You are on page 1of 175

‫مقدمـــــــــة‬

‫ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻟﻠﺤﺒﺲ ﻗﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﺓ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬


‫ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﺎﺩﺍﺕ ‪ -‬ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﻰ‪ ،‬ﻋﻤﺎﺩ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫ﻣﺞ‪ ,1‬ﻉ‪1‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬

‫النظم البديلة‬ ‫‪2015‬‬


‫‪61 - 233‬‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬‬
‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬‬
‫‪10.21608/JDL.2015.30852‬‬ ‫‪:DOI‬‬

‫للحبس قصير املدة‬ ‫‪1075188‬‬


‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬
‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪Arabic‬‬ ‫ﺍﻟﻠﻐﺔ‪:‬‬
‫‪IslamicInfo,‬اسة مقارنة "‬
‫‪ " EcoLink‬در‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ‪ ،‬ﻗﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ‪ ،‬ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﻟﻠﺤﺮﻳﺔ‪ ،‬ﺍﻟﺤﺒﺲ ﻗﺼﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺪﺓ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/1075188‬‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬‬

‫الدكتور‬
‫عماد الفقي‬
‫أستاذ القانون الجنائي المساعد‬
‫كلية الحقوق – جامعة مدينة السادات‬
‫ووكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث‬

‫‪16‬‬

‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫مقدمـــــــــة‬

‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬

‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﻰ‪ ،‬ﻋﻤﺎﺩ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‪ .(2015) .‬ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻟﻠﺤﺒﺲ ﻗﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﺓ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ‪.‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ‪ ،‬ﻣﺞ‪ ,1‬ﻉ‪ .233 - 61 ،1‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪1075188/Record/com.mandumah.search//:http‬‬
‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫ﺍﻟﻔﻘﻰ‪ ،‬ﻋﻤﺎﺩ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ‪" .‬ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻟﺒﺪﻳﻠﺔ ﻟﻠﺤﺒﺲ ﻗﺼﻴﺮ ﺍﻟﻤﺪﺓ‪ :‬ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ‪".‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔﻣﺞ‪ ,1‬ﻉ‪ .233 - 61 :(2015) 1‬ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪1075188/Record/com.mandumah.search//:http‬‬

‫النظم البديلة‬
‫للحبس قصير املدة‬
‫" دراسة مقارنة "‬

‫الدكتور‬
‫عماد الفقي‬
‫أستاذ القانون الجنائي المساعد‬
‫كلية الحقوق – جامعة مدينة السادات‬
‫ووكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث‬

‫‪16‬‬

‫© ‪ 2023‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬


‫ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬
‫مقدمـــــــــة‬

‫النظم البديلة‬
‫للحبس قصير املدة‬
‫" دراسة مقارنة "‬

‫الدكتور‬
‫عماد الفقي‬
‫أستاذ القانون الجنائي المساعد‬
‫كلية الحقوق – جامعة مدينة السادات‬
‫ووكيل الكلية لشئون الدراسات العليا والبحوث‬

‫‪16‬‬
‫مقدمـــــــــة‬

‫‪‬‬
‫آلخ َىَُ‬ ‫س َجى (‪َ )2‬ما َودَّعَكَ َربُّكَ َو َما َق َلىى (‪َ )3‬ولَ ِ‬ ‫ض َحى (‪َ )1‬واللَّ ْي ِل ِإذَا َ‬ ‫‪َ ‬وال ُّ‬
‫ضى (‪ )5‬أَلَى ْْ يَ ِجى ْد َ‬ ‫ف ي ْع ِطيكَ َربُّكَ فَت َ َْ َ‬ ‫س ْو َ‬ ‫َخي ٌَْ لَكَ ِم َن األولَى (‪َ )4‬ولَ َ‬
‫ضاال فَ َهدَى (‪َ )7‬و َو َجدَ َ عَا ِئال فَأ َ ْغنَى (‪ )8‬فَأ َ َّمىا‬ ‫آوى (‪َ )6‬و َو َجدَ َ َ‬ ‫َي ِتي ًما فَ َ‬
‫سائِ َل فَال ت َ ْن َه َْ (‪َ )11‬وأ َ َّما بِنِ ْع َم ِة َربِِّكَ فَ َحى ِد ِّْث‬‫ا ْليَتِي َْ فَال ت َ ْق َه َْ (‪َ )9‬وأ َ َّما ال َّ‬
‫(‪)11‬‬
‫صدق هللا العظيم‬
‫سورُ الضحى‬

‫‪16‬‬
‫مقدمـــــــــة‬

‫مقدمة‬
‫تعَيف الموضوع‬
‫أضحت العقوبة السالبة للحرية على وجه الخصوص في القير التاسي عشير هي‬
‫دول العييال ‪ ،‬ال سيييما بعييد إلغييا معظي العقوبييات‬ ‫العقوبيية األولي المطبقيية في مختلي‬
‫البدنييية التي كانييت سيياةد في الشيراة القديميية ‪ ،‬وبييرو اتجييا عييالم ميير ر يتجييه– بييل‬
‫اتجه بالفعل ‪ -‬نحو إلغا عقوبة اإلعدا (‪.)1‬‬
‫العقوبة وأهدافها تبعا للتطور الفكري والحضاري ف‬ ‫لقد تطورت النظر إل‬
‫المجتمعات البشرية ‪ .‬فبعد أ كانت العقوبة ينظر إليها ف المجتمعات البداةية على‬
‫لها م تطور الفكر‬ ‫وأسرته ‪ ،‬أضح‬ ‫ضد الجان‬ ‫وانتقام‬ ‫أنها رد فعل عشواة‬
‫ع ذنبه‬ ‫تكفير الجان‬ ‫‪ ،‬أخالقية تتم ل ف‬ ‫وظيفتا رةيسيتا ‪ :‬األول‬ ‫اإلنسان‬
‫وارضا الشعور بالعدالة ‪ .‬وال انية ‪ ،‬نفعية تتم ل ف تحقيق الردع العا واصالح حال‬
‫الجان إلعاد تكيفه م المجتم (‪.)2‬‬
‫بيد أ تلك اآلمال ( األغراض ) قد تحطمت على صخر الواق ‪ ،‬هذا الذي‬
‫ي بت ويركد يوما بعد يوما أ برامج إصالح وتأهيل المحكو عليه داخل المرسسات‬
‫تحقيق الغاية المنشود م العقوبة ‪ ،‬فالسج ليس عالجا ناجعا‬ ‫العقابية فشلت ف‬
‫بلد كالواليات‬ ‫للجريمة واإلج ار ‪ .‬والدليل على ذلك هو ما تركد اإلحصاةيات ف‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬عماد الفقي – عقوبة اإلعدام في التشريع المصري – تأصيال وتحلييال – المنظمية‬
‫العربية لحقوق اإلنسان – الطبعة الثانية ‪ – 6166‬ص ‪ 66‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬عبد الفتاح مصطفي الصيفي – األحكيام العامية للنظيام الئنيايي فيي الشيريعة‬
‫اإلسيييييييييييييالمية والقيييييييييييييانون – دار المطبوعيييييييييييييا الئامعيييييييييييييية – طبعييييييييييييية ‪ – 6161‬ص ‪61‬‬
‫وما بعدها ؛ أستاذنا الدكتور‪ /‬مأمون سالمة – أصول علم اإلجيرام والعقيا – دار الفكير العربيي –‬
‫طبعة ‪ – 6791‬ص ‪ 671‬وما بعدها ؛ الدكتور‪ /‬رمسيس بهنام ‪ ،‬الدكتور‪ /‬على عبيد القيادر القهيوجي‬
‫– علم اإلجرام والعقا – منشأة المعارف باإلسكندرية – بدون تاريخ نشر – ص ‪ 672‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫مقدمـــــــــة‬

‫(‪)1‬‬
‫‪ ،‬وهو ما يعن إخفاق‬ ‫المتحد األمريكية حيث تبلغ نسبة العود إل الجريمة ‪% 92‬‬
‫العقوبة السالبة للحرية ف إصالح حال المحكو عليه بها ‪ ،‬والحيلولة دو عودته إل‬
‫طريق اإلج ار بعد اإلفراج عنه ‪ .‬وذلك مرد أسباب عد منها عل سبيل التم يل ال‬
‫الحصر ‪ :‬ا دحا السجو ‪ ،‬وال ياد المطرد ف اإلنفاق عليها ‪ ،‬وعج معظ دول‬
‫العال ع تنفيذ قواعد الحد األدن لمعاملة المسجوني الت أقرتها األم المتحد سنة‬
‫‪ . 6722‬وقد عبرت – وبحق – ورقة العمل الت أعدتها األمانة العامة للمرتمر السادس‬
‫"كراكاس " سنة‬ ‫المنعقد ف‬ ‫الجريمة ومعاملة المذنبي‬ ‫لألم المتحد للوقاية م‬
‫‪6711‬ع فشل سياسة إصالح المحكو عليه بعقوبات سالبة للحرية بقولها ‪ ":‬استق ار‬
‫لنا أ محاوالت المجتم إلصالح ن ال السجو كانت ف أسوأ تقدير‬ ‫التاريخ يكش‬
‫غير إنسانية ‪ ،‬وف أحس تقدير غير فعالة ‪ ،‬وه ف الغالب عقيمة ‪ ،‬وف جمي‬
‫األحوال مشوشة "(‪.)2‬‬
‫اتجهت السياسة الجناةية‬ ‫معظ األحيا‬ ‫فشل سياسة اإلصالح ف‬ ‫وا ا‬
‫المعاصر بأجنحتها ال ال ة ‪ :‬التشريعية ‪ ،‬والقضاةية ‪ ،‬و التنفيذية ‪ ،‬إل البحث ع‬
‫الوساةل الت تحد م نطاق تطبيق العقوبات السالبة للحرية أو تحل محلها ‪ ،‬وعلى‬
‫مساوئ تمس‬ ‫وجه الخصوص عقوبة الحبس قصير المد لما تنطوي عليه م‬
‫المحكو عليه وأسرته والمجتم بأسر بأضرار بالغة ‪ .‬وتتخذ هذ الوساةل صورتا‬

‫‪(1) j verim :”l'efficacitede la prevention generale reusccrim” edition 1974‬‬


‫‪P. 906.‬‬
‫(‪ )2‬انظيير ‪ :‬أسييتاذنا الييدكتور‪ /‬محمييد أبييو العييال عقيييدة – أصييول علييم العقييا – دارسيية تحليلييية‬
‫وتأصيلية للنظام العقابي المعاصر مقارنيا بالنظيام العقيابي اإلسيالمي – دار الفكير العربيي – الطبعية‬
‫الخامسة ‪ – 6772‬ص ‪. 666‬‬
‫‪16‬‬
‫مقدمـــــــــة‬

‫األول ‪ :‬بداةل للدعوي الجناةية (‪ ،)1‬وال انية بداةل للعقوبة السالبة للحرية بصفة عامة‬
‫وللعقوبة السالبة للحرية قصير المد بصفة خاصة ‪ ،‬وهذ األخير ه الموضوع الذي‬
‫يدور ف فلكه البحث الذي نح بصدد (‪.)2‬‬
‫ويعرض الفقه عددا م البداةل الت يمك أ تحل محل عقوبة الحبس قصير‬
‫المد منها ‪:‬نظا المراقبة االلكترونية ‪ ،‬ونظا العمل للمصحة العامة ‪ ،‬والغرامة‬

‫(‪ )1‬راجييع هييلب البييدايال تفصيييال لييدي ‪:‬أسييتاذنا الييدكتور العميييد ‪ /‬عميير سييالم – نحييو تيسييير اإلجييرا ا‬
‫الئنايية – دراسية مقارنية – دار النهضية العربيية – الطبعية األوليي ‪ 6779‬؛ اليدكتور‪ /‬ميدحع عبيد الحلييم‬
‫رمضان – اإلجرا ا الموجزة إلنها الدعوي الئنايية في ضيو تعيديال ايانون اإلجيرا ا الئناييية –‬
‫دراسة مقارنية – دار النهضية العربيية – طبعية ‪ 6111‬؛ اليدكتور‪ /‬ريريس سييد كاميال – الحي فيي سيرعة‬
‫اإلجرا ا الئنايية – دار النهضة العربيية – طبعية ‪ 6116‬؛اليدكتور‪ /‬سيليمان عبيد المينعم – آليية اإلايرار‬
‫الئرم كمظهير لتطيور مفهيوم العدالية التصيالحية – دار المطبوعيا الئامعيية – طبعية ‪ 6162‬؛ اليدكتور‪/‬‬
‫غنام محمد غنام – مفاوضا االعتراف بيي الميتهم والنيابية العامية فيي القيانون األمريكيي – دار النهضية‬
‫العربية – طبعة ‪ 6116‬؛ الدكتور‪ /‬أسامة حسني عبيد – الصلح في ايانون اإلجيرا ا الئناييية – ماهيتي‬
‫واليينظم المرتبطيية ب ي – دراسيية مقارنيية – رسييالة دكتييوراب – كلييية الحقييوق – جامعيية القيياهرة – ‪ 6116‬؛‬
‫الدكتور‪ /‬أحمد محميد بيرا – العقوبية الرضيايية فيي الشيريعة اإلسيالمية واألنظمية الئناييية المعاصيرة –‬
‫دار النهضيية العربييية – الطبعيية األولييي ‪ 6161‬؛ الييدكتور‪ /‬رامييي متييولي القاضييي – إطالليية علييى أنظميية‬
‫التسوية الئنايية فيي القيانون الفرنسيي – دار النهضية العربيية – الطبعية األوليي ‪ 6166‬؛ اليدكتور‪ /‬منصيور‬
‫عبد السالم عبد الحميد حسان – العدالة الرضايية في اإلجرا ا الئنايية – دار النهضية العربيية – الطبعية‬
‫األولييي ‪ 6161‬؛ الييدكتور‪ /‬أرييرف رمضييان عبييد الحميييد – الوسيياطة ودورهييا ف يي إنهييا الئنايييية – دار‬
‫النهضة العربية – الطبعة األولي ‪. 6116‬‬
‫(‪ )2‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬أحمييد فتحييي سييرور – المشييكال المعاصييرة للسياسيية الئنايييية الحديثيية –‬
‫مطبعة جامعة القاهرة – طبعة ‪ – 6716‬ص ‪ 66‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫مقدمـــــــــة‬

‫بعض‬ ‫م‬ ‫تنفيذ العقوبة ‪ ،‬والوض تحت االختبار ‪ ،‬والحرما‬ ‫اليومية ‪ ،‬وايقا‬
‫" البداةل‬ ‫الحقوق والم ايا أو تقيدها ‪ .‬ويمك أ نطلق على البداةل ال ال ة األول‬
‫الحدي ة للحبس قصير المد " وعل ال ال ة األخير " البداةل التقليدية للحبس قصير‬
‫المد " ‪ .‬وقد أخذت الك ير م التشريعات الجناةية المقارنة بهذ البداةل أو تلك(‪)1‬؛‬
‫كما عر المشرع المصري بعضها ‪ ،‬ول يعر البعض اآلخر ‪ ،‬على نحو ما سيجئ‬
‫(‪.)2‬‬

‫تأصيل الموضوع‬
‫‪،‬‬ ‫موضوع النظ البديلة للحبس قصير المد م الموضوعات المترامية األط ار‬
‫فيدخل ف األساس ف صمي عل العقاب أو كما يفضل البعض تسميته عل السياسة‬
‫(‪)3‬‬
‫حد ذاتها ‪ ،‬بل‬ ‫‪ ،‬ذلك العل الذي ال تقتصر دراسته على العقوبة ف‬ ‫العقابية‬
‫الكفاح ضد الجراة والوقاية‬ ‫ما يمك للعقوبة أ تحققه م فعالية ف‬ ‫تتجاو ها إل‬
‫مقارفة‬ ‫وتقويمه بحيث ال يعود إل‬ ‫منها ‪ ،‬وما يمك أ تحققه م إصالح الجان‬
‫الجريمة مر أخري ‪ .‬ولما كا عل العقاب فرع م العلو الجناةية يشترك معها ف‬
‫الغاية النهاةية وه مكافحة الجريمة ‪ ،‬وعليه فإ موضوع النظ البديلة للحبس قصير‬
‫المد يصبح ذات صلة أو عالقة كذلك بقانو العقوبات ‪ ،‬وعل اإلج ار ‪ ،‬وعل‬

‫(‪ )1‬انظر ‪:‬الدكتور‪ /‬محمد أبو العال عقيدة – المرجع السياب – ص ‪ 611‬؛ اليدكتور‪ /‬ريريس سييد‬
‫كامال – الحبس اصير المدة في التشيريع الئنيايي الحيدي – دار النهضية العربيية – طبعية ‪– 6777‬‬
‫ص ‪ 6‬وما بعدها ؛ الدكتور‪ /‬جميال عبد البااي الصغير – علم العقا – دار النهضة العربية – طبعة‬
‫‪ – 6111‬ص ‪. 92 ، 96‬‬
‫(‪ )2‬انظييير ‪ :‬اليييدكتور‪ /‬سيييليمان عبيييد المييينعم – أصيييول الئيييزا الئنيييايي ‪ -‬دار الئامعييية الئدييييدة‬
‫باإلسكندرية – طبعة ‪ – 6116‬ص ‪ 661‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )3‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬عبد الفتاح مصطفي الصيفي – المرجع الساب – ص ‪. 62 ، 66‬‬
‫‪11‬‬
‫مقدمـــــــــة‬

‫السياسة الجناةية (‪.)1‬‬

‫أهمية الموضوع‬
‫تتمي عقوبة الحبس قصير المد بأنها تستأ ر بأعلى نسبة م أحكا القضا ‪ ،‬إذ‬
‫تطبق بك ر ف أغلب الدول ‪ ،‬ويكف أ نذكر على سبيل الم ال أ نسبة المحكو‬
‫(سنة فأقل) إل المجموع الكل للمحكو‬ ‫عليه بعقوبات سالبة للحرية قصير المد‬
‫عليه بعقوبات سالبة للحرية كانت عا ‪ ، ) %21 ، 97 ( 6711‬وعا ‪، 29 ( 6719‬‬
‫‪ ، ) % 96‬وعا ‪ ، ) % 17 ، 16 ( 6711‬وعا ‪ ، ) % 96 ، 67 ( 6717‬وعا‬
‫‪.)2( ) % 17 ، 11 ( 6771‬‬
‫تقريرها المقد‬ ‫أوردتها األم المتحد ف‬ ‫ذلك أ اإلحصاةيات الت‬ ‫إل‬ ‫يضا‬
‫إل المرتمر الدول ال ان لمكافحة الجريمة ومعاملة المذنبي ‪ ،‬الذي عقد ف لند‬
‫سنة ‪ 6711‬تشير إل نسبة أحكا اإلدانة بعقوبة الحبس أقل م ستة أشهر بالنسبة‬
‫إل مجموع أحكا اإلدانة بصفة عامة ‪ :‬بلغت ‪ % 11‬ف بلجيكا ويوغوسالفيا ‪16 ،‬‬

‫(‪ )1‬راجيييع هيييلب التعريفيييا ليييدي ‪ :‬اليييدكتور‪ /‬عليييى عبيييد القيييادر القهيييوجي ‪ ،‬اليييدكتور‪ /‬فتيييوح‬
‫عبد هللا الشاذلي – علم اإلجرام والعقا – منشأة المعارف باإلسكندرية – طبعية ‪ – 6771‬ص ‪ 696‬وميا‬
‫بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬عطية مهنا – بدايال العقوبا السيالبة للحريية اصييرة الميدة – المئلية الئناييية القوميية‬
‫– العييدد األول – المئلييد ‪ – 62‬مييار ‪ – 6776‬ص ‪ . 1‬يالحييأ أن ةميية أراييام أيييري تشييير إلييي أن نسييبة‬
‫األحكييام الصييادرة بعقوبيية الحييبس اصيييرة المييدة فييي مصيير اييد بلغييع حييوالي ‪ % 16‬م ي مئمييوح األحكييام‬
‫الصادرة بعقوبا سالبة للحرية ‪ .‬راجع ذلك لدي ‪ :‬الدكتورة ‪ /‬فوزية عبد السيتار – مبياد عليم العقيا – دار‬
‫النهضيية العربييية – طبعيية ‪ – 6776‬ص ‪ 66‬؛ الييدكتور‪ /‬نييور الييدي هنييداوي – مبيياد علييم العقييا – طبعيية‬
‫‪ – 6119 ، 6111‬ص ‪ 619‬؛ اليييدكتور‪ /‬محميييود أحميييد طييي – عليييم العقيييا – طبعييية ‪ – 6166‬ص ‪ 66‬؛‬
‫الدكتور‪ /‬أدوار غالي اللهبي – مباد علم العقا – المكتبة الوطنية – الطبعة األولي ‪ – 6792‬ص ‪. 96‬‬
‫‪19‬‬
‫مقدمـــــــــة‬

‫‪ %‬ف الهند ‪ % 12 ،‬ف سويس ار ‪ % 71 ،‬ف جنوب أفريقيا(‪.)1‬‬


‫ويعلل البعض هذ ال ياد الكبير ف عدد األحكا الصادر بالحبس قصير المد‬
‫للعقوبة(‪ ،)2‬واتباع أسلوب "‬ ‫إصدار أحكا تقترب م الحد األدن‬ ‫بميل القضا إل‬
‫الجراة المتما لة بغض النظر ع‬ ‫تسعير العقاب " أي الحك بعقوبات متما لة ف‬
‫شخصية المته وظروفه االجتماعية (‪ .)3‬وعليه فقد ذهب البعض إل أ طرح أسلوب‬
‫" تسعير العقاب " يعد م وساةل الحد م نطاق تطبيق الحبس قصير المد (‪.)4‬‬
‫وقد نبهت هذ األرقا األذها إل مسألة ف غاية األهمية تكم ف أ العقوبة‬
‫السالبة للحرية قصير المد تطبق بك ر وعلى نطاق واس بالرغ م م البها الت‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬حسني إبراهيم صالح عبيد – النظريية العامية للظيروف المخففية – دراسية مقارنية –‬
‫رسالة دكتوراب – كلية الحقوق – جامعة القاهرة – ‪ – 6791‬ص‪. 666 ، 666‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬حسني عبيد – رسالة سابقة اإلرارة إليها – ص ‪ 666‬وما بعدها ‪ ،‬ويتحدث سيادت‬
‫باستفاضة ع العالاة بي الظروف المخففة ومشكلة الحبس القصير المدة ‪ ،‬يري سيادت أن تطبي‬
‫الظروف المخففة يؤدي إلي توايع عقوبة اد تكون – بال غالبا ما تكون – مدتها بالغة القصر ‪ ،‬وهو األةر‬
‫الفل لهلب النظرية في السياسة الئنايية الحديثة ‪.‬‬
‫‪- H.H Jescheck : “L'utilisation en pratiquedes sanctions mouvelles en‬‬
‫‪driat penal allemend” rev. sc. Crim 1979 P. 515.‬‬
‫‪- H.H Jescheck : “primcipes du mouveaudrait penal allemand en‬‬
‫‪comparaison avec les dispositions Generals du prjet de loiportantre forme‬‬
‫‪du code penal francais rev. sc. Crim 1987 P 99 et 100.‬‬
‫(‪ )3‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬يسيير أنييور علييى ‪ ،‬الييدكتورة ‪ /‬آمييال عبييد الييرحيم عثمييان – أصييول علمييي‬
‫اإلجرام والعقا – طبعة ‪ – 6776‬ص ‪. 666‬‬
‫(‪ )4‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬جيالل ةيرو – عليم اإلجيرام وعليم العقيا – دار الثقافية الئامعيية – طبعية‬
‫‪ – 6166‬ص ‪. 611‬‬
‫‪G. Stefani , G. levasseur et b. boulo " droit penal general" 16 edition‬‬
‫‪dalla 1997 P 73.‬‬
‫‪11‬‬
‫مقدمـــــــــة‬

‫يمك أ نوج ها – إل حي تفصيلها فيما بعد – ف عج ها ع تحقيق أي إصالح‬


‫هذ‬ ‫اإلصالح ‪ ،‬والمد ف‬ ‫ف‬ ‫أو تأهيل للمحكو عليه أل المد عنصر أساس‬
‫العقوبة غير كافية لتحقيق الردع الخاص(‪ .)1‬وم جهة أخري ‪ ،‬فإ هذ العقوبة تلحق‬
‫الضرر بالمحكو عليه وبأسرته وبالمجتم ‪ ،‬ففيما يتعلق بالمحكو عليه ‪ :‬يفقد غالبا‬
‫م له بعد خروجه م السج ‪ .‬وم حيث أسرته ‪:‬‬ ‫عمله ويعج ع االنخراط ف‬
‫صغارها أو ال وجة إل‬ ‫يبتعد عنها عاةلها ‪ ،‬وربما ال تجد مصدر للر ق فينحر‬
‫طريق الجريمة ‪ .‬أما فيما يتعلق بالمجتم ‪ :‬إذا أخفق المحكو عليه بعد خروجه م‬
‫المرسسة العقابية ف العود إل عمله أو الع ور على عمل آخر ‪ ،‬فإ ذلك قد يدفعه‬
‫إل الحصول على مورد ر ق ع طريق غير مشروع ‪ ،‬يساعد على هذا أنه يكو‬
‫لديه الشعور بالرهبة منه ‪ .‬وم ل‬ ‫بارتياد السج وقضاةه فتر فيه قد فقد أو ضع‬
‫أ يعود إل‬ ‫هذا الشخص يم ل خطور على المجتم إذ يحتمل م م ل هذ الظرو‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ارتكاب الجريمة مر أخري‬
‫الناحيتي‬ ‫هذا المنطلق تتبدي أهمية دراسة الموضوع محور البحث م‬ ‫وم‬
‫الدراسة على بداةل‬ ‫النظرية والعملية على حد سوا ‪ .‬فم الناحية النظرية ‪ ،‬تق‬
‫التشريعات الجناةية المقارنة ال سيما الدول المتقدمة الت‬ ‫الحبس قصير المد ف‬
‫تحرص على أ تحقق العقوبة أغراضها الحدي ة على أرض الواق ‪ ،‬بما يشتمل عليه‬
‫ذلك م معرفة التنظي القانون لها ‪ ،‬وكذلك الطبيعة القانونية لها ‪ ،‬وهل ه عقوبة‬
‫أ تدبير احت ار ي ‪ ،‬وقبل كل ذلك ت ير الدراسة ماهية عقوبة الحبس قصير المد‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬جالل ةرو – المرجع الساب – ص ‪.611‬‬


‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتورة ‪ /‬فوزية عبد الستار –– مباد علم العقيا – دار النهضية العربيية – طبعية‬
‫‪ – 6776‬ص ‪. 62 ، 66‬‬
‫‪17‬‬
‫مقدمـــــــــة‬

‫وقيمتها العقابية ‪.‬‬


‫وم الناحية العملية التطبيقية فالواق يركد – كما سبق أ بينا – ت ايد األحكا‬
‫الصادر بعقوبة الحبس قصير المد على الرغ م آ ارها السلبية على المحكو عليه‬
‫تدق الدراسة ناقوس الخطر الناج ع هذ العقوبة ‪،‬‬ ‫وأسرته والمجتم ‪ ،‬وم‬
‫أو‬ ‫وتض بي يدي السلطات ال ال ة ‪ :‬التشريعية والقضاةية والتنفيذية مخاطر اإلس ار‬
‫التوس ف تطبيق هذ العقوبة ‪ ،‬وتدعو إل الحد منها بالشكل الذي يكفل ف نهاية‬
‫تحقيق األغراض الحدي ة للعقوبة ‪ ،‬ويحقق مصلحة المحكو عليه وأسرته‬ ‫المطا‬
‫والمجتم ‪ .‬كما تحث مشرعنا العقاب على مواكبة ما توصلت إليه السياسية الجناةية‬
‫ع ع لته ‪ ،‬وذلك م‬ ‫المعاصر م بداةل حدي ة للحبس قصير المد ‪ ،‬والتخل‬
‫والفكر العقاب‬ ‫بداةل أسفر عنها التطور العلم‬ ‫خالل النص على ما أغفله م‬
‫الحديث ‪.‬‬

‫موقف القانون المقارن من الموضوع‬


‫اهتمت العديد م القواني األجنبية بحل مشكلة الحبس قصير المد وذلك بالبحث‬
‫ع بداةل عديد لها ‪ ،‬نذكر منها على سبيل الم ال التشري األلمان الصادر ف أول‬
‫تقل ع شهر ‪ ،‬وم‬ ‫يناير ‪ 6792‬الذي واجه المشكلة بإلغا عقوبة الحبس الت‬
‫ناحية أخري ضيق ك ي ار م مجال تطبيق عقوبة الحبس الت تتراوح مدتها بي شهري‬
‫وستة أشهر وجعل عقوبة الغرامة اليومية كبديل لهذا النوع م الحبس م ضرور‬
‫للمحكو عليه ‪ ،‬وم ناحية ال ة يستخد‬ ‫تناسب مقدار الغرامة م المرك المال‬
‫التنفيذ م الوض تحت االختبار ليتجنب بقدر اإلمكا‬ ‫التنفيذ البسيط أو وق‬ ‫وق‬

‫‪91‬‬
‫مقدمـــــــــة‬

‫عقوبة الحبس الت تتراوح بي ستة أشهر وسنة (‪.)1‬‬


‫كذلك فقد أدخل المشرع الفرنس التعديل التشريع الذي تقرر بموجب القانو رق‬
‫إل قانو العقوبات المواد‬ ‫‪ 166 – 92‬الصادر ف ‪ 66‬يوليو ‪ ، 6792‬الذي أضا‬
‫كل حالة ينص فيها القانو على‬ ‫ف‬ ‫‪ 6/66‬وما بعدها ‪ ،‬وبمقتضا يجو للقاض‬
‫‪ ،‬أ يحل محل هذ العقوبة‬ ‫عقوبة الحبس أيا كانت مدتها ‪ ،‬وف غير جراة العن‬
‫يحك بها وحد كعقوبة أصلية ‪ .‬وم أم لة تلك‬ ‫الت‬ ‫عقوبة تكميلية أو تبعية ه‬
‫العقوبات ‪ :‬الحرما م م اولة المهنة ‪ ،‬والغا رخصة القياد ‪ ،‬وسحب رخصة الصيد‬
‫التنفيذ (‪ .)2‬كما أدخل‬ ‫‪ ،‬والمصادر ‪ ،‬وهذ العقوبات قابلة فيما عدا المصادر لوق‬
‫القانو الفرنس الصادر ف ‪ 61‬يونيو ‪ 6716‬نظا العمل للمصلحة العامة ‪ ،‬وعقوبة‬
‫الغرامة اليومية (‪ .)3‬وقد تضم قانو العقوبات الفرنس الجديد ( الحال ) الصادر‬
‫أول مارس سنة ‪ 6776‬بداةل عقوبة‬ ‫‪ 66‬يوليو سنة ‪ ، 6776‬والمعمول به ف‬ ‫ف‬
‫الحبس السابق تقريرها بمقتض القواني سالفة الذكر (‪.)4‬‬
‫رق ‪ 6627 – 79‬الصادر ف ‪67‬‬ ‫وحدي ا نص المشرع الفرنس بموجب القانو‬
‫ديسمبر ‪ 6779‬على نظا المراقبة االلكترونية كوسيلة لتنفيذ العقوبات السالبة للحرية‬

‫‪(1) Short-term , “General report pre pared by the secretarit” united‬‬


‫‪nations , A / conf. 1960 P 14-19.‬‬
‫مشار الية لدي الدكتور ‪/‬ادوار غالي اللهبي – المرجع الساب – ص ‪. 96‬‬
‫(‪ )2‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬رمسيييس بهنييام – الكفيياح ضييد اإلجييرام – منشييأة المعييارف باإلسييكندرية –‬
‫طبعة ‪ – 6771‬ص ‪. 619‬‬
‫‪(3) P. cuche : traite de suence et de legislation penitentareparis 1905 P‬‬
‫‪174.‬‬
‫(‪ )4‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬رريس سيد كامال – تعلي على اانون العقوبيا الفرنسيي الئدييد – الصيادر‬
‫سنة ‪ 6776‬والمعمول ب منيل أول ميار ‪ – 6776‬دار النهضية العربيية – الطبعية األوليي ‪- 6771‬‬
‫ص ‪ 666‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫مقدمـــــــــة‬

‫وعلى وجه الخصوص قصير المد خارج السج ‪.‬‬

‫خطة الدراسة‬
‫نري أنه لتحليل موضوع النظ البديلة للحبس قصير المد ف القانو المصري‬
‫والمقار تحليال دقيقا ومتعمقا يتعي علينا أوال أ نمهد لدراستنا بمبحث تمهيدي نتناول‬
‫نرك بعد ذلك على بعض‬ ‫فيه ماهية عقوبة الحبس قصير المد وقيمتها العقابية ‪.‬‬
‫بداةل هذ العقوبة وذلك م خالل تو يعها إل فصلي رةيسيي ‪ :‬أولهما ‪ ،‬نعالج فيه‬
‫‪ :‬المراقبة االلكترونية ‪ ،‬والعمل للمصلحة‬ ‫البداةل الحدي ة للحبس قصير المد وه‬
‫العامة ‪ ،‬والغرامة اليومية ‪ .‬و انيهما ‪ ،‬نخصصه لدراسة البداةل التقليدية للحبس قصير‬
‫تنفيذ العقوبة ‪ ،‬والوض تحت االختبار ‪.‬‬ ‫المد وه ‪ :‬إيقا‬
‫وبالجملة فإن دراستنا تكون موزعة على النحو التالي ‪:‬‬
‫المبحث التمهيدي ‪ :‬تعريف الحبس قصير المدة ‪ ،‬ومساوئه ‪ ،‬ووضعه في‬
‫السياسة الجنائية المعاصرة ‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصير المدة ‪.‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصير المدة ‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫المبحث التمهيدي ‪ :‬تعَيف الحبس قصيَ المدُ ‪ ،‬ومساوئه ‪ ،‬ووضعه في السياسة الجنائية المعاصَُ‬

‫المبحث التمهيدي‬
‫تعَيف الحبس قصيَ المدُ ‪،‬ومساوئه ‪،‬‬
‫ووضعه في السياسة الجنائية المعاصَُ‬

‫‪96‬‬
‫المبحث التمهيدي ‪ :‬تعَيف الحبس قصيَ المدُ ‪ ،‬ومساوئه ‪ ،‬ووضعه في السياسة الجنائية المعاصَُ‬

‫تمهيد وتقسيْ‬
‫تعد مشكلة الحبس قصير المد م المشاكل الهامة الت تعان منها السياسة‬
‫تحقيق‬ ‫الجناةية المعاصر ‪ ،‬نظ ار للشكوك الك ير المحيطة بها ومدي مال متها ف‬
‫الردع العا والخاص كغرضي للعقوبة ‪ .‬وقد شغلت هذ المشكلة اهتما الباح ي ف‬
‫باهتما كبير ف‬ ‫القر التاس عشر ‪ ،‬وال الت تحظ‬ ‫عل العقاب منذ منتص‬
‫السياسة الجناةية المعاصر ‪.‬‬
‫الحبس قصير المد ‪،‬‬ ‫وتقض دراسة مشكلة الحبس قصير المد ‪ ،‬أ نعر‬
‫نبي مساوةه ‪ ،‬وأخي ار الوض الحال للحبس القصير المد ف السياسة العقابية ‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫المبحث التمهيدي ‪ :‬تعَيف الحبس قصيَ المدُ ‪ ،‬ومساوئه ‪ ،‬ووضعه في السياسة الجنائية المعاصَُ‬

‫المطلب األول‬
‫تعَيف الحبس قصيَ المدُ ومساوئه‬
‫تعَيف الحبس القصيَ المدُ‬
‫ل يض المشرع المصري كغير م غالبية التشريعات تعريفا للحبس القصير المد‬
‫‪ ،‬وقد استقرت أغلبية الفقه عل أ مد العقوبة ه أفضل األسس الت يقو عليها‬
‫هذا التحديد ‪ ،‬أل مشكلة الحبس قصير المد ت ار حيث تعتبر المد القصير عاةقا‬
‫أما إصالح وتأهيل الجان ‪ ،‬وقد ذهب تقرير سكرتارية األم المتحد للمرتمر الدول‬
‫ال ان لمكافحة الجريمة ومعاملة المذنبي الذي عقد ف لند سنة ‪ 0691‬إل صحة‬
‫االرتكا ف تحديد ماهية الحبس القصير المد إل مد العقوبة (‪.)1‬‬
‫وقد تباينت اآل ار حول تحديد تلك المد ‪ ،‬فذهب البعض إل أ مد الحبس القصير‬
‫ال ة شهور‪ ،‬بينما حددها‬ ‫ال ت يد عل شهر ‪ ،‬والبعض اآلخر ذهب إل أنها ال ت يد عل‬
‫آخرو بأنها المد الت ال ت يد عل ستة أشهر أو تسعة أشهر ‪ ،‬ف حي حددها البعض‬
‫اآلخر بأنها المد الت تقل ع سنة (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬أحمييد عبييد العزيييز األلفييي – الحييبس اصييير المييدة – دراسيية إحصييايية – ‪-‬‬
‫المئلة الئنايية القومية – العدد األول – مار ‪ – 6711‬ص ‪ 6‬وما بعدها ؛ الدكتور‪ /‬حسيني عبييد‬
‫– الوجيز في علم اإلجرام والعقا – دار النهضة العربية – بدون تاريخ طبع – ص ‪. 666‬‬
‫(‪ )2‬راجع عرض هلب اآلرا لدي ‪:‬الدكتور‪ /‬أحمد عوض بالل – علم العقا – النظرية العامة‬
‫والتطبيقا – دار الثقافة العربية – الطبعة األولي ‪ – 6716 ، 6716‬ص ‪ 616‬؛ الدكتور‪ /‬يسر أنور‬
‫على ‪ ،‬الدكتورة ‪ /‬آمال عبد الرحيم عثمان – أصول علمي =‬
‫= اإلجرام والعقا – طبعة ‪ – 6776‬ص ‪ 666‬؛ الدكتور‪ /‬رريس سيد كامال – علم العقا – دار‬
‫النهضة العربية – الطبعة األولي ‪ – 6772‬ص ‪ 91‬؛ الدكتور‪ /‬إبراهيم حامد طنطاوي – درو‬
‫في علم العقا – المرجع الساب – ص ‪ 16‬؛ الدكتور‪ /‬نور الدي هنداوي – مباد علم العقا –‬
‫دراسة مقارنة للنظم العقابية – طبعة ‪ – 6119 ، 6111‬ص ‪. 619‬‬
‫‪92‬‬
‫المبحث التمهيدي ‪ :‬تعَيف الحبس قصيَ المدُ ‪ ،‬ومساوئه ‪ ،‬ووضعه في السياسة الجنائية المعاصَُ‬

‫لهيذ العقوبية‬ ‫وعل أي حال ‪ ،‬فم المتفق عليه لدي أغلب الفقيه أ وضي تعريي‬
‫يجييب أ يييت ف ي ضييو مييدي كفايتهييا لتطبيييق ب يرامج التهييذيب والتأهيييل الت ي يقتضيييها‬
‫تحقيييق أغ يراض العقوبييات السييالبة للحرييية ‪ .‬وعليييه فييإ العقوبيية السييالبة للحرييية تكييو‬
‫قص ييير الم ييد إذا كان ييت م ييدتها مي ي القص يير بحي ييث ال تكفيي لتطبي ييق أس يياليب المعامل يية‬
‫العقابي يية الال م يية إلص ييالح المحك ييو علي ييه واع يياد تأهيل ييه اجتماعي ييا ‪ .‬وفي ي ض ييو ه ييذا‬
‫التحديد ‪ ،‬يمك القول بأ أقيرب اآل ار إلي الصيواب – في اعتقادنيا – هيو اليذي يحيدد‬
‫مد الحبس قصير المد بأنها الت تقل ع ستة أشهر (‪.)1‬‬

‫مساوئ الحبس قصيَ المدُ ‪:‬‬


‫ع مساوئ العقوبة السالبة للحرية قصير المد ‪ ،‬األمر‬ ‫التطبيق العمل‬ ‫كش‬
‫هذ العقوبة بأنها " عالج أسوأ م الدا " الذي وضعت‬ ‫الذي دف البعض إل وص‬

‫(‪ )1‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬محمييود نئيييح حسييني –– درو فييي علييم اإلجييرام وعلييم والعقييا – دار‬
‫النهضة العربية – طبعة ‪ – 6711‬ص ‪ 611‬؛ الدكتور‪ /‬الدكتور‪ /‬محمد أبيو العيال عقييدة –أصيول عليم‬
‫العقييا – دراسيية تحليلييية وتأصيييلية للنظييام العقييابي المعاصيير مقارنييا بالنظييام العقييابي اإلسييالمي – دار‬
‫الفكر العربي – الطبعة الخامسة ‪ – 6772‬ص ‪ 616‬؛ اليدكتور‪ /‬ريريس سييد كاميال – عليم العقيا – دار‬
‫النهضيية العربييية – الطبعيية األولييي ‪ – 6772‬ص‪ 91‬؛ الييدكتور‪ /‬عييادل يحيييي – مبيياد علييم العقييا – دار‬
‫النهضيية العربييية – الطبعيية األولييي ‪ – 6116‬ص ‪ . 666‬واييارن عكييس ذلييك الييدكتور‪ /‬حسييني عبيييد –‬
‫المرجييع السيياب – ص ‪ 666‬؛ ولييلا الفقي ي – رسييالت سييابقة اإلرييارة إليهييا – ص ‪ 662‬ومييا بعييدها ؛‬
‫الدكتورة ‪ /‬فوزية عبد الستار – المرجع الساب – ص ‪ 66‬؛ الدكتور‪ /‬أحمد عوض بالل – عليم العقيا –‬
‫النظريييية العامييية والتطبيقيييا – دار الثقافييية العربيييية – الطبعييية األوليييي ‪ – 6716 ، 6716‬ص‪ 616‬؛‬
‫اليييييييييييدكتور‪ /‬عطيييييييييييية مهنيييييييييييا – المقيييييييييييال السييييييييييياب – ص ‪ 67‬هيييييييييييام رايييييييييييم ( ‪ ) 61‬؛ =‬
‫= الدكتور‪ /‬على عبد القادر القهيوجي ‪ ،‬اليدكتور‪ /‬سيامي عبيد الكيريم محميود – أصيول علميي اإلجيرام‬
‫والعقييا – بييدون تيياريخ طبييع – ص ‪ 11‬؛ الييدكتور‪ /‬أمييي مصييطفي محمييد – مبيياد علمييي اإلجييرام‬
‫والئزا الئنايي – دار الئامعة الئديدة باإلسكندرية – الطبعية األوليي ‪ – 6111‬ص ‪ 622‬؛ اليدكتورة‬
‫‪ /‬هدي حامد اشقوش – أصول علمي اإلجرام والعقا – دار النهضية العربيية – الطبعية الثانيية ‪6166‬‬
‫– ص ‪ 611‬؛ ‪ .‬حي يري هلا الئانح م الفق أن الحبس القصير المدة هيو الحيبس اليلي ال تقيال مدتي‬
‫ع سنة ‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫المبحث التمهيدي ‪ :‬تعَيف الحبس قصيَ المدُ ‪ ،‬ومساوئه ‪ ،‬ووضعه في السياسة الجنائية المعاصَُ‬

‫(‪)1‬‬
‫‪:‬‬ ‫للقضا عليه ‪ ،‬ويبر الفقه هذ المساوئ أو العيوبوالت م أهمها ما يل‬
‫‪ – 1‬عقوبة الحبس قصير المدة ال تحقق أغراض العقوبة‬
‫يرخذ على الحبس قصير المد أنه غير مجد ألنه ال يكفل تحقيق أي م أغرض‬
‫ذلك الردع العا أو الخاص ‪ .‬أما بالنسبة لألول ‪ :‬فإ قصر مد‬ ‫العقوبة سوا ف‬
‫العقوبة يجعلها محل استهانة م قبل الرأي العا ‪ ،‬فال يكو لها م أ ر ف نفوس‬
‫الناس للحيلولة بينه وبي خرق القانو حت ال يحل به هذا العقاب ‪ .‬أما بالنسبة‬
‫لل ان ‪ :‬فإ قصر هذ المد ال يسمح بتطبيق برامج إصالح وتأهيل المحكو عليه‪،‬‬
‫برنامج‬ ‫على اإلطالق إلعداد وتلقي‬ ‫قصر المد غير كا‬ ‫إذ اإلجماع على أ‬
‫إصالح متكامل ال وايا ‪ ،‬سوا م ناحية اإلدار العقابية الت ل تستطي النهوض‬
‫به ‪ ،‬أو م ناحية المحكو عليه نفسه الذي ل يقد عليه برغبة صادقة وجدية لقرب‬
‫موعد اإلفراج عنه (‪ ،)2‬وفضال ع ذلك فإ الحبس القصير المد م شأنه أ يفقد‬
‫المحكو عليه بالتدريج رهبة السج مت اعتاد عل قضا مدد قصير به ‪ ،‬وهو ما‬
‫يردي إل عد ارتداعه م عقوبة طويلة المد قد يحك بها بعد ذلك(‪.)3‬‬
‫ويكو ضرر هذ العقوبة أك ر وضوحا إذا علمنا أ أغلب م توق عليه م‬
‫سلوك سبيل‬ ‫المتسولي والمتشردي ‪ ،‬أي الطبقات الفقير الذي يدفعه برسه إل‬

‫في علم العقا – طبعية ‪ – 6717‬ص ‪616‬‬ ‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬فتوح عبد هللا الشاذلي – درو‬
‫وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪:‬الدكتور‪ /‬حسني عبيد – رسالة ساب اإلريارة إليهيا – ص ‪ 667‬؛ اليدكتور‪ /‬احميد عبيد‬
‫العزيز يليفة – المقال الساب – ص ‪ 66‬؛ الدكتورة ‪ /‬هدي حاميد اشيقوش – المرجيع السياب – ص‬
‫‪. 616‬‬
‫(‪ )3‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬أحمد عوض بالل – المرجع الساب – ص ‪ 616‬؛ الدكتور‪ /‬حسيني عبييد –‬
‫المرجع الساب – ص ‪ 661 ، 662‬؛ اليدكتور‪ /‬بشيير سيعد زغليول ‪ ،‬اليدكتور‪ /‬هشيام ريحاتة إميام –‬
‫علم اإلجرام وعلم العقا – دار النهضة العربية – طبعة ‪ – 6166‬ص ‪. 617 ، 611‬‬
‫‪99‬‬
‫المبحث التمهيدي ‪ :‬تعَيف الحبس قصيَ المدُ ‪ ،‬ومساوئه ‪ ،‬ووضعه في السياسة الجنائية المعاصَُ‬

‫غير عادلة ‪ ،‬حيث تترك يم ل هرال دو تعلي أو تهذيب‬ ‫الجريمة ‪ ،‬وبذلك فه‬
‫ال يلبسو أ يقرعوا أبواب السجو م جديد بعد اإلفراج عنه بفتر‬ ‫كافيي ‪،‬‬
‫كانت العقوبة السالبة للحرية قصير المد م أه أسباب العود إل‬ ‫وجي ‪ ،‬وم‬
‫االعتياد عليها(‪.)1‬‬ ‫الجريمة‬
‫وقييد أكييدت القاعييد رقي ‪ 85‬مي مجموعيية قواعييد الحييد األدني لمعامليية المسييجوني‬
‫الت ي أقرتهييا األم ي المتحييد ف ي المييرتمر الييدول األول حييول مكافحيية الجريميية ومعامليية‬
‫سينة ‪ 0688‬عليى أهميية تأهييل المحكيو علييه للعيود‬ ‫المذنبي الذي انعقد في جنيي‬
‫إل المجتم أفراد صالحي ‪ ،‬بقولها ‪ ":‬لما كا الغرض والمبيرر لعقوبية السيج أو أي‬
‫تيدبير مما ييل هيو في النهايية حمايية المجتمي مي الجريمية ‪ ،‬فييإ تحقييق هييذ الغاييية ال‬
‫يمك ي أ يييت إال إذا اسييتخدمت مييد السييج – علييى قييدر المسييتطاع – لجعييل المييذنب‬
‫عند عودته للمجتم ليس راغبا فقط بل وقاد ار على أ يعيش ف ظل القانو وأ يسد‬
‫حاجاته بنفسه " (‪.)2‬‬
‫‪ – 2‬عقوبة الحبس قصير المدة تفسد المحكوم عليه أكثر مما تصلحه‬
‫إ الحبس القصير المد عقوبة قد تفسد المحكو عليه أك ر مما تصلحه ‪ ،‬أل‬
‫دخوله السج يجعله يخالط غير م المجرمي األشد خطور منه م ما يردي إليه‬
‫هذا االختالط م مفاسد (‪ ،)3‬تتم ل ف خلق صالت بينه وبي هرال ‪ ،‬ونقل خبراته‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬حسني عبييد – رسيالت سيابقة اإلريارة إليهيا – ص ‪ 661 ، 667‬؛ اليدكتور‪/‬‬
‫أحمد عوض بالل – المرجع الساب – ص ‪. 616‬‬
‫(‪ )2‬انظر أعميال هيلا الميؤتمر ‪ :‬المئلية الئناييية القوميية – عيدد يياص – العيدد الثياني – المئليد‬
‫العارر – يوليو ‪. 6719‬‬
‫(‪ )3‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬سليمان عبد المنعم – المرجع الساب – ص ‪. 661‬‬
‫‪91‬‬
‫المبحث التمهيدي ‪ :‬تعَيف الحبس قصيَ المدُ ‪ ،‬ومساوئه ‪ ،‬ووضعه في السياسة الجنائية المعاصَُ‬

‫اإلجرامية إليه ‪ ،‬بحيث يغادر السج عند انقضا عقوبته وهو أشد خطور م يو أ‬
‫دخل فيه ‪ ،‬ويعد ذلك عامال م العوامل الت قد تدفعه الرتكاب جريمة ف المستقبل‬
‫دخل السج بسببها(‪ .)1‬بحيث يصبح السج مدرسة‬ ‫أشد خطور م الجريمة الت‬
‫أبرع مدرسة يلق فيها ن يله‬ ‫لتعلي فنو الجريمة واتقانها ‪ ،‬فالسج بوض الحال‬
‫اإلج ار ‪ .‬ذلك أ األمراض الخلقية واألمراض النفسية تنتقل عدواها باالختالط‬ ‫صنو‬
‫والمعاشر ‪ ،‬كما تنتقل األمراض الجسمانية بالمالمسة واالحتكاك واستنشاق الهوا‬
‫المشب بج ار ي المرض ‪ ،‬فن يل السج الذي يستنشق هوا اإلج ار صباحا ومسا ا‬
‫ال يأم على نفسه م أ تتلوث بعدوي اإلج ار وج ار يمه مهما كا طيب عنصر‬
‫(‪.)2‬‬
‫لمن الجريمة ومعاملة‬ ‫دارت أ نا المرتمر ال ان‬ ‫وقد تبي م المناقشات الت‬
‫لند سنة ‪ 0691‬أ‬ ‫المذنبي الذي دعت إليه هيةة األم المتحد والذي عقد ف‬
‫عدد العاةدي ف بالد ك ير حك عليه بعقوبة تقل ع ستة أشهر ‪،‬‬ ‫حوال نص‬
‫وهو ما اعتبر م بي العوامل الت تشج على العود (‪.)3‬‬
‫‪ –3‬عقوبة الحبس قصير المدة تحول دون تحقيق السياسة العقابية ألهدافها‬
‫تحول عقوبة الحبس قصير المد دو تحقيق السياسة العقابية الحدي ة ألهدافها ‪ ،‬ذلك‬
‫أل اإلك ار م األحكا الصادر بهذ العقوبة – وه ك ير بالفعل – يحدث ارتباكا ف‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬اليدكتور‪ /‬ريريس سييد كاميال – المرجيع السياب – ص ‪ 11‬؛ اليدكتور‪ /‬عيادل يحييي –‬
‫المرجع الساب – ص ‪. 662‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬محمد فتحي – علم النفس الئنيايي علميا وعميال – مكتبية النهضية المصيرية – طبعية‬
‫‪ – 6721‬الئز الثاني – ص ‪ 666‬؛ اليدكتور‪ /‬سيليمان عبيد المينعم – أصيول عليم الئيزا الئنيايي – دار‬
‫الئامعة الئديدة باإلسكندرية – طبعة ‪ – 6116‬ص ‪. 662‬‬
‫(‪ )3‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬أحمد عبد العزيز األلفي – المقال الساب – ص ‪. 69‬‬
‫‪97‬‬
‫المبحث التمهيدي ‪ :‬تعَيف الحبس قصيَ المدُ ‪ ،‬ومساوئه ‪ ،‬ووضعه في السياسة الجنائية المعاصَُ‬

‫نظ المعاملة العقابية ‪ ،‬حيث تتكدس السجو بالن ال وتصعب تبعا لذلك مهمة تصنيفه‬
‫وتطبيق البرامج اإلصالحية عليه (‪ .)1‬وهكذا نصل إل نتيجة شاذ وه أ م سلبت‬
‫حريته لمد قصير ‪ ،‬ل يخرج فقط م السج ‪ ،‬وقد فاته تطبيق الوساةل اإلصالحية‬
‫عليه ‪ ،‬بل أنه يكو قد ساه ف تفويت الفرصة على م حك عليه بعقوبة طويلة‬
‫األمد ف االستفاد م برامج التأهيل واإلصالح الت تع إل إعاد تكييفه اجتماعيا‬
‫تعامله م المحبوسي لمد‬ ‫‪ .‬وبنا عليه يكو المجتم قد خسر مرتي ‪ :‬مر ف‬
‫قصير ‪ ،‬ومر م المحبوسي لمد أطول (‪.)2‬‬
‫ا دحا‬ ‫ومما تجدر اإلشار إليه أ عقوبة الحبس قصير المد كانت السبب ف‬
‫السجو الفرنسية سنة ‪ 0651‬بدرجة تنذر بالخطر ‪ ،‬وف سنة ‪ 0651‬كا عدد ن ال‬
‫لهذ السجو هو‬ ‫السجو الفرنسية ي يد على ‪ 08111‬ن يل ‪ ،‬بينما المقرر الصح‬
‫‪ 10811‬ن يل ‪ ،‬ونسبة كبير م هرال الن ال يقضو عقوبة قصير المد أقل م سنة‬
‫ف دور االحتجا ‪ ،‬وكانت نسبة ال ياد ف عدد الن ال الموجودي بهذ الدور تتراوح بي‬
‫‪ % 001‬و ‪.)3( % 011‬‬
‫وفضال ع ذلك فإ ا دحا السجو يعد م عوامل المشكلة الجنسية ف‬
‫التنفيذ العقاب ‪.‬‬ ‫السجو ‪ ،‬كما أنه يردي إل ارتفاع تكالي‬

‫(‪ )1‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬عبييد اليير وف مهييدي – السييئ كئييزا جنييايي فييي ضييو السياسيية الئنايييية‬
‫الحديثيية – مئليية القييانون واالاتصيياد للبحييوث القانونييية واالاتصييادية – السيينة ‪ – 61‬العييددان األول‬
‫والثاني – مار ‪ ،‬يونيو ‪ – 6791‬ص ‪ 666‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬أحمد عوض بالل – المرجع الساب – ص ‪. 616‬‬
‫(‪ )3‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬عطية مهنا – المقال الساب – ص ‪. 9‬‬
‫‪11‬‬
‫المبحث التمهيدي ‪ :‬تعَيف الحبس قصيَ المدُ ‪ ،‬ومساوئه ‪ ،‬ووضعه في السياسة الجنائية المعاصَُ‬

