You are on page 1of 20

ISSN :1112-4377 ‫مجلة المعيار‬

5051:‫السنة‬ 25:‫ عدد‬52 :‫مجلد‬

‫ صوره و أحكامه‬:‫نسب ولد الزنا في ضوء الشريعة اإلسالمية‬


The lineage of children of adultery in light of Islamic law, its forms and provisions
1
‫مبروك بوزنون‬
1 ‫جامعة بن يوسف بن خدة الجزائر‬
m.bouzennoune@univ-alger.dz

6261/16/10 ‫ النشر على الخط‬6261/20/62 ‫ القبول‬6262/11/62 ‫تاريخ الوصول‬


Received 62/11/6262 Accepted 62/20/2021 Published online 15/12/2021
:‫ملخص‬
‫الزنا يصلح أن يكون سببا‬ّ ‫ هل‬:‫مهمة إشكاليتها‬ّ ‫ كما حياول اإلجابة على قضيّة‬،‫مهمة يف ضوء الشريعة اإلسالمية‬ ّ ‫يسعى هذا البحث لتجلية مسائل‬
. ‫لثبوت النّسب أم ال؟‬
‫فأما نسب‬
ّ ،‫ من ذلك مسألة نسب ولد الزنا وهلذه املسألة صور‬،‫شرعت أحكاما حتتاط لألنساب وتصوهنا‬ ّ ‫وهلذا‬،‫وقد أولت الشريعة اهتماما بكليّة النّسب‬
‫الزاين مع وجود‬
ّ ‫الزنا باستلحاق‬
ّ ‫ نسب ولد‬:‫ األوىل‬،‫ فهذه املسألة هلا صورتان‬،‫الزنا من جهة األب‬ ّ ‫و ّأما نسب ول ــد‬، ‫األم فيلحق هبا اتّفاقا‬
ّ ‫الزنا من‬
ّ ‫ولد‬
‫ أن ال‬: ‫فإما‬
ّ ،‫األم غري فراش‬
ّ ‫ و ّأما إذا كانت‬،‫ و ّأما إذا أنكره صاحب الفراش فال يلحق به اتّفاقا‬،‫ وهنا يلحق باألب صاحب الفراش مع إقراره‬،‫الفراش‬
‫ وقول أنّه اليلحق‬،‫ قول أنّه يلحق به‬،‫ فهذه املسألة اختلف العلماء فيها على قولني‬: ‫الزاين للولد‬
ّ ‫و ّأما عند استلحاق‬،‫ فهنا ال يلحق به‬،‫الزاين‬ ّ ‫يستلحقه‬
.‫وإلغاء لشرعيته‬،‫ وذلك قطعا لفساده‬،‫الزنا يف كافة مناحي احلياة ومنها سببية إثبات النّسب‬
ّ ‫وهبذا يتبني أ ّن الشريعة مل تعترب‬،‫ وهو الراجح من األقوال‬،‫بالزاين‬
.‫ األم‬،‫ الفراش‬،‫ النسب‬،‫ ولد‬،‫ الزنا‬:‫الكلمات المفتاحية‬
Summary:
This research seeks to clarify important issues in the light of Islamic law, as it tries to answer the following
problem: Is adultery a reason for establishing lineage or not? The Sharia has paid close attention to the totality
of lineage, and for this, it has enacted provisions that protect and preserve ineages. Some of these provisions are
in regard to the issue of the lineage of the child of adultery, which has two forms: As for the lineage of the child
of adultery from the mother, it is annexed by consensus, and as for the lineage of the child of adultery from the
father’s side, this issue has another two forms. The first: Attribution of the child of adultery to the adulterer
joining the adulterer with the presence of the mattress, and here he is attached to the father who owns the bed
with his approval, and if the bed-owner denies him, he is not annexed to him by agreement. But if the mother is
not a mattress, either: that the adulterer does not annex the child to him, here he is not annexed, or when the
adulterer annexes the boy, then this issue is disputed by scholars on two views. The first view says that he is
annexed, and the second says that he is not. The latter is the most correct of the two sayings.
Keywords: The lineage،the illegitimate’ child،the bed، the mother.

boumebrouk19@gmail.com:‫الربيد اإللكرتوين‬ .‫ مربوك بوزنون‬:‫ املؤلّف املراسل‬-1

341
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪5051:‬‬ ‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪25:‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ني َو َح َف َد ًة َوَرَزقَ ُك ْم‬ ‫امت اهلل هبا على عباده فقال‪َ ":‬واللَّهُ َج َع َل لَ ُك ْم م ْن أَنْـ ُفس ُك ْم أ َْزَو ً‬
‫اجا َو َج َع َل لَ ُك ْم م ْن أ َْزَواج ُك ْم بَن َ‬ ‫النّسب نعمة ربانيّة‪ّ ،‬‬
‫ت اللَّ ِه ُه ْم يَ ْك ُف ُرو َن "[النحل‪ . ]27:‬هلذا عىن الشارع احلكيم بالنّسب فنظّمه‪ ،‬و أرسى قواعده‪ ،‬و‬ ‫اط ِل يـ ْؤِمنُو َن وبِنِعم ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ َْ‬ ‫م َن الطَّيِّبَات أَفَبِالْبَ ُ‬
‫الشريعة اإلسالمية هلذه الكليّة من خالل تنظيم النّسب‪،‬‬ ‫جعله ضمن الكلّيات املقاصديّة اخلمس‪ ،‬و تظهر تلك األمهيّة اليت أولتها ّ‬
‫الزواج من‬ ‫وذلك باعتبارها أسبابا معلومة يثبت هبا النّسب‪ ،‬و تشريع الزواج‪ ،‬و جعله املنظومة اليت هبا يتناسل اخللق‪ ،‬و حترمي ما يضاد ّ‬
‫التبن‬
‫الزنا وس ّد ذرائعه من النّظر و اخللوة‪ ،‬و من ذلك معاقبة املخالفني و املنحرفني بالتّعزيرات و احلدود‪ ،‬و من ذلك منع ّ‬ ‫الفواحش ك ّ‬
‫و وجوب أن يُدعى اإلنسان بأبيه‪ ،‬وتشديد النّكري على الّذين جيحدون أوالدهم أو الذين ينتسبون إىل غري آبائهم كما جاء الوعيد‬
‫فيمن أحلقت بزوجها من ال ينتسب إليه ‪ ،1‬كل ذلك للحفاظ على األنساب من االختالط و االضطراب و الفساد‪.‬‬
‫الزنا‪ ،‬وهذه املسألة هلا صور خمتلفة خيتلف احلكم باختالفها حيث ميتنع احلكم فيها‬
‫و مّا يتناوله الفقهاء يف هذا الباب مسألة نسب ابن ّ‬
‫نتطرق إليه يف هذا البحث‬
‫كل ذلك ّ‬ ‫بإطالق‪ ،‬ثّ يف بعض صورها إمجاع على نفي اإلحلاق‪ ،‬و يف بعضها خالف بني أهل العلم‪ّ ،‬‬
‫املختصر‪ ،‬و قبل الشروع يف املقصود نبتدئ بذكر مهمات بني يدي البحث ‪:‬‬
‫إشكالية البحث‪:‬‬
‫بالزنا؟‬
‫بالزنا‪ ،‬فهل يثبت النّسب ّ‬‫تنعقد إشكالية البحث يف إطار أسباب ثبوت النّسب‪ ،‬و اليت تقوم على فرضية إثبات النّسب ّ‬
‫بالزنا واحد؟ أم خيتلف إثبات‬
‫حلل إشكالية البحث‪ ،‬فهل حكم صور إثبات النسب ّ‬‫السؤال ال ب ّد من أجوبة توصل ّ‬
‫ولإلجابة على هذا ّ‬
‫النّسب بالزنا بني األب و األم؟ وبني وجود الفراش من عدمه؟ وبني وجود االستلحاق مع نفيه؟‪.‬‬
‫المنهجية المعتمدة في البحث‪:‬‬
‫أين مل أترجم لألعالم املذكورين يف البحث إالّ ما يلزم ذكره عند ترثيق املراجع‬
‫تضمن البحث أساليب استعملتها يف ثناياه‪ ،‬من ذلك ّ‬
‫قد ّ‬
‫يف اهلوامش بذكر اسم صاحب الكتاب وسنة والوفاة إن كان املؤلف ُم َّ‬
‫توّف‪.‬‬
‫تكرر الكتاب اقتصرت على ذكر املؤلّف وعنوان الكتاب‪.‬‬
‫مرة‪ ،‬فإذا ّ‬
‫أين اكتفيت يف اهلوامش بذكر املعلومات عن الكتاب ّأول ّ‬‫كما ّ‬
‫حّت جيتمع الدليل مع مناقشته‬
‫وقد رتّبت اخلالف بني املذاهب بذكر األقوال مع أدلّتها‪ ،‬ومناقشتها من قبل املخالفني يف سياق واحد‪ّ ،‬‬
‫وبذلك ال يتشتّت ذهن القارئ‪.‬‬
‫إذا وثقت للحديث بالشكل التايل(‪ )7242(44/4‬فاملعىن رقم اجلزء ‪ ،4‬ثّ رقم الصفحة ‪ 44‬ثّ رقم احلديث‪. 7242‬‬

‫‪-1‬انظر‪ :‬اخلادمي‪ :‬نور الدين بن خمتار‪ ،‬علم املقاصد الشرعية‪ ،‬ط ‪ :‬مكتبة العبيكان‪،‬السعودية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1471‬هـ‪ 7001 -‬م ‪ ،)44/1(+‬و حممد بن أمحد‬
‫الصاحل‪ ،‬فقه األسرة عند اإلمام شيخ اإلسالم ابن تيمية يف الزواج وآثاره‪ ،‬ط ‪:‬الرياض‪-‬السعودية ‪،‬ط‪ 1996 -1416،1‬م‪.)272/7( ،‬‬
‫‪342‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪5051:‬‬ ‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪25:‬‬

‫أهداف البحث‪:‬‬
‫حمل نقاش بني علماء الشريعة وعلماء القانون‪.‬‬
‫مهمة يف ضوء الشريعة اإلسالمية‪ ،‬واليت باتت ّ‬
‫‪-‬يسعى هذا البحث لتجلية مسائل ّ‬
‫الزنا ال يصلح أن يكون سببا لثبوت النسب‪ ،‬أل ّن مفسدة اعتباره سببا للنسب هي أش ّد فسادا مّا‬
‫‪-‬حياول البحث التأكيد على أ ّن ّ‬
‫يقابلها من املفاسد‪ ،‬وإن كان قد قال بذلك بعض العلماء يف بعض صور هذه املسألة ‪.‬‬
‫املوضحة ملعامل هذا البحث نشرع يف املقصود‪.‬‬
‫وبعد هذه املقدمة ّ‬
‫‪-1‬تمهيد‪ :‬مدخل إلى الموضوع‪:‬‬
‫‪-1-1‬المطلب األول‪ :‬تعريفات بين يدي الموضوع ‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف النّسب ‪:‬‬
‫س ْبته "‪. 1‬‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫لغة ‪ :‬القرابة‪ ،‬والجمع أنساب وقد انْ تَسب‪ :‬ذكر نسبته إلى أبيه‪،‬و عزيته إلى أبيه وعزوته عزوا نَ َ‬
‫صل من األبوين من الشرافة والدناءة" ‪.2‬‬‫اصطالحا ‪ ":‬القرابة وما ي ِ‬
‫َ‬
‫‪3‬‬
‫الزنا ‪ :‬هو الولد الذي أتت به أمه من طريق غري شرعي‪ ،‬أو هو مثرة العالقة احملرمة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف ولد ّ‬
‫الزنا و بني غريه مّن قد يقاربه يف املعىن‪،‬وهذا بيان الفروق ‪:‬‬
‫وهبذا التعريف يظهر الفرق بني مصطلح ولد ّ‬
‫الزنا مل يثبت منه أصال ‪.‬‬
‫ولد اللّعان ‪ :‬هو الولد الذي نفى الزوج نسبه منه بعد مالعنته من زوجته‪ ،‬و ّأما ولد ّ‬
‫الزنا‬
‫اللّقيط‪ :‬اسم للطفل املفقود طرحه أهله خوفا من العيلة أو فرارا من هتمة الريبة ‪ .‬و من هذا التعريف يتبني الفرق بينه وبني ولد ّ‬
‫فيجتمعان يف انقطاع نسب كل منهما عن األب إال أن اللقيط جمهول األم و الثاين معلوم األم‪.4‬‬
‫‪-2-1‬المطلب الثاني‪ :‬أسباب ثبوت النسب ‪: 5‬‬
‫األم ‪:‬‬
‫الفرع األول‪ :‬أسباب ثبوت النّسب من ّ‬
‫األم هو الوالدة شرعيّة كانت ( يعن الزواج صحيحا كان أم فاسدا ) أم غري شرعيّة ‪.‬‬
‫سبب ثبوت النّسب من ّ‬
‫الفرع الثاني‪ :‬ثبوت النّسب من األب ‪ :‬وهي ثالث ‪:‬‬

‫‪،‬املخصص‪ ،‬ط ‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب – بريوت‪،‬الطبعة األوىل‪،‬‬


‫ّ‬ ‫‪-1‬بتصرف من كتاب املخصص البن سيده (ابن سيده ‪ :‬علي بن إمساعيل (ت‪424 :‬هـ)‬
‫‪1412‬هـ ‪1991‬م) (‪.)331/1‬‬
‫‪ -2‬الربكيت‪ :‬حممد عميم‪،‬التعريفات الفقهية‪ ،‬ط ‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1474 ،‬هـ‪7003-‬م‪،‬ص(‪.)772‬‬
‫اإلسالمي وأدلّته‪ ،‬ط‪ :‬دار الفكر ‪ -‬سوريَّة – دمشق‪ ،‬الطبعة‪(،4 :‬ليس فيه رقم الطبعة وال سنة النشر)‪ ،)2902/10( ،‬و‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -3‬الزحيلي‪ :‬وهبة بن مصطفى‪ ،‬الفقه‬
‫جمموعة من العلماء و الباحثني‪ ،‬املوسوعة الفقهية الكويتية‪ ،‬ط ‪ :‬وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية – الكويت‪ ،‬الطبعة الثانية (‪ 1472‬هـ) (‪.)771/42‬‬
‫‪ - 4‬جمموعة من العلماء و الباحثني‪ ،‬املوسوعة الفقهية الكويتية(‪.)724/42‬‬
‫‪5‬‬
‫كتايب‪ :‬وزارة األوقاف املصرية‪ ،‬موسوعة الفقه إسالمي‪،‬ط‪ :‬اجمللس األعلى للشؤون اإلسالمية‪ ،‬القاهرة‪ -‬مصر‪1477،‬هـ‪7007-‬م‪-141/2( ،‬‬
‫‪ -‬باختصار من َ‬
‫‪ ،)144‬و جمموعة من العلماء و الباحثني‪ ،‬املوسوعة الفقهية الكويتية(‪.)734/40‬‬
‫‪343‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪5051:‬‬ ‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪25:‬‬

