You are on page 1of 5

‫بمسؤوليته عن الجريمة المرتكبة استنا ًدا الى نظرية الفاعل المعنوي‬

‫المحرض فاعالً للجريمة‪ ,‬على اعتبار ان هذا‬


‫َ‬ ‫ولكن جانبا ً اخر من الفقه يعتبر هذا‬
‫الصغير أو المجنون هو في حكم األلة او الوسيلة في ارتكاب الجريمة‪ ,‬ولهذا فمن‬
‫حرضه على ذلك هو الفاعل المادي لها‪ ,‬تماما ً كمن يرمي السهم أو من يطلق‬
‫الرصاصة لقتل غيره ولهذا تتالشى فكرة الفاعل المعنوي للجريمة ولم تعد لها أيّة‬
‫‪1‬‬
‫أهمية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫أحكام العقوبة المقررة للمساهمة األصلية‬
‫يقتضي بيان أحكام العقوبة المقررة للمساهمة األصلية‪ ،‬بيان العقوبة التي‬
‫يخضع لها الفاعلون‪ ،‬ومدى إمكانية تشديد العقاب لتعدد الفاعلين‪ ،‬وأخيرا أثر‬
‫الظروف في مسؤولية هؤالء الفاعلين‬
‫الفرع األول‪ :‬العقوبة التي يخضع لها الفاعلون‪ ،‬ومدى امكانية تشديد العقاب لتعتد‬
‫الفاعلين ‪:‬‬
‫أوال – العقوبة التي يخضع لها الفاعلون ‪:‬‬
‫بنت المادة ‪ 99/3‬عقوبات القاعدة في معاقبة الفاعلين بقولها‪« :‬وتنطبق‬
‫على كل فاعل العقوبة المقررة للجريمة المقترفة»‪ ،‬فالقاعدة إذا هي خضوع‬
‫جميع الفاعلين للعقوبة المقررة للجريمة التي ساهموا في ارتكابها‪ ،‬ولكن ليس‬
‫المقصود بذلك هو الحكم على كل الفاعلين بذات العقوبة التي ينطق بها‬
‫نهاية الصفحة ‪326‬‬

‫ّ‬
‫الراز قي‪ ,‬في محاضرات في القانون الجنائي‪ ,‬القسم العام‪ ,‬المرجع السابق‪ ,‬ص ‪411 ,410‬‬ ‫راجع د‪ .‬محمد‬ ‫‪1‬‬
‫القاضي في حق كل منهم‪ ،‬وإنما المقصود بذلك هو خضوعهم فقط لذات النص‬
‫الذي يقرر العقوبة على الجريمة المقترفة‪ ،‬وهذا يعني انه بأمكان القاضي‬
‫إعمال سلطته التقديرية في تخفيف العقوبة أو تشديدها في حق بعضهم دون‬
‫البعض اآلخر‪ ،‬بحسب ما يتراءى له من ظروف الواقعة ومالبساتها ودوافع‬
‫الجناة إلى ارتكاب الجريمة‪.‬‬
‫وفي شأن الغرامة فالقاعدة أن كل محكوم عليه بها ال يلزم دنفع غير ما‬
‫حكم به عليه منها‪ ،‬إال الغرامة النسبية فالكل متضامن في دفعها؛ ألنها ليست‬
‫ذات طابع عقابي صرف‪ ،‬وإنما السمة الغالبة عليها هي أنها ذات طابع‬
‫تعويضي‪ ،‬يدخل في تقديرها ما لحق بالمصلحة محل الحماية الجنائية من‬
‫ضرر‪ ،‬وكذلك ما تحصل عليه الجاني من كسب بسبب الجريمة‪ ،‬وهذا الحكم‬
‫قرره نص المادة ‪ 103‬مكرر (ب) عقوبات بقوله‪« :‬إذا حكم على جملة‬
‫متهمين بحكم و أحد لجريمة واحدة فاعلين كانوا أو شركاء فالغرامات يحكم بها‬
‫على كل منهم على انفراد‪ ،‬خالفا للغرامات النسبية فإنهم يكونون متضامنين‬
‫في االلتزام بها»‪.‬‬
‫ثانيا ‪ -‬مدى إمكانية تشديد العقاب لتعدد الفاعلين ‪:‬‬

