Professional Documents
Culture Documents
2187-نص المقال-7404-1-10-20211225
2187-نص المقال-7404-1-10-20211225
ملخص البحث:
الفلكلوريَّة.
العراف
الكلمات االفتتاحية :لميعة عمارة .الغرل .لو أنبأني ّ
113
LARQ Journal of Philosophy, Linguistics and Social Sciences Vol. ( 1) No.(44) year (2022)
The spinning in the book "Lw Anbaany Al Araf" by the poet Lamia Abbas Emara
Dr. Ahmed Kadhim Salman Al-Attab
Email: drahme72@gmail.com
Wasit University \ College of Arts\ Arabic Language Department
Abstract
Love is the mainstay of the human and emotional state. Love came as an expression of the
love that was subject to public life and affected by all the psychological and reality matters. And
the experience of the poet Lamia was not isolated from the nature of her environment in which she
lives, where its elements consisted of her culture, social religion, and her folkloric traditions.
114
م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ) 1ا ل ع د د ( ) 4 4ا ل س ن ة ( (2 0 2 2ب ح و ث ا ل ل غ ة ا ل ع ر ب ي ة
المقدمة:
خاصة،
اتية ّ ِ
وبتجاربه ال ّذ ّ ألنه متّصل بطبيعة اإلنسان، الغزل من أقدم الفنون ّ
الشعرّية عند العرب ،وأكثرها شيوعاً؛ ّ
القصصية
ّ وجسدياً ،وأبرزت عواطفها ومشاعرها ،وخفقات قلوبهم ،وعذاباتهم بأروع الّلوحات الوصفيَّة و
ّ روحياً
ّ المعشوق ،ووصفته
الحوارّية.
بالرجال ،وقد
غزل ّ
مهم في األدب العربي ،وهو شعر الشاعرات في التّ ّ
تنبع أهمية البحث في تسليط الضوء على جانب ّ
المنهج:
النتائج
ظاهرة ،واستقرائها ،ووصفها ،وتحليلها ،واستخالص ّ
يقوم على مالحظة ال ّ َّ
الوصفي الذي ُ
ّ
البحث المنهج
ُ اعتمد
َ
المرجوة.
عاطفياً
ّ الحب أقدم أسطورة اخترعها اإلنسان كي ال يشعر بالوحدة والملل ،وهو سلوك ثقافي قبل أن يكون شعو اًر
ّ
ّ
وفردياً ،وقبل الولوج في تمفصالت الغزل عند َّ
الشاعرة ال ُبَّد من تحديد ماهية العزل. ّ داخلياً
ّ
115
م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ) 1ا ل ع د د ( ) 4 4ا ل س ن ة ( (2 0 2 2ب ح و ث ا ل ل غ ة ا ل ع ر ب ي ة
(شبب بالمرأة:
غوية ،واجتمع المعنيان في معنى التّشبيب ،وقد جاء في لسان العربّ :
تالقح معنى الحب والغزل في المعاجم الّل ّ
الدافئة.
بتودد ،فضالً عن التغني بصفاتهن الجميلة ،ومشاعرهن ّ
النساء ،ومحاورتهن ّ
اللهو مع ّ
ٍ
لماض سعيد أو شقي ،وترك في الحب ،وهو استحضار
ّ الغزل هو أدب وجداني يعبر عن المشاعر واألحاسيس في مجال
ّ
الحميمية بين ال ّذكر
ّ فن قديم قدم العالقة اإلنسانية
العين دمعة ،وفي القلب لهفة أو حسرة ينظر غريب جورج د.ت ص ،9فهو ّ
المعنوي.
ّ الجسدي و
ّ التغزل بجمالها
الرئيس في الغزل هو حظوة األنثى باهتمام ال ّذكر بها ،و ّ
الجوهر ّ
الصد؛ إذ يعيش الحبيب معاناة دائمة الشعراء القصائد المطولة لعّلهم يفوزون برضا الحبيبة ،وكانت العالقة تحمل ّ
الرد و ّ أفرد ّ
1993ص."163
تتغزل برجل.
