Professional Documents
Culture Documents
دعوى الإلغاء في ظل قانون الإج ا رءات المدنیة والإداریة
دعوى الإلغاء في ظل قانون الإج ا رءات المدنیة والإداریة
ﯾﻬدف اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﺗطﺑﯾﻘﺎﺗﻪ إﻟﻰ ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ ،وﻻ ﯾﺗﺣﻘق ذﻟك إﻻ
ﻓﻲ ظل وﺟود ﻧﺻوص ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺿﻣن ﻟﻪ أداء دورﻩ ﺑﻛل اﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺔ وﻣروﻧﺔ وﺗﻣﻧﺢ ﻟﻸﻓراد ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق
اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ وﺗﻣﻛﯾﻧﻬم ﻣن رﻗﺎﺑﺔ أﻋﻣﺎل اﻹدارة ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﻣﺎرﺳﺔ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء اﻟﺗﻲ ﺗﻌد
أﻫم وﺳﯾﻠﺔ ﯾداﻓﻊ ﺑﻬﺎ اﻟﻔرد ﻋن ﺣﻘﻪ اﻟﻣﻐﺗﺻب ﻣن اﻹدارة ﺑﻘرار ﻏﯾر ﻣﺷروع ،ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري وﺑﻌد ﻣرور أﻛﺛر ﻣن ﻋﻘد ﻣن اﻟزﻣن ﻣن ﺗﺑﻧﯾﻪ ﻟﻧظﺎم اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺻدر ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ وأﻋﺎد ﺗﻧظﯾم ﻛل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ،ﻓﺈﻟﻰ أي
ﻣدى ﺟدد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺿﻣﺎﻧﺎت رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ ظل
دوﻟﺔ اﻟﺣق واﻟﻘﺎﻧون؟
اﻟﻣﺑﺣـث اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء وﺷروطﻬﺎ:
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﻣﺎﻫﯾﺔ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء:
اﻟﻔرع :1ﺗﻌرﯾف دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء:
رﻏم اﻷﻫﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﻠﻬﺎ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء إﻻ أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻟم ﯾﺿﻊ ﻟﻬﺎ ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻓﺎﺳﺣﺎ
اﻟﻣﺟﺎل ﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻔﻘﻪ ،وﻗد ﺗﻌددت اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﻗﯾﻠت ﻓﻲ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء وﻓﻲ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ﻧذﻛر اﻟﺑﻌض
ﻣﻧﻬﺎ:
-ﻋن اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﻔﻘﯾﻪ A . Delaubadereﺑﻘوﻟﻪ » :طﻌن ﻗﺿﺎﺋﻲ ﯾرﻣﻲ إﻟﻰ
إﺑطﺎل ﻗرار إداري ﻏﯾر ﻣﺷروع ﻣن طرف اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري«.
-ﻋن اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻌرﺑﻲ :ﻓﻘد ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﻌﻣﯾد اﻟدﻛﺗور ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ﺑﻘوﻟﻪ »:اﻟدﻋوى اﻟﺗﻲ
ﯾرﻓﻌﻬﺎ أﺣد اﻷﻓراد إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﯾطﻠب إﻋدام ﻗرار إداري ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻘﺎﻧون«)(1
ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﻬﺎ اﻟدﻛﺗور ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ﺑﺄﻧﻬﺎ» :دﻋوى ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗرﻓﻊ أﻣﺎم اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ
اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﺑﻐرض إﻟﻐﺎء ﻗرار إداري ﻏﯾر ﻣﺷروع طﺑﻘﺎ ﻹﺟراءات ﺧﺎﺻﺔ وﻣﺣددة ﻗﺎﻧوﻧﺎ«).(2
اﺧﺗﻠﻔت اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻓﻲ ﺻﯾﺎﻏﺗﻬﺎ ﻏﯾر أﻧﻬﺎ ﺗﺟﻣﻊ ﻋﻠﻰ أن دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء دﻋوى ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ﺗرﻓﻊ
أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻣﺧﺗص ﺑﺣﺳب اﻟﻧظﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﺗﺑﻊ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﻣوﺣدا أو ﻣزدوﺟﺎ ،اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ إﻟﻐﺎء
ﻗرار إداري ﺷﺎﺑﻪ ﻋﯾب ﻓﻲ أﺣد أرﻛﺎﻧﻪ أي ﺛﺑوت ﻋدم ﻣﺷروﻋﯾﺗﻪ ،وﺗﻧﺣﺻر ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺈﻟﻐﺎء
اﻟﻘرار اﻟﻣﻌﯾب دون إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﺑداﻟﻪ ﺑﻐﯾرﻩ ،ﻟذﻟك ﻓﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﺗﺿﯾق
ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺳﻠطﺗﻪ ﻓﻲ دﻋﺎوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل.
اﻟﻔرع : 2اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟدﻋوى اﻹﻟﻐﺎء:
ﺗﺟد دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء رﻛﯾزﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺣﺳب ﺗدرﺟﻬﺎ:
-ﻣﻛﺎﻧﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟدﺳﺗور :أﻛد اﻟﻣؤﺳس اﻟدﺳﺗوري ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺢ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﻧظر
_________________
ﻓﻲ اﻟطﻌون اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﺿد ﻗ اررات اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻣرﻛزﯾﺔ ﻛﺎﻧت أو ﻣﺣﻠﯾﺔ أو ﻣرﻓﻘﯾﺔ ﺑﻣوﺟب
اﻟﻣﺎدة 143وﻫو ﻣﺎ ﯾوﺳﻊ ﻧطﺎق رﻗﺎﺑﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ ،وﺑذﻟك ﺗﻛون
دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ.
-ﻣﻛﺎﻧﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ :ﻧظم اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻣﻧذ اﻻﺳﺗﻘﻼل ﻓﻔﻲ أول ﻗﺎﻧون
ﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣراﻓﻌﺎت ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 247ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ)ٕ ،(4وان ﻛﺎن اﻟﻣﺷرع
ﯾﺳﺗﻌﻣل ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺑطﻼن ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻫو ﻣﺻطﻠﺢ ﯾﺷﺎع اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص.
وﺑﻌد ﺗﺑﻧﻲ ﻧظﺎم اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ دﺳﺗور 1996ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 152وﺗطﺑﯾﻘﺎ ﻟذﻟك
ﺻدر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي 01-98اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 30ﻣﺎي 1998اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ
وﺗﻧظﯾﻣﻪ وﻋﻣﻠﻪ ،ﺑﺣﯾث ﻧص ﻋﻠﻰ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 09ﺑﻘوﻟﻬﺎ»:أ -اﻟطﻌون ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﺿد
اﻟﻘ اررات اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ أو اﻟﻔردﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ
واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ».
وﻹﺗﻣﺎم اﻟﻣﺳﺎر اﻻزدواﺟﻲ أﺻدر اﻟﻣﺷرع اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 09/08اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 25ﻓﺑراﯾر 2009
اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ وﻧظم أﺣﻛﺎﻣﻬﺎ ﻣﺳﺗﻌﻣﻼ ﻣﺻطﻠﺢ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻛﻣﺎ ورد
وﺑذﻟك ﯾﺳﺗدرك اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﺧطﺄ اﻟﻠﻔظﻲ اﻟﺳﺎﺋد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻘدﯾم. ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ،800
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺷروط دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء:
ﺗﺗﻌدد ﺷروط دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻘرار اﻹداري ﻣﺣل اﻟطﻌن وأﺧرى ﺑﺄطراف
اﻟدﻋوى ،ﻛﻣﺎ ﺣدد اﻟﻣﺷرع أﯾﺿﺎ ﻣواﻋﯾد ﺗرﻓﻊ ﺧﻼﻟﻬﺎ ،وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺣﺎﻻت ظﻬرت ﺑﺻﻣﺔ اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﺟددة ﻓﻲ إطﺎر ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾوﺳﻊ ﻣن ﻧطﺎق ﻣﻣﺎرﺳﺗﻬﺎ ،وﯾﻔﺗﺢ
اﻟﻣﺟﺎل أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ ﺑﺳط رﻗﺎﺑﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة.
اﻟﻔرع :1ﺷرط وﺟود اﻟﻘرار اﻹداري ﻣﺣل دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء:
ﯾﻌد اﻟﻘرار اﻹداري ﻣن أﻫم اﻟﺷروط اﻟواﺟب ﺗﺣﻘﻘﻬﺎ ﻓﻲ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻓﺑﻐﯾﺎﺑﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻔرد
رﻓﻌﻬﺎ ،وﻗد ﻋرﻓﻪ اﻟدﻛﺗور ﻣﺣﻣد ﻓؤاد ﻣﻬﻧﺎ ﺑﻘوﻟﻪ » :ﻋﻣل ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣن ﺟﺎﻧب واﺣد ﯾﺻدر ﺑﺈرادة أﺣد
اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ وﯾﺣدث آﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺈﻧﺷﺎء وﺿﻊ ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺟدﯾد أو ﺗﻌدﯾل أو إﻟﻐﺎء وﺿﻊ
ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻗﺎﺋم«).(5
وﯾﺷﺗرط ﻓﻲ اﻟﻘرار اﻹداري ﺗﺣﻘق اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1أن ﯾﻌﺑر اﻟﻘرار اﻹداري ﻋن إرادة اﻹدارة.
-2أن ﯾﺻدر ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدوﻟﺔ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣرﻛزﯾﺔ أو ﻣﺣﻠﯾﺔ أو ﻣرﻓﻘﯾﺔ.
-3أن ﯾﻧﺗﺞ آﺛﺎر ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ وذﻟك ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻣرﻛز ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺟدﯾد أو ﺗﻌدﯾل أو إﻟﻐﺎء ﻣرﻛز ﻗﺎﻧوﻧﻲ
ﻗﺎﺋم.