‫القاعدة أن إسهام أكثر من شخص في ارتكاب الجريمة ال يؤدي إلى‬


‫تشديد العقوبة المقررة للجريمة‪ ،‬ولكن قد يخرج المشرع على هذه القاعدة‬
‫فيجعل من تعدد الفاعلين ظرفا مشددا لجريمة معينة‪ .‬والمثال على ذلك‬
‫تشديد‬
‫العقوبة في المترقة إذا أرتكبت من ثالثة أشخاص أو أكثر (مادة ‪446‬‬

‫عقوبات)‪ ،‬وتشديد عقوبة جريمة استعمل القوة أو التهديد لمقاومة أي رجل من‬
‫نهاية الصفحة ‪327‬‬
‫رجال األمن أو أي موظف عمومي اثناء تأدية وظيفته‪ ،‬إذا حصل ذلك من‬
‫اشخاص مجتمعين (مادة ‪ 240‬عقوبات ليبي)‪ .‬والعلة من التقليد هنا‬
‫تكمن في الخطورة الناتجة عن تظافر قوى هؤالء الجناة وما تحدثه من ارهاب‬
‫وتخويف مؤثر في نفس المجني عليه‪ ،‬وهو ما يسهّل لهم ويساعدهم كثيراً‬

‫على ارتكاب الجريمة‪.‬‬


‫الفرع الثاني ‪ :‬أثر الظروف في مسؤولية‪ -‬الفاعلين ‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬أثر الظروف الشخصية على مسؤولية‪ -‬الفاعلين‬
‫قد يتوافر بأحد الفاعلين ظرف من الظروف الشخصية التي تؤثر في‬
‫العقوبة بالنسبة له إما تشديدة وإما تخفيفا‪ ،‬فما هو أثر هذه الظروف في ما‬
‫مسؤولية غيره من الفاعلين في ارتكاب الجريمة؟‬
‫عالج هذه الحالة الفقرة الثالثة من المادة ‪ 99‬عقوبات بقولها‪ :‬ومع‬
‫ذلك إذا وجدت أحوال خاصة بأحد الفاعلين تقتضي تغيير وصف الجريمة أو‬
‫العقوبة بالنسبة له‪ ،‬فال يتعدى أثرها إلى غيره منهم إذا كان غير عالم بتلك‬
‫األحوال‪ ،‬وكذلك إذا تغير الوصف باعتبار قصد مرتكب الجريمة أو كيفية‬
‫عليه بها»‪.‬‬
‫والنص واضح بذاته في أن أثر هذه الظروف الشخصية ال يتعدى غير‬
‫من توافرت بحقه‪ ،‬إال إذا كان هذا الغير عالما بها‪ ،‬فإنها تسري عليه أيضا في‬
‫هذه الحالة‪.‬‬
‫ومن أمثلة الظروف التي تغير من وصف الجريمة‪ -‬تشديدًا‪ :‬توافر صف ٍة‬
‫معينة في أحد الفاعلين من شأنها تشديد العقاب عليه‪ ،‬كصفة الطبيب في‬
‫نهاية الصفحة‪328‬‬
‫جريمة اإلجهاض (مادة ‪ 395‬عقوبات)‪ ،‬حيث ال يسري هذا الظرف‪ b‬على غير هذا الطبيب من‬
‫الفاعلين‪ ،‬إال إذا علموا بصفته هذه كونه طبيبة‪.‬‬