‫املتزوجة زواجا‬
‫الصحيح‪ ،‬فقد اتّفق الفقهاء على ثبوت نسب الولد الّذي تأيت به املرأة ّ‬
‫فأما النّكاح ّ‬
‫الصحيح ‪ّ :‬‬
‫األول النّكاح ّ‬
‫لسبب ّ‬
‫ا ّ‬
‫(‪)1‬‬
‫الزوجية وما يف حكمها‪.‬‬
‫‪ .‬واملراد بالفراش ّ‬ ‫الرسول ‪ -‬صلّى اهلل عليه وسلم " الولد للفراش وللعاهر احلجر "‬
‫صحيحا لقول ّ‬
‫السبب الثاين النّكاح الفاسد‪ :‬اتّفق الفقهاء على أ ّن النّسب يثبت يف النّكاح الفاسد إذا اتّصل به دخول حقيقي‪ ،‬أل ّن النّسب حيتاط‬
‫ّ‬
‫يف إثباته إحياء للولد ‪.‬‬
‫ظن‬
‫السبب الثالث ‪:‬الوطء بشبهة ‪ :‬ذهب مجهور الفقهاء إىل أ ّن الوطء بشبهة يثبت النّسب‪ ،‬أل ّن ثبوت النّسب هنا إّّنا جاء من جهة ّ‬
‫ظن فيه ‪.‬فإذا وطئ امرأة ال زوج هلا بشبهة منه كأن ظنها زوجته‪ ،‬أو أمته فأتت بولد بعد مضي ستة أشهر‬ ‫الزنا فال ّ‬
‫الواطئ‪ ،‬خبالف ّ‬
‫فأكثر من وقت الوطء ثبت نسبه منه‪ ،‬سواء أوجد منها شبهة أيضا أم ال ‪.2‬‬
‫الزنا ففي إثباته للنّسب صور‪ ،‬يف بعضها اتفاق على نفي السببيّة عنه يف إثبات النّسب‪ ،‬ويف بعضها خالف‪ ،‬وسيأتـي‬
‫و ّأما سبب ّ‬
‫الصور‪.‬‬
‫تفصيل هذه ّ‬
‫األم ‪:‬‬
‫الزنا من ّ‬
‫‪-1-2‬الفصل األول‪ :‬نسب ولد ّ‬
‫بأمه ‪ ،3‬وهذه بعض نصوص فقهاء‬ ‫لحق ولد املالعنة ّ‬ ‫بأمه كما يُ َ‬
‫لحق ِّ‬‫الزنا يُ َ‬
‫اتّفقت املذاهب األربعة و الظاهرية على أ ّن نسب ولد ّ‬
‫امللّة‪:‬‬
‫األم ال ينتفي عنها ولدها أبدا‪ ،‬وأنّه الحق هبا على كل حال لوالدهتا له " ‪.4‬‬‫قال ابن عبد الرب املالكي‪ّ ":‬‬
‫الزنا ) وذلك أنه ال يبطل نسبه من جهة أمه ؛ ألنه ال حيتاج يف إحلاقه هبا إىل‬ ‫و قال الباجي‪( ":‬قوله ‪-‬رمحه اهلل‪ -‬عن ولد املالعنة وولد ّ‬
‫عقد النكاح فلذلك ال ينتفي عنها بلعان وال إقرار بزنا وال حتققه " ‪.5‬‬
‫الزاين ‪ :‬لقول النّيب صلّى اهلل عليه وسلم ‪ ":‬الولد للفراش وللعاهر‬ ‫الزانية دون ّ‬‫الزانية بولد من زنا كان ولد ّ‬‫و قال املاوردي‪ ":‬فجاءت ّ‬
‫(‪)6‬‬
‫الزنا والنّكاح ملعاينة وضعها هلما‪ ،‬وحلق باألب‬
‫احلجر" ‪ .‬وإّّنا حلق هبا دونه ‪ :‬ألنه خملوق منها عيانا‪ ،‬ومن األب ظنّا‪ ،‬فلحق هبا ولد ّ‬

‫(‪-)1‬أخرجه البخاري( البخاري‪ :‬حممد بن إمساعيل (ت‪721‬هـ)‪،‬صحيح البخاري‪ ،‬ط‪ :‬دار طوق النجاة‪ ،‬الطبعة األوىل‪1477 ،‬هـ )‪ ،)7023(24/3( ،‬ومسلم‬
‫(مسلم بن احلجاج القشريي (ت‪711 :‬هـ)‪،‬صحيح مسلم‪ ،‬ط‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب – بريوت‪(،‬ليس فيه رقم الطبعة وال سنة النشر) (‪ )1424( 1041/7‬يف‬
‫صحيحيهما‪.‬‬
‫‪ -2‬وبعضهم زاد سببا و هو سبب االستيالد‪ :‬و هو تصيري اجلارية أم ولد‪ ،‬ويرتتّب على االستيالد ثبوت النسب إذا أقر السيد بالوطء عند اجلمهور‪ ،‬خالفا للحنفية‬
‫حيث اشرتطوا إقراره بأن الولد منه ‪ .‬انظر‪ :‬جمموعة من العلماء و الباحثني‪ ،‬املوسوعة الفقهية الكويتية (‪.)732/40‬‬
‫‪ -3‬انظر‪ :‬وزارة االوقاف املصرية ‪ :‬موسوعة الفقه اإلسالمي (‪.)342-341/2‬‬
‫‪ -4‬ابن عبد الرب ‪ :‬يوسف بن عبد اهلل (ت‪413 :‬هـ)‪،‬االستذكار‪ ،‬ط ‪ :‬دار الكتب العلمية – بريوت‪ ،‬الطبعة ‪7000 –1471،1:‬م‪. )101 /1( ،‬‬
‫‪ -5‬الباجي ‪ :‬سليمان بن خلف (ت‪424 :‬هـ)‪،‬املنتقى شرح املوطإ‪ ،‬ط ‪ :‬مطبعة السعادة ‪ -‬مصر‪ ،‬الطبعة‪ 1337 ،1:‬هـ (‪.)43/4‬‬
‫(‪-)6‬سبق خترجيه ‪.‬‬
‫‪344‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪5051:‬‬ ‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪25:‬‬

‫الزنا"‪.1‬‬
‫الزنا لغلبة الظّ ّن بالفراش يف النكاح دون ّ‬
‫ولد النكاح دون ّ‬
‫حرمت عليكم‬
‫الزنا يضاف إلى األم نسبا‪ ،‬فكانت هي حراما عليه لقوله تعالى { ّ‬
‫السرخسي رمحه اهلل‪ ":‬فإ ّن االبن من ّ‬
‫وقال ّ‬
‫ّأمهاتكم} [النساء‪. 2" ]22 :‬‬
‫احلق الولد باملرأة‬
‫بالرجل ويرث أمه وترثه‪ ،‬النّه عليه الصالة والسالم ّ‬
‫وقال ابن حزم‪ ":‬والولد يلحق باملرأة إذا زنت ومحلت به‪ ،‬وال يلحق ّ‬
‫كالرجل‪ ،‬بل هي أقوى سببا يف ذلك " ‪.3‬‬‫يف اللّعان ونفاه عن الرجل واملرأة يف استلحاق الولد بنفسها ّ‬
‫بأمه‪ ،‬فعن ابن عمر رضي اللَّه عنهما ‪ " :‬أ ّن النّيب صلّى اهلل عليه وسلّم العن‬
‫‪-2-2‬األدلّة على ذلك‪ :‬أ ّن النّيب أحلق ولد املالعنة ّ‬
‫(‪.)4‬‬
‫ففرق بينهما‪ ،‬وأحلق الولد باملرأة "‬
‫بني رجل وامرأته‪ ،‬فانتفى من ولدها‪ّ ،‬‬
‫(‪)5‬‬
‫وعن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما ‪ " :‬أ ّن النّيب قضى مبرياث ابن املالعنة ّ‬
‫ألمه كلّه ملا لقيت فيه من العناء " ‪ .‬وقد‬
‫(‪)6‬‬
‫الزنا ‪ .. ":‬ألهل ّأمه من كانوا ‪. " ..‬‬ ‫وقد قال النّيب يف ولد ّ‬
‫باألم دون األب‪ ،‬أل ّن ثبوت النّسب منها بالوالدة ‪-‬سواء بنكاح أم بسفاح‪ -‬وهو أمر‬‫الزنا يلحق ّ‬ ‫و ّأما من املعقول فاستدلّوا بأ ّن ولد ّ‬
‫األم دون األب ‪.7‬‬‫الظن‪ ،‬فلهذا ثبت النسب من ّ‬‫معاين‪ ،‬وقد وجدت ؛ وأل ّن املعىن يف جانب الرجل االشتباه و ّ‬
‫الزنا من جهة األب ‪:‬‬
‫‪-2‬الفصل الثاني نسب ول د ّ‬
‫لكل من احلالتني صور‪ ،‬سأتناوهلا بالتّفصيل ‪.‬‬
‫وهلذه املسألة حالتان‪ّ ،‬إما أن يكون هناك فراش أو ال يكون و ّ‬
‫الزاني مع وجود الفراش‪:‬‬
‫الزنا باستلحاق ّ‬
‫‪-1-2‬المبحث األول ‪ :‬نسب ولد ّ‬
‫وقبل الكالم على فقه املسألة أذكر تعريف الفراش وأقسامه و شروطه ‪:‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬معنى الفراش ‪:‬‬
‫ش الشيء ي ْف ِر ُشه ويَف ُر ُشه فَـ ْرشاً وفَـَر َشه فانْـ َفَرش وافْـتَـَر َشه بسطه "‪. 1‬‬
‫لغة ‪ :‬قال ابن منظور ‪ ":‬فَـَر َ‬

‫‪ -1‬املاوردي ‪ :‬علي بن حممد (ت‪420 :‬هـ)‪،‬احلاوي الكبري‪ ،‬ط‪ :‬الكتب العلمية‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل‪ 1419 ،‬هـ ‪ 1999-‬م‪.) 714/9( ،‬‬
‫‪ -2‬السرخسي ‪ :‬حممد بن أمحد (ت‪443 :‬هـ)‪،‬املبسوط‪ ،‬ط ‪ :‬دار املعرفة – بريوت‪1414 ،‬ه‪1993-‬م‪. )701/4(،‬‬
‫(‪ -)12‬ابن حزم ‪ :‬علي بن أمحد (ت‪421 :‬هـ)‪ ،‬احمللى باآلثار‪ ،‬ط‪ :‬دار الفكر – بريوت‪( ،‬ليس فيه رقم الطبعة وال سنة النشر)‪.)147/10( ،‬‬
‫(‪-)4‬أخرجه البخاري يف صحيحه(‪ )21/2‬برقم (‪ ،)2312‬كتاب الطالق باب يلحق الولد باملرأة ‪.‬‬
‫(‪-)5‬رواه الدارمي يف مسنده(الدارمي ‪ :‬عبد اهلل بن عبد الرمحن (ت‪722 :‬هـ)‪ ،‬مسند الدارمي‪ ،‬ط ‪ :‬دار املغن‪،‬السعودية‪،‬الطبعة األوىل‪ 1417 ،‬هـ‪7000 -‬م)‪(،‬‬
‫‪ ،) 747/7‬كتاب الفرائض باب يلحق الولد باملرأة ‪.‬‬
‫(‪ )6‬أخرجه أبو داود يف سننه(أبو داود ‪ :‬سليمان بن األشعث(ت ‪722 :‬هـ) ‪:‬السنن‪ ،‬ط ‪ :‬املكتبة العصرية‪ ،‬بريوت‪(،‬ليس فيه رقم الطبعة وال سنة‬
‫الزنا من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ‪ ،‬وقال األلباين أنّه حسن ‪.‬انظر‪ :‬األلباين ‪ :‬حممد‬‫النشر)‪ )7711(740/7(،‬كتاب الطالق باب يف ادعاء ولد ّ‬
‫ناصر الدين (ت‪1470 :‬هـ)‪:‬صحيح اجلامع الصغري وزياداته‪ ،‬ط ‪ :‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬بريوت لبنان‪(،‬ليس فيه رقم الطبعة وال سنة النشر)‪.)431 /7(،‬‬
‫‪-7‬السرخسي‪ ،‬املبسوط(‪ ،)124/12‬املاوردي‪ ،‬احلاوي(‪ ،)714/9‬وزارة االوقاف املصرية‪ ،‬موسوعة الفقه إسالمي (‪.)342/2‬‬
‫‪345‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪5051:‬‬ ‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪25:‬‬