تعيشها ،وهذا باعث جديد في اللغة العربية ،فقّلما نجد امرأة ّ
الفني ليس في جميع تجّلياته ّإال ظاهرة (السيكولوجية الالشعورية تبرهن لنا برهاناً قاطعاً ال مراء فيهَّ ،
أن الخلق يقول فرويدّ :
ّّ
116
م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ) 1ا ل ع د د ( ) 4 4ا ل س ن ة ( (2 0 2 2ب ح و ث ا ل ل غ ة ا ل ع ر ب ي ة
بيولوجية نفسية وتعويضاً عن رغبات غريزية أساسية ظلت بال ارتواء بسبب عوائق من العالم الداخلي أو العالم الخارجي) "هال
لتأثيره ،وقد تعارضه ،والحياة االجتماعيَّة ترجع في األساس إلى نشاط العمليات الالشعورية والغريزية المختلفة لشخصية
اإلنسان ،فالعذرية شكل من أشكال المعارضة مع المجتمع َّالذي يحاول أن يخضع الذات ،ويريد تنازل الفرد عن طبيعته
األصلية.
هذا و َّ
إن ظاهرة الصراع النفسي احتلت جانباً كبي اًر في شعر الشاعر ،وكانت من أكثر الظواهر إلحاحاً في أدبها ،ولها أثر مباشر
لسيطرة انفعاالتها ،والعواطف على القصيدة الغز ّلية عند الشاعرة لميعة ،وهذا ما يتأتّى في قولها:
أغني
أنت ّ
لك َ
أنت هو الخالد
حبك َ
ّ
أغني
أنت ّ
لك َ
َ
الصمت
صوتك يختصر التّاريخ إلى أغوار ّ
117
م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ) 1ا ل ع د د ( ) 4 4ا ل س ن ة ( (2 0 2 2ب ح و ث ا ل ل غ ة ا ل ع ر ب ي ة
حبها ،وشكواها ،ووجدها بحبيبها َّالتي طالما برزت عذريتها من عدم تسمية حبيبها باسم صريح؛ إذ ّ
كنت فالشاعرة لميعة تعلن ّ
ّ
َّ
حبها لحبيبها يفوق حب الناس وأحزانهم لدى فراق األحبة،
العاطفي الذي تعيشه الشاعرة جعل وجدها ُيظهر ّ
ّ التمزق ّ
الروحي و إن ّ َّ
وده.
وغاية رضاها أن تفوز برضا المحبوب ،وتنال ّ
في غرفتي..
بل بحبسي
شباكها األحياء
أرقب من ّ
المشم ِ
س َّ الشاطئ
ملء ّ
...
من غرفتي
الحب أنا
أحكي عن ّ
ِ
ألمس، هوى لم
وعن ً
ٍ
كفيلسوف
ِ
يحتس "عمارة 1985ص" 98،99 لم
فالشاعرة لميعة تعمل جاهدة على نسيان حبيبها َّالذي جعلها تعيش في حالة يرثى لها ،ومن أجل الخالص من عذاباتها راحت
مزقت أحاسيسها
نفسياً ّ َّ
اخلي التي تعيش الشاعرة بسببها صراعاً ّ
ّ ّ
لكن مشاعرها الد
وكأنها لم تعشه من قبلّ ،
بالحبّ ،
ّ تنكر معرفتها
118
م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ) 1ا ل ع د د ( ) 4 4ا ل س ن ة ( (2 0 2 2ب ح و ث ا ل ل غ ة ا ل ع ر ب ي ة
معلوماً َّ
أن بينهما فرقاً شاسعاً ،وبعداً واسعاً.
