You are on page 1of 39

‫مجزوءة‪ :‬التحفيظ‬ ‫ماستر‪ :‬قانون المنازعات‬

‫العقاري‬
‫الفصل الثامن‬

‫‪:‬‬ ‫عرض تحت عنوان‬

‫الطعن في قرارات المحافظ على األمالك‬


‫العقارية‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬


‫من إعداد الطلبة‪:‬‬
‫‪ ‬ذ‪ .‬عبد العالي الدقوقي‬ ‫‪ ‬كموني عبد‬
‫الرحمان‬
‫‪‬عبد الحي‬
‫العموري‬
‫‪‬محمد حمزة‬
‫دادة‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2020/2019‬‬
‫مقدمة‬

‫إن األهمية التي أصبحت تحتلها الثروة العقارية ال تخفى على أحد‪ ،‬لذلك يسارع مختلف‬
‫المتدخلين إلى ضبط اآلليات الكفيلة للتحكيم في العقار بصفة عامة‪ ،‬وعيا من الكل بأنه يعتبر‬
‫حاليا قطب الرحى في أي عملية استثمارية‪ ،‬لذلك تسارع الجهات المعنية الخطى لتطهير الرصيد‬
‫العقاري‪ ،‬والحد من ظاهرة االستيالء على أمالك الغير‪.1‬‬

‫تعتبر التعديالت التي جاء بها القانون ‪ 214.07‬والمتعلق بالتحفيظ العقاري من أنجع‬
‫الوسائل التي تضمن استمرارية نجاعة تأمين الملكية العقارية و تعبئتها لتحقيق التنمية‬
‫االقتصادية و االجتماعية و تشجيع االستثمار من خالل تسريع و تبسيط اإلجراءات المتعلقة‬
‫بالتحفيظ العقاري و توفير حماية قوية لحق الملكية‪ ،‬و ذلك مع الحفاظ على المبادئ األساسية‬
‫للنظام المذكور و على رأسها مبدأ الصفة النهائية للرسم العقاري و مبدأ التوازن بين اإلشهار‬
‫الموسع لإلجراءات و مبدأ التطهير القانوني و المادي للعقار‪ ،‬و مبدأ األثر اإلنشائي و القوة‬
‫الثبوتية للتقييدات المنجزة بالرسم العقاري‪.‬‬

‫إذا كانت هذه التعديالت في مجملها انصبت على اإلجراءات الموضوعية و المسطرية‬
‫لحماية حق الملكية فإن جانب هاما من مسطرة التقاضي و اختصاص المحاكم لحقته تعديالت‬
‫أساسية همت توزيع االختصاص بين المحاكم االبتدائية و المحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫وهكذا فإن األصل العام‪ -‬و الذي حافظت عليه تعديالت التحفيظ العقاري‪ -‬في القرارات‬
‫التي يصدرها المحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬سواء في المعيار الموضوعي أو المادي أنها‬
‫قرارات إدارية لصدورها عن سلطة إدارية و ارتباطها بتسيير المرفق العام‪ 3‬الذي يشرف‬

‫‪ - 1‬عبد العالي الدقوقي‪" :‬نظام التحفيظ العقاري بالمغرب بين النظرية والتطبيق‪-‬دراسة في االجتهاد القضائي واالداري‪ ،"-‬مطبعة النجاح‬
‫الجديدة‪ ،2020 ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص‪.9 :‬‬
‫‪ - 2‬لظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 12( 1331‬أغسطس ‪ )1913‬المتعلق بالتحفيظ العقاري كما وقع تعديله و تتميمه بالقانون رقم‬
‫‪ 14.07‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.177‬في ‪ 25‬من ذي الحجة ‪ 22( 1432‬نوفمبر ‪.)2011‬‬
‫‪ - 3‬ينص الفصل األول من القانون رقم ‪ 58.00‬المحدث للوكالة الوطنية للمحافظ العقارية والمسح العقاري بأن الوكالة مؤسسة‬

‫‪1‬‬
‫عليها‪ ،‬فالمعيار العضوي يهتم بالجهة التي أصدرت القرار‪ ،‬و فيما يهتم المعيار المادي بمضمون‬
‫القرار و موضوعه‪ ،‬كما تتوفر فيها خصائص القرار اإلداري باعتبارها قرارات إدارية نافذة في‬
‫حد ذاتها و مؤثرة في المراكز القانونية للمعنيين به‪ ،‬و بالتالي فإن الطعن فيها يكون من حيث‬
‫المبدأ عن طريق سلوك دعوى اإللغاء التي تختص بالنظر فيها المحاكم اإلدارية‪ ،‬باعتبارها‬
‫صاحبة الوالية العامة بالبث في جميع طلبات اإللغاء الموجهة ضد القرارات اإلدارية استنادا إلى‬
‫مقتضيات المادتين ‪ 8‬و ‪ 20‬من القانون رقم ‪ ، 490.41‬إال ما ارتأى المشرع استثناءه بنص‬
‫صريح من خالل جعل بعض القرارات رغم طبيعتها اإلدارية تخرج عن اختصاص القضاء‬
‫اإلداري ثم اسند االختصاص بشأنها إلى المحاكم العادية‪ ،‬ذلك رغبة من المشرع في توحيد‬
‫الجهة القضائية التي تختص بالنظر في منازعات التحفيظ العقاري من منطلق أن القاضي العادي‬
‫هو القاضي الطبيعي للعقار‪.‬‬

‫وهكذا اعتبرت محكمة النقض أن المحافظ على الملكية العقارية يعتبر سلطة إدارية و أن‬
‫القاعدة العامة هي جواز الطعن في قرارات المحافظ أما القضاء اإلداري و االستثناء هو ما ورد‬
‫في الفصل ‪ 96‬من ظهير التحفيظ العقاري‪.5‬‬

‫ومما ال شك فيه أن ظهير التحفيظ العقاري ‪ 14.07‬على مستوى توزيع االختصاص بين‬
‫المحاكم االبتدائية و المحاكم اإلدارية يؤكد أن المشرع حافظ على التوازن في االختصاص بين‬
‫الجهتين و إن قام بنقل بعض االختصاصات لجهة على حساب جهة أخرى‪ ،‬بغية توحيد جهة‬
‫االختصاص أصيل في مادة المنازعات اإلدارية بصرف النظر عن محلها‪ ،‬و اختصاص المحاكم‬
‫االبتدائية كاختصاص استثنائي و محصور‪ ،‬لقد ساهم توزيع االختصاص في تشتيت ذهن‬
‫المتقاضين و ترددهم بين القضاء المختص مما أضعف مبدأ األمن القانوني و القضائي ألن أكثر‬
‫من نصف الطعون يقضى فيها بعدم االختصاص من كلتا الجهتين‪.‬‬
‫عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي‪.‬‬
‫‪ - 4‬ظهير شريف رقم ‪ 1.91.225‬صادر في ‪ 22‬من ربيع األول ‪10(1414‬سبتمبر‪ )1993‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 41.90‬المحدث بموجبه‬
‫محاكم إدارية‪.‬‬
‫‪ - 5‬قرار بتاريخ ‪ 1997/10/09‬تحت رقم ‪ 1424‬الملف اإلداري عدد ‪ 97/1/5/1240‬منشور بمجلة االشعاع‪ ،‬العدد ‪ 20‬دجنبر ‪.1999‬‬

‫‪2‬‬
‫وتزداد أهمية وصعوبة معالجة هذا الموضوع‪,‬من خالل تشتت النصوص القانونية‬
‫المنظمة للطعون‪ ,‬وغموض بعض مقتضياتها‪,‬وكذلك من خالل تأثيرات واقعية على القرارات‬
‫التي يتخذها المحافظ‪ ,‬وتفاعل القضاء معها‪.‬و كذلك من خالل الخصوصيات التي تتميز بها‬
‫قراراته‪ ،‬فعلى الرغم من كونها تعتبر قرارات إدارية‪ ,‬إال أن المشرع أخضع البعض منها‬
‫للطعن أمام القضاء العادي‪.‬‬

‫لهذا يعالج هذا الموضوع إشكالية محورية مفادها‪ :‬كيف عالج المشرع المغربي طبيعة‬
‫القرارات الصادرة عن المحافظ؟ هل اعتبرها قرارات إدارية أم عادية؟‬

‫تتفرع عن هذه اإلشكالية جملة من التساؤالت‪:‬‬

‫ما هي القرارات القابلة للطعن؟‬ ‫‪-‬‬

‫متى يكون االختصاص للقضاء العادي؟‬ ‫‪-‬‬

‫متي يعود االختصاص للقضاء اإلداري؟‬ ‫‪-‬‬

‫ما الغاية التي جعلت المشرع يحافظ على ازدواجية االختصاص في الطعن على قرارات‬ ‫‪-‬‬
‫المحافظة؟‬

‫و لإلجابة عن هذه التساؤالت سوف يتم تقسيم الموضوع إلى ما يلي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الطعن في قرارات المحافظ العقاري أمام القضاء العادي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الطعن في قرارات المحافظ العقاري بالتظلم أمام القضاء اإلداري‬

‫‪3‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الطعن في قرارات المحافظ العقاري أمام المحاكم العادية‪.‬‬
‫يقوم المحافظ العقاري بدور مهم‪ ،‬سواء على مستوى مسطرة التحفيظ أو على مستوى‬
‫التقييدات و التشطيبات التي تهم الحقوق العينية و التقييدات االحتياطية‪ ،‬فالمحافظ العقاري له‬
‫سلطة إدارية مختصة‪ ،‬لكونه يملك الحرية الكاملة في اتخاذ القرارات بشأن هذه الطلبات فيمكن‬
‫له أن يقبل بها أو يرفضها‪ .6‬باستقرائنا لمقتضيات ظهير التحفيظ العقاري نالحظ أن المحافظ‬
‫العقاري قد يصدر قرارات هامة بمناسبة قيامه بالمهام المنوطة به‪ ،‬و في هذا اإلطار يمكن‬
‫للمتضررين ممارسة حق الطعن أمام المحاكم االبتدائية في الحاالت التي تدخل ضمن‬
‫اختصاصها‪ .‬و لهذا سنعرض لمسألة الطعن في أهم القرارات و أكثرها شيوعا في الممارسة‬
‫العملية سواء الصادرة أثناء جريان مسطرة التحفيظ (الفقرة األولى)‪ ،‬أو بعد تأسيس الرسم‬
‫العقاري (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الطعن في قرارات المحافظ الصادرة خالل مسطرة التحفيظ‬


‫من أهم القرارات السلبية التي يتخذها المحافظ العقاري أثناء جريان مسطرة التحفيظ هو‬
‫قرار رفض مطلب التحفيظ‪ ،‬و الذي يكون قابل للطعن القضائي طبقا لمقتضيات الفصل ‪37‬‬
‫مكرر و الذي ينص على "يجب على المحافظ على األمالك العقارية في جميع الحاالت التي‬
‫يرفض فيها طلبا للتحفيظ أن يعلل قراره ويبلغه لطالب التحفيظ‪ .‬يكون هذا القرار قابال للطعن‬
‫أمام المحكمة االبتدائية التي تبت فيه مع الحق في االستئناف‪ ،‬وتكون القرارات اإلستئنافية قابلة‬
‫للطعن بالنقض"‪ .‬و قد تم تأكيد هذا التعليل بواسطة الفصل ‪ 10‬من القرار الوزاري المؤرخ في‬
‫‪ 3‬يونيو‪ ،1915‬حيث نص على أنه‪" :‬في حالة ما إذا رفض المحافظ أن يحفظ عقار كال أو‬
‫بعضا‪ ،‬أو يشطب عليه بالسجالت العقارية‪ ،‬فإن قراره يجب أن يكون معلال و أن يبلغ لطالب‬
‫التحفيظ بدون تأخر"‪.‬‬

‫‪ - 6‬فوزية الغاشي‪ " :‬قرارات المحافظ على الملكية العقارية بين إمكانية الطعن وحق التعويض"‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية السويسي بالرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2011/2010:‬الصفحة‪.10.‬‬

‫‪4‬‬
‫و في الحالة التي يكون فيها تعليل المحافظ على األمالك العقارية برفض مطلب التحفيظ‬
‫مبنيا على حكم قضائي‪ ،‬فإن األمر ال يطرح أية صعوبة في وجهه "أي المحافظ" حيث يكتفي‬
‫باإلشارة إلى هذا الحكم‪ ،7‬و رفض التحفيظ في الحاالت األخرى ينبغي أن يكون معلال و مبنيا‬
‫على أساس‪ ،‬ألنه يخضع للطعن لدى السلطة القضائية المختصة‪.8‬‬