‫اصطالحا ‪ :‬هو كون املرأة متعيّنة للوالدة لشخص واحد ‪. 2‬‬


‫المطلب الثاني ‪:‬شروط الفراش ‪:‬‬
‫حّت يثبت به النّسب‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫اشرتط الفقهاء للفراش شروطا ّ‬
‫الزواج‪ :‬اتفق الفقهاء على أ ّن العقد الصحيح هو السبب ملن يولد حال قيام الزوجية‪ ،‬و اخلالف هل جمرد العقد يكفي أم ال‬
‫‪-1‬حصول ّ‬
‫ب ّد من الدخول ‪.‬‬
‫يتصور منه محل‪ ،‬و كذلك ال‬‫الزوج من يولد له‪ ،‬و ذلك ببلوغه فلو كان صغريا ال يولد ملثله ال تعترب الزوجة فراشا‪ ،‬ألنّه ال ّ‬
‫‪-7‬أن يكون ّ‬
‫اخلصي‪ ،‬وال مبجبوب ال ّذكر واخلصيتني ؛ لعدم تصور اإلنزال منهم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يلحق النّسب ب‬
‫ئمة الثالثة مالك و الشافعي و أمحد‪ ،‬وعلّلوا ذلك بأ ّن العقد جعل املرأة فراشا‬ ‫الزوجني بعد العقد‪ ،‬وهذا عند األ ّ‬
‫‪-3‬إمكان التّالقي بني ّ‬
‫باعتبار أنّه يبيح هذا االتصال الذي هو سبب حقيقي للحمل‪ ،‬وزاد بعضهم مع ذلك حتقق الدخول أو اخللوة الصحيحة‪ ،3‬وخالفهم‬
‫جمرد العقد جيعل املرأة فراشا قالوا ألنّه مظنّة االتّصال‪ ،‬و االتّصال اليطلّع عليه أحد خبالف العقد‪.4‬‬ ‫احلنفية فقالوا ّ‬
‫أقل مدة احلمل وهي ستة أشهر على الراجح‪ ،‬وال بعد أكثر مدة احلمل من حني الفرقة بالطالق أو الوفاة‪ ،‬عند من يقول بأ ّن‬ ‫‪-4‬مضي ّ‬
‫ألكثر م ّدة احلمل ح ّداً حم ّدداً‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫الشرع‪.‬‬
‫الزوج هذا النّسب‪ ،‬ألنّه إن نفاه انتفى نسبه منه بعد أن يالعن زوجته اللّعان املعروف يف ّ‬
‫‪-2‬أالّ ينفي ّ‬
‫المطلب الثالث‪ :‬صور إثبات النّسب بالفراش‪:‬‬
‫إلثبات النّسب بالفراش صورتان باعتبار اإلقرار وعدمه ‪:‬‬
‫الفرع األول‪:‬الصورة األولى‪ :‬إقرار صاحب الفراش‪:‬‬
‫إذا ولد الولد على فراش و توفّرت يف ّأمه شروطه(‪ )6‬ومل ينكره صاحب الفراش فهو ولده ‪ ،‬وعلى هذا إمجاع أهل العلم قال ابن عبد‬
‫كل ولد يولد على فراش‬
‫الرب ‪ " :‬وأمجعت األمة على ذلك نقال عن نبيها صلّى اهلل عليه و سلم وجعل رسول اهلل صلّى اهلل عليه و سلم ّ‬
‫‪7‬‬
‫لرجل الحقا به على كل حال‪ ،‬إىل أن ينفيه بلعان على حكم اللّعان " ‪.‬‬

‫‪ - 1‬ابن منظور ‪ :‬حممد بن مكرم (ت‪211 :‬هـ)‪،‬لسان العرب‪ ،‬ط ‪ :‬دار صادر– بريوت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ 1414 ،‬هـ‪ )371/3( ،‬مادة ‪ :‬ف ر ش ‪.‬‬
‫‪ -2‬اجلرجاين ‪ :‬علي بن حممد (ت‪411 :‬هـ)‪،‬التعريفات‪ ،‬ط ‪ :‬دار الكتب العلمية بريوت –لبنان‪ ،‬الطبعة‪1403 ،1‬هـ ‪1943-‬م‪ ،‬ص(‪. )713‬‬
‫‪-3‬جمموعة من العلماء والباحثني‪ ،‬املوسوعة الفقهية الكويتية (‪.)41/37‬‬
‫‪ -4‬الكاساين‪ :‬عالء الدين (ت‪242 :‬هـ)‪ ،‬بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع‪ ،‬ط ‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة ‪1401 ،7‬هـ‪1941-‬م‪.)337/7( ،‬‬
‫‪-5-‬انظر هذه الشروط يف ‪:‬ابن القيم‪ ،‬زاد املعاد(‪،)327/2‬وجمموعة من العلماء والباحثني‪،‬املوسوعة الفقهية الكويتية (‪.)41/37‬‬
‫‪-6‬انظر شروط اإلقرار بالنسب يف ‪ :‬حممد بن أمحد صاحل‪ ،‬فقه األسرة عند ابن تيمية (‪.)232/7‬‬
‫‪ -7‬انظر ‪ :‬ابن عبد الرب ‪ :‬يوسف بن عبد اهلل (ت‪413 :‬هـ)‪،‬التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين واألسانيد‪ ،‬ط ‪ :‬وزارة عموم األوقاف والشؤون اإلسالمية – املغرب ‪ ،‬سنة‬
‫النشر‪ 1342 :‬هـ ‪. )143 /4( .‬‬
‫‪346‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪5051:‬‬ ‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪25:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫‪.‬‬ ‫و قال ابن املنذر بعد ذكره حديث الفراش‪ ":‬أمجع أهل العلم على القول به‬
‫األدلّة على ذلك ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬ويف رواية أليب هريرة أ ّن النّيب صلّى اهلل عليه‬‫ما روته عائشـة رضي اللَّه عنها أن النّيب قال ‪ " :‬الولد للفراش‪ ،‬وللعاهر احلجر "‬
‫(‪)3‬‬
‫وسلّم قال ‪ " :‬الولد لصاحب الفراش " ‪.‬‬
‫وقد قضى به النّيب صلّى اهلل عليه وسلّم يف اخلصومة‪ ،‬فعن عائشة رضي اللَّه عنها قال ‪ " :‬اختصم سعد بن أيب وقاص وعبد بن زمعة‬
‫إيل أنّه ابنه وقال عبد بن زمعة ‪ :‬هذا أخي يا رسول اللَّه‬ ‫َّ‬
‫يف غالم‪ ،‬فقال سعد ‪ :‬هذا يا رسول الله ابن أخي عتبة بن أيب وقاص عهد ّ‬
‫ولد على فراش أيب من وليدته ‪ .‬فنظر رسول اللَّه فرأى شبهاً بيِّناً بعتبة فقال ‪ ( :‬هو لك ُ‬
‫عبد ؛ الولد للفراش‪ ،‬وللعاهر احلجر‪ ،‬واحتجيب‬
‫(‪)4‬‬
‫منه يا سودة بنت زمعة فلم تره سودة قط " ‪.‬‬
‫و قوله " الولد للفراش" له معنيان كما ذكر الشافعي رمحه اهلل‪ ،‬أحدمها ‪ :‬هو له ما مل ينفه‪ ،‬فإذا نفاه مبا ُشرع له كاللّعان انتفى عنه‪،‬‬
‫رب الفراش والعاهر فالولد لرب الفراش‪.5‬‬
‫والثاين‪ :‬إذا تنازع ّ‬
‫معول عليه ‪. 6‬‬
‫الزنا فاألصل فيه اخلفاء فال َّ‬ ‫ِ‬
‫أمر ظاهر ِّبني فهذا ترتّب أثره‪ّ ،‬أما ّ‬
‫واستُد ّل له من املعقول أ ّن الفراش ٌ‬
‫الصورة الثّانية ‪ :‬أن ينكره صاحب الفراش‪:‬‬‫الفرع الثاني ‪ّ :‬‬
‫الشرعية أقيم عليها احل ّد‪ ،‬وكان ولدها ولد زنا ‪،‬و‬
‫الزنا أو شهدت عليها البيّنة ّ‬ ‫أقرت املرأة ب ّ‬
‫إن أنكر صاحب الفراش أ ّن الولد منه‪ ،‬فإن ّ‬
‫إن أنكرت ذلك تالعنا ويـُ َفّرق بينهما فرقة أبدية‪ ،‬والولد يكون ولد مالعنة ال ولد زنا‪ ،‬فيقطع نسبه عن املالعن‪ ،‬وال يكون ألحد فيه‬
‫حق دعوى النّسب‪ ،‬قال السرخسي ‪ ":‬أال ترى أ ّن ولد املالعنة يقطع نسبه عن املالعن‪ ،‬وال يكون ألحد فيه حق دعوة النّسب‪ ،‬أل ّن يف‬ ‫ّ‬
‫‪7‬‬
‫إثبات النّسب منه بالفراش حكما بنفيه عن غريه فبعد ذلك " ‪.‬‬
‫األم غير فراش‪:‬‬
‫الزنا إذا كانت ّ‬
‫‪-2-2‬المبحث الثاني‪ :‬نسب ولد ّ‬
‫وهلذه املسألة صورتان ‪:‬‬
‫الزاني ‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أن ال يستلحقه ّ‬

‫(‪-)1‬ابن املنذر ‪ :‬حممد بن إبراهيم (ت‪319 :‬هـ)‪،‬اإلشراف على مذاهب العلماء‪ ،‬ط‪ :‬مكتبة مكة الثقافية‪ ،‬اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬الطبعة ‪1472،1‬هـ‪7004-‬‬
‫م‪ ، )314/2( ،‬وابن القيم‪ ،‬زاد املعاد( ‪. )777/4‬‬
‫(‪-)2‬مسلم‪ ،‬صحيح مسلم (‪)1424(1040/7‬ك الرضاع‪ ،‬باب الولد للفراش‪ ،‬وتوقي الشبهات ‪.‬‬
‫(‪-)3‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري (‪)1220(124/4‬ك الفرائض‪،‬باب الولد للفراش‪ ،‬حرة كانت أو أمة ‪.‬‬
‫(‪-)4‬مسلم‪ ،‬صحيح مسلم (‪ )1422(1040/7‬ك الرضاع‪ ،‬باب الولد للفراش‪ ،‬وتوقي الشبهات ‪.‬‬
‫( ‪-)5‬انظر‪ :‬ابن حجر‪ :‬أمحد بن علي (ت‪427 :‬ه) ‪:‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬ط‪ :‬دار املعرفة ‪ -‬بريوت‪1329 ،‬هـ‪. )44/17(،‬‬
‫‪-6‬انظر‪ :‬املاوردي‪ ،‬احلاوي الكبري (‪.) 714/9‬‬
‫‪-7‬السرخسي‪ ،‬املبسوط (‪. )702/2‬‬
‫‪347‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪5051:‬‬ ‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪25:‬‬

‫و احلكم هنا أن ينسب إىل ّأمه باتّفاق العلماء‪ ،‬أل ّن مجهور العلماء على عدم حلوقه به و لو استلحقه‪ ،‬و ّأما من خالف إّّنا هو فيمن‬
‫الزنا هنا يكون كولد املالعنة يف انتسابه إىل أمه‬
‫ألمه‪ ،‬وولد ّ‬
‫نسب ّ‬
‫الزاين فلم ُحيك فيه اخلالف يف أنّه يُ َ‬
‫استلحقه‪ ،‬و ّأما إذا مل يستلحقه ّ‬
‫والتّوارث بينه وبينها ‪. 1‬‬
‫الزاني للولد ‪:‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬استلحاق ّ‬
‫األم غري فراش‪ ،‬فهذا قد وقع اخلالف فيه بني الفقهاء هل يلحق به أم ال ؟‪.‬‬
‫الزاين أ ّن هذا الولد منه‪ ،‬و كانت ّ‬
‫أقر ّ‬
‫إذا ّ‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫الزاني ‪ :‬وهو قول مجهور العلماء من املذاهب األربعة ‪ ،‬والظاهرية وغريهم‪.‬‬
‫الزنا ب ّ‬
‫الفرع األول ‪ :‬القول األول‪ :‬ال يلحق ولد ّ‬
‫أدلّة القول األول و مناقشتها ‪:‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ -1‬الدليل األول ‪:‬قول النّيب صلّى اهلل عليه وسلّم فيما روتـه عنه عائشة رضي اللَّه عنها ‪ " :‬الولد للفراش وللعاهر احلجر "‬
‫وجه االستدالل ‪:‬ما ذكره الكاساين يف بدائع الصنائع فقال ‪ ":‬وداللة احلديث من وجوه ثالثة‪:‬‬
‫للزاين‪ ،‬فاقتضى أن ال يكون‬
‫السالم أخرج الكالم خمرج القسمة‪ ،‬فجعل الولد لصاحب الفراش واحلجر ّ‬
‫الصالة و ّ‬
‫أحدها‪ :‬أ ّن النّيب عليه ّ‬
‫الولد ملن ال فراش له ‪،‬كما ال يكون احلجر ملن ال زنا منه‪ ،‬إذ القسمة تنفي الشركة‪.‬‬
‫الزاين بقوله عليه الصالة والسالم وللعاهر احلجر أل ّن مثل هذا‬
‫الصالة والسالم جعل الولد لصاحب الفراش ونفاه عن ّ‬ ‫والثاين‪ :‬أنّه عليه ّ‬
‫الكالم يستعمل يف النفي ‪.‬‬
‫كل جنس الولد لصاحب‬ ‫و الثالث‪ :‬أنّه جعل كل جنس الولد لصاحب الفراش‪ ،‬فلو ثبت نسب ولد ملن ليس بصاحب الفراش مل يكن ّ‬

‫‪1‬‬
‫الزنا يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬أطروحة الستكمال متطلبات درجة املاجستري يف قسم الفقه والتشريع جبامعة النجاح الوطنية كلية‬
‫‪ -‬أمحد عبد اجمليد حممد‪،‬أحكام ولد ّ‬
‫الدراسات العليا‪ ،‬نابلس فلسطني‪ ،‬سنة املناقشة ‪7004:‬م‪ ،‬ص(‪.)12‬‬
‫(‪-)2‬الكاساين‪ ،‬بدائع الصنائع (‪ ،)747/1‬و ابن قدامة ‪ :‬عبد اهلل بن أمحد (ت‪170 :‬هـ)‪،‬املغن‪ ،‬ط‪ :‬دار الكتاب العريب‪،‬بريوت‪-‬لبنان‪(،‬ليس فيه رقم الطبعة وال‬
‫سنة النشر)‪،)179/2( ،‬وابن العريب‪ :‬حممد بن عبد اهلل املالكي (ت‪243 :‬هـ)‪:‬أحكام القرآن‪ ،‬ط‪ :‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت – لبنان‪(،‬ليس فيه رقم الطبعة وال سنة‬
‫النشر)‪ ، )1471/3(،‬واملاوردي‪ ،‬احلاوي (‪،)117/4‬و ابن رشد‪ :‬حممد بن أمحد(ت‪292 :‬هـ)‪ ،‬بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬ط ‪ :‬دار احلديث – القاهرة‪ ،‬تاريخ‬
‫النشر‪1472 :‬هـ‪ 7004-‬م‪ .)147 /4( ،‬و قد ذكر ابن رشد الفريق الثاين بالشذوذ فقال ‪":‬وش ّذ قوم فقالوا‪ . "...‬و هبذا القول أفتت اللجنة الدائمة للبحوث‬
‫العلمية واإلفتاء‪ ،‬انظر‪ :‬فتاوى اللجنة الدائمة (اجملموعة األوىل)‪ ،‬مجع وترتيب‪ :‬أمحد بن عبد الرزاق الدويش‪ ،‬ط ‪ :‬رئاسة إدارة البحوث العلمية واإلفتاء ‪ -‬اإلدارة العامة‬
‫الزنا‪ ،‬موقع دار اإلفتاء املصرية على‬
‫للطبع – الرياض‪ ،‬سنة النشر ‪1474‬هـ (‪ ،)14 /11‬وجلنة اإلفتاء املصرية‪ ،‬انظر‪ :‬جلنة اإلفتاء املصرية‪ ،‬فتوى‪ :‬إثبات النّسب من ّ‬
‫النت‪،‬ركن الفتاوى‪ ،‬رقم الفتوى ‪ ،3010‬التاريخ‪ ،7009/04/30‬الرابط‪https://www.dar- :‬‬
‫‪. alifta.org/ar/ViewFatwa.aspx?ID=12555&LangID=1‬‬
‫الزنا إالّ يف مسألة التحرمي فقال‪ ":‬وال يرثه الّذى ختلّق من نطفته‪،‬‬
‫(‪ -)3‬ابن حزم‪ ،‬احمللى (‪ . )334/4‬و قد ّادعى ابن حزم اإلمجاع يف نفي األحكام املرتتّبة على سبب ّ‬
‫حق األ ّبوة‪ ،‬ال يف برو ال يف نفقة وال يف حترمي وال يف غري ذلك‪ ،‬وهو منه أجنيب‪ ،‬وال نعلم يف هذا خالفا إالّ يف التحرمي فقط " ‪.‬املصدر السابق‬
‫وال يرثه هو‪ ،‬وال له عليه ّ‬