‫‪ –4‬عقوبةةةةة الحةةةةبس قصةةةةير المةةةةدة تلحةةةةق الضةةةةرر بةةةةالمحكوم عليةةةةه وب سةةةةرته‬


‫وبالمجتمع‬
‫يترتب على عقوبة الحبس قصير المد أضرار ك ير تتعلق بالمحكو عليه وبأسرته‬
‫وبالمجتم (‪.)1‬‬
‫ففيما يتعلق بالمحكو عليه ‪ :‬تصمه العقوبة بوصمة اإلج ار ‪ ،‬وتنت عه م مجتم‬
‫مر المجرمي الخطري ‪ ،‬ويترتب عليها فقد عمله ‪ ،‬الذي‬ ‫به ف‬ ‫الشرفا ‪ ،‬لتلق‬
‫غالبا ما يعج ع االنخراط ف م له بعد خروجه م المرسسة العقابية ‪ ،‬األمر الذي‬
‫‪ -‬عالة على غير وعلى‬ ‫السج‬ ‫يصبح معه المحكو عليه – بعد خروجه م‬
‫‪.‬‬ ‫المجتم‬
‫هذ العقوبة تفقدها عاةلة الوحيد ‪،‬‬ ‫أما فيما يتعلق بأسر المحكو عليه ‪ :‬فإ‬
‫لمذلة السرال ‪ ،‬مما قد يدف بعض أفرادها م أبنا أو وجة إل‬ ‫وتعرضها م‬
‫سلوك سبيل اإلج ار بح ا ع ما يسد حاجاته الضرورية هو وأسرته الباةسة أو لعد‬
‫إل‬ ‫إحكا الرقابة عله ‪ ،‬فتغدو بذاتها م العوامل الدافعة إل اإلج ار (‪ .)2‬يضا‬
‫ذلك أنها تص أهله بوصمة العار ‪ ،‬فينظر إليه الناس نظر غير كريمة ويتحاشو‬
‫مخالطته ‪ ،‬فكأنه يعيشو – دو جرير اقترفوها – ف ع لة ع المجتم (‪.)3‬‬
‫وم حيث المجتم ‪ :‬إذا عج المحكو عليه بعد خروجه م السج ع العود إل‬
‫عمله أو الع ور ع عمل آخر ‪ ،‬فإ ذلك يصيبه باإلحباط واليأس ‪ ،‬ويستعرض ف ذهنه‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬على عبد القيادر القهيوجي ‪ ،‬اليدكتور‪ /‬سيامي عبيد الكيريم محميود – المرجيع‬
‫الساب – ص ‪. 11‬‬
‫(‪ )2‬انظير ‪ :‬اليدكتور‪ /‬جيالل ةيرو – علييم اإلجيرام وعليم العقيا – دار المطبوعيا الئامعييية –‬
‫طبعة ‪ – 6166‬ص ‪. 611‬‬
‫(‪ )3‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬حسني عبيد – رسالة سابقة اإلرارة – ص ‪. 666‬‬
‫‪16‬‬
‫المبحث التمهيدي ‪ :‬تعَيف الحبس قصيَ المدُ ‪ ،‬ومساوئه ‪ ،‬ووضعه في السياسة الجنائية المعاصَُ‬

‫مالةه فيه ‪ ،‬وقد يدفعه هذا إل الحصول على مورد ر ق ع طريق‬ ‫ذكريات السج وجراة‬
‫هذ الحالة يم ل خطور على المجتم إذ‬ ‫غير مشروع ‪ .‬وال ريب أ شخصا يعيش ف‬
‫ارتكاب الجريمة مر أخري ‪ .‬وم جهة أخري فإ تنفيذ هذ العقوبات‬ ‫يحتمل أ يعود إل‬
‫الدولة نفقات باهظة نتيجة إلقامة المرسسات العقابية ‪ ،‬ومرتبات القاةمي عليها ‪،‬‬ ‫يكل‬
‫وايوا المحكو عليه ‪ ،‬واطعامه ورعايته ومحاولة تأهيله ‪ ،‬وهو األمر الذي يحر الدولة‬
‫م أموال كا م األجدى للمجتم أ تنفق على ما يعود عليه بالرق والتقد والخير ‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المبحث التمهيدي ‪ :‬تعَيف الحبس قصيَ المدُ ‪ ،‬ومساوئه ‪ ،‬ووضعه في السياسة الجنائية المعاصَُ‬

‫المطلب الثاني‬
‫الحبس القصيَ المدُ في السياسة الجنائية المعاصَُ‬
‫محاولة إيجاد حلوال‬ ‫دفعت المساوئ السابقة للحبس قصير المد الفقه إل‬
‫لمشكلة العقوبات السالبة للحرية قصير المد ‪ ،‬وتمخض ع ذلك اتجاهي ‪ :‬األول ‪،‬‬
‫يري ضرور اإلبقا عل عقوبة الحبس القصير المد م الحد م نطاق تطبيقها أي‬
‫‪ ،‬يري أ هذ المشكلة ل تحل إال بإلغا الحبس القصير‬ ‫بإلغاةها نسبيا ‪ .‬وال ان‬
‫المد كلية ‪ ،‬واالستعاضة عنه بالبداةل الت يمك أ تحل محله ‪ .‬ونعرض فيما يل‬
‫لهذي االتجاهي (‪:)1‬‬

‫االتجاه األول ‪ :‬اإلبقاء علي الحبس القصيَ المدُ مع الحد من نطاق‬


‫تطبيقه ‪:‬‬
‫يذهب الرأي الغالب ف الفقه إل أ الحبس القصير المد ال يمك أ يلغ‬
‫كلية ‪ ،‬ف هو ليس ش ار مطلقا ‪ ،‬بل ينطوي عل العديد م الم ايا الت تدعو إل اإلبقا‬
‫عليه منها ‪ :‬أنه يم ل الج ا المناسب والعادل بالنسبة لبعض أنواع الجراة ‪ ،‬كالجراة‬
‫الخطةية الت تحدث نتيجة اإلخالل بواجب الحيطة والحذر الذي يفرضه القانو أو‬
‫نتيجة رعونة أو عد احت ار ‪ ،‬كما هو الشأ بالنسبة لجراة القتل الخطأ واإلصابة‬
‫الخطأ ‪ .‬وم ناحية أخري فإ الحبس القصير المد يعد عقوبة لها ما يبررها ‪،‬‬
‫م الجنا ‪ ،‬كالمجر المبتدئ ‪ ،‬والمجر‬ ‫وتحدث أغراضها بالنسبة لبعض طواة‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬على عبد القيادر القهيوجي ‪ ،‬اليدكتور‪ /‬سيامي عبيد الكيريم محميود – المرجيع‬
‫الساب – ص ‪. 11‬‬
‫‪16‬‬
‫المبحث التمهيدي ‪ :‬تعَيف الحبس قصيَ المدُ ‪ ،‬ومساوئه ‪ ،‬ووضعه في السياسة الجنائية المعاصَُ‬

‫بالصدفة ‪ ،‬نظ ار لما تسببه له يطلق عليه " صدمة السج " ‪ ،‬والت تحول بينه وبي‬
‫التفكير ف اإلقدا عل ارتكاب الجريمة (‪.)1‬‬
‫ولك م ذلك يتعي مواجهة المساوئ الناجمة ع تلك العقوبة ‪ ،‬وذلك ع‬
‫تحقق األغراض المرجو منها ‪،‬‬ ‫الحاالت الت‬ ‫طريق حصر نطاق تطبيقها ف‬
‫وتنفيذها وفق قواعد تكفل تفادي عيوبها ‪ ،‬كإيداع المحكو عليه بهذ العقوبة ف‬
‫مرسسات عقابية مفتوحة أو شبة مفتوحة ‪ .‬أما ف الحاالت الت ي بت فيها عد جدوها‬
‫التنفيذ ‪ ،‬أو الوض‬ ‫‪ ،‬فإنه يتعي استبعادها ‪ ،‬واالستعانة ببداةلها ‪ ،‬كالغرامة ‪ ،‬أو وق‬
‫إلغا عقوبة‬ ‫تحت االختبار أو العمل للمصلحة العامة (‪ .)2‬فبدال م أ نفكر ف‬

‫(‪ )1‬انظر عرض هلا االتئاب ‪:‬الدكتور‪ /‬حسني عبيد – المرجع الساب – ص ‪ 661‬؛ الدكتور‪ /‬محمد‬
‫أبو العال عقيدة – المرجع الساب – ص ‪ 619 ، 611‬؛ الدكتور‪ /‬عمر الفاروق الحسيني –علم اإلجرام‬
‫وعلم العقا " الطبعة الثالثة ‪ – 6777‬ص ‪ 226‬؛ الدكتور‪ /‬عادل يحيي – المرجع الساب – ص ‪، 661‬‬
‫‪ 669‬؛ الدكتور‪ /‬جميال عبد البااي الصغير – علم العقا – المرجع الساب – ص ‪ 96‬؛ الدكتور‪/‬‬
‫إبراهيم حامد طنطاوي – درو في علم العقا – دار النهضة العربية – بدون تاريخ نشر – ص‪، 19‬‬
‫‪ 11‬؛ الدكتور‪ /‬محمد مصباح القاضي – علم العقا – طبعة ‪ – 6112 ، 6116‬ص ‪ 12‬؛ الدكتور‪/‬‬
‫بشير سعد زغلول ‪ ،‬الدكتور‪ /‬هشام رحاتة إمام – المرجع الساب – ص ‪ 617‬؛ اارن الدكتور‪ /‬علي عبد‬
‫القادر القهوجي ‪ ،‬الدكتور‪ /‬فتوح عبد هللا الشاذلي – علم اإلجرام وعلم العقا – طبعة ‪ – 6119‬ص‬
‫‪ 666‬؛ حي يري العالمان الئليالن ‪ :‬أن أفراد هلب الطوايس هم أجدر المئرمي بالرعاية ‪ ،‬وأكثرهم‬
‫حاجة إلي بديال لسلح الحرية اصير المدة ‪.‬‬
‫وانظر ‪ :‬تأييدا لي ليدي ‪ :‬محميود نئييح حسيني – عليم العقيا – دار النهضية العربيية – الطبعية الثانيية‬
‫‪ – 6796‬ص ‪ 262‬؛ الدكتورة ‪ /‬فوزية عبد الستار – المرجع الساب – ص‪ 62‬؛ اليدكتور‪ /‬جيالل ةيرو‬
‫– المرجع الساب – ص ‪ 616 ، 611‬؛ الدكتور‪ /‬إدوار غيالي اليلهبي – المرجيع السياب – ص ‪96 ، 96‬‬
‫؛ الييدكتور‪ /‬يسييير أنيييور علييي ‪ ،‬اليييدكتورة ‪ /‬آميييال عبيييد الييرحيم عثميييان – المرجيييع السييياب – ص ‪ 661‬؛‬
‫ال يدكتور‪ /‬عميير الفيياروق الحسيييني – المرجييع السيياب – ص ‪ 261‬؛ الييدكتورة ‪ /‬هييدي حامييد اشييقوش –‬
‫المرجييع السيياب – ص‪ 616‬؛ الييدكتور‪ /‬محمييود أحمييد ط ي – علييم العقييا – طبعيية ‪ – 6166‬ص ‪ 666‬؛‬
‫الدكتور‪ /‬أسامة عبد هللا اايد – علم العقا – الطبعة األولي ‪ – 6711‬ص ‪. 92‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬اليدكتور‪ /‬محميود نئييح حسيني – المرجيع السياب – ص ‪ 617‬وميا بعيدها ؛اليدكتور‪/‬‬
‫عبد الر وف مهدي – المقال الساب – ص ‪ 666‬؛ الدكتور‪ /‬غنام محمد غنام – عليم اإلجيرام وعليم‬
‫العقا – دار الفكر والقانون – طبعة ‪ – 6162‬ص ‪696‬وما بعيدها ؛ اليدكتور‪ /‬سيليمان عبيد المينعم‬
‫‪16‬‬
‫المبحث التمهيدي ‪ :‬تعَيف الحبس قصيَ المدُ ‪ ،‬ومساوئه ‪ ،‬ووضعه في السياسة الجنائية المعاصَُ‬

‫الحبس قصير المد يجب أ نبحث ع الوساةل المناسبة لك يكو تنفيذها محققا‬
‫للغرض المقصود منها ‪.‬‬

‫االتجاه الثاني ‪ :‬إلغاء الحبس القصيَ المدُ كلية ‪:‬‬


‫عليها أنصار االتجا السابق‬ ‫بن‬ ‫ل تقن فةة قليلة م الفقها بالحجج الت‬
‫وجوب إلغا عقوبة‬ ‫رأيه ‪ ،‬و أروا فيه حال سطحيا للمشكلة ‪ ،‬وعليه فقد ذهبوا إل‬
‫أية سلطة تقديرية بشأنها ‪،‬‬ ‫يترك للقاض‬ ‫الحبس القصير المد كلية ‪ ،‬دو أ‬
‫فيحظر عليه منذ البداية النطق بها ‪ ،‬ويتعي اللجو إل البداةل الت أشار إليها الفقه‬
‫‪،‬والعمل للمصلحة العامة ‪ ،‬إذا ما‬ ‫التنفيذ ‪ ،‬واالختبار القضاة‬ ‫كالغرامة وايقا‬
‫الحك بها (‪.)1‬‬ ‫اقتضت الظرو‬
‫ويري هذا الجانب م الفقه ‪ " :‬أ القول باإللغا النسب لعقوبة الحبس قصير‬
‫المد ينطوي على تميي لمشكلة شغلت بال الباح ي ف عل العقاب منا ليس بقصير‬
‫‪ ،‬ويعتبر اإللغا المطلق لها خطو جريةة وحاسمة نحو إيجاد الحل المالة لتلك‬
‫المشكلة ‪ ،‬وليس م المستساغ التلكر ف المنادا بهذا الرأي ‪ ،‬اكتفا بحلول ج ةية ‪،‬‬
‫للعقوبات السالبة للحرية قصير المد ‪ ،‬بل‬ ‫م هذا السيل الجار‬ ‫أل ذلك يضع‬
‫منه ‪ ،‬فنعود بذلك إل الحل الحاس الذي نقول به اليو " (‪.)2‬‬ ‫يخش أ يضاع‬
‫فاعلية البداةل المطروحة للحبس‬ ‫وفضال ع ذلك فإ القضا يتشككو ف‬

‫– المرجع الساب – ص ‪ 666‬وما بعدها ؛ الدكتور‪ /‬محمود أحمد ط – المرجع الساب – ص ‪666‬‬
‫‪.‬‬
‫( ) انظر تأييدا لهلا االتئاب في الفق المصري ‪ :‬الدكتور‪ /‬حسني عبيد – الوجيز في علم اإلجيرام‬ ‫‪1‬‬

‫والعقييييا – ص ‪ 661 ، 667‬؛ وكييييللك – رسييييالت السيييياب اإلرييييارة إليهييييا – ص ‪ 666 ، 666‬؛‬
‫الدكتور‪ /‬محمد مصباح القاضي – المرجع الساب – ص ‪. 12‬‬
‫(‪ )2‬الدكتور‪ /‬حسني عبيد – رسالة ساب اإلرارة إليها – ص ‪. 666‬‬
‫‪12‬‬
‫المبحث التمهيدي ‪ :‬تعَيف الحبس قصيَ المدُ ‪ ،‬ومساوئه ‪ ،‬ووضعه في السياسة الجنائية المعاصَُ‬

‫م أذهانه إال‬ ‫وليس م سبيل النت اع هذ المخاو‬ ‫قصير المد وقيمتها العقابية‬
‫القانو ‪ ،‬م التصريح باستخدامها كبداةل للحبس قصير‬ ‫بالنص عليها صراحة ف‬
‫المد (‪.)1‬‬

‫رأينا في الموضوع ‪:‬‬


‫وم إق اررنا بمساوئ عقوبة الحبس القصير المد ‪ ،‬إال أنه ال يمك تجاهل ما‬
‫تنطوي عليه م ممي ات ‪ ،‬لذلك نري أ االتجا الذي ينادي باإللغا النسب ال الكل‬
‫هو األول باإلتباع والتأييد ‪ .‬فهذ العقوبة تلعب دو ار ف السياسة الجناةية ال يمك‬
‫تجاهله كما سبق وأ بي أنصار االتجا محل التأييد ‪ .‬ونري أنه يمك التغلب عل‬
‫العيوب الناجمة ع هذ العقوبة بإعطا القاض سلطة تقديرية واسعة لالختيار بي‬
‫ارتكابه للجريمة المسند إليه أ ذلك‬ ‫تطبيقها إ رأي م شخصية الجان وظرو‬
‫م شأنه أ يحقق األغراض العامة للعقوبة ؛ وبي عد تطبيقها إ رأي أ اإلضرار‬
‫العدول عنها ‪،‬‬ ‫تصيب المحكو عليه والمجتم تقض‬ ‫الناجمة ع الحك بها الت‬
‫واستبدالها ببداةل أخري ‪ .‬ونقترح تطبيقا لذلك أ تكو الجراة الت يقرر لها الشارع‬
‫سلطة‬ ‫عقوبة سالبة للحرية قصير المد مقرونة داةما ببداةل أخري ‪ ،‬ليترك للقاض‬
‫االختيار بي العقوبة السالبة للحرية القصير المد أو بداةلها ‪ .‬وفوق ذلك يجب أ‬
‫جداول الدورات التدريبية‬ ‫تدرج م الب العقوبات السالبة للحرية القصير المد عل‬
‫للمحققي والقضا لتوعيته بمخاطر هذ العقوبة وتحري الدقة عند الحك بها (‪.)2‬‬
‫ولذا رأي مرتمر األم المتحد لمكافحة الجريمة ومعاملة المذنبي الذي عقد ف‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬حسني عبيد – رسالة ساب اإلرارة إليها – ص ‪. 666 ، 666‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬محمود أحمد ط – علم العقا – طبعة ‪ – 6166‬ص ‪. 666‬‬
‫‪11‬‬
‫المبحث التمهيدي ‪ :‬تعَيف الحبس قصيَ المدُ ‪ ،‬ومساوئه ‪ ،‬ووضعه في السياسة الجنائية المعاصَُ‬

‫لند سنة ‪ 0691‬اإلبقا على هذ العقوبة ‪ ،‬إذ أشار إل أنه ‪ ":‬ف بعض األحوال‬
‫يكو توقي عقوبة الحبس القصير المد مطلوبا م أجل المصلحة العليا للعدالة ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬أما فيما عدا‬ ‫فإ اإللغا الكل لهذ العقوبة غير قابل للتحقق ف العمل "‬ ‫وم‬
‫هذا اإلطار الضيق الذي يجب أ تنحصر داخله عقوبة الحبس قصير المد ‪ ،‬يجب‬
‫االستعاضة عنها ببديل أو أك ر م البداةل المقرر لها ‪.‬‬
‫ذلك أ التشريعات الحدي ة ال تريد فكر اإللغا المطلق لعقوبة‬ ‫إل‬ ‫يضا‬
‫الحبس قصير المد ‪ ،‬إذ ما الت هذ العقوبة منصوصا عليها بالنسبة لبعض الجراة‬
‫ف قواني العقوبات الحدي ة ‪ ،‬بجانب النص كذلك على بداةلها الت تحد م مساوةها‬
‫كما سنري بعد قليل (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬انظر‪ :‬الدكتور‪ /‬إدوار غالي اللهبي – المرجع الساب – ص ‪. 96‬‬


‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬على عبد القيادر القهيوجي ‪ ،‬اليدكتور‪ /‬سيامي عبيد الكيريم محميود – المرجيع‬
‫الساب – ص ‪. 71‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫الفصل األول‬
‫البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫‪11‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫تقسيْ‬
‫نظ ار للمساوي أو العيوب أو اآل ار السلبية الناجمة ع تنفيذ العقوبات السالبة‬
‫البحث‬ ‫للحرية بصفة عامة (‪ ،)1‬وعلى وجه الخصوص قصير األمد منها ‪ ،‬ل يتوق‬
‫ع بداةل يمك أ تحل محل هذ العقوبة ‪ ،‬على نحو يحقق ف الوقت ذاته إصالح‬
‫ارتكاب‬ ‫ظرو‬ ‫وتأهيله اجتماعيا ‪ .‬وقد تنوعت هذ الوساةل تبعا الختال‬ ‫الجان‬
‫الجريمة وشخصية الجان ‪.‬‬
‫إ الحديث ع البداةل الحدي ة للحبس قصير المد وه ‪ :‬المراقبة االلكترونية‬
‫ال ة‬ ‫‪ ،‬والعمل للمصلحة العامة ‪ ،‬والغرامة اليومية يقتض منا تقسي هذا الفصل إل‬
‫مباحث على النحو التال ‪:‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬ونخصصه للمراقبة االلكترونية ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬ونعالج فيه العمل للمصلحة العامة‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬ونبحث فيه الغرامة اليومية ‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر ‪:‬‬


‫‪J Cpradel : Droit penal general 6 edition , cujas 1987 P 650.‬‬
‫‪17‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫المبحث األول‬
‫المَاقبة االلكتَونية‬
‫تمهيد وتقسيْ‬
‫ل تقتصر مظاهر التقد التكنولوج على العلو الطبيعية فحسب ‪ ،‬بل تختطها‬
‫مجاالت أوس وأبرح ‪ ،‬فطالت بذلك العلو االجتماعية أو اإلنسانية كالقانو‬ ‫إل‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ .‬وقد تعددت أوجه االستفاد م‬ ‫واالقتصاد ‪ ،‬وكذلك مرفق العدالة الجناةية‬
‫معطيات التكنولوجيا ف مجال العدالة الجناةية ‪ ،‬كما هو الحال – م ال – ف استخدا‬
‫البصمة الو ار ية ف تحديد هوية المجن عليه ‪ ،‬واستخدا بصمة الصوت ف الكش‬
‫الحالة الجناةية ألنماط معينة م المجرمي م ل مجرم‬ ‫ع الجنا ‪ ،‬وفهرسة صح‬
‫المخدرات واإلرهاب واآل ار ‪ ،‬والرقابة التليف يونية للمشتبه به المصرح له مرقتا ب يار‬
‫‪ .‬وأخي ار وليس آخ ار المراقبة االلكترونية كطريقة‬ ‫عاةالته أ نا فتر التنفيذ العقاب‬
‫حدي ة لتنفيذ العقوبة السالبة للحرية وبالذات قصير المد خارج السج ‪ .‬وذلك ع‬
‫محل إقامته خالل ساعات محدد م خضوعه لرقابة‬ ‫طريق حبس الشخص ف‬
‫بحسب األحوال – م المحكو عليه‬ ‫الكترونية بما تفرضه م وض جها – يختل‬
‫المرسسة العقابية ‪ ،‬بحيث يقو‬ ‫‪ ،‬وهذا الجها يتصل بكمبيوتر مرك ي يوجد ف‬
‫حالة تجاو المحكو عليه للحدود‬ ‫الكمبيوتر المرك ي ف‬ ‫بإرسال إشار محدد إل‬
‫المسموح بها ‪ ،‬وبموجب هذ الوسيلة تحل التكنولوجيا محل الحارس بحيث تكو‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬جمييال عبيد البيااي الصيغير – أدلية اإلةبيا الئنيايي والتكنولوجييا الحديثية –‬
‫نادي القضاة – طبعة ‪ 6161‬؛ اليدكتور‪ /‬عيادل يحيي – التحقيي والمحاكمية عي بعيد – دار النهضية‬
‫العربية – الطبعة األولي ‪. 6111‬‬
‫‪71‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫العالقة مباشر بي اإلدار العقابية والمحكو عليه(‪.)1‬‬


‫نظاما الكترونيا لمراقبة‬ ‫نظا المراقبة االلكترونية يتضم‬ ‫وعلى ذلك فإ‬
‫من له ومراقبة‬ ‫بعد م خالل السماح للمحكو عليه بالبقا ف‬ ‫المحكو عليه ع‬
‫" ي بت ف‬ ‫ب " السوار االلكترون‬ ‫يعر‬ ‫خالل االستعانة بجها‬ ‫تحركاته م‬
‫معصمه أو ف أسفل قدمه (‪.)2‬‬
‫والواق م األمر أ آلية المراقبة االلكترونية ف التشريعات المقارنة لها مآرب‬
‫أخري غير أنها وسيلة للتنفيذ العقاب أو كبديل للحبس االحتياط أو اإلفراج الشرط‬
‫كالنسا واألطفال ‪،‬‬ ‫؛ فه فضال ع ذلك وسيلة لحماية األشخاص المعرضي للعن‬
‫أو التبديل‬ ‫حيث يمك استخدا السوار االلكترون لحماية األطفال الرض م الخط‬
‫بعد عمليات الوالد كما ت تطبيق آلية السوار االلكترون ف إسبانيا وفرنسا لحماية‬
‫األسري إل غير ذلك م مجاالت الحيا ‪.‬‬ ‫النسا م العن‬
‫المراقبة‬ ‫أهدا‬ ‫ويعد تجنب مساوئ الحبس قصير المد السابق تناولها م‬
‫ذلك أنها تقيه شر‬ ‫أدا فعالة لتأهيل المحكو عليه ‪ .‬وبيا‬ ‫االلكترونية ‪ ،‬فه‬
‫على صالته األسرية‬ ‫‪ ،‬وتبق‬ ‫اللعي‬ ‫السج‬ ‫االحتكاك أو االختالط بمجتم‬
‫واالجتماعية ‪ ،‬ويظل محتفظا بعمله وبالتال يستطي المحافظة على كيانه الشخص‬
‫وكيا أسرته(‪ .)3‬وبالتال فإ المراقبة االلكترونية وسيلة لتالف اآل ار السلبية الناجمة‬

‫(‪ )1‬أستاذنا الدكتور العميد ‪ /‬عمر سالم – المراابة االلكترونية طريقة حديثة لتنفيل العقوبية السيالبة‬
‫للحرية يارج السئ – دار النهضة العربية – الطبعة الثانية – ص ‪. 6‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬رامي متولي القاضي – المراابة االلكترونية فيي القيانون الفرنسيي والمقيارن‬
‫– مئلة الشريعة والقانون – كلية الحقوق – جامعة اإلمارا العربية المتحدة – العيدد الثالي والسيتون –‬
‫يوليو ‪ – 6162‬ص ‪. 616 ، 616‬‬
‫‪3‬‬
‫‪( ) A. Normamdeau : Bilan criminal gique de quatre politiques pratique‬‬
‫‪penals americans contemporines , Rev. Sc. Crim 1996 P341.‬‬
‫‪76‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫ع عقوبة الحبس قصير المد ‪.‬‬


‫نقس هذا‬ ‫منا أ‬ ‫معالجة نظا المراقبة االلكترونية يقتض‬ ‫وبعد ‪ ...‬فإ‬
‫المبحث إل مطلبي رةيسيي وذلك على النحو التال ‪:‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬ماهية المراقبة االلكترونية ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬النظام القانوني للمراقبة االلكترونية في فرنسا ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫المطلب األول‬
‫ماهية المَاقبة االلكتَونية‬

‫الفَع األول‬
‫تعَيف المَاقبة االلكتَونية‬
‫ك ير ه المصطلحات الت استخدامها الفقه الجناة المقار للتعبير ع مفهو‬
‫المراقبة االلكترونية ؛ وهذ المصطلحات وا كانت متباينة ف األسلوب إال أنها جميعا‬
‫تشير إل مضمو واحد ‪ .‬فقد عبر عنها الفقه اإلنجلي ي بعبار اإلسور اإللكترونية ‪ ،‬ف‬
‫حي استعمل البعض مصطلح الرقابة االلكترونية لتنفيذ التدابير الجناةية ‪ ،‬وقد شاع‬
‫استعمال هذا المصطلح ف كتالونيا بأسبانيا ‪ .‬وقد أطلق البعض اآلخر على نظا المراقبة‬
‫تحت المراقبة اإللكترونية ‪ ،‬ومصطلح الرقابة‬ ‫الحبس المن ل‬ ‫اإللكترونية مصطلح‬
‫اإللكترونية للتنقل ‪ .‬بيد أ غالبية الفقه يميل إل استخدا مصطلح اإليداع تحت المراقبة‬
‫استعمال وسيط‬ ‫المصطلحات السابقة أنها تدور حول فكر واحد ه‬ ‫‪ .‬ويبدو م‬
‫إلكترون ف المراقبة ‪ ،‬غاية ما هنالك أنها قرنت بصفة إضافية كحالة كونها " من لية " أو‬
‫حصرها ف نطاق معي م ل " التنفيذ العقاب " (‪.)1‬‬
‫البعض المراقبة اإللكترونية بأنها ‪:‬‬ ‫فقد عر‬ ‫على ما تقد‬ ‫وبنا‬
‫" استخدا وساةط إلكترونية للتأكد م وجود الخاض لها خالل فتر محدد ف المكا‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬أسامة حسني عبيد – المراابة الئنايية اإللكترونية – دراسة مقارنة – مئلية‬
‫القانون واالاتصاد للبحوث القانونية واالاتصادية – العدد الثاني والثمانون – ‪ – 6117‬ص ‪. 9 ، 1‬‬
‫‪76‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫وال ما السابق االتفاق عليهما بي هذا األخير والسلطة القضاةية اآلمر بها "(‪ .)1‬كما‬
‫عرفها البعض اآلخر بأنها ‪ ":‬نظاما إلكترونيا للمراقبة ع بعد بموجبه يمك التأكد م‬
‫وجود أو غياب شخص ع المكا المخصص إلقامته بموجب حك قضاة ‪ ،‬حيث‬
‫يسمح للمحكو عليه بالبقا ف من له ‪ ،‬لك تحركاته محدود ومراقبة بمساعد جها‬
‫المراقبة‬ ‫تعري‬ ‫م بت ق معصمه أو أسفل قدمه " (‪ .)2‬بينما ذهب جانب الث إل‬
‫من له أو محل إقامته خالل‬ ‫اإللكترونية بأنها ‪ ":‬إل ا المحكو عليه باإلقامة ف‬
‫ساعات محدد وبحيث يت متابعة ذلك ع طريق المراقبة اإللكترونية " (‪.)3‬‬
‫وقد ذهب بعض الفقه إل أ المراقبة اإللكترونية ه ‪ ":‬أحد البداةل الرضاةية‬
‫للعقوبات السالبة للحرية الت بمقتضاها يت متابعة الشخص الخاض لها – م خالل‬
‫استخدا تقنيات حدي ة – م قبل أجه إنفاذ القانو خارج السج ف أماك وأوقات‬
‫محدد سلفا ‪ ،‬وم خالل إخضاعه لمجموعة م االلت امات والشروط ويترتب على‬
‫مخالفة هذ االلت امات معاقبته بعقوبة سالبة للحرية "(‪.)4‬‬
‫وقد عر أحد العلما المراقبة اإللكترونية بأنها ‪ ":‬إل ا المحكو عليه باإلقامة‬
‫ف من له أو محل إقامته خالل ساعات محدد ‪ ،‬وبحيث يت متابعة ذلك ع طريق‬
‫الناحية الفنية بوض أدا إرسال على يد‬ ‫المراقبة اإللكترونية ‪ .‬ويتحقق ذلك م‬

‫(‪ )1‬الدكتور‪ /‬أسامة حسني عبيد – المقال الساب – ص ‪. 9‬‬


‫(‪ )2‬الييدكتورة ‪ /‬صييفا أوتيياني – الوضييع تحييع المراابيية اإللكترونييية " السييوار اإللكترونييي – فييي‬
‫السياسيية العقابييية الفرنسييية ‪ -‬مئليية جامعيية دمش ي للعلييوم االاتصييادية والقانونييية – المئلييد الخييامس‬
‫والعشري – العدد األول – ‪ – 6117‬ص ‪. 667‬‬
‫(‪ )3‬الدكتور‪ /‬عدنان محمود محمد البرماوي ‪ -‬الوضع تحع مراابة الشرطة – رسالة دكتيوراب –‬
‫كلية الدراسا العليا ‪ ،‬أكاديمية الشرطة ‪ – 6116 -‬ص ‪. 696‬‬
‫(‪ )4‬الدكتور‪ /‬رامي متولي القاضي – المقال الساب – ص ‪. 612‬‬
‫‪76‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫المحكو عليه تشبه الساعة ‪ ،‬وتسمح لمرك المراقبة م كمبيوتر مرك ي بمعرفة ما‬
‫المكا وال ما المحددي بواسطة الجهة القاةمة‬ ‫إذا كا المحكو عليه موجودا ف‬
‫على التنفيذ أ ال "(‪.)1‬‬
‫السابقة أ نظا المراقبة اإللكترونية يتس ب الث خصاةص‬ ‫ويتبي م التعاري‬
‫يم ل جوهر المراقبة ‪ ،‬إذ ال تت هذ األخير بالطرق‬ ‫‪ ،‬أ الجانب الفن‬ ‫‪ :‬األول‬
‫التقليدية أو العادية ‪ ،‬بل م خالل أجه فنية تعمل بطريقة إلكترونية ‪ .‬وال انية ‪ ،‬أنها‬
‫محدد م حيث المكا وال ما ؛ أما لكونها محدد م حيث المكا ألنها تطبق ف‬
‫مكا محدد كالمن ل أو دور اإلقامة ‪ ،‬وأما لكونها م محدد م حيث ال ما فألنها ال‬
‫تستغرق كل وقت المحكو عليه ‪ ،‬بل تقتصر على ساعات معينة خالل اليو ‪ ،‬ال‬
‫تحول بي المحكو عليه وبي مواصلة عالجه كما هو الحال بالنسبة لمتعاط المواد‬
‫الكحولية ومدمن المخدرات ‪ ،‬أو دراسته أو عمله أو تدريبه ‪ .‬وال ال ة ‪ ،‬أنها تنهض على‬
‫مبدأ التراض فال يجو فرضها على الخاض لها أو إل ا السلطة القضاةية بها (‪.)2‬‬
‫ويت تنفيذ المراقبة اإللكترونية م الناحية الفنية م خالل ال ة عناصر ‪ :‬أولها ‪،‬‬
‫جها إرسال يت وضعه ف يد الخاض للرقابة أو أسفل قدمه ‪ .‬و انيها ‪ ،‬جها استقبال‬
‫‪ .‬و ال ها ‪ ،‬جها كمبيوتر مرك ي‬ ‫مكا اإلقامة ويرتبط بخط تليفون‬ ‫موضوع ف‬
‫يسمح بتعقب المحكو عليه ع بعد ‪ .‬ويت حصر تحرك الخاض للمراقبة اإللكترونية‬
‫ف مساحة ال تتجاو خمسي مت ار بحيث إذا تجاو هذ المساحة ‪ ،‬أو حاول تعطيل‬
‫جها اإلرسال أو العبث به يت تلقاةيا إرسال إشار إل الكمبيوتر المرك ي وتتخذ بعد‬
‫ذلك اإلج ار ات القانونية المترتبة على مخالفة المحكو عليه اللت امات المراقبة اإللكترونية‬

‫(‪ )1‬أستاذنا الدكتور العميد ‪ /‬عمر سالم – المرجع الساب – ص ‪. 7‬‬


‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬أسامة حسني عبيد – المرجع الساب – ص ‪. 1 ، 9‬‬
‫‪72‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫(‪.)1‬‬
‫وتفترض المراقبة اإللكترونية صدور حك قضاة بعقوبة سالبة للحرية قصير‬
‫المد ال تتجاو – كقاعد عامة – سنة ‪ ،‬وبعد صدور هذا الحك تقو الجهة القاةمة‬
‫على التنفيذ ‪ ،‬أو قاض تنفيذ العقوبات بحسب األحوال بإخضاع المحكو عليه لهذ‬
‫الوسيلة إذا توافرت شراةطها القانونية ‪ ،‬فه ال تسري على كل محكو عليه بعقوبة‬
‫تتوافر لديه القابلية لإلصالح‬ ‫سالبة للحرية قصير المد ‪ ،‬وانما فقط على الذي‬
‫‪.‬‬ ‫والتأهيل واالندماج ف المجتم‬

‫الفَع الثاني‬
‫نشأُ المَاقبة اإللكتَونية‬
‫ذهب البعض إل أ فكر تحديد اإلقامة داخل المن ل م األفكار القديمة نسيبيا ‪،‬‬
‫ويقييو هييذا‬ ‫فقييد عرفييت اإلمبراطورييية الرومانييية القديميية نظامييا سييم باالعتقييال الحيير‬
‫األخييير علييى تحديييد إقاميية الجييان في من لييه تحييت ح ارسيية أمنييية ‪ ،‬مي تعيييي ضييام لييه‬
‫تكييو م ي ضييم مهامييه تم يلييه أمييا القضييا (‪ .)2‬ويمك ي القييول أ الش يريعة اإلسييالمية‬
‫الغ ي ار قييد عرفييت عقوبيية الحييبس ف ي البيييت ‪ ،‬حيييث كانييت عقوبيية جريميية ال نييا بالنسييبة‬
‫لغير المحص ف صدر اإلسيال ‪ ،‬هي الحيبس في البييوت واإلييذا بيالتعبير والتيوبيخ‬
‫اح تشي يةت ِمي ي فنِ تس يياةِ دك فتاستتشي ي ِه ددوا‬‫والض ييرب ‪ ،‬إعم يياال لقول ييه تع ييال ‪  :‬والالَّتِي ي ي ييأتِي الفت ِ‬
‫ت ت‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تعلتييي ِه َّ أترتب تعيةِّ ِفمي د‬
‫ت أتو تيج تعي تيل‬ ‫ياه َّ ت‬
‫المييو د‬ ‫البديييوت تحتَّييى تيتت توفَّي د‬
‫وه َّ في د‬ ‫ينك فتييإ تشي ِه ددوا فتأتمسي ديك د‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬عمر سالم – المرجع الساب – ص ‪. 61 ، 7‬‬


‫‪(2) C. Cardet : le placement sous surveillance electronique , L'Harmatt an‬‬
‫‪2003 P13.‬‬
‫‪71‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫اَّللد لتهدي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي َّ تسي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي يبِيالِّ ‪ ‬وقول ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييه تع ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ي ييال ‪:‬‬


‫َّ‬
‫اَّللت تكييا ت تتَّواب ياِّ‬ ‫ض يوا تعنهد تمييا إ َّ َّ‬ ‫وه تمييا فتييإ تت تابييا وأتص يلت تحا فتأتع ِر د‬ ‫ينك فتآ دذ د‬ ‫‪ ‬والَّل ي تذا ِ تيأتِتيانِهتييا ِمي د‬
‫َّرِحيمي ياِّ ‪ . ‬وي ييري جمه ييور الفقه ييا أ ه ييذي النص ييي نس ييخا بقول ييه تع ييال ‪  :‬ال َّانِتيي يةد‬
‫احي ُيد ِفمنهد تمييا ِم تاةيةت تجلي تيد ُ ‪ ،  ....‬ومي ي فييإ البكيير ال اني يعاقييب‬ ‫وال َّانِي فتاجلِييدوا دكي َّيل و ِ‬
‫د‬
‫بعقييوبتي ‪ :‬األول ي عقوبيية الجلييد ‪ ،‬وال انييية عقوبيية التغريييب ‪ ،‬وأسيياس ذلييك نييص اآلي ية‬
‫سالفة ‪ ،‬وحديث الرسيول صيل ع علييه وسيل " خيذوا عني فقيد جعيل ع لهي سيبيال ‪،‬‬
‫البكر بالبكر جلد ماةة وتغريب عا ‪ ،‬وال يب بال يب جلد ماةة ورج بالحجار (‪.)1‬‬
‫وف العصر الحديث ترج التجارب األول لتحديد مكا شخص ع بعد إل‬
‫سنة ‪ .0690‬وقد كا ذلك بفضل جهود األخوي شفيتسجيبل ‪ ،Schwitzgebel‬وه‬
‫م علما جامعة هارفارد األمريكية ‪ ،‬وقد أعدا نظاما لمراقبة السلكية ‪ ،‬وقاما بتجربته‬
‫والية بوسط األمريكية على ‪ 09‬شابا م المحكو عليه اللذي استفادوا م‬ ‫ف‬
‫آنذاك ‪ .‬ويتم ل النظا المعد م علبتي بحج الكتاب يبلغ‬ ‫نظا اإلفراج الشرط‬
‫و نهما اإلجمال كيلو جراما ‪ ،‬تتضم األول بطاريات وتحوي ال انية جها إرسال ‪،‬‬
‫يت استقبال هذ اإلشارات ف‬ ‫م محكو عليه آلخر ‪،‬‬ ‫يبعث إشارات مشفر تختل‬
‫مرك استقبال على أ يت إعاد إرسالها مجددا إل محطة تحك قديمة ‪ ،‬أمك بعد‬
‫تعديلها وتجديدها استخدامها ف رصد مصدر تلك اإلشارات ف محيط ال ي يد على‬
‫‪ 011‬متر مرب ‪ .‬وقد تل هذ التجربة تجربة أخري شبيهة ف مدينة سانت لويس‬

‫(‪ )1‬راجييع ‪ :‬الييدكتور‪ /‬أحمييد فتحييي بهنسييي – السياسيية الئنايييية فييي الشييريعة اإلسييالمية – دار‬
‫الشروق الطبعة الثانية ‪ – 6711‬ص ‪ 29‬وما بعدها ؛ المستشار ‪ /‬محمد بهئيع عتيبية – محاضيرا‬
‫في الفق الئنايي اإلسالمي – طبعة ‪ – 6712‬ص ‪. 611 ، 627‬‬
‫‪79‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫األمريكية عا ‪.)1( 0610‬‬


‫ويرج الفضل ف نشأ المراقبة اإللكترونية ف صورتها النهاةية الت تبنتها بعد‬
‫ذلك العديد م التشريعات المقارنة للقاض األمريك ‪ jack Love‬عا ‪ 0611‬بوالية‬
‫نيومكسيكو ‪ ،‬الذي هوي كيفية تحديد أماك بعض الكاةنات الحية ع طريق الوساةل‬
‫اإللكترونية ‪ .‬وقد كا هذا القاض مبهو ار بحلقات المسلسل الكرتون الشهير آ ذاك "‬
‫الرجل العنكبوت ‪ " Spiderman‬والت استطاع فيها الشرير تحديد أماك تواجد بطل‬
‫‪ Love‬أمر هذا‬ ‫القصة الخارق بفضل جها ف معص اليد ‪ .‬وقد عرض القاض‬
‫الجها على ررساةه ‪ ،‬محاوال إقناعه بما يقدمه م ل هذا االختراع م فواةد جمة ف إدار‬
‫مرفق العدالة الجناةية ‪ .‬وم ناحية أخري نجح ف إقناع أحد مو ع البرمجيات لشركة‬
‫هان وول ‪ Honeywell‬األمريكية ف أ يترك عمله ليتفرغ بنفسه إلنتاج جه اإلرسال‬
‫الكتمال‬ ‫كما وردت ف المسلسل الكرتون الشهير ‪ ،‬فضال ع جها االستقبال الال‬
‫العناصر الفنية الت تستل مها المراقبة اإللكترونية ‪ .‬وف سنة ‪ 0651‬قا القاض ‪Love‬‬
‫بتجربة اإلسور اإللكترونية الت ت إنجا ها لمد ال ة أسابي ‪ ،‬قبل أ يصدر ق ار ار بإيداع‬
‫والية‬ ‫تحت المراقبة اإللكترونية ‪ ،‬وقد أدي نجاح التجربة ف‬ ‫المتهمي‬ ‫خمسة م‬
‫نيومكسيكو انتقالها إل واليات أمريكية أخري عديد م ل واشنط ‪ ،‬وفيرجينيا ‪ ،‬وفلوريدا ‪،‬‬
‫وميتشيج ‪ ،‬وكاليفورنيا ‪ ،‬وأالباما ‪ ،‬حت وصل عدد البرامج الحكومية الت تتبن نظا‬
‫المراقبة سنة ‪ 0659‬إل ‪ 08‬برنامج ف ‪ 09‬والية أمريكية ‪ ،‬وبعد ذلك انتقل النظا‬
‫الجديد إل العديد م التشريعات األوربية (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬أسامة حسني عبيد – المقال الساب – ص ‪. 7 ، 1‬‬


‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬أسامة حسني عبيد – المقال الساب – ص ‪. 61 ،7‬‬
‫‪71‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫أو‬ ‫كندا كبديل ع الحبس االحتياط‬ ‫فقد أخذ بنظا المراقبة اإللكترونية ف‬
‫كبديل ع إج ار الحرية المشروطة أو المراقبة ‪ .‬كما أخذت به إنجلت ار عا ‪، 0656‬‬
‫وطبقته هولندا عا‬ ‫عا ‪ 0600‬كبديل للحبس قصير المد‬ ‫كما تبنته السويد ف‬
‫‪ 0668‬كبديل ع العقوبة السالبة الحرية قصير المد أو كبديل ع اإلفراج الشرط‬
‫‪ .‬وقد أخذت بنظا المراقبة اإللكترونية كل م بلجيكا واستراليا عا ‪.0661‬‬
‫الجهود‬ ‫إدخال نظا المراقبة اإللكترونية إل‬ ‫وفي فرنسا ‪ ،‬يرج الفضل ف‬
‫الفقهية الت نادت بتطوير النظا العقاب ف فرنسا ‪ ،‬ويمك أ نمي ف هذا الصدد‬
‫بي موقفي رةيسي ‪ :‬أولهما هو تقرير بونيم و ‪ :‬فف عا ‪ 0661‬ت تشكيل لجنة‬
‫آنذاك السيد‬ ‫فرنسا برةاسة و ير العدل الفرنس‬ ‫لدراسة تطوير الخدمات العقابية ف‬
‫‪ ، Bonnemaison‬الت أعدت تقري ار ف هذا الشأ أطلقت عليه اس رةيسها ‪ ،‬وقد‬
‫تضم هذا التقرير اقتراحا يتعلق بضرور األخذ بنظا المراقبة اإللكترونية بحسبانها‬
‫المرسسات العقابية‬ ‫تعالج مشكلة السجنا ف‬ ‫أ‬ ‫يمك‬ ‫الوساةل الت‬ ‫وسيلة م‬
‫الفرنسية ‪ .‬بيد أ هذا االقتراح قد قوبل بالرفض‪.‬‬
‫تقرير السيناتور كابانيال‬ ‫أما بالنسبة للموقف الثاني ‪ :‬فيتم ل ف‬
‫‪ Guy Cabanel‬الذي أعاد مناقشة موضوع نظا المراقبة اإللكترونية انية م خالل‬
‫رةيس الو ار حول أفضل الوساةل للوقاية م العود‬ ‫اقتراحه عبر تقرير قدمه إل‬
‫حيث كانت المراقبة اإللكترونية حجر ال اوية ف عشري مقترحا مقدما لمكافحة العود‬
‫لإلج ار ‪ .‬وقد أكد هذا السيناتور رغبته أ نا مناقشة مشروع قانو حول الحبس‬
‫االحتياط أ يكو نظا المراقبة اإللكترونية بديال ع الحبس االحتياط ‪ ،‬بيد أ‬
‫الجمعية الوطنية رفضت هذا االقتراح ‪ .‬ولك السيناتور ل ييأس وعاود المحاولة مر‬
‫نظا المراقبة اإللكترونية‬ ‫جديد لتبن‬ ‫أخري عا ‪ ، 0669‬وخاض المعركة م‬

‫‪77‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫كأسلوب لتنفيذ العقوبة السالبة للحرية إل أ قبل البرلما الفرنس صيغة مستوحا‬
‫م األسلوب السويدي وكرسها م خالل قانو ‪ 06‬ديسمبر ‪ ، 0661‬الذي ت تعديله‬
‫بموجب القانو الصادر ف ‪ 08‬يونيو ‪ ، 0111‬وأخذ مكانه ف المواد ( ‪– 001‬‬
‫‪ 01‬إل ‪ ) 01 – 101‬م قانو اإلج ار ات الجناةية الفرنس ‪ .‬وقد أجري على هذا‬
‫النظا عد تعديالت ‪ ،‬م بينها القانو رق ‪ 0118 – 0806‬الخاص بمكافحة‬
‫تطبيق صور المراقبة‬ ‫‪ 0118/00/00‬والذي تبن‬ ‫العود للجريمة الصادر ف‬
‫اإللكترونية المتحركة ‪ ،‬والذي عدل بعد ذلك بالقانو رق ‪ 0115 – 0011‬الصادر‬
‫بالقانو رق ‪ 0101 – 000‬الصادر ف ‪.)1( 0101/1/01‬‬ ‫ف ‪،0115/00/0‬‬
‫بيد أ اآل ار السلبية الناجمة ع الحبس االحتياط ال تقل خطور ع الحبس‬
‫يت استخدا المراقبة اإللكترونية أيضا‬ ‫أ‬ ‫المنطق‬ ‫م‬ ‫قصير المد (‪ .)2‬لذا كا‬
‫كبديل للحبس االحتياط ‪ .‬وقد اتجهت إنجلت ار سنة ‪ 0660‬على سبيل التجربة إل‬
‫اعتماد المراقبة اإللكترونية كبديل للحبس االحتياط ‪ ،‬ولك هذا التوجه ل يلق قبوال‬
‫حت م المتهمي أنفسه ‪ ،‬ومرد ذلك هو عد خصك مد المراقبة اإللكترونية م‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬رامي متولي القاضي – المقال الساب – ص ‪. 696 ، 696‬‬
‫(‪ )2‬لمزيد م التفصيال حول هلا الموضوح راجع ‪ :‬الدكتور‪ /‬حس صادق المرصفاوي – الحبس‬
‫االحتياطي وضمان حرية الفرد فيي التشيريع المصيري – رسيالة دكتيوراب – كليية الحقيوق – جامعية‬
‫القيياهرة – ‪ 6726‬؛ الييدكتور‪ /‬سييري صيييام – الحييبس االحتييياطي فييي التشييريع المصييري فييي ييال‬
‫الضمانا المستحدةة بالقانون رام ‪ 662‬لسنة ‪ 6111‬؛ الدكتور‪ /‬أمي مصطفي محمد مشكال الحيبس‬
‫االحتييييييييييييييييييييييييييييييياطي بييييييييييييييييييييييييييييييي ايييييييييييييييييييييييييييييييودب والتعييييييييييييييييييييييييييييييوي عنيييييييييييييييييييييييييييييي =‬
‫= دار المطبوعا الئامعية ‪ -‬طبعة ‪ 6166‬؛ الدكتور‪ /‬إبراهيم حامد طنطاوي – الحبس االحتياطي‬
‫– دراسة مقارنة – دار النهضة العربية ‪ 6777‬؛الدكتور‪ /‬إبراهيم حاميد طنطياوي ‪ ،‬اليدكتور‪ /‬محميد‬
‫الشهاوي – ريرح تعيديال ايانون اإلجيرا ا الئناييية الخاصية بيالحبس االحتيياطي – دار النهضية‬
‫العربية – الطبعة األولي ‪ 6111‬؛ الدكتور‪ /‬عيادل يحيي – الضيواب المسيتحدةة للحيبس االحتيياطي‬
‫في ضو القانون رايم ‪ 662‬لسينة ‪ 6111‬المعيدل ليبع أحكيام ايانون اإلجيرا ا الئناييية الصيادر‬
‫بالقانون رام ‪ 621‬لسنة ‪ – 6721‬دار النهضة العربية – الطبعة األولي ‪. 6119‬‬
‫‪611‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫مد العقوبة المحكو بها ‪ ،‬وهو ما أدي إل أ تهجر إنجلت ار هذا النظا ‪.‬‬
‫فرنسا فقد قوبلت فكر اعتماد المراقبة اإللكترونية كبديل للحبس‬ ‫أما ف‬
‫الذي نتج عنه‬ ‫بالرفض ‪ ،‬حيث كا مشروع قانو الحبس االحتياط‬ ‫االحتياط‬
‫‪ 11‬ديسمبر ‪ ، 0669‬ينص على المراقبة‬ ‫القانو رق ‪ 0018 – 69‬الصادر ف‬
‫‪ ،‬إال أنه إ ا اعتراضات نقابة المحامي‬ ‫اإللكترونية كبديل ع الحبس االحتياط‬
‫وجمهور القضا وجانب م الفقه الفرنس ‪ ،‬ألغ هذا النظا ‪ .‬بيد أنه وتحت ضغط‬
‫االتجا المريد الستخدا نظا المراقبة اإللكترونية كبديل للحبس االحتياط ‪ ،‬ت إقرار‬
‫بموجب قانو ها وشهير هو القانو رق ‪ 809 – 0111‬الصادر ف‬ ‫هذا النظا‬
‫وحقوق المجن عليه (‪ ،)1‬غير أ‬ ‫‪ 08‬يونيو ‪ 0111‬بشأ تدعي حماية قرينة الب ار‬
‫‪6‬‬ ‫صدر قانو توجيه وتنظي العدالة ف‬ ‫النص المتضم لذلك ظل معطال حت‬
‫‪ ،‬وأعاد‬ ‫المراقبة اإللكترونية باعتبار بديل للحبس االحتياط‬ ‫سبتمبر ‪ 0110‬وألغ‬
‫النص عليها باعتبارها أحد التدابير الت يمك تطبيقها تحت لوا المراقبة القضاةية(‪.)2‬‬

‫وفيما يتعلق بموقف الدول العَبية من نظام المَاقبة اإللكتَونية‬


‫على الرغ م انتشار األخذ بنظا المراقبة اإللكترونية ف التشريعات األجنبية‬
‫كأحد مظاهر االستفاد م معطيات التكنولوجيا الحدي ة ‪ ،‬فإ الدول العربية ل تنص‬
‫على تطبيق هذا النظا ‪ ،‬باست نا المملكة العربية السعودية الت عرفت تطبيق نظا‬