‫وتجدر اإلشارة أن هذا المقتضى" الفضل ‪ 37‬مكرر" جاء بعبارة جديدة "في جميع‬
‫الحاالت" تستغرق جميع حاالت رفض التحفيظ ألي سبب كان‪ ،‬و التي أصبحت جميعها من‬
‫اختصاص المحاكم االبتدائية والتي ال تشاركها فيه بأي وجه من الوجوه المحاكم اإلدارية‪ ،‬على‬
‫خالف المقتضى السابق (الفصل ‪ 96‬في صيغته القديمة و المنسوخة)‪ ،‬الذي كان يحصر‬
‫اختصاص المحاكم االبتدائية على حالتي رفض التحفيظ إما لعدم صحة الطلب أو عدم كفاية‬
‫الرسوم‪ ،‬وتظهر أهمية هذا التعديل في كونه سيساهم في توحيد االختصاص لصالح جهة القضاء‬
‫العادي في هذا المجال‪ ،‬للقضاء على ازدواجية االختصاص لتسهيل عمل المتقاضين بالقاعدة‬
‫القانونية المسطرية وضمان وضوحها و رسوخها للحفاظ على األمن القانوني و القضائي‪.9‬‬

‫كما أن هذا المقتضى يعد من الضمانات المهمة التي جاء بها القانون رقم ‪ 14.07‬المغير‬
‫والمتمم لظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬والتي من خاللها تم النص على وجوب تعليل القرار الرفض و‬
‫تبليغه لطالب التحفيظ لما لذلك من فوائد ستساهم في تفعيل الشفافية اإلدارية و تحفظ حقوق‬
‫الدفاع‪.‬‬

‫‪ - 7‬عبد الخالق أحمدون‪" :‬نظام التحفيظ العقاري بالمغرب مقتضياته القانونية و إشكاالته الواقعية" طوب بريس‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪ ،2007،‬ص‪.74:‬‬
‫‪ - 8‬محمد خيري‪ " :‬العقار و قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي من خالل القانون الجديد رقم ‪ 14.07‬المتعلق بالتحفيظ العقاري"‪،‬‬
‫المساطر اإلدارية و القضائي للتحفيظ‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2014‬دار النشر المعرفة‪ ،‬ص‪.06:.‬‬
‫‪ - 9‬من المعلوم أن الفصل ‪ 38‬من ظهير التحفيظ العقاري في صيغته القديمة و المنسوخة كان يشترط أن يكون رفض التحفيظ مبنيا على‬
‫عدم كفاية الحجج و أما بمقتضى الحكم الصادر بشأن التعرضات‪ ،‬ال على أسباب أخرى و هو ما سبق أن ذهب إليه محكمة النقض في عدة‬
‫قرارات منها قرار عدد‪ 1424‬بتاريخ ‪ 1997/10/09‬في الملف اإلداري ‪ 97/01/5/1240‬حينما اعتبر عدم تسجيل جزء من العقار المطلوب‬
‫تحفيظه في إطار الفصل ‪ 31‬من ظهير التحفيظ العقاري نظرا لخلوه من التعرضات قرارا إداريا يخضع الختصاص المحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ومن المهم اإلشارة أن إحجام المحافظ على األمالك العقارية عن مواصلة مسطرة التحفيظ‬
‫و تأسيس الرسم العقاري لفائدة المتعرض بعدما قضت المحكمة بصحة تعرضه‪ ،‬يكون خارجا‬
‫عن اختصاص المحاكم اإلدارية‪ ،10‬لكون األحكام الصادرة في التعرضات يكون لها فيما بين‬
‫األطراف قوة الشيء المقتضي به طبقا للفصل ‪ 38‬من ظهير التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫وقد جاء في قرار لمحكمة النقض صادر بتاريخ ‪ " 2009-1-7‬ليس للمحافظ رفض التعرض‬
‫على مطلب التحفيظ المقدم داخل ألجل‪ ،‬و ليس له أيضا مناقشة األحكام الصادرة بين الطرفين‬
‫بشأن التعرضات على مطلب التحفيظ سابق للقول بما إذا كانت تلك األحكام لها مفعول الشيء‬
‫المقتضي به من األطراف أم ال‪ ،‬إذ أن من حق المحكمة وحدها بعد التعرض على المطلب‬
‫الجديد"‪.11‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الطعن في قرارات المحافظ الالحقة على تأسيس الرسم العقاري‪.‬‬
‫لقد أخضع المشرع العقاري بعض القرارات التي يتخذها المحافظ العقاري بشأن الرسوم‬
‫العقارية للطعن القضائي منها قرار رفض التقييد أو رفض التشطيب (أوال)‪ ،‬و كذا قرار رفض‬
‫تصحيح األخطاء المادية التي تشوب الرسم العقاري(ثانيا)‪ .‬باإلضافة إلى قرار رفض تسليم‬
‫نظير الرسم العقاري أو الشواهد الخاصة(ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬القرارات الصادرة بشأن التقييدات أو التشطيبات‬


‫كما ال تخفى عليكم أهمية إشهار التصرفات القانونية الواقعة على العقارات المحفظة من‬
‫حيث ضمان الحقوق المترتبة عليها و حمايتها‪ ،‬فكيفما كان السند المؤيد للحق‪ ،‬أوجب القانون‬
‫ضرورة تقييده بالرسم العقاري لينتج آثاره القانونية اتجاه أطراف العقد أو الغير‪ ،‬إذ أن تقييده‬
‫بالرسم العقاري هو بداية الوجود القانوني له‪ ،‬و ابتداء من تاريخ التقييد‪.12‬‬

‫‪ - 10‬حكم المحكمة اإلدارية بالرباط عدد ‪ 388‬صادر بتاريخ ‪ 2005/3/3‬في الملف عدد ‪ ،04/7/262‬غير منشور‪.‬‬
‫‪ - 11‬مقتضيات ظهير التحفيظ العقاري على ضوء قرارات محكمة النقض‪ ،‬إصدارات محكمة النقض ‪ 2009‬ص‪.24.‬‬
‫‪ - 12‬المرزوقي بشرى‪":‬الطعن في قرارات المحافظ بين اختصاص المحاكم العادية و المحاكم اإلدارية"‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في‬
‫القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد األول كلية العلوم القانونية و االجتماعية و االقتصادية وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2014/2013‬ص‪.28‬‬

‫‪6‬‬
‫لذا فإن عدم متابعة أطراف العالقة إلجراء تقييد الحق في الرسم العقاري كيفما كان‬
‫مصدره سواء تعلق األمر بعقد بيع للعقار كله أو جزء منه أو عقد كراء طويل األمد‪ ،...‬فإن ذلك‬
‫يجعل الحق غير جدير بالحماية في نظر القانون‪ .‬و المشرع المغربي خول للمحافظ العقاري‬
‫صالحية واسعة سواء فيما يتعلق بالتقييدات(أ)‪ ،‬أو التشطيب على الحق المقيد(ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬قرار المحافظ رفض التقييد‬


‫إذا كان المشرع المغربي قد أعطى للمحافظ سلطة تقديرية واسعة في مراقبة و دراسة كل‬
‫ما يتعلق بتقييد الحقوق بالرسوم العقارية‪ ،‬ففي المقابل أعطى الحق لكل من يهمهم أمر التقييد‪ ،‬أن‬
‫يطعنوا في قراره عند الرفض‪ ،‬محددا للمحكمة االبتدائية صالحية االختصاص بمقتضى الفصل‬
‫‪ 96‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،13‬و الفصل العاشر من القرار الوزاري المؤرخ في‬
‫‪.3/6/1995‬‬

‫وإذا كانت الحاالت التي تستوجب على المحافظ اتخاذ قرار الرفض‪ ،‬محصورة سابقا في‬
‫عدم صحة الطلب‪ ،‬و عدم كفاية الحجج المدلى بها من أجل التقييد‪ ،‬فإن األمر يختلف مع‬
‫التعديالت التي أتى بها القانون ‪ 14.07‬حيت أصبحت ال تقتصر عليها فقط‪ ،‬ومن هنا يمكن القول‬
‫أن المشرع وسع مجال اختصاص القضاء العادي في مجال رفض المحافظ تقييد الحقوق‬
‫بالرسوم العقارية‪.‬‬

‫وإذا كان قرار رفض التقييد قابل للطعن أمام القضاء العادي استنادا إلى الفصل ‪ ،96‬كما‬
‫أكده القضاء اإلداري في قراره الصادر عن المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء بتاريخ‬
‫‪ 18/11/2012‬ملف ‪ 6/12/5‬رقم ‪ 3011‬ما يلي "قرار المحافظ رفض تقييد حق عيني يرجع‬
‫أمر النظر فيه للمحكمة االبتدائية‪ ،‬وال تختص فيه المحاكم اإلدارية"‪.‬‬

‫‪ - 13‬نص الفصل ‪ 96‬من ظهير التحفيظ العقاري على أنه" يجب على المحافظ على األمالك العقارية في جميع الحاالت التي يرفض فيها تقييد‬
‫حق عيني أو التشطيب عليه أن يعلل قراره و تبليغه للمعني باألمر‪.‬‬
‫يكون هذا القرار قابال للطعن أمام المحاكم االبتدائية التي تبت فيه مع الحق في االستئناف‪ .‬و تكون القرارات اإلستئنافية قابلة للطعن‬
‫بالنقض‪".‬‬

‫‪7‬‬
‫فالمالحظ أن المشرع المغربي تطرق إلى حالة التي يرفض فيها المحافظ العقاري تقييد‬
‫حق عيني أو التشطيب عليه‪ ،‬لكن في المقابل لم يتطرق إلى الحالة التي يتضرر فيها أحد‬
‫األطراف من القرار اإليجابي للمحافظ‪.‬‬

‫ونرى أن هذه الحالة ممكنة في حالة ما إذا تقدم شخص بطلب من المحافظ من أجل‬
‫مراجعة قرار تقييد معين أو تشطيب عليه قام به و كان مصير طلبه الرفض‪.‬‬

‫عموما يمكن القول أن المشرع المغربي بمقتضى تعديله للفصل ‪ 96‬من ظهير التحفيظ‬
‫العقاري‪ ،‬لم يحصر الحاالت التي تستوجب على المحافظ اتخاذ قرار رفض التقييد‪ ،‬وهذا التعديل‬
‫من شأنه أن يؤثر في مجال االختصاص النوعي للمحاكم‪ 14‬المرتبط بالطعن في قرر المحافظ‪،‬‬
‫ذلك أن القضاء يفسر مقتضيات الفصل ‪ 96‬تفسرا ضيقا‪ ،‬مما يجعلنا نعتقد أن االختصاص في‬
‫الطعن‪ ،‬و النظر في قرارات المحافظ رفض التقييد أصبحت محصورة للقضاء العادي دون‬
‫اإلداري‪.15‬‬

‫ومع ذلك فإن هناك حاالت التي تستوجب تدخل القضاء اإلداري‪ ،‬منها قرار الرفض الذي‬
‫يكون موضوعه نزع الملكية و التي نرى أن االختصاص يعود للمحاكم اإلدارية الرتباطها‬
‫بمسطرة نزع الملكية‪.‬‬

‫وفي جميع الحاالت يجب أن يكون قرار المحافظ برفض التقييد معلال مع تبليغه للمعني‬
‫باألمر الذي يمكن له الطعن فيه أمام المحكمة االبتدائية‪ ،‬مع الحق في االستئناف و الطعن‬
‫بالنقض عند االقتضاء‪ ،‬و ذلك داخل أجل شهر واحد من تاريخ تبليغه‪ ،‬و ذلك استنادا لما جاء‬

