You are on page 1of 2

‫الحمد ‪ .

‬الذي ھدانا لإلسالم والصالة والسالم‬


‫وسئلت اللجنة الدائمة لإلفتاء عن حكم سب ‬ ‫على أشرف األنبياء والمرسلين‪ ،‬نبينا محمد‬ ‫المطويات الدعوية‬
‫فقالت‪:‬‬ ‫وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬وبعد‪:‬‬ ‫)‪(13‬‬
‫سب الدين واالستھزاء بشيء من القرآن والسنة‬ ‫فإن نعم  عظيمة وآالءه جسيمة وأعظم النعم‬
‫واالستھزاء بالمتمسك بھما نظ ًرا لما تمسك به‬ ‫وأجلھا منزلة نعمة اإلسالم التي من  بھا‬
‫كإعفاء اللحية وتحجب المسلمة؛ ھذا كفر إذا‬ ‫علينا وخصنا بھا‪.‬‬
‫صدر من مكلف‪ ،‬وينبغي أن يبين له أن ھذا كفر‬
‫فإن أصر بعد العلم فھو كافر‪ ،‬قال  تعالى } قُلْ‬ ‫و في ھذه الورقات بيان لخطر سب  أو الدين‬
‫سولِ ِه ُك ْن ُت ْم َت ْس َت ْھ ِز ُئونَ {} َال‬ ‫أَ ِب َّ ِ‬
‫ا‪َ .‬وآ َيا ِت ِه َو َر ُ‬ ‫وخطورته حتى ننصح من نراه يفعل ذلك ونعلمه‬
‫َت ْع َت ِذ ُروا َقدْ َك َف ْر ُت ْم َب ْع َد إِي َما ِن ُك ْم {‬ ‫موطن الخير وندله على طريق التوبة‪.‬‬
‫قال شيخ اإلسالم ابن تيمية رحمه  ‪ ) :‬إن‬
‫حكم سب  أو الدين‬
‫اللجنة الدائمة لإلفتاء‬ ‫سب  أو سب رسوله كفر ظاھراً وباطنا ً سواء‬
‫كان الساب يعتقد أن ذلك محرما أو كان مستحال‬
‫سب الدين ‪ -‬والعياذ با‪ - .‬كفر بواح بالنص‬ ‫له أو ذاھال عن اعتقاده؛ ھذا مذھب الفقھاء‬
‫واإلجماع؛ لقوله سبحانه‪ } :‬أَ ِب َّ ِ‬
‫ا‪َ .‬وآ َيا ِت ِه‬ ‫وسائر أھل السنة القائلين بأن اإليمان قول‬
‫سولِ ِه ُك ْن ُت ْم َت ْس َت ْھ ِز ُئونَ {} َال َت ْع َت ِذ ُروا َقدْ َك َف ْر ُت ْم‬
‫َو َر ُ‬ ‫وعمل[ ) الصارم المسلول ‪.(955/3‬‬
‫َب ْع َد إِي َما ِن ُك ْم { اآلية )‪ ، (1‬وما ورد في معناھا‪،‬‬ ‫إعداد‬
‫ويجب أن ينصح وينكر عليه ذلك‪ ،‬فإن استجاب‬ ‫وقال ابن راھويه‪ ) :‬قد أجمع المسلمون أن من‬
‫فالحمد ‪ ،.‬وإال فال يجوز أن يبدأ من يسب الدين‬ ‫أبي أسامة سمير الجزائري‬
‫سب  أو سب رسول  أنه‪ ..‬كافر بذلك وإن‬
‫بالسالم‪ ،‬وال يرد عليه إن بدأ‪ ،‬وال تجاب دعوته‪،‬‬ ‫كان مقراً بما أنزل (‪.‬‬
‫كامال حتى يتوب أو ينفذ فيه‬ ‫ً‬ ‫ھجرا‬
‫ً‬ ‫ويجب ھجره‬ ‫مالحظة‪:‬‬
‫حكم  بالقتل من جھة ولي األمر؛ لقول النبي‬ ‫قال القاضي عياض‪ ) :‬ال خالف أن ساب ﷲ‬