‫(‪ )1‬انظيير ‪ :‬أسييتاذنا الييدكتور‪ /‬محمييود كبييي – تأكيييد الحريييا والحقييوق الفردييية فييي اإلجييرا ا‬
‫الئنايييييييييية – دراسيييييييية للتعييييييييديال الحديثيييييييية فييييييييي القييييييييانون الفرنسييييييييي – دار النهضيييييييية =‬
‫= العربييية – طبعيية ‪ 6116‬؛ الييدكتور‪ /‬مييدحع رمضييان – تييدعيم ارينيية البييرا ة فييي مرحليية جمييع‬
‫االستدالال في ضو تعديال اانون اإلجرا ا الئنايية الفرنسي – دار النهضة العربية ‪. 6116‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬عمر سالم – المرجع الساب – ص ‪ 22‬وما بعدها ؛ الدكتور‪ /‬حسني عبيد –‬
‫المقال الساب – ص ‪. 62 ، 66‬‬
‫‪616‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫المراقبة اإللكترونية لعقوبة الحبس قصير المد ‪ ،‬حيث باشرت و ار الداخلية السعودية‬
‫تجربة تطبيق هذا النظا خارج المرسسات العقابية على بعض المحكو عليه غير‬
‫الخطري ‪ ،‬وتحديدا ف الحاالت اإلنسانية الت تستدع مغادر المحكو عليه السج‬
‫لمد معينة كأ يتلق الع ا ف رحيل ذويه المقربو أو ل يار مريض بمرض عضال‬
‫يحتمل أ يردي إل وفاته ‪ .‬ويطبق نظا المراقبة اإللكترونية هناك م خالل وض‬
‫الشخص لسوار إلكترون ي بت على كاحله لبقاةه ف محيط من له ف حالة اإلقامة‬
‫(‪.)1‬‬ ‫الجبرية أو ح سكن معي بدال م السج‬
‫المراقبة‬ ‫لنظا‬ ‫التطبيق التجريب‬ ‫و ار الداخلية السعودية م‬ ‫وتستهد‬
‫اإللكترونية تعمي التجربة بعد إقرار العمل بنظا العقوبات البديلة ‪ ،‬ويعتمد السوار‬
‫اإللكترون على أحدث التقنيات العالمية الخاصة بمراقبة السجنا ‪ ،‬ويرتبط آليا بغرفة‬
‫التحك ‪ ،‬ويحدد بدقة المحيط الذي يتحرك فيه الشخص المفرج عنه إل جانب رصد‬
‫تحركاته بتقنية الترددات الالسلكية أو نظا األقمار الصناعية لتحديد المواق (‬
‫‪.)Gps‬‬
‫والواق م أ األمر أ نظا المراقبة اإللكترونية ف المملكة العربية السعودية‬
‫قطاعات‬ ‫مجال مرفق العدالة الجناةية فحسب ‪ ،‬بل امتد إل‬ ‫ل يقتصر تطبيقه ف‬
‫أخري منها قطاع الصحة حيث استخدمت المملكة السوار اإللكترون كوسيلة لحماية‬
‫أو التبديل ‪.‬‬ ‫المواليد الجدد م االختطا‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬رامي متولي القاضي – المقال الساب – ص ‪ 691‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪616‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫الفَع الثالث‬
‫الطبيعية القانونية للمَاقبة اإللكتَونية‬
‫ف الفقه حول الطبيعة القانونية لنظا المراقبة اإللكترونية ‪ ،‬فهل‬ ‫ار الخال‬
‫تعد عقوبة تصيب الجان باألل ج ار ما اقترفه م جر ف حق المجتم والمجن‬
‫عليه ‪ ،‬أ تعتبر تدبير احت ار ي ليست له صفة الج ا ‪ ،‬وانما هو مجرد أسلوب للدفاع‬
‫عنه الجريمة لدي مرتكبها م خطور‬ ‫القصد منه مواجهة ما قد تكش‬ ‫االجتماع‬
‫إجرامية تنذر باحتمال عودته إل ارتكاب جريمة أخري ف المستقبل (‪.)1‬‬
‫ويمك أ نمي ف هذا الصدد بي اتجاهات أرب على النحو التال ‪:‬‬

‫االتجاه األول ‪ :‬المَاقبة اإللكتَونية تدبيَا احتَازيا‬


‫ذهب جانب م الفقه إل اعتبار المراقبة اإللكترونية تدبي ار احت ار يا ‪ ،‬ذلك أل‬
‫فضال ع تحييد الخطور اإلجرامية لدي‬ ‫الغرض منها هو من العود إل الجريمة‬
‫ذلك بوضوح م خالل االلت امات الت‬ ‫‪ ،‬واعاد دمجه اجتماعيا ‪ ،‬ويتجل‬ ‫الجان‬
‫تترتب على الخضوع لنظا المراقبة االلكترونية ‪ ،‬م ال ذلك الت ا الخاض للمراقبة‬
‫بعد مبارحة محل إقامته إال ف الحاالت الت يحددها قرار القاض ‪ ،‬إذ يقصد م‬

‫(‪ )1‬انظر أكثر تفصييال للوايوف عليى الفيرق بيي العقوبية والتيدبير االحتيرازي ‪ :‬اليدكتور‪ /‬عمير‬
‫السعيد رمضان – ررح اانون العقوبيا – القسيم العيام – دار النهضية العربيية – = = بيدون تياريخ‬
‫نشر – ‪ 261 ، 262‬؛ أسيتاذنا اليدكتور‪ /‬محميد أبيو العيال عقييدة – النظريية العامية للعقوبية والتيدابير‬
‫واالحترازية – دار النهضية العربيية – الطبعية الثانيية ‪ – 6116‬ص ‪ 6‬وميا بعيدها ؛ اليدكتور‪ /‬محميد‬
‫مصباح القاضي التدابير االحترازية في السياسة الئنايية الوضعية والشرعية – دار النهضة العربية‬
‫– بدون تاريخ طبع – ص ‪ 1‬وما بعدها ؛ حميدي رجيح عطيية – أصيول عليم العقيا وتطبيقاتي فيي‬
‫التشريعي المصري والليبي – دار النهضة العربية ‪ -‬بدون تاريخ نشر – ص ‪ 62‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪616‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫ذلك إعاد اندماج الخاض للمراقبة ف المحيط األسري (‪.)1‬‬


‫ويدع هذ الطبيعة للمراقبة اإللكترونية أيضا ما نص عليه المشرع الفرنس‬
‫‪ 00‬ديسمبر ‪ 0118‬بشأ‬ ‫بموجب القانو رق ‪ 0806 – 0118‬الصادر ف‬
‫اعتبار المراقبة اإللكترونية أحد وساةل المتابعة‬ ‫الجريمة م‬ ‫مكافحة العود إل‬
‫القضاةية االجتماعية ‪ .‬فنص ف الماد ‪ 6/19/010‬م قانو اإلج ار ات الجناةية‬
‫مواجهة األشخاص‬ ‫يأمر بالمراقبة اإللكترونية ف‬ ‫الموضوع بأ‬ ‫على حق قاض‬
‫البالغي المحكو عليه بعقوبة الحبس لمد ال تقل ع سب سنوات بشرط أ تكو‬
‫هناك خبر طبية أ بتت خطورته اإلجرامية وأ يكو اإلج ار المذكور ال ما لمن‬
‫الحد م‬ ‫ف‬ ‫المراقبة اإللكترونية توظ‬ ‫ذلك أ‬ ‫الجريمة(‪ .)2‬ومعن‬ ‫العود م‬
‫الجريمة ومكافحة الخطور اإلجرامية المحتملة للجنا والوقاية م العود للجريمة م‬
‫خالل السماح بمراقبة بعض المحكو عليه بعقوبات سالبة للحرية طويلة المد ف‬
‫بعض الجراة الجسيمة‪.‬‬

‫االتجاه الثاني ‪ :‬المَاقبة اإللكتَونية عقوبة جنائية‬


‫قبيل العقوبات‬ ‫المراقبة اإللكترونية تعد م‬ ‫أ‬ ‫الفقه إل‬ ‫ذهب جانب م‬
‫الجناةية ‪ ،‬فه تنطوي ف طياتها على معن العقوبة م خالل ما تحمله االلت امات‬
‫اإلك ار والقسر ‪ ،‬وذلك هو جوهر العقوبة ‪ .‬م ال‬ ‫المختلفة المترتبة عليها م معن‬
‫ذلك االلت ا بضرور االستجابة لطلبات ندا االستدعا وااللت ا بحظر ارتياد غير‬

‫‪(1) H C. Cardet : le controlejudiciare socio educated subsitut a‬‬


‫‪ladetentionpravisoire entre surveillance et reinsertion , L'Hamattan 2000‬‬
‫‪P29.‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬غنام محمد غنام – المرجع الساب – ص ‪. 676 ، 671‬‬
‫‪616‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫األماك الت حددها قرار القاض ‪ .‬فالمراقبة اإللكترونية – إذ – ليست ف جوهرها‬


‫سوي عقوبة ينفذها المحكو عليه بي أقرانه ف المجتم األحرار(‪.)1‬‬
‫المراقبة‬ ‫الذي رأي ف‬ ‫اتجا مجلس الشيوخ الفرنس‬ ‫ويتفق هذا الرأي م‬
‫اإللكترونية إج ار م اإلج ار ات الت تقيد حرية اإلنسا ‪ ،‬فضال عما قد يسببه م‬
‫الذي‬ ‫النحو‬ ‫على‬ ‫‪،‬‬ ‫اليومية‬ ‫األسرية‬ ‫الحيا‬ ‫ف‬ ‫اضطراب‬
‫ال يمك معه إال القول بأ المراقبة اإللكترونية م طبيعة عقابية ‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬رامي متولي القاضي – المقال الساب – ص ‪. 676‬‬


‫‪612‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫االتجاه الثالث ‪ :‬المَاقبة اإللكتَونية تتغيَ وفقا للمَحلة التي تطبق فيها‬
‫ضو معيار‬ ‫تحديد طبيعة المراقبة اإللكترونية ف‬ ‫اتجه جانب م الفقه إل‬
‫شكل يستند إل المرحلة اإلجراةية الت تطبق فيها المراقبة اإللكترونية ‪ .‬فإ ت تطبيقها‬
‫ف المرحلة السابقة على صدور حك ف الدعوي الجناةية ‪ ،‬اكتسبت المراقبة حينةذ‬
‫صفة التدبير االحت ار ي ‪ ،‬إذ الفرض هنا أنها تحل محل الحبس االحتياط ف تحقيق‬
‫م بينها الحيلولة دو ارتكاب المته لجراة جديد نظ ار لخطورته‬ ‫غاياته(‪ ،)1‬الت‬
‫أي بعد صدور الحك‬ ‫مرحلة التنفيذ العقاب‬ ‫اإلجرامية ‪ .‬أما إذا طبقت المراقبة ف‬
‫بإدانة الجان ‪ ،‬فإنها تكو ذات طبيعية عقابية ألنها تنطوي على تقييد للحرية ‪ ،‬وم‬
‫تحمل طاب‬ ‫ليست عقوبة بالمفهو التقليدي ‪ ،‬ولكنها عقوبة تهذيبية بنا‬ ‫ذلك فه‬
‫المكافأ ع حس سلوك المحكو عليه ف أوقات سلب الحرية ‪ ،‬وهو ما انته إليه‬
‫الفكر العقاب الحديث ف تدرج نظ المرسسات العقابية (‪.)2‬‬
‫ومعن ذلك أ المراقبة اإللكترونية ذات تجم بي طبيعتا ‪ :‬العقوبة والتدبير‬
‫‪ ،‬وفقا للمرحلة الت تطبق فيها ‪.‬‬
‫االتجاه الَابع ‪ :‬المَاقبة اإللكتَونية وسيلة حديثة للمعاملة العقابية‬
‫يرفض هذا الرأي اعتبار المراقبة اإللكترونية عقوبة جناةية وذلك لسببي ‪ :‬األول ‪،‬‬

‫(‪ )1‬انظيير هييلب الغاييية لييدي ‪ :‬الييدكتور‪ /‬محمييود نئيييح حسييني – رييرح اييانون اإلجييرا ا الئنايييية وفقييا‬
‫ألحدث التعديال التشريعية ‪ -‬تنقيح الدكتورة ‪ :‬فوزية عبد الستار – دار النهضية العربيية – طبعية ‪6166‬‬
‫– الئييز األول – ص ‪ 122‬ومييا بعييدها ؛ الييدكتور‪ /‬حسيي صييادق المرصييفاوي – أصييول اإلجييرا ا‬
‫الئنايييية – منشييأة المعييارف باإلسييكندرية – طبعيية ‪ – 6119‬ص ‪ 661‬ومييا بعييدها ؛ الييدكتور‪ /‬أحمييد فتحييي‬
‫سرور – الوسي في اانون اإلجرا ا الئنايية – دار النهضة العربيية – طبعية ‪ – 6166‬المئليد األول –‬
‫ص ‪ 777‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر هلا الرأي لدي ‪ :‬الدكتور‪ /‬أسامة حسني عبيد – المقال الساب – ص ‪. 66‬‬
‫‪611‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫أ العقوبة ال تنفذ إال ف األمكنة المخصصة لذلك والمنصوص عليها ف القانو وم‬
‫بينها السجو وأماك االحتجا ‪ .‬والثاني ‪ ،‬أ سلب الحرية يفترض استمرار ف من‬
‫المراقبة‬ ‫المحكو عليه م حرية التنقل والحركة ‪ .‬وهذا األمر أو ذاك على خال‬
‫اإللكترونية الت تنفذ ف من ل الخاض لها أو محل إقامته ‪ ،‬كما أ سلب الحرية فيها ال‬
‫يكو ف غير أوقات العمل أو الدراسة أو العالج ‪ ،‬فاالستمرار ف التنفيذ ليس م سمات‬
‫المراقبة اإللكترونية ‪.‬‬
‫ويري أ المراقبة الجناةية ما ه إال وسيلة أو أسلوب حديث لتنفيذ العقوبات‬
‫اآل ار السلبية‬ ‫خاللها تالف‬ ‫م‬ ‫السالبة للحرية خارج المرسسات العقابية ‪ ،‬يمك‬
‫الناجمة ع تنفيذ العقوبة داخل هذ المرسسات ‪ .‬وتطبق هذ الوسيلة على فةة م‬
‫المحكو عليه ت بت ظروفه أنه أهل لهذ األسلوب م المعاملة العقابية الحدي ة‬
‫(‪.)1‬‬

‫رأينا في الموضوع‬
‫م تقديرنا الكامل لآل ار السابق عرضها ‪ ،‬فإننا نري أ المراقبة اإللكترونية ه‬
‫عقوبة مقيد للحرية ‪ ،‬ت استبدالها بعقوبة سالبة للحرية العتبارات معينة ‪ .‬ويصدق‬
‫– عندنا – على المراقبة اإللكترونية ف كافة مراحل الدعوي الجناةية أي‬ ‫هذا الوص‬
‫مرحلة التنفيذ‬ ‫مرحلة التحقيق والمحاكمة أو ف‬ ‫سوا كانت المراقبة اإللكترونية ف‬
‫العقاب ‪.‬‬
‫خالل‬ ‫فالمراقبة تنطوي على تقييد لحرية الشخص الخاض لها ‪ ،‬وذلك م‬

‫(‪ )1‬انظيير هييلا الييرأي ‪ :‬لييدي ‪ :‬الييدكتور‪ /‬عميير سييالم – المرجييع السيياب – ص ‪ 66 ، 66‬؛ وانظيير‬
‫تأييدا ل لدي ‪ :‬الدكتور‪ /‬رامي متولي القاضي – المقال الساب – ص ‪. 676‬‬
‫‪619‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫االلت امات الت تفرض عليه نتيجة لها ‪ ،‬والت تم ل – بغير شك – تقييد غير هي‬
‫كونها تنفذ ف مكا‬ ‫بحرية الشخص ف الحركة والتنقل ‪ .‬وال ينال م هذا الوص‬
‫غير المخصصة للحبس ( المرسسة العقابية ) أو كونها ال تتس‬ ‫األماك‬ ‫م‬
‫باالستمرار ف تنفيذها ‪.‬‬
‫وبنا عليه تأخذ المراقبة اإللكترونية – ف أعتقادنا ‪ -‬حك الحبس ‪ ،‬فيما يتعلق‬
‫بتطبيق أحكا قانو العقوبات وقانو اإلج ار ات الجناةية أو أي قانو آخر ‪ ،‬وينبن‬
‫على ذلك أ مد المراقبة تخص م مد العقوبة المحكو بها إذا كانت قبل صدور‬
‫العود ‪ ،‬كما تخص أيضا م مد‬ ‫الحك باإلدانة ‪ ،‬كما يعتد بالمراقبة كسابقة ف‬
‫العقوبة السالبة للحرية المحكو بها على الشخص ف حالة ما إذا فرضت ف مرحلة‬
‫ما قبل صدور حك اإلدانة‪.‬‬

‫‪611‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫المطلب الثاني‬
‫النظام القانوني للمَاقبة اإللكتَونية‬
‫في فَنسا‬
‫نعالج النظا القانون للمراقبة اإللكترونية ف فرنسا م خالل تناول عد‬ ‫سو‬
‫موضوعات جوهرية ‪ :‬نطاق تطبيقها ( الفرع األول ) ‪ ،‬الجهة المختصة بإصدار قرار‬
‫مخالفة قواعد المراقبة‬ ‫اإليداع تحت المراقبة اإللكترونية ( الفرع الثاني ) ‪،‬‬
‫اإللكترونية ( الفرع الثالث ) ‪.‬‬

‫الفَع األول‬
‫نطاق تطبيق المَاقبة اإللكتَونية‬
‫أوال ‪ :‬من حيث األشخاص والعقوبة‬
‫يطبق نظا المراقبة اإللكترونية ف فرنسا بغض النظر ع س الخاض لها إذ‬
‫يطبق هذا النظا على البالغي واألحداث الذي ال تقل سنه ع ال ال ة عشر م‬
‫مانية عشر عاما ‪.‬‬ ‫العمر وال ت يد ع‬
‫وقد اقتصر نطاق قرار اإليداع تحت المراقبة اإللكترونية ف بداية األمر على‬
‫لبث أ امتد بعد ذلك إل المحبوسي احتياطيا‪:‬‬ ‫المحكو عليه ‪،‬‬
‫‪ – 1‬المحكوم عليهم‬
‫‪ 06‬ديسمبر ‪ 0661‬بشأ‬ ‫إعماال للقانو رق ‪ 0086 – 61‬الصادر ف‬
‫م المحكو عليه ه‬ ‫المراقبة اإللكترونية يجو تطبيق هذا النظا على الث طواة‬

‫‪617‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫(‪:)1‬‬
‫( أ ) المحكو عليه بعقوبة سالبة قصير المد ال ت يد ع سنة‬
‫الشخص محكوما عليه‬ ‫يكو‬ ‫يشترط لتطبيق نظا المراقبة اإللكترونية أ‬
‫بعقوبة سالبة للحرية لمد ال ت يد ع سنة‪.‬‬
‫فيشترط أ تكو العقوبة المحكو بها على الشخص عقوبة سالبة للحرية ‪ ،‬ذلك‬
‫أ المشرع الفرنس تناول المراقبة اإللكترونية باعتبارها وسيلة مستحد ة لتنفيذ العقوبة‬
‫ال يطبق نظا المراقبة‬ ‫السالبة للحرية ال بوصفها عقوبة أصلية بالمعن الدقيق ‪ ،‬وم‬
‫اإللكترونية إال إذا كانت العقوبة األصلية الت حك بها القاض سالبة للحرية ‪ ،‬فال‬
‫يتصور تطبيق هذا النظا بدال م تطبيق عقوبة مالية كالغرامة أو المصادر أو الغلق‬
‫‪ .‬كما ال يصح النطق بها كبديل ع بداةل التدابير أو العقوبات األخري ‪ ،‬كالعمل‬
‫التنفيذ أو االختبار القضاة ‪ .‬كما يشترط أ ال ت يد العقوبة‬ ‫للمنفعة العامة أ و ق‬
‫السالبة للحرية المحكو بها ع سنة ‪.‬‬
‫( ب ) المحكو عليه بعقوبات سالبة للحرية لمد طويلة ‪ ،‬قد تصل إل‬
‫خمس أو عشر سنوات ‪ ،‬إذا كانت المد المتبقية م تنفيذها ال ت يد على سنة ‪.‬‬
‫‪،‬‬ ‫(ج ) المحكو عليه الذي يجو له االستفاد م نظا اإلفراج الشرط‬
‫وف هذ الحالة تطبق المراقبة اإللكترونية بحسبانها إج ار تمهيديا يسبق هذا األخير ‪.‬‬
‫جمي األحوال ال يجو أ ت يد مد المراقبة اإللكترونية ‪ ،‬بالنسبة ألية‬ ‫وف‬
‫ال ال ة المذكور ‪ ،‬ع سنة كاملة ‪.‬‬ ‫طاةفة م الطواة‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬أسامة حسني عبيد – المقال الساب – ص ‪. 16 ، 16‬‬


‫‪661‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫‪ – 2‬المحبوسون احتياطيا‬
‫أصدر المشرع الفرنس قانو تدعي حماية قرينة الب ار وحقوق المجن عليه رق‬
‫بمقتضا الماد‬ ‫‪ 08‬يونيو عا ‪ ، 0111‬وقد أضي‬ ‫‪ 809 – 0111‬الصادر ف‬
‫‪ 0/000‬إل قانو اإلج ار ات الجناةية ‪ ،‬الت نصت على إمكانية حبس المته احتياطيا‬
‫بواسطة آلية المراقبة اإللكترونية ‪ ،‬وقد كرس هذا النص نظا المراقبة اإللكترونية كبديل‬
‫للحبس االحتياط ‪ .‬وظل الحال كذلك إل أ صدر قانو توجيه وتنظي العدالة ف ‪6‬‬
‫سبتمبر ‪ ، 0110‬متضمنا النص على نظا المراقبة اإللكترونية باعتبار أحد تدابير‬
‫المراقبة القضاةية ‪ ،‬والغا النص عليها باعتبارها بديال مباش ار ع الحبس االحتياط (‪.)1‬‬
‫والمراقبة القضاةية ه نوع م الحرية المراقبة أو المقيد تتم ل ف فرض الت ا‬
‫قانو‬ ‫الماد ‪ 0/015‬م‬ ‫االلت امات المنصوص عليها ف‬ ‫بي‬ ‫أو أك ر ‪ -‬م‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ -‬على المته دو أ يصل األمر إل سلب الحرية بإيداعه‬ ‫اإلج ار ات الفرنس‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬أسامة حسني عبيد – المقال الساب – ص ‪. 19 ، 11‬‬


‫(‪ )2‬وهلب االلتزاما تتمثال في ‪:‬‬
‫‪ - 6‬عدم يروج المتهم ع النطاق المكياني المحيدد بواسيطة ااضيي التحقيي أو ااضيي الحرييا‬
‫والحبس ‪ – 6 .‬عدم مغادرة الميتهم منزلي أو مكيان إاامتي ‪ – 6 .‬عيدم ارتيياد الميتهم أمياك معينية أو‬
‫عيييييييييييدم ارتييييييييييييادب سيييييييييييوي األمييييييييييياك المحيييييييييييددة بواسيييييييييييطة القاضيييييييييييي المخيييييييييييت ‪.‬‬
‫‪ – 6‬إيطييييار المييييتهم للقاضييييي المخييييت بكييييال التيييينقال التييييي تييييتم يييييارج النطيييياق المحييييدد ‪.‬‬
‫‪ – 2‬تقييييدم المييييتهم بصييييفة دورييييية إلييييي الئهييييا أو السييييلطا التييييي يحييييددها القاضييييي المخييييت ‪.‬‬
‫‪ – 1‬استئابة المتهم لإليطارا الموجهة إلي مي ابيال السيلطا أو الئمعييا أو األفيراد الميؤهلي‬
‫والمحددي م ابال القاضي المخت ‪ – 9 .‬تسليم المتهم لئميع المستندا المثبتة لشخصيت وبصيفة‬
‫ياصة جواز سفرب إلي الم كتا المحكمة أو اسم الشرطة وذليك مقابيال الحصيول عليى ميا يمكني مي‬
‫إةبا رخصيت ‪ – 1 .‬امتناح المتهم ع اييادة = = كيال أنيواح المركبيا أو بعضيها ‪ .‬وإذا ليزم األمير‬
‫ايام بتسليم ريصة القيادة إلي الم الكتا مقابال إيصال يثب ذليك ‪ – 7 .‬امتنياح الميتهم عي اسيتقبال‬
‫أو مقابلة بع األرخاص المحيددي بمعرفية القاضيي المخيت ‪ ،‬وكيللك امتناعي عي اليديول فيي‬
‫عالاا م أي نوح معهم ‪ – 61 .‬يضوح المتهم لبع االيتبارا أو العالجيا أو العنايية وكيللك‬
‫الحئز دايال المستشفي ‪ ،‬وياصة إذا تعل األمر بعزل المتهم لعيدم نشير العيدوي ‪ - 66 .‬االلتيزام بيدفع‬
‫‪666‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫إحدي المرسسات العقابية ‪ ،‬ويتعي على المته احت ار االلت امات المفروضة عليه‬
‫وعد الخروج عليها إال بتصريح م القاض ‪ .‬وه إج ار يتخذ لضرور التحقيق أو‬
‫الحريات والحبس عندما تعرض‬ ‫التحقيق أو قاض‬ ‫‪ ،‬ويختص قاض‬ ‫كتدبير أم‬
‫عليه األوراق بوض المته تحت المراقبة القضاةية (‪.)1‬‬
‫المختص قبل أ يصدر أم ار بحبس المته‬ ‫على القاض‬ ‫وعلى ذلك يتعي‬
‫الت امات المراقبة‬ ‫مال مة النطق بواحد أو أك ر م‬ ‫يبحث أوال ف‬ ‫احتياطيا أ‬
‫القضاةية ‪ ،‬وم بينها المراقبة اإللكترونية ‪ .‬فإذا أرتأي أ هذ األخير غير كافية‬
‫‪ ،‬م ل مواجهة الخطور اإلجرامية للمته أو‬ ‫لتحقيق أغراض الحبس االحتياط‬
‫احتماالت هروبه ‪ ،‬أو تأ ير على سير التحقيقات ‪ ،‬أو العبث باألدلة ‪ ،‬لجأ إل تطبيق‬
‫الحبس االحتياط لتحقيق هذ األغراض ‪.‬‬
‫طبق عليه نظا المراقبة‬ ‫عدد األشخاص الذي‬ ‫أ‬ ‫وتجدر اإلشار إل‬
‫يونيو ‪ 0100‬بلغ ‪ 1908‬شخصا ‪ ،‬وتشير‬ ‫األول م‬ ‫فرنسا ف‬ ‫اإللكترونية ف‬
‫ياد عدد األشخاص الخاضعي لهذا النظا لتصبح‬ ‫أنه م المتوق‬ ‫التقديرات إل‬
‫‪ 01111‬شخص ف األول م يناير ‪.)2(0100‬‬

‫كفالة يحدد القاضي مبلغها وميعاد سددها سوا دفعية واحيدة أو عليى دفعيا ‪ - 66 .‬حظير ممارسية‬
‫المييتهم بعي األنشييطة ذا الطبيعيية المهنييية أو االجتماعييية ‪ – 66 .‬حظيير إصييدار ريييكا باسييتثنا‬
‫حاال معينة ‪ ،‬وإذا لزم األمر يتم تسليم نمياذج الشييكا المحظيور اسيتخدامها لقليم كتيا المحكمية ‪.‬‬
‫‪ – 66‬حظر حمال أو حيازة سالح ‪ ،‬وإذا لزم األمر تسليم السالح لقلم الكتا مقابال إيصال يفيد ذلك ‪.‬‬
‫‪ – 62‬تخصي ضمانا رخصية وعينية محددة بواسيطة القاضيي المخيت ‪ – 61 .‬إةبيا الميتهم‬
‫مساهمت في األعبا العايلية أو وفاي بانتظيام بالنفقيا المحكيوم بهيا عليي بموجيح ايرارا اضيايية‬
‫متعلقة بالتزام بدفع المخصصا واإلسهاما المالية في النفقا ‪.‬‬
‫(‪ )1‬الدكتور‪ /‬بشيير سيعد زغليول – الحيبس االحتيياطي – دراسية مقارنية فيي القيانوني المصيري‬
‫والفرنسي ‪ -‬المرجع الساب – ص ‪ 611‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬رامي متولي القاضي – المقال الساب – ص ‪. 612‬‬
‫‪666‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫ثانيا ‪ :‬من حيث الزمان المكان والزمان‬


‫تتب‬ ‫ال تعن‬ ‫م خصاةص المراقبة اإللكترونية عد استمرار تنفيذها ‪ ،‬فه‬
‫المحكو عليه ف كل لحظة ‪ ،‬وف كل مكا يوجد فيه ‪ .‬فه تفترض فقط عد غيابه‬
‫تنفيذ‬ ‫ع من له أو ع مكا العمل أو الدراسة خالل فترات منية يحددها قاض‬
‫المحيطة‬ ‫اعتبار كافة الظرو‬ ‫واضعا ف‬ ‫هذ األماك‬ ‫العقوبة ‪ .‬ويحدد القاض‬
‫بالمحكو عليه ‪ .‬وهو ما نصت عليه الماد ‪ 1 – 101‬م قانو اإلج ار ات الجناةية‬
‫بالنسبة للمحكو عليه التواجد ف‬ ‫الفرنس حي قررت أ المراقبة اإللكترونية تستل‬
‫من له أو أي أماك أخري يحددها قاض تنفيذ العقوبات خالل الفترات الت يحددها‬
‫اعتبار عند هذا التحديد ظرو‬ ‫يأخذ ف‬ ‫أ‬ ‫هذا األخير ‪ ،‬ويجب على القاض‬
‫المحكو عليه الخاصة بمتابعته للدراسة أو نشاط مهن أو تدريب ‪ ،‬أو ممارسة عمل‬
‫مرقت ‪ ،‬وكذلك مساهمته ف الحيا األسرية أو متابعته لعالج طب (‪.)1‬‬
‫تنفيذ العقوبات ال يجو له أ يحول بي المحكو‬ ‫وعلى ذلك ‪ ،‬فإ قاض‬
‫عليه وبي تكملة دراسته أو متابعته ألعماله ‪ .‬فالمراقبة اإللكترونية ال تفترض متابعة‬
‫الحرية للتغيب ع‬ ‫المحكو عليه كل الوقت ‪ .‬بل يترك للمحكو عليه قدر م‬
‫األماك المحدد للبحث ع عمل جديد أو للقيا بمشترياته‪.‬‬
‫وتفترض المراقبة أ يكو المحكو عليه له محل إقامة مستقر ‪ ،‬سوا أكا‬
‫سكنا خاصا به أو يغير ‪ ،‬وف هذ الحالة األخير يتعي على القاض اآلمر بالمراقبة‬
‫أ يستو ق م رضا الغير بافتتاح إج ار ات المراقبة اإللكترونية ‪ .‬واذا كا محل‬
‫اإلقامة م األماك العامة الت ال تخص شخصا بعينه ‪ ،‬فال يشترط الرضا ‪ .‬واذا‬

‫(‪ )1‬أستاذنا الدكتور العميد ‪ /‬عمر سالم – المرجع الساب – ص ‪. 661‬‬


‫‪666‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫كا محل اإلقامة مشتركا بي المته وغير ‪ ،‬تعي الحصول على رضا األخير ‪ ،‬كما‬
‫وجته أو أفراد أسرته أو أصدقاةه ‪.‬‬ ‫لو كا‬
‫ويجب أ يكو محل اإلقامة مهيأ ألدا الخدمة المناط أدارها ‪ ،‬وه بحسب‬
‫األصل استقبال وارسال االتصاالت الهاتفية المتعلقة بالمراقبة اإللكترونية ‪ ،‬وهو ما‬
‫ابت ‪.‬‬ ‫يقتض أ يكو محل اإلقامة م ودا بخط هاتف‬
‫وم جماع ما تقد ‪ ،‬يتضح أ نظا المراقبة اإللكترونية يقتصر تطبيقه على‬
‫األشخاص الطبيعيي دو األشخاص المعنوية كالجمعيات أو الهيةات أو الشركات ‪،‬‬
‫وغيرها م الكيانات الت تتمت بشخصية اعتبارية ‪.‬‬

‫‪666‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫الفَع الثاني‬
‫إجَاءات المَاقبة اإللكتَونية‬
‫أوال ‪ :‬الجهة المختصة بإصدار قَار اإليداع تحت المَاقبة اإللكتَونية‬
‫قاض‬ ‫‪،‬فإ‬ ‫قانو اإلج ار ات الجناةية الفرنس‬ ‫طبقا للماد ‪ 1 – 101‬م‬
‫تطبيق أو تنفيذ العقوبات يكو هو المنوط به إصدار قرار اإليداع تحت المراقبة‬
‫نظا المراقبة‬ ‫تطبيق العقوبات هو الذي يقرر اللجو إل‬ ‫اإللكترونية ‪ .‬فقاض‬
‫اإللكترونية ‪ ،‬وهو الذي يحدد األماك الت يتعي على المحكو عليه التواجد فيها ‪،‬‬
‫واألوقات المحدد لذلك ‪ ،‬وهو الذي يحدد األشخاص الذي يتولو مهمة متابعة المراقبة‬
‫‪ ،‬وهو الذي يتلق رضا المحكو عليه المراد خضوعه لهذا النظا ف حضور محاميه‬
‫‪ ،‬وهو الذي يستطي تعديل شروط وآلية تنفيذ المراقبة ‪ ،‬وهو المنوط به كذلك سحب‬
‫قرار اإليداع تحت المراقبة (‪.)1‬‬
‫تطبيق العقوبات إما م تلقا‬ ‫ويصدر قرار اإليداع تحت المراقبة م قاض‬
‫نفسه ‪ ،‬أو بنا على طلب الناةب العا أو المحكو عليه ‪.‬‬
‫جمي األحوال ال يجو تطبيق نظا المراقبة اإللكترونية إال بعد موافقة‬ ‫وف‬
‫المحكو عليه بحضور محاميه ‪ ،‬فنظا المراقبة اإللكترونية م األنظمة الرضاةية‬
‫الت تتطلب موافقة الشخص الخاض له ‪ ،‬إذ ال يمك أ يحقق هذا النظا األغراض‬
‫تنفيذ ‪ .‬فهذا‬ ‫المرجو منه ما ل يك الشخص الخاض له متقبال له ومتعاونا ف‬
‫فرنسا – على رضا الخاض له ‪ ،‬إذ ال يجو إصدار األمر‬ ‫النظا يرتك – ف‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬عمر سالم – المرجع الساب – ص ‪. 666‬‬


‫‪662‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫بالوض تحت المراقبة اإللكترونية دو موافقة م يراد إخضاعه للمراقبة ‪ .‬ويالحظ أنه‬
‫إذا كا رضا الخاض للمراقبة اإللكترونية ضروريا لبد تنفيذ أمر المراقبة ‪ ،‬إال أنه‬
‫ليس كذل ك إذا ت البد ف تنفيذ قرار المراقبة ‪ ،‬أو فيما يتعلق بتعديله أو إلغاةه ‪ .‬وقد‬
‫أحاط المشرع هذا الرضا بضمانة هامة وه وجوب أ يكو هذا الرضا بحضور‬
‫حالة عد وجود‬ ‫ف‬ ‫المحكو عليه ‪ ،‬بل أ المشرع يتطلب ندب محام‬ ‫محام‬
‫قد أصبح اختياريا ‪ ،‬بموجب‬ ‫حضور المحام‬ ‫للمحكو عليه (‪ .)1‬إال أ‬ ‫محام‬
‫‪ 6‬مارس ‪ .)2( 0110‬واذا كا الخاض‬ ‫القانو رق ‪ 010 – 0110‬الصادر ف‬
‫القانو الحصول على موافقة وليه أو المسةول‬ ‫للمراقبة اإللكترونية حدث ‪ ،‬فيستل‬
‫عنه ‪.‬‬
‫المشرع رضا النيابة العامة أو موافقتها‬ ‫وعلى النقيض م ذلك فال يستل‬
‫على قرار خضوع‬ ‫تطع‬ ‫على تطبيق نظا المراقبة اإللكترونية ؛وكل ما لها أ‬
‫المحكو عليه للمراقبة اإللكترونية عند صدور خالل أرب وعشري ساعة أما محكمة‬
‫الجنح منعقد ف غرفة المشور ‪.‬‬
‫تطبيق العقوبات للخضوع لنظا‬ ‫قاض‬ ‫واذا تقد المحكو عليه بطلب إل‬
‫المراقبة اإللكترونية ‪ ،‬فأصدر األخير ق ار ار برفض هذا الطلب ‪ ،‬فإ هذا القرار يكو‬
‫نهاةيا ‪ ،‬أي غير قابل للطع فيه ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬االلتزامات الناشئة عن الوضع تحت المَاقبة اإللكتَونية‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬األستاذ ‪ /‬جاسم محمد رارد العنتلي ‪ -‬بدايال العقوبا السالبة للحريية اصييرة الميدة –‬
‫دراسيية مقارنيية فييي دوليية اإلمييارا العربييية ومصيير وفرنسييا – رسييالة ماجسييتير – كلييية الحقييوق –‬
‫جامعة القاهرة – ‪ – 6111‬ص ‪. 666‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬رامي متولي القاضي – المقال الساب – ص ‪. 616‬‬
‫‪661‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫يرتب المشرع على صدور قرار اإليداع تحت المراقبة اإللكترونية مجموعة م‬
‫االلت امات الت يتعي على المحكو عليه الوفا بها ‪ ،‬وهذ االلت امات بعضها أصل‬
‫ذو صفة إجبارية ‪ ،‬وبعضها تكميل ذو صفة اختيارية ‪.‬‬
‫‪ – 1‬االلتزام األصلي ذو الصفة اإلجبارية‬
‫يتم ل هذا االلت ا ف حظر تغيب الخاض لنظا المراقبة اإللكترونية ع محل‬
‫تطبيق العقوبات أو قاض‬ ‫يحددها قاض‬ ‫الت‬ ‫األماك‬ ‫إقامته أو غير ذلك م‬
‫‪.‬‬ ‫الحريات والحبس بحسب األحوال ‪ ،‬وذلك ف المواعيد الت يحددها القاض‬
‫ويرتبط بهذا االلت ا الت امات أخري ال تنفصل عنه تتعلق بمراعا النظا الفن‬
‫المراقبة‬ ‫المحافظة على أجه‬ ‫للمراقبة اإللكترونية ‪ .‬وتتم ل هذ االلت امات ف‬
‫اإللكترونية وعد تعرضها ألية اضطرابات واحت ار ساعات المراقبة اإللكترونية ‪.‬‬
‫والواق أنه على الرغ م أ المشرع ل ينص على تلك االلت امات صراحة ‪ ،‬إال أنها‬
‫ال مة لتطبيق نظا المراقبة اإللكترونية أصال(‪.)1‬‬
‫‪ – 2‬االلتزامات التكميلية االختيارية‬
‫أعط ي ييت الم ي يياد ‪ 01 -101‬مي ي ي ق ي ييانو اإلجي ي ي ار ات الجناةي ي يية لقاضي ي ي تطبي ي ييق‬
‫العقوبييات الحييق في أ يفييرض علييى الخاضي للمراقبيية اإللكترونييية الت امييا أو أك يير مي‬
‫االلت ام ييات المنص ييوص عليه ييا في ي المي يواد ‪ 01 – 010‬إلي ي ‪ 09 – 010‬مي ي ق ييانو‬
‫اإلج ار ات الجناةية ‪ .‬وتتم ل هذ االلت امات ف اآلت (‪:)2‬‬
‫( أ ) االستجابة لطلبات االستدعا‬
‫يستجيب‬ ‫على الخاض للمراقبة اإللكترونية أ‬ ‫ووفقا لهذا االلت ا ‪ ،‬يتعي‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬أسامة حسني عبيد – المرجع الساب – ص ‪. 76 ، 76‬‬


‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬أسامة حسني عبيد – المرجع الساب – ‪ 76‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪669‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫لطلبات االستدعا الت تصله م أية سلطة أو شخص يصدر بتعينه قرار م قاض‬
‫تطبيق العقوبات‪.‬‬
‫(ب ) استقبال موظف المراقبة‬
‫وفقا لهذا االلت ا يتعي على الخاض للمراقبة اإللكترونية أ يستقبل موظف‬
‫المراقبة ‪ ،‬وذلك بغية تمكينه م الحصول على المعلومات والمستندات الت تتيح له‬
‫تقيي التطور ف برنامج المراقبة ومدي احت ار الخاض لها لواجباتها ‪.‬‬
‫( ج ) إخطار القاض بتغيير محل إقامته أو عمله أو تنقالته خارج الحدود‬
‫المبينة ف قرار اإليداع تحت المراقبة‬
‫( د ) حظر ارتياد أماك معينة ‪ ،‬م ل أحيا تعاط المخدرات أو الحانات أو‬
‫هذا االلت ا إل حماية الخاض للمراقبة‬ ‫محل إقامة األسر أو مدارس األبنا ‪ .‬ويهد‬
‫م ن واته ورغباته الت كانت سببا ف ارتكاب الجريمة‪.‬‬
‫عليه عما لحقه م ضرر ‪ :‬ووفقا لهذا االلت ا فإ‬ ‫(هي ) تعويض المجن‬
‫الخاض للمراقبة اإللكترونية يكو ملت ما بتعويض المجن عليه ع األضرار الناشةة‬
‫ع الجريمة الت ارتكبها ف حق األخير ‪ .‬ويكو هذا االلت ا قاةما ف الحالة الت‬
‫يفرض فيها ولو ل يصدر حك بالتعويض ف الدعوي المدنية الناشةة ع الجريمة ‪،‬‬
‫أو صدر هذا الحك ولكنه ل يك كافيا لتعويض الضرر ‪ .‬والغرض م هذا هو‬
‫إصالح األضرار الناجمة ع السلوك اإلجرام ‪ ،‬واعاد الوةا االجتماع الذي أخلت‬
‫به الجريمة المرتكبة‪.‬‬
‫وتجدر اإلشار إل أ االلت امات الناشةة ع المراقبة اإللكترونية ليست جامد‬
‫الحريات‬ ‫تطبيق العقوبات أو قاض‬ ‫ال تقبل التغيير أو التبديل ‪ ،‬بل يجو لقاض‬

‫‪661‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫والحبس حسب األحوال ‪ ،‬أ يقو م تلقا نفسه أو بنا على طلب المحكو عليه‬
‫بتعديل واحد أو أك ر م تلك االلت امات ‪ ،‬بعد أخذ رأي النيابة العامة ‪ ،‬وذلك على‬
‫النحو الذي يكفل تحقيق الغرض م الخضوع لنظا المراقبة اإللكترونية ‪ .‬ويعتبر قرار‬
‫التعديل نهاةيا أي غير قابل للطع فيه سوا م الخاض للمراقبة أو م النيابة‬
‫العامة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬انتهاء المَاقبة اإللكتَونية‬


‫القرار الصادر بها ‪،‬‬ ‫بانتها مدتها المحدد ف‬ ‫المراقبة بشكل طبيع‬ ‫تنته‬
‫وبعد انتها هذ المد بنجاح يتعي على الشخص الذي كا خاضعا لها ‪ ،‬إعاد‬
‫أجه تها إل الدولة ‪ ،‬فيقو مأمور المراقبة بإ بات انتهاةها ‪ ،‬ويحدد لهذا األخير موعدا‬
‫يقو المحكو عليه بحمل هذا األخير إل مرك المراقبة‬ ‫لفك صندوق االستقبال ‪،‬‬
‫بالمرسسة العقابية ‪ ،‬حيث يت فحصه للتأكد م سالمته ‪ ،‬وبعد ذلك يقو مأمور‬
‫المراقبة بن ع اإلسور اإللكترونية م يد المحكو عليه ‪ ،‬ويغادر الشخص المرسسة‬
‫العقابية ‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬اآلثار الناجمة علي مخالفة قواعد المَاقبة اإللكتَونية‬


‫تفرض المراقبة اإللكترونية على الشخص الخاض لها – كما أوضحنا – مجموعة‬
‫م االلت امات بعضها إجباري واآلخر اختياري ‪ .‬ويجدر التسارل ف هذا الصدد ع ماذا‬
‫يحدث عند مخالفة الخاض للمراقبة اإللكترونية لهذ االلت امات ؟‬
‫يترتب على مخالفة االلت امات المترتبة على المراقبة اإللكترونية ‪ ،‬جوا سحب‬
‫قرار اإليداع تحت المراقبة ‪ ،‬أو اعتبار الشخص مرتكبا لجريمة الهروب م المراقبة‬
‫بما يستتب ذلك م توقي عقوبة جناةية عليه ‪.‬‬

‫‪667‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫‪ – 1‬سحب قرار المراقبة اإللكترونية‬


‫أجا المشرع الفرنس لقاض تطبيق العقوبات ف حاالت معينة نصت عليها‬
‫تطبيق العقوبات ‪ ،‬بعد‬ ‫الماد ‪ 01 – 101‬م قانو اإلج ار ات الجناةية لقاض‬
‫حضور محاميه ‪ ،‬أ يسحب قرار اإليداع تحت المراقبة‬ ‫سماعه للمحكو عليه ف‬
‫اإللكترونية (‪ ،)1‬وذلك ف الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫( أ ) أ يطلب المحكو عليه إلغا المراقبة ‪ ،‬ويتحقق ذلك إذا وجد المحكو‬
‫عليه نفسه عاج ا ع االلت ا بواجباتها ‪ ،‬فيفضل طلب سحب المراقبة بدال م مخالفة‬
‫شروطها ‪.‬‬
‫(ب ) أ يرفض المحكو عليه تعديل شروط المراقبة الجوهرية ‪.‬‬
‫(ج ) أ يصدر على الخاض للمراقبة اإللكترونية حكما جددا باإلدانة ‪ :‬بغض‬
‫النظر ع نوع الجريمة الصادر فيها الحك أو جسامتها أو الوقت الذي وقعت فيه ‪.‬‬
‫فيستوي أ تكو الجريمة م جراة األموال أو األشخاص أو المصلحة العامة ‪ ،‬كما‬
‫يستوي أ تكو جناية أو جنحة أو مخالفة ‪ ،‬ويستوي كذلك أ تكو قد ارتكبت قبل‬
‫قرار الوض تحت المراقبة أو بعد (‪.)2‬‬
‫ومرد ذلك أ المشرع قد صاغ هذ الحالة ف عبار عامة غير مقيد فتطلب‬
‫فإ هذ‬ ‫فقط صدور حك جديد باإلدانة دو تحديد لطبيعية هذا الحك ‪ ،‬وبالتال‬
‫الحالة م حاالت سحب قرار الوض تحت المراقبة تتس لتشمل كل حك يصدر‬
‫باإلدانة بغض النظر ع الجريمة الصادر فيها أو وقت ارتكابها‪.‬‬

‫‪(1) J.Pradel : La prison a domicil sous surveillance electroniqu emodalite‬‬


‫‪d'execution de la peine privative de liberte , premier a ppercu de la loi du‬‬
‫‪19 decembre 1997 , rev pen Dr. pen 1998 P376.‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬عمر سالم – المرجع الساب – ص ‪. 611‬‬
‫‪661‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫الحك‬ ‫وم ذلك فإننا نري أنه كا م األجدى أ يستبعد المشرع الفرنس‬
‫فيها سحب قرار‬ ‫يجو للقاض‬ ‫نطاق الحاالت الت‬ ‫المخالفات م‬ ‫الصادر ف‬
‫الوض تحت المراقبة اإللكترونية نظ ار لتفاهتها م جانب ‪ ،‬وعد داللتها على خطور‬
‫عد أحقيته م االستفاد بنظا المراقبة اإللكترونية ‪.‬‬ ‫المحكو عليه ‪ ،‬وم‬
‫( د ) مخالفة االلت امات التكميلية الت يجو للقاض فرضها ‪ :‬وه االلت امات‬
‫المنصوص عليها ف المواد م ‪ 01 – 010‬إل ‪ 09 – 010‬م قانو العقوبات ‪،‬‬
‫التنفيذ م الوض تحت االختبار ‪ ،‬كما لو ل‬ ‫والت تطبق على الخاضعي لنظا وق‬
‫يستجب الستدعا قاض تطبيق العقوبات ‪ ،‬أو قا بالسفر إل الخارج دو إبالغه ‪.‬‬
‫( و ) مخالفة شروط المراقبة اإللكترونية ‪ :‬ويقصد بذلك تغيبه ع المكا الذي‬
‫حدد القاض دو مبرر ‪ ،‬أو عد الت امه بساعات المراقبة ‪ ،‬أو محاولته إحداث‬
‫اضطرابات ف أجه تها ‪.‬‬
‫(هي ) سو سلوك الخاض للمراقبة اإللكترونية ‪ :‬وقد أضيفت هذ الحالة م‬
‫حاالت سحب قرار المراقبة اإللكترونية ‪ ،‬بمقتض القانو الصادر ف ‪ 6‬سبتمبر عا‬
‫بشأ توجيه وتنظي العدالة ‪ .‬وم أم لتها ‪ :‬ارتكاب الخاض لجريمة جديد أو اتهامه‬
‫فيها ‪ ،‬أو القبض عليه دو صدور حك باإلدانة ‪ ،‬وارتكاب سلوك يخل باألخالق‬
‫وحس السير والسمعة (‪.)1‬‬
‫سحب قرار اإليداع تحت المراقبة اإللكترونية‬ ‫وتجدر اإلشار إل‬
‫هذا‬ ‫تبرر ‪ ،‬بل يبق‬ ‫ال يترتب بصفة حتمية عند توافر أية حالة م الحاالت الت‬
‫األمر ره بإراد قاض تطبيق العقوبات ‪ ،‬الذي له أ يقدر مدي مالةمة سحب قرار‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬أسامة حسني عبيد – المرجع الساب – ص ‪. 619 ، 611‬‬
‫‪666‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫المراقبة على الرغ م توافر مبررات ذلك (‪.)1‬‬


‫ويترتب على قرار سحب المراقبة اإللكترونية ف مرحلة التنفيذ العقاب ‪ ،‬خضوع‬
‫المحكو عليه لباق مد العقوبة السالبة للحرية كلها أو بعضها ‪.‬‬
‫أما إذا ت سحب القرار ف مرحلة التحقيق أو المحاكمة ‪ ،‬فإننا نري خص مد‬
‫المراقبة م مد العقوبة السالبة للحرية المحكو بها ‪ ،‬كما هو الحال ف مرحلة التنفيذ‬
‫مرحلة التحقيق أو المحاكمة على‬ ‫ذلك يحف المتهمي ف‬ ‫إل‬ ‫العقاب (‪ .)2‬يضا‬
‫أنشا هذا النظا ‪.‬‬ ‫يتحقق الغرض م‬ ‫قبول نظا المراقبة اإللكترونية ‪ ،‬وبالتال‬
‫فالواق أ القول بعد احتساب مد الوض تحت المراقبة اإللكترونية ف الحالة الت‬
‫الخضوع لها ألنها ت قل كاهله بالت امات تقيد‬ ‫م‬ ‫بصددها ينفر المتهمي‬ ‫نح‬
‫حرياته مجانا ‪.‬‬
‫‪ –2‬جريمة الهروب من المراقبة اإللكترونية‬
‫لما كانت المراقبة اإللكترونية تعد – لدينا – عقوبة مقيد للحرية بديلة تماما ع‬
‫يسري ف تنفيذها ما يسري على األخير م أحكا ‪.‬‬ ‫أخري سالبة للحرية ‪ ،‬وم‬
‫يفرضها نظا المراقبة‬ ‫االلت امات الت‬ ‫هروب المحكو عليه م‬ ‫ومردي ذلك أ‬
‫اإللكترونية يشكل جريمة الهروب المنصوص عليها ف الماد ‪ 06 – 010‬م قانو‬
‫العقوبات الفرنس ؛ الت نصت على أنه يعد مرتكبا لجريمة الهرب ‪- :‬‬
‫‪ –0‬المحبوس الذي يهرب م المراقبة المفروضة عليه أ نا وضعه ف إحدي‬
‫المستشفيات أو المراك الصحية ‪.‬‬
‫‪ –0‬المحبوس الذي يهرب م المراقبة المفروضة عليه وذلك ف حالة صدور‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬عمر سالم – المرجع الساب – ص ‪. 616‬‬


‫(‪ )2‬اارن عكس ذلك ‪ :‬الدكتور‪ /‬أسامة حسني عبيد – المقال الساب – ص ‪.666 ، 666‬‬
‫‪666‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫قرار بوضعه خارج المرسسة العقابية أو استفادته م نظا شبه الحرية ‪ ،‬أو إذ الخروج‬
‫م المرسسة ‪.‬‬
‫أو‬ ‫‪ –1‬المحكو عليه الذي ال يعود إل المرسسة العقابية عند نهاية مد وق‬
‫تج ةة عقوبة الحبس ‪ ،‬أو الوض خارج المرسسة ‪ ،‬أو نظا شبة الحرية أو إذ‬
‫الخروج ‪.‬‬
‫وقد ذهب بعض الفقه – وبحق – إل أ الحاالت المنصوص عليها ف الماد‬
‫المراقبة وم‬ ‫مكا‬ ‫االتساع بحيث تشمل هروب المحكو عليه م‬ ‫الذكور م‬
‫االلت امات المفروضة عليه بموجبها‪ .‬بيد أ الحال ليس كذلك بالنسبة للحالة الت يقو‬
‫فيها الخاض للمراقبة اإللكترونية بتعطيل جها المراقبة اإللكترونية بحيث ال يسمح‬
‫بإرسال اإلشارات الال مة ‪ ،‬لذا فقد أختص المشرع الفرنس هذ الحالة بنص مستقل‬
‫بموجب الماد ‪ 00‬م القانو رق ‪ 0086 – 61‬الصادر ف‬ ‫‪ ،‬وذلك بأ أضا‬
‫‪ 06‬ديسمبر ‪ 0661‬إل الحاالت ال ال ة المنصوص عليها ف الماد ‪06 – 010‬‬
‫م قانو العقوبات حالة رابعة يكو بمقتضاها مرتكبا لجريمة الهرب أيضا ‪ :‬كل‬
‫ويقو بأية وسيلة بتعطيل أو تحييد‬ ‫محكو عليه يخض لنظا المراقبة اإللكترونية‬
‫جها المراقبة ع بعد والذي يسمح بمعرفة تواجد أو غيابه ع مكا اإلقامة الذي‬
‫حدد قاض تطبيق العقوبات(‪.)1‬‬
‫الث سنوات والغرامة‬ ‫والعقوبة المقرر لجريمة الهروب بالحبس لمد ال ت يد ع‬
‫الت ال ي يد مقدرها ع ‪ 08111‬يورو (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬عمر سالم – المرجع الساب – ص ‪. 616 ، 616‬‬


‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬رامي متولي القاضي – المقال الساب – ص ‪. 666‬‬
‫‪666‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫المبحث الثاني‬
‫العمل للمصلحة العامة‬
‫تمهيد وتقسيْ‬
‫يعد نظا العمل للمصلحة العامة م أه بداةل العقوبات السالبة للحرية وأك رها‬
‫إ ار الهتما الفقه الجناة األورب واألمريك ‪ ،‬بل وأك رها تمتعا بالتأييد الشعب ف‬
‫هذ الدول ‪ .‬إذ يجد هذا النظا تطبيقا واس االنتشار ف العديد م دول العال نذكر‬
‫هذا النظا‬ ‫تبن‬ ‫منها ‪ :‬إنجلت ار ‪ ،‬والواليات المتحد األمريكية ‪ .‬وقد كا الداف إل‬
‫وادخاله ف تشريعات الدول الت أخذت به هو تفادي اآل ار السلبية الناجمة ع تنفيذ‬
‫العقوبات السالبة للحرية ‪ -‬وعلى وجه الخصوص القصير األمد منها ‪ ، -‬والحد م‬
‫يتكبدها المجتم نتيجة لإلنفاق عليها ‪،‬‬ ‫ا دحا السجو ‪ ،‬وتقليص النفقات الت‬
‫على عملية‬ ‫إصالح الجنا واإلش ار‬ ‫وكذلك إتاحة الفرصة للمجتم للمشاركة ف‬
‫التنفيذ العقاب ‪ ،‬فضال ع إتاحة الفرصة للمحكو عليه ألدا عمل ناف للمجتم‬
‫أسره‬ ‫إبعاده ع‬ ‫أعماله األصلية ‪ ،‬ودونما حاجة إل‬ ‫له م‬ ‫دونما حرما‬
‫عموما‬ ‫للج ا الجناة‬ ‫ينبغ‬ ‫ومجتمعه بصفة عامة ‪ ،‬ودو إهدار لألغراض الت‬
‫العقاب واإلصالح والتعويض ‪.‬‬ ‫تحقيقها ‪ ،‬فهو نظا يخد أهدا‬
‫الث مطالب ‪ :‬نخصص أولها‬ ‫ندرس نظا العمل للمصلحة العامة ف‬ ‫وسو‬
‫انيها ‪ ،‬النظا القانون للعمل للمصلحة‬ ‫‪ ،‬لماهية العمل للمصلحة العامة ‪ ،‬ونعالج ف‬
‫ال ها ‪ ،‬اآل ار القانونية للعمل للمصلحة العامة ‪.‬‬ ‫العامة ‪ ،‬ونتناول ف‬