و ﻗد اﺳﺗﻘر اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﻏرار ﻧظﯾرﻩ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺑﻌﺎد اﻟﻧظر ﻓﻲ
اﻟطﻌون ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء اﻟﻣوﺟﻬﺔ ﺿد ﺑﻌض اﻟﻘ اررات ﺗﺟﺳﯾدا ﻟﻣﺑدأ اﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺎت ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ
ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل:
-1ﻗ اررات أﻋﻣﺎل اﻟﺳﯾﺎدة :وﻫﻲ اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﯾﻐﻠب
ﻋﻠﯾﻬﺎ وﺻف اﻟﻌﻣل اﻟﺣﻛوﻣﻲ أﻛﺛر ﻣﻧﻬﺎ ﻛوﻧﻬﺎ ﻋﻣل إداري ﻷﻧﻬﺎ ﺗرﺗﺑط ﺑﺑﺎﻋث ﺳﯾﺎﺳﻲ ،وﻫو ﻣﺎ ﺗﺟﺳد
ﻓﻲ ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1984/01/07:وﻧص ﻓﻲ إﺣدى
ﺣﯾﺛﯾﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ »:و ﺣﯾث أن إﺻدار وﺗداول وﺳﺣب اﻟﻌﻣﻠﺔ ﺗﻌد إﺣدى اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ
ﺑﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺳﯾﺎدة ،ﺣﯾث أن اﻟﻘرار اﻟﻣﺳﺗوﺣﻰ ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣن ﺑﺎﻋث ﺳﯾﺎﺳﻲ ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠطﻌن ﺑﺄي طرق
اﻟطﻌن«).(6
-2اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري :ﻓﻘد ﻗﺿﻰ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻗ اررﻩ
ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2001/11/12ﺑﺄن اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻣﺟﻠس اﻟدﺳﺗوري ﺗﻧدرج ﺿﻣن اﻷﻋﻣﺎل اﻟدﺳﺗورﯾﺔ
وﻫﻲ ﻏﯾر ﺧﺎﺿﻌﺔ ﻟرﻗﺎﺑﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ).(7
ورﻏم أن اﻟﻣﺷرع ﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ ﺷرط وﺟود اﻟﻘرار اﻹداري ﻣﺣل دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻘد ﺗﺗﻌﻣد اﻹدارة
ﻋدم ﺗﺳﻠﯾﻣﻪ ﻟﻠﻣﻌﻧﻲ ،ﻓﺈﻟﻰ أي ﻣدى ﯾﻣﻛن ﻣطﺎﻟﺑﺗﻬﺎ ﺑﻪ ؟
ﻧظ ار ﻟﺧطورة ﻫذﻩ اﻟوﺿﻌﯾﺔ وﺗﺄﺛﯾرﻫﺎ اﻟﺳﻠﺑﻲ ﻋﻠﻰ ﺣق اﻷﻓراد ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟطﻌن اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ،
ﻓﻬﻲ ﺗﻌﯾق وﺗﺣد ﻣن ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ ﺑﺳط رﻗﺎﺑﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺗوى اﻟﻘرار اﻹداري ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﻻ
ﺗﺧدم ﺑﺄي ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون) ،(8ﻓﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ اﺳﺗﻧﻛرﻫﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ظل
ﻏﯾﺎب ﻧص ﯾﻠزم اﻹدارة ﺑﺗﻣﻛﯾن اﻟطﺎﻋن ﻓﻲ اﻟﻘرار اﻹداري ﻓﻲ اﻟﻧص اﻟﻘدﯾم ،ﺑﺣﯾث ﻛﺎن اﻟﻣدﻋﻲ
ﯾﺗوﻟﻰ إﺛﺑﺎت اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻟﯾﺑﺎدر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﻌدﻫﺎ ﺑﺈﻟزاﻣﻬﺎ ﺑﺗﺳﻠﯾم اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﻘرارٕ ،وان ﻛﺎن
ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻻ ﯾﻠزم اﻟﻣدﻋﻲ ﺑﺗﻘدﯾم ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘ اررات
اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ(9).
وﺣﺳن ﻓﻌل اﻟﻣﺷرع ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺿﻣن اﻟﻣﺎدة 819ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات
اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﺑﺣﯾث ﻣﻛن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺑوت اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﻣن ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣدﻋﻲ
ﻣن اﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ ﻣن ﺗوﺟﯾﻪ أﻣر ﻟﻬﺎ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﻘرر ﯾﻠزﻣﻬﺎ ﺑﺗﻘدﯾﻣﻪ ﻓﻲ أول
ﺟﻠﺳﺔ.
اﻟﻔرع :02اﻟﺷروط اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺄطراف اﻟدﻋوى :
ﻧظم اﻟﻣﺷرع اﻟﺷروط اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻷطراف ﻓﻲ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﺿﻣن اﻟﻣﺎدة 13ﻣن ﻗﺎﻧون
واﻹدارﯾﺔ وﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟﺻﻔﺔ واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺑﻘوﻟﻬﺎ» :ﻻ ﯾﺟوز ﻷي اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ
واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ أو ﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﯾﻘرﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون ،ﯾﺛﯾر اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺷﺧص اﻟﺗﻘﺎﺿﻰ ﻣﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻟﻪ اﻟﺻﻔﺔ
وﺑذﻟك ﯾﻛون اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺣﺻر ﺷروط ﻗﺑول ﺗﻠﻘﺎﺋﯾﺎ اﻧﻌدام اﻟﺻﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدﻋﻲ أو اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ«،
اﻟدﻋوى ﻓﻲ اﻟﺻﻔﺔ واﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ،أﻣﺎ اﻷﻫﻠﯾﺔ ﻓﻘد اﻋﺗﺑرﻫﺎ ﺷرطﺎ ﻣن إﺟراءات اﻟﺧﺻوﻣﺔ).(10
أوﻻ :ﺷرط اﻟﺻﻔﺔ:
ﯾرى ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ اﻟﻔﻘﻪ ﺑﺈدﻣﺎج اﻟﺻﻔﺔ ﺿﻣن اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ) ،(11وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﺣﺗﺞ ﺑﻬﺎ اﻟﻣدﻋﻲ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑدﻋواﻩ واﻟﺗﻲ ﺗﺄﺛرت ﺳﻠﺑﺎ ﺑﺎﻟﻘرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻹﻟﻐﺎء).(12
أي أن ﯾﻛون راﻓﻊ اﻟدﻋوى ﻫو ﻧﻔﺳﻪ ﺻﺎﺣب اﻟﺣق اﻟﻣﻌﺗدى ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣدﻋﻲ ،أﻣﺎ
اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻓﯾﺟب أن ﯾﻛون ﻫو اﻟﺷﺧص اﻟذي ﯾوﺟد اﻟﺣق ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺗﻪ ،وﺗﺛﺑت اﻟﺻﻔﺔ ﺑﻣﺟرد
إﺛﺑﺎت اﻟﺣق وﺣﺻول اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﯾﻪ ﻓﯾﻛون ﻟﺻﺎﺣب اﻟﺣق اﻟﻣﻌﺗدى ﻋﻠﯾﻪ ﺻﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺿﺎة
اﻟﻣﻌﺗدي).(13
ﺛﺎﻧﯾﺎ :ﺷرط اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ:
ﻻ ﺗﻘﺑل دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء إﻻ إذا ﻛﺎن ﻟﻠﻣدﻋﻲ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻷﻧﻪ ﺑوﺟودﻫﺎ ﺗﺗﺣﻘق ﻟﻪ ﺻﻔﺔ
اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ،وﯾﻘﺻد ﺑﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻔﺎﺋدة اﻟﻣرﺟو ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ وﺣﻣﺎﯾﺗﻬﺎ ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء ﺷرﯾطﺔ أن ﺗﻛون
ﻣﺷروﻋﺔ وﻏﯾر ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻵداب اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻓﺎﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺗﻌﺑر ﻋن اﻟﺟﺎﻧب اﻟواﻗﻌﻲ ﻟﻠدﻋوى
وﯾﺷﺗرطﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺣﺗﻰ ﯾﺿﻊ ﺣدا ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻛﯾدﯾﺔ.
وﺗﺧﺗﻠف اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ وﺣﺗﻰ دﻋوى
اﻟﺗﻌوﯾض ،ذﻟك أن اﻟﻬدف ﻣن دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻫو ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ وﺳﯾﺎدة اﻟﻘﺎﻧون وﻫﻲ وﺳﯾﻠﺔ
ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻹدارة أﻛﺛر ﻣﻧﻬﺎ وﺳﯾﻠﺔ ﻟدﻓﻊ اﻻﻋﺗداء اﻟذي وﻗﻊ ﻟﻠﻣدﻋﻲ).(14
و ﻟﻣﺎ ﻛﺎﻧت دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻣن اﻟدﻋﺎوى اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ ﻓﺈن ﺷرط اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﯾﻬﺎ ﯾﺗﺳم
ﺑﻧوع ﻣن اﻟﻣروﻧﺔ واﻻﺗﺳﺎع ،وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﯾﺿﯾق ﻣن ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ أﺣﯾﺎﻧﺎ ﺣﺗﻰ ﻻ
ﯾﻘﻊ ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟدﻋوى اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ).(15
و ﺗﺗﻣﯾز اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﺑﻛوﻧﻬﺎ ﺷﺧﺻﯾﺔ أو ﺟﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﻣﺎدﯾﺔ أو ﻣﻌﻧوﯾﺔ ،ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻛﺎﻧت أو ﺣﺎﻟﺔ
وﻫو اﻟﻣﺳﻌﻰ اﻟﺟدﯾد اﻟذي ﺗﺑﻧﺎﻩ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 13اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﻣوﻗﻔﻪ ﻓﻲ
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻘدﯾم اﻟذي ورد ﻋﺎﻣﺎ دون ﺗﺣدﯾد) (16اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺷﺟﻊ اﻷﻓراد ﻋﻠﻰ اﻟدﻓﺎع ﻋﻠﻰ دوﻟﺔ اﻟﺣق
واﻟﻘﺎﻧون.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :ﺷرط اﻷﻫﻠﯾﺔ:
ﺗدور ﻣﻼﺑﺳﺎت دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﺑﯾن ﺷﺧص ﻣﻌﻧوي ﻋﺎم وﺷﺧص طﺑﯾﻌﻲ أو ﻣﻌﻧوي ،وﻧﺻت
اﻟﻣﺎدة 64ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻت ﺑطﻼن اﻹﺟراءات ﺑﺣﯾث أﺷﯾر ﻓﯾﻬﺎ ﻻﻧﻌدام أﻫﻠﯾﺔ اﻟﺧﺻوم أو اﻟﺗﻔوﯾض
ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﻣﺛل اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي أو اﻟطﺑﯾﻌﻲ.
ﻓﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﺷﺧص اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻓﻘد ﺣددﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة 40ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ وﻫﻲ ﺑﻠوغ
وأن ﯾﻛون ﻣﺗﻣﺗﻌﺎ ﺑﻛﺎﻣل ﻗواﻩ اﻟﻌﻘﻠﯾﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻛون ﻛﺎﻣل اﻷﻫﻠﯾﺔ. اﻟﺷﺧص 19ﺳﻧﺔ
أﻣﺎ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي ﻓﻘد ﻣﻧﺣﺗﻪ اﻟﻣﺎدة 50ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ ﺣق اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻛﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ
ﺿرورة ﺗﻌﯾﯾن ﻧﺎﺋﺑﺎ ﯾﻌﺑر ﻋن إرادﺗﻪ وﻓﻲ ذﻟك ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة 828ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ
واﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ »:ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻟﻧﺻوص اﻟﺧﺎﺻﺔ ،ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻟدوﻟﺔ أو اﻟوﻻﯾﺔ أو اﻟﺑﻠدﯾﺔ أو
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟدﻋوى ﺑﺻﻔﺔ ﻣدﻋﻲ أو ﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ،ﺗﻣﺛل
ﺑواﺳطﺔ اﻟوزﯾر اﻟﻣﻌﻧﻲ ،اﻟواﻟﻲ ،رﺋﯾس اﻟﻣﺟﻠس اﻟﺑﻠدي
ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ واﻟﻣﻣﺛل اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣؤﺳﺳﺎت ذات اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ«.
وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 801ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻧﺟدﻫﺎ ﻗد ﺣددت اﻷﺷﺧﺎص اﻻﻋﺗﺑﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣق
ﻟﻬﺎ رﻓﻊ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء وﺑﻣﻘﺎرﻧﺔ اﻟﻧﺻﯾن ﻧﺟد أن اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻻزاﻟت ﻣطروﺣﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣدﯾرﯾﺎت اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
اﻟﻣوﺟودة ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى إﻗﻠﯾم ﻛل وﻻﯾﺔ)ﻛﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺻﺣﺔ ،ﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺗرﺑﯾﺔ ،ﻣدﯾرﯾﺔ اﻷﺷﻐﺎل
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ....اﻟﺦ( ﻓﻠم ﯾﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﺈﻟﻰ أي ﻣدى ﯾﻣﻛن ﻟﻬﺎ أن ﺗﺗﻣﺗﻊ
ﺑﺄﻫﻠﯾﺔ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ؟
اﺳﺗﻘر ﻗﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ﻫذﻩ اﻟﻣدﯾرﯾﺎت ﺗﻘﺳﯾﻣﺎ داﺧﻠﯾﺎ ﻟﻠوﻻﯾﺔ ﻟذﻟك ﻓﻬﻲ
ﺗﺗﻘﺎﺿﻰ ﺑﺎﺳم اﻟواﻟﻲ).(17
ﻏﯾر أن اﻟﻣﺷرع ﺣﺎول اﻟﺧروج ﻋن ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﺗﻲ وردت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
»ﻣﻊ ﻣراﻋﺎة اﻟﻧﺻوص اﻟﺧﺎﺻﺔ » ...ﻓﺈذا ﻛﺎن ﻫﻧﺎك ﻧص ﺧﺎص ﯾﻣﻧﺢ ﻟﺑﻌض 828ﺑﻘوﻟﻪ:
اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت ﺣق ﺗﻣﺛﯾل ﺑﻌض اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ وﺟب اﻷﺧذ ﺑﻪ وﻫو
ﻣﺎ ﻧﺟدﻩ ﻣﺟﺳدا ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﺻوص اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل:
اﻟﻣﺎدة 81ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟﺑﺎﺋﯾﺔ ﺣﯾث ﻣﻧﺣت ﻟﻣدﯾر اﻟﺿراﺋب ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ -
ﺻﻼﺣﯾﺔ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻧﯾﺎﺑﺔ ﻋن وزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
ﻗرار وزﯾر اﻟدوﻟﺔ ووزﯾر اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻓﻲ 2003/12/31ﺣول اﻟﻣدﯾر اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻣن -
اﻟوطﻧﻲ وﺗﻣﺛﯾﻠﻪ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء.
وﺑذﻟك ﯾﻛون اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺧطﺎ ﺧطوة ﺟرﯾﺋﺔ ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ وﺿﻊ ﺣﻼ ﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺗﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣدﯾرﯾﺎت
اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﺑﺗوزﯾﻊ ﻋبء اﻟﺗﻣﺛﯾل أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻣرﻛزي ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠوزﯾر وﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
اﻟﻣﺣﻠﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠواﻟﻲٕ ،واﻻ ﻓﻛم ﺳﯾﺗﺣﻣل اﻟواﻟﻲ ﻣن دﻋﺎوى ﻓﻲ ظل ﺗﻌدد اﻟﻣدﯾرﯾﺎت ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
اﻟوﻻﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻛﺛرة اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت ﺿدﻫﺎ دون ﻧﺳﯾﺎن ﺗﻠك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟوﻻﯾﺔ ذاﺗﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺿﻊ ﺣدا
ﻟﺣﺎﻻت رﻓض اﻟدﻋﺎوى ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻠف اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﺟﻬدا ووﻗﺗﺎ وﻣﺎﻻ .
اﻟﻔرع :3ﺷرط اﻟﻣﯾﻌﺎد ﻓﻲ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء:
ﺣدد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻣﯾﻌﺎد رﻓﻊ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ
وﯾﻌد ﻫذا اﻟﺷرط ﻣن اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم ،ﺣﯾث ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺧﺻوم واﻟﻘﺎﺿﻲ إﺛﺎرﺗﻪ ﻓﻲ أي ﻣرﺣﻠﺔ ﻛﺎﻧت
ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدﻋوى ،واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﻣﺷرع وﺣد ﻓﻲ ﻣﯾﻌﺎد رﻓﻊ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ
وﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ وﻫو أرﺑﻌﺔ ) (04أﺷﻬر ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘرار اﻟﻔردي أو ﻧﺷر اﻟﻘرار اﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ).(18
و ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﻓﻊ ﻓﯾﻬﺎ ﺗظﻠﻣﺎ إدارﯾﺎ ﯾﺗم ﺣﺳﺎب اﻟﻣﯾﻌﺎد ﻛﺎﻵﺗﻲ :
ﯾﻌد ﺳﻛوت اﻹدارة ﻋن اﻟرد ﺧﻼل ﻣدة ﺷﻬرﯾن ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ رﻓض ﻟﻪ وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺳﺗﻔﯾد -
اﻟﻣﺗظﻠم ﻣن ﺷﻬرﯾن اﺑﺗداء ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘرار ﻟرﻓﻊ دﻋواﻩ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ أو
ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ.
و ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ رد اﻹدارة ﻋﻠﻰ اﻟﺗظﻠم ﻓﯾﺳري أﺟل ﺷﻬرﯾن ﻣن ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺑﻠﯾﻎ رد اﻹدارة -
وﯾﺛﺑت اﻟﺗظﻠم ﺑﻛل وﺳﺎﺋل اﻹﺛﺑﺎت.
واﻟﻬدف ﻣن ﺗوﺣﯾد ﻣﯾﻌﺎد رﻓﻊ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﺳﺎﺋدا ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻘدﯾم ﻫو ﻋدم
ﺗﻔوﯾت اﻟﻔرﺻﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن ﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن ﺣﻘوﻗﻬم وﻣﺻﺎﻟﺣﻬم وﺿﻣﺎﻧﺎ
ﻻﺣﺗرام ﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ وﺗﻛرﯾﺳﺎ ﻟدوﻟﺔ اﻟﺣق واﻟﻘﺎﻧون).(19
وﺗﺣﺳب ﻣواﻋﯾد اﻟطﻌن ﻛﺎﻣﻠﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 405ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ :
»ﺗﺣﺳب ﻛل اﻵﺟﺎل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﻛﺎﻣﻠﺔ وﻻ ﯾﺣﺳب ﯾوم اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ أو اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟرﺳﻣﻲ
وﯾوم اﻧﻘﺿﺎء اﻷﺟل«). (20
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ دﻋﺎوى اﻹ ﻟﻐﺎء
ﺗوﻟﻰ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﺗﺣدﯾد ﻣﻌﯾﺎر اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻣﺎ ﻫو ﺳﺎﺋد ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ
ﺣﯾث أن ﻣﻌﯾﺎر اﻻﺧﺗﺻﺎص ﻓﯾﻬﺎ ﯾﺣدد ﻋن طرﯾق اﻟﻘﺿﺎء ﻻ اﻟﺗﺷرﯾﻊ ،وﻟﻌل اﻟﺳﺑب ﻓﻲ ﺗﺑﻧﻲ أﺳﻠوب
اﻟﺗﺣدﯾد اﻟﺗﺷرﯾﻌﻲ ﻫو ﻋدم اﺳﺗﻘرار أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻓﺄﻣﺎم ﻫذا اﻟﺗذﺑذب ﻓﻲ اﻟﻣواﻗف
ﻻ ﯾﻣﻛن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ رﺳم ﺣدود اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ ﻛﻣﻌﯾﺎر ﺟﺎﻣﻊ ﻣﺎﻧﻊ ،ﻟذﻟك
ﻓﻼ ﺳﺑﯾل أﻣﺎم ﻫذا اﻟوﺿﻊ إﻻ ﺑﺗدﺧل اﻟﻣﺷرع ﻟﺻﯾﺎﻏﺔ ﻣﻌﯾﺎر اﻻﺧﺗﺻﺎص واﻟذي ﺗﺟﺳد ﻓﻲ اﻟﻣﻌﯾﺎر
اﻟﻌﺿوي.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري.
ﯾﻘوم اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ ﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي واﻟذي
ﯾﺳﺗﻧد إﻟﻰ وﺟود ﺷﺧص ﻣن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﻛطرف ﻓﻲ اﻟﻧزاع وﻫو ﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ
اﻟﻣﺎدة 7ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ )اﻟﻧص اﻟﻘدﯾم( وأﻋﺎد ﺗﻛرﯾﺳﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 800ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،وﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﻣﺎدة 801واﻟﻣﺎدة 901ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻧﺟدﻫﻣﺎ ﻗد
ﻋددﺗﺎ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻊ ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ دﻋوى إﻟﻐﺎء أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري وﺗﺗﻣﺛل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-1اﻟدوﻟﺔ :وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟﺳﻠطﺎت اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟو ازرات.
-2اﻟوﻻﯾﺔ.
-3اﻟﺑﻠدﯾﺔ.
وﻫﻣﺎ ﻗﺎﻋدﺗﯾن ﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﯾﻣﺛﻼن اﻟﺟﻣﺎﻋﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ اﻟدﺳﺗور ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة .17
-4اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ وﻫﻲ ﻣراﻓق ﻋﺎﻣﺔ ﻣﺷﺧﺻﺔ ﻗﺎﻧوﻧﯾﺎ ،وﻟﻘد أﺛﺎر ذﻛر ﻫذا
اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت إﺷﻛﺎﻻ ﻛﺑﯾ ار ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ظل ﺗﻧوع اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﻧﻬﺎ(21):
-ﻣراﻛز اﻟﺑﺣث واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ.
-اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ.
-اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﻣﻬﻧﻲ.
وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﺎت واﻟﻣراﻛز اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ﺗﻌد ﻣؤﺳﺳﺎت ﻋﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ
اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﻣﻬﻧﻲ) ،(22وﺑذﻟك ﯾﺧرج اﻟﻣﺷرع ﻫذا اﻟﺻﻧف ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻋن إطﺎر اﻟﻣﺎدة
801ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣؤﺳﺳﺔ ﻋﻣوﻣﯾﺔ إدارﯾﺔ.
