Professional Documents
Culture Documents
ّ
الراز قي ,في محاضرات في القانون الجنائي ,القسم العام ,المرجع السابق ,ص 411 ,410 راجع د .محمد 1
القاضي في حق كل منهم ،وإنما المقصود بذلك هو خضوعهم فقط لذات النص
الذي يقرر العقوبة على الجريمة المقترفة ،وهذا يعني انه بأمكان القاضي
إعمال سلطته التقديرية في تخفيف العقوبة أو تشديدها في حق بعضهم دون
البعض اآلخر ،بحسب ما يتراءى له من ظروف الواقعة ومالبساتها ودوافع
الجناة إلى ارتكاب الجريمة.
وفي شأن الغرامة فالقاعدة أن كل محكوم عليه بها ال يلزم دنفع غير ما
حكم به عليه منها ،إال الغرامة النسبية فالكل متضامن في دفعها؛ ألنها ليست
ذات طابع عقابي صرف ،وإنما السمة الغالبة عليها هي أنها ذات طابع
تعويضي ،يدخل في تقديرها ما لحق بالمصلحة محل الحماية الجنائية من
ضرر ،وكذلك ما تحصل عليه الجاني من كسب بسبب الجريمة ،وهذا الحكم
قرره نص المادة 103مكرر (ب) عقوبات بقوله« :إذا حكم على جملة
متهمين بحكم و أحد لجريمة واحدة فاعلين كانوا أو شركاء فالغرامات يحكم بها
على كل منهم على انفراد ،خالفا للغرامات النسبية فإنهم يكونون متضامنين
في االلتزام بها».
ثانيا -مدى إمكانية تشديد العقاب لتعدد الفاعلين :
عقوبات) ،وتشديد عقوبة جريمة استعمل القوة أو التهديد لمقاومة أي رجل من
نهاية الصفحة 327
رجال األمن أو أي موظف عمومي اثناء تأدية وظيفته ،إذا حصل ذلك من
اشخاص مجتمعين (مادة 240عقوبات ليبي) .والعلة من التقليد هنا
تكمن في الخطورة الناتجة عن تظافر قوى هؤالء الجناة وما تحدثه من ارهاب
وتخويف مؤثر في نفس المجني عليه ،وهو ما يسهّل لهم ويساعدهم كثيراً
أما تلك التي تغير من وصف الجريمة تخفي ًفا فمثالها bتوافر إحدى
الصفات التي ذكرها نص المادة 375عقوبات بأحد الجناة في جريمة القتل أو
اإليذاء حفظا للعرض ،كصفة الزوج أو االبن أو األب ،حيث ال يستفيد من هذا
الشديد ،وصغر bالمسن والعيب العقلي في حالة التخفيف ،حيث يقتصر أثرها
على من توافرت bبحقه وال يمتد هذا األثر إلى غيره من الفاعلين إال إذا كان
عالما بها .وينتقد جانب من الفقه مسلك المشرع bالليبي هذا في شأن استفادة
الفاعلين اآلخرين من موانع المسؤولية التي تتوافر بحق بعضهم اآلخر؛ حيث
المسؤولية ال يتعدى أثرها غير من توافرت bبحقه .ولهذا ينبغي االلتفات إلى
1
هذا النص وتعديله بما ينسجم و هذا األصل
مرتكبها :اعتداء ثتين بالضرب على امراة حبلي في الحالة التي يكون قصد
أحدهما هو إسقاطها وقصد bاألخر مجرد ضربها ،فإنها إذا أسقطت جنينها مثل
منهما مستقل بقصده ،وكذلك الحال في جرائم bاإليذاء العمدي إذا توافر لدى
أحد المعتدين سبق االصرار bولم يتوافر لدى غيره تطبيقا ً لنص المادرة 382عقوبات فأن أثر
هذا الظرف ال يتعدى غير من توافر bبحقه من الفاعلين.
1
.محمد رمضان باره ،مرجع سبق ذكره ،ص .417
329
ومن امثلة الظروف التي تغي من وصف الجريمة بالنظر لكيفية علم مرتكبها بها:
ظرف التشديد المتعلق بأخفاء االشياء المسروقة والمنصوص عليه بالفقرة الثانية من
المادة 465مكرر (أ) عقوبات 1وهو الذي يتوافر في الحالة التي يعلم فيها احد
الجناة بأن هذه االشياء متحصلة من جريمة عقوبها اشد من الجريمة في صورتها
البسيىة ,كأن تكون الجريمة األشد هي سرقة بأكراه او حرابة.والجريمة األخف هي
سرقة بسيطة .فأن العقوبة ال تدد تطبيقا ً لنص الفقرة المذكورة اال على من كان
عالما ً بأن تلك االشياء متحصلة من أ حدى الجريمتين ويعاقب من لم يكن عالما ً من
الفاعلين بظرف التشديد هذا بموجب العقوبة المقررة ألخفاء االشياء المسروقة في
صورتها البسيطة وهي المنصوص عليها بالفقرة األولى بالمادة المذكورة.
ثانياً -اثر الظروف المادية او العينية على مسؤولية الفاعلين:
ال تتعلق هذه الظروف بشخص الفاعل وأنما بالجريمة التي ارتكبها .ومن هذه
الظروف ما يؤثر في الجريمة تشديداً كحمل السالح في السرقة ( مادة
نهاية الصفحة 330
1يجري نص هذه المادة على النحو االتي < كل من تسلّم او اخفى اشياء مسروقة او محصلة بأي وجه من الوجوه من جناية او جنح ٍة
مع علمه بذلك او مكن الغير من الحصول على شيء من االشياء المذكورة يُعاقب بالحبس مدة التزيد عن سنتين ,واذا كان الجاني يعلم
ان االشياء التي تسلمها أو اخفاها متحصلة من جريمة عقوبها اشد ,يحكم عليه بالعقوبة المقررة لتلك الجريمة.