Professional Documents
Culture Documents
في مبحث شروط االرث ،أشار صاحب العذب رحمه هللا أن شروط االرث ثالثة:
وبيت المنظومة:
وعند شرح الشرط الثالث ،قال (:ويلزم القاضي العلم بالجهة المقتضية لإلرث من زوجية أو
والء أو قرابة وتعين جهة القرابة من بنوة وأبوة وأمومة وأخوة وعمومة ،والعلم بالدرجة التي
اجتمع الميت والوارث فيها)
ثم موضع الشاهد الذي أريد ابرازه وعقب عليه صاحب العذب أنه" قول أكثر الفرضيين"
قوله(( :فال يقبل القاضي الشهادة مطلقة بأن يشهد الشاهد أنه وارثه ،الختالف العلماء في تقديم
بعض الورثة على بعض كما في الجدات وفي الجد واالخوة ،وفي ذوي االرحام ،فربما ظن
الشاهد َمن ليس بوارث وارثا ،هذا ما يقتضيه كالم المصنف رحمه هللا
(يقصد الشيخ صالح البهوتي صاحب منظومة عمدة كل فارض)
اخوتي الكرام :من عادة صاحب العذب رحمه هللا أن يشير ويخصص فيقول وهذا عند الحنفية أو
المالكية او الشافعية
فلذلك قوله " وهو قول أكثر الفرضيين " مطلقا دون قيد تحتمل الفرضيين من كل المذاهب
ألن القضية فرضية وهم أهل االختصاص فيها
وهذا واضح من قوله (فربما ظن الشاهد من ليس بوارث وارثا) وهذه ال تغيب عن السادة
الفرضيين
وعقب بقوله( :أما نصوص فقهائنا فليست كذلك قال في المنتهى في كتاب الشهادات)
وهنا وقفتان:
( )١يقصد ب "فقهائنا " هنا السادة الحنابلة رحمهم هللا ألن صاحب العذب رحمه هللا حنبلي
و ب "فليست كذلك" أي بخالف "قول أكثر الفرضيين" الذي سبق
لمؤلفه الشيخ تقي الدين محمد بن أحمد بن عبد العزيز الفتوحي الحنبلي ( ت ٢٧٢هـ) رحمه هللا
وقد جمع في كتابه بين كتابين جليلين من كتب المذهب الحنبلي ،وهما كتابا " المقنع" للعالمة عبد
هللا بن أحمد بن قدامة رحمه هللا،
و"التنقيح" للعالمة علي بن سليمان المرداوي رحمه هللا
المهم
أعود الى النص الذي أورده صاحب العذب نقال عن المنتهى في كتاب الشهادات:
غيرهُ" ،أو قاال" :في هذا البلد" سواء كانا
((ومن ادعى إرث َميِّت فشهدا " :أنه وارثه ال يعلمان َ
س ِّل َم إليه بغير كفيل ،وبه ان شهدا بإرثه فقط))انتهى
من أهل الخبرة الباطنة أو ال ُ
وعقب بقوله( :ولعل ما قاله المصنف رحمه هللا :فيما اذا كان المدعي مع وارث ُم َحقَق
( )١قوله " نصوص فقهائنا ليست كذلك" ثم إيراده هذا النص يوحي ان هذا قول السادة فقهاء
الحنابلة
والحقيقة وهللا أعلم غير ذلك
فهذا النص هو بعض نص مقتطع من نص أورده االمام أبو الخطاب الكلوذاني رحمه هللا واحتمل
عدم قبوله اذا جاء ِّم َمن ليسوا من أهل الخبرة الباطنة ،ورده ان جاءت بالقيد المذكور "في هذا
البلد"
ورده االمام ابن قدامة رحمه هللا في المغني
كما سيتضح بعد قليل عندما أُور ُد نص المغني
( )٢ويُفهم من النص أنه عند فقهاء الحنابلة رحمهم هللا أن القاضي يسلم ل ُمدعي االرث إرثه لو
كان الشاهدان من غير أهل الخبرة الباطنة
س ِّل َم إليه بغير كفيل"
"سواء كانا من أهل الخبرة أو ال ُ
سلم االرث للمدعي بغير كفيلأي ُ
يرد اشكال كيفية تسليم القاضي االرث لل ُمدعي بدون كفيل بشهادة َمن هما ليسا من أهل
وهنا ِّ
الخبرة
وستتضح هذه النقطة مع السابقة عند ايراد نص المغني
( )٣وقول صاحب العذب (ولعل ما قاله المصنف رحمه هللا :فيما اذا كان المدعي مع وارث
محقق)
يشير الى ان القاضي ال يقبل الشهادة مطلقا وهو أكثر الفرضيين محمول على انه هناك وارث
محقق مقابل ذلك المدعي
(َ )٢من عاشر الميت حضرا وسفرا ،أو سرا وعلنا ،وكانا ممن يطلع على باطن حاله اذا نكح أو
تسرى -نهاية المطلب في دراية المذهب لإلمام الجويني ٧/١٣٣
وبعد أن استشكلتُ أن النص الذي أورده صاحب العذب ونسبه للمنتهى وتسليم المدعي ارثه ولو
كان الشاهدان من غير أهل الخبرة الباطنة
وكان ال بد لي من مزيد بحث