ب -الحنين:
المقومات الحضاريَّة
الجماعي و ّ هوية الكيان
مهماً في إبراز ّ
الزمان والمحبوب ،وهذا البناء ّأدى دو اًر ّ
الفن ّي تتمّثل في المكان و ّ
ّ
ّ
لذلك المجتمع العربي ،وأصبح الحنين من عناصر هذا البناء بما يضيفه من أبعاد إنسانيَّة .ينظر" اليوسف1982 ،ص،"43
ّ
وهذا ما يتّضح في قول الشاعرة لميعة عمارة:
أنت..؟
لماذا عشْقتُ َك َ
عدت
مألت عيوني – فما ُ
َ لماذا
النادره؟
أبصر – بالمثل ّ
...
بالنظرة الخاسره
أراقب ّ
طيور
المحبين مثل ال ّ
ّ رفوف
لشب ِ
اك زنزانتي الفاخره ّ
119
م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ) 1ا ل ع د د ( ) 4 4ا ل س ن ة ( (2 0 2 2ب ح و ث ا ل ل غ ة ا ل ع ر ب ي ة
لماذا؟
ٍ
معجب وفي القرب أكثر من
جمالياً ،وقد
ّ وحساً عاطفيا أضفى عليه بعداً
اميةّ ،
اجيدية ،وحركات در ّ
بعث الحنين في ديوان الشاعرة لميعة عمارة أبعاداً تر ّ
تحن إلى حبيبها حنيناً يظهر أثره على بنية القصيدة برمتها ،فهي منذ البداية تتساءل (لماذا؟)؛ أي لماذا
الشاعرة لميعة عمارة ّ
ّ
يرد
وكأن حال لسانها ّ
الرغم من كثرة المعجبين بها؟ ّ
الرجل؟ وماذا فعل بقلبها حتى أسرها على ّ
هي؟ ولماذا وقعت في غرام هذا ّ
كل تساؤالتك هذه ،وفي بعد حبيبها عنها أصبحت الشاعرة كالسجينة
عليها فيقول :القلب عندما يخفق يا عزيزتي لن تقف أمامه ّ
َّالتي وضعت في زنزانتها ،فعانت م اررة الحياة ،وشظف العيش؛ لذلك نجدها تناجي حبيبها عبر المكان َّالذي رسمت من خالله
داخلياً
ّ وكأنها تعيش صراعاً
النهاية للحياةّ ، الزمن األبدي في العشق َّ
بأنه البداية و ّ صورة رائعة لجمال المعشوقّ ،
وعبرت عن ّ
بينها وبين نفسه من جهة ،وبين حياتها وموتها من جهة أخرى ،فالحنين عند الشاعرة كان أقوى من خوض حرب مع األعداء.
الجنسية اإلباحية َّالتي هي في نهاية األمر أهداف أنانية إلى أهداف ذات طابع حضارّي تصبح فيه األنا بمتطّلباتها الغريزية من
ال "بلوحي ،2000ص ."123أي أن يتّخذ التسامي العذري منحى ّفنّياً في تصويره لجسد
بناء متكام ً
أجل بناء (النحن) ً
السكينة والسعادة الكاملة ،وغلبة الحياء على طغيان النفس الحيواني هي ناتجة من التربية
مؤدية إلى حالة من ّ
الجماعية ّ
ّ الروح
ّ
أُسائل نفسي:
...
رت،
تذ ّك ُ
راعدة ...بارقة
الجو
في ّ
نرى َّ
أن الشاعرة لميعة عمارة في تقلب األحوال تظهر ثباتاً وصموداً وإيماناً بالخالق ،وخوفاً منه ،فهي تخاف اللقاء في الليالي؛
وتصرح بغزلها عبر لسان صريح متجاوز الحدود والفواصل ،وتبوح بمكنونات
ّ تتغزل بالمحبوب (ال ّذكر)،
قّلما نجد شاعرة (أنثى) ّ
عنهن هذا
ّ إلى جانب صفاته وعالقاتها الغرامية مع الرجل ،ولهذا اتّسم غزلهن بخصوبة الخيال ،وأكثر الشاعرات اللواتي صدر
الصراحة والجرأة في ممارسة العشق من دون خجل أو خوف من القيود االجتماعيَّة دليل على الحرية التي تمتّعت بها المرأة،
إن َّّ
بالشوق ،ووصف
ومن المعاني المتداولة في هذا المجال طلب الخلوة بالحبيب ،ووصف اللقاء ،والشكوى من الفراق ،والتّصريح ّ
العراف
لو أنبأني ّ
خرساء أصلي
لتظل حبيبي.