‫‪666‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫المطلب األول‬
‫ماهية العمل للمصلحة العامة‬
‫تقسيْ‬
‫نتناول‬ ‫منا أ‬ ‫ماهية نظا العمل للمصلحة العامة يقتض‬ ‫الحديث ع‬ ‫إ‬
‫تعريفه ونشأته ( الفرع األول ) ‪ ،‬وقيمتها العقابية ( الفرع ال ان ) ‪ ،‬وأخي ار طبيعته (‬
‫الفرع ال الث )‬

‫الفَع األول‬
‫تعَيف العمل للمصلحة العامة ونشأته‬
‫تعَيف العمل للمصلحة العامة‬
‫أحد‬ ‫يعد العمل للمصلحة العامة أو للمنفعة العامة أو العمل لخدمة المجتم‬
‫بداةل الحبس القصير المد ‪ ،‬وهو ف الوقت ذاته أحد أساليب المعاملة العقابية الت‬
‫تطبق عل الجنا خارج المرسسة العقابية ‪.‬‬
‫نظا العمل للمصلحة‬ ‫شأ‬ ‫قال بها الفقها ف‬ ‫الت‬ ‫وقد تعددت التعاري‬
‫هذا النظا بأنه‪ ":‬إل ا الشخص المحكو عليه‬ ‫العامة ‪ ،‬فقد ذهب البعض إل تعري‬
‫أو المسلوبة حريته بالقيا بأعمال معينة لخدمة المجتم بدو مقابل خالل المد الت‬
‫تقررها المحكمة أو النيابة العامة ‪ ،‬وذلك ف الحدود المنصوص عليها قانونا "(‪ .)1‬كما‬
‫هذا النظا بأنه ‪ ":‬إل ا المحكو عليه بالشغل مجانا خدمة للصالح العا ف‬ ‫عر‬

‫‪(1) P. couvart : Les traisvisayes du travail d'mterel general rev. sc. Crim‬‬
‫‪1989 P 159.‬‬
‫‪662‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫إحدي المرسسات العامة أو الجمعيات عددا م الساعات خالل مد معينة تحدد ف‬


‫المحكو عليه بالقيا بأعمال معينة‬ ‫الحك " (‪ .)1‬كذلك فقد عرفه البعض بأنه ‪ ":‬تكلي‬
‫الحدود‬ ‫تقررها المحكمة ‪ ،‬وذلك ف‬ ‫لخدمة المجتم بدو مقابل خالل المد الت‬
‫المنصوص عليها قانونا " (‪.)2‬‬
‫ألفاظها إال أنها متفقة ف‬ ‫ف‬ ‫تختل‬ ‫ويالحظ أنه وأ كانت هذ التعاري‬
‫أطلقت على هذا النظا تدور حول تكلي‬ ‫الت‬ ‫وغيرها م التعاري‬ ‫داللتها فه‬
‫المحكو عليه بعمل يعود بالنف على المجتم بدو مقابل ف أوقات معينة ‪ ،‬وفقا‬
‫للضوابط المبينة قانونا ‪.‬‬

‫نشأُ نظام العمل للمصلحة العامة وموقف تشَيعات الدول منه‬


‫كل م انجلت ار والواليات المتحد‬ ‫العقدي األخيري ف‬ ‫نشأ هذا النظا ف‬
‫الدول األوربية بسبب النجاح الكبير الذي حققه ‪،‬‬ ‫انتقل منهما إل‬ ‫األمريكية ‪،‬‬
‫والذي أكدته اإلحصا ات الجناةية ف الدول الت تبنت األخذ به ‪ .‬فف انجلت ار وبعد‬
‫تجارب عديد بدأت عا ‪ ، 0611‬طبق نظا العمل للمنفعة العامة ف مارس ‪0616‬‬
‫اإلحصا القضاة‬ ‫على كافة أنحا انجلت ار ‪ ،‬ووفقا لإلحصاةيات المنشور ضم‬
‫اإلنجلي ي ‪ -‬والت تشير إل مدي نجاح تطبيق هذا النظا هناك – بلغ عدد الذي‬
‫حك عليه بالعمل ف خدمة المجتم سنة ‪ 0611‬حوال ‪ 01111‬شخص ‪ ،‬ليرتف‬
‫إل حوال ‪ 10111‬سنة‬ ‫هذا الرق سنة ‪ 0651‬إل حوال ‪ 10111‬شخص ‪،‬‬

‫(‪ )1‬أستاذنا الدكتور‪ /‬محمد أبو العال عقيدة – المرجع الساب – ص ‪. 667‬‬
‫(‪ )2‬الدكتور‪ /‬رريس سيد كامال – علم العقا – المرجع الساب – ص ‪. 661‬‬
‫‪J. Pradel : Le trail d'interet general en eropeacadentale apercus‬‬
‫‪comparaatives rev. pen Dr. pen 1986 P 15 ets‬‬
‫‪661‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫‪ . 0650‬ومنذ ذلك التاريخ يرتف هذا الرق بمعدل يدور حوال ‪ % 9‬سنويا ‪ ،‬وهو‬
‫معدل ي يد ك ي ار ع معدل ياد الوض تحت االختبار القضاة (‪.)1‬‬
‫وقد كشفت اإلحصاةيات ف انجلت ار كذلك ع أ األحكا الصادر على الرجال‬
‫تطبيقا لنظا العمل ف خدمة المصلحة العامة أكبر م تلك الت تصدر على النسا‬
‫مة اعتقاد ساةد لدي القضا االنجلي بأ العمل ف‬ ‫‪ ،‬وقد فسر البعض ذلك بأ‬
‫خدمة المجتم هو ج ا يناسب الرجال بأك ر مما يناسب النسا الالة قد يناسبه‬
‫بداةل أخري (‪.)2‬‬
‫وقد أخذ بنظا العمل لخدمة المصلحة ف بعض الواليات األمريكية منذ سنة‬
‫الصادر سنة ‪ ، 0615‬وذلك بالنسبة‬ ‫‪ . 0611‬وأقرته أيضا اسكتلندا بالقانو‬
‫للمجرمي الذي ت يد أعماره على السادسة عشر سنة ويرتكبو جريمة يعاقب عليها‬
‫القانو بالحبس ‪ .‬كما أخذت به أيرلندا بالقانو الصادر سنة ‪ ، 0651‬وأخذت به‬
‫كذلك الب ار يل بالقانو الصادر سنة ‪ ، 0650‬بالنسبة للجراة المعاقب عليها بالحبس‬
‫لمد أقل م عا ‪ .‬وأخذت به البرتغال بالقانو الصادر عا ‪ .)3( 0650‬كما أخذت‬
‫به هولندا بالقانو الصادر عا ‪ ، 0656‬الذي أخل المشرع الهولندي بمقتضا العمل‬
‫لخدمة المجتم إل جدول العقوبات األصلية (‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬أحمد عصام الدي مليئي – تقييم المعاملة في المؤسسا العقابيية – التطيور‬
‫الحدي للسياسية العقابية – دراسة مقارنة – المركز القومي للبحوث االجتماعية والئنايية – القاهرة‬
‫‪ – 6111‬ص ‪. 661 ، 667‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬المرجع والموضع الساب‬
‫‪(3) J.Pradeldrait penal general – sixieme edition gujas 1987 P 654.‬‬
‫(‪ )4‬لمزيد م التفصيال حول هلا القانون راجع ‪ :‬الدكتور‪ /‬أحمد عصيام اليدي مليئيي – المرجيع‬
‫الساب – ص ‪ 661‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪669‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫بمقتض‬ ‫الفرنس‬ ‫التشري‬ ‫وقد أدخلت عقوبة العمل للمصلحة العامة إل‬
‫القانو الصادر ‪ 01‬يونيو ‪ ، 0651‬والذي أقر البرلما الفرنس وقتها باإلجماع ‪،‬‬
‫أول يناير سنة ‪ . 0650‬وقد جا التشري‬ ‫الذي بدأ العمل بأحكامه اعتبا ار م‬
‫إنجلت ار وكندا والواليات‬ ‫هذا الصدد ف‬ ‫تشريعات ف‬ ‫متأ ار بما سبقه م‬ ‫الفرنس‬
‫الت يسع إل تحقيقها أ ف أساليب واج ار ات‬ ‫المتحد وغيرها ‪ ،‬سوا ف األهدا‬
‫تطبيقه ‪.‬‬
‫الث صور الث ‪:‬‬ ‫وقد أخذ نظا العمل للمصلحة العامة ف القانو الفرنس‬
‫األولي ‪ ،‬صور العقوبة األصلية الت تحل محل العقوبة السالبة للحرية ( الماد ‪010‬‬
‫‪ ، 0-‬والماد ‪ 5 – 010‬م قانو العقوبات الفرنس ) ‪ .‬الثانية ‪ ،‬صور العقوبة‬
‫التكميلية ف بعض جراة المرور ‪ ،‬كما هو الحال ف حالة قياد سيار تحت تأ ير‬
‫المسكرات ( القانو رق الصادر ‪ 806 – 51‬الصادر ف ‪ 01‬يوليو ‪. ) 0651‬‬
‫تنفيذ عقوبة‬ ‫والثالثة ‪ ،‬ه صور خاصة لنظا الوض تحت االختبار المقتر بوق‬
‫قانو‬ ‫اإلج ار ات الجناةية والماد ‪ 80 – 010‬م‬ ‫قانو‬ ‫الحبس ( ‪ 101‬م‬
‫العقوبات ) (‪.)1‬‬
‫وقد بدأ العمل بنظا العمل للمصلحة العامة ف فرنسا عا ‪ . 0650‬وف هذا‬
‫العا طبق هذا النظا على ‪ 0010‬متهما ‪ .‬وف العا التال ‪ ،‬ارتف هذا العدد إل‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬رريس سيد كامال – الحبس اصير المدة فيي التشيريع الئنيايي الحيدي – المرجيع‬
‫السيياب – ص ‪ 67‬؛ الييدكتور‪ /‬رامييي متييولي القاضييي – عقوبيية العمييال للمنفعيية العاميية فييي التشييريع‬
‫الئنييايي المقييارن – دار النهضيية العربييية – الطبعيية األولييي ‪ – 6166‬ص ‪ 61‬ومييا بعييدها ‪ .‬وراجييع‬
‫كللك ‪:‬‬
‫‪P. couvral : art prec p 15 gets , P boyer le sursisassorte de lob ligation‬‬
‫?‪d accamplir um travail d'interet general n'estilaL'epreuve‬‬
‫‪661‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫‪ ،‬حيث طبق هذا النظا على ما ي يد ع ‪ 8111‬مته ‪ .‬وف‬ ‫ما ي يد على الضع‬
‫هاتي السنتي طبقت عقوبة العمل للمصلحة العامة ف جانبها األكبر على مرتكب‬
‫المرتبة ال انية مرتكبو جراة‬ ‫جراة السرقة ‪ ، % 90 ، 1 ، % 90 ،8‬وجا ف‬
‫المرور ‪ ،‬م ل القياد بدو ترخيص أو بدو تأمي ‪ ،‬أو ف حالة سكر ( ‪% 01 ، 1‬‬
‫‪.)1( ) % 01 ،‬‬
‫ويالحييظ أيضييا أ الحييال في فرنسييا يتشييابه مي الحييال في انجلتي ار ‪ ،‬فيمييا يتعلييق‬
‫بنسيبة توقيي هيذ العقوبيية عليى الرجييال واإلنياث ‪ ،‬حيييث نجيد أنهييا قيد وقعييت في عييام‬
‫‪ 0658 ، 0650‬على الذكور بنسبة ت يد على ‪ % 68‬بينما بلغت نسبة توقيعها على‬
‫اإلناث أقل م ‪ . % 8‬وتشير اإلحصاةيات أيضا إل أ نسبة العاطلي الذي طبقت‬
‫عليييه هييذ العقوبيية قييد بلغييت ف ي السيينتي المشييار إليهمييا ح يوال ‪، % 95 - % 91‬‬
‫بينمييا نسييبة المشييتغلي م ي المحكييو عليييه بالعقوبيية ح يوال ‪ ، % 08‬أمييا البيياق فقييد‬
‫كانوا إما ال وجات غير المشتغالت أو م الطلبة أو م المحالي إل المعاش ‪.‬‬
‫وم ي التش يريعات العربييية تتبن ي األخييذ بنظييا العمييل للمصييلحة العاميية ‪ ،‬ق ييانو‬
‫العقوبات االتحادي لدولة اإلمارات العربية المتحد ‪ ،‬وا كا قد اعتبر هذا النظا مي‬
‫قبيي ييل التي ييدابير المقيي ييد للحريي يية ‪ .‬وقي ييد عرفي ييت المي يياد ‪ 001‬م ي ي ذات القي ييانو العمي ييل‬
‫المحك ييو علي ييه ب ييأدا العم ييل المناس ييب في ي إح ييدي‬ ‫للمص ييلحة العام يية بقوله ييا ‪ ":‬تكليي ي‬
‫المرسسات أو المنشآت الحكومية الت يصدر بتحدييدها قيرار مي و يير العيدل باالتفياق‬
‫م و يري الداخلية والعمل والشةو االجتماعية على أ يمنح رب األجر المقرر " ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشار ف هذا الصدد إل أ المشرع المصري ال يتبن األخذ بنظا‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬أحمد عصام الدي مليئي – المرجع الساب – ص ‪. 666 ، 666‬‬
‫‪667‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫م‬ ‫كا‬ ‫العمل لخدمة المجتم كبديل للعقوبة السالبة للحرية قصير المد ‪ ،‬وا‬
‫الممك أ نستنبط بالكاد بعض مالمحه م نص الفقر ال انية م الماد ‪ 05‬م‬
‫أجا ت لكل محكو عليه بالحبس البسيط لمد ال تتجاو ستة‬ ‫قانو العقوبات الت‬
‫أشهر أ يطلب بدال م تنفيذ عقوبة الحبس عليه تشغيله خارج السج إال إذا نص‬
‫الحك عل حرمانه م هذا الخيار(‪ .)1‬ونري أنه م المالة أ يتبن المشرع المصري‬
‫هذا النظا للفواةد المترتبة عليه ‪ ،‬وتمشيا م االتجا الحديث ف التشري المقار ‪.‬‬
‫أخذ المشرع المصري بنظا العمل للمنفعة العامة كأحد التدابير الت‬ ‫ولك‬
‫يمك الحك بها على الطفل الذي ل يتجاو سنه خمس عشر سنة ميالدية كاملة إذا‬
‫ارتكب جريمة ‪ ،‬بشرط أ ال يكو هذا العمل م شأنه األضرار بصحة الطفل أو‬
‫الطفل رق ‪ 00‬لسنة ‪0669‬‬ ‫قانو‬ ‫نفسيته ‪ ،‬وذلك طبقا للماد ‪ 9/ 010‬م‬
‫المستبدلة بالقانو رق ‪ 009‬لسنة ‪ . 0115‬أما بالنسبة لنوع هذا العمل وضوابطه ‪،‬‬
‫فقد أحال القانو إل الالةحة التنفيذية لتحديد ذلك ‪.‬‬

‫(‪ )1‬كانييع المييادة ‪ 61‬م ي اييانون ابييال تعييديال فقرتهييا الثانييية بييالقرار بقييانون راييم ‪ 67‬لسيينة ‪6166‬‬
‫المنشور في الئريدة الرسمية – العدد ‪ ( 66‬تابع ) في ‪ 6166/1/2‬تقلال م مدة الحبس البسي اليلي‬
‫يئييوز للمحكييوم عليي طلييح اسييتبدل بالشييغال يييارج السييئ ‪ ،‬وتشييترط أن ال تزيييد مدتي علييى ةالةيية‬
‫رهور ‪.‬‬
‫‪661‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫الفَع الثاني‬
‫القيمة العقابية لنظام العمل للمصلحة العامة‬
‫كونه وسيلة إضافية م وساةل‬ ‫تبدو أهمية نظا العمل لخدمة المجتم ف‬
‫الكفاح ضد مساوئ العقوبات السالبة للحرية ال سيما القصير منها ‪ .‬و تتضح أهمية‬
‫هذا الدور عل وجه التحديد بالنسبة للمجرمي الذي ال يم لو خطور إجرامية كبير‬
‫المالة الحك عليه بعقوبة الحبس‬ ‫للمحكمة أنه ليس م‬ ‫المجتم ‪ ،‬ويبي‬ ‫عل‬
‫لتجنبه األضرار المترتبة عل االختالط بالمحكو عليه األشد خطور داخل السج‬
‫طريق إل امه‬ ‫إلصالحه وتأهيله اجتماعيا مجرد تقييد حريته ع‬ ‫‪ ،‬وأنه يكف‬
‫تدابير الرقابة‬ ‫بالقيا ببعض األعمال لخدمة الصالح العا وفرض مجموعة م‬
‫عليه (‪.)1‬‬ ‫واإلش ار‬
‫وم ناحية أخري ‪ ،‬فإ العمل لخدمة المجتم م شأنه أ ينم قيمة العمل لدي‬
‫المحكو عليه ويعود عل ترك الكسل ‪ ،‬وبذلك قد يكو العمل لخدمة المصلحة العامة‬
‫سببا للقضا عل عامل م العوامل المردية إل ارتكاب المحكو عليه للجريمة ‪ ،‬ولكو‬
‫احت ار القي‬ ‫هذا العمل لخدمة المجتم فإ هذا بال شك سيدرب المحكو عليه عل‬
‫االجتماعية والقواني الساةد داخل المجتم ‪ ،‬األمر الذي يساه بشكل فعال ف إصالح‬
‫المحكو عليه وتأهيله اجتماعيا ‪.‬‬
‫وم ناحية ال ة ‪ ،‬يساه نظا العمل لخدمة المجتم ف حل مشكلة ا دحا‬
‫وبرامج‬ ‫السجو‬ ‫تنفقها الدولة عل‬ ‫الباهظة الت‬ ‫التكالي‬ ‫‪ ،‬ويقلل م‬ ‫السجو‬
‫اإلصالح والتأهيل الت تطبيق عل المسجوني ‪.‬‬

‫(‪ )1‬أنظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬رريس سيد كامال – المرجع الساب – ص ‪. 667 ، 661‬‬
‫‪666‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫وم ي ذلييك فقييد ذهييب الييبعض إل ي أ نظييا العمييل لمصييلحة المجتم ي يصيياد‬
‫عد صعوبات ‪ :‬أولها ‪ ،‬تتم ل ف ميدي تقبيل الجمهيور لفكرتيه ‪ .‬ذليك أ تنفييذ يحتياج‬
‫غالبييا إلي متطييوعي ومنظمييات خاصيية تسيياعد علييى إنجاحييه ‪ ،‬وهييو مييا ال يسييهل تحقيقييه‬
‫داةمي ييا ‪ .‬والصي ييعوبة ال انيي يية تتعلي ييق بني ييوع العمي ييل نفسي ييه ‪ ،‬إذ يخش ي ي ‪ ،‬ف ي ي ظي ييل النظي ييا‬
‫االقتصادي الحر م منافسية بعيض أنيواع العميل للنشياط الخياص ‪ ،‬ومي الناحيية العمليية‬
‫‪ ،‬أمكي ي التغل ييب عل ييى ه ييذ الص ييعوبة بتوجي ييه المحك ييو عل يييه إلي ي أعم ييال يحجي ي عنه ييا‬
‫عل ييى‬ ‫القط يياع الخ يياص ع يياد ‪ .‬أم ييا الص ييعوبة ال ال يية تكمي ي في ي دق يية المراقب يية واإلشي ي ار‬
‫الخاض ييعي للنظ ييا مح ييل الد ارس يية أ ن ييا تنفي ييذ ‪ ،‬وص ييعوبة إيج يياد المشي يرفي علي ييه ‪ .‬أم ييا‬
‫الص ييعوبة األخي يير ‪ ،‬فتتم ييل في ي تع ييارض ه ييذا النظ ييا مي ي مب ييدأ أساسي ي حرص ييت عل ييى‬
‫تكريسييه المعاهييدات الدولييية وموا يييق حقييوق اإلنسييا وهييو حظيير العمييل اإلجبيياري ‪ ،‬وقييد‬
‫أمكي ي تف ييادي ه ييذ الص ييعوبة بتعلي ييق تنفي ييذ نظ ييا العم ييل لخدم يية المجتمي ي عل ييى رض ييا‬
‫المحكو عليه ‪ ،‬وهو ما يجري عليه العمل ف غالبيية التشيريعات التي تتبني هيذا النظيا‬
‫(‪.)1‬‬
‫ويمكي ي الق ييول أ الص ييعوبات التي ي نس ييب إلي ي نظ ييا العم ييل للمص ييلحة العام يية‬
‫مواجهتهييا ‪ ،‬كانييت كييذلك عنييد بداييية تطبيييق هييذا النظييا ‪ ،‬ولكي قييد تي معالجتهييا عنييدما‬
‫ل ييبس ه ييذا النظ ييا مس ييتق ار لس ييني ‪ ،‬وبالت ييال ف ييال يمكي ي أ تن ييال مي ي فعالي يية أو قيمت ييه‬
‫العقابية ‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬أحمييد عييوض بييالل – المرجييع السيياب – ص ‪ 621 ، 622‬؛ الييدكتور‪ /‬رامييي‬
‫متولي القاضي – عقوبة العمال للمنفعة العامة – المرجع الساب – ض‪ 61‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪666‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫الفَع الثالث‬
‫الطبيعة القانونية للعمل لمصلحة المجتمع‬
‫هذا الصدد حول الطبيعة القانونية لنظا العمل لمصلحة‬ ‫يجري التسارل ف‬
‫المجتم ‪ :‬هل هو عقوبة أ تدبير احت ار ي ؟‬
‫على دراسة هذا النظا ونطاق تطبيقه ف‬ ‫إ اإلجابة على هذا التسارل تتوق‬
‫الدول المختلفة الت تأخذ به ‪ .‬وبصفة عامة يمك القول بأ هذا النظا يعتبر ف‬
‫إل‬ ‫معظ التشريعات عقوبة جناةية بديلة لعقوبة الحبس قصير المد ‪ ،‬وه تهد‬
‫طابعها‬ ‫بيةة السجو ‪ ،‬وعلى الرغ م‬ ‫الوسط الحر بعيدا ع‬ ‫تنفيذ العقوبة ف‬
‫إل تأهيل المحكو عليه ‪ ،‬م خالل‬ ‫العقاب ‪ ،‬إال أنها عقوبة مقيد للحرية ‪ ،‬تهد‬
‫إل امه بأدا عمل معي ‪ .‬كما أنها تتس كذلك بذاتية خاصة ع العقوبات السالبة‬
‫المجرمي‬ ‫للحرية ‪ ،‬باعتبارها معاملة عقابية خاصة ‪ ،‬تصلح لطاةفة معينة م‬
‫ومعتادي‬ ‫الخطري‬ ‫الجراة البسيطة دو غيره م المجرمي‬ ‫ومرتكب‬ ‫المبتدةي‬
‫اإلج ار ‪ ،‬الذي ال تجدي معه هذ العقوبة (‪.)1‬‬
‫أما ف القانو الفرنس يعتبر العمل لخدمة المصلحة العامة تار عقوبة أصلية‬
‫يحك بها كبديل للحبس ‪ ،‬وتار أخري عقوبة تكميلية ‪ ،‬و ال ة يطبق هذا النظا أحيانا‬
‫جمي هذ‬ ‫التنفيذ ‪ .‬وف‬ ‫صور الوض تحت االختبار المقتر بوق‬ ‫كصور م‬
‫الحاالت ال يطبق هذا النظا إال بنا على حك قضاة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬راميي متيولي القاضيي – عقوبية العميال للمنفعية العامية فيي التشيريع الئنيايي‬
‫المقارن – المرجع الساب – ص ‪. 61‬‬
‫‪666‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫العمل للمصلحة العامة كعقوبة أصلية‬


‫العقوبات األصلية ه العقوبات الت يفرضها المشرع باعتبارها الج ا األساس‬
‫أو األصل المباشر للجريمة والت بها يتحقق معن الج ا المقابل للجريمة ‪ .‬وتتمي‬
‫يكو توقيعها معلقا عل‬ ‫العقوبات األصلية بأنه يجو الحك بها منفرد دو أ‬
‫الحك بعقوبة أخري ‪ ،‬كما أنه ال يمك تنفيذها إال إذا نص القاض عليها صراحة ف‬
‫حكمه م بيا نوعها ومقدارها (‪.)1‬‬
‫عدد قانو العقوبات الفرنس ف الماد ‪ 1 – 010‬منه العقوبات المقرر للجنح‬
‫‪ ،‬والت تطبق على األشخاص الطبيعيي ‪ ،‬بقوله ‪ ":‬عقوبات الجنح الت توق على‬
‫األشخاص الطبيعية ه ‪:‬‬
‫‪ –0‬الحبس ‪.‬‬
‫‪ –0‬الغرامة ‪.‬‬
‫‪ –1‬الغرامة اليومية ‪.‬‬
‫‪ –0‬العمل للنف العا‬
‫‪ –8‬العقوبات السالبة أو المقيد للحقوق المنصوص عليها ف الماد (‪. ) 9 –010‬‬
‫‪ – 9‬العقوبات التكميلية ف الماد ( ‪. ) 01 – 010‬‬
‫فقرتها‬ ‫ف‬ ‫كذلك فقد نصت الماد ‪ 5 – 010‬م قانو العقوبات الفرنس‬
‫على أنه ‪ ":‬إذا كانت الجنحة معاقبا عليها بالحبس يجو للمحكمة أ تل‬ ‫األول‬

‫(‪ )1‬الطع رايم ‪ 2661‬لسينة ‪ 97‬ق – جلسية ‪ ، 6166/61/62‬الطعي رايم ‪ 6616‬لسينة ‪ 96‬ق –‬
‫جلسة ‪ – 6116/7/67‬مئموعة األحكام – السنة ‪ – 26‬ص ‪ ، 116‬الطع رام ‪ 62766‬لسنة ‪ 16‬ق‬
‫– جلسيييييييييييييييييييييييية ‪ – 6772/66/61‬مئموعيييييييييييييييييييييييية األحكييييييييييييييييييييييييام – السييييييييييييييييييييييييينة ‪– 61‬‬
‫ص ‪ ، 6616‬الطع رايم ‪ 6666‬لسينة ‪ 16‬ق – جلسية ‪ – 6776/66/66‬مئموعية األحكيام – السينة‬
‫‪ – 66‬ص ‪. 6676‬‬
‫‪666‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫يقو بعمل للنف العا بدو أجر لدي شخص معنوي عا أو‬ ‫المحكو عليه بأ‬
‫جمعية تباشر قانونا أعماال تتعلق بالمنفعة العامة ‪ . "....‬كذلك فقد نصت الماد (‬
‫‪ ) 6 – 010‬م ذات القانو ف فقرتها األول على أنه ‪ ":‬ال يجو الحك بالحبس‬
‫مجتمعا م إحدي العقوبات السالبة أو المقيد للحقوق المنصوص عليها ف الماد (‬
‫فقرتيها ال ال ة‬ ‫‪ ) 9 – 010‬أو عقوبة العمل للنف العا ‪ . " ....‬كما نصت ف‬
‫والرابعة على أنه ‪ .... ":‬ويجو الحك بالعقوبات السالبة أو المقيد للحقوق الوارد ف‬
‫الماد ‪ 9 – 010‬مجتمعة ‪ ،‬ولك ال يحك بهذ العقوبات إل جانب عقوبة العمل‬
‫للنف العا ‪ .‬وال يجو الحك بعقوبة العمل للنف العا وعقوبة الغرامة أو الغرامة‬
‫اليومية مجتمعة ‪. " ...‬‬
‫قد تصور‬ ‫الفرنس‬ ‫ويتضح م خالل النصوص السابقة أ المشرع العقاب‬
‫ف‬ ‫إمكانية الحك بعقوبة العمل للمصلحة العامة كعقوبة أصلية ينطق بها القاض‬
‫حكمه كبديل لعقوبة الحبس ‪ .‬كما أنه ل يج الحك بها مجتمعة م عقوبة الحبس أو‬
‫العقوبات السالبة أو المقيد للحقوق ‪ ،‬أو عقوبة الغرامة أو الغرامة اليومية (‪.)1‬‬

‫العمل للمصلحة العامة كعقوبة تكميلية‬


‫الج ا الذي أراد‬ ‫بمفردها لتحقيق معن‬ ‫ال تكف‬ ‫الت‬ ‫العقوبات الفرعية وه‬
‫انويا أو إضافيا‬ ‫يمك أ تشكل ج ا‬ ‫مرتكب الجريمة ‪ .‬فه‬ ‫المشرع تطبيقه عل‬
‫إل الج ا األصل ‪ .‬وال يمك لهذ العقوبات أ تطبق بمفردها ‪ ،‬فتطبيقها‬ ‫يضا‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬رفعع رروان – العميال للنفيع العيام بيي مقتضييا السياسية العقابيية الحديثية‬
‫واعتبارا حقوق اإلنسان – دار النهضة العربية – طبعة ‪ – 6166‬ص ‪ 61‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪662‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫يفترض عقوبة أصلية محكو بها (‪.)1‬‬


‫الرغ‬ ‫عقوبات تبعية وعقوبات تكميلية ‪ .‬وعل‬ ‫وتنقس العقوبات الفرعية إل‬
‫مما يجم بينهما م أنها عقوبات انوية غير أصلية ال توق بمفردها إال أ العقوبة‬
‫التبعية تتب عقوبة أصلية معينة ‪ ،‬وبالتال توق لمجرد الحك بهذ العقوبة األصلية ‪،‬‬
‫وبغير حاجة أل ينطق بها القاض ‪ ،‬فه ملحقة بالعقوبة األصلية تدور معها وجودا‬
‫المحكو عليه بقو القانو وبمجرد النطق‬ ‫هذ العقوبة توق عل‬ ‫وعدما أي أ‬
‫بالعقوبة األصلية ‪ .‬أما العقوبة التكميلية فترتبط بجريمة أو نوع معي م الجراة ال‬
‫‪ ،‬ويتصور أال توق عل‬ ‫بعقوبتها األصلية ‪ ،‬وال توق إال إذا نطق بها القاض‬
‫مرتكب هذ الجريمة إذا رأي القاض إعفا المحكو عليه منها (‪.)2‬‬
‫أ يحك بعقوبة العمل لمصلحة‬ ‫الفرنس‬ ‫النظا القانون‬ ‫ف‬ ‫ويمك للقاض‬
‫المجتم ‪ ،‬كعقوبة تكميلية إل جانب العقوبة األصلية ف حاالت معينة منها ‪ :‬الحالة‬
‫)‪ . L‬أوال ) م قانو المرور الفرنس ‪ ،‬الت أدخلها‬ ‫المنصوص عليها ف الماد‬
‫المشرع إل القانو المذكور بمقتض القانو رق ‪ 267 – 19‬الصادر ف ‪ 61‬يوليو‬
‫‪ . 6719‬وتنص هذ الماد على أنه ‪ ،‬يجو للمحكمة ‪ ،‬إذا ما أصدرت حكما ف‬
‫جريمة م الجراة المنصوص عليها ف الماد ) ‪ ، L‬أوال ) ‪ ،‬وه حاالت القياد‬
‫تحت المسكرات ‪ ،‬أ تحك بعقوبة العمل ف خدمة المجتم كعقوبة تكميلية ‪ .‬على‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬عمر سالم – ررح اانون العقوبيا المصيري – القسيم العيام – دار النهضية‬
‫العربية – طبعة ‪ -6161‬ص ‪. 121‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬محمود نئيح حسني ‪ -‬ررح اانون العقوبا – القسم العام – النظرية العامة‬
‫للئريميية والنظرييية العاميية للعقوبيية والتييدبير االحتييرازي – دار النهضيية العربييية – الطبعيية السييابعة‬
‫‪ – 6166‬ص ‪ 976 ، 976‬؛ الدكتور‪ /‬فتوح عبد هللا الشاذلي ‪ ،‬الدكتور‪ /‬علي عبد القادر القهيوجي –‬
‫ررح اانون العقوبا – القسم العام – طبعة ‪ – 6111‬ص ‪. 666 ، 661‬‬
‫‪661‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫أ تطبق ف شأنها كافة الشروط الوارد ف المواد ‪ – 6 – 6 – 66‬إل ‪– 6 – 66‬‬


‫‪ 2‬م قانو العقوبات (‪.)1‬‬

‫العمل للمصلحة العامة كنموذج خاص لنظام وقف تنفيذ العقوبة‬


‫تنفيذ‬ ‫صورتي لوق‬ ‫عا ‪ 6716‬يعر‬ ‫حت‬ ‫الفرنس‬ ‫التشري العقاب‬ ‫كا‬
‫التنفيذ‬ ‫التنفيذ البسيط أي غير المصحوب بإج ار آخر ‪ .‬ووق‬ ‫العقوبة هما ‪ :‬وق‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ 26 – 666‬م‬ ‫( الماد ‪ 61 – 666‬إل‬ ‫المصحوب بالوض تحت االختبار‬
‫قانو العقوبات الفرنس ) ‪.‬‬
‫ولك حي أدخل المشرع الفرنس عقوبة العمل ف خدمة المجتم إل جدول‬
‫العقوبات بمقتض القانو رق ‪ 661 – 16‬الصادر ف ‪ 61‬يونيو ‪ ، 6716‬استحدث‬
‫التنفيذ ‪ ،‬وه صور الحك م إيقا‬ ‫صور جديد م صور الحك م األمر بوق‬
‫بأدا عمل ف خدمة المجتم ‪ .‬وقد نظمت الماد ‪ 26 – 666‬م‬ ‫التنفيذ م التكلي‬
‫هذ الصور بقولها أنه ‪ ":‬يجو للمحكمة وفقا للشروط‬ ‫قانو العقوبات الفرنس‬
‫والقواعد المنصوص عليها ف المادتي ( ‪ ) 61 – 666‬و ( ‪ ) 66 – 666‬أ تقض‬
‫بإل ا المحكو عليه بالقيا بعمل للنف العا لدي أحد األشخاص المعنوية العامة أو‬
‫إحدي الجمعيات الت تباشر – قانونا – أعماال تتعلق بالمنفعة العامة ‪ ،‬وذلك لمد م‬

‫(‪ )1‬انظيير ‪ :‬اليييدكتور‪ /‬أحميييد عصيييام اليييدي مليئييي – المرجيييع السييياب – ص ‪ 666‬؛ اليييدكتور‪ /‬أيمييي‬
‫رمضييان محمييد الزينييي ‪ -‬العقوبييا السييالبة للحرييية اصيييرة المييدة وبييدايلها – دراسيية مقارنيية – رسييالة‬
‫دكتوراب – كلية الحقوق – جامعة القاهرة – ‪ – 6111‬ص ‪ 666‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )2‬يقصد بهلا النيوح مي إيقياف التنفييل ‪ :‬عيدم تنفييل العقوبية عليى الشيخ الطبيعيي ييالل فتيرة‬
‫معينة يحيددها القاضيي فيي حكمي ميع فيرض مئموعية مي االلتزاميا إذا نفيل بنئياح ييالل فتيرة‬
‫التئربة اعتبر الحكم كأن لم يك ‪ ،‬وإذا حدث العكس نفل الحكم بكافة عناصرب ‪.‬‬
‫‪669‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫ماةتي وعشر ساعة ‪ .‬وللمحكمة أ تقرر أ تنفيذ االلت ا ال يتجاو‬ ‫أربعي إل‬
‫عشر أشهر ‪.‬‬
‫التنفيذ م اإلل ا بالقيا بعمل للنف العا إذا رفضه المته ‪،‬‬ ‫وال يجو أ يرمر بوق‬
‫أو إذا ل يك هذا األخير حاض ار بالجلسة ‪ .‬وتتحدد قواعد تطبيق اإلل ا بالقيا بعمل للنف‬
‫العا بمقتض أحكا المواد م (‪ )66 – 666‬إل (‪ ، )66 – 666‬ويعتبر الحك كأ ل‬
‫يك بإنجا كل العمل للنف العا ‪ ،‬إال إذا حددت المحكمة تدابير أخري مما نصت عليه ف‬
‫الماد (‪ )22 – 666‬ف فقرتها ال انية " ‪.‬‬

‫‪661‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫المطلب الثاني‬
‫النظام القانوني للعمل لمصلحة المجتمع‬
‫في فَنسا‬
‫تمهيد وتقسيْ‬
‫يتس نظا العمل للمصلحة العامة باعتبار نظاما بديال للعقوبات السالبة للحرية‬
‫بشروط واج ار ات خاصة ‪ ،‬فضال عما يترتب على تنفيذ م آ ار ‪ .‬ولما كا النظا‬
‫م دولة إل أخري ‪ ،‬فإننا نقترح أ‬ ‫القانون للعمل لخدمة المصلحة العامة يختل‬
‫تقتصر دراستنا لهذا النظا على القانو الفرنس باعتبار المصدر التاريخ للتشري‬
‫المصري ‪ ،‬فضال ع كونه م القانوني الت تضعها الك ير م الدول ف اعتبارها‬
‫عند معالجة نظا جديد م األنظمة القانونية ‪.‬‬
‫نتناول النظا القانون للعمل للمصلحة العامة ف فرنسا على أ يكو‬ ‫وسو‬
‫ذلك ف ضو الفروع اآلتية ‪:‬‬
‫الفَع األول ‪ :‬شروط تطبيق العمل للمصلحة العامة ‪.‬‬
‫الفَع الثاني ‪ :‬كيفية تنفيذ العمل للمصلحة العامة ‪.‬‬

‫‪667‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫الفَع األول‬
‫شَوط تطبيق العمل للمصلحة العامة‬
‫إ الشروط الت يتطلبها المشرع الفرنس لتطبيق نظا العمل لخدمة المجتم‬
‫يمك ردها إل طاةفتي ‪ :‬األول ‪ ،‬شروط تتعلق بالجان ‪ .‬وال انية ‪ ،‬شروط تتعلق‬
‫بالجريمة المرتكبة ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬بالنسبة للشَوط المتعلقة بالجاني ‪:‬‬


‫يجب أ يكو المته حاض ار جلسات المحاكمة أل القانو يتطلب معرفة ما‬
‫إذا كا رافضا للعمل أ ال ‪ ،‬قبل صدور الحك به ‪ .‬فقد نصت الماد ‪ 5 – 010‬م‬
‫قانو العقوبات الفرنس الجديد عل أنه ال يجو توقي عقوبة العمل للمصلحة العامة‬
‫عل المته الذي يرفضها أو الذي ل يك حاض ار ف الجلسة ‪ .‬ويجب عل رةيس‬
‫رفض القيا بالهمل‬ ‫حقه ف‬ ‫المحكمة ‪ ،‬قبل النطق بالحك ‪ ،‬أ ينبه المته إل‬
‫القيا‬ ‫رد ‪ .‬ومردي ذلك أنه يتعي موافقة المته عل‬ ‫للمصلحة العامة وأ يتلق‬
‫ولهذا‬ ‫بالعمل للمصلحة العامة ‪ .‬ويشترط هذ الموافقة أيضا القانو االنجلي ي‪.‬‬
‫االتفاقية األوربية لحقوق‬ ‫الماد الرابعة م‬ ‫الشرط حجج ك ير أبر ها يستند إل‬
‫اإلنسا لعا ‪0681‬الت تنص عل أنه ‪ ":‬ال يجو إك ار شخص عل القيا بعمل "‬
‫‪.‬‬
‫معظ‬ ‫أنه طالما أ‬ ‫هذا الشرط ‪ ،‬تأسيسا عل‬ ‫وقد اعترض البعض عل‬
‫العقوبة البديلة للحبس‬ ‫لهذا النظا وص‬ ‫القانون‬ ‫التكي‬ ‫عل‬ ‫التشريعات تضف‬
‫القصير المد تناسب فةة معينة م المجرمي فإ هذ الطبيعة له تقتض أ ال يكو‬

‫‪661‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫تطبيقه متوقفا عل إراد المته ‪ ،‬إذ العقوبة تطبيق رغما ع الجان ‪ .‬وم ناحية‬
‫أخري فال يوجد مة تعارض بي إجبار المحكو عليه على الخضوع للعمل لخدمة‬
‫المجتم وبي نص الماد الرابعة م االتفاقية األوربية لحقوق اإلنسا المشار إليه ‪،‬‬
‫بأنه إجباري ‪ ،‬إال أنه باإلضافة إل كونه مفيدا للمجتم ككل‬ ‫أل العمل ‪ ،‬وا وص‬
‫‪ ،‬يعد وسيلة مناسبة إلصالح وتأهيل فةة معينة م المحكو عليه (‪.)1‬‬
‫ونح ال نشاطر هذا الرأي فيما ذهب إليه ‪ ،‬ذلك ألنه وا كا العمل للمصلحة‬
‫العامة عقوبة ‪ ،‬إال أنه عقوبة لها طابعها الخاص ‪ ،‬نظ ار ألنها تنفذ خارج أسوار‬
‫فإ يتعي على الخاض لها أ يكو مقتنعا بتنفيذها منذ‬ ‫المرسسة العقابية ‪ ،‬وم‬
‫يكو توقيعها فرصة سانحة للهرب م تنفيذها ‪،‬‬ ‫البداية ‪ ،‬فإ ل يك كذلك فسو‬
‫هذ‬ ‫فيضار بذلك أك ر م لو حك عليه بعقوبة سالبة للحرية ‪ ،‬إذ توق عليه ف‬
‫تنفيذ لعقوبة العمل للمنفعة‬ ‫تنفيذ العقوبة ‪ ،‬فضال ع‬ ‫الحالة جريمة الهروب م‬
‫العامة المحكو بها كلها أو بعضها داخل السج ‪ .‬وم ناحية أخري ‪ ،‬فإ رضا‬
‫به م أنها غير‬ ‫المحكو عليه بهذ العقوبة هو الذي ين ع عنها ما يمك أ توص‬
‫ناحية ال ة أري أ عد‬ ‫سخر المحكو عليه ‪ . ،‬وم‬ ‫إنسانية ‪ ،‬وتنطوي عل‬
‫أقل تقدير يحيط شبهة عد‬ ‫الرضا المحكو عليه كشرط للحك بهذ العقوبة ف‬
‫الدستورية– إ ل يك كذلك فعال –لمخالفته لنص الماد ‪ 00‬م الدستور المصري‬
‫لعا ‪ 0100‬الت تنص على أنه ‪ ... ":‬وال يجو إل ا أي مواط بالعمل جب ار ‪ ،‬إال‬
‫بمقتض قانو ‪ ،‬وألدا خدمة عامة ‪ ،‬ولمد محدد ‪ ،‬وبمقابل عادل ‪ ،‬ودو إخالل‬
‫بالعمل "‪ .‬وكذلك مخالفة االتفاقات والموا يق الدولية‬ ‫بالحقوق األساسية للمكلفي‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬رريس سيد كامال – المرجع الساب – ص ‪. 626‬‬


‫‪666‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫لحقوق اإلنسا الت تحظر السخر (‪.)1‬‬


‫رضا المحكو عليه بعقوبة العمل للمنفعة العامة يرف عنها‬ ‫فإ‬ ‫وبالتال‬
‫العديد م الشواةب الت يمك أ ت ار ف هذا الشأ ‪ ،‬فضال ع أنه أدن إل أ‬
‫تحقيق هذ العقوبة أغراضها ‪.‬‬
‫ويشترط الستفاد الحدث م هذا النظا أال تقل سنه ع ست عشر سنة وال‬
‫ي يد على ‪ 05‬سنة ( الماد ‪ 0 -100‬م قانو العقوبات الفرنس )‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬بالنسبة للشَوط المتعلقة بالجَيمة ‪:‬‬


‫العقوبات األصلية‬ ‫عقوبة العمل للمصلحة العامة م‬ ‫جعل المشرع الفرنس‬
‫للجنح وخول المحكمة سلطة إحالل هذ العقوبة محل عقوبة الحبس ف الجنح ‪ ،‬فقد‬
‫أنه " إذا كانت الجنحة‬ ‫عل‬ ‫نص الماد ‪ 5 – 010‬م قانو العقوبات الفرنس‬
‫المحكو عليه بأ يقو بعمل للنف‬ ‫معاقبا عليها بالحبس ‪ ،‬يجو للمحكمة أ تل‬
‫العا بدو أجر لدي شخص معنوي عا أو جمعية تباشر قانونا أعماال تتعلق بالمنفعة‬
‫العامة ‪ . "...‬ويشترط القانو الفرنس ف الحالة الت يقتر فيها هذا النظا بإيقا‬
‫خمس سنوات لجناية أو‬ ‫تنفيذ عقوبة الحبس أال ت يد مد الحبس المحكو بها عل‬
‫‪ 00 – 010 ، 80 – 010‬م قانو‬ ‫جنحة م جراة القانو العا (المادتي‬
‫العقوبات الفرنس ) ‪.‬‬
‫ومعن ذلك أ نظا العمل للمنفعة العامة يطبق – كقاعد عامة – على الجنح‬
‫دو الجنايات ‪ .‬والحكمة م ذلك ه استبعاد الجراة الخطير ‪ ،‬ن وال على اعتبارات‬

‫(‪ )1‬انظر في رضا المحكوم علي كضمان لفاعلية تطبي العمال للمنفعة العامة ‪ :‬الدكتور‪ /‬رفعيع‬
‫رروان – المرجع الساب – ص ‪ 16‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪666‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫العدالة والردع العا ‪ .‬وتشير اإلحصاةيات الت أجريت ف بعض الدول ‪ ،‬ومنها فرنسا‬
‫جراة األموال كالسرقة‬ ‫ذيوع تطبيق عقوبة العمل للمنفعة العامة ف‬ ‫وانجلت ار ‪ ،‬إل‬
‫واخفا األشيا المسروقة ‪ ،‬وجراة القتل الخطأ واإلصابة الخطأ ‪ ،‬وبعض جراة لمرور‬
‫ال سيما قياد مركبة ف حالة سكر (‪.)1‬‬
‫تطبيق نظا العمل للمنفعة‬ ‫التوس ف‬ ‫رغبة منه ف‬ ‫بيد أ المشرع الفرنس‬
‫العامة ‪ ،‬أجا تطبيق هذا النظا بالنسبة للجنايات والجنح ف الحالة الت يكو فيها‬
‫تنفيذ‬ ‫العمل للمنفعة العامة صور خاصة لنظا الوض تحت االختبار المقتر بوق‬
‫عقوبة الحبس بشرط أال تتجاو العقوبة المقرر للجريمة ف هذ الحالة خمس سنوات‬
‫(‪.)2‬‬

‫نوع العمل ومدته ‪:‬‬


‫المحكو عليه بالقيا بها لخدمة المجتم ‪ .‬وم‬ ‫يكل‬ ‫تتعدد األعمال الت‬
‫الطبيعية ‪ ،‬وطال‬ ‫نظافة األماك‬ ‫العامة ‪ ،‬الحفاظ عل‬ ‫أم لتها ‪ :‬صيانة المبان‬
‫المبان الحكومية ‪ ،‬والعمل ف مراك المتخلفي عقليا ‪ ،‬وتعلي المعوقي السباحة ‪،‬‬
‫الحداةق العامة ‪ ،‬والقيا بخدمات حكومية‬ ‫األطفال ف‬ ‫واعداد ألعاب الترويح ع‬
‫مواق تنفيذه لهذا‬ ‫متنوعة ‪ .‬ويالحظ أ بعض المحكو عليه واصلوا العمل ف‬
‫النظا بعد انتها مدته إما كمتطوعي أو كمساعدي المساعد االجتماع (‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬رييريس سيييد كامييال – الحييبس اصييير المييدة – المرجييع السيياب – ص ‪ 26‬؛‬
‫الدكتورة ‪ /‬صفا أوتاني – العمال للمنفعة العامة في السياسية العقابيية المعاصيرة – دراسية مقارنية –‬
‫مئلة جامعة دمش للعلوم االاتصادية والقانونية – المئلد ‪ – 62‬العدد ‪ – 6‬ص ‪. 626‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬راميي متيولي القاضيي – عقوبية العميال للمنفعية العامية – المرجيع السياب –‬
‫ص ‪. 16‬‬
‫(‪ )3‬أنظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬محمد أبو العال عقيدة – المرجع الساب – ص ‪. 666‬‬
‫‪666‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫أما ع مد العمل ‪ ،‬فقد حدد المشرع الفرنس عدد ساعات العمل الت يحك‬
‫بها كعقوبة بحد أدن ‪ 01‬ساعة وحد أقص ‪ 001‬ساعة ‪ .‬ويجب أ يت تنفيذ هذا‬
‫(‬ ‫تاريخ الحك النهاة‬ ‫مانية عشر شه ار تبدأ م‬ ‫العمل خالل مد ال ت يد ع‬
‫المادتا ‪ 5 – 010‬و ‪ 00 – 010‬م قانو العقوبات الفرنس ) ‪.‬‬
‫بالنسبة‬ ‫لهذ العقوبة فقد وحد المشرع الفرنس‬ ‫الطاب التهذيب‬ ‫وبالنظر إل‬
‫للمحكو عليه البالغي ‪ ،‬واألحداث الذي تتراوح أعماره بي السادسة عشر وال امنة‬
‫عشر سنة(‪.)1‬‬
‫ونح م جانبنا ال نقر المشرع الفرنس ف هذا المسلك ‪ ،‬أل المساوا بي‬
‫البالغي واألحداث ف هذا الشأ ‪ ،‬تتناقض م السياسة العقابية الخاصة باألحداث‬
‫أ تكو العقوبات المقرر‬ ‫تتطلب التفرقة بي األحداث والبالغي ‪ ،‬وتميل إل‬ ‫الت‬
‫وطأ م تلك الت يرتكبها الفةة ال انية ‪.‬‬ ‫على الجراة الت يرتكبها الفةة األول أخ‬
‫وقييد نصييت الميياد ‪ 00 – 010‬مي قييانو العقوبييات الفرنسي علي أنييه ‪ ":‬علي‬
‫المحكمة إذا قضت بعقوبة العمل للنف العا أ تحدد المد الت يجب إتما هذا العمل‬
‫خاللها ‪ ،‬وذلك ف حدود مانية عشير شيه ار ‪ ،‬وتنتهي الميد بإنجيا كيل العميل العيا ‪،‬‬
‫مرقتا ألسباب جدية ذات طاب طب أو عاةل أو مهن أو اجتماع‬ ‫ويجو أ توق‬
‫هييذ المييد خييالل الوقييت الييذي يكييو فيييه المحكييو عليييه محبوسييا أو يييردي‬ ‫‪ .‬وتوق ي‬
‫المييد‬ ‫واجييب الخدميية الوطنييية ‪ ،‬وتحييدد طييرق تنفيييذ االلت ي ا بعمييل للنف ي العييا وايقييا‬
‫المنص ييوص عليه ييا في ي الفقي يير الس ييابقة بواس ييطة قاضي ي تطبيي ييق العقوب ييات ال ييذي يق ييي‬
‫المحكو علييه عياد في داةير اختصاصيه أو قاضي تطبييق العقوبيات في محكمية أول‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬رريس سيد كامال – الحبس اصير المدة – المرجع الساب – ص‪.26‬‬
‫‪666‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫درجة الت فصلت ف الموضوع إذا ل يك للمحكو عليه محل إقامة معتاد في فرنسيا‬
‫‪. "...‬‬
‫وقييد قضييت بييه محكميية اليينقض الفرنسييية بييأ مييد العمييل تبييدأ مي وقييت صيييرور‬
‫الحك باإلدانة نهاةيا ‪ ،‬وليس م الوقت الذي يحدد فيه قاضي تطبييق العقوبيات كيفيية‬
‫تنفيذ العمل هذا العمل (‪.)1‬‬

‫الفَع الثاني‬
‫كيفية تنفيذ العمل للمصلحة العامة‬
‫كيفية تنفيذ العمل للمصلحة العامة ‪ ،‬تحديد السلطة‬ ‫الحديث ع‬ ‫يقتض‬
‫على تدابير الرقابة الت نص عليها‬ ‫الوقو‬ ‫المختصة بهذا التحديد ( أوال ) ‪،‬‬
‫القانو لضما تنفيذ العمل للمنفعة العامة على النحو المطلوب ( انيا )‪ .‬وكذا ج ا‬
‫مخالفة قواعد العمل للمصلحة العامة ( ال ا ) ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬السلطة المختصة بتحديد كيفية تنفيذ العمل للمصلحة العامة‬


‫وفقا للماد ‪ 00 – 010‬م قانو العقوبات الفرنس سالفة الذكر ‪ ،‬فإ قاض‬
‫تطبيق العقوبات الذي يتبعه محل إقامة المحكو عليه هو الذي يختص بتحديد كيفية‬
‫مد العمل إذا دعت لذلك‬ ‫تنفيذ االلت ا بالعمل للمصلحة ‪ .‬كما له أيضا أ يوق‬
‫أسباب جدية ذات طاب طب أو عاةل أو مهن أو اجتماع ‪ .‬فإذا ل يك للمحكو‬
‫عليه محل إقامة ف فرنسا يختص بذلك قاض التطبيق ف المحكمة الت أصدرت‬
‫األحداث هو الذي يختص بتحديد نوع‬ ‫الحك ‪ .‬أما بالنسبة لألحداث ‪ ،‬فإ قاض‬

‫‪(1) P couvral op cit P 160.‬‬


‫‪662‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫األعمال المناسبة له لتنفيذ هذ العقوبة (‪.)1‬‬


‫على تنفيذ العمل للمصلحة‬ ‫كما يختص قاض تطبيق العقوبات كذلك باإلش ار‬
‫مسةول ع إدار العمل‬ ‫(‪ ،)2‬وموظ‬ ‫ذلك المساعد االجتماع‬ ‫العامة ‪ ،‬ويعاونه ف‬
‫والرقابة عليه م الناحية الفنية ‪ .‬وم مها هذا األخير التحقق م قيا المحكو عليه‬
‫بتنفيذ العمل خالل المد والساعات الت حددها الحك الصادر بهذ العقوبة ‪ ،‬ويجب عليه‬
‫أ يخطر فو ار قاض تطبيق العقوبات أو ضابط االختبار بأية مخالفة لاللت ا بالعمل أو‬
‫تنفيذ العمل ف حالة‬ ‫أية حاد ة تق م المحكو عليه أو ضد ‪ .‬بل له كذلك أ يوق‬
‫الخطر الحال الذي يتعرض له المحكو عليه أو الغير أو ف حالة الخطأ الجسي ‪ ،‬وف‬
‫هذ الحاالت يتعي عليه أ يبلغ قاض تطبيق العقوبات أو المساعد االجتماع (‪.)3‬‬