فذهبت الى البحر
الى المغني وابن قدامة رحمه هللا
وبعض تعليق للعبد الفقير أعتذر عنه مسبقا ( هو فهمي راجيا من الجميع التعقيب والتصويب)
فصل (وإذا شهد عدالن ان فالنا مات وخلف من الورثة فالنا وفالنا ال نعلم له وارثا غيرهما
قبلت شهادتهما وبهذا قال ابو حنيفة ومالك والشافعي والعنبري)
اذن هو قول الفقهاء االربعة رحمهما هللا بقبول شهادة العدلين ان ال وارثا غيرهما
(وقال ابن ابي ليلى ال تقبل حتى يبينا أنه ال وارث له سواهما ،ولنا) لنا هو قول ابن قدامة أي
الراجح عندنا الحنابلة (أن هذا ال يمكن علمه فيكفي الظاهر مع شهادة االصل بعدم وارث آخر)
ثم يأتي ابن قدامة بقول ابي الخطاب الكلوذاني من كتابه الهداية
(قال ابو الخطاب سواء كانا من أهل الخبرة الباطنة أو لم يكونا ويحتمل) كأنه يرد الذين من غير
أهل الخبرة( ان ال تقبل اال من أهل الخبرة الباطنة الن عدم علمهم بوارث اخر ليس بدليل على
عدمه بخالف اهل الخبرة الباطنة فان الظاهر انه لو كان له وارث اخر لم يخف عليهم وهذا قول
الشافعي)
ثم ينتقل الى نقطة أخرى وهي لو أن الشاهدان أضافا قيدا الى كالمهما
فقاال :ال نعلم له وارثا بهذه البلدة او بأرض كذا
وبذلك يتضح عدم دقة ما ورد في كتاب المنتهى للفتوحي وأورده صاحب العذب وقال (وأما
نصوص فقهائنا فليست كذلك في المنتهى)
فيفهم من هذا أن هذا ليس المعتمد في المذهب الحنبلي ورده ابن قدامة
وبهذا النص من االمام ابن قدامة رحمه تتضح الصورة أكثر وهللا أعلم
ملخص ما سبق في قبول القاضي لشهادة شاهدان ان فالنا وارث ال نعرف غيره:
( )١قول أكثر الفرضيين ان القاضي ال يقبل الشهادة مطلقا الن الشاهد قد يظن من ليس بوارث
وارثا ( ألنه ليس متخصصا في علم الفرائض)
وهذا شرح صاحب العذب وأنه مقتضى كالم المصنف صاحب المنظومة
( )٢ما أورده صاحب العذب من المنتهى ليس هو بقول المذهب الحنبلي فقد رده ابن قدامة في
المغني .هذا إذا افترضنا ان قوله (واما نصوص فقهائنا فليست كذلك) عنى بها فقهاء المذهب
الحنبلي وهو لم يقيد
( )٣رد االمام ابو الخطاب واالمام ابن قدامة شهادة الشاهدان ان قيدا قولهما ال نعلم وارثا غيره
ب (في هذا البلد او في أرض كذا)
( )٤رجح االمام ابو الخطاب عدم قبول شهادة الشاهدان ان كانا من غير أهل الخبرة الباطنة الن
اهل الخبرة الباطنة ال يخفى عليهم ان كان للميت وارث اخر
وقال :هذا قول الشافعي
وهذا الرأي من أبي الخطاب الحنبلي والشافعي رحمهما هللا قريب من قول " أكثر الفرضيين"
( )٥صدر االمام ابن قدامة المسألة بقبول شهادة العدلين ان فالنا فالنا وارثين ال نعلم له وارثا
غيرهما ونسبه أيضا الى أبي حنيفة ومالك والشافعي
اخوتي الكرام
ما سبق جهد المقل وفهم القاصر
مرفق مع الرسالة:
( )١نص الفائدة من العذب الفائض
( )٢نص المسألة في المغني البن قدامة
( )٣نص المنتهى لإلمام الفتوحي
( )٤نص المسألة وتعريف اهل الخبرة الباطنة ومواضع ورودها في نهاية المطلب في دراية
المطلب لإلمام الجويني
( )٥نص االمام أبي الخطاب في الهداية
( )٢تعريف الخبرة الباطنة في الكافي البن قدامة
وأخيرا
قد أكون أوردت اسم االمام او العالم دون ترحم او ترضي عليه رضي هللا عنهم جميعا ورحمهم
هللا وهذا من الغفلة أثناء الطباعة فمعذرة
وأعتذر عن االطالة
فالبالغة االيجاز
وأنَّى البالغة البن معروف
وبرضو
دمتم للمواريث محبين
أحمد معروف
٧/٢/٢٢٢٢
أعاله نص المسألة والفائدة من العذب الفائض
أعاله النص في المنتهى لإلمام الفتوحي والذي أورده صاحب العذب
أعاله نص المسألة في المغني البن قدامة
أعاله المسألة في نهاية المطلب لإلمام الجويني وتعريف أهل الخبرة الباطنة ومواضعها
أعاله نص المسألة في الهداية ألبي خطاب
أعاله تعريف أهل الخبرة الباطنة في الكافي البن قدامة