركز إلدارة
املوارد البشرية ،اال اهنا أصبحت على حنو متزايد وظيفة أساسية يف مجيع أحناء املؤسسة ،وعلى هذا النحو
أكد ت أمهيتها ودورها احلاسم يف التعامل مع التغيريات الالزمة يف حجم القوة العاملة وتكوينها ،فريى
،D.K Bhattacharyya3أن دور القائمني على إدارة املوارد البشرية يف املستقبل هو توفري وتطوير
بيئة تنظيمية جتعل املورد البشري يشعر فيها أبنه مصدر إهلام للنمو وتطوير كفاءته ،وإن املؤسسات
الفردية لن تكون ابلضرورة مسؤولة عن تنمية قدرات األفراد ،بل إن مسؤولية األفراد هي التأكد من تطوير
كفاءاهتم من أجل احلصول على عالقات عمل مستقبلية ،وأن أفضل احلاالت هو عندما يشعر املورد
البشري أبن املؤسسة توفر له أفضل املوارد املتاحة لكي ينمو ويطور كفاءاته.
__________________________________________________________________________
1 . James W. Walker, Ibid, p26.
2. J. W. Walker,"Human Resource Planning 1990s Style", Human Resource Planing,1992, Vol 13, N° 4, pp
229-240.
3. D.K Bhattacharyya, "Human Resource Planning", Excel Books India, 2009, pp 2-5.
38
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
39
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
40
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
وأتديتها لد ورها االجتماعي واالقتصادي ضمن احمليط واليت تشكل هي نظاما فرعيا منه مبا يؤدي إىل خلق حالة
توازن بني عرض القوى العاملة والطلب عليها" ،1يف هذا الصدد يرى اتيلور Taylorان التميز الرئيسي هو بني
أولئك الذين يرون أن ختطيط املوارد البشرية له نفس املعىن على نطاق واسع مثله مثل مصطلح ختطيط القوى
العاملة ،وأولئك الذين يعتقدون أن ختطيط املوارد البشرية هي لتوضيح شيء خمتلف نوعا ما.2
إذا فإن مصطلح ختطيط املوارد البشرية هو مصطلح حديث ابلنظر إىل ختطيط القوى العاملة ،ويهتم كل
منهما ابلتطلع إىل األم ام واستخدام األساليب العلمية ملساعدة املؤسسة يف تلبية احتياجاهتا من املوارد البشرية يف
املستقبل ،فيتم استخدامها من أجل عملية تقييم ما إذا كان من املرجح أن يكون للمؤسسة األشخاص املناسبني،
ابملهارات املناسبة ،يف األماكن املناسبة ويف الوقت املناسب ،3لذلك يعترب ختطيط املوارد البشرية ختصص فرعي
مولينزMullins4 متخصص نسبيا يف إطار املهام العامة اليت يقوم هبا مدراء املوارد البشرية يف املؤسسات ،ويشري
إىل أن التخطيط الفعال للموارد البشرية ميكن أن يساعد يف توقع الصعوابت اليت من احملتمل أن تواجهها املؤسسة
مستقبال يف وقت ال يزال لديها متسع من الزمن للتغيري والتنفيذ ،بينما التخطيط طويل األجل ميَُكِن املؤسسة من
وضع إسرتاتيجيات فعالة للتوظيف ،االختيار ،التعيني ،الرتقية ،التدريب ،النقل ،التقاعد املبكر ،نظام
األجور...اخل ،وما يقابل ذلك من احتياجات جلعل املؤسسة تتكيف مع ما هو متاح لديها.
من خالل التعاريف السابقة نستطيع القول أن هناك وجهات نظر خمتلفة حول معىن ختطيط املوارد
البشرية حيث نعتقد أنه أكثر من أسلوب كمي ،ألن قضااي مثل االحتفاظ ابملوارد البشرية على مستوى املؤسسة
واحملافظة عليها من خالل نظام احلوافز وإدارة سلوك األفراد وغريها ،هي امور أساسية للحصول على األشخاص
املناسبني مع املهارات والكفاءات املناسبة يف األماكن الصحيحة ،ويف الوقت املناسب ،وتعترب وجهات نظر أبراهام
هي األقرب إلعطاء معىن واسع لتخطيط املوارد البشرية الذي يشمل قضااي وتساؤالت املوارد البشرية وما وصلت
إليه اليوم إدارة املوارد البشرية من تطورات وإجنازات ،وهذا ما سنحاول توضيحه من خالل ما تبقى من اجلانب
النظري هلذه األطروحة.
__________________________________________________________________________
. 1عشوي نصر الدين " ،األساليب العلمية لتخطيط القوى العاملة على مستوى املؤسسة" ،جملة إقتصادايت مشال إفريقيا ،العدد ،2006 ،4
ص.159-157
2 . Taylor, S, "People and Organisations, Employee Resourcing ", The Cronwell Press, UK, 2002, pp 44-46.
3 . Taylor. S, " People Resourcing ", CIPD Publishing, UK, 3TH Editions, 2005, p78.
4 . Luarie. J Mullins, "Management and Organisational Behaviour", FT Prentice Hall UK, 7th Ed, 2005, pp
798-799.
41
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
42
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
__________________________________________________________________________
1 . Allan P.Miller, “How to Manage Human Resource in Organizations”, Xulon Press, 2007, p 139
2 .S. Taylor,”People and Organisations: People Resourcing”, CIPD Publishing, 2005, p 101.
3 .Ibid, p 103.
43
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
جيب أن يطور أنظمة وضوابط اليت تزيد من احتمال السيطرة على البيئة إىل حد معقول ،فبدون وعي دقيق مبوقفه
سوف يفقد املدير طريقه بسرعة يف هذه البيئة املتغرية.1
ولتحقيق أقصى قدر من األرابح للمؤسسة يف أوقات عدم اليقني الشديد ،يقرتح اتيلور انه جيب على
املؤسسة التخطيط لعدد من النتائج احملتملة ،واهلدف من ذلك هو عدم اتباع خطة صارمة بل وضع خطة تتميز
ابملرونة تغطي خمتلف االحتماالت ميكن حتدي ثها فيما بعد ،مع ازدايد وضوح معرفة البيئة يف املستقبل إذ ان التوازن
بني الرؤية والتخطيط سيكون خمتلفا تبعا لبيئة املؤسسة ،ففي بيئة غري مستقرة جيب الرتكيز على عملية الرؤية،
وحيث تكون األمور أقل تشويشا ابلتال فإن عملية التخطيط له مسامهة كبرية يف حتقيق التوازن ،ويتعني النظر إىل
اخلطط على أهنا مرنة وتتم مراجعتها ابنتظام ،بدال من اعتبارها نقطة هناية يف العملية (التغذية العكسية).
نستنتج مما سبق أنه رغم صعوبة وضع خطة ،وقد تكون انقصة ،سوف تقربنا عموما من اهلدف عما لو
مل خنطط ،إذا من أجل حتقيق أقصى قدر من امليزة التنافسية ،حيتاج خمططو املوارد البشرية إىل ضمان التزامهم
ابملهارات املناسبة الستغالل كل الفرص املتاحة ،وعالوة على ذلك فأن عدم اليقني هو الذي يوفر األساس
املنطقي لزايدة االهتمام ابلتفكري يف املستقبل.
املالية ، 2سواء فيما يتعلق بطبيعة االختالفات ما بني املوارد البشرية يف حد ذاهتا ،او صعوبة نقلهم وتغيريهم من
مكان إىل أخر ،تكاليف توظيفهم ،وأكد على ضرورة معاملة املورد البشري كإنسان وليس كمورد مادي ،هذه
االنشغاالت اليت ذكرها ديفيد هوسي ال ختص فقط ختطيط املوارد البشرية ،بل هي مشاكل وجدت يف مجيع أنواع
التخطيط على مستوى املؤسسة ،حيث أن كل ما يتعلق ابلتخطيط يؤكد على ضرورة وأمهية التنبؤ الدقيق ،والقدرة
__________________________________________________________________________
1 . Ibid, p 78.
2 . David E.Hussey, "Corporate Planning: Theory and Practice", Oxford: Pergamont Press, 2nd edition,
1982, pp 3-5.
44
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
على السيطرة على البيئة ،إذ تكمن مكانة التخطيط يف التنبؤ ابلتغريات احملتملة خالل عملية تنفيد اخلطط
املوضوعة مسبقا ،وعليه فأن الضعف احلقيقي للتخطيط هو حاالت عدم اليقني.
ففي وقت كانت فيه معظم األدبيات تركز على جوهر عملية ختطيط املوارد البشرية على املدى القصري
والطويل ،طور بعض االقتصاديني حججا خمتلفة تدعم ما جاء به هيوسي ،ومن بني أهم هؤالء جند هنري مينتزبرج
Henry Mintzbergحيث استند يف حججه إىل اقرتاح بسيط مفاده أنه من املستحيل أن يكون التنبؤ ابلطلب
على املوارد البشرية دقيقا ،وهذا نظرا الضطراب بيئة األعمال املتواجدة فيه املؤسسة.1
وامليزة التنافسية اليوم وفقا ملنتقدي ختطيط املوارد البشرية أتيت من االستجابة الفورية للظروف سريعة التغري
اليت هي أسرع وأكثر إبداعا وابتكارا وأكثر مرونة من تلك اليت يتميز هبا املنافسون الرئيسيون للمؤسسة ،ويقول
ميتزبرج أن عملية التخطيط تولد عدم املرونة يف املؤسسات ،ابلتال ينتج عنه نوع من مقاومة التغيري ،2وعدم مرونة
التخطيط ترجع إىل عدة عوامل نفسية نذكر منها:
-شعور السلطة التنفيذية لألمان الشديد ،وابلتال تغفل عن التغريات احلاصلة يف بيئتها الداخلية واخلارجية.
-عدم االنتباه لالحنرافات بعد إعداد خطة املوارد البشرية ،وجعل اخلطة تعمل.
__________________________________________________________________________
1 . Henry Mintzberg," The Rise and Fall of Strategic Planning", Prentice Hall, New York, 1994, pp42-45.
2 .Ibid, p 59.
.3دارم البصام "،التخطيط للموارد البشرية ملاذا وكيف؟" ،جملة االقتصاد ،العدد ،1981 ،209ص.29
45
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
.1االفق االول:
ينطبق على التخطيط قصري املدى ويغطي فرتة ترتاوح ما بني سنة إىل سنتني ،ففي التخطيط القصري األجل
ميكن معرفة التغريات اليت تطرأ على املوارد البشرية وكذا التقديرات املتوقعة من جانب املؤسسة عن حجم منتجاهتا
أو مبيعاهتا مثال ،حيث ميكن ملسؤول إدارة املوارد البشرية تقدير كمية القوة العاملة املطلوبة يف األمد القصري
أساسا على بعض املتغريات أو العوامل كالزايدة أو النقصان يف حجم اإلنتاج واملبيعات،
وذلك ابالعتماد ً
التغيريات اليت حتدث داخل املؤسسة ،معدل دوران العمل ...اخل ،1ومن خالل هذه العناصر يتم حديد املواصفات
واملؤهالت الواجب توافرها يف العاملني اجلدد مثل :السن ،اجلنس ،اخلربة العملية ،التحصيل العلمي أو مستوى
التأهيل ،اإلتقان...اخل ،ومن خالل عملية تقييم قدرات ومهارات األفراد ،ميكن معرفة فيما إذا كان املرشح يتوافر
على القدرات واملهارات اليت تؤهله لشغل وظيفة ذات رتبة أعلى من تلك اليت يشغلها حاليا .
ويف نفس اإلطار ميكن إجراء حصر أو جرد شامل للقوة العاملة املوجودة يف املؤسسة مع األخذ يف
احلسبان حاالت الفقدان أو الضياع النامجة عن قرارات الفصل من العمل أو الرتك الطوعي للخدمة ،والتقاعد،
والرتقيات داخل املؤسسة ،ومبجرد تقدير العرض الداخلي وجانب الطلب من القوى العاملة لفرتة زمنية قصرية
املدى ،ميكن حتديد ومعرفة كم ونوع املوارد البشرية الالزمة لتنفيذ حجم عبء العمل املخطط.
ينطبق على التخطيط متوسط املدى ويرتاوح ما بني سنتني ومخس سنوات ،ففي خالل هذه املدة الزمنية
ميكن التنبؤ– ابالعتماد على خطة وميزانية تقديرية– حبجم الطلب من املوارد البشرية الالزمة الستمرار نشاط
املؤسسة ،ث مقارنة هذا احلجم مع ما سيكون متاحا وموجودا فعال داخل املؤسسة من قوى عاملة خالل تلك
الفرتة ،ث القيام بفحص اهليكل التنظيمي القائم يف املؤسسة واهليكل التنظيمي املتوقع وذلك يف العناصر األربعة
التالية:2
• الوظائف الشاغرة؛
• املسؤوليات والواجبات املقررة هلا؛
__________________________________________________________________________
.1نصر الدين عشوي ،التخطيط طويل األمد للقوى العاملة على مستوى املؤسسة -كنظام ،-أطــروحة لنيـل شهــادة دكتـوراه دولـة فـي العلـوم
االقتصــادية ،جامعة اجلزائر ،كلية العلوم اإلقتصادية ،2005 ،ص.65
.2نفس املرجع ،ص .66
46
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
.3االفق الثالث:
ميكن للمؤسسات أن تقوم إبعداد احتياجاهتا السنوية من املوارد البشرية ،وفقا للظروف البيئية وسياسات
الرتقية والنقل اليت تتبعها وما يتولد عن برامج التدريب ،لكن تفشل اخلطة السنوية يف احتواء متطلبات التخطيط
طويل األمد ،وهي اخلاصة ابلتوسع يف التسهيالت يف املشاريع االستثمارية ويف التحديث والعصرنة أو إضافة
منتجات جديدة ،أو حىت تقليص النشاط أو تغري مستوى الكفاءة واملهارات املطلوبة ،وبصفة عامة فإن ختطيط
املوارد البشرية على مستوى املؤسسة قد يتميز بفاعلية مثلى إذا ما انصب لفرتة طويلة األمد أي ملدة مخسة
سنوات أو أكثر ، 1إن ذلك يقتضي األخذ بعني االعتبار البيئة احمليطة ابملؤسسة كنظام يؤثر ويتأثر ابألنظمة اليت
تنتمي إىل هذه البيئة واملتمثلة يف النظام السياسي االقتصادي ،العملي والتقين والدميوغرايف ...اخل وكذا إحاطة اتمة
من جانب املؤسسة بتفاعالت السوق ومعرفة حاجات ورغبات زابئنها ،وابلتال ابتكار سلع وخدمات جديدة
لتلبية تلك الرغبات.
من خالل ما سبق ذكره حول عملية ختطيط املوارد البشرية يف املؤسسة ميكن إعطاء الشكل التال الذي
يوضح عملية ختطيط املوارد البشرية بصفتها العامة يف أي مؤسسة.
الشكل رقم ( :)3-1خمطط عام يوضح مراحل ختطيط املوارد البشرية
حتليل البيئة الداخلية
و اخلارجية للمؤسسة
Source: William.J Rothwel, H.C Kazanas, “Planning and Managing Human Resources:
Strategic Planning for Human Resources Management”, Human Resource Development,
(بتصرف) 2003, p 270.
__________________________________________________________________________
.1نصرالدين عشوي ،التخطيط طويل األمد للقوى العاملة على مستوى املؤسسة -كنظام ،-مرجع سبق ذكره ،ص .67
47
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
مما سبق ميكن القول إن عنصر العمل (معرب عنه كما ونوعا) هو أساس موضوع ختطيط املوارد البشرية ،أما
اجلانب االخر للمورد البشري (العنصر اإلنساين) فما هو إال مصدر طاقة ومقدم خدمات عمل ال غري .حيث
ميكن اعتبار العمل على أنه سلعة خاضعة " للطلب" و"العرض" .ويتمثل الطلب يف حاجة أنشطة املؤسسات من
املوارد البشرية – جمهودات مبذولة – الالزمة للقيام مبهامها وابلتال حتقيق أهدافها الطويلة األمد اليت تسعى إليها.
وألجل التعرف على التغريات والتطورات اليت تطرأ على احتياجات املؤسسات من املوارد البشرية ،فإنه البد من
إعداد ولكل مؤسسة خطة عامة طويلة املدى ،أما جانب العرض فهو يتمثل يف قوة العمل اليت ستكون متاحة
مستقبال يف داخل املؤسسات وسوق العمل اخلارجي.
__________________________________________________________________________
.1شريفي ايسني "،التخطيط االسرتاتيجي يف املدارا اخلاصة" ،رسالة ماجستري ،كلية العلوم السياسية ،جامعة دال ابراهيم اجلزائر 2008 ،ص
ص .41
48
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
معلومات ممكنة عن مستقبل هذه القرارات وآاثرها وتنظيم اجملهودات الالزمة لتنفيذ هذه القرارات ،1بصفة عامة
ميكن القول أبن التخطيط اإلسرتاتيجي هو أحد أنواع التخطيط بعيدة املدى واملتكون من جمموعة من اخلطوات
اليت تتسم ابلعقالنية واليت هتدف إىل حتقيق أهداف املؤسسة ونقلها من مرحلة إىل مرحلة أفضل من خالل حتليل
بيئة سريعة التغري وحتديد البديل اإلسرتاتيجي املالئم للوضعية القائمة.
__________________________________________________________________________
. 1رافده احلريري "،اجتاهات حديثة يف إدارة املوارد البشرية" ،دار ايزوري العلمية ،عمان ،ط ،2014 ،1ص.36
.2مسالل حيضيه "،أثر التسيي االسرتاتيجي للموارد البشرية وتنمية الكفاءات على امليزة التنافسية للمؤسسة االقتصادية :مدخل .اجلودة
واملعرفة" ،اطروحة دكتوراه يف التسيري ،قسم علوم التسيري ،جامعة اجلزائر ،2005،ص .100
3. Wills T., LeLouarn J.Y, Guerin G, "Planification Stratégique Des Ressources Humaines", Presses
Universitaires De Montréal, 1991, P 125.
49
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
ونشاطات التسيري االسرتاتيجي للموارد ،فهو مرتبط ابلوصول إىل أحسن املمارسات والتطبيقات لتسيري املوارد
البشرية.1
توجد العديد من التعاريف والنماذج اخلاصة ابلتخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية فال يوجد تعريف موحد
متفق عليه حيث يفضل العديد من املمارسني يف جمال إدارة املوارد البشرية الرتكيز على اجلانب التقين (أي
األساليب الرايضية والسلوكية لالحتفاظ ابحتياجات املوارد البشرية) ،بينما يفضل البعض اآلخر اجلانب اإلداري
(أي الطريقة اليت يعاجل هبا صناع القرار قضااي املوارد البشرية اليت تؤثر على املؤسسة) ،وال يزال البعض اآلخر مييز
بني التخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية الذي يتوىل بصياغة و/أو تنفيذ اخلطط الطويلة األجل للمؤسسة،
والتخطيط التشغيلي ا لعادي للموارد البشرية الذي يستخدم لتوجيه القرارات اليومية املتعلقة ابملوارد البشري ،إذا
التخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية هو أحد األنشطة واملمارسات األساسية اليت تؤديها إدارة املوارد البشرية.
يعترب التخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية عملية مستمرة لتصميم وتطوير خطط أو اسرتاتيجيات تغطي
خمتلف مراحل دورة حياة املؤسسة ،2فيصف العقيلي التخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية على أنه " :أحد
األنشطة األساسية اليت تؤديها إدارة املوارد البشرية يف كافة أنواع املؤسسات ،فمن خالله تقدر وحتسب احتياجات
املؤسسة املستقبلية من املوارد البشرية من حيث أعدادها ومهاراهتا بشكل خيدم متطلبات حتقيق اسرتاتيجيتها"،3
ويتضمن التخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية املشاركة اإلسرتاتيجية إلدارة املوارد البشرية يف تكوين وإعداد
وتطبيق إسرتاتيجية العمل ككل من خالل تنمية مفاهيم وأدوات للمشاركة يف وضع اخلطط طويلة األجل على
مستوى املؤسسة ،وهبذا تقوم إدارة املوارد البشرية بتحقيق التكامل بني كل من أنظمة التفويضات وأنظمة
املعلومات اخلاصة ابألفراد ،بصفة عامة جيب ان يشتمل التخطيط اإلسرتاتيجي للموارد البشرية على مستوى
املؤسسة على اجلوانب األساسية التالية:4
• د راسة حتليلية ملستوى األداء احلال ومستوايت استغالل املورد البشري حىت ميكن حتديد املستوى الفعلي
لألداء يف خمتلف مستوايت التنظيم ،ومن ذلك ميكن تقدير املستوى املتوقع إحداثه لألداء مستقبال وتطور
هذا املستوى خالل السنوات القادمة.
__________________________________________________________________________
.1مسالل حيضييه ،مرجع سبق ذكره ،ص. 101
.2أمحد سيد مصطفى "،إدارة املوارد البشرية من منظور القرن احلادي والعشرين" ،اإلسكندرية :الدار اجلامعية ،2000 ،ص. 48
.3عقيلي ،عمر وصفي" ،إدارة املوارد البشرية :بعد إسرتاتيجي" ،عمان :دار وائل للنشر والتوزيع ،2000،ص.229
.4عثمان رفعت" ،إدارة وختطيط القوى العاملة على مستوى املشروع" ،القاهرة :دار الفكر العريب ،1981 ،ص ،31بتصرف.
50
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
• التنبؤ بتحركات املخزون من املوارد البشرية ،ملعرفة منط هذه التحركات وأثرها على املعروض من األفراد يف
املستقبل البعيد.
إذا ميكن تعريف التخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية على أنه جمموعة من األفعال والتصرفات املنسقة واليت
هتدف إىل تكامل كل من البيئة التنظيمية ،واملؤسسة ،واألفراد واألنظمة ،وتتوقف قدرة املؤسسة على تبين االجتاه
االسرتاتيجي إلدارة مواردها البشرية ،وقدرهتا على التنس يق مع البيئة اليت تكون فيها املوارد البشرية متضمنة يف كل
قرارات العمل اإلسرتاتيجية.
يساعد التخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية املؤسسة يف تطوير أهدافها اإلسرتاتيجية اليت ترفع من قدرهتا
ومعارفها ضمن البيئة التنافسية كما يساهم يف إعادة فحص االسرتاتيجيات وتعديلها ويشجع على التفكري
اإلبداعي ،كما يعمل على تقليل الفجوة بني موقع املؤسسة احلال ونظرهتا املستقبلية ،إن ذلك التخطيط يشجع
اإلدارة العليا على التفكري املستقبلي وإحداث التغيري واستخدام موارد املؤسسة بكفاءة وفعالية يف سبيل تعزيز
مركزها التنافسي ،1وتظهر أمهية قيام املؤسسة بتخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية من خالل ما يتحقق عن ذلك
من فوائد اليت يتمثل امهها فيما يلي:2
• يوفر أسس جيدة لالستخدام األمثل للموارد البشرية ،مبا يضمن التخلص أو احلد من ظاهريت البطالة
املقنعة والعجز يف بعض فئات العاملني ،ابلتال فإنه يؤدي إىل تقليل التكاليف غري املربرة يف أجور األفراد
غري املنتجني بسبب فيضهم عن احلاجة أو تدين مستوايت كفاءهتم ،فيساعد على حتديد حاجات
املؤسسة من األفراد ولفرتات زمنية قادمة؛
• ميكن املؤسسة من االستعداد ملواجهة التغريات والتطورات اليت حتدث يف البيئة احمليطة هبا (التطور
التكنولوجي ،املنتجات املنافسة وتعليمات وقوانني الدولة...اخل) ،ألن هذه التغريات قد ختلق عادة تغريات
يف حمتوى العمل واملهارات املطلوبة وأنواعها وعددها...اخل ،مما يستدعي اإلعداد والتخطيط ملواجهة مثل
هذه التغريات؛
__________________________________________________________________________
.1رندة اليايف الزهري "،التخطيط السرتاتيجيات املوارد البشرية" ،جملة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ،العدد ،01اجمللد ،2000 ،16
ص ،277بتصرف.
.2حمسن عبد هللا خمامرة" ،ختطيط القوى العاملة على املستويني الكلي واجلزئي " ،اجمللة العربية لإلدارة 1986 ،307 ،ص.43-42
51
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
• احملافظة على املوارد البشرية وختفيض معدل دوران العمل ،مما يؤدي إىل ضمان احتفاظ املؤسسة
ابإلطارات الفنية اجليدة وعدم إفساح اجملال أمام تسرب هذا النوع من القوى العاملة إىل مؤسسات
منافسة؛
• يساهم مسامهة فاعلة يف وضع الفرد املناسب يف املكان املناسب مبا يضمن حتسني مستوايت كفاءة
األداء ،وزايدة العناية ابلعنصر البشري ،وإاتحة الفرصة أمام املؤسسة للتأكد من مدى االستفادة من
املصادر البشرية املتاحة وخاصة هؤالء الذين يؤدون أعماال ال تتوافق مع قدراهتم ومهارهتم؛
• يشكل ختطيط املوارد البشرية جزءًا أساسيا من التخطيط االسرتاتيجي العام للمؤسسة ،ومن ث فإن غياب
مثل هذا التخطيط يؤدي إىل ضعف التخطيط االسرتاتيجي وتقليل قيمته ملستقبل املؤسسة.
على الرغم من أن التخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية يتوجب ممارسته من قبل كل املؤسسات إال أن
أمهيته تظهر بشكل واضح يف املؤسسات الكبرية واملتوسطة ،نظرا ملا حيققه هلا من فوائد عديدة تتمثل يف:1
• يساعد التخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية يف التخلص من الفائض وسد العجز ابلتال ترشيد
استخدام املوارد البشرية ،وختفيض التكلفة اخلاصة ابلعمالة إىل أقل حد؛
• يساهم يف عمليات االختيار والتعيني ،إذ مامل يكن معروفا عدد العاملني املطلوبني يف املؤسسة ال ميكن
البدء بعمليات التعيني واالختيار؛
• يساعد على إظهار نق اط الضعف والقوة يف نوعية أداء املوارد البشرية ابلتال يف حتديد نوعية برامج
التدريب والتطوير املطلوبة لرفع مستوايت أداء العاملني؛
• يساعد على حتقيق التكامل والرتابط بني خمتلف برامج إدارة املوارد البشرية ،ذلك أن ختطيط
االحتياجات ال يعمل مبعزل عن ختطيط التدريب مثال ،أو ختطيط األجور واالستقطاب واالختيار.
__________________________________________________________________________
.1مهدي حسن زويلف" ،إدارة املوارد البشرية :مدخل كمي" ،عمان :دار الفكر للطباعة والنشر ،2001،ص .47-46
.2علي حممد راببعة" ،إدارة املوارد البشرية" ،عمان :دار صفاء للنشر والتوزيع ،2003،ص.41
52
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
• مساعدة إدارة املؤسسة يف حتق يق أهدافها بكفاءة وفعالية (إنتاجية أكرب بتكلفة أقل) ،من خالل احلرص
على ختفيض تكاليف العمل وحتقيق التوازن بني العرض من املوارد البشرية والطلب عليها مبا يسمح
بتغطية احتياجات املؤسسة ،بتحليل ومتابعة العالقة بني تكلفة استخدام املورد البشري واملزااي الناجتة
عن استخدامها ،من خالل وضع جمموعة من املعايري اإلرشادية ،كاألجور وغريها من املزااي ،معدل
دوران العمالة ،التدريب والنقل وغريها من النفقات.
• احلصول على العدد الالزم والنوع املناسب من املوظفني ألداء العمل يف الوقت املناسب واملكان
املناسب ،ابلتعرف على مصادر املوارد البشرية (سوق العمل) ودراستها وتقييمها هبدف حتديد أسلوب
االستفادة املثلى منها يف تنفيذ خطة املوارد البشرية من حيث العدد والنوع ،واحملافظة على طاقات
العاملني واستثمارها وتعزيز دافعتيهم حنو العمل ابألساليب اليت تضمن تقدمهم ومنوهم الوظيفي
وانتماءهم للمؤسسة وإخالصهم هلا؛
• حتقيق التكامل بني اخلطط اإلسرتاتيجية للمؤسسة وبني إسرتاتيجية إدارة املوارد البشرية وأنشطتها،
وتفهم أمهية العنصر البشري يف بناء اإلسرتاتيجية وتضمينها داخل هذه اإلسرتاتيجية ،إبعداد ميزانية
املوارد البشرية سواء يف جمال التوظيف ،أو التدريب ،أو اخلدمات ،أو إهناء اخلدمات ،بتحديد معامل
سياسات وخطط التعيني والتدريب الالزمة لضمان الوصول إىل مستوى التشغيل االقتصادي السليم
واملستقر داخل املؤسسة.
• التعرف من واقع هذه البياانت واملعلومات املشار إليها على املشاكل اليت حتد من االستخدام الرشيد
لقوة العمل احلالية واملتاحة واملمكنة يف احلاضر واملستقبل ،وحماولة وضع جمموعة من احللول العملية
لكل أو معظم هذه املشاكل يف الوقت احلاضر مع ضرورة احلل التدرجيي ملا تبقى منها يف املستقبل
وعدم تكرارها ،مع ضرورة الرتكيز بصفة خاصة على إجياد احللول املناسبة ملشكليت البطالة املقنعة
والعجز يف بعض فئات العاملني.1
• التنبؤ أبعداد ونوعيات القوى العاملة الالزمة خالل فرتة زمنية مناسبة يف املستقبل ،حبيث يغطي هذا
التنبؤ املوارد البشرية الالزمة لإلحالل والتوسعات يف األنشطة املختلفة خالل الفرتة احملددة ،كأن تكون
__________________________________________________________________________
.1مصطفى جنيب شاويش" ،إدارة املوارد البشرية" ،عمان :دار الشروق للنشر والتوزيع ،1996 ،ص .133-132
53
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
مخس سنوات مثال ،وحتسني التخطيط للمسار الوظيفي وأوجه التنمية األخرى للفرد مثل النمو املتتال
لتحقيق القدرة على توسيع أبعاد مدارك املوارد البشرية لفرتات قادمة طويلة.
__________________________________________________________________________
Louis P. White, "Human resource orientation and corporate performance ", Journal Ofو 1 .Long W. Lam
Human Resource Development Quarterly, Volume 9, Issue 4, Winter 1998, Pages 351–364.
. 2سوما على سليطني" ،اإلدارة اإلسرتاتيجية وأثرها يف رفع أداء منظمات األعمال" ،مذكرة لنيل شهادة املاجستري ،جامعة تشرين ،سوراي،
،2008ص .54
54
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
اخلارجي ابلشكل األمثل قد يعرضها للمشاكل هذا إن مل جيربها على اخلروج من بيئة العمل ،فيجب
حتديد الفرص واملخاطر اليت يوفرها احمليط اخلارجي املتعلقة ابملنافسة ،وابلتطورات التكنولوجية ووضعية
السوق ،كما جيب حتليلها وبناء عليه يقوم مدير املوارد البشرية ابختيار األهداف وتبين االسرتاتيجيات
اخلاصة ابملوارد البشرية ،مبا فيها العملية التدريبية.
• األهداف التنفيذية :وهي النتائج اليت تسعى املؤسسة إىل حتقيقها يف األجلني القصري واملتوسط ،واليت هلا
أثر كبري على املوارد البشرية الالزمة لتجسيد إسرتاتيجية املؤسسة ،فهي تساعد يف حتديد مراكز املسؤولية
من خالل خمتلف اإلدارات وابلتال ميكن حتديد مسؤولية كل إدارة أو قسم.1
• اخليارات اإلسرتاتيجية :إن أهم عنصر يف عملية التخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية هو حتديد البدائل
اإلسرتاتيجية للمؤسسة واختيار أفضل بديل والذي سيحدد التوجه العام وحيقق األهداف طويلة األجل.
أضحت املؤسسات تعمل يف أجواء مفتوحة بل أكثر انفتاحا من ذي قبل ،فهي ابلتأكيد أصبحت أكثر
أتثرا بكل ما حييطها من العوامل املؤثرة على مسريهتا ونشاطها بل على وجودها وهنا كمجموعة من العوامل اليت
تؤثر على عمليات ختطيط القوى العاملة وتنميتها ،وبتفاوت أتثري هذه العوامل وفقا لظروفها ودرجة القوة أو
الضعف يف التأثري على عمليات التخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية ويتمثل اهم هذه العوامل يف:
.1العامل االقتصادي:
يتمثل يف إنتاج وتوزيع واستعمال املوارد والناتج الوطين ،ولغرض تلبية حاجيات املستهلك تقوم املؤسسات
إبنتاج وتوزيع واستعمال املوارد والسلع واخلدمات ،إذا فهي تعترب نظاما اقتصاداي فرعيا لنظام أو احمليط االقتصادي
ابلتال فإن مشاركتها يف عمل احمليط االقتصادي تعترب جد قوية إذ توجه النظام االقتصادي وختضعه لعدة
أتثريات.2
كما يشتمل العامل االقتصادي على حالة الرواج والكساد االقتصادي ومستوى الدخل الفردي السائدين
يف البيئة اخلارجية ،فإذا كانت احلالة االقتصادية رواجا يتوقع املخطط زايدة الطلب على منتجات املؤسسة الذي
__________________________________________________________________________
. 1بالل خلف السكارنة ،مرجع سبق ذكره ،ص .243
.2نصر الدين عشوي " ،التخطيط طويل األمد للقوى العاملة على مستوى املؤسسة كنظام" ،اطروحة دكتوراه ،جامعة اجلزائر كلية العلوم االقتصادية
علوم التسيري والعلوم التجارية، 2006 2005 ،ص.82
55
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
ستواجه ه بتوسيع حجم أعماهلا وإذا كان الدخل مرتفعا سيحدث نفس األمر ،فيتضح أبن ختطيط املوارد البشرية
عمل اسرتاتيجي يسري جنبا إىل جنب مع إسرتاتيجية املؤسسة ،ومبا أنه هو املسؤول من هو عن تقدير احتياجات
تنفيذ هذه اإلسرتاتيجية من املوارد البشرية فإن توجه هذا التخطيط سيكون وفق توجه إسرتاتيجية املؤسسة ،فإذا
كانت هذه اإلسرتاتيجية توسعا معىن ذلك أنه من املتوقع زايدة حجم أعماهلا مستقبال واحتمال حاجتها ملوارد
بشرية إضافية ،أما إذا كان توجه إسرتاتيجية املؤسسة حنو االنكماش سنتوقع عندئذ احتمال وجود فائض يف
املوارد البشرية لديها بسبب تقليص حجم أعماهلا.
.2العامل القانوين:
يقصد به جمموعة التشريعات والقوانني اليت تسنها الدولة لتنظيم استخدام أو تشغيل األيدي العاملة ،وهذه
التشريعات متتد لتشمل عدد ساعات العمل األسبوعي ،ظروف العمل ،احلدود الدنيا لألجور اليت تدفع للعاملني،
طرق االختيار والتعيني والتقييم ،وأنواع التأمينات االجتماعية واخلدمات األخرى اليت تقدم للعاملني وحدودها
ودرجة مشوليتها ،فلكل من هذه التشريعات أتثريه على سياسة املوارد البشرية على مستوى املؤسسة.1
تنظم القوانني احلكومية خبصوص شؤون األفراد والعاملني عدد أايم العمل األسبوعية مبوجب قانون العمل،
كذلك عدد ساعات العمل اليومية ،وهذا ما يؤدي إىل زايدة أو نقصان زمن العمل املتاح مما ينعكس على حجم
املوارد البشرية اليت ترغب املؤسسة يف احلصول عليها ،إضافة إلصدار القوانني اليت تنظم املبادالت التجارية مثل
منع استرياد سلعة معينة من اخلارج من أجل توفري احلماية لإلنتاج احمللي ،فيزداد الطلب على هذه السلعة نتيجة
عدم وجود منافسة خارجية هلا يف السوق ،وزايدة حجم إنتاج املؤسسة وأعماهلا لتغطية هذه الزايدة يصاحبه
حاجة إضافية للموارد البشرية ،إذن فالقوانني والتشريعات احلكومية ذات أتثري يف نشاط املؤسسات وحجم أعماهلا
املستقبلية ابلتال ختطيط مواردها البشرية.2
__________________________________________________________________________
.1انس عبد الباسط عباس ،مرجع سبق ذكره ،ص44 .
.2عمر وصفي عقيلي ،مرجع سبق ذكره ،ص.240 .
56
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
.3العامل السياسي:
نقصد به الوضع السياسي الذي يسود الدولة ويشمل النظام السياسي السائد االستقرار السياسي ،الوعي
والنضج السياسي ،ويؤثر العامل السياسي أبكثر من طريقة على عملية التخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية
انطالقا من العناصر التالية:1
• طبيعة النظام السياسي :حيدد النظام السياسي الدور الذي يلعبه القطاع اخلاص يف االقتصاد ،ابلتال
أمهيته وقوته السياسية ،فالنظام احلر الرأمسال يعطي للقطاع اخلاص الدور الرئيسي يف النشاط االقتصادي
يف كون القطاع كبريا .أما النظام الشيوعي فيمنع قيام أي قطاع خاص يذكر ،ويسمح النظام االشرتاكي
بقيام قطاع خاص لكنه يبقيه حمصور ويف أنشطة غري أساسية ما يؤثر على املؤسسة سواء بتدعيم الفرص
املتاحة لالستثمار أو بتدعيم القيود والتهديدات اليت تواجه املؤسسة وهو ما ينعكس على توفر املوارد
البشرية يف سوق العمل وكيفية التخطيط الستقطاهبا.
• نضج النظام السياسي :األهم من نوع النظام السياسي إلدارة املوارد البشرية هو نضجه أي عدد
األطراف اليت متلك القوة يف اجملتمع ومتارس الضغط السياسي ،ففي األنظمة غري الناضجة تكون القوة
مركزة جبهة واحدة ،هذا الرتكيز غالبا ما يسمح ابستغالل الفرد العامل ابلتال إبقاء أنظمة العمل بدائية،
وميكن أن نعترب االستقرار السياسي مؤشرا ملدى النضج السياسي ،فعندما يكون النظام غري انضج
وتكون هناك جهة واحدة متلك كل عناصر القوة ستسعى األطراف األخرى ملقاومتها وانتزاع هذه القوة،
أما إذا تعددت القوى السياسية كأحزاب ونقاابت ومجعيات مهنية وصحافة وغريها ،وكان لكل منها
دوره وقوته ،فهذا التوزيع املتوازن للقوى السياسية يساعد يف توفري وسائل محاية العاملني وإرغام أرابب
العمل على محاية حقوقهم.
• الوعي السياسي وآليات الضغط اخلارجي :يف األنظمة السياسية الناضجة تتعدد اجلهات اخلارجية
اليت متارس الضغط والرقابة وهذه اجلهات تشمل األجهزة القانونية والرقابية الرمسية ،واملنظمات املهنية،
التنظيمات احلزبية والسياسية ووسائل اإلعالم العامة ،ففي اجملتمعات ذات األنظمة الناضجة تلعب
النقاابت واجلمعيات العلمية واملهنية وغرف التجارة وغريها دورا رقابيا وضاغطا مهما فهي تتدخل
لصاحل امل وارد البشرية اليت تعاين من البطالة وسوء املعاملة ،كما تنشط ملنع أي تغريات يف األنظمة
__________________________________________________________________________
.1سعاد انئف الربنوطي ،مرجع سبق ذكره ،ص ،111-110 .بتصرف.
57
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
والقوانني اليت قد تنعكس سلبا على مصاحلهم مثل إجراء تسريح العمال ،كذلك فإن األحزاب السياسية
تلعب دور التطوير والضغط ،فعندما حتدد أهدافها وبرامج عملها تسعى جلعلها جذابة لشرائح واسعة،
ويشكل القوى العاملة وكذا البطالون شرحية مهمة تتنافس األحزاب السياسية على كسب ودها من
خالل التعهد خبدمة مصاحلها ،وهكذا يصبح التنافس السياسي وسيلة إلنضاج الوعي والضغط إلنضاج
املمارسات ،كما تلعب وسائل اإلعالم العامة دورا رقابيا وضاغطا حقيقيا على املؤسسات املختلفة من
خالل إجراء التحقيقات حول آليات التوظيف يف خمتلف املؤسسات والقطاعات ،فهي تتحول من جمرد
وسائل لإلخبار السياسية والعامة إىل أدوات لتأشري أوجه اخللل والضغط لتصحيحها كما تصبح منربا
للمفكرين واملثقفني الذين يعرفون القارل مبا ميكن أن يتوفر له ابلتال زايدة وعيه.
.4العامل االجتماعي:
يتأثر ختطيط القوى العاملة ابلعادات والتقاليد والقيم االجتماعية السائدة ابجملتمع ،فيجب معرفة النظرة إىل
العمل يف اجملتمع خاصة ابلنسبة لبعض املهن ،فقد نرى إقباال على أعمال ومهن معينة وتقدير اجملتمع للعاملني يف
هذه املهنة ،بينما نرى نفور من بعض املهن األخرى وعدم الرغبة فيها كما أن عمل املرأة يف اجملتمع خاصة
اجملتمعات العربية له نظرة معينة وخاصة لبعض األعمال واملهن ،هذا بدوره سيؤثر على املعروض من العمالة وعلى
توزيع القوى العاملة وهو ابلتال سيؤثر على عملية التخطيط االسرتاتيجي للقوى العاملة بصفة عامة ،1ومع حتديث
االقتصاد وظهور مشاريع صناعية كربى تكثر فرص العمل فيفضل األفراد العمل يف هذه املؤسسات ويرتكون
األعمال اخلاصة الصغرية واألسرية ،بل تسود قيم تفضيل العمل يف مؤسسات كبرية فيصبح طموح املورد البشري
هو احلصول على وظيفة يف هذه املؤسسات ،كذلك فإن شخصية الفرد ودرجة وعيه االجتماعي له دور يف عملية
التخطيط للموارد البشرية خاصة مع التقدم االجتماعي وازدايد ثقة الفرد بنفسه وشعوره أبن عليه املطالبة حبقوقه
عوضا عن االستعانة ابلوسيط إضافة إىل ذلك فإن االعتماد على الذات يف حتديد املستقبل الوظيفي يساعد على
اختيار مهنة تعطيه مكانة اجتماعية نظرا ألن املؤسسة تعتمد على مزااي ونظام ترقيات أفضل وأكثر إنصافا ،ختتلف
عن الوضعية يف مؤسسة أخرى قد ال توفر ذلك. 2
__________________________________________________________________________
.1انس عبد الباسط عباس ،مرجع سبق ذكره،ص. 36
.2سعاد انئف الربنوطي ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .104-98
58
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
.5العامل التكنولوجي:
تعمل املؤسسات حاليا يف بيئة تتصف بدرجة عالية من التغري التكنولوجي ،فتواجه ضغوطا أكرب يف
التعامل مع الفرص والقيود أو التهديدات اليت كانت تواجهها املؤسسات ابملقارنة حبالة املؤسسات العاملة يف بيئة
ذات خص ائص فنية وتكنولوجية تقليدية وبسيطة ومستقرة نسبيا ،وعلية يتعني على املؤسسة أن تكون على وعي
ابخلصائص البيئية لعملية التخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية من انحية وابخلصائص الفنية والتكنولوجية من
انحية أخرى ،ومتابعة ما حيدث هبما من تغريات وما ينتج عنهما من تدعيم للفرص أو القيود أو التهديدات أمام
املؤسسة حىت تضع البدائل واخليارات اإلسرتاتيجية املناسبة للتكيف مع هذه التغريات ومن ث حتديد السياسات
واألساليب التنظيمية واإلدارية املالئمة للتعامل معها ،1فإذا كان توجه املؤسسة إىل استخدام اآللية الكاملة يف تنفيذ
أعماهلا وإمتام اإلجراءات فيها ،أي أن اآللة ستحل حمل اإلنسان يف تنفيذ العمل ،فعلى خمطط املوارد البشرية يف
هذه احلالة توقع حدوث فائض يف اليد العاملة بسبب عدم حاجة املؤسسة إليها ،وظهور حاجة جديدة للعمالة
املاهرة ذات التأهيل العال القادر على التعامل مع هذه التقنية اآللية ،أما إذا كان توجه املؤسسة إىل إبقاء املستوى
التقين اآلل املستخدم فيها على حاله ،إذ جيب التوقع أبن هيكلة املوارد البشرية يف املؤسسة ستبقى على حاهلا.2
.6عامل املنافسة:
تلعب املنافسة يف السوق بشقيها احمللية والعاملية أتثريا قواي يف حتديد حجم أعمال املؤسسات عموما،
فعندما تتوقع املؤسسة منافسة قوية يف املستقبل معىن ذلك وجود احتمالية اخنفاض يف حجم مبيعاهتا ،الذي تقابله
عادة بتقليص حجم أعماهلا ،لكيال حيدث لديها فائض يف اإلنتاج ورقم خمزون سلعي عال ليس إبمكاهنا تسويقه،
أما إذا كانت املنافسة ضعيفة فالتوقع عندئذ سيكون زايدة يف رقم املبيعات بسبب زايدة الطلب على املنتجات ،مما
الزايدة3. يدفع املؤسسات إىل توسيع حجم إنتاجها وأعماهلا املستقبلية من اجل تلبية هذه
__________________________________________________________________________
.1مصطفى حممود أبوبكر" ،املرجع يف التفكي االسرتاتيجي واإلدارة االسرتاتيجية" ،اإلسكندرية :الدار اجلامعية ،2004 ،ص.211
.2عمر وصفي عقيلي ،مرجع سبق ذكره ،ص .240
.3نفس املرجع السابق،ص 240
59
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
حتديد األهداف من خالل التحليل البيئي ،حيث أن األهداف اإلسرتاتيجية تتطلب حتليل البيئة اخلارجية من
حيث الفرص والتهديدات ،وكذلك البيئة الداخلية من حيث نقاط القوة والضعف فيها ،ويف جمال خطة املوارد
البشرية ال بد من تتبع خطوات حمددة لتحليل وفحص املهارات واملعارف املتوفرة داخل املؤسسة وأصناف
الوظائف وخصائصها لتحديد نقاط القوة والضعف يف هذه املوارد لتقدير نسبة الطلب على أساس حتليل العرض
من املوارد البشرية مستقبال ،1فتخطيط املوارد البشرية عملية منظمة ومستمرة متر مبراحل متعددة ومتسلسلة
ومتكاملة مع بعضها ،لتشكل يف األخري إسرتاتيجية توضح حاجة املؤسسة من املوارد البشرية عن الفرتة الزمنية اليت
خيطط هلا ،2وفيما يلي أهم اخلطوات املتبعة يف التخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية:
__________________________________________________________________________
1. Yues Emery, F. Gonim," Dynamiser les ressources humaines", presses polytechniques, France,1999, p 87.
.2فائزة بوراس ،مرجع سبق ذكره ،ص32 .
.3املرجع السابق ،ص33 .
. 4مصطفى حممود أبو بكر " ،إدارة املوارد البشرية -مدخل امليزة التنافسية" ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية ،2004 ،ص.21
. 5راوية حممد حسن" ،مدخل اسرتاتيجي لتخطيط وتنمية املوارد البشرية" ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية ،2002 ،ص.171
60
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
البشرية القائم ابلفحص البيئي هي ردود أفعال املنافسني جتاه اتفاقيات حترير التجارة وأتثريها على مدى توفري
العمالة.
وميكن لوظيفة إدارة املوارد البشرية أن تقوم إبسهامات إضافية لإلسرتاتيجية من خالل االستخبارات
التنافسية ( )Intelligence Competitiveاليت تزيد من قيمة وظيفة إدارة املوارد البشرية كمصدر هام للمعلومات،
فمديري املوارد البشرية يتلقون سري ذاتية للعاملني يف املؤسسات املنافسة داخل نفس الصناعة فإهنم يستطيعون
التعرف على األفراد الذين يسعون للحراك ،وكذا نوعية املهارات اليت حياول املنافسون استقطاهبا ،ابإلضافة إىل
اجتاه املنافسني ،إن كل هذه املعلومات وغريها اخلاصة ابملوقف الفعلي للموارد البشرية تعطي صورة واضحة
وحقيقية حول ما تواجهه املؤسسة من عوامل وقوى مؤثرة يف خطة املوارد البشرية.