‫ثانيا ‪ :‬التدابيَ التي يخضع لها المحكوم عليه‬


‫تنفيذ عقوبة العمل للمصلحة العامة على النحو المطلوب ‪ ،‬خضوع‬ ‫يستل‬
‫المحكو عليه ‪ ،‬خالل مد العمل ‪ ،‬لبعض تدابير الرقابة والمساعد الت تطبق بقو‬
‫فإ هذ التدابير‬ ‫القانو ‪ .‬ووفقا للماد ‪ 88 – 010‬م قانو العقوبات الفرنس‬
‫تتم ل فما يل ‪:‬‬
‫‪ –0‬االستجابة لكافة دعوات قاض تنفيذ العقوبات أو المساعد االجتماع المعي ‪.‬‬
‫‪ –0‬الخضوع للفحوص الطبية الال مة ‪ ،‬وذلك قبل تنفيذ العمل للتأكد م خلو م‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬راميي متيولي القاضيي – عقوبية العميال للمنفعية العامية – المرجيع السياب –‬
‫ص ‪ 71‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )2‬عييدل ن ي المييادة المييلكورة ليصييبح المسيياعد االجتميياعي بييدال م ي ضيياب االيتبييار بموجييح‬
‫القانون رام ‪ 261 – 6111‬الصادر في ‪ 62‬يونيو ‪ 6111‬المادة ‪. 6 – 666‬‬
‫(‪ )3‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬رريس سيد كامال – الحبس اصير المدة – المرجع الساب – ص ‪.29 ، 21‬‬
‫‪661‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫أمراض معدية قد تصيب غير م العاملي ‪ ،‬والتأكد طبيا م قدرته على أدا العمل‬
‫المفروض عليه ‪.‬‬
‫تحول دو أدا العمل‬ ‫العمل أو اإلقامة الت‬ ‫‪ –1‬تبرير أسباب أي تغيير ف‬
‫للمنفعة العامة وفقا للشروط المحدد ‪.‬‬
‫‪ –0‬الحصول على إذ مسبق م قاض تنفيذ العقوبات ألي تحرك م شأنه إعاقة‬
‫تنفيذ العمل للمنفعة العامة وفقا للشروط المحدد ‪.‬‬
‫وتقدي كل المستندات والو اةق المتعلقة‬ ‫‪ –8‬استقبال يارات المساعد االجتماع‬
‫بتنفيذ العقوبة ‪.‬‬
‫إل ذلك أ الماد ‪ 88 – 010‬م قانو العقوبات ‪ ،‬أجا ت لقاض‬ ‫يضا‬
‫الحك أو قاض تطبيق العقوبات أ يفرض على المحكو عليه واحد أو أك ر م‬
‫االلت امات الخاصة المنصوص عليها ف الماد ‪ 08 – 010‬م ذات القانو ‪ ،‬إذا‬
‫ظروفه الشخصية ‪ .‬وتتم ل هذ‬ ‫رأي أنها ال مة لتأهيل المحكو عليه بالنظر إل‬
‫االلت امات فيما يل ‪:‬‬
‫‪ –0‬ممارسة نشاط مهن محدد أو متابعة دراسة أو تكوي مهن ‪.‬‬
‫‪ –0‬تحديد إقامته ف مكا محدد ‪.‬‬
‫مستشف‬ ‫أو العالج ولو ترتب على ذلك اإلقامة ف‬ ‫‪ –1‬الخضوع للفحص الطب‬
‫ألجل العالج ‪.‬‬
‫‪ –0‬تقدي ما ي بت مساهمته ف النفقات األسرية ‪ ،‬أو تقدي ما ي بت ب ار ذمته م‬
‫النفقة المدي بها ‪.‬‬
‫‪ –8‬إصالح األضرار الت ترتبت على ارتكاب الجريمة – بصفة كاملة أو ج ةية –‬
‫حسب ظروفه ‪ ،‬حت ولو ل يصدر حك ف الدعوي المدنية ‪.‬‬

‫‪669‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫المبالغ المستحقة عليه للخ ينة العامة بسبب‬ ‫ذمته م‬ ‫‪ –9‬تقدي ما ي بت ب ار‬
‫الحك الذي صدر ضد وذلك م مراعا ظروفه ‪.‬‬
‫‪ –1‬عد االمتناع ع قياد سيارات معينة تحدد بواسطة قانو السير والمرور‪.‬‬
‫‪ –5‬عد معاود العمل ف النشاط الذي بسببه أو بمناسبته ارتكبت الجريمة ‪.‬‬
‫‪ –6‬االمتناع ع الظهر ف أماك معينة ‪.‬‬
‫‪ –01‬عد الدخول ف أية مراهنة خاصة ف تنظي المراهنات المرخص بها ‪.‬‬
‫‪–00‬عد التردد على حانات الخمور ‪.‬‬
‫‪ –00‬عدد التردد على بعض المحكو عليه خاصة المساهمي ف الجريمة ‪.‬‬
‫‪ –01‬عد الدخول ف عالقة م بعض األشخاص خاصة المجن عليه ‪.‬‬
‫‪ –00‬عد حيا أو حمل السالح ‪.‬‬
‫‪ –08‬ف حالة ارتكاب مخالفة بسبب قياد مركبة ‪ ،‬يتحمل الجان على نفقته دور‬
‫توعية حول السالمة على الطريق ‪.‬‬
‫‪ –09‬االمتناع ع نشر أي كتب أو عمل سمع أو بصري الذي كا الجان ألفه‬
‫أو شارك ف تأليفه ‪ ،‬والذي كا م شأنه كليا أو ج ةيا ارتكاب الجريمة ‪ ،‬واالمتناع‬
‫ع أية مقابالت عامة ترتبط بهذ الجريمة ‪ ،‬وأحكا هذ الفقر ال تطبق ف حالة‬
‫المحكو عليه ف جناية أو جنحة اإليذا العمدي للحيا واالعتدا الجنس واإليذا‬
‫الجنس ‪.‬‬
‫‪ –01‬تسلي األطفال لم له الحضانة بأمر المحكمة ‪.‬‬
‫‪ –05‬أدا دور المواطنة ‪.‬‬
‫‪ –06‬اإلقامة خارج المسك أو إقامة ال وجي ‪ ،‬وعند االقتضا ‪ ،‬االمتناع ع‬
‫الظهور ف المسك أو اإلقامة أو المنطقة المجاور منه مباشر ‪ ،‬ف حالة ارتكاب‬

‫‪661‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫أو ضد‬ ‫جريمة ضد الشريك أو ال وج أو الشريك بموجب اتفاق التضام المدن‬


‫األمر ‪ ،‬الخضوع لدورات‬ ‫أطفاله أو أطفال شريكه أو ال وج أو الشريك ‪ ،‬واذ ل‬
‫حالة ارتكاب‬ ‫صحية أو اجتماعية أو نفسية ‪ ،‬وأحكا هذ الفقر تطبق أيضا ف‬
‫جريمة ع طريق ال وج السابق أو شريك اتفاق التضام المدي ‪ ،‬وف هذ الحالة‬
‫يكو المسك المعي هو الخاص بالمجن عليه ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشار إل أ هذ االلت امات ال تفرض جميعها على المحكو عليه ‪،‬‬
‫تطبيق العقوبات ما ي ار ال ما لتأهيل‬ ‫الحك أو قاض‬ ‫وانما يختار منها قاض‬
‫المحكو عليه واصالحه ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬مخالفة قواعد العمل للمصلحة العامة‬


‫عند الحك بعقوبة العمل للمصلحة العامة ‪ ،‬فإ المحكو عليه قد يقو بتنفيذها‬
‫هذ العقوبة بتنفيذها ‪ .‬ويمك للمحكو عليه أ‬ ‫هذ الحالة تنقض‬ ‫كاملة ‪ ،‬وف‬
‫يستفيد م نظا إعاد االعتبار المنصوص عليه ف المواد ‪ 0 – 11 – 011‬م‬
‫خمس سنوات ‪.‬‬ ‫قانو العقوبات الفرنس ‪ ،‬وذلك بعد مض‬
‫أما إذا أخل المحكو عليه بالت اماته الناجمة ع عقوبة العمل للمنفعة العامة ‪،‬‬
‫‪00 – 010‬‬ ‫الماد‬ ‫فإنه يكو قد ارتكب جريمة مستقلة ‪ ،‬ويعاقب عليها بمقتض‬
‫بالحبس مد سنتي والغرامة ‪ 11111‬يورو ‪ ،‬فضال ع‬ ‫م قانو العقوبات الفرنس‬
‫عقوبة الحرما م بعض الحقوق المدنية (‪.)1‬‬
‫وتجد اإلشار إل أ الماد ‪ 0 – 111‬م قانو اإلج ار ات الجناةية الفرنس‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬ريريس سييد كاميال – تعليي عليى ايانون العقوبيا الفرنسيي الئدييد – القسيم‬
‫العييام – دار النهضيية العربييية – الطبعيية األولييي ‪ – 6771‬ص ‪ 621‬؛ الييدكتورة ‪ /‬صييفا أوتيياني –‬
‫المقال الساب – ص ‪. 621‬‬
‫‪667‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫‪ 6‬مارس ‪ ، 0110‬أجا ت‬ ‫المضافة بالقانو رق ‪ 010 – 0110‬الصادر ف‬


‫لقاض تطبيق العقوبات م تلقا نفسه ‪ ،‬أو بنا على طلب المحكو عليه أو طلب‬
‫المدع العا أ يأمر بقرار مسبب بإبدال عقوبة العمل للمنفعة العامة بعقوبة الغرامة‬
‫اليومية ‪ ،‬ويكو ذلك بعد إج ار جلسة استماع للمحكو عليه وفقا للماد ‪9 – 100‬‬
‫م قانو اإلج ار ات الجناةية ‪ ،‬أو يكو ذلك بدو إج ار جلسة استماع ‪ ،‬شريطة‬
‫موافقة المحكو عليه والنيابة العامة على ذلك " ‪.‬‬
‫للعمل للمنفعة‬ ‫حالة التنفيذ الج ة‬ ‫أنه ف‬ ‫إل‬ ‫كما أشار قانو السجو الفرنس‬
‫العامة ‪ ،‬فإ الج المتبق م العمل يمك أ يستبدل بعقوبة الغرامة اليومية ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للحالة الت يكو فيها العمل للمصلحة العامة ضم إطار الوض تحت‬
‫االختبار ‪ :‬فإنه إذا قا المحكو عليه بتنفيذ كافة االلت امات والتدابير المفروضة عليه ‪،‬‬
‫حددها قاض‬ ‫وبصفة خاصة قيامه بأدا ساعات العمل للمصلحة العامة بالطريقة الت‬
‫تطبيق العقوبات ‪ ،‬فإنه يترتب على ذلك اعتبار الحك كأ ل بقو القانو دونما حاجة إل‬
‫أ يطلب ذلك م قاض الحك أو قاض تطبيق العقوبات (‪.)1‬‬
‫التنفيذ م اإلل ا‬ ‫أما إذا أخل المحكو عليه بااللت امات المفروضة علية نتيجة لوق‬
‫تطبيق العقوبات الذي‬ ‫يخبر قاض‬ ‫المساعد االجتماع‬ ‫بالعمل للمصلحة العامة ‪ .‬فإ‬
‫يمكنه إحالة المحكو عليه إل محكمة الجنح المختصة ‪ ،‬والت يمكنها أ تقض إما ب ياد‬
‫مد العمل ‪ ،‬أو تعديل االلت امات المفروضة على المحكو عليه ‪ ،‬أو تحديد عمل آخر ينفذ‬
‫للمنفعة العامة ‪ ،‬أو إلغا نظا الوض تحت االختبار ‪ ،‬واعاد تنفيذ الحبس كليا أو ج ةيا(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪/‬رامي متولي القاضي – المرجع الساب – ص ‪ 611‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتورة ‪ /‬صفا أوتاني – المقال الساب – ص ‪. 627‬‬
‫‪F.Despartes et F.3 le gunehec le mouveaudroit penal , T 1 droit penal‬‬
‫‪general 1996 P 592.‬‬
‫‪621‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫المبحث الثالث‬
‫الغَامة اليومية‬
‫تمهيد وتقسيْ‬
‫أدت االنتق ييادات التي ي وجهه ييا الفق ييه لعقوب يية الغ ارم يية الجناةي يية التقليدي يية (‪ ،)1‬التي ي‬

‫(‪ )1‬الغرامة هي إلزام المحكوم علي بأن يدفع إلي يزينة الحكومة مبلغا يقدر في الحكم (المادة‬
‫‪ 6/66‬م اانون العقوبا )‪ .‬وتعد الغرامة بللك م العقوبا المالية التي تقوم علي إنقاص الئانح‬
‫اإليئابي م اللمة المالية للمحكوم علي المالية ‪ ،‬وهي بللك تصيح بأذاها المبارر اللمة المالية‬
‫للمحكوم علي ‪.‬‬
‫والغرامة بوصس كونها عقوبة جنايية فإنها تخضع لكافة اواعد العقوبة ‪ .‬فهي تخضع‬
‫لمبدأ الشرعية ‪ ،‬ومبدأ الشخصية ‪ ،‬إذ ال تواع إال علي مرتكح الئريمة ‪ ،‬كما أن يتعي أن يصدر‬
‫بها حكم اضايي ‪ ،‬ويسري علها ما يسري علي العقوبا الئنايية م واس للتنفيل ‪ ،‬والعفو ‪ ،‬والتقادم‬
‫‪ .‬ولما كانع الغرامة عقوبة جنايية فإن تقديرها يئح أن يراعي في جسامة الفعال المرتكح ‪ .‬ودرجة‬
‫اإلةم أو المسئولية و روف الئاني الشخصية كيما تحق الغرض منها ‪.‬‬
‫تقديَ عقوبة الغَامة ‪:‬‬
‫تتسم الغرامة كعقوبة بمزايا متعددة ع غيرها م ساير العقوبا السالبة للحرية م‬
‫عدة نواح أهمها‪:‬‬
‫‪ -6‬إنها ال تؤةر في مركز المحكوم علي االجتماعي ‪ ،‬كما أنها تمتاز علي العقوبا السالبة‬
‫للحرية بأنها تقي المحكوم علي االيتالط بغيرب م المسئوني واحتمال تأةرب بإجرامهم ‪ ،‬كما أنها‬
‫ال تباعد بين وبي مئتمع وال تخل م ةم مشاكال التكيس مع المئتمع م جديد ‪ ،‬وللا فهي يير‬
‫بديال للحبس القصير المدة بنتايئ الضارة ‪.‬‬
‫‪ -6‬إنها عقوبة يمك إصالح الخطأ الناجم ع توايعها ‪ ،‬إذ تقبال الرجوح فيها بغير ضرر جدي‬
‫يلح بالمحكوم علي إذا ما تبي أنها واعع بغير ح ‪.‬‬
‫‪626‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫يتم ل أهمها ف ‪ :‬عد مراعاتها لمبدأ تفريد العقاب ‪ ،‬وعد تناسيبها مي الخطيور الشخصيية‬
‫للمحك ييو علي ييه ‪ ،‬إلي ي أ عمل ييت بع ييض التشي يريعات المقارن يية عل ييى تط ييوير ه ييذ العقوب يية‬
‫وأسلوب تطبيقهيا لتصيبح أك ير م ارعيا لظيرو المحكيو علييه وميوارد الماليية ‪ ،‬وقيد أسيفر‬
‫ذلك ع ظهور نوع جديد م الغرامة يطلق علييه " الغ ارمية اليوميية " ‪ ،‬التي انتشير األخيذ‬
‫بها في العدييد مي التشيريعات المقارنية ‪ ،‬وحققيت العدييد مي النجاحيات في تليك التشيريعات‬
‫الت طبقت فيها ‪.‬‬

‫السالبة‬ ‫‪ -6‬إنها عقوبة ال تكلس الدولة نفقا باهظة لتنفيلها ‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للعقوبا‬
‫=‬ ‫للحرية ‪ ،‬بال علي العكس م ذلك تعود عليها بالربح ‪.‬‬
‫‪ = -6‬إنها أنسح العقوبا علي الئرايم البسيطة ‪ ،‬والئرايم الباع عليها الطمع في مال الغير ‪،‬‬
‫فيكون الئزا فيها م جنس العمال ‪.‬‬
‫ولك الغرامة مع ذلك ال تخلو م عيو ‪ ،‬فقد ايل عليها ‪:‬‬
‫‪ -6‬أن أةرها ال يقتصر علي المحكوم علي وحدب ‪ ،‬بال يتعداب إلي غيرب م أفراد أسرت ‪ ،‬وهو ما‬
‫يشكال مساسا بمبدأ رخصية العقوبة ‪.‬‬
‫ألن ردة واعها تختلس تبعا لثروة المحكوم علي‬ ‫في العقا‬ ‫‪ -6‬أنها ال تحق المساواة بي النا‬
‫ومواردب ‪.‬‬
‫‪ -6‬أنها اد ال تصادف محال في المحكوم علي كما لو فقيرا يعئز ع الوفا بها أو إذا استطاح‬
‫تهريح أموال فال يمك تنفيلها علي ‪ ،‬األمر اللي يؤدي إما إلي تعطيال الحكم الصادر بها وإما إلي‬
‫أن يستبدل بها عقوبة الحبس ‪.‬‬
‫علي أن هلب العيو ليسع مما ال يمك تالفي ‪ ،‬بال يمك التقليال م رأنها بدرجية كبييرة ‪ .‬فييمك‬
‫معالئة عيح عدم المساواة إذا أيل كال م المشرح والقاضي في تقديرهما للغرامة أن تكون متناسيبة‬
‫مع إيراد المحكيوم عليي ‪ .‬ويمكي تخفييس صيعوبا التحصييال بتقسيي الغرامية أو بتخوييال المحكيوم‬
‫علي ح الشغال بما يقابلها ‪ ،‬بحي ال يلئأ إلي الحبس بدال عنهيا إال فيي األحيوال االسيتثنايية التيي ال‬
‫يمك تفاديها ‪.‬‬
‫‪626‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫وسوف ندرس نظام " الغرامة اليومية " باعتباره أحد بدائل الحبس قصير‬
‫المدة في مطلبين ‪ :‬أولهما ‪ ،‬ونخصصه لماهية الغرامة اليومية ‪ .‬وثانيهما ‪ ،‬ونعالج‬
‫فيه النظام القانوني للغرامة اليومية ‪.‬‬

‫‪626‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫المطلب األول‬
‫ماهية الغَامة اليومية‬
‫تعَيف الغَامة اليومية‬
‫عديد ‪:‬‬ ‫عر الفقه نظا الغرامة اليومية أو أيا الغرامة بتعاري‬
‫فقد ذهب البعض إل تعريفها بأنها ‪ " ":‬غرامة ألجل " بمعن أنه إذا كانت‬
‫إل ا المحكو عليه بدف مبلغ الغرامة الذي حددته‬ ‫عقوبة الغرامة التقليدية تقتض‬
‫المحكمة – ف ضو النص القانون الذي يعاقب على الجريمة – إل الخ انة العامة‬
‫ف التاريخ الذي يكو فيه الحك الصادر باإلدانة نافذا ‪ ،‬فإ عقوبة الغرامة اليومية‬
‫األيا م األخذ ف‬ ‫م‬ ‫غرامة يومية خالل عدد معي‬ ‫يفرض القاض‬ ‫أ‬ ‫تعن‬
‫االعتبار دخل المحكو عليه وأعباةه وجسامة الجريمة المرتكبة ‪ ،‬والمبلغ اإلجمال‬
‫عدد أيا الغرامة‬ ‫للغرامة والذي يتكو م حاصل ضرب مبلغ كل يو غرامة ف‬
‫المحدد ف الحك ‪ ،‬ال يكو مستحقا إال ف نهاية مد أيا الغرامة " (‪.)1‬‬
‫وقد عر البعض أيضا بأنها ‪ ":‬إلل ا المحكو عليه بدف غرامة تحدد المحكمة‬
‫قيمتها اليومية ع عدد محدد م األيا تحدد المحكمة أيضا "(‪ .)2‬كما عرفت الغرامية‬
‫اليومية بأنها ‪ ":‬تعن أ يحك القاض على الجان بمبلغ معي يدفعه يوما لمد معينة‬
‫‪ ،‬ويقو الجان بسداد قيمة الغرامة اليومية مضروبة ف أعداد أيا الغرامة المحكو بها‬

‫(‪ )1‬الدكتور‪ /‬ريريس سييد كاميال – الحيبس اصيير الميدة – المرجيع السياب – ص ‪ 11 ، 27‬؛ وراجيع‬
‫كللك في الفق الفرنسي ‪:‬‬
‫الدكتور‪ /‬أحمد عصام الدي مليئي – المرجع الساب – ص ‪. 616‬‬
‫(‪ )2‬الدكتور‪ /‬أحمد عصام الدي مليئي – المرجع الساب – ص ‪. 616‬‬
‫‪626‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫‪ ،‬ف نهاية المد المحدد للغرامة "(‪.)1‬‬


‫كما عرفها البعض كذلك بأنه ‪ ":‬العقوبة المالية أو الغرامة الت يراع القاض‬
‫المحكو عليه االقتصادية م خالل تقدير مقدارها على أساس‬ ‫ف الحك بها ظرو‬
‫المحكو عليه بأ يسددها للخ انة العامة للدولة على عدد‬ ‫جسامة الجريمة وظرو‬
‫م الوحدات المالية الت تدف على مقدار عدد محدد م األيا ويت سدادها ف نهاية‬
‫(‪)2‬‬
‫‪.‬‬ ‫المد المحكو بها "‬
‫فجوهر هذ العقوبة – إذ – يقو على أساس محاولة الوصول إل أكبر قدر‬
‫ممك م الدقة ف الموا مة بي المرك المال للمحكو عليه وبي الغرامة المحكو‬
‫قدرها حسب‬ ‫مصطنعة ( يو ‪ /‬غرامة ) يختل‬ ‫بها عليه ‪ ،‬وذلك م خالل وحد‬
‫المرك المال للمحكو عليه ‪ ،‬وه تتفاوت ف الغالب بي حدي أدن وأقص (‪.)3‬‬

‫نشأُ نظام الغَامة اليومية‬


‫تعتبر عقوبة " الغرامة اليومية " م العقوبات الحدي ة نسبيا ‪ ،‬ويرج الفضل ف‬
‫‪ ، Johan thyren‬الذي‬ ‫ابتداع نظا الغرامة اليومية إل الفقيه السويدي جوها تي ار‬
‫كا قد اقترح – وألول مر – ف مشروع قانو العقوبات السويدي لسنة ‪ 0609‬األخذ‬
‫بنظا الغرامة اليومية ‪ .‬وكانت فنلندا أول دولة تطبق هذا النظا ف سنة ‪، 0600‬‬
‫طبقته ك ير‬ ‫تلتها السويد ف سنة ‪ ، 0610‬والدنمارك ف سنة ف سنة ‪، 0616‬‬

‫(‪ )1‬الدكتور‪ /‬أيم رمضان الزيني – العقوبا السالبة للحرية اصيرة المدة وبدايلها – دراسية مقارنية ‪-‬‬
‫دار النهضة العربية – الطبعة الثانية ‪ – 6112‬ص ‪ 616‬هام رام ( ‪. ) 6‬‬
‫(‪ )2‬الييدكتور‪ /‬رامييي متييولي القاضييي – عقوبيية الغراميية اليومييية – دراسيية مقارنيية – دار النهضيية‬
‫العربية – طبعة ‪ – 6162‬ص ‪. 62‬‬
‫(‪ )3‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬سمير الئنزوري – الغرامة الئنايية – دراسة مقارنة فيي الطبيعيية القانونيية‬
‫للغرامة وايمتها العقابية – المركز القومي للبحوث االجتماعية والئنايية – ‪ – 6719‬ص ‪. 696‬‬
‫‪622‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫ألمانيا والنمسا فقد طبق هذا‬ ‫م الدول م ل كوبا وبولفيا وبيرووكوستكاكا ‪ ،‬أما ف‬
‫النظا ف ‪ ، 0618‬وف النرويج سنة ‪.)1( 0615‬‬
‫وتأ ار بالتشري األلمان أدخل المشرع الفرنس إل قانو العقوبات نظا الغرامة‬
‫اليومية بموجب القانو الصادر ف ‪ 01‬يونيه سنة ‪ ، 0651‬ن وال على مقتضيات‬
‫قانو‬ ‫وذلك باعتبارها بديال للحبس (الماد ‪ 8 – 01‬م‬ ‫مبدأ تفريد العقاب ‪،‬‬
‫الجديد ‪،‬‬ ‫القدي ) ‪ .‬وقد أعاد األخذ بها قانو العقوبات الفرنس‬ ‫العقوبات الفرنس‬
‫‪ 00‬يوليو سنة ‪ 0660‬والمعمول به منذ أول مارس ‪ ، 0660‬ونظ‬ ‫الصادر ف‬
‫أحكامها ف المواد ‪.)2( 08 – 010 ، 6 – 010 ، 8 – 010‬‬
‫ول يأخذ المشرع المصري ف قانو العقوبات بنظا الغرامة اليومية‪.‬‬

‫التمييز بين الغَامة اليومية والغَامة التقليدية‬


‫تتفق الغرامة اليومية م الغرامة الجناةية التقليدية م حيث الطبيعة القانونية‬
‫فكالهما م صور العقوبات المالية الت تصيب الذمة المالية للمحكو عليه بهما ‪.‬‬
‫إال أنهما يختلفا م عد وجو (‪:)3‬‬
‫‪ –1‬من حيث الجوهر‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬عطية مهنا – بدايال العقوبا السالبة للحرية اصيرة المدة – المئلية الئناييية‬
‫القومية – المركز القومي للبحوث االجتماعية والئنايية – المئليد الخيامس والثالةيون – العيدد األول‬
‫– ميييار ‪ – 6776‬ص ‪ 69‬؛ اليييدكتور‪ /‬غنيييام محميييد غنيييام – عليييم اإلجيييرام والعقيييا – دار الفكييير‬
‫والقانون – طبعة ‪ – 6162‬ص ‪. 691‬‬
‫(‪ )2‬انظير ‪ :‬اليدكتور‪ /‬رييريس سييد كامييال – تعيي عليى اييانون العقوبيا الفرنسييي الئدييد – القسييم‬
‫العييام – دار النهضيية العربييية – الطبعيية األولييي ‪ – 6771‬ص ‪ 666‬؛ الييدكتور‪ /‬غنييام محمييد غنييام –‬
‫المرجع الساب – ص ‪. 697‬‬
‫(‪ )3‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬رامي متولي القاضي – عقوبة الغرامة اليومية – المرجع السياب – ص ‪21‬‬
‫وما بعدها ‪.‬‬
‫‪621‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫تتمي الغرامة اليومية ع الغرامة الجناةية التقليدية ‪ ،‬ف أ األول تقو على‬
‫االقتصادية للمحكو عليه وجسامة الجريمة المرتكبة ‪ .‬ف حي أ ال انية‬ ‫تقدير الظرو‬
‫تقو على جسامة الجريمة وأ الجان فحسب ‪ .‬إذ يضطل القاض بمهمة تقديرها ف‬
‫حدود السلطة المخولة له بي‬ ‫الجريمة وف‬ ‫وظرو‬ ‫ضو درجة مسةولية الجان‬
‫االقتصادية للمحكو‬ ‫الحدي األدن واألقص المقرري قانونا ‪ ،‬دو اعتبار للظرو‬
‫عليه ومدي قدرته المالية على تسديد مبلغ الغرامة المحكو به ‪ ،‬وسبل تسديد ‪،‬‬
‫المحكو عليه االقتصادية ‪ ،‬وذلك على‬ ‫وبالتال فإ الحك بها ال يسبقه تقيي لظرو‬
‫االقتصادية للمحكو عليه‪.‬‬ ‫العكس م عقوبة الغرامة اليومية ‪ ،‬الت تراع الظرو‬
‫حساب الغرامة الجناةية التقليدية‬ ‫طريقة كل م‬ ‫ف‬ ‫وقد أ ر هذا االختال‬
‫والغرامة اليومية ‪ .‬فاألول تت على مرحلة واحد ه مرحلة تقديرها والنطق بها م‬
‫قبل القاض ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لعقوبة الغرامة اليومية ‪ ،‬فإ النطق بها يمر بمرحلتي ‪ :‬ف المرحلة‬
‫األول ‪ ،‬يحدد القاض عدد أيا الغرامة طبقا للمبادئ العامة لتحديد العقوبة ‪ .‬وف‬
‫– بصور مستقلة – إمكانيات المحكو عليه لتحديد‬ ‫المرحلة ال انية ‪ ،‬يقي القاض‬
‫يصبح المبلغ الذي يتعي على المحكو عليه دفعه متناسبا‬ ‫قيمة يو الغرامة ‪ ،‬وم‬
‫م صاف دخله (‪.)1‬‬
‫‪ –2‬من حيث ميعاد استحقاقها‬
‫تنفذ األحكا الصادر بعقوبة الغرامة الجناةية التقليدية ‪ -‬كقاعد عامة ‪ -‬بمجرد‬
‫صيرور الحك نهاةيا ‪ .‬بيد أ المشرع المصري قد خرج على هذ القاعد بأ نص ف‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬عطية مهنا – المقال الساب – ص ‪ 61 ، 69‬؛ الدكتور‪ /‬سمير الئنيزوري –‬
‫الغرامة الئنايية ‪ -‬المرجع الساب – ص ‪. 691‬‬
‫‪629‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫الماد ‪ 091‬م قانو اإلج ار ات الجناةية على تنفيذ األحكا الصادر بالغرامة فور‬
‫صدورها ولو م حصول استةنافها ‪ .‬أما بالنسبة للغرامة اليومية فإ األحكا الصادر بها‬
‫ال تنفذ إال ف نهاية مد أيا الغرامة ‪ ،‬على النحو الذي قررته الماد ‪ 08 – 010‬م‬
‫قانو العقوبات الفرنس ‪.‬‬

‫القيمة العقابية للغَامة اليومية‬


‫يتضح مما تقد ‪ ،‬أ نظا الغرامة اليومية له م ايا عديد تتم ل ف أ تحديد‬
‫الغرامة يكو منطقيا ومعقوال وأك ر عدال ‪ ،‬فهو يعكس بجال حالة المحكو عليه‬
‫فهو يتالف مساوئ عقوبة الغرامة ف صورتها التقليدية ‪ .‬كما‬ ‫االقتصادية ‪ ،‬وم‬
‫مجال اإلج ار االقتصادي‬ ‫أ فرض الحد األعلى يجعل العقوبة شديد الفعالية ف‬
‫وضد المجرمي ذوي ال ار الفاحش ‪ .‬فقد سبق لمحكمة ميونخ بألمانيا االتحادية أ‬
‫جلسة واحد على عامل ومدير مرسسة لمخالفتهما قواني المرور بعقوبة‬ ‫قضت ف‬
‫فرنك ‪ ،‬وبالنسبة‬ ‫الغرامة اليومية ‪ ،‬وكا مقدار هذ الغرامة بالنسبة لألول ‪ 1‬آال‬
‫الشرطة أ العامل مت وج وأب‬ ‫فرنك ‪ ،‬إذ اتضح للمحكمة م مل‬ ‫لل ان ‪ 09‬أل‬
‫راتبا‬ ‫راتبا شهريا قدر ‪ 0511‬مارك ‪ ،‬بينما المدير يتقاض‬ ‫ل ال ة أطفال ويتقاض‬
‫‪ .‬وبذلك تتضح عدالة هذ العقوبة‬ ‫شهريا ‪00111‬مارك ‪ ،‬ومت وج وله طفال‬
‫وفعاليتها (‪.)1‬‬
‫وم جهة أخري ‪ ،‬فقد أدي األخذ بعقوبة الغرامة اليومية كبديل للعقوبة السالبة‬
‫السجو بنسبة كبير ‪،‬‬ ‫نتاةج إيجابية ‪ ،‬فقد انخفض عدد المسجوني ف‬ ‫للحرية إل‬
‫الذي ابتغا المشرعو الذي تبنوا فكر األخذ بها ‪،‬‬ ‫وبالتال فإ هذ العقوبة تحقق الهد‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬عطية مهنا – المقال الساب – ص ‪. 61‬‬


‫‪621‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫وهو الحد م العقوبات السالبة للحرية قصير المد ‪.‬‬


‫غير أ البعض قد ذهب إل أ نظا الغرامة اليومية يعيبه أنه يتطلب جها‬
‫يت تقسي هذا الدخل على ال ي أو واحد و ال و‬ ‫لتحديد دخل المته ف الشهر ‪،‬‬
‫يوما وه عدد أيا الشهر وذلك لتحديد قيمة ما يكسبه هذا الشخص ‪ .‬كما أنه عملية‬
‫حساب الدخل الشهري لبعض المتهمي ليست باألمر الهي ال سيما ذوي المه الحر‬
‫منه ‪ ،‬لذا فإ بعض الدول تتردد ف قبول نظا الغرامة اليومية (‪.)1‬‬
‫والواق أ هذ العيوب ال تنال م الفواةد الت يمك أ تستفيد منها السياسة‬
‫العقابية ف مواجهة العقوبات السالبة للحرية ‪ ،‬وباألخص قصير المد منها ‪ ،‬ويمك‬
‫التغلب عليها بتدريب القضا على عملية حساب الغرامة اليومية م جانب ‪ ،‬وانشا‬
‫جها للتحري ع دخول بعض المتهمي م ذوي المه الحر ‪ ،‬أو الذي يجمعو‬
‫بي الوظيفة واألعمال الحر ‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬غنام محمد غنام – المرجع الساب – ص ‪. 697‬‬


‫‪627‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫المطلب الثاني‬
‫النظام القانوني للغَامة اليومية‬
‫في فَنسا‬
‫أوال ‪ :‬وضع عقوبة الغَامة اليومية في القانون الفَنسي‬
‫يقرر المشرع الفرنس عقوبة الغرامة اليومية كعقوبة بديلة للحبس ف الجنح ‪،‬‬
‫بعض الجراة ‪ ،‬فضال ع ذلك فإ عقوبة الغرامة‬ ‫كما يعتبرها عقوبة تكميلية ف‬
‫اليومية يمك أ تكو بديال لعقوبة العمل لخدمة المصلحة العامة‪ .‬وفيما يل سنتناول‬
‫صور الغرامة اليومية ف فرنسا على النحو التال ‪:‬‬

‫‪ -1‬الغرامة اليومية كعقوبة بديلة للحبس‬


‫الجديد نطاق تطبيق‬ ‫حددت الماد ‪ 8 – 010‬م قانو العقوبات الفرنس‬
‫عقوبة الغرامة اليومية ‪ ،‬وضوابط تطبيقها بقولها ‪ " :‬إذا كانت الجنحة معاقبا عليها‬
‫بالحبس ‪ ،‬يجو للمحكمة أ تقض بعقوبة الغرامة اليومية بأ يدف المحكو عليه‬
‫للغرامة اليومية لمد عدد معي م األيا إل‬ ‫المبلغ اإلجمال الذي يحدد القاض‬
‫الخ انة العامة للدولة ‪ .‬ويتحدد مبلغ كل يو م أيا الغرامة م مراعا دخل المته‬
‫يورو ‪ ،‬كما يتحدد عدد أيا الغرامة بالنظر إل‬ ‫وأعباةه ‪ ،‬وال يجو أ ت يد على أل‬
‫الجريمة ‪ ،‬وال يجو أ ت يد على ال ماةة وستي يوما " ‪.‬‬ ‫ظرو‬
‫وعلى ذلك فإنه يتعي على القاض عند تحديد مبلغ الغرامة اليومية أ يأخذ‬
‫ف اعتبار دخل المته وأعبار ‪ ،‬كما يجب عليه تحديد لعدد أيا الغرامة أ يراع‬

‫‪611‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫يورو ‪ .‬كما يجب على القاض‬ ‫الجريمة ‪ .‬بشرط أال ي يد هذا المبلغ ع أل‬ ‫ظرو‬
‫جسامة الجريمة المرتكبة ‪ .‬بشرط أال يجاو‬ ‫عند تحديدعدد أيا الغ ارمة أ يراع‬
‫ال ماةة وستي يوما ‪ .‬وبالتال فإ الحد األدن لهذ العقوبة هو واحد يورو ‪ ،‬والحد‬
‫هو ‪ 911 ، 111‬يورو (أي ‪ 0111‬يورو ‪191 x‬يوما) فقيمة عقوبة‬ ‫األقص‬
‫الغرامة اليومية تنتج م حاصل ضرب قيمة اليو ‪ x‬عدد أيا الغرامة (‪.)1‬‬
‫وم ناحية أخري ‪ ،‬فإ نطاق تطبيق عقوبة الغرامة اليومية يقتصر على الجنح‬
‫المعاقب عليها بالحبس ‪ ،‬فيستبعد م هذا النطاق الجنايات نظ ار لجسامتها وخطورتها‬
‫تفادي إمكا حبس مرتكب المخالفة عند‬ ‫تقتض‬ ‫‪ ،‬والمخالفات نظ ار لبساطتها الت‬
‫عد دفعه الغرامة اليومية المستحقة عليه ‪ .‬كما يستبعد أيضا م نطاق تطبيق الغرامة‬
‫اليومية الجنح المعاقب عليها بالغرامة وحدها (‪.)2‬‬
‫‪ – 2‬الغرامة اليومية كعقوبة تكميلية‬
‫جعل المشرع الفرنس عقوبة الغرامة اليومية عقوبة تكميلية ف بعض الجراة‬
‫حالة سكر ‪ ،‬وجريمة‬ ‫قانو المرور ‪ .‬م ل جريمة القياد ف‬ ‫المنصوص عليها ف‬
‫الهروب ‪ ،‬وحالة العود إل جريمة القياد بدو ترخيص ‪.‬‬
‫وقد ذهب جانب م الفقه إل أ نص الماد ‪ 8 – 010‬م قانو العقوبات‬
‫الذكر ‪ ،‬ال يمن القاض م أ يحك بهذ العقوبة ‪ ،‬إل جانب عقوبة‬ ‫الفرنس سال‬
‫التنفيذ أو كا تنفيذ عقوبة‬ ‫الحبس ‪ .‬م ال ذلك أ يكو الحك بالحبس مشموال بوق‬
‫هذ‬ ‫‪ .‬وف‬ ‫الحبس غير ممك نتيجة تطبيق قاعد خص مد الحبس االحتياط‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬رامي متولي القاضي – عقوبة الغرامة اليومية – المرجع السياب – ص ‪11‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬رريس سيد كامال – الحبس اصير المدة – المرجع الساب – ص ‪.16 ، 16‬‬
‫‪616‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫الحاالت تعتبر الغرامة عقوبة تكميلية ‪ .‬بينما ذهب جانب آخر – وبحق ‪ -‬إل أ‬
‫م أجلها تبن‬ ‫جوا الجم بي الغرامة اليومية والحبس يتعارض م الحكمة الت‬
‫المشرع هذا النظا ‪ ،‬وه تجنب اآل ار الضار لعقوبة الحبس قصير المد (‪.)1‬‬

‫‪ – 3‬الغرامة اليومية كعقوبة بديلة لعقوبة العمل للمصلحة العامة‬


‫المضافة‬ ‫قانو اإلج ار ات الجناةية الفرنس‬ ‫أجا ت الماد ‪ 0 – 111‬م‬
‫تطبيق‬ ‫‪ 6‬مارس ‪ ، 0110‬لقاض‬ ‫رق ‪ 010 – 0110‬الصادر ف‬ ‫بالقانو‬
‫العقوبات م تلقا نفسه ‪ ،‬أو بنا على طلب المحكو عليه أو طلب المدع العا أ‬
‫يأمر بقرار مسبب بإبدال عقوبة العمل للمنفعة العامة بعقوبة الغرامة اليومية ‪ ،‬ويكو‬
‫قانو‬ ‫ذلك بعد إج ار جلسة استماع للمحكو عليه وفقا للماد ‪ 9 – 100‬م‬
‫اإلج ار ات الجناةية ‪ ،‬أو يكو ذلك بدو إج ار جلسة استماع ‪ ،‬شريطة موافقة‬
‫المحكو عليه والنيابة العامة على ذلك " ‪.‬‬
‫كما أشار قانو السجو الفرنس إل أنه ف حالة التنفيذ الج ة للعمل للمنفعة‬
‫العامة ‪ ،‬فإ الج المتبق م العمل يمك أ يستبدل بعقوبة الغرامة اليومية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬جزاء عدم الوفاء بالغَامة اليومية‬


‫وفقا للماد ‪ 08 – 010‬م قانو العقوبات الفرنس ‪ ،‬فإ المبلغ اإلجمال‬
‫للغرامة اليومية يكو مستحقا ف نهاية المد المطابقة لعدد أيا الغرامة المحكو بها ‪،‬‬
‫أصدرت الحك أ يت تقسيط مبلغ الغرامة اليومية إذا دعت‬ ‫ويجو للمحكمة الت‬

‫(‪ )1‬انظر عرض هلب اآلرا لدي ‪ :‬الدكتور‪ /‬رريس سيد كاميال – الحيبس اصيير الميدة – المرجيع‬
‫الساب – ص ‪ 16‬؛ الدكتور‪ /‬رامي متولي القاضي – المرجع الساب – ص‪. 17 ، 11‬‬
‫‪616‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬البدائل الحديثة للحبس قصيَ المدُ‬

‫لذلك مبررات جدية ذات طاب طب أو عاةل أو مهن أو اجتماع ‪.‬‬


‫ويترتب على عد وفا المحكو عليه بمبلغ الغرامة اليومية كليا أو ج ةيا حبس‬
‫عدد أيا الغرامة الت ل يت دفعها ‪ ،‬وينفذ كما ف‬ ‫المحكو عليه لمد تساوي نص‬
‫اإلك ار البدن ‪ ،‬ويردي تنفيذ هذا الحبس إل إب ار ذمة المحكو عليه ‪.‬‬

‫‪616‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫الفصل الثاني‬
‫البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫‪616‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫تقسيْ‬
‫نتناول ف هذا الفصل بعض البداةل التقليدية للحبس قصير المد ‪ ،‬وهذ‬ ‫سو‬
‫‪ .‬على أ يكو ذلك م‬ ‫تنفيذ العقوبة ‪ ،‬واالختبار القضاة‬ ‫‪ :‬إيقا‬ ‫البداةل ه‬
‫خالل مبح ي على النحو التال ‪:‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬وقف تنفيذ العقوبة ( تعليق تنفيذ األحكام على شرط ) ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الوضع تحت االختبار ( االختبار القضائي ) ‪.‬‬

‫‪612‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫المبحث األول‬
‫وقف تنفيذ العقوبة‬
‫( تعليق تنفيذ األحكام علي شَط )‬
‫تمهيد وتقسيْ‬
‫‪ ،‬إذ ترد‬ ‫القانو الجناة‬ ‫ل يعد مبدأ حتمية العقوبة م المبادئ المطلقة ف‬
‫األسمى للسياسة الجناةية‬ ‫إل تحقيق الهد‬ ‫عليه العديد م االست نا ات الت تهد‬
‫المعاصر ‪ ،‬وهو تأهيل المحكو عليه واصالحه ودمجه اجتماعيا ‪ .‬وقد كا م نتاج‬
‫ذلك أ افترقت المسةولية الجناةية ع العقوبة ول يعودا صنوا كما كا ‪ .‬إذ قد‬
‫ي بت ارتكاب الجريمة وتتوافر كافة مقوماتها وت بت مسةولية المته عنها ‪ ،‬وعلى الرغ‬
‫م ذلك ال يطبق عليه العقاب المقرر لها ‪ ،‬فقد يستفيد المته م مان عقاب أو عفو‬
‫خاص ‪ ،‬وقد يت التهديد بالعقوبة دو تنفيذها بالفعل ؛ كما هو الشأ ف عد أنظمة‬
‫‪Couple‬‬ ‫الفصل بي‬ ‫هذ الحاالت يتجل‬ ‫تنفيذ العقوبة ‪ .‬فف‬ ‫منها نظا وق‬
‫المسةولية والعقوبة ‪.‬‬
‫حل مشكلة العقوبات السالبة‬ ‫تنفيذ العقوبة يلعب دو ار بار ا ف‬ ‫ونظا وق‬
‫للحرية ‪ ،‬وعلى وجه الخصوص القصير األمد منها ‪.‬‬
‫تنفيذ العقوبة أو تعليق تنفيذ األحكا على‬ ‫نقو بدراسة هذا نظا وق‬ ‫وسو‬
‫شرط على ضو المطالب اآلتية ‪:‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬ماهية وقف تنفيذ العقوبة ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬شروط وقف تنفيذ العقوبة ‪.‬‬

‫‪611‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬سلطة القاضي في إصدار األمر بإيقاف التنفيذ ‪ ،‬وبيان مدته‪.‬‬
‫المطلب الَابع ‪ :‬أثر الحكم بوقف التنفيذ ‪.‬‬
‫المطلب الخامس ‪ :‬إلغاء وقف التنفيذ ‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫ماهية وقف تنفيذ العقوبة‬
‫التعَيف به‬
‫تنفيذ العقوبة هو نظا يسمح للقاض أ يستعمل سلطته ف تعليق تنفيذ‬ ‫وق‬
‫خالل فتر يحددها القانو تعتبر بم ابة فتر تجربة أو اختبار‬ ‫العقوبة عل شرط موق‬
‫للمحكو عليه (‪ .)1‬ومردي هذا النظا أنه وبعد أ ت بت الجريمة ضد المته ‪ ،‬يصدر‬
‫يأمر‬ ‫يحاك بشأنها ‪،‬‬ ‫حكمه عليه بالعقوبة المقرر قانونا للجريمة الت‬ ‫القاض‬
‫تنفيذها خالل مد معينة م ال م تكو بم ابة اختبار للمحكو عليه ‪ ،‬فإذا‬ ‫بإيقا‬
‫التنفيذ ونفذ فيه العقوبة المحكو‬ ‫عاد إل ارتكاب جريمة خالل تلك المد ألغ وق‬
‫بها (‪ .)2‬أما إذا انقضت هذ المد دو أ يرتكب المحكو عليه أية جريمة أعف‬
‫نهاةيا م تنفيذ العقوبة واعتبر الحك الصادر ضد كأ ل يك (‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬محمود نئيح حسني – ررح ايانون العقوبيا – القسيم العيام – دار النهضية‬
‫العربية – طبعة ‪ –6166‬ص ‪ 721‬؛ الدكتور‪ /‬رمسيس بهنام ‪ ،‬الدكتور‪ /‬على عبد القادر القهوجي –‬
‫علم اإلجيرام والعقيا – منشيأة المعيارف باإلسيكندرية – بيدون تياريخ نشير – ص ‪ 666‬؛ اليدكتور‪/‬‬
‫إدوار غالي اللهبي – المرجع الساب – ص ‪.616‬‬
‫‪2‬‬
‫‪( ) G. stefami et G. levaseurdroit penal general gemes edition 1976‬‬
‫‪P 506.‬‬
‫(‪ )3‬راجع ‪ :‬اليدكتور‪ /‬عمير سيالم – مالميح جدييدة لنظيام وايس التنفييل فيي القيانون الئنيايي – دار‬
‫النهضة العربية – الطبعة الثالثة ‪. 6166‬‬
‫‪619‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫التنفيذ ف مصر ألول مر سنة ‪ 0610‬نقال ع القانو‬ ‫وقد أدخل نظا وق‬
‫التشري‬ ‫التنفيذ ف‬ ‫نظا وق‬ ‫‪ ، 0560‬ويعود الفضل لتبن‬ ‫الصادر ف‬ ‫الفرنس‬
‫السيناتور " بيرناجير " والذي قدمه م‬ ‫عضو مجلس الشيوخ الفرنس‬ ‫إل‬ ‫الفرنس‬
‫خالل مشروع بقانو ما لبث أ تبنا المشرع الفرنس بالقانو الصادر ف ‪ 09‬مارس‬
‫‪. 0560‬‬
‫التنفيذ ف قانو العقوبات الحال المواد م ‪ 88‬إل ‪86‬‬ ‫وتنظ أحكا وق‬
‫الباب ال ام م الكتاب األول م قانو العقوبات تحت عنوا "‬ ‫وقعت ف‬ ‫الت‬
‫تعليق تنفيذ األحكا عل شرط " ‪.‬‬

‫مبَراته ‪:‬‬
‫هذا النظا الذي يعد صور م صور تطبيق العقوبة ف إطار السلطة‬ ‫يهد‬
‫م المجرمي يمك إصالحه خارج السج ‪ .‬إذ‬ ‫التقديرية للقاض إل مراعا صن‬
‫ك ي ار ما يبدو للقاض أ الجان قد تورط ف ارتكاب الجريمة وأ ماضيه الحس يدل‬
‫عل أنه ل يعود إل اإلج ار ‪ ،‬وأنه ال فاةد م توقي العقوبة عليه ‪ ،‬بل قد ينج‬
‫عل تنفيذها ضرر بالغ ‪ ،‬فقد يترتب عل إدخاله السج أضرار تفوق إصالحه تتم ل‬
‫ف اختالطه بالمجرمي وأرباب السوابق وتأ يره السئ عليه ‪ ،‬وقد قيل ف ذلك " إ‬
‫التنفيذ أسلوب كفاح ضد العود " (‪ ،)1‬ذلك أل إبعاد المجر المبتدئ أو المجر‬ ‫وق‬
‫بالصدفة ع وسط السجو المفسد هو وقاية له م تأ ير عوامل قد تقود إل جريمة‬

‫‪(1) Bouzat et J.pimateltraite de droit penal et criminalagie , dalloyparis‬‬


‫‪edition 1970 T.1 P 633 sixeme edition gujas 1987 P760.‬‬
‫‪611‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫تماديه ف‬ ‫تالية (‪ .)1‬وم ناحية أخري فإ إعفاةه نهاةيا م العقاب قد يردي إل‬
‫الردع المطلوب ‪ .‬وم أجل ذلك تأخذ التشريعات‬ ‫اإلج ار بما ال يتحقق معه معن‬
‫المختلفة بنظا تهديد مرتكب الجريمة بتوقي العقوبة عليه إذا عاد مخالفة القانو‬
‫مستقبال (‪.)2‬‬

‫صور وقف التنفيذ ‪:‬‬


‫التنفيذ البسيط ‪،‬‬ ‫التنفيذ ‪ ،‬وأصبح له الث صور ه ‪ :‬وق‬ ‫تطور نظا وق‬
‫بالعمل‬ ‫التنفيذ المقتر بالتكلي‬ ‫التنفيذ المقتر بالوض تحت االختبار ‪ ،‬ووق‬ ‫ووق‬
‫للصالح العا (‪.)3‬‬

‫وقف التنفيذ البسيط ‪:‬‬


‫يوق‬ ‫الفرض في وقف التنفيذ في صورته البسيطة ‪ ،‬أن فترة التجربة الت‬
‫يفرض‬ ‫فيها تنفيذ العقوبة يكو المحكو عليه فيها غير محمل بأي الت ا إيجاب‬
‫عليه ‪ ،‬بل أنه محمل بالت ا سلب هو االمتناع ع ارتكاب جريمة خالل هذ الفتر ‪.‬‬
‫التنفيذ‬ ‫التنفيذ يتمي بالسلبية ‪ .‬وهذ الصور التقليدية لوق‬ ‫ولهذا يقال بأ نظا وق‬

‫(‪ )1‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬محمييود نئيييح حسييني – المرجييع السيياب – ص ‪. 716 ، 711‬؛ الييدكتور‪/‬‬
‫رمسيس بهنام ‪ ،‬على عبد القادر القهوجي – منشأة المعارف باإلسكندرية – بدون تاريخ طبيع – ص‬
‫‪. 666‬‬
‫(‪ )2‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬محمييود مصييطفي –– رييرح اييانون العقوبييا – القسييم العييام – دار مطييابع‬
‫الشييعح – الطبعيية الرابعيية ‪ – 6716‬ص ‪ 216‬؛ الييدكتور‪ /‬عميير سييالم – مالمييح جديييدة لنظييام واييس‬
‫التنفيل في القانون الئنايي – المرجع الساب – ص ‪ 69‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )3‬الدكتور‪ /‬حسام الدي محمد أحمد سلطا القاضي المصري والفرنسي اي واس تنفييل العقوبية‬
‫– دراسة في ضو اانون العقوبا الفرنسي الئديد وحكم المحكمية الدسيتورية العلييا فيي مصير ‪/ 6‬‬
‫‪ – 6771 /1‬بدون دار نشر وتاريخ طبع – ص ‪. 61 ، 69‬‬
‫‪Jeamchazal , le surisconditionmeldanslegislationfrancaise 1971 P1ets‬‬
‫‪617‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫كل م فرنسا ومصر(‪.)1‬‬ ‫‪ ،‬ه الت توجد ف‬


‫التنفيذ البسيط ع نظا الوض تحت االختبار أو ما يطلق عليه‬ ‫وق‬ ‫ويختل‬
‫الفقه العرب " االختبار القضاة " ‪ ،‬حيث يكو المته محمال بعد الت امات إيجابية ‪،‬‬
‫محاكمته ويرجل النطق‬ ‫إذ بعد أ يت بت القاض م نسبة الجريمة إل المته توق‬
‫بالعقوبة ‪ ،‬ويأمر بوضعه تحت االختبار فتر معينة يعهد به خاللها إل شخص معي‬
‫ويتعهد بمراعا الت امات معينة ‪ ،‬فهو ذو طبيعة إيجابية ‪ .‬فإذا‬ ‫يتوال بالرعاية واإلش ار‬
‫نجح المته ف هذا االختبار صر النظر ع محاكمته نهاةيا ع الجريمة الت أوقفت‬
‫محاكمته عنها ‪ .‬أما إذا أخل بالت اماته أخذت المحاكمة مجراها العادي ‪ .‬وتمتد جذور‬
‫هذا النظا إل النظا األنجلوأمريك ‪ .‬كما تأخذ به بعض الدول األوربية الت يسودها‬
‫تنفيذ العقوبة ‪ .‬ويتمي نظا الوض تحت االختبار بأنه يحول دو‬ ‫أساسا نظا وق‬
‫خدش سمعة المته بحك يصدر بإدانته ‪ ،‬ولك يعاب عليه أ عد صدور حك‬
‫باإلدانة عل الخاض له ال يحقق الردع الكاف له ‪ ،‬فضال ع أ إرجا المحاكمة قد‬
‫يردي إل صعوبات تتعلق بأدلة اإلدانة ومدي وضوحها إذا ما روة العود إليها مر‬
‫أخري بسبب إخالل المته بالت اماته (‪.)2‬‬
‫‪ – 2‬وقف التنفيذ المقترن بالوضع تحت االختبار ‪:‬‬
‫فرنسا سنة‬ ‫التنفيذ م الوض تحت االختبار ‪ ،‬فقد طبق ف‬ ‫أما نظا وق‬
‫النظا‬ ‫هذا النظا يستمد جذور مما هو متب ف‬ ‫أ‬ ‫الرغ م‬ ‫‪ ، 0685‬وعل‬