ٕوان ﻛﺎن اﻟﺑﻌض ﯾرى ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻣؤﺳﺳﺎت ﻋﻣوﻣﯾﺔ إدارﯾﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻬدف إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑﺢ ﻋﻣﻼ
ﺑﺎﻟﻣﻔﻬوم اﻟواﺳﻊ ﻟﻠﻧص ،ﻏﯾر أن ﻫذا اﻷﻣر ﻏﯾر ﻣﻘﺑول ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻗواﻋد اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ
اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﻣن ﻗواﻋد اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎم واﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﺗﻧظم ﺑﻘواﻋد واﺿﺣﺔ ﻻ ﺗﺣﻣل اﻟﺗﺄوﯾل ﺑل وﺟب أﻻ
ﺗﻛون ﻣﺑﻬﻣﺔ أو أن ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘﯾﺎس ،وﻋﻠﯾﻪ وﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع أن ﯾﻌﯾد ﺻﯾﺎﻏﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣواد ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ
واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟﻣﻌﻣول ﺑﻬﺎ ،ﺧﺎﺻﺔ وأن ﻫذا اﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ ﯾﺿﯾق ﻣن ﻧطﺎق اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺿﺎء
اﻹداري).(23
-5اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻏﯾر اﻟﻣﻣرﻛزة ﻟﻠدوﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟوﻻﯾﺔ وﻫﻲ أﺟﻬزة إدارﯾﺔ ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ
وﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠوزﯾر ،وﻟم ﯾﻧص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻘدﯾم ﻋﻠﻰ إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻘﺎﺿﺎﺗﻬﺎ ﻣﻣﺎ أﺛﺎر ﺟدﻻ ﻛﺑﯾ ار
وﺣﺳن ﻓﻌل اﻟﻣﺷرع ﺑذﻛرﻫﺎ ﺿﻣن اﻟﻣﺎدة 901ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،وﻣﻊ ذﻟك ﻏﻔل
اﻟﻣﺷرع ﻋن ذﻛر ﺗﻣﺛﯾﻠﻬﺎ ﺿﻣن اﻟﻣﺎدة 828اﻟﺳﺎﺑق اﻹﺷﺎرة
ﻟﻬﺎ وﻫو ﻣﺎ ﯾﺑﻘﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ أﻫﻠﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ إﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﻻزاﻟت ﺗرﻫق اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري.
-6اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺑﻠدﯾﺔ :ﻧظ ار ﻟﺗﻌدد ﻣظﺎﻫر ﺗدﺧل اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺟﺎﻻت واﻟﻣﯾﺎدﯾن وﻫو
ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﻌدد اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ) ،(24ﻣﻊ اﻟﻌﻠم أن ﻫذﻩ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻻ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ وﻣﻊ ذﻟك ﺧوﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﺣق اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ وﻣن اﻟﻣؤﻛد أﻧﻪ
ﺳﯾﻛون ﺑﺎﺳم اﻟﺑﻠدﯾﺔ.
-7اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ :وﯾﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
ﻛﺎﻟﻣﺟﻠس اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،اﻟﻣﺟﻠس اﻷﻋﻠﻰ ﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،وأﺧرى ﺧﺎرج إطﺎر اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ
ﻛﻐرﻓﺗﻲ اﻟﺑرﻟﻣﺎن وﻏﯾرﻫﺎ وﻫﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ.
-8اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ :وﻫﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن ﺗﺟﻣﻌﺎت أﺷﺧﺎص ﻣﻛﻠﻔﺔ ﺑﺗﻧظﯾم ﻣﻬﻧﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ وﻻ ﺗﻌد
أﺟﻬزة إدارﯾﺔ) (25وﻣن أﻣﺛﻠﺗﻬﺎ ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن ،اﻟﻐرﻓﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻠﻣﺣﺿرﯾن اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﯾن ،اﻟﻣﻧظﻣﺔ
اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻸطﺑﺎء...إﻟﺦ ،وﻣﻊ ذﻟك اﻋﺗﺑر اﻟﻣﺷرع ﻗ ارراﺗﻬﺎ ﻣن ﻗﺑﯾل اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾطﻌن ﻓﯾﻬﺎ
ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي ،وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن اﻟﻬﯾﺋﺗﯾن
اﻷﺧﯾرﺗﯾن ﻧص ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 09ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي.(26) 01/98
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗوزﯾﻊ اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ ﺑﯾن ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ واﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ:
اﻟﻔرع :1ﻧطﺎق اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ:
ﻧظم اﻟﻣﺷرع ﻧطﺎق اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 09ﻣن اﻟﻘﺎﻧون
اﻟﻌﺿوي 01/98واﻟﻣﺎدة 901ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﯾﺧﺗص ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ
دﻋﺎوى اﻹﻟﻐﺎء اﺑﺗداﺋﯾﺎ ﻧﻬﺎﺋﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻘ اررات اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﺟﻬﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ.
واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن اﻟﻣﺎدة 901ﻗد ﻧﺻت إﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠطﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﻘط أي أﻧﻬﺎ
ﺗﺗﻧﺎﻗض وﻧص اﻟﻣﺎدة 09ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺿوي ،01/98ﺧﺎﺻﺔ إذا ﻋﻠﻣﻧﺎ أن اﺧﺗﺻﺎﺻﺎت ﻣﺟﻠس
اﻟدوﻟﺔ ﺗﺣدد ﺑﻣوﺟب ﻗﺎﻧون ﻋﺿوي طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 153ﻣن اﻟدﺳﺗور ،ﻛﻣﺎ أن اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻻﺑﺗداﺋﻲ
اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻟﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﯾﺛﯾر ﻋدة إﺷﻛﺎﻻت ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ أﺧرى وﻫﻲ:
-1اﻧﺗﻬﺎك ﻣﺑدأ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ درﺟﺗﯾن ،ﻓﻬو ﻣن أﻫم اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻛم أي ﻧظﺎم
ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻋﺎدل ،ﻷﻧﻪ ﺳﯾﺣرم اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ طرﯾق ﻣن طرق اﻟطﻌن اﻟﻌﺎدﯾﺔ
وﻫو اﻟطﻌن ﺑﺎﻻﺳﺗﺋﻧﺎف وﯾﺟﺑرﻩ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل طرق اﻟطﻌن ﻏﯾر اﻟﻌﺎدﯾﺔ وﺷﺗﺎن ﺑﯾن
اﻟطرﯾﻘﺗﯾن.
-2ﺗﻌﻘﯾد اﻹﺟراءات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ٕواﺑﻌﺎد اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن ،ذﻟك أن اﻟطﺎﻋن ﺳﯾﻛون ﻣﺟﺑ ار
ﻋﻠﻰ إﺗﺑﺎع اﻹﺟراءات اﻟﻣﺗﺑﻌﺔ أﻣﺎم ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ وﻣن أﻫﻣﻬﺎ ﺗﻣﺛﯾﻠﻪ ﺑﻣﺣﺎﻣﻲ ﻣﻌﺗﻣد ﻟدى ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 826ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ وﻫو أﻣر ﻣرﻫق ،ﻧﺎﻫﯾك ﻋن ﺗﻧﻘل اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ
إﻟﻰ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﻟﻣﺗﺎﺑﻌﺔ دﻋواﻩ ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺟﻌل اﻟﻔرد ﯾﻌزف ﻋن اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘﻪ.
-3إﺛﻘﺎل ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﻬﻣﺔ ﺗﺧرج ﻋن اﺧﺗﺻﺎﺻﻪ ﻷن اﻷﺻل ﻓﻲ دور ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ
ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻛوﻧﻪ ﺟﻬﺔ ﺗﺳﻬر ﻋﻠﻰ ﺗوﺣﯾد اﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 152ﻣن اﻟدﺳﺗور ،ﻷﻧﻪ
ﺳﯾﻣﺎرس دور اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري اﻻﺑﺗداﺋﻲ ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻬﯾﻪ ﻋن دورﻩ اﻻﺟﺗﻬﺎدي وﻧﻔس اﻹﺷﻛﺎل ﯾﺛﺎر ﺑﺷﺄن
دورﻩ ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف.
ﻟذﻟك ﻓﻛﺎن ﻣن اﻷوﻟﻰ أن ﯾﻌﯾد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري اﻟﻧظر ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻷن
اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺑﺷري اﻟﻣﺗﺧﺻص ﻟم ﯾﻌد ﻋﺎﺋﻘﺎ ﻓﻲ ﺗطوﯾر وﺗﻔﻌﯾل دور اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﻓﺑﻌد
20ﺳﻧﺔ ﻣن ﺗﺑﻧﻲ اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻧﻘص اﻟﻌﻧﺻر اﻟﺑﺷري اﻟﻣﺗﺧﺻص ،ﻟذﻟك
ﻓﻣن اﻷوﻟﻰ ﻣﻧﺢ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧظر ﻓﻲ دﻋﺎوى اﻹﻟﻐﺎء ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻘ اررات اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ
واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻣﻬﻧﯾﺔ واﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻘﻠﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﻣﺷرع ﻻ
ﯾﻣﯾل إﻟﻰ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌدم إﺧﺿﺎﻋﻬﺎ ﻟﻣﺣﻛﻣﺔ إدارﯾﺔ اﺑﺗداﺋﯾﺔ.
اﻟﻔرع :2ﻧطﺎق اﻻﺧﺗﺻﺎص اﻟﻧوﻋﻲ ﻟﻠﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ:
ﺗﺳﺗﻣد اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ وﺟودﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻣن اﻟﻣﺎدة 152ﻣن اﻟدﺳﺗور وﯾﺗم ﺗﻧظﯾﻣﻬﺎ ﺑﻣوﺟب
اﻟﻘﺎﻧون 02/98اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 30ﻣﺎي 1998وﻋددﻫﺎ 31ﻣﺣﻛﻣﺔ إدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗراب
اﻟوطﻧﻲ) ،(27ﺗم ﺗﻧظﯾم اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ اﻟﻧوﻋﻲ ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة 1ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02/98واﻟﻣﺎدة 800ﻣن
ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،وﺣدد اﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﺑﺷﻛل ﻣطﻠق ﺑﺎﻟﻧظر ﻓﻲ ﻛل اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﯾﻛون ﺷﺧص ﻣن أﺷﺧﺎص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم طرﻓﺎ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء اﻟﻣرﻓوﻋﺔ ﺿد
اﻟﻘ اررات اﻹدارﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-اﻟوﻻﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﻏﯾر اﻟﻣﻣرﻛزة ﻟﻠدوﻟﺔ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺔ.
-اﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺑﻠدﯾﺔ.
-اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ذات اﻟﺻﺑﻐﺔ اﻹدارﯾﺔ.
وﺗﻔﺻل اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟدﻋﺎوى ﺑﺣﻛم اﺑﺗداﺋﻲ ﻗﺎﺑل ﻟﻼﺳﺗﺋﻧﺎف ﻓﯾﻪ أﻣﺎم ﻣﺟﻠس
اﻟدوﻟﺔ ،وﺑذﻟك وﺣد اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻻزدواﺟﯾﺔ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﺗﻔرﻗﺔ اﻟﺗﻲ
ﺳﺎدت ﻗﺑل ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻐرف اﻹدارﯾﺔ ،ﺑﺣﯾث ﻗﺳم اﻻﺧﺗﺻﺎص ﺑﯾن اﻟﻐرف اﻹدارﯾﺔ اﻟﺟﻬوﯾﺔ واﻟﻣﺣﻠﯾﺔ
واﻟذي ﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ أدى إﻟﻰ رﻓض دﻋﺎوى اﻟطﺎﻋﻧﯾن ﻧظ ار ﻟﻺﺷﻛﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺛﯾرﻫﺎ ﻫذا اﻟﺗوزﯾﻊ.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث :إﺟراءات ﺳﯾر دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء وﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم.