61
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
• حصر الوظائف غي اإلدارية :يقصد هبا الوظائف غري الرئيسية اليت يتم بواسطتها تنفيذ األعمال
واإلجراءات أي العمل التشغيلي ،حيث يتجمع معظمها يف قاعدة اهلرم التنظيمي ،ويتحدد عدد األفراد
الالزم وفق كمية العمل املطلوب اجنازه يف هذه الوظائف.
ب .تقدير حاجة الوظائف من املوارد البشرية كما ونوعا :تتم هذه العملية بتقدير الوظائف اإلدارية من املدراء
والرؤساء ابإلضافة إىل تقدير حاجة الوظائف غري اإلدارية من املوارد البشرية واليت تتم ابتباع اخلطوات التالية:1
• تقدير حجم أو عبء العمل املطلوب اجنازه :يتم التقدير ابلنسبة لكل وظيفة على حدى ،حيث يتم
تقدير وحدات العمل ث حتديد املعيار الزمين الالزم إلجناز وحدة عمل واحدة.
• تقدير قوة العمل :وذلك لكل وظيفة على حده من خالل حتديد عدد األفراد الذين يعملون حاليا يف
الوظيفة ،وحتديد زمن العمل الفعلي املتاح لألفراد الذين يعملون يف الوظيفة عن طريق زمن العمل الرمسي
مطروح منه الوقت الضائع ،ويقصد ابلوقت الضائع االسرتاحات الغياب والتأخري عن العمل ،اإلجازات
املرضية املتوقعة ...اخل.
• املطابقة :عندما نقارن الزمن املطلوب إلجناز كمية العمل املقدر للوظيفة يف خطوة األوىل مع الزمن املتاح
فيها وفق اخلطوة الثانية حنصل على النتائج الثالثة التالية:
-يوجد نقص يف املوارد البشرية وذلك يف حالة كون الزمن املطلوب أكرب من الزمن املتاح.
-يوجد فائض يف املوارد البشرية وذلك يف حالة كون الزمن املطلوب أقل من الزمن املتاح.
-يوجد توازن وذلك يف حالة كون الزمن املطلوب يعادل الزمن املتاح.
__________________________________________________________________________
.1نفس املرجع ،ص .246
62
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
يف األشخاص الذين يتول ون تلك املهام ،األمر الذي يساعد على إعطاء فكرة مفصلة عن قوة العمل احلالية من
حيث النوع والعدد والتخصصات املختلفة ومدى استغالل هذه القدرات املتاحة لتغطية عملها الكلي ،ومن
اجلدير ابلذكر أن هناك مشكالت أساسية تؤثر على العرض الداخلي للموارد البشرية ،فيتم احتساب وتقدير هذه
احلاالت وفقا إلدارة وجتربتها السابقة مع أخذها بعني االعتبار أية تغيريات بيئية مؤثرة ،ومن هذه املشكالت
مثال:1
• الغياب :يؤدي الغياب إىل ارتباك وأتخري جداول العمل ،األمر الذي يؤدي إىل تنقالت فورية غري
مدروسة بني العاملني ،والعمل يف غري أوقات العمل ملواجهة نقص العمالة ،أضف إىل ذلك ما يرتتب على
الغياب من نقص اإلنتاج ومن ث التأخري يف تسليم الطلبيات يف املواعيد احملددة ،األمر الذي يضر بسمعة
ومركز املؤسسة يف السوق.
• دوران العمل :يعد مؤشرا هاما يشري إىل حركة قوة العمل دخوال إىل املؤسسة وخروجا منها ،نظرا للعديد
من األسباب مثل عدم الرضا عن سياسة األجور واحلوافز أو عدم وجود برانمج لألمن الصناعي أو غري
ذلك من األسباب اليت تؤدي إىل عدم رضا الفرد عن عمله ابلتال االستقالة وترك العمل.
إن حتليل هذه املشاكل اليت تؤثر على العرض الداخلي للموارد البشرية يساعد اإلدارة يف مراجعة ظروف
العمل املادية واملعنوية وظروف اإلشراف وسياسات املوارد البشرية املختلفة املطبقة سواء من انحية سياسات
التدريب ،األجور ،احلوافز والرتقية...اخل ،والعمل على تاليف أوجه النقص يف هذه النواحي مبا يكفل القضاء على
أسباب استياء العاملني ورفع روحهم املعنوية ،وحتقيق نوع من االستقرار الوظيفي ،2ومثلما تسعى املؤسسة إىل
تقدير العرض الداخلي البد من تقدير العرض اخلارجي من املوارد البشرية وهذا يتطلب دراسة وحتليل املتغريات
البيئية اخلارجية كالظروف االقتصادية ،ظروف سوق العمالة ،املؤسسات املنافسة ،وكاالت االستخدام والتشغيل
والظروف االجتماعية مثل هجرة السكان إضافة إىل الظروف الثقافية ودرجة توفر املهارات املتمثلة يف خرجيي
التخصصات املتنوعة واملطلوبة من حقل العمل.3
__________________________________________________________________________
.1مصطفى حممود أبوبكر ،مرجع سبق ذكره ،ص .277
.2مصطفى حممود أبوبكر ،مرجع سبق ذكره ،ص .281
.3سهيلة حممد عباس ،علي حسني علي" ،إدارة املوارد البشرية" ،األردن :دار وائل للنشر والطباعة،1999،ص .63
63
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
__________________________________________________________________________
.1عبد الغفار حنفي ،مرجع سبق ذكره ،ص .80
.2عمر وصفي عقيلي ،مرجع سبق ذكره ،ص .258
.3نفس املرجع ،ص .257
64
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
ب .سياسات سد العجز من املوارد البشرية :تتمثل أهم السياسات اليت تعتمد عليها إدارة املوارد البشرية لسد
العجز يف املوارد البشرية فيما يلي :1
• إجراء التعيينات اجلديدة :يتطلب هذا احلل قيام إدارة املوارد البشرية ابلبحث عن حاجتها من املوارد
البشرية من املصادر اخلارجية أي يف سوق العمل ،ووضع برامج استقطابية لرتغيب املوارد املتاحة يف هذه
املصادر للتقدم وطلب العمل يف املؤسسة ،وبعد االستقطاب يتم وضع برامج النتقاء املستقطبني وتعيينهم
بشكل دائم لديها.
• استخدام عاملني مبوجب عقود مؤقتة :حيث يعني مبوجبه موارد بشرية للعمل لفرتة زمنية حمددة وأبجر
أو راتب معني ،تتميز هذه السياسة إبمكانية االستغناء عن هذه املوارد وقت ما تشاء املؤسسة دون
الدخول يف نزاعات العمل مع النقابة أو وزارة العمل واهليئات القضائية كما أن رواتبها وأجورها أقل من
املوارد البشري ة الدائمة ،أما مشكلة هذه السياسة فهو أن املوارد البشرية املؤقتة تكون إنتاجيتها أقل،
بسبب ضعف الدافعية لديها لعلمها املسبق أبن فرتة عملها يف املؤسسة ستكون قصرية فال داعي لبذل
الكثري من اجلهد.2
• العمل اإلضايف :تعمل املؤسسة على إطالة زمن العمل الرمسي لعدد حمدد من الساعات ملواجهة ضغط
عمل مومسي أو دائم كبديل لتوظيف موارد بشرية دائمة أو مؤقتة ،وتتميز هذه السياسة يف أهنا قليلة
التكلفة مقارنة بسياسة توظيف موارد بشرية جديدة أو مؤقتة.3
ج .سياسات احلفاظ على استقرار املوارد البشرية :اضافة حلاليت العجز والفائض هناك حالة االستقرار اليت يظهر
فيها ختطيط املوارد البشرية االسرتاتيجي توازان بني حجم العمل املتوقع مع إمكاانت مواردها البشرية أو قوة العمل
لديها مستقبال ففي هذه احلالة ال تواجه املؤسسة أية مشاكل ،لكن ينصح أن تستخدم االسرتاتيجيات التالية
للمحافظة على هذا التوازن فيما خيص قوة العمل:
• تفعيل وتنويع احلوافز للمحافظة على املوارد البشرية احلالية وعدم تسرهبا ملؤسسة أخرى؛
• تدريب وتعليم وتنمية املوارد البشرية احلالية للمحافظة على مستوى إنتاجيتها وحتسينها ابستمرار؛
• توفري فرص ترقية للجميع قدر اإلمكان؛
__________________________________________________________________________
1. Jean Marie Peretti, "Gestion des ressources humaines", Paris : librairies Vuibert, 1998, p237.
.2عمر وصفي عقيلي ،مرجع سبق ذكره ،ص .252
.3نفس املرجع ،ص .254
65
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
بعد إعداد خطة املوارد البشرية وتنفيذها البد من تقييم النتائج ،وبشكل واضح إذ ميكن التعرف عما إذا
كانت املؤسسة جنحت ابلفعل يف مواجهة احتماالت الفائض أو العجز ،وأي من األجزاء أو مراحل التخطيط
سامهت بشكل ملموس يف حتقيق النجاح أو الفشل ،وعليه فإننا قد نقارن تنبؤات الطلب والعرض ابلنتائج الفعلية
للتعرف على مدى سالمة ودقة األساليب اليت مت استخدامها هلذا الغرض.
املطلب الرابع :التكامل والرتابط بني ختطيط املوارد البشرية والتخطيط االسرتاتيجي يف املؤسسة
تنطوي اإلدارة اإلسرتاتيجية على عملية التخطيط طويلة األجل واليت هتدف إىل حتديد األهداف التنظيمية
وتقرير الربامج الشاملة للتصرفات واألفعال الالزمة لتحقيق هذه األهداف كما تنطوي اإلدارة اإلسرتاتيجية على
التعرف على الفرص والتهديدات املوجودة ابلبيئة اخلارجية وإعداد التصرفات ملواجهتها مسبقا ،وقد زاد يف اآلونة
األخرية إدراك املؤسسات ألمهية وفعالية ختطيط املوارد البشرية كأهم عامل مؤثر على جناح األعمال سواء على
املستوى الفردي أو مستوى املؤسسة أو على املستوى االقتصادي ككل ،وقد سامهت العديد من العوامل يف زايدة
شعور املدراء ابألمهية املتزايدة للتخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية واليت سبق ذكرها آنفا
66
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
يتضح من الشكل السابق ان التخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية يسمح للمؤسسة ابحلصول على
احتياجاهتا من املوارد البشرية ابحلجم والنوعية املطلوبة يف الوقت املناسب هبدف حتقيق أهدافها اإلسرتاتيجية،
واندماج املوارد البشرية ضمن إسرتاتيجية املؤسسة مير تلقائيا عرب ختطيط املوارد البشرية من خالل املقارنة الدقيقة
لالحتياجات املستقبلية (كما ون وعا) من املتاح من املوارد البشرية ،ذلك أن املقارنة بني االحتياجات املستقبلية
واملوارد البشرية املتاحة متكن من حتديد اإلسرتاتيجية املالئمة للموارد البشرية حبيث أتخذ احلاالت التالية:1
• احلالة املثلى :حيث يتوازن العرض من املوارد البشرية مع االحتياجات املستقبلية وهي حالة اندرة ،وميكن
هنا ملؤسسة اعتماد إسرتاتيجية االحتفاظ ابملوارد البشرية والكفاءات البشرية من خالل تبين سياسات
حتفيز فعالة.
__________________________________________________________________________
1. Armand. Dayan, " Manuel De Gestion ", ELLIPSES/ AUF, Paris ,1998, P 337.
67
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
• حالة العجز يف املوارد البشرية :حيث أن حجم االحتياجات يفوق العرض من املوارد ،األمر الذي
يتطلب تبين إسرتاتيجية تسمح ابحلصول على املوارد البشرية ابلكم والنوعية املطلوبة ويف الوقت املناسب.
• حالة الفائض :حيث يفوق املتاح من املوارد البشرية االحتياجات املستقبلية ،وابلتال تعتمد املؤسسة
إسرتاتيجية ختفيض العمالة مامل يكن هناك نقص يف تلك املوارد ويف سوق العمل ،وهنا تفضل املؤسسة
االحتفاظ بتلك العمالة ألن تكلفة بقائها ستكون أقل من تكلفة البحث عنها يف سوق عمل يتميز
ابلندرة.
__________________________________________________________________________
.1سامي عمري ،مرجع سبق ذكره ،ص .106
.2سامي عمري ،مرجع سبق ذكره ،ص .106
68
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
الشكل رقم ( :)5_1مستوايت الرتابط بني التخطيط االسرتاتيجي وإدارة املوارد البشرية
االرتباط الكامل االرتباط ذو االجتاهني االرتباط ذو االجتاه الواحد االرتباط اإلداري
من الشكل السابق يتضح لنا انه وبغض النظر عن شكل االرتباط والعالقة بني املوارد البشرية وعملية
التخطيط االسرتاتيجي فان مديري املوارد البشرية البد أن يتنبؤوا بنوعية األفراد الذين حتتاج إليهم املؤسسة لدعم
اإلسرتاتيجية ،الن ختطيط املوارد البشرية عمل متواصل ومستمر طاملا أن املؤسسة قائمة وتعمل يف ظل متغريات
بيئية متنوعة تؤثر يف حجم أعماهلا فتجعله غري مستقر ،مما جيعل حاجة املؤسسة للموارد البشرية متغرية بني احلني
واآلخر ،ويتضح من ذلك أن ختطيط املوارد البشرية عمل اسرتاتيجي ال غىن عنه طاملا هناك يف املؤسسات حاالت
تعيني وترك للعمل بسبب هذه احلاالت ،وابلتال ال يكون إبمكان أي منها جعل هذا املعدل منعدما ألن
ا ملتغريات البيئية الداخلية واخلارجية احمليطة ال متكنها من السيطرة عليها وخاصة ابلنسبة للخارجية ،ومبا أن ختطيط
املوارد البشرية هو املسؤول عن تقدير وحتديد حاجة أعمال املؤسسات من املوارد البشرية ،إذا فهو عمل اسرتاتيجي
مستمر يالزم تنفيذ اسرتاتيجيات املؤسسات طامل ا أهنا قائمة وتعمل يف ظل ظروف بيئية دائمة التغيري ،ويلعب دور
حلقة الوصل بني إسرتاتيجية املؤسسة وإسرتاتيجية إدارة هذه املوارد ،ذلك ألنه يف ضوء معطيات ومتطلبات
إسرتاتيجية املؤسسة وما تريد اجنازه من أعمال يف املدى املستقبلي الطويل يقوم ختطيط املوارد البشرية ابلتنبؤ ومن
ث تقدير وحتديد احتياجات إسرتاتيجية املؤسسة من املوارد البشرية اليت على أساسها تباشر إدارة هذه املوارد بوضع
إسرتاتيجية عملها بشكل خيدم ويسهم يف تنفيذ إسرتاتيجية املؤسسة ،ففي ضوء احتياجات املؤسسة من الكفاءات
البشرية من حيث أعدادها ونوعياهتا وختصصاهتا تقوم إدارة املوارد البشرية برسم سياسات وبرامج نشاطاهتا
وممارساهتا يف جماالت االستقطاب ،االختيار ،التعيني ،التدريب والتنمية ،الصحة والسالمة املهنية يف مكان
69
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
العمل ...اخل ،وحتديد نطاق ممارسة هذه السياسات والربامج داخل املؤسسة ،وهذا يقودان للقول أبن نتائج ختطيط
املوارد البشرية هي اليت ترسم اإلطار العام إلسرتاتيجية إدارة هذه املوارد الذي ستعمل ضمنه بشكل يتكامل ويتوافق
مع متطلبات تنفيذ إسرتاتيجية املؤسسة من املهارات والكفاءات البشرية الصاحلة واملؤهلة للعمل ،مبستوى عال من
اإلنتاجية والفاعلية ،1حىت يتحقق التكامل الفعال بني ختطيط املوارد البشرية والتخطيط االسرتاتيجي للمؤسسة،
فإن ذلك يتطلب توافر عدة متطلبات يتمثل أمهها فيما يلي:2
• جيب على خمططي املوارد البشرية معرفة إسرتاتيجية العمل وضمان توافق خطة املوارد البشرية مع
إسرتاتيجية العمل؛
• جيب الربط بني دور ختطيط العمل ،وختطيط املوارد البشرية ،مما يشجع املدراء التنفيذيني على التفكري
يف املوارد البشرية ،عند تفكريهم يف خطة العمل؛
• جيب أن يكون ختطيط املوارد البشرية هدفا للمؤسسة ،فنظام ختطيط املوارد البشرية يعطي فرصة
لإلدارة العليا إلدراك حقيقة هامة ،أال وهي أن النمو املستمر للمؤسسة قد يواجه قيود متمثلة يف
النقص والعجز يف املوارد البشرية ،وان هذه املشكلة حتتاج إىل الرتكيز عليها ،واالهتمام هبا يف
املستوايت العليا من املؤسسة؛
• ضمان قدرة برامج املوارد البشرية التقليدية على إشباع حاجات اإلدارة العليا واإلدارات الفرعية
األخرى؛
• حتديد قضااي وأمور املوارد البشرية اليت تؤثر يف أهداف العمل وإعالم املدراء هبا؛
• حتويل أهداف العمل إىل أهداف للموارد البشرية اليت متثل األساس يف خطة إسرتاتيجية للموارد
البشرية؛
• مراجعة عملية التخطيط االسرتاتيجي لتحديد الفرص اجلديدة لتقنني إدارة املوارد البشرية فيها.
__________________________________________________________________________
.1سامي عمري ،مرجع سبق ذكره ،ص .107
.2راوية حسن "،إدارة املوارد البشرية :رؤية مستقبلية" ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية ،2004 ،ص .82
70
إدارة املوارد البشرية من التخطيط إىل التخطيط اإلسرتاتيجي الفصل األول:
خالصة الفصل:
قمنا يف هذا الفصل بعرض خمتلف املراحل اليت مرت على إدارة املوارد البشرية بداية من أهم النظرايت اليت
سامهت يف تطور مفهوم إدارة املوارد البشرية واليت ساعدت بشكل كبري يف تشكيل خمتلف املناقشات واملمارسات
املهنية يف عملية تطور وظيفة إدارة املوارد البشرية من تسيري شؤون العاملني (بداية القرن )19إىل غاية اإلدارة
اإلسرتاتيجية للموارد البشرية يف بداية القرن العشرين ،حيث جند عشرة نظرايت سامهت يف هذا التطور أمهها
النظرية السلوكية اليت نصت على أن على إدارة املوارد البشرية أن تركز على حتسني و تطوير نظام املعلومات خاصة
تلك املتعلقة أبداء موظفيها ،نظرية التغيري التنظيمي اليت اقرتحت أن على إدارة املوارد البشرية أن تتأكد من تطابق
األهداف املوضوعة مع التغريات و األداء املتوقع ،كما جند نظرية تكاليف املعامالت اليت تعترب وجهة نظر اقتصادية
حلوكمة املؤسسات يف املعامالت التجارية ،حيث ركزت هذه األخرية على تكلفة املؤسسة ،الرقابة ،التقييم ،و
تطبيق املبادالت ،ابإلضافة إىل إجياد سبل للحد من املخاطر املرتتبة على عملية اختاذ القرار .وأهم نظرية سامهت
يف تطور مفهوم إدارة املوارد البشرية جند نظرية التعلم التنظيمي اليت ربطت جناح املؤسسة بقدرهتا على التعلم وهذا
من خالل املعارف املكتسبة لدى املوارد البشرية ابإلضافة إىل أن هذه النظرية تركز ضرورة تسهيل عملية التعلم
املستمر لكافة املوارد البشرية يف املؤسسة.
كما تبني من خالل هذا الفصل أن كال من عملية ختطيط املوارد البشرية والتخطيط اإلسرتاتيجي للموارد
البشرية مها مرحلتني مهمتني تدخالن ضمن عملية التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة ،حيث تعترب كال
الوظيفتني ركيزتني أساسيتني ضمن وظائف إدارة املوارد البشرية خاصة فيما خيص املراحل اليت تسبق عملية التسيري
التنبؤي للموارد البشرية وهذا ما سنراه يف الفصل املوال.
71
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
متهيد:
يعترب التسيري التنبؤي للموارد البشرية عملية منظمة هدفها حتديد تعداد املوارد البشرية ومزجيها وكذا
جمموع املهارات املطلوبة إلجناز األهداف والغاايت اإلسرتاتيجية للمؤسسة .ويف هذا السياق يعرف حتليل
املوارد البشرية على أنه نشاط فرعي من التسيري التنبؤي للموارد البشرية ،واليت تغطي الطلب والعرض وحتليل
الفجوة للموارد البشرية .حيث سنتطرق يف هذا الفصل ملفهوم وظيفة التسيري التنبؤي للموارد البشرية وأمهيتها
وما يعيق استخدامها كما سنركز على أهم التقنيات واألدوات اليت ميكن استخدامها للتنبؤ ابلطلب والعرض
من اجل القيام بعملية التسيري التنبؤي للموارد البشرية انطالقا من احملاور الرئيسية اليت ترتكز عليها هذه
العملية وما ترتبط به هذه العملية مع ابقي وظائف إدارة املوارد البشرية وأنشطة املؤسسة ككل .ث يف أخر
الفصل سنتطرق إىل قياس الفجوة ما بني العرض والطلب وهذا لغرض حتليلها وتصحيح الفروقات ابختاذ
إجراءات لتقليص الفجوة ما بني العرض والطلب سواء يف حالة الفائض أو العجز ،ومن هذا املنطلق قسمنا
هذا الفصل إىل ثالثة مباحث أساسية هي كالتال:
املبحث األول :ماهية التسيري التنبؤي للموارد البشرية
املبحث الثاين :واقع التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة
املبحث الثالث :خطوات ،أدوات وتقنيات التسيري التنبؤي للموارد البشرية
73
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
_________________________________________________________________________
_
. 1جنم عبود جنم "،مدخل إىل إدارة املبيعات" ،دار املناهج للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2007 ،ص .203
2 . Ann Cotton," Seven steps of effective workforce planning", Human Capital
Management Series, IBM Center for the Business of Government, 2007. p13.
74
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
من خالل أخذ هذه العوامل يف احلسبان ،وجب على املؤسسات تطوير عملية ختطيط املوارد البشرية اليت
تضمن هلا وتبقي لديها األشخاص املناسبني ذوي املهارات املناسبة يف الوظيفة املناسبة يف الوقت املناسب يف
أداء مهامهم بكفاءة وفعالية ،وإلعطاء تعريف شامل لعملية التسيري التنبؤي للموارد البشرية ،وجب علينا
الوقوف على اهم التعريفات وفق خمتلف وجهات نظر األكادمييني واالقتصاديني.
فنجد يف الدراسات األمريكية "كيل "Keelالذي تطرق ملوضوع التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف
النموذج املوضح يف الشكل التال من خالل عملية ختطيط املوارد البشرية عرب أربع مراحل كما يلي:1
الشكل رقم ( :)1-2املراحل األربعة األساسية لعملية ختطيط للموارد البشرية
Source: John Keel, " Workforce planning guide ", State Auditor’s Office, Edition SAO
Report No 06-704, 2006, p02
يوضح هذا النموذج ان ختطيط املوارد البشرية مير ابخلطوات التالية:
أ .حتديد االجتاه االسرتاتيجي للمؤسسة :وهذا يعين حتديد املتطلبات الوظيفية املستقبلية للموارد البشرية من
خالل عملية التخطيط االسرتاتيجي وميزانية املؤسسة اليت ستغطي هذه االحتياجات.
ب .إجراء حتليل للموارد البشرية :وتعترب هذه اخلطوة من أهم اخلطوات احليوية يف عملية التسيري التنبؤي
الفعال للموارد البشرية .وهو يتألف أساسا من املهام األربع التالية:
▪ حتليل الطلب :التنبؤ حبجم واملزيج املكون للموارد البشرية ،والكفاءات املهنية ومستوايت
الكفاءة الالزمة لتلبية متطلبات املهام املستقبلية.
_________________________________________________________________________
_
1 John Keel, " Workforce planning guide ", State Auditor’s Office, Edition SAO Report No 06-704, 2006,
p02.
75
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
▪ حتليل العرض :حتديد مستوى الكفاءات احلالية للموارد البشرية املتاحة والتغريات املتوقع أن
تطرأ عليها يف املستقبل بناءً على التوجهات واملعطيات احلالية املتاحة إلدارة املوارد البشرية.
▪ حتليل الفجوة :أي املقارنة بني توقعات العرض والطلب لتحديد النقص والفائض املستقبلي يف
املوارد البشرية من حيث الكفاءات املطلوبة.
▪ وضع اإلسرتاتيجية :اختيار جمموعة مالئمة من اسرتاتيجيات التوظيف ،التطوير ،احلفاظ على
مناصب العمل ،الفصل والتسريح ،الرتقية ،التقاعد ووضع جداول زمنية لتحليل الفجوات اليت
تشكل ضغوطات كبرية للمؤسسة حبيث يضمن هلا قوة عاملة ذات كفاءة لتلبية احتياجاهتا
املستقبلية.
ج .تنفيذ خطة املوارد البشرية :نشر اخلطة املوضوعة للموارد البشرية وتنفيذ االسرتاتيجيات ،اليت مت حتديدها
يف املرحلة ( )2للحد من الفجوات والفوائض والتخلص منها.
د .املراقبة ،التقييم والتغذية العكسية :بعد تنفيذ اخلطة ،وتقييم ما جيب عمله وما ال جيب ،وإجراء
تعديالت على اخلطة وفقا لذلك .وأخريا ،معاجلة القضااي التنظيمية اجلديدة اليت تؤثر على املوارد
البشرية.
من هنا ميكن االستنتاج ،أن ختطيط املوارد البشرية ينظر إليه من خالل اجلانب التنبؤي للموارد البشرية،
كما أن ختطيط عملية املوارد البشرية هو عملية تنبؤية أي بينهما ترابط وتكامل فيمكن اعتبار التنبؤ على أنه
مرحلة أو خطوة أساسية الستكمال عملية ختطيط املوارد البشرية يف املؤسسة.
يف اجلانب االجنليزي وقفنا عند منوذج كولينغ Collingsواخرون الذي عربوا عن التسيري التنبؤي
للموارد البشرية على انه جمموعة من الفلسفات واألدوات والتقنيات اليت ينبغي على أي مؤسسة أن تتبعها
ملراقبة وإدارة حركة مواردها البشرية ،1سواء من حيث الكم أو النوع ،أما التعريف التقليدي للتسيري التنبؤي
_________________________________________________________________________
_
”1. David. G. Collings and Geoffrey Wood, “Human Resource Management, a Critical Approach,
Routledge, London, 2009, P 52.
76
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
املوارد البشرية فقد ركز على تعداد املوارد البشرية ،مستوايت وأنواع املهارات يف املؤسسة ،وهذا ما جنده يف
النموذج املوضح يف الشكل التال:1
الشكل رقم ( :)2-2النموذج التقليدي للتسيي التنبؤي للموارد البشرية
احمليط
األهداف التنظيمية واالسرتاتيجية حتليل العرض الداخلي من املوارد تقييم العرض من املوارد البشرية
للمؤسسة البشرية اخلارجية
Source: Derek Torrington, Laura Hall and Stephen. Taylor, "Human Resource
Management", 6th Edition, Financial Times Prentice Hall, Harlow, 2005, p124.
ما يالحظ على هذا النموذج انه مت الرتكيز فيه على التوازن الكمي فقط ما بني العرض والطلب انطالقا
من احمليط الداخلي واخلارجي للمؤسسة من أجل احلصول على التعداد املطلوب من املوارد البشرية يف
الوقت واملكان املناسب ،أما خبصوص الطلب فهو يتأثر ابالسرتاتيجيات واألهداف املوضوعة من قبل
املؤسسة ،يف حني أن العرض احلال للموارد فهو يتغري حسب (اإلحالة على التقاعد ،الرتقيات ،اتركي
العمل...اخل) ،ابإلضافة إىل ما يوفره سوق العمل من املهارات ،ث يتم التوفيق بني العرض والطلب من
خالل النظر يف جمموعة من اخليارات واخلطط لتحقيق التوازن سواء من أجل سد الفجوة أو التخلص من
الفائض ،كل هذا يكون عن طريق حتديد أساليب التوظيف (االستقطاب-االختيار-التعيني) وكذا االنتقال
والرتقية.
_________________________________________________________________________
_
1 . Derek Torrington, Laura Hall and Stephen. Taylor, “Human Resource Management,” 6th Edition,
Financial Times Prentice Hall, Harlow, 2005, p 124.
77
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
أما يف اجلانب الفرنسي ،فقد عرف ابتريك جيلرب Gilbert. Pالتسيري التنبؤي للموارد البشرية على
انه« :إسرتاتيجية لنمذجة املوارد البشرية ،وتتمثل يف تصور وتطبيق ومراقبة السياسات والتطبيقات اهلادفة إىل
تقليص بصفة مستبقة الفروقات بني االحتياجات وموارد املؤسسة على املستوى الكمي (العدد) أو على
املستوى النوعي (الكفاءات)» ،1أما سيتو J.P Citeauفريى أن التسيري التنبؤي للموارد البشرية على أنه:
"عملية تسعى املؤسسة من خالهلا اىل حتقيق التوازن والتوافق املستمر ما بني مؤهالت مواردها البشرية
والوظائف اليت يشغلوهنا وهذا مبسايرة التطورات احلاصلة عليهما من وقت ألخر" ،2يف حني جند النموذج
الفرنسي لصاحبه Mallet3الذي اظهر فيه العمليات األساسية للقيام بعملية التنبؤ ابملوارد البشرية من خالل
اربعة مراحل زمنية:
_________________________________________________________________________
_
1. GILBERT.P, " la gestion prévisionnelle des ressources humaines : histoire et perspectives"revue
française de gestion, ,1999, p 64.
2. Jean Pierre Citeau, "Gestion des Ressources Humaines : principes généraux et cas pratiques ", 2ème
édition,1997, p53.
3 . L. Mallet, "Gestion prévisionnelle de l’emploi et des ressources humaines ,Éditions Liaisons, Paris,
1991, p69.
78
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
loi Borloo سامهت هذه الدراسات الفرنسية بشكل كبري يف صدور قانو بورلو للتمساك االجتماعي
( pour la cohésion socialنسبة ملقرتحه :جون لويس بورلو) بتاريخ 18جانفي 2005ضمن قانون العمل
الفرنسي ،1والذي تضمن ضرورة تطبيق التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسات الفرنسية اليت يزيد عدد
عماهلا عن 300عامل ،ومن بني األسباب اليت ساعدت يف تطبيق هذا القانون هو النظام املال املتبع يف
احلكومة الفرنسية والذي يرتكز على التخطيط املسبق وابلتال ميكن التنبؤ به.
بينما يف األحباث اجلزائرية جند النموذج املوال يفصل أكثر ما جاءت به النماذج السابقة (هيكل منوذجي
لتخطيط القوى العاملة على مستوى املؤسسة) ،2الذي يوضح أبعاد مشكلة التسيري التنبؤي للموارد البشرية من
جانب أوسع وهو ختطيط املوارد البشرية ولكن هذا ليس من حيث العدد فقط بل حىت من جانب مستوى
اخلربات واملهارات البشرية املطلوبة لسد االحتياجات من املوارد البشرية وضمان مستقبل أفضل للمؤسسة كما
يوضحه الشكل رقم (.)4-2
_________________________________________________________________________
_
1. D. Cecile, A. DIETRICH," Management Par Compétences : Le Cas Manpower ", Pearson Education,
France, 2005, p46.
. 2عشوي نصر الدين" ،األساليب العلمية لتخطيط القوى العاملة على مستوى املؤسسة" ،جملة اقتصادايت مشال إفريقيا العدد الرابع
( ،2006،)04ص.161
79
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
الشكل رقم ( :)4-2هيكل منوذجي لتخطيط القوى العاملة على مستوى املؤسسة
املصدر :عشوي نصر الدين" ،األساليب العلمية لتخطيط القوى العاملة على مستوى املؤسسة" ،جملة
اقتصادايت مشال إفريقيا العدد الرابع ( ،2006 ،)04ص .161
من خالل النماذج السابقة نالحظ أن القيام بعملية التسيري التنبؤي للموارد البشرية ينطلق أساسا من
إعداد هيكل لتخطيط املوارد البشرية ،بصيغة أخرى إن ختطيط املوارد البشرية هو أحد مقومات التسيري التنبؤي
للموارد البشرية ،الذي يساعد بدوره إىل الوصول إىل بناء منوذج للتنبؤ ابملوارد سواء من انحية الطلب أو
العرض ،وعليه ميكن القول أنه ال يوجد تعريف خاص بعملية التسيري التنبؤي للموارد البشرية ،حيث ان تعريفه
80
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
خيتلف حسب اختالف البيئة املطبقة فيه ،وحسب نوع املؤسسة ،وما تتتبعه سواء هيكلها التنظيمي،
إسرتاتيجيتها ،طبيعة التسيري فيها فنجد من تسري ابلكفاءات مثال تلجأ إىل استخدام التسيري التنبؤي للوظائف
والكفاءات G..P.E.Cللتنبؤ ابلوظائف املستقبلية للمؤسسة ضمن إعداد املشاريع وما يتوافق معها من
احتياجاهتا من املوارد البشرية ذات الكفاءة الالزمة لشغل هذه املناصب ،كما جند عدة مصطلحات مستعملة
تصب يف سياق موضوع دراستنا ،لكن ابختالف بني مفهومها ،ويرجع سبب هذا االختالف إىل مضمون كل
واحدة منهم ،أو فرتة ظهورها ،حيث جند:1
-التسيري التنبؤي للموارد البشرية .GPRH
التسيري التنبؤي لألفراد. GPP -
التسيري التنبؤي للمناصب والكفاءات .GPEC -
ختطيط املوارد البشرية .PRH -
التسيري التنبؤي واالستباقي لالستخدام .GPAE -
-التسيري االستباقي للمناصب والكفاءات.GAEC
ما يالحظ على االختالف يف تعاريف التسيري التنبؤي للموارد البشرية ملختلف الباحثني الذين سبق
التطرق هلم ،حيث أن كل واحد تناول املوضوع من نظرته اخلاصة لتتناسب مع دراسته ،وهو ما يعطي
ملوضوعنا صبغة علمية من خالل خمتلف جوانب موضوع التسيري التنبؤي للموارد البشرية .وانطالقا من هنا
سنستخدم مصطلح التسيري التنبؤي للموارد البشرية G.P.R.Hكمصطلح خاص مبوضوعنا ،وانطالقا من
التعاريف السابقة ميكن استخالص تعريف جيمع بني ما سبق ذكره كما يلي ":التسيري التنبؤي للموارد البشرية
هو تطبيق متطور لالستجابة ملتطلبات إدارة املوارد البشرية ،وميكن حصر احتياجات إدارة املوارد البشرية يف:
قياس أداء مواردها البشرية ،دراسة مناذج التعاون لدى املوارد البشرية ،حتليل االضطراابت ،املخاطر ودوران
العمل ،ابإلضافة إىل االحتياجات الروتينية األخرى .اي إن الدافع وراء تطبيق التسيري التنبؤي للموارد البشرية
هو الوصول لألداء األمثل واحلصول على أفضل العوائد من خالل اختاذ قرارات سليمة مبنية على أساس مجع
البياانت واملعلومات من خمتلف خصائص املوارد البشرية والنماذج التنبؤية ".
_________________________________________________________________________
_
. 1عبدا هللا لفايدة "،التسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املنشأة اجلزائرية" ،رسالة لنيل شهادة املاجستري يف العلوم االقتصادية ،ختصص تسيري
املوارد البشرية ،جامعة منتوري ،قسنطينة ،2007 ،ص .51
81
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
82
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
من خالل اجلدول أعاله ميكننا أن نلخص أمهية التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف عدة نقاط خاصة
يف ظل حاجة املؤسسة الدائمة للمورد البشري من أجل أتمني مستقبلها ،وعدم دقة املعلومات خبصوص
احتياجاهتا من املوارد البشرية (كما ونوعا) والفرتة الزمنية اليت هي حباجة هلم ،من خالل ربط املؤسسة بسوق
العمل من أجل تلبية احتياجاهتا من املوارد البشرية خاصة املوارد ذات كفاءة عالية (خرجيي اجلامعات
للتخصصات النادرة) ،بصفة شاملة يف تتمثل أمهية التسيري التنبؤي للموارد البشرية فيما يلي:
• االستثمار يف عامل الزمن ابعتباره كلفة للمؤسسة من انحية سرعة معاجلة املعلومات اخلاصة ابملوارد
البشرية الختاذ القرارات.
• يساعد التسيري التنبؤي للموارد البشرية على التعرف على مناطق العجز والفائض على مستوى اهليكل
التنظيمي للمؤسسة وابلتال مينع من حدوث تغيريات فجائية خلططها املستقبلية.
• يساهم التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف وضع سياسات وبرامج مستقبلية متعلقة ابلتوظيف
(االختيار والتعيني).
ابإلضافة إىل ما سبق ذكره من أمهية التسيري التنبؤي للموارد البشرية ،قد تزداد هذه االمهية خاصة يف
ظل بيئة اقتصادية تتميز ابملنافسة وحميط مؤسسايت يتسم ابضطراابته وتغرياته ،والذي ينعكس بصورة مباشرة
على املؤسسة من خالل سياساهتا ،حيث جيب عليها يف مثل هذه ظروف إجراء تغيريات على سياستها
ابملوازاة مع سياسية إدارة املوارد البشرية .يف وقت يعترب موضوع دراستنا يف االقتصاد املعاصر ويف املؤسسات
اليت تريد النهوض ابقتصادها حتمية وأسلوب علمي يسمح للمؤسسة بتحقيق توازن يف مواردها البشرية والتنبؤ
هبا يف أحسن الظروف.
.3أهداف التسيي التنبؤي للموارد البشرية :تكمن أهم أهداف عملية التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف:
• حتديد املؤسسة الحتياجاهتا من املوارد البشرية (كما-نوعا) خالل فرتة زمنية معينة.
• التعرف على اجلهود املبذولة من قبل متخذي القرارات يف املؤسسة خاصة تلك املتعلقة إبدارة املوارد
البشرية.
• التنبؤ املسبق ابلصعوابت اليت قد تواجه املؤسسة مستقبال واالستعداد ملواجهتها.
• حتديد تكلفة املوارد البشرية ابعتبارها رأس مال بشري ،وتكاليف التوظيف ،التكوين ،التدريب ،على
أساس امليزانية املخصصة لكل ذلك.
83
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
• يسمح التسيري التنبؤي للموارد البشرية للمؤسسة من تطبيق اإلسرتاتيجيات واألهداف املوضوعة (اليت
تعتمد على املورد البشري) وحتاول من خالهلا االبتعاد عن مناطق اخلطر.
من خالل ما سبق ذكره من أهداف ميكن أن نصف عملية التسيري التنبؤي للموارد البشرية على أهنا
وسيلة التامني من عدة خماطر ممكن أن تتعرض هلا املؤسسة يف أي وقت ،كما أهنا تضمن االستخدام األمثل
للموارد البشرية.
1990 1970
• التسيي التنبؤي
• التسيي التنبؤي للوظائف • التسيي التنبؤي • التسيي التنبؤي
للوضائف و للمسار الوظيفي لألفراد
الكفاءات
1980 1960
ما يالحظ من الشكل السابق أن التسيري التنبؤي للموارد البشرية ( ،)GPRHالتسيري التنبؤي لألفراد
( ،)GPPالتسيري التنبؤي للوظائف والكفاءات ( ،)GPECالتسيري التنبؤي للوظائف (،)GPE
_________________________________________________________________________
_
1. GILBERT.P, « La Gestion Prévisionnelle des Ressources Humaines : histoire et perspectives », Revue
française de gestion, Lavoisier, 1999, pp 66-75.
84
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
التسيري التنبؤي للمسار الوظيفي ،كلها مصطلحات ختص نفس املوضوع لكنها ختتلف حسب فرتة
ظهورها وحسب ما جاءت لتعاجله يف كل فرتة وما جاءت به من اهتمامات جديدة هلذه الوظيفة ،حيث
وضح الشكل السابق أهم املراحل اليت مرت هبا عملية التسيري التنبؤي للموارد البشرية ،وفيما يلي ملخص
ألهم ما جاءت به كل مرحلة:
يف هذه الفرتة الزمنية وبفضل التقدم الذي كان حاصل يف جمال حبوث العمليات والتطور امللحوظ يف
التكنولوجيا مت تقدي مدخل للتنبؤ يف إدارة األفراد ،ومن ضمن أول البحوث اليت أقيمت كان على مستوى
اجليش األمريكي ،الصناعات الكبرية ،ابإلضافة إىل مؤسسات طريان فرنسية ،حيث أعلن أنداك كل من )
بروكالمون ،Proclamentلوغارف ،Le Garffبوس ،J.-P. Bossفور ) R. Faureأن" عهد اإلدارة العلمية
بدأ "من خالل إصدار كتاب خصص لبحوث العمليات يف إشارة إىل افضل أساليب حبوث العمليات وبشكل
أكثر دقة تلك اليت أتيت من احملاكاة ،فرتاكم اإلحصائيات يؤدي إىل نتيجة نوعية ،وال جيب االهتمام ابألرقام
الدقيقة ،ولكن يتم االعتماد على مدلوهلا النسيب لتوجيه االختيار؛ وابلتال احلاسبات تصبح وسائل للتسيري
التنبؤي ومستقبل مشرق ينتظر أساليب اإلدارة العلمي ،1بعد سنوات قليلة صدر كتاب مت ختصيصه ألفكار
وخربات التسيري التنبؤي؛ فالعالقة مع البحوث العملية هي عالقة مباشرة ألن املقارابت العقالنية يف إدارة
شؤون املوظفني هي مثرة فريق عمل يف قسم حبوث العمليات ( l'A.F.C.E.Tاجلمعية الفرنسية للتنمية
االقتصادية والتحكم اآلل تقنية) اليت أنشئت يف أواخر عام 1969وكانت هذه اجملموعة متكونة من
املسئولني ،املوظفني وابحثي العمليات ،علماء الكمبيوتر ،وعلماء النفس املؤسسات واإلدارات.
بعد فرتة وجيزة يف سنوات السبعينيات توجهت االهتمامات بشأن ضرورة تطوير إدارة تكون بوجه
إنساين ،والتوقع يكون بذلك مركزا على إدارة احلياة املهنية ،2وأول كتاب ابللغة الفرنسية مت ختصيصه للتسيري
_________________________________________________________________________
_
. 1بلقمري انهد ،مرجع سبق ذكره ،ص.147
. 2نفس املرجع ،ص .149
85
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
التنبؤي للموارد البشرية ،نشر يف عام 1972حتت عنوان " :التسيري التنبؤي لألفراد" ،1هو عمل للطبيب
النفساين P. Jardillierومستشار ملركز الدراسات واملساعدة يف تنظيم الفرد يف املنظمات).
لتبقى مشكلة العقالنية موجودة دائما السيما من خالل مفهوم اإلدارة املتكاملة واملقصود منها تصور
اإلدارة على أهنا النظام الذي تتفاعل فيه خمتلف املكوانت ،لكن التسيري التنبؤي املتكامل يرافقه البحث عن
فإن اهلدف الرئيسي من عملية التنبؤ ابألفراد هو توقع التقنيات P. Jardillier "إدارة بوجه إنساين" ،وحسب
والتحوالت الفردية اليت تتوافق مع االحتياجات املستقبلية للمؤسسة وتطلعات األفراد.
.3املرحلة الثالثة التسيي التنبؤي للوظائف (:)1980
بدأ إحياء التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف أواخر سنوات السبعينيات ،ردا على االختالل يف حالة
العمالة ،وارتفاع البطالة مع العجز القطاعي أو حملية اليد العاملة ،فلم يعد هناك تعظيم إلدارة املوارد البشرية يف
فرتة النمو ،ولكن ملنع األزمات بعد التخفيضات اهلائلة للوظائف ،وخاصة يف الصناعات الثقيلة )تعدين
الفحم ،الصلب).
وكانت املؤسسات الصناعية الكربى أول من أدخل حيز التنفيذ العمل ابلتسيري التنبؤي للوظائف،
مثل )كومجا ،فارماتوم ،رونو ،رون بولينك )...،وقد اكتسبت بعض اإلجنازات التغطية اإلعالمية ،وانعكس
تطور مشروع التسيري التنبؤي للوظيفة يف خمتلف الدوائر) كمعهد املؤسسة ،ومعهد األعمال واملوظفني (يف عام
،1981إبنشاء رابطة التنمية والتوظيف اليت هتدف إىل تطوير مناهج جديدة يف العمل.2
كما أن التسيري التنبؤي للتوظيف بين على انتقاد املفاهيم السابقة للتسيري التنبؤي للموارد البشرية
1988أن التسيري التنبؤي للقوى العاملة غري كاف ، G. Le Boterf ،وقد أعلن فاملسارات اإلسقاطية
والتوقعية اليت عملت بشكل جيد يف فرتة النمو مضمونة ومنتظمة ،وجيب اآلن أن تستكمل بواسطة التفكري
إىل األمام ،كما أن التخطيط" الصارم "يذهب إىل البحث يف تفاصيل كل قرار ،ويصبح يف كثري من األحيان
غري منتج وهذا جلموده ،وجيب عليها أن جتعل حيزا ملساعي اإلدارة اإلسرتاتيجية ،ويقرتح خمطط مدير الوظائف
واملوارد البشرية كأداة لإلدارة اإلسرتاتيجية ،وفقا هلذا يتم تكييفها مع سياق غري مؤكد وغري مستقر.
_________________________________________________________________________
_
1 . P. JARDILLIER, « LA GESTION PREVISIONNELLE DU PERSONNEL », Inist-CNRS, France,
1972.
. 2بلقمري انهد ،مرجع سبق ذكره ،ص ص .151-150
86
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
وقد أصبح يف بداية سنوات ،1990التسيري التنبؤي للوظائف موضوع بعض االنتقادات ،فهو يقاوم
ضعفا يف سياق اقتصادي بطيء ،وهو ما لوحظ مع انقالب وتراجع يف األوضاع وكان العمل املتبقي حول "
متغري التكيف" ،فدراسات" التوقعات "اليت تليها يف غالب األحيان املزيد من القرارات اليت ال يتم إعدادها،
وابلتال األسس التقنية للنموذج املرجعي تكون يف حالة شك.
.4املرحلة الرابعة التسيي التنبؤي للوظائف والكفاءات (:)1990
ظهر مفهوم الكفاءة يف التسيري التنبؤي للوظائف والكفاءات يف ،1986كجسر يربط بني الدراسات
التنبؤية وإعداد أعمال التسيري الفرد ،1ويقرتح CEREQالفكرة القائلة بنمط وظيفة ديناميكية الستباق
إنتاج كفاءات ،وأيخذ التمييز التقليدي بني املعارف ،واملعارف العملية ،واملعارف السلوكية اليت تكتشفها
وابلتال تكون مؤكدة.
والتسيري التنبؤي للموارد البشرية هو االبتعاد عن الطموح الكمي واجلماعي ،وذلك ابلعودة إىل النهج
النوعي والفردي ،يف عالقته مع حركة التفرد يف إدارة املوارد البشرية ،وحيتل مفهوم الكفاءة مكاان كبريا على حنو
متزايد ،وقد أخذ املنعطف احلقيقي يف بداية سنوات .1990
فاملؤسسات يبدو أهنا أصبحت أكثر حرصا على مضمون الوظائف يف مسألة حجمها ،كما الحظ
سانت جنيز وبرانرد تطور مسارات التسيري التنبؤي التدرجيية واملصاحبة يف ذلك لفكرة الكفاءة ،غري أن هذا
التطور ال ميكن أن يفسر من زاوية إحراز التقدم فقط ،فتسيري الوظائف ليس أكثر تنبؤا إال على املدى القصري،
ومديري املوارد البشرية اختذوا بصعوبة السيطرة على مراقبة تطورات الوظائف؛ ابلتال غريوا امليدان ،...ويف
أواخر سنوات 1990أصبحت أزمة التسيري التنبؤي واضحة ،وقد دعا الباحثون يف إدارة املوارد البشرية
إلنشاء متثيل جديد.