‫‪ - 14‬حسن مرشان "مالحظات حول تطبيق قواعد االختصاص النوعي"‪ ،‬مقال منشور بمجلة بمناسبة الندوة الجهوية الثالثة اختفاء بالذكرى‬
‫الخمسينية لتأسيس المجلس األعلى‪ ،‬مراكش ‪ 21/22‬مارس ‪ ،2007‬ص‪.101:‬‬
‫‪ - 15‬القرار الصادر عن محكمة النقض رقم ‪ 244‬بتاريخ ‪ 8‬غشت‪ 1980‬جاء فيه ما يلي "حيث أن اختصاص المحكمة االبتدائية المنصوص‬
‫عليه في الفصل ‪ 96‬ينحصر في حالتين‪ :‬و هما حالة ما إذا كان رفض المحافظ مبررا لعدم صحة الطلب أو عدم كفاية الرسوم‪ ،‬و ال ينطبق‬
‫في باقي األحوال حيث ينبغي الرجوع إلى القاعدة العامة المذكورة في الفصل ‪ 353‬من قانون المسطرة المدنية و هي اختصاص المجلس‬
‫األعلى"‪ .‬أشار إليه األستاذة أمينة جبران في كتابها " الفضاء اإلداري‪-‬دعوى القضاء الشامل"‪ ،‬مطبعة بيماك‪ ،‬ص‪.305.‬‬

‫‪8‬‬
‫في الفصل ‪ 10‬من القرار الوزاري الصادر بتاريخ ‪ 1915/6/3‬المحدد لتفاصيل تطبيق نظام‬
‫التحفيظ العقاري بمسطرة خاصة لتقديم هذه الطعون و البت فيها بحيث إذا رفض المحافظ كليا‬
‫أو جزئيا‪ ،‬تقييد حق عيني أو التشطيب عليه من السجالت العقارية ‪ ،‬فإن قراره يجب أن يكون‬
‫معلال و يبلغ دون تأخير إلى الطالب‪ ،‬و يكون هذا القرار قابال للطعن القضائي المنصوص عليه‬
‫في الفصل ‪ 96‬من ظهير ‪ 1913/08/12‬داخل شهر واحد من تبليغه‪.16‬‬

‫وعليه فإن انعقاد االختصاص يعود للمحاكم العادية‪ ،‬وإن كان رهينا باحترام المحافظ‬
‫لإلجراءات المتبعة للتبليغ‪ ،17‬فإن ذلك ال يسحب البساط عن القضاء العادي في حالة عدم قيامه‬
‫بذلك‪ ،‬ألن القضاء العادي أثناء تقييمه لقرار المحافظ رفض التقييد‪ ،‬يقوم في نفس الوقت بمراقبة‬
‫مشروعية القرار‪ ،‬وهو بذلك يقوم بنفس الدور الذي يقوم به القضاء اإلداري‪ ،‬أثناء النظر في‬
‫الطعون الموجهة ضد المحافظ العقاري بسبب الشطط في استعمال السلطة‪.‬‬

‫ب‪-‬الطعن في قرار المحافظ بالتشطيب على حق عيني أو رفضه‬


‫لقد جاءت مقتضيات القانون ‪ 14.07‬بأحكام خاصة تتعلق بانقضاء الحق المقيد‪ ،‬التي مكنت‬
‫المحافظ العقاري من إمكانية التشطيب عليه‪ ،‬بمقتضى الفصول ‪ 91/93/94/95/96‬من ظهير‬
‫التحفيظ العقاري‪ .‬وحتى ال يتم التعسف في استعمال هذا الحق حدد له المشرع األسباب و الطرق‬
‫التي يجب اتخاذها‪ ،‬في الفصل ‪ 91‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،18‬فإذا ما قرر المحافظ رفض‬
‫طلب التشطيب لسبب ما‪ ،‬فإنه يكون مطالبا بتعليل قرار رفضه‪ ،‬حيت يمكن لكل من يهمه األمر‬
‫أن يطعن فيه أمام المحكمة االبتدائية و ذلك داخل أجل شهر من تاريخ تبليغه عمال بمقتضيات‬
‫الفصل ‪ 96‬من ظهير التحفيظ العقاري والفصل ‪ 10‬من القرار الوزاري المشار إليه أعاله‪ .‬و‬

‫‪ - 16‬المرزوقي بشرى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.29.‬‬


‫‪ - 17‬راجع حسن البكوري‪ " :‬إشكاالت قانونية في التبليغ من خالل العمل القضائي‪ ،‬جمع وعرض ألهم األحكام الصادرة عن المحاكم‬
‫المغربية"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء الطبعة األولى‪ ،2003 ،‬ص‪59.‬‬
‫‪ - 18‬ينص الفصل ‪ 91‬من ظ‪.‬ت‪.‬ع على ما يلي‪ ":‬مع مراعاة أحكام الفصل ‪ 86‬أعاله يمكن أن يشطب على كل ما ضمن بالرسم العقاري من‬
‫تقييد أو بيان أو تقييد احتياطي بمقتضى كل عقد أو حكم مكتسب لقوة الشيء المقضي به يثبت انعدام أو انقضاء الحق موضوع التضمين‪،‬‬
‫في مواجهة األشخاص الذين يعنيهم هذا الحق"‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫هذا ما أكده القضاء من خالل العديد من األحكام منها الحكم الصادر بتاريخ ‪ 22‬يناير ‪ 1998‬عن‬
‫المحكمة اإلدارية بالرباط و التي جاء فيه ما يلي "التشطيب على التقييد ليس من اختصاص‬
‫المحاكم اإلدارية‪ .19"...‬ونفس األمر تم تأكيده في قرار لمحكمة النقض مؤرخ في ‪30‬‬
‫يونيو‪ 2004‬و الذي جاء فيه ما يلي" تختص المحكمة االبتدائية وحدها في النظر في رفض‬
‫المحافظ على األمالك العقارية تقييد حق عيني أو التشطيب علية"‪ 20.‬و منه فقرار المحافظ ال‬
‫يتمثل دائما في رفض طلب تقييد حق بل يمكن أن يكون في شكل رفض التشطيب على حق‬
‫مقيد‪ ،‬وفي كلتا الحالتين يحق للمعني باألمر الطعن في هذه القرارات بواسطة مقال كتابي يوجه‬
‫إلى كتابة الضبط المحكمة االبتدائية يبين فيه طالبه بكيفية مختصرة وقائع النزاع و األسباب‬
‫المستند عليها قصد مراجعة القرار المطعون فيه‪ .‬ويجب أن يتم الطعن في قرار المحافظ خالل‬
‫أجل شهر واحد من تبليغ القرار‪ 21.‬و يجب أن يكون الطعن موجها مباشرة ضد المحافظ دون‬
‫غيره و دون إدخال أي طرف آخر و إال سيكون مرفوضا‪.‬‬

‫وإذا كان الفصل ‪ 96‬من ظهير التحفيظ العقاري كما وقع تغييره أصبح ال يحصر موضوع‬
‫قرار الرفض‪ ،‬فإن التساؤل نطرحه بشأن القرارات اإليجابية التي يتخذها المحافظ في‬
‫الموضوع‪ ،‬فقرارات التشطيب قد تحدث ضررا من حق المتضرر الطعن فيها‪ ،‬فما هي الجهة‬
‫المختصة للبت في الطعون الموجهة ضدها؟‬

‫مبدئيا المحافظ العقاري ال يقوم بإجراء التشطيب إال في إطار الفصل ‪ 91‬من ظهير‬
‫التحفيظ العقاري و اإلحالة المتعلقة بالتقييد االحتياطي‪ .‬و بالتالي فقرار التشطيب يجب أن يكون‬
‫وفق ما نص عليه القانون‪ .‬لكن قد يسبب قرار المحافظ ضررا ألحد األطراف المقيدة بالرسم‬

‫‪ - 19‬حكم المحكمة اإلدارية بالرباط صادر بتاريخ ‪ 22‬يناير ‪ ،1998‬تحت رقم ‪ 99‬و المنشور بمجلة اإلشعاع العدد ‪ ،17‬ص‪.203‬‬
‫‪ - 20‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 763‬صدر بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪ 2004‬منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية بالرباط و التنمية العدد ‪60‬‬
‫يناير‪ -‬فبراير ‪،2005‬ص‪.292.‬‬
‫‪ - 21‬محمد خيري‪ ":‬العقار و قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي" دار النشر المعرفة‪ ،‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط‪ ،‬طبعة‬
‫‪.2018‬ص‪.689:‬‬

‫‪10‬‬
‫العقاري أو لكل ذي مصلحة له ارتباط أو عالقة بالرسم العقاري‪ ،‬مما يعطي إمكانية الطعن في‬
‫قرار المحافظ أمام القضاء اإلداري‪ ،‬لغياب مقتضيات تخول القضاء العادي النظر فيه‪.‬‬

‫وفي تصورنا نرى أن قرار المحافظ القاضي بالتشطيب يجب أن يخضع للرقابة أمام‬
‫القضاء اإلداري عكس رفض التشطيب الذي يعود االختصاص للطعن فيه أمام المحاكم العادية‬
‫بموجب الفصل ‪.96‬‬

‫وخالصة النقاش‪ ،‬يجب عدم الخلط بين القرار السلبي للمحافظ و المتمثل في رفض‬
‫التشطيب الخاضع لمقتضيات الفصل ‪ 96‬من ظهير التحفيظ العقاري و الذي يخول االختصاص‬
‫الطعن فيه للقضاء العادي‪ ،‬و بين القرار اإليجابي أال و هو قرار التشطيب الذي لم ينضم ظهير‬
‫التحفيظ العقاري إمكانية الطعن فيه‪ ،‬ويخول سكوته هذا لكل المتضرر منه اللجوء إلى القضاء‬
‫اإلداري للمطالبة بإلغائه‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬قرار المحافظ برفض تصحيح األخطاء المادية‪.‬‬


‫معلوم أن للرسم العقاري أهمية بالغة في إثبات الحقوق المحفظة‪ ،‬وهو الوسيلة الوحيدة‬
‫المقبولة لالحتجاج بهذه الحقوق على األغيار‪ ،‬و ال يمكن االحتجاج إال بالحقوق الواردة في‬
‫الرسم العقاري‪ ،‬ووفقا للبيانات الواردة في الرسم العقاري‪ .‬غير أن تسرب األخطاء المادية إلى‬
‫الرسم العقاري أمر وارد ال محالة‪ ،‬ككتابة أسماء أصحاب الحقوق بشكل معيب أو الخطأ في‬
‫مساحة أو معالم العقار‪ ،...‬لذلك تدخل المشرع المغربي لوضع مسطرة لتصحيح هذه األخطاء‬
‫المادية‪ ،‬بموجب القرار الوزاري المؤرخ في ‪ 3‬يونيو ‪ 1915‬حيث خصص لمسألة تصحيح‬
‫األخطاء المادية واإلغفاالت‪ ،‬الباب الخامس من هذا القرار الوزاري أي المواد من ‪ 29‬إلى ‪،31‬‬
‫حيث نصت على أن تصحيح المخالفات واإلغفاالت واألغالط في الرسم العقاري‪ ،‬إما تتم‬
‫‪22‬‬
‫بمبادرة من المحافظ العقاري بنفسه أو بمبادرة من أصحاب الحقوق‪.‬‬

‫‪ - 22‬فوزية الغاشي‪ ،‬م س‪.‬ص‪.40:‬‬

‫‪11‬‬
‫غير أن تصحيح هذه األغالط يكون تحت مسؤولية المحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬وعليه‬
‫فأن للمحافظ كامل الصالحية في رفض إجراء أي تصحيح‪ ،‬إذا لم يقتنع بجدية أو صحة الطلب‬
‫المقدم إليه‪.‬‬

‫وقرار المحافظ هذا جعله الفصل ‪ 30‬من المرسوم المذكور قابل للطعن حيث جاء فيه‪" :‬إذا‬
‫رفض المحافظ القيام بالتصحيحات المطالب بها‪ ،‬أو لم يقبل األطراف بالتصحيحات المنجزة فإن‬
‫المحكمة تبت في األمر بحكم تصدره بغرفة المشورة "‪.‬‬

‫المالحظ في هذا الفصل أنه ال يسعف في تحديد الجهة التي يعود إليها االختصاص خاصة‬
‫مع إحداث المحاكم اإلدارية بموجب القانون رقم ‪ ،2341/90‬غير أنه انطالقا من كلمة غرفة‬
‫المشورة و من السياق الزمني الذي وضع فيه هذا القرار الوزاري يمكن القول أن االختصاص‬
‫ينعقد للقضاء العادي مادام أن المحاكم اإلدارية بالمغرب ال تتألف‪ ،‬و ال تتوفر على غرفة‬
‫المشورة حسب المادة الثانية من القانون ‪ ،41/90‬التي جاء فيها تتكون المحكمة اإلدارية من‪:‬‬

‫‪ -‬رئيس المحكمة‬

‫‪ -‬كتاب الضبط‬

‫و يجوز تقسيم المحاكم اإلدارية إلى عدة أقسام بحسب أنواع القضايا المعروضة عليها‪.‬‬