‫صلى  عليه وسلم‪ » :‬من بدل دينه فاقتلوه «‬ ‫تعالى من المسلمين كافر حالل الدم(‪.‬‬ ‫يحق ألي مسلم االستفادة من مطوياتي بأي وجه‬
‫)‪ (2‬خرجه البخاري في صحيحه من حديث ابن‬ ‫دون الرجوع إلي وال تنسونا من دعائكم‪.‬‬
‫عباس رضي  عنھما‪ ،‬وال شك أن المنتسب‬ ‫وقال أحمد في رواية عبد ﷲ في رجل قال لرجل‪:‬‬
‫لإلسالم إذا سب الدين فقد بدل دينه‪.‬‬ ‫) يا ابن كذا و كذا ‪ -‬أعني أنت ومن خلقك‪ :‬ھذا‬
‫‪ ).‬مرتد عن اإلسالم تضرب عنقه(‪.‬‬
‫اللجنة الدائمة لإلفتاء)‪(3419‬‬
‫وقال ابن قدامة‪ ) :‬من سب ﷲ تعالى كفر‪ ،‬سواء‬
‫كان مازحا ً أو جادا(‪ً.‬‬
‫االستھزاء بھما كفر مخرج عن الملة‬ ‫وسلم لما سئل‪ » :‬أي الذنب أعظم؟ قال‪" :‬أن‬ ‫وسئلت اللجنة الدائمة لإلفتاء الفتوى رقم‬
‫ومع ذلك فإن ھناك مجاالً للتوبة منه ‪ ،‬لقول ‬ ‫تجعل ‪ .‬ندًا وھو خلقك « الحديث متفق على‬ ‫)‪:(7150‬‬
‫تعالى ‪ ) :‬قُلْ‬ ‫صحته‪.‬‬ ‫س‪ :2‬يقال‪ :‬إن الردة قد تكون فعلية أو قولية‪،‬‬
‫َيا ِع َبادِي ا َّلذِينَ أَ ْس َرفُوا َع َلى أَ ْنفُسِ ِھ ْم ال َت ْق َن ُطوا‬ ‫ومن ذلك سب  ورسوله واالستھزاء بالدين‪،‬‬ ‫فالرجاء أن تبينوا لي باختصار واضح أنواع‬
‫مِنْ َر ْح َم ِة‬ ‫ومن ذلك جحد ما علم من الدين بالضرورة أنه‬ ‫الردة الفعلية والقولية واالعتقادية؟‬
‫وب َجمِي ًعا إِ َّن ُه ھ َُو ا ْل َغفُو ُر‬ ‫ َي ْغ ِف ُر ال ُّذ ُن َ‬ ‫َّ ِ‬
‫ إِنَّ َّ َ‬ ‫واجب‪ ،‬كالصالة والزكاة‪ ،‬وجحد ما علم من‬
‫الرحِي ُم ( الزمر‪. 53/‬‬ ‫َّ‬ ‫الدين ضرورة أنه محرم؛ كالزنا‪ ،‬والسرقة‪"...‬‬ ‫ج‪ :2‬الردة ھي الكفر بعد اإلسالم‪ ،‬وتكون‬
‫توبة نصوحا ً‬ ‫ً‬ ‫فإذا تاب اإلنسان من أي ردة كانت‬ ‫بالقول‪ ،‬والفعل‪ ،‬واالعتقاد‪ ،‬والشك‪ ،‬فمن أشرك‬
‫استوفت شروط‬ ‫با‪ ،.‬أو جحد ربوبيته أو وحدانيته أو صفة من‬
‫التوبة الخمسة ‪ ،‬فإن  يقبل توبته ‪.‬‬ ‫وسئل العالمة ابن عثيمين‪:‬‬ ‫صفاته أو بعض كتبه أو رسله‪ ،‬أو سب  أو‬
‫رجل سب الدين ھو في حالة غضب شديد ‪ ،‬فما‬ ‫رسوله‪ ،‬أو جحد شي ًئا من المحرمات المجمع‬
‫ولكن ليعلم أن الكلمة قد تكون كفراً وردة ‪ ،‬ولكن‬ ‫حكمه ؟ وما ھي شروط التوبة من ھذا الفعل ؟‬ ‫على تحريمھا أو استحله‪ ،‬أو جحد وجوب ركن‬