وما مييز اخلطاب اإلداري يف هذه الفرتة هو تسيري الشك حول تطور مضمون األنشطة وابلتال
الوظائف ،فاملؤسسات تسعى لتعزيز التكيف مع بيئة ينظر إليها على أهنا مضطربة بشكل مستدي ،ويف تطوير
قابلية االستخدام ألجرائهم على الصعيدين:
-الداخلي :بواسطة تطوير متعدد القوى ،منو احلراك الوظيفي والوقاية من االستبعاد.
_________________________________________________________________________
_
. 1بلقمري انهد ،مرجع سبق ذكره ،ص .153-152
87
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
-اخلارجي :يرافق املوظف يف اكتساب مهارات معرتف هبا ،زايدة قيمته يف سوق العمل.
ويف عالقته مع نظرية املوارد اليت جتدد التحليل االسرتاتيجي يف دعمه للكفاءات التنظيمية الداخلية ،وبعض
املؤسسات حتاول حتديد املوظفني احلاملني ملهارات إسرتاتيجية بغرض حتسني عملها لكن املفصل بني املهارات
واإلسرتاتيجية يبقى ابلرغم من ذلك استثنائي .كل هذه املراحل خلصها ابتريك جيلرب من خالل اجلدول اآليت:
88
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
يظهر اجلدول أعاله أنه رغم اختالف كل مرحلة عن سابقتها سواء من حيث املضمون او الشكل ،اال انه
وحسب جيلرب ،1فهي تشرتك بطريقة أو أخرى فيما بينها من خالل ثوابت وعوامل هيكلة مشرتكة وبطرق
تطبيق متقاربة خلصها يف احملاور التالية:
-وضعية التشغيل.
-النماذج اإلسرتاتيجية.
-األهداف الرئيسية.
-النظرية الضمنية (املدرسة التابعة هلا).
-الوسائل املستخدمة.
املطلب الثالث :حمددات التسيي التنبؤي للموارد البشرية
تتكون عملية التسيري التنبؤي من جمموعة من املفاهيم املنهجية والنظرية ،ابإلضافة إىل وسائل التحليل
واالتصال والطرق املوضوعة هلذا الغرض ،وهو أيضا عبارة عن سريورة تنبؤية وإسرتاتيجية ،كما يتطلب من
املؤسسة أن تكون قادرة على التنبؤ ابألحداث ووضعيات العمل ،وابلتال فإن الرهان احلقيقي هو القدرة على
استشراف املستقبل ،وهذا األخري ليس معطى ولكنه يتوقف على اخليارات اإلسرتاتيجية ،وهو مقاربة مجاعية
مشرتكة هدفها تطوير الكفاءات يف املؤسسة ،ويرتبط التسيري التنبؤي أبمرين مهمني ومها :مفهوم الزمن ومفهوم
اخلطر:2
.1مفهوم الزمن :يتمحور التسيري التنبؤي للموارد البشرية حول اختاذ قرارات فيما يتعلق ابلتوظيف ،التكوين
والرتقيات وتطوير الكفاءات ابلنسبة الحتياجات املمتدة عرب الزمن ،والذي يتعلق ابالحتياجات اآلنية أو
الفورية العاجلة ،وهذا يعين أن االحتياج إىل املوارد البشرية يقدر ابحنراف زمين ويتوقف على اآلجال الالزمة
القتناء املؤهالت الضرورية لتلبية تلك االحتياجات سواء ابلتوظيف الداخلي أو اخلارجي ،فالتنبؤ ابالحتياجات
عرب الزمن يتطلب األخذ بعني االعتبار جمموعة من العوامل اليت ال ميكن التنبؤ هبا بنفس القدر من السرعة
والدقة ،وابلتال فإذا كان من املمكن أن نتنبأ مبناصب الشغل بدقة حسب هرم األعمار ومعدل دوران العاملني
ملعرفة املناصب الشاغرة منها سواء كانت إرادية أم إحالة على التقاعد أو ترقية ،فيجب أيضا أن أنخذ بعني
_________________________________________________________________________
_
1 . P. GILBERT, « la gestion prévisionnelle des ressources humaines : « un panorama, à la fois
analytique et concret, deux connaissances du domaine. Collection repères, Paris,2011, p58.
. 2بلقمري انهد ،مرجع سبق ذكره ،ص .154
89
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
االعتبار التغريات التقديرية اليت ميكن أن متس خصائص املناصب ،متطلبات العمل وكذا تنظيم املؤسسة،1
فيجدر بنا أن نتساءل هل املناصب اليت ستفرغ يف الزمن ) (t+1ستكون بنفس خصائص املناصب احلالية؟
وهل جيب على صاحب املنصب اجلديد أن يكون بنفس خصائص من سبقه؟ وهل ميكن أيضا أن نفكر يف
طبيعة األسئلة اليت جيب على مدير املوظفني أن جييب عليها بعد سنوات .10
.2مفهوم اخلطر :يهدف التسيري التنبؤي للموارد البشرية أيضا إىل احلد من اخلطر ،وهذا األخري ميكن تعريفه
على انه ":كل حدث ينشأ عنه اختالل يف قدرة املؤسسة على حتقيق رسالتها وبلوغ أهدافها" ،وتقييم اخلطر
حيدد مبميزاته الحتمال وقوعه وأثره يف حالة حتققه ابلنسبة لكل عامل ،وميكن أن نقيم املستوى وفقا ملقياس من
ثالث قيم (منخفضة ،متوسطة ،عالية) ،وكل ما تعلق بقدرة اهليكل على قياس احتمال وقوع اخلطر يكون
سهل ابلنسبة لبعض اجملاالت مثل اجملاالت التشغيلية على سبيل املثال نسبة اخلطأ على تنبؤات التدفقات(
وابلنسبة لبعض اجملاالت حيث اخلطر هو أكثر "نوعية" لتقييم احتمال وجود جانب من الذاتية.2
_________________________________________________________________________
_
. 1ماضي بلقاسم ،برجم حنان« :التسيي التقديري للموارد البشرية يف املؤسسات السياحية» ،امللتقى الوطين الثاين حول التسيري التقديري
للموارد البشرية وخمطط احلفاظ على مناصب العمل ابملؤسسات اجلزائرية ،جامعة حممد خيضر ،بسكرة 28/27 ،فيفري ،2013ص .6-5
2 . « La gestion prévisionnelle des ressources humaines dans les services de l’état », Guides pratiques,
édition, DGAFP, France 2015, p45.
. 3ع.ع العامري ،ع.ع.أ الصباغ« ،أثر رأا املال البشري يف التنبؤ ابلطلب ابستخدام أساليب التنبؤ النوعية -دارسة تطبيقية" ،جملة كلية
بغداد للعلوم االقتصادية اجلامعة ،جامعة بغداد ،العراق ،العدد ،2018 ،54:ص.53
90
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
• حماولة املتنبئني إىل استنتاج عالقة ومناذج جديدة من خالل فحصهم للبياانت املتاحة للمتغريات قد
يقلل من دقة التنبؤ؛
• أتثر املتنبئون بعمليات التنبؤ السابقة؛
• صعوبة اختيار أسلوب التنبؤ األكثر مالئمة للمؤسسة؛
• كيفية حتديد الصفات واملواصفات الواجب توفرها يف األفراد القائمني بعملية التنبؤ النوعية؛
• اللجوء إىل أساليب التنبؤ النوعية اليت تتسم بتكلفتها والوقت الذي تستغرقه حيث أهنا حتتاج إىل
الكثري من الوقت واملعطيات لتحليل البياانت واخلروج بقرارات سليمة.
إنه توجد عدة أسباب قد حتول دون تطبيق عملية JahanianوModersi يف حني يرى كل من
التسيري التنبؤي للموارد البشرية أو أن العملية جتري يف ظروف غري مالئمة مما يؤدي إىل نقص يف نسبة
جناحها ذكر متثل اهم هذه األسباب يف:1
• التشاؤم املسبق من عملية التنبؤ ابملوارد البشرية والتقليل من أمهيتها (عدم وجود رابط علمي بني
األمور النظرية يف إدارة املوارد البشرية وعملياهتا الفعلية "التطبيقية")؛
• عدم وجود ترابط بني خمتلف مراحل عملية التنبؤ ابملوارد البشرية فتكون كل مرحلة مستقلة عن
سابقتها؛
• كثرة الصراعات داخل إدارة املوارد البشرية بصفة خاصة ويف املؤسسة ككل بصفة عامة مما يؤثر
سلبيا على العملية؛
• الشروع بعملية التنبؤ للموارد البشرية املستقبلية انطالقا من السياسيات واملخططات العمل املاضية
دون االنتباه اىل حاجات املؤسسة ومشاريعها املستقبلية؛
• الرتكيز على اجلانب الكمي للموارد البشرية دون غريه من النوعي مما يؤدي إىل اختالل يف عملية
التنبؤ.
_________________________________________________________________________
_
1. R. Jahanina And M. Modaresi,” Human Resources Planning Management And Their Improving
Method”, Asian Journal Of Economics And Empirical Research, Vol1, N2, 2014, P30.
91
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
املطلب األول :التسيي التنبؤي للموارد البشرية كقيمة مضافة إلدارة املوارد البشرية
إن قدرة املؤسسة على التنبؤ ابحتياجاهتا من املوارد البشرية تساهم يف إعطاء املؤسسة وضعية مالية مرحية
ابإلضافة اىل ميزة تنافسية ،حيث يساهم التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف تكييف املوارد البشرية مع
االحتياجات املستقبلية للمؤسسة عن طريق إتباع ممارسات إدارة املوارد البشرية وفقا لطبيعة املهارات املطلوبة
للمؤسسة والتعداد املناسب لذلك.
وهبذا فان التسيري التنبؤي للموارد البشرية تشكل أحد أهم اخلطط الرئيسية إلدارة املوارد البشرية واليت
تضمن االنسجام ،من جهة ما بني إسرتاتيجية املؤسسة وإدارهتا للموارد البشرية ،ومن جهة أخرى بني
1
املمارسات اليت تشكل نظام املوارد البشرية للمؤسسة.
كما تكمن مكانة عملية التسيري التنبؤي للموارد البشرية ومدى جناحها ،من خالل تعيني الشخص
املناسب للقيام ابلتنبؤ ،حيث يف غالب األحيان تلجا إدارة املوارد البشرية للمؤسسات إىل عقد اتفاقيات
شراكة مع اختصاصيني يف جمال التنبؤ ابملوارد البشرية ،من اجل وضع خطط مستقبلية سواء تلك املتعلقة
ابلتوظيف ،االستقطاب ،التكوين ،التدريب ،التقاعد املسبق ،اخل .ويوضح الشكل اآليت خمتلف مهام القائم
على عملية التسيري التنبؤي للموارد البشرية ابالستعانة اىل نظام املعلومات اخلاص ابملوارد البشرية للمؤسسة
وأدوات مساعدة .وابلتال فإن اكتساب وظائف إدارة املوارد البشرية ملثل هذه القيمة املضافة يف عملية التنبؤ
_________________________________________________________________________
_
1. M. Ferrary, « Management des Ressources Humaines –Entre marché du travail et acteurs
stratégiques- », Dunod, Paris, 2014, p26.
92
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
يعطيها القدرة على التحكم يف مناطق الشك أكثر من أية جهة أخرى يف التنظيم ،ويف ذلك نوع من السلطة
احلقيقية اليت تنفرد هبا دون غريها مبا حيتم على اإلدارة العليا التعامل معها من منظور اسرتاتيجي.1
الشكل رقم :)6-2( :خمطط عمل املسؤول على عملية التسيي التنبؤي للموارد البشرية
األنشطة املستقبلية للمؤسسة
تطور هيكلي
تطور اقتصادي
قرارات اسرتاتيجية
التقييم الكمي والنوعي للموارد البشرية املتاحة لدى حتديد االحتياجات الكمية والنوعية من املوارد البشرية
املؤسسة
_________________________________________________________________________
_
. 1بلقمري انهد ،مرجع سبق ذكره ،ص .143
2 . M. Ferrary , IBID, p27.
93
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
العاملية للعمل ILO1سنة 1992والذي يوضحه الشكل رقم ( ،)7-2حيث يظهر خمتلف األنشطة اليت
تشكل جمال إدارة املوارد البشرية.
الشكل رقم ( :)7-2مكانة التسيي التنبؤي للموارد البشرية ضمن أنشطة إدارة املوارد البشرية
املعلومات
نظام معلومات املوارد البشرية
االتصال (الداخلي واخلارجي)
استخدام وسائل اإلعالم
استقبال وإدماج املوارد البشرية
التكوين ،والتدريب األساسي
واملستمر
تنظيم العمل
إحصائيات
التوظيف -االختيار -التعيني
دراسات تنبؤية
النقل – الرتقية – التقاعد –
لوحة قيادة املوارد البشرية
الرواتب – املعاشات-
األنشطة اليومية
التسيري التنبؤي
مراقبة التسيري
املكافآت – االنضباط – إدارة املوارد البشرية
املشاريع املستقبلية للمؤسسة
التحفيز – الضمان
املسارات املهنية
االجتماعي -التغطية
خمططات التوظيف
الصحية-
التقييم
التقييم
أخالقيات التفاوض والتشاور
الشركاء االجتماعيني
جمموعات العمل املختلطة
بيئة العمل وظروفها
الوقاية ،الصحة ،السالمة
املسؤوليات االجتماعية
بيئة العمل والعالقات االجتماعية
املصدر :من إعداد الباحث ابالعتماد على موقع * IIEP2
_________________________________________________________________________
_
1. The International Labour Organization,” Human Resources Management in the Public Service.
Pedagogical kit. Turin : International Training Centre of the International Labour Organization,
2009.
ILO: The International Labour Organization
2 . IIEP : Institut International De Planification De L’éducation
* للمزيد اطلع على املوقعhttp://www.iiep.unesco.org/fr :
https://www.ilo.org/global/lang--en/index.htm
94
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
املطلب الثاين :التسيي التنبؤي للموارد البشرية كأداة لتنفيذ إسرتاتيجية املؤسسة.
انطالقا من مفهوم املؤسسة كنظام ،حيث أهنا تتكون من جمموعة موارد (تكنولوجية ،مالية ،عالمات
جتارية ،براءات اخرتاع ،وموارد بشرية )...اليت بعض منها ممكن أن مينح املؤسسة ميزة تنافسية عن بقية
املؤسسات املنافسة ،من هذا املنطلق تعترب املوارد البشرية يف العديد من املؤسسات املعاصرة على أهنا موارد
إسرتاتيجية ،مبعىن أن تنفيذ اإلسرتاتيجية والتمييز ضد املنافسني يعتمد على امتالك املؤسسة جمموعة موارد
بشرية ذات كفاءات ال متتلكها غريها.
_________________________________________________________________________
_
1 . P. Drucker,"Long Range Planning", Management Science, 1959, p240
. 2جميد الكرخي" ،اإلحصاء والتنبؤ والتخطيط االسرتاتيجي" ،املؤمتر اإلحصائي العريب األول ،عمان ،األردن13،12 ،نوفمرب ،2007،
ص.64-62
95
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
الشكل رقم ( :)8-2خطوات عملية التخطيط االسرتاتيجي طويل األمد على مستوى املؤسسة
تقييم جوانب القوة والضعف يف
املؤسسة
اختيار البدائل
برامج عمل
تقدير امليزانيات
املراجعة والتصحيح
املصدر :عشوي نصر الدين " التخطيط طويل األمد للقوى العاملة على مستوى املؤسسة -كنظام ،"-دكتـوراه
دولـة فـي العلـوم االقتصــادية ،جــامعة اجلزائر ،2006 ،ص.78
96
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
التنبؤ
التحليل(الفحص) التنفيد
التقييم
املصدر:عشوي نصر الدين " التخطيط طويل األمد للقوى العاملة على مستوى املؤسسة -كنظام،"-
دكتـوراه دولـة فـي العلـوم االقتصــادية ،جــامعة اجلزائر،2006 ،ص .64
من خالل الشكلني السابقني جند ان عملية التنبؤ هي عملية مرتبطة بكل خطوات التخطيط
االسرتاتيجي للمؤسسة ،حيث أهنا تتماشى معها من خالل وضع مناذج تنبؤية خاصة ابملوارد البشرية طبقا
الحتياجات املؤسسة ومواردها احلالية مرورا بتحليل البيئة املتواجد فيها ،حيث قد يتولد عن العملية إعادة
تنظيم اهليكل التنظيمي للمؤسسة ووضع خطط جديدة لتنفيذ إسرتاتيجية املؤسسة.
97
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
ض ــرورة دم ــج املؤسسـ ــة إلدارة املـ ـوارد البشـ ـرية يف عمليـ ــة التخط ــيط االسـ ـرتاتيجي وهـ ــذا م ــن خ ــالل إدراج عمليـ ــة
التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف جمال واسع من عملية التخطيط االسرتاتيجي.1
كمــا وضــع كــل مــن Louarn ،Guérinو Wilsمنــوذج لعمليــة التخطــيط االس ـرتاتيجي للمؤسســة
ســنة 1988الــذي تتضــح فيــه أكثــر الــدور االس ـرتاتيجي للم ـوارد البش ـرية وهــذا مــن خــالل دمــج امل ـوارد البش ـرية
على املستوى االسرتاتيجي عن طريق تعديل إسرتاتيجية املوارد البشرية إىل إسرتاتيجية تطورية خارجية ،2اما علـى
املس ــتوى التش ــغيلي العملي ــايت للمؤسس ــة فيك ــون م ــن خ ــالل وض ــع وبرجم ــة وس ــائل ال ــيت م ــن بينه ــا عملي ــة التس ــيري
التنبـؤي للمـوارد البشـرية مــن اجــل حتديـد احتياجاهتــا وعرضــها مـن املـوارد البشـرية الالزمـة لتحقيــق االسـرتاتيجيات
الداخلية للمؤسسة.
الشكل رقم ( :)10-2إسرتاتيجية املوارد البشرية والتخطيط االسرتاتيجي للمؤسسة
إسرتاتيجية خارجية
اإلسرتاتيجية املالية إسرتاتيجية املوارد البشرية إسرتاتيجية اإلنتاج إسرتاتيجية التسويق إسرتاتيجية داخلية
_________________________________________________________________________
_
1 . C.D. Smith and G. Ferris, “Strategic HRM and Firms Effectiveness in Industries Experiencing
Decline”, Human Resource Management, 1986, p p 441-457.
2 . G. Guérin, J.Y Louarn, et T. Wils, “L’intégration des ressources humaines à la planification
d’entreprise : une justification et un cadre conceptuel”, Revue Gestion, HEC, Montréal, Vol.13, no4,
1988,p p.23-33.
98
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
من خالل الشكل السابق نالحظ انـه يوجـد تكامـل مـزدوج مـا بـني إسـرتاتيجية املـوارد البشـرية والتخطـيط
االس ـرتاتيجي للمؤسس ــة ،أال وه ــو البح ــث ع ــن متاس ــك خ ــارجي ب ــني إس ـرتاتيجية املؤسس ــة يف التط ــوير والتنمي ــة
وإسرتاتيجية املوارد البشرية ،واالنسجام الداخلي ألنشطة املوارد البشرية مع بعضها البعض.
كمــا ميكــن توضــيح الصــورة أكثــر مــن خــالل الشــكل االيت جلمــال الــدين حممــد املرســي ،الــذي أعطــى مــن
خــالل عالقتــه عــن كيفيــة مســامهة التســيري التنبــؤي للم ـوارد البش ـرية مــن حتقيــق إس ـرتاتيجية املؤسســة انطالقــا مــن
حتديد رسالة املؤسسة وأهدافها: 1
الشكل رقم ( :)11-2عالقة التسيي التنبؤي للموارد البشرية وإسرتاتيجية املؤسسة
الطلب على املوارد البشرية
حتديد حتديد
عجز=< استقطاب تقييم سياسة
الغاايت رسالة
حتليل الفجوة املوارد البشرية
واالهداف املؤسسة
فائض=< تقليص
العرض من املوارد البشرية
املصدر :مجال الدين حممد املرسي "،اإلدارة اإلسرتاتيجية للموارد البشرية -املدخل لتحقيق ميزة
تنافسية ملنظمة القرن احلادي والعشرين ،" -الدار اجلامعية ،مصر ،2003، ،ص.190
املطلب الثالث :وضعية التسيي التنبؤي للموارد البشرية يف اهليكل التنظيمي للمؤسسة.
ال ميكن أن نتحدث عن عملية التسيري التنبؤي للموارد البشرية على مستوى إدارة املوارد البشرية
بدون ما نتطرق إىل موقعها ووضعيتها يف اهليكل التنظيمي للمؤسسة ككل ،ألن أمهية هذه الوظيفة ومدى
اهتمام واقتناع اإلدارة العليا وكذلك املسؤول األول عنها واملسؤولية املوكلة إليها تتضح أكثر من خالل
موقعها االسرتاتيجي يف اهليكل التنظيمي للمؤسسة.
ومن بني أهم الدراسات اليت تناولت وضعية التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف اهليكل التنظيمي
للمؤسسة واليت أشار اليها الباحث عبد هللا الفايدة جند دراسة SmithوThoker
_________________________________________________________________________
_
. 1مجال الدين حممد املرسي "،اإلدارة اإلسرتاتيجية للموارد البشرية -املدخل لتحقيق ميزة تنافسية ملنظمة القرن احلادي والعشرين،" -
الدار اجلامعية ،مصر ،2003، ،ص190
99
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
.1دراسة :Smith
قام مسيث بتقييم التطور احلاصل يف هذه الوظيفة داخل املؤسسات من الناحية العلمية ،حيث الحظ أن هناك
اختالف يف موقع التسيري التنبؤي للموارد البشرية (ختطيط) من مؤسسة ألخرى كما يلي:1
-تعترب هذه الوظيفة يف الكثري من املؤسسات وظيفة فرعية ميارسها املدير ،الشيء الذي يرتتب عنه
انعدام التنسيق بني هذا النشاط يف عالقته مع اإلدارات األخرى املوجودة ضمن هيكل متوازن.
-اعتربت بعض املؤسسات هذه الوظيفة كأحد فروع التخطيط الشامل للتنظيم ،مما ترتب عن ذلك
ارتباط موقع التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف اخلريطة التنظيمية ارتباط مباشر ابإلدارة العليا وأصبح
هذا اجلهاز هو املصدر األعلى خلطط وبرامج املوارد البشرية.
-الحظ كذلك ظهور هذه الوظيفة يف بعض املؤسسات ضمن وظيفة التمويل ،وهذا راجع إىل أن
خطة املوارد البشرية سوف تنعكس مباشرة على عناصر التكاليف املختلفة ،ومن ث فإن الرتمجة املالية
للخطة جتعلها ترتبط بوظيفة التمويل.
-الحظ كذلك أن هذه الوظيفة تعترب يف القليل من املؤسسات وظيفة اثنوية ،وغري أساسية حيث
يرجع إليها عند الضرورة فقط.
من خالل ما تقدم ميكن القول إن االختالفات يف املوقع التنظيمي لوظيفة التسيري التنبؤي للموارد البشرية،
يعكس مدى اقتناع اإلدارة أبمهيتها وقدرهتا على فهم هذا النشاط اجلديد الذي تطور بدرجة كبرية يف السنوات
املاضية ،وساهم يف ذلك خرباء خمتصون.
.2دراسة :Thoker
تشري نتائج الدراسات اليت أجراها "Thokerضمن أحباث مجعية إدارة األفراد واليت اهتمت ابلسؤال
"ما هو موقع التسيري التنبؤي للموارد البشرية ضمن اهليكل التنظيمي؟" ،حيث وجه هذا السؤال إىل العديد من
املؤسسات الصناعية والتجارية وبعض اهليئات احلكومية.
_________________________________________________________________________
_
. 1رفعت عثمان" ،إدارة وختطيط القوى العاملة على مستوى املشروع" ،دار الفكر العريب ،1982 ،ص52
100
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
ومن خالل اإلجاابت املتحصل عليها ،الحظ ثوكر أن 84.3 %من املؤسسات اليت متارس نشاط
التسيري التنبؤي للموارد البشرية ،ختصص له موقعا يف إدارة املوارد البشرية لكي يقوم ابلتنسيق بني خمتلف
1
سياسات املوارد البشرية.
من خالل النتائج اليت توصل إليها كل من مسيث وثوكر ،فإّنه يفضل إدراج الصريورة الرئيسية للتسيري
التنبؤي للموارد البشرية ضمن إدارة املوارد البشرية ،ليتم التنسيق مع ابقي نشاطات هذه اإلدارة على الطريقة
املثلى ،دون أن هنمل إشراك األطراف األخرى املعنية ابلتسيري التنبؤي للموارد البشرية من مدراء اإلدارات
األخرى ،املدراء التنفيذيني واإلدارة العليا.
أما من وجهة نظران ومن خالل ما سبق ذكره ،فإن هذه الوظيفة أصبحت حتمية على كامل أنشطة املؤسسة
ابعتبار آن العنصر املشرتك فيما بينهم هو املورد البشري ،أي أن عملية التسيري التنبؤي متس كل األنشطة بدون
أي استثناء وتتماشى ضمنيا مع مجيع املصاحل واألقسام على مستوى املؤسسة ،وهذا ما يوضحه الشكل
املوال.
الشكل رقم ( :)12-2عالقة التسيي التنبؤي للموارد البشرية مع ابقي أنشطة املؤسسة
اسرتاتيجية املؤسسة
_________________________________________________________________________
_
. 1رفعت عثمان ،مرجع سبق ذكره ،ص.55
101
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
املطلب الرابع :نظام معلومات املوارد البشرية حمور رئيسي للتنبؤ للموارد البشرية.
من أجل القيام بعملية التسيري التنبؤي للموارد البشرية على أكمل وجه حتتاج إدارة املوارد البشرية إىل
توفر املعلومات الالزمة حول مواردها البشرية ،وهذه املعلومات ال ميكن ان تتوفر ابلصورة املطلوبة إال إذا كان
هناك نظام معلومايت خاص هو نظام معلومات املوارد البشرية System d’Information des " SIRH
."Ressources Humainesوكلما كان هذا النظام دقيق وفعال كلما ساهم يف حتسني فعالية التسيري
التنبؤي للموارد البشرية ،وابلتال زايدة فعالية إدارة املوارد البشرية ككل ابعتباره أداة مساعدة على اختاذ القرار
يف مواجهات التحدايت احمليطة ابملؤسسة.
ويعترب نظام املعلومات إدارة املوارد البشرية من أحدث األساليب اليت أنتجته عصر تكنولوجيا
املعلومات خاصة ملا يوفره للمؤسسة من معلومات جتعل إدارهتا ترفع التحدي أمام كل الصعوابت اليت بينها
وبني اختاذ القرارات السليمة ،خاصة تلك املتعلقة مبواردها البشرية.1
_________________________________________________________________________
_
. 1بالغماس بركة " ،نظام معلومات املوارد البشرية وعالقته بوظائف إدارة املوارد البشرية" ،جملة التنمية وإدارة املوارد البشرية ،العدد ،)1( 9
جامعة البليدة ،2016 ،2ص.52-51
. 2حممد فاحل صاحل "،إدارة املوارد البشرية -عرض وحتليل ،"-دار حامد ،الكويت ،2004 ،ص .208
3. ROBERT Reix et al, « Système d’information et management », 7ème édition, Vicibert, 2006, pp 1-3.
102
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
أو برانمج اإلدارة املتكامل " .)Progiciel de Gestion Intégrée( "PGIحيث تعترب هذه احدث الربامج
املستخدمة يف املؤسسات الفرنسية واليت وظيفتها جتميع خمتلف املعلومات املتواجد يف املؤسسة عري خمتلف
اقسامها ،يف مكان واحد ميَُكِن من استعادهتا بطريقة أسهل" ،1ما يالحظ على هذا التعريف أنه انقص نسبيا
Bernard نظرا لعدم توضيح مكانة املوارد البشرية ضمن نظام املعلومات ،واليت ميكن أن يكمله تعريف
» :MERCKنظام معلومات املوارد البشرية عبارة عن جمموعة من الربامج املرتابطة فيما بينها بشكل أو آبخر
واليت تضمن بطريقة متناسقة خمتلف األعمال اإلدارية وعمليات اإلدارة املتعلقة ابملوارد البشرية ،«2يظهر هذا
التعريف الرابط بني املوارد البشرية -املعلوماتية.
من خالل التعاريف السابقة ميكننا القول ان نظام معلومات املوارد البشرية على أنه جمموعة برامج
وتطبيقات معلوماتية إلمتام العمليات املختلفة اليت تشكل إدارة املوارد البشرية ،هذه األخرية تغطي جمال إدارة
املوارد البشرية أبكملها ،إذا اهلدف األساسي من وراء إنشاء نظام معلومات للموارد البشرية هو مساعدة إدارة
املوارد البشرية يف عملها اليومي .وحتويل املعطيات املستخلصة إىل صناع القرار الستخدامها.
_________________________________________________________________________
_
1. JUST Bernard, « Pas de DRH sans SIRH », Éditions Liaisons, Juillet 2012, p 5.
2 . BERNARD MERCK, « Equipes RH, acteur de la stratégie : L’e-RH : mode ou révolution ? »,
Éditions d’Organisation, France, 2003, pp 73-74.
103
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
املتعلقة ابملوارد البشرية داخل املؤسسة ،واليت تلجأ إليها املؤسسة للتعرف على حالة مواردها واستخدام تلك
املعطيات يف التعامل مع ما تتطلع إليه املؤسسة مستقبال ،ابإلضافة إىل مواكبة التغريات اليت حتدث يف البيئة
اخلارجية للمؤسسة من تطورات والعمل على حتليلها مبا يفيد خدمة املوارد البشرية من خالل التكامل بني
عناصر النظام ،فإذا كانت املؤسسة بصفة عامة وإدارة املوارد البشرية بصفة خاصة حتتوي على نظام معلومات
موارد بشرية فعال ،فهذا سيساهم يف سرعة عملية التنبؤ وكلما كانت املعلومات دقيقة كلما قلت نسبة اخلطأ
حبيث يظهر ذلك من خالل العوامل اآلتية :
-الزمن (يف الوقت املناسب) :حتديث املعلومات وتوفريها لصناع القرار يف الوقت املناسب.
-صحة ودقة املعلومات :نظام معلومات صحيح ودقيق.
-العالقة واحلاجة :جيب أن تكون معلومات نظام املوارد البشرية مرتبطة ابملؤسسة وما هي حباجة اليه.
-السرعة :جيب أن يكون النظام مكون بطريقة جتعل مجيع املعلومات سريعة وسهلة.
كما يساهم نظام معلومات إدارة املوارد البشرية يف مخس عمليات رئيسيات إلدارة املوارد البشرية:
إدارة شؤون املوظفني ،وإدارة الوقت واألنشطة ،الرواتب ،إدارة ومراقبة الشؤون االجتماعية ،ويف األخري إدارة
الوظائف واملسارات املهنية.
104
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
املصدر :طاهر حممود الكاللدة" ،االجتاهات احلديثة يف إدارة املوارد البشرية" ،دار البازوري العلمية
للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2011 ،ص.203
_________________________________________________________________________
_
. 1ثناء عبد الكري عبد الرحيم« ،نظام معلومات املوارد البشرية» ،شبكة جامعة اببل ،موقع الكلية ،نظام التعليم االلكرتوين،
http://business.uobabylon.edu.iq/lecture.aspx?fid=9&lcid=69751 ،24/12/2017
105
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
• التوظيف :تتضمن تطبيقات التوظيف جذب واستقطاب املوارد البشرية ،حيث يساعد نظام
املعلومات على جذب واستقطاب املوارد البشرية عن طريق حفظ املعلومات اخلاصة ابملرشحني
واختيار املرشح املناسب للوظيفة.
• التنبؤ وختطيط املوارد البشرية :ويساهم هذا النوع من التطبيقات يف حتديد االحتياجات املستقبلية
من املوارد البشرية (كما ونوعا) ،ويساهم يف صنع القرارات بفاعلية.
• إدارة األداء :ويتم فيها خزن املعلومات لتقوي أداء املوارد البشرية يف بياانت الكرتونية ووضع احللول
ملشاكل األداء ،وبعد تقييم األداء يساهم يف حتديد الفروقات بني األداء الفعلي واملعايري احملددة.
• التدريب والتطوير املهين :تستخدم تطبيقات التدريب يف خزن املعلومات اخلاصة إبدارة التدريب
واملتضمنة عدد املشاركني وخصائصهم وحمتوى التدريب والربانمج التدرييب والنشاطات التدريبية.
• التعويضات ،األجور :... ،ويتضمن حتديد األجور والرواتب وحتديد احلوافز والفوائد كما تساعد
اإلدارة يف حتديد الوظائف اليت تكون أجورها أعلى أو اقل من معدالت الدفع يف املنظمات املنافسة.
كل هذه الوظائف اليت يرتكز عليها نظام معلومات املوارد البشرية خلصها الباحثان رجم خالد ودادان
عبد الغاين من خالل حبثهما حول مدى مسامهة نظام املعلومات املوارد البشرية يف اختاذ القرارات املتعلقة إبدارة
املوارد البشرية من خالل تطبيقاته خاصة تلك املتعلقة ابلتخطيط:1
_________________________________________________________________________
_
. 1رجم خالد ،دادان عبد الغاين" ،تقييم أثر نظام معلومات املوارد البشرية على وظائف إدارة املوارد البشرية يف املديرية اجلهوية لإلنتاج
ملؤسسة سوانطراك -حاسي مسعود ،"-جملة العلوم اإلنسانية ،جامعة حممد خيضر بسكرة ،العدد ،40جوان ،2015ص.517
106
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
األمن و
تسيي املسار السالمة
إدارة
املهين
الوقت
Source : JUST Bernard, « Pas de DRH sans SIRH », Éditions Liaisons, Juillet 2012, p
15.
ما يالحظ على الشكل أعاله أن نظام معلومات املوارد البشرية يقدم تسهيالت للقائم بعملية التسيري
التنبؤي للموارد البشرية ،حيث يسمح مبا يلي:
• تسهيل عملية البحث عن الشخص املناسب الذي ينتمي للمؤسسة أو الذي يظهر على نظام
معلوماهتا ،وميتلك املواصفات املطلوبة ملهمة ما أو شغل منصب معني؛
• حتديد خصائص العرض من املوارد البشري؛
• حتديد مدى مالئمة كفاءة املورد البشري ومهاراته ملتطلبات الوظيفة اليت يشغلها حاليا (الشخص
املناسب يف املكان املناسب)؛
• إعداد املقابالت املختلفة وخطط التكوين والتدريب فيما يتعلق ابالختالفات املذكورة أعاله؛
• منح املورد البشرية حق حتديث بياانته سواء تلك املتعلقة بـ (السرية الذاتية ،طلب التدريب ،دورات
تكوينية ،اخل)؛
• كما يسمح ابلتحول من اإلدارة التقليدية للموارد البشرية إىل اإلدارة االلكرتونية للموارد البشرية e-
.HRM
107
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
مما قمنا بذكره سابقا ،أثبت نظام معلومات املوارد البشرية HRISأنه مفيد ليس للموارد البشرية
حبسب ،بل جلميع الفاعلني ابملؤسسة على مجيع املستوايت ،لتنفيذ هذه الوظيفة بطريقة مناسبة ،من الضروري
لألفراد تطبيق التدابري الالزمة لتطوير املهارات والكفاءات املناسبة .فيما يتعلق ابملوارد البشرية وتوظيفهم
واختيارهم ومنوهم وتطورهم وتدريبهم وتطويرهم ويف اختاذ أنواع خمتلفة من القرارات ال سيما تلك املتعلقة ابلتنبؤ
والتخطيط للموارد البشرية ،فمن الضروري استخدام نظام املوارد البشرية بشكل فعال.
108
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
إسرتاتيجية املؤسسة
دراسة وحتليل الوضع احلايل للموارد البشرية دراسة وحتليل الطلب الكمي والنوعي
املتاحة ( العرض) للموارد البشرية
109
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
اجلدول رقم ( :)3-2املتغيات البيئية املؤثرة على عملية التنبؤ ابملوارد البشرية
متغيات البيئة الداخلية متغيات البيئة اخلارجية
_________________________________________________________________________
_
1 . International Personnel Management Association, «Workforce Planning Resource Guide for Public
Sector Human Resource Professionals », U.S. Department of Homeland Security, Virginia, 2002, p21.
110
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
على حميط املؤسسة ،ابإلضافة مي ّكن هذا التحليل القائمني على عملية التسيري من فحص وحتليل نقاط القوة
والضعف والفرص والتهديدات الداخلية واخلارجية.
_________________________________________________________________________
_
1. John Keel, ibid, p 03
111
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
112
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
• متطلبات الوظيفة :الكفاءات املطلوبة لشغل منصب العمل واملتوافق مع العمليات األساسية
للمؤسسة.
ويف ضوء التوجه االسرتاتيجي ومن خالل التعاون مع خرباء املؤسسة ،يتم تقييم متطلبات املوارد
البشرية احلقيقية الالزمة إلجناز مهام املؤسسة املستقبلية ( 10إىل 15سنة) .واليت تعترب مبهمة نظرا لصعوبة
وصف املستقبل اجملهول ،ضف إىل ذلك أن هناك حاجة إىل توازن منظم من التغريات التكنولوجية ،اإلنتاجية،
السياسية واالقتصادية احملتملة مع تقييم املخاطر ،وعليه فإنه جيب أن يكون هنالك فحص شامل لعملية حتليل
الطلب ليس فقط العمل الذي ستقوم به املؤسسة مستقبال ،ولكن كيف سيتم تنفيذ هذا العمل ،حيث ميكن
يف هذه املرحلة األخذ بعني االعتبار التساؤالت التالية اليت ستساعد صناع القرار من خالل اإلجابة عليها يف
عملية حتليل الطلب على املوارد البشرية:
• كيف ستتغري الوظائف وعبء العمل نتيجة للتقدم التكنولوجي والظروف االقتصادية واالجتماعية
والسياسية؟
• ما هي نتائج أو تبعات هذه التغيريات؟
• كيف سيكون أتثريها على عالقات العمل؟
• كيف سيتم تصميم الوظائف وتقسيمات جمموعات العمل؟
• كيف سيصبح تدفق العمل يف كل جزء من املؤسسة؟ ما الذي سيتم القيام به؟ وأين سيتدفق العمل؟
وتعترب منذجة عملية حتديد الطلب على املوارد البشرية هي اخلطوة األوىل ،ويقابله كخطوة اثنية حتديد
عوامل التغيري احلرجة ،وأداء حماكاة ديناميكية للموارد البشرية لتسهيل عملية اختاذ القرار ،وحاملا يتم حتديد
اإلجاابت على "ماذا جيب فعله؟ وكيف يتم ذلك؟ " ابلنسبة للعمل املستقبلي من خالل حتديد املواقف الفعلية
اليت تعترب حيوية ابلنسبة للعمليات األساسية للمؤسسة ،فإن اخلطوة التالية هي ربط الكفاءات اليت ستكون
ضرورية لتنفيذ هذا العمل ،حيث يعترب ملف املوارد البشرية املستقبلية الذي مت إنشاؤه من خالل حتليل التنبؤ
على الطلب جمموعة من الكفاءات اليت تصف املوارد البشرية املستقبلية ،لذا جيب أن يكون حتليل التنبؤ على
الطلب شامالً وشفافًا قدر اإلمكان ،وسيكون لدى القائمني على إدارة املوارد البشرية فهم واستيعاب أكرب
لنموذج الكفاءة إذا مت إشراكهم يف عملية اختاذ القرار ،كما سيتيح هلم فكرة أوضح عما تتوقعه املؤسسة من
موارد بشرية انجحة ،ابإلضافة إىل ذلك ،مبا أن تطوير منوذج الكفاءة هو عملية رؤية ،جيب على املؤسسات
113
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
أن حترص على ضمان وجهات نظر متنوعة للحصول على رؤية أفضل ،ومن بني أهم اخلطوات املستخدمة يف
عملية حتليل الطلب على املوارد البشرية جند:1
أ .حتديد والتنبؤ ابجتاهات املتغيات البيئية (الداخلية واخلارجية) :حيث تعترب هذه أول خطوة تستند عليها
عملية التنبؤ ابملوارد البشرية يف البداية ،وهذا من خالل معرفة املتغريات البيئية اليت تتحكم يف عملية تقدير
االحتياجات من املوارد البشرية كما ونوعا ،ومن بني التغريات البيئية اخلارجية على سبيل الذكر وليس احلصر
جند:
• املتغي القانوين :حبكم أن نشاط املؤسسة وحجم أعماهلا املستقبلي يتأثر ابلقوانني والتشريعات
احلكومية ،وابلتال يؤثر على حجم املوارد البشرية.
• املتغي االقتصادي :يقصد هبا هنا األوضاع االقتصادية من كساد أو رواج ابإلضافة إىل الدخل
الفردي حيث كلما كانت األوضاع االقتصادية تعرف رواجا فإنه سينعكس اجيابيا على الطلب من
منتجات املؤسسة وابلتال زايدة على املوارد البشرية لتلبية هذه الزايدات.
أما يف جانب املتغريات البيئية اخلارجية اليت تؤثر بشكل مباشر على عملية التنبؤ ابملوارد البشرية على
مستوى املؤسسة فنجد :التغريات يف تكنولوجيا العمل -التغريات التنظيمية – مبادل التنظيم اليت تتبعها
املؤسسة.
ب .حصر الوظائف املطلوبة مستقبال (كما ونوعا) :حيث يقصد يف هذه النقطة حصر النشاط ليس
األفراد ،من خالل حتديد األعمال الفرعية اليت يتكون منها كل نشاط رئيسي ،وبعد اكتمال العملية على كل
أنشطة املؤسسة حتديد نوعية الوظائف اليت حيتاج اليها كل نشاط فرعي.
ج .التنبؤ ابحتياجات الوظائف من املوارد البشرية :ختتلف يف هذه املرحلة األساليب والطرق املتبعة يف التنبؤ
ابملوارد البشرية فبعضها يقوم على اإلدارة العليا للمؤسسة وتقديراهتم ،والبعض األخر على املديرين يف ابقي
الوحدات ،حيث ميكن تقسيم كل هذه األساليب العلمية للتنبؤ ابملوارد البشرية اىل :كمية ونوعية ،حيث
_________________________________________________________________________
_
. 1بن محودة يوسف " ،التخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية على مستوى املؤسسة ودوره يف حتسني أداء األفراد دراسة نظرية وتطبيقية)
جممع تربية الدواجن للغرب – ،")GAOرسالة ماجستري ،ختصص التقنيات الكمية للتسيري ،كلية احلقوق والعلوم التجارية ،جامعة عبد احلميد
بن ابديس – مستغامن ،2010-2009 ،-ص .66 – 64
114
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
تعتمد األساليب ا لكيفية على تنبؤات يضعها جمموعة من خرباء للوصول يف األخري إىل أفضل رأي ،أما يف
جانب األساليب الكمية فهي كثرية وتعتمد على متغريات تؤثر على الطلب على املوارد البشرية وأغلب هذه
املؤشرات جند ( :معدالت اإلنتاج – مستوايت املبيعات – األرابح .).... -
.2حتليل العرض :تتم عملية حتليل العرض من املوارد البشرية بنفس الطريقة اليت يتم هبا حتليل الطلب ،فيبدأ
من خالل وصف كل املوارد البشرية املتاحة يف حميط املؤسسة كما هي اآلن حقا ،كما ميكن أن تكون يف
املستقبل نظراً لسياسات وممارسات املوارد البشرية القائمة ،وتتطلب هذه املهمة وصف املوارد البشرية احلالية
واملتوقعة بنفس الطريقة اليت يتم هبا وصف املوارد البشرية املثالية واملستقبلية احلالية (املتاح للمؤسسة) يف جانب
الطلب.
مبجرد إعداد امللف احلال للموارد البشرية ،يتم عرضه يف املستقبل كما لو مل يتم اختاذ أي إجراء إداري
خاص ليحل حمل النقص احلاصل يف املوارد أو تطويرها ،ميكن حتديد معدالت النقص يف التنظيم و/أو املناطق
املهنية وتطبيق تلك على الوضع احلال لكي نتمكن من إجناز هذا اإلسقاط.
تساعد هذه البياانت املستخرجة من امللف احلال للموارد البشرية يف تطوير معلومات قيمة حول عدة
جماالت مثل التقاعد ،معدل دوران العمل ،يف املستقبل من خالل إسقاط البياانت الدميوغرافية للموارد البشرية
احلالية .كما تساهم هذه اخلطوة من توفري أدوات قوية للتنبؤ بتغيريات املوارد البشرية يف املستقبل اليت قد حتدث
نتيجة إجراءات مثل االستقاالت والتقاعد .كما تساعد كذلك على التنبؤ ابلفرص املتاحة لتغيري املوارد البشرية
اليت ميكن دجمها مستقبال يف خطط العمل.1
ان حتليل الفجوة هي عملية تستخدم ملقارنة الطلب على املوارد البشرية املتنبئ هبا وبني العرض املتوقع
للموارد البشرية ،الفوارق الناجتة عن ذلك هو الفجوات والفوائض يف املوارد البشرية والكفاءات الالزمة لتنفيذ
_________________________________________________________________________
_
1 . Cotton, op. cit, p 15.
115
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
أهداف ورسالة املؤسسة املستقبلية ،وابستخدام منهج التجزئة يتم تقييم مدى فاعلية املوارد البشرية يف كل
وظيفة من حيث اآلفاق الزمنية احملددة سابقا.
تعترب هذه أخر حمطة ،حيث تتضمن وضع اسرتاتيجيات ملعاجلة الفروقات الناجتة وابلتال تقليص الفجوة
جزئيا او بصفة كلية لتصبح مساوية للصفر ،يف هذه املرحلة جند جمموعة واسعة من االسرتاتيجيات اليت ميكن
استخدامها جلذب وتطوير املوارد البشرية من خالل الكفاءات املطلوبة من جهة ،أو للتعامل مع املوارد البشرية
اليت مل تعد ضرورية إلجناز املهام املنوطة هلا يف املؤسسة ،كما جيب أن ال ننسى أن هناك أيضا عدة عوامل مؤثرة
على عملية تطوير اإلسرتاتيجية أو ،على األرجح ،جمموعة االسرتاتيجيات اليت ينبغي استخدامها ،حيث
تتضمن بعض هذه العوامل ،على سبيل املثال ال احلصر ،ما يلي:
أ .عامل الزمن :هل هناك ما يكفي من الوقت لتطوير وتدريب املوارد البشرية داخليا للوظائف الشاغرة
املتوقعة أو من احتياجات الكفاءات اجلديدة هلذه الوظائف ،أم أن التوظيف هو األفضل واألكثر
سرعة؟
ب .املوارد :هل يؤثر توافر املوارد الكافية على االسرتاتيجيات املستخدمة وإىل أي درجة؟ ،فضالً عن
األولوايت والتوقيت.
ج .العمق الداخلي :نقصد به هل تُثبت املوارد البشرية احلالية إمكانياهتا أو فوائد تطويرها للحصول على
كفاءات جديدة وتول وظائف جديدة ،أم أنه جيب القيام بتوظيف اخلارجي؟
د .الطلب على الكفاءات :كيف قد يؤثر مدى ارتفاع املنافسة على الكفاءات املستقبلية املطلوبة على ما
إذا كان التوظيف مقابل التطوير الداخلي والتعاقب هو اإلسرتاتيجية األكثر فعالية ،خاصة عندما تكون
مستوايت التعويض حمدودة.
ه .تصنيف الوظائف :هل تعكس التصنيفات الوظيفية املستخدمة حالياً واملواصفات الوظيفية متطلبات
الوظيفة والكفاءات املستقبلية املطلوبة؟ هل يتمتع هيكل سلسلة التصنيف مبرونة كافية للتعرف على منو
الكفاءات ودوران املوارد البشرية يف الوقت املناسب؟
116
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
املطلب الثاين :األساليب والتقنيات العلمية املستخدمة يف التنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية
إن أول خطوة تسبق عملية التنبؤ ابلطلب املستقبلي للموارد البشرية على مستوي أي مؤسسة هي
حتليل منتجاهتا ،عملياهتا ،مؤسساهتا الفرعية ،وسياساهتا احلالية ،وبعدما تنتهي املؤسسة بتحليل كل ما سبق
ذكره تستطيع الشروع يف التنبؤ ابلتغريات الالزمة يف مواردها البشرية اليت ستحصل نتيجة حدوث تغيري يف أحد
تلك اجملاالت مستقبال.