‫غير أن بعض الفقه اعتبر أن هذه المسطرة قد تم إلغاؤها بشكل ضمني لفائدة مسطرة اإللغاء‪ ،‬و‬
‫إن كان القضاء المغربي ال يزال متشبث بهذه المسطرة حيث جاء في قرار للغرفة اإلدارية‬
‫بالمجلس األعلى عدد ‪ 739‬الصادر بتاريخ ‪19‬شتنبر ‪ 2015‬في ملف إداري‪... ": 24‬إن الفصل‬
‫‪ 30‬من القرار الوزاري أعاله أناط بالمحكمة العادية النظر في مسألة امتناع المحافظ عن‬

‫‪ - 23‬ظهير شريف رقم‪ 1.91.225‬صادر في ‪ 22‬من ربيع األول ‪ 10( 1414‬سبتمبر ‪ )1993‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 41.90‬المحدث بوجبه‬
‫محاكم إدارية‪.‬‬
‫‪ - 24‬قرار للغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى عدد ‪ 739‬الصادر بتاريخ ‪ 19‬شتنبر‪ 2015‬في ملف إداري عدد‪ 2005/1/4/2372‬أورده محمد‬
‫الهيني في مقال الطعن في قرارات المحافظ على ضوء العمل القضائي منشور بالموقع االلكتروني ‪http://www.abhtoo.net.ma .‬‬

‫‪12‬‬
‫مباشرة اإلصالحات المطلوبة‪ ،‬و هو نص تطبيقي يكشف عن إرادة المشرع إسناد االختصاص‬
‫النوعي للمحاكم العادية بالنظر في النزاعات المتعلقة بتصحيح الغلط أو السهو أو الخلل في‬
‫الرسم العقاري في إطار الفصل ‪ 29‬من نفس القرار‪ .‬وليس في قانون المحاكم اإلدارية وال في‬
‫غيره ما يصح القول بأن هذه المسطرة ثم إلغائها للفائدة مسطرة اإللغاء‪ ...‬يبقى ما أثير بأسباب‬
‫االستئناف بدون أساس قانوني"‪.‬‬

‫ثالثا‪ -‬قرارات المحافظ برفض تعويض نظير الرسم العقاري أو الشهادة الخاصة في حالة‬
‫خاصة‪.‬‬

‫عندما يصدر المحافظ على األمالك العقارية قرار بتحفيظ عقار فإنه إلى جانب ذلك السند‬
‫الذي يعرف بهوية العقار المحافظ‪ ،‬يتم تحرير نظير لهذا الرسم العقاري يحتوي على جميع‬
‫البيانات الموجودة في هذا األخير‪ 25.‬و هذه النظائر الشهادات ال تسلمها المحافظات إال مرة‬
‫واحدة و ال تسلمها إال ألشخاص محددين بالذات حسب الفصل ‪ 2658‬من القانون رقم ‪.14.07‬‬

‫غير أنه قد يحدث ما من شأنه أن يفقد الشخص هذه الوثيقة كتعرضها للتلف أو للسرقة أو‬
‫الضياع‪ ،‬لذلك نص المشرع المغربي على إمكانية تعويض هذه الوثائق بنسخ تقوم مقامها‪،‬‬
‫يسلمها المحافظ العقاري بناء على طلب يقدمه المعني باألمر‪ ،‬طبقا لفصل ‪ 101‬من ظهير‬
‫التحفيظ العقاري‪ ،‬و قد ترك المشرع المغربي للمحافظ على األمالك العقارية السلطة التقديرية‪،‬‬
‫‪27‬‬
‫في تعويض هذه الوثائق بحسب اقتناعه بصحة تصريحات طالب النسخة‪.‬‬

‫‪ - 25‬ادريس الفاخوري و دنيا مباركة‪ ":‬نظام التحفيظ العقاري وفق القانون رقم ‪ ،"14.07‬الطبعة الثانية‪ ،‬مطبعة الجسور‪ ،‬سنة ‪،2013‬‬
‫ص‪.19 :‬‬
‫‪ - 26‬ينص الفصل ‪ "58‬للمالك دون غيره الحق في أخذ نظير من الرسم العقاري و من التصميم الملحق به يشهد المحافظ على األمالك‬
‫العقارية بصحتهما ووضع خاتم المحافظة العقارية عليهما في حالة الشياع ال يسلم إال نظير واحد للشريك المفوض له ذلك أما باقي أصحاب‬
‫الحقوق العينية فيمكنهم الحصول علة شهادة خاصة بالتقييد"‪.‬‬
‫‪ - 27‬إبراهيم داحا‪ ":‬الطعن في قرارات المحافظ على األمالك العقارية "‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون المنازعات العمومية بجامعة‬
‫سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية بفاس السنة الجامعية ‪ ،2015/2014‬ص‪.25 .‬‬

‫‪13‬‬
‫و لضمان عدم تعسف المحافظين و تشددهم في رفض طلبات تعويض الوثائق الضائعة‪،‬‬
‫أجاز المشرع المغربي أن تكون قرارات المحافظ العقارية قابلة للطعن‪ ،‬و هو ما يستفاد من‬
‫الفصل ‪103‬من القانون المذكور سالفا‪ ،‬و الذي جاء فيه "إذا وقع تعرض على تسليم نظير جديد‬
‫للرسم العقاري أو نسخة شهادة التقييد الخاصة المنصوص عليهما في الفصل ‪ 101‬من هذا‬
‫القانون‪ ،‬أو رأى المحافظ على األمالك العقارية أنه ال داعي لتلبية الطلب المقدم إليه فيمكن‬
‫للطالب أن يرفع األمر إلى المحكمة االبتدائية التي تبت وفق اإلجراءات المقررة في قانون‬
‫المسطرة المدنية"‪.‬‬

‫وهو ما استقر عليه القضاء المغربي‪ ،‬فكثيرة هي قرارات و أحكام المحاكم اإلدارية التي‬
‫دفعت بعدم االختصاص في هذه الدعاوي‪:‬‬

‫كحكم المحكمة اإلدارية بفاس عدد ‪ 94/16‬بتاريخ ‪22‬شتنبر ‪ 281994‬والذي قضت فيه‬
‫المحكمة اإلدارية بفاس بعدم االختصاص طبقا للفصل ‪ 103‬من ظهير التحفيظ العقاري الذي‬
‫يسند االختصاص صراحة إلى المحكمة االبتدائية‪.‬‬

‫وقد نظم المشرع مقتضيات خاصة بشهادات العقارية بمقتضى القرار الوزاري الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 3‬يونيو ‪ 1915‬و بإمكان كل شخص ضاعت منه هذه الشهادات أن يتقدم بطلب إلى‬
‫المحافظ العقاري قصد استالم نسخة جديدة‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة لنظير الرسم العقاري‪ ،‬و لذلك‬
‫فإن المقتضيات المتعلقة باستجابة المحافظ و رفضه‪ ،‬هي نفسها المتعلقة بتسليم النظير العقاري‪،‬‬
‫حيث تعتبر نفسها المحكمة االبتدائية صاحبة االختصاص للنظر في الدعوى الموجهة ضد قرار‬
‫المحافظ في هذا الموضوع‪ ،‬وذلك عمال بمقتضيات الفصل ‪ 103‬من ظهير التحفيظ العقاري ‪.‬‬

‫والمالحظ أن مقتضيات الفصل ‪ 103‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬ال تنص صراحة على‬
‫إمكانية استئناف الحكم الصادر أو الطعن فيه بالنقض‪ ،‬و سكوت الفصل ‪ 103‬من ظهير التحفيظ‬
‫العقاري‪ ،‬ال يفهم منه أن المحكمة تصدر حكما ابتدائيا و نهائيا في الموضوع‪ ،‬ألن األمر لو كان‬

‫‪ - 28‬حكم المحكمة اإلدارية بفاس عدد ‪ 94/16‬بتاريخ ‪ 22‬شتنبر ‪ ،1994‬أورده ابراهيم داحا‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.25:‬‬

‫‪14‬‬
‫ذلك‪ ،‬لنص المشرع عليه صراحة‪ ،‬ولذلك فإن إمكانية االستئناف و النقض تبقى واردة ما لم يتم‬
‫التنصيص على هذا المنع قانونا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الطعن أمام القضاء اإلداري‬

‫استهدف القانون ‪ 14.07‬المتمم والمغير لظهير ‪ 9‬رمضان إدخال تعديالت تروم الدفع‬
‫بالعقار وجعله أكثر تباتا ً واستقرارا وذلك ما ينعكس على التنمية واالستثمار بنتيجة إيجابية‪.‬‬

‫ومن بين التعديالت المدخلة بالقانون السالف الذكر‪ ،‬التغيير في موازن توزيع االختصاص‬
‫للنظر في الطعون المقدمة ضد قرارات المحافظ حيث تم تحديد القرارات تقبل الطعن أمام‬
‫المحكمة االبتدائية‪ ،‬وذلك في الفصل ‪ 96‬و ‪ 37‬وترك القرارات األخرى من نصيب المحكمة‬
‫اإلدارية باعتبارها القضاء المتخصص في دعوى اإللغاء‪ ،‬إال أن هذه التعديالت حملت بعض‬
‫المستجدات التي تطرح السؤال عن دستوريتها خصوصا ً مع زيادة بعض القرارات المحصنة من‬
‫الطعن‪.‬‬

‫فقرارات المحافظ على األمالك العقارية تعتبر قرارات إدارية بكل ما يحمل هذا المصطلح‬
‫من معنى‪ ،‬كل ما هناك المشرع بعضها بمسطرة خاصة للطعن‪ ،‬وما عدا ذلك يبقى القضاء‬
‫اإلداري هو المختص فيه‪ 29‬وفيما يلي نستعرض لبعض تطبيقات القضاء اإلداري للقرارات‬
‫القابلة للطعن عن طريق دعوى اإللغاء‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬قرارات رفض التعرض أو قبولها‬

‫إن قرارات المحافظ جميعها أصبحت في مادة التعرضات تخضع الختصاص المحاكم‬
‫اإلدارية حصرا ً سواء تعلق األمر برفض تسجيل التعرض أو إلغائه‪ ،‬إال أنه توجد قرارات تهم‬
‫التعرض ال تقبل الطعن القضائي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قرار رفض التعرض في مسطرة التحفيظ‬

‫‪ - 29‬سلسلة األنظمة والمنازعات العقارية‪ ،‬اإلصدار الثاني‪ ،‬أبريل ‪، 2818‬الطبعة األولى‪.2010 ،‬‬

‫‪15‬‬
‫لقد أعطى المشرع الحق لكل من لديه حق أو ادعاء يتعلق بالعقار الذي وضع بشأنه‬
‫التحفيظ أن يتعرض للمطالبة بحقوقه‪ ،‬والذي حدد الحاالت التي يمكن فيها التعرض وذلك في‬
‫حالة المنازعة في وجود حق الملكية أو في مداه أو حدود العقار‪ ،‬وكذلك عندما يكون الشخص‬
‫لديه حق عيني متعلق بالعقار المراد تحفيظه أو في حالة المنازعة في حق وقع اإلعالن عنه طبقا ُ‬
‫للفصل ‪ 84‬من ظهير التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫وقد حدد المشرع طريقة تقديم التعرض في الفصل ‪ 25‬من التحفيظ العقاري‪ ،‬والذي يجب‬
‫أن يتضمن البيانات والشروط التي حددها المشرع في الفصل السالف الذكر‪ ،‬ويعمل المحافظ‬
‫على تضمين التعرضات بسجل التعرضات‪ 30‬وبخصوص أجل تقديم التعرضات فهو يبدأ من‬
‫تاريخ تقديم مطلب التحفيظ إلى غاية شهرين ابتداء من اإلعالن عن انتهاء التحديد‪ ،‬ويتم وفق‬
‫التعرضات التي تقدم خارج األجل المحدد باستثناء ما هو محدد في الفصل ‪ 29‬من ظهير التحفيظ‬
‫العقاري وبالتالي فالتعرض يكن مرفوع خارج األجل المحدد وهذه السلطة أي سلطة البت في‬
‫التعرض تبقى من اختصاص المحافظ على األمالك العقارية‪ ،‬وليست للمحكمة سلطة قبول‬
‫التعرضات أو عدم قبولها حسب تقديمها داخل األجل القانوني أو خارجه يدخل في اختصاص‬
‫المحافظ على األمالك العقارية الذي يتولى تلقي هذه التعرضات وتهيئتها قبل إحالة الملف على‬
‫المحكمة المختصة‪ ،‬وبالتالي فإن اختصاص المحكمة يبقى محصور بالبت في وجود الحق‬
‫المدعى به من قبل المتعرضين وطبيعة ومشتمالته ونطاقه‪ 31‬ويبقى االختصاص للبت في الطعن‬
‫في قرار المحافظ على األمالك العقارية في إطار التعرض من نصيب المحكمة اإلدارية بصفة‬
‫مطلقة بعد أن تشاركها فيه المحكمة االبتدائية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬قرار رفض التعرض غير "القابل للطعن القضائي"‬