‫(‪ -)4‬مضى خترجيه ‪.‬‬


‫‪348‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪5051:‬‬ ‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪25:‬‬

‫الفراش وهذا خالف النص ‪.1‬‬


‫بأمه يف اجلاهلية‬ ‫‪-2‬ال ّدليل الثاني ‪ :‬ما رواه عبداللَّه بن عمرو بن العاص رضي اللَّه عنهما قال‪ ":‬قام رجل فقال ‪ :‬إ ّن فالناً ابن َ‬
‫عاهرت ِّ‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫فقال رسول اللَّه ‪ ":‬ال دعوة يف اإلسالم ذهب أمر اجلاهلية‪ ،‬الولد للفراش وللعاهر احلجر" ‪.‬‬
‫وجه االستدالل ‪:‬أ ّن النّيب ع ّد استلحاق ولد ّ‬
‫الزنا من أمور اجلاهلية‪ ،‬ومل يستفسر عن حال الولد هل هو على فراش أم ال ‪.‬‬
‫مناقشة الدليل األول و الثاين‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫بأ ّن النّيب ‪-‬صلّى اهلل عليه وسلّم ‪ -‬مل حيصر الولد على الفراش‪ ،‬بل هو حكم يف حالة الفراش ‪.‬‬
‫اجلصاص ‪ ":‬وقوله الولد للفراش قد اقتضى معنيني ‪:‬أحدمها ‪:‬‬
‫يدل أيضاً على حالة عدم الفراش‪ ،‬قال ً‬ ‫يرد عليهم‪ :‬أ ّن هذا احلديث ّ‬ ‫و ّ‬
‫إثبات النّسب لصاحب الفراش‪ ،‬والثّاين‪ :‬أ ّن من ال فراش له فال نسب له‪ ،‬أل ّن قوله "الولد" اسم للجنس‪ ،‬وكذلك قوله "الفراش" للجنس‬
‫لدخول األلف والالّم عليه‪ ،‬فلم يبق ولد إالّ وهو مراد هبذا اخلرب‪ ،‬فكأنّه قال ‪ :‬ال ولد إالّ للفراش "‪. 4‬‬
‫‪-2‬الدليل الثالث ‪:‬عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما أ ّن النّيب صلّى اهلل عليه وسلم قال ‪ " :‬ال مساعاة يف اإلسالم‪ ،‬من ساعى يف‬
‫(‪)5‬‬
‫‪.‬‬ ‫اجلاهلية فقد حلق بعصبته‪ ،‬ومن ّادعى ولداً من غري رشـدة فال يرث وال يورث "‬
‫(‪)6‬‬
‫وجه االستدالل ‪ :‬يف هذا احلديث أمران ‪ :‬األول‪ :‬أ ّن النّيب ألغى املساعاة يف اإلسالم ‪.‬‬
‫يفصل يف كون‬
‫فيدل على أنّه ال يلحق بامل ّدعي ومل ِّ‬
‫الزنا أنّه ال يرث وال يورث‪ ،‬واإلرث من لوازم النّسب ّ‬ ‫ثّ إنّه ّبني حكم ّادعاء ولد ّ‬
‫‪7‬‬
‫األم فراشاً أو عدمه بل هو عام ‪.‬‬

‫‪-1‬الكاساين‪ ،‬بدائع الصنائع ( ‪. )747/1‬‬


‫(‪ -)2‬أخرجه أبو داود يف السنن (‪.)7724( 743/7‬وقال عنه األلباين ‪:‬صحيح ‪ .‬انظر‪ :‬األلباين‪ ،‬صحيح اجلامع(‪. ) 1247/7‬‬
‫(‪-)3‬ابن القيم‪ ،‬زاد املعاد (‪ ،)341/2‬ابن عثيمني ‪ :‬حممد بن صاحل (ت‪1471 :‬هـ)‪،‬الشرح املمتع على زاد املستقنع‪ ،‬ط‪ :‬دار ابن اجلوزي‪ ،‬الطبعة ‪-1477 ،1‬‬
‫‪ 1474‬هـ‪.)304 /13( ،‬‬
‫‪-4‬ابن العريب‪،‬أحكام القرآن(‪.)110/2‬‬
‫(‪– )5‬أخرجه أبو داود‪ ،‬أبو داود‪ ،‬السنن(‪ ،)7714( 743/7‬عن يعقوب بن إبراهيم ثنا معتمر عن سلم بن أيب الزياد حدثن بعض أصحابنا عن سعيد بن جبري عن‬
‫ابن عباس به ‪ ،‬ويف إسناده رجل جمهول قاله املنذري ‪ .‬انظر‪ :‬الصنعاين ‪ :‬احلسن بن أمحد (ت ‪1721 :‬هـ)‪ ،‬فتح الغفار اجلامع ألحكام سنة نبينا املختار‪،‬ط ‪ :‬دار‬
‫عامل الفوائد‪ ،‬الطبعة ‪ 1472 ،1‬هـ‪.)1249 /3(،‬‬
‫الزىن‪...‬كأ ّن كال منهما يسعى لصاحبه يف حصول غرضه‪ ،‬فأبطله اإلسالم‪ ،‬ومل يلحق النّسب هبا‪،‬وعفا عما كان منها يف اجلاهليّة مّن‬
‫(‪-)6‬قال ابن االثري ‪ ":‬املساعاة ّ‬
‫أحلق هبا"‪ .‬ابن األثري‪ :‬املبارك بن حممد (ت‪101 :‬هـ)‪،‬النّهاية يف غريب احلديث واألثر‪ ،‬ط‪ :‬املكتبة العلمية ‪ -‬بريوت‪،‬سنة النّشر ‪1399‬هـ‪1929-‬م‪. )319/7( ،‬‬

‫‪7‬‬
‫الزنا يف الفقه اإلسالمي ص(‪.)27‬‬
‫‪ -‬أمحد عبد اجمليد حممد‪ ،‬أحكام ولد ّ‬
‫‪349‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪5051:‬‬ ‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪25:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫واعرتض على هذا الدليل ‪:‬أ ّن حديث "ال مساعاة ‪ "..‬ضعيف ففي إسناده رجل جمهول فال تقوم به حجة ‪.‬‬
‫حمل النّزاع‪.‬‬
‫خارجا عن ّ‬
‫صحته فيحمل على من ولد يف فراش زوج أو سيد‪ ،‬فيكون ً‬ ‫الوجه الثاين‪ :‬لو فرضنا ّ‬
‫فيهن دون احلرائر‪. 2‬‬
‫الوجه الثالث ‪ :‬أ ّن هذا خاص باإلماء دون احلرائر‪ ،‬أل ّن املساعاة معروفة ّ‬
‫كل مستحلق استلحق بعد أبيه الذي‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫الرابع ‪ :‬حديث عبدالله بن عمرو بن العـاص رضي الله عنهما ‪ " :‬أ ّن النّيب قضى أ ّن ّ‬ ‫‪-4‬ال ّدليل ّ‬
‫حرة عاهر هبا فإنّه ال يُلحق وال يرث‪ ،‬وإن كان الذي يُدعي له هو ّادعاه ‪-‬‬
‫ي ّدعى له ّادعاه ورثته‪....‬وإن كان من ّأمة ال ميلكها أو من ّ‬
‫(‪)3‬‬
‫فهو ولد زنية من حرة كان أو أمة " ‪ .‬ويف رواية ‪ " :‬و هو ولد زنا ألهل أمه من كانوا حرة أو أمة " ‪.‬‬
‫الشرع ‪ ،‬وهي أ ّن الرجل‬
‫قال اخلطّايب معلّقا ‪ " :‬هذه أحكام قضى هبا رسول اهلل ‪-‬صلّى اهلل عليه وسلّم‪ -‬يف أوائل اإلسالم ومبادىء ّ‬
‫الرجل الّذي يدعي الولد له ورثته قد أنكر أنّه منه مل يلحق به ومل يرث منه‪ ،‬وإن مل يكن‬
‫إذا مات واستلحق له ورثته ولدا‪ ،‬فإن كان ّ‬
‫أنكره‪ ،‬فإن كان من أمته حلقه وورث منه ما مل يقسم بعد من ماله ومل يرث ما قسم قبل االستلحاق‪ ،‬وإن كان من ّأمة غريه كابن وليدة‬
‫‪4‬‬
‫زمعه أو من حرة زىن هبا ال يلحق به وال يرث بل لو استلحقه الواطىء مل يلحق به فإن الزىن ال يثبت النسب "‬
‫(‪)5‬‬
‫و نوقش هذا ال ّدليل‪ :‬أ ّن احلديث ضعيف‪ ،‬ففي سنده مقال ألنّه احلديث جاء من طريق حممد بن راشد املكحول ‪،‬و شيخه موسى‬
‫(‪)6‬‬
‫بن سليمان ال ّدمشقي‪ :‬متكلّم فيه أيضا ‪.‬‬
‫واجلواب عن هذا االعرتاض ‪ :‬أ ّن احلديث ثابت‪ ،‬أل ّن حممد بن راشد قد وثّقه غري واحد‪ ،‬وبيّنوا أ ّن من تكلّم فيه فألجل ما رمي به من‬

‫(‪-)1‬أخرجه احلاكم يف املستدرك وقال ‪ " :‬هذا حديث صحيح على شرط الشيخني ومل خيرجاه "‪.‬وتع ّقبه الذهيب فقال ‪ ":‬لعلّه موضوع "‪ .‬احلاكم‪ :‬حممد بن عبد اهلل‬
‫(ت‪402 :‬هـ)‪،‬املستدرك على الصحيحني(وحباشيته تعقبات الذهيب)‪ ،‬ط ‪ :‬دار الكتب العلمية – بريوت‪،‬الطبعة ‪1990 – 1411 ،1‬م‪ ،)2997(340/4(،‬و‬
‫انظر ‪:‬ابن القيم‪ ،‬زاد املعاد (‪. )347 /2‬‬
‫‪2‬‬
‫الزنا‪ ،‬جملة العدل‪،‬ط ‪ :‬وزارة العدل السعودية‪-‬السعودية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬ربيع‬
‫الزانية و استلحاق ولد ّ‬
‫‪-‬انظر‪ :‬عبد العزيز الفوزان‪،‬مقال‪ :‬حكم استرباء ّ‬
‫اآلخر‪1472‬هـ‪،‬ص(‪. )121‬‬
‫الزنا واللفظ له‪ ،‬وأخرجه ابن ماجه (ابن ماجه ‪ :‬حممد بن يزيد (ت ‪:‬‬ ‫(‪– )3‬أخرجه أبو داود‪ ،‬السنن (‪ )7712(743/7‬كتاب الطالق باب يف إدعاء ولد ّ‬
‫الرواية الثانية له ‪ ،‬و‬
‫الزنا‪ ،‬و ّ‬
‫‪723‬هـ)‪ ،‬السنن‪ ،‬ط ‪ :‬دار الرسالة العاملية‪ ،‬الطبعة ‪ 1430 ،1‬هـ ‪ 7009 -‬م‪ )7241(42/4( ،‬كتاب الفرائض باب يف إدعاء الولد ّ‬
‫حسنه البوصريي‪ ،‬و األلباين‪ ،‬انظر‪ :‬البوصريي أمحد بن أيب بكر (ت‪440 :‬هـ)‪،‬مصباح الزجاجة يف زوائد ابن ماجه‪ ،‬ط ‪ :‬دار العربية – بريوت‪،‬الطبعة ‪ 1403 ،7‬هـ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫(‪ ،)121 /3‬واأللباين ‪ :‬حممد ناصر الدين (ت‪1470 :‬هـ)‪ :‬صحيح سنن أيب داود‪،‬ط ‪ :‬مؤسسة غراس للنشر والتوزيع‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة ‪ 1473 ،1‬هـ ‪7007 -‬‬
‫م‪،)1929(34/2( ،‬واأللباين‪ ،‬صحيح اجلامع(‪. )431 /7‬‬
‫(‪ -)4‬عبد العظيم آبادي (ت‪1379 :‬هـ)‪،‬عون املعبود شرح سنن أيب داود‪ ، ،‬ط ‪ :‬دار الكتب العلمية – بريوت‪ ،‬الطبعة ‪ 1412 ،7‬هـ‪.)742/1( ،‬‬
‫(‪-)5‬ابن القيم‪ ،‬زاد املعاد ‪. )343/2‬‬
‫الزنا‪ ،‬جملة العدل‪ ،‬العدد ‪ ،30‬ص (‪.)127‬‬
‫(‪-)6‬انظر‪ :‬عبد العزيز الفوزان‪ ،‬حكم استرباء ا ّلزانية و استلحاق ولد ّ‬
‫‪350‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪5051:‬‬ ‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪25:‬‬