ت عتمد عملية التنبؤ ابملوارد البشرية بشكل أساسي على نوع التنظيم املتبع من قبل املؤسسة ابلتال ال
يوجد منوذج موحد لعملية التنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية ميكن تطبيقه على كل املؤسسات ،بشكل عام
ومن خالل ما قمنا جبمعه من أدوات التسيري التنبؤي للموارد البشرية ميكن تصنيف وتقسيم التنبؤ ابلطلب على
املوارد البشرية إىل نوعني :التقديري (النوعي) ،واإلحصائي (الكمي) ،حيث أن طبيعة ونوع املعلومات املتاحة
لدى املؤسسة هي اليت حتكم أي نوع من التنبؤ على الطلب ميكن استخدامه ،وعالوة على ذلك تتكون هاتني
الفئتان من تقنيات التنبؤ من أساليب وتقنيات خمتلفة تتمثل فيما يلي:
تعد هذه التقنية من أكثر الطرق شائعة االستخدام ،ومقبولة على نطاق واسع لتحقيق التقارب يف
اآلراء فيما يتعلق ابملعرفة ،ويف األصل دلفي هو أحد معابد اليوانن القدمية كان به بعض الكهنة واحلكماء
يتنبؤون ابملستقبل وكان اليواننيون يلجئون إليه للتنبؤ مبستقبلهم من خالل تفسري الكهنة ملختلف القضااي
(اجتماعية وحربية) ويف النهاية يتكون رأي عن االحتماالت املتوقعة .وكان Dalkey and Helmerمن أوائل
من طوروا هذه التقنية سنة 1963من خالل دراسة على مؤسسة راند ،Rand Corporationومنذ تلك
الفرتة مت االستعانة هبا من قبل العديد من اخلرباء يف جماالت مواضيع خمتلفة ،مت تصميم تقنية دلفي كعملية
117
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
إىل أن تقنية دلفي هتدف إىل Ludwig حيث يشري Group Communication Process تواصل مجاعية
إجراء حتاليل ومناقشات مفصلة حول قضية حمددة بغرض حتديد األهداف ،التحقيق يف السياسات ،أو التنبؤ
حبدوث أحداث مستقبلية ،1كما أشار إليها Millerأهنا حتاول معاجلة "ما ميكن /ما ينبغي أن يكون" ،2اي
ان تقنية دلفي هي أداة تواصل بني جمموعة من أصحاب القرار واخلرباء يف ميدان معني من أجل التنبؤ
ابملستقبل من خالل عمل منظم إلجياد حلول عملية ملشكلة ما.
من الناحية النظرية ،ميكن تكرار عملية دلفي ابستمرار عرب عدة جوالت حىت يتم التوصل إىل توافق يف
اآلراء على أنه مت حتقيقه ،مع ذلك فإن التكرارات الثالثة أو األربعة األوىل تكون كافية غالبًا جلمع املعلومات
وآخرون سنة ،1999 Custer الالزمة والتوصل إىل توافق يف اآلراء يف معظم احلاالت وهذا ما أشار إليه
حيث أوضحوا خطوات دلفي من خالل أربع جوالت ابلتعاون بني أصحاب القرار وجمموعة من اخلرباء:3
تقليداي بوضع استبيان مفتوح العضوية ،هذا االستبيان يعد مبثابة
ً أ .يف اجلولة األوىل :تبدأ عملية دلفي
حجر األساس الحتوائه على أسئلة مفتوحة ختص مشكلة معينة (على أن تكون املشكلة واضحة
املعامل) وترسل عرب الربيد إىل جمموعة من اخلرباء خمتارين بعناية قصد مجع إجاابهتم بكل حيادية حىت ال
أتثر إجابة أحدهم على أخر.
استبياان اثنيًا ويطلب منه مراجعة البنود اليت خلصها
ً ب .يف اجلولة الثانية :يتلقى كل مشارك من دلفي
اخلرباء بناءً على املعلومات املقدمة يف اجلولة األوىل ،ووف ًقا لذلك قد يُطلب من أعضاء فريق دلفي
تقييم أو ترتيب العناصر لتحديد األولوايت األولية بني العناصر ابستعمال مقياس ليكرت اخلماسي
.Likert Scall
ج .يف اجلولة الثالثة :يتلقى كل عضو من أعضاء جلنة دلفي استبياان يتضمن العناصر والدرجات اليت
خلصها اخلرباء يف اجلولة السابقة ويطلب منهم مراجعة أحكامه.
_________________________________________________________________________
_
1 . B. Ludwig,” Predicting the future: Have you considered using the Delphi methodology”, Journal of
Extension, 35(5), 1997, pp1-4.
2 . L.E. Miller “Determining what could/should be: The Delphi technique and its application”. Annual
Meeting of the Mid-Western Educational Research Association. October, 2006, Columbus.
3 . R.L. Custer, J.A Scarcella, and B.R Stewart," The modified Delphi technique: A rotational
modification". Journal of Vocational and Technical Education, 15(2), 1999, pp 1-10.
118
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
د .يف اجلولة الرابعة واألخرية غالبًا ،يتم توزيع قائمة العناصر املتبقية وتقييماهتا وآراء األقليات والعناصر
اليت حتقق التوافق على املشاركني ويتم إنشاء جدول يدعى قائمة الفحص Tally sheetحيسب
من خالله تكرارات اإلجاابت املتقاربة ويستنتج منه االحتماالت املستقبلية.
119
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
• يصوت األفراد بشكل خاص لتحديد أولوايت األفكار ،يتم فرز األصوات لتحديد األفكار اليت
حصلت على أعلى تقييم من قبل اجملموعة ككل ،حيدد املشرف املعايري اليت تستخدم لتحديد
أولوايت األفكار.
يرجع السبب الشائع الستخدام تقنية اجملموعة االمسية هو جتنب أتثري رأي اجملموعة على األفكار
الفردية يف البحث قد تكون هناك ظروف قد مينع التفاعل فيها استجابة املشاركني .قد حيدث هذا إذا كانت
فردا
خبريا معرتفًا به يف اجملال أو حىت ً
اجملموعة تضم على سبيل املثال اآلابء وأطفاهلم ،واملديرين ومرؤوسيهم ،أو ً
أيضا إذا اعتقد الباحث أن
يتمتع بشخصية مهيمنة بشكل خاص ،قد تكون تقنية اجملموعة االمسية مفيدة ً
هناك مستوى من الصراع بني أعضاء اجملموعة لدرجة أنه قد يتعارض مع املناقشات ،وبدالً من ذلك قد تكون
اجملموعة االمسية مفيدة إذا كان من املتوقع أن تشرتك أغلبية اجملموعة يف نفس الرأي مع هذا الرأي ابألغلبية،
هناك إمكانية إسكات أي آراء خمالفة ،االعتقاد هو أن تقنية اجملموعة االمسية تضمن أن مجيع املشاركني
قادرون على إعطاء ردودهم الفردية ، 1ومن بني أهم الظروف اليت ميكن اللجوء فيها إىل استخدام تقنية اجملمعة
االمسية جند:
• يف حالة اختاذ قرار مجاعي حتت ضغط الوقت؛
• بغية النظر يف مشاكل االجتماعات للموظفني ،حيث قد تقلل القضااي السياسية أو قضااي
الوضع الراهن من مدخالت بعض املوظفني ذوي اخلربة.
• احلصول على أفكار حلل مشكلة بطريقة تسمح للجميع ابلشعور أبهنم شاركوا ومت مساعهم
(حبيث األشخاص الذين يريدون االنفراد أبراءهم وفرضها يتم كبحهم)؛
• احلصول على أفكار وحلول اجملموعة مع االحتفاظ بسلطة اختاذ القرار بشكل مستقل؛
• ميكن لألفراد يف اجملموعة قمع األفكار بسبب خجل أو هيمنة اآلخرين.
.3أسلوب املقارنة التارخيية:
يقوم هذا األسلوب على أساس قاعدة التجربة العملية ال العلمية وأن احلاضر ما هو إال امتداد
للماضي ،وابلتال يعتمد هذا األسلوب يف التنبؤ على مجع معلومات عما حدث يف املاضي فيما خيص
_________________________________________________________________________
_
1 . Nigel King & Christine Horrocks, "Interviews in Qualitative Research", SAGE, 4 févr. 2010, p64.
120
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
املتغريات املتعلقة ابملوارد البشرية ،ومقارنتها مبا حيدث يف احلاضر ،وعلى أساس ذلك يتم التنبؤ مبا سيحدث
مستقبال ،وبوجه عام يعتمد جناح هذا األسلوب على مدى وفرة املعلومات الرمسية والدقيقة عن أحداث
املاضي ،اليت يكون من الصعب أحياان احلصول عليها خاصة إذا كانت هذه األحداث متعلقة ابلبيئة
اخلارجية.1
.4التنبؤ ابستخدام وحدات العمل واإلنتاج:
تستند هذه العملية إىل قيام مدير األقسام ووحدات العمل ،بداية من أدىن مستوى تنظيمي ،بتقدير
احتياجاهتم من املوارد البشرية خالل فرتة زمنية ،n+1وعادة يبدأ ذلك خالل فرتة إعداد اخلطة وامليزانية
التقديرية للمؤسسة وميكن حتديد تعداد املوارد البشرية الواجب توظيفهم أو االستغناء عنهم خالل الفرتة الزمنية
املقبلة ،2بعد هذه اخلطوة يقوم كل مسؤول برفع تقديراته إىل رئيسه املباشر الذي يتوىل القيام ابلتعديل إن
تطلب األمر ذلك ث ترفع تلك التقديرات إىل مستوى أعلى ،وتستخدم هذه التقديرات يف األخري يف إعداد
خطة املوارد البشرية العامة للمؤسسة.3
.5طريقة التنبؤ من األعلى إىل األسفل:
على اختالف الطرق واألساليب السابقة ،تعتمد هذه الطريقة على مشاركة كبار املدراء من أصحاب
التجربة واخلربة ،إذ يتناقش هؤالء املدراء أبمور عديدة ،منها ما يتعلق ابلتطورات االقتصادية وأتثرياهتا على
حميط املؤسسة ،ومنها ما يتعلق خبطط املؤسسة الراجعة لتحديد مصادر املوارد البشرية وألسس حتديد نوعيات
األفراد املطلوبني لكافة فئات الوظائف ،آخذين بعني االعتبار أفضل وأسوأ السيناريوهات املمكنة يف حتديد
حجم ونوعية الطلب املستقبلي للموارد البشرية ،حيث متتاز مهمة هؤالء اخلرباء بصعوبتها ،خاصة إذا اختلف
التنبؤ مع واقع سوق العمل ،سواء من حيث نوعية املوارد البشرية املتاحة أو من حيث درجة املنافسة بني
املؤسسات والطلب الكلي للعمالة أو من حيث وجود عوامل أخرى مل تؤخذ ابحلسبان.4
_________________________________________________________________________
_
. 1عمر وصفي عقيلي "،إدارة القوى العاملة" ،دار زهران للنشر والتوزيع ،عمان ، 1996،ص.94
. 2أمحد ماهر" ،إدارة املوارد البشرية" ،الدار اجلامعية ،مصر ،2014 ،ص105
. 3بومخخم عبد الفتاح" ،إدارة املوارد البشرية" ،مطبوعات جامعة منتوري -قسنطينة ، 2001،ص.72
. 4حسن إبراهيم بلوط "،إدارة املوارد البشرية من منظور اسرتاتيجي" ،دار النهضة العربية ،لبنان ، 2002،ص .139
121
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
من بني كل الطرق اليت قمنا بذكرها واليت جند يف مضمون صريورهتا نوعا من التشابه ،تبقى تقنية دلفي
هي عادة التقنية األكثر استعماال يف إعداد التنبؤات ابلطلب على املوارد البشرية ،يف حني يبقى استخدام تقنية
اجملموعات االمسية منحصر عموما يف حل املشاكل التنظيمية أكثر ما يتم استخدامها للتنبؤ ابملوارد البشرية،
كما ان هذه األساليب تبقى سهلة االستخدام والتطبيق من قبل مسؤول املؤسسات نظرا الستعماهلا بياانت
ومعلومات أقل تعقيدا من البياانت اليت تستخدم يف األساليب الرايضية واإلحصائية.
.2األدوات املستخدمة يف التنبؤ الكمي ابلطلب على املوارد البشرية:
سنقوم مبراجعة العديد من الطرق الرايضية واإلحصائية املستندة إىل البياانت الكمية املتعلقة بتغري
حجم املوارد البشرية اليت تعترب املسار الرئيسي الستخدام تقنيات التنبؤ ،وقد مت حلد اآلن تطوير عدة مناذج
وتقنيات لغرض استعماهلا لعملية التنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية ،واليت ختتلف من منوذج إىل أخر وتبقى
درجة قوة النموذج يف عمل ية التنبؤ تعتمد على عدة عوامل سيتم التطرق هلا فيما بعد يف األقسام املوالية ،هذه
األساليب تشرتط توفر معلومات وبياانت دقيقة ومفصلة على املوارد البشرية لدى القائم ابلعملية ،بعد حتديد
عدد الوظائف املتوفرة لدى املؤسسة ،ومن أهم التقنيات الرايضية واإلحصائية املستخدمة يف عملية التنبؤ
ابلطلب على املوارد البشرية جند:
.1أسلوب حتليل النسب : Ration Analysis
يتم اللجوء عادة هلذا األسلوب للتنبؤ حبجم املوارد البشرية غري املباشرة ،فمثال ميكن التنبؤ ابحلجم
األمثل لألساتذة يف كلية ما عن طريق قسمة عدد الطلبة املتواجدين حاليا ابلكلية أو عدد الطلبة املتوقع
التحاقهم مستقبال على عدد األساتذة يف احلاليني يف الكلية ،ويتم مقارنة هذه النسبة ابلسنوات السابقة لنفس
املؤسسة او يف مؤسسات منافسة حيث ستساعد خرباء التنبؤ يف الكشف عن الفائض أو العجز يف حجم
املوارد البشرية ،كما من املمكن استخدام نفس الطريقة يف حساب النسب على اإلنتاجية خالل الفرتات
املاضية ،مع افرتاض انه يوجد استقرار نسيب مستقبال ،وهذا من خالل تطبيق العالقة التالية:1
معدل اإلنتاجية = عبء العمل خالل الفرتة املاضية مقدرا ابلساعات /عدد العاملني
_________________________________________________________________________
_
. 1مؤيد سعيد سامل ،عادل حرحوش صاحل " ،إدارة املوارد البشرية مدخل إسرتاتيجي" ،دار الكتاب العاملي ،عامل الكتب احلديث ،األردن،
،2006ص.71
122
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
123
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
ويتم إجراء تلك التقديرات ابللجوء إىل البياانت احملددة اليت مت التقدير هلا ،وتشمل حجم املبيعات احملقق
خالل السنوات األربع السابقة وعدد األفراد الفعلي الذي استخدم خالل تلك الفرتة ،وابالعتماد على تلك
البياانت يتم استخراج معامل املقارنة ث متوسط معامل املقارنة وهو املؤشر الذي يعتمد يف عملية التنبؤ حبجم
العمالة للسنوات املقبلة.1
.5أسلوب (مستخدم-منتج):
تطبيق هذا األسلوب يف التنبؤ ابحتياجات املؤسسة من املوارد البشرية ال يتم إال يف املؤسسات اليت
تتوفر على شرط الرتابط الفين بني األقسام اإلنتاجية ،يعين أن إنتاج بعض األقسام يعتمد على األقسام
السابقة ،وهنا إنتاج كل قسم جنده أمام خيارين إما حيول مباشرة للبيع ،أو يتم نقله إىل قسم آخر الستكمال
عملية التصنيع .وأمام هذه الشروط جيب على املؤسسة إجياد حجم املوارد البشرية الالزم لكل قسم من
أقسامها للوصول لإلنتاج املستهدف ،حيث مير بناء هذا امنوذج بعدة مراحل اآلتية:2
إن أول خطوة لبناء منوذج املستخدم واملنتج (املدخالت واملخرجات) هـي بنـاء جـدول التـدفقات السـلعية
والذي يوضح العالقات الداخلية بني أقسام املؤسسة خالل فرتة زمنية tوذلك على النحو التال:
بف ــرض أن إح ــدى املؤسس ــات تتك ــون م ــن ثالث ــة أقس ــام ( )I,II,IIIوأن ــه ي ــتم توزي ــع منتج ــات األقس ــام
الثالثة مثل ما هو موضح يف اجلدول (رقم .)4-2
_________________________________________________________________________
_
. 1بلقمري انهد ،مرجع سبق ذكره ،ص.187
. 2عشوي نصر الدين "،التخطيط طويل األمد للقوى العاملة على مستوى املؤسسة -كنظام ،"-أطــروحة لنيـل شهــادة دكتـوراه دولـة فـي
العلـوم االقتصــادية ،كلية العلـوم االقتصـادية ،علـوم التسييـر والعلـوم التجـارية ،جامعة اجلزائر ،2006 ،ص .122-119
124
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
املصدر :عشوي نصر الدين "،التخطيط طويل األمد للقوى العاملة على مستوى املؤسسة -كنظام
،"-مرجع سبق ذكره ،ص .120
يتضح من هذا اجلدول أعاله أن:
إنتاج القسم األول ( )X1يوزع على النحو التال:
✓ ما قيمته ( )X12دينار تذهب إىل قسم اإلنتاج رقم (.)II
✓ ما قيمته ( )X13دينار تذهب إىل قسم اإلنتاج رقم (.)III
و ( )Y1وحدة من هذا اإلنتاج مت بيع جزل منها واجلزء اآلخر مت االحتفاظ به كمخزون.
املوارد املستخدمة يف إنتاج القسم (:)I
أ .منتجات وسيطة:
✓ ما قيمته ( )X21دينار حمولة من القسم ()II
✓ ما قيمته ( )X32دينار حمولة من القسم ()III
ب .عناصر القيمة املضافة:
( )W1دينار :حجم العمل الالزم (مقاسا ابألجور)
( )P1دينار :مواد أولية.
( )F1نفقات خمتلفة.
( :)T11ربح
125
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
126
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
I − A X = Y
فإذا كان الطلب النهائي معروف من التنبؤ ابملبيعات ومن دراسة املخزون وأوجدان مقلوب املصفوفة
[ ] I-Aفإن برانمج اإلنتاج ملختلف املنتجات أو األقسام ميكن التوصل إليه بضرب هذا املقلوب يف متجه
الطلب النهائي .وال شك أن تنفيذ برانمج اإلنتاج املستهدف حيتاج إىل قدر معني من العمالة ،وبتطبيق نفس
القاعدة السابقة فإنه ميكن التوصل إىل حجم العمل الالزم (مقاسا ابألجور) املرتبطة بربانمج اإلنتاج الذي مت
الوصول إليه ،وذلك بضرب متجه املعامالت الفنية لكمية العمل (مقاسة ابألجور) يف متجه برانمج اإلنتاج
1
املخطط.
(Lw* = aw1 . aw 2 . aw 3 . X *1 X* 2 . X*3 . ......... )5 t
تعد مناذج االحندار جزءًا أساسيًا يف القيام بعمليات التنبؤ ،حيث يركز هذا األسلوب على إنشاء معادلة
رايضية كنموذج لتمثيل العالقة املتبادلة بني املتغريات اليت تؤثر يف حجم املوارد البشرية ،حيث منيز مناذج احندار
استخداما.
ً خمتلفة يتم استخدامها يف املعاجلة اإلحصائية حيث سنناقش أدانه النموذجني األكثر
نقوم بصفة عامة يف منوذج االحندار اخلطي بتحليل العالقة بني متغري اتبع (يف دراستنا ميثل حجم املوارد
البشرية) ومتغريات أخرى مستقلة اليت تؤثر على املتغري التابع ،يوجد بشكل عام نوعان من االحندار اخلطي،
_________________________________________________________________________
_
. 1عشوي نصر الدين "،التخطيط طويل األمد للقوى العاملة على مستوى املؤسسة -كنظام ،"-مرجع سبق ذكره ،ص .124
127
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
أحدمها حيث يوجد متغري اتبع واحد ومتغري مستقل واحد ،يُطلق على هذا النموذج اسم منوذج االحندار
اخلطي البسيط بسبب الشكل الرايضي للنموذج وطبيعة العالقة اخلطية بني املتغريين ،أما النوع اآلخر من
االحندار اخلط ي هو حيث يتأثر فيه املتغري التابع بعدة متغريات مستقلة .مثل هذا النموذج يسمى منوذج
االحندار املتعدد.
أ .االحندار البسيط :يستخدم منوذج االحندار اخلطي البسيط لقياس وتوضيح العالقة بني متغري اتبع وأخر
مستقل ،وكل هذا يساعد إدارة املوارد البشرية يف فهم عملية التغيري احلاصلة داخل املؤسسة خالل مدة زمنية
معينة وابلتال إجياد عالقة إحصائية بني املتغريين ،ومتر مرحلة بناء منوذج االحندار اخلطي البسيط ابخلطوات
التالية:1
• دراسة عالقة االرتباط بني املتغري املستقل وحجم املوارد البشرية :فكلما كانت درجة اإلرتباط قوية فإنه
سيصبح من املمكن بناء منوذج اعتمادا على بياانت املتغري املستقل وما يقابلها من تغري يف حجم
املوارد البشرية ،ومن أشهر الطرق املستخدمة لقياس معامل االرتباط Rبني متغريين xو yهي
طريقة Karl Petersonمن خالل العالقة التالية:
𝒀̅ )(𝒀𝒊−
𝑿∑(𝑿𝒊− )̅
√=𝑹 𝒀̅ )𝟐 .∑(𝒀𝒊−̅ )²
]/ R € [1 , -1
𝑿√∑(𝑿𝒊−
بعد القيام ابلعمليات احلسابية فإن قيمة Rاملتحصل عليها متكننا من معرفة طبيعة العالقة بني
املتغريين ،فإذا كانت قيمة R >0فنقول إنه توجد عالقة طردية ،ويف حالة R<0فطبيعة العالقة
هنا عكسية ،وكلما اقرتب Rمن الواحد كلما كان االرتباط قوي.
• بعدها نقوم ابختبار معنوية معامل االرتباط مستعملني أكثر االختبارات اإلحصائية استعماال "اختبار
ستيودنت ،2"tفإذا كانت tcal>ttabعند مستوى معنوية ،α=0.05أي أن معامل االرتباط له
معنوية إحصائية وابلتال جنزم بوجود عالقة خطية بني املتغريين.
• النموذج العام لالحندار اخلطي البسيط𝑌𝑖 = 𝑎 + 𝑏𝑋𝑖 + 𝑈𝑖 :
_________________________________________________________________________
_
. 1عاشور بدار " املفاضلة بني منوذج السالسل الزمنية ومنوذج االحندار اخلطي البسيط ابلتنبؤ حبجم املبيعات يف املؤسسة االقتصادية" ،رسالة
ماجستري يف إدارة األعمال ،جامعة املسيلة ،2006 ،الصفحة .42
.2يف حال كانت عدد املشاهدات ،n<30اما إذا كانت أكثر من 30فنستخدم إختبار Z.
128
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
_________________________________________________________________________
_
.1طه حسني الزبيدي " ،مبادئ اإلحصاء" ،دار غيداء للنشر والتوزيع ،عمان -األردن ،2013 ،ص .191
. 2جالل عبد الفتاح املالح« ،املدخل االقتصادي لدراسة السوق :أدوات حتليلية لدراسة الطلب والعرض واألسعار" ،السعودية ،جامعة
ملك فيصل ،2003 ،ص.237
129
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
مالحظة :إن قيمة معامل عدم التساوي UTحمصورة يف اجملال ] ،[0،1فكلما اقرتبت قيمته من
الصفر 0كلما كان النموذج ذو قدرة تنبؤية أفضل.
ب .االحندار اخلطي املتعدد:
بعدما تعرفنا يف اجلزء الذي سبق على أحد أساليب التنبؤ ابستخدام حتليل العالقة بني متغريين فقط،
ابفرتاضنا أن حجم املوارد البشرية متغري اتبع ملتغري مستقل واحد فقط واندرا ما جند هذا النوع من العالقات
ض ْح من جانب وا حد ،فإنه يف أسلوب االحندار اخلطي املتعدد الذي يعترب منوذج عامل وأمشل من اليت تـُ َو َ
سابقه سنفسر ظاهرة تغري يف حجم املوارد البشرية بعدة متغريات مستقلة تتبعها املؤسسة للتنبؤ ابحتياجاهتا من
املوارد البشرية ،حيث يكون النموذج العام على هذا الشكل:1
𝑖𝜀 𝑌𝑖 = 𝑎0 + 𝑎1 𝑥𝑖,1 + 𝑎2 𝑥𝑖,2 + … … . + 𝑎𝑗 𝑥𝑖,𝑗 + … . + 𝑎𝑘 𝑥𝑖,𝑘 +
حبيث من انحية موضوع دراستنا:
:Yiحجم املوارد البشرية
:xiهي متغريات مستقلة تؤثر كلها على حجم املوارد البشرية.
أ .صياغة النموذج :يكتب الشكل العام لنموذج اإلحندار اخلطي املتعدد على الشكل التال:
2
حيث أن:
:Yيعرب عن متجه املشاهدات التابعة من الدرجة .n*1
:Xجمموعة املشاهدات املستقلة أو مصفوفة املشاهدات وهي من الدرجة ).(n)*(k+1
:βمعامالت االحندار من الدرجة .(k+1)*1
_________________________________________________________________________
_
1. Xin Yan and Xiao Gang Su, “Regression Analysis; Theory and computing”, world scientific,USA,
2009, p48.
. 2الدريين حممود" ،اإلحصاء الزراعي" ،جامعة ملك سعود ،السعودية ،2008 ،ص .56
130
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
.
:εاألخطاء العشوائية من الدرجة (n+*1)1
ج .معوقات تقدير مناذج االحندار:
من أهم املعوقات اليت قد تصادف الباحث يف تقدير مناذج االحندار يف مرحلة إسقاط الفرضيات
لطريقة املربعات الصغرى OLSواليت تتمثل يف اجملموعات الثالث التالية:1
:Autoكما هو معلوم فإن من أهم Corrélation des Erreurs • االرتباط الذايت لألخطاء
الفرضيات اليت تقوم عليها طريقة OLSلتقدير معلمات منوذج االحندار هي استقاللية القيمة
, املقدرة حلد اخلطأ يف فرتة زمنية tعن القيمة املقدرة له يف الفرتة الزمنية السابقة t= ( t-1
… ،)et=pet-1+𝜀 t / 1+ ≤ p ≤ 1- )n 1,2,فإذا كانت قيمة ( p=0معامل االرتباط)
يدل هذا على عدم وجود ارتباط ذايت ،وإذا كانت قيمة p=±1فإن القيمة املقدرة حلد اخلطأ يف
الفرتة الزمنية السابقة et-1تصبح أكثر أمهية ،ومن بني األسباب اليت تؤدي ظهور االرتباط اخلطي
بني األخطاء جند:
-عدم إدراج أحد املتغريات األساسية يف النموذج ،واملتغريات املوجودة غري كافية لتفسري
الظاهرة حيث يظهر هذا األثر يف قيم البواقي.
-بياانت غري دقيقة.
-عدم وجود عالقة خطية بني املتغريات املفسرة وحجم املوارد البشرية وابلتال سيكون
فيه سوء اختيار شكل النموذج.
يعترب اختبار Durbin et Watsonمن أهم االختبارات اليت تساعد الباحثني ملعرفة إذا فيه ارتباط
ذايت أو غيابه من خالل قياس معامل اإلرتباط )r( et,et-1و كلما كانت نسبة املعامل قوية يدل على وجود
مشكل إرتباط ذايت.2
_________________________________________________________________________
_
. 1خليدة دهلوم " ،أساليب التنبؤ ابملبيعات – دراسة حالة –" ،رسالة ماجستري يف العلوم التجارية ،جامعة ،كلية العلوم االقتصادية،2009 ،
ص .61
2 . Régis Bourbonnais, « Econométrie », 5 éditions, Paris : Dunod, 2003, p123.
131
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
• عدم ثبات التباين :L’hétéroscédasticitéتنتج هذه احلالة يف اختالل فرضية ثبات تباين
احلد العشوائي (تساوي احنراف املشاهدات عن خط االحندار) يف طريقة املربعات الصغرى واليت أتخذ
معادلته الصيغة:
Var(𝜀 t) = E(𝜀 2t)= 𝜎2ففي حالة عدم التباين فستكون من الشكلE(𝜀 2t)≠ 𝜎2 :
واليت يكون أسباب ظهور هذا املشكل راجع سواء الستخدام بياانت قطاعية بدل تلك املوجودة
يف السلسلة الزمنية ،عدم استخدام بياانت جتميعية ،وجود عالقة ذات اجتاهني بني املتغريات.
ومن بني أهم االختبارات املساعدة يف الكشف عن عدم ثبات التبيان :اختبار معامل االرتباط
لسبريمان.
• االزدواج اخلطي :Multi Collinearityتظهر هذه املشكلة عند وجود ارتباط خطي بني
أعمدة املصفوفة Xوابلتال سقوط فرضية أن مصفوفة املتغريات املستقلة ذات الرتبة التامة k
تسمح بتقدير خطي غري متحيز وذو تباين صغري ،ومن بني األسباب اليت ترجع لظهور هذا
املشكل هو اجتاه املتغريات االقتصادية مع مرور الزمن ،استخدام متغريات مستقلة ذات فرتات
إبطاء ،كل هذه األسباب تنعكس على النموذج من خالل زايدة التباين-حتيز يف تقدير
املعلمات-زايدة يف حجم األخطاء .وللكشف عن االزدواج اخلطي يستخدم عادة طريقة
التحليلFarrar-Glaubar, Frisch. 1
د .اختبار مدى مالئمة منوذج االحندار اخلطي البسيط ابستخدام حتليل التباين :ANOVA
يتم اللجوء إىل استخدام حتليل التباين ANOVAمن أجل إعادة ترتيب التباين (الكلي ،املفسر،
والغري املفسر) ،وابستخراج قيمة نسبة التباين Fلتوزيع فيشر ،فإذا كنت قيمته احملسوبة منعدمة = 0يف هذا
يفسر على أنه النموذج غري مالئم أي أن النموذج الذي أمامنا لن يستطيع تفسري لنا أي شيء من التباين.2
_________________________________________________________________________
_
. 1عطية حممد عبد القادر "،االقتصاد القياسي بني النظرية والتطبيق" ،اإلسكندرية ،الدار اجلامعية ،2000 ،ص.412-410
. 2شفيق أمحد العتوم" ،طرق اإلحصاء ابستخدام "SPSSدار املناهج للنشر والتوزيع ،عمان-األردن ،2008 ،ص .461
132
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
املصدر :شفيق أمحد العتوم" ،طرق اإلحصاء ابستخدام "SPSSدار املناهج للنشر والتوزيع،
عمان-األردن ،2008 ،ص.461
.7السالسل الزمنية:
تدرس هذه الطريقة االجتاهات املستقبلية انطالقا من البياانت التارخيية املتاحة للمؤسسة ،ث تستخدم
األدوات الرايضية للتنبؤ ابملستقبل ،حيت يعتمد هذا األسلوب على فرضية ان تعداد املوارد البشرية املعتمد
عليه يف السلسلة الزمنية املاضية سيستمر يف العمل مستقبال .وغالبًا ما تكون هذه الفرضية صحيحة عند التنبؤ
يف اآلجال الزمنية القصرية ،يف حني دقة التنبؤ تنقص عند التنبؤ يف اآلجال املتوسطة أو الطويلة ،وتستند هذه
الطريقة إىل التنبؤ ابحتياجات املؤسسة من املوارد البشرية ابلنسبة ملتغري واحد فقط الذي هو الزمن ،tأي أن
تطور تعداد املوارد البشرية مستقبال سيكون يف نفس االجتاه أو بنفس الكثافة ،حيث غالباً ما يظهر االستقراء
بيانياً (كرسومات بيانية خطية) مبستوى متغري اتبع على احملور Yوالفرتة الزمنية على احملور ،Xحيث يعتمد
بشكل كبري يف هذا االسلوب على جتميع البياانت ومعاجلتها ويتم ذلك من خالل:
• جتميع كمية كافية من البياانت املتعلقة ابلوضع املتنبئ به ،ويف حالة مل تتوفر بياانت كافية فيقوم القائم
بعملية التنبؤ ابستعارة بياانت من سيناريوهات مماثلة ،وإذا مل يتم العثور على حاالت مماثلة فيقوم إبجراء
التجارب املعملية أو حتليل احملاكاة يف الوقت الفعلي.
• ابلنسبة للتنبؤ طويل املدى ،يتم استخدم مجيع البياانت ذات الصلة ،حيث كلما كانت كمية البياانت
كبرية فأهنا تضمن توقعات دقيقة ،بينما بشكل عام يوصى ابستخدام مجيع البياانت ذات الصلة
133
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
ميكن أن تكون عملية االستقراء بسيطة مثل استخدام الطلب يف الفرتة احلالية للتنبؤ ابلطلب يف الفرتة
الزمنية التالية ،على سبيل املثال إذا كان الطلب 100وحدة هذا الشهر ،فإن توقعات طلب الشهر املقبل
ستكون 100وحدة؛ إذا حتول الطلب إىل 90وحدة بدالً من ذلك ،فسيكون طلب الشهر التال 90
أحياان ابلتنبؤ الساذج ،ومع ذلك فإن هذا النوع من طرق التنبؤ ال أيخذ بعني
وحدة ،وهكذا .يُشار إىل هذا ً
االعتبار أي نوع من سلوك الطلب التارخيي ،حيث يعتمد فقط على الطلب يف الفرتة احلالية ،على هذا النحو
فإنه يتفاعل مباشرة مع احلركات العادية والعشوائية صعودا وهبوطا يف الطلب ،على عكس ذلك تستخدم
املتوسطات املتحركة عدة قيم خالل املاضي القريب لوضع تنبؤات .حيث يساعد هذا يف ختفيف الزايدات
واالخنفاضات العشوائية للتنبؤات اليت تستخدم فرتة واحدة فقط ،على هذا النحو فإن املتوسطات املتحركة
البسيطة مفيدة بشكل خاص للتنبؤ بقوة العمل املستقرة نسبيًا وال تعرض أي سلوك واضح مثل االجتاه أو
النمط املومسي.2
_________________________________________________________________________
_
1 . Stanley K Smith & Terry Sincich, “On the relationship between length of base period and population
forecast errors”, Journal of the American Statistical Association, Vol 85, N° 410, Juin1990, pp :367-368.
2 . Jukka Ilomäki and all, « Market Timing with Moving Averages», Sustainability, Vol 10 (7), N° 2125,
June 2018, pp2-3.
134
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
يتم استخراج وحساب املتوسط بعد كل tمن الزمن .ابفرتاض أن لدينا kعينات عشوائية من احلجم
،n ≥ 1ونفرتض أن ̅ Xk̅ ... ،X1مستقلة وموزعة بشكل متماثل يف اجملال الزمين هو املتوسط للعينة i
حيث ،i=1,…kوعليه فيمكن احلصول على القيمة على النحو التال:1
Xi1+ Xi2+… Xin
=X̅1 n
)Xt+1=ktxt+k2xt-1+k3xt-2 (N=3
)Xt+1=ktxt+k2xt-1+k3xt-2 + k4xt-3 (N=4
ما يعاب على هذه الطريقة هو أنه ال تتفاعل بشكل جيد مع االختالفات اليت حتدث لسبب أو
آلخر ،نذكر منها على سبيل املثال االجتاهات والتأثريات املومسية للسلسلة الزمنية (ال ميكن استخدامها إال
على السالسل الزمنية املستقرة) ،حيث يتم جتاهل تلك العوامل اليت تسبب التغيريات بشكل عام.
ومع ذلك ،تتميز طريقة املتوسط املتحرك بكوهنا سهلة االستخدام وسريعة وغري مكلفة نسبيًا ،على
الرغم من أن املتوسطات املتحركة لعدد كبري من الفرتات للعديد من العناصر املختلفة ميكن أن تؤدي إىل تراكم
وختزين كمية كبرية من البياانت ،حيث وبشكل عام ،ميكن أن توفر هذه الطريقة توقعات جيدة على املدى
القصري.
Weighted Moving Average: • األوساط املتحركة املرجحة
نظرا ملا يعاب عن طريقة األوساط املتحركة كما ذكران سابقا ،فيمكن تعديلها لتعكس تقلبات أكثر
حداثة يف البياانت والتأثريات املومسية ،حيث يشار إىل هذه الطريقة املعدلة على أهنا طريقة األوساط املتحركة
املرجحة ،حيث يف هذه الطريقة يتم تعيني األوزان للبياانت احلديثة ،حيث تعتمد على نفس مبدأ األوساط
املتحركة وميكن احلصول على القيمة على النحو التال:2
حيث :kiهي معامالت الرتجيح ،والشرط األساسي يف كل احلاالت هو أن i=1 Ki = 1 :
3
𝑁∑،
ابإلضافة إىل أن املشاهدة األخرية أتخذ أكرب kiوتتكرر العملية إىل أخر مشاهدة حسب األساس .N
_________________________________________________________________________
_
1 . S. Sukparungsee and all, « Exponentially weighted moving average—Moving average charts for
monitoring the process mean», PLOS ONE JOURNAL, VOL 15(2), e0228208, February 2020, p3-4.
. 2شرايب عبد العزيز" ،تقنيات التنبؤ" ،مطبوعات جامعة منتوري ،قسنطينة ،2002/2001 ،ص.52
. 3شرايب عبد العزيز ،مرجع سبق ذكره ،ص .56
135
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
،ki كما تتميز تقينية األوساط املتحركة املرجحة يف صعوبتها من حيث حتديد اهليكل األفضل لـ
ابعتبار انه يوجد ما ال هناية من اهلياكل ،ضف إىل ذلك عدة نقائص يف عملية تطبيق هذه التقنية.
• األوساط املتحركة املضاعفة:
تساعد هذه التقنية يف جتاوز النقص احلاصل يف عملية التنبؤ لفرتة زمنية واحدة ،حيث اهنا تسمح
ابلتنبؤ على السالسل الزمنية غري املستقرة ،وذلك حسب الصيغة التالية:1
:St+mالفرتة املتنبؤ هلا
St+m= at+ b t.m :mالفرق بني الفرتة املراد التنبؤ هلا وآخر مشاهدة
’’at=2S’t-S :S’tاملتوسط املتحرك البسيط
:S’’tاملتوسط املتحرك املضاعف
2
)b t=(S’t-S’’t :bt ،atمعامل معادلة التنبؤ
N−1
كما تساعد هذه التقنية يف معاجلة السالسل الزمنية من الشكل:2
𝒕𝜺 𝑿𝒕 = 𝒂 + (𝒃𝒙𝒕) +
وهذا ما يعين ان السلسة الزمنية حتتوي على اجتاه عام ابإلضافة اىل مركبة عشوائية ،حيث تعتمد هذه الطريقة
على حساب االوساط املتحركة البسيطة يف اول مرحلة ،ث القيام حبساب االوساط املتحركة البسيطة انطالقا
من القيم املتحصل عليها يف املرحلة السابقة.
• املسح اآلسي : Exponential Smoothing
136
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
( )2أحدث مشاهدة فعلية )3( ،اثبت املسح .αحيث حيدد اثبت جتانس αالوزن املعطى ملعظم
املشاهدات املاضية األخرية ،وابلتال يتحكم يف معدل جتانس أو املتوسط .يتطلب هذا األسلوب أن يقوم
القائم بعملية التنبؤ ابختيار قيمة البداية لتهيئة صيغة وألفا املناسب (الوزن على املشاهدة الفعلية "آخر
مشاهدة").
.2مسح األسي املزدوج براون :Brown's Double Exponential Smoothing1يستخدم يف
هذه الطريقة معامل واحد ألفا ،لكل من عمليات املسح .وحتسب هذه الطريقة الفرق بني القيم املنفردة
واملزدوجة كمقياس لالجتاه .ث تضيف هذه القيمة إىل القيمة املنفردة الفردية مع تعديل االجتاه احلال ،تتطلب
أيضا قيم بدء لتهيئة الصيغ ،عندما يكون هناك القليل من البياانت التارخيية وكان اثبت املسح
هذه الطريقة ً
صغريا ،ميكن أن يؤثر اختيار إجراء التهيئة على التنبؤات لعدة فرتات ،فعندما يكون هناك ثالثون فرتة زمنية
ً
للبياانت التارخيية األخرى سيكون لقيم البداية أتثري ضئيل على الفرتة الواحد والثالثون .n+1وميكن احلصول
على صيغة معادلة املسح األسي املزدوج كما يلي:
لتكن 𝑆 ′تشري إىل السلسلة املنفردة اليت مت احلصول عليها بتطبيق املسح األسي البسيط على السلسلة 𝑌
و𝑆 ′′لإلشارة إىل السلسلة املزدوجة اليت مت احلصول عليها من خالل تطبيق املسح األسي البسيط (ابستخدام
نفس عامل التجانس الثابت )𝛼 ،على السلسلة 𝑆:′
𝑆’0=𝑥0
𝑆"0=𝑥0
𝑆𝑡′=𝛼𝑌𝑡+(1−𝛼)𝑆’𝑡−1
𝑆𝑡′′=𝛼𝑆𝑡′+(1−𝛼)𝑆′′𝑡−1
و للتنبؤ ابلفرتة 𝑘 𝑌𝑡+من اجل : 𝑘>1
𝑡𝑇𝑘𝐹𝑡+𝑘=𝐿𝑡+
حيث 𝑡𝐿 هو املستوى املقدر يف الوقت 𝑡 و𝑡𝑇 هو االجتاه املقدر يف الوقت 𝑡
𝐿𝑡=2𝑆𝑡′−𝑆𝑡′′
α
)𝑇𝑡= (𝑆𝑡′−𝑆𝑡′′
1−α
_________________________________________________________________________
_
1 . S. Hansun, "A New Approach of Brown’s Double Exponential Smoothing Method in Time Series
Analysis", BALKAN JOURNAL OF ELECTRICAL & COMPUTER ENGINEERING, September 2016,
Vol.4 No.2, pp75-76.
137
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
.3املسح األسي املضاعف )منوذج اجتاه هولت ذي املعلمتني Holt's Two-Parameter Trend
:)Modelتعرف هذه الطريقة أيضا ابملسح األسي اخلطي هلولت ،حيث يف هذه الطريقة يتم استخدام
اثبت مسح اثين بيتا ،βملسح االجتاه بشكل منفصل ،يضبط منوذج هولت كذلك كل قيمة متجانسة
الجتاه الفرتة
السابقة قبل حساب القيمة املتجانسة اجلديدة ،وتوفر هذه الطريقة مرونة أكرب يف اختيار معدالت تتبع االجتاه
1
واالحندارات ،حيث جند ثالث معادالت مدرجة يف هذه التقنية:
حيث:
:Ytالقيمة الفعلية يف الوقت t
)Lt= αYt+(1-α)( Lt-1+Tt-1
Tt=β(Lt- Lt-1)+(1- β) Tt-1 αاثبت املسح 1 α ≥ ≤ 0
Ft+k= Lt+k Tt βاثبت مسح االجتاه 1 ≥ β ≤ 0
Ltقيمة عملية اثبتة متجانسة للفرتة t
Ttيشري إىل قيمة االجتاه املسح للفرتة t
Ft+kيشري إىل القيمة املتوقعة للفرتة ، t +kعندما يكون k >0
tهي الفرتة الزمنية احلالية
يف هذا النوع من النماذج يتم تفسري املتغري التابع (مثال :تعدد املوارد البشرية) بواسطة الزمن أو عرب سلوك
املاضي لذلك املتغري .فاذا كانت (على سبيل املثال) Vtمتثل حجم املوارد البشرية ملؤسسة ما ،فأننا ال نستطيع
يف بعض احلاالت االعتماد على النظرايت االقتصادية ملعرفة اسباب التغريات احلاصلة يف حجم املوارد البشرية
بدقة ،فيمكن ان تكون هذه التغريات استجابة ملشاريع جديدة ،تقاعد ،حتويالت ،تسريح ،كما ميكن ان
تكون السباب موضوعية اخرى ال ميكن قياسها ،إذا ميكن تفسري الظاهرةبـ: 2
➢ الزمن :مركبة االجتاه العام /Vt=f(t,εi) :حيث تعرب εiعن اخلطا العشوائي للمتغريات اليت ال ميكن
قياسها واالخطاء الواردة اثناء عملية مجع واحصاء البياانت.
_________________________________________________________________________
_
1. Seng Hansun & Subanar, "H-WEMA: A New Approach of Double Exponential Smoothing Method",
TELKOMNIKA, Vol.14, No.2, June 2016, p773.
. 2مولود حشمان"،السالسل الزمنية وتقنيات التنبؤ القصي املدى" ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،ص.2010 ،20
138
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
➢ السلوك املاضي للمتغري :اي يتم نفسري املتغري املراد دراسته بسلوكه يف املاضي املتمثل يف استعمال
النماذج االحندارية واملتوسطات املتحركة وفق طريقة :BOX-JENKINS
/ Vt-2,……. , εi) Vt=f(Vt-1,حيث Vt-1 ; Vtهي حجم املتغري يف الفرتة tو الفرتة
السابقة هلا .t-1
مالحظة :هذا النوع من النماذج يتم اللجوء إليه يف حالة غياب العالقات السببية بني املتغريات او عدم توفر
املعطيات الكافية حول املتغريات املستقبلية.
وميكن تلخيص أهم العناصر املكونة للسلسلة الزمنية يف الشكل املوال ،واليت سنحاول شرحها بعض اعطاء
نظرة شاملة للسالسل الزمنية ،وطرق الكشف عنها سواءا رايضيا او ابالختبارات االحصائية:
الشكل رقم( :)17-2مكوانت السلسلة الزمنية
مكوانت السلسلة
املركبة الفصليةS املركبة الدوريةC
الزمنية
املركبة العشوائيةI
139
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
ب .مىت يتم االستعانة بنماذج السالسل الزمنية يف عملية التنبؤ ابملوارد البشرية:
إن اختيار أحد مناذج السالسل الزمنية كوسيلة للقيام بعملية التنبؤ ابملوارد البشرية ال يتم اال اذا توفرت
الشروط التالية:1
• عدم وجود عالقة سببية بني املتغريات املدروسة وصعوبة قياسها.
فسرة (.)Explanter Variables • قلة املعلومات الالزمة حول املتغريات امل ِ
ُ
• بساطة مناذج السالسل الزمنية وسهولة تفسري نتائجها ابلنسبة ملتخذي القرار.
• نتائج النماذج االحندارية ورغم استعماهلا ملعلومات كثرية إال أن نتائجها ال ترقى مبستوى مناذج
السالسل الزمنية.
ج .العناصر املكونة للسلسلة الزمنية :تتكون السلسلة الزمنية من العناصر التالية:2
✓ مركبة االجتاه العام" L ":وهي تعرب عن التغري احلاصل للمتغري عرب الزمن مبيل موجب او سالب ،وابلتال
فهي تعكس االجتاه العام الظاهرة املدروسة.
✓ املركبة الفصلية" S " :هي مؤثرات خارجية تطرأ بصفة منتظمة على السلسلة الزمنية ،وتعترب االبسط
املركبات من انحية التعامل وحتديد فرتات وقوعها ،وترتكز عملية التنبؤ يف هذه احلاالت على حجم
املؤشر الفصلي وليس على فرتة وقوعها.
✓ مركبة الدورات االقتصادية "C" :وهي تعكس السالسل الزمنية الطويلة املدى ،واليت تربز من خالهلا
أتثريات التحوالت االقتصادية (الركود-الكساد-االنتعاش....-اخل)و ختتلف هذه املركبة عن سابقتها
(الفصلية) كوهنا حتدث تقع يف جمال زمين اكرب من السنة وبصفة دورية تظهر غالبا يف السالسل الزمنية
الطويلة.
✓ املركبة العشوائية "I" :نقص هبا املتغريات اليت تسلك سلوك عشوائي وتكون ذبذبتها حول وسط حسايب
اثبت نسبيا خالل فرتة الدراسة.