‫خص المشرع لمسطرة التحفيظ مجموعة من اآلليات اإلشهارية التي ينبغي من ورائها‬
‫إعالم جميع أو كل من له حق متعلق بالعقار المراد تحفيظه لكي يتقدم بتعرض من أجل الحفاظ‬
‫‪-‬انظر الفصل ‪ 25‬من ظهير التحفيظ العقاري‪.‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪- - 31‬الفقرة الثانية من الفصل ‪ 37‬من ظهير التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫على حقه‪ ،‬ولكن هذه اإلمكانية فتح لها أجل محدد‪ ،‬يجب أن يمارس فيها التعرض‪ ،‬وإال سقط‬
‫الحق في ذلك‪ ،‬والتي تحدد من فترة تقديم مطلب التحفيظ إلى غاية شهرين بعد نشر اإلعالن عن‬
‫انتهاء التحديد بالجريدة الرسمية‪ ،‬غير أنه حدد أجل استثنائيا ً طبقا ً للفصل ‪ 29‬من نفس الظهير‪،‬‬
‫سمح فيه بتقديم التعرض رغم فوات األجل القانوني لكنه ربطه بشرط عدم توجيه المحافظ الملف‬
‫للمحكمة االبتدائية‪.‬‬

‫وحصر المشرع الجهات التي لها التعرض االستثنائي في المحافظ على األمالك العقارية‪،‬‬
‫ويالحظ أنه تم تقليص هذه الجهات بصدور قانون ‪ 14.07‬المتمم والمغير لظهير‪ .‬التحفيظ‬
‫العقاري‪ ،‬مما يؤثر سلبا ً على مبدأ األمن العقاري وبالتالي على األمن القانوني ككل‬

‫وصدر في هذا اإلطار قرار لمحكمة النقض جاء فيه‪ :‬أن المحكمة االبتدائية المؤيد حكمها‬
‫بالقرار المطعون فيه الحظت وهي تنظر في التعرض المحال عليها بعد فتح أجل جديد له من‬
‫طرف المحافظ في إطار الفصل ‪ 29‬الحظت أن هذا النص إنما يخول للمحافظ فتح أجل جديد‬
‫للتعرض من طرف المحافظ وقع بعد إحالة الملف على المحكمة وخروجه من يده وانتهاء‬
‫المرحلة القضائية وإعادته إليه التخاذ ما يراه في شأن طلب التحفيظ‪.32‬‬

‫ويجب أن يقدم المتعرض داخل األجل االستثنائي الوثائق المبنية لألسباب التي منعته من‬
‫تقديم تعرضه داخل األجل وكذلك العقود المرافقة أو يثبت حصوله على المساعدة القضائية‪.‬‬
‫وبالعودة للفقرة األخيرة من الفصل ‪ 29‬من ظهير التحفيظ العقاري يالحظ أن المشرع جعل قرار‬
‫رفض التعرض االستثنائي غير قابل للطعن القضائي‪.‬‬

‫فهل يقصد المشرع فقط المنع من الطعن أمام المحاكم االبتدائية أم التحصين من الطعن‬
‫نهائيا ؟‬

‫‪ - 32‬مقتضيات ظهير التحفيظ العقاري على ضوء قرارات محكمة النقض‪ ،‬إصدارات محكمة النقض‪، 2009 ،‬ص ‪،90‬ورد في مستجدات‬
‫التحفيظ العقاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.97‬‬

‫‪17‬‬
‫أن القاعدة العامة والمستقر عليها فقها ً وقضاء هي عدم تحصين أي قرار إداري من الطعن‬
‫القضائي‪ ،‬واذا كان المشرع يقصد التحصين بصفة مطلقة فهذا يتعارض مع أسمى قانون في‬
‫البالد والذي أقر في مادته ‪ 118‬حق التقاضي وجعله حقا ً دستوريا ً ‪ ،‬ونحن نعلم قيمة القواعد‬
‫الدستورية حيث تلزم باقي القواعد األخرى األقل درجة منها في إطار احترام مبدأ هرمية‬
‫القواعد القانونية‪ 33‬وكذلك يأتي هذا المقتضى مخالفا ً لما نصت عليه نفس المادة من الدستور‪،‬‬
‫والتي اعتبرت جميع القرارات اإلدارية سواء الفردية منها أو التنظيمية قابلة للطعن فيها أمام‬
‫الهيئة القضائية المختصة‪.‬‬

‫وجاء في حكم المحكمة اإلدارية بأكادير صادر بتاريخ ‪" ،1995/07/20‬تعتبر دعوى‬
‫اإللغاء بمثابة دعوى القانون العام إللغاء القرارات اإلدارية عموماً‪ ،‬أي يمكن أن توجه ضد أي‬
‫قرار إداري دونما حاجة إلى نص قانوني صريح‪ ،‬وحيث إنه ال يقبل وفقا ً لروح قانون ‪90.41‬‬
‫تحصين أي قرار من مراقبة قاضي المشروعية وحرمان المواطن في دولة الحق والقانون‬
‫ضمانا ً لحقوقه وحرياته من مراقبة أعمال اإلدارة عن طريق دعوى اإللغاء التي تمارسها هيئة‬
‫مستقلة عن اإلدارة وتتكون من قضاء تابعين للسلطة القضائية وال يخضعون للتسلسل الرئاسي‬
‫‪34‬‬
‫أو ألي نوع من الوصاية‪ ،‬ويستعملون اختصاصاتهم من أجل حماية المواطن واإلدارة معا ً"‪.‬‬

‫ومن هنا يمكن القول أن الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 29‬من ظهير التحفيظ العقاري غير‬
‫دستورية وبالتالي يمتنع على المحاكم اإلدارية تطبيقها‪ ،‬واعتبار المنع المقصود ينصرف للقضاء‬
‫العادي فقط‪.35‬‬

‫وقد كانت المحاكم اإلدارية بالمرصاد ضد هذا التحصين الغير دستوري كما يبدو حسب‬
‫مقتضيات الدستور الجديد‪ ،‬حيث صدرت أحكام ترفض تحصين القرارات اإلدارية من الطعن‬

‫‪- - 33‬سلسلة "األنظمة والمنازعات العقارية"‪ ،‬منشورات مجلة الحقوق‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫‪- - 34‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية عدد ‪ 27‬ص ‪ 255‬ورد في مستجدات التحفيظ العقاري‪ ،‬مرجع سابق ص ‪.29‬‬
‫‪- - 35‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.99‬‬

‫‪18‬‬
‫باإللغاء من بينها المحكمة اإلدارية بالرباط في حكم أصدره بتاريخ ‪ 21‬مارس ‪ ،362013‬يقضي‬
‫بأن حضر الطعن في قرار رفض التعرض يضل قاصرا في جميع األحوال على الطعن العادي‬
‫أمام المحاكم العادية وال يشمل الطعن باإللغاء أمام القضاء اإلداري الغير قابل للتحصين مطلقا ً‬
‫طبقا ً للفصل ‪ 118‬من الدستور‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬قرار إلغاء التعرض‬

‫منح المشرع الحق لكل من يدعي حقا ً على عقار قدم بشأنه مطلب تحفيظ‪ ،‬أن يتقدم‬
‫بتعرضه للمحافظة على حقوقه‪ ،‬لكي ال تشملها قاعدة التطهير‪ ،‬ويجب أن يكون هذا التعرض‬
‫مدعما ً بالحجج والمستندات التي تقويه وتدعمه وتجعله جدياً‪ ،‬وكذلك أداء الرسوم القضائية‪ ،‬التي‬
‫تترتب عليه حقوق المرافعة‪ ،‬ويجب أن يقوم بذلك قبل انصرام الشهر الموالي النتهاء أجل‬
‫التعرض وإال اتخذ المحافظ على األمالك العقارية قرارا باإللغاء حسب ما تم ‪،‬التنصيص عليه‬
‫في الفصل ‪ 32‬من ظهير التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن الفصل ‪ 32‬في صيغته المنسوخة كان يعطي االختصاص للمحكمة‬
‫االبتدائية بالنظر في قرارات رفض التعرض أو إلغائه بسبب عدم تقديم المتعرضين للوثائق أو‬
‫عدم كفاية الرسوم ‪ ،‬والرفض لغير هذه األسباب كان يخضع للطعن أمام المحكمة اإلدارية‪ ،‬لكن‬
‫هذا التمييز لم يحافظ عليه المشرع الجديد مما جعل االختصاص يرجع فيما يخص القرارات‬
‫الصادرة في التعرض خاضع للمحكمة اإلدارية المطلقة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬القرارات اإليجابية المتعلقة بالتشطيب‬

‫تشمل القرارات اإليجابية الصادرة عن المحافظ على األمالك العقارية والمتعلقة بالتشطيب‬
‫كل من التشطيب على حق عيني ثم التقييد االحتياطي‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قرار التشطيب على حق عيني‬

‫‪- - 36‬صادر في الملف رقم ‪ 2010/5/147‬غير منشور‪ ،‬ورد في سلسلة "األنظمة والمنازعات العقارية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.66‬‬

‫‪19‬‬
‫بالرجوع للفصل ‪ 6‬من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬نجده حصر الطعن أمام المحاكم االبتدائية‪،‬‬
‫في القرارات التي يرفض فيها المحافظ على األمالك العقارية تقييد حق عيني أو التشطيب عليه‪،‬‬
‫وبالتالي فما عدا هذه القرارات التي ال تختص فيها المحاكم المذكورة‪ ،‬بل يرجع أمر البت فيه‬
‫للمحاكم اإلدارية‪ ،‬باعتبارها صاحبة الوالية في دعوى اإللغاء الموجهة ضمن القرارات‬
‫اإلدارية‪ ،‬وذلك حسب قانون ‪ 41.90‬المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية‪ ،‬حيث يمكن لكل طرف‬
‫في مواجهة قرار بالتشطيب على حقه العيني‪ ،‬وإذا كان متأكد من صحة حقه أن يطعن في ذلك‬
‫القرار أمام المحكمة اإلدارية المختصة بموجب المادة ‪ 8‬من قانون إحداثها‪.‬‬

‫وهكذا جاء في قرار لمحكمة النقض صادر بتاريخ ‪" ،1998/12/03‬التشطيب على حق‬
‫‪37‬‬
‫عيني مسجل بالرسم العقاري يعتبر قرارا ً إداريا ً يطعن فيه أمام المحكمة اإلدارية المختصة"‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬قرار التشطيب على التقييد االحتياطي‬

‫أعطى المشرع الحق لكل شخص يدعي حقا ً على عقار محفظ أن يطلب تقييده احتياطياً‪،‬‬
‫في حالة ما إذا تعذر على صاحبه تقييده نهائياً‪ ،‬وذلك من أجل الحفاظ على المؤقت على رتبة‬
‫حقه في الزمن إلى حين استكمال الشروط القانونية من أجل التقييد التلقائي‪ ،‬وقد حدد المشرع‬
‫الحاالت التي تجيز التقييد االحتياطي بناء على ‪:‬‬

‫سند يثبت حق على عقار ويتعذر (على المحافظ تقييده على حاله)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أمر قضائي صادر عن رئيس المحكمة االبتدائية التي يقع العقار في دائرة نفوذها‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫نسخة من مقال دعوى في الموضوع مرفوعة أمام القضاء‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أيضا ً هناك بعض الحاالت الخاصة التي تجيز التقييد االحتياطي نظرا لوجود مصلحة‬
‫‪38‬‬
‫معينة‪ ،‬رأى المشرع حاجتها إلى الحماية‪.‬‬

