You are on page 1of 1

‫سَسألِْفي عأبر ‘ العشسأء ا أ‬

‫لخ‪،Ò‬‬

‫معضسلُة الوّراق وأاوهاُم‬


‫الكاتب ا’ف‪Î‬اضسي‬
‫– بورخسس يتفقد مكتبته‪:‬‬
‫ل من أاكبر المنأفع التي جأد بهأ عصسر التواصسل بألصسورة‬ ‫لع ّ‬
‫ل القيم التقليدية التي أاحأطت‬ ‫ّ‬ ‫ك‬ ‫ع‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬
‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫ق‬‫‪Ó‬‬ ‫ط‬ ‫ل‬
‫إ‬ ‫ا‬ ‫ى‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫وأاهّمهأ‬
‫بهأ وبمحمولتهأ السسيميأئية ووضسعتهأ لفترات طويلة من التأريخ‬
‫البشسري في مسستوى التقديسس وفي مرتبة العبأدة‪ .‬لم يعد ثّمة‬
‫من قداسسة كألتي كأنت عليهأ صسورة السسيد المسسيح وهو يتنأول‬
‫بقلـــم‪:‬‬
‫لخ ‪-‬ي ‪-‬ر م ‪-‬ع ال ‪-‬ح ‪-‬واري ‪-‬ي ‪-‬ن‪ ،‬ك‪-‬م‪-‬أ ل‪-‬م ت‪-‬ع‪-‬د ث‪ّ-‬م‪-‬ة م‪-‬ن ق‪-‬داسس‪-‬ة‬ ‫ال ‪-‬عشس ‪-‬أء ا أ‬ ‫عبد القأدر رابحي‬
‫لتمأثيل آالهة أاثينأ وهي تنظر إالى المأّرة بعيون آامِرة‪ ،‬ول لنظرة‬
‫ك في أاذهأن الُمتلّقين البصسرّيين‪ ،‬ول‬ ‫المونأليزا وهي تزرع الشس ّ‬
‫لصسورِة الزعيم تشسي غيفأرا وهو ممّدٌد جثًة هأمدةً على سسريره‬
‫لعين السسأخرة للحّراسس البوليفيين‪.‬‬ ‫ظَرات ا أ‬ ‫لخير تحت ن َ‬ ‫ا أ‬
‫ولعّله بسسبب هذا كّله‪ ،‬لم يعد هنأك من إامكأنية لعبأدة الصسورة‬ ‫وع ‪-‬ل ‪-‬ى ال ‪-‬رغ ‪-‬م م‪-‬ن أان‬
‫م ‪-‬نشس ‪-‬أأ ال ‪-‬ف ‪-‬ك ‪-‬رة سس‪-‬أب‪-‬ق‬
‫التي طألمأ نّبه مولنأ ج‪Ó‬ل الدين الرومي إالى خطورة التعّلق بهأ‪،‬‬
‫ل ‪- -‬هـــذه ا‪Ÿ‬ن ‪- -‬أسس ‪- -‬ب ‪- -‬ة ‘‬
‫ف مأ مِّمأ كأنت ممأرسسُته سسهلًة‬ ‫ول ثّمة من إامكأنية لممأرسسة تزيي ٍ‬
‫واق‪-‬ع ال‪-‬ن‪-‬أسس ال‪-‬عأدي‪Ú‬‬
‫ل شسيء عأريأ‬ ‫على الشسعوب العميأء في فترات سسأبقة‪ .‬لقد أاصسبح ك ّ‬ ‫ظ‪- - - -‬ف‪- - - -‬ون‬ ‫وه‪- - - -‬م ي‪- - - -‬و ّ‬
‫لمن وراء‬ ‫للنأظرين تقريبأ‪ ،‬ولم يعد هنأك من فرصسة ل‪Ó‬ختبأء ا آ‬ ‫ال‪-‬ت‪-‬ك‪-‬نولوجيأ للتعب‪Ò‬‬ ‫‪14‬‬
‫لنسسأنية القديم لممأرسسة التأمل ال ُسسّري بعيدا عن أاعين‬ ‫جدار ا إ‬ ‫ع ‪-‬ن ن‪-‬رجسس‪-‬ي‪-‬ة ال‪-‬ذات‬
‫الغربأء‪ .‬لقد آان للمتلقي أان يمّد بصسره ويمأرسس بنفسسه كل أانواع‬ ‫ال ‪- - -‬ت ‪- - -‬ي –ّق ‪- - -‬ـــق م ‪- - -‬أ‬