‫المتكلم بھا قد‬ ‫وھل ينفسح نكاح زوجته ؟‪.‬‬ ‫من أركان اإلسالم الخمسة‪ ،‬أو شك في وجوب‬
‫ال يكفر بھا ‪ ،‬لوجود مانع يمنع من الحكم بكفره‬ ‫الحمد ‪.‬‬ ‫ذلك أو في صدق محمد صلى  عليه وسلم أو‬
‫‪ ،‬فھذا الرجل الذي ذكر عن نفسه أنه‬ ‫" الحكم فيمن سب الدين اإلسالمي أنه يكفر ‪،‬‬ ‫غيره من األنبياء‪ ،‬أو شك في البعث‪ ،‬أو سجد‬
‫سب الدين في حال غضب ‪ ،‬نقول له ‪ :‬إن كان‬ ‫فإن سب الدين‬ ‫لصنم أو كوكب ونحوه ‪ -‬فقد كفر وارتد عن دين‬
‫غضبك شديداً بحيث ال تدري ماذا تقول ‪ ،‬وال‬ ‫واالستھزاء به ردة عن اإلسالم وكفر با‪ .‬عز‬ ‫اإلسالم‪ .‬وعليك بقراءة أبواب حكم الردة من‬
‫تدري حينئذ أأنت في سماء أم في أرض ‪،‬‬ ‫وجل وبدينه ‪ ،‬وقد حكى  عن قوم‬ ‫كتب الفقه اإلسالمي فقد اعتنوا به رحمھم ‪.‬‬
‫وتكلمت بكالم ال تستحضره وال تعرفه ‪ ،‬فإن ھذا‬ ‫استھزؤوا بدين اإلسالم حكى  عنھم أنھم‬ ‫وبھذا تعلم من األمثلة السابقة الردة القولية‬
‫الكالم ال حكم له ‪ ،‬وال يحكم عليك بالردة ‪ ،‬ألنه‬ ‫كانوا يقولون ‪ :‬إنما كنا نخوض ونلعب ‪،‬‬ ‫والعملية واالعتقادية وصورة الردة في الشك‪.‬‬
‫كالم حصل عن غير إرادة وقصد ‪. ...‬‬ ‫فبين  عز وجل أن خوضھم ھذا ولعبھم‬
‫"مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" )‪(152/2‬‬ ‫استھزاء با‪ .‬وآياته ورسوله ‪ ،‬وأنھم كفروا‬ ‫فتوى اللجنة الدائمة رقم )‪:(3782‬‬
‫‪.‬‬ ‫سأ َ ْل َت ُھ ْم َل َيقُولُنَّ إِ َّن َما ُك َّنا‬
‫به فقال تعالى ‪َ ) :‬و َلئِنْ َ‬ ‫س‪ :‬بعد إثبات قواعد الخمس المذكور في‬
‫وض‬‫َن ُخ ُ‬ ‫الحديث ھل يوجد ھناك شيء يكفر بعد الشرك‬
‫سولِ ِه ُكن ُت ْم َت ْس َت ْھ ِز ُئونَ‬ ‫ب قُلْ أَ ِب َّ ِ‬
‫ا‪َ .‬وآ َيا ِت ِه َو َر ُ‬ ‫َو َن ْل َع ُ‬ ‫وغيره أم ال؟‬
‫* ال‬
‫َت ْع َت ِذ ُروا َقدْ َك َف ْر ُت ْم َب ْع َد إِي َما ِن ُك ْم ( التوبة‪66 ،65/‬‬ ‫‪...‬أما المكفرات فكثيرة‪ ،‬وتسمى‪ :‬نواقض‬
‫‪.‬‬ ‫اإلسالم‪ ،‬وأعظمھا‪ :‬الشرك با‪.‬؛ كدعاء األموات‪،‬‬
‫فاالستھزاء بدين  ‪ ،‬أو سب دين  ‪ ،‬أو سب‬ ‫واالستغاثة بھم‪ ،‬ودعاء األصنام واألشجار‬
‫ ورسوله ‪ ،‬أو‬ ‫والكواكب‪ ،‬ونحو ذلك؛ لقول النبي صلى  عليه‬

You might also like