‫‪ - 37‬مقتضيات ظهير التحفيظ العقاري على ضوء قرارات محكمة النقض‪ ،‬إصدارات محكمة النقض ‪، 2009‬ص ‪ ،130‬ورد في مستجدات‬
‫التحفيظ العقاري مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫‪ - 38‬من هذه الحاالت الخاصة مثال‪ :‬التقييد االحتياطي للعقد االبتدائي لبيع العقار في طور اإلنجاز‪ ،‬التقييد االحتياطي للرهن المؤجل‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ويدخل قرار التشطيب على التقييد االحتياطي‪ ،‬ضمن القرارات اإلدارية التي تخضع‬
‫‪39‬‬
‫لمراقبة القضاء اإلداري‪.‬‬

‫فالمحافظ ال يحق له التشطيب على التقييد االحتياطي المبني على تقديم نسخة مقال افتتاحي‬
‫لدعوى تتعلق باالستحقاق وبطالن التحفيظ وذلك قبل صدور حكم نهائي في الدعوى المعروضة‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬قرار رفض إرجاع نظير الرسم العقاري وقرار رفض تغيير اسم العقار المحافظ‬

‫أوال‪ :‬قرار رفع إرجاع نظير الرسم العقاري رغم انتهاء التقييدات‬

‫بعد انتهاء التقييدات يقوم المحافظ بإرجاع نظير الرسم العقار لصاحبه‪ ،‬وامتناع المحافظ‬
‫عن ذلك يجعل قراره مشوبا ً بشطط في استعمال السلطة‪ ،‬يجوز الطعن فيه باإللغاء أمام المحكمة‬
‫اإلدارية‪ ،‬وهذا ما جاء في قرار لمحكمة النقض صادر بتاريخ ‪ 1995/04/06‬إن امتناع‬
‫المحافظ من إرجاع رسم عقاري ألصحابه رغم انتهاء التسجيالت التي كانت سبب وضع الرسم‬
‫العقاري لدى المحافظ هو قرار إداري يتسم بالشطط في استعمال السلطة وقابل للطعن باإللغاء‬
‫لعدم وجود دعوى موازية أمام القضاء الشامل‪.40‬‬

‫وتجدر اإلشارة إن هذه الحالة تتعلق فقط برفض المحافظ إرجاع نظير الرسم العقاري‪ ،‬أما‬
‫الرفض الذي يكون مصدره األطراف فيجب الرجوع بخصوصه إلى الفصل ‪ 89‬من ظهير‬
‫التحفيظ العقاري والذي نظم هذه الحالة(حالة رفض اإلدالء بنظير الرسم العقاري(‪ ،‬وبالتالي ففي‬
‫حالة عدم اإلدالء بالنظير رفقة الطلب وكان يتعلق بحق يقتضي إنشاؤه موافقة المالك والحائز‬
‫لنظير الرسم العقاري‪ ،‬فهنا يجب على المحافظ أن يمتنع عن تقييد الحق موضوع الطلب إلى أن‬
‫يتم اإلدالء بالنظير‪.‬‬

‫‪-‬مستجدات التحفيظ العقاري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪. 103-102‬‬ ‫‪39‬‬

‫‪ - 40‬أمينة ناعمي‪ ،‬محمد الهيني‪" ،‬القواعد الموضوعية للرهن الرسمي اإلجباري فقها ً وقضاء"‪ ،‬دار القلم الرباط‪ ،‬منشورات مركز قانون‬
‫االلتزامات والعقود‪ ،‬كلية الحقوق بفاس‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2010 ،‬ورد في مستجدات التحفيظ العقاري مرجع سابق ص ‪.104‬‬

‫‪21‬‬
‫أما في الحاالت األخرى فالمحافظ ينجز التقييد ويبلغه للحائز مع إنذاره بتقديم النظير داخل‬
‫أجل ‪ 20‬يوماً‪.‬‬

‫ويمكن للمحافظ أن ينجز المطابقة كلما أتيحت له الفرصة في ذلك‪ ،‬وإذا لم يقم الحائز‬
‫للنظير بإيداعه داخل األجل الذي حدده المحافظ في اإلنذار‪ ،‬يبقى هذا النظير بدون قيمة إلى أن‬
‫يتم المطابقة بينه وبين الرسم العقاري‪ ،‬ويعمل المحافظ على إبالغ العموم بهذه الوضعية عن‬
‫طريق إعالن مختصر يغلق في المحافظة العقارية وبكل الوسائل المتاحة‪.‬‬

‫ويبقى لألطراف المعنية بالتقييد‪ ،‬الحق في اللجوء إلى المحكمة االبتدائية من أجل الحكم‬
‫بإيداع النظير بالمحافظة العقارية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬قرار رفض تغيير اسم العقار المحفظ‬

‫بالرجوع للفصل ‪ 52‬مكرر من ظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬نجده يجيز لمالك العقار أن يتقد‬
‫بطلب لتغيير اسم العقار المحفظ والذي جاء فيه "يمكن للمالك المقيد تغيير اسم العقار المحفظ‬
‫وفي حالة الشياع تكون الموافقة الصريحة لكافة الشركاء المقيدين ضرورية‪.‬‬

‫ينشر الطلب بالجريدة الرسمية ويقيد في سجل اإليداع بعد انصرام خمسة عشر يوما ً‪ ،‬من‬
‫تاريخ هذا النشر ويضمن االسم الجديد بالرسم العقاري وبنظيره‪ ،‬ويشار إليه الحقا ً في التقييدات‬
‫والوثائق"‪.‬‬

‫وبالتالي فما يستكشف من هذا الفصل أن المشرع أعطى الحرية لمالك العقار لكي يتقدم‬
‫بطلب لتعيير اسم عقاره دون أن يربط ذلك بشرط معين‪ ،‬وتعتبر هذه النقطة األخيرة من بين‬
‫المستجدات التي جاء القانون ‪ 14.07‬المغير والمتمم لظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬ولذلك فرفض‬
‫المحافظ على األمالك العقارية تغيير اسم العقار بعد االنحراف في السلطة‪ ،‬وبالتالي يجوز‬
‫‪41‬‬
‫للمعني باألمر الطعن في قرار المحافظ أمام المحكمة اإلدارية‪ ،‬ألن االنحراف في السلطة‬

‫‪ - 41‬نص المشرع على الحاالت التي يؤسس عليها الطاعن طلبه باإللغاء والتي جاءت حصرا ً وذلك في الفصل ‪ 20‬من قانون ‪41.90‬‬

‫‪22‬‬
‫يشكل أحد األسباب التي يمكن لطالب الطعن أن يؤسس عليه طلبه الرامي إلى إلغاء قرار‬
‫المحافظ المتعلق برفض تغيير اسم العقار‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬رفض تنفيذ األحكام الحائزة لقوة الشيء المقضي به ورفض إحالة مطلب‬
‫التحفيظ على المحكمة‬

‫أوال‪ :‬رفض تنفيذ األحكام الحائزة لقوة الشيء‬

‫يقصد باألحكام هي تلك القرارات الصادرة من المحاكم المشكلة تشكيال قانونيا ً في‬
‫النزاعات التي تطرح عليها‪ .‬واألحكام التي يجب تسجيلها هي األحكام التي اكتسبت قوة الشيء‬
‫المقتضى به‪ ،‬أي تلك األحكام النهائية التي أصبحت ال تقبل أي طريق من طرق الطعن المادية‬
‫وهي االستئناف و التعرض ‪ ،‬ويستوي في ذلك أن يكون الحكم نهائيا ً لصدوره في مرحلة‬
‫االستئناف‪ ،‬أو بفوات ميعاد الطعن فيه بهذا الطريق دون أن يطعن فيه في المرحلة االبتدائية‪.42‬‬

‫وينص الفصل ‪ 65‬من ظهير التحفيظ العقاري ‪ " 14.07‬يجب أن تشهر بواسطة التقييد في‬
‫الرسم العقاري‪ ،‬جميع الوقائع والتصرفات واالتفاقات الناشئة بين األحياء مجانية كانت أم‬
‫بعوض‪ ،‬وجميع المحاضر واألوامر المتعلقة بالحجز العقاري‪ ،‬وجميع األحكام التي اكتسبت قوة‬
‫الشيء المقضي به"‪.‬‬

‫كذلك الفصل ‪ 65‬مكرر "يحدد أجل إنجاز التقييد المنصوص عليه في الفصل ‪ 65‬في ثالث‬
‫أشهر ويسري هذا األجل بالنسبة للقرارات القضائية ابتداء من تاريخ حيازتها لقوة الشيء‬
‫المقضي به"‪.‬‬

‫ويتبين من ذلك أن األحكام التي تكون صادرة عن المحاكم واكتسبت قوة الشيء المقضي‬
‫به‪ ،‬تفرض على المحافظ أن يقوم بتقييد تلك الحقوق التي تم اكتسابها عن طريق ذلك الحكم‪.‬‬

‫المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية والتي تتجلى في كل من العيب في الشكل أو االنحراف في السلطة أو النعدام التعليل أو مخالفة القانون‬
‫فهذه كلها أسباب تجيز طلب الطعن باإللغاء‪.‬‬
‫‪ - 42‬محمد خيري‪ " ،‬العقار وقضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي"‪ ،‬ص ‪.125‬‬

‫‪23‬‬
‫وهذا ما قررته المحاكم اإلدارية في بعض قراراتها‪.‬‬

‫وقد استقر اجتهاد الغرفة اإلدارية بمحكمة النقض على أنه "يعتبر شططا ً في استعمال‬
‫السلطة امتناع المحافظ العقاري عن تقييد حكم نهائي حائز لقوة الشيء المقضي به"‪.‬‬

‫وحيث أنه من المستقر عليه فقها ً وقضاء أن األحكام الحائزة لقوة الشيء المقضي به هي‬
‫األحكام التي ال تقبل التعرض ال االستئناف‪ ،‬أي التي ال تقبل طريق من طرق الطعن‪ ،‬ال ينزع‬
‫هذه األحكام صفة اإلنتهائية وقوة الشيء المقضي به‪.‬‬

‫وحيث أنه بالنسبة للفصل ‪ 361‬من قانون المسطرة المدنية فإنه وكما استقر اجتهاد محكمة‬
‫النقض الغرفة اإلدارية في عدة قرارات فإن المقصود بعبارة التحفيظ العقاري مجموع‬
‫اإلجراءات المتعلقة بإنشاء رسم عقاري ال يزال في طور التحفيظ‪.‬‬

‫أما العقارات المحفظة فلها نظام خاص يتبع من الرسوم العقارية ولذلك فإنه ال تدخل ضمن‬
‫مقتضيات المصطلح المذكور مما يكون معه قرار المحافظ القاضي برفض تقييد الحكم النهائي‬
‫‪43‬‬
‫الحائز لقوة الشيء المقضي به المستدل بالشطط في استعمال السلطة‪.‬‬

‫ويتبين من ذلك أنه المحافظ الذي يرفض تقييد الحكم النهائي في مادة التقييد الحائز لقوة‬
‫الشيء المقضي به صدر في محكمة االستئناف ولو مع صيرورته قابال للطعن بالنقض‪ ،‬يعتبر‬
‫مشتطا ً في استعمال سلطته ‪ ،‬وقراره مشوب بعيب مخالفة القانون واجب اإللغاء‪ ،‬ألن الطعن‬
‫بالنقض يوقف التنفيذ في قضايا التحفيظ العقاري باعتبارها مجموع اإلجراءات المتعلقة بإنشاء‬
‫عقاري ال يزال في طور التنفيذ‪.‬‬

‫إن جميع قرارات المحافظ ذات الصلة برفض تنفيذ حكم قضائي راجعة الختصاص‬
‫المحاكم اإلدارية كيفما كان سببها سواء تعلق بالتقييد أو التشطيب‪.‬‬

‫‪ - 43‬قرار عدد ‪ 2001/06/28‬الدليل العملي لالجتهاد القضائي في المادة اإلدارية‪ ،‬منشور في المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪،‬‬
‫الجزء الثالث‪ ،‬ص ‪.393‬‬

‫‪24‬‬
‫ثانيا‪ :‬رفض إحالة مطلب التحفيظ على المحكمة‬

‫إن مسطرة التحفيظ من بدايتها تعتبر في األصل مسطرة إدارية إال أنه قد تتخللها المر حلة‬
‫القضائية في حالة وجود تعرضات على مطلب التحفيظ‪ ،‬وأن عدم التوصل إلى صلح يرضي‬
‫األطراف أو عدم رفع التعرض أو قبوله من طرف طالب التحفيظ يفيد تشبت كل طرف بمطالبه‬
‫ويقتضي األمر إحالة ملف التحفيظ على المحكمة المختصة للبت فيه‪.‬و‬