‫(‪ )1‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬أحمييد فتحييي سييرور – الوسييي فييي اييانون العقوبييا – القسييم العييام – دار‬
‫النهضة العربية – طبعية ‪ – 6162‬ص ‪ 6169‬؛ اليدكتور‪ /‬عمير سيالم – مالميح جدييدة لوايس التنفييل‬
‫في القانون الئنايي – المرجع الساب ‪ -‬ص ‪. 66 ، 61‬‬
‫(‪ )2‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬محمييود مصييطفي – المرجييع السيياب – ص ‪ 212 ، 216‬؛ الييدكتور‪ /‬محمييد‬
‫أبو العال عقيدة – المرجع الساب – ص ‪. 696 ، 696‬‬
‫‪691‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫التنفيذ م الوض تحت‬ ‫الجوهري بي نظا وق‬ ‫األنجلوأمريك ‪ ،‬إال أ االختال‬


‫االختبار ف فرنسا ونظا الوض تحت االختبار ف إنجلت ار وأمريكا ‪ ،‬يتم ل ف أ‬
‫تنفيذها خالل فتر‬ ‫النظا األول المطبق ف فرنسا يت إصدار الحك بالعقوبة م وق‬
‫معينة م فرض مجموعة م تدابير الرقابة والمساعد عل المحكو عليه ‪ ،‬فالمحكو‬
‫بالقيا بعمل إيجاب هو االلت امات الت‬ ‫تنفيذ عقوبة الحبس يلت‬ ‫عليه ف فتر وق‬
‫تفرضها عليه التدابير المذكور ‪ ،‬فإذا انقضت هذ الفتر دو أ يرتكب جريمة جديد‬
‫االلت امات المفروضة عليه أعتبر الحك كأ ل يك ‪ .‬أما نظا االختبار‬ ‫ول يخال‬
‫المحاكمة ‪،‬‬ ‫األنجلوأمريك ‪ ،‬فإنه يت قبل صدور الحك إذ يترتب عل األخذ به وق‬
‫ل ي بت جدارته بذلك أعيدت‬ ‫يوض المته تحت االختبار لفتر محدد ‪ ،‬فإ‬
‫محاكمته لتصدر عليه المحكمة الحك المالة (‪.)1‬‬
‫التنفيذ م الوض تحت االختبار ف فرنسا استبعاد‬ ‫وال يعن األخذ بنظا وق‬
‫جنب م اآلخر ‪ ،‬م‬ ‫التنفيذ البسيط ‪ ،‬فكال النظامي يطبق جنبا إل‬ ‫نظا وق‬
‫الذي م أجله وض ‪.‬‬ ‫احتفاظ كل منهما بمجال تطبيقه والهد‬
‫‪ – 3‬وقف التنفيذ المقترن بااللتزام بالعمل للمنفعة العامة ‪:‬‬
‫التنفيذ طبقت ف فرنسا بموجب القانو الصادر ف‬ ‫وهذ الصور الجديد لوق‬
‫‪ 01‬يونيه سنة ‪ ، 0651‬وقد استقر هذا النظا بعد تردد ف قانو العقوبات ( المواد‬
‫تنفيذ العقوبة م إل ا‬ ‫بوق‬ ‫م ‪ 80 -010‬وما بعدها ) ‪ .‬وفيه يحك القاض‬

‫(‪ )1‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬عميير سييالم – مالمييح جديييدة لواييس التنفيييل فييي القييانون الئنييايي – المرجييع‬
‫الساب – ص ‪ 62 ، 66‬؛ اليدكتور‪ /‬محميد أبيو العيال عقييدة – المرجيع السياب – ص ‪، 696 ، 696‬‬
‫الدكتور‪ /‬حسام الدي محمد أحمد – سلطا القاضي المصيري والفرنسيي فيي وايس تنفييل العقوبية –‬
‫المرجع الساب – ص ‪. 621‬‬
‫‪696‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫المحكو عليه بالعمل للمنفعة العا خالل مد معينة ‪ ،‬وقد اعتبر المشرع المد الت‬
‫يت خاللها تنفيذ العمل بم ابة فتر اختبار ‪ .‬وعل الرغ م اقتراب هذا النظا م وق‬
‫التنفيذ م الوض تحت االختبار ‪ ،‬إال أنه يفترق عنه م عد نواح أهمها ضرور‬
‫رضا المحكو عليه به (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬أنظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬عمر سالم – المرجع الساب – ص ‪ 619‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪696‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫المطلب الثاني‬
‫شَوط وقف تنفيذ العقوبة‬
‫تنفي ي ييذ العقوب ي يية بقوله ي ييا ‪:‬‬ ‫أجمل ي ييت الم ي يياد ‪ 88‬مي ي ي ق ي ييانو العقوب ي ييات ش ي ييروط وقي ي ي‬
‫" يجو للمحكمة عند الحكي في جنايية أو جنحية بالغ ارمية أو الحيبس ميد ال ت ييد عي سينة‬
‫تنفيذ العقوبة إذا رأت م أخالق المحكيو علييه أو ماضييه‬ ‫أ تأمر ف نفس الحك بإيقا‬
‫أو سينه أو الظيرو التي ارتكبيت فيهيا الجريميية ميا يبعيث علي االعتقياد بأنيه لي يعيود إلي‬
‫التنفيذ " ‪.‬‬ ‫مخالفة القانو ‪ .‬ويجب أ تبي أسباب إيقا‬
‫‪،‬‬ ‫ييالث طواةي ي‬ ‫التنفي ييذ إلي ي‬ ‫وبن ييا علي ي ه ييذا ال يينص يمكي ي رد ش ييروط وقي ي‬
‫بعضها يتعلق بالمحكو عليه والبعض اآلخر يتعلق بالجريمة التي يجيو الحكي بوقي‬
‫تنفيذ عقوبتها ‪ ،‬وبعضها يتعلق بالعقوبة المحكو بها (‪.)1‬‬

‫أوال ‪ :‬الشَوط المتعلقة بالجاني ‪:‬‬


‫تنفيذ العقوبة المحكو بهيا علييه ‪ ،‬لي تشيترط المياد ‪ 88‬مي‬ ‫لك يستحق الجان وق‬
‫قييانو العقوبييات سييوي أ يكييو لييه مي أخالقييه أو ماضيييه أو سيينه أو الظييرو التي ارتكبييت‬
‫فيهيا الجريمية ميا يبعييث علي االعتقياد بأنيه لي يعيود إلي مخالفية القييانو ‪ ،‬ويقصيد بكيل ذلييك‬
‫انتفييا الخطييور اإلجرامييية للجييان ‪ ،‬وأ مجييرد خضييوعه إج ي ار ات التحقيييق والمحاكميية قض ي‬
‫عل احتمال عودته إل اإلج ار (‪.)2‬‬
‫وال يتطلب القانو ف الجان أ يكو مجرما مبتدةا ‪ ،‬بمعن أ األمر بوق‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬أستاذنا الدكتور‪ /‬حسام اليدي محميد أحميد – ريرح مبياد عليم العقيا الئنيايي – دار‬
‫النهضة العربية – بوم تاريخ طبع – ص ‪. 676‬‬
‫(‪ )2‬الدكتور‪ /‬رمسيس بهنيام –النظريية العامية للقيانون الئنيايي‪ ،‬منشيأة المعيارف‪ ،‬الطبعية الثالثية‪،‬‬
‫‪ –6779‬ص ‪. 6616‬‬
‫‪696‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫التنفيذ جاة بغض النظر ع سوابق الجان أي حت لو كا عاةدا ‪ .‬وقد قدر الشارع‬
‫ع غلبة‬ ‫جراةمه عل تورطه فيها وتكش‬ ‫بذلك أ بعض العاةدي قد تدل ظرو‬
‫احتمال تأهيله دو تنفيذ العقوبة فيه ‪.‬‬
‫وقد كا قانو العقوبات القدي لسنة ‪ 0610‬يشترط أال يكو قد سبق الحك عل‬
‫الجان بعقوبة جناية أو بالحبس مد ت يد عل أسبوع ‪ ،‬وقد رف قانو العقوبات الحال‬
‫هذا القيد ‪ .‬وقد جا ف المذكر اإليضاحية لقانو العقوبات الحال تعليال لذلك " وقد ترك‬
‫األمر لفطنة القاض وحس تقدير فل يشترط ما اشترط ف قانو سنة ‪ 0610‬م عد‬
‫بعقوبة عل درجة م الجسامة بل جعل للقاض الحق ف‬ ‫سبق الحك عل الجان‬
‫المتقد ذكرها ما يبعث‬ ‫التنفيذ حت م وجود سوابق للمته مادا يري م الظرو‬ ‫إيقا‬
‫التنفيذ حت م‬ ‫يقل ع ارتكاب الجراة كما له أ ال يوق‬ ‫عل االعتقاد بأنه سو‬
‫أ ال أمل ف إصالح حاله ‪.‬‬ ‫خلو صحيفة المته م السوابق إذا رأي م تلك الظرو‬
‫عل أ صحيفة السوابق ه م أه العناصر الت يتمك بها القاض م معرفة أخالق‬
‫"‪.‬‬ ‫المحكو عليه وماضيه ويستعي بها عل تكوي رأيه ف اإليقا‬
‫عل أ هذا االتجا الجديد م جانب المشرع ف عد التقيد كلية بالسوابق ‪ ،‬قد دف‬
‫التنفيذ ‪ ،‬ومنحه لجنا غير‬ ‫م تساهل القضا ف تطبيق نظا وق‬ ‫البعض إل التخو‬
‫جديري به ‪ ،‬واقترح أ يسلك المشرع ف هذا الشأ سبيال وسطا ‪ .‬فيشترط أ يكو‬
‫التنفيذ ‪ ،‬عل أ تست ن م ذلك السوابق البسيطة‬ ‫المجر مبتد ا حت يمك أ يمنح وق‬
‫أو الت مض عليها وقت طويل (‪.)1‬‬
‫وعل أي حال فإ صحيفة الحالة الجناةية للمته ستظل ه المرج األساس‬

‫(‪ )1‬أنظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬السعيد مصطفي السعيد – المرجع الساب – ص ‪. 911 ، 919‬‬
‫‪696‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫ظل غيبة‬ ‫المحكو عليه ‪ ،‬وذلك ف‬ ‫دراسة ماض‬ ‫ف‬ ‫الذي يعتمد عليه القاض‬
‫الفحص الفن الكامل لشخصيته(‪.)1‬‬
‫التنفيذ ال يكو إال لمصلحة‬ ‫وقد قضت محكمة النقض بأنه ‪ ":‬إ الحك بوق‬
‫ارتكاب‬ ‫إصالح حال المحكو عليه وتمهيد السبيل لعد عودته إل‬ ‫اجتماعية ه‬
‫التنفيذ‬ ‫أ شروط وق‬ ‫الجراة ‪ ،‬ولذلك نصت الماد ‪ 88‬م قانو العقوبات عل‬
‫الت‬ ‫فيما يتعلق بالجان ه أ يكو له م أخالقه أو ماضيه أو سنه أو الظرو‬
‫ارتكبت فيها الجريمة ما يبعث عل االعتقاد بأنه ل يعود إل مخالفة القانو "(‪.)2‬‬
‫ويالحظ أ المشرع الفرنس – بعكس نظير المصري – يتطلب لألمر بوق‬
‫تنفيذ العقوبة أال يكو المته عاةدا ‪ ،‬إذ ال يجو أ يستفيد الشخص الطبيع م‬
‫خالل الخمس‬ ‫التنفيذ البسيط مطلقا إال إذا ل يك قد سبق الحك عليه ف‬ ‫وق‬
‫أو الحبس لجناية ينص عليها‬ ‫سنوات السابقة على الوقاة المسند إليه بالسج‬
‫القانو العا ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الشَوط المتعلقة بالجَيمة ‪:‬‬


‫تنفيذ العقوبة أ‬ ‫اشترطت الماد ‪ 88‬م قانو العقوبات لجوا األمر بوق‬
‫التنفيذ جناية أو جنحة ‪ .‬أما المخالفات فال يجو فيها وق‬ ‫تكو الجريمة محل إيقا‬
‫قانو العقوبات الصادر سنة ‪0610‬‬ ‫تعليقات الحقانية عل‬ ‫التنفيذ ‪ ،‬وبالرجوع إل‬
‫التنفيذ ه أ‬ ‫نجد أ العلة الت م أجلها استبعد الشارع المخالفات م نطاق وق‬
‫المخالفات فليست مة‬ ‫ذكر األحكا الصادر ف‬ ‫‪ ":‬تذاكر السوابق ال تحتوي عل‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬عمر سالم – المرجع الساب – ص ‪. 961‬‬


‫(‪ )2‬الطع رام ‪ 66‬لسنة ‪ 7‬ق – جلسة ‪ – 6761/66/2‬مئموعة القواعيد القانونيية – الئيز ‪– 6‬‬
‫ص ‪. 691‬‬
‫‪692‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫طريقة لمعرفة ما إذا كانت المخالفة المرتكبة ه أول مر أ ال ‪ . " ...‬ولك هذا‬
‫التعليل إ كا مبر ار ف ظل قانو العقوبات القدي إال أنه ليس كذلك ف ظل قانو‬
‫التنفيذ خلو‬ ‫نظا وق‬ ‫الذي ل يعد يشترط الستفاد المته م‬ ‫العقوبات الحال‬
‫التنفيذ‬ ‫صحيفة حالته الجناةية م أية سوابق ‪ ،‬بل أصبح م الجاة أ يطبق وق‬
‫عل المجر المبتدئ والعاةد سوا بسوا (‪.)1‬‬
‫التنفيذ فيها هو أمر منتقد‬ ‫واخراج المخالفات م داةر الجراة الت يجو وق‬
‫التنفيذ قد تتوافر بوضوح فيها ال سيما وأ عد تنفيذ عقوبة‬ ‫ذلك أل الحكمة م وق‬
‫‪ ،‬ولذا كا م األصوب تجنب‬ ‫تنفيذها بطريق اإلك ار البدن‬ ‫الغرامة قد يردي إل‬
‫ناحية أخري فغ‬ ‫المخالفات ‪ .‬وم‬ ‫التنفيذ ف‬ ‫التنفيذ بهذ الطريقة وأجا ت وق‬
‫تنفيذها ‪ ،‬وم ناحية ال ة‬ ‫تكو أول بوق‬ ‫المخالفات أقل أهمية م الجنح وم‬
‫فإنه م قبيل التناقض أ يته شخص واحد بجنحة ومخالفة فيمك للقاض أ يحك‬
‫تنفيذ العقوبة الصادر عليه ف الجنح وال يستطي ذلك ف المخالفة (‪.)2‬‬ ‫بوق‬

‫(‪ )1‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬محمييود نئيييح حسييني – المرجييع السيياب – ص ‪ 716‬؛ الييدكتور‪ /‬مييأمون‬
‫سالمة – المرجع الساب – ص ‪ 161‬؛ الدكتور‪ /‬أحمد فتحي سرور – المرجع الساب – ص ‪6167‬‬
‫‪. 6121 ،‬‬
‫(‪ )2‬أنظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬محمييود مصييطفي – المرجييع السيياب – ص ‪ 211‬؛ الييدكتور‪ /‬أحمييد عييوض‬
‫بييالل – مبيياد اييانون العقوبييا المصييري – القسييم العييام – دار النهضيية العربييية – طبعيية ‪، 6112‬‬
‫‪ – 6111‬ص ‪ 761 ، 767‬؛ الييدكتور‪ /‬عبييد اليير وف مهييدي – رييرح = = القواعييد العاميية لقييانون‬
‫العقوبا – نقابة المحامي – طبعة ‪ – 6111‬ص ‪ 6669 ، 6661‬؛ الدكتور‪ /‬فتوح عبد هللا الشياذلي‬
‫‪ ،‬الدكتور‪ /‬علي عبد القادر القهوجي – المرجع الساب – ص ‪ . 621‬وايارن عكيس ذليك ‪ :‬اليدكتور‪/‬‬
‫عمر سالم – ررح اانون العقوبا المصري – القسم العم – دار النهضة العربية – طبعية ‪– 6161‬‬
‫ص ‪ . 966‬إذ يييري سيييادت أن يطيية المشييرح لهييا مييا يبررهييا ألن ض ي لة ايميية الغراميية وغرضييها‬
‫البوليس الرادح يستلزم عدم جواز واس تنفيلها ‪ ،‬فل تؤ الغرامية ةمارهيا إال إذا تيم تنفييلها فعيال ‪.‬‬
‫وفي كال األحوال فإن القاضي يستطيع أن ينزل بالغرامة إلي حدها األدني وهيو حيد مينخف لتالفيي‬
‫عييدم يضييوعها لنظييام واييس التنفيييل ‪ .‬والحقيقيية أن الحئيية الرييسييية التييي اعتمييد عليهييا هييلا الييرأي‬
‫والمتمثلة في أن الغرامية ال تيؤتي ةمارهيا إال بتنفييلها حتيي تحقي الغيرض منهيا ميردود عليهيا بأنهيا‬
‫‪691‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫التنفيذ البسيط بغض النظر ع نوع‬ ‫‪ ،‬فإنه يجي وق‬ ‫أما القانو الفرنس‬
‫الجريمة المرتكبة ؛ فيستوي أ تكو هذ الجريمة جناةية أو جنحة أو مخالفة إذا‬
‫توافرت الشروط األخري المتعلقة بالمته وبالعقوبة المحكو بها(‪.)1‬‬
‫التنفيذ تقدي ار منه أ‬ ‫وقد يست ن المشرع بعض الجراة م الخضوع لنظا وق‬
‫مرتكب تلك الجراة ال يستحقو االستفاد م هذا النظا ‪ .‬وم أم لة ذلك ما نصت‬
‫عليه الماد ‪ 0/09‬م القانو رق ‪ 050‬لسنة ‪ 0691‬الخاص بمكافحة المخدرات ‪،‬‬
‫تنفيذ الحك الصادر بعقوبة الجنحة عل م سبق الحك عليه‬ ‫م أنه ال يجو وق‬
‫‪ .‬وما تنص عليه الماد ‪0/65‬‬ ‫ف إحدي الجراة المنصوص عليها ف هذا القانو‬
‫تنفيذ عقوبة الغرامة‬ ‫م القانو رق ‪ 0‬لسنة ‪ 0660‬بشأ البيةة م عد جوا إيقا‬
‫‪ .‬وكذلك الماد ‪ 6‬م القانو رق ‪ 05‬لسنة ‪ 0600‬بشأ قم الغش والتدليس الت‬
‫تنفيذ عقوبة الغرامة المنصوص عليها فيه ؛ وما نصت عليه الفقر‬ ‫ال تجي وق‬
‫األخير م الماد ‪ 088‬م قانو ال راعة رق ‪ 81‬لسنة ‪ 0699‬الت كانت تحظر‬
‫تنفيذ عقوبت الحبس والغرامة المنصوص عليهما بالفقر األول م هذ الماد ‪.‬‬ ‫وق‬
‫التموي‬ ‫رق ‪ 68‬لسنة ‪ 0608‬الخاص بشةو‬ ‫المرسو بقانو‬ ‫والماد ‪ 89‬م‬
‫عد جوا الحك بوق‬ ‫تنص عل‬ ‫والمعدلة بالقانو رق ‪ 016‬لسنة ‪ 0651‬الت‬
‫تنفيذ عقوبت الحبس والغرامة الوارد للجريمة المقرر ف هذ الماد ‪.‬‬
‫والواق م األمر أ مبدأ المساوا أما العقوبة يتطلب أ تطبق عل جمي‬

‫تنيياا مييا اييررب الشييارح فييي صييدر المييادة ‪ 22‬م ي اييانون العقوبييا م ي جييواز واييس تنفيييل الحكييم‬
‫الصادر في جناية أو جنحة بالغرامية ‪ ....‬ومعنيي ذليك أن المشيرح ايد أاير بوايس تنفييل الغرامية فيي‬
‫غير مواد المخالفا ‪ ،‬ورف إيقاف تنفيل الغرامة في المخالفا ‪ .‬ولو صيحع الحئية التيي سيااها‬
‫هلا الرأي لكان حظر واس تنفيل الغرامة اد جا عاما دون تمييز ‪.‬‬
‫‪(1) Jeampradeldroit penal general.‬‬
‫‪699‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫فال يجو حرما المتهمي‬ ‫الجراة نصوص القس العا م قانو العقوبات ‪ ،‬وم‬
‫ف جراة معينة بالذات م االستفاد بهذ المي ‪ ،‬واال عد ذلك إخالل بالمساوا بي‬
‫باق الجراة ‪ ،‬وهو ما يشكل مخالفة لنص‬ ‫المتهمي ف هذ الجراة والمتهمي ف‬
‫فإ‬ ‫الماد ‪ 81‬منه على أنه ‪ ":‬المواطنو لدي القانو سوا ‪ . " .....‬وم‬
‫تنفيذ العقوبة ف جراة معينة تكو‬ ‫النصوص القانونية الت تحر القاض م وق‬
‫باطلة وغير دستورية (‪.)1‬‬
‫وقد استقر قضا المحكمة الدستورية العليا عل عد دستورية النصوص القانونية‬
‫تنفيذ العقوبة ‪ .‬فقد قضت المحكمة بعد‬ ‫تحر المته م االستفاد بنظا وق‬ ‫الت‬
‫دستورية الفقر األخير م الماد ‪ 088‬م قانو ال راعة الصادر بالقانو رق ‪ 81‬لسنة‬
‫تنفيذ عقوبت الحبس والغرامة المنصوص‬ ‫‪ 0699‬فيما نصت عليه م عد جوا وق‬
‫عليهما بالفقر األول م هذ الماد (‪ .)2‬كما قضت بعد دستورية نص الماد ‪089‬‬
‫تنفيذ عقوبة الغرامة (‪.)3‬‬ ‫م ذات القانو والت قررت عد جوا وق‬
‫وقضت كذلك بعد دستورية الفقر األخير م الماد ‪ 89‬م المرسو بقانو‬
‫المعدلة بالقانو رق ‪ 016‬لسنة‬ ‫رق ‪ 68‬لسنة ‪ 0608‬الخاص بشةو التموي‬
‫تنفيذ عقوبت الحبس والغرامة‬ ‫‪ . 0651‬وذلك فيما نصت عليه م عد جوا وق‬

‫(‪ )1‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬عبييد اليير وف مهييدي – رييرح القواعييد العاميية لقييانون العقوبييا ‪ -‬المرجييع‬
‫السييياب – ص ‪ 711 ، 797‬؛ اليييدكتور‪ /‬حسيييام اليييدي محميييد أحميييد – سيييلطا القاضيييي المصيييري‬
‫والفرنسي اي واس تنفيل العقوبة – دراسة في ضو اانون العقوبا الفرنسي الئديد وحكم المحكمية‬
‫الدستورية العليا في مصر ‪ – 6771 / 1 / 6‬المرجع الساب ‪ -‬ص ‪ 666‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أنظر ‪ :‬القضية رايم ‪ 16‬لسينة ‪ 67‬اضيايية دسيتورية – جلسية ‪ – 6771/2/7‬مئموعية أحكيام‬
‫المحكمة الدستورية العليا – الئز الثام – ص ‪. 6662‬‬
‫‪G. stefami , G levasseur et B.Boulocdroit penal general 1997 P 514 ets‬‬
‫(‪ )3‬انظر ‪ :‬القضية رام ‪ 69‬لسنة ‪ 62‬اضايية دستورية – جلسة ‪. 6771/1/6‬‬
‫‪691‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫المنصوص عليهما فيها (‪ .)1‬وقد أسست المحكمة هذا القضا م بي ما أسست‬


‫قضا هذ المحكمة قد جرى‪ ،‬على أ األصل فيالعقوبة هو‬ ‫بقولها ‪ ":‬وحيث إ‬
‫تفريدها التعميمها‪ .‬وأ تقرير است نا م هذا األصل – أياِّ كانت األغراض الت‬
‫يتوخاها‪ -‬مردا ‪ :‬أ المذنبي جميعه تتوافق ظروفه ‪ ،‬وأ عقوبته بالتال يجب أ‬
‫تكو واحد التغاير فيها‪ ،‬وهو ما يعنى إيقاع ج ا فى غير ضرور بما يفقد العقوبة‬
‫الجريمة ومالبستها‪ ،‬وبما يقيد الحرية الشخصية دو مقتضى‪ .‬ذلك‬ ‫تناسبها م و‬
‫اوية دستورية‪ ،‬مناطها أ يباشر كل قاض سلطته فى مجال‬ ‫أ مشروعية العقوبة م‬
‫التدرج بها وتج ةتها‪ ،‬تقدي اِّر لها‪ ،‬فى الحدود المقرر قانوناِّ‪ .‬فذلك وحد الطريق إلى‬
‫معقوليتها وانسانيتها جب اِّر آل ار الجريمة م منظور موضوع فيعلق بها وبمرتكبها‪.‬‬
‫تنفيذ العقوبة‪ ،‬فرع م‬ ‫وحيث إ السلطة التى يباشرها القاضى فى مجال وق‬
‫تفريدها‪ ،‬تقدي اِّر بأ التفريد الينفصل ع المفاهي المعاصر للسياسة الجناةية‪ ،‬ويتصل‬
‫بالتطبيق المباشر لعقوبة فرضها المشرع بصور مجرد ‪ ،‬شأنها فى ذلك شأ القواعد‬
‫القانون ية جميعها‪ ،‬وأ إن الها "بنصها" على الواقعة اإلجرامية محل التداعى‪ ،‬ينافى‬
‫مال متها لكل أحوالها ومالبساتها‪ ،‬بما مردا ‪ :‬أ سلطة تفريد العقوبة‪ -‬ويندرج تحتها‬
‫قوالبها الصما ‪ ،‬وتردها إلى ج ا يعايش‬ ‫األمر بإيقافها – هى التى تخرجها م‬
‫الجريمة ومرتكبها‪ ،‬والينفصل ع واقعها‪.‬‬
‫وحيث إ تناسب العقوبة م الجريمة ومرتكبها ‪ ،‬إنصافا لواقعها وحال مرتكبها‬
‫‪ ،‬يتحقق بوساةل متعدد ‪ ،‬م بينها تلك الت يجريها القاض – ف كل واقعة عل‬
‫حد – بي األمر بتنفيذها أو إيقافها ‪ ،‬وكا المشرع بالفقر األخير م الماد ‪89‬‬

‫(‪ )1‬انظيير ‪ :‬القضييية راييم ‪ 661‬لسيينة ‪ 69‬اضييايية دسييتورية – جلسيية ‪ – 6111/6/66‬مئموعيية‬


‫أحكام المحكمة الدستورية العليا – الئز ‪ – 66‬ص ‪. 6617‬‬
‫‪697‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫المطعو عليها – قد جرد القاض م السلطة الت يقدر بها لكل جريمة عقوبتها الت‬
‫تناسبها بما يتناقض وموضوعية تطبيقها وكا ال يجو للدولة – ف مجال مباشرتها‬
‫لتلك‬ ‫– أ تنال م الحد األدن‬ ‫لسلطة فرض العقوبة صونا لنظامها االجتماع‬
‫الحقوق الت ال يطمة المته ف غيابها إل محاكمة منصفة ‪ ،‬غايتها إدار العدالة‬
‫بينتها الماد ‪ 91‬م الدستور ‪ ،‬وكا م‬ ‫الجناةية إدار فعالة وفقا لمتطلباتها الت‬
‫المقرر أ " شخصية العقوبة وتناسبها م الجريمة محلها " مرتبطتا " بم يكو‬
‫قانونا مسةوال ع ارتكابها " عل ضو دور فيها ‪ ،‬ونوايا الت قارفها ‪ ،‬ومدي الضرر‬
‫الناج عنها ‪ ،‬ليكو الج ا عنها موافقا لخياراته بشأنها ‪ ،‬وكا تقدير هذ العناصر‬
‫جميعها داخال ف إطار الخصاةص الجوهرية للوظيفية القضاةية باعتبار م مكوناتها‬
‫‪ ،‬فإ حرما م يباشرونها م سلطته ف مجال تفريد العقوبة بما يواة بي الصيغة‬
‫الت افرغت فيها ومتطلبات تطبيقها ف حالة بذاتها مردا بالضرور أ تفقد النصوص‬
‫العقابية اتصالها بواقعها ‪ ،‬فال تنبض بالحيا ‪ ،‬وال يكو انفاذها إال عمال مجردا‬
‫يع لها ع بيةتها داال ف قسوتها أو مجاو تها حد االعتدال ‪ ،‬جامدا منافيا لقي الحق‬
‫والعدل ‪.‬‬
‫وحيث إ النص المطعو فيه ‪ -‬وعلى ضو ماتقد ‪ -‬يكو قد أهدر‪ -‬م‬
‫خالل إلغا سلطة القاضى فى تفريد العقوبة‪ -‬جوهر الوظيفة القضاةية‪ ،‬وجا منطوياِّ‬
‫كذلك على تدخل فى شةونها‪ ،‬مقيداِّ الحرية الشخصية فى غير ضرور ‪ ،‬وناةياِّ ع‬
‫ضوابط المحاكمة المنصفة‪ ،‬ووقعاِّ بالتالى فى حمأ مخالفة أحكا المواد (‪،91 ،00‬‬
‫اختتمت المحكمة حكمها بقضاةها بعد دستورية‬ ‫‪ )099 ،098‬م الدستور " ‪.‬‬
‫الفقر األخير م الماد (‪ )89‬م المرسو بقانو رق ‪ 68‬لسنة ‪ 0608‬المعدلة‬
‫تنفيذ‬ ‫بالقانو رق ‪ 016‬لسنة ‪ ،0651‬وذلك فيما نصت عليه م عد جوا وق‬

‫‪611‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫العقوبة " ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الشَوط الخاصة بالعقوبة ‪:‬‬


‫توق على الشخص الطبيع‬ ‫فإ العقوبات الت‬ ‫فيما يتعلق بالقانو الفرنس‬
‫‪ :‬عقوبة الحبس لمد خمس سنوات على األك ر ‪،‬‬ ‫تنفيذها ه‬ ‫ويجو األمر بوق‬
‫والغرامة ‪ ،‬والغرامة اليومية ‪ ،‬والعقوبات السالبة أو المقيد للحقوق المنصوص عليها‬
‫ف الماد ‪ 9 – 010‬م قانو العقوبات ‪ ،‬فيما عدا المصادر ‪ ،‬والعقوبات التكميلية‬
‫الوارد ف الماد ‪ 01 – 010‬م قانو العقوبات باست نا المصادر واغالق المنشأ‬
‫‪ ،‬ونشر الحك ( ‪ 10 – 010‬م قانو العقوبات ) ‪ .‬وفيما يتعلق بالشخص المعنوي‬
‫تنفيذها ه ‪ :‬الغرامة ‪ ،‬والحرما م‬ ‫‪ ،‬فإ العقوبات الت توق عليه ويجو وق‬
‫ممارسة النشاط ‪ ،‬واالستبعاد م األسواق العامة ‪ ،‬والمن م دعو الجمهور لالدخار‬
‫‪ ،‬وحظر إصدار شيكات أو استعمال بطاقات الوفا ‪ ،‬والمن م إصدار شيكات‪.‬‬
‫التنفيذ جمي العقوبات ‪ ،‬إذ‬ ‫أما بالنسبة للقانو المصري فال يشمل نظا وق‬
‫تنفيذها أ تكو " الغرامة أو الحبس مد ال‬ ‫يشترط ف العقوبة الجاة الحك بوق‬
‫ت يد ع سنة " ( الماد ‪ 88‬م قانو العقوبات ) ‪ .‬ويعن ذلك أنه فيما عدا هاتي‬
‫تنفيذ العقوبة الت يحك بها ‪ .‬وعليه فإ األحكا‬ ‫وق‬ ‫العقوبتي ال يجو للقاض‬
‫الصادر بعقوبة ‪ :‬الحبس الذي ت يد مدته ع سنة ‪ ،‬أوالسج ‪ ،‬أوالسج المشدد ‪،‬‬
‫تنفيذها ‪ .‬ويجو أ يشمل وق‬ ‫أوالسج المربد ‪ ،‬أواإلعدا ‪ ،‬ال يجو الحك بوق‬
‫التنفيذ العقوبات التبعية أو التكميلية ‪ ،‬بل لجمي اآل ار المترتبة على الحك ( الماد‬
‫‪ 0 / 88‬م قانو العقوبات ) ومنها اعتبار الحك سابقة ف العود ‪.‬‬
‫وتطبيقا لذلك قضت محكمة النقض بأنه ‪:‬‬

‫‪616‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫" م المقرر أ الماد ‪ 88‬م قانو العقوبات تنص عل أنه " يجو‬ ‫‪-‬‬
‫جناية أو جنحة بالغرامة أو الحبس مد ال ت يد‬ ‫للمحكمة عند الحك ف‬
‫تنفيذ العقوبة " لما لكا ذلك فإ‬ ‫عل سنة أ تأمر ف نفس الحك بإيقا‬
‫تنفيذ عقوبة الحبس المحكو بها عل‬ ‫الحك المطعو فيه إذ أمر بإيقا‬
‫تطبيق‬ ‫الث سنوات يكو معيبا بالخطأ ف‬ ‫لمد‬ ‫المطعو ضد وه‬
‫تنفيذ العقوبة م العناصر الت تلحظها المحكمة‬ ‫القانو ‪ .‬ولما كا إيقا‬
‫عند تقدير العقوبة وكا الخطأ فيها م كونه خطأ ف تطبيق القانو إال‬
‫أنه متصل بتقدير العقوبة اتصاال و يقا مما حجب محكمة الموضوع ع‬
‫إعمال هذا التقدير ف الحدود القانونية الصحيحة مما كا يستوجب نقض‬
‫الحك المطعو فيه واإلعاد " (‪.)1‬‬
‫" لما كانت الماد ‪ 88‬م قانو العقوبات ال تجي للمحكمة أ تأمر‬ ‫‪-‬‬
‫تنفيذ العقوبة إال عند الحك ف جناية أو جنحة بالغرامة أو الحبس مد‬ ‫بإيقا‬
‫ال ت يد عل سنة بما مردا إذا ادت عقوبة الحبس المقض بها ع سنة أو‬
‫كانت العقوبة ه السج أو السج المشدد فإنه ال يجو للمحكمة أ تأمر‬
‫معاقبة‬ ‫تنفيذها ‪ ،‬لما كا ذلك وكا الحك المطعو فيه قد قض‬ ‫بوق‬
‫تنفيذ العقوبة فإنه‬ ‫المطعو ضد بالحبس لمد الث سنوات وأمر بإيقا‬
‫يكو قد أخطأ لمخالفته نص الماد ‪ 88‬م قانو العقوبات "(‪. )2‬‬

‫(‪ )1‬الطعييي رايييم ‪ 171‬لسييينة ‪ 11‬ق – جلسييية ‪ – 6116/6/69‬مئموعييية األحكيييام – السييينة ‪ – 22‬ص‬
‫‪. 667‬‬
‫(‪ )2‬الطعي رايم ‪ 66266‬لسينة ‪ 16‬ق – جلسية ‪ – 6116/6/67‬مئموعية األحكيام – السينة ‪– 26‬‬
‫ص ‪ ، 612‬الطع رايم ‪ 6619‬لسينة ‪ 62‬ق – جلسية ‪ – 6721/6/1‬مئموعية األحكيام – السينة ‪– 9‬‬
‫ص ‪. 666‬‬
‫‪616‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫فإذا رأت المحكمة أ المته يستحق عقوبة الحبس أ يد م سنة فال يمكنها‬
‫التنفيذ ‪ .‬فيجو وق‬ ‫تنفيذ العقوبة ‪ .‬وال يشترط حدا أدن لعقوبة الحبس لوق‬ ‫وق‬
‫تنفيذ عقوبة الحبس الت ال ت يد عل سنة مهما قلت مدتها(‪.)1‬‬
‫تنفيذ الحك الصادر بالغرامة أيا كا مقدارها ‪ ،‬وقد فتح قانو‬ ‫كما يجو وق‬
‫التنفيذ بالنسبة للغرامة الذي كا موصدا ف القانو القدي‬ ‫العقوبات الحال باب وق‬
‫التنفيذ عل عقوبة الحبس فقط بشرط أ تقل مدتها ع سنة ‪.‬‬ ‫حيث كا يقصر وق‬
‫الحبس‬ ‫نص القانو للجريمة ه‬ ‫وم ناحية أخري فإذا كانت العقوبة المقرر ف‬
‫تنفيذ العقوبتي أو عقوبة‬ ‫والغرامة معا ‪ ،‬فليس هناك ما يحول دو القضا بوق‬
‫م بينهما (‪ .)2‬وقد قضت محكمة النقض بأنه ‪ ":‬إ الماد‬ ‫واحد يختارها القاض‬
‫‪ 88‬م قانو العقوبات قد رخصت للمحكمة عند الحك ف جناية أو جنحة بالغرامة‬
‫تنفيذ العقوبة إذا ما‬ ‫أو بالحبس مد ال ت يد عل سنة أ تأمر ف نفس الحك بوق‬
‫ارتكبت فيها‬ ‫الت‬ ‫أخالق المحكو عليه أو ماضيه أو سنه أو الظرو‬ ‫رأت م‬
‫الجريمة ما يبعث عل االعتقاد بأنه ل يعود إل مخالفة القانو ‪ .‬وظاهر م نص‬
‫التنفيذ أ تأمر به بالنسبة‬ ‫المحكمة إذا ما رأت وق‬ ‫هذ الماد أنه ليس فيه ما يل‬
‫التنفيذ‬ ‫تجعل وق‬ ‫فإذا كانت المحكمة رأت أ‬ ‫الحبس والغرامة ‪ .‬واذ‬ ‫لعقوبت‬
‫مقصو ار عل عقوبة الحبس دو الغرامة فإنها ال تكو قد أخطأت ف تطبيق القانو‬
‫" (‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬أنظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬مأمون سالمة – المرجع الساب – ص ‪. 161‬‬


‫(‪ )2‬أنظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬عبد الر وف مهدي – المرجع الساب – ص ‪. 6667 ، 6661‬‬
‫(‪ )3‬الطعي راييم ‪ 791‬لسيينة ‪ 61‬ق – جلسيية ‪ – 6721/61/7‬مئموعيية األحكييام – السيينة ‪ – 6‬ص‬
‫‪. 66‬‬
‫‪616‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫التنفيذ مقصور عل العقوبات الجناةية البحتة ‪ ،‬فال يجو الحك‬ ‫ونظا وق‬
‫وأحوال الرد المحكو بها (‪ ،)2‬وعقوبة إغالق‬ ‫(‪)1‬‬
‫التنفيذ بالنسبة للتعويضات‬ ‫بوق‬
‫الماد ‪ 05‬م القانو رق ‪ 081‬لسنة ‪ 0680‬بشأ‬ ‫المحل المنصوص عليها ف‬
‫‪ ،‬و كذلك إ الة المبان الت تقا بالمخالفة للقانو (‪.)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫المحال الصناعية والتجارية‬
‫فيها معن‬ ‫ولو كا‬ ‫كانت ج ا ات لكنها ال تعتبر عقوبات بحتة حت‬ ‫ألنها وا‬
‫العقوبة ‪.‬‬
‫فالتعويضات ال تعتبر عقوبة بحتة أل المقصود منها جبر الضرر ‪ .‬وكذلك‬
‫الرد أل المقصود منه ليس إيال المحكو عليه ولك مجرد إعاد الحال إل ما كانت‬
‫عليه ع ماله الذي إضاعته الجريمة ‪ .‬وكذا‬ ‫عليه قبل الجريمة وتعويض المجن‬
‫إغالق المحال ال يعتبر عقوبة ألنها ل تشرع للعقاب وال جر وانما ه ف حقيقتها م‬
‫التدابير الوقاةية ‪ .‬وتأخذ اإل الة حك الرد ألنها م قبيل إعاد الشئ إل أصله وا الة‬
‫أ ار المخالفة ‪.‬‬

‫(‪ )1‬الطع رام ‪ 66126‬لسنة ‪ 6‬ق – جلسة ‪. 6166/6/62‬‬


‫(‪ )2‬الطع رام ‪ 1266‬لسنة ‪ 16‬ق – جلسة ‪ – 6116/6/61‬مئموعة األحكام – السنة ‪ – 26‬ص‬
‫‪ ، 611‬الطع ي راييم ‪ 6167‬لسيينة ‪ 21‬ق – جلسيية ‪ – 6716/61/6‬مئموعيية األحكييام – السيينة ‪– 66‬‬
‫ص ‪. 111‬‬
‫(‪ )3‬الطعي رايم ‪ 61196‬لسينة ‪ 12‬ق – جلسية ‪ – 6116/6/66‬مئموعية األحكيام – السينة ‪– 22‬‬
‫ص ‪ ، 667‬الطع رايم ‪ 676‬لسينة ‪ 16‬ق – جلسية ‪ – 6116/6/1‬مئموعية األحكيام – السينة ‪– 26‬‬
‫ص ‪ ، 116‬الطع رام ‪ 9669‬لسنة ‪ 11‬ق – جلسة ‪ – 6776/66/61‬مئموعة األحكام – السنة ‪66‬‬
‫– ص ‪ ، 6626‬الطع رام ‪ 6961‬لسنة ‪ 21‬ق – جلسية ‪ – 6716/6/66‬مئموعية األحكيام – السينة‬
‫‪ – 66‬ص ‪. 11‬‬
‫(‪ )4‬الطع رام ‪ 1266‬لسنة ‪ 16‬ق – جلسة ‪ – 6116/6/61‬مئموعة األحكام – السنة ‪ – 26‬ص‬
‫‪. 611‬‬
‫‪616‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫المطلب الثالث‬
‫سلطة القاضي في إصدار األمَ بإيقاف التنفيذ ‪،‬‬
‫وبيان مدته‬
‫أوال ‪ :‬سلطة القاضي في إصدار األمَ بإيقاف التنفيذ ‪:‬‬
‫التنفيذ عل النحو السابق ‪ ،‬فال يعن ذلك أ القاض‬ ‫إذا توافرت شروط إيقا‬
‫يكو ملت ما باألمر به ‪ .‬بل م حقه أ يأمر به أو ال يأمر به رغ توافر شروطه‬
‫مت رأي أ المته غير جدير به ‪ ،‬كما له أ يأمر به أك ر م مر بالنسبة للمته‬
‫الواحد ‪ ،‬بل يجو أ يأمر به بالنسبة لبعض المتهمي دو البعض اآلخر(‪ .)1‬ذلك‬
‫التنفيذ م المساةل الموضوعية الموكول أمرها إل قاض الموضوع‬ ‫أل األمر بإيقا‬
‫هذا الصدد بسلطة تقديرية واسعة ‪ .‬وقد عبرت ع ذلك محكمة‬ ‫‪ ،‬وهو يتمت ف‬
‫تنفيذ العقوبة هو كتقدير نوعها ومقدارها م صمي عمل‬ ‫النقض بأنه ‪ ":‬األمر بوق‬
‫يحك بها عل‬ ‫تنفيذ العقوبة الت‬ ‫الموضوع ‪ ،‬وم حقه أ يأمر أوال بوق‬ ‫قاض‬
‫المته وهذا الحق ل يجعل الشارع للمته شأنا فيه ‪ ،‬بل خص به قاض الدعوي ول‬
‫يل مه باستعماله بل رخص له ف ذلك وتركه لمشيةته وما يصير إليه رأيه " (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬الطع رام ‪ 6611‬لسنة ‪ 61‬ق – جلسة ‪ – 6721/66/62‬مئموعة األحكام – السنة ‪ – 7‬ص‬
‫‪ ، 6116‬الطع رام ‪6677‬لسنة ‪6‬ق – جلسة ‪ – 6766/1/6‬مئموعية القواعيد القانونيية – الئيز ‪6‬‬
‫– ااعدة ‪ – 616‬ص ‪. 661‬‬
‫(‪ )2‬الطع رايم ‪ 6676‬لسينة ‪ 11‬ق – جلسية ‪ ، 6166/6/66‬الطعي رايم ‪ 66769‬لسينة ‪ 11‬ق –‬
‫جلسة ‪ ، 6111/6/67‬الطع رايم ‪ 66616‬لسينة ‪ 12‬ق – جلسية ‪ – 6777/1/6‬مئموعية األحكيام –‬
‫السيينة ‪ – 21‬ص ‪ ، 621‬الطعيي راييم ‪ 6666‬لسيينة ‪ 16‬ق – جلسيية = = ‪ – 6771/61/61‬مئموعيية‬
‫األحكيييام – السييينة ‪ – 67‬ص ‪ ، 6616‬الطعييي رايييم ‪ 1611‬لسييينة ‪ 11‬ق – جلسييية ‪– 6779/6/66‬‬
‫مئموعة األحكام – السنة ‪ – 61‬ص ‪ ، 697‬الطع رام ‪ 66117‬لسنة ‪ 27‬ق – جلسة ‪6776/1/61‬‬
‫‪612‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫عل طلب المته ‪.‬‬ ‫تنفيذ العقوبة ال يتوق‬ ‫وبنا عل ما تقد فإ األمر بوق‬
‫فللقاض أ يأمر به م تلقا نفسه ولو ل يطلبه المته ‪ ،‬كما له أ يرفضه إذا طلبه‬
‫المته دو أ يكو مل ما بإبدا األسباب الت دعته إل ذلك‪.‬‬
‫التنفيذ ‪،‬‬ ‫ولقاض الموضوع أيضا سلطته التقديرية ف تحديد ما يشمله إيقا‬
‫فله أ يقصر عل العقوبة األصلية وحدها كالغرامة والحبس الذي ال ت يد مدته ع‬
‫سنة والوض تحت مراقبة البوليس إذا كانت عقوبة أصلية وح بها لمد ال تتجاو‬
‫سنة ‪ ، .‬أو يجعله شامال للعقوبات التبعية كالحرما م الحقوق والم ايا المنصوص‬
‫الماد ‪ 08‬م قانو العقوبات ‪ ،‬والع ل م الوظيفة العامة عندما يكو‬ ‫عليها ف‬
‫تنفيذ أية عقوبة تكميلية إذا كانت تقبل بطبيعتها وق‬ ‫عقوبة تبعية ‪،‬كما يجو وق‬
‫مد الحبس‬ ‫ضع‬ ‫الوظيفة لمد ال تنقص ع‬ ‫التنفيذ ‪ ،‬م ل الحك بالع ل م‬
‫المحكو به عند تطبيق الماد ‪ 01‬م قانو العقوبات ‪ ،‬والوض تحت مراقبة البوليس‬
‫إذا كا عقوبة تكميلية وجوبية ‪ ،‬أما إذا كا جوا يا فيكو م غير المنطق أ تحك‬
‫تنفيذ اآل ار‬ ‫تنفيذ ‪ .‬كما يجو وق‬ ‫نفس الوقت بوق‬ ‫تأمر ف‬ ‫به المحكمة‬

‫– مئموعة األحكام – السنة ‪ – 66‬ص ‪ ، 161‬الطع رام ‪ 1991‬لسينة ‪ 21‬ق – جلسية ‪6717/6/6‬‬
‫– مئموعييييية األحكيييييام – السييييينة ‪ – 61‬ص ‪ ، 616‬الطعييييي رايييييم ‪ 6119‬لسييييينة ‪ 26‬ق – جلسييييية‬
‫‪ – 6712/6/66‬مئموعة األحكام – السنة ‪ – 61‬ص ‪ ، 666‬الطع رام ‪ 266‬لسينة ‪ 61‬ق – جلسية‬
‫‪ – 6791/61/62‬مئموعييية األحكيييام – السييينة ‪ – 61‬ص ‪ ، 912‬الطعييي رايييم ‪ 612‬لسييينة ‪ 62‬ق –‬
‫جلسيية ‪ – 6792/6/9‬مئموعيية األحكييام – السيينة ‪ – 61‬ص ‪ ، 661‬الطعيي راييم ‪ 611‬لسيينة ‪– 66‬‬
‫جلسة ‪ – 6796/1/6‬مئموعة األحكام – السنة ‪ – 66‬ص ‪ ، 111‬الطع رايم ‪ 6691‬لسينة ‪ 61‬ق –‬
‫جلسة ‪ – 6717/6/66‬مئموعة األحكام – ‪ – 61‬ص ‪ ، 26‬الطعي رايم ‪ 626‬لسينة ‪ 69‬ق – جلسية‬
‫‪ – 6729/1/61‬مئموعة األحكيام – السينة ‪ – 1‬ص ‪ ، 161‬الطعي رايم ‪ 616‬لسينة ‪ 69‬ق – جلسية‬
‫‪ – 6729/2/66‬مئموعيية األحكييام – السيينة ‪ – 1‬ص ‪ ، 267‬الطع ي راييم ‪ 16‬لسيينة ‪ 66‬ق – جلسيية‬
‫‪ – 6726/6/66‬مئموعة األحكام – السنة ‪ – 2‬ص ‪. 666‬‬
‫‪611‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫الجناةية األخري ومنها احتسابه كسابقة ف العود (‪.)1‬‬


‫التنفيذ فعندةذ يكو مل ما بإبدا األسباب الت دعته‬ ‫واذا رأي القاض إيقا‬
‫إل ذلك ‪ ،‬وهو ما تطلبته الفقر األول م الماد ‪ 88‬م قانو العقوبات ف نهايتها‬
‫التنفيذ‬ ‫ع هذا االلت ا بقولها ‪ ":‬ويجب أ تبي ( المحكمة ) ف الحك أسباب إيقا‬
‫ضو توافر شروطه المحدد‬ ‫التنفيذ عل‬ ‫بتسبيب األمر بإيقا‬ ‫" ‪ .‬ويقو القاض‬
‫إليها أي شروط أخري واال كا‬ ‫م الماد المذكور دو أي يضي‬ ‫بالفقر األول‬
‫التنفيذ‬ ‫حكمه باطال متعينا نقضه ‪ .‬وقد قضت محكمة النقض بأنه ‪ ":‬إ الحك بوق‬
‫ال يكو إال لمصلحة اجتماعية ه إصالح حال المحكو عليه وتمهيد السبيل لعد‬
‫أ‬ ‫ارتكاب الجراة ‪ ،‬ولذلك نصت الماد ‪ 88‬م قانو العقوبات عل‬ ‫عودته إل‬
‫التنفيذ فيما يتعلق بالجان ه أ يكو له م أخالقه أو ماضيه أو سنه‬ ‫شروط وق‬
‫يعود إل‬ ‫االعتقاد بأنه ل‬ ‫ارتكبت فيها الجريمة ما يبعث عل‬ ‫الت‬ ‫أو الظرو‬
‫الذي ارتكب‬ ‫المتقدمة أ الجان‬ ‫م الظرو‬ ‫مخالفة القانو ‪ .‬فإذا رأي القاض‬
‫تنفيذ العقوبة‬ ‫يقل ع ارتكاب الجراة ‪ ،‬جا له الحك بوق‬ ‫جناية أو جنحة سو‬
‫الت قض بها عليه بشرط أ يب أسباب ذلك ‪ .‬أما إذا رأي أنه غير قابل لإلصالح‬
‫تنفيذ العقوبة ‪ .‬وال يجو له أ يخرج ع الشروط الت وضعها‬ ‫فيجب عليه أال يق‬
‫تنفيذ‬ ‫حدودها ‪ .‬فالحك الذي يعلق وق‬ ‫التنفيذ بل عليه أ يلت‬ ‫القانو للحك بوق‬
‫إل والدته الحاضنة له يكو قد‬ ‫العقوبة عل شرط أ يعيد المته الطفل المخطو‬
‫التنفيذ ل ينص‬ ‫القانو م ناحية تجاو سلطته بخلقه م عند شرطا لوق‬ ‫خال‬

‫(‪ )1‬أنظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬ر وف عبيد –مباد القسم العام م التشريع العقابي – دار الفكر العربيي –‬
‫الطبعة الرابعة ‪ .6797‬ص ‪. 916 ، 911‬‬
‫‪619‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫التنفيذ‬ ‫عليه القانو وال يمت بصلة ما إل الغرض الذي قصد الشارع تحقيقه م وق‬
‫التنفيذ ‪،‬‬ ‫‪ ،‬فضال ع مخالفته لما يجب عل القاض أ يراعيه ‪ ،‬عند الحك بوق‬
‫المحكمة وعد بنا قضاةه‬ ‫معروضة عل‬ ‫الدعوي كما ه‬ ‫ظرو‬ ‫م النظر إل‬
‫عل واقعة مستقبلة " (‪.)1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مدُ إيقاف التنفيذ ‪:‬‬


‫التنفيذ لمد الث سنوات م اليو الذي يصبح فيه الحك‬ ‫يصدر األمر بوق‬
‫نهاةيا ‪ ،‬فقد نصت الماد ‪ 89‬م قانو العقوبات عل أنه ‪ ":‬يصدر األمر بإيقا‬
‫تنفيذ العقوبة لمد الث سنوات تبدأ م اليو الذي يصبح فيه الحك نهاةيا ‪. ".....‬‬
‫التنفيذ خمس سنوات بالنسبة لألحكا الصادر‬ ‫أما المشرع الفرنس فقد جعل مد وق‬
‫‪ ،‬وسنتي‬ ‫الجنايات والجنح ( الماد ‪ 18 – 010‬م قانو العقوبات الفرنس‬ ‫ف‬
‫بالنسبة لألحكا الصادر ف المخالفات ‪.‬‬
‫وتعد هذ المد ه فتر اختبار للمحكو عليه بحيث إذا أمضاها بنجاح ‪ ،‬أي دو‬
‫التنفيذ اعتبر الحك كأ ل يك (‪ .)2‬وتحديد الشارع لمد وق‬ ‫إلغا األمر بوق‬

‫(‪ )1‬الطع رام ‪ 66‬لسنة ‪ 7‬ق – جلسة ‪ – 6761/66/2‬مئموعة القواعيد القانونيية – الئيز ‪– 6‬‬
‫ص ‪. 691‬‬
‫(‪ )2‬كانع المادة ‪ 21‬م ايانون العقوبيا ابيال تعيديلها بالقيانون رايم ‪ 662‬لسينة ‪ 6726‬تئعيال ميدة‬
‫واس التنفيل يمس سني تبدأ م اليوم اللي يصبح فيي الحكيم نهايييا ‪ ،‬فلميا صيدر ايانون اإلجيرا ا‬
‫الئنايييية ون ي فييي المييادة ‪ 269‬من ي علييي أن المحكييوم علي ي بعقوبيية جنحيية يئييوز ل ي أن يطلييح رد‬
‫اعتبارب إذا انقضع ةالث سنوا م تاريخ تنفيل العقوبية أو العفيو عنهيا ‪ ،‬ةيار التسياال عميا إذا كيان‬
‫مؤدي ذلك أن يصير وضع المحكوم علي مع وايس تنفييل أسيوأ مي وضيع المحكيوم عليي ميع إيقياف‬
‫التنفيل باعتبار أن األول ل يزول الحكم الصادر ضدب إال بمضي يمس سنوا في حيي ييزول ضيد‬
‫الثاني إذا حصيال عليي رد اعتبيار بعيد مضيي ةيالث سيني ‪ ،‬ياصية وايد اضيع محكمية الينق بيأن‬
‫المحكوم علي مع واس التنفيل ل يستطيع أن يحصال علي رد اعتبيارب بعيد مضيي ةيالث سينوا مي‬
‫‪611‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫التنفيذ ينف أية سلطة تقديرية للقاض ف هذا الشأ ‪ ،‬فال يجو له التعديل ف هذ‬
‫المد سوا بال ياد أو النقصا ‪ ،‬وال أ يغير م تاريخ ابتداةها سوا بالتعجيل كأ‬
‫أو باإلرجا كأ يجعله تاريخ عمل الحق‬ ‫يجعله تاريخ صدور الحك غير النهاة‬
‫كتعويض المجن عليه (‪.)1‬‬
‫وقد قضت محكمة النقض بأنه ‪ ":‬إ الماد األول م القانو رق ‪ 018‬لسنة‬
‫‪ 0681‬الذي نشر ف الجريد الرسمية بتاريخ ‪6‬م سبتمبر سنة ‪ 0681‬ونص فيه‬
‫عل أ يعمل به م تاريخ نشر قد استبدلت بالفقر األول م الماد ‪ 89‬م قانو‬
‫تنفيذ العقوبة لمد الث سنوات تبدأ‬ ‫العقوبات النص اآلت ‪ " :‬ويصدر األمر بوق‬
‫م اليو الذي يصبح فيه الحك نهاةيا " واذ فمت كا الحك المطعو فيه قد صدر‬
‫تنفيذ‬ ‫بتاريخ ‪ 8‬م أكتوبر سنة ‪ 0681‬أي بعد صدور هذا القانو قد حدد مد وق‬
‫العقوبة بخمس سنوات فإنه يكو قد أخطأ ف تطبيق القانو مما يتعي معه نقضه‬
‫تنفيذ العقوبة بجعلها الث سنوات تبدأ م يو صدور الحك‬ ‫بالنسبة إل مد وق‬
‫المطعو فيه "(‪.)2‬‬
‫والحك النهاة ليس هو الحك البات الذي ال يقبل الطع فيه بأي طريق م‬