ّ
َّ
أن حبيبي
َّ
أن حبيبي في الّليل الّثلجي
ّ
مس
الش ْ
سيأتيني بيديه ّ
122
م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ) 1ا ل ع د د ( ) 4 4ا ل س ن ة ( (2 0 2 2ب ح و ث ا ل ل غ ة ا ل ع ر ب ي ة
ئتاي
لم تجمد ر َ
ٍ
لشيء في ُّ
الدنيا لم ِ
أبك
وجمعت دموعي
الدمع
كل ُّّ
بأحبة كثر قبل أن تعشق هذا الحبيب ،وكانت تتمنى َّأنها لو لم تعرف تصرح صراحة واضحة َّأنها ّ
تغزلت ّ الشاعرة لميعة عمارة ّ
حبه في قلب
فيشتد ّ
ّ ظالم ،له عيون ساحرة ،ويجتمع فيه وجهه النور والشمس،
أحداً قبله ،فهو موضع طلوع القمر تحت ال ّ
صورت َّ الشاعرة حتى ال تستطيع السيطرة على حبها الكبير؛ ذاك الحب َّالذي َّ
يتعدى الحدود حتى أعراف المجتمع وتقاليده ،وقد ّ
فالدفء َّالذي تسعى إليه يفوق دفء الشمس ،وح اررة األكوان. ليلته من دونه بالّثلج ،وهو َّالذي يمنحها ّ
الدفء ،لكن ّأيما دفء؟ ّ
الشيء؛
اإلباحية بعض ّ
ّ ذوقية بألفاظ تقترب من
عبرت عن صورة شعرّية ّ
الشعريَّة قد ّ َّ
إن الشاعرة لميعة عمارة في هذه المقطوعة ّ
وتلون نغمة العاطفة بين حزن ينبعث بسبب فراق الحبيب وهجرانه ،وتحّلق القلب وطيرانه فرحاً عندما تستبشر بقربه
عاطفتهاّ ،
ولقائه.
السفر لتكافح
تتورط مهالك ّ
وبينها) ،فالشاعرة ّ
امية (الحبيبة رمز الحياة ،والفراق موت يحدثه ظعن الحبيبة ُ
الدر ّ
النظرة ّ َّ
إن في ّ
السرمدية في أبديتها، الموت ،وتنال فوز الحياة ،وكذلك ترى شاعرة العذري في حبيبته البداية و ّ
النهاية والحياة بكاملها ،بل ّ
والمحبوب هو المركز الحنيني بين العناصر الثالثة ينظر "بلوحي ،2000ص ،"65فنرى الشاعرة لميعة عمارة ال تطيق الصبر
ّ
عن حبيبها ،وتعد بينونة الحبيب موتاً وتشكو الفراق ،فتقول:
123
م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ) 1ا ل ع د د ( ) 4 4ا ل س ن ة ( (2 0 2 2ب ح و ث ا ل ل غ ة ا ل ع ر ب ي ة
تلملمت
ُ
جس مكانك
راحت ذراعي ت ّ
مكانك ال ههنا
رت
قد تذ ّك ُ
عليها.
أال احسدنني
إنني
العقلية ،وهذا
ّ إن عشق الشاعرة لمعشوقها يرتبط بأقوى دافع عاطفي لديها ،يتمّثل في قلبها َّالذي يعمل على تعطيل مبدأ اإلرادة
َّ
ومتمنية وصاله.
ّ
124
م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ) 1ا ل ع د د ( ) 4 4ا ل س ن ة ( (2 0 2 2ب ح و ث ا ل ل غ ة ا ل ع ر ب ي ة
الشعرّي برزت سيطرة العشق على العاشقة عبر تعطيل مبدأ اإلرادة لديها ،فأصبحت ال حول لها وال قوة في
ص ّ الن ّ
في هذا ّ
وشهوة العشق.