‫بالتالي فذلك يفرض على المحافظ إحالة المطلب على المحكمة المختصة‪ ،‬وإذا رفض ذلك‬
‫فقراره هذا يكون معرضا ً للطعن أمام القضاء اإلداري وهذا ما درج عليه القضاء اإلداري حيث‬
‫جاء في حكم للمحكمة اإلدارية بالرباط صادر بتاريخ ‪ 23‬مارس ‪" 2000‬أن قرار المحافظ على‬
‫األمالك الرافض لطلب إحالة ملفي مطلبي التحفيظ على المحكمة المختصة للبت فيه على اعتبار‬
‫أن مطلب التحفيظ الثاني هو بمثابة التعرض على المطلب األول يعتبر قرارا ً إداريا ً قابال للطعن‬
‫فيه عن طريق دعوى اإللغاء أما المحكمة اإلدارية"‪.44‬‬

‫الفقرة الخامسة‪ :‬قرار التحفيظ وتأسيس الرسم العقاري بين القابلية للطعن وغير القابلية‬
‫للطعن‬

‫إن ما تعلق بقرار المحافظ بخصوص تحفيظ العقار وإنشاء الرسم العقاري هناك من ينادي‬
‫بعدم قابلية الطعن وذلك استنادا إلى مقتضيات الدستور‪ ،‬وبين من ينادي بعدم قابلية الطعن وذلك‬
‫وفق الفصل ‪ 62‬من قانون التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫‪ - 44‬حكم عدد ‪ 3‬الدليل العلمي لالجتهاد في المادة اإلدارية‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية الجزء الثالث‪ ،‬رقم‬
‫‪،16‬مطبعة المعارف الجديدة الرباط الطبعة ‪، 2004،‬ص ‪.110‬‬

‫‪25‬‬
‫أوال‪ :‬قابلية قرار المحافظ بخصوص تحفيظ نشاء الرسم العقاري للطعن‬

‫لقد استند مؤيدو هذا اإلتجاه إلى مقتضيات الفصل ‪ 118‬من دستور ‪ 2011‬بأن "حق‬
‫التقاضي مضمون لكل شخص للدفاع عن حقوقه ومصالحه التي يحميها القانون‪.‬‬

‫كل قرار اتخذ في المجال اإلداري سواء كان إداريا ً أو فرديا ً يمكن الطعن فيه أمام الهئية‬
‫القضائية المختصة"‪.‬‬

‫ويستنتج من هذا النص أن جميع القرارات التي تكون إدارية وصادرة عن مؤسسة إدارية‬
‫تكون قابلة للطعن أمام الهيئة القضائية وال يمكن له اإلفالت من الرقابة‪ ،‬وهذا ما ينطبق على‬
‫قرارات المحافظ فهي وفق القواعد الدستورية تكون قابلة للطعن حتى ولو كانت محصنة بنص‬
‫تشريعي‪ ،45‬ويدعمون بمجموعة من القرارات التي صدرت بهذا الشأن‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار أصدرت المحكمة اإلدارية بفاس حكما ً يحمل رقم ‪ 97/1027‬في الملف‬
‫اإلداري رقم ‪ 97/10‬قضت فيه باختصاصها للنظر في القرار الصادر عن السيد المحافظ على‬
‫األمالك العقارية عن انتهاء التحديد لتأسيسه على إجراء باطل وبإلغائه‪ ،‬رغم انتهاء الرسم‬
‫العقاري المبني على هذا القرار‪ ،‬وقد تم تأييد هذا الحكم بمقتضى قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس‬
‫األعلى تحت رقم ‪ 736‬بتاريخ ‪ 1998/07/16‬في الملف اإلداري عدد ‪44‬و‪.461998/01/15‬‬

‫ثانيا‪ :‬قابلية التحفيظ وتأسيس الرسم العقاري للطعن‬

‫ويعتبر هذا الطعن هو الراجح ويستندون في ذلك على مقتضيات الفصل ‪ 62‬من قانون‬
‫‪ 14.07‬الذي ينص على أن الرسم العقاري نهائي وال يقبل الطعن‪ ،‬ويعتبر نقطة االنطالق‬
‫الوحيدة للحقوق العينية والتحمالت العقارية المتربة على العقار وقت تحفيظه دون ما عداها من‬
‫الحقوق غير المقيدة‪.‬‬

‫‪- - 45‬عبد الرزاق عريش‪ ،‬مقال بمجلة األمالك السنة ‪ ،2013-2012‬ص ‪.95‬‬
‫‪ - 46‬مقال للدكتور محمد النجاري رئيس المحكمة اإلدارية بوجدة‪ ،‬حكم عدد ‪ ،70‬منشورات مجلة الحقوق المغربية‪ ،‬سلسلة العمل القضائي‪،‬‬
‫عدد ‪ 1‬مارس ‪.2009‬‬

‫‪26‬‬
‫إن قرار المحافظ بشأن تحفيظ العقار وتأسيس الرسم العقاري يعتبر من أخطر القرارات‬
‫التي يتخذها المحافظ وذلك بعد إجراء مسطرة للتطهير يترتب عنها تأسيس رسم عقاري وبطالن‬
‫ما عداه من الرسوم‪ ،‬وتطهير الملك من جميع الحقوق السالفة غير المضمنة به‪ ،‬وهو قرار نهائي‬
‫غير قابل ألي وجه من أوجه الطعن‪. 47‬‬

‫أما إذا وقع ضرر بالغير جراء قرار التحفيظ‪ ،‬فإنه حسب الفصل ‪ 64‬من قانون ‪ 14.07‬ال‬
‫يمكنه المطالبة باستحقاق العقار عينا ً وإنما يبقى له الحق في التعويض فقط إذا كان يختل عملية‬
‫التحفيظ تدليس‪.‬‬

‫وقد كرس االجتهاد القضائي هذا المبدأ النهائي وعدم القابلية للطعن من خالل عدة قرارات‬
‫صدرت ‪.‬‬

‫كما في قرار لمحكمة النقض صادر بتاريخ ‪ 1998/04/01‬ال يمكن قانونا ً التشطيب على‬
‫الرسم العقاري وإعادة إجراء مسطرة التحفيظ ألن رسم الملك الناتج عن التحفيظ له صفة نهائية‬
‫وال يقبل الطعن وال اإللغاء ولو في حالة التدليس طبقا ً لما هو منصوص عليه بالفصل ‪ 64‬من‬
‫قانون التحفيظ‪. 48‬‬

‫وعن قرار آخر صادر عن المجلس األعلى سابقا ً القرار الصادر بتاريخ ‪ 21‬أبريل ‪1972‬‬
‫‪7111‬في الملف اإلداري رقم ‪ 18271‬الذي جاء فيه "أن إقامة الرسم العقاري له صفة نهائية‬
‫وال يقبل الطعن ويحسم كل نزاع بالعقار"‪.49‬‬

‫ومن خالل ما سبق يتبين أن الرأي الثاني هو السائد ألنه يؤدي إلى حماية الملكية ويحافظ‬
‫على القاعدة التي يؤسسها التحفيظ وهي قاعدة التطهير‪.‬‬

‫‪- - 47‬محمد الهيني‪" :‬الطعن في قرارات المحافظ العقاري"‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.84 :‬‬
‫‪- - 48‬مقتضيات ظهير التحفيظ العقاري على ضوء قرارات محكمة النقض‪ ،‬إصدارات محكمة النقض ‪، 2009‬ص ‪.88‬‬
‫‪- - 49‬قرار عدد ‪ 18271‬صادر عن المجلس األعلى سابقا ً ‪ 27‬أبريل ‪.1972‬‬

‫‪27‬‬
‫الفقرة السادسة‪ :‬الطعن في قرار التحديد اإلداري والطعن في المسؤولية المرفق عن األضرار‬
‫الناتجة عن عملية التسجيل‬

‫أوال‪ :‬الطعن في قرار التحديد اإلداري‬

‫تعتبر عملية التحديد من أهم مراحل التحفيظ‪ ،‬بل وأخطرها أحيانا ً ألنها هي المنطلق الذي‬
‫يثبت حالة العقار ماديا ً وقانونياً‪ .‬ذا كان هذا التحديد يهدف إلى تحديد العقار من الناحية المادية‬
‫والقانونية فإنه يهدف أيضا ً إلى ربط العقار موضوع التحديد من الناحية الهندسية بالخريطة‬
‫العامة للمنطقة‪ ،50‬وأن هذه العملية رغم ما يمكنه أن تساهم به من إعطاء قيمة للعقار وتحديده‬
‫ضرار إما لطالب التحفيظ أو أحد المتعرضين أو للغير‪،‬‬
‫ً‬ ‫يمكن أن يلحقها خلل أو عيب قد يسبب‬
‫فهي بالتالي تكون محل للطعن أمام القضاء اإلداري من قبل المتضررين ‪.‬‬

‫وقد صدرت عدة قرارات قضائية بهذا الشأن نذكر منها القرار الصادر على المجلس‬
‫األعلى حين حمل المسؤولية للمحافظ في عدم احترام اإلجراءات المقررة إلنجاز عملية التحديد‬
‫ورد فيه ما يلي‪" :‬إذا كان المشرع لم ينظم طريقة الطعن في مقرر اإلعالن عن انتهاء التحديد‬
‫لفسح المجال أمام الشروع في المرحلة اإلدارية الالحقة‪ ،‬فإنه اختصاص المحافظ على الملكية‬
‫العقارية وبالتالي فإنه قرار إداري يكون قابال للطعن باإللغاء‪ ،‬وأن المحكمة اإلدارية كانت‬
‫مختصة للنظر في طلب إلغائه‪ ،‬وأنه يمكن الطعن في جميع اإلجراءات المتخذة عن طريق‬
‫المحافظ والسابقة على إنشاء الرسم العقاري ما دام من شأنها أن تؤثر على مركز الطاعنين"‪.51‬‬

‫وهناك أيضا ً حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بالرباط ‪ 2007/01/16‬والذي استجابت فيه‬
‫لطلب إلغاء قرار المحافظ العقاري القاضي برفض إلغاء عملية التحديد المؤقت التي تمت في‬
‫غيبة المتعرض الطاعن لعدم استدعاءه رغم إعالن تعرضه على مطلب التحفيظ مما يعد خرقا ً‬
‫لمقتضيات الفصل ‪ 19‬من ظهير التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫‪- - 50‬محمد خيري‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.957‬‬


‫‪ - 51‬قرار عدد ‪ 736‬من تاريخ ‪ ،1998/07/16‬ملف إداري رقم ‪ ، 44‬ملف ‪50/5/1/98‬‬

‫‪28‬‬
‫ثانيا‪ :‬مسؤولية المرفق عن األضرار الناتجة عن عملية التسجيل أو التشطيب‬

‫إن جميع القرارات التي تكون صادرة عن المحافظ في إطار أدائه لمهام إدارية بخصوص‬
‫ما يتعلق بالتقييد أو التسجيل يمكن أن تتسبب في أضرار إما لطالب التقييد أو صاحب الرسم‬
‫العقاري وذلك إما ناتج عن تطبيق المقتضيات القانونية أو من خطأ أو تدليس‪ ،‬ونتيجة لهذا‬
‫الضرر الذي يلحق باألفراد يتسبب إحداث خلل في حقوق األفراد ولمعالجة األمر يسمح األفراد‬
‫بالمطالبة بالتعويض الذي أصابهم نتيجة ذلك التقييد أو التشطيب‪.‬‬

‫والسؤال المطروح في هذه الحالة من هي الجهة القضائية المختصة للبت في القضايا‬


‫المتعلقة بطلب التعويض بخصوص مسؤولية الدولة في تلك التقييدات أو التشطيبات؟‬

‫إن هذا اإلشكال قد حسمت فيه المحكمة‪ ،‬وذلك بمنح االختصاص للمحكمة االبتدائية للنظر‬
‫في دعاوى المسؤولية الشخصية عموما ً والمسؤولية الشخصية للمحافظ على وجه الخصوص‪،‬‬
‫فقد جاء في قرارها وهي بصدد تحديد جهة االختصاص للنظر في قضايا المسؤولية الشخصية‪،‬‬
‫حيث أن دعوى التعويض المقامة حاليا ً مبنية على المسؤولية الشخصية للمحافظ مما تكون معه‬
‫المحكمة االبتدائية المختصة للنظر في الطلب وليست المحكمة اإلدارية التي يضل اختصاصها‬
‫محصورا في المنازعات المتعلقة بالمسؤولية اإلدارية الناتجة عن األضرار الحاصلة بسبب‬
‫أعمال ونشاطات أشخاص القانون العام طبقا ً لمقتضيات الفصل ‪ 8‬من قانون ‪ 10.41‬المحدث‬
‫‪52‬‬
‫للمحاكم اإلدارية‪.‬‬