وعليه فإن التنبؤ ملدة معينة يعرب عنه كدالة للعوامل الـيت سـبق ذكرهـا ،حيـث جنـد منـوذجني للسلسـلة الزمنيـة علـى
شكل الصيغة التالية:
_________________________________________________________________________
_
. 1مولود حشمان ،مرجع سبق ذكره ،ص .25
. 2نفس املرجع السابق ،ص .25
140
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
متوسط الطلب
املركبات العشوائية
1234الزمن (السنوات)
املصدر :جورج فهمي رزقي «االقتصاد التطبيقي يف إدارة األعمال» ،املكتبة األكادميية ،القاهرة ،ط،1
،1999ص .144
إذا نفهم أن يف مناذج السالسل الزمنية يتم الرجوع إىل املعطيات السابقة للموارد البشرية لدى
املؤسسة ،من اجل القيام بعملية التنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية مستقبال بعد فحص كافة املعطيات بغرض
استخراج مكوانت السلسة الزمنية ( مركبة االجتاه العام ،The Trendاملركبة الفصلية ،Seasonallityمركبة
الدورات االقتصادية ،Business Cyclesاملركبة العشوائية ،1)Irregular componentبعدها يتم
تعميمها ابستخدام عدة اساليب رايضية واحصائية مثل :املسح األسي ،Exponential Smoothing
املتوسطات املتحركة - Moving Averageحتليل االحندار ،Regrssion Analysisواليت سنذكرها
بعد التطرق ملختلف مركبات السلسلة الزمنية وعملية الكشف عنها سواء عن طريق التحليل البياين للمعطيات
أو من خالل االختبارات اإلحصائية.
_________________________________________________________________________
_
. 1مولود حشمان ،مرجع سبق ذكره ،ص .28-25
141
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
د .مراحل الكشف عن مركبات السلسلة الزمنية :اول خطوة الستخدام حتليل السلسلة الزمنية يبدأ من
خالل الكشف عن مركباهتا ،وهذا يتم وفق طريقتني اما عن طريق الرسم البياين ملعطيات الدراسةّ ،او
االختبارات اإلحصائية للسلسلة الزمنية.
➢ التحليل البياين للمعطيات :من خالل التمثيل البياين املبني يف الشكل أعاله (الشكل رقم)18-2 :
نالحظ انعكاس مركبات السلسلة الزمنية ،حيث يظهر االجتاه العام للسلسلة الزمنية Lمن خالل
الزايدة يف امليل سواء بقيمة موجبة او سالبة ،وتنعكس املركبات الفصلية Sمن خالل الشكل البياين
على قمم او اخنفاضات تقع بشكل منتظم حيدد من خالله فرتة حدوث هذه الظاهرة ( فصل-
شهور) ،يف حني تظهر املركبات العشوائية Iيف شكل تذبذابت عشوائية أتثر على اجتاه السلسلة
1
الزمنية.
➢ التحليل االحصائي( :االختبارات اإلحصائية) ال يعترب التحليل البياين ملركبات السلسلة الزمنية
كافيا ،لذا يتم حتليل معطيات السلسلة الزمنية ابستخدام اختبارات إحصائية وأدوات القياس
االقتصادي لكشف مركبات السلسلة الزمنية ،واليت تنقسم بدورها إىل نوعني ،االختبارات الالمعلمية
Non-Parametric testsوهي األدوات اليت ال ختضع ابلضرورة اىل اي توزيع إحصائي،
2
واالختبارات املعلمية (.)Parametric test
املطلب الثالث :األساليب والتقنيات العلمية املستخدمة يف التنبؤ ابلعرض على املوارد البشرية
بعدما رأينا سابقا خمتلف األساليب اليت حتدد الطلب املستقبلي على املوارد البشرية كما ونوعا ،فال بد
املرور مبرحلة حتليل هذه التنبؤات يف ضوء املوارد البشرية احلالية واملعروض املتنبئ به مستقبال ،حبيث ستسمح
مرحلة حتليل العرض إىل إمكانية الوصول إىل حجم ،تركيبة ،ومهارات املوارد البشرية املتاحة .وإلجراء هذا
التحليل البد على املؤسسة اعتبار املوارد البشرية ،عبء العمل ،واملهارات مكوانت متكاملة ،وأهم ما ميكن أن
توفره تركيبة امل وارد البشرية داخل املؤسسة لعملية التنبؤ ابلعرض هو تعداد املوارد احلالية ،تدفقاهتم يف الرتقية،
النقل ،الفصل ،ابإلضافة إىل ترك اخلدمة هنائيا ،ومن خالل دراسة هذه البياانت ميكن معرفة التغريات اليت
_________________________________________________________________________
_
. 1حممد شيخي" ،طرق االقتصاد القياسي" ،دار ومكتبة احلامد للنشر ،عمان ،األردن ،ط ،2009 ،1ص .198
.2مولود حشمان ،مرجع سبق ذكره ،ص .30
142
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
ستطرأ على حجم املوارد البشرية .ومن بني أهم املعطيات املتعلقة هبيكل املوارد البشرية وتركيبته اليت وجب
توفرها جند:
-املستوى التعليمي.
-املستوى ألتأهيلي .Les Catégories Socioprofessionnelles
-اهليكل التنظيمي للمؤسسة.
-اجلنس.
-السن.
-سنوات اخلدمة واستحقاق التقاعد.
كل هذه البياانت تساعد القائمني على عملية التنبؤ ابلعرض من املوارد البشرية إبعطاء معلومات
قيمة حول عدة جماالت مثل تعداد األفراد املعنيني ابلتقاعد ،معدل دوران املوارد البشرية يف مرحلة ما مستقبال،
وابلتال ميكن التنبؤ ابلتغيري احملتمل على تركية البشرية للمؤسسة الناتج عن :االستقاالت ،الوفيات ،التقاعد،
النقل ،الرتقية ...اخل ،ومن بني أهم املؤشرات اليت تساعد على قياس ومتابعة حركة املوارد البشرية يف املؤسسة
واحتمالية استمرارها مستقبال بنفس الوترية أو مبعدالت خمتلفة جند:
• نسبة دوران العمل = Turnover :عدد العمال املنصرفني خالل سنة /nمتوسط العمال خالل نفس
السنة n
• معدالت االستقالة = Taux de demission:عدد االستقاالت خالل سنة /nعدد املنصرفني يف
سنة n
• مقياس االستقرارية = Mesure de stabilité:عدد العمال يف هناية السنة /عدد العمال يف بداية
السنة
• معدالت الغياب =Taux d’Absence :ساعات الغياب خالل فرتة /xساعات املداومة خالل نفس
الفرتة x
• معدالت الرتقية = Taux de Promotion:عدد العمال املؤقتني /عدد العمال الدائمني
• مؤشر =Graviteمدة الغياب الكلية /عدد العمال
• مؤشر التسريح =Taux de licenciement :عدد املسرحني /متوسط العمال
143
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
كما جيب التنويه أنه قبل الشروع ب عملية منذجة املعروض من املوارد البشرية احلالية ،على املؤسسة
األخذ بعني االعتبار مجيع العاملني لديها مبا فيهم العمال الدائمني ،املؤقتني ،وحىت أصحاب العقود،1
ومن بني أهم األساليب اليت ميكن استخدامها للتنبؤ ابلعرض من املوارد البشرية جند:
.1مصفوفة االنتقال:
أسلوب مصفوفة االنتقال هو عبارة عن إسقاط لتحليل سالسل ماركوف Marcov Analysisعلى
التنبؤ ابملعروض ابملوارد البشرية يف فرتة مستقبلية بناء على تقدير حجم ،نوعية وتركيبة املوارد البشرية للمؤسسة
مع األخذ بثبات بقية العوامل اليت من املمكن أن تؤثر على هذه الرتكيبة البشرية وابلتال ميكن إجراء حماكاة
للتنبؤ ابلرتكية املستقبلية للمعروض من املوارد البشرية.
كما يعتمد هذا األسلوب على دراسة التغريات املختلفة ابعتبارها حركة من موقف أو حالة معينة يف
زمن معني إىل موقف آخر أو حالة أخرى يف زمن الحق ،2وإعطاء نسبة حلدوث هذا االنتقال فإن نسبة
االحتمال ميكن استخدامها للتنبؤ ابجتاه التغري من الوضع األول اىل الوضع الثاين ،ومن بني احلاالت اليت يتم
فيها استخدام مصفوفة االنتقال هي:
• مغادرة املؤسسة ألي ظرف كان (استقالة -فصل -تقاعد -وفاة -مرض -إصابة-تربص-
إقالة -تقاعد مسبق)...
• االنتقال من وظيفة إىل وظيفة أخرى مع مراعاة املسار الوظيفي (نقل-ترقية)
من جهة أخرى يقوم بناء املصفوفة على عدة فرضيات هي:3
• توفر بياانت دقيقة ومفصلة لدى إدارة املوارد البشرية للمؤسسة عن حركة املوارد البشرية من وإىل
الوظائف املختلفة فيها ،وأن تكون تلك البياانت عن سلسلة زمنية طويلة نسبيا ( 05سنوات
مثال) ،وميكن حتويلها إىل صورة نسب واحتماالت.
• الثبات النسيب حلركة املوارد البشرية – االلتحاق والرتك للوظائف ومن اجل تطبيق األسس أو
الفرضيات السابقة.
_________________________________________________________________________
_
1 . Ann Cotten, OP, CIT, p15.
. 2القطحاين حممد بن دليم " ،إدارة املوارد البشرية – حنو هنج اسرتاتيجي متكامل ،"-العبيكان للنشر ،الرايض ،ط ،2015 ،4ص .87
. 3عشوي نصر الدين ،مرجع سبق ذكره ،ص .157
144
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
فرضا أن البياانت التالية هي من سجالت قسم املوارد البشرية إلحدى املؤسسات عن فرتة مدهتا مخسة سنوات
وأن حركة األفراد هي بني ثالثة وظائف.
-نرمز للوظيفة األوىل ابحلرف ()A
-نرمز للوظيفة الثانية ابحلرف ()B
-نرمز للوظيفة الثالثة ابحلرف ()C
-ترك اخلدمة يف كل من هذه الوظائف واليت نرمز هلا ابحلرف (.)D
وحلساب النسب أو االحتماالت املقابلة هلذه احلركة ،جيب أن نتبع اخلطوات التالية:
▪ حصر عدد املوارد البشرية يف كل وظيفة من الوظائف الثالثة ،يف بداية كل سنة من السنوات اخلمسة.
▪ استخراج تعداد املوارد البشرية الذين بقوا يف كل وظيفة يف هناية كل سنة ممن كانوا فيها يف بداية
السنة ،وعدد الذين تركوا الوظيفة لشغل واحدة من الوظائف األخرى خالل السنة ،وعدد الذين تركوا
اخلدمة ابلنسبة لكل وظيفة.
▪ حساب حجم املوارد البشرية يف كل وظيفة يف بداية السنوات اخلمس.
▪ جمموع املوارد البشرية الذين بقوا يف كل وظيفة ،ممن كانوا فيها يف بداية السنة لكل من السنوات
اخلمس ،وكذلك تعداد املوارد البشرية الذين انتقلوا ليشغلوا واحدة من الوظيفتني األخريني خالل
السنوات اخلمس ،وعدد الذين تركوا اخلدمة ابلنسبة لكل وظيفة.
▪ حتديد نسب املوارد البشرية ،الذين بقوا يف كل وظيفة ،ونسب الذين انتقلوا منها إىل كل من الوظيفتني
األخريتني ونسب الذين تركوا اخلدمة يف كل وظيفة.
وبعد تطبيق اخلطوات السابقة على البياانت املأخوذة ميكن حساب احتماالت حركة املوارد البشرية
وبناء مصفوفة االنتقال واليت يعرب عنها ابملخطط التال:
145
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
_________________________________________________________________________
_
. 1عشوي نصر الدين ،مرجع سبق ذكره ،ص .172
146
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
ومبا أن غالبا ما يعود اتركي اخلدمة من املوارد البشرية إىل وظائفهم فإن:
-احتمال االنتقال من ( )Dإىل ( )Aخالل السنة = صفر.
-احتمال االنتقال من ( )Dإىل ( )Bخالل السنة = صفر.
-احتمال االنتقال من ( )Dإىل ( )Cخالل السنة = صفر.
P4j=0 أي أنj=1,2,3 :
و ما مييز املصفوفة [:P =]Pij
أن كل عناصرها غري سالبة ألهنا متثل احتماالت. -1
جمموع قيم عناصر كل سطر فيها يساوي الوحدة. -2
أي أن:
n
i Pij = 1 i, j = 1, r / Pij > 0 i, j = 1, r
وكل مصفوفة تتوفر فيها اخلاصيتان (أ) و(ب) تدعى مصفوفة عشوائية ،ويالحظ أبن اخلاصية
n
تدل على أن Pij<1 :مهما كانت iو ،jوهذا منطقي ألن كال من Pijهو i Pij = 1
احتمال.
n (n )
P = Pij نرمز للقوة رقم nللمصفوفة Pبـ:
إذا كانت Pمصفوفة عشوائية ،فإن Pijميثل احتمال أن تتحرك اجملموعة (أو الغرض) من احلالة ()I
إىل احلالة ( )Jيف فرتات زمنية عددها ،nويتبع ذلك أن ) P(nتكون مصفوفة عشوائية .إذا ومن واقع هذه
املعلومات ،إذا أردان التنبؤ مبصري من يشغلون اآلن الوظيفة ( )Aأو ( )Bأو ( )Cيقتضي ذلك رفع مصفوفة
التنقل إىل قوة ،nحيث أن nمتثل عدد السنوات املطلوب التنبؤ هبا.
147
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
148
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
إمكانية اللجوء إىل سوق العمل اخلارجي إذا ما مل تتوفر املوارد البشرية املناسبة لإلحالل ،أو أهنا ستأخذ مدة
أطول الكتساب اخلربة واملهارة املطلوبة ،1الشكل املوال مثال عن خريطة إحالل إلمكانية شغل منصب مدير
أحد الوحدات املفرتضة:
الشكل ( :)20-2خارطة إحالل
املدير
م .السعيد A/2
مساعد املدير
ع .حممد A/2
س .عبد احلق B/3
مدير مصلحة املوارد البشرية مدير قسم احملاسبة مدير قسم اإلنتاج
ح.ج عبد القادر A/1 م .سناء C/2 ن.ب غازي A/1
ع.ع فتحي B/1
األداء احلال إمكانية الرتقية
-1أداء عال -Aقابل للرتقية اآلن
-2أداء فوق املتوسط -Bحباجة إىل تنمية وتطوير
-3أداء مقبول -Cغري مرشح للرتقية
-4أداء ضعيف
Source: Scott Snell & George Bohlander, « Managing Human Resources », Cengage
Learning, 2012, p63.
من خالل الشكل السابق ولقراءة اخلريطة بشكل أفضل ،فهي متثل من هم األفراد األقرب لتول كل
منصب من املناصب املذكورة يف الشكل أعاله ( على سبيل املثال) فمثال يف حالة شغور منصب مساعد
املدير فنجد أنه فيه شخصني مرشحني إلستخالفه والفرد األقرب لذلك هو (ع.حممد) وهذا راجع لدرجته
_________________________________________________________________________
_
. 1جنم العزاوي وعباس حسني جواد " ،الوظائف اإلسرتاتيجية يف إدارة املوارد البشرية " ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع :عمان-األردن،
،2010ص.98
149
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
A2أي قابل للرتقية اآلن ويتميز أبداء فوق املتوسط بغض النظر عن الشخص الثاين الذي هو حباجة لتنمية
مهاراته وأداءه مقبول ،B3ونفس األمر سينطبق على املستوى األقل (مدراء األقسام).و للمفاضلة بينهم
ستكون على أساس نفس املعايري املوضوعة مسبقا واليت تتمثل يف- :اخلربة – عدد سنوات العمل – تقييم
األداء ،قابلية الرتقية ،املهارات ....احل.
150
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
_________________________________________________________________________
_
1 . Paul Turner, « HR Forecasting, and Planning», CIPD Publishing, 2002, pp137-138.
151
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
حيث يلخص اجلدول التال مجلة من اإلجراءات التصحيحية لتعديل تركيبة املوارد البشرية ،جند منها
اإلجراءات الكمية ،والنوعية:1
جدول ( :)6-2اإلجراءات التصحيحية على اجلانب الكمي
حالة الفائض :الطلب> العرض حالة العجز :الطلب> العرض اإلجراءات التصحيحية
حتويل داخلي أفقي/عمودي ،وإعادة تعديالت داخل حميط املؤسسة:
التدريب. حتويل ،نقل داخلي (أفقي/عمودي) -تعديالت على تعداد املوارد البشرية
رفع إنتاجية العمل وختفيض االحتياجات خلق نشاطات اإلحالل. -تعديالت على حجم العمل
من خالل إعادة تنظيم العمل.
تغيري أوقات العمل ،العمل بدوام جزئي. ساعات إضافية ،العمل بطريقة املناوبة. -تعديالت على ساعات العمل
_________________________________________________________________________
_
1. P.Gilbert, 2011, op cit, p 86.
152
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
_________________________________________________________________________
_
. 1بن محودة يوسف ،مرجع سبق ذكره ،ص 74-73
153
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
القيام بتلك األعمال اجلديدة ،مع إعطائهم حافزاً على التدريب ،ويعترب هذا األسلوب أفضل من
األساليب اليت سبق ذكرها
_________________________________________________________________________
_
. 1أمحد ماهر ،مرجع سبق ذكره ،2014 ،ص.191
154
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
• تكبي الوظائف :ويف هذا األسلوب يتم إضافة بعض املهام أي الوظيفة حبيث يتمكن شاغل الوظيفة
من القيام أبعباء عمل أكرب ،وذلك ينعكس أثره على زايدة اإلنتاجية من انحية وتنويع خربات األفراد
من انحية أخرى.
• إحالل التكنولوجيا حمل املوارد البشرية :ويف هذا األسلوب تستطيع املؤسسة أن تبحث عن التطور
التكنولوجي يف جمال نشاطها ،والذي يسمح هلا بزايدة اآللية ،وإحالهلا حمل العنصر البشري ،والوصول
إىل نفس اإلنتاجية ،أو أعلى ،بنفس عدد العاملني أو أقل.
ب .إذا كان العرض يزيد عن الطلب يف سوق العمل:
يف هذه احلالة ال توجد مشكلة أمام املؤسسة يف اختيار العمالة الالزمة لسد العجز ،وتقوم هنا ابختيار
أفضل العناصر املتاحة يف سوق العمل وذلك من خالل اتباع أساليب اختيار دقيقة.
_________________________________________________________________________
_
1. J. Scoot Armstrong, « Selecting Forecasting Methods», SSRN Electronic Journal, December 2009. p8-
13.
155
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
طبيعة البياانت
تكاليف اخلربة يف التنبؤ مرتفعة وجود صراع بني صناع القرار طبيعة البياانت توقع تغيات كبية
اخلرباء املشاركون
تنبؤ اخلرباء األحكام التمهيدية التحليل املشرتك التنبؤات املتعمدة حتليل السيناريوهات املقارانت الكمية التنبؤ على أساا مناذج االقتصاد القياسي
أسلوب اخلرباء االستقراء
Expert forecasting Judgmental Conjoint Analysis Intentions Scenario Analysisi Analogies القواعد (مناذج السببية)
Bootstrapping
Source: J. Scoot Armstrong, « Selecting Forecasting Methods», SSRN Electronic Journal, 2009, p9.
156
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
من خالل الشكل أعاله يف حالة ما إذا كان فيه الكثري من البياانت ،فيجب أوال حتديد ما إذا كانت
هنالك معلومات حول العالقات التأثريية بني املتغريات (متغري مستقل ومتغري اتبع) اليت من املمكن أن توجد
وما إذا كانت أحجام هذه املتغريات معروفة أم ال .إذا كانت املعرفة التأثريية للعالقة بني املتغريات متاحة،
فسيتم استخدام النماذج السببية .ويف حالة ما إذا كانت التغريات الكبرية غري حمتملة ،فإننا نعتمد تقنيات
استخراج البياانت ( .)Data Mining Techniquesويف حالة ما إذا كانت الظروف غري واضحة ،يتم اجلمع
بني العديد من التقنيات املناسبة للحصول على التنبؤات.
كما نالحظ يف اجلانب األيسر للشكل أنه يف حالة إذا كانت معرفة الباحث للعالقات والبياانت
املعروضة ضعيفة (افتقار إىل املعرفة ابلعالقات املتوقعة) ،وطبيعة البياانت اليت تكون متاحة هي بياانت
مقطعية ،فسيتم اللجوء يف هذه املرحة إىل مقارنة السياسات البديلة فإذا تعذر األمر فإننا نستخدم أسلوب
املقارنة .Analogiesأما يف اجلانب األمين للشكل نالحظ أن استقراء السالسل الزمنية خيار معقول يف حالة
كانت معرفة القائم بعملية التنبؤ مبجال البحث غري متوفرة ،وكانت السلسلة الزمنية مستقرة.
أما فيما خيص اخلط املتقطع األمحر املوجود على الشكل فهو يوضح األسلوب الذي سيتم على أساسه
استخدام مناذج االحندار اخلطي يف جانب التنبؤ ابلكلب على املوارد البشرية تبعا للبياانت اليت مت احلصول
عليها من قبل املؤسسة حمل الدراسة والعالقة اليت تربطها ببعضها البعض.
157
مدخل نظري للتسيي التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة الفصل الثاين:
حاولنا يف هذا الفصل من الدراسة اإلملام قدر اإلمكان بكل ما يتعلق نظراي مبوضوع التسيري التنبؤي
للموارد البشرية ،انطالقا من االطالع على أهم املناهج الكالسيكية اليت سبقت التسيري التنبؤي من ختطيط للموارد
البشرية مرورا بعملية التخطيط االسرتاتيجي ،وصوال يف إىل منهجية التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف الفصل الثاين
الذي عرضنا فيه خمتلف األساليب العلمية (الكمية – النوعية) املتبعة يف عملية التنبؤ ابملوارد البشرية سواء للتنبؤ
ابلطلب على املوارد البشرية من جهة ،أو ابملعروض منها إىل غاية أخر مرحلة وهي حتليل الفجوة وتصحيحها من
خالل اختاذ القرارات املالئمة يف الوقت املناسب نضف إىل ذلك اخلطوات العملية املفروض إتباعها لغرض تطبيق
التسيري التنبؤي للموارد البشرية على مستوى املؤسسة انطالقا من حتليل البيئة الداخلية و اخلارجية للمؤسسة عن
طريق دراسة املتغريات البيئية املؤثرة على هذه العملية مرورا بتحليل أهداف و خطط املؤسسة اإلسرتاتيجية وهذا
بغرض إعادة ضبط إسرتاتيجية املوارد البشرية ،لتأيت فيما بعد مرحلة صياغة املشاريع و اإلسرتاتيجيات على هيئة
خمططات من خالل دراسة و حتليل الطلب الكمي و النوعي للموارد البشرية من جهة ،ومن جهة أخرى دراسة و
حتليل الوضع احلال للموارد البشرية املتاحة(العرض) و تشخيص الفجوة فيما بينهما ،و كأخر مرحلة تطوير مراقبة
وإعادة تقييم خمطط عمل املوارد البشرية لتصحيح الفروقات من خالل وضع إسرتاتيجيات بغرض تقليص الفجوة.
ث يف أخر الفصل مت التطرق إىل شجرة اختيار األسلوب األنسب للتنبؤ اليت تعتمد أساسا على طبيعة البياانت
املتوفرة لدى القائم بعملية التنبؤ وما مدى معرفته لطبيعة العالقة اليت تربط بني خمتلف البياانت وتعداد املوارد
البشرية.
158
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
متهيد:
سنقوم يف هذا اجلانب مبحاولة إسقاط ما ورد يف اجلزء النظري اعتمادا على البياانت واملعطيات اليت
حتصلنا عليها من املؤسسة حمل الدراسة ،للخروج خبطة إلدارة املوارد البشرية تساعد متخذي القرار داخل املؤسسة
للتنبؤ مستقبال بتسيري املوارد البشرية يف أحسن الظروف و أبقل تكلفة ممكنة ابعتبار إن العامل الزمين جد مهم يف
عملية التنبؤ ابملوارد البشرية ابالعتماد على معطيات األعوام املاضية.
حيث سنعتمد يف هذا اجلانب على معطيات مت مجعها من خالل إجراء مقابلة مع جمموعة من إطارات
مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية جباية مبا فيهم مدير املوارد البشرية ومساعديه ،حبيث يتضمن هذا الفصل
تعريف شامل للمؤسسة حمل الدراسة مرورا ابهليكل التنظيمي ،موقع إدارة املوارد البشرية فيه والسياسة املتبعة،
ابإلضافة إىل حجم وتوزيع املوارد البشرية ،رقم األعمال ،والكتلة األجرية منذ سنة 2002إىل غاية -01-31
. 2020ث يتبعه صياغة منوذج رايضي للقيام بعملية التنبؤ ابلطلب املستقبلي على املوارد البشرية من خالل
ودراسة حجم املوارد البشرية الضائعة بغرض احلصول على العرض الداخلي املتنبئ به من اجل القيام بعملية املقارنة
النهائية وحتليل الفجوة وتصحيح االحنرافات سواء يف حالة الفائض أو العجز وما هي اإلجراءات اليت وجب على
املؤسسة إتباعها لتقليص حجم الفجوة.
160
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
اخلارجية الذي حدث يف أوائل التسعينيات ،حيث ومنذ استقالل اجلزائر شهدت صناعة األغذية الزراعية حتوالت
عميقة للغاية أثرت على العديد من األنشطة اليت مشلتها كل وفقا خلصوصياهتا ،كما تعترب مؤسسة سيفيتال وحدة
صناعية متكاملة ،يرتكز نشاطها بشكل أساسي يف قطاع األغذية الزراعية (تكرير الزيت والسكر ،املنتجات
املشتقة ،جتارة احلبوب ،توزيع املنتجات املعدة لالستهالك البشري واحليواين ،املشروابت الغازية والعصائر) حيث
شهدت اجملموعة الصناعية منوا كبريا وعززت موقعها الرايدي يف قطاع األغذية الزراعية يف اجلزائر وتعتزم متابعة منوها
واستغالل أوجه التآزر من خالل دفع تكامل األنشطة الغذائية الزراعية وتطوير األنشطة يف هذا القطاع مع
إمكاانت منو عالية.1
__________________________________________________________________________
. 1واثئق داخلية للمؤسسة
161
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
-حجم املؤسسة وقوهتا التفاوضية الراجع للحصص السوقية املستثمرة مقارنة ابملؤسسات العاملة يف نفس
قطاعات النشاط.
-وجود شبكة توزيع تغطي كامل الرتاب الوطين.
كما تتضح رؤية مؤسسة سيفيتال من خالل مالكها السيد يسعد ربراب ،الذي يرى أن الفكرة هي نقل
اجلزائر إىل مرحلة م ا بعد النفط والتحول من بلد مستورد إىل مصدر ،كما يهدف إىل رفع حجم رقم األعمال إىل
25مليار دوالر حبلول سنة 2025الذي سيقابله استقطاب موارد بشرية ما يقارب 100ألف أي فتح ابب
التوظيف ألكثر من 80ألف يف غضون 05سنوات قادمة مبعدل 16ألف كل سنة.1
جملس اإلدارة
مديرية املشرتايت
__________________________________________________________________________
1 . https://www.cevital.dz/le-fondateur-bio-et-vision-ar/
162
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
مديرية املالية مديرية مديرية املوارد مديرية نظام مديرية البحث مديرية
واحملاسبة التسويق البشرية املعلومات والتطوير املشرتايت
قطب الصناعة
الزراعية والتوزيع
قطب السيارات
املصدر :مديرية املوارد البشرية للمؤسسة.2020 ،
واخلدمات
قطب الصناعة
من خالل الشكلني أعاله للهيكل التنظيمي للمجمع مبختلف فروعه قبل وبعد سنة ،2016نالحظ أن اجملمع
انتقل من مخسة أقطاب إىل ثالثة متاشيا مع إنشاءه لعدة مصانع واستثمارات جديدة.
أما خبصوص مؤسسة سيفيتال حمل الدراسة (قطب الصناعة الغذائية) هي مؤسسة مسامهة خاصة يف
شكلها القانوين .حيث مت إنشاؤها يف عام 1998أبموال خاصة .واملسامهون الرئيسيون يف املؤسسة هم السيد
أسعد ربراب وأبناؤه .ويقع املكتب الرئيسي للمؤسسة يف الرصيف اجلديد خلف ميناء جباية .وكما ختضع املؤسسة
للقانون التجاري ومجيع النصوص التشريعية والتنظيمية الالحقة .هي متخصصة يف صناعة املواد الغذائية .ومن أهم
املراحل التارخيية اليت مرت على بناء مؤسسة سيفيتال جند:1
:1995إنشاء Agro-Grainالسترياد وتوزيع املنتجات الصناعية الغذائية.
:1998إنشاء مؤسسة سيفيتال (ش.ذ.أ) للصناعات الغذائية.
:1999دخول مصنع تكرير النفط حيز اإلنتاج وإطالق العالمة التجارية األوىل لسمن املائدة عال اجلودة
٪100عباد الشمس حتت اسم "."Fleurial
__________________________________________________________________________
. 1واثئق داخلية للمؤسسة – اجلزائر.-
163
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
__________________________________________________________________________
1 . http://www.cevital-agro-industrie.com/ar/page/le-groupe-cevital-agro-industrie-p6
164
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
.1مديرية التسويق :لتحقق املؤسسة أهدافها ،تعتمد مؤسسة سيفيتال على التسويق لعالماهتا التجارية وسلسلة
منتجاهتا ،وقاعدهتا األساسية هي املعرفة التامة ابملستهلكني ،احتياجاهتم واستخداماهتم وكذلك مراقبة األسواق
الدولية واألسواق املنافسة ،حيث تقدم فرق مديرية التسويق توصيات وحلول يف جمال االبتكار ،التطوير ،اإلعالن
وترويج على عالمات املؤسسة التجارية ،بعد ذلك يتم تنفيذ هذه التوصيات ،اليت يتم التحقق من صحتها ،من
قبل ابقي املديرايت واأل قطاب الصناعية(مديرية التطوير ،األقطاب الصناعية ،املبيعات ،املالية واحملاسبة) وهذا
ابلتنسيق مع مديرية التسويق إىل غاية اإلطالق الفعلي ومرحلة التقييم.
.2املديرية التجارية :تعترب مديرية التجارة هي املسؤولة عن اخلدمات التجارية جلميع أنواع املنتجات وتطوير
ملفات زابئن املؤسسة ،من خالل إجراءات البحث أو الرتويج للمشاريع التكنولوجية احلديثة ،من خالل اتصاهلا
املباشر مع زابئن املؤسسة ،تتوفر لدى هذه املديرية مهارات التعامل لغرض جذب اهتمام الزابئن احملتملني
مستقبال.
.3مديرية نظم املعلومات :تضمن هذه املديرية توفري كل ما يتعلق بتكنولوجيا املعلومات الالزمة لدعم وحتسني
نشاطات املؤسسة ،إسرتاتيجيتها ،ابإلضافة إىل األداء ،لذلك جيب على العاملني هبذه املديرية ضمان االتساق بني
موارد تكنولوجيا املعلومات واالتصاالت املتاحة للمستخدمني ،والقيام بتحديثها ،وكذا إتقاهنم التقين ،ضف عليه
تشغيلها بشكل دائم وآمن ،كما حتدد يف إطار اخلطط متعددة السنوات التغيريات املطلوبة وف ًقا ألهداف املؤسسة
والتقنيات احلديثة.
.4مديرية املالية واحملاسبة :تستند مهمتها يف إعداد وحتديث امليزانيات املتعلقة ابلعمليات احملاسبية ،وإعداد
البياانت احملاسبية واملالية وف ًقا للمعايري ،ممارسة الرقابة اإلدارية ،وتقدي تقارير دورية عن كل العمليات.
165
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
-تعترب مديرية املوارد البشرية املسؤول األول عن إدارة املسارات املهنية ،وهي من حتدد احتياجات التنقل.
-إدارة األداء واملكافآت؛
-تدريب املوارد البشرية؛
-مساعدة اإلدارة العامة واملديرين يف اإلجراءات التأديبية؛
-املشاركة مع اإلدارة العامة يف تطوير سياسة االتصال من أجل تطوير التزام املوارد البشرية ابألهداف اليت
وضعتها املؤسسة.
.6املديرية الصناعية –قطب املواد الدمسة :-تتمثل مهمة املديرية الرئيسية يف تنقية الزيوت النباتية املختلفة
وتكييفها ،كذلك إنتاج كل األنواع املختلفة من السمن والزبدة ،حيث أن مجيع املنتجات معدة لالستهالك املباشر
ويتمثل هدف هذه املديرية على ارضاء السوق احمللي من جهة والتصدير من جهة أخرى من خالل منتجات
ابلنوعية والكمية املطلوبتني.
.7املديرية الصناعية –قطب السكر :-تتكون مديرية قطب السكر من 04وحدات إنتاج :معمل تكرير
السكر الصلب ،مصفاة السكر الصلب ،وحدة السكر السائل ،ووحدة لتكييف السكر اليت دخلت حيز اخلدمة
يف مارس ،2010وتتمثل مهمتها يف إنتاج السكر الصلب والسائل وفقا ملعايري اجلودة واحلفاظ على البيئة
الطبيعية وسالمة الزابئن.
-إعداد ،صيانة وحتسني خمتلف األنظمة واملعايري املتعلقة ابإلدارة لتتوافق مع املعايري الدولية؛
-السهر على احرتام اللوائح والتعليمات املتعلقة بتنظيم العملية اإلنتاجية وكذا تلك املتعلقة ابلبيئة والسالمة
املهنية؛
-ضمان سالمة املوارد البشرية واستدامة املؤسسة؛
-مراقبة وضمان جودة مجيع منتجات سيفيتال وتلبية متطلبات الزابئن.
166
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
املدير املساعد
املديرية الصناعية
مديرية املوارد مديرية املالية و املديرية الصناعية مديرية املديرية الصناعية مديرية املديرية مديرية مديرية البحث
مديرية التوريد -قطب السكر و
البشرية احملاسبة -قطب املواد الدمسة- التموين -قطب املشروابت- التسويق التجارية اجلودة و التطوير
مشتقاته-
مديرية نظام وحدة تصفية الزيت وحدة تصفية السكر بسعة 3500طن قطب القصر
املعلومات
للمشروابت
وحدة تكثيف الزيت وحدة لتصفية السكر بسعة 3000طن
قطب اللة خدجية
وحدة الدهنيات وحدة لتكثيف السكر
للمياه املعدنية
وحدة التغليف وحدة الطاقة
167
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
املطلب الثالث :إدارة املوارد البشرية مبؤسسة سيفيتال – جباية –
أ .ختطيط املوارد البشرية :تعترب مؤسسة سيفيتال أن احتياجاهتا للتوظيف واملهارات املطلوبة يدخل ضمن إيطار
أدوات التخطيط للمدى املتوسط للموارد البشرية اليت تنتج عن اإلسرتاتيجية املوضوعة من قبل املؤسسة ككل
وتسعى إىل تنفيذها .كما أن سياسة املوارد البشرية اليت حددهتا املؤسسة يف ختصيص املوارد البشرية ابلكمية
والنوعية املطلوبة أتخذ بعني االعتبار التغيريات احملتملة اليت ستطرأ على بيئة األعمال وابلتال على الوظائف داخل
املؤسسة ،حيث تست ند هذه السياسة يف املقام األول على االستخدام األمثل للموارد البشرية املتاحة وتعزز العمالة
الداخلية يف إطار مبادل التنقل داخل املؤسسة ابختالف فروعها وأقطاهبا.
ابإلضافة إىل ذلك قامت املؤسسة إبنشاء موقع خاص لطاليب العمل لديها (http://cevital-
) /recrute.comحىت يتسىن هلا إنشاء قاعدة بياانت حول سوق العمل اخلارجي يف حالة ما إذا فتح
__________________________________________________________________________
. 1واثئق داخلية للمؤسسة.
168
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
املؤسسة فتح ابب التوظيف (أنظر امللحق ،)04 :1وللحصول على الكفاءة املتساوية واملؤهالت ،تُعطى املؤسسة
األولوية للتوظيف الداخلي ،سواء عن طريق النقل ،الرتقية أو اإلعارة عند االقتضاء ،أو عن طريق النقل من الفروع
التابعة للمؤسسة إىل أخرى.
ابإلضافة إىل كل هذا متر عملية التوظيف مبؤسسة سيفيتال من جانب طاليب العمل ابملراجل التالية:2
-إيداع السية الذاتية :CVكغريها من املؤسسات يف أي عملية توظيف ،تتطلب هذه العملية يف مؤسسة
سيفيتال مرحلة أولية وهي مجع السري الذاتية والرسائل التحفيزية لطاليب العمل .على هذا النحو ،متنحك
املؤسسة الفرصة للتقدم داخل إحدى فروعها املختلفة من خالل الرد مباشرة على عروضها أو إبرساهلا
تلقائيا عرب احلساب الشخصي لطالب العمل يف موقعها الرمسي ،حيث ختضع مجيع السري الذاتية املستلمة
للتحليل من قبل فرق التوظيف لدى مديرية املوارد البشرية.
-االختيار األويل :تتكون هذه اخلطوة األوىل يف عملية التوظيف من حتديد املرشحني الذين مت قبول ملفاهتم
الشخصية واليت تليب متطلبات الوظيفة املطلوب شغلها بعدها يتم إرسال استدعاءات من أجل املقابلة مع
مسئول التوظيف ابملؤسسة ،حيث يرجع اهلدف األساسي للمقابلة هو معرفة مدى توافق ملفك الشخصي
ومشروعاتك املهنية مع الوظيفة وإمكانية التطوير اليت ميكن أن تضيفها إىل املؤسسة.
-االختيار :بعد اجتياز مرحلة االختيار األول ،يتم إجراء مقابلة مع الشخص املسؤول عن اهليكل الذي
يرتبط به الوظيفة املراد شغلها ،ابإلضافة إىل املدير املباشر .حيث أييت دورهم يف التحقق من صحة املهارات
التقنية املطلوبة هلذا املنصب .بعدها ي تم اختاذ قرار التوظيف على أساس املقابالت املختلفة وينتج عنه وعد
ابلتوظيف حيمل الصياغة الدقيقة للمنصب والراتب.
ب .استقطاب أفضل املواهب :وهذا يتم استنادا إىل:
-عملية اختيار واستقطاب املوارد البشرية ،يتبعها بعد ذلك برانمج إدماج لتسهيل تكييفها وتشغيلها؛
-دعم املوارد البشرية بربانمج اتصال للتعريف ابملؤسسة وفرص التطوير املهين والتنمية اليت تقدمها.
ج .التطوير الدائم للمهارات :وهذا عن طريق:
-إدارة تطلعيه جتعل من املمكن التنبؤ ابالحتياجات املستقبلية وختطيط أفضل للموارد؛
-برامج التدريب والتوجيه؛
__________________________________________________________________________
1 http://cevital-recrute.com/
2 http://cevital-recrute.com/index.php/processus-de-recrutement
169
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
-إنشاء "جامعة األعمال" أو مبا يسمى جامعة املؤسسة UCC؛
-وظائف مهنية تقدم آفاق تنموية.
د .املكافأة والتعويضات املنصوص عليهما يف نظام التعويض على أساس مبدأ اإلنصاف والتفاضل على أساس
املسامهات واألداء.
ابإلضافة إىل ما سبق ذكره حول سياسة وإسرتاتيجية املوارد البشرية يف مؤسسة سيفيتال ،فإن املؤسسة هلا
رؤية تتمثل يف: 1
-جعل وظيفة املوارد البشرية وظيفة استباقية وتفاعلية تتوقع احتياجات اجملموعة وتضمن التخطيط املثال
ملواردها؛
-ضمان ملوظفي اجملموعة التنمية املهنية املتناغمة واملنتظمة؛
-منح املوظفني بيئة عمل حمفزة؛
ضف إىل ما سبق ذكره فإن سياسة املوارد البشرية ملؤسسة سيفيتال تتمحور على ستة حماور أساسية يف إدارة
مواردها البشرية ،واليت تتمثل يف :املكافآت /األداء ،التوظيف /املسارات املهنية ،املهارات /التعلم
الشكل ( :)4-3الركائز األساسية لسياسة املوارد البشرية ابملؤسسة
LEADERSHIP
املصدر :واثئق داخلية ملديرية املوارد البشرية.
__________________________________________________________________________
1 . https://www.cevital.dz/nous-rejoindre-ar/
* PGI : Progiciel de Gestion Intégré
170
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
ه .التسيي التنبؤي للوظائف والكفاءات GPECمبؤسسة سيفيتال:
تعترب هذه الوظيفة ركيزة أساسية مبديرية املوارد البشرية ابملؤسسة ،ويظهر ذلك لوجود مصلحة خاصة
ابلتسيري التنبؤي للوظائف والكفاءات بقسم تطوير املوارد البشرية ،حيث تتمحور أهم األعمال اليت يقوم هبا
القائمون على هذه املصلحة يف:1
-تقييم أداء ومهارات املوارد البشرية؛
-جرد وحفظ مواصفات الوظيفية (التوصيف الوظيفي) لكل اهلياكل وحتديثها.
-إعداد املخططات التنظيمية.
-املشاركة يف املقابالت اخلاصة ابلتوظيف ،الرتقية.
__________________________________________________________________________
. 1املكلف ابلتسيري التنبؤي للوظائف والكفاءات ،وتطوير املهارات مبصلحة .GPEC
171
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
اجلدول ( :)3-3توزيع أفراد مديرية املوارد البشرية تبعا لطبيعة املهام العملية
النسبة% التعداد طبيعة املهمة
20.84 10 التسيي اإلداري لألفراد
18.75 09 الوسائل العامة
08.33 04 األجور
16.67 08 التوظيف
10.41 05 التكوين والتدريب
04.17 02 التسيي التنبؤي للوظائف والكفاءات
04.17 02 عالقات العمل
06.25 03 التقرير والتحليل
10.41 05 التأمني الصحية واألجتماعية
100 48 اجملموع
املصدر :من إعداد الباحث استنادا لبياانت مديرية املوارد البشرية للمؤسسة
التحليل الذي ميكن استخالصه من هذه البياانت املتعلقة بتوزيع أفراد مديرية املوارد البشرية وفقا لطبيعة
املهمة اليت يشتغلوهنا هو أنه التسيري اإلداري لألفراد حتتل مكانة ابرزة يف أنشطة مديرية املوارد البشرية مبؤسسة
سيفيتال بنسبة %20.84من التعداد الكلي ،وهذا يرجع ابلتأكيد إىل األمهية اليت تليها اإلدارة هلذه النشاطات،
حيث تتضمن هذه الوظيفة عمليا تسجيل كل املعلومات عن املوارد البشرية احلالية للمؤسسة مبا فيها بياانهتم
اخلاصة ،مؤهالهتم ،تواريخ الدخول واخلروج ،ضف إىل ذلك حركات املوارد البشرية من نقل ،ترقية ،فصل...اخل.
مع بداية سنة 2002كانت املؤسسة تتوفر على 1928عامل لريتفع تعدادها يف 31ديسمرب 2019
Catégorie من موارد دائمة ومؤقتة إىل 4359عامل موزعني حسب فئات املستوى ألتأهيلي
Socioprofessionnellesمنذ 2002إىل غاية سبتمرب 2020كما يلي:
172
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
اجلدول( :)4-3توزيع املوارد البشرية مبؤسسة سيفيتال -جباية – حسب املستوى التأهيلي
()2020-2002
تعداد املوارد البشرية Eff-RH
اجملموع Totale عمال تنفيذيون تقنيون وأعوان حتكم السنوات اإلطارات
Exécution Maitrises et Techniciens Cadres
1928 1523 166 239 2002
2290 1935 180 175 2003
2356 1755 279 322 2004
2563 1939 285 339 2005
3251 2268 355 628 2006
3428 1580 819 1029 2007
3453 1464 720 1269 2008
3506 1664 841 1001 2009
3516 1289 1145 1082 2010
3598 2511 392 695 2011
3648 1585 786 1277 2012
3662 1353 1236 1073 2013
3705 1482 1129 1094 2014
3994 2710 535 749 2015
4315 1931 1441 943 2016
4325 1848 1498 979 2017
4330 1791 1488 1051 2018
4359 2139 1347 873 2019
املصدر :من إعداد الباحث استنادا لتقارير مديرية املوارد البشرية ،قسم .RH-Reporting
اإلطارات 1
20.02 %
%49.08
تقنيون و أعوان 2
%30.90 التحكم
عمال تنفيذيون 3
173
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
ما يالحظ على الشكل واجلدول أعاله ،أنه ومنذ 2002نسبة العمال التنفيذيون يشكلون أكثر من
49.08%من تركيبة املوارد البشرية ابملؤسسة ،ث أييت بعدهم اإلطارات بنسبة 20.02%ن وأخر فئة هي فئة
أعوان التحكم والتقنيني بنسبة 30.9%.
كما جند أن حجم املوارد البشرية املشار إليها يف الشكل أعاله تتوزع عرب خمتلف األقطاب الصناعية
للمؤسسة من قطب الصناعي للسكر ،القطب الصناعي للمواد الدمسة والزيوت ،والقطب الصناعي للمشروابت،
ضف إليه هياكل الدعم املتمثلة يف املديرايت (املوارد البشرية ،املالية واحملاسبة ،التسويق:)... ،
(Directionsتشمل كل من :مديرية املوارد البشرية ،DRHمديرية املالية الداعمةSupport): *املديرايت
Suplly واحملاسبة ،DFCاملديرية التجارية ،DCمديرية البحث والتطوير ،D-R&Dمديرية األداء ،DPمديرية التوريد
،Chainمديرية نظم املعلومات ،DSIمديرية التسويق.DM
من خالل جدول توزيع املوارد البشرية مبؤسسة سيفيتال بني خمتلف أقطابه الصناعية وكذا املديرايت
الداعمة ميكن أن نالحظ أن القطب الصناعي للسكر ومشتقاته يشكل م نسبته %35،45من إمجال تعداد
املوارد البشرية ابملؤسسة ،تليه املديرايت الداعمة بنسبة ،%23،19ث بعد ذلك القطب الصناعي للمواد الدمسة
QHSE بنسبة ،%22،95ث القطب الصناعي للمشروابت واملياه املعدنية بنسبة %13،32وتليه يف األخري
بنسبة .%5،09
وما ميكن مالحظته ابإلضافة اىل ما سبق ،أن نسبة املوارد البشرية يف األقطاب الصناعية هي متكونة من
العمال التنفيذيون وهذا طبعا راجع ل طبيعة املهام واألنشطة اليت تدور داخل معامل اإلنتاج ،يف حني ابقي
املديرايت فهي تتشكل غالبا من نسبة أكرب من اإلطارات وأعوان التحكم من أجل التسيري احلسن للمؤسسة على
أكمل وجه.
174
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
الشكل ( :)6-3اهليكل التنظيمي ملديرية املوارد البشرية مبؤسسة سيفيتال – جباية-
175
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
-إاتحة مصدر واحد للمعلومات عن املؤسسة ميكن ألي فرد التعامل به؛
-تطوير وحتديث البنية التحتية يف تقنيات االتصال واملعلوماتية؛
-التخطيط ،التنسيق ،ومراقبة عمل املوارد البشرية؛
-السهر على مراقبة جودة اخلدمة املقدمة ملستخدمي أنظمة املعلوماتية داخل املؤسسة.
ابإلضافة إىل ذلك متلك مؤسسة سيفيتال برانمج لنظام معلومات املوارد البشرية اخلاص هبا املسمى
"( "CEVIRHامللحق )01ولقد مت تعميم استخدامه عرب كامل فروع اجملمع ،ويرجع اهلدف وراء استعمال هذا
الربانمج يف إدارة املوارد البشرية من أجل هذا جتميع ،ختزين ونشر املعلومات إىل اهلياكل املختلفة للمؤسسة ،هدفها
هو تقدي تغطية وظيفية كاملة قدر اإلمكان وتقليل التكاليف وأوقات التنفيذ.