النفس:
و -تعذيب ّ
ذين يهوون "تعذيب َّ تعمداً كانت وراءه دوافع الالوعي َّ
كأنها من العصابيين ال َ تتعمد التّشبيب بالمحبوب ّ
الشاعرة لميعة عمارة ّ
مهماً من
يشكالن جزءاً ّ التل ّذذ باأللم والعذابَّ ،
وكأن هذين العاملين ّ لمجرد االستمتاع و ّ
ّ النفس
كانت تميل ميالً شديداً إلى تعذيب ّ
نتلمس في قولها:
امية العذرّية عند الشاعرة ،وهذا ما ّ
عنف التّجربة الغر ّ
ونزوة
سوف تذهب.
لست ّأيوب،
للحب
ّ أن تراني وحشيَّة التّوق
125
م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ) 1ا ل ع د د ( ) 4 4ا ل س ن ة ( (2 0 2 2ب ح و ث ا ل ل غ ة ا ل ع ر ب ي ة
عني
أبعد الشعلتين – ك ّفيك – ّ
...
طرق ّ
الصعبة؛ َّ
ألن حبها حق، ص تسعى إلى وصال حبيبها ،لكنها تقع نفسها في المهالك وال ّ
الن ّ
الشاعرة لميعة عمارة في هذا ّ
لكنها تلت ّذ من هذا العذاب والفداء في طريق المحبوب تارة ،وفي وجهي المحبوب تارة أخرى ،فالشاعرة في غزلها هذا أصبحت
تعبر عن مشاعرها بأصدق المعاني. هي العاشقة ،والرجل هو المعشوق ،ويغلب على غزلها روح العذاب والمعاناة واأللمّ ،
لكنها ّ
خاتمة:
األول
الفنّية السابقة لشعر الشاعرة لميعة عمارة قد تبلورت في اتّجاهين متعارضين؛ تمّثل االتّجاه ّ
يتّضح من خالل القراءة ّ
الصريح
اخلي ،والحنين ،بينما برز اتّجاه الغزل اإلباحي و ّ بالغزل العفيف العذرّي ،وجاء ذلك عبر الوجع العشقي ،واالنشطار َّ
الد
ّ
تعمداً كانت وراءه دوافع الالوعي َّ
كأنها من العصابيين تتعمد التّشبيب بالمحبوب ّ
في الجرأة في التّعبير ،والتّ ّفنن بتعذيب ال ّذاتّ ،
اجية ال ّذاتية ،وموقفها من األحداث وظروفها النفسيَّة اضافة الى واإلطماع باإلقصاء َّ
وكأن الشاعرة كانت تعيش حالة من االزدو ّ
امية .
اجيدية ،وحركات در ّ
بعث الحنين في ديوان الشاعرة لميعة عمارة أبعاداً تر ّ
مادة (شبب)
المخصص ،دار المعارف ،القاهرة ،مصر1999 ،مّ ،
ّ ابن سيده، .1
الجبوري ،يحيى ،الشعر الجاهلي :خصائص وفنونه" ،ومنشورات جامعة قارنيوس ،بنغازي ،ليبيا ،ط1993 ،6 .4
ّ
الركابي ،جودت ،في األدب األندلسي ،دار المعارف ،القاهرة ،مصر1970 ،م
ّ .5
ّ
126
م ج ل ة الر ك ل ل ف ل س ف ة و ا ل ل س ا ن ي ا ت و ا ل ع ل و م ا ال ج ت م ا ع ي ة ا ل م ج ل د ( ) 1ا ل ع د د ( ) 4 4ا ل س ن ة ( (2 0 2 2ب ح و ث ا ل ل غ ة ا ل ع ر ب ي ة
غريب ،جورج ،الغزل "تاريخه وأعالمه" ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،بيروت ،لبنان ،د.ت .7
اليوسف ،يوسف ،الغزل العذري "دراسة في الحب المقموع ،دار الحقائق ،بيروت ،لبنان1982 ،م .9
127