‫التزييف التي كأنت حكرا على ج‪Ó‬ديه من الكتأب والمثقفين‪ ،‬بمأ‬ ‫ك‪-‬أنـــت ‪fi‬روم‪-‬ة م‪-‬ن‪-‬ه‬
‫‘ السس ‪- - -‬أب‪- - -‬ق‪ ،‬ن‪- - -‬ظ‪- - -‬را‬
‫فيهأ تزييف الوعي وتزييف التأريخ وطمسس الحقيقة من خ‪Ó‬ل‬ ‫ل‪-‬غ‪-‬ي‪-‬أب ال‪-‬وسس‪-‬أئ‪-‬ل التي‬
‫الت‪Ó‬عب بألصسورة كمأ يشسأء وكيفمأ يشسأء‪.‬‬ ‫‪ ⁄‬ي ‪-‬ك ‪-‬ن ‘ م ‪-‬ق‪-‬دوره‪-‬أ‬
‫ك ‪-‬م ‪-‬أ آان ل ‪-‬ه أان ي ‪-‬ت ‪-‬ج ‪ّ-‬ول ب ‪-‬ع‪-‬ي‪-‬ن‪-‬ه ال‪-‬ت‪-‬ي ل ت‪-‬ن‪-‬أم ب‪-‬ي‪-‬ن أال‪-‬ب‪-‬وم ال‪-‬ذات‬ ‫ن م ‪-‬أ‬ ‫ل أا ّ‬‫ام‪- -‬ت‪Ó- -‬ك‪- -‬ه ‪-‬أ‪ ،‬إا ّ‬
‫حل تقنينأت ‘‘الفوتوشسوب‘‘‬ ‫المعكوسسة في مرآاة ‘‘السسألفي‘‘‪ ،‬وبين و ْ‬ ‫ق ان ‪-‬تشس‪-‬أء‬ ‫أاح ‪-‬دث ف ‪-‬أر َ‬
‫ال‪-‬م‪-‬ت‪-‬ح‪ّ-‬ول‪ ،‬ب‪-‬فضس‪-‬ل سس‪-‬م‪-‬ي‪-‬أئ‪-‬ي‪-‬أت ال‪-‬ت‪-‬فأضسل‪ ،‬إالى حقول إايديولوجية‬ ‫رئ ‪-‬يسس أاق ‪-‬وى دول ‪-‬ة ‘‬
‫غ‪-‬ي‪-‬ر م‪-‬ح‪-‬روث‪-‬ة ي‪-‬ت‪-‬ل‪ّ-‬ه‪-‬ى ف‪-‬ي م‪-‬راع‪-‬يهأ الفتراضسية المزهّوة بألّدقة‬ ‫ال‪- -‬ع‪- -‬أ‪ ،⁄‬وه‪- -‬و ي ‪-‬أأخ ‪-‬ذ‬
‫صس ‪- - - -‬ورًة ب ‪- - - -‬أسس‪- - - -‬م‪ً- - - -‬ة‬
‫المتنأهية ذوو البصسر والبصسيرة العألقون أامأم شسأشسأتهم‪ ..‬هؤولء‬ ‫وم‪- -‬زه ‪ّ-‬وة ب ‪-‬ن ‪-‬فسس ‪-‬ه ‪-‬أ ‘‬
‫ن بصسيغة المفرد‬ ‫الذين هم نحن جميعأ‪ ،‬أاو هم بعضٌس مّنأ‪ ،‬أاو هم نح ُ‬ ‫منأسسبة ُمنأقِضسة “أمأ‬
‫المتعألي‪ .‬فهل نحن على وشسك الدخول النهأئي في مرحلة انتهأء‬ ‫◊ألة الذات هذه‪.‬‬
‫فكرة ‘‘المخطوط‘‘ بوصسفه قيمة مرجعية شسأحذة لسسبل التأأّكد‬
‫ال‪-‬ن‪-‬ه‪-‬أئ‪-‬ي م‪-‬ن صس‪-‬دق‪-‬ي‪-‬ة ال‪-‬رواي‪-‬ة ال‪-‬ت‪-‬أري‪-‬خ‪-‬ي‪-‬ة؟ وه‪-‬ل نحن أامأم حألة‬
‫اخ‪-‬ت‪-‬ف‪-‬أء ف‪-‬ع‪-‬ل ‘‘ال‪-‬ت‪-‬ح‪-‬ق‪-‬ي‪-‬ق‘‘ ب‪-‬وصس‪-‬ف‪-‬ه انهمأكأ وجوديأ في البحث عن‬
‫ال‪-‬ح‪-‬ق‪-‬ي‪-‬ق‪-‬ة وح‪-‬ف‪-‬را م‪-‬ع‪-‬رف‪-‬ي‪-‬أ م‪-‬ت‪-‬أأن‪-‬ي‪-‬أ ي‪-‬ت‪-‬ج‪-‬أوز ح‪-‬ألت التزييف التي‬
‫يمكن أان تطألهأ من خ‪Ó‬ل اسستبدال العين للورق بألشسأشسة؟ وكيف‬
‫لبورخسس الضسرير أان يتّفقد كتبه القديمة عن طريق اللمسس‪،‬‬
‫وي‪-‬ق‪-‬رأا أاسس‪-‬راره‪-‬أ ب‪-‬م‪-‬أ ي‪-‬ن‪-‬ب‪-‬عث م‪-‬ن روائ‪-‬ح ورق‪-‬ه‪-‬أ ال‪-‬خ‪-‬أث‪-‬ر ف‪-‬ي ده‪-‬أليز‬
‫مكتبته العتيقة؟‬

‫فيفري‪ /‬مأرسس ‪٢٠٢١‬‬ ‫‪mag.fawassel@echaad.dz‬‬

You might also like