يعترب هذا النوع من أنظمة املعلومات املوارد البشرية املسمى "برانمج إدارة متكامل )PGI( "1الذي يدمج
املكوانت الوظيفية الرئيسية لألعمال :القانونية ،احملاسبية ،املالية ،امليزانية ،واملوارد البشرية ،إخل .وهي مكونة من
عدة حزم برامج وتستند إىل قاعدة بياانت واحدة .كما أهنا متكن من إدارة وتسيري املوارد البشرية بكفاءة ،وتشكل
وتغطي عمليات املوارد البشرية التالية :كشوف CEVITAL أساس نظام معلومات املوارد البشرية داخل مؤسسة
(التسيري التنبؤي وGPEC املرتبات ،وإدارة شؤون املوظفني ( ،)GAPاخلدمات االجتماعية ،التوظيف ،التدريب،
للوظائف والكفاءات) ،ويساعد هذا الربانمج يف حل املشكالت املتعلقة ابإلدارة اليومية يف شؤون املوارد البشرية.
وإنشاء هذا التطبيق وتطويره راجع إىل املتخصصني من قسم تكنولوجيا املعلومات ابملؤسسة.
وابلنسبة ملديرية املوارد البشرية مبؤسسة سيفيتال فإن برانمج ( CEVRHأنظر امللحق )3-2-1هو أداة إدارة
قوية يعزز العملية اإلنتاجية من خالل ما حيتويه الربانمج من إعدادات تسمح ملستخدميه من التحكم ومراقبة كل
ما يتعلق إبدارة املوارد البشرية.
وأثناء تواجدان ابملؤسسة حمل الدراسة ،وعن طريق املالحظة واملقابالت اليت أجريناها مع خمتلف العاملني
مبديرية املوارد البشرية ،قمنا إبنشاء هذا اجلدول ( )4-3الذي يوضح خمتلف املعلومات اليت تعاجل على مستوى
مديرية املوارد البشرية بشىت أقسامها ،سواء من اجلانب التشغيلي العملني أو اإلسرتاتيجي:
__________________________________________________________________________
1 . P. Gilbert, 2006, op.cit, p 29.
مديرية نظم املعلومات ملؤسسة*
176
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
اجلدول ( :)4-3حتليل نظام معلومات املوارد البشرية مبؤسسة سيفيتال –جباية-
املعلومات املستخلصة البياانت املعاجلة طبيعة النشاط احملور
-عقود العمل -ملفات املوارد البشرية التسيري اإلداري لألفراد التشغيلي
-شهادات العمل
-اجلدول الزمين األمثل -سجالت ساعات العمل ختطيط املوارد البشرية
للموارد البشرية -أهداف اإلنتاج
-قيود توفر املوارد البشرية
-بياانت متعلقة ابلرواتب -بياانت احلضور والغياب إدارة الوقت والنشاط
-كشوف الرواتب -بياانت الرواتب املتغرية الرواتب
-التصرحيات ابلضمان -بياانت ملفات املوارد البشرية
االجتماعي واالقتطاعات -برانمج إعداد الرواتب
الضريبية
-بياانت حول الكتلة
األجرية
-تقييم الكتلة األجرية -بياانت الرواتب مراقبة ومتابعة الكتلة األجرية
-الشهادات الطبية -املتابعة املستمرة لصحة املوارد البشرية اخلدمات االجتماعية
-جدول الفحوصات الطبية
-اإلعالن عن الوظائف -السرية الذاتية والرسائل التحفيزية للمرشحني. التوظيف التسيري احملور
الشاغرة من اجل فتح ابب -تقارير مقابالت العمل. اإلسرتاتيجي التنبؤي
التوظيف أو الرتقية ،النقل. -خمزون املهارات للوظائف
-قائمة املرشحني الذين الداخلية -السرية الذاتية والرسائل التحفيزية للمرشحني. احلركة والكفاءات
سيتم اختيارهم من قبل مدير املسارات -تقارير املقابالت املهنية وإدارة
املصلحة املعنية. الوظيفية
-بطاقات رغبات االحتياجات التدريبية للموارد -برامج التدريب التدريبات والتكوينات املهنية
-التصرحيات الضريبية البشرية
-خط التدريب -اجلداول الزمنية للموارد البشرية.
-ميزانية التدريب -عروض التدريب الداخلي واخلارجي
-لوائح عمل فردية ومجاعية -تقارير حول األداء واملقابالت املهنية تقارير املوارد البشرية
خبصوص األجور ،املكافآت، -لوحة القيادة االجتماعية Tableaux De Reporting RH
177
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
املبحث الثاين :األدبيات التطبيقية ،وطريقة الدراسة
يتمثل اجلزء التطبيقي هلذه الدراسة يف إسقاط اجلانب النظري على املؤسسة حمل الدراسة من خالل تطبيق
أحد أساليب التنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية ،وهذا من خالل معرفة العالقة بني املتغريات املستقلة اليت أتثر يف
تعداد املوارد البشرية ،ومن ث املرور إىل التنبؤ ابلرتكيبة املستقبلية للموارد البشرية ابستخدام توزيع املوارد البشرية
حسب الفئات العمرية وبعدها أسلوب سالسل ماركوف االنتقالية ،حيث سيشمل هذا املبحث أهم األدبيات
اليت مت الرجوع إليها لتحديد معامل ومتغريات الدراسة سواء يف اجلانب النظري أو التطبيقي ،ضف إىل ذلك الطريقة
واألدوات املستخدمة يف مجع البياانت ودراستها.
من خالل الرجوع إىل خمتلف األدبيات واإلعمال االقتصادية وحتليل ما جاءت به ،سنجد أن هناك وفرة
من األحباث حول التسيري التنبؤي للموارد البشرية .حيث تركز هذه الدراسات بشكل رئيسي على تنبؤات بسوق
العمل بصفة عامة وتوقعات القطاعات املهنية ،أي ما هو معروض فقط .يف حني أهنا ال تشري إىل مناذج أو
أساليب علمية حمددة بدقة يف حتليلها للطلب على املوارد البشرية .ومن بني األعمال اليت مت االطالع على أهم ما
جاءت به خبصوص موضوع أطروحتنا من اجلانب التطبيقي وترتيبها زمنيا جند:
178
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
يف 1991مقال لربيسكوت 1 Prescottحول التنبؤ ابحتياجات املوارد البشرية يف القطاع الصحي. •
حيث قام بتطوير مكوانت حتليلية لنموذج شامل من خالل دراسة مخسة مناهج عامة وانقش أمهيتها لفهم
اختالل التوازن ،وخاصة النقص ،بني مقدمي اخلدمات الصحية.
ومن ث يف 1992اقرتح كل من كولب وستيكلر تدبرياً إحصائياً ميكن استخدامه الختبار الفرضية القائلة •
أبن التنبؤات توفر صورة دقيقة هليكل سوق العمل .واستخدموا هذا اإلجراء لدعم توقعات املوارد البشرية طويلة
األجل يف خمتلف الصناعات.
يطوران منوذج للتنبؤ االقتصادي يسمح ابلتنبؤ بتذبذابت منو العمالة على 2
1995ل ودورفمان •
مستوى احلكومات.
واستعرض فان دير الن يف سنة 1996الفئات الرئيسية اخلمسة للنماذج القائمة اليت توفر العرض •
والطلب اإلقليميني يف االحتاد األورويب .كما انقش التطبيق والسمات الرئيسية للنماذج ،وداللة على التغريات يف
االجتاه االقتصادي للتنمية يف املستقبل.
يف نفس السنة " "1996جند مقال لـ وارد Ward3الذي تطرق فيه إىل ستة نقاط متعلقة بعملية •
التسيري التنبؤي للموارد البشرية وهي عبارة عن تقنيات للتنبؤ ابلطلب :مدخالت اإلدارة املباشرة Direct
،Managerial Inputطريقة أفضل تقدير ،Best Guessالنسب التارخيية ،Historical Ratiosحتليل
العمليات ،Process Analysisابإلضافة اىل الطرق اإلحصائية األخرى وحتليل السيناريو Scenario
.Analysis
يف 1998توصل كل من بورغانز وويليامز 4اىل انه يف جمال التنبؤ ابملوارد البشرية ،يتم حتليل تطورات •
سوق العمل من حيث النقص والفوائض .حيث ان هذا النهج املتبع يهمل كثريا مرونة سوق العمل ،املوجودة يف
معظم مناذج سوق العمل االقتصادية العاملية .حيث أظهروا من خالل احباثهم أن التفسري املناسب للفجوات يف
تنبؤات املوارد البشرية ال تستبعد التشغيل الكامل آللية تبادل السوق.
__________________________________________________________________________
1. Prescott, P.A «Forecasting requirements for health care personnel», Nursing Economics, Vol 9,No 1,
1991, pp 18-24.
2 . Li and Dorfman, “A robust approach to predicting fluctuations in state-level employment growth” ,
Journal of Regional Science, 1995, pp 471-484.
3 .D. Ward, « Human Resource Planning », HRPS, New York, Vol 19, 1, 1996, pp 54-55.
4 . Borghans and Willems,”Interpreting gaps in manpower forecasting models”. 12(4), pp 633-641. 1998
179
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
كما قام يف 1998كل من كوفنر Kovnerوراميرز , Reimers1بدراسة مصادر البياانت اليت •
ميكن استخدامها لتوقع العرض والطلب على املمرضات املسجالت يف الوالايت املتحدة.
املستقبل الوظيفي 2Job Outlookالذي يعترب أحد مناذج التسيري التنبؤي للموارد البشرية ،وهي •
جمموعة من األعمال يقدمها جمموعة من االقتصاديني التابعني ملكتب إحصاءات العمل اخلاص بوزارة الداخلية
األمريكية منذ سنة 1999حيث قدم هؤالء االقتصاديني تنبؤات خبصوص زايدة متوقعة لعدد من املهندسني
الصناعيني يف الوالايت املتحدة األمريكية حبلول عام .2006
يف حني قدم مااترازو Matarazzo 3يف سنة 2000نظرة على الطلب والعرض من املوارد البشرية يف •
املكتبة خالل الفرتة املمتدة ما بني ( .)1990 – 1970وتنبأ بعدد أمناء املكتبات الذين سيبلغون من العمر
65سنة حبلول عام 2010والوظائف الشاغرة من 1970إىل .1985
4
يف 2006اقرتح جمموعة من األستاذة بقسم البناء والعقارات (جامعة هونغ كونغ) وهم تشان وأخرون •
استخدام منوذج » ) Auto-Régressive-Integrated-Mobile-Average(«ARIMAاحملسوب
للتنبؤ ابلطلب على مهارات البناء يف هونغ كونغ .حيث استند هذا النموذج إىل هنج مضاعف العمالة واستخدم
للتنبؤ بعدد الوظائف اليت مت إنشاؤها ملستوى معني من االستثمار .ابإلضافة إىل ذلك ،اقرتحوا أن هذا النموذج
ميكن تكييفه من قبل سلطات البناء األجنبية لتخطيط املوارد البشرية.
ويف 2012أكنتوال وآخرون 5استكشفوا إمكانية تطبيق نظم املعلومات اجلغرافية ( )GISعلى ختطيط •
سوق العمل يف البناء .واقرتحوا أن يندمج إنتاج نظم املعلومات اجلغرافية مع جمموعة من تقنيات التنبؤ األخرى.
منوذجا للتنبؤ حبجم املوارد البشرية اخلاص أبطباء األسنان (حسب اجلنس) خالل العشرين
ً
6
طور براون •
سنة األوىل من القرن الواحد والعشرين يف الوالايت املتحدة األمريكية .ووفقا ملا جاء به حبثه ،سيكون هناك زايدة
__________________________________________________________________________
1 . C.T. Kovner, Reimers, « Data Sources to Estimate Local Area Supply and Demand for Nurses » Volume
15, Issue2, April 1998, Pages 123-130.
“ : “Bureau of Labor Statistics BLSجمموعة االقتصاديني التابعني ملكتب إحصاءات العمل لوزارة العمل األمريكية 2 .Job Outlook
https://www.thebalancecareers.com/job-outlook-525656
3 . J.M Matarazzo,” The Y2K plus 10 challenge”, Journal of Academic Librarianship, volume 4, 2000, pp 223-
224.
4 . Albert P.C Chan et al, “ Forecasting the demand for construction skills in Hong Kong”, Construction
Innovation, Vol. 6 No. 1, 2006, pp. 3-19.
) ( https://www.emeraldinsight.com/doi/abs/10.1108/14714170610710622
5 . Akintola Akintoye, Jack Goulding, Girma Zawdie,” Construction Innovation and Process Improvement”,
John Wiley & Sons, 30 Avril 2012, p 401.
6 . Jackson Brown,” Trends in the dental health work force”, Journal of the American Dental Association, Vol
130, 1999, pp 1743-1749.
180
- جباية- الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية :الفصل الثالث
أيضا توفري
ً توقع، إىل جانب احلجم واملزج. واخنفاض يف أطباء األسنان من الذكور،يف أطباء األسنان من اإلانث
.الكفاءات الالزمة لتقدي اخلدمات الالزمة لطب األسنان
ونظرا لكثرة الدراسات واملقاالت العلمية املتعلقة مبوضوع الدراسة ارأتينا أن جنمع ما تبقى منها يف هذا اجلدول
:للرجوع اليها ألمهيتها العلمية وما قدموه من مناذج عملية للتنبؤ ابملوارد البشرية
أحباث سامهت يف تطور أساليب التسيي التنبؤي املوارد البشرية:)5-3( اجلدول
عنوان البحث الباحثني السنة
Forecasting replacement demand by occupation
and education Willems and de Grip1 1993
Testing Spanish labour market segmentation: An
unknown regime approach Roig2 1999
A Markov–switching vector equilibrium
correction model of the UK labour market Krolzig et al3 2002
Projektion des Arbeitskräftebedarfs bis 2015
Modellrechnungen auf Basis des IAB/INFORGE- Lutz et al4 2002
) (مقال ابللغة األملانيةModells
Neural network modeling as a
tool for forecasting regional employment patterns Longhi et al5 2005
Positive dynamic systems with entropy
operator: Application to labour market modeling Popkov et al6 2005
من إعداد الباحث:املصدر
__________________________________________________________________________
1. Willems, and de Grip, “Forecasting replacement demand by occupation and education”. International
Journal of Forecasting, N 9, 1993, pp 173-185.
2 . A.H Roig, “Testing Spanish labour market segmentation: An unknown regime approach”, Applied
Economics, 1999, N 31, pp 293-305.
3. H. Krolzig, M. Marcellino, and G.E Mizon,” A Markov–switching vector equilibrium correction model of
the UK labour market”. Empirical Economics, N 27(2), 2002, pp 233-254.
4. C. Lutz et al, “Projektion des Arbeitskräftebedarfs bis 2015 Modellrechnungen auf Basis des
IAB/INFORGE-Modells”, Mitteilungen Aus Der Arbeitsmarkt-Und Berufsforschung, N 35(3), 2002, pp 305-
326.
5. S. Longhi et al, “Neural network modeling as a tool for forecasting regional employment patterns”
International Regional Science Review, N 28(3), 2005, pp 330-346.
6. A.Y Popkov et al,”Positive dynamic systems with entropy operator: Application to labour market modeling”.
European Journal of Operational Research, N 164(3), 2005, pp 811-828.
181
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
.1حدود الدراسة:
متثلت احلدود الزمانية للدراسة يف سلسلة مشاهدات امتدت من 2002إىل غاية 2019وهي فرتة تعترب
كافية لدراسة أتثري املتغريات املستقلة (رقم األعمال والكتلة األجرية) على املتغري التابع (تعداد املوارد البشرية) يف
جانب التنبؤ ابلطلب ،أما يف جانب العرض فكانت سلسلة مشاهدات تنقالت املوارد البشرية ملدة ثالثة ()03
سنوات بدءا من 2017إىل غاية ،2019أما احلدود املكانية فتمت هذه الدراسة على مؤسسة سيفيتال
للصناعات الغذائية الكائن مقرها مبدينة جباية – اجلزائر-
.2مصادر مجع بياانت الدراسة:
لقد مت مجع البياانت األولية من مديرية املوارد البشرية ابلضبط مبصلحة إعداد التقارير Reporting-RHوكذا
االعتماد على التقارير السنوية املنشورة من قبل املؤسسة األم عرب موقعها الرمسي ،ابإلضافة اىل بياانت اثنوية
تعلقت ابجلانب النظري للدراسة عن طريق مسح للدراسات السابقة ذات عالقة مبوضوع الدراسة.
كما اعتمدت دراستنا على املنهج الوصفي من خالل استخدام املالحظة أثناء تواجدان ابملؤسسة،
واملقابلة عن طريق طرح جمموعة من األسئلة لكل من مدير املوارد البشرية ،املدير املساعد ،رئيس قسم التسيري
التنبؤي للوظائف والكفاءات ،GPECوكذا رئيس مصلحة إعداد تقارير املوارد البشرية Reporting
،RHابإلضافة إىل ذلك مجع البياانت والتقارير املتعلقة ابملوارد البشرية ،وأهم املتغريات اليت تؤثر بتعدادها
ابملؤسسة واليت ساعدتنا يف احلصول على معلومات فيما خيص تنقالت املوارد البشرية وتطور تعدادها ،رقم
األعمال والكتلة األجرية ابملؤسسة مثل (التقارير السنوية ملديرية ملوارد البشرية ،)2019-2002جداول احلركة
السنوية لتنقالت املوارد البشرية "2019 -2017نقل-إقالة-إستقالة" ،جدول توزيع املوارد البشرية حسب
الفئات العمرية لسنة .)2019
.3متغيات الدراسة:
املتغي التابع :كما هو مذكور يف عنوان الدراسة ،فقد متثل تعداد املوارد البشرية ملؤسسة كمتغري اتبع يف سلسلة
مشاهدات قدرت ب 18مشاهدة (.)2019-2002
املتغيات املستقلة :من خالل عملية مجع البياانت ابملؤسسة حمل الدراسة ،ونظرا لطبيعة كون بعض املتغريات
اليت تتحكم يف تعداد املوارد البشرية سواء لكوهنا معطيات حساسة ابلنسبة للمؤسسة أو عدم توفرها خاصة
182
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
املعطيات الكيفية ،ومن خالل املقابلة مع املكلف إبعداد تقارير املوارد البشرية ورئيس مصلحة االتصال الداخلي
مبديرية املوارد البشرية فقدت كانت املتغريات املستقلة هي :الكتلة األجرية ورقم األعمال.
.4تبويب املعطيات وتلخيصها:
من أجل القيام ابلدراسة وحتقيق أهدافها ،فقد مت جتميع املعطيات هبذا الشكل:
-معطيات خاصة مبرحلة التنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية:
Reporting- من خالل الدراسة امليدانية ملؤسسة سيفيتال – جباية -مبصلحة إعداد تقارير ابملوارد البشرية
RHمبديرية املوارد البشرية مت مجع البياانت التالية واملتعلقة بكل من تعداد املوارد البشرية ،الكتلة األجرية ،وكذا رقم
األعمال احملقق كل سنة منذ 2002إىل غاية 2019واملمثلة يف اجلدول املوال:
اجلدول ( :)6-3عرض تطور كل من :رقم األعمال - CAكتلة األجور – MS
وتعداد املوارد البشرية ملؤسسة سيفيتال جباية 2019-2002
تعداد املوارد رقم األعمال CA كتلة األجورMS السنوات
البشرية (مليون دج) (مليون دج)
E-RH
1928 35560 1027,310764 2002
2290 65403 1238,946016 2003
2356 91203 1263,808241 2004
2563 114345 1372,520241 2005
3251 125760 1473,326957 2006
3428 152148 1641,584913 2007
3453 165292 1644,450899 2008
3506 70540 2456,310584 2009
3516 94380 2808,468520 2010
3598 74780 3016,546187 2011
3648 143392 3407,241624 2012
3662 115046 3946,014768 2013
3705 132450 4264,381961 2014
3994 158435 4337,483143 2015
4315 114670 4431,880236 2016
4325 153624 4491,917345 2017
4330 127633 4550,244829 2018
4359 134943 5137,407764 2019
Reporting-RH املصدر :من إعداد الباحث ،ابالعتماد على تقارير مصلحة
183
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
ومن أجل إبراز معطيات اجلدول يف التطور الذي حصل على كل من تعداد املوارد البشرية والكتلة األجرية ،وكذا
رقم األعمال سنقوم بتحويل اجلدول إىل رسومات البيانية التالية:
6000
5000
4000
3000
2000
1000
0
2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018 2019
200000
150000
100000
50000
0
184
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
الشكل( :) 9-3تطور املوارد البشرية يف مؤسسة سيفيتال للصناعة الغذائية -2002
5000
4500
2019
4000
3500
3000
2500
2000
1500
1000
500
0
2002 2003 2004 2005 2006 2007 2008 2009 2010 2011 2012 2013 2014 2015 2016 2017 2018 2019
185
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
اجلدول ( :)7-3توزيع املوارد البشرية حسب املستوى التأهيلي ،األقطاب الصناعية واهلياكل الداعمة 2019
العمال أعوان التحكم
اجملموع اإلطارات
التنفيذيون والتقنيون
IBM SPSS ومن أجل القيام بذلك مت االستعانة بربانمج Microsoft Excel 2007؛ الربانمج اإلحصائي
.Matrix Reshish .STATICS 20وكذا برانمج مساعد للعمليات احلسابية اخلاصة ابملصفوفات
186
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
املبحث الثالث :التنبؤ بـ (الطلب-العرض) من املوارد البشرية للمؤسسة ()31.12.2024
قبل البدء بعملية التنبؤ سواء ابلطلب أو العرض ،ال بد من أن نقوم ابلبحث عن ما هي النماذج
األقرب اليت تتالءم مع طبيعة دراستنا من جهة ومع بياانت املتغريات اليت مت جتميعها والعالقة اليت تربطها بتعداد
املوارد البشرية ،وابلرجوع إىل شجرة السيناريوهات (الشكل )21-2 :الختيار األسلوب األفضل للتنبؤ ،1اعتمدان
يف دراستنا للتنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية "مناذج السببية" من خالل أسلوب حتليل االحندار ،أما يف جانب
التنبؤ ابلعرض الداخلي للموارد البشرية ابملؤسسة ،فسنستخدم مصفوفة االنتقال ملاركوف ابإلضافة إىل تعداد املوارد
البشرية اليت ستحال على التقاعد أو التقاعد املسبق ،هذا اضافة جلملة األسباب التالية:
• البياانت اجملمعة كمية وليست نوعية وسلسلة مشاهداهتا طويلة نسبيا ( 21مشاهدة)؛
• إمكانية معرفة العالقة اليت تربط املتغريات ببعضها وسهولة إجياد هذه العالقة بني تعداد املوارد البشرية
وبقية املتغريات (رقم األعمال ،الكتلة األجرية) وهذا راجع لطبيعة نشاط املؤسسة؛
• ال وجود لتغريات كبرية بني معطيات السلسلة الزمنية.
ابإلضافة إىل ما سبق ذكره ،وما مت التطرق إليه يف املبحث السابق فإن مؤسسة سيفيتال تتبع طريقتني يف
عملية ختطيطها للموارد البشرية من خ الل أوال احلكم الشخصي ملسؤول الوحدات الصناعية اإلنتاجية املتمثلة يف
األقطاب الصناعية للسكر ،الزيت والدهنيات ،وكذا قطب املياه املعدنية واملشروابت ،ضف إىل ذلك الوحدات
اإلدارية املساعدة واملتمثلة يف ابقي املديرايت ( املوارد البشرية ،املالية واحملاسبة التسويق ،)... ،حيث يف أول مرحلة
كل مسؤول يقوم بتحديد احتياجاته من املوارد البشرية (نوعا وكما) (ابلزايدة أو النقصان) مبا يراه يتماشى مع
متطلبات الوظائف اليت سيتم خلقها أو سيتم االستغناء عنها واليت تصب يف حجم اإلنتاج املستهدف ،أتيت بعدها
مرحلة رفع هذه االحتياجات إ ىل مديرية املوارد البشرية للمعاجلة مبشاركة اإلدارة العامة للمؤسسة ليتم ترمجتها فيما
بعد إىل نسب مئوية معينة يف شكل زايدة أو نقصان يف الكتلة األجرية ،ث يف آخر مرحلة حتديد حجم املوارد
البشرية املطلوبة ابملواصفات واملؤهالت الالزمة.
__________________________________________________________________________
(الشكل )21-2الصفحة 1 . J. Scoot Armstrong, 2009, OP, CIT, p9.
187
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
املطلب األول :التنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية من خالل أسلوب حتليل االحندار
من خالل الشكلني ( )9-3و( )10-3الذين يعربان عن تطورات املتغري التابع (تعداد املوارد البشرية)
فإننا نالحظ ان السحابتني األعمال،) CA ورقم األجريةMS ابلنظر إىل كل من املتغريين املستقلني (الكتلة
املشكلتني لكل من (تعداد املوارد البشرية والكتلة األجرية) و(تعداد املوارد البشرية وحجم رقم األعمال) مقرتبة اىل
بعضها البعض ابلشكل الذي ينتج عنه تقريبا خط مستقيم وابلتال فإن الصيغ الدالية اخلطية التالية تتناسب مع
هذا االنتشار:
الشكل ( :)10-3لوحة إنتشار تعداد املوارد البشرية وفقا للكتلة األجرية 2019-2002
5000
4500
4000
3500
تعداد املوارد البشرية
3000
2500
2000
1500
1000
500
0
0 1000 2000 3000 4000 5000 6000
الكتلة األجرية ( مليون دج)
املصدر :من إعداد الباحث إستنادا إىل بياانت اجلدول ()7-3
188
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
الشكل ( :)11-3لوحة إنتشار تعداد املوارد البشرية وفقا لرقم األعمال 2019-2002
5000
4500
4000
تعداد املوارد البشرية
3500
3000
2500
2000
1500
1000
500
0
0 20000 40000 60000 80000 100000 120000 140000 160000 180000
وعليه فإن النماذج اليت سنقوم ببنائها لتفسري التغريات الواقعة يف تعداد املوارد البشرية مبؤسسة سيفيتال
بلغ عددها ثالثة ( )03مناذج ،سيتم بعدها اختيار النموذج األمثل الذي ميثل العالقة بني متغري املوارد البشرية
وبقية املتغريات املستقلة:
E-RH=a+b*MS+ ε النموذج األول)01(………. :
E-RH=a+b*CA+ ε النموذج الثاين)02(........... :
E-RH=a+b*MS+c*CA+ε النموذج الثالث)03(.......... :
حيث:
:E-RHاملتغري التابع والذي ميثل (تعداد املوارد البشرية) ؛
:MSالكتلة األجرية (مليون دج)؛
:CAرقم األعمال(مليون دج)؛
:c،b،aمعلمات النموذج؛
:εاخلطأ العشوائي؛
189
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
اختبار الفرضية الرئيسية األوىل :الختبار صحة الفرضية الرئيسية األوىل اليت تنص على" :تؤثر الكتلة األجرية
ورقم األعمال يف التنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية مبؤسسة سيفيتال-جباية "-سنقوم ابستخدام أسلوب االحندار
اخلطي إبتباع املراحل اآلتية:1
• مرحلة تعيني النموذج (حتديد متغريات النموذج ،حتديد شكله الرايضي)
• مرحلة تقدير معلمات النموذج.
• تقييم معلمات النموذج.
• تقييم جودة النموذج (مطابقة النموذج للظاهرة ،توضيح املشاهدات الواقعية ،القدرة على التنبؤ).
ابإلضافة إىل ذلك فإن هذا النموذج يقوم على فرضيات جيب التحقق منها وهي:
• وجود عالقة خطية بني املتغري التابع واملستقل؛
• املتغري املفسر غري عشوائي؛
E(εi) =0 / • األخطاء العشوائية ال عالقة هلا بتفسري املتغري التابع Y؛
VAR (εi)= E(εi2) =δε²Vi=1 • جتانس تباين األخطاء:
.Iاختبار الفرضية اجلزئية األوىل (النموذج األول) :الختبار صحة الفرضية اجلزئية األوىل اليت تنص على" :تؤثر
الكتلة األجرية يف التنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية مبؤسسة سيفيتال-جباية "-سنقوم ابستخدام أسلوب االحندار
اخلطي البسيط ابعتبار تعداد املوارد البشرية E-RHمتغري اتبع والكتلة األجرية متغري مستقل: MS
.1مرحلة تعيني النموذج:
__________________________________________________________________________
. 1وليد إمساعيل وآخرون" ،أساسيات االقتصاد التحليلي" ،األمهية للنشر والتوزيع ،األردن ،2006 ،ص.93
190
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
.2حساب معامل االرتباط:
من خالل املعطيات املتاحة وكأول خطوة نقوم حبساب معامل االرتباط Rوالذي سيوضح لنا ما إذا كان
هناك عالقة خطية ما بني تعداد املوارد البشرية والكتلة األجرية.
𝒀̅ )(𝒀𝒊−
𝑿∑(𝑿𝒊− )̅
√=𝑹 ̅ )²
𝒀̅ )𝟐 .∑(𝒀𝒊−
صيغة معامل االرتباط
𝑿√∑(𝑿𝒊−
وبتعويض معطيات اجلدول رقم ( )6-3والقيام ابلعمليات احلسابية يف معادل صيغة معامل اإلرتباط جند:
R2 = 0,785 (78,5%) / R = 0,886
احملصل عليه يف النموذج األول نرى انه يقرتب من الواحد 1إذا R من خالل قيمة معامل االرتباط
نستطيع القول انه يوجد عالقة خطية ما بني تعداد املوارد البشرية والكتلة األجرية احملددة من قبل املؤسسة ،أي انه
كلما زادت الكتلة األجرية بنسبة معينة كلما زاد معها تعداد املوارد البشرية ابملؤسسة بنسبة معينة ،يعين أنه هناك
عالقة ارتباط قوي بني املتغريين.
.3اختبار معنوية معامل االرتباط:
أكثر االختبارات اإلحصائية استعماال الختبار معنوية معامل االرتباط هو اختبار ستودنت ، tومبا أن
حجم العينة يف هذه احلالة أصغر من )n=18 ( 30فسنستعمل الصيغة اآلتية:
𝑟√𝑛−2
= 𝑡/ n=18
√1−𝑟²
tcal = 7,149قيمة tاحملسوبة
وابلرجوع إىل جدول توزيع ستودنت tعند مستوى املعنوية α=0.05و درجة حرية df=18-2=16سنجد قيمة t
أنtcal>ttab(16 ;0.95) : اجلدولية ttab(16;0.95)= 2,120:نالحظ
• إختبار فيشر :Fمن خالل نتائج حساابت برانمج SPSSفإن قيمة FكانتFcal= 58.584 :
ومبقارنتها مع قيمة فيشر اجلدولية ( Ftab=4,49عند مستوى معنوية α=0.05وبدرجات حرية
" )"1-16ومبا أن قيمة Fاحملسوبة أكرب من القيمة اجلدولية فإن النموذج املقرتح األول ذو داللة
إحصائية من انحية العالقة بني تعداد املوارد البشرية والكتلة األجرية.
إذا من خالل االختبارات السابقة واملتعلقة مبعامل االرتباط ،ميكننا القول أن معامل االرتباط Rيف هذه احلالة
له معنوية إحصائية وهو ميثل وجود عالقة خطية بني تعداد املوارد البشرية والكتلة األجرية ،ومن هنا ميكن حتديد
شكل هذه العالقة وفقا للمعادلة املعروفة:
191
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
𝑬 − 𝑹𝑯 = 𝒂 + 𝒃𝑴𝑺 + 𝜺ᵢ النموذج العام لالحندار اخلطي البسيط:
̂𝑬 𝒃̂+
𝒂 = 𝑯𝑹 − التنبؤ̂ + 𝜺ᵢ:
𝑺𝑴 ̂ منوذج االحندار البسيط املستعمل يف
ȃو̂
𝒃: .4حساب املعلمات
ابالستناد اىل طريقة املربعات الصغرى OLSميكن حساب كال املعلمتني وفق الصيغ التالية:
̅𝑌̅𝑋𝑛 ∑ 𝑋𝑖𝑌𝑖 −
= ̂𝑏
∑ 𝑋𝑖² − 𝑛𝑋̅²
̅̅̅̅ = ∑ 𝑋𝑖 = 2917,213611
𝑆𝑀 𝑛
من اجلدول رقم :01
𝑖𝑌 ∑
̅̅̅̅̅̅̅̅̅̅
= 𝐻𝑅 𝐸 − = 3457,055
𝑛
𝑏̂ = 0.495 بعد القيام ابلعملية احلسابية جند:
𝑎̂ = 2118,036
̂𝐸 ̂
𝑆𝑀− 𝑅𝐻 = 2118,036 + 0.495 النموذج املقرتح : (01)...........
.5االختبارات اإلحصائية:
• االختبار اإلحصائي S
(متوسط تعداد املوارد البشرية 𝑖 ̂𝑒𝑆 بعد استخراج مقدرات املعامل للنموذج ،نقوم حساب اخلطأ املعياري للتقدير
كمتوسط خطا تقدير)
̂𝑎 ̂𝑏
حساب اخلطأ املعياري لكل معلمة ( ̂𝑎𝑆و̂𝑏𝑆) ونقارهنا بنفس قيمتها ( و )
2 2
∑ 𝑒𝑖² ∑(𝑌̂𝑖−𝑌̅)²
√ = 𝑘=352,621𝑆𝑒̂ 𝑖 = √𝑛−
𝑘𝑛−
هلا معنوية إحصائية .ونفس الشيء سنجده ̂𝑎 إذا هذا يدل ان املعلمة ̂𝑎 أصغر من نصف ̂𝑎𝑆 مبا أن
ابلنسبةللمعلمة ̂𝑏.
.6إختبار ستيودنت tملعنوية املعلمات:
• املعلمة ̂𝑎 :من خالل نتائج حساابت برانمج SPSSفإن قيمة tللمعلمة ̂𝑎 كانتtcal= 10,936 :
ومبقارنتها مع قيمة ستيودنت اجلدولية ( ttab=2,120عند مستوى معنوية α=0.05وبدرجات حرية
192
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
" )"16ومبا أن قيمة tاحملسوبة أكرب من القيمة اجلدولية فإن املعلمة ̂𝑎 ذات داللة إحصائية أي أن هلا دور
كبري يف تفسري التغري احلاصل يف مستوى تعداد املوارد البشرية.
• املعلمة ̂𝑏 :من خالل نتائج حساابت برانمج SPSSفإن قيمة tللمعلمة ̂𝑏كانتtcal= 7,654 :
ومبقارنتها مع قيمة ستيودنت اجلدولية ( ttab=2,120عند مستوى معنوية α=0.05وبدرجات حرية
" )"16ومبا أن قيمة tاحملسوبة أكرب من القيمة اجلدولية فإن املعلمة ̂𝑏 هي كذلك ذات داللة إحصائية أي
أن هلا دور كبري يف تفسري التغري احلاصل يف مستوى تعداد املوارد البشرية.
ومنه ميكن القول أن النموذج املقرتح األول ) (01صاحل نسبيا للتنبؤ وميكن االعتماد عليه ،و هذا ما يثبت صحة
الفرضية اجلزئية األوىل ،أي أن الكتلة األجرية تؤثر يف التنبؤ ابلطلب على تعداد املوارد البشرية مبؤسسة سيفيتال –
جباية-ن حيث أنه كلما زادت الكتلة األجرية يقابلها زايدة معينة يف تعداد املوارد البشرية ابملؤسسة.
.IIاختبار الفرضية اجلزئية الثانية (النموذج الثاين) :الختبار صحة الفرضية اجلزئية الثانية اليت تنص على " :يؤثر
رقم أعمال يف التنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية مبؤسسة سيفيتال-جباية "-سنقوم إبستخدام أسلوب اإلحندار
اخلطي البسيط ابعتبار تعداد املوارد البشرية E-RHمتغري اتبع ورقم األعمال متغري مستقل:CA
وبتعويض معطيات اجلدول رقم ()6-3و القيام ابلعمليات احلسابية يف معادل صيغة معامل اإلرتباط جند:
193
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
R2 = 0,384 (38,4%) / R = 0,620
احملصل عليه يف النموذج األول نرى انه اقل من %50واكرب من R من خالل قيمة معامل االرتباط
%30إذا نستطيع القول انه يوجد عالقة خطية ما بني تعداد املوارد البشرية ورقم األعمال احملقق من طرف
املؤسسة ،أي انه كلما زاد رقم األعمال بنسبة معينة كلما زاد معه تعداد املوارد البشرية ابملؤسسة بنسبة معينة ،يعين
أنه هناك عالقة إرتباط لكن ليس قوي بدرجة إرتباط متغري الكتلة األجرية.
أكثر االختبارات اإلحصائية استعماال الختبار معنوية معامل االرتباط هو اختبار ستودنت ،tوبنا أن
حجم العينة يف هذه احلالة أصغر من )n=18( 30فسنستعمل الصيغة االتية:
𝑟√𝑛−2
= 𝑡/ n=18
√1−𝑟²
tcal = 3,159قيمة tاحملسوبة
قيمة t df=18-2=16سنجد و درجة حرية α=0.05 وابلرجوع إىل جدول توزيع ستودنت tعند مستوى املعنوية
أنtcal>ttab(16 ;0.95) : اجلدولية ttab(16;0.95)= 2,120:نالحظ
• إختبار فيشر :Fمن خالل نتائج حساابت برانمج SPSSفإن قيمة FكانتFcal= 9,976 :
ومبقارنتها مع قيمة فيشر اجلدولية ( Ftab=4,49عند مستوى معنوية α=0.05وبدرجات حرية
" )"1-16ومبا أن قيمة Fاحملسوبة أكرب من القيمة اجلدولية فإن النموذج املقرتح األول ذو داللة
إحصائية من انحية العالقة بني تعداد املوارد البشرية ورقم األعمال.
إذا من خالل االختبارات السابقة واملتعلقة مبعامل االرتباط ،ميكننا القول إن معامل االرتباط Rيف هذه احلالة
له معنوية إحصائية وهو ميثل وجود عالقة خطية بني تعداد املوارد البشرية ورقم األعمال ،ومن هنا ميكن حتديد
شكل هذه العالقة وفقا للمعادلة املعروفة:
𝐸 − 𝑅𝐻 = 𝑎 + 𝑏𝐶𝐴 + 𝜀ᵢ النموذج العام لالحندار اخلطي البسيط:
التنبؤ̂ + 𝜀ᵢ:
𝐴𝐶̂𝑏 − 𝑅𝐻 = 𝑎̂ +
̂𝐸 منوذج االحندار البسيط املستعمل يف
ȃو̂
𝒃: .4حساب املعلمات
ابالستناد اىل طريقة املربعات الصغرى OLSميكن حساب كال املعلمتني وفق الصيغ التالية:
194
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
̅𝑌̅𝑋𝑛 ∑ 𝑋𝑖𝑌𝑖 −
= ̂𝑏
∑ 𝑋𝑖² − 𝑛𝑋̅²
̅̅̅̅ 𝑋∑
𝐶𝐴 = 𝑛 = 114978 من اجلدول رقم ( )7-3متوسط رقم األعمال هو:
̅̅̅̅̅̅̅̅̅̅ومتوسط تعداد املوارد البشرية 𝑖𝑌 ∑
𝐸 − 𝑅𝐻 = 𝑛 = 3457,055
𝒂 و̂
𝒃 ̂ • اإلختبار اإلحصائي Sللمعلمة
∑ 𝑒𝑖² ∑ 𝑋𝑖²
/ ∑ 𝑥𝑖 2 = ∑(𝑋𝑖 − 𝑋̅)²𝑆𝑎̂ = √(𝑛−𝑘)𝑛 ∑ 𝑥𝑖²
𝑆𝑎̂ = 17,686
̂𝑎 2008,135
= =17,686<2 ̂𝑎𝑆= 1004,0675
2
هلا معنوية إحصائية .ونفس الشيء سنجده ̂𝑎 إذا هذا يدل ان املعلمة ̂𝑎 أصغر من نصف ̂𝑎𝑆 مبا أن
ابلنسبةللمعلمة ̂𝑏.
.6إختبار ستيودنت tملعنوية املعلمات:
• املعلمة ̂𝑎 :من خالل نتائج حساابت برانمج SPSSفإن قيمة tللمعلمة ̂𝑎 كانتtcal= 4,185 :
ومبقارنتها مع قيمة ستيودنت اجلدولية ( ttab=2,120عند مستوى معنوية α=0.05وبدرجات حرية
" )"16ومبا أن قيمة tاحملسوبة أكرب من القيمة اجلدولية فإن املعلمة ̂𝑎 ذات داللة إحصائية أي أن هلا
دور كبري يف تفسري التغري احلاصل يف مستوى تعداد املوارد البشرية.
195
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
• املعلمة ̂𝑏 :من خالل نتائج حساابت برانمج SPSSفإن قيمة tللمعلمة ̂𝑏كانتtcal= 3,159 :
ومبقارنتها مع قيمة ستيودنت اجلدولية ( ttab=2,120عند مستوى معنوية α=0.05وبدرجات حرية
" )"16ومبا أن قيمة tاحملسوبة أكرب من القيمة اجلدولية فإن املعلمة ̂𝑏 هي كذلك ذات داللة إحصائية
أي أن هلا دور كبري يف تفسري التغري احلاصل يف مستوى تعداد املوارد البشرية.
ومنه ميكن القول أن النموذج املقرتح الثاين ( )02صاحل نسبيا للتنبؤ وميكن االعتماد عليه ،و هذا ما يثبت
صحة الفرضية اجلزئية الثانية ،أي أن رقم األعمال يؤثر يف التنبؤ ابلطلب على تعداد املوارد البشرية مبؤسسة
سيفيتال –جباية -حيث أنه كلما زاد رقم األعمال يقابله زايدة معينة يف تعداد املوارد البشرية ابملؤسسة.
.IIIإختبار الفرضية اجلزئية الثالثة (النموذج الثالث) :الختبار صحة الفرضية اجلزئية الثالثة اليت تنص على:
"تؤثر الكتلة األجرية ورقم األعمال معا يف التنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية مبؤسسة سيفيتال-جباية "-سنقوم
إبستخدام أسلوب اإلحندار اخلطي املتعدد ،حيث يعترب هذا النوع من النماذج امتداد لالحندار اخلطي البسيط،
ويقوم على مخسة شروط وجب توفرها مجيعها للتأكد من أن النموذج املقرتح صاحل للتنبؤ للفرتات القادمة وهي
كاآليت:
واملتغري التابع E-RH؛ CA،MS • الشرط األوىل :يوجد عالقة خطية بني املتغريين املستقلني
MSوCA؛ • الشرط الثاين :عدم وجود ارتباط ذايت بني املتغريين املستقلني
• الشرط الثالث :عدم وجود ارتباط متعدد مع املتغريات األخرى (عدم وجود متغريات عالية الرتابط)؛
• الشرط الرابع :اعتدالية التوزيع عن طريق التأكد من البياانت تتبع التوزيع الطبيعي؛
• الشرط اخلامس :البواقي تتبع توزيع طبيعي وعدم وجود قيم متطرفة؛
لكل من الشروط اليت سبق ذكرها اختباراهتا اإلحصائية سنراها ابلتفصيل من خالل منوذج االحندار اخلطي املتعدد
ابعتبار تعداد املوارد البشرية متغري اتبع ،واملتغريين (الكتلة األجرية ورقم األعمال) متغريات مستقلة.
.1دراسة طبيعة العالقة بني (الكتلة األجرية ورقم األعمال) مع تعداد املوارد البشرية:
من أجل معرفة العالقة بني املتغريين املستقلني واملتغري التابع (تعداد املوارد البشرية) نقوم ابختبار
Corrélationانطالقا من الفرضيات التالية:
:H0توجد عالقة ذات داللة إحصائية بني املتغريين املستقلني واملتغري التابع.
:H1ال توجد عالقة ذات داللة إحصائية بني ملتغريين املستقلني واملتغري التابع.
196
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
Pearson Corrélations de وإبدخال املعطيات إىل برانمج SPSSواستخراج قيم معامالت االرتباط
كانت النتائج كما يلي:
اجلدول رقم ( :)8-3نسب االرتباط بني املتغريات املستقلة واملتغري التابع
تعداد املوارد البشرية E-RH
الكتلة األجرية MS نسبة اإلرتباط )RERH/MS= 0,886** (88,6%
رقم األعمال CA نسبة اإلرتباط )RERH/ca=0,620**(62%
املصدر :من إعداد الباحث إستنادا ملخرجات SPSS
من اجلدول أعاله ( )8-3نالحظ أن قيمة معامل االرتباط بني الكتلة األجرية وتعداد املوارد البشرية قد
بلغت % 88،6عند مستوى معنوية **0.01وقرية من الواحد ،يف حني بني رقم األعمال وتعداد املوارد البشرية
قد بلغت %66،2عند مستوى معنوية ،**0.01ومبا أن قيم االرتباط فاقت %30عليه فإننا نرفض الفرضية
البديلة ونقبل الفرضية العدم أي أنه توجد عالقة ذات داللة إحصائية بني املتغريين املستقلني ومتغري تعداد املوارد
البشرية ،يعين أنه توجد عالقة خطية بينهم.
.2عدم وجود ارتباط ذايت بني املتغيين املستقلني CAو:MS
يف مرحلة اثنية من عملية بناء منوذج االحندار اخلطي املتعدد وجب علينا التأكد أنه ال يوجد ارتباط ذايت بني
املتغريين املستقلني حىت ال يكون فيه أتثري على نتائج النموذج ،حيث يقوم هذا الشرط على فرضيتني:
:H0ال يوجد ارتباط ذايت بني املتغريين املستقلني
:H1يوجد ارتباط ذايت بني املتغريين املستقلني.
وإبتباع نفس خطوات املرحلة السابقة من خالل نتائج معاجلة برانمج spssجند:
MS/CA اجلدول ( :)9-3نسب االرتباط بني املتغريات املستقلة
CA رقم األعمال
الكتلة األجريةMS نسبة االرتباط Rca/ms=0,433
197
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
التباين VIF اختبار التباين املسموح Toléranceومعامل تضخم .3
يسمح هذا النوع من االختبارات يف معرفة ما إذا كان فيه ارتباطات متعدد مع املتغريات األخرى ،وأنه ال
يوجد متغريات عالية الرتابط ،حيث أظهرت نتائج هذا االختبار املوضحة يف اجلدول ( )10-3أن قيمة معامل
تضخم التباين بلغت ( 1.231اقل من )5وابملقابل بلغت قيمة التباين املسموح ( 0.812 VIFأكرب من
)0.1وعليه ميكننا القول إنه ال وجود الرتباط متعدد مع متغريات أخرى ،وأنه ال يوجد متغريات عالية الرتابط بني
متغريات الدراسة.
اجلدول ( :)10 -3إختبار التباين املسموح ومعامل تضخم التباين
Statistiques de
املتغريات colinéarité
Tolérance VIF
الكتلة األجرية MS ,8120 1,231
رقم األعمال CA ,8120 1,231
SPSS املصدر :من إعداد الباحث استنادا ملخرجات
.4إعتدالية التوزيع:
()Skewness يف هذه املرحلة يتم دراسة طبيعة توزيع متغريات الدراسة إبستخدام معامالت اإللتواء
والتفلطح ( ، )Kurtosisحيث وجب أن تكون البياانت تتبع توزيع طبيعي .حيث لكي نستطيع القول إن
املتغريات تتبع توزيع طبيعي وجب أن يكون حاصل القسمة لكل من قيم اإللتواء والتفلطح على قيمة اخلطأ
:1.96±z املعياري لكل واحدة منهما ينتمي إىل اجملال التوزيع الطبيعي
اجلدول ( :)11 -3قيم االلتواء والتفلطح ملتغريات الدراسة
Asymétrieاإللتواء Kurtosisالتفلطح
Erreur )(1)/(2 Erreur )(1)/(2
)Statistique(1 )Statistique(1
)std(2 )std(2
الكتلة األجرية 0,052 0,536 0.09 -1,690 1,038 -1.62
رقم األعمال -0,607 0,536 -1.132 -0,343 1,038 -0.33
تعداد املوارد البشرية -0,714 0,536 -1.332 -0,268 1,038 -0.258
SPSS املصدر :من إعداد الباحث استنادا ملخرجات
من نتائج حساابت اجلدول ( )11-3أعاله لقيم التفلطح وااللتواء ،نالحظ أن مجيع القيم تنتمي إىل
اجملال [ 1،96-؛ ]1،96+و عليه فإن متغريات الدراسة تتبع التوزيع الطبيعي.