‫(‪)1‬‬
‫البدعة‪ ،‬كما قال ابن املبارك و غريه‪ ،‬و هلذا قال عنه ابن حجر يف التقريب ‪ ،":‬صـدوق يهم‪ ،‬و رمي بالقدر‪ " ،‬أ‪.‬ه و كذا هو حال‬
‫‪2‬‬
‫حسنه من العلماء كما هو يف اهلامش‪.‬‬
‫ّ‬ ‫من‬ ‫نه‬ ‫حس‬
‫ّ‬ ‫وهلذا‬ ‫‪.‬‬ ‫شيخه‬
‫(‪)3‬‬
‫الدليل اخلامس ‪:‬حديث‪ ":‬من عاهر أمة أو حرة فولده ولد زنا‪ ،‬ال يرث وال يورث" ‪ ،‬و وجه الداللة من احلديث أ ّن املرياث من لوازم‬
‫النّسب‪ ،‬فإذا انتفى املرياث انتفى النّسب ‪.‬‬
‫ونوقش هذا ال ّدليل من ناحية ثبوته و داللته ‪:‬‬
‫السابعة‪ ،‬خلط‬
‫فأما من ناحية ثبوته‪ ،‬فقال املخالفون ‪ :‬إ ّن يف سند احلديث ابن هليعـة‪ ،‬وفيه مقال‪ ،‬قال عنه ابن حجر‪ " :‬صدوق من ّ‬ ‫ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫بعد احرتاق كتبه " ‪.‬‬
‫خارجا عن‬
‫اشا لزوج أو سيّد‪ ،‬فيكون ً‬
‫الزانية فر ً‬
‫حمتمل‪ ،‬إذ حيتمل أن يكون املراد ‪ :‬أن تكون ّ‬
‫ُ‬ ‫و ّأما من ناحية داللته فقالوا ‪:‬هو حديث‬
‫حمل النزاع‪.5‬‬

‫(‪-)1‬وثّقه أمحد‪ ،‬وقال ابن املدين‪ :‬كان ثقة‪ .‬وقال ابن معني‪ :‬كان ثقة صدوقا‪.‬وقال أبو حامت‪ :‬صدوق‪ .‬وقال النسائي‪ :‬ليس بالقوي ‪ .‬ونقل ابن حجر يف "هتذيب‬
‫التهذيب‪ ،‬عن ابن حبان قوله‪ " :‬مل يكن احلديث من صنعته‪ ،‬فكثر املناكري يف روايته‪ ،‬فاستحق الرتك " ‪ .‬وقال ابن عدي‪ :‬ليس برواياته بأس إذا ح ّدث عنه ثقة‪،‬‬
‫فحديثه مستقيم‪.‬‬
‫احلجة معهم كوهنم استقرؤوا حديثه كما قال ابن عدي و غريه‪ّ ،‬أما من تكلّم فيه فألجل بدعته أو لتش ّدد‬
‫و بعد النّظر يف أقوال النقاد فاألقرب قول من ع ّدله‪ ،‬أل ّن ّ‬
‫رحه ألجل بدعته ال يُ ّرد بذلك حديثُه كونه صدوقا يف حديثه‪ ،‬و هلذا قبل العلماء حديثه رغم‬
‫املتكلّم يف النّقد‪ ،‬كما هو معلوم من منهج النسائي و ابن حبان‪ ،‬و َج ُ‬
‫قال‪ :‬قلت البن مهدي أمسعك حت ّدث عن رجل من أصحابنا تكرهون احلديث‬ ‫علمهم ببدعته‪ ،‬قال شعبة‪ :‬إنّه صدوق‪ ،‬ولكنّه شيعي قدري‪ .‬وعن سليمان بن أمحد‪َ ،‬‬
‫يضره أن يكون قدريا!! ‪ .‬و رمز له ابن حجر يف امليزان‬
‫ال‪ :‬ومل قلت؟!‪ ،‬قَال‪َ :‬كا َن قدريا‪ .‬فغضب‪ ،‬فقال‪ :‬وما ّ‬ ‫ال‪ :‬من هو؟ قلت‪ُ :‬حمَمد بن راشد الدمشقي‪،‬قَ َ‬ ‫عنه قَ َ‬
‫برمز (هـ)‪:‬أي خمتلف فيه‪ ،‬والعمل على توثيقه ‪ .‬وقال يف التّقريب ‪ " :‬صـدوق يهم‪ ،‬و رمي بالقدر" اهـ ‪ .‬انظر‪ :‬البغدادي ‪ :‬أمحد بن علي (ت‪413 :‬هـ)‪:‬تاريخ بغداد‪،‬‬
‫ط‪ :‬دار الكتب العلمية – بريوت‪ ،‬الطبعة ‪ 1412،1‬هـ‪،)332/7( ،‬و ابن عدي ‪ :‬أبو أمحد اجلرجاين (ت‪312 :‬هـ)‪ ،‬الكامل يف ضعفاء الرجال‪ ،‬ط ‪ :‬الكتب‬
‫العلمية ‪ -‬بريوت‪-‬لبنان‪ ،‬الطبعة ‪1414 ،1‬ه‪-‬ـ‪1992‬م‪،)471/2( ،‬و الذهيب ‪ :‬حممد بن أمحد (ت ‪244 :‬هـ)‪ ،‬سري أعالم النبالء‪،‬ط ‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة‬
‫‪ 1402 ،3‬هـ‪ 1942-‬م‪،،)343/2( ،‬و ابن حجر‪ :‬أمحد بن علي (ت‪427 :‬ه)‪ ،‬لسان امليزان‪ ،‬ط ‪ :‬مؤسسة األعلمي للمطبوعات‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬الطبعة ‪،7‬‬
‫‪1390‬هـ ‪1921-‬م‪ ،)402/9( ،‬وابن حجر‪ :‬هتذيب التهذيب‪ ،‬ط ‪ :‬مطبعة دائرة املعارف النظامية‪ ،‬اهلند‪ ،‬الطبعة ‪1371 ،1‬هـ‪ ،)129 -124/9( ،‬و تقريب‬
‫التهذيب‪ ،‬ط ‪ :‬دار الرشيد – سوريا‪ ،‬الطبعة األوىل‪1941 – 1401 ،‬م‪ ،‬ص(‪. )413‬‬
‫‪ - 42‬و ثّقه دحيم و ابن معني و ال ّدارقطن وابن سعد‪ ،‬وقال البخاري ‪ :‬عنده مناكري‪ ،‬وقال أبو حامت‪ :‬حملّه الصدق‪ ،‬ويف حديثه بعض االضطراب‪.‬وقال النسائي‪:‬‬
‫ليس بالقوي ‪ .‬وقال ابن عدي ‪" :‬ح ّدث عنه الثقات‪ ،‬وهو أحد العلماءروى أحاديث ينفرد هبا‪ ،‬ال يرويها غريه هو عندي ثبت صدوق " ‪ .‬و خلص ابن حجر إىل‬
‫أنّه ‪ ":‬صدوق فقيه‪ ،‬يف حديثه بعض لني وخولط قبل موته بقليل " ‪.‬انظر‪ :‬الذهيب‪ ،‬سري أعالم النبالء (‪ ،،)432/2‬و ابن حجر‪ ،‬هتذيب التهذيب (‪،)111/7‬‬
‫وتقريب التهذيب ص(‪.)7111(192‬‬
‫الزنا من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده به ‪.‬‬
‫(‪-)3‬أخرجه ابن ماجه يف سننه(‪ )7242(44/4‬كتاب الفرائض باب يف ادعاء الولد ّ‬
‫(‪-)4‬ابن حجر‪ ،‬تقريب التهذيب ص(‪. )711‬‬
‫‪5‬‬
‫الزنا‪ ،‬جملة العدل‪ ،‬العدد ‪ ،30‬ص (‪. )123‬‬
‫الزانية و استلحاق ولد ّ‬
‫‪ -‬عبد العزيز الفوزان‪،‬حكم استرباء ّ‬
‫‪351‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪5051:‬‬ ‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪25:‬‬

‫اح كما هو عند ابن ماجه ‪ ،1‬و إن كان‬


‫الصبَّ ِ‬
‫الرد على هذين االعرتاضني‪ :‬بأنّه مل ينفرد هبذا احلديث فقد رواه غريه‪.‬تابعه الْ ُمثَـ َّىن بن َّ‬
‫وّ‬
‫قوى بطريق ابن هليعة‪ ،‬و هلذا أشار الرتمذي إىل حتسينه و قبوله فقال ‪":‬وقد روى غري ابن هليعة هذا احلديث عن عمرو بن‬
‫ضعيفا فيت ّ‬
‫الشيخ شعيب األرناؤوط ‪. 3‬‬ ‫الشيخ األلباين و ّ‬
‫حسنه ّ‬ ‫ّ‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫شعيب‪ ،‬والعمل على هذا عند أهل العلم "‬
‫و ّأما االعرتاض يف داللة احلديث‪ :‬فاجلواب عنه أ ّن النّيب صلّى اهلل عليه وسلّم أطلق احلكم‪ ،‬فتقييده حبالة الفراش حتكم‪ ،‬و هلذا فهم ابن‬
‫تعني القول مبوجبه واملصري إليه‪ ،‬وإالّ فالقول قول إسحاق‬
‫القيم و هو من القائلني باإلحلاق هذا اإلطالق فقال‪ ":‬فإن ثبت هذا احلديث ّ‬
‫(‪)4‬‬
‫ومن معه واللَّه املستعان "‪ .‬اهـ ‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫فدل على أنّه اليعترب ابنه شرعاً فال يلحق به حبال ‪.‬‬
‫ال ّدليل السادس ‪:‬أنّه ال يلحق به إذا مل يستلحقه‪ّ ،‬‬
‫لحق به‪ ،‬خبالف ما لو‬
‫يقر بأنّه ولده املخلوق من مائه‪ ،‬فال يُ َ‬
‫نوقش هذا الدليل‪ :‬بأن هذا قياس مع الفارق‪ ،‬ألنّه إذا مل يستلحقه فإنّه ال ّ‬
‫أقر بأنّه نتج من مائه‪. 6‬‬
‫استلحقه‪ ،‬و ّ‬
‫(‪)7‬‬
‫‪.‬‬
‫لحق به إذا مل يستلحقه فال يلحقه مطلقاً‬
‫السابع ‪ :‬القياس على ما لو كانت ّأمه فراشاً‪ ،‬جبامع أنّه ال يُ َ‬
‫ال ّدليل ّ‬
‫ِ َّ ِ‬
‫ُِحيبو َن أَ ْن تَ ِشيع الْ َف ِ‬
‫اح َشةُ‬ ‫َ‬ ‫ال ّدليل الثّامن‪ :‬أ ّن القول بإثبات النّسب من الزاىن موجب لظهور الفاحشة فهو حرام لقوله تعاىل‪{ :‬إ َّن الذ َ‬
‫ين‬
‫يم} [النور‪.8]19:‬‬ ‫ِيف الَّ ِذين آمنوا َهلم ع َذ ِ‬
‫اب أَل ٌ‬
‫َ َُ ُْ َ ٌ‬
‫الزنا أو عدمه حكم ال عالقة له بإظهار الفاحشة وال ال ّدعوة‬ ‫ويعرتض على هذا التّعليل أ ّن فيه نوعا من املبالغة‪ ،‬أل ّن استلحاق ولد ّ‬
‫إليها‪.9‬‬
‫الزاين إذا استلحقه ومل يكن فراش والشبهة ‪ :‬وهو قول إسحاق ‪ ،‬وعروة بن الزبري ‪،‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬القول الثاني ‪ :‬يُلحق ولد ّ‬
‫الزنا ب ّ‬

‫‪-1‬تق ّدم خترجيه ‪.‬‬


‫(‪ -)2‬الرتمذي‪،‬السنن (‪ .)7113(499/3‬باب ما جاء يف إبطال مرياث ولد الزنا‪.‬‬
‫‪ -3‬انظر‪:‬األلباين‪ ،‬صحيح اجلامع (‪ ،)7270(274/1‬و حتقيق األرناؤوط لسنن ابن ماجة (‪.)42/4‬‬
‫(‪ -)4‬ابن القيم‪ ،‬زاد املعاد (‪. ) 384/2‬‬
‫(‪-)5‬ابن قدامة‪ ،‬املغن(‪.)179 /2‬‬
‫‪6‬‬
‫الزنا‪ ،‬جملة العدل‪ ،‬العدد ‪ 30‬ص (‪. )123‬‬ ‫الزانية و استلحاق ولد ّ‬
‫‪-‬عبد العزيز الفوزان‪،‬حكم استرباء ّ‬
‫(‪-)7‬ابن قدامة‪،‬املغن (‪. )774/1‬‬
‫‪ -8‬الغزنوي ‪ :‬عمر بن إسحق (ت‪223 :‬هـ)‪،‬الغرة املنيفة يف حتقيق بعض مسائل اإلمام أيب حنيفة‪ ،‬ط ‪ :‬مؤسسة الكتب الثقافية‪ ،‬الطبعة ‪1941-1401 ،1‬‬
‫هـ‪،‬ص(‪.)141‬‬
‫‪ -9‬زيد بن سعد بن مبارك الغنام‪،‬اختيارات شيخ اإلسالم ابن تيمية الفقهية‪،‬ط ‪:‬كنوز إشبيلية‪ ،‬السعودية‪ ،‬الطبعة ‪1،1430‬هـ‪7009-‬م‪.)191/9( ،‬‬

‫‪352‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪5051:‬‬ ‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪25:‬‬