‫وكذلك هناك قرار صادر عن محكمة النقض بخصوص منح االختصاص للمحاكم اإلدارية‬
‫بما يتعلق بالخطأ المصلحي بتاريخ ‪ 2005/10/12‬والذي جاء في حيثياته حيث أن الدعوى‬
‫الموجهة ضد الدولة والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية من أجل التعويض عن الضرر يتمسك‬
‫المدعي بأنها نتجت عن خطأ مصلحي‪ ،‬كما أن المحافظ على األمالك العقارية أشار لرفع‬

‫‪ - 52‬قرار عدد ‪ 1046‬المؤرخ في ‪ 2008/07/06‬ملف إداري عدد ‪ 100/1/4/527‬منشور بمجلة المحاكم المغربية ‪،‬العدد ‪ ، 92‬ص ‪.128‬‬

‫‪29‬‬
‫المسؤولية الشخصية أن رفضه إيداع العمليات الهندسية التي تهم الرسم العقاري المعني مبني‬
‫على أساس قانوني‪.‬‬

‫وحيث أن الفصل ‪ 79‬من قانون االلتزامات والعقود أي في نطاق المسؤولية عن‬


‫اختصاص القضاء اإلداري عمال بالمادة ‪ 8‬القانون رقم ‪ 10.41‬المحدث للمحاكم اإلدارية‪،‬‬
‫فيكون الحكم المطعون فيه الذي انتهى إلى عكس ذلك قد خرق المادة ‪ 8‬المذكورة‪.53‬‬

‫خاتمة‬

‫في ظل السير البطيء لفض النزاعات الطارئة بشأن التحفيظ الذي يشكل عرقلة في حد‬
‫ذاته أمام تطبيق نظام التحفيظ العقاري يتحتم تدخل المشرع من أجل خلق مسطرة ناجعة لفض‬
‫المنازعات وذلك بالعمل على خلق محاكم عقارية تتوفر على قضاة متخصصين يتمتعون‬
‫بالكفاءة القانونية في هذا المجال تكون مهمتها تصفية النزاعات وإخراجها من حالة الجمود‬
‫الذي تتسم به والسهر باستمرار على تنفيذ المقتضيات القانونية المتعلقة بالتحفيظ العقاري‪.‬‬

‫‪- - 53‬قرار عدد ‪ 724‬المؤرخ في ‪ 2005/10/12‬منشور بمجلة األمالك‪ ،‬مقال لألستاذ لمحمد الهيني‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫الكتب‬
‫‪ ‬عبد العالي الدقوقي‪" :‬نظام التحفيظ العقاري بالمغرب بين النظرية والتطبيق‪-‬دراسة في االجتهاد‬
‫القضائي واالداري‪ ،"-‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،2020 ،‬الدار البيضاء‪.‬‬
‫‪ ‬عبد الخالق أحمدون‪" :‬نظام التحفيظ العقاري بالمغرب مقتضياته القانونية و إشكاالته الواقعية"‬
‫طوب بريس‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.2007،‬‬

‫‪31‬‬
‫‪ ‬محمد خيري‪ " :‬العقار و قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي من خالل القانون الجديد رقم‬
‫‪ 14.07‬المتعلق بالتحفيظ العقاري"‪ ،‬المساطر اإلدارية و القضائي للتحفيظ‪ ،‬مطبعة المعارف‬
‫الجديدة‪ ،‬الرباط‪ ،‬طبعة ‪ ،2014‬دار النشر المعرفة‪.‬‬
‫‪ ‬حسن البكوري‪ " :‬إشكاالت قانونية في التبليغ من خالل العمل القضائي‪ ،‬جمع وعرض ألهم األحكام‬
‫الصادرة عن المحاكم المغربية"‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء الطبعة األولى‪.2003 ،‬‬
‫‪ ‬محمد خيري‪ ":‬العقار و قضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي" دار النشر المعرفة‪ ،‬مطبعة‬
‫المعارف الجديدة الرباط‪ ،‬طبعة ‪.2018‬‬
‫‪ ‬ادريس الفاخوري و دنيا مباركة‪ ":‬نظام التحفيظ العقاري وفق القانون رقم ‪ ،"14.07‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬مطبعة الجسور‪ ،‬سنة ‪.2013‬‬
‫‪ ‬أمينة ناعمي‪ ،‬محمد الهيني‪" ،‬القواعد الموضوعية للرهن الرسمي اإلجباري فقها ً وقضاء"‪ ،‬دار‬
‫القلم الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪.2010 ،‬‬

‫الرسائل‬
‫‪ ‬فوزية الغاشي‪ " :‬قرارات المحافظ على الملكية العقارية بين إمكانية الطعن وحق التعويض"‪،‬‬
‫رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية و‬
‫االقتصادية و االجتماعية السويسي بالرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2011/2010‬‬
‫‪ ‬المرزوقي بشرى‪":‬الطعن في قرارات المحافظ بين اختصاص المحاكم العادية و المحاكم اإلدارية"‪،‬‬
‫رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬جامعة محمد األول كلية العلوم القانونية و‬
‫االجتماعية و االقتصادية وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2014/2013‬‬
‫‪ ‬إبراهيم داحا‪ ":‬الطعن في قرارات المحافظ على األمالك العقارية "‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في‬
‫قانون المنازعات العمومية بجامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية‬
‫واالجتماعية بفاس السنة الجامعية ‪.2015/2014‬‬

‫المقاالت‬

‫‪32‬‬
‫‪ ‬حسن مرشان "مالحظات حول تطبيق قواعد االختصاص النوعي"‪ ،‬مقال منشور بمجلة بمناسبة‬
‫الندوة الجهوية الثالثة اختفاء بالذكرى الخمسينية لتأسيس المجلس األعلى‪ ،‬مراكش ‪ 21/22‬مارس‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ ‬محمد النجاري رئيس المحكمة اإلدارية بوجدة‪ ،‬حكم عدد ‪ ،70‬منشورات مجلة الحقوق المغربية‪،‬‬
‫سلسلة العمل القضائي‪ ،‬عدد ‪ 1‬مارس ‪.2009‬‬
‫‪ ‬مقتضيات ظهير التحفيظ العقاري على ضوء قرارات محكمة النقض‪ ،‬إصدارات محكمة النقض‬
‫‪. 2009‬‬

‫الموقع اإللكتروني‪:‬‬
‫‪ http://www.abhtoo.net.ma‬‬

‫الظهائر والقوانين‬
‫‪ ‬لظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 12( 1331‬أغسطس ‪ )1913‬المتعلق بالتحفيظ العقاري‬
‫كما وقع تعديله و تتميمه بالقانون رقم ‪ 14.07‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪1.11.177‬‬
‫في ‪ 25‬من ذي الحجة ‪ 22( 1432‬نوفمبر ‪.)2011‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.91.225‬صادر في ‪ 22‬من ربيع األول ‪10(1414‬سبتمبر‪ )1993‬بتنفيذ‬
‫القانون رقم ‪ 41.90‬المحدث بموجبه محاكم إدارية‪.‬‬
‫‪ ‬القانون رقم ‪ 58.00‬المحدث للوكالة الوطنية للمحافظ العقارية والمسح العقاري بأن الوكالة‬
‫مؤسسة عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي‪.‬‬

‫المجالت‬
‫‪ ‬سلسلة األنظمة والمنازعات العقارية‪ ،‬اإلصدار الثاني‪ ،‬أبريل‪، 2018 ،‬الطبعة األولى‪.2010 ،‬‬
‫‪ ‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬الجزء الثالث‪ ،‬رقم ‪ ،16‬مطبعة المعارف الجديدة‪ ،‬الرباط‬
‫الطبعة‪.2004 ،‬‬

‫‪33‬‬
‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪.............................................................................................................‬‬
‫‪01 ...................‬‬

‫‪34‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الطعن في قرارات المحافظ العقاري أمام المحاكم‬
‫العادية‪04 ...................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الطعن في قرارات المحافظ الصادرة خالل مسطرة‬


‫التحفيظ‪04 ....................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الطعن في قرارات المحافظ الالحقة على تأسيس الرسم‬


‫العقاري‪06 .............................‬‬

‫أوال‪ -‬القرارات الصادرة بشأن التقييدات أو‬


‫التشطيبات‪06 ..........................................................‬‬

‫أ‪ -‬قرار المحافظ رفض‬


‫التقييد‪07 ..............................................................................................‬‬

‫ب‪-‬الطعن في قرار المحافظ بالتشطيب على حق عيني أو‬


‫رفضه‪09 ...............................................‬‬

‫ثانيا‪ -‬قرار المحافظ برفض تصحيح األخطاء‬


‫المادية‪11 ...................................................................‬‬
‫ثالثا‪ -‬قرارات المحافظ برفض تعويض نظير الرسم العقاري أو الشهادة الخاصة في‬

‫حالة‬
‫خاصة‪............................................................................................................ .‬‬
‫‪13 ............‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الطعن أمام القضاء‬


‫اإلداري‪15 ..........................................................................‬‬

‫‪35‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬قرارات رفض التعرض أو‬
‫قبولها‪16 ......................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬قرار رفض التعرض في مسطرة‬


‫التحفيظ‪16 ............................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬قرار رفض التعرض غير "القابل للطعن‬


‫القضائي"‪17 .............................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬قرار إلغاء‬


‫التعرض‪........................................................................................................‬‬
‫‪19‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬القرارات اإليجابية المتعلقة‬


‫بالتشطيب‪20 ................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬قرار التشطيب على حق‬


‫عيني‪20 .........................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬قرار التشطيب على التقييد‬


‫االحتياطي‪21 ............................................................................‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬قرار رفض إرجاع نظير الرسم العقاري وقرار رفض تغيير اسم العقار المحافظ‬
‫‪......‬‬
‫‪.................................................................................................................... .‬‬
‫‪22 .....................‬‬

‫أوال‪ :‬قرار رفع إرجاع نظير الرسم العقاري رغم انتهاء‬


‫التقييدات‪22 ................................................‬‬

‫‪36‬‬
‫ثانيا‪ :‬قرار رفض تغيير اسم العقار‬
‫المحفظ‪23 ...............................................................................‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬رفض تنفيذ األحكام الحائزة لقوة الشيء المقضي به ورفض إحالة مطلب‬
‫التحفيظ على‬
‫المحكمة ‪...........................................................................................................‬‬
‫‪24 ..................‬‬

‫أوال‪ :‬رفض تنفيذ األحكام الحائزة لقوة‬


‫الشيء‪24 ...........................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬رفض إحالة مطلب التحفيظ على‬


‫المحكمة‪26 .........................................................................‬‬

‫الفقرة الخامسة‪ :‬قرار التحفيظ وتأسيس الرسم العقاري بين القابلية للطعن وغير القابلية‬
‫للطعن‪..............................................................................................................‬‬
‫‪26 ..................‬‬

‫أوال‪ :‬قابلية قرار المحافظ بخصوص تحفيظ نشاء الرسم العقاري‬


‫للطعن‪27 ..........................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬قابلية التحفيظ وتأسيس الرسم العقاري‬


‫للطعن‪27 .................................................................‬‬

‫الفقرة السادسة‪ :‬الطعن في قرار التحديد اإلداري والطعن في المسؤولية المرفق عن األضرار‬
‫الناتجة عن عملية‬
‫التسجيل‪...........................................................................................................‬‬
‫‪29 .....‬‬

‫‪37‬‬
‫أوال‪ :‬الطعن في قرار التحديد‬
‫اإلداري‪29 ..................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬مسؤولية المرفق عن األضرار الناتجة عن عملية التسجيل أو‬


‫التشطيب‪30 ...................................‬‬

‫خاتمة ‪..............................................................................................................‬‬
‫‪32 ....................‬‬

‫الئحة‬
‫المراجع‪...........................................................................................................‬‬
‫‪33 ............‬‬

‫الفهرس ‪...........................................................................................................‬‬
‫‪36 ...................‬‬

‫‪38‬‬

You might also like