You are on page 1of 3

‫الدرس الثاني‬

‫الدين كمصدر من مصادر‬


‫القانون في العالم القديم‬
‫‪ -1‬تعريف الدين والعوامل التي ادت الى اختالطه بالقانون‬
‫‪ -2‬العوامل التي ادت الى اختالط الدين بالقانون‬
‫‪ -3‬النتائج المترتبة عن ارتباط القواعد القانونية بالقواعد الدينية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -1‬تعريف الدين والعوامل التي ادت الى اختالطه بالقانون‬
‫يقصد بالدين مجموعة المبادئ الموحى بها من عند هللا إلى عباده لتنظيم عالقة المرء‬
‫بربه(العبادات)‪ ،‬او عالقة المرء بنفسه او بغيره من اقرانه(المعامالت)‪ ،‬فالدين بهذا المفهوم يضبط‬
‫سلوك الفرد و افعاله‪ ،‬وعلى هذا الساس يقوم الضبط الديني على العتقاد و اإليمان بالمور الغيبية‬
‫المجردة(التوجيه اللهي) دون البحث عن صحتها وإقامة الدليل عليها بوسائل عقلية‪.‬‬

‫‪ -2‬العوامل التي ادت الى اختالط الدين بالقانون‬


‫‪ -‬اضمحالل اللجوء الى القوة كوسيلة لتحقيق الضبط االجتماعي‪ ،‬فبات المصدر الديني اساس بناء‬
‫القواعد القانونية‪ ،‬واصبح القانون مجرد احكام قضائية صادرة عن رجال الدين‪.‬‬
‫‪ -‬المصدر المشترك بين الدين والقانون(المصدر اال لهي) حيث كان في القديم لكل اسرة دين (عبادة‬
‫آ‬
‫السالف) وكان رب السرة يملك السلطة الدينية وهو الوسيط بين ال لهة والناس يخبرهم بمشيئة‬
‫آ‬
‫السالف‪ ،‬وعند ظهور المجتمع السياسي المنظم (قبيلة‪ ،‬عشيرة‪ ،‬مدينة‪ ،‬دولة) اصبحت عبادة ال لهة‬
‫العامة التي يشترك فيها سكان المدينة‪ ،‬وبات ارباب الكيانات الجتماعية رؤساء دينيين يتولون‬
‫الفصل بين المتخاصمين‪ ،‬كما يستنبطون ويفسرون الحكام القانونية باعتبارهم وسطاء بين الناس‬
‫آ‬
‫و ال لهة‪.‬‬
‫‪ -‬العامل االجتماعي القائم على اعتبار القانون ظاهرة اجتماعية وضرورة حتمية وقواعد سلوك اجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬العامل النفسي القائم على العتقاد بوجود قدرة إلهية وخالق قوي يمتثل لوامره ونواهيه‪ ،‬عبر سيطرة‬
‫سلطان الدين على النفوس والضمائر البشرية دون مناقشة وتفكير‪.‬‬

‫‪ -3‬النتائج المترتبة عن ارتباط القواعد القانونية بالقواعد الدينية‬


‫‪ -‬الطابع الديني للجزاء‪ :‬إذ ان اي مخالفة للقواعد القانونية تعد مخالفة دينية يستحق مرتكبها جزاء دينيا‬
‫كالطرد من الرحمة اإللهية‪ ،‬ولعنة رجال الدين‪ ،‬والحرمان من دخول الماكن المقدسة وممارسة‬
‫الطقوس والشعائر‪ ،‬والحرمان من الدفن‪.‬‬
‫‪ -‬سيادة الشكلية كشرط لصحة التصرف القانوني في إنشاءه او تعديله‪ ،‬او انقضاء حق او مركز قانوني‪،‬‬
‫إذ يستوجب مثال اشتراط اإلشهاد في العقود الشكلية‪ ،‬واشتراط عقد الزواج في المعبد وعلى يد كاهن‬
‫مع التلفظ بعبارات خاصة‪ ،‬و اشتراط مراسم معينة لتتويج الملك من قبل رجال الدين‪.‬‬
‫‪ -‬جمود القواعد القانونية و عدم قابليتها للتعديل باعتبارها مقدسة تؤول إلى البدية‪ ،‬مما جعلها‬
‫بالتدريج غير متوافقة مع مستجدات الواقع الجتماعي وتطوراته‪.‬‬
‫‪ -‬سرية القواعد القانونية مثل التعاليم الدينية‪ ،‬يستاثر بها رجال الدين والكهنة في سجالتهم الخاصة‬
‫وك تبهم المقدسة‪ ،‬يحتكرون التفكير في مسائل الكون والعقيدة‪ ،‬والعلم بها وتفسيرها ونشرها وتحديد‬
‫طريقة تطبيقها‪ ،‬مما ساهم في تعزيز مركزهم داخل المجتمع‪ ،‬وسمو مكانتهم باعتبارهم واسطة بين‬
‫آ‬ ‫آ‬
‫ال لهة والبشر الخرين‪ ،‬يمتلكون حصرا القدرة على التصال بها وهذا ادى بالتدريج لمتالكهم قوة سهلت‬
‫من تقوية سلطتهم المادية والمعنوية اتجاه الملك واتجاه الشعب‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬وسائل االثبات في العالم القديم ببدائيتها بسبب ارتباطها بالمعتقدات الدينية والممارسات الطقوسية‬
‫بمفهوم المحاكمات اإللهية التي يتولى فيها الكهنة دور القضاة ويشرفون على سير المحاكمة‪ ،‬ك تطبيق‬
‫إجراءات االختبار النهري وعدم النجاة إل بتدخل العناية اإللهية التي تقف مع صاحب الحق والمظلوم‪.‬‬
‫‪ -‬اعتبار الدين معيار للتمييز بين الوطني واالجنبي‪ -‬خالفا لما هو سائد اليوم فالمعيار هو الجنسية‬
‫كرابطة سياسية و قانورنية بين الفرد ودولته‪ -‬وهذا معناه ان الجنبي هو من ل يؤمن بالعقيدة السائدة‬
‫في المجتمع ول يدين بدين البلد ‪ ،‬وبالتبعية ل يخاطب بقوانينها ول يتمتع بحمايتها‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل مبدا شخصية القوانين باعتبارها ل تخاطب إل المؤمنين بدين هذا المجتمع‪.‬‬

‫‪3‬‬

You might also like