198
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
.5البواقي تتبع التوزيع الطبيعي ،وال وجود لقيم متطرفة:
بغرض دراسة بواقي منوذج اإلحندار اخلطي املتعدد ومعرفة نوع توزيعه ،وهل يوجد قيم متطرفة اليت ممكن
أن تسبب مشكلة حمتملة يف بعض احلاالت ،يتم اإلستعانة إبختبار ماهاالنوبيس Mahalanobisمن أجل معرفة
إذا فيه قيم متطرفة ،وإختبار Cook’s Dsitanceملعرفة نوع توزيع البواقي:
اجلدول( :)12 -3إختبار Mahalو Cook’sللبواقي
تعداد املوارد البشرية تعداد املوارد
Mahal Cook Mahal Cook
E-RH البشريةE-RH
1928 4,95688 0,29976 3598 1,59564 0,08772
2290 2,28516 0,04864 3648 0,61198 0,01182
2356 1,37277 0,0646 3662 0,55542 0,03608
2563 1,42425 0,05519 3705 1,09643 0,04588
3251 3,6551 0,03849 3994 1,71241 0,06313
3428 4,66729 0,08442 4315 1,3981 0,0474
3453 1,37121 0,12673 4325 1,23996 0,01869
3506 1,54934 0,18071 4330 1,70845 0
3516 0,35688 0,01654 4359 2,44274 0,00938
أصغر قيمة أكرب قيمة متوسط القيم عدد املشاهدات
Mahal. Distance ,3570 4,957 1,889 18
Distance de Cook ,0000 ,3000 ,0690 18
SPSS املصدر :من إعداد الباحث استنادا ملخرجات
من خالل اجلدول ( )12-3جند:
• اكرب قيمة Mahalcal= 4.957ومبقارنة هذه القيمة ابلقيمة اجلدولية لـ khi²عند مستوى معنوية α=0.01
نالحظ أن القيمة اجلدولية أكرب من القيمة احملسوبة =Mahaltab ودرجة حرية (2متغريين مستقلني) 9.21
وابلتال فإنه ال توجد قيم متطرفة متعدد املتغريات.
أما خبصوص قيم Cook’s Distanceفإن أكرب قيمة كانت 0.300ومبا أنه مجيع القيم أصغر من 1يعين أن •
البواقي تتبع التوزيع الطبيعي.
إذا ال وجود الزدواج خطي بني املتغريين املستقلني ،وميكننا حساب معامل االرتباط ملعرفة درجة االرتباط بني
كل من الكتلة األجرية ورقم األعمال مع تعداد املوارد البشرية ،وابلرجوع إىل برانمج spssجند:
199
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
اجلدول ( :)13-3معامل االرتباط للنموذج ()03
معامل االرتباط
النموذج ()03 R² اخلطأ املعياري للتقدير R²معامل اإلرتباط املعدل
R
اإلحندار اخلطي املتعدد 0,924 0,854 0,835 300,461
200
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
ومبقارنة هذه القيمة Fcalابلقيمة اجلدولة Ftabعند درجة حرية ،df=2ودرجة حرية املقام df=15ومستوى
معنوية α=0.05جند قيمة Ftab= 3.68جند أن القيمة احلسوبة أكرب من القيمة اجلدولية مما يدل أن معامل اإلرتباط
ذو داللة إحصائية واللتال نسبة التباين املفسرة هي دالة كذلك إحصائيا.
Fcal=43.864 > Ftab=3.68
اجلدول ( :)14-3حتليل تباين اإلحندار
النموذج درجة فيشر قيمة فيشر قيمة
جمموع املربعات متوسط املربعات
()03 احلرية احملسوبة Fcal اجلدولية Ftab
اإلحندار 7919772,366 2 3959886,183 43,864 3,68
اخلطأ 1354150,578 15 90276,705
اجملموع 9273922,944 17
SPSS املصدر :من إعداد الباحث استنادا ملخرجات
❖ إستخراج معادلة اإلحندار اخلطي املتعدد للنموذج املقرتح (:)03
من خالل النتائج احملصل عليها يف اجلدول ( )15-3فإن معادلة إحندار تعداد املوارد البشرية E-RHعلى
كل من الكتلة األجرية MSورقم األعمال CAتساوي:
النموذج (E-RH= 1629,115 + 0,394 MS+ 0,006 CA......... )03
201
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
❖ إختبار جودة النموذج الثالث ( )03لالحندار اخلطي املتعدد ابعتبار تعداد املوارد البشرية متغي اتبع
واملتغيين الكتلة األجرية ورقم األعمال متغيين مستقلني:
من أجل معرفة مدى صالحية النموذج الثالث للتنبؤ املستقبلي بتعداد املوارد البشرية وجب التحقق من االختبارات
التالية:
• إختبار فيشر :Fمت فيما سبق من خالل اجلدول ( )14-3إختبار معنوية معامل االرتباط وأكدت النتائج
املتوصل إهلا أن قيمة Fاحملسوبة أكرب من قيمتها اجلدولية ،وعمال بفرضيات هذا االختبار اليت تنص على أنه:
الفرضية العدمية b=c=0 :H0أي أن معامل الكتلة األجرية bومعامل رقم األعمال cليس هلا أتثري على تعداد
املوارد البشرية.
الفرضية البديلة b,c≠0 :H1أي أنه يوجد على األقل معامل واحد له أتثري على تعداد املوارد البشرية.
منطقة الرفضH0
3.68 43.86
4
ومبا أن قيمة فيشر احملسوبة تقع خارج منطقة قبول الفرضية H0فإننا نرفض هذه الفرضية ونقبل الفرضية
البديلة واليت تقول أنه يوجد على األقل معامل احندار واحد يؤثر على تعداد املوارد البشرية.
اختبار ستيودنت :Tهذا االختبار يساعدان يف معرفة فيما إذا فيه عالقة أتثريية بني كل من الكتلة األجرية •
والرقم األعمال على تعداد املوارد البشرية ،ومن خالل نتائج اجلدول ( )15-3نالحظ أن قيم tللمتغريات
املستقلة كلها أكرب من القيمة اجلدولية ttabعند مستوى معنوية α=0.05ودرجة حرية ،2.131 =ttab ،df=15
وعليه ميكننا القول أنه توجد عالقة أتثريية بني كل من الكتلة األجرية ورقم األعمال على تعداد املوارد البشرية الن
معامالت اإلحندار كلها دالة إحصائيا .ومن خالل نفس اجلدول يف العمود ( )03اخلاص املعامل Bétaنالحظ
أن الكتلة األجرية هو األكثر أتثري على تعداد املوارد البشرية ابلنظر إىل متغري رقم األعمال بنسبة 0.761للكتلة
األجرية و 0.290ابلنسبة لرقم األعمال.
202
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
ومبا أن قيمة Uقريبة من الصفر ،نستطيع القول أن النموذج املقرتح الثالث ( )03يتمتع بقدرة جيدة
على التنبؤ وميكن االعتماد عليه ،و هذا ما يثبت صحة الفرضية اجلزئية الثالثة ،أي أن كل من الكتلة األجرية ورقم
األعمال يؤثران معا يف التنبؤ ابلطلب على تعداد املوارد البشرية مبؤسسة سيفيتال –جباية.-
حيث سيتم استخدام هذا النموذج (النموذج )03للتنبؤ ابلطلب املستقبلي على املوارد البشرية مبؤسسة
سيفيتال حبكم أن النموذجني ( )01و( )02يتميزان بقصورمها وهذا ابعتمادمها على متغري اتبع واحد وفقط من
أجل تفسري ظاهرة التغري يف تعداد املوارد البشرية وهذا حبكم أن املؤسسة حمل الدراسة تعتمد يف تقدير احتياجاهتا
من املوارد الشرية طبقا للزايدة املقرتحة يف الكتلة األجرية MSوكذا رقم األعمال املستهدف CAللفرتة .n+1
__________________________________________________________________________
. 1مكيد علي "،اإلقتصاد القياسي دروا ومسائل حملولة" ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2007 ،ص.54
203
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
.Iإختبار الفرضية اجلزئية األوىل :الختبار صحة الفرضية اجلزئية األوىل اليت تنص على :أنه يؤثر التقاعد (الفئة
العمرية) على الرتكيبة املستقبلية ملوارد البشرية يف مؤسسة سيفيتال-جباية -وابلرجوع إىل لوائح املؤسسة اليت تنص
على أن السن القانوين للتقاعد حمدد بـ 60سنة سنقوم حبصر تعداد املوارد البشرية اليت ستحال على التقاعد
خالل الفرتة 2024-2020كما يلي:
يوضح اجلدول ( )18-3توزيع املوارد البشرية ابملؤسسة حسب الفئات العمرية ،حيث نالحظ أن
املؤسسة خالل اخلمس سنوات القادمة ستفقد ما نسبته %2.15مقدرين ب 94من مواردها البشرية وهذا
راجع لبلوغهم السن القانوين للتقاعد احملدد من قبل املؤسسة بـ 60سنة.
اجلدول ( )16-3توزيع تعداد املوارد البشرية حسب الفئة العمرية واملستوى التأهيلي 2019
204
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
800
700
600
500
400
300
200
100
0
أقل من 24-22 24-28 28-32 32-36 36-40 40-44 44-48 48-52 52-56 60+سنة 56-60
22سنة
حيث تشكل نسبة اإلطارات اليت ستفقدها املؤسسة %1.5من جمموع اإلطارات احلالية ( %0.3من التعداد
الكلي للمؤسسة) ،ث تليها فئة التقنيون وأعوان التحكم اليت ستفقد هي كذلك ما نسبته %0.52( % 1.70
من التعداد الكلي للمؤسسة) وأكرب نسبة ستفقدها فئة العمال التنفيذيون بنسبة % 2.71من التعداد الكلي هلا
( %1.33من التعداد الكلي للمؤسسة).
اجلدول( )17-3تعداد املوارد البشرية اليت ستحال على التقاعد خالل سنة 2024
النسبة التعداد املستوى املهين
0.3 13 اإلطارات
0.52 23 التقنيون وأعوان التحكم
1.33 58 العمال التنفيذيون
2.15 94 اجملموع الكلي
املصدر :من إعداد الباحث استنادا إىل معطيات اجلدول ()16-3
205
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
اجلدول( :)18-3تعداد املوارد البشرية اليت ستحال على التقاعد خالل سنة 2024حسب املديرايت
التعداد املديرايت
32 املديرايت الداعمة
19 قطب الصناعي للدهنيات
24 القطب الصناعي للسكر
19 القطب الصناعي للمياه املعدنية
املصدر :من إعداد الباحث استنادا إىل معطيات اجلدول ()16-3
من خالل اجلدول ( )16-3يتبني لنا صحة الفرضية اجلزئية األوىل اليت تنص على أن الفئة العمرية للموارد البشرية
ابملؤسسة حمل الدراسة تؤثر على الرتكيبة املستقبلية للموارد البشرية وهذا من خالل عامل التقاعد املعمول به
ابملؤسسة.
.IIإختبار الفرضية اجلزئية الثانية :الختبار صحة الفرضية اجلزئية الثانية اليت تنص على :أنه يؤثر حركة تنقل املوارد
البشرية على الرتكيبة املستقبلية يف مؤسسة سيفيتال-جباية-سنقوم ابستخدام أسلوب مصفوفة االنتقال ملاركوف
كما يلي:
يف هذه املرحلة سنقوم بتصميم تركيبة املوارد البشرية احلالية ملؤسسة ابستخدام النموذج التنبؤي لسالسل
ماركوف لنموذج مقرتح لدراسة تعود لسنة 2017لكل من الباحثني،VO. EZUGWU & S. OLOGUN
حيث يرجع اهلدف من وراء ذلك هو حتديد نسبة املوارد البشرية الذين تنقلوا بني خمتلف وحدات املؤسسة إىل
غاية من تركوا الوحدة هنائيا لعدة أسباب خمتلفة سواء كانت الطرد ،التحويل خارج املؤسسة ،الوفاة ،انتهاء عقد
العمل ابإلضافة إىل امللتحقني اجلدد على أساس التوظيف (داخلي وخارجي).
حيث يعنرب أسلوب مصفوفة ماركوف لالنتقال املتجانسة واملستقلة عن الزمن من الدرجة األوىل ،حيث
هذه السلسلة هي متتالية من املتغريات العشوائية … X1,X2 ,X3,مع األخذ بفرضية أن احتمال االنتقال
من حالة إىل احلالة التالية يعتمد كليا على الوضعية احلالية لتوزيع املوارد البشرية ابملؤسسة وليس على احلاالت
السابقة مبعىن أخر:1
)𝑃[𝑋𝑛+1 =j/X1,X2 ,X3,……Xn]= P[Xn+1=j/Xn=i], i,j ….. (1
__________________________________________________________________________
1 .VO. EZUGWU & S. OLOGUN, « Markov Chain : A Predictive Model For Manpower Plannig », Journal
of Applied Sciences and Environmental Management JASEM, Vol 2, N°3, Mai 2017, pp559-560.
206
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
وعليه فإن النموذج املقرتح للتنبؤ ابلرتكيبة املستقبلية للموارد البشرية ابملؤسسة سيكون على الشكل:
)(𝑡+1 )𝑡( )𝑡( )𝑡(
𝑗𝐻𝑅𝐸 𝑗𝑅 = ∑𝑘𝑖=1 𝐸𝑅𝐻𝑖 𝑝𝑖𝑗 + ) i,j = 1,2,3,….k ……. (2
.1فرضيات النموذج :إن بناء هذا النموذج يف دراسة حالتنا سيقوم على الفرضيات التالية:
• هنالك أربعة ( )04وحدات داخل املؤسسة اليت يتم التنقل فيما بينها وهي:
✓ الوحدة :1املديرايت الداعمة .(Directions Support) DS
✓ الوحدة :2املديرية الصناعية لقطب السكر .(Pôle Sucre) PS
✓ الوحدة :3املديرية الصناعية قطب الدهنيات .(Pôle Gras) PG
).(Pôle Boisson واملشروابتPB ✓ الوحدة :4املديرية الصناعية قطب املياه املعدنية
• عملية اإلنتقال ما بني الوحدات األربعة يتم بصفة سنوية.
207
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
• ال وجود لعملية إنتقال مزدوجة يف نفس السنة :tيعين املوارد البشرية اليت مت نقلها من الوحد ( )1إىل الوحدة
( )2يف السنة ،tال يتم نقلها يف نفس السنة إىل الوحدة ( )3أو(.)4
• يوجد توظيف على مستوى مجيع الوحدات األربعة ،j=1,2,3,4يعين ذلك أن:
4
• مصفوفة االنتقال االحتمالية اثبتة خالل الفرتة الزمنية املراد التبنؤ هبا ،حيث تعطى ابلصيغة التالية:
𝐷𝑆 1 𝑃11 𝑃12 ⋯ 𝑃14
𝑃 𝑃22
(]…….)5
… 𝑃24
𝑃 = 𝑃𝐺 2 [ 21
⋮ 𝑃𝑆 3 ⋮ ⋮
𝑃𝐵 4 𝑃41 ⋯
𝑃42 𝑃44
Pهي مصفوفة فرعية. 𝑗𝑖 ،∑4𝑖=1أي أن املصفوفة حبيث= 1 − 𝐿𝑖 :
.2تقدير مصفوفة االنتقال االحتمالية:
لنفرتض أن )𝑡(𝑗𝑖𝐻𝑅𝐸 هو تنقل تعداد املوارد البشرية من الوحدة iإىل الوحدة jخالل السنة ،tوعليه فإن التوزيع
التالية:1 هو متعدد احلدود مع اإلحتماالت )𝑡(𝑗𝑖𝑃 ،, i,j = 1,2,...kحيث يعطى التوزيع على الصيغة
)𝑡( )𝑡(
𝑘∑(
!) 𝑗𝑖𝐻𝑅𝐸 𝑖=1 𝑗𝑖𝐻𝑅𝐸
[P )….(6
)𝑡( )𝑡( )𝑡( 𝑘
𝑘 =] 𝑘𝑖𝐻𝑅𝐸 … … … 𝐸𝑅𝐻𝑖1 , 𝐸𝑅𝐻𝑖2 , 𝑗𝑖𝑃 (𝑡) ∏𝑖=1
!) 𝑗𝑖𝐻𝑅𝐸(∏𝑖=1
و مبا أن بناء منوذمجنا هذا كان على أساس فرضية أن مصفوفة االنتقال هي اثبتة طيلة فرتة التنبؤ ،فيتم حساب
)𝑡(
اإلحتماالت 𝑗𝑖̂𝑃عن طريق جتميع املعادلة ( ) 7للسنوات السابقة ،اليت يف دراسة حالتنا هي ثالثة سنوات
.2019-2018-2017لتعطى يف الصيغة التالية:
)𝑡(
)𝑡( 𝑇∑
𝑗𝑖𝐻𝑅𝐸 𝑡=1
𝑗𝑖̂𝑃 = )𝑡( )..........(8
𝑇∑
𝑖𝐻𝑅𝐸 𝑡=1
لتكن 𝑡̂
𝐻𝑅𝐸 هي مصفوفة الصف لتعداد املوارد البشرية يف وحدات املؤسسة األربعة يف بداية السنة ،tوعيله:
__________________________________________________________________________
1 . A..R Rahela, « Analyzing Manpower Data of Higher Learning Institutions: A Markov Chain
Approach », International Journal of Human Resource Studies, Vol 5, N°3, 2015, p42.
208
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
𝐻𝑅𝐸 ̂𝑡 ,
𝐻𝑅𝐸[= 𝑡 ̂
𝐻𝑅𝐸 𝐻𝑅𝐸 ̂𝑡 ,
𝐻𝑅𝐸 ̂𝑡 ,
] ̂𝑡 ,
1 2 3 4
)̂ 𝑡 ∗ 𝑀………….. (9
𝐻𝑅𝐸 = ̂ 𝑡+1
𝐻𝑅𝐸
حيث متثل املعادلة ( )9إىل تعداد املوارد البشرية املراد التنبؤ به يف السنة t+1وهذا عن طريق جداء
املصفوفة الصف لتعداد املوارد البشرية يف السنة tيف مصفوفة اإلحتمال اإلنتقالية Mاليت تعطى ابلصيغة اآلتية:
𝐷𝑆 1 𝑃11 + 𝑃10 𝑃01 𝑃12 + 𝑃10 𝑃02 ⋯ 𝑃14 + 𝑃10 𝑃04
𝑃 + 𝑃20 𝑃01 𝑃22 + 𝑃20 𝑃02 … 𝑃24 + 𝑃20 𝑃04
𝑀 = 𝑃𝐺 2 [ 21 ]
𝑃𝑆 3 ⋮ ⋮ ⋮
𝑃𝐵 4 𝑃41 + 𝑃40 𝑃01 ⋯
𝑃42 + 𝑃40 𝑃02 𝑃44 + 𝑃40 𝑃04
حيث 𝑃𝑖𝑗 = (𝑃𝑖0 )(𝑃0𝑗 ):
من خالل شكل املصفوفة أعاله يتم قراءهتا ابلشكل :أن احتمال بقاء املوارد البشرية يف الوحدة DSهو
جمموع نسبة البقاء يف نفس الوحدة مضاف إليه حمصول جداء مصفوفة احتمال التوظيف ومصفوفة مغادرة الوحدة
هنائيا ،وهكذا على مجيع الوحدات.
ومن أجل استخراج معلمات النموذج ،وابستخدام املعطيات اليت مت مجعها حول تدفقات وتنقالت املوارد
البشرية ملؤسسة سيفيتال للسنوات الثالث 2017-2018-2019واملوضحة اجلداول التالية:
209
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
اجلدول ( :)19-3تنقالت املوارد البشرية ابملؤسسة لسنة 2017
تعداد املوارد البشرية يف بداية املوارد البشرية اليت غادرت وحدهتا املديرية الصناعية لقطب لقطب الصناعية املديرية املديرية الصناعية لقطب الدهنيات املديرايت الداعمة إىل j
السنة 2017 هنائيا املياه املعدنية واملشروابتPB السكر PS PG DS
)𝟕𝟏𝟎𝟐(
𝒊𝑯𝑹𝑬 𝒊𝑳 )(4 )(3 )(2 )(1 من i
1598 9 0 19 26 1544 (1) DS
634 1 0 07 626 0 (2) PG
1432 4 0 1428 0 0 (3) PS
661 1 660 0 0 0 (4) PB
20 4 6 10 0 𝒋 التوظيف
للفرتة 2019-2017 مصلحة Reporting-RH املصدر :من إعداد الباحث استنادا إىل بياانت
اجلدول ( :)20-3تنقالت املوارد البشرية ابملؤسسة لسنة 2018
لقطب املديرية الصناعية لقطب املديرية الصناعية لطقطب املياه املعدنية املوارد البشرية اليت غادرت تعداد املوارد البشرية يف الصناعية املديرية املديرايت الداعمة إىل j
بداية السنة 2018 وحدهتا هنائيا واملشروابتPB السكر PS الدهنيات PG DS
𝒊𝑯𝑹𝑬
)𝟖𝟏𝟎𝟐( 𝒊𝑳 )(4 )(3 )(2 )(1 من i
1307 9 0 11 35 1252 (1) DS
842 0 0 0 842 0 (2) PG
1483 0 0 1475 5 3 (3) PS
698 1 696 0 0 1 (4) PB
39 7 13 17 2 𝒋 التوظيف
للفرتة 2019-2017 مصلحة Reporting-RH املصدر :من إعداد الباحث استنادا إىل بياانت
210
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
اجلدول ( :)21-3تنقالت املوارد البشرية ابملؤسسة لسنة 2019
لقطب املديرية الصناعية لقطب املديرية الصناعية لطقطب املياه املعدنية املوارد البشرية اليت غادرت تعداد املوارد البشرية يف الصناعية املديرية املديرايت الداعمة إىل j
بداية السنة 2019 وحدهتا هنائيا واملشروابتPB السكر PS الدهنيات PG DS
𝒊𝑯𝑹𝑬
)𝟗𝟏𝟎𝟐( 𝒊𝑳 )(4 )(3 )(2 )(1 من i
1212 28 3 13 17 1151 (1) DS
211
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
من خالل نتائج اجلدول ( ) 22-3الذي يظهر جمموع تنقالت املوارد البشرية بني خمتلف الوحدات األربعة (نقل،
ترقية ،حتويل )...،ابإلضافة إىل التوظيف وترك العمل ،وابستخدام املعادلة )(8يتم احلصول على املصفوفات
الثالثة اآلتية:
• مصفوفة االحتمال االنتقالية: P
DS PG PS PB
𝑆𝐷 0.9586 0.0188 0.0103 0.0006
𝐺𝑃 = 𝑃 [ 0 0.9948 0.0032 ] 0
𝑆𝑃 0.0011 0.0024 0.9955 0
𝐵𝑃 0.0006 0 0.0025 0.9923
من خالل املصفوفة االحتمالية أعاله نالحظ أن احتمال البقاء يف الوحدة DSهو ،%95.87واحتمال إنتقال
املوارد البشرية من الوحدة DSإىل الوحدة DGهو ،%1.89واحتمال االنتقال من الوحدة DSإىل PS
هو ،1.04%وهكذا ما بقية الوحدات.
• مصفوفة ترك العمل هنائيا 𝟎𝒊𝑷:
𝑆𝐷 0.0117
𝐺𝑃 0.0020
= 𝑃𝑖0 [ ]
𝑆𝑃 0.0010
𝐵𝑃 0.0046
حيث نالحظ أن احتمال مغادرة املوارد البشرية للوحدة DSهو %1.17وهي األعلى نسبيا ابلنظر إىل
ابقي الوحدات اليت بلغت نسبة ترك العمل هبا إىل %0.2ابلنسبة إىل الوحدة الصناعية لقطب الدهنيات،
و %0.1يف قطب الصناعي للسكر ،و %0.4يف الوحدة الصناعية للمياه املعدنية واملشروابت.
• مصفوفة التوظيف 𝒋𝟎𝑷:
212
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
0.0024336 0.00633789 0.00316836 0.00195039
0.000416 0.0010834 ] 0.0005416 0.0003334
[ =] 𝒋𝟎𝑷[] 𝟎𝒊𝑷[
0.000208 0.0005417 0.0002708 0.0001667
0.0009568 0.00249182 0.00124588 0.00076682
وابلرجوع إىل املعادلة ( ،)9وعن طريق ضرب املصفوفة Mيف مصفوفة تعداد املوارد البشرية لسنة
( 2019مصفوفة الصف) للحصول على توزيع املوارد البشرية لسنة ،2020ث نعيد نفس العملية ما بقية
السنوات األربعة لنحصل على النتائج التالية:
اجلدول( :)23-3توزيع تنقالت املوارد البشرية للسنوات اخلمس القادمة (بدون احتساب التقاعد)
𝑻̂
𝑯𝑹𝑬 ∑ املديرية الصناعية املديرية الصناعية املديرية الصناعية املديرايت السنوات
لقطب املياه لقطب السكر لقطب الدهنيات الداعمة
PBاملعدنية PS PG DS
4362 589 1554 1009 1210 2020
4368 599 1549 1012 1208 2021
4371 604 1547 1014 1206 2022
4372 609 1544 1015 1204 2023
4382 619 1542 1018 1203 2024
املصدر :من إعداد الباحث
تشري النتائج املوضحة يف اجلدول أعاله اجلدول( )23-3أن املديرات الداعمة ،واملديرية الصناعية
لقطب السكر حتتوي على نسب متفاوتة يف فقدان املوارد البشرية مقدر بـ 7أفراد يف املديرايت الداعمة ،يقابله
فقدان 12فرد يف قطب السكر ،وهذا قد يرجع لعدة أسباب منها انتهاء عقد العمل ،التقاعد املسبق إىل غري
ذلك من ظروف العمل ،أما املديرايت الصناعية لقطب الدهنيات وقطب املياه املعدنية واملشروابت فنالحظ أن
لديها احتمال توظيف عال ،وهذا ما يثبت صحة الفرضية اجلزئية الثانية اليت تنص على انه حركة تنقل املوارد
البشرية بني خمتلف أقطاب املؤسسة تؤثر على الرتكيبة املستقبلية.
213
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
214
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
تعداد املوارد البشرية الواجب توفره سنة ( 2024الطلب على املوارد البشرية): .2
ابلرجوع إىل النتائج احملصل عليها يف النموذج ( )03من خالل معادلة إحندار للتنبؤ ابلطلب على املوارد
البشرية E-RHوفقا لكل من الكتلة األجرية MSورقم األعمال CAتساوي:
النموذج (E-RH= 1629,115 + 0,394 MS+ 0,006 CA.........)03
وحبكم األهداف املستقبلية املسطرة من قبل املؤسسة واإلسرتاتيجية املتبعة ،واليت تسعى لزايدة رقم أعماهلا
بنسبة ( )%10يف أفق 2024مقارنة ابلسنة األساس ،2019ويقابله زايدة متوقعة يف حجم الكتلة األجرية
بنسبة ( )%20وبتعويض هذه املعطيات يف معادلة النموذج ( )03جند أن تعداد املوارد البشرية الواجب توفره
لتحقيق هذه األهداف هو:
E-RH2024= 1629,115 + 0,394 MS2024+ 0,006 CA2024
)E-RH2024= 1629,115 + 0,394 (6164,89) + 0,006 (148.437,30
E-RH2024= 4948
إذا فإن تعداد املوارد البشرية الواجب توفره ابملؤسسة يف سنة 2024لتحقيق رقم األعمال والكتلة
األجرية املستهدفتني سيكون يف حدود 4948مورد بشري مقسمني حسب املديرايت الصناعية كما يلي:
اجلدول ( :)25-3توزيع املوارد البشرية املتنبئ هبا حسب املديرايت واألقطاب الصناعية يف 2024
تعداد املوارد
تعداد املوارد البشرية
النسبة البشرية
الواجب توفرها يف 2024
يف2019
1376 27.81 1212 املديرايت الداعمة
1143 23.10 1007 قطب الصناعي للدهنيات
1766 35.70 1556 القطب الصناعي للسكر
663 13.39 584 القطب الصناعي للمياه
4948 %100 4359 التعداد الكلي
املصدر :من إعداد الباحث
من خالل اجلدول أعاله ومبقارنة تعداد املوارد البشرية الواجب توفره لتحقيق الزايدة املستهدفة يف كل من
الكتلة األجرية ورقم األعمال لسنة 2024مع تعداد املوارد البشرية احلالية ابملؤسسة جند أن حجم املوارد البشرية
سيعرف زايدة معتربة يف كل األقطاب بنسب متفاوتة حيث تصل الزايدة إىل ( )79 ،210 ،136 ،164وفقا
215
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
لألقطاب التالية على التوال (املديرايت الداعمة ،القطب الصناعي للدهنيات ،القطب الصناعي للسكر ،القطب
الصناعي للمياه).
.3الفجوة بني العرض الداخلي والطلب املتنبئ به على املوارد البشرية مبؤسسة سيفيتال :2024
ابلرجوع إىل نتائج اجلدولني ( )24-3و( ،)25-3املتحصل عليها إبستخدام كل من سالسل ماركوف
االنتقالية يف جانب التنبؤ ابلعرض ،ومنوذج االحندار اخلطي املتعدد يف جانب التنبؤ ابلطلب ،وابلقيام بعملية
املقارنة بني النتيجتني سنجد:
اجلدول ( :)26-3احتياجات مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية من املوارد البشرية وفق املديرايت
واألقطاب الصناعية لسنة 2024
طلب املؤسسة من العرض الداخلي املتنبئ به
الفجوة ()3
املوارد البشرية املتنبئ به من املوارد البشرية
()2(-)1(=)3
يف سنة )2( 2024 لسنة )1( 2024
-205 1376 1171 املديرايت الداعمة
-144 1143 999 قطب الصناعي للدهنيات
-248 1766 1518 القطب الصناعي للسكر
-63 663 600 القطب الصناعي للمياه
()660 4948 4288 التعداد الكلي
املصدر :من إعداد الباحث
من خالل نتائج اجلدول أعاله اجلدول ( ،)26-3جند أن العرض الداخلي املتنبئ به لسنة 2024على
املوارد البشرية ابستخدام أسلوب ماركوف ابإلضافة اىل إدراج تعداد املوارد البشرية اليت ستحال على التقاعد بلغت
4288مورد بشري ،يف حني أن تعداد املوارد البشرية املفروض توفره لسنة 2024سيبلغ 4948مورد بشري
وفقا لنموذج اإلحندار اخلطي املتعدد ابعتبار كل من الكتلة االجرية و رقم األعمال متغريين مستقلني يؤثران يف
تعداد املوارد البشرية ابملؤسسة ،هذا يعين وجود فجوة ما بني العرض و الطلب تصل إىل 660مورد بشري
مقسمة حسب األقطاب الصناعية للدهنيات ،السكر ،املياه املعدنية و املشروابت ،ابإلضافة إىل املديرايت
الداعمة على التوال ( ،)205 ،63 ،248 ،144و هذا ما يؤكد صحة الفرضية الرئيسية الثالثة اليت تنص على
ان األساليب الرايضية و اإلحصائية يف التنبؤ ابلكشف عن الفجوة بني العرض و الطلب على املوارد البشرية يف
املؤسسة حمل الدراسة.
216
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
بعد اختبار الفرضية االوىل اليت تنص على أن الكتلة األجرية ورقم األعمال تؤثران يف التنبؤ ابلطلب على .1
املوارد البشرية مبؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية-جباية -توصلنا إىل أن أفضل منوذج للتنبؤ ابلطلب على املوارد
البشرية هو (النموذج )03الذي جيمع كل من متغري الكتلة األجرية ومتغري رقم األعمال معا ،حيث كانت معادلة
اإلحندار اخلطي املتعدد املتوصل إليها هلذا النموذج كما يلي:
حيث بلغ معامل االرتباط ،0.942ووصل معامل التفسري 0.854مما دل على أن كل من املتغريين
املستقلني املمثلني يف رقم األعمال والكتلة األجرية هلما قدرة كبرية يف تفسري التنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية
مبؤسسة سيفيتال ،وهذا راجع أن رقم األعمال يعد من أهم املؤشرات االقتصادية اليت حتدد الوضعية التنافسية
للمؤسسة ،إ ضافة إىل اعتبار الكتلة األجرية أهم العوامل اليت تتحكم نوعا ما يف تعداد املوارد البشرية سواء ابلنسبة
للمؤسسة أو طاليب العمل.
ومن خالل الزايرة امليدانية للمؤسسة اتضح لنا أن مؤسسة سيفيتال متتلك قاعدة بياانت مفصلة ابلتدقيق
حول مواردها البشرية منذ بداية نشاطها من 2002وعرب كامل فروعها ووحداهتا اإلنتاجية ،وهذا ما يساعدها يف
عملية التخطيط اجليد للموارد البشرية ،ومن بني أهم األساليب اليت تتبعها املؤسسة للتنبؤ ابملوارد البشرية جند
أسلوب التسيري التنبؤي للوظائف والكفاءات GPECضمن مصلحة تطوير املوارد البشرية ،ابإلضافة إىل
ختطيط املوارد البشرية املبين على الكتلة األجرية ضمن احتياجات كل مديرية حسب حجم اإلنتاج املستهدف
ابلتال رقم األعمال املراد الوصول إليه.
كما جند أن مؤسسة سيفيتال تستخدم أسلوبني لتوفري احتياجاهتا من املوارد البشرية ،األول يعتمد على
خمطط عمل طبقا الحتياجات األقطاب الصناعية واملديرايت الفرعية الداعمة عن طريق رفع تقارير خبصوص
مواردها البشرية ،والوظائف الشاغرة قبل هناية كل سنة ،يقابل ذلك طلب زايدة يف الكتلة األجرية اليت حتول يف
األخري إىل مناصب عمل ،وكل هذا يتوقف اساسا على إسرتاتيجية املؤسسة من انحية زايدة رقم أعماهلا الذي
يصاحبه الزايدة يف العملية اإلنتاجية ،أو ختفيضه وابلتال ختفيض القدرة اإلنتاجية للمجمع .وعليه فإن عملية
ختطيط املوارد البشرية لدى املؤسسة حمل الدراسة مبين على متغريين أثنني مها :رقم األعمال والكتلة األجرية .وهذا
217
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
ما يؤكد أن النموذج املقرتح هو األفضل واألنسب للمؤسسة للتنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية ،وهذا ما يتناىف مع
دراسة كل من عشوي 2005الذي تطرق إىل صعوبة استخدام األساليب اخلاصة ابلتخطيط على مستوى
املؤسسة لتحديد احتياجاهتا من املوارد البشرية وهذا بسبب غموضها ونقص اخلربة اإلدارية يف هذا اجملال ،ودراسة
وارزقي 2016اليت أكدت على صعوبة تطبيق مبادل التسيري التنبؤي للموارد البشرية لتلبية احتياجاهتا ابعتباره
يفوق صالحياهتا ويقدم اقرتاحات فقط وهذا راجع لطبيعة املؤسسة حمل الدراسة ،وتتفق مع دراسة زهية موساوي
2016اليت أكدت على ضرورة اعتماد املؤسسة على املنهج الذي يواكب التطورات التكنولوجية اليت تؤثر على
الوظائف و املهارات وهذا بغرض احلفاظ على امليزة التنافسية حيث تعترب GPECوأداة من األدوات األساسية
إلدارة العمليات.
بعد اختبار الفرضية الثانية واليت نصت على أنه يؤثر كل من التقاعد (الفئة العمرية) وحركة تنقل العمال .2
داخل املؤسسة على الرتكيبة املستقبلية ملوارد البشرية يف مؤسسة سيفيتال-جباية -توصلنا اىل أن الفئة العمرية
للموارد البشرية ابملؤسسة حمل الدراسة تؤثر على الرتكيبة املستقبلية للموارد البشرية وهذا من خالل عامل التقاعد
املعمول به ابملؤسسة وهذا راجع إىل اللوائح القانونية املوضوعة من طرف إدارة املوارد البشرية ابملؤسسة واليت تنص
على أن السن القانوي للتقاعد حمدد بـ 60سنة ،كما جند كذلك تطبيق أسلوب سالسل ماركوف االنتقالية على
املؤسسة حمل الدراسة مكننا من التنبؤ ابلرتكيبة املستقبلية املتوقعة ابالعتماد على بياانت املؤسسة خبصوص تنقالت
مواردها البشرية من وإىل خمتلف األقطاب الصناعية واملديرايت الداعمة ،وهذا ما يتفق مع دراسة كل من
EZUGWUو 2017 OLOGUNوبن محودة يوسف ،2010وعشوي 2005اليت توصلت إىل أنه ميكن
اعتماد هذا األسلوب للتنبؤ ابلرتكيبة املستقبلية للموارد البشرية انطالقا من تتبع حركة تنقالهتا داخل املؤسسة إىل
غاية فقداهنا سواء ابنتهاء عقود العمل ،التقاعد املسبق ،االستقالة ،وللحصول على النتائج املرجوة من خالل
تطبيق هذا األسلوب وجب توفر نظام معلومات فعال خيص إدارة املوارد البشرية كما هو احلال مبؤسسة سيفيتال،
وهذا ما يتناىف مع ما جاءت به دراسة بدر يوسف عبيدات 2012خبصوص نظام معلومات املوارد البشرية
الذي يلعب دورا مهما يف مساعدة إدارة املوارد البشرية من العرض احلال واملستقبلي ملواردها.
بعد التأكد من صحة الفرضية الثالثة واليت نصت على أنه تساعد األساليب الرايضية واإلحصائية يف .3
التنبؤ ابلكشف عن الفجوة بني الطلب والعرض على املوارد البشرية يف املؤسسة حمل الدراسة اتضح أن األساليب
الرايضية اليت مت استخدمناها للتنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية املتمثل يف أسلوب اإلحندار اخلطي املتعدد يف
218
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
النموذج الثالث ،و أسلوب سالسل ماركوف االنتقالية يف جانب التنبؤ ابلعرض مكننا من الكشف عن الفجوة
املوجودة بني العرض والطلب ،حيث توصلنا إىل وجود عجز بلغ ( )660مورد بشري ،هذا العجز سيلزم إدارة
املوارد البشرية ابملؤسسة ابختاذ جمموعة من اإلجراءات التصحيحية بغرض معاجلة هذه الفجوة للحصول على
وضعية التوازن وابلتال تفادي توقف أنشطتها مستقبال ،وهذا من خالل التحويالت ،واالنتقاالت الداخلية (أفقيا
وعموداي) ،إدخال تعديالت على حجم العمل مبختلف األقطاب الصناعية من خالل إعادة تنظيم العمل ،أو
تعديل ساعات العمل سواء إبضافة ساعات للعمل أو العمل بطريقة املناوبة ،كما ميكنها االستعانة بعملية
التدريب ،التكوين ،و مرافقة الكفاءات و تعديل املسارات الوظيفية .كما ميكن للمؤسسة االنتقال للبحث عن
موارد بشرية جديدة خارج املؤسسة من خالل إجراء تعيينات جديدة من مصادر خارجية ووضع برامج استقطابية،
كما ميكنها استقطاب موارد بشرية مبوجب عقود عمل مؤقتة ،أو عن طريق أسلوب املناولة إبخراج أنشطة
املؤسسة إىل مؤسسات أخرى ،وهذا ما يتفق مع دراسة كل بن محودة يوسف 2010و Jac Fitz-enz
& Jhon Mattoxاللتان توصلتا ضرورة جلوء املؤسسة إىل استخدام التطبيقات اإلحصائية و األساليب
الرايضية يساهم بشكل كبري يف حتليل التنبؤ عن طريق الكشف عن الفجوة ما بني العرض والطلب ،حيث تعترب
هذه التحليالت التنبؤية دليل تطبيقي تساعد مدراء املوارد البشرية يف وضع برامج و خطط لتصحيح الفجوة ،إذ
جيب تطوير خيارات متعددة أو حلول لسد أي ثغرات وحتديد تكلفتها ،وهبذه الطريقة ميكن اختيار الثغرات اليت
جيب معاجلتها وما هو احلل االسرتاتيجي األفضل من انحية التكلفة -على أساس أولوايت املهام والعائد املتوقع
على االستثمار واملالئمة املباشرة مع اإلسرتاتيجية.
ويف ضوء هذه النتائج ومبا أن مؤسسة سيفيتال ستكون مستقبال أمام حالة عجز يف تعداد املوارد
البشرية وابلتال وجب عليها وضع سياسات بغرض جتنب هذه الفجوة ،ومن بني أهم احللول املمكن
اقرتاحها يف هذه احلالة ابلرجوع إىل السياسة املنتهجة من قبل إدارة املؤسسة سنجد انه عليها:
-فتح ابب التوظيف :أول ما ميكن أن تلجأ إليه شركة سيفيتال ملعاجلة الفجوة قبل حدوثها
مستقبال هو فتح ابب التوظيف ،حيث يتطلب هذا احلل قيام املؤسسة ابلبحث عن احتياجاهتا
من املوارد البشرية من سوق العمل ،ووضع برامج استقطابية ترغيبيه للتقدم وطلب العمل يف
املؤسسة ،وبعد االستقطاب يتم وضع برامج النتقاء املستقطبني وتعيينهم بشكل دائم لديها.
219
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
-اللجوء للعقود املؤقتة : CDDحيث يعني مبوجبه موارد بشرية للعمل لفرتة زمنية حمددة
وأبجر أو راتب معني ،تتميز هذه السياسة إبمكانية االستغناء عن هذه املوارد وقت ما تشاء
املؤسسة دون الدخول يف نزاعات العمل مع النقابة أو وزارة العمل واهليئات القضائية كما أن
رواتبها وأجورها أقل من املوارد البشرية الدائمة مما قد يريح إدارة مؤسسة سيفيتال يف الشق املال.
-العمل اإلضايف :ميكن ملؤسسة سيفيتال كذلك أن تلجأ إىل إطالة زمن العمل الرمسي لعدد حمدد
من الساعات ملواجهة ضغط عمل مومسي أو دائم كبديل لتوظيف موارد بشرية دائمة أو مؤقتة،
حيث تتميز هذه السياسة يف أن تكاليفها قليلة مقارنة بسياسة التوظيف.
ابإلضافة اىل ما سبق ذكره ميكن لسيفيتال احلفاظ على استقرار مواردها البشرية احلالية من خالل:
• إضافة حوافز وتنويعها حىت ال يكون هنالك تسريب للموارد البشرية ملؤسسة أخرى؛
• إعادة تدريب وتكوين املوارد البشرية احلالية حفاظا على مستوى إنتاجها؛
• توفري فرص ترقية وحتسني أجور العاملني.
220
الدراسة التطبيقية حالة مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية- الفصل الثالث:
مت يف هذا الفصل تسليط الضوء على مؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية -جباية ،-حيث حاولنا إسقاط
اجلانب النظري لدراستنا على اجلانب التطبيقي وهذا من خالل تطبيق جمموعة من األدوات واألساليب املتاحة يف
أدبيات املوارد البشرية للتنبؤ ابلطلب والعرض على املوارد البشرية ،ومن ث استخراج الفجوة واقرتاح اسرتاتيجيات
لتقليص هذه الفجوة بغض النظر عن األساليب املستخدمة ،وتبني لنا من خالل استخدام منوذج االحندار اخلطي
املتعدد أن كل من رقم األعمال والكتلة األجرية يؤثران معا على التنبؤ ابلطلب على املوارد البشرية مبؤسسة
سيفيتال وهذا يرجع طبعا لألسلوب املتبع حاليا لتخطيط املؤسسة الحتياجاهتا من املوارد البشرية ،ومن جهة
أخرى حدد لنا أسلوب سالسل ماركوف االنتقالية تعداد املوارد البشرية الضائعة سواء بسبب االستقالة ،التحويل،
الفصل ،ضف إىل ذلك تعداد املوارد البشرية اليت ستحال على التقاعد ،ابلتال فإن األسلوبني املقرتحني ساعداان
يف التوصل إىل حتديد الفجوة ما بني العرض والطلب على املوارد البشرية عرب خمتلف املديرايت الصناعية للمؤسسة
يف أفق 2024وأهم اإلجراءات الالزم أن تتبعها املؤسسة ملعاجلتها حىت ال تقع مستقبال يف مشكلة العجز أو
الفائض.
221
اخلامتة
اخلامتة
اخلامتة
حاولنا من خالل هذه الدراسة ،الرتكيز على أهم العناصر املكونة للتسيري التنبؤي للموارد البشرية انطالقا
من التخطيط اىل التسيري التنبؤي مرورا ابلتخطيط اإلسرتاتيجي للموارد البشرية ،وإبراز الدور املتزايد هلا يف ظل
املتغريات الراهنة ،وحاولنا توصيف جمموعة من األساليب الرايضية واإلحصائية املساعدة يف عملية التنبؤ ابملوارد
البشرية اليت ميكن اللجوء إليها من قبل املؤسسة وإدارة املوارد البشرية للتنبؤ املستقبلي ابلتعداد الواجب توفره من
املوارد البشرية لتحقيق أهداف وغاايت املؤسسة سواء كان ذلك من انحية الطلب أو العرض كأسس علمية تستند
عليها املؤسسة ،وعليه مسحت لنا الدراسة ابلتوصل إىل جمموعة من االستنتاجات سواء ما تعلق ابجلانب النظري
أو التطبيقي ،إىل جانب جمموعة من التوصيات مت اقرتاحها ملساعدة املؤسسات اجلزائرية لالستغالل األمثل لعملية
التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف أنشطتها بصفة عامة ،ومن ث اقرتاح بعض النقاط للبحث بغية استكمال ما
غاب عنا يف هذه الدراسة وحال دون تطرقنا إليه يف هذا اجملال الواسع.
لقد مر تطور إدارة املوارد البشرية وصوال إىل اإلدارة اإلسرتاتيجية للموارد البشرية بعدة مراحل من خالل
جمموعة من النظرايت سامهت يف ذلك ،حيث تعد منهج اسرتاتيجي وممارسة إدارية إلدارة املوارد البشرية حبيث
يكون هنالك حتقيق مستدام لرسالة املؤسسة وأهدافها ،تزامن مع هذا التطور تطور يف أساسيات ختطيط املوارد
البشرية حيث شهدت االستغناء عن املفهوم الكالسيكي للتخطيط للقوى العاملة الذي مل يثبت أي قيمة
اقتصادية يف استخداماته وحتولت فيما بعد إىل حماولة انتهاج أسلوب جديد للتخطيط أال وهو ختطيط املوارد
البشرية الذي كان تطبيقه يشمل كل من العرض والطلب بصيغتهما الكمية ضف إىل ذلك جوانب أخرى متعلقة
ابملورد البشري من سلوك ،حتليل العمل ،تقسيم العمل...،إخل ،حيث مسيت هذه املقاربة فيما بعد ابلتسيري
التقديري للموارد البشرية ،وبعد االندماج االسرتاتيجي للموارد البشرية ضمن إسرتاتيجية املؤسسة ظهرت مقاربة
التخطيط االسرتاتيجي للموار البشرية اليت تتحقق من خالل تكامل البيئة التنظيمية األفراد واألنظمة يف املؤسسة
لضمان جناح إسرتاتيجيتها.