‫وسليمان بن يسار(‪ ،)1‬واحلسن البصري‪ ،‬وابن سريين‪ ،‬وإبراهيم النخعي يف رواية‪ ،‬وعطاء (‪ ،)2‬وهو اختيار شيخ اإلسالم ابن تيمية‬
‫(‪)3‬‬
‫وتلميذه ابن القيم ‪.‬‬
‫الريسوين والدكتور سفيان بن عمر بورقعة‪. 4‬‬
‫وذهب إىل هذا القول مجع من املعاصرين منهم الدكتور ياسني اخلطيب و الشيخ أمحد ّ‬
‫الرجل باملرأة فحملت منه أن يتزوجها مع محلها‬
‫و هنالك قول قريب منه‪،‬و هو ما روي عن أيب حنيفة أنه قال ‪ " :‬ال أرى بأساً إذا زىن ّ‬
‫(‪)5‬‬
‫ويسرت عليها والولد ول ٌد له " أ‪.‬هـ ‪.‬‬
‫أدلّة القول الثّاني ‪:‬‬
‫(‪)6‬‬
‫األول ‪ :‬أ ّن عمر بن اخلطاب كان يليط أوالد اجلاهلية ‪ -‬أي يلحقهم‪ -‬مبن ّادعاهم يف اإلسالم ‪.‬‬
‫ال ّدليل ّ‬
‫و نوقش هذا الدليل‪- :‬وهو إحلاق عمر أوالد اجلاهلية مبن ّادعاهم يف اإلسالم‪ -‬بأنّه خاص مبا كان قبل اإلسالم دون ما بعده‪ ،‬قال‬
‫ابن عبد الرب ‪ " :‬كان عمر بن الخطاب ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬يليط اوالد الجاهلية بمن استالطهم ويلحقهم بمن استلحقهم‪ ،‬إذا‬
‫وأما اليوم في اإلسالم بعد أن أحكم اهلل شريعته وأكمل دينه فال يلحق‬
‫لم يكن هناك فراش أل ّن أكثر أهل الجاهلية كانوا كذلك‪ّ ،‬‬
‫(‪)7‬‬
‫‪.‬‬ ‫ولد من زنا بم ّدعيه أبدا عند أحد من العلماء"‬
‫أجيب عن هذا االعرتاض من وجهني ‪:‬‬
‫الزنا‪ ،‬ولو كان إحلاق ولد‬
‫وحرم ّ‬
‫الزنا يف اإلسالم بعد أن أحكم اهلل شريعته ّ‬
‫الوجه األول‪ :‬أ ّن عمر رضي اهلل عنه إّّنا أحلقهم بآبائهم من ّ‬
‫يصح ملا فعله عمر رضي اهلل عنه ‪.‬‬
‫الزنا بأبيه ال ّ‬
‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫بأمه‪ ،‬ومل يدع ذلك الغالم أح ٌد‪ ،‬فهو يرثه‪ ،‬قال بكري‪:‬‬
‫‪ -‬روى ال ّدارمي بسنده عن بكري عن سليمان بن يسار قال‪ّ " :‬أميا رجل أتى إىل غالم فزعم أنّه ابن له‪ ،‬وأنّه زىن ّ‬
‫وسألت عروة عن ذلك؟ فقال مثل قول سليمان بن يسار "‪ .‬الدارمي‪ ،‬املسند(‪. )1992/4‬‬
‫(‪-)2‬املاوردي‪،‬احلاوي الكبري (‪، )117/4‬ابن قدامة‪ ،‬املغن ‪،774/1‬ابن القيم‪ ،‬زاد املعاد (‪ ،)341/2‬ابن عثيمني‪ ،‬الشرح املمتع (‪ )304/13‬و(‪/17‬‬
‫‪.)172‬‬
‫(‪-)3‬ابن القيم‪ ،‬زاد املعاد (‪ ،)344/2‬و ابن تيمية ‪ :‬أمحد بن عبد احلليم (ت‪274 :‬هـ)‪:‬جمموع الفتاوى‪ ،‬ط ‪ :‬جممع امللك فهد‪ ،‬املدينة‪ -‬السعودية‪،‬عام النشر‪:‬‬
‫‪1411‬هـ‪1992-‬م‪ ،)44/12( ،‬و سامي بن حممد بن جاد اهلل‪،‬االختيارات الفقهية لشيخ اإلسالم ابن تيمية لدى تالميذه‪ ،‬ط‪ :‬دار عامل الفوائد‪ ،‬مكة –‬
‫السعودية‪ ،‬الطبعة ‪ 1432 ،1 :‬هـ‪. )402/7(،‬‬
‫‪4‬‬
‫الزنا دراسة فقهية يف ضوء مقصد حفظ النسل‪ ،‬جملة العلوم اإلسالمية الدولية‪،‬تصدرها كلية العلوم اإلسالمية‪،‬‬‫‪ -‬دوكري عبد الصمد و منري علي القباطي‪ ،‬نسب ولد ّ‬
‫جامعة املدينة العاملية –ماليزيا‪ ،‬اجمللد‪ 1‬ص(‪ ،)172‬العدد ‪ ،7‬سبتمرب ‪7012‬م‪.‬‬
‫(‪-)5‬ابن قدامة‪ ،‬املغن(‪ .)130-179/2‬ومعىن أ ّن قول أيب حنيفة قريب من قول ابن تيمية و من وافقه ألنّه يفارقهم يف عدم اشرتاط وضع احلامل أو االسترباء‬
‫الزنا‪ ،‬جملة العدل‪،‬العدد ‪ ،30‬ص(‪.)121‬‬
‫الزانية و استلحاق ولد ّ‬
‫حبيضة للحائل إن هو أراد الزواج هبا ‪.‬انظر‪ :‬عبد لعزيز الفوزان‪ ،‬حكم استرباء ّ‬
‫(‪-)6‬مالك بن أنس (ت ‪129 :‬هـ)‪ ،‬موطأ اإلمام مالك‪،‬ط‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬عام النشر‪1401 :‬هـ‪1942-‬م‪.)240/7(،‬‬
‫(‪-)7‬ابن عبد الرب‪ ،‬االستذكار(‪. ) 164/2‬‬
‫‪353‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪5051:‬‬ ‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪25:‬‬

‫احلجة‪،‬‬
‫ألهنم كانوا من أهل الفرتة‪ ،‬ومل تقم عليهم ّ‬
‫الزنا‪ّ ،‬‬
‫الوجه الثاين ‪ :‬أ ّن ما ذُكر قد يفيد أ ّن أهل اجلاهلية ال يأمثون مبا فعلوا من ّ‬
‫حمل النّزاع الّذي حنن بصدده‪،‬‬
‫احلجة عليه‪ ،‬ولكن هذا خارج عن ّ‬
‫الزنا بعد اإلسالم وقيام ّ‬‫الزنا‪ ،‬خبالف من فعل ّ‬‫فيعذرون جلهلهم حبرمة ّ‬
‫الزنا بأبيه إذا استلحقه‪ ،‬وهذا حكم ال خيتلف يف جاهليّة وال إسالم‪ ،‬وال فرق فيه بني معذور وغريه‪.1...‬‬
‫فإ ّن الكالم عن إحلاق ولد ّ‬
‫بالراعي ‪َ " :‬من‬ ‫ال ّدليل الثاني ‪ :‬ما جاء يف ّ‬
‫الصحيحني من خرب جريج الذي رواه أبو هريرة وفيه أن جريَج قال للغالم الذي زنت ّأمه ّ‬
‫(‪)3‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪.‬قال ابن القيم‪ " :‬وهذا انطاق من اللَّه ال ميكن فيه الكذب" ‪ .‬ووجه ال ّداللة أن جرجيا‬ ‫الراعي"‬
‫أبوك يا غالم ؟‪ .‬قال ‪ :‬فالن ّ‬
‫الزنا للزاين وصدق اهلل نسبته مبا خرق له من العادة يف نطق املولود بشهادته له بذلك‪ ،‬وقوله أيب فالن الراعي‪ ،‬فكانت تلك‬‫نسب ابن ّ‬
‫‪4‬‬
‫النسبة صحيحة فيلزم أن جيري بينهما أحكام األبوة والبنوة‪.‬‬
‫الشرعي‪ ،‬ثّ احلديث يف شرع من كان قبلنا فال‬
‫السؤال عن املتسبّب يف وجود الغالم‪ ،‬ال األب ّ‬ ‫و ميكن االعرتاض عليه أ ّن املقصود يف ّ‬
‫حجة إالّ عند عدم وجود املعارض له من شرعنا و قد وجد ‪.‬‬ ‫يكون ّ‬
‫بأمه‪ ،‬وينسب إليها ويرثها‪ ،‬ويثبت النّسب بينه وبني أقارب ّأمه مع كوهنا‬ ‫ال ّدليل الثالث ‪:‬القياس فإ ّن األب أحد ّ‬
‫الزانيني فإذا كان يلحق ّ‬
‫الزانيني‪ ،‬وقد اشرتكا فيه‪ ،‬واتّفقا على أنّه ابنهما‪ ،‬فما املانع من حلوقه باألب إذا مل يدعه غريه ؟ فهذا‬
‫زنت به‪ ،‬وقد وجد الولد من ماء ّ‬
‫(‪)5‬‬
‫حمض القياس ‪.‬‬
‫الزوجية وهو‬
‫األم متي ّقن بالوالدة خبالف األب فيفتقر إىل وجود ّ‬
‫‪ -‬ونوقش دليل القياس ‪ :‬أنّه قياس مع الفارق‪ ،‬أل ّن النّسب من جهة ّ‬
‫الزانية زنت مع أكثر من‬
‫ك موجود‪ ،‬إذ رّمبا أ ّن هذه ّ‬
‫فالش ّ‬
‫الشك أ ّهنا ّأمه‪ ،‬خبالف األب ّ‬
‫بأمه لعدم وجود ّ‬
‫غري موجود هنا‪ ،‬ثّ إنّنا أحلقناه ّ‬
‫واحد ‪.6‬‬
‫‪7‬‬
‫الدليل الرابع ‪:‬قياسه على املالعن إذ لو أكذب املالعن نفسه و استلحق ابنه يلحق به ‪.‬‬
‫واعرتض عليه ‪ :‬بأنه قياس مع الفارق‪ "،‬والفرق بينهما أن ولد املالعنة ملا كان الحقا بالواطئ قبل اللعان جاز أن يصري الحقا به بعد‬
‫‪8‬‬
‫الزنا مل يكن الحقا به يف حال فريجع حكمه بعد االعرتاف إىل تلك احلال‪"..‬‬ ‫االعرتاف؛ ألن األصل فيه اللحوق والبغاء طارئ وولد ّ‬
‫‪.8‬‬

‫‪1‬‬
‫الزنا‪ ،‬جملة العدل‪،‬العدد ‪ 30‬ص(‪.)114‬‬‫الزانية و استلحاق ولد ّ‬
‫‪ -‬عبد العزيز الفوزان‪ ،‬حكم استرباء ّ‬
‫(‪-)2‬البخاري‪ ،‬صحيح البخاري (‪ ،) 7447(132/3‬ومسلم‪ ،‬صحيح مسلم (‪.)7220(1921/4‬‬
‫(‪ -)3‬ابن القيم‪ ،‬زاد املعاد (‪. )347/2‬‬
‫‪ -4‬ابن حجر‪ :‬أمحد بن علي(ت‪427 :‬ه) ‪ :‬فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬ط‪ :‬دار املعرفة ‪ -‬بريوت‪1329 ،‬هـ‪.) 483/1( ،‬‬
‫‪-5‬ابن القيم‪ ،‬زاد املعاد(‪.)347/2‬‬
‫‪ -6‬زيد بن سعد الغنام‪ ،‬اختيارات شيخ اإلسالم ابن تيمية الفقهية (‪،)142/9‬وانظر‪:‬املاوردي‪ ،‬احلاوي الكبري(‪.)714/9‬‬
‫‪ -7‬املاوردي‪ ،‬احلاوي الكبري (‪.)117/4‬‬
‫‪-8‬املصدر السابق(‪)113/4‬‬
‫‪354‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪5051:‬‬ ‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪25:‬‬

‫‪1‬‬
‫الزنا حتقيق هلذه املصلحة ‪.‬‬
‫الزنا ألبيه من ّ‬
‫متشوف إلحلاق األنساب ورعاية األوالد‪ ،‬ويف نسبة ولد ّ‬ ‫الدليل الخامس ‪:‬أ ّن ّ‬
‫الشارع ّ‬
‫الزاين‬
‫الزىن يف نفوس النّاس‪ ،‬ثّ يقال إنّه ال يلزم من عدم انتساب الولد ألبيه ّ‬
‫ونوقش ال ّدليل‪ :‬أ ّن هذه املصلحة يعارضها مفسدة هتوين ّ‬
‫ضياعه أو فساده فهناك يف الشريعة التّك ّفل مبثل هذه الفئة احملرومة مثله مثل اليتيم ‪.2‬‬
‫فإن ابن تيمية ‪ -‬رمحه اهلل‪ -‬يرى َّ‬
‫أن‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬سبب الخالف‪ :‬يرجع إىل تأويل حديث ‪ " :‬الولد للفراش وللعاهر احلجر" ‪َّ .‬‬
‫اشا فال يتناوله احلديث‪ ،‬و اجلمهور على أنّه يتناول‬
‫اشا لرجل آخر‪َّ ،‬أما املرأة إذا مل تكن فر ً‬
‫احلديث قاصر حكمه على املرأة إذا كانت فر ً‬
‫األحوال كلّها فاليلحق الولد إالّ لصاحب الفراش كما سبق من كالم الكاساين ‪.‬‬
‫تدل هبا اجلمهور‪ ،‬هل حتتمل التّحسني كما يف حديث ابن عباس‬
‫و ميكن إضافة سبب آخر و هو اخلالف يف ضعف األحاديث اليت اس ّ‬
‫و عبد اهلل بن عمرو بن العاص أم ال ترتقي إىل درجة القبول؟ ‪ ،‬و هل ينجرب ضعفها بطرق أخرى أم ال كما يف حديث " من عاهر أمة‬
‫أو حرة فولده ولد زنا " ؟ ‪.‬‬
‫الفرع الرابع ‪ :‬التّرجيح ‪:‬‬
‫يتبني ما يلي ‪:‬‬
‫من خالل استعراض أدلّة الفريقني ّ‬
‫أصح حديث" الولد للفراش" لكنّه اعرتض عليه بأنّه يدخله االحتمال‪ ،‬ألنّه يف خصوص مسألة وجود الفراش‪ ،‬وهذا االعرتاض ال‬ ‫‪ّ -‬‬
‫مر من قول الكاساين و اجلصاص بأ ّن تركيب الكالم يفيد احلصر‪ ،‬فال يلحق الولد إالّ بفراش‪.‬‬‫يقوى كما ّ‬
‫‪ -‬أكثر استدالالت الفريق املقابل للجمهور ّإما أحاديث حمتملة كحديث جريج‪ ،‬أو أقيسة فاسدة االعتبار ملقابلتها للنّص‪ ،‬فلهذا يقال‬
‫إ ّن استدالهلم ال يقوى ملعارضة أدلة اجلمهور الّيت هو أقوى من حيث ال ّداللة و النصيّة كما صرح بذلك ابن القيم ‪.‬‬
‫تبني أنّه حيتمل التّحسني ‪ .‬و كذا‬
‫‪-‬أصرح دليل يف املسألة حديثان ‪ :‬حديث"‪ ..‬و هو ولد زنا ألهل ّأمه من كانوا حرة أو أمة " ‪ .‬و ّ‬
‫حديث " أّميا رجل عاهر حبرة أو أمة فالولد ولد زنا ال يرث وال يورث " ‪ .3‬واحلديث إن طعن فيه من جهة إسناده لكنّه يرتقي بتعدد‬
‫طرقه‪ ،‬و يزيده ّقوة عمل العلماء به كما قال الرتمذي ‪ ،4‬فيق ّدم العمل هبما على أثر عمر رضي اهلل عنه‪ ،5‬هذا إن فرضنا عدم إمكان‬
‫للزاين و لو استلحقه بالنّسبة ألهل اإلسالم‪ّ ،‬أما عمل عمر‬
‫إمكان اجلمع‪ ،‬و إالّ فيمكن اجلمع أ ّن األحاديث املانعة من إحلاق النّسب ّ‬

‫‪ -1‬حممد بن أمحد صاحل‪ ،‬فقه األسرة عند ابن تيمية (‪.)229/7‬‬


‫‪ -2‬زيد بن سعد الغنام‪،‬اختيارات شيخ اإلسالم ابن تيمية الفقهية (‪.)144/9‬‬
‫‪-3‬تقدم خترجيهما ‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫الزنا ال يرث من أبيه " ‪ .‬الرتمذي‪ ،‬السنن(‪.)474 /4‬‬
‫‪-‬قال الرتمذي ‪ ":‬والعمل على هذا عند أهل العلم‪ :‬أ ّن ولد ّ‬
‫‪ -5‬جاء يف " االعتبار يف النّاسخ واملنسوخ " ‪ " :‬الوجه الثاين والثالثون‪ :‬يف ترجيح األخبار‪ :‬أن يكون مع أحد احلديثني عمل األمة دون اآلخر؛ ألنّه جيوز أن تكون‬
‫التجويز‪ .‬احلازمي ‪ :‬حممد بن موسى (ت ‪244 :‬هـ)‪،‬االعتبار يف الناسخ واملنسوخ من‬
‫ّ‬ ‫لصحته‪ ،‬ومل تعمل مبوجب اآلخر لضعفه‪ ،‬فيجب تقدمي األول هلذا‬
‫عملت مبوجبه ّ‬
‫اآلثار‪ ،‬ط ‪ :‬دائرة املعارف العثمانية‪-‬حيدر آباد‪ ،‬الدكن‪ ،‬الطبعة الثانية‪1329،‬هـ‪.)14/1(،‬‬

‫‪355‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪5051:‬‬ ‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪25:‬‬

‫الزنا‪ ،‬قال الباجي –رمحه اهلل‪": -‬‬


‫خاص بأهل اجلاهلية ‪،‬و إن كان ميكن إحلاق هذا احلكم بالكفار الّذين أسلموا و معهم أبناء ّ‬‫فإنّه ّ‬
‫الزنا وأثبتوا به األنساب مل يبطل تلك األنساب اإلسالم كالنّكاح الفاسد‪ ،‬فإذا ّادعى ذلك بعد اإلسالم‬
‫ومعىن ذلك ّأهنم إذا استحلّوا ّ‬
‫‪1‬‬
‫الزنا‪ ،‬فهو قد أهدر‬
‫كل من استلحق ولده من ّ‬ ‫حكم له مبا تقدم له منه يف اجلاهلية " ‪ .‬و ّأما من ّنزل عمل عمر رضي اهلل عنه على ّ‬
‫الوصف الوارد يف األثر أ ّهنم من أهل اجلاهلية‪ ،‬فهذا الوصف معترب يف احلكم فال يلحق هبم غريهم من املسلمني‪ ،‬و هذا كحكم إقرار‬
‫الكفار الذين يسلمون على أنكحتهم الفاسدة خالفا للمسلمني ‪.‬‬
‫الزنا‪ ،‬فال ختالف هذه‬
‫‪-‬نلحظ أ ّن أدلّة اجلمهور اليت استندوا إليها موافقة لألصول القاضية بإحلاق النّسب للفراش و عدم اعتبار آثار ّ‬
‫األصول بأدلّة حمتملة ‪.‬‬
‫الزاين حتقيق هلذه املصلحة‪،‬‬
‫تشوف الشارع بإحلاق األنساب‪ ،‬قالوا و إحلاق الولد بأبيه ّ‬
‫‪-‬املصلحة اليت راعاها الفريق املقابل يف قوهلم هي ّ‬
‫الزانية ينوهبا غري واحد‪ ،‬ثّ هذه املصلحة‬
‫متومهة‪ ،‬فقد ينسب الولد إىل غري أصله‪ ،‬إذ أ ّن ّ‬
‫و جياب عليهم ‪-‬كما تق ّدم ‪ :-‬أ ّهنا مصلحة ّ‬
‫الشرع ّإما بطريق‬
‫حق ّ‬ ‫الزاين ّ‬‫الزنا‪ ،‬و ذلك بعدم اعتبار آثاره قال السرخسي‪ ":‬ونفي النّسب من ّ‬ ‫الزجر عن ّ‬ ‫معارضة مبصلحة أخرى و هي ّ‬
‫الزانية نائبها غري واحد‪ ،‬فرّمبا حيصل فيه نسب الولد إىل غري أبيه‪،‬‬
‫الزىن إذا علم أ ّن ماءه يضيع به‪ ،‬أو أل ّن ّ‬
‫العقوبة ليكون له زجرا عن ّ‬
‫الزاين‪ ،‬وفيه‬
‫الزاين حلق الولد فإنّه يلحقه العار بالنّسبة إىل ّ‬
‫وذلك حرام شرعا‪ ،‬وال يرتفع هذا املعىن بتصديق املرأة أو كان نفي النّسب عن ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫إشاعة الفاحشة " ‪.‬‬
‫الشريعة ‪ ،‬و القول هبذا احلكم اليعن ضياع أبناء‬
‫الراجح لألدلّة اليت تؤيّده و موافقته لروح ّ‬
‫و هبذا يظهر و اهلل أعلم أ ّن قول اجلمهور هو ّ‬
‫حض على التك ّفل باليتامى و املعدومني و عدم اإلساءة إليهم ‪.‬‬
‫الزنا بل جتد الشرع قد ّ‬‫ّ‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫تبني من خالل هذا البحث أمور‪:‬‬ ‫ّ‬
‫شرعت أحكاما حتتاط لألنساب وتصوهنا‪.‬‬
‫‪-‬الشريعة أولت اهتماما بالنّسب‪،‬وهلذا ّ‬
‫كل صورة هلا حكمها اخلاص هبا‪.‬‬‫‪ -‬نسب ولد الزنا له صور‪ ،‬و ّ‬
‫بأمه ال خالف يف ذلك‪ ،‬وإّّنا اخلالف يف نسبته ألبيه‪.‬‬
‫‪-‬نسب ولد الزنا يلحق ّ‬
‫‪-‬إذا كان هناك فراش واستلحقه صاحب الفراش فيلحق به ‪.‬‬
‫‪-‬إذا مل يكن هناك فراش واستلحقه الزاين فهذه الصورة وقع اخلالف فيها بني العلماء‪،‬والراجح أنّه ال يلحق به ‪.‬‬
‫‪ -‬مل تعترب الشريعة الزنا يف كافة مناحي احلياة ومنها سببية إثبات النّسب‪ ،‬وذلك قطعا لفساده‪،‬وإلغاء لشرعيته ‪.‬‬
‫أهمها‪:‬‬
‫مهمة ّ‬
‫وقد خرج البحث بتوصيات ّ‬

‫‪-1‬الباجي‪ ،‬املنتقى (‪.)17/1‬‬


‫(‪ - )2‬السرخسي‪ ،‬املبسوط(‪،) 154/12‬وانظر‪ :‬زيد بن سعد الغنام‪ ،‬اختيارات شيخ اإلسالم ابن تيمية الفقهية (‪. )144/9‬‬
‫‪356‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪5051:‬‬ ‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪25:‬‬

‫إنشاء ملتقيات وبحوث لبحث مسألة ولد الزنا دراسة مقارنة بين القانون والشريعة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العمل على إيجاد بدائل تضمن لولد الزنا اإلطار القانوني الموافق للشريعة من جهة النسب‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المصادر والمراجع‪:‬‬
‫ابن األثري ‪ :‬أبو السعادات املبارك بن حممد الشيباين اجلزري (ت‪101 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫النّهاية يف غريب احلديث واألثر‪ ،‬تح ‪ :‬طاهر أمحد الزاوى ‪ -‬حممود حممد الطناحي‪ ،‬ط‪ :‬املكتبة العلمية ‪ -‬بريوت‪،‬سنة النّشر ‪1399‬هـ ‪1929 -‬م ‪.‬‬
‫األلباين ‪ :‬أبو عبد الرمحن حممد ناصر الدين األشقودري األلباين (ت‪1470 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫صحيح اجلامع الصغري وزياداته‪ ،‬ط ‪ :‬املكتب اإلسالمي‪ ،‬بريوت لبنان‪(،‬ليس فيه رقم الطبعة وال سنة النشر)‪.‬‬
‫صحيح سنن أيب داود‪،‬ط ‪ :‬مؤسسة غراس للنشر والتوزيع‪ ،‬الكويت‪ ،‬الطبعة األوىل‪ 1473 ،‬هـ ‪ 7007 -‬م ‪.‬‬
‫أمحد عبد اجمليد حممد حممود حسني‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الزنا يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬أطروحة الستكمال متطلبات درجة املاجستري يف قسم الفقه والتشريع جبامعة النجاح الوطنية كلية الدراسات العليا‬ ‫أحكام ولد ّ‬
‫نابلس فلسطني‪ ،‬سنة املناقشة ‪7004:‬م‪.‬‬
‫اإلمام مالك ‪ :‬مالك بن أنس بن مالك بن عامر األصبحي املدين (ت‪129 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫موطأ اإلمام مالك‪ ،‬تح ‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬ط ‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب‪ ،‬بريوت – لبنان‪ 1401 ،‬ه‪ 1942-‬م‪.‬‬
‫الباجي ‪ :‬أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد التجييب القرطيب األندلسي (ت‪424 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫املنتقى شرح املوطإ‪ ،‬ط ‪ :‬مطبعة السعادة ‪ -‬جبوار حمافظة مصر‪ ،‬الطبعة األوىل‪ 1337 ،‬هـ ‪.‬‬
‫البخاري‪ :‬حممد بن إمساعيل أبو عبداهلل اجلعفي (ت‪721‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫اجلامع املسند الصحيح املختصر من أمور رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلم وسننه وأيامه) صحيح البخاري(‪ ،‬تح ‪ :‬حممد زهري بن ناصر الناصر‪ ،‬ط‪ :‬دار‬
‫طوق النجاة (مصورة عن السلطانية)‪ ،‬الطبعة األوىل‪1477 ،‬هـ ‪.‬‬
‫الربكيت‪ :‬حممد عميم اإلحسان اجملددي الربكيت ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫التعريفات الفقهية‪ ،‬ط ‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1474 ،‬هـ ‪7003 -‬م‪.‬‬
‫البغدادي ‪ :‬أبو بكر أمحد بن علي بن ثابت اخلطيب البغدادي (ت‪413 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تاريخ بغداد‪ ،‬تح ‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪،‬ط‪ :‬دار الكتب العلمية – بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪ 1412،‬هـ‪.‬‬
‫البوصريي ‪ :‬أبو العباس شهاب الدين أمحد بن أيب بكر البوصريي الكناين الشافعي (ت‪440 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مصباح الزجاجة يف زوائد ابن ماجه‪ ،‬تح ‪ :‬حممد الكشناوي‪ ،‬ط ‪ :‬دار العربية – بريوت‪،‬الطبعة الثانية‪ 1403 ،‬هـ ‪.‬‬
‫الرتمذي‪ :‬حممد بن عيسى بن َس ْورة‪ ،‬أبو عيسى الرتمذي (ت‪729 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫سنن الرتمذي‪ ،‬تح ‪ :‬أمحد حممد شاكر‪ ،‬ط ‪ :‬مطبعة مصطفى البايب احلليب– مصر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ 1392 ،‬هـ‪1922-‬م‪.‬‬
‫ابن تيمية ‪ :‬تقي الدين أمحد بن عبد احلليم بن تيمية احلراين (ت‪274 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪357‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪5051:‬‬ ‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪25:‬‬

‫جمموع الفتاوى‪ ،‬تح ‪ :‬عبد الرمحن بن حممد بن قاسم‪ ،‬ط ‪ :‬جممع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف‪ ،‬املدينة النبوية‪ - ،‬السعودية‪،‬عام النشر‪:‬‬
‫‪1411‬هـ‪1992-‬م‪.‬‬
‫اجلرجاين ‪ :‬علي بن حممد بن علي الزين الشريف اجلرجاين (ت‪411 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫التعريفات‪ ،‬تح ‪ :‬مجاعة من العلماء‪،‬ط ‪ :‬دار الكتب العلمية بريوت –لبنان‪ ،‬الطبعة ‪1403 :1‬هـ‪1943-‬م‪.‬‬
‫احلازمي ‪ :‬أبو بكر حممد بن موسى بن عثمان احلازمي اهلمداين (ت ‪244 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫االعتبار يف الناسخ واملنسوخ من اآلثار‪ ،‬ط ‪ :‬دائرة املعارف العثمانية‪-‬حيدر آباد‪ ،‬الدكن‪ ،‬الطبعة الثانية‪1329،‬هـ‪.‬‬
‫احلاكم‪ :‬أبو عبد اهلل احلاكم حممد بن عبد اهلل الضيب النيسابوري (ت‪402 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫املستدرك على الصحيحني‪ ،‬تح ‪ :‬مصطفى عبد القادر عطا‪ ،‬ط ‪ :‬دار الكتب العلمية – بريوت‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪1990 – 1411 ،‬م ‪.‬‬
‫ابن حجر‪ :‬أمحد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقالين الشافعي (ت‪427 :‬ه) ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تقريب التهذيب‪ ،‬تح‪ :‬حممد عوامة‪ ،‬ط ‪ :‬دار الرشيد – سوريا‪ ،‬الطبعة األوىل‪1941 – 1401 ،‬م ‪.‬‬
‫هتذيب التهذيب‪ ،‬ط ‪ :‬مطبعة دائرة املعارف النظامية‪ ،‬اهلند‪ ،‬الطبعة األوىل‪1371 ،‬هـ ‪.‬‬
‫فتح الباري شرح صحيح البخاري‪ ،‬تح ‪ :‬حمب الدين اخلطيب‪ ،‬ط‪ :‬دار املعرفة ‪ -‬بريوت‪1329 ،‬هـ ‪.‬‬
‫امليزان‪ ،‬تح ‪ :‬دائرة املعرف النظامية – اهلند‪ ،‬ط ‪ :‬مؤسسة األعلمي للمطبوعات‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪1390 ،‬هـ ‪1921-‬م‬
‫ابن حزم ‪ :‬أبو حممد علي بن أمحد بن سعيد األندلسي القرطيب الظاهري (ت‪421 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫احمللى باآلثار‪ ،‬ط‪ :‬دار الفكر – بريوت‪( ،‬ليس فيه رقم الطبعة وال سنة النشر)‪.‬‬
‫اخلادمي‪ :‬نور الدين بن خمتار اخلادمي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫علم املقاصد الشرعية‪ ،‬ط ‪ :‬مكتبة العبيكان‪،‬السعودية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1471‬هـ‪7001 -‬م‪.‬‬
‫الدارمي ‪ :‬أبو حممد عبد اهلل بن عبد الرمحن التميمي السمرقندي (ت‪722 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫مسند الدارمي(سنن الدارمي)‪ ،‬تح‪ :‬حسني سليم الداراين‪،‬ط ‪ :‬دار املغن‪،‬السعودية‪،‬الطبعة األوىل‪ 1417 ،‬هـ‪7000 -‬م‪.‬‬
‫الس ِج ْستاين (ت ‪722 :‬هـ) ‪:‬‬
‫أبو داود ‪ :‬سليمان بن األشعث األزدي ِّ‬ ‫‪‬‬
‫السنن‪ ،‬تح ‪ :‬حممد حميي الدين عبد احلميد‪ ،‬ط ‪ :‬املكتبة العصرية‪ ،‬بريوت‪(،‬ليس فيه رقم الطبعة وال سنة النشر)‪.‬‬
‫دوكري عبد الصمد و منري علي القباطي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الزنا دراسة فقهية يف ضوء مقصد حفظ النسل‪ ،‬جملة العلوم اإلسالمية الدولية‪،‬تصدرها كلية العلوم اإلسالمية‪ ،‬جامعة املدينة العاملية –ماليزيا‪،‬‬ ‫نسب ولد ّ‬
‫العدد ‪ ،7‬سبتمرب ‪7012‬م‪.‬‬
‫الذهيب ‪ :‬مشس الدين أبو عبد اهلل حممد بن أمحد بن عثمان بن قَ ْامياز الذهيب (ت ‪244 :‬هـ)‬ ‫‪‬‬
‫سري أعالم النبالء‪،‬تح ‪ :‬شعيب األرناؤوط‪ ،‬ط ‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬الطبعة ‪ 1402 ،3‬هـ ‪ 1942 /‬م‪.‬‬
‫ابن رشد‪ :‬الوليد حممد بن أمحد القرطيب (ت‪292 :‬هـ) ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫بداية اجملتهد وهناية املقتصد‪ ،‬ط ‪ :‬دار احلديث – القاهرة‪ ،‬تاريخ النشر‪1472 :‬هـ‪ 7004-‬م‪.‬‬
‫الزحيلي‪ :‬وهبة بن مصطفى الزحيلِ ّي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪358‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪5051:‬‬ ‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪25:‬‬

‫الرابعة‪(،‬ليس فيه رقم الطبعة وال سنة النشر)‪.‬‬


‫الفقه اإلسالمي وأدلّته‪ ،‬ط‪ :‬دار الفكر ‪ -‬سوريَّة – دمشق‪ ،‬الطبعة‪َّ :‬‬
‫زيد بن سعد بن مبارك الغنام‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫اختيارات شيخ اإلسالم ابن تيمية الفقهية‪،‬ط ‪:‬كنوز إشبيلية‪ ،‬السعودية‪ ،‬الطبعة األوىل‪1430،‬هـ‪7009-‬م‪.‬‬
‫الصنعاين ‪ :‬احلسن بن أمحد بن يوسف الرباعي (ت ‪1721 :‬هـ) ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫فتح الغفار اجلامع ألحكام سنة نبينا املختار‪،‬تح ‪ :‬جمموعة بإشراف علي العمران‪،‬ط ‪ :‬دار عامل الفوائد‪،‬‬
‫الطبعة األوىل‪ 1472 ،‬هـ ‪.‬‬
‫سامي بن حممد بن جاد اهلل ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫االختيارات الفقهية لشيخ اإلسالم ابن تيمية لدى تالميذه‪،‬ط‪ :‬دار عامل الفوائد‪ ،‬مكة–السعودية‪،‬الطبعة ‪ 1432 ،1‬هـ ‪.‬‬
‫السرخسي ‪ :‬حممد بن أمحد بن أيب سهل السرخسي (ت‪443 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫املبسوط‪ ،‬ط ‪ :‬دار املعرفة – بريوت‪ ،‬تاريخ النشر‪1414 :‬هـ ‪1993 -‬م ‪.‬‬
‫ابن سيده ‪ :‬أبو احلسن علي بن إمساعيل بن سيده املرسي (ت‪424 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫املخصص‪ ،‬تح ‪ :‬خليل إبراهم جفال‪ ،‬ط ‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب – بريوت‪،‬الطبعة األوىل‪1412 ،‬هـ ‪1991‬م‬ ‫ّ‬
‫ابن عبد الرب ‪ :‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب بن عاصم النمري القرطيب (ت‪413 :‬هـ) ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫االستذكار‪ ،‬تح ‪ :‬سامل حممد عطا‪ ،‬حممد علي معوض‪،‬ط ‪ :‬دار الكتب العلمية – بريوت‪ ،‬الطبعة األوىل‪7000 – 1471 ،‬هـ‪.‬‬
‫التمهيد ملا يف املوطأ من املعاين واألسانيد‪ ،‬تح‪ :‬مصطفى بن أمحد العلوطي ‪ ،‬حممد عبد الكبري البكري‪ ،‬ط ‪ :‬وزارة‬
‫عموم األوقاف والشؤون اإلسالمية – املغرب ‪ ،‬سنة النشر‪ 1342 :‬هـ ‪.‬‬
‫عبد العزيز الفوزان ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الزنا‪ ،‬جملة العدل‪،‬ط‪:‬وزارة العدل السعودية‪-‬السعودية‪ ،‬العدد ‪ ،30‬ربيع اآلخر‪1472‬هـ ‪.‬‬ ‫الزانية و استلحاق ولد ّ‬‫حكم استرباء ّ‬
‫عبد العظيم آبادي ‪ :‬حممد أشرف بن أمري بن علي بن حيد‪ ،‬الصديقي (ت‪1379 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫عون املعبود شرح سنن أيب داود‪( ،‬ومعه هتذيب سنن أيب داود وإيضاح علله ومشكالته)‪ ،‬ط ‪ :‬دار الكتب العلمية – بريوت‪ ،‬الطبعة الثانية‪ 1412 ،‬هـ ‪.‬‬
‫ابن عثيمني ‪ :‬حممد بن صاحل بن حممد العثيمني (ت‪1471 :‬هـ) ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الشرح املمتع على زاد املستقنع‪ ،‬ط‪ :‬دار ابن اجلوزي‪ ،‬الطبعة األوىل‪ 1474 - 1477 ،‬هـ ‪.‬‬
‫ابن عدي ‪ :‬أبو أمحد بن عدي اجلرجاين (ت‪312 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الكامل يف ضعفاء الرجال‪ ،‬تح ‪ :‬عادل أمحد عبد املوجود‪-‬علي حممد معوض‪،‬ط ‪ :‬الكتب العلمية ‪ -‬بريوت‪-‬لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل‪1414 ،‬ه‪-‬ـ‪1992‬م ‪.‬‬
‫ابن العريب‪ :‬حممد بن عبد اهلل أبو بكر بن العريب املعافري املالكي (ت‪243 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫أحكام القرآن‪،‬تح ‪ :‬علي حممد البجاوي‪ ،‬ط‪ :‬دار املعرفة‪ ،‬بريوت – لبنان‪(،‬ليس فيه رقم الطبعة وال سنة النشر)‪.‬‬
‫الغزنوي ‪ :‬عمر بن إسحق بن أمحد اهلندي الغزنوي احلنفي (ت‪223 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الغرة املنيفة يف حتقيق بعض مسائل اإلمام أيب حنيفة‪ ،‬ط ‪ :‬مؤسسة الكتب الثقافية‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 1941-1401‬هـ ‪.‬‬
‫ابن قدامة ‪ :‬موفق الدين عبد اهلل بن أمحد بن حممد بن قدامة املقدسي (ت‪170 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫املغن(وحباشيته الشرح الكبري)‪،‬ط‪ :‬دار الكتاب العريب‪،‬بريوت‪-‬لبنان‪(،‬ليس فيه رقم الطبعة وال سنة النشر)‪.‬‬

‫‪359‬‬
‫‪ISSN :1112-4377‬‬ ‫مجلة المعيار‬
‫السنة‪5051:‬‬ ‫مجلد‪ 52 :‬عدد‪25:‬‬

‫ابن القيم ‪ :‬حممد بن أيب بكر بن أيوب بن سعد مشس الدين ابن قيم اجلوزية (ت‪221 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫زاد املعاد يف هدي خري العباد‪ ،‬ط ‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بريوت ‪ -‬مكتبة املنار اإلسالمية‪ ،‬الكويت‪،‬الطبعة ‪1412 ،72‬هـ ‪1994/‬م‪.‬‬
‫الكاساين‪ :‬عالء الدين‪ ،‬أبو بكر بن مسعود بن أمحد الكاساين احلنفي (ت‪242 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫بدائع الصنائع يف ترتيب الشرائع‪ ،‬ط ‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬الطبعة الثانية‪1401 ،‬هـ ‪1941 -‬م ‪.‬‬
‫اللجنة الدائمة للبحوث العلمية واإلفتاء ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫فتاوى اللجنة الدائمة (اجملموعة األوىل)‪ ،‬مجع وترتيب‪ :‬أمحد بن عبد الرزاق الدويش‪ ،‬ط ‪ :‬رئاسة إدارة البحوث العلمية واإلفتاء ‪ -‬اإلدارة العامة للطبع –‬
‫الرياض‪ ،‬سنة النشر ‪1474‬هـ‪.‬‬
‫ابن ماجه ‪ :‬أبو عبد اهلل حممد بن يزيد القزوين (ت‪723 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫السنن‪ ،‬تح‪ :‬شعيب األرنؤوط وآخرون‪،‬ط ‪ :‬دار الرسالة العاملية‪ ،‬الطبعة ‪ 1430 ،1‬هـ ‪ 7009 -‬م‪.‬‬
‫املاوردي ‪ :‬أبو احلسن علي بن حممد البصري البغدادي‪( ،‬ت‪420 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫احلاوي الكبري يف فقه مذهب اإلمام الشافعي ‪ ،‬تح ‪ :‬الشيخ علي حممد معوض ‪ -‬الشيخ عادل أمحد عبد املوجود‪ ،‬ط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بريوت –‬
‫لبنان‪ ،‬الطبعة األوىل‪ 1419 ،‬هـ ‪ 1999-‬م ‪.‬‬
‫جمموعة من العلماء و الباحثني ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫املوسوعة الفقهية الكويتية‪ ،‬ط ‪ :‬وزارة األوقاف والشئون اإلسالمية – الكويت‪ ،‬الطبعة الثانية‪ 1472،‬هـ‪.‬‬
‫حممد بن أمحد الصاحل ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫فقه األسرة عند اإلمام شيخ اإلسالم ابن تيمية يف الزواج وآثاره‪ ،‬ط ‪:‬الرياض‪-‬السعودية ‪،‬ط‪ 1996 -1416،1‬م‪.‬‬
‫ابن منظور ‪ :‬حممد بن مكرم بن علي‪ ،‬األنصاري الرويفعى اإلفريقى(ت‪211 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫لسان العرب‪ ،‬ط ‪ :‬دار صادر – بريوت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ 1414 ،‬هـ ‪.‬‬
‫ابن املنذر ‪ :‬أبو بكر حممد بن إبراهيم بن املنذر النيسابوري (ت‪319 :‬هـ)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫اإلشراف على مذاهب العلماء‪ ،‬تح ‪ :‬صغري أمحد األنصاري أبو محاد‪ ،‬ط‪ :‬مكتبة مكة الثقافية‪ ،‬رأس اخليمة ‪ -‬اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬الطبعة األوىل‪،‬‬
‫‪1472‬هـ ‪ 7004 -‬م‪.‬‬
‫مسلم ‪ :‬مسلم بن احلجاج أبو احلسن القشريي (ت‪711 :‬هـ)‬ ‫‪‬‬
‫املسند الصحيح املختصر بنقل العدل عن العدل إىل رسول اهلل صلّى اهلل عليه وسلم‪ ،‬تح ‪ :‬حممد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬ط‪ :‬دار إحياء الرتاث العريب –‬
‫بريوت‪(،‬ليس فيه رقم الطبعة وال سنة النشر)‪.‬‬
‫وزارة األوقاف املصرية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫موسوعة الفقه إسالمي‪،‬ط‪ :‬اجمللس األعلى للشؤون اإلسالمية‪ ،‬القاهرة‪ -‬مصر‪1477،‬هـ‪7007-‬م‪.‬‬
‫مواقع اإلنرتنت ‪:‬‬
‫جلنة اإلفتاء املصرية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الزنا‪ ،‬موقع دار اإلفتاء املصرية على النت‪،‬ركن الفتاوى‪ ،‬رقم الفتوى ‪ ،3010‬التاريخ‪،7009/04/30‬‬
‫فتوى‪ :‬إثبات النّسب من ّ‬
‫الرابط‪https://www.dar-alifta.org/ar/ViewFatwa.aspx?ID=12555&LangID=1:‬‬

‫‪360‬‬

You might also like