‫تاريخ الحكم ‪ ،‬وإنما يتعي عليي أن ينتظير مضيي الخميس سيني المقيررة للوايس ‪ .‬أنظير ‪ :‬اليدكتور‪/‬‬
‫محمود نئيح حسني – المرجع الساب – هام رام ( ‪ ) 6‬ص ‪. 796‬‬
‫(‪ )1‬أنظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬محمود نئيح حسني – المرجع الساب – ص ‪ 796 ، 796‬؛ الدكتور‪ /‬أحمد‬
‫عوض بالل – المرجع الساب – ص ‪ 769‬؛ الدكتور‪ /‬عمر سالم – ررح اانون العقوبا المصيري‬
‫– ص ‪. 916‬‬
‫(‪ )2‬الطع ي راييم ‪ 16‬لسيينة ‪ 66‬ق – جلسيية ‪ – 6726/6/66‬مئموعيية األحكييام – السيينة ‪ – 2‬ص‬
‫‪ ، 666‬الطع رايم ‪ 6616‬لسينة ‪ 66‬ق – جلسية ‪ – 6726/6/1‬مئموعية األحكيام – السينة ‪ – 2‬ص‬
‫‪. 669‬‬
‫‪617‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫طرق الطع ‪ ،‬وانما هو الحك والواجب التنفيذ فور صدور ‪ .‬وبالتال فإ الحك يكو‬
‫نهاةيا – كقاعد عامة ‪ -‬بفوات ميعاد استةنافه دو استةنافه أو م تاريخ الحك‬
‫محكمة‬ ‫صاد ار م‬ ‫يو صدور إذا كا‬ ‫المحكمة االستةنافية أو م‬ ‫الصادر م‬
‫الجنايات ‪ .‬وتبدأ فتر ال الث سنوات م تاريخ الحك النهاة سوا أكا األمر بوق‬
‫التنفيذ م محكمة أول درجة أو م محكمة ان درجة واذا كا المحكو عليه قد نفذ‬
‫العقوبة كاملة بصدور الحك عليه م محكمة أول درجة – ف الحاالت الت يكو‬
‫م المحكمة االستةنافية فإ‬ ‫صدر اإليقا‬ ‫فيها هذا الحك نهاةيا – واجب النفاذ‬
‫مد ال الث سنوات تبدأ أيضا م تاريخ الحك االستةناف ‪ .‬ومد ال الث سنوات ال‬
‫بالتاريخ المقابل لتاريخ الحك‬ ‫وتنته‬ ‫مهما كانت الظرو‬ ‫تقبل التج ةة أو الوق‬
‫النهاة ف السنة ال ال ة (‪.)1‬‬
‫وقد قضت محكمة النقض بأنه ‪ ":‬األصل طبقا لنص الماد ‪ 89‬م قانو‬
‫التنفيذ ال تبدأ إال م اليو الذي يصبح فيه الحك نهاةيا ‪،‬‬ ‫العقوبات أ مد إيقا‬
‫وكا م المقرر أ نقض الحك يعيد الدعوي أما محكمة اإلعاد إل حالتها األول‬
‫قبل صدور فيصبح الحك المنقوض ال وجود له ويضح الحك الصادر بالعقوبة غير‬
‫نهاة ‪ ،‬ولما كا مناط اعتبار الحك الصادر كأ ل يك وفقا لنص الماد ‪ 86‬م‬
‫تكو مد‬ ‫يكو الحك الصادر بالعقوبة نهاةيا وأ‬ ‫قانو العقوبات مشروط بأ‬
‫الشرط األول‬ ‫‪ ،‬وكا‬ ‫قد انقضت ول يصدر خاللها حك بإلغا اإليقا‬ ‫اإليقا‬
‫متخلفا ف خصوص الدعوي ‪ ،‬وذلك بأ الحك االستةناف المنقوض صار معدوما‬

‫(‪ )1‬أنظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬مأمون سالمة – المرجع الساب – ص ‪. 166‬‬


‫‪671‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫م بعد نقضه ول يصبح الحك الصادر بالعقوبة نهاةيا إال بصدور الحك المطعو‬
‫فإ الحك األخير إذ جعل بداية مد إيقا‬ ‫فيه بتأييد م محكمة اإلعاد ‪ ،‬وم‬
‫تنفيذ العقوبة م تاريخ صدور يكو قد الت صحيح القانو " (‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬الطع رام ‪ 161‬لسنة ‪ 69‬ق – جلسة ‪ – 6799/66/61‬مئموعة األحكام – السنة ‪ – 61‬ص‬
‫‪. 6121‬‬
‫‪676‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫المطلب الَابع‬
‫أثَ الحكْ بوقف التنفيذ‬
‫أوال ‪ :‬خالل فتَُ وقف التنفيذ ‪:‬‬
‫تنفيذ العقوبة عد جوا تنفيذها خالل المد المقرر‬ ‫الحك بوق‬ ‫يترتب عل‬
‫الث سنوات ‪ .‬ويقتصر هذا األ ر عل العقوبات الت شملها األمر‬ ‫التنفيذ وه‬ ‫لوق‬
‫التنفيذ دو غيرها مم ل يشملها األمر(‪.)1‬‬ ‫بوق‬
‫ولتحديد ذلك يتعي الرجوع إل الحك الصادر ف هذا الشأ لمعرفة نطاقه ‪:‬‬
‫تنفيذ العقوبات‬ ‫التنفيذ شامال ‪ ،‬ترتب عليه ذلك وق‬ ‫وق‬ ‫( أ ) فإذا كا‬
‫األصلية ‪ ،‬والعقوبات التبعية والتكميلية ‪ ،‬واآل ار الجناةية للحك ومنها االعتداد به‬
‫العود ‪ ،‬بحيث إذا ارتكب المحكو عليه جريمة خالل فتر التجربة أو‬ ‫كسابقة ف‬
‫االختبار فإنه ال يعد عاةدا ‪.‬‬
‫التنفيذ مقصو ار عل بعض العقوبات دو البعض اآلخر‬ ‫( ب ) واذا كا وق‬
‫دو غيرها‪.‬‬ ‫ينصر إل العقوبات الت شملها األمر بالوق‬ ‫‪ ،‬فإ الوق‬
‫التنفيذ شامال اآل ار الجناةية للحك ‪ ،‬ظل الحك منتجا‬ ‫( جة ) واذا ل يك وق‬
‫آل ار خالل مد التجربة ‪ ،‬وبالتال فإذا ارتب المحكو عليه جريمة خالل تلك الفتر‬
‫يمك اعتبار عاةدا إ توافرت شروط العود ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬بعد انقضاء مدُ اإليقاف دون إلغائه ‪:‬‬


‫دو أ يتحقق سبب م األسباب المردية إل إلغاةه‬ ‫إذا انقضت مد اإليقا‬

‫(‪ )1‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬عمييير سييالم – المرجيييع السيياب – ص ‪ 969‬؛ اليييدكتور‪ /‬جييالل ةيييرو –‬
‫المرجع الساب – ص ‪. 216‬‬
‫‪676‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫التنفيذ اعتبر كأ ل يك ‪ .‬ويترتب عل ذلك عد تنفيذ‬ ‫فإ الحك المشمول بوق‬


‫الحك ومنها‬ ‫‪ ،‬وت ول كل اآل ار الجناةية المترتبة عل‬ ‫الجان‬ ‫العقوبة نهاةيا عل‬
‫اعتبار سابقة ف العود ‪ .‬ويمح الحك م صحيفة الحالة الجناةية للمحكو عليه ‪،‬‬
‫ومحو الحك عل هذا النحو يعتبر بم ابة رد اعتبار قانون للمحكو عليه ‪ .‬وهذ‬
‫اآل ار ال تسري بأ ر رجع فنتاةجها ال تكو إال بالنسبة للمستقبل ‪ .‬ولك ال ير ر‬
‫مض ال الث سنوات عل ما يترتب للغير م حقوق بموجب الحك م ل التعويضات‬
‫أل هذ األشيا ليست عقوبات بالمعن الحقيق فال يسري عليها‬ ‫والرد والمصاري‬
‫التنفيذ (‪.)1‬‬ ‫وق‬

‫(‪ )1‬أنظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬عبييد اليير وف مهييدي – المرجييع السيياب – ص ‪ 6662‬؛ الييدكتور‪ /‬أمييي‬
‫مصطفي محمد – المرجع الساب – ص ‪ 261‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪676‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫المطلب الخامس‬
‫إلغاء وقف التنفيذ‬
‫يجو فيها‬ ‫بينت المواد ‪ 85 ، 81 ، 89‬م قانو العقوبات الحاالت الت‬
‫تنفيذ العقوبة ‪ ،‬واج ار اته واآل ار المترتبة عل ذلك ‪.‬‬ ‫للقاض أ يلغ األمر بوق‬

‫أوال ‪ :‬حاالت إلغاء وقف التنفيذ ‪:‬‬


‫التنفيذ ف حالتي (‪:)1‬‬ ‫أجا ت الماد ‪ 0/89‬م قانو العقوبات إلغا وق‬
‫الحالة األولي ‪ :‬إذا صدر ضد المحكوم عليه خالل فترة التجربة حكم بالحبس لمدة‬
‫أكثر من شهر ‪:‬‬
‫تنفيذ العقوبة إذا صدر ضد المحكو عليه خالل مد‬ ‫يجو إلغا األمر بوق‬
‫التنفيذ حك بالحبس لمد ت يد عل شهر ‪ ،‬ويستوي أ تكو الواقعة الت صدر‬ ‫إيقا‬
‫أ بعد ‪ .‬إذ العبر بصدور الحك خالل‬ ‫فيها هذا الحك قد ارتكبت قبل األمر باإليقا‬
‫فتر التنفيذ بغض النظر ع تاريخ ارتكاب الجريمة الت صدر فيها ‪ .‬وقد كا قانو‬
‫فتر‬ ‫لإللغا أ تكو الجريمة قد وقعت ف‬ ‫العقوبات الصادر سنة ‪ 0610‬يكتف‬
‫ولو صدر الحك بعد انقضاةها ‪ .‬وقد رأي البعض – وبحق – أ نص قانو‬ ‫الوق‬
‫العقوبات الحال محل نقد أل الدعوي قد يتأخر الفصل فيها حت فوات المد المقرر‬
‫التنفيذ ‪ ،‬وما كا يصح أ يكو لهذا التأخير م أ ر ف جوا اإللغا م‬ ‫لوق‬
‫عدمه (‪.)2‬‬
‫وعل ذلك ‪ :‬فإذا صدر الحك بعد انقضا هذ الفتر فال يجي اإللغا حت‬

‫(‪ )1‬أنظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬رمسيس بهنام – المرجع الساب – ص ‪. 6611 ، 6612‬‬


‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬السعيد مصطفي السعيد – المرجع الساب – ص ‪. 969 ، 961‬‬
‫‪676‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫التنفيذ ‪ .‬واذا صدر الحك‬ ‫ولو كا ع جريمة ارتكبت خالل فتر التجربة أو وق‬
‫الجديد بالحبس مد شهر أو أقل – وم باب أول إذا كا صاد ار بالغرامة – فال‬
‫التنفيذ (‪.)1‬‬ ‫يحق إلغا األمر بوق‬
‫ونري أنه لك يعمل الحك الصادر بالحبس لمد أك ر م شهر أ ر ف جوا‬
‫التنفيذ أ يكو هذا الحك نهاةيا ‪ ،‬فاألحكا غير النهاةية مذبذبة الحجية ‪.‬‬ ‫إلغا وق‬
‫وم ناحية أخري فلو ت التعويل ف هذا الشأ عل األحكا غير النهاةية فإ ذلك‬
‫قبل المحاك‬ ‫حالة إلغا هذ األحكا م‬ ‫تداركه ف‬ ‫وض ال يمك‬ ‫سيردي إل‬
‫االستةنافية ‪ .‬والنتاةج المترتبة عل األخذ بهذا الرأي أفضل بك ير م النتاةج المترتبة‬
‫عل تركه ‪.‬‬
‫ونريد كذلك ما ذهب إليه بعض الفقه م ضرور أ يكو الحك الذي يصلح‬
‫التنفيذ فال يصلح سببا إللغا‬ ‫مشموال بالنفاذ ‪ ،‬فإذا كا مشموال بوق‬ ‫إللغا اإليقا‬
‫م القول بأ حالة المته ال تستدع دخوله‬ ‫التنفيذ أل ذلك ال يتال‬ ‫األمر بوق‬
‫السج الت اقتن بها الحك الصادر عليه أ نا فتر التجربة (‪.)2‬‬
‫التنفيذ إذا صدر حك بالحبس لمد‬ ‫واذا كا القانو قد نص عل جوا إلغا وق‬
‫ت يد عل شهر ‪ ،‬فإ اإللغا يكو جاة ا م باب أول إذا قض الحك بعقوبة أك ر م‬
‫ذلك ‪ ،‬كما لو قض بالسج أو السج المشدد أو المربد‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬محمود مصطفي – المرجع الساب – ص ‪. 296‬‬


‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬أحمد فتحيي سيرور – المرجيع السياب – ص ‪ 6129‬؛ وايارن عكيس ذليك ‪:‬‬
‫الدكتور‪ /‬محمود مصطفي – المرجع الساب – ص ‪ 296‬؛ الدكتور‪ /‬محمود نئيح حسني – المرجع‬
‫الساب – ص ‪ 791‬؛ اليدكتور‪ /‬أحميد عيوض بيالل – المرجيع السياب – ص ‪ 761‬؛ وايارن كيللك ‪:‬‬
‫الطع رام ‪ 616‬لسنة ‪ 69‬ق – جلسة ‪ – 6729/2/66‬مئموعة األحكام – السنة ‪ – 1‬ص ‪. 276‬‬
‫‪672‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫الحالة الثانية ‪ :‬صدور حكم قبل فترة إيقاف التنفيذ لم تكن تعلم به المحكمة ‪:‬‬
‫حالة ما إذا ظهر خالل مد التجربة أ‬ ‫تنفيذ العقوبة ف‬ ‫يجو إلغا وق‬
‫المحكو عليه صدر ضد حك بالحبس لمد أك ر م شهر ول تك المحكمة قد‬
‫يكو المحكو عليه قد سبق أ‬ ‫علمت به ‪ .‬والمقصود بذلك مواجهة الحالة الت‬
‫التنفيذ لو كانت تعل به ‪.‬‬ ‫صدر ضد حك يظ معه أ المحكمة ما كانت لتوق‬
‫المته ال‬ ‫التنفيذ إذا رأت أ‬ ‫فأجا الش ارع لها عند العل بهذا الحك إلغا وق‬
‫لما أمرت به (‪.)1‬‬ ‫يستحقه وانها لو كانت تعل بهذا الحك وقت األمر باإليقا‬

‫ثانيا ‪ :‬إجَاءات إلغاء وقف التنفيذ ‪:‬‬


‫ذلك إلغا األمر بوق‬ ‫إذا تحققت إحدي الحالتي السابقتي فال يترتب عل‬
‫التنفيذ تلقاةيا ‪ ،‬بل ال بد م الحك به (‪ .)2‬ويكو إلغا التنفيذ بنا عل طلب النيابة‬
‫النيابة بإج ار تحقيق م‬ ‫المحكو عليه بالحضور ‪ ،‬وال تل‬ ‫العامة بعد تكلي‬
‫التنفيذ لصالحه قبل تقدي طلب اإللغا ‪ .‬وتقض‬ ‫الشخص المراد إلغا األمر بوق‬
‫التنفيذ سوا كانت ه محكمة أول درجة‬ ‫باإللغا المحكمة الت أصدرت الحك بوق‬
‫التنفيذ ألول مر ‪ ،‬أما إذا كا‬ ‫أو المحكمة االستةنافية إذا كانت ه الت قضت بوق‬
‫تأيد هذا األمر استةنافيا فحسبما‬ ‫التنفيذ قد صدر م محكمة أول درجة‬ ‫األمر بوق‬
‫قضت محكمة النقض فغ االختصاص يكو منعقدا لمحكمة أول درجة ‪ ،‬أل تأييد‬

‫(‪ )1‬أنظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬السييعيد مصييطفي السييعيد – المرجييع السيياب – ص ‪ 969‬؛ الييدكتور‪ /‬أحمييد‬
‫فتحي سرور – المرجع الساب – ص ‪. 6121‬‬
‫(‪ )2‬أنظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬علييي رارييد –القييانون الئنييايي – المييديال وأصييول النظرييية العاميية – دار‬
‫النهضة العربية – الطبعة الثانية ‪. 116 - 6796‬‬
‫‪671‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫أصدرته مباشر (‪.)1‬‬ ‫الت‬ ‫الحك م المحكمة االستةنافية ال يجعلها بم ابة أنها ه‬
‫وتكو محكمة الجنايات ه المختصة إذا كانت ه الت أصدرت الحك األمر بوق‬
‫التنفيذ ( الماد ‪ 81‬م قانو العقوبات ) ‪.‬‬
‫تنفيذ العقوبة ه‬ ‫بإلغا األمر بوق‬ ‫ستقض‬ ‫واذا كانت المحكمة الت‬
‫التنفيذ‬ ‫المحكمة الت أصدرت الحك الذي يجي اإللغا ‪ ،‬فلها أ تحك بإلغا وق‬
‫(‪)2‬‬
‫( الماد‬ ‫ف ذات الحك سوا م تلقا نفسها أو بنا عل طلب النيابة العامة‬
‫‪ 0/81‬م قانو العقوبات ) ‪ .‬ونري ف هذ الحالة أنه إذا ل يك الحك سند إلغا‬
‫المته م‬ ‫وبرأت محكمة االستةنا‬ ‫التنفيذ نهاةيا ‪ ،‬وت الطع عليه باالستةنا‬ ‫وق‬
‫التنفيذ المستند‬ ‫التهمة المنسوبة إليه فيه ‪ ،‬فإ ذلك يستتب بالضرور وال إلغا وق‬
‫تنفيذ العقوبة مجددا واعمال أ ر وكأنه ل يلغ أصال ‪.‬‬ ‫إليه ‪ ،‬وسريا األمر بوق‬
‫التنفيذ متروك للسلطة‬ ‫التنفيذ كاألمر بوق‬ ‫ومما تنبغ مالحظته أ إلغا وق‬
‫التقديرية للمحكمة الت لها أ تأمر به أو ترفضه حسبما يت ار ى لها ‪.‬‬
‫التنفيذ ال تكو مل مة بإبدا األسباب الت‬ ‫وعندما تأمر المحكمة بإلغا وق‬
‫دعتها إل ذلك (‪ .)3‬وقد انتقد البعض ‪ -‬وبحق ‪ -‬هذا الرأي وذهب إل أ التسبيب ف‬
‫هذا الصدد هو أمر ضروري لبيا ما إذا كانت إحدي حاالت اإللغا قد توافرت م عدمه‬

‫(‪ )1‬الطعي راييم ‪ 616‬لسيينة ‪ 69‬ق – جلسيية ‪ – 6729/2/66‬مئموعيية األحكييام – السيينة ‪ – 1‬ص‬
‫‪. 267‬‬
‫(‪ )2‬أنظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬محميود نئييح حسيني – المرجيع السياب – ص ‪ 791‬؛ اليدكتور‪ /‬محميد أبيو‬
‫العال عقيدة – المرجع الساب – ص ‪. 676‬‬
‫(‪ )3‬أنظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬علييي رارييد –القييانون الئنييايي – المييديال وأصييول النظرييية العاميية – دار‬
‫النهضة العربية – الطبعة الثانية ‪ – 6796‬ص ‪ 116‬؛ اليدكتور‪ /‬أحميد عيوض بيالل – = = المرجيع‬
‫السيياب – ص ‪ 767‬؛ الييدكتور‪ /‬عميير سييالم – المرجييع السيياب – ص ‪ 961‬؛ وأنظيير أيضييا ‪ :‬نق ي‬
‫جلسة ‪ – 6761/6/61‬مئموعة القواعد القانونية – الئز ‪ – 6‬رام ‪ – 621‬ص ‪. 276‬‬
‫‪679‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫التنفيذ – ف اعتقدنا ‪ -‬يجب أ يكو‬ ‫(‪ .)1‬وم ناحية أخري فإ إلغا األمر بوق‬
‫التنفيذ الذي تطلب القانو لصدور أ يكو مسببا ‪ ،‬إذ‬ ‫متعادال ف قوته م األمر بوق‬
‫األول يسحب األ ر الذي يرتبه ال ان ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬األثَ المتَتب علي إلغاء وقف التنفيذ ‪:‬‬


‫حددت الماد ‪ 85‬م قانو العقوبات هذا األ ر بقولها ‪ ":‬يترتب عل اإللغا‬
‫تكو قد‬ ‫تنفيذ العقوبة المحكو بها وجمي العقوبات التبعية واآل ار الجناةية الت‬
‫ذات‬ ‫التنفيذ يعيد المحكو عليه إل‬ ‫ذلك أ إلغا األمر بوق‬ ‫أوقفت " ‪ .‬ومعن‬
‫تنفيذها ‪.‬‬ ‫المرك الذي كا سيوض فيه لو حك عليه ابتدا بهذ العقوبة دو وق‬
‫تنفيذها ‪ ،‬وتنفذ‬ ‫التنفيذ – إذ – هو تنفيذ العقوبة األصلية الت أوق‬ ‫فأ ر إلغا وق‬
‫معها كذلك جمي العقوبات التبعية والتكميلية ‪ ،‬ويترتب كذلك عل اإللغا أ يستقر‬
‫الحك نهاةيا ويصبح منتجا لجمي آ ار الجناةية ومنها اعتبار سابقة ف العود (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬أنظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬عبد الر وف مهدي – المرجع الساب – ص ‪. 6661‬‬


‫(‪ )2‬أنظييير ‪ :‬اليييدكتور‪ /‬رمسييييس بهنيييام – المرجيييع السييياب – ص ‪ 6611‬؛ اليييدكتور‪ /‬جيييالل ةيييرو –‬
‫المرجع الساب – ص ‪ 212‬؛ الدكتور‪ /‬محمد زكيي أبيو عيامر – المرجيع السياب – ص‪ 299‬؛ اليدكتور‪/‬‬
‫فتييوح عبيييد هللا الشييياذلي ‪ ،‬الييدكتور‪ /‬عليييي عبيييد القييادر القهيييوجي – المرجيييع السييياب – ص ‪611 ، 612‬‬
‫؛الدكتور‪ /‬سليمان عبد المنعم – المرجع الساب – ص ‪ 192‬؛ اليدكتور‪ /‬أميي مصيطفي محميد – المرجيع‬
‫الساب – ص ‪. 267‬‬
‫‪671‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫المبحث الثاني‬
‫الوضع تحت االختبار‬
‫( االختبار القضائي )‬
‫تقسيْ‬
‫نقس الدراسة ف هذا المبحث إل مطلبي رةيسيي ‪ :‬األول ‪ ،‬ونعالج فيه‬ ‫سو‬
‫ماهية نظا االختبار القضاة ‪ .‬والثاني ‪ ،‬نخصصه لدراسة أحكا االختبار القضاة ‪.‬‬

‫المطلب األول‬
‫ماهية االختبار القضائي‬
‫تعَيف االختبار القضائي ونشأته‬
‫الوض تحت االختبار أو ما يسم كذلك باالختبار القضاة هو أحد أساليب‬
‫إل تأهيل الخاض له ف خارج السج م تقييد حريته‬ ‫المعاملة العقابية الت تهد‬
‫‪ ،‬إيقافا‬ ‫ناحية أول‬ ‫م‬ ‫ببعض االلت امات الواجب عليه مراعاتها ‪ .‬فهو يتضم‬
‫بعد النطق بها ‪ ،‬أو بعد تنفيذ العقوبة‬ ‫مشروطا لإلدانة سوا تعلق هذا اإليقا‬
‫أما القاض‬ ‫تعهد الجان‬ ‫المحكو بها ‪ .‬وم ناحية انية ‪ ،‬يقو هذا النظا عل‬
‫بإتباع ما يفرض عليه م الت امات وعد اإلخالل بها ‪ .‬وم ناحية ال ة ‪ ،‬يتضم‬
‫هذا النظا مساعد ورقابة الخاض له بواسطة أحد المختصي ف تطبيق هذا النظا‬
‫(‪.)1‬‬

‫‪(1) Y.marxLaprobation : etatactuel et aspects sociaux rev penitdr pen‬‬


‫‪1955 P 729.‬‬
‫‪677‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫ومردي ذلك أ نظا الوض تحت االختبار ‪ ،‬باعتبار أحد صور المعاملة‬
‫العقابية ف الوسط الحر ‪ ،‬يقو عل أمري ‪ :‬أولهما ‪ ،‬هو تجنيب الخاض له دخول‬
‫السج ‪ ،‬واالكتفا بتقييد حريته بمجموعة م االلت امات الت يتعي عليه الوفا بها‬
‫‪ .‬و انيهما ‪ ،‬هو التجربة بما تفترضه م احتمال سلب‬ ‫وخضوعه للرقابة واإلش ار‬
‫الحرية عند فشله (‪.)1‬‬
‫وقد نشأ هذا النظا ألول مر ف الواليات المتحد األمريكية بمدينة بوسط سنة‬
‫" جو أغسطس " المحكمة بعد النطق بالعقوبة‬ ‫‪ 6161‬حي طالب شخص يدع‬
‫عل شاب اته باإلفراط ف تناول المسكرات استنادا إل ضمانه حس سلوكه وتعهد‬
‫مهمته مما مهد لصدور أول قانو لتطبيق نظا‬ ‫عليه ‪ ،‬وقد نجح ف‬ ‫باإلش ار‬
‫بقية الواليات األمريكية‬ ‫انتشر بعد ذلك ف‬ ‫الوض تحت االختبار سنة ‪، 6191‬‬
‫بعد ذلك شمل البالغي ‪ .‬وف‬ ‫وأقر القانو االتحادي ‪ ،‬ليطبق ابتدا عل األحداث‬
‫المحكو عليه ف الواليات المتحد األمريكية م‬ ‫عا ‪ 6712‬كا أك ر م نص‬
‫الموضوعي تحت االختبار ‪ .‬وتعر تشريعات ك ير نظا االختبار القضاة بعد أ‬
‫التنفيذ ‪ ،‬ولما بت عد كفاية هذا األخير نظ ار‬ ‫كا اتجاهها نحو تفضيل نظا إيقا‬
‫والرقابة على المحكو عليه ‪ ،‬استحد ت‬ ‫وخلو م إج ار ات اإلش ار‬ ‫لدور السلب‬
‫وسيلة جديد لتكملته ه االختبار أو الوض تحت التجربة كما يطلق عليها القانو‬
‫الفرنس (‪.)2‬‬
‫وف انجلت ار صدر أول قانو لتطبيق نظا الوض تحت االختبار سنة ‪6197‬‬

‫(‪ )1‬أنظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬محمود نئيح حسني – المرجع الساب – ص ‪ 616‬؛ الدكتور‪ /‬حسني عبييد‬
‫– المرجع الساب – ص ‪. 666‬‬
‫(‪ )2‬الدكتور ‪ /‬أحمد عوض بالل – علم العقا – المرجع الساب – ص ‪. 662 ، 666‬‬
‫‪611‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫‪ ،‬كما أخذت به دول أخري م ل فرنسا وألمانيا وهولندا وبولندا وسويس ار (‪.)1‬‬
‫باعتبار أحد‬ ‫مصر يأخذ المشرع المصري ‪ ،‬بنظا االختبار القضاة‬ ‫وف‬
‫يمك الحك بها على الحدث الذي ل تبلغ سنه خمس عشر سنة إذا‬ ‫التدابير الت‬
‫ارتكب جريمة ‪ ،‬وذلك بمقتض الماد ‪ 616‬م قانو الطفل رق ‪ 66‬لسنة ‪،6771‬‬
‫نصت على أنه يحك على الطفل‬ ‫المستبدلة بالقانو رق ‪ 661‬لسنة ‪ ، 6111‬الت‬
‫الذي ل يتجاو سنه خمس عشر سنة ميالدية كاملة إذا ارتكب جريمة بأحد التدابير‬
‫‪ .‬ووفقا للماد ‪ 611‬م‬ ‫اآلتية ‪ – 2 ... 6 ... 6 ... 6 ... 6 :‬االختبار القضاة‬
‫بيةته الطبيعية تحت التوجيه‬ ‫بوض الطفل ف‬ ‫هذا القانو يكو االختبار القضاة‬
‫م مراعا الواجبات الت تحددها المحكمة ‪ ،‬وال يجو أ ت يد مد االختبار‬ ‫واإلش ار‬
‫االختبار عرض األمر على‬ ‫الث سنوات ‪ .‬فإذا فشل الطفل ف‬ ‫ع‬ ‫القضاة‬
‫قانو‬ ‫التدابير األخري الوارد بالماد ‪ 616‬م‬ ‫المحكمة لتتخذ ما ت ار مناسبا م‬
‫الطفل ‪.‬‬

‫القيمة العقابية لالختبار القضائي‬


‫السياسة العقابية الحدي ة ‪ .‬إذ‬ ‫لنظا الوض تحت االختبار أهمية كبير ف‬
‫يعتبر م البداةل الهامة للعقوبات السالبة للحرية قصير المد (‪ .)2‬وعليه فإ فواةد‬
‫فهو يجنب‬ ‫تفادي الم الب الناجمة ع تطبيق هذ العقوبات ؛ وم‬ ‫تتم ل ف‬
‫المحكو عليه به اآل ار السيةة المترتبة عل االختالط بالمجرمي الخطري ‪ .‬فضال‬

‫(‪ )1‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬ر وف عبيييد – أصييول علمييي األجييرام والعقييا – المرجييع السيياب – ص‬
‫‪ 161 ، 162‬؛ الييدكتور‪ /‬علييي عبييد القييادر القهييوجي ‪ ،‬الييدكتور‪ /‬فتييوح عبييد هللا الشيياذلي – المرجييع‬
‫الساب – ص ‪ 261 ، 267‬؛ الدكتور‪ /‬إبراهيم حامد طنطاوي – المرجع الساب – ص ‪661 ، 669‬‬
‫‪.‬‬
‫(‪ )2‬راجع ‪ :‬الدكتور‪ /‬غنام محمد غنام – المرجع الساب – ص ‪ 696‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪616‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫ع أهميته بالنسبة لطاةفة م المحكو عليه ال يستحقو أ توق عليه عقوبة‬


‫التنفيذ البسيط ‪ ،‬ألنه ال‬ ‫سالبة للحرية طويلة وال يجدي معه تطبيق نظا وق‬
‫الوسيلة‬ ‫‪ ،‬فتكو‬ ‫مقاومة العوامل اإلجرامية المحيطة به‬ ‫بمفرده‬ ‫يستطيعو‬
‫إلصالحه وتأهيله وا الة هذ العوامل اإلجرامية ه تمكينه م تالف سلب الحرية‬
‫واخضاعه ف الوقت ذاته للرقابة والمساعد (‪.)1‬‬
‫وقد انتهت الحلقة ال انية الت عقدها المرك القوم للبحوث االجتماعية والجناةية‬
‫بالقاهر ف يناير ‪ 6716‬إل أ االختبار القضاة ف الحيا القانونية مرحلة متطور‬
‫السياسة الجناةية الناهضة بما يحقق تفريد العقاب والمعاملة واصالح المجرمي‬ ‫ف‬
‫والجانحي ‪ ،‬فهو على هذ الصور يتجاوب م ضرورات السياسة الجناةية اإلنسانية‬
‫‪ ...‬ولذلك فقد أوصت هذ الحلقة‬ ‫تنب م روح ومقتضيات الدفاع االجتماع‬ ‫الت‬
‫التنفيذ‬ ‫باألخذ بنظا االختبار القضاة كإج ار مستقل ‪ ،‬م تقرير أيضا إل جانب وق‬
‫يكو‬ ‫تنفيذ العقوبة بهذا التدبير ‪ ،‬وم‬ ‫‪ ،‬وذلك بالنص على اقت ار الحك بوق‬
‫للقاض حرية االختيار بي النطق بالوض تحت االختبار القضاة أو النص عليه إل‬
‫تنفيذ العقوبة على ما هو عليه ف‬ ‫تنفيذ العقوبة ‪ ،‬م استيفا نظا وق‬ ‫جانب وق‬
‫التنفيذ ف صورته القاةمة ‪ ،‬مجاله‬ ‫القانو ‪ .‬ويكو لكل م االختبار القضاة ووق‬
‫وداةر تطبيقه وشروط األخذ به ‪ ،‬وعلى أال يقض بالوض تحت االختبار إال بعد بوت‬

‫(‪ )1‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬محمييود نئيييح حسييني – المرجييع السيياب – ص ‪ 611 ، 612‬؛ الييدكتورة ‪/‬‬
‫هدي حامد اشقوش – أصول علمي اإلجرام والعقا – المرجع السياب – ص ‪ . 666‬وراجيع كيللك‬
‫‪:‬‬
‫‪G. strfami, G levasseur et B.BoulocDroit penal general 1997 P 521.‬‬
‫‪616‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫اإلدانة م عد اإلخالل بحق المضرور ف التعويضات (‪.)1‬‬


‫ونظ ار ألهمية نظا االختبار القضاة ‪ ،‬ودور ف تجنب مساوئ العقوبات السالبة‬
‫للحرية قصير المد ‪ ،‬ال سيما وأ هذ العقوبات تحتل مرتبة الصدار ف أحكا المحاك‬
‫‪ ،‬فإننا نناشد المشرع المصري أ يوس م نطاق تطبيقه ليشمل المجرمي البالغي ف‬
‫بعض حاالت خاصة ومحدد إذا كا هذا يحقق الغرض الذي أنشأ م أجله هذا النظا‬
‫‪.‬وبذلك يلحق بركب أحدث األنظمة القانونية على مستوي العال ‪ ،‬ويواكب متطلبات‬
‫السياسة الجناةية الحدي ة (‪.)2‬‬
‫وتشير اإلحصاةيات الجناةية ف بعض الدول الت تطبق هذا النظا إل ت ايد‬
‫عدد المحكو عليه المستفيدي منه ‪ :‬فقد بلغ إجمال األحكا الصادر بالوض تحت‬
‫االختبار ف فرنسا خالل عا ‪ 6716‬م المحاك الفرنسية ‪ 61716‬حكما ‪ ،‬وقد اد‬
‫هذا العدد ف السنوات التالية ليصل إل ‪ 61666‬حكما م نهاية عا ‪.)3(6776‬‬
‫(‪)4‬‬
‫بحجة أنه قد يفتح الباب‬ ‫وعلى الرغ م ذلك فقد انتقد االختبار القضاة‬
‫بحقوق‬ ‫أما المساس بالحريات العامة بما يتضمنه م تقييد لها قد يصل إل العص‬
‫األفراد ‪ .‬وهذا النقد مبالغ فيه ‪،‬أل االلت امات الت يفرضها القاض على الموضوع‬
‫جهة ‪،‬‬ ‫النطاق الذي يحقق غرض النظا م‬ ‫حصرها ف‬ ‫تحت االختبار يمك‬
‫ويحافظ على حريات األفراد م ناحية أخري ‪ .‬فضال ع ذلك فإ االختبار القضاة‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬محميد المنئيي – االيتبيار القضيايي أحيد تيدابير اليدفاح االجتمياعي – منشيأة‬
‫المعارف باإلسكندرية – الطبعة األولي ‪ – 6716‬ص ‪. 1 ، 9‬‬
‫‪2‬‬
‫‪( ) G. strfami, G levasseur et B.BoulocDroit penal general 1997 P 521.‬‬
‫(‪ )3‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬أيم ي رمضييان محمييد الزينييي ‪ -‬العقوبييا السييالبة للحرييية اصيييرة المييدة‬
‫وبدايلها – دراسة مقارنة – رسالة دكتوراب – أكاديمية الشرطة – ‪ –6116‬ص ‪ 616‬وما بعدها ‪.‬‬
‫(‪ )4‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬أحمد عوض بالل – علم العقا – المرجع الساب – ص ‪. 661‬‬
‫‪616‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫ال يفرض على المحكو به عليه ودو ذنب أو جرير ‪ ،‬وانما مقابل جريمة ابتة ف‬
‫فال غبار إ مس هذا النظا بعض حقوق الخاض له أو قيد حريته ‪.‬‬ ‫حقه ‪ ،‬وم‬
‫باعتبارات الردع العا ‪ ،‬فال‬ ‫كذلك بأنه يضح‬ ‫كما انتقد نظا االختبار القضاة‬
‫ينصر الناس ع الجريمة إذا عملوا أ مصيره هو الوض تحت االختبار وليس‬
‫عليه الذي ال يهدئ م ل هذا النظا م‬ ‫السج ‪ ،‬وأنه ال يقي و نا لشعور المجن‬
‫مشاعر ‪ .‬وهذا النقد بدور مبالغ فيه هو اآلخر ‪ ،‬أل ما يتضمنه تطبيق هذا النظا‬
‫م تقييد للحرية كفيل بتحقيق الردع وتهدةة ور المجن عليه ‪ ،‬فضال ع أنه الفواةد‬
‫يحققها هذا النظا للمصلحة العامة ومصلحة الشخص الخاض له تقتض‬ ‫الت‬
‫تطبيقه مت استوجبت شروطه وتحققت أغراضه ‪.‬‬

‫المقارنة بين الوضع تحت االختبار وإيقاف تنفيذ العقوبة ‪:‬‬


‫بوت الجريمة‬ ‫تنفيذ العقوبة ف‬ ‫يتفق الوض تحت االختبار م نظا وق‬
‫المسند إل المته وعد التنفيذ الفوري للعقوبة ‪ .‬كما يتفق النظاما كذلك م حيث‬
‫تجنب المحكو عليه أو المته مساوئ العقوبات‬ ‫كل منهما إل‬ ‫إذ يرم‬ ‫الهد‬
‫السالبة للحرية قصير المد ‪ ،‬وتشجيعه عل نهج السلوك القوي ليتفادى العقاب نهاةيا‬
‫‪ ،‬فكل منهما يم ل أسلوب كفاح ضد مساوئ الحبس القصير المد ‪ ،‬واتاحة الفرصة‬
‫أما المحكو عليه أو المته للعود إل المجتم واالندماج فيه كعضو صالح ‪ .‬ويتفق‬
‫مرك المستفيد منهما يكو قلقا خالل فتر التجربة ‪ .‬فإذا‬ ‫أ‬ ‫كذلك ف‬ ‫النظاما‬
‫االلت امات المفروضة عليه ف‬ ‫التنفيذ ‪ ،‬أو خال‬ ‫ارتكب جريمة جديد ف حالة إيقا‬

‫‪616‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫حالة الوض تحت االختبار ألغ النظا الخاض له واستحق تنفيذ العقوبة (‪.)1‬‬
‫إال أ أوجه التشابه سالفة الذكر ال تنف أ بي النظامي فروقا أساسية ‪ :‬فم‬
‫عند مجرد إنذار المحكو عليه وتركه‬ ‫التنفيذ ذو طاب سلب يق‬ ‫ناحية أول ‪ ،‬فإيقا‬
‫يسلك سبيل التأهيل بمفرد ‪ ،‬ودو أ تفرض عليه أية الت امات يراعيها خالل فتر‬
‫التجربة الله إال الت امه بعد ارتكاب جريمة خالل تلك الفتر ‪ .‬أما الوض تحت‬
‫االختبار فله طاب إيجاب ‪ ،‬إذ ينطوي عل تلق الخاض له مساعد ومعاملة عقابية‬
‫قبل مراقب‬ ‫م‬ ‫اجتماع‬ ‫إش ار‬ ‫تحقيق تأهيله ‪ ،‬لذلك يخض الجان‬ ‫تعينه ف‬
‫السلوك ‪ ،‬ويل بمراعا العديد م االلت امات خالل فتر التجربة (‪.)2‬‬
‫تنفيذ العقوبة ليس له إال مجاال واحدا ‪،‬‬ ‫وم ناحية أخري ‪ ،‬فإ مجال إيقا‬
‫فهو يكو داةما بعد النطق بالعقوبة ‪ .‬أما بالوض تحت االختبار فقد يت قبل النطق‬
‫بالعقوبة أو بعد النطق بها ‪.‬‬

‫الطبيعية القانونية لالختبار القضائي‬


‫آ ارت الطبيعة القانونية لنظا االختبار القضاة جدال واس النطاق بي الفقها‬
‫‪ ،‬وهل هو عقوبة أ تدبير احت ار ي أ أسلوب للمعاملة العقابية م نوع خاص ؟‬
‫ذهب رأي إل أ االختبار القضاة ليس مجرد بديل ع العقوبة ‪ ،‬وانما هو‬
‫عقوبة بالمعن الحقيق ‪ .‬فهو وا ل يفترض سلب الحرية ‪ ،‬فإنه يفترض تقييدها ‪،‬‬
‫فيقول األستاذ ( ‪ ) Thorsten‬رةيس قس االجتماع بجامعة بنسلفانيا بالواليات‬
‫المتحد األمريكية ورةيس قس الجمعية الدولية لعل اإلج ار بأ االختبار القضاة هو‬

‫(‪ )1‬أنظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬محمد أبو العال عقيدة – المرجع الساب – ص ‪. 669‬‬
‫‪(2) G. Stefami , G LevasseuretrJambu merlin Grimin ologieets uencepenit‬‬
‫‪entiaire 1976 P 503‬‬
‫‪612‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫التنفيذ ‪ ،‬وأنه ف جمي البالد الت‬ ‫عقوبة متمي ع مجرد الحك بالعقوبة م وق‬
‫أخذت به ال يعتبر االختبار القضاة بديال للعقوبة ‪ ،‬وانما هو ج ا مباشر قاة بذاته‬
‫(‪.)1‬‬
‫بينما ذهب رأي آخر إل إنكار صفة العقوبة ع االختبار القضاة على سند‬
‫م القول أنه وا اشترك معها ف الخضوع لمبدأ الشرعية بحيث ال يحك به إال بنا‬
‫‪ .‬فمن حيث‬ ‫معها ف الجوهر والهد‬ ‫على قانو وبعد ارتكاب الجريمة ‪ ،‬فإنه يختل‬
‫أحد عناصر‬ ‫الجوهر ‪ :‬تقو العقوبة بمعناها التقليدي على اإليال المقصود ف‬
‫الشخصية للجان ‪ ،‬ويجب لذلك أ تراع مدي جسامة الجريمة فضال ع الخطور‬
‫اإلجرامية للجان ‪ .‬أما جوهر االختبار القضاة فهو مد يد العو إل الجان على‬
‫على اإلطالق إل‬ ‫نحو إيجاب م شأنه تحقيق التجاوب م المجتم ‪ ،‬فهو ال يهد‬
‫اإليال المقصود ‪ ،‬وال يراع غير الخطور اإلجرامية للجان ‪ .‬ومن حيث الهدف ‪:‬‬
‫تحقيقا للردع العا ‪ ،‬واذا‬ ‫فاألفكار الساةد تقي العقوبة على أساس التهديد والتخوي‬
‫كانت األفكار الحدي ة قد اتجهت إل جعل العقوبة أدا لإلصالح ‪ ،‬فإ هذا ال يحول‬
‫دو اإلبقا على الردع العا وبصور أك ر وضوحا ‪ .‬أما بالنسبة لالختبار القضاة‬
‫وتقويمه وتأهيله اجتماعيا تحقيقا للردع الخاص غير‬ ‫فإ هدفه هو إصالح الجان‬
‫مبال بتحقيق الردع العا الذي يتوافر بطريق غير مباشر (‪.)2‬‬
‫االختبار‬ ‫األدق القول بأ‬ ‫أنه م‬ ‫وقد أيد البعض هذا الرأي ‪ ،‬وذهب إل‬
‫القضاة وسيلة حدي ة للج ا الجناة ف صور تدبير ( م تدابير الدفاع االجتماع‬

‫(‪ )1‬انظير ‪ :‬عيرض هييلا اليرأي ليدي الييدكتور‪ /‬محميد المنئيي – االيتبييار القضيايي – أحيد تييدابير‬
‫الدفاح االجتماعي – منشأة المعارف باإلسكندرية – الطبعة األولي ‪ – 6716‬ص ‪. 661 ، 667‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬أحمد فتحي سرور – االيتبار القضايي – دراسة مقارنة – بدون تاريخ نشر‬
‫– ص ‪. 661 ، 669‬‬
‫‪611‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫) تقابل الوسيلة التقليدية للج ا الجناة وه العقوبة (‪.)1‬‬


‫وقد ذهب رأي الث إل نظا االختبار القضاة ‪ ،‬إنما هو نظا عقاب يجم‬
‫بي خصاةص كل م العقوبة ‪ ،‬والتدبير االحت ار ي معا ‪ .‬فف جمي األحيا تكو له‬
‫عداد‬ ‫الوس إدراجه ف‬ ‫أخري يكو ف‬ ‫أحيا‬ ‫طبيعة وخصاةص العقوبة ‪ ،‬وف‬
‫التميي بي الحالي على تحديد الموضوع الذي يطبق‬ ‫التدابير االحت ار ية ‪ ،‬ويتوق‬
‫يري المشرع إخضاعه لها ‪ .‬فحي يكو مرتكب الجريمة كامل‬ ‫فيه واألحكا الت‬
‫األهلية متواف ار لديه الرك المعنوي المتطلب فيها ‪ ،‬ويري القاض أنه – بالنظر إل‬
‫ظروفه – تجدي ف تأهيله المعاملة الت ينطوي عليها االختبار ويقرر إخضاعه له‬
‫خالل مد يحددها بي حدي ويضعها القانو ‪ ،‬فف هذ الحالة ال ي ور شك – عند‬
‫االختبار بأنه عقوبة ‪ ،‬إذ له جمي خصاةصها‬ ‫وص‬ ‫أنصار هذا الرأي ‪ -‬ف‬
‫وأحكامها ‪ .‬ولك إذا افترضنا ف م ال ا أ مرتكب الجريمة مريض عقال أو نفسا‬
‫مرضا أفقد أهليته ‪ ،‬وقدر القاض أ عالجه ال يقتض إيداعه ف مستشف ‪ ،‬وانما‬
‫يكف تردد على طبيب أو مستشف وخضوعه ف حياته لقيود والت امات تقيه العوامل‬
‫‪ ،‬فض بوضعه تحت االختبار المد الال مة لشفاةه وفرض عليه‬ ‫الت تعرقل شفا‬
‫لالختبار‬ ‫االعت ار‬ ‫هذ الحالة ال نتردد ف‬ ‫يقتضيها عالجه ‪ ،‬فف‬ ‫االلت امات الت‬
‫بطبيعة التدبير االحت ار ي (‪.)2‬‬
‫وسيلة معاملة عقابية ‪ ،‬تت خارج‬ ‫أ االختبار القضاة‬ ‫وذهب رأي راب إل‬
‫والبارول ‪ ،‬وال معن‬ ‫التنفيذ واإلفراج الشرط‬ ‫السج (‪ ، )3‬شأنه ف ذلك شأ إيقا‬

‫(‪ )1‬الدكتور‪ /‬محمد المنئي – المرجع الساب – ص ‪. 666‬‬


‫(‪ )2‬اليييدكتور‪ /‬محميييود نئييييح حسيييني – عليييم العقيييا – المرجيييع السييياب – ص ‪ 166 ، 166‬؛‬
‫الدكتور‪ /‬حسني عبيد – رسالة ساب اإلرارة إليها – ص ‪. 616‬‬
‫(‪ )3‬الدكتور‪ /‬محمد أبو العال عقيدة – علم العقا – المرجع الساب – ص ‪. 661‬‬
‫‪619‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫للجدل السابق بشأ هذ األنظمة كلها (‪ .)1‬وباعتبار كذلك يتعي أ يتجه إل تأهيل‬
‫المحكو عليه واصالحه ‪ ،‬وذلك بتوجيه سلوكه وأسلوب حياته الوجهة الت تحقق هذا‬
‫‪ .‬وف سبيل ذلك يجب أ تقد للمحكو عليه المساعد المعنوية والمادية ‪،‬‬ ‫الهد‬
‫إل جانب خضوعه لما يفرض عليه م الت امات تقيد م حريته (‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬الدكتور‪ /‬أحمد عوض بالل – علم العقا – ص ‪. 661‬‬


‫(‪ )2‬الييدكتور‪ /‬رمسيييس بهنييام ‪ ،‬الييدكتور‪ /‬علييى عبييد القييادر القهييوجي – علييم اإلجييرام والعقييا –‬
‫المرجع الساب – ص ‪. 666‬‬
‫‪611‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫المطلب الثاني‬
‫أحكام االختبار القضائي‬

‫الجهة المختصة بتقَيَ االختبار القضائي‬


‫تجري النظ العقابية المختلفة على تخويل القضا وحد سلطة تقرير الوض‬
‫تحت االختبار ‪ ،‬وم هنا جا ت التسمية الشاةعة لهذا النظا بأنه " اختبار قضاة "‬
‫‪ .‬واعطا القضا هذا الحق هو أمر طبيع سوا ت تقرير االختبار حسب الصور‬
‫األول أو ال انية ‪ .‬فالقاض الذي ت بت م ارتكاب المته للجريمة وعر ظروفه هو‬
‫وحد المرهل دو غير لتقدير مدي جدار المته بنظا االختبار القضاة م عدمه‬
‫(‪.)1‬‬
‫القضا م حيد ون اهة‬ ‫تتوافر ف‬ ‫وم ناحية أخري ‪ ،‬فإ الضمانات الت‬
‫واستقالل ‪ ،‬تجعله أقدر دو غير على تطبيق نظا يتضم تقييدا للحريات الفردية بما‬
‫يفرضه م الت امات ‪ ،‬فقد يردي منح تقرير هذا النظا إل سلطة أخري إل فتح باب‬
‫اإلدار (‪.)2‬‬ ‫االفتةات على الحرية الفردية ‪ ،‬وتعس‬

‫شَوط الوضع تحت االختبار‬


‫يتطلب تقرير الوض تحت االختبار ف الدول الت تأخذ به توافر عد شروط‬
‫نذكر منها شرطي رةيسيي ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬يتعلق بالمحكوم عليه ‪:‬‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬محمد أبو العال عقيدة – علم العقا – ص ‪. 666‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬أحمد عوض بالل – علم العقا – المرجع الساب – ص ‪. 667‬‬
‫‪617‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫فيشترط أ يكو المحكو عليه جدي ار به أي جدي ار بالمعاملة العقابية خارج‬


‫المجتم ‪ .‬ويقتض‬ ‫السج ‪ ،‬وأ يكو م شأ ذلك سرعة تأهيله واندماجه ف‬
‫وطب‬ ‫يسبق الحك بالوض تحت االختبار فحص اجتماع‬ ‫توافر هذا الشرط أ‬
‫للمته يحدد العوامل المحتملة الت دفعته إل ارتكاب الجريمة ‪ ،‬ومدي مال مة الوض‬
‫يفرضها هذا‬ ‫تقبل اإلج ار ات الت‬ ‫تحت االختبار إل التها ‪ ،‬ومدي قدر المته عل‬
‫النظا ‪.‬‬
‫وي ور التسارل ع مدي استفاد جمي المتهمي م الوض تحت االختبار‬
‫سوا أكانوا أحدا ا أ بالغي ‪ ،‬مبتدةي أ عاةدي سبق له االستفاد م هذا النظا أ‬
‫ال ؟ الساةد حاليا ف التشريعات أ تطبيق هذا النظا يمك أ يشمل جمي هرال‬
‫طالما قدر القاض أ مقتضيات تأهيله تستدع إخضاعه له ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬يتوقف علي العقوبة المقَرُ للجَيمة‬


‫يحاك‬ ‫المته ‪ ،‬والت‬ ‫تكو العقوبة المقرر للجريمة المنسوبة إل‬ ‫يجب أ‬
‫بشأنها م العقوبات السالبة للحرية البسيطة ‪ ،‬فإذا كانت العقوبة المقرر لهذ الجريمة‬
‫الخطور اإلجرامية‬ ‫ذلك يدل عل‬ ‫العقوبات الجسيمة أو الطويلة المد ‪ ،‬فإ‬ ‫م‬
‫أو الوسط الحر الذي يطبق فيه‬ ‫المجتم‬ ‫النحو الذي ينعكس عل‬ ‫لمرتكبها عل‬
‫الوض تحت االختبار م ناحية ‪ ،‬ويدل م ناحية أخري عل أ المته يحتاج إل‬
‫إصالح وتأهيل مك فة وطويلة تستوجب وجود داخل المرسسة‬ ‫الخضوع لبرامج‬
‫العقابية ‪ ،‬وبالتال ال يجو الحك بوضعه تحت االختبار ‪.‬‬
‫يحك فيها بالوض تحت‬ ‫يمك أ‬ ‫الحاالت الت‬ ‫وقد حدد المشرع الفرنس‬
‫االختبار ‪ ،‬فتطلب أ تكو الجريمة جناية أو جنحة م جراة القانو العا المعاقب‬

‫‪661‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫خمس سنوات ‪ .‬كما يجب أ تتوافر شروط معينة‬ ‫عليها بالحبس مد ال ت يد عل‬
‫البيةية الت يعيش فيها ‪،‬‬ ‫بالمته أو المحكو عليه تتعلق بحس سلوكياته والظرو‬
‫فيجب أال يكو قد سبق الحك عليه بعقوبة حبس لمد ت يد عل ستة أشهر ‪ ،‬وأال‬
‫يكو قد سبق خضوعه لهذا النظا م قبل وفشل فيه ‪ .‬وقد نصت الماد ‪66 – 666‬‬
‫التنفيذ م الوض تحت‬ ‫أ يطبق وق‬ ‫الجديد عل‬ ‫م قانو العقوبات الفرنس‬
‫االختبار عل األحكا الصادر بعقوبة الحبس لمد ال تجاو خمس سنوات لجناية أو‬
‫جنحة م جراة القانو العا ‪ .‬ومردي ذلك أنه ال يجو للمحكمة أ تأمر بالوض‬
‫تحت االختبار إذا حكمت عل الجان بعقوبة جناية كالسج المربد أو السج المشدد‬
‫خمس سنوات ‪ ،‬أو قضت بعقوبة‬ ‫أو السج ‪ ،‬أو بعقوبة الحبس مد ال ت يد عل‬
‫الجراة‬ ‫بهذا بالوض تحت االختبار ف‬ ‫تقض‬ ‫الغرامة ‪ .‬كما ال يجو لها أ‬
‫لو حكمت فيها بعقوبة الحبس الذي ال ي يد مدته عل‬ ‫السياسية أو العسكرية حت‬
‫خمس سنوات (‪.)1‬‬