ﺗﻣر دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﺑﻌدة إﺟراءات ﺑدءا ﻣن رﻓﻌﻬﺎ ﺑﻣوﺟب ﻋرﯾﺿﺔ اﻓﺗﺗﺎﺣﯾﺔ وﺻوﻻ إﻟﻰ ﺻدور
ﺣﻛم ﻓﻲ اﻟدﻋوى واﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذﻩ:
اﻟﻣطﻠب اﻷول :إﺟراءات ﺳﯾر دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء:
ﺗرﻓﻊ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﺑﻣوﺟب ﻋرﯾﺿﺔ ﯾﺗم إﯾداﻋﻬﺎ ﺑﻛﺗﺎﺑﺔ ﺿﺑط اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ أو ﻣﺟﻠس
اﻟدوﻟﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺗم ﺗﺑﻠﯾﻐﻬﺎ ،ﻟﯾﺗم ﺑﻌدﻫﺎ ﺗﺑﺎدل اﻟﻣذﻛرات وﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻹﺟراءات وﺻوﻻ إﻟﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﺧﺗﺗﺎم
اﻟﺗﻘرﯾر واﻟﻣداوﻟﺔ ،ﻫذا ﻣﺎ ﺳﯾﺗم ﺗوﺿﯾﺣﻪ ﻓﻲ اﻟﻔروع اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻟﻔرع :1ﻣرﺣﻠﺔ رﻓﻊ اﻟدﻋوى وﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻌرﯾﺿﺔ:
ﺗﻌد اﻟﻌرﯾﺿﺔ اﻻﻓﺗﺗﺎﺣﯾﺔ اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺗد ﺑﻬﺎ ﻓﻲ رﻓﻌﻬﺎ ﻣﺧﺗﻠف اﻟدﻋﺎوى
اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻬﺎ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ،وطﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدﺗﯾن 815و 816ﻣن ﻗﺎﻧون إﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ
واﻹدارﯾﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗرﻓﻊ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻌرﯾﺿﺔ ﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻣوﻗﻌﺔ ﻣن ﻣﺣﺎم ﺗﺗﺿﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت
اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 15ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون وﻫﻲ(28):
1ـ ـ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﻓﻊ أﻣﺎﻣﻬﺎ اﻟدﻋوى.
2ـ ـ اﺳم وﻟﻘب اﻟﻣدﻋﻲ وﻣوطﻧﻪ وﻫذا أﻣر طﺑﯾﻌﻲ طﺎﻟﻣﺎ ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻧزاع أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء.
3ـ ـ اﺳم وﻟﻘب وﻣوطن اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ.
4ـ ـ اﻹﺷﺎرة ﻟﻠﻣﺳﺗﻧدات واﻟوﺛﺎﺋق اﻟﻣرﻓﻘﺔ.
وﻗد اﺷﺗرط اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر أن ﺗرﻓﻊ اﻟدﻋوى ﻋﻠﻰ ﯾد ﻣﺣﺎم إذا ﻛﺎﻧت أﻣﺎم اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ
اﻹدارﯾﺔ ،وﻣﺣﺎم ﻣﻌﺗﻣد ﻟدى ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ إذا ﻣﺎ رﻓﻌت أﻣﺎم ﻫذﻩ اﻟﻬﯾﺋﺔ ،وﺣﺳن ﻓﻌل اﻟﻣﺷرع ﺑوﺿﻊ
ﻫذا اﻟﺷرط ﻧظ ار ﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ودﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص واﻟﺗﻲ
ﺗﺗطﻠب ﻣن اﻟطﺎﻋن أن ﯾﻛون ﻋﻠﻰ ﻗدر ﻛﺎف ﻣن اﻟدارﯾﺔ واﻟﻌﻠم ﺑﻣﺧﺗﻠف اﻟﺟواﻧب اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺛﯾرﻫﺎ
دﻋواﻩ ﺣﺗﻰ ﯾﺗﻣﻛن ﻣن وﺻول اﻟﻬدف اﻟﻣرﺟو ﻣﻧﻬﺎ.
وﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ذﻟك ﻓﻘد أﻋﻔت اﻟﻣﺎدة 827ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣذﻛورة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 800
اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻛل ﻣن اﻟدوﻟﺔ واﻟوﻻﯾﺔ واﻟﺑﻠدﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻹداري
ﻣن اﻟﺗﻣﺛﯾل ﺑﻣﺣﺎم ﻣﻛﺗﻔﯾﺔ ﺑﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻌرﯾﺿﺔ ﻣن طرف ﻣﻣﺛﻠﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ.
ﺗرﻓق اﻟﻌرﯾﺿﺔ ﺑﻧﺳﺧﺔ ﻣن ﻗرار اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ ﻛﻣﺎ ﺳﺑق اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﻪ ،وﺗودع ﻟدى أﻣﺎﻧﺔ ﺿﺑط
اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ أو اﻟﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺣﯾث ﯾﺗم ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺟل ﺧﺎص وﺗرﻗم ﺣﺳب
ﺗرﺗﯾب ورودﻫﺎ ،وﯾﻘﯾد ﺗﺎرﯾﺦ ورﻗم اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻋﻠﻰ اﻟﻌرﯾﺿﺔ وﻣرﻓﻘﺎﺗﻬﺎ ،وﺗﺳدد اﻟرﺳوم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ وﯾﺳﻠم
أﻣﯾن اﻟﺿﺑط ﻟﻣﺣﺎم اﻟﻣدﻋﻲ وﺻﻼ ﯾﺑﯾن اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ).(29
ﺑﻌدﻫﺎ ﯾﺗم ﺗﺑﻠﯾﻎ ﻋرﯾﺿﺔ اﻻﻓﺗﺗﺎح ﻟﻠﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﺑﻣوﺟب ﺗﻛﻠﯾف
ﺑﺎﻟﺣﺿور اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻟﻠﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺣددة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 18ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ وﻫﻲ:
1ـ ـ اﺳم وﻟﻘب اﻟﻣدﻋﻰ وﻣوطﻧﻪ.
2ـ ـ اﺳم وﻟﻘب اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻛﻠف ﺑﺎﻟﺣﺿور وﻣوطﻧﻪ.
3ـ ﺗﺳﻣﯾﺔ وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي وﻣﻘرﻩ وﺻﻔﺔ ﻣﻣﺛﻠﻪ.
5ـ ـ ﺗﺎرﯾﺦ أو ﺟﻠﺳﺔ وذﻛر اﻟﺳﺎﻋﺔ .
ﻏﯾر أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر أﻏﻔل ذﻛر اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﯾﻣﺛل أﻣﺎﻣﻬﺎ اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻪ وﻫو
ﻧﻔس اﻷﻣر ﺳﺟل ﻓﻲ ﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺣﺿر اﻟذي ﯾﺣررﻩ اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﻣﺛﺑت ﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺿﻣن
اﻟﻣﺎدة ،19وﻋﻠﯾﻪ وﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع إﻋﺎدة ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﺎدﺗﯾن وﺗدارك اﻟﻧﻘص اﻟذي ﯾﺗرﺗب ﻋﻧﻪ ﻧﺗﺎﺋﺞ
ﺳﻠﺑﯾﺔ ﺗﻌﯾق اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟدﻋوى.
اﻟﻔرع :2ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺑﺎدل اﻟﻌراﺋض:
ﺑﻌد ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺟﻬﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﻣﺻدرة اﻟﻘرار ﻣﺣل دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﺑﻌرﯾﺿﺔ اﻻﻓﺗﺗﺎح ﺗﻘوم
ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺣﺳب اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟرد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﺣﯾث ﯾﺗم ﺗﺑﺎدل اﻟﻌراﺋض واﻟردود واﻟوﺛﺎﺋق أﺛﻧﺎء
اﻟﺟﻠﺳﺎت ﺗﺣت إﺷراف اﻟﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟﻣﻘرر اﻟذي ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎرﻩ ﻣن ﻗﺑل رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ).(30
أﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء واﻟذي ﻛﺎﻧت ﺗﻧظﻣﻪ اﻟﻣﺎدة 169ﻣﻛرر ﻣن ﻗﺎﻧون
اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﻓﻘد ﺗراﺟﻊ ﻋﻧﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري وﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ إطﺎر دﻋﺎوى اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻛﺎﻣل ﻓﻘط
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 970ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،وﺣﺳن ﻓﻌل اﻟﻣﺷرع ﺑﻬذا اﻟﺗوﺟﻪ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد
أن ﺛﺑت ﻋﻣﻠﯾﺎ ﻋدم ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ إﺟراء اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ دﻋﺎوى اﻹﻟﻐﺎء) (31ﻷﻧﻪ ﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻣﻛن اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ ﺑﺷﺄن
ﻗرار ﻏﯾر ﻣﺷروع ،ﻓﻛﯾف ﯾﻛون اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻓﻲ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻗﺎﺿﻲ ﻟﻠﻣﺷروﻋﯾﺔ وﻓﻲ ﻧﻔس
اﻟوﻗت ﯾﺷرف ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻠﺢ ﺑﺷﺄن ﻋﻣل ﻏﯾر ﻣﺷروع ،وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﺗﺧﻠﻲ اﻟﻣﺷرع ﻋن إﺟراء اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ
دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﺑﺳط ﻓﻲ إﺟراءات اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ وﯾﺧﻔف اﻟﻌبء ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري.