يعد التسيري التنبؤي للموارد البشرية تطبيق متطور لالستجابة ملتطلبات إدارة املوارد البشرية للوصول لألداء
األمثل واحلصول على أفضل العوائد من خالل اختاذ قرارات سليمة مبنية على مجع البياانت واملعلومات عن املوارد
223
اخلامتة
البشرية واستخدام النماذج التنبؤية املساعدة يف التعرف على الطلب والعرض من املوارد البشرية وفق أساليب
رايضية وإحصائية للوصول إىل الفجوة ومعاجلتها سواء الوقوع يف حالة العجز أو الفائض هذا بغرض حتقيق
االستخدام األمثل للموارد البشرية وجتنب أي فجوة حمتملة ،حيث يوجد الكثري من العمل فيما يتعلق مبراجعة
أساليب التنبؤ ابملوارد البشرية ،حيث نرى أن معظم املؤسسات تشعر بصعوبة يف اختيار طرق التنبؤ مبواردها
البشرية وفقا لتوجهها االسرتاتيجي وتوفرها على البياانت الالزمة لذلك ،كما ميكن أن يكون هناك طريقة واحدة
أو جمموعة من الطرق للقيام بعملية التنبؤ املناسب يف حالة معينة ،ولذلك فإن أحد أكرب األسئلة اليت تتبادر
ألذهاننا هو كيفية اختيار أفضل الطرق للتنبؤ ابملوارد البشرية املستقبلية ابلنسبة للمؤسسة ليس فقط معرفة أفضل
تقنية (تقنيات) التنبؤ املناسبة ألهنا ال تكفي لعملية التنبؤ الفعال للموارد البشرية .كل هذا قد يسمح إبعطاء
املؤسسة وضعية مالية مرحية وجتنب أي خطر مستقبلي وابلتال إعطاءها ميزة تنافسية وهذا ما يؤكد على أن
للتسيري التنبؤي للموارد البشرية قيمة مضافة يف املؤسسة ابعتباره أداء لتنفيذ إسرتاتيجية املؤسسة حيث يظهر ذلك
من خالل مراحل تطبيق التسيري التنبؤي انطالقا من حتليل البيئية الداخلية واخلارجية للمؤسسة وصوال اىل حتليل
وتشخيص الفجوة ومن ث إعادة تقييم خمطط عمل املوارد البشرية لتصحيح الفروقات ،ويكاد يكون من املستحيل
التنبؤ ابملقدار الدقيق للموارد البشرية مستقبال على املدى الطويل ،حيث سيكون هناك دائما عنصر من عدم
اليقني حىت يتحقق االحتمال املتوقع ،حيث بذل عدة ابحثني وممارسني يف جمال إدارة املوارد البشرية جهوداً كبرية
يف تطوير أساليب التنبؤ لتقليل عنصر عدم اليقني يف التنبؤ أو مبا يسمى هبامش اخلطأ ،لذلك وجب حتديد
العوامل الرئيسية اليت تؤثر على املوارد البشرية يف املستقبل ،ومجع البياانت الفعالة ،وتفسري الردود على
االستبياانت ،وتكامل االستجاابت للحصول على البياانت النهائية للقيام ابلتنبؤ الفعال للموارد البشرية.
من جانب أخر يعترب التنبؤ ابلعرض الداخلي للموارد البشرية من خالل الرتكيبة املستقبلية هلا يساهم يف
التخطيط أبكثر دقة ،وهذا من خالل تقليل تكاليف املوارد البشرية وكذا حتسني أداء املؤسسة ،وابإلضافة إىل أن
هذه العملية تدعم عملية إدارة تكاليف التوظيف ،ولكنها تسهل أيضا إدارة رأس املال البشري ،وحلد اآلن يتم
اعتماد عدة أساليب معقدة يف هذا اجملال ،مثل برامج خرائط اإلحالل أو سلسلة ماركوف االنتقالية ،كما أن
تطبيق هذا النموذج ملاركوف مت يف عدة دراسات متعلقة ابملوارد البشرية ،على وجه اخلصوص تلك املتعلقة
ابملؤسسات الكبرية أو حىت القطاعات االقتصادية ،مثل قطاعات الرتبية والتعليم ،الصحة .كما أن تطبيق هذا
النوع من النماذج للتنبؤ ابلعرض من املوارد البشرية للمؤسسة يكون تطبيقه ممكنا فقط عندما حتتفظ املؤسسة
224
اخلامتة
بنظام معلومات فعال جلمع بياانت املوارد البشرية وحفظها ،عندما خيطط صانعوا القرار مسبقا لرتقيات أو تنقالت
املوارد البشرية.
225
اخلامتة
البشرية ابملؤسسة املستنبطة من قانون العمل اجلزائري واليت تنص على أن السن القانوي للتقاعد حمدد بـ 60سنة
هذا من جهة ،و من جهة أخرى استخدام أسلوب سالسل ماركوف االنتقالية على املوارد البشرية ابملؤسسة حمل
الدراسة ساعدان يف التنبؤ ابلرتكيبة املستقبلية اليت ستتوفر عليها املؤسسة يف السنوات اخلمس القادمة ،وهذا ما
يتفق مع دراسة كل من EZUGWUو 2017 OLOGUNوبن محودة يوسف ،2010وعشوي 2005
اليت توصلت إىل أنه ميكن اعتماد هذا األسلوب للتنبؤ ابلرتكيبة املستقبلية للموارد البشرية انطالقا من تتبع حركة
تنقالهتا داخل املؤسسة إىل غاية فقداهنا سواء ابنتهاء عقود العمل ،التقاعد املسبق ،االستقالة ،وللحصول على
النتائج املرجوة من خالل تطبيق هذا األسلوب وجب توفر نظام معلومات فعال خيص إدارة املوارد البشرية كما هو
احلال ابملؤسسة حمل الدراسة اليت متلك نظام معلومات الأبس به.
ان استخدام كل من أسلوب اإلحندار اخلطي املتعدد يف النموذج الثالث ،وأسلوب سالسل ماركوف .3
االنتقالية يف جانب التنبؤ ابلعرض ساعدان من الكشف عن الفجوة املوجودة بني العرض والطلب ،حيث توصلنا
إىل وجود عجز بلغ 660مورد بشري ،حيث سيلزم هذا العجز إدارة املوارد البشرية ابختاذ جمموعة من اإلجراءات
التصحيحية بغرض معاجلة هذه الفجوة للحصول على وضعية التوازن وابلتال تفادي توقف أنشطتها مستقبال،
حيث قد تتمثل جمموع اإلجراءات التصحيحية يف التحويالت ،االنتقاالت الداخلية (أفقيا وعموداي) ،إدخال
تعديالت على حجم العمل مبختلف األقطاب الصناعية من خالل إعادة تنظيم العمل ،أو تعديل ساعات العمل
سواء إبضافة ساعات للعمل أو العمل بطريقة املناوبة ،كما ميكنها االستعانة بعملية التدريب ،التكوين ،و مرافقة
الكفاءات و تعديل املسارات الوظيفية .كما ميكن للمؤسسة االنتقال للبحث عن موارد بشرية جديدة من سوق
العمل اخلارجي (البيئة اخلارجية) من خالل فتح أبواب التوظيف ،كما ميكنها استقطاب موارد بشرية مبوجب عقود
عمل مؤقتة ،أو عن طريق أسلوب املناولة إبخراج أنشطة املؤسسة إىل مؤسسات أخرى ،وابلرجوع إىل الدراسات
السابقة اليت تتفق مع هذه النتائج جند دراسة كل بن محودة يوسف 2010و& Jhon Jac Fitz-enz
Mattoxاللتان توصلتا إىل ضرورة جلوء املؤسسة إىل استخدام التطبيقات اإلحصائية واألساليب الرايضية اليت
قد ت ساهم يف حتليل التنبؤ عن طريق الكشف عن الفجوة ،حيث تعترب هذه التحليالت التنبؤية دليل تطبيقي
تساعد مدراء املوارد البشرية يف وضع برامج وخطط لتصحيح الفجوة ،إذ جيب تطوير خيارات متعددة أو حلول
لسد أي ثغرات وحتديد تكلفتها ،وهبذه الطريقة ميكن اختيار الثغرات اليت جيب معاجلتها وما هو احلل االسرتاتيجي
األفضل من انحية التكلفة -على أساس أولوايت املهام والعائد املتوقع على االستثمار واملالئمة املباشرة مع
اإلسرتاتيجية.
226
اخلامتة
ابإلضافة إىل ما سبق ذكره فلقد كان من الصعب جدا إجراء الدراسة امليدانية ابملؤسسة حمل الدراسة .4
خاصة من جانب حتليل البيئة اخلارجية فيما خيص املوارد البشرية املتاحة وهذا يف ظل ما تعيشه اجلزائر مثل بقية
دول العامل من جراء فريوس كوروان حبكم أن الدراسة التطبيقية تزامنت مع فرتة بداية ظهور هذا الفريوس ،فباإلضافة
اىل ما مت اإلشارة إليه سابقا مت التوصل إىل النتائج التالية:
-مازال مفهوم التسيري التنبؤي للموارد البشرية حديث ابلنسبة إلدارة املوارد البشرية يف اجلزائر سواء يف
القطاع العام أو اخلاص حسب ما مت استنتاجه من الدراسات السابقة ،وإن وجد فهو يرتكز عموما
على اجلانب الكمي فقط يف حني مت إمهال اجلانب الكيفي.
-التسيري التنبؤي للموارد البشرية ما هو إال أداة من أدوات إدارة املوارد البشرية اليت توفر املوارد البشرية
وهذا من أجل املسامهة يف تنفيذ إسرتاتيجية وظيفة املوارد البشرية وابلتال حتقيق األهداف اإلسرتاتيجية
للمؤسسة.
-التسيري التنبؤي هو جزء مكمل لعملية التخطيط اإلسرتاتيجي للموارد البشرية.
-عدم انتهاج املؤسسات اجلزائرية للتسيري التنبؤي للموارد البشرية يؤدي اىل زايدة حجم الفجوة بني سوق
العمل الداخلي واخلارجي.
-انتهاج املؤسسات اجلزائرية األساليب العلمية للتسيري التنبؤي للموارد البشرية قد يقلل من تكاليفها يف
جمال االستقطاب والتوظيف مستقبال.
-إن تطبيق برانمج التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف كافة املؤسسات اجلزائرية سيقدم حلوال لالستدامة
االقتصادية واالجتماعية على املدى املتوسط والطويل.
-من بني أهم النقاط اليت قد تساعد مؤسسة سيفيتال يف استبدال التخطيط التقليدي للموارد البشرية
ابلتسيري التنبؤي للوارد البشرية مستقبال هو نظرهتا وتفكريها اإلسرتاتيجي من خالل امتالكها للوسائل
التكنولوجية واملوارد البشرية املؤهلة خاصة تلك اليت تشغل مبديرية املوارد البشرية ،ضف إىل ذلك ان
املؤسسة تستخدم التسيري التنبؤي للوظائف والكفاءات GPECمما سيسهل هلا االنتقال إىل
استخدام أحد أساليب التسيري التنبؤي للموارد البشرية مستقبال إذا ما توفرت الظروف اخلارجية (خنص
ابلذكر هنا سوق العمل اخلارجي).
227
اخلامتة
اثلثا االقرتاحات وتوصيات:
ما يشهده العامل اليوم من جمموع التحدايت اجلديدة اليت متس خمتلف جوانب احلياة ،خاصة تلك املتعلقة
ابملورد البشري ابعتباره اهم رأس مال غري مادي للمؤسسة ما قد يولد عن هذا الوضع ضرورة التخلي عن
التخطيط الكالسيكي للموارد البشرية يف املؤسسات واستغالل األساليب العلمية احلديثة والوسائل التكنولوجية
لكي تغطي املؤسسات احتياجاهتا من املوارد البشرية ،وعلى ضوء االستنتاجات السابقة ميكننا أن نتقدم مبجموعة
من التوصيات اليت قد تساعد املؤسسات اجلزائرية على االستخدام األمثل للموارد البشرية من خالل التسيري
التنبؤي للموارد البشرية ،ومن خالل ما مت التطرق إليه سواء يف الشق النظري من الدراسة أو اجلانب التطبيقي
يسمح لنا بوضع جمموعة من االقرتاحات والتوصيات للمختصني يف إدارة املوارد البشرية لدى املؤسسات العمومية
منها واخلاصة للتعمق أكثر يف موضوع التسيري التنبؤي للموارد البشرية ،نذكر منها:
oضرورة إدراج التسيري التنبؤي للموارد البشرية كوظيفة أساسية من وظائف إدارة املوارد البشرية
ابملؤسسات اجلزائرية العمومية منها واخلاصة.
oضرورة فتح تكوينات بصفة دورية سواء للقائمني على إدارة املوارد البشرية يف جمال التنبؤ ابملورد
البشري أو ابجلامعات وهذا بغرض قيامهم بعملية التنبؤ ابلطريقة الصحيحة وفق منهجية وخطوات
علمية.
oضرورة االهتمام أبنظمة التغذية العكسية feed-backابملؤسسات اجلزائرية ،وكذا حماولة انتاج
نظام معلومات فعال من خالل إنشاء قواعد بياانت شاملة وخاصة ابملوارد البشرية تساعد فيما بعد
القائمني بعملية التسيري التنبؤي للموارد البشرية والرجوع إليه وقت احلاجة.
oضرورة تغيري نظرة وظيفة املوارد البشرية املستقبل ابعتباره أحد اهم الركائز اليت قد تساعدها يف حتقيق
أهدافها.
توصلنا من خالل دراستنا احلالية اىل توضيح األمهية اليت يلعبها التسيري التنبؤي للموارد البشرية على
مستوى املؤسسة ،وتبقى النتائج املتوصل إليها يف هذه الدراسة يف احلدود الزمانية واملكانية ،واملنهجية وكذا
األساليب املستخدمة يف الدراسة.
228
اخلامتة
أثناء إجنازان هلذا العمل استوقفتنا جمموعة من النقاط سواء ما تعلق ابجلانب النظري من خالل أدوات
ومنهجيات متعلقة بعملية التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف شقيه (العرض والطلب) أو يف اجلانب التطبيقي
ابملؤسسة .لذلك نقرتح مجلة من الدراسات ميكن أن تتكامل أو تتقاطع مع دراستنا يف نقاط معينة اليت ممكن
كذلك أن تفتح اجملال ألفاق علمية وأحباث جديدة لتشكل جمال عمل مستقبلي لدى الباحثني واملختصني ،نذكر
منها:
▪ دور التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف تنمية رأس املال البشري يف املؤسسات اجلزائرية؛
▪ التسيري التنبؤي للموارد البشرية كميزة تنافسية للمؤسسة؛
▪ االستثمار يف رأس املال البشري يف املؤسسة يف ضوء حتليل العالقة بني العرض والطلب يف سوق العمل؛
▪ أثر التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف تعزيز األداء الوظيفي يف القطاع اخلاص؛
▪ أثر السلوكيات القيادية على تبين أساليب التنبؤ ابملوارد البشرية يف املؤسسة؛
▪ دراسة مقارنة للتسيري التنبؤي للموارد البشرية بني القطاعني العام واخلاص يف اجلزائر؛
▪ أثر أساليب التسيري التنبؤي للموارد البشرية على خلق القيمة يف املؤسسة؛
229
املراجع
املراجع
املراجع
أوال :الكتب ،اجملالت وامللتقيات العلمية:
أ -ابللعة العربية:
.1أمحد سيد مصطفى ،إدارة املوارد البشرية من منظور القرن احلادي والعشرين ،اإلسكندرية :الدار اجلامعية.2000 ،
.2أمحد ماهر " ،إدارة املوارد البشرية" ،الدار اجلامعية ،اإلبراهيمية.2007 ،
.3أمحد ماهر" ،إدارة املوارد البشرية" ،الدار اجلامعية ،مصر.2014 ،
.4انس عبد الباسط عباس" ،ختطيط وتنمية القوى العاملة" ،دار املسرية للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن2011 ،
.5بالغماس بركة " ،نظام معلومات املوارد البشرية وعالقته بوظائف إدارة املوارد البشرية" ،جملة التنمية وإدارة املوارد البشرية ،العدد
،)1( 9جامعة البليدة .2016 ،2
.6بالل خلف السكارنة" ،التخطيط االسرتاتيجي" ،دار املسرية للطباعة والنشر ،عمان ،األردن.2010 ،
.7بلقمري انهد« ،التسيري التنبؤي للموارد البشرية كمدخل لزايدة الفعالية التنظيمية دراسة ميدانية مبؤسسة كوندور بوالية برج
بوعريريج» ،أطروحة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه ل.م.د يف علم االجتماع ،جامعة على لونيسي البليدة ،02كلية العلوم
اإلنسانية واالجتماعية قسم العلوم االجتماعية.2017 ،
.8بن محودة يوسف ،التخطيط االسرتاتيجي للموارد البشرية على مستوى املؤسسة ودوره يف حتسني أداء األفراد دراسة نظرية
وتطبيقية) جممع تربية الدواجن للغرب – ،)GAOمذكرة مقدمة الستكمال متطلبات شهادة املاجستري ،ختصص التقنيات
الكمية للتسيري ،كلية احلقوق والعلوم التجارية ،جامعة عبد احلميد بن ابديس – مستغامن.2010-2009 ،-
.9بومخخم عبد الفتاح" ،إدارة املوارد البشرية" ،مطبوعات جامعة منتوري -قسنطينة.2001 ،
.10جالل عبد الفتاح املالح «املدخل االقتصادي لدراسة السوق :أدوات حتليلية لدراسة الطلب والعرض واألسعار ،السعودية،
جامعة ملك فيصل.2003 ،
.11مجال الدين حممد املرسي "،اإلدارة اإلسرتاتيجية للموارد البشرية -املدخل لتحقيق ميزة تنافسية ملنظمة القرن احلادي والعشرين-
" ،الدار اجلامعية ،مصر.2003، ،
.12جورج فهمي رزقي" ،االقتصاد التطبيقي يف إدارة األعمال" ،املكتبة األكادميية ،القاهرة ،ط.1999 ،1
.13جون كارتنر ،مدير املدرسة ودوره يف تطوير التعليم ،ترمجة الدكتور عبد هللا شحاتة ،دار إيرتاك للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة،
مصر ،ط.2002 ،2
.14جونز جاريث وهيل شارلز ،اإلدارة اإلسرتاتيجية ،اجلزء ،1ترمجة رفاعي حممد رفاعي وحممد سيد أمحد عبد املتعال ،الرايض،
اململكة العربية السعودية.2001 ،
.15حسن إبراهيم بلوط "،إدارة املوارد البشرية من منظور اسرتاتيجي" ،دار النهضة العربية ،لبنان.2002،
231
املراجع
.16خليدة دهلوم " ،أساليب التنبؤ ابملبيعات – دراسة حالة –" ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف العلوم التجارية ،جامعة،
كلية العلوم االقتصادية2009 ،
.17دارم البصام« ،التخطيط للموارد البشرية ملاذا وكيف؟» ،جملة االقتصاد.1981 ،209 ،
.18الدريين حممود" ،اإلحصاء الزراعي" ،جامعة ملك سعود ،السعودية.2008 ،
.19رافدة احلريري "،اجتاهات حديثة يف إدارة املوارد البشرية" ،دار ايزوري العلمية ،عمان ،ط.2014 ،1
.20راوية حممد حسن ،مدخل اسرتاتيجي لتخطيط وتنمية املوارد البشرية ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية-مصر.2002 ،
.21راوية حسن ،إدارة املوارد البشرية :رؤية مستقبلية ،اإلسكندرية :الدار اجلامعية.2004 ،
.22رجم خالد ،دادان عبد الغاين" ،تقييم أثر نظام معلومات املوارد البشرية على وظائف إدارة املوارد البشرية يف املديرية اجلهوية
لإلنتاج ملؤسسة سوانطراك -حاسي مسعود ،"-جملة العلوم اإلنسانية ،جامعة حممد خيضر بسكرة ،العدد ،40جوان 2015
.23رفعت عثمان" ،إدارة وختطيط القوى العاملة على مستوى املشروع" ،دار الفكر العريب.1982 ،
.24رندة اليايف الزهري "،التخطيط السرتاتيجيات املوارد البشرية" ،جملة جامعة دمشق للعلوم االقتصادية والقانونية ،العدد ،01اجمللد
.)2000( 16
.25ســامي عمــري" ،فعاليــة ختطــيط امل ـوارد البش ـرية يف ظــل التخطــيط االس ـرتاتيجي" ،رســالة مقدمــة لنيــل شــهادة ماجســتري يف إدارة
األعمال ،فسم العلوم التجارية ،جامعة املسيلة.2007 ،
.26سعاد انئف الربنوطي" ،ادارة املوارد البشرية :ادارة االفراد" ،دار وائل للطباعة والنشر ،عمان ،األردن2007 ،
.27مسالل حيضيه " ،أثر التسيري االسرتاتيجي للموارد البشرية وتنمية الكفاءات على امليزة التنافسية للمؤسسة االقتصادية :مدخل.
اجلودة واملعرفة ،رسالة دكتوراه يف التسيري ،قسم علوم التسيري ،جامعة اجلزائر.2005،
.28سهيلة حممد عباس" ،إدارة املوارد البشرية مدخل إسرتاتيجي" ،الطبعة الثانية ،دار وائل للنشر ،عمان.2006،
.29سهيلة حممد عباس ،علي حسني علي" ،إدارة املوارد البشرية" ،األردن :دار وائل للنشر والطباعة.1999،
.30سوما علي سليطني ،اإلدارة اإلسرتاتيجية وأثرها يف رفع أداء منظمات األعمال ،مذكرة لنيل شهادة املاجستري ،جامعة تشرين،
سوراي.2008 ،
.31شرايب عبد العزيز ،تقنيات التنبؤ ،مطبوعات جامعة منتوري ،قسنطينة.2001 ،
.32شريفي ايسني "،التخطيط االسرتاتيجي يف املدارس اخلاصة" ،مذكرة لنيل شهادة املاجستري ،كلية العلوم السياسية ،جامعة دال
إبراهيم اجلزائر.2008 ،
.33شفيق أمحد العتوم" ،طرق اإلحصاء ابستخدام "SPSSدار املناهج للنشر والتوزيع ،عمان-األردن2008 ،
.34صفوان حممد وآخرون" ،التخطيط يف املوارد البشرية" ،دار البازوري العلمية للنشر والتوزيع ،مسقط-عمان.2012 ،
.35طه حسني الزبيدي " ،مبادل اإلحصاء" ،دار غيداء للنشر والتوزيع ،عمان -األردن.2013 ،
.36عبد الغفار حنفي" ،السلوك التنظيمي وإدارة األفراد" ،املكتب العريب احلديث ،اإلسكندرية.1994 ،
232
املراجع
.37ع.ع العامري ،ع.ع.أ الصباغ "،أثر رأس املال البشري يف التنبؤ ابلطلب ابستخدام أساليب التنبؤ النوعية -دارسة تطبيقية"،
جملة كلية بغداد للعلوم االقتصادية اجلامعة ،جامعة بغداد ،العراق ،العدد.2018 ،54:
.38عاشور بدار "املفاضلة بني منوذج السالسل الزمنية ومنوذج االحندار اخلطي البسيط ابلتنبؤ حبجم املبيعات يف املؤسسة
االقتصادية" ،مذكرة ماجستري يف إدارة األعمال ،جامعة املسيلة.2006 ،
.39عبد هللا الفايدة "،التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف املنشاة اجلزائرية – حالة شركة سونلغاز -توزيع الشرق –SDEقسنطينة،
مذكرة مكملة لنيل شهادة املاجستري يف علوم التسيري ،شعبة :تسيري املوارد البشرية ،جامعة قسنطينة ،اجلزائر.2007 ،
.40عثمان رفعت ،إدارة وختطيط القوى العاملة على مستوى املشروع ،القاهرة :دار الفكر العريب.1981 ،
.41عشوي نصر الدين» ،األساليب العلمية لتخطيط القوى العاملة على مستوى املؤسسة « ،جملة اقتصادايت مشال إفريقيا ،العدد
.2006 ،4
.42عشوي نصر الدين "،التخطيط طويل األمد للقوى العاملة على مستوى املؤسسة -كنظام ،"-أطــروحة لنيـل شهــادة دكتـوراه
دولـة فـي العلـوم االقتصــادية ،كلية العلـوم االقتصـادية ،علـوم التسييـر والعلـوم التجـارية ،جامعة اجلزائر.2006 ،
.43عطية حممد عبد القادر "،االقتصاد القياسي بني النظرية والتطبيق" ،اإلسكندرية ،الدار اجلامعية.2000 ،
.44عقيلي ،عمر وصفي ،إدارة املوارد البشرية :بعد إسرتاتيجي ،عمان :دار وائل للنشر والتوزيع.2000 ،
.45علي حممد راببعة ،إدارة املوارد البشرية ،عمان :دار صفاء للنشر والتوزيع.2003،
.46علي عبد الوهاب ،إدارة األفراد منهج حتليلي ،القاهرة املكتبية عني الشمس1974 ،
.47عمر وصفي عقيليي "،إدارة القوى العاملة" ،دار زهران للنشر والتوزيع ،عمان.1996 ،
.48فائزة بوراس "،ختطيط املسار الوظيفي " ،رسالة مقدمة لنيل شهادة ماجستري يف إدارة املوارد البشرية ،قسم علوم التسيري ،جامعة
ابتنة.2005 ،
.49فالح حسن عداي احلسيين ،اإلدارة اإلسرتاتيجية :مفاهيمها ،مداخلها ،عملياهتا املعاصرة ،عمان ،األردن.2006 ،
.50القطحاين حممد بن دليم " ،إدارة املوارد البشرية – حنو هنج اسرتاتيجي متكامل ،"-العبيكان للنشر ،الرايض ،ط.2015 ،4
.51ماضي بلقاسم ،برجم حنان« :التسيري التقديري للموارد البشرية يف املؤسسات السياحية» ،امللتقى الوطين الثاين حول التسيري
التقديري للموارد البشرية وخمطط احلفاظ على مناصب العمل ابملؤسسات اجلزائرية ،جامعة حممد خيضر ،بسكرة28/27 ،
فيفري .2013
.52جميد الكرخي" ،اإلحصاء والتنبؤ والتخطيط االسرتاتيجي" ،املؤمتر اإلحصائي العريب األول ،عمان ،األردن13،12 ،نوفمرب
.2007،
.53حمسن عبد هللا خمامرة" ،ختطيط القوى العاملة على املستويني الكلي واجلزئي " ،اجمللة العربية لإلدارة.)1986(307 ،
.54حممد شيخي" ،طرق االقتصاد القياسي" ،دار ومكتبة احلامد للنشر ،عمان ،األردن ،ط.2009 ،1
.55حممد فاحل صاحل "،إدارة املوارد البشرية -عرض وحتليل ،"-دار حامد ،الكويت.2004 ،
233
املراجع
.56مدوري نور الدين ،اإلدارة اإلسرتاتيجية للموارد البشرية يف ظل التغريات التكنولوجية –دراسة حالة مؤسسة اتصاالت اجلزائر
مبستغنام ،-مذكرة ضمن متطلبات نيل شهادة املاجيستري يف علوم التسيري ،جامعة ايب بكر بلقايد-تلمسان2011/2010 ،
.57مصطفى حممود أبو بكر ،إدارة املوارد البشرية «مدخل امليزة التنافسية" ،الدار اجلامعية ،اإلسكندرية-مصر.2004 ،
.58مصطفى حممود أبوبكر ،املرجع يف التفكري االسرتاتيجي واإلدارة اإلسرتاتيجية .اإلسكندرية :الدار اجلامعية.2004،
.59مصطفى جنيب شاويش ،إدارة املوارد البشرية ،عمان :دار الشروق للنشر والتوزيع.1996 ،
.60مكيد علي "،اإلقتصاد القياسي دروس ومسائل حملولة" ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،2007 ،ص.54
.61مهدي حسن زويلف ،إدارة املوارد البشرية :مدخل كمي ،عمان :دار الفكر للطباعة والنشر..2001،
.62مولود حشمان"،السالسل الزمنية وتقنيات التنبؤ القصري املدى" ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر.2010 ،
.63مؤيد سعيد سامل ،عادل حرحوش صاحل " ،إدارة املوارد البشرية مدخل إسرتاتيجي" ،دار الكتاب العاملي ،عامل الكتب احلديث،
األردن.2006 ،
.64انصر دادي عدون ،اإلدارة اإلسرتاتيجية ،اجلزائر.2006 ،
.65جنم العزاوي وعباس حسني جواد " ،الوظائف اإلسرتاتيجية يف إدارة املوارد البشرية " ،دار اليازوري العلمية للنشر والتوزيع:
عمان-األردن.2010 ،
.66جنم عبود جنم "،مدخل إىل إدارة املبيعات" ،دار املناهج للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن.2007 ،
.67نصر الدين عشوي ،التخطيط طويل األمد للقوى العاملة على مستوى املؤسسة -كنظام -أطــروحة لنيـل شهــادة دكتـوراه دولـة
فـي العلـوم االقتصــادية ،جامعة اجلزائر ،كلية العلوم االقتصادية.2005 ،
.68وارزاقي ميلود" ،استعمال طرق التنبؤ يف حتليل خمطط التسيري التقديري للموارد البشرية يف املديرية العامة للضرائب" ،جملة
الدراسات املالية واحملاسبية واإلدارية ،العدد ،06جامعة العريب بن مهيدي -أم البواقي ،-ديسمرب.2016
.69وليد إمساعيل وآخرون" ،أساسيات االقتصاد التحليلي" ،األمهية للنشر والتوزيع ،األردن.2006 ،
.70يونس ابراهيم حيدر ،اإلدارة اإلسرتاتيجية للشركات واملؤسسات ،دمشق ،سوراي.1999 ،
71. A.H Roig, “Testing Spanish labour market segmentation: An unknown regime approach”,
Applied Economics, N 31, 1999.
72. A.R Rahela, « Analyzing Manpower Data of Higher Learning Institutions: A Markov
Chain Approach », International Journal of Human Resource Studies, Vol 5, N°3, 2015.
73. A.Y Popkov et al,”Positive dynamic systems with entropy operator: Application to labour
market modeling”. European Journal of Operational Research, N 164(3), 2005.
234
املراجع
74. Akintola Akintoye, Jack Goulding, Girma Zawdie,” Construction Innovation and Process
Improvement”, John Wiley & Sons, 30 Avril 2012.
75. Albert P.C Chan et al, “Forecasting the demand for construction skills in Hong Kong”,
Construction Innovation, Vol. 6 No. 1, 2006.
76. Allan P.Miller, “How to Manage Human Resource in Organizations”, Xulon Press, 2007.
77. Amy J.Hillman, Michael C. Withers, Breian J.Collins, « Resource Dependence Theory: A
Review”, Journal of Management, Vol 35, Issue 6, 2009.
78. Ann Cotton, « Seven steps of effective workforce planning», Human Capital Management
Series, IBM Center for the Business of Government, 2007.
84. B. Ludwig,” Predicting the future: Have you considered using the Delphi methodology”,
Journal of Extension, 35(5), 1997.
86. BEER.M et al, « Managing Human Assets », Free Press, New York, 1984.
87. Beker.G, “Human Capital: A Theoretical and Empirical Analysis, with Special Reference
to Education”, National Bureau of Economic Research, 2nd Edition, New York ;1964.
88. Bélanger l, et al, Gestion Stratégique Et Opération Des Ressources Humaines, chicotin
Gaétan Morin, 1999.
89. BERNARD MERCK, « Equipes RH, acteur de la stratégie : L’e-RH : mode ou révolution
? », Éditions d’Organisation, France, 2003.
235
املراجع
91. Brunsson N. et Jacobsson B, “Standardisation as Institutionalisation”, Oxford University
Press, New York, 2000.
92. C. Lutz et al, “Projektion des Arbeitskräftebedarfs bis 2015 Modellrechnungen auf Basis
des IAB/INFORGE-Modells”, Mitteilungen Aus Der Arbeitsmarkt-Und Berufsforschung,
N 35(3), 2002.
93. C.D. Smith and G. Ferris, “Strategic HRM and Firms Effectiveness in Industries
Experiencing Decline”, Human Resource Management, 1986.
94. C.T. Kovner, Reimers, « Data Sources to Estimate Local Area Supply and Demand for
Nurses » Volume 15, Issue2, April 1998.
98. CUMING. M,” The Theory and Practice of Personnel Management”. London:
Heinemann, 1985.
100. D. Ward, « Human Resource Planning », HRPS, New York, Vol 19, 1, 1996.
101. D. Ward, « Human Resource Planning », HRPS, New York, Vol 19, 1, 1996.
102. D.K Bhattacharyya, “Human Resource Planning”, Excel Books India, 2009, pp 2-5.
103. David E. Hussey, “Corporate Planning: Theory and Practice”, Oxford: Pergamont
Press, 2nd edition, 1982.
104. David. G. Collings and Geoffrey Wood, “Human Resource Management, a Critical
Approach,” Routledge, London, 2009.
105. Delbecq & all, “Group techniques for program planning”. Scott Foresman Company
Glenview, Illinois, 1975.
106. Derek Torrington, Laura Hall and Stephen. Taylor, “Human Resource Management,”
6th Edition, Financial Times Prentice Hall, Harlow, 2005.
108. Farnham.D & Pimlott.J, «Understanding industrial relations». 5th ed. London:
Cassell,1995.
236
املراجع
109. G. Guérin, J.Y Louarn, et T. Wils, “L’intégration des ressources humaines à la
planification d’entreprise : une justification et un cadre conceptuel”, Revue Gestion, HEC,
Montréal, Vol.13, no4, 1988.
110. Gareth R. Jones, “Organizational Theory, Design, and Change: Texts and Cases”,
Pearson Education,7Th edition, New Delhi, 2012.
114. Henry Mintzberg" The Rise and Fall of Strategic Planning", Prentice Hall, New York,
1994.
117. J.M Matarazzo,” The Y2K plus 10 challenge”, Journal of Academic Librarianship,
volume 4, 2000.
118. Jackson Brown,” Trends in the dental health work force”, Journal of the American
Dental Association, Vol 130, 1999.
122. Jean Marie Peretti, Gestion des ressources humaines, Paris : librairies Vuibert, 1998.
123. Jean Pierre Citeau , « Gestion des Ressources Humaines : principes généraux et cas
pratiques », 2ème édition,1997
237
املراجع
125. Job Outlook مجموعة االقتصاديين التابعين لمكتب إحصاءات العمل لوزارة العمل األمريكية: “Bureau of
Labor Statistics BLS“
126. John Bramham, “Human Resource Planning”, Beekman Books Incorporated, UK, 2nd
Editions, 2000.
127. John Keel, « Workforce planning guide » State Auditor’s Office, Edition SAO Report
No. 06-704, 2006.
128. Jukka Ilomäki and all, « Market Timing with Moving Averages», Sustainability, Vol
10 (7), N° 2125, June 2018.
129. JUST Bernard, « Pas de DRH sans SIRH », Éditions Liaisons, Juillet 2012.
133. L.E. Miller “Determining what could/should be: The Delphi technique and its
application”. Annual Meeting of the Mid-Western Educational Research Association.
October, 2006.
134. LeSage and James P, "A Comparison of the Forecasting Ability of ECM and VAR
Models," The Review of Economics and Statistics, MIT Press, vol 72(4), 1990.
136. Long W. Lam وLouis P. White, «Human resource orientation and corporate
performance », Journal Of Human Resource Development Quarterly,Volume 9, Issue 4,
Winter 1998.
139. MASLOW, A.H, “Motivation and Personality”. New York: Harper and Row, 1970.
238
املراجع
140. Merrill. H F, “Classics Management”, American Management Association, USA,
1960.
143. Nigel King & Christine Horrocks, "Interviews in Qualitative Research", SAGE, 4 févr.
2010.
149. Patten H.T, “Manpower Planning and The Development of Human Resources”,
Wiley-Interscience, 1971.
151. Perfecto S. Sison, « Personnel and Human Resource Management », Book Store,
Philippines, 6Th Ed, 1991.
153. Prescott, P.A «Forecasting requirements for health care personnel», Nursing
Economics, Vol 9, No 1, 1991.
154. PROCHASKA, J.O & C.C. DI CLEMENTE, “Stages of Change and Modification of
Problem Behaviour”. In: M. Hersen, R.M. Eisler & P.M. Miller, eds, Progress in
Behaviour modifications. Sycamore Press.1992.
239
املراجع
155. PSACHAROPOULOS, G. AND WOODHALL, M. “Education for Development: An
Analysis of Investment Choice”. New York Oxford University Press.1991
156. R Tubey, K. Jacob Rotich, History, Evolution and Development of Human Resource
Management: A Contemporary Perspective, European Journal of Business and
Management, Vol.7, No.9, 2015.
157. R. Jahanina And M. Modaresi,” Human Ressources Planning Management and Their
Improuving Method”, Asian Journal Of Economics And Empirical Research, Vol1, N2,
2014.
158. R.L. Custer, J.A Scarcella, and B.R Stewart," The modified Delphi technique: A
rotational modification". Journal of Vocational and Technical Education, 15(2), 1999.
159. R. Schuler and S.E. Jackson “Human resource management and organizational
effectiveness: yesterday and today”, Journal of Organizational Effectiveness: People and
Performance Vol. 1 No. 1, 2014.
160. Rabin. J, “Handbook of Public Personnel Administration”, CRC Press, 1994, p238.
162. Rao, « Human Resources Management: text and cases », Excel Books India, 2007.
164. Robert J. Barro, « Economic Growth in a Cross Section of Countries”, The Quarterly
Journal of Economics, Vol. 106, No. 2, May 1991.
166. ROETHLISBERG, F.J. & W.J. DICKSON (1939), Management and the
Worker.Cambridge: Harvard University Press,1939.
168. S. Hansun, "A New Approach of Brown’s Double Exponential Smoothing Method in
Time Series Analysis", BALKAN JOURNAL OF ELECTRICAL & COMPUTER
ENGINEERING, Vol.4 No.2, September 2016.
240
املراجع
169. S. Longhi et al, “Neural network modeling as a tool for forecasting regional
employment patterns.” International Regional Science Review, N 28(3), 2005.
171. Seng Hansun & Subanar, "H-WEMA: A New Approach of Double Exponential
Smoothing Method", TELKOMNIKA, Vol.14, No.2, June 2016.
173. Stanley K Smith & Terry Sincich, “On the relationship between length of base period
and population forecast errors”, Journal of the American Statistical Association, Vol 85,
N° 410, Juin1990.
178. Taylor, S. “People and Organisations, Employee Resourcing “. The Cronwell Press,
UK, 2002.
179. Taylor. S, « People Resourcing », CIPD Publishing, UK, 3TH Editions, 2005, p78.
180. The International Labour Organization,” Human Resources Management in the Public
Service. Pedagogical kit. Turin: International Training Centre of the International Labour
Organization, 2009. ILO: The International Labour Organization
181. VO. EZUGWU & S. OLOGUN, « Markov Chain: A Predictive Model for Manpower
Plannig », Journal of Applied Sciences and Environmental Management JASEM, Vol 2,
N°3, Mai 2017.
241
املراجع
183. William.J Rothwel, H.C Kazanas, “Planning and Managing Human Resources:
Strategic Planning for Human Resources Management”, Human Resource Development,
2003.
184. Wills T.,LeLouarn J.Y, Guerin G., "Planification Stratégique Des Ressources
Humaines " ,PressesUniversitaires De Montréal, 1991
185. Xin Yan and Xiao Gang Su, “Regression Analysis; Theory and computing”, world
scientific,USA, 2009.
: املواقع اإللكرتونية:اثنيا
http://business.uobabylon.edu.iq/lecture.aspx?fid=9&lcid=69751
https://www.cevital.dz/le-fondateur-bio-et-vision-ar/
http://www.cevital-agro-industrie.com/ar/page/le-groupe-cevital-agro-industrie-p6
http://cevital-recrute.com/
http://cevital-recrute.com/index.php/processus-de-recrutement
https://www.cevital.dz/nous-rejoindre-ar/
https://www.thebalancecareers.com/job-outlook-525656
https://www.emeraldinsight.com/doi/abs/10.1108/14714170610710622
242
املالحق
املالحق
:املالحق
SPSS خمرجات الربانمج اإلحصائي األصلية:)01( امللحق رقم
CORRELATIONS
/VARIABLES=MS CA ERH
/PRINT=TWOTAIL NOSIG
/MISSING=PAIRWISE.
Corrélations
Remarques
244
املالحق
Corrélations
N 18 18 18
Corrélation de Pearson ,433 1 ,620**
األعمال رقم Sig. (bilatérale) ,073 ,006
N 18 18 18
Corrélation de Pearson ,886** ,620** 1
N 18 18 18
REGRESSION
/DESCRIPTIVES MEAN STDDEV CORR SIG N
/MISSING LISTWISE
/STATISTICS COEFF OUTS BCOV R ANOVA COLLIN TOL
/CRITERIA=PIN(.05) POUT(.10)
/NOORIGIN
/DEPENDENT ERH
/METHOD=ENTER MS CA
/SCATTERPLOT=(*ZRESID ,*ZPRED) (*ZRESID ,*ZPRED)
/RESIDUALS DURBIN HISTOGRAM(ZRESID)
/SAVE MAHAL COOK.
245
املالحق
Régression
Remarques
Résultat obtenu 29-OCT-2020 15:50:38
Commentaires
C:\Users\INFOPLUS-
Données 46\Desktop\donnees cevital.sav
+ profuction.sav
Ensemble de données actif Ensemble_de_données1
Entrée Filtrer <aucune>
Poids <aucune>
Scinder fichier <aucune>
N de lignes dans le fichier de
18
travail
Les valeurs manquantes
Définition des valeurs
définies par l'utilisateur sont
manquantes
traitées comme manquantes.
Gestion des valeurs
Les statistiques sont basées sur
manquantes
des observations ne contenant
Observations prises en compte
aucune valeur manquante pour
toute variable utilisée.
REGRESSION
/DESCRIPTIVES MEAN
STDDEV CORR SIG N
/MISSING LISTWISE
/STATISTICS COEFF OUTS
BCOV R ANOVA COLLIN TOL
/CRITERIA=PIN(.05)
POUT(.10)
Syntaxe
/NOORIGIN
/DEPENDENT ERH
/METHOD=ENTER MS CA
/SCATTERPLOT=(*ZRESID
,*ZPRED) (*ZRESID ,*ZPRED)
/RESIDUALS DURBIN
HISTOGRAM(ZRESID)
/SAVE MAHAL COOK.
Temps de processeur 00:00:00,64
Temps écoulé 00:00:00,97
Mémoire requise 2992 octets
Ressources
Mémoire supplémentaire
requise pour les diagrammes 376 octets
résiduels
MAH_2 Mahalanobis Distance
Variables créées ou modifiées
COO_2 Cook's Distance
Statistiques descriptives
Moyenne Ecart-type N
246
املالحق
Corrélations
N األجرية الكتلة 18 18 18
األعمال رقم 18 18 18
Variables introduites/suppriméesa
Total 9273922,944 17
247
املالحق
Coefficientsa
248
املالحق
2017/01/31 : حركة تنقالت املوارد البشرية حسب املستوى املهين بتاريخ:)02( امللحق رقم
Départs
Effectif de la Recrutement
période Effectif
du
Effectif Total période
Effectif Entrée Total
par type Moyen
Fin de Abandon départs
Au de contrat Démission Décès Mutation Retraite
contrat de poste
CSP Externe Interne
31/12/2016 CDD CDI
MT
Total
249
املالحق
2018/01/31 : حركة تنقالت املوارد البشرية حسب املستوى املهين بتاريخ:)03( امللحق رقم
Départs
Effectif de la Recrutement
période Effectif
du
Effectif Total période
Effectif Entrée Total
par type Moyen
Fin de Abandon départs
Au de contrat Démission Décès Mutation Retraite
contrat de poste
CSP Externe Interne
31/12/2017 CDD CDI
MT
Total
250
املالحق
2019/01/31 : حركة تنقالت املوارد البشرية حسب املستوى املهين بتاريخ:)04( امللحق رقم
Départs
Effectif de la Recrutement
période Effectif
du
Effectif Total période
Effectif Entrée Total
par type Moyen
Fin de Abandon départs
Au de contrat Démission Décès Mutation Retraite
contrat de poste
CSP Externe Interne
31/12/2018 CDD CDI
MT
Total
251
املالحق
امللحق رقم ()05
252
املالحق
امللحق رقم ( :)06تطور رقم أعمال مؤسسة سيفيتال ما بني 2012-1999
253
املالحق
امللحق رقم( :)07اتريخ تطور جممع سيفيتال 2006-1998
254
املالحق
امللحق رقم ()08
255
املالحق
امللحق رقم ( :)09تطور تعداد املوارد البشرية مبؤسسة سيفيتال للصناعات الغذائية ما بني
2012-2008
256
املالحق
امللحق رقم (:)09
257
املالحق
امللحق رقم ( :)10جممع سيفيتال يف أرقام
258
املالحق
امللحق رقم ( :)11شجرة جممع سيفيتال
259
املالحق
260
املالحق
امللحق رقم ( :)13نتائج جممع سيفيتال ما بني 2012-2008
261
املالحق
امللحق رقم ( :)14تطور رقم أعمال جممع سيفيتال ما بني 2012-2008
262
املالحق
امللحق رقم ()15
263
هدفت الدراسة إىل التعرف على مكانة التسيري التنبؤي للموارد البشرية يف املؤسسة ومدى إمكانية االستفادة منه يف جماالت:امللخص ابللغة العربية
من خالل حتليل الوضع احلال،االستخدام املختلفة قصد اقرتاح منوذج علمي عملي قابل للتطبيق جلميع املؤسسات الوطنية ابختالف طبيعة نشاطها
ومن أهم ما توصلنا إليه يف هذه الدراسة انه من،)لواقع املوارد البشرية على مستوى املؤسسة حمل الدراسة (مؤسسةسيفيتال للصناعات الغذائية جباية
خالل استخدام أسلوب االحندار اخلطي اتضح أن كل من الكتلة األجرية ورقم األعمال يؤثران يف التنبؤ ابلطلب على تعداد املوارد البشرية فهما
كما أن الفئة العمرية للموارد البشرية ابملؤسسة حمل الدراسة تؤثر على الرتكيبة، من تباين قيم تعداد املوارد البشرية%85.4 يفسران ما نسبته
ومن خالل استخدام أسلوب سالسل ماركوف االنتقالية وتوزيع املوارد،املستقبلية للموارد البشرية وهذا من خالل عامل التقاعد املعمول به ابملؤسسة
.2024 فرد يف أفق سنة4288 البشرية حسب الفئة العمرية يف جانب العرض يتضح أن الرتكيبة املستقبلية للموارد البشرية ستصل إىل
. مؤسسة سيفيتال جباية، نظام معلومات املوارد البشرية، عرض وطلب، تسيري تنبؤي للموارد البشرية، موارد بشرية:الكلمات املفتاحية
Résumé : L'étude visait à identifier l'état de la gestion prévisionnelle des ressources humaines dans
l'entreprise et la mesure dans laquelle elle peut être utilisée dans différents domaines d'utilisation afin de
proposer un modèle scientifique pratique applicable à toutes les entreprises nationales en fonction de la
nature de leurs activités, en analysant la situation actuelle de la réalité des ressources humaines au niveau
de l'entreprise étudié (Cevital Industries Corporation Food Bejaia), et l'une des conclusions les plus
importantes de cette étude est qu'en utilisant la méthode de régression linéaire, il est devenu clair que la
masse salariale et le nombre d'emplois affectent la prévision de la demande pour le recensement des
ressources humaines, car ils expliquent 85,4% de la variance des valeurs du recensement des ressources
humaines. La tranche d'âge des ressources humaines de l'institution étudiée influe sur la future structure
des ressources humaines et c'est à travers le facteur de retraite en vigueur dans l'établissement, et à travers
l'utilisation de la méthode des chaînes de transition de Markov et la répartition des ressources humaines
selon la tranche d'âge côté offre, il est clair que la composition future des ressources humaines atteindra
4288 individus à l'horizon de l'année 2024.
Mots clé : Ressources humaines, gestion prévisionnelle des ressources humaines, offre et demande,
système d'information ressources humaines, Entreprise Cevital Bejaia.
Summary: The study aimed to identify the state of forward planning of human resources in the company
and the extent to which it can be used in different fields of use in order to propose a practical scientific
model applicable to all national companies according to of the nature of their activities, by analyzing the
current situation of the reality of human resources at the level of the company studied (Cevital Industries
Corporation Food Bejaia), and one of the most important conclusions of this study is that by using the
linear regression method, it became clear that the payroll and the number of jobs affect the demand
forecast for the human resources census, as they explain 85.4% of the variance of the human resources
census values . The age group of the human resources of the institution studied influences the future
structure of human resources and this is through the retirement factor in force in the institution, and
through the use of the chain method. Markov transition and the distribution of human resources by age
group on the supply side, it is clear that the future composition of human resources will reach 4,288
individuals by the year 2024.
Key Words: Human resources, human resources prediction, demand and supply, human resources
information system, Entreprise Cevital Bejaia.