‫صور الوضع تحت االختبار ‪:‬‬


‫لنظا الوض تحت االختبار صور متعدد ‪ ،‬أهمها صورتا ‪ :‬األول ‪ ،‬وتتم ل‬
‫ف تقرير الوض تحت االختبار قبل صدور الحك باإلدانة ‪ .‬وال انية ‪ ،‬تقرير الوض‬
‫تحت االختبار بعد الحك باإلدانة ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الوضع تحت االختبار قبل صدور الحكْ باإلدانة ‪:‬‬


‫الدول األنجلوسكسونية وبعض البالد األوربية‬ ‫الساةد ف‬ ‫وهذ الصور ه‬

‫(‪ )1‬أنظر ‪ :‬الدكتور ة ‪ /‬هدي حامد اشقوش – المرجع الساب – ص ‪ 666‬؛ الدكتور‪ /‬رريس سييد‬
‫كامال – المرجع الساب – ص ‪. 666 ، 666‬‬
‫‪666‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫كالسويد وبلجيكا ‪ .‬وبمقتضاها يقرر القاض ‪ ،‬بعد الت بت م وقوع الجريمة ونسبتها‬
‫السير ف إج ار ات المحاكمة وتأجيل النطق بالعقوبة ‪ ،‬ويأمر –‬ ‫إل المته ‪ ،‬وق‬
‫ف الوقت ذاته – بوض المته تحت االختبار خالل مد معينة يخض خاللها للرقابة‬
‫يخل‬ ‫وتفرض عليه عد الت امات ‪ .‬فإذا انتهت فتر االختبار دو أ‬ ‫واإلش ار‬
‫بااللت امات المفروضة عليه ‪ ،‬يصر النظر كلية ع إتما المحاكمة ‪ ،‬أما إذا أخل‬
‫بهذ االلت امات ‪ ،‬تستكمل إج ار ات المحاكمة ‪ ،‬ويصدر الحك عليه بالعقوبة المناسبة‬
‫(‪.)1‬‬
‫ويمي هذ الصور أنها تجنب المته وصمة حك اإلدانة وتقوي لديه الداف‬
‫على تقوي نفسه ‪ ،‬وتتيح للقاض معرفة أو ق بالمته قبل الحك عليه ‪ .‬إال أنه يعاب‬
‫عليها أنها ال تتفق م حس سير العدالة إذ يتأخر النطق بالحك وقد يجئ ذلك ف‬
‫وقت ضاعت فيه أدلة اإلدانة أو طمست معالمها ‪ .‬كما يعاب عليها كذلك أنها‬
‫م اعتباري العدالة والردع العا ‪ .‬وهو ما تتالفه الصور ال انية ‪ ،‬وم هنا‬ ‫تضع‬
‫كا تفصيلها ف الدراسات العقابية ‪.‬‬
‫وقد تأ ر المشرع الفرنس بهذ الصور لالختبار القضاة ‪ ،‬فأخذ بنظا تأجيل‬
‫النطق بالعقوبة ‪ ،‬الذي نصت عليه الماد ‪ 11 – 666‬م قانو العقوبات الجديد‬
‫بقولها ‪ ":‬يجو للمحكمة أ ترجل النطق بالعقوبة إذا تبي لها أ المته ف سبيله‬
‫االضطراب‬ ‫تعويض الضرر الذي أحد ته الجريمة وأ‬ ‫التأهيل وأنه ساع إل‬ ‫إل‬
‫‪ .‬وف هذ الحالة تحدد المحكمة ف قرارها اليو الذي‬ ‫الناج ع الجريمة سيتوق‬

‫(‪ )1‬أنظير ‪ :‬اليدكتور‪ /‬محميد أبيو العيال عقييدة – المرجيع السياب – ص ‪ 661‬؛ اليدكتور ة ‪ /‬هييدي‬
‫حامد اشقوش – المرجع الساب – ص‪ 662‬؛ الدكتور‪ /‬إبراهيم حامد طنطياوي – المرجيع السياب –‬
‫ص ‪ 666 ، 661‬؛ الدكتور‪ /‬محمد مصباح القاضي – المرجع الساب – ص ‪. 669 ، 661‬‬
‫‪666‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫المته‬ ‫العقوبة وال يرمر بالتأجيل إال إذا حضر الشخص الطبيع‬ ‫تفصل فيه ف‬
‫شخصيا أو مم ل الشخص المعنوي المته أما المحكمة " ‪.‬‬
‫ومردي نظا تأجيل النطق بالعقوبة أنه ف إطار السلطة التقديرية الكبير الت‬
‫منحها المشرع الفرنس للقاض ف تفريد العقاب ‪ ،‬فقد أعطا مكنة جديد تتم ل ف‬
‫إمكانية تأجيل النطق بالعقوبة خالل مد معينة ال تتجاو عاما ‪ .‬ويفترض ذلك أ‬
‫تكو أركا الجريمة متوافر وأ ت بت مسةولية المته عنها ‪ ،‬ولك بدال م النطق‬
‫التنفيذ فإنه يمهل المته مد محدد وبعدها‬ ‫بالعقوبة م النفاذ أو النطق بها م وق‬
‫ينظر ف تطبيق العقوبة ‪ ،‬وف هذ الحالة إما أ يقو بإعفا المته م العقوبة واما‬
‫هذا النظا إل إتاحة الفرصة أما المته الستيفا الشروط‬ ‫أ يحك بها (‪ .)1‬ويهد‬
‫المتطلبة لإلعفا م العقوبة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الوضع تحت االختبار بعد صدور الحكْ باإلدانة ‪:‬‬


‫وهذ الصور تناسب النظا القانون الساةد ف الدول األوربية ‪ ،‬ولذا فقد طبقت‬
‫تحت‬ ‫هذ الصور كذلك بالوض‬ ‫فرنسا وألمانيا وهولندا وسويس ار ‪ ،‬وتسم‬ ‫ف‬
‫بوت‬ ‫م‬ ‫بعد التيق‬ ‫التنفيذ ‪ .‬وبمقتضاها يقو القاض‬ ‫االختبار المقتر بوق‬
‫تنفيذها ‪،‬‬ ‫الجريمة ف حق المته بصدور حك بإدانته بعقوبة معينة م األمر بوق‬
‫نفس الوقت لنظا الوض تحت االختبار ‪ ،‬فإذا أجتا‬ ‫ويخض المحكو عليه ف‬
‫المحكو عليه فتر االختبار بنجاح اعتبر حك اإلدانة كأ ل يك ‪ ،‬أما إذا فشل ف‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬عمر سالم – مالمح جديدة لنظام واس التنفيل في القيانون الئنيايي – المرجيع‬
‫الساب – ص ‪ 66‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪666‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫تنفيذها (‪.)1‬‬ ‫االختبار نفذت ف حقه العقوبة الت كا القاض قد أمر بوق‬
‫والواق م األمر أ هذ الصور تتمي بأنها ترض الشعور بالعدالة وتحقق‬
‫بوت التهمة ف حق المته صدور حك‬ ‫أكبر قدر م الردع العا حيث ينبن عل‬
‫اإلج ار ات مر أخري كما هو الحال ف‬ ‫باإلدانة ضد ‪ ،‬فيتفادي بذلك العود إل‬
‫الصور األول ف وقت قد تكو فيه أدلة الدعوي غير واضحة أو ت العبث بها ‪.‬‬
‫فضال أ حك اإلدانة يكو له أ ر التهديدي ف نفس المحكو عليه مما يدفعه إل‬
‫تنفيذها‬ ‫االلت ا بالسلوك القوي خال فتر االختبار حت ال تنفذ عليه العقوبة الموقو‬
‫(‪.)2‬‬

‫االلتزامات التي يفَضها نظام الوضع تحت االختبار ‪:‬‬


‫لتمكي القضا م تطبيق نظا الوض تحت االختبار عل الوجه األم ل ‪ ،‬ومن‬
‫تعسفه ف الوقت ذاته ‪ ،‬تلجأ التشريعات الت تأخذ بهذا النظا إل تحديد االلت امات الت‬
‫تق عل عاتق الشخص الخاض لالختبار وم بي هذ االلت امات ‪ :‬منعه م تغيير‬
‫محل إقامته أو نوع العمل إال بإذ السلطة المختصة ‪ ،‬وتقييد حريته ف الحركة ‪ ،‬فيجب‬
‫حصوله عل إذ بالسفر إذا أراد مغادر البالد ‪ ،‬وقد يمن م ذلك ‪ .‬كما تتم ل هذ‬
‫االلت امات كذلك ف إل ا المحكو عليه بممارسة مهنة معينة أو متابعة دراسة أو تدريب‬
‫مهن معي ‪ ،‬أو تحديد محل إقامته ف منطقة معنية ‪ ،‬أو إل امه بنوع معي م العالج ‪.‬‬
‫كما يوجد نوع آخر م االلت امات يسم " إج ار ات المراقبة والمساعد " ‪ ،‬وتفرض‬

‫(‪ )1‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬إبييراهيم حامييد طنطيياوي – المرجييع السيياب – ص ‪ 666‬؛ الييدكتورة ‪ /‬هييدي‬
‫حامد اشقوش – المرجع الساب – ص ‪. 661‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬محمد أبو العال عقيدة – المرجع الساب – ص ‪ 666‬؛ الدكتورة ‪ /‬هدي حامد‬
‫اشقوش – المرجع الساب – ص ‪. 661‬‬
‫‪666‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫المراقبة عل الخاض لالختبار أ يلب ف كل مر استدعا قاض تطبيق العقوبات‬


‫أو ضابط االختبار المختص ‪ ،‬وأ يستقبل المشر عل االختبار وي ود بالمعلومات‬
‫والو اةق الال مة لمراقبة وساةل كسب عيشه ‪ ،‬وتبرير أي تغيير محتمل لعمله أو‬
‫موطنه ‪.‬‬

‫القائمون باإلشَاف على الخاضعين لالختبار‬


‫أجل المساهمة ف‬ ‫جهدا إيجابيا يبذل م‬ ‫يفترض نظا االختبار القضاة‬
‫تأهيل المحكو عليه ‪ .‬وم الواضح أ الخاض لهذا النظا ال يستطي بمفرد أ‬
‫يحقق هذا الجهد ‪ ،‬إما لعج بمفرد على ذلك ‪ ،‬واما لجهله بما يحقق مصلحته واما‬
‫على تطبيق نظا الوض تحت االختبار‬ ‫لعد تحمسه لذلك ‪ .‬وم هنا كا اإلش ار‬
‫له أهميته القصوي إلنجاح هذا النظا ‪ ،‬فهو م ناحية يساعد الخاض لالختبار على‬
‫أ يسلك السلوك القوي ويباعد بينه وبي األسباب الت دفعته إل ارتكاب الجريمة ‪،‬‬
‫على‬ ‫ويقد له المساعد الال مة لحس تأهيله ‪ .‬وم ناحية أخري يعمل اإلش ار‬
‫التأكد م تنفيذ الشخص الموضوع تحت االختبار لاللت امات المفروضة عليه (‪.)1‬‬
‫على تنفيذ الوض تحت االختبار ف فرنسا لجنة معينة تسم‬ ‫وتتول اإلش ار‬
‫داةرته محل إقامة‬ ‫تطبيق العقوبات الذي يق ف‬ ‫" لجنة االختبار " يرأسها قاض‬
‫المحكو عليه ‪ .‬وتض هذ اللجنة مجموعة م الموظفي المختصي يطلق عليه "‬
‫ضباط االختبار " ‪ ،‬وهرال مدربو تدريبا خاصا على القيا بمساعد القضا ف‬
‫القاض‬ ‫حلقة الوصل بي‬ ‫يم لو‬ ‫تطبيق نظا االختبار ‪ .‬ومهمة هرال الذي‬
‫والرقابة والمساعد للخاضعي‬ ‫اإلش ار‬ ‫ناحية ف‬ ‫لالختبار تتم ل م‬ ‫والخاضعي‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬أحمد عوض بالل – علم العقا – المرجع الساب – ص ‪. 626‬‬
‫‪662‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫لنظا االختبار ‪ .‬فيقنعو المحكو عليه بأهمية وجدوى االلت امات المفروضة عليه‬
‫ويساعدونه على تنفيذها والتغلب على العوامل الت دفعته إل طريق اإلج ار ‪ .‬وم‬
‫حالة المحكو عليه ‪ :‬مدي تنفيذ‬ ‫ع‬ ‫القاض‬ ‫ناحية أخري يقدمو تقارير إل‬
‫اللت اماته ‪ ،‬والصعوبات الت تواجهه ليتحدد بنا على هذ التقارير تعديل االلت امات‬
‫أو إلغا الوض تحت االختبار كلية (‪.)1‬‬ ‫باإلضافة أو الحذ‬

‫مدُ الوضع تحت االختبار ‪:‬‬


‫إ وفا الخاض الختبار بااللت امات المفروضة عليه ليس مطلقا م أي قيد‬
‫من ‪ ،‬واال لظل مهددا بالعقاب أبد الدهر ‪ ،‬األمر الذي يشكل اعتدا عل الحريات‬
‫والحقوق الفردية ‪ ،‬وعد استقرار أفراد المجتم ‪ .‬ولهذا تحرص الشراة المختلفة عل‬
‫تحديد مد االختبار بفتر منية معينة تق بي حد أدن وحد أقص ‪ .‬وقد حدد القانو‬
‫الث سنوات ‪ ،‬واألقص خمس سنوات ‪ ،‬أما‬ ‫الفرنس هذ المد فجعل حدها األدن‬
‫القانو األلمان والسويدي والسويسري فه متراوحة بي سنتي وخمس سنوات ‪ ،‬وف‬
‫الث سنوات (‪.)2‬‬ ‫هولندا م سنتي إل‬

‫آثار الوضع تحت االختبار‬

‫تنفيذ العقوبة المحكو به عليه م‬ ‫يترتب على الوض تحت االختبار ‪ ،‬وق‬
‫جهة ‪ ،‬وخضوعه لمجموعة م االلت امات يجب عليه مراعاتها خالل فتر االختبار م‬
‫‪ .‬فإذا حدث منه خالل هذ الفتر أي إخالل بهذ االلت امات أو ارتكب‬ ‫جهة أخري‬

‫(‪ )1‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬محمد أبو العال عقيدة – علم العقا – المرجع الساب – ص ‪. 661‬‬
‫(‪ )2‬انظر ‪ :‬الدكتور‪ /‬محمد أبو العال عقيدة – المرجع الساب – ص ‪. 669‬‬
‫‪661‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬البدائل التقليدية للحبس قصيَ المدُ‬

‫جريمة جديد فللقاض أ يلغ نظا الوض تحت االختبار وتعاد محاكمة المستفيد‬
‫تنفيذها ‪ ،‬وذلك ف‬ ‫منه ليوق عليه الج ا الذي يستحقه أو تنفذ عليه العقوبة الموقو‬
‫أ أي‬ ‫التنفيذ المقتر بالوض تحت االختبار ‪ .‬إال أ ذلك ال يعن‬ ‫حالة إيقا‬
‫إخالل بااللت امات المروضة على الخاض لالختبار سيردي حتما إل إلغا االختبار‬
‫القضاة ‪ ،‬فقد يكتف القاض بتعديل االلت امات المفروضة أو يوجه إنذا ار للخاض له‬
‫يل مه بدف غرامة (‪.)1‬‬
‫أما إذا انقضت فتر االختبار دو أ يصدر م الخاض له ما يردي إل‬
‫إلغاةه ‪ ،‬فإ ذلك يردي إل انتها االختبار ‪ .‬ويصبح الخاض له ف مأم م إعاد‬
‫بالوض تحت االختبار يعتبر كأ ل‬ ‫محاكمته ‪ ،‬ويصبح حك اإلدانة الذي قض‬
‫يك ‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظيير ‪ :‬الييدكتور‪ /‬أحمييد عييوض بييالل – المرجييع السيياب – ص ‪ 626‬ومييا بعييدها ؛ الييدكتور‪/‬‬
‫محمد أبو العال عقيدة – المرجع الساب – ص ‪ 661‬؛ الدكتور‪ /‬رريس سيد كامال – المرجيع السياب‬
‫– ص ‪ 61‬وما بعدها ‪.‬‬
‫‪669‬‬
‫خاتمــــــــــــــة‬

‫خاتمة‬
‫هذ الدراسة موضوع " النظ البديلة للحبس قصير المد – دراسة‬ ‫تناولنا ف‬
‫مبحث تمهيدي وفصلي‬ ‫مقارنة " ‪ .‬وقد رأينا لمعالجة هذا الموضوع تقسيمه إل‬
‫ماهية عقوبة الحبس قصير المد‬ ‫رةيسيي ‪ :‬أما المبحث التمهيدي فقد تحد نا فيه ع‬
‫ومساوةها وموضعها ف السياسة العقابية الحدي ة ‪ .‬أما الفصل األول فقد خصصنا‬
‫المراقبة اإللكترونية والعمل‬ ‫لدراسة بعض البداةل الحدي ة للحبس قصير المد وه‬
‫للمنفعة العامة والغرامة اليومية أو أيا الغرامة أو الغرامة باليو ‪ .‬وأما بالنسبة للفصل‬
‫فقد عالجنا فيه بعض البداةل التقليدية للحبس قصير المد م ل نظا وق‬ ‫ال ان‬
‫تسميته " االختبار‬ ‫التنف يذ ‪ ،‬والوض تحت االختبار أو كما يفضل الفقه العرب‬
‫القضاة " ‪.‬‬
‫ويمك أ نستخلص م دراستنا هذ النتاةج والتوصيات اآلتية ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬نتائج الدراسة‬

‫ت ير ك ي ار م الجدل ف‬ ‫‪ -1‬إ عقوبة الحبس قصير المد م العقوبات الت‬


‫الدراسات العقابية الحدي ة ‪ ،‬نظ ار لما يترتب عليها م مساوئ ت يد على ما قد ينشأ‬
‫عنها م م ايا ‪ .‬فهذ العقوبة – كما سبق أ فصلنا ‪ -‬تضر بالمحكو عليه وبأسرته‬
‫وبالمجتم ككل ‪.‬‬
‫التشريعات‬ ‫عقوبة الحبس قصير المد ال تكتسب مفهوما واحدا ف‬ ‫‪ –2‬إ‬
‫ال يتجاو حدها األقص‬ ‫والدراسات العقابية ‪ .‬فم اآل ار م يقول بأنها تلك الت‬
‫ال ة أشهر ‪ .‬وذهب رأي آخر إل أنها أربعة أشهر فأقل ‪ ،‬وذهب رأي الث إل أنها‬

‫‪661‬‬
‫خاتمــــــــــــــة‬

‫تلك الت تقل ع ستة أشهر ‪ .‬وذهب رأي راب إل أنها ال ت يد ع سنة ‪.‬‬
‫‪ –3‬إ عقوبة الحبس قصير المد بالرغ م مساوةها الت ال تنكر‪ ،‬إال أنها ال‬
‫ت ال حت يومنا هذا تطبق على نطاق واس ف الدول المختلفة ‪ ،‬األمر الذي يمك‬
‫معه القول بأنها ظاهر عالمية يعان منها المجتم الدول بأسر ‪ .‬وقد تأكد ذلك م‬
‫خالل اإلحصاةيات الجناةية الت تضمنها هذ الدراسة ‪.‬‬
‫تترتب على عقوبة الحبس قصير المد ‪،‬‬ ‫‪ –4‬دفعت المساوئ الجمة الت‬
‫المشرعو ف الدول المختلفة ‪ ،‬ال سيما المتقدمة منها ‪ ،‬للتصدي لهذ العقوبة ‪،‬‬
‫وتبن العديد م البداةل الت تحد م نطاق تطبيقها ‪ ،‬على النحو الذي يكفل تحقيق‬
‫األغراض الحدي ة للعقوبة ‪ ،‬ويجنب المحكو عليه وأسرته والمجتم مضار الحك‬
‫بالعقوبة السالبة للحرية قصير المد ‪.‬‬
‫‪ –5‬استفاد التشريعات الجناةية الحدي ة م معطيات التكنولوجيا الت أسفر عنها‬
‫التقد العلم والتقن ف المجال الجناة بصفة عامة ‪ ،‬وف البحث ع بداةل العقوبة‬
‫وغير م‬ ‫السالبة للحرية قصير المد بصفة خاصة ‪ ،‬فقد أخذ المشرع الفرنس‬
‫التشريعات األخري بالمراقبة اإللكترونية للمحكو عليه بدال م إيداعه السج ‪.‬‬
‫المنفعة االقتصادية للمجتم غاةبة ع المشرع عند وضعه لبداةل‬ ‫‪ –6‬ل تك‬
‫الحبس قصير المد ‪ ،‬فم ناحية توفر هذ البداةل للدولة الك ير م النفقات على‬
‫هذ النفقات فيما يعود على المجتم بالخير والنف ‪.‬‬ ‫السجو وتعينها عل توظي‬
‫وم ناحية أخري ‪ ،‬كا م بي هذ البداةل العمل لخدمة المنفعة العامة بغير مقابل‬
‫‪ ،‬والغرامة اليومية ‪ ،‬وهذي البديلي يعودا على الدولة بفواةد اقتصادية ‪.‬‬
‫‪ –7‬إ العقوبات السالبة للحرية ‪ ،‬وعلى وجه الخصوص قصير األمد منها تعان‬
‫م أ مة طاحنة ‪ ،‬تحتاج إل تضافر كافة الجهود ليس فقط على المستوي الوطن بل‬

‫‪667‬‬
‫خاتمــــــــــــــة‬

‫لمواجهة هذ األ مة ‪ ،‬إذ ال ي ال الحديث ع أغراضها م‬ ‫على المستوي الدول‬


‫منظور السياسة العقابية الحدي ة محل شك وغموض م الناحية العملية التطبيقية ‪،‬‬
‫بيةة لتعل فنو اإلج ار ‪،‬‬ ‫فالواق يشهد أ السج ليس إصالحا وال تهذيب ‪ ،‬بل لألس‬
‫الجنس ‪ ،‬والعقل والنفس ‪.‬‬ ‫ونشر األمراض ‪ ،‬واالنح ار‬
‫‪ –8‬إ مشرعنا العقاب – وبحق – ل يلق باال لمشكلة الحبس قصير المد ‪ ،‬فهو‬
‫ال ي ال عا فا ع تبن البداةل الت دخلت التشريعات الجناةية الحدي ة ‪ ،‬وكأنه يعيش‬
‫ف ع له ع التطورات الت لحقت بالعال ف هذا الشأ ‪ .‬صحيح أنه قد نص على‬
‫‪،‬‬ ‫البالغي‬ ‫تنفيذ العقوبة بالنسبة للمجرمي‬ ‫هذ البداةل م ل نظا وق‬ ‫بعض م‬
‫والوض تحت االختبار والعمل للمصلحة العامة بالنسبة للمجرمي األحداث ‪ .‬إال أ‬
‫ذلك ال يمك أ يكو كافيا لمواجهة مشكلة بحج مشكلة الحبس قصير المد ‪.‬‬
‫ولك ال نظهر بمظهر المتحامل على مشرعنا العقاب ‪ ،‬فال يفوتنا ف هذا المقا‬
‫أ نشيد بما أدخله م تعديل على الفقر ال انية م الماد ‪ 05‬م قانو العقوبات ‪،‬‬
‫وبموجبه ت رف مد الحبس البسيط الذي يجو لكل محكو عليه أ يطلب استبدله‬
‫ال ة أشهر قبل‬ ‫بتشغيله خارج السج إل المد الت ال تتجاو ستة أشهر بدال م‬
‫الوقت ذاته على أ فكر استبدال الحبس بالشغل خارج‬ ‫التعديل ‪ .‬ولكننا نركد ف‬
‫السج ال تعن أ المشرع المصري يأخذ بنظا العمل للمنفعة العامة كبديل للحبس‬
‫عنه‬ ‫قصير المد ‪ ،‬فه وا كانت تحمل بعض مالمح هذا النظا ‪ ،‬إال أنها تختل‬
‫ف تفاصيل ك ير ‪.‬‬

‫‪661‬‬
‫خاتمــــــــــــــة‬

‫ثانيا ‪ :‬توصيات الدراسة‬

‫لعقوبة الحبس قصير المد ‪،‬‬ ‫مذهب اإللغا النسب‬ ‫المشرع بتبن‬ ‫‪ –1‬نوص‬
‫نطاق تطبيق هذ العقوبة ‪ ،‬وال يت اللجو إليها إال بصفة‬ ‫بحيث يحد ك ي ار م‬
‫است ناةية ‪ ،‬عندما يكو تطبيقها م شأنه أ يحقق الردع الخاص ‪ ،‬واصالح الجان‬
‫ضرور أ‬ ‫ارتكاب الجريمة ‪.‬م‬ ‫وتأهيله ‪ ،‬بحسب شخصية المحكو عليه ‪ ،‬وظرو‬
‫يت إنشا سجو متخصصة لقضا لهذا النوع م العقوبات ‪ ،‬تكو أبنيتها وحراستها‬
‫وادارتها والمعاملة العقابية فيها مصاغة على نحو يكفل تجنيب المحكو عليه مساوئ‬
‫الحك بالعقوبة السالبة للحرية قصير المد م جانب ‪ ،‬وتحقيق الم ايا الت تنج عنها‬
‫‪.‬‬ ‫وأبر ها تحقيق الردع الخاص ‪ ،‬والحفاظ على المجتم‬
‫بداةل العقوبات السالبة للحرية قصير المد ‪ ،‬الت‬ ‫المشرع بتبن‬ ‫‪ –2‬نوص‬
‫أخذت بها التشريعات الجناةية الحدي ة م ل المراقبة اإللكترونية ‪ ،‬والعمل لخدمة‬
‫المجتم ‪ ،‬والغرامة اليومية ‪ ،‬والوض تحت االختبار ‪ ،‬وغير ذلك م البداةل الت ل‬
‫يتس المقا ف هذ الدراسة تناولها ‪ .‬ونقترح أ يكو التشري الفرنس هو النموذج‬
‫هذا الصدد باعتبار المصدر التاريخ‬ ‫االهتدا به ف‬ ‫الذي يمك لمشرعنا العقاب‬
‫لهذا األخير ‪.‬‬
‫‪ –3‬العمل على توعية القضا بمخاطر العقوبات السالبة للحرية قصير المد ‪،‬‬
‫وباألغراض الحدي ة للعقوبة ‪ .‬فليس صحيحا أ دور القاض مقصو ار على التطبيق‬
‫اآلل للعقوبة الوارد ف النصوص العقابية الت ت خرقها ‪ ،‬بل يتعي أ يكو ف‬
‫ارتكاب الجريمة ‪ ،‬ومدي كفاية العقوبة‬ ‫وظرو‬ ‫شخصية الجان‬ ‫القاض‬ ‫ذه‬
‫المحكو بها ف تحقيق الردع العا ‪ ،‬واصالح الجان وتأهيله ‪ ،‬وتحقيق العدالة ‪.‬‬

‫‪666‬‬
‫خاتمــــــــــــــة‬

‫‪ –4‬نوص المشرع المصري بتبن نظا قاض تطبيق العقوبات المعول به ف‬


‫فرنسا ‪ ،‬أل هذا النظا م شأنه أ يساه بشكل كبير ف تحقيق األغ ارض الحدي ة‬
‫للعقوبات السالبة للحرية ‪.‬‬
‫‪ –5‬نوص الدولة بسلطاتها ال الث (التشريعية ‪ ،‬والتنفيذية ‪ ،‬والقضاةية) بأ تول‬
‫مسألة تطوير المرسسات العقابية والنهوض بها عناية خاصة ‪ ،‬فال تكو مجرد أدا‬
‫والنيل م شخصيته واهدار كرامته ‪ .‬بل مرسسات تجم مقومات‬ ‫للتنكيل بالجان‬
‫وتأهيله واعاد دمجه ف‬ ‫اعتبارات تحقيق العدالة ‪ ،‬واصالح الجان‬ ‫بي‬ ‫التوا‬
‫المجتم ‪ .‬ويا حبذا لو استفاد الدولة بتجارب الدول المتقدمة ‪ ،‬وخبرات وامكانيات‬
‫المنظمات الدولية والمحلية ‪ ،‬وما أسفرت عنه المرتمرات الدولية العديد ف هذا الشأ‬
‫‪.‬‬
‫لمعاملة‬ ‫المرسسات العقابية بمراعا مجموعة قواعد الحد األدن‬ ‫‪ –6‬نوص‬
‫المسجوني الصادر الت أوص باعتمادها مرتمر األم المتحد األول لمن الجريمة‬
‫عا ‪ ، 0688‬وأقرها المجلس االقتصادي‬ ‫جني‬ ‫ومعاملة المجرمي الذي عقد ف‬
‫واالجتماع بق ارريه ‪ 991‬جي ( د – ‪ ) 00‬المررخ ف ‪ ، 0681/1/10‬و ‪( 0119‬‬
‫مصر ال تخطةه‬ ‫‪ ، 0611/8/01‬فحال السجو ون الةها ف‬ ‫د ‪ ) 90‬المررخ ف‬
‫عي ‪.‬‬

‫" تْ بحمد هللا وتوفيقه "‬

‫‪666‬‬
‫فهـــــَس المحتويــــــات‬

‫قائمة المَجع‬
‫أوال ‪ :‬باللغة العَبية‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬إبراهيم حامد طنطاوي‬
‫‪ -‬الحبس االحتياطي – دراسة مقارنة – دار النهضة العربية ‪. 0666‬‬
‫‪ -‬دروس في علم العقاب – دار النهضة العربية – بدون تاريخ نشر ‪.‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬إبراهيم حامد طنطاوي ‪ ،‬الدكتور‪ /‬محمد الشهاوي‬
‫– شرح تعديالت قانون اإلجراءات الجنائيةة الااةةة بةالحبس االحتيةاطي –‬
‫دار النهضة العربية – الطبعة األولي ‪. 0119‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬أحمد عبد العزيز األلفي‬
‫– الحبس قةير المدة – دراسة إحةائية – المجلة الجنائية القوميةة – العةدد‬
‫األول – مارس ‪. 0699‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬أحمد عصام الدين مليجي‬
‫– تقييم المعاملة في المؤسسات العقابية – التطةور الحةديل للسياسةية العقابيةة‬
‫– دراسةةة مقارنةةة – المركةةا القةةومي للبحةةول االجتماعيةةة والجنائيةةة – القةةاةرة‬
‫‪. 0111‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬أحمد عوض بالل‬
‫– علةةةم العقةةةاب – النظريةةةة العامةةةة والتطبيقةةةات – دار الثقافةةةة العربيةةةة –‬
‫الطبعة األولي ‪. 0650 ، 0651‬‬
‫– مبادئ قانون العقوبات المةري – القسم العام – دار النهضة العربية –‬
‫طبعة ‪. 0119 ، 0118‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬أحمد فتحي بهنسي‬
‫– السياسةةة الجنائيةةة فةةي الشةةريعة اإلسةةالمية – دار الشةةروا الطبعةةة الثانيةةة‬
‫‪. 0655‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬أحمد فتحي سرور‬
‫– االاتبار القضائي – دراسة مقارنة – بدون تاريخ نشر ‪.‬‬
‫– المشكالت المعاةرة للسياسة الجنائية الحديثةة – مطبعةة جامعةة القةاةرة‬
‫– طبعة ‪ – 0651‬ص ‪ 10‬وما بعدةا ‪.‬‬

‫‪666‬‬
‫فهـــــَس المحتويــــــات‬

‫‪ ‬الدكتور‪ /‬أحمد فتحي سرور‬


‫– الوسيط في قانون اإلجراءات الجنائية – دار النهضة العربيةة – طبعةة‬
‫‪ – 0100‬المجلد األول ‪.‬‬
‫– الوسةةيط فةةي قةةانون العقوبةةات – القسةةم العةةام – دار النهضةةة العربيةةة –‬
‫طبعة ‪. 0108‬‬
‫– العقوبةةة الرضةةائية فةةي الشةةريعة اإلسةةالمية واألنظمةةة الجنائيةةة المعاةةةرة –‬
‫دار النهضة العربية – الطبعة األولي ‪.0101‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬إدوار غالي الذهبي‬
‫– مبادئ علم العقاب – المكتبة الوطنية – الطبعة األولي ‪.0618‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬أسامة حسنين عبيد‬
‫– المراقبةةةةة الجنائيةةةةة اإللكترونيةةةةة – دراسةةةةة مقارنةةةةة – مجلةةةةة القةةةةانون‬
‫واالقتةاد للبحول القانونية واالقتةادية – العدد الثاني والثمانون – ‪. 0116‬‬
‫– الةلح في قانون اإلجةراءات الجنائيةة – ماةيتة والةنظم المرتبطةة بة –‬
‫دراسة مقارنة – رسالة دكتوراه – كلية الحقوا – جامعة القاةرة – ‪. 0110‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬أسامة عبد هللا قايد‬
‫– علم العقاب – الطبعة األولي ‪. 0659‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬أمين مصطفي محمد‬
‫– مبةةادئ علمةةةي اإلجةةرام والجةةةااء الجنةةائي – دار الجامعةةةة الجديةةةدة‬
‫باإلسكندرية – الطبعة األولي ‪. 0115‬‬
‫‪ -‬مشةةةكالت الحةةةبس االحتيةةةاطي بةةةين قيةةةوده والتعةةةوي عنةةة – دار‬
‫المطبوعات الجامعية ‪ -‬طبعة ‪. 0100‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬أشرف رمضان عبد الحميد‬
‫– الوسةةةاطة ودورةةةةا فةةةي إنهةةةاء الجنائيةةةة – دار النهضةةةة العربيةةةة –‬
‫الطبعة األولي ‪. 0110‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬أيمن رمضان الزيني‬
‫– العقوبات السالبة للحرية قةةيرة المةدة وبةدائلها – دراسةة مقارنةة ‪-‬‬
‫دار النهضة العربية – الطبعة الثانية ‪.0118‬‬
‫‪ -‬العقوبات السالبة للحرية قةيرة المدة وبدائلها – دراسة مقارنة –‬
‫رسالة دكتوراه – أكاديمية الشرطة – ‪. 0110‬‬

‫‪666‬‬
‫فهـــــَس المحتويــــــات‬

‫‪ ‬الدكتور‪ /‬بشير سعد زغلول ‪ ،‬الدكتور‪ /‬هشام شحاتة إمام‬


‫– علم اإلجرام وعلم العقاب – دار النهضة العربية – طبعة ‪. 0101‬‬
‫‪ ‬األستاذ‪ /‬جاسم محمد راشد العنتلي‬
‫‪ -‬بةةدائل العقوبةةات السةةالبة للحريةةة قةةةيرة المةةدة – دراسةةة مقارنةةة فةةي‬
‫دولة اإلمارات العربية ومةر وفرنسةا – رسةالة ماجسةتير – كليةة الحقةوا‬
‫– جامعة القاةرة – ‪. 0111‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬جالل ثروت‬
‫– علم اإلجرام وعلم العقاب – دار الثقافة الجامعية – طبعة ‪.0100‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬جميل عبد الباقي الصغير‬
‫– أدلةةةة اإلثبةةةات الجنةةةائي والتكنولوجيةةةا الحديثةةةة – نةةةادي القضةةةاة – طبعةةةة‬
‫‪.0101‬‬
‫– علم العقاب – دار النهضة العربية – طبعة ‪. 0115‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬حسام الدين محمد أحمد‬
‫– شةةرح مبةةادئ علةةم العقةةاب الجنةةائي – دار النهضةةة العربيةةة – بةةدون‬
‫تاريخ طبع ‪.‬‬
‫‪ -‬سةةلطات القاضةةي المةةةري والقرنسةةي قةةي وقةةو تنقي ة العقوبةةة –‬
‫دراسةةةة فةةةي ضةةةوء قةةةانون العقوبةةةات القرنسةةةي الجديةةةد وحكةةةم المحكمةةةة‬
‫الدستورية العليا في مةر ‪ – 0669 /5 / 0‬بدون دار نشر وتاريخ طبةع‬
‫‪.‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬حسن صادق المرصفاوي‬
‫– أةةةول اإلجةةراءات الجنائيةةة – منشةة ة المعةةارو باإلسةةكندرية –‬
‫طبعة ‪. 0111‬‬
‫– الحبس االحتياطي وضمان حرية القةرد فةي التشةريع المةةري –‬
‫رسالة دكتوراه – كلية الحقوا – جامعة القاةرة – ‪. 0680‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬حسنين إبراهيم صالح عبيد‬
‫– النظرية العامة للظةروو الماققةة – دراسةة مقارنةة – رسةالة دكتةوراه‬
‫– كلية الحقوا – جامعة القاةرة – ‪. 0611‬‬
‫– الةةوجيا فةةي علةةم اإلجةةرام والعقةةاب – دار النهضةةة العربيةةة – بةةدون‬
‫تاريخ طبع ‪.‬‬

‫‪662‬‬
‫فهـــــَس المحتويــــــات‬

‫‪ ‬حمدي رجب عطية‬


‫– أةةول علةةم العقةاب وتطبيقاتة فةي التشةةريعين المةةري والليبةةي –‬
‫دار النهضة العربية ‪ -‬بدون تاريخ نشر ‪.‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬رامي متولي القاضي‬
‫– إطاللةةة علةةظ أنظمةةة التسةةوية الجنائيةةة فةةي القةةانون القرنسةةي – دار‬
‫النهضة العربية – الطبعة األولي ‪0100‬‬
‫– المراقبة االلكترونية في القانون القرنسي والمقةارن – مجلةة الشةريعة‬
‫والقانون – كلية الحقوا – جامعة اإلمارات العربية المتحدة – العدد الثالل‬
‫والستون – يوليو ‪. 0108‬‬
‫– عقوبةةة العمةةل للمنقعةةة العامةةة فةةي التشةةريع الجنةةائي المقةةارن – دار‬
‫النهضة العربية – الطبعة األولي ‪. 0100‬‬
‫– عقوبةةة الارامةةة اليوميةةة – دراسةةة مقارنةةة – دار النهضةةة العربيةةة –‬
‫طبعة ‪.0108‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬رفعت رشوان‬
‫– العمل للنقع العام بين مقتضيات السياسةة العقابيةة الحديثةة واعتبةارات‬
‫حقوا اإلنسان – دار النهضة العربية – طبعة ‪. 0100‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬رمسيس بهنام‬
‫– الكقاح ضد اإلجرام – منش ة المعارو باإلسةكندرية – طبعةة ‪0669‬‬
‫‪.‬‬
‫– النظريةةة العامةةة للقةةانون الجنةةائي‪ ،‬منش ة ة المعةةارو‪ ،‬الطبعةةة الثالثةةة‪،‬‬
‫‪.0661‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬رمسيس بهنام ‪ ،‬الدكتور‪ /‬على عبد القادر القهوجي‬
‫– علم اإلجرام والعقاب – منش ة المعارو باإلسكندرية – بدون تاريخ‬
‫نشر‪.‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬سري صيام‬
‫– الحةةةبس االحتيةةةاطي فةةةي التشةةةريع المةةةةري فةةةي ظةةةل الضةةةمانات‬
‫المستحدثة بالقانون رقم ‪ 008‬لسنة ‪. 0119‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬سليمان عبد المنعم‬
‫– أةول الجااء الجنائي ‪ -‬دار الجامعة الجديةدة باإلسةكندرية – طبعةة‬

‫‪661‬‬
‫فهـــــَس المحتويــــــات‬

‫‪. 0110‬‬
‫– آليةة اإلقةرار الجةرم كمظهةر لتطةور مقهةوم العدالةة التةةالحية – دار‬
‫المطبوعات الجامعية – طبعة ‪. 0108‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬سمير الجنزوري‬
‫– الارامةةة الجنائيةةة – دراسةةة مقارنةةة فةةي الطبيعيةةة القانونيةةة للارامةةة‬
‫وقيمتهةةةا العقابيةةةة – المركةةةا القةةةومي للبحةةةول االجتماعيةةةة والجنائيةةةة –‬
‫‪.0691‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬شريف سيد كامل‬
‫– الحةةبس قةةةير المةةدة فةةي التشةةريع الجنةةائي الحةةديل – دار النهضةةة‬
‫العربية – طبعة ‪. 0666‬‬
‫– الحا في سرعة اإلجراءات الجنائية – دار النهضة العربيةة – طبعةة‬
‫‪.0110‬‬
‫– تعليا علظ قانون العقوبات القرنسةي الجديةد – الةةادر سةنة ‪0660‬‬
‫والمعمةةول بةة منةة أول مةةارس ‪ – 0660‬دار النهضةةة العربيةةة – الطبعةةة‬
‫األولي ‪. 0665‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬شريف سيد كامل‬
‫– تعليةةةا علةةةظ قةةةانون العقوبةةةات القرنسةةةي الجديةةةد – القسةةةم العةةةام – دار‬
‫النهضة العربية – الطبعة األولي ‪. 0665‬‬
‫– علم العقاب – دار النهضة العربية – الطبعة األولي ‪. 0668‬‬
‫– علم العقاب – دار النهضة العربية – الطبعة األولي ‪. 0668‬‬
‫‪ ‬الدكتورة‪ /‬صفاء أوتاني‬
‫– العمةةل للمنقعةةة العامةةة فةةي السياسةةة العقابيةةة المعاةةةرة – دراسةةة‬
‫مقارنة – مجلة جامعة دمشا للعلوم االقتةادية والقانونية – المجلةد ‪– 08‬‬
‫العدد ‪.0‬‬
‫– الوضع تحت المراقبةة اإللكترونيةة ا السةوار اإللكترونةي – فةي السياسةة‬
‫العقابيةةة القرنسةةية ‪ -‬مجلةةة جامعةةة دمشةةا للعلةةوم االقتةةةادية والقانونيةةة – المجلةةد‬
‫الاامس والعشرين – العدد األول – ‪. 0116‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬عادل يحي‬
‫– التحقيا والمحاكمة عن بعد – دار النهضة العربية – الطبعةة األولةي‬
‫‪. 0119‬‬
‫‪669‬‬
‫فهـــــَس المحتويــــــات‬

‫– الضوابط المستحدثة للحبس االحتياطي فةي ضةوء القةانون رقةم ‪008‬‬


‫لسةةنة ‪ 0119‬المعةةةدل لةةةبع أحكةةةام قةةانون اإلجةةةراءات الجنائيةةةة الةةةةادر‬
‫بالقانون رقةم ‪ 081‬لسةنة ‪ – 0681‬دار النهضةة العربيةة – الطبعةة األولةي‬
‫‪. 0111‬‬
‫– مبادئ علم العقاب – دار النهضة العربية – الطبعة األولي ‪. 0110‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬عبد الرءوف مهدي‬
‫– السةةجن كجةةااء جنةةائي فةةي ضةةوء السياسةةة الجنائيةةة الحديثةةة – مجلةةة‬
‫القةةانون واالقتةةةاد للبحةةول القانونيةةة واالقتةةةادية – السةةنة ‪ – 05‬العةةددان‬
‫األول والثاني – مارس ‪ ،‬يونيو ‪. 0615‬‬
‫– شرح القواعد العامة لقانون العقوبات – نقابة المحامين – طبعة ‪. 0115‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬عبد الفتاح مصطفي الصيفي‬
‫– األحكام العامة للنظام الجنائي في الشريعة اإلسالمية والقةانون – دار‬
‫المطبوعات الجامعية – طبعة ‪. 0101‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬عدنان محمود محمد البرماوي‬
‫‪ -‬الوضع تحت مراقبة الشرطة – رسالة دكتوراه – كليةة الدراسةات العليةا ‪،‬‬
‫أكاديمية الشرطة ‪. 0110 -‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬عطية مهنا‬
‫– بدائل العقوبات السالبة للحرية قةيرة المدة – المجلة الجنائيةة القوميةة –‬
‫العدد األول – المجلد ‪ – 18‬مارس ‪0660‬‬
‫– بةةدائل العقوبةةات السةةالبة للحريةةة قةةةيرة المةةدة – المجلةةة الجنائيةةة القوميةةة –‬
‫المركا القومي للبحول االجتماعية والجنائيةة – المجلةد الاةامس والثالثةون‬
‫– العدد األول – مارس ‪. 0660‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬على عبد القادر القهوجي ‪ ،‬الدكتور‪ /‬سامي عبد الكريم محمود‬
‫– أةول علمي اإلجرام والعقاب – بدون تاريخ طبع ‪.‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬على عبد القادر القهوجي ‪ ،‬الدكتور‪ /‬فتوح عبد هللا الشاذلي‬
‫– علةةةم اإلجةةةرام والعقةةةاب – منشةةة ة المعةةةارو باإلسةةةكندرية – طبعةةةة‬
‫‪.0665‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬علي راشد‬
‫– القةةةانون الجنةةةائي – المةةةدال وأةةةةول النظريةةةة العامةةةة – دار النهضةةةة‬

‫‪661‬‬
‫فهـــــَس المحتويــــــات‬

‫العربية – الطبعة الثانية ‪. 0610‬‬


‫‪ ‬الدكتور‪ /‬علي عبد القادر القهوجي ‪ ،‬الدكتور‪ /‬فتوح عبد هللا الشاذلي‬
‫– علم اإلجرام وعلم العقاب – طبعة ‪. 0111‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬عماد الفقي‬
‫– عقوبة اإلعدام في التشةريع المةةري – ت ةةيال وتحلةيال – المنظمةة‬
‫العربية لحقوا اإلنسان – الطبعة الثانية ‪.0100‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬عمر السعيد رمضان‬
‫– شرح قانون العقوبات – القسم العام – دار النهضةة العربيةة – بةدون‬
‫تاريخ نشر ‪.‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬عمر الفاروق الحسيني‬
‫– علم اإلجرام وعلم العقابا الطبعة الثالثة ‪. 0666‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬عمر سالم‬
‫– شرح قانون العقوبات المةري – القسم العام – دار النهضة العربيةة –‬
‫طبعة ‪. 0101‬‬
‫– المراقبة االلكترونية طريقة حديثة لتنقي العقوبة السالبة للحرية اارج‬
‫السجن – دار النهضة العربية – الطبعة الثانية ‪.‬‬
‫– مالمح جديدة لنظام وقةو التنقية فةي القةانون الجنةائي – دار النهضةة‬
‫العربية – الطبعة الثالثة ‪. 0100‬‬
‫– نحةةو تيسةةير اإلجةةراءات الجنائيةةة – دراسةةة مقارنةةة – دار النهضةةة‬
‫العربية – الطبعة األولي ‪. 0661‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬غنام محمد غنام‬
‫– علم اإلجرام والعقاب – دار القكر والقانون – طبعة ‪0108‬‬
‫– مقاوضات االعتراو بين المتهم والنيابة العامة في القانون األمريكةي‬
‫– دار النهضة العربية – طبعة ‪. 0111‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬فتوح عبد هللا الشاذلي‬
‫– دروس في علم العقاب – طبعة ‪.0656‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬فتوح عبد هللا الشاذلي ‪ ،‬الدكتور‪ /‬علي عبد القادر القهوجي‬
‫– شرح قانون العقوبات – القسم العام – طبعة ‪. 0119‬‬
‫‪ ‬الدكتورة‪ /‬فوزية عبد الستار‬

‫‪667‬‬
‫فهـــــَس المحتويــــــات‬

‫– مبادئ علم العقاب – دار النهضة العربية – طبعة ‪.0660‬‬


‫‪ ‬الدكتور‪ /‬مأمون سالمة‬
‫– أةول علم اإلجرام والعقاب – دار القكر العربي – طبعة ‪. 0615‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬محمد أبو العال عقيدة‬
‫– أةةةةول علةةةم العقةةةاب – دارسةةةة تحليليةةةة وت ةةةةيلية للنظةةةام العقةةةابي‬
‫المعاةر مقارنا بالنظةام العقةابي اإلسةالمي – دار القكةر العربةي – الطبعةة‬
‫الاامسة ‪066‬‬
‫– النظرية العامة للعقوبة والتدابير واالحتراايةة – دار النهضةة العربيةة –‬
‫الطبعة الثانية ‪. 0110‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬محمد المنجي‬
‫– االاتبار القضةائي أحةد تةدابير الةدفاج االجتمةاعي – منشة ة المعةارو‬
‫باإلسكندرية – الطبعة األولي ‪. 0650‬‬
‫‪ ‬المستشار‪ /‬محمد بهجت عتيبة‬
‫– محاضرات في القق الجنائي اإلسالمي – طبعة ‪. 0658‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬محمد فتحي‬
‫– علم النقس الجنائي علما وعمال – مكتبةة النهضةة المةةرية – طبعةة‬
‫‪ – 0681‬الجاء الثاني ‪.‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬محمد مصباح القاضي‬
‫‪ -‬التدابير االحترااية فةي السياسةة الجنائيةة الوضةعية والشةرعية – دار‬
‫النهضة العربية – بدون تاريخ طبع ‪.‬‬
‫– علم العقاب – طبعة ‪.0118 ، 0110‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬محمود أحمد طه‬
‫– علم العقاب – طبعة ‪. 0100‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬محمود كبيش‬
‫– ت كيةةد الحريةةات والحقةةوا القرديةةة فةةي اإلجةةراءات الجنائيةةة – دراسةةة‬
‫للتعةةديالت الحديثةةة فةةي القةةانون القرنسةةي – دار النهضةةة العربيةةة – طبعةةة‬
‫‪. 0110‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬محمود مصطفي‬
‫‪ -‬شرح قانون العقوبات – القسم العةام – دار مطةابع الشةعب – الطبعةة‬

‫‪661‬‬
‫فهـــــَس المحتويــــــات‬

‫الرابعة ‪. 0690‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬محمود نجيب حسني‬
‫– دروس فةةي علةةم اإلجةةرام وعلةةم والعقةةاب – دار النهضةةة العربيةةة –‬
‫طبعة ‪. 0655‬‬
‫– شرح قانون اإلجراءات الجنائية وفقةا ألحةدل التعةديالت التشةريعية ‪-‬‬
‫تنقيح الدكتورة ‪ :‬فواية عبد الستار – دار النهضة العربية – طبعةة ‪0101‬‬
‫– الجاء األول ‪.‬‬
‫‪ -‬شةةرح قةةانون العقوبةةات – القسةةم العةةام – النظريةةة العامةةة للجريمةةة‬
‫والنظريةةة العامةةة للعقوبةةة والتةةدبير االحتةةرااي – دار النهضةةة العربيةةة –‬
‫الطبعة السابعة ‪. 0100‬‬
‫– علم العقاب – دار النهضة العربية – الطبعة الثانية ‪. 0611‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬مدحت رمضان‬
‫– تدعيم قرينة البةراءة فةي مرحلةة جمةع االسةتدالالت فةي ضةوء تعةديال‬
‫قانون اإلجراءات الجنائية القرنسي – دار النهضة العربية ‪. 0110‬‬
‫– اإلجةةراءات المةةوجاة إلنهةةاء الةةدعوي الجنائيةةة فةةي ضةةوء تعةةديالت‬
‫قانون اإلجراءات الجنائية – دراسة مقارنة – دار النهضة العربية – طبعةة‬
‫‪. 0111‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬منصور عبد السالم عبد الحميد حسان‬
‫– العدالة الرضةائية فةي اإلجةراءات الجنائيةة – دار النهضةة العربيةة –‬
‫الطبعة األولي ‪0109‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬نور الدين هنداوي‬
‫– مبادئ علم العقاب – دراسة مقارنة للنظم العقابية – طبعةة ‪، 0119‬‬
‫‪.0111‬‬
‫‪ ‬الدكتورة‪ /‬هدي حامد قشقوش‬
‫– أةول علمي اإلجرام والعقاب –دار النهضة العربية – الطبعةة الثانيةة‬
‫‪. 0101‬‬
‫‪ ‬الدكتور‪ /‬يسر أنور على ‪ ،‬الدكتورة ‪ /‬آمال عبد الرحيم عثمان‬
‫– أةول علمي اإلجرام والعقاب – طبعة ‪0660‬‬

‫ثانيا ‪ :‬باللغة األجنبية‬


‫‪666‬‬
‫فهـــــَس المحتويــــــات‬

 j verim : " l'efficacitedela prevention generalereusccrim”


edition 1974 .
 H.H Jescheck : “L'utilisation en pratiquedes sanctions
mouvelles en driat penal allemend” rev. sc. Crim 1979.
 H.H Jescheck : “primcipes du mouveaudrait penal allemand
en comparaison avec les dispositions Generals du prjet de
loiportantreforme du code penal francais rev. sc. Crim 1987.
 G. Stefani , G. levasseur et b boulocdroit penal general 16
edition dalla 1997.
 Short-term , General report pre pared by the secretarit united
nations , A / conf. 1960.
 P. cuche : traite de suence et de legislation penitentareparis
1905.
 J Cpradel : Droit penal general 6 edition , cujas 1987.
 Normamdeau : Bilan criminal gique de quatre politique
spratique penal samericans contemporines , Rev. Sc. Crim
1996.
 Cardet : le placement sous surveillance electronique ,
L'Harmatt an 2003.
 H C. Cardet : le controlejudiciare socio educated subsitut a
ladetentionpravisoire entre surveillance et reinsertion ,
L'Hamattan 2000.
 J.Pradel : La prison a domicil sous surveillance
electroniquemodalited'execution de la peine privative de
liberte , premier a ppercu de la loi du 19 decembre 1997 , rev
pen Dr. pen 1998.
 P. couvart : Les traisvisayes du travail d'mterel general rev.
sc. Crim 1989.
 J. Pradel : Le trail d'interet general en eropeacadentale

666
‫فهـــــَس المحتويــــــات‬

apercus comparaatives rev. pen Dr. pen 1986.


 J.Pradeldrait penal general – sixieme edition gujas 1987.
 P. couvral : art prec p 15 gets , P boyer le sursisassorte de
lob ligation d accamplir um travail d'interet general
n'estilaL'epreuve?
 F.Despartes et F.3 le gunehec le mouveaudroit penal ,
T 1 droit penal general 1996.
 G. stefami et G. levaseurdroit penal general gemes edition
1976.
 Bouzat et J.pimateltraite de droit penal et criminalagie ,
dalloyparis edition 1970 T.1 P 633 sixeme edition gujas 1987.
 Jeamchazal , le suriscon ditionmel dans legislation francaise
1971.
 G. stefami , G levasseur et B.Boulocdroit penal general 1997
Y.marx Laprobation : etatactuel et aspects sociaux rev penitdr
pen 1955.
 G. strfami, G levasseur et B.Bouloc Droit penal general
1997 G. Stefami, G LevasseuretrJambu merlin Griminolo
gieetsue ncepenitentiaire 1976.

666

Powered by TCPDF (www.tcpdf.org)

You might also like