‫أما تلك التي تغير من وصف الجريمة تخفي ًفا فمثالها‪ b‬توافر إحدى‬

‫الصفات التي ذكرها نص المادة ‪ 375‬عقوبات بأحد الجناة في جريمة القتل أو‬

‫اإليذاء حفظا للعرض‪ ،‬كصفة الزوج أو االبن أو األب‪ ،‬حيث ال يستفيد من هذا‬

‫الظرف إال من توافر بحقه أو من كان عالما به من الفاعلين اآلخرين‪.‬‬

‫ومن أمثلة الظروف التي تغير من العقوبة‪ :‬ظرف العود في حالة‬

‫الشديد‪ ،‬وصغر‪ b‬المسن والعيب العقلي في حالة التخفيف‪ ،‬حيث يقتصر أثرها‬

‫على من توافرت‪ b‬بحقه وال يمتد هذا األثر إلى غيره من الفاعلين إال إذا كان‬

‫عالما بها‪ .‬وينتقد جانب من الفقه مسلك المشرع‪ b‬الليبي هذا في شأن استفادة‬

‫الفاعلين اآلخرين من موانع المسؤولية التي تتوافر بحق بعضهم اآلخر؛ حيث‬

‫المالحظ أن المشرع خالف األصل في حكم هذه المسألة‪ ،‬وهي أن موانع‬

‫المسؤولية ال يتعدى أثرها غير من توافرت‪ b‬بحقه‪ .‬ولهذا ينبغي االلتفات إلى‬
‫‪1‬‬
‫هذا النص وتعديله بما ينسجم و هذا األصل‬

‫ومن أمثلة الظروف التي تغير من وصف الجريمة باعتبار قصد‬

‫مرتكبها‪ :‬اعتداء ثتين بالضرب على امراة حبلي في الحالة التي يكون قصد‬

‫أحدهما هو إسقاطها وقصد‪ b‬األخر مجرد ضربها‪ ،‬فإنها إذا أسقطت جنينها مثل‬

‫األول عن جريمة إجهاض وسئل اآلخر عن جريمة ضرب؛ إذ كل واحد‬

‫منهما مستقل بقصده‪ ،‬وكذلك الحال في جرائم‪ b‬اإليذاء العمدي إذا توافر لدى‬

‫نهاية الصفحة ‪329‬‬

‫أحد المعتدين سبق االصرار‪ b‬ولم يتوافر لدى غيره تطبيقا ً لنص المادرة ‪ 382‬عقوبات فأن أثر‬
‫هذا الظرف ال يتعدى غير من توافر‪ b‬بحقه من الفاعلين‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .‬محمد رمضان باره‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ‪.417‬‬

‫‪329‬‬
‫ومن امثلة الظروف التي تغي من وصف الجريمة بالنظر لكيفية علم مرتكبها بها‪:‬‬
‫ظرف التشديد المتعلق بأخفاء االشياء المسروقة والمنصوص عليه بالفقرة الثانية من‬
‫المادة ‪ 465‬مكرر (أ) عقوبات‪ 1‬وهو الذي يتوافر في الحالة التي يعلم فيها احد‬
‫الجناة بأن هذه االشياء متحصلة من جريمة عقوبها اشد من الجريمة في صورتها‬
‫البسيىة‪ ,‬كأن تكون الجريمة األشد هي سرقة بأكراه او حرابة‪.‬والجريمة األخف هي‬
‫سرقة بسيطة‪ .‬فأن العقوبة ال تدد تطبيقا ً لنص الفقرة المذكورة اال على من كان‬
‫عالما ً بأن تلك االشياء متحصلة من أ حدى الجريمتين ويعاقب من لم يكن عالما ً من‬
‫الفاعلين بظرف التشديد هذا بموجب العقوبة المقررة ألخفاء االشياء المسروقة في‬
‫صورتها البسيطة وهي المنصوص عليها بالفقرة األولى بالمادة المذكورة‪.‬‬
‫ثانياً‪ -‬اثر الظروف المادية او العينية على مسؤولية الفاعلين‪:‬‬
‫ال تتعلق هذه الظروف بشخص الفاعل وأنما بالجريمة التي ارتكبها‪ .‬ومن هذه‬
‫الظروف ما يؤثر في الجريمة تشديداً كحمل السالح في السرقة ( مادة‬
‫نهاية الصفحة ‪330‬‬

‫‪ 1‬يجري نص هذه المادة على النحو االتي < كل من تسلّم او اخفى اشياء مسروقة او محصلة بأي وجه من الوجوه من جناية او جنح ٍة‬
‫مع علمه بذلك او مكن الغير من الحصول على شيء من االشياء المذكورة يُعاقب بالحبس مدة التزيد عن سنتين‪ ,‬واذا كان الجاني يعلم‬
‫ان االشياء التي تسلمها أو اخفاها متحصلة من جريمة عقوبها اشد‪ ,‬يحكم عليه بالعقوبة المقررة لتلك الجريمة‪.‬‬

You might also like