اﻟﻔرع : 3ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻘرﯾر واﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﺣﺎﻓظ اﻟدوﻟﺔ :
ﯾﺗوﻟﻰ رﺋﯾس اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﻔﺻل ﻓﻲ اﻟﻣﻠف وﯾﻌﯾن رﺋﯾﺳﻬﺎ
واﻟﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟﻣﻘرر اﻟذي ﯾﺳﯾر ﻣﻠف اﻟدﻋوى ،ﻓﯾﺑﺎﺷر ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﻲ اﻟدﻋوى وﯾﻔﺣص أدﻟﺔ اﻹﺛﺑﺎت
) ،(32وﯾﺣﺎل اﻟﻣﻠف ﺑﻌدﻫﺎ إﻟﻰ ﻣﺣﺎﻓظ اﻟدوﻟﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 846ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻟﻘوﻟﻬﺎ»:ﻋﻧدﻣﺎ
ﺗﻛون اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻣﻬﯾﺄة ﻟﻠﺟﻠﺳﺔ أو ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻋن طرﯾق ﺧﺑرة أو ﺳﻣﺎع ﺷﻬود أو
ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن اﻹﺟراءات ﯾرﺳل اﻟﻣﻠف إﻟﻰ ﻣﺣﺎﻓظ اﻟدوﻟﺔ ﻟﺗﻘدﯾم اﻟﺗﻣﺎﺳﺎﺗﻪ ﺑﻌد دراﺳﺗﻪ ﻣن ﻗﺑل اﻟﻘﺎﺿﻲ
اﻟﻣﻘرر« ،ﻏﯾر أن ﺻﯾﺎﻏﺔ اﻟﻣﺎدة ﺑﻬذا اﻟﻧﺳق ﺗﻛون ﻏﯾر ﻣﻧطﻘﯾﺔ ﻷن اﻷوﻟﻰ ﺗﻘدﯾم ﻣﺣﺎﻓظ اﻟدوﻟﺔ
اﻟﺗﻣﺎﺳﺎﺗﻪ ﺛم ﺑﻌدﻫﺎ ﯾﻌد اﻟﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟﻣﻘرر ﺗﻘرﯾرﻩ ﻋﻠﻰ ﺿوء ﻫذﻩ اﻻﻟﺗﻣﺎﺳﺎت.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﻗﻠل ﻣن ﺷﺄن اﻟدور اﻟذي ﯾﻣﺎرﺳﻪ ﻣﺣﺎﻓظ اﻟدوﻟﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻋﺑﺎرة »ﺗﻘدﯾم
اﻟﺗﻣﺎﺳﺎت« ﻓدور ﻣﺣﺎﻓظ اﻟدوﻟﺔ أﻛﺑر ﻓﻬو ﯾﻘوم ﺑدراﺳﺔ اﻟﻣﻠف وﯾﻌد طﻠﺑﺎﺗﻪ ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺷرع ﻟم ﯾﺷر
إﻟﻰ اﻟﻣدة اﻟﻣﻣﻧوﺣﺔ ﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟدوﻟﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﻣﻬﺎﻣﻪ ).(33
واﻟﺟدﯾر ﺑﺎﻟذﻛر أن ﻣﺣﺎﻓظ اﻟدوﻟﺔ ﻗﺎﺿﻲ ﻣﺳﺗﻘل ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻘﺿﺎء وﻻ ﯾﻌد
اﻣﺗدادا ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻟﻠدﻓﺎع ﻋن اﻹدارة ﻓﻛﺛﯾ ار ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻪ دور ﻓﻌﺎل ﻓﻲ اﻟﻛﺷف ﻋن أﺣﻛﺎم وﻣﺑﺎدئ
اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧد اﻟﺣدﯾث ﻋن ﻣﻔوض اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري اﻟﻔرﻧﺳﻲ ).(34
اﻟﻔرع :4ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻣداوﻟﺔ ٕواﺻدار اﻟﺣﻛم
ﺑﻌد اﺧﺗﺗﺎم اﻟﺗﺣﻘﯾق ﯾرﻓض ﺗﻘدﯾم اﻟطﻠﺑﺎت اﻟﺟدﯾدة أو اﻟﻣذﻛرات ﺑﻣوﺟب أﻣر ﻏﯾر ﻗﺎﺑل ﻟﻠطﻌن
ﯾﺻدرﻩ رﺋﯾس ﺗﺷﻛﯾﻠﯾﺔ اﻟﺣﻛم طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 852ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،وﯾﺑﻠﻎ اﻷﻣر
ﻟﻠﺧﺻوم ﻓﻲ أﺟل ﻻ ﯾﻘل ﻋن ﺧﻣﺳﺔ ﻋﺷر) (15ﯾوﻣﺎ ﻗﺑل ﺗﺎرﯾﺦ اﻻﺧﺗﺗﺎم اﻟﻣﺣدد ،وﯾﻣﻛن ﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﺣﻛم
ﺗﻣدﯾد اﻟﺗﺣﻘﯾق ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ طﻠب أﺣد أطراف اﻟﻧزاع.
وﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة 876ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗم إﺧطﺎر ﺟﻣﯾﻊ اﻟﺧﺻوم ﺑﺗﺎرﯾﺦ ﺟﻠﺳﺔ
اﻟﺣﻛم ﻋﺷرة ) (10أﯾﺎم ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻗﺑل ﺗﺎرﯾﺦ اﻧﻌﻘﺎدﻫﺎ ﻣن طرف أﻣﺎﻧﺔ اﻟﺿﺑط ،وﺗﻌﻘد اﻟﺟﻠﺳﺔ
ﻓﻲ ﺷﻛل ﻋﻠﻧﻲ) (35وﺗﺗم وﺟوﺑﺎ ﺣﺳب اﻟﺗرﺗﯾب اﻟﺗﺎﻟﻲ:
1ـ ـ ﺗﻼوة ﺗﻘرﯾر اﻟﻣﺳﺗﺷﺎر اﻟﻣﻘرر.
2ـ ـ إﺑداء اﻟﺧﺻوم أو ﻣﺣﺎﻣﯾﻬم ﻣﻼﺣظﺎﺗﻬم اﻟﺷﻔوﯾﺔ دﻋﻣﺎ ﻟﻣذﻛراﺗﻬم اﻟﻣﻛﺗوﺑﺔ ﻋﻧد اﻻﻗﺗﺿﺎء.
ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ أﻋوان اﻹدارة أو إﻟﻰ أي ﺷﺧص آﺧر ﺣﺎﺿر ﯾرﻏب أﺣد اﻟﺧﺻوم ﻓﻲ
ﺳﻣﺎﻋﻪ.
3ـ ـ اﻻﺳﺗﻣﺎع إﻟﻰ ﻣﺣﺎﻓظ اﻟدوﻟﺔ ٕواﺑداء اﻟﺗﻣﺎﺳﺎﺗﻪ(36) .
ﺑﻌدﻫﺎ ﺗﺣﺎل اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻟﻠﻣداوﻟﺔ اﻟﺳرﯾﺔ دون ﺣﺿور اﻷطراف وﻻ ﻣﺣﺎﻣﯾﻬم أو ﻣﺣﺎﻓظ اﻟدوﻟﺔ وﻻ
ﺣﺗﻰ أﻣﯾن اﻟﺿﺑط ،أي أن ﺗﻧﻔرد ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﺣﻛم اﻟﺛﻼﺛﯾﺔ ﻟﻠﺗداول واﻟﻬدف ﻣن ذﻟك ﻫو ﺿﻣﺎن ﻟﺣرﯾﺔ
اﻟﻘﺿﺎة ﻓﻲ اﻹدﻻء ﺑﺂراﺋﻬم وﺗﻛرﯾﺳﺎ ﻻﺳﺗﻘﻼﻟﯾﺗﻬم ) ،(37وﺿﻣﺎﻧﺎ ﻟﻧزاﻫﺔ اﻟﻘﺿﺎة ﻓﻘد أﻗر اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري ﺑﻌدم إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺗﻣدﯾد اﻟﻣداوﻟﺔ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرورة ﻟﺟﻠﺳﺗﯾن ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺗﯾن طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 271ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎﻟف اﻟذﻛر.
ﻟﯾﺗم ﺑﻌدﻫﺎ اﻟﻧطق ﺑﺎﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺔ ﻋﻠﻧﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل رﺋﯾس اﻟﺟﻠﺳﺔ ﺑﺣﺿور ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﺷﺎرﯾن
واﻷطراف وﯾﺟب أن ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﺑطﻼن:
-ﻋﺑﺎرة" :اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ:
ﺑﺎﺳم اﻟﺷﻌب اﻟﺟزاﺋري".
1ـ ـ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ أﺻدرﺗﻪ.
2ـ ـ أﺳﻣﺎء وأﻟﻘﺎب وﺻﻔﺎت اﻟﻘﺿﺎة اﻟذﯾن ﺗداوﻟوا ﻓﻲ اﻟﻘﺿﯾﺔ.
3ـ ـ اﺳم وﻟﻘب ﻣﻣﺛل ﻣﺣﺎﻓظ اﻟدوﻟﺔ أو ﻣﺳﺎﻋدﻩ.
4ـ ـ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧطق ﺑﺎﻟﻘرار.
5ـ ـ اﺳم وﻟﻘب أﻣﯾن اﻟﺿﺑط اﻟذي ﺣﺿر ﻣﻊ ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ اﻟﺣﻛم.
6ـ ـ أﺳﻣﺎء وأﻟﻘﺎب اﻟﺧﺻوم وﻣوطن ﻛل ﻣﻧﻬم وﺗﺳﻣﯾﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧوي وﻣﻘرﻩ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ
وﻣﻣﺛﻠﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ.
7ـ ـ أﺳﻣﺎء وأﻟﻘﺎب اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن.
8ـ ـ اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻋﺑﺎرة اﻟﻧطق ﺑﺎﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺔ ﻋﻠﻧﯾﺔ.
9ـ ـ اﻟطﻠﺑﺎت واﻟدﻓوع.
10ـ ـ ذﻛر اﻷﺳﺑﺎب.
11ـ ـ ﻣﻧطوق اﻟﺣﻛم :وﺗﻧﺣﺻر ﺳﻠطﺔ اﻟﻘﺎﺿﯾن اﻹداري ﻓﻲ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﺑﺈﺣدى
اﻟﺣﻠﯾن:
ـ ﺑﺎﻟرﻓض :إﻣﺎ رﻓض اﻟدﻋوى ﺷﻛﻼ ،أو ﻟﻌدم اﻟﺗﺄﺳﯾس.
ـ ﺑﺎﻟﻘﺑول :أي إﻟﻐﺎء اﻟﻘرار اﻹداري اﻟﻣطﻌون ﻓﯾﻪ ،دون أن ﯾﺄﻣرﻫﺎ ﺑﺗﻌدﯾل اﻟﻘرار(38) .
وﯾﺗم ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﺣﻛم اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ اﻟدﻋوى إﻣﺎ ﻋن طرﯾق اﻟﻣﺣﺿر اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ إﻟﻰ ﺟﻣﯾﻊ أطراف
اﻟدﻋوى أو ﻋن طرﯾق أﻣﺎﻧﺔ اﻟﺿﺑط ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣﺻول اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺗﯾن ﻣﻌﺎ ﻓﺎﻟﻌﺑرة ﻓﻲ ﺣﺳﺎب
اﻟﻣواﻋﯾد ﺑﺄﺳﺑﻘﯾﺔ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺻدرﻩ(39) .
وﻫذا ﻣﺎ ﻗﺿﻰ ﺑﻪ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻲ ﻗ اررﻩ اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2003/04/01ﺑﻘوﻟﻪ" :وﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﺗﺑﻠﯾﻎ آﺧر ﺻﺎدر ﻋن ﻣﺣﺿر ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻓﺈن اﻟﻌﺑرة ﺗﻛون ﺑﺄﺳﺑﻘﯾﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺗﺑﻠﯾﻎ
ﻣﻬﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﺻدرﻩ"(40) .
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻓﻲ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء
أﻟزﻣت اﻟﻣﺎدة 145ﻣن دﺳﺗور 1996ﻛل أﺟﻬزة اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺻﺎدرة ﻋن اﻟﻘﺿﺎء
ﻓﻲ ﻛل وﻗت وﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن وﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟظروف ،وﻫو ذاﺗﻪ اﻷﻣر اﻟذي ﻛرﺳﻪ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة
471ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ )اﻟﻣﻠﻐﻰ( ﺑﻘوﻟﻬﺎ" :ﯾﺟوز ﻟﻠﺟﻬﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﺑﻧﺎءا ﻋﻠﻰ طﻠب
اﻟﺧﺻوم أن ﺗﺻدر أﺣﻛﺎم ﺑﺗﻬدﯾدات ﻣﺎﻟﯾﺔ" ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﻲ وردت ﻋﺎﻣﺔ وﻣطﻠﻘﺔ ﺗﻣس اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻌﺎدي
واﻹداري ﻣﻌﺎ ،وﻣﻊ ذﻟك ﺳﺟل ﺗذﺑذﺑﺎ ﻓﻲ ﻣوﻗف اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ظل اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ
ﺑﺎﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﻓﺄﺣﯾﺎﻧﺎ ظﻬر ﻣوﻗﻔﻬﺎ اﻟﻣؤﯾد ﻟﻠﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻬدﯾدﯾﺔ وﻣﺛﺎﻟﻪ ﻗرارﻫﺎ اﻟﺻﺎدر ﺑﺗﺎرﯾﺦ
1995/05/14ﺑﻘوﻟﻬﺎ ..." :وأن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة رﻓﺿت اﻻﺳﺗﺟﺎﺑﺔ ﻟطﻠﺑﻪ ،أن ﻣﺳؤوﻟﯾﺔ اﻟﺑﻠدﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ
ﺑﺳﺑب ﻫذا اﻟﺗﻌﻧت اﺗﺟﺎﻩ ﻫذا اﻟﺳﯾد )ب .م( ﯾﺟب ﺗﻌوﯾﺿﻪ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻬدﯾدﯾﺔ"(41) .
ﻓﻲ ﺣﯾن ﺑدا ﻣوﻗﻔﻬﺎ اﻟﻣﻌﺎرض ﻟﺗطﺑﯾق اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻬدﯾدﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة وذﻟك ﻓﻲ
ﻗرارﻫﺎ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 1997/04/13ﺑﻘوﻟﻬﺎ ..." :ﺣﯾث أﻧﻪ ﻻ ﺳﻠطﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻋﻠﻰ ﺿوء اﻟﺗﺷرﯾﻊ
واﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ اﻟﺣﺎﻟﯾﯾن ﻓﻲ اﻟﺣﻛم ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﺑﻐراﻣﺔ ﺗﻬدﯾدﯾﺔ ﻹﺟﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻧﻔﯾذ
اﻟﻘ اررات اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﻣﻧطوق ﺑﻬﺎ ﺿدﻫﺎ").(42
أﻣﺎ ﻣوﻗف ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻓﻘد اﺳﺗﻘر ﻋﻠﻰ ﻋدم ﺟواز ﺗطﺑﯾق اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻬدﯾدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹدارات
اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺣﺎل اﻣﺗﻧﺎﻋﻬﺎ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم ) ،(43وﯾﻌﺗﻣد ﻫذا اﻟﻣوﻗف ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺟﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
1ـ ـ أن اﻣﺗﻧﺎع اﻹدارة ﯾﻌد ﺟرﯾﻣﺔ وﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻬدﯾدﯾﺔ ﺗﻌد ﻋﻘوﺑﺔ ﺟزاﺋﯾﺔ اﻷﻣر
اﻟذي ﻟم ﯾﻧظﻣﻪ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣراﻓﻌﺎت.
ﻏﯾر أن اﻟﻘﺿﺎة ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ أﺧطؤا ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻬدﯾدﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻘوﺑﺔ
ﺟزاﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﯾن ﻫﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻣن ﺳﺎﺋل ﺗﻧﻔﯾذ اﻷﺣﻛﺎم).(44
2ـ ـ ـ أﻧﻪ ﻻ ﯾدﺧل ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎص اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري اﻟﺿﻐط ﻋﻠﻰ اﻹدارة ٕواﺟﺑﺎرﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾذ
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة 471اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرﻫﺎ ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺗم اﻟرﺟوع ﻟﻠﻘﺿﺎء اﻹداري ﻣﺟددا ﻟطﻠب اﻟﺗﻌوﯾض
ﺟراء اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﺗﻧﻔﯾذ).(45
ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟﻣوﻗف ﯾﻌﺑر ﻋن ﻓﻬم ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﺣﻠﻪ ﻟﻠﻣﺎدة 471اﻟﺳﺎﻟف ذﻛرﻫﺎ واﻟﺗﻲ ﺟﺎءت
ﺑﺷﻛل ﻋﺎم وﻟم ﺗﺳﺗﺛﻧﻲ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري.
وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣوم ﻓﺈن اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗطﺑﯾق اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻬدﯾدﯾﺔ ﻹﺟﺑﺎر اﻹدارة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﻔﯾذ
ﺗﺗرﺗب ﻋﻧﻪ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺳﻠﺑﯾﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ(46) :
-1اﻟﺗﻘﻠﯾل ﻣن ﺷﺄن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ.
-2اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺄﺑرز ﻣﻌﺎﻟم دوﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧون.
-3اﻟﺣﻛم ﺑﻧﻔﺎذ اﺳﺗﻣ اررﯾﺔ ﻗرار إداري ﻏﯾر ﻣﺷروع.
-4اﻣﺗداد ﻋدم اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺧﺎرج دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء.
-5اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﻘواﻋد اﻟدﺳﺗورﯾﺔ.
وﺑﺎﻟﻧظر ﻟﻬذﻩ اﻟوﺿﻌﯾﺔ اﻟﻐﺎﻣﺿﺔ وأﻣﺎم اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﻣوﺟﻪ ﻣن اﻟﻘﺿﺎة وﻛذا رﺟﺎل اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ
اﻟدوﻟﺔ اﺳﺗﺟﺎب اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري وﻧظم أﺣﻛﺎم اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻬدﯾدﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ،
ﻓﻣﻧﺢ ﻟﻠﻣﺗﻘﺎﺿﯾن ﺣق اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗوﻗﯾﻊ اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻬدﯾدﯾﺔ ﺿد اﻹدارة ﻋﻧد اﻣﺗﻧﺎﻋﻬﺎ ﻋن ﺗﻧﻔﯾذ ﺣﻛم
ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻣﻬور ﺑﺎﻟﺻﯾﻐﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة ،980ﻛﻣﺎ أﺟﺎز ﻟﻪ اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺗﻌوﯾض ﻋن اﻟﺿرر
اﻟﻧﺎﺗﺞ ﺑﺷﻛل ﻣﺳﺗﻘل ﻋن اﻟطﻠب اﻷول ﺣﺳﺑﻣﺎ دﻟت ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺎدة 982ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ،وﺑذﻟك ﯾﺿﻊ
اﻟﻣﺷرع ﺣدا ﻟظﺎﻫرة اﻻﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﻣن ﻗﺑل اﻹدارة اﻟﺗﻲ اﺗﺳﻊ ﻧطﺎﻗﻬﺎ ﻓﻲ ظل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻘدﯾم ﺑﻣﺎ
ﯾﻌزز ﻣن ﻗوة وﻗﯾﻣﺔ اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻹدارﯾﺔ ،وﯾﺧﻔف اﻟﻌبء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﻲ ﻣن اﻟﻌودة
ﻣﺟددا ﻟﻠﻘﺿﺎء ﻟطﻠب اﻟﺗﻌوﯾض.
اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ:
ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻌرض اﻟﻣوﺟز ﻟدﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ ظل ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ
واﻟذي ﯾﻌد ﻧﻘﻠﺔ ﻧوﻋﯾﺔ ﻓﻲ ظل ﺗطوﯾر ﻧظﺎم اﻻزدواﺟﯾﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﺗم ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
اﻹﯾﺟﺎﺑﯾﺎت:
1ـ ـ ﺗﻌزﯾز ﺿﻣﺎﻧﺎت اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸﻓراد ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ اﻟﻘ اررات ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻣن ﺧﻼل
ﺗﻣﻛﯾن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻹداري ﻣن ﻣطﺎﻟﺑﺔ اﻹدارة ﺑﺗﻣﻛﯾن اﻟﻣدﻋﻲ ﻣن ﻧﺳﺧﺔ ﻣن اﻟﻘرار اﻹداري ﻣﺣل اﻟطﻌن.
2ـ ـ أن اﻟﺗظﻠم اﻹداري أﺻﺑﺢ ﺟوازﯾﺎ ﺳواء أﻣﺎ اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ أو ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
وﺟود ﻧص ﺧﺎص ،وﻓﻲ ذﻟك ﺗﺑﺳﯾط ﻹﺟراءات اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ وﺗﯾﺳﯾر ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻧظ ار ﻟﺗﺧﻔﯾف
اﻟﻘﯾود اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن.
3ـ ـ ﺗوﺳﯾﻊ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ ظل ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾوﺳﻊ ﻣن ﻧطﺎق
رﻗﺎﺑﺔ اﻹدارة .
4ـ ـ ﺗوﺣﯾد ﻣواﻋﯾد رﻓﻊ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ وﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﺟﻧب
اﻟﻣﺗﻘﺎﺿﯾن اﻟﺧﻠط ﻓﻲ ﺣﺳﺎﺑﻬﺎ.
5ـ ـ ـ اﺷﺗراط اﻟﺗﻣﺛﯾل ﺑﻣﺣﺎم ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻘﺎﺿﯾن ﻧظ ار ﻟﺧﺻوﺻﯾﺔ ودﻗﺔ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ،
ﻓﺎﻟﻣﺣﺎﻣﻲ ﻟﻪ ﻣؤﻫل ﻋﻠﻣﻲ ﯾﻣﻛﻧﻪ ﻣن ﺧوض ﻣﺛل ﻫذﻩ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت.
6ـ ـ إﻟﻐﺎء إﺟراء اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ دﻋﺎوى اﻹﻟﻐﺎء ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻗﺑول اﻟﺗﺻﺎﻟﺢ إذا ﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺑﻘرار
ﻏﯾر ﻣﺷروع.
7ـ ـ ﻓرض اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻬدﯾدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹدارة ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ أﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ﯾﻌزز ﻓﻲ ﻣﺻداﻗﯾﺔ
اﻷﺣﻛﺎم وﯾﺿﻊ ﺣدا ﻟﺗﻌﻧت وﺗﻌﺳف اﻹدارة.
اﻟﺳﻠﺑﯾﺎت واﻟﺗوﺻﯾﺎت:
أﺛر اﻟﻣﻌﯾﺎر اﻟﻌﺿوي ﺑﺻﯾﺎﻏﺗﻪ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣق اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﺿد أﻋﻣﺎل اﻹدارة
ﻧظ ار ﻟﻛﺛرة اﻟﺗﺻﻧﯾﻔﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ إﻋﺎدة ﺻﯾﺎﻏﺔ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 800ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻼءم واﻟﺗﺻﻧﯾف اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻓﻲ
ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘواﻧﯾن.
ـ ـ ﻋدم وﺿوح ﻣوﻗف اﻟﻣﺷرع ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺄﻫﻠﯾﺔ ﺗﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻹدارﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﻣرﻛزة ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻟوﻻﯾﺔ ﺧﺎﺿﻪ ﻓﻲ ظل ﺗﻧﺎﻗض اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ.
ـ ـ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻣﺑدأ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻋﻠﻰ درﺟﺗﯾن ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﺧﺗﺻﺎص ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ اﻻﺑﺗداﺋﻲ
واﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﻓﻲ دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ،ﻛﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺑﻌد اﻟﻣﺟﻠس ﻋن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻣﺗﻪ اﻷﺻﻠﯾﺔ وﻫﻲ ﺗوﺣﯾد اﻻﺟﺗﻬﺎد
اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻹدارﯾﺔ ،ﻟذﻟك ﻓﻣن اﻷوﻟﻰ ﺧﺿوع اﻟطﻌن ﺑﺎﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ ﻗ اررات اﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ
ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ﺑﺎﻟﻌﺎﺻﻣﺔ.
ـ ـ ـ ﺗﻌزﯾز دور ﻣﺣﺎﻓظ اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ﻣﻣﺛﻼ ﻟﻠﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻟﯾس ﻣﺳﺎﻧدا ﻟﻺدارة.
وﻣﻊ ذﻟك ﯾﺑﻘﻰ ﺗوﺟﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ظل ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل
ﺗﻧظﯾﻣﻪ ﻟدﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﺗوﺟﻬﺎ ﯾﺣﻣد ﻋﻠﯾﻪ ﻷﻧﻪ ﺣﺎول ﻗدر اﻹﻣﻛﺎن اﻟﻌدول ﻋن اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺛﻐرات
اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ اﻟظل اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻘدﯾم ،ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﺟﺎﺑﺗﻪ ﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣطﺎﻟﺑﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ واﻟﻔﻘﻬﯾﺔ ،وﯾﺑﻘﻰ
ﺑﺎب اﻟﺗﻌدﯾل ﻣﻔﺗوﺣﺎ ﺿﻣﺎﻧﺎ ﻹرﺳﺎء ﻣﺑﺎدئ اﻟﻌداﻟﺔ واﻟﻣﺳﺎواة أﻣﺎم
اﻟﻘﺎﻧون وﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻣﺑدأ اﻟﻣﺷروﻋﯾﺔ.
اﻟﻬواﻣش:
1
- Delaubadere (A), Venezia (j .c.) ,Gaudement (y.) ,Traité de droit administratif, G. D. ,
Paris ,1999 ,p.536 .
- 2د .ﺳﻠﯾﻣﺎن ﻣﺣﻣد اﻟطﻣﺎوي ،اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،دراﺳﺔ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ،دار اﻟﻔﻛر اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟﻘﺎﻫرة ،1985 ،ص .151
-3د .ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،2009 ،ص . 48
-4اﻷﻣر 154/66اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 8ﺟوان 1966اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم )ﻣﻠﻐﻰ(.
-5د .ﻣﺣﻣد ﻓؤاد ﻣﻬﻧﺎ ،ﻣﺑﺎدئ وأﺣﻛﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻹداري ﻓﻲ ﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻣﺻر اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺷﺑﺎب اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ ،اﻟﻘﺎﻫرة 1973 ،ص
.670
-6ﻗرار اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،1984/01/07 :ﻗﺿﯾﺔ ي.ﺑﺿد وزﯾر اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋﯾﺔ ،اﻟﻌدد ،1995 ،2
ص.43
-7ﻗرار ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،رﻗم ،002871ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2001/11/12ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﻌدد ،2002 ،1ص .143
-8د.ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .83
-9ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ،رﻗم ،117973اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ،1994/07/24ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﻌدد ،1ص .73
ﻗرار ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،رﻗم ،024638اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ،2006/06/28ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،ﻋدد ،2006 ،08ص.221 -
-10د .ﻣﺳﻌود ﺷﯾﻬوب ،اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ ،اﻟطﺑﻌﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ،2009 ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ،
اﻟﺟزاﺋر ،ص.304
-11د .ﻋﺑد اﻟﻐﻧﻲ ﺑﺳﯾوﻧﻲ ﻋﺑد اﷲ ،اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري ،ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف ،ﻣﺻر ،1996 ،ص .498
رﺷﯾد ﺧﻠوﻓﻲ ،ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ،دﯾوان اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2005 ،ص 246وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ. -
-12د .ﻋﯾﺎض ﺑن ﻋﺎﺷور ،اﻟﻘﺿﺎء اﻹداري وﻓﻘﻪ اﻟﻣراﻓﻌﺎت اﻹدارﯾﺔ ،ﻣرﻛز اﻟﻧﺷر اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ،2006 ،ص.198
-13د .ﻣﺳﻌود ﺷﯾﻬوب ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .311
-14د .ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.86
(15)- Delaubadere (A .),op.cit,p.516.
-16اﻟﻣﺎدة 459ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ»:ﻻ ﯾﺟوز ﻷﺣد أن ﯾرﻓﻊ دﻋوى أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء م ﻟم ﯾﻛن ....وﻟﻪ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ ذﻟك".
-17وﻫذا ﻣﺎ ظﻬر ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن ﻗ اررات ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻧذﻛر ﻣﻧﻬﺎ :
-ﻗرار ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،رﻗم 182149اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ ،2000/02/14ﻣدﯾرﯾﺔ اﻷﺷﻐﺎل اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس
اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﻌدد ،1ص.107
-ﻗرار ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2004/01/20ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻣدﯾرﯾﺔ اﻟﺳﻛن ،ﻧوﯾوة ﻋﺑد اﻟﻌزﯾز ،اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ،ﺗطورﻫﺎ
وﺧﺻﺎﺋﺻﻬﺎ ،ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﻌدد ،08ص . 95
)-(18اﻟﻣﺎدﺗﯾن 907-829ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ.
) -(19ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص . 164
) -(20ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ،رﻗم ،97434ﺑﺗﺎرﯾﺦ » : 1992/11/22ﺣﯾث إن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣواﻋﯾد اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون ﺗﺣﺳب ﻛﺎﻣﻠﺔ أي ﺗﺳري إﺑﺗداءا ﻣن اﻟﯾوم اﻟﻣواﻟﻲ اﻟذي ﯾﺗم ﻓﯾﻪ إﺟراء اﻟﻧﺷر أو ﺗﺑﻠﯾﻎ اﻟﻘرار وﺗﻧﻘﺿﻲ ﺑﺂﺧر ﯾوم ﻣن
اﻟﺷﻬر اﻟذي ﯾﻌﻘب ذﻟك اﻟﯾوم «.
) -(21اﻟﻣﺎدة 02ﻣن اﻟﻣرﺳوم اﻟرﺋﺎﺳﻲ 247/15اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 2015/09/16اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﻧظﯾم اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ وﺗﻔوﯾﺿﺎت
اﻟﻣرﻓق اﻟﻌﺎم.
) -(22اﻟﻣﺎدة 32ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 05-99اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 4أﺑرﯾل 1999اﻟﻣﺗﺿﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗوﺟﯾﻬﻲ ﻟﻠﺗﻌﻠﯾم اﻟﻌﺎﻟﻲ اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم»:ﺗﻌﺗﺑر
اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ ذات اﻟطﺎﺑﻊ اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ واﻟﻣﻬﻧﻲ ﻣؤﺳﺳﺔ وطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﻌﻠﯾم ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺎﻟﺷﺧﺻﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧوﯾﺔ واﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺎﻟﻲ«.
) -(23د.ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﻘﺳم اﻷول ،اﻹطﺎر اﻟﻧظري ﻟﻠﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ،ﺟﺳور ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
اﻟﺟزاﺋر ،2013،ص.248،249
) -(24اﻟﻣﺎدة 134ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺑﻠدﯾﺔ»:ﯾﻣﻛن ﻟﻠﺑﻠدﯾﺔ أن ﺗﺳﺗﻐل ﻣﺑﺎﺷرة ﻣﺻﺎﻟﺢ ﻋﻣوﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﺷﻛل اﺳﺗﻐﻼل ﻣﺑﺎﺷر ،ﺗﻘﯾد اﻹﯾرادات
واﻟﻧﻔﻘﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻟﻣﯾزاﻧﯾﺔ اﻟﺑﻠدﯾﺔ«.
) -(25د.ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،اﻟﻣرﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎزﻋﺎت اﻹدارﯾﺔ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.232
) -(26ﻗرار ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،2010-09-28رﻗم ،062648ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﻌدد ،10ص .168
) -(27اﻟﻣرﺳوم اﻟﺗﻧﻔﯾدي 356-98اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 14ﻧوﻓﻣﺑر 19998اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾق اﻟﻘﺎﻧون.02-98
) -(28د.ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص - .93 ،92د .ﻣﺳﻌود ﺷﯾﻬوب ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 291وﻣﺎ
ﺑﻌدﻫﺎ.
) -(29اﻟﻣﺎدة 824-823ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ.
) -(30اﻟﻣﺎدة 839-838ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ.
) -(31ﺑن ﺻﺎوﻟﺔ ﺷﻔﯾﻘﺔ ،اﻟﺻﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻹدارﯾﺔ ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2006 ،ص.99
) -(32اﻟﻣواد ،858،860،861،863،863،889، 844ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ.
) -(33د ،ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 160وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ -.رﺷﯾد ﺧﻠوﻓﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .194
) – (34د.ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .162
) -(35اﻟﻣﺎدة 144ﻣن اﻟدﺳﺗور ،اﻟﻣﺎدة 07ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ.
) -(36ﻗرار اﻟﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌﻠﯾﺎ ،اﻟﻐرﻓﺔ اﻹدارﯾﺔ ،رﻗم ،66598ﺑﺗﺎرﯾﺦ " :1989/12/30ﻣن اﻟﻣﻘرر ﻗﺎﻧوﻧﺎ أن ﺳﻣﺎع اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ
اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻹدارﯾﺔ ﯾﻛون ﺑﻌد ﺳﻣﺎع اﻷطراف وﻣن ﺛم ﻓﺈن اﻟﻘﺿﺎء ﺑﻣﺎ ﯾﺧﺎﻟف ﻫذا اﻟﻣﺑدأ ﯾﻌد ﺧرﻗﺎ ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﺟوﻫرﯾﺔ ﻟﻺﺟراءات" ،د.
ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .342
) -(37اﻟﻣﺎدة 269ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،واﻟﻣﺎدة 03ﻣن اﻟﻘﺎﻧون 02-98اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣﺣﺎﻛم اﻹدارﯾﺔ.
) -(38ﻗرار ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﻐرﻓﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ،5638 ،ﺑﺗﺎرﯾﺦ 2002/07/15ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﻌدد ،3ص .161
) -(39اﻟﻣﺎدة 895-894ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ.
) -(40ﻗرار ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،رﻗم ،3164ﺑﺗﺎرﯾﺦ ،2003/04/01د .ﻣﺣﻣد اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻠﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .349
) -(41ﻟﺣﺳﯾن ﺑن اﻟﺷﯾﺦ أن ﻣﻠوﯾﺎ ،اﻟﻣﻧﺗﻘﻰ ﻓﻲ ﻗﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﺟزء اﻷول ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2002 ،ص .33
) -(42ـﺣﻣدي ﺑﺎﺷﺎ ﻋﻣر ،ﻣﺑﺎدئ اﻻﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻹﺟراءات اﻟﻣدﻧﯾﺔ ،دار ﻫوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،2000 ،ص .25
) -(43ﻗرار ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﻐرﻓﺔ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ،رﻗم ،14989ﻣؤرخ ﻓﻲ ،2003/04/08ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﻌدد ،2003 ،03ص
.177
) -(44رﻣﺿﺎن ﻏﻧﺎي ،ﻋن ﻣوﻗف ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ﻣن اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻬدﯾدﯾﺔ ،ﻣﺟﻠﺔ ﻣﺟﻠس اﻟدوﻟﺔ ،اﻟﻌدد ،2003 ،4ص .145
) -(45ﻟﯾﻠﻰ زروﻗﻲ ،ﻧﺷرة اﻟﻘﺿﺎة ،و ازرة اﻟﻌدل ،اﻟﻌدد ،54ص .187
) -(46د .ﻋﻣﺎر ﺑوﺿﯾﺎف ،دﻋوى اﻹﻟﻐﺎء ